المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية
أخبار يوم
15/03/2010

إنجيل القدّيس مرقس 2/1-12

وبَعْدَ أَيَّامٍ عَادَ يَسُوعُ إِلى كَفَرْنَاحُوم. وسَمِعَ النَّاسُ أَنَّهُ في البَيْت. فتَجَمَّعَ عَدَدٌ كَبيرٌ مِنْهُم حَتَّى غَصَّ بِهِمِ المَكَان، ولَمْ يَبْقَ مَوْضِعٌ لأَحَدٍ ولا عِنْدَ البَاب. وكانَ يُخَاطِبُهُم بِكَلِمَةِ الله.

فأَتَوْهُ بِمُخَلَّعٍ يَحْمِلُهُ أَرْبَعَةُ رِجَال. وبِسَبَبِ الجَمْعِ لَمْ يَسْتَطِيعُوا الوُصُولَ بِهِ إِلى يَسُوع، فكَشَفُوا السَّقْفَ فَوْقَ يَسُوع، ونَبَشُوه، ودَلَّوا الفِرَاشَ الَّذي كانَ المُخَلَّعُ مَطْرُوحًا عَلَيْه. ورَأَى يَسُوعُ إِيْمَانَهُم، فقَالَ لِلْمُخَلَّع: «يَا ٱبْني، مَغْفُورَةٌ لَكَ خطَايَاك!». وكانَ بَعْضُ الكَتَبَةِ جَالِسِينَ هُنَاكَ يُفَكِّرُونَ في قُلُوبِهِم: لِمَاذَا يَتَكَلَّمُ هذَا الرَّجُلُ هكَذَا؟ إِنَّهُ يُجَدِّف! مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَغْفِرَ الخَطَايَا إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ؟. وفي الحَالِ عَرَفَ يَسُوعُ بِرُوحِهِ أَنَّهُم يُفَكِّرُونَ هكَذَا في أَنْفُسِهِم فَقَالَ لَهُم: «لِمَاذَا تُفَكِّرُونَ بِهذَا في قُلُوبِكُم؟ ما هُوَ الأَسْهَل؟ أَنْ يُقَالَ لِلْمُخَلَّع: مَغْفُورَةٌ لَكَ خطَايَاك؟ أَمْ أَنْ يُقَال: قُمْ وَٱحْمِلْ فِرَاشَكَ وَٱمْشِ؟ ولِكَي تَعْلَمُوا أَنَّ لإبْنِ الإِنْسَانِ سُلْطَانًا أَنْ يَغْفِرَ الخَطَايَا عَلَى الأَرْض»، قالَ لِلْمُخَلَّع: لَكَ أَقُول: قُم، إِحْمِلْ فِرَاشَكَ، وٱذْهَبْ إِلى بَيْتِكَ!. فقَامَ في الحَالِ وحَمَلَ فِرَاشَهُ، وخَرَجَ أَمامَ الجَمِيع، حَتَّى دَهِشُوا كُلُّهُم ومَجَّدُوا اللهَ قَائِلين: «مَا رَأَيْنَا مِثْلَ هذَا البَتَّة!».

 

يشنها "حزب الله" محاولا الهروب من تطويقه داخلياً وخارجياً 

نشر 1500 كاميرا حكومية في بيروت وضواحيها رداً على حملة "حزب الله" الهستيرية على "الأمن الداخلي"

 السياسة/لندن - كتب حميد غريافي:

اكدت "حملة الجنون وفقدان الاعصاب" التي يقودها "حزب الله" منذ أيام ضد "الاتفاقية الامنية اللبنانية - الأميركية" لدعم مؤسسة قوى الامن الداخلية المحسوبة بالكامل على تيار رئيس الحكومة سعد الحريري والمعتبرة "جيش قوى 14 آذار" الحقيقي مقارنة مع الجيش اللبناني الواقع تحت رحى "الحيادية المفرطة" لقائديه السابق الرئيس ميشال سليمان والراهن العماد جان قهوجي, أكدت "الشعور المتزايد يوما بعد يوم لدى قيادة حسن نصر الله بنقل عمليات التطويق الداخلية والدولية التي تستهدفه, سواء بالنسبة لتدخل اكبر للاجهزة الامنية والاستخبارية المحلية في شؤون مناطقه ومربعاته الامنية بعد "تسلل" هذه الاجهزة الى ضاحيته الجنوبية ل¯ "بسط الامن المفقود" ومضاعفة عدد افراد الجيش وقوى الامن الداخلي ثلاث مرات في مناطق البقاع الغربي والاوسط والشمالي, مراكز ثقل الحزب العسكرية والشعبية منذ مطلع العام الماضي, وتنبيه الحزب الى الامتناع عن "محاولات الانفلاش" باتجاه المناطق المسيحية الوحيدة حتى الآن "التي نجت من شروره" (بعد اجتياح 7 مايو 2008  لبيروت السنية والجبل الدرزي).

وأوضحت أوساط شيعية في بيروت ان ما اقلق قيادة الحزب بشكل غير مسبوق هو اطلاعه من وزير الاتصالات السابق جبران باسيل صهر ميشال عون وأحد "أهم عملائه في المناطق المسيحية" حسب أوساط حزبية في الاشرفية, على وثيقة "الاتفاقية الامنية اللبنانية - الاميركية" التي طلبت السفارة الاميركية في بيروت بموجبها من الحكومة اللبنانية معرفة امكنة هوائيات الهاتف الخليوي في سياق تدريب عناصر قوى الامن الداخلي على تعقب مخابرات اشخاص مطلوبين من السلطات الامنية.

وقالت الاوساط الشيعية "إن مرور اكثر من عام على توقيع هذه الاتفاقية هو الذي ارعب جماعات الحزب اذ تأكد لهم ان الاميركيين يراقبون شبكات اتصالاتها ومخابراتها الخليوية ومن هنا علت صرخات نصر الله ونائبه ومعاونيه دفعة واحدة من "ان ما تحصل عليه السفارة الاميركية يصل الى اسرائيل".

وفي رد غير مباشر على هذه الحملة الشعواء لحزب الله ونوابه في البرلمان ووسائل اعلامه المرئية والمقروءة والمسموعة ولحلفائه في "حركة امل" والمنظومة السورية الاستخبارية, ضربت وزارة الداخلية واجهزة الامن الداخلي التابعة لها برفض "حزب الله" نشر كاميرات في بيروت وضواحيها على نطاق واسع بحجة انها "تخترق مربعاته الامنية وتعرض امنها للانتهاك", عرض الحائط, بعدما كشفت اوساط امنية لبنانية ل¯ "السياسة" النقاب امس عن ان "الدوائر الحكومية اعادت احياء مشروع نصب الكاميرات في الشوارع والزواريب والطرقات العامة "كما في بقية دول العالم" حسب تصريح ادلى به الى الفضائية اللبنانية "LBC" مدير عام قوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي هذا الاسبوع, رافضا الاسباب المساقة ضد هذا الاجراء الامني الحضاري "غير المقنعة وغير الموضوعية وغير المبررة".

وقالت الاوساط إن نحو 700 كاميرا متطورة "سيجري البدء بنصبها في قلب بيروت والمناطق الساحلية الشمالية والجنوبية في وقت قريب كخطوة اولى ضمن مشروع يلحظ نشر 1500 كاميرا حول العاصمة وفي البقاع وخصوصا على الطرقات المؤدية للمطار وحوله".

ونقلت الاوساط عن مسؤولين حكوميين وامنيين كبار قولهم إن "ارتفاع نسبة الجرائم في لبنان مثل محاولات القتل والاعتداء وسرقة السيارات والنشل والسطو على المراكز التجارية ستنخفض بمعدل 40 في المئة فور نصب الكاميرات التي لو كانت اكثر تعميما منذ البداية لكان بالامكان كشف قتلة الرئيس رفيق الحريري وقادة لبنان السياسيين والامنيين والاعلاميين والعسكريين الا ان رفض "حزب الله" وبعض الجماعات الاخرى المرتبطة سياسيا وتسليحيا بالخارج ادى الى ارتفاع معدل الجريمة وان الذرائع الواهية التي قدمها هؤلاء تراوحت بين امكانية استخدام هذه الكاميرات لكشف تحركاتها على الساحة الداخلية وعمليات الحصول على السلاح وتعريض امن القادة والعناصر ومخازن الاسلحة للخطر".

وذكرت الاوساط ل¯ "السياسة" ان دولا اوروبية عدة "أعربت عن رغبتها في تقديم امكانيات تكنولوجية متطورة جدا بعد تقديماتها السابقة الى قوى الامن الداخلية واستخبارات الجيش وبعض الدوائر الحكومية الرسمية مثل القصر الجمهوري ورئاستي الحكومة ومجلس النواب من بينها انواع أحدث لكاميرات بوشر بنشرها في عدد من العواصم الاوروبية على نطاق واسع اكثر فاعلية وادق وأوسع مدى من الكاميرات السابقة وهي معدات تم الاتفاق عليها داخل الاتحاد الاوروبي ضمن برنامج مكافحة الارهاب في القارة".

واكدت الاوساط انه "في نهاية المطاف لابد من نشر مثل هذه الكاميرات في كل مكان من لبنان اذ لا يعقل ان يجري ضبط الامور في جنوب لبنان بالشكل الدقيق الحاصل فيه الان بوجود قوات يونيفيل والجيش اللبناني, فيما تترك الامور الامنية الداخلية على غاربها, فإما ان يكون لبنان على الاقل مثل دبي وبعض العواصم العربية الاخرى, ضابطا لأمنه بشتى الوسائل التكنولوجية المتطورة, او ان يبقى ساحة لمراعاة خواطر العصابات والاحزاب الخارجة على القانون, والتي تحيط نفسها بأمن ذاتي يتعارض والامن العام في البلاد".

وقالت انه "حتى داخل الضاحية الجنوبية من بيروت عقر دار "حزب الله" الذي سمح قبل اشهر فقط بدخول قوى الامن الداخلي الى مربعاته الامنية لحاجته الى ضبط الامن الفالت هناك من سرقات واعتداءات ومخدرات وسرقة سيارات وتفشي الرذيلة, لابد من نصب عدد كبير من الكاميرات لمساعدة القوى الامنية في مهماتها هناك, وعلى قادة "حزب الله" ان يكونوا اكثر انفتاحا واطمئنانا الى انهم لن يقعوا تحت المراقبة لأن هناك وسائل كثيرة لذلك". وسخرت الاوساط الامنية من معارضة "حزب الله" وحركة امل لنصب الكاميرات في شوارع لبنان وطرقاته بحجة القول إن "التقنيات الاسرائيلية" قد تصل الى هذه الكاميرات لتعديلها الى كاميرات تجسس او ان الاختراق الاسرائيلي الواسع للمرافق اللبنانية الذي تجلى في هذا العدد الضخم من شبكات التجسس العبرية المكتشفة خلال الاشهر العشرة الاخيرة قد يصل الى استخدام بعض هذه الكاميرات لمراقبة الحزب وقياداته وعمليات تهريب سلاحه اذ انه مع انتشار آلاف الكاميرات الخاصة في المباني التجارية والمصارف والسوبر ماركتات والمستشفيات ومعظم مرافق القطاع الخاص, لم يعد "حزب الله" قادرا على التصدي لهذه الظاهرة الامنية الضرورية, كما لم يعد باستطاعته مقاومة نشر اجهزة الامن الحكومية لهذه الكاميرات حفاظا على السلم الاهلي الداخلي".

 

ملف سوريا النووي: كشفه الموساد وأميركا قد تواجه به الأسد 

١٥ اذار ٢٠١٠ /  موقع 14 آذار

::طارق نجم::

كان يطيب للرئيس الأمريكي السابق جورج بوش أن يلقب الرئيس السوري بشار الأسد بـ "طبيب العيون"، لدراسة الأسد طب العيون. الممارسة السياسية للأسد أثبتت قدرته على التعامل مع الأوضاع المتقلبة في الشرق الأوسط من دون اللجوء إلى النظارات وأتاحت له استدراج الولايات المتحدة لمد يدها إليه، ومن ثم الإستهزاء بها عند طلبها فك إرتباطها بإيران. في الواقع، جلّ ما يستطيع أن يفعله الرئيس السوري لنظيره الأميركي هو أن يفحص له قوة نظره ولكن يبدو أنه لا يوجد أسوأ من الرجل الأعمى إلا رجل لا يريد أن يبصر بملأ إرادته، بحسب تعبير أحد الصحافيين الأمريكيين.

ففي الأسابيع الأخيرة، تصاعدت هجمة الصحافة الأمريكية على مقاربة الرئيس أوباما للتعاطي مع سوريا بإعتبارها دولة غير جديرة بالثقة، وأن هذا الأسلوب الدبلوماسي تسبب بإهانة الولايات المتحدة والسخرية منها على العلن. فقد رأوا إنّ عملية قيام حوار بين الولايات المتحدة وسوريا لا يتم من خلال تحريك ضغوط قد تمارسها وكالة الطاقة الذرية، وهذه الضغوط مرشحة أن تصل إلى مجلس الأمن، من خلال الدفع نحو عمليات تفتيش خاصة في مراحل لاحقة، على غرار المثال العراقي بين 1991 و 2003، فتعطي درساً لسوريا لوضع قواعد جديدة للعبة.

إليوت أبرامز، عضو مجلس الأمن القومي في عهد ريغان وبوش الإبن، قد كتب الأسبوع الماضي في مجلة Weekly Standards، أنّ سلوك الأسد يثير الدهشة فقط إذا كنت تنظر إليه باعتباره باحثاً عن السلام، وربما هذا التوجه "الأوبامي" للتعاطي مع الأسد. لكن لن تفاجىء أبداً اذا كنت ترى بشار الأسد على حقيقته بإعتباره دكتاتوراً مفزعاً يعتمد على النظام الإيراني لمصالح سياسية ومالية وعسكرية.

ربما كان قدر لبنان أن يقبع بين جارتين لا تشعرانه بالهدوء ولا تمنحانه ما يحتاجه من إستقرار أمني و جيرة لا تعكر صفاءها المشاريع والأطماع التي لا تنتهي. فكيف إذا كانت هاتان الجارتان نوويتين؟ فإسرائيل النووية تعمل على منع أي كان في المنطقة من التفكير في الحصول على الطاقة النووية وهي مستعدة في سبيل ذلك إلى المخاطرة وإشعال الحروب. فعام 1981 شنت الطائرات الإسرائيلية هجوماً مفاجئاً على المفاعل النووي العراقي المسمى أوزيريك على الرغم من أن العراق في حينه كان أقرب إلى الولايات المتحدة الأمريكية ويحاول أن ينسج معها حلفاً ضد عدوه الإيراني. وفي 6 أيلول 2007 قام عدد مماثل من الطائرات وبشكل مباغت كذلك بشن ضربة خاطفة في ساعات الفجر الأولى على منشأة سورية في منطقة دير الزور، لم يكشف عنها إلا من خلال مصادر إسرائيلية ومصادر محايدة لاحقاً، ليتبين أنها تعود لمفاعل نووي قيد الإنشاء أو الإستعمال. وقد ساعدت الصور الجوية للمفاعل بتحديد شكله وربما تصميمه على الرغم من محاولات دمشق طمس هذه المعالم. فالتشابه بين الحادثين واضح وجلي والعبرة ربما آتية.

لغز دير الزوز يحله عميل سوري لدى الموساد

الملف النووي السوري بدأ الكلام عنه قبل وقت طويل من توجيه الضربة لمنشأة "الكبر" في دير الزور. فنائب مدير المخابرات والتحليل الوطنية الأمريكية ذكر عام 2004، أن المحققين الباكستانيين قد أكدوا له أن عبد القدير خان، العالم الباكستاني النووي الذي كان يدير برنامجا سرياً، قدم منتجات ومعدات وتكنولوجيا نووية لسوريا". كما أفادت التقارير الصحفية في عام 2004 بأن خان قد زار سوريا في عدة مناسبات، واجتمع مع مسؤولين سوريين كبار في ايران. بينما نفت سوريا هذه، اعترف بشار الأسد في مقابلة عام 2007 مع صحيفة نمساوية انه تلقى رسالة من خان في عام 2001. وادعى أنه رفض فيها اقتراح خان، "بإعتباره فخاً اسرائيلياً".

تقرير لشبكة ِABC الأمريكية عام 2007 نقل عن الموساد الإسرائيلي معلومات تقول بأن سوريا كانت تبني منشأة نووية سرية في صيف ذلك العام، وقد تمكن عملاء الموساد من تجنيد أحد العمال من داخله, وقد وفّر لها معلومات استخبارية بالغة الدقة. ومن خلال هذا المصدر، حصل الموساد على لقطات فيديو، وكذلك صور فوتوغرافية لداخل المنشأة، وساهم في حسم المسألة بأنّ منشأة "الكبر-دير الزور" كانت فعلا منشأة نووية (مع هيكل اسطواني كبير ومحطة للضخ ، وسائر التجهيزات).

الإستخبارات الاسرائيلية, وبحسب "الجيروزالم بوست"، أوصلت هذه المعلومات لوكالة المخابرات المركزية، التي إستعانت بـ" الاقمار الصناعية وساعدت اسرائيل في تحديد احداثيات الموقع والتخطيط لضربه". البلدين ناقشا إمكانية قيام الولايات المتحدة بتنفيذ ضربة؛ المسؤولون الاميركيون درسوا هذه الخيارات. في النهاية ، وجه البيت الابيض رسالة تقول "ان الولايات المتحدة فضلت عدم الهجوم". في الواقع حاول كل من وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس ووزير الدفاع روبرت غيتس إقناع إسرائيل بعدم القيام بالهجوم ".

من جهته، أعلن مديرعام وكالة الطاقة الذرية, وبشكل رسمي، مجلس الحكام بتاريخ 2 حزيران 2008 أن منشأة دير الزور التي دمرتها إسرائيل في أيلول 2007 كانت مفاعلاً نووياً ترفض سوريا الإعتراف به. وبعد أن تمكنت الوكالة من الوصول الى الموقع في 23 حزيران 2008، أخذ خبراؤها عينات من بيئة المكان وفي حين أنه لا يمكن استبعاد ان المبنى الذي دمر كان يعدّ للاستخدامات غير النووية، لكن الوكالة جزمت أنّ ملامح البناء وقنوات الاتصال للموقع وما يرتبط به من توصيلات لضخ مياه التبريد تشبه إلى حد كبير مواقع المفاعلات النووية. وقد زاد من التأكيد وجود كميات كبيرة من الـ"باريوم سولفيت" و"الغرافيت". كما أن الكثير من الأسئلة أثيرت عن سبب قيام السوريون، بعد القصف مباشرة، بجرف المنطقة، وتشييد مبنى مشابه تماماً للمبنى القديم والتخلص من الدمار في مكان لا يزال مجهولاً ويرفض الكشف عنه. هذا الأمر حدا دايفيد أولبريت، محقق الأمم المتحدة السابق في قضايا التسليح ورئيس معهد العلوم والأمن العالمي ISIS للتصريح لصحيفة نيويورك تايمز أن "سوريا كانت تخفي شيئاً كبيراً وعمدت إلى تدمير الدليل على وجوده وهي تملك الأجوبة على جميع الأسئلة".

أما الدليل الحاسم على أن دير الزور منشأة نووية فهو وجود اليوانيوم الطبيعي غير المصرح عن وجوده في سوريا. ولدى سؤال السوريين عن ذلك، كانت إجابتهم أنّ اليورانيوم هو من بقايا الصواريخ الإسرائيلية التي أطلقت على الموقع.

الوكالة الدولية رفضت هذا التفسير بالإضافة إلى الإدعاء الآخر أنّ المنشأة هي عسكرية وغير نووية، حيث كانت الوكالة طوال سنتين تطالب سوريا بإثباتات على هذا الإدعاء من دون الحصول على جواب. ومن هذا المنطلق، حثت الوكالة الحكومة السورية على تلبية الطلبات المتعلقة بالإطلاع على معلومات عن الموقع بالإضافة إلى ثلاث مواقع أخرى تهم الوكلة الدولية.

كوريا الشمالية تعاون مع إيران للتخصيب على الأرض السورية

سوريا التي تعاني من إقتصاد متداع وقلة في التجهيزات الفنية والجهاز البشري القادر على التعامل مع التكنولجيا الحديثة، كان لا بد لها من معونة أجنبية. الادميرال دينيس بلير أدلى بشهادته امام الكونغرس بتاريخ 16 كانون الاول 2009، حين قال بأن كوريا الشمالية قد باعت في الماضي صواريخ باليستية ومواد اخرى لعدة بلدان في الشرق الأوسط ، بما في ذلك إيران وقامت بمساعدة سوريا ببناء مفاعل نووي. وفي تقرير صادر عن خدمة أبحاث الكونغرس بتاريخ 5 كانون الثاني 2010 تبيّن أن التعاون النووي بين سوريا وكوريا الشمالية يعود للعام 1997 حين كان حافظ الأسد يفتش عن نظرة مستقبلية لسوريا تمكنها من ولوج المرحلة القادمة "للصراع على الشرق الأوسط".

صحيفة دير شبيغل الألمانية اشارت بتاريخ 23 حزيران 2008 الى تقارير استخباراتية تؤكد أنّ علماء من كوريا الشمالية وايران كانوا يعملون معاً في موقع المفاعل في وقت القصف الاسرائيلي. وقد كان ينظر إلى المفاعل بأنه مخصص لإنتاج البلوتونيوم لاغراض عسكرية باعتبارها ملحقة ببرنامج التخصيب الايراني.

هذه المعلومات كشفت عنها كذلك تقارير مماثلة فقد تحدّث سانكي شيمبون من الصحيفة اليابانية عن التعاون الكوري الشمالي مع الحرس الثوري الايراني في المفاعل السوري. وقد ذكرت هذه الصحيفة في أيلول 2008 أن مصدراً مطلعاً على القضية النووية السورية أنّ هناك مقراً في ايران يضم منشأة اعادة معالجة البلوتونيوم مصممة لمعالجة الوقود النووي القادم من سوريا بالإضافة إلى زيارات مكثفة لمسؤولين ايرانيين للمفاعل السوري بين عامي 2005 و 2006.

وفي تقرير لوكالة Federal News Service بتاريخ 6 نيسان 2009، وعلى أساس المعلومات التي قدمتها وكالة الاستخبارات المركزية، فهذا الموقع يتضمن بقايا نووية للبرنامج الذي شرعت في بنائه سوريا. فنمط المفاعل، والسرية التي تم بناؤه بمساعدة الكورية الشمالية، والجهود المبذولة لإخفائه؛ تؤكد وجود نوع من اليورانيوم في تشابه مع موقع كوري شمالي في يونغبيون، ويتساءل التقرير "توجه دولة الى جهد بناء هذا المفاعل النووي ما لم يكن هدفها تطوير أسلحة نووية.

وربما ما يزيد من إحتمال وجود الإيرانيين والكوريين الشماليين في الموقع هو ما أعلنه تقرير وزراة الدفاع الأمريكية عن إنتشار الأسلحة النووية للعام 2001 والذي ذكر فيه أن سوريا تفتقر بالدرجة الأولى للكادرات المدربة والكفوءة في مجال الطاقة النووية بالإضافة إلى البنية التحتية اللازمة للشروع في مشروع لإنتاج أسلحة نووية.

لعبة الحبل المشدود بين سوريا والطاقة الذرية

يشكل المشروع النووي السوري رابع فشل لإتفاقية الحد من إنتشار السلاح النووي ووكالة الطاقة الذرية بعد البرنامج العراقي في الثمانينات، والإيراني بدءا من التسعينات، واللليبي الذي كشف عنه بدءا منذ العام 2000.

وكالة الطاقة الذرية تؤكد على مراوغة سوريا في تعاطيها مع هذا الشأن وتشدد الوكالة على ان مصداقية دمشق مشكوك بأمرها إلى حد بعيد. فمنذ إكتشاف بقايا اليورانيوم في موقعين سوريين، أخذت علاقة الوكالة الدولية للطاقة الذرية بسوريا طابع المشي على حبل مشدود، قد يصل إلى تصادم قريب. فقد عثر مفتشو الوكالة على آثار يورانيوم في موقع دير الزور النووي وهو الذي لم يأت ذكره ضمن قوائم الجرد التي أعلنتها سوريا.

من جهتهم يقول السوريون ان مصدر اليورانيوم هو الصواريخ الاسرائيلية التي استخدمت لتدمير مفاعل الكبر في أيلول 2007. ولكن المزيد من جزيئات اليورانيوم تم اكشافها في موقع ثان بالقرب من دمشق، حيث يوجد مفاعل مصغر من النيوترون. وقدد علل السوريون ذلك من تراكم العينات والمواد المستخدمة في التحليل للنشاط النيوتروني.

لكن مصادر وكالة الطاقة الذرية تقول أنها ليست في معرض قبول مثل هذه التفسيرات وهي تمارس ضغوطاً على دمشق للحصول على إجابات أكثر وبالتحديد معرفة مصدر اليورانيوم. وقد شرعت هذه الوكالة بتحقيقاتها الخاصة لأنه من المؤكد ان الحكومة السورية لا تقول الحقيقة. فالوكالة تتشدد حالياً في مسألة شد الحبل تجنباً لسلوك سوريا المراوغ.

المسؤولون الاميركيون في مجال مكافحة انتشار الأسلحة النووية لم يقتنعوا كذلك الأمر بل تقول وجهة نظرهم أنّ "سوريا لديها سوابق في اخفاء انشطتها النووية. فالعالم كله رأى إخفائهم لمفاعل الكبر الذي دمر في عام 2007. وقد تنامى الشك الأميركي في هذا الأطار نتيجة العلاقة الوثيقة التي تربط سوريا بإيران، والتي رفضت الخضوع للإرادة الدولية لوقف برنامجها للاسلحة النووية وأنشطة الإنتاج الذرية، وهناك قلق جدي في أن تكون سوريا هي التالية على نفس الطريق.

ووفق مركز دراسات معهد بوتوماكfor Policy Studies Potomac Institute" ينبغي أن تشكل قضية سوريا النووية مصدر قلق كبير" ، وبحسب ديفيد كاي الباحث البارز في المعهد "إذا كان بإستطاعة الدول, من تلقاء نفسها، وسراً اتخاذ الترتيبات اللازمة للحصول على الأقل على جزء من دورة إنتاج الأسلحة النووية فإنها لن تتوانى عن القيام بما يلزم لإنتاجها.

وفي رسالة مؤرخة بتاريخ 21 كانون الثاني 2010، حملت الوكالة الدولية نتائج الإختبارات التي أجرتها على عينات عدة تمّ إستخراجها وطالبت فيها بالمزيد من التحقيقات. لكن الحكومة السورية ردت على ذلك في 10 شباط 2010، رافضة طلب الاجتماع الذي تقدمت به الوكالة. وبكل وضوح، أعلنت وكالة الطاقة الذرية هذا الشهر بأن سوريا لم تتعاون مع الوكالة منذ حزيران 2008 ولم تحل المسائل المتصلة بموقع دير الزور الموقع وغيره من المواقع الثلاثة الأخرى. ونتيجة لذلك، فإن الوكالة لم تتمكن من إحراز تقدم نحو حل معضلة هذه القضايا المتصلة بتلك المواقع. فالمطلوب من سوريا توفير كامل المعلومات عن جميع المواد النووية لديها، وتزويد الوكالة بتصريح للوصول إلى جميع الجهات ذات الصلة وكل الوثائق المطلوبة.

ومن دون أدنى شك، فقد باءت السياسة الأمريكية للتقرب من دمشق بالفشل وتم إذلال سيد البيت الأبيض الذي غدا الآن أمام خيارات صعبة قد تؤدي إلى تغيير دراماتيكي في إستراتيجيته بعد أن إستنفذ مخزون المبادرات وبدأت خيارات أخرى تلوج بالأفق قد لا يكون أقلها خيار عقوبات على سوريا ومواجهتها على أساس نشاطاتها النووية. فهل سيفضي هذا التوجه المحتمل إلى سيناريو شبيه بإيران أو ربما العراق؟ 

 

 لدينا مخاوفنا من أن تصبح آليّة عمل "14 آذار" كمعطل لها

الجميّل: لا نريد هيئة الحوار مؤسّسة رديفة للمؤسّسات الدستوريّة فيجب أن يكون هناك مدّة زمنيّة محدّدة لانعقادها

الاحد 14 آذار 2010/لبنان الآن

أكد رئيس الجمهوريّة السابق ورئيس حزب "الكتائب اللبنانيّة" أمين الجميّل أنّ الحزب هو "أوّل من طرح شعار "لبنان أوّلاً" والسيادة وكل الشعارات التي تأسّست عليها "الكتائب" وذلك قبل "14 آذار"، ولكن المهم أن تُحترم ثوابت "14 آذار" وموقفنا هو الحرص على رمزيّتها". وأضاف: "نريد أن نستمر بأهداف "14 آذار" وأن يحقّق جمهوره كل أمانيه". وأشار إلى أنّ غيابه "عن مؤتمر "14 آذار" اليوم هو رسالة واضحة، ونحن لدينا مخاوفنا من أن تصبح آليّة عمل "14 آذار" كمعطل لها". واعتبر أنّ "البيان الوزاري لا يأتلف مع جمهور "14 آذار"، ولذلك عشيّة الذكرى كان لدينا اقتراح وهو أنه بدلاً من أن يكون الاجتماع للصورة يجب أن يكون هناك وقفة تأمّل وخلوة لتقويم ما جرى خلال عام ومراجعة التطورات التي حصلت".

الجميّل، وفي حديث لقناة "الجديد"، قال: "عبّرنا عن التحفّظ على اجتماع قوى "14 آذار" اليوم بتمثيل رمزي، ونحن مع خلوة دراسية تنتج من جهة تقويماً صحيحاً ورسم خريطة طريق لنا ومن جهة أخرى إنتاج آليّة عمل جديدة، وعلى هذا الاساس كان نائب رئيس حزب "الكتائب" شاكر عون مكلّفاً بتمثيل "الكتائب" في اجتماع قوى 14 آذار اليوم". وأضاف: "نحن لا ننتظر شهادة حسن سلوك من أحد والمهم ألا نفرّط بدم شهداء "الكتائب" وكل قوى 14 آذار، ونحن حريصون على المسيرة، وبالتالي القضايا الشخصيّة لا علاقة لها بتاتاً بمواقفنا". وشدّد على أنّ "المهم الآن المسيرة التي هي مسيرة سياديّة واستقلاليّة وكرامة وعنفوان، وقد آن الأوان بعد 5 سنوات أو بعد عام على تشكيل الحكومة من إجراء تقويم لكي نعزّز مسيرة "14 آذار" وحتى لا نغرق". وأشار إلى أنّ جمهور "14 آذار" لديه مخاوفه وقلقه من التطورات التي تجرى، ونحن كحزب "كتائب" نخاف على الناس وكل المطلوب هو وقفة وجدانيّة حتى نؤكد على هذه المسيرة وحتى لا تذهب دماء كل شهداء 14 آذار هباءً".

 وعن مواقف رئيس "اللقاء الديمقراطي" وليد جنبلاط، فاعتبر الجميّل أنّه "مسؤول تجاه ضميره وقناعاته وربعه، وهو حرّ بسلوك الطريق التي يريدها". وأضاف: "كنا نتمنى لو بقي في خطنا ولكننا على تواصل دائم معه وكل ما يهمنا هو استقرار الجبل وتنميته ليلعب دوره بالكامل، وإن كان هناك خلافات سياسيّة فيمكننا أن نحلّها ولنركّز على القواسم المشتركة". وأشار إلى أنّ "التاريخ يحكم على الطريق الذي سلكه وليد جنبلاط وليس أنا"، ولفت إلى أنّ "وليد بك هو من يقول إنّه في خط وسطي وبالتالي التجارب هي التي ستحكم".

وشدّد الجميّل على أنّ "الخلاف السياسي لا يمنع التواصل الشخصي الذي لربما يعالج هذا الخلاف، ونحن بأحلك الظروف أبقينا الاتصالات مع الفلسطينيين والسوريين ولكن ليعترفوا لنا بأنّ "الكتائب" لم تحيد قيد أنملة عن نهجها السيادي، ونحن نعترف بأنّ البلد لا يُبنى على الاحقاد وعلى المتاريس، فلماذا الخراب والدمار قبل أن نعود لكي نلتقي؟". ولفت إلى أنّه "في هيئة الحوار كان هناك جوّ صداقة مع العماد ميشال عون، ولكن نحن لم نصل بعد إلى تطورات على الصعيد الوطني لنترجمها بلقاء على صعيد القيادة". وأضاف: "اللقاء مع سليمان بك فرنجية بدأ منذ أيام جدّه والنائب روبير فرنجيّة زارنا في السابق". وذكّر بأنّ "الأزمات متراكمة منذ عشرات السنوات وهناك أياد غير بريئة تزرع الفتن وأطراف خارجيّة تعرقل اللقاءات والمصالحات كأن يحصل تفجير أمني أو اغتيال يؤدي إلى هذه العرقلة".

وعن هيئة الحوار الوطني، رأى الجميّل أنّ "التجربة لم تكن ناجحة في هيئة الحوار لأنّ المواقف جامدة، ومثلاً "حزب الله"، وهو صاحب القضيّة الأساس، ولم نعرف تصوّره بإستثناء أنّ سلاحه أبدي سرمدي وفي خدمة القضايا القوميّة". وأضاف: "أعرف ما صعوبة مهمّة الرئيس سليمان فقد مررت أنا بهذه المرحلة وهو يقودها بحكمة". وأشار إلى أنّ "هناك مصطلحات تكوّن الوطن كالسيادة وغيرها نحن نختلف بشأنها، فمثلاً لـ"حزب الله" تفسيره للسيادة وللولاء مغاير تماماً عن تفسيرنا لاسيّما أنه يعتبر الولاء هو لولاية الفقيه". وأوضح أنّ "هناك فرق بين الدعم الدولي الرسمي للدولة اللبنانيّة وبين تهريب السلاح وتباهي السيّد حسن نصرالله بترسانته العسكريّة". وشدّد على أنّ "الاستراتيجيّة الدفاعيّة لا تقتصر فقط على السلاح فهناك الدبلوماسيّة أيضاً، كما يجب تحديد أهداف لها فهل هناك فقط خطر من إسرائيل وماذا عن خطر نهر البارد؟، فهناك عدّة أخطار محدقة بنا ولذا لتكن الاستراتيجيّة الدفاعية شاملة". وقال: "لا نريد أن يكون هناك مؤسّسة رديفة للمؤسّسات الدستوريّة، فيجب أن يكون هناك مدّة زمنيّة محدّدة لانعقاد هيئة الحوار".

وبشأن قضيّة مزارع شبعا رأى الجميّل أنّ "من يحرص على سيادة لبنان ودعمه فليعطينا ورقة يتيمة، لن تكلّف سوريا شيئاً، وهي الاعتراف بلبنانيّة مزارع شبعا، فنحن اليوم نحرّر أرضاً هي بالنسبة للمجتمع الدولي غير لبنانيّة". وشرح أنّه "إذا أعطت سوريا هذه الورقة، ستنتقل سلطة مزارع شبعا من القرار الدولي 242 إلى القرار الدولي 425 ولربما تمكّن عندها مجلس الأمن من إقناع إسرائيل بتطبيقه".

وبشأن العلاقات مع سوريا، قال الجميّل "نحن نعتبر أنّ أمن سوريا هو من أمن لبنان أما العلاقات الخاصة فنريدها استكمالاً لما يحصل رسمياً مع رئيس الحكومة، وزيارتي مسألة غير مطروحة، وعلينا أن نرى كيف ستُستكمل الاتصالات مع الرئيس الحريري لنبني عليها". وأشار إلى أنّ "العماد عون كان يطالب بحل مشاكل محددة مع سوريا وهو زار سوريا في أكثر من زيارة فولكلوريّة وبقية هذه المطالب عالقة ولم تُحل". وذكّر بأنّ لديه "تجربة كبيرة مع سوريا"، وأضاف: "حتى آخر يوم من ولايتي كان عندي اتصالات مع الرئيس الراحل حافظ الاسد، واليوم هناك مصلحة سوريّة بحسب قراءتي في التقرّب من لبنان، ويجب أن نستغل هذا الامر، ويهمّنا اليوم ليس فقط علاقة بين دولتين إنما بين شعبين وهي تنعكس إيجاباً على كل الصعد".

 

جريمة جديدة للنظام السوري ضد الشعب العربي في الأحواز

 داود البصري/السياسة

المخابرات السورية احتجزت أخوين من حركة المقاومة الأحوازية وأرغمتهما على السفر الى ايران بدلاً من السويد

 حجم التحالف غير المقدس و المشبوه بين نظامي المخابرات السورية و الإيرانية عبر عن نفسه بأكثر من صيغة عدوانية مشبوهة في إدارة ملفات الصراع الإقليمي خلال العقود الثلاث المنصرمة , و إصرار النظام السوري على تبعيته المخجلة للنظام الإيراني المتخلف المتغطرس العدواني من خلال هجمته المركزة و المشبوهة على العالم العربي سواء في الخليج العربي أو في مواقع أخرى قد جعله تابعا لذلك النظام خصوصا عندما يتعلق الأمر بإهانة الهوية الأيديولوجية للنظام السوري البعثي القومي ظاهريا و الباطني و الشعوبي داخليا , فحزب البعث السوري الذي هو الواجهة الأساسية و الهوية الفكرية للنظام في دمشق قد ارتضى لنفسه أن يكون مجرد خرقة بالية لا قيمة لها في سلوكيات النظام السياسي الذي يتحكم باسمه وحيث تتصدر الشعارات البعثية المعروفة الواجهة السياسية و الدعائية و الإعلامية للنظام , فالوحدة و الحرية و الاشتراكية لم تزل في الظاهر هي التي تسود في لغة الشارع السياسي , و خريطة حزب البعث للعالم العربي ما زالت كما هي تضم في إطارها العقائدي المعروف إقليم الأحواز العربي السليب و المحتل من الأنظمة الإيرانية المختلفة منذ العام 1925 باعتباره جزءا أساسيا و رئيسيا و فاعلا من العالم العربي , كما أن حكاية حركات التحرر القومي العربية و منظماتها ظلت و ما زالت تعتبر دمشق حاضنتها الأساسية!! رغم أن تبدلات السياسة السورية و تغيير ولاءاتها قد فرض متغيراته الميدانية على الأوضاع العامة , فدمشق التي احتضنت و لسنوات طويلة حركات المقاومة الفلسطينية و المعارضات العراقية المختلفة و المتباينة و الحركات السياسية المعروفة في المغرب العربي هي غير دمشق اليوم التي تحولت لمعسكر من معسكرات الحرس الثوري الإيراني الإرهابي بعد أن تطور التحالف الستراتيجي بين النظامين لتآمر ستراتيجي على العالم العربي و على القضية القومية , و تطور العلاقات المشبوهة بين النظامين لا يهدف أبدا بطبيعة الحال لإشعال الحرب مع إسرائيل و لا لتسخين جبهة الجولان الأبرد من القطب الشمالي في هدوئها و استرخائها , و الهدف المقدس للنظام الإيراني اليوم هو قمع حركات التحرر القومي و خصوصا حركة المقاومة العربية الأحوازية التي دخلت معركتها مع النظام الثيوقراطي الإيراني المتخلف مرحلة الحسم بعد 85 عاما من الاحتلال الاستيطاني التدميري لذلك الجزء الحساس و الحيوي من العالم العربي و الذي يعاني بصمت و ألم سنوات الاحتلال و العذاب و القهر و النهب المنظم للثروات , و القضية الأحوازية المهملة و المنسية من العالم العربي أقدم من القضية الفلسطينية و لم يقدم العرب و لو جزءا قليلا مما قدموه لحركات المقاومة الفلسطينية و مع ذلك لم يفتر عزم الشعب العربي الأحوازي أو يفقد إيمانه بعروبته بل ظل مدافعا عن وجوده القومي و ثقافته و كيانه الحضاري و الإنساني في أصعب الظروف النضالية و لم يطلب أكثر من المساندة المعنوية و الاحتضان القومي الدافىء و الشعور العربي بالمسؤولية القومية التي تحتم التضامن مع إخوة و أشقاء متمسكين بعروبتهم رغم المشانق و التعذيب و صنوف الإرهاب , و للأسف فإن النظام القومي البعثي السوري قد ارتكب خلال الفترات الأخيرة جنايات و جرائم مريعة بحق الشعب العربي الأحوازي و لمصلحة نظام الإرهاب الحرسي الإيراني , و ذلك من خلال تسليم المناضلين الأحوازيين و عوائلهم لمخابرات النظام الإيراني و التي كان أبرزها و أشهرها تسليم السيدة معصومة الكعبي و أبنائها للنظام الإيراني وهي في طريقها للالتحاق بزوجها في الخارج رغم حصولها على وثائق السفر الأصولية المعروفة , و القائمة الانتهاكية تطول و تشمل ملفات عدة , و لكن ما حصل أخيراً من انتهاك فظيع ضد الحركة القومية العربية التحررية في الأحواز يضع النظام السوري في قفص الاتهام و الإدانة المباشرة مع ضرورة تسليط الأضواء الإعلامية على حجم و درجة التعاون الاستخباري الستراتيجي بين نظامي دمشق و طهران.              

جريمة قومية جديدة ضد النضال الأحوازي              

قبل عام كامل قامت المخابرات السورية باعتقال واحتجاز أخوين من حركة المقاومة الأحوازبة و تم اعتقالهما منذ ذلك التاريخ من دون أن يعرف عن مصيرهما شيء رغم أنهما يمتلكان وثائق الحصول على اللجوء السياسي من الأمم المتحدة التي حصلوا عليها من المفوضية الدولية للاجئين بل وصدرت لهما جوازات سفر و بطاقات لمملكة السويد و تم نقلهما قبل ستة أشهر لسجن (الهجرة و الجوازات ) بالقرب من مطار دمشق إلا أنهم قبل أيام قليلة فوجئا بطلب السلطات السورية بضرورة ملئ استمارة العودة لإيران! كما زارهما مندوب من السفارة الإيرانية في دمشق بهدف إجبارهما على العودة لإيران مع معرفة المصير الأسود الذي ينتظرهم هناك , و أعتقد أن النظام السوري سيتحمل المسؤولية الأخلاقية و الجنائية الكاملة عن مصير الشابين العربيين الأحوازيين وعلى منظمة العفو الدولية التحرك لإنقاذ أولئك الشباب من براثن المخالب الأمنية الإيرانية و السورية , لقد وصل التحالف و التواطؤ الأمني المشبوه بين نظامي دمشق و طهران لدرجة كبيرة في التآمر ضد الأمن القومي العربي و ضد قوى الحرية و التقدم و الاستقلال , طبعا حزب البعث العربي الاشتراكي ( الطبعة السورية ) لا خير فيه و لا أمل يرتجى منه فهو جثة هامدة و منديل و خرقة بالية في جيب الولي الإيراني الفقيه , أما الضمير العربي و الدولي فهو مدعو لإجهاض ذلك التحالف غير المقدس في دعم الإرهاب و التآمر على حرية الشعوب , كما أن احتضان حركات المقاومة الوطنية و القومية الأحوازية من قبل العالم العربي باتت من أهم الأوراق الستراتيجية في ملف إدارة الصراع مع النظام الإيراني و مخططاته التدميرية الخبيثة.. إنها الورقة الأهم التي لا ينبغي للعالم العربي التفريط بها... و لكن من يسمع أو يقرأ أو يكتب في العالم العربي المليء بالثقوب الستراتيجية الرهيبة و بفقدان الإرادة.. لقد آن أوان العمل الحقيقي قبل أن يتحول العالم العربي برمته لدول طوائف سيبكي كثيرا كما بكى "أبو عبد الله الصغير" قبل قرون عندضياع الأندلس... من ينجد الأحرار..?                

 

الحركة الثقافية ـ انطلياس تكرّم إميل بجاني وتحيي ذكرى العلامة توفيق فهد بندوة

المستقبل - الاثنين 15 آذار 2010 - هـ ـ ط

شارك وزير العدل ابراهيم نجار في الندوة التكريمية التي نظمتها الحركة الثقافية ـ انطلياس، لرجل القانون إميل بجاني بحضور رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي غالب غانم ونقيبة المحامين أمل حداد ونقيب الصحافة محمد البعلبكي وفاعليات ورجال قانون. بعد ترحيب من جورج بارود الذي اعتبر ان براعة إميل بجاني تتجلى في كل ما كتب، فهو اديب، فنان وعالم، قال نجار مقدماً المكرَّم بجاني، "اعرف مكانة هذا المثقف الأنيق الذي بات يندر مثيله في ايامنا هذه، وهذا المحامي الشرس والراقي في آن وهذا الضليع بشؤون الدستور والحياة العامة والاعلام والصحافة وغيرها من ميادين الصحابة الثقافية". أضاف: "أول ما لفتني كانت نظرته، أعني طريقته في تفحصك وتجريدك فوراً من كل تلبس او تصنع، يقرأ فيك فيقيمك سلباً أو ايجاباً. وشدد على ان "ثقافة بجاني هي مزيج من الكلاسيكية الممضوغة باللاتينية وبالقانون الروماني من جهة، ومن الحداثة المتحضرة، المنطلقة دائماً، تسابق الحدث وتسبق فكر من هم دونه استباقاً لما سوف يبرز او ينجلي من جهة ثانية"، لافتا الى انه "من المثقفين الكبار، وقد قلَ عددهم في ايامنا هذه في لبنان". وتابع: "اعتقد بأن هذا هو أكثر ما يجمعني مع إميل بجاني: انه عشق الأدب والقانون في آن"، معترفا "انني لم أحقق اليوم ما حلمت به طوال السنين التي أبعدتني عن سنين المراهقة، كان حلمي أن أكتب كتاباً، ولم أفلح". وشكر المكرم بجاني كل من ساهم في احياء هذه المناسبة، متوجهاً الى نجار بالقول "اقبلتم على تصدر العدل ورتاجات العدالة لا من غير تعب وكد وسهر، هي ضريبة رجل القانون، ولا من غير موهبة هي خلقة وسجية في النفس، فقيهاً ومعلماً وأستاذاً كبيراً في القانون". وقدم نجار والأمين العام للحركة انطوان سيف درعاً تقديرية للمكرم بجاني.

ذكرى العلامة فهد

ونظمت الحركة ندوة إحياء لذكرى العلامة توفيق فهد، وأدار الجلسة عصام خليفة الذي اعتبر ان "فهد جمع بين محبته للبنان كملتقى لتفاعل الحضارات وايمانه بأهمية دور المسيحيين العرب في تعريف الغرب على الاسلام والحضارة العربية والنظرة التجديدية في دراسة هذه الحضارة".

وقال رئيس جامعة الكفاءات جوزيف ابو نهرا ان "توفيق فهد صادق مع نفسه ومع الآخرين، وأشد ما كان يثيره إهمال بعض المستشرقين الغربيين أو تجاهلهم عمداً للنواحي المشرقة في الحضارة العربية ودورها في تطور الفكر الانساني والعلوم"، لافتا الى ان "البحاثة يجمعون على ان توفيق فهد قام بعمل رائد حقق نقلة نوعية في الأبحاث العلمية في المواضيع التي تطرق اليها". واشار الدكتور رضوان السيد الى ان فهد "يؤرخ بأسلوب ساحر لثلاثة أمور: المسألة الدينية عند غرب الجزيرة قبل الاسلام من خلال رموزها المفتاحية مثل الكاهن والشاعر والرائي والعراف والرب والنبي، وهو يقيم تواصلاً وثيقاً في هذا المجال ليس بين شمال الجزيرة وجنوبها وحسب، بل وضمن العوالم السامية منذ اقدم العصور، وهو الذي يتابع تلك التواصلية الساحرة والفنية في مجال عوالم الغيب والسحر من خلال الأحلام ضمن الثقافة الاسلامية الوسطية".

واضاف: "هو مبدع باعتباره مؤرخاً للحياة المادية والشعورية واللاشعورية، مبدع في مجال تاريخ الدين وفلسفته ومبدع في ادخال الانثروبولوجيا والاثنولوجيا والسوسيولوجيا التاريخية في التاريخ الثقافي العام". وتوجه نجيب زكا الى فهد بالقول: "الثروة الفكرية والمسلكية المعرفية جعلاك رجل مغامرة، رجل انفتاح على العالم، وما تفلتت لحظة من لبنانيتك، فظلّ لبنانك ظلاً دائم التلازم مع وجودك"، مضيفا "ايها المعطي سنواتك لاغناء المكتبات الأوروبية والعربية بأبحاث متخصصة، اضحت بمثابة المرجعية".

وألقى كلمة العائلة الأب مرتينوس فهد فقال: "انه الباحث الوله بالمخطوطات يمسح بتأنٍ عنها غبار الأيام ليلبسها حلل العصر القشيبة المزدانة بفنه الكتابي، مضموناً وشكلاً، بحاثا عميق المرامي، متعدد اللغات بالاجادة". وكان اليوم الثامن من المهرجان شهد عجقة زوار ومؤلفين وقّعوا كتبهم على التوالي: "لبنان في ظل الحكومتين" للعميد فؤاد عون و "le Regme du demon" لنديم غريب و"ربيع الصيف الهندي" لهنري زغيب و"رواية بيروت" لالكسندر نجار و"جيل اليسار" لنسيم ضاهر و"شو حلو مبارح" لجورج زكي الحاج.

 

كاسيزي: سنعلم هويّة من ارتكب جريمة إغتيال الحريري وسنثبت مهنيّة عملنا 

"لا يوجد أي تدخل في عمل المحكمة ولن يؤثر أي تقارب أو تباعد بين الأطراف في المنطقة على عملها"

موقع 14 آذار/١٤ اذار ٢٠١٠

  أكد رئيس المحكمة الخاصة بلبنان القاضي أنطونيو كاسيزي أنّ "هناك صعوبات تواجه المحققين في جرائم الإرهاب"، مشدداُ على "الحرص على عدم اعتقال أيّ متهم لأنه يحتفظ بقرينة البراءة حتى إدانته". ولفت إلى أنّ "دساتير دول المنطقة تحظّر تسليم رعايا الدولة وكذلك نحن بحاجة إلى توقيع اتفاقات مع الدول من أجل تسليم أي متهم وهذا يحتاج لوقت وموافقة البرلمان، لذلك فضلنا التعامل غير الرسمي مع هذه الدول وكانت ردّة فعلها في هذا السياق مقبولة". ونفى إمكانيّة توقّع تاريخ "صدور القرار الاتهامي لأنّه من صلاحية المدعي العام"، معرباً عن أمله بحصول "تطوّر إيجابي بحلول شهر كانون الأوّل المقبل"، وعن ثقته في "عمل المدعي العام كون السيّد دانييل بلمار هو عالي المهنية ولا شك بقدراته".

كاسيزي، وفي مقابلة مع قناة "العربيّة"، قال: "نحن نقوم بواجبنا في العمل القضائي وإرساء العدالة بعيداً عن أي ضغط أو انحياز سياسي، ولا يوجد أي تدخل لا في عمل المحكمة ولا في عمل المدعي العام، كما لا يؤثر أي تقارب أو تباعد بين الأطراف في المنطقة على عمل المحكمة". وعن إمكانيّة أن تؤثر زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري لسوريا على عمل المحكمة، قال: "لا تأثير لمثل هذه الزيارات على عملنا، وهي جزء من السياسة المحلية ونحن نسلك طريق القضاء ولا نتأثر ونحن سعداء". وأضاف: "عندما زرت بيروت التقيت بالمسؤولين ورئيس الجمهورية ولم تمارس السلطة السياسية في لبنان أي ضغط على عملنا وأنا لم ألتقي رئيس الحكومة ووزير الدفاع لعلاقتهما المباشرة بالمحكمة، وبالتالي أعجبت بالثقة التي يوليها لبنان والسلطة هناك بعمل المحكمة". وأوضح أنّه في شهر نيسان المقبل "ستكون قاعة المحكمة جاهزة ونحن ننتظر بعدها طلب المدعي العام توجيه أي اتهام".

ورأى كاسيزي أنّه "على الجميع أن يدرك أنّ عمل المحكمة الدولية يتطلّب وقتاً لاسيما أنّ كل الملفات بحاجة لترجمة وكذلك التعقيدات الكبيرة التي تطرح على هذه المحاكم وكل ذلك يتطلّب وقتاً". وأضاف: "لا يراودني أدنى شك في أننا سنكشف الحقيقة وأنا واثق من وصولنا إليها، كما ستكون تجربتنا جديدة وستشكّل إسهاماً في تقوية القضاء اللبناني وسنكتشف الحقيقة استناداً إلى أعلى معايير العدل، ونحن معنيون في كشف هوية من ارتكب هذه الجريمة وحريصون أيضاً على قرينة البراءة". ولفت إلى أنّ المحكمة "لم تصطدم مع أيّ معارضة من أي دولة من دول المنطقة". وعمّا يقوله لعائلات الضحايا، رأى كاسيزي أنّه "يتوجب عليهم الثقة بالمحكمة كونها تقوم بعمل مهني ومهارة عالية وسيحصلون على العدالة وسنعلم هويّة من ارتكب الجريمة وسنثبت مهنيّة عملنا".  

 

14 آذار" تعقد مؤتمرها الثالث: حماية لبنان مسؤولية وطنية وعربية ودولية .. وانتفاضتنا مستمرة حتى تحقيق الأهداف
الاحد 14 آذار 2010
إختتمت قوى الرابع عشر من آذار مؤتمرها الثالث الذي عقدته في فندق البريستول، وأصدرت بياناً تلاه منسق الأمانة العامة لـ"14 آذار"، أكدت فيه أنَّ "حماية لبنان مسؤولية وطنية وعربية ودولية"، لافتةً إلى أنَّ "منذ خمسِ سنوات وفي مثل هذا اليوم، هبَّ الشعبُ اللبناني، إلى ساحة الحرية في تظاهرةٍ خالدةٍ في ذاكرة العالم، ليقول كلمته ويرفع صوتَه عالياً مدوياً حاملاً علمَ بلاده، معبّراً عن ذاته ومُتَلاقياً بكلِ فئاته في وطنِ الحريّة لبنان".
وأضاف البيان أنَّ "في الرابعِ عشرَ من آذار 2005 إستعاد اللبنانيون وَصل ما إنقطع فيما بينهم، وليقولوا بصوتٍ واحد: لبنان جمهورية سيّدة حرّة مستقلّة عربية، وإننا كلبنانيين شعبٌ واحد مسلمين ومسيحيين، أحرارٌ في تقريرِ مصيرِنا وإدارةِ شؤونِنا في إطارِ نظامٍ ديمقراطي يقومُ على حمايةِ الحرياتِ العامة وإحترامِ المؤسساتِ الدستورية. وهذه المبادئ وعلى رأسها الطائف هي التي لا نزال على إيماننا بالنضال من أجل ترسيخها وتثبيت مضامينها".
وتابع البيان: "لقد أكّدنا وأكّد الشعبُ اللبناني معنا في ذلك اليوم، أنَّ جوهَرَ الرابعِ عشرَ من آذار، إنما يتمثّلُ بهذا اللقاء بين أبناءِ الوطن الواحد، وأنَّ هذا اللقاء يشكّلُ الضمانةَ الطبيعية لجميعِ اللبنانيين، على إختلافِ إنتماءاتِهم الطائفيةِ و السياسية بلا إستثناء"، مشدداً على أنَّ "انتفاضةَ الرابعِ عشَرَ من آذار أعادت تأسيسَ الاستقلال على قواعدِ العيشِ المشترك، وبقوّةِ الشعب و دماءِ الشهداء: رفيق الحريري، وباسل فليحان، وسمير قصير وجورج حاوي، وجبران التويني، وبيار الجميّل، ووليد عيدو، وأنطوان غانم، ووسام عيد وفرنسوا الحاج ورفاقهم الشهداء والضحايا الأبرياء من مدنيين وعسكريين، فجسّدت الشهادة المشتركة بين جميع الطوائف اللبنانية".
كما توجه البيان إلى اللبنانيين، مؤكداً أنَّ "إنتفاضتُنا مستمرّة حتى تحقيقِ أهدافها، مستمرة على الرغم من خيبات الأمل، وهي كثيرة، وعلى الرغم من الأخطاء التي ارتكبناها، مستمرة حفاظاً على حُلمِنا بمجتمعٍ أكثرَ أخوةً وانفتاحاً، حُلمِنا بحياةٍ أفضل، إذ العلاقةُ مع الآخر لا يترصَّدُها الخوفُ والعنف، مستمرة لئِلاّ نرجعَ إلى ذاكَ "الليل الطويل" المسكونِ بكوابيسِ القتالِ الأخوي، والمحروسِ بـ "وصايةٍ" جاءت تعلّمنا كيف نعيش معاً بسلام، مستمرة لأننا لا نريد أن يعودَ البلدُ ممسوكاً بل نريدُهُ متماسِكاً موحَّداً، حراً سيّداً مستقلاً، لبنانياً كاملَ اللبنانية، عربياً كامل العربية، إنسانياً كاملَ الإنسانية، مستمرة لأننا نريد "لبنان العيش معاً"، في "مشرق العيش معاً"، في قلب "عروبة العيش معاً"، وفي "عالم العيش معاً"، متساوين ومتنوعين".
كما شدد البيان على انَّ "لبنانَ الذي صنعتم (اللبنانيون) استقلالَه وعَزَّزتُم مِنعَتَهُ وإزدهاره ما يزال محاطاً بالأخطار واحتمالاتِ الحروبِ المدمّرة...
فالعدوُّ الإسرائيلي ما يزال يُمعِنُ في رفضه السلام وفي صدّ أبواب الحلول السلمية ضارباً عرض الحائط كل القرارات والمساعي الدولية ماضياً في طريق التصعيد والتهويد والفصل العنصري وبناء المستوطنات"، موضحاً أنَّ "آخرُ مساعيه، تجسّد في وأد محاولات المجتمع الدولي إعطاء فرصة جدّية للمفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل بإستعلاء يتجاهل القواعد الرئيسية للسلام. وفي الوقت نفسه، تتعالى الصيحاتُ والاستعداداتُ والتهديداتُ المتبادلة على خلفيةِ تطوراتِ الملفِ النووي الإيراني وما تطرحه هذه القضيةُ الشائكة من احتمالاتٍ ومخاطرَ ومواجهاتٍ، من شأنها إذا ما انفجرت أن تُطيحَ بالاستقرارِ النسبي في المنطقة وما لذلك من تداعيات خطيرة على لبنان".
هذا وأعلنت قوى الرابع عشر من آذار في بيانها، "إنطلاقاً من حرصِها على استقرارِ لبنان وسلامةِ اللبنانيين، وارتكازاً إلى مسؤولياتِها الوطنية وخياراتِها الثابتة، واستناداً إلى المعطياتِ والتطوراتِ الإقليميةِ المُقلِقة المُحيطةِ بلبنان والتي قد تفرضُ نفسَها على الداخلِ اللبناني، خطّة عمل لحماية لبنان"، ودعت الأفرقاء اللبنانيين إلى "مناقشتها وبلورتها وتطويرها"، واوضح البيان أنَّ "الخطة تتضمن سبع نقاط:
1 ـ تأكيد الإلتزام بما نُفّذ من مقررات الحوار الوطني، والمطالبة بتنفيذ ما تمّ الإجماعُ عليه من مقررات ومن بينها إرساء علاقات طبيعية مع سوريا، والدعوة إلى إدارة جدّية ومسؤولة ومحدّدة زمنياً للبند الوحيد المتبقي على جدول أعمال هيئة الحوار أي الإستراتيجية الدفاعية. وتدعو جميع القوى إلى تجاوز المصالح الفئوية الضيّقة من أجل تضامن وطني ومجتمعي وتطالب جميع القوى المشاركة في الحكومة والمجلس النيابي بتعاونٍ صادق من أجلِ تسييرِ عجلةِ الدولة بصورةٍ هادئة ومنتظمة، وتجنُّبِ أيِّ موقفٍ أو سلوكٍ من شأنه التعطيل.
2 ـ إن التباينَ الداخليَّ المشروع شيء، ومواجهةَ الاحتلال شيءٌ آخر. من هنا فإنّ أيّ عدوانٍ إسرائيلي على أيِّ جزءٍ من لبنان هو عدوانٌ على كل لبنان الذي سيواجهُه يداً واحدة حمايةً للوطن ومصلحته العُليا.
3 ـ إعلانُ جميعِ القوى السياسية المعنية، إعلاناً صريحاً مقترناً بالالتزامِ الفعلي، بأنّ الدفاعَ الوطني هو مسؤوليةُ الدولة، من خلال سلطاتِها الشرعية ومؤسساتها الدستورية وجيشها الوطني. وهذا الأمر إنما يتمّ على قاعدة تمكين الدولة وإقدارها واحترام قرارها وسلطتها.
4 ـ على لبنان السعي لئلا يكونَ منطلقاً لإشعالِ فتيلِ الانفجار أو شرارةِ الحرب في المنطقة إنطلاقاً من أراضيه تحتَ أيِّ ذريعةٍ من الذرائع.
5 ـ إن الردّ على أي عدوان إسرائيلي هو من مسؤولية الجيش اللبناني الذي يُطلع الحكومة وفقاً للأصول الدستورية على مجريات الأمور، ويعودُ للحكومةِ وحدَها الحقُّ في تقديرِ الموقف واتخاذِ الإجراءاتِ اللازمة بشأنه.
6 ـ تدعو قوى الرابع عشر من آذار الدولة اللبنانية إلى المبادرة السريعة في اتجاه الجامعة العربية لوضع هذه الأخيرة وفقاً لمعاهدة الدفاع العربي المشترك، أمام مسؤولياتها في حماية لبنان، على أساس التضامن العربي، وعدم تحميله مرةً أخرى، فوق ما يحتمل طاقةً وإنصافاً. وفي هذا الإطار تجدّد دعوتها إلى وجوب مشاركة الجامعة العربية في وضع أسُس الإستراتيجية الدفاعية اللبنانية.
7 ـ وتدعو قوى الرابع عشر من آذار الدولة اللبنانية إلى المبادرة السريعة في اتجاه المجتمع الدولي لوضعه أمام مسؤولياته في السهر على تنفيذ القرار 1701 تنفيذاً صارماً، باعتبارهِ أساساً صَلباً لحمايةِ لبنان. هذا مع قيام الدولة بكامل واجباتها حيال هذا القرار الشديدِ الأهميةِ والفاعلية".
وأضاف البيان أنَّه "في هذا السياقِ الوطني، تعلنُ قوى الرابع عشر من آذار التي تؤيد خطواتِ التلاقي والحوارِ الداخلي عن عزمها على التحرُّكِ في الإتجاهات التالية:
أ ـ في اتجاهِ المجتمعِ الأهلي والمدنيِ اللبناني، لتكوينِ شبكةِ أمانٍ مجتمعية
ب ـ في اتجاه البلدان العربية والرأي العام فيها لحثّها على دعمِ لبنان وحمايةِ نموذَجِهِ الإنساني الذي يجسِّدُ "عروبةَ العيش معاً"، عروبةَ التنوّعِ وثقافةِ التسامح، البعيدةِ عن التوظيفِ الأيديولوجي لخدمةِ هذه الدولة أو ذاك الحزبِ السياسي.
ج ـ في اتجاهِ البلدانِ الأجنبية، لإقناعِ حكوماتِ هذه البلدان والرأيِ العام فيها بالدورِ الحيوي الذي يستطيع أن يلعبَه لبنان في منطقتِه والعالم، من خلال نموذجِهِ الإنسانيّ والحضاريِّ الفريد، في دعمِ مبادرة السلام العربية وفكرة السلام العالمي والإعتدالِ والتسامحِ وحلِّ النزاعاتِ الطائفية التي لم تَعُد تُوَفّرُ منطقةً في هذا العالم".

كارلوس سليم زار المعالم الاثرية والثقافية والفكرية والسياحية في جبيل
وطنية – جبيل 14/3/2010 زار رجل الاعمال المكسيكي اللبناني الاصل كارلوس سليم المعالم الاثرية في مدينة جبيل، وكان في استقباله امام تمثال الاديب مارون عبود المطل على القلعة التاريخية النائب سيمون ابي رميا، رئيس البلدية الكتور جوزف الشامي ونائبه زخيا صليبا وعدد من الاعضاء والمهتمين. بعد ذلك جال الجميع في السوق الاثري، وكانت المحطة الثانية في المركز الثقافي البلدي، حيث شاهد سليم فيلما وثائقيا عن مهرجانات بيبلوس الدولية والدور السياحي والثقافي الذي تضطلع به جبيل، وقدم له الشامي سمكة متحجرة عمرها 100 مليون سنة قدت من صخور حاقل وكتابا عن تاريخ جبيل وحضاراتها واثاراتها واخر عن نشاطات البلدية في تحقيق التنمية المستدامة. ثم زار سليم قلعة جبيل، حيث تولى رئيس نقابة الادلاء السياحيين السابق يزيد محفوظ شرح المعالم الاثرية والنقوش المكتوبة على ناووس احيرام والتي استخرجوا منها 22 حرفا ابجديا حتى استحقت هذه المدينة لقب أم الابجدية. ثم زار متحف الاخوين ابي سعد للاسماك المتحجرة حيث اطلع على لبنان خلال الحقبة التي كان مغمورا بالمياه منذ ملايين السنين، واكمل طريقه الى متحف "بيبيه عبد"، ثم الى الميناء الفينيقي، حيث استمع الى شرح مسهب عن كيفية انطلاق التجارة الفينيقية الى العالم. واعرب سليم في نهاية الجولة عن "دهشته لما شاهده من قيم تاريخية وانسانية وثقافية في هذه المنطقة"، مبديا اعجابه ب "التراث الفكري والادبي للمبدع مارون عبود، وبالحضارة الجبيلية التي اعطت الاستمرارية للشعوب، وكذلك بالاسماك المتحجرة". كما ابدى اهتماما خاصا بمرحلة ما قبل التاريخ ولا سيما بالحضارة الفينيقية.

قوى 14 آذار عقدت مؤتمرها الثالث في الذكرى الخامسة لانطلاقتها وأكدت استمرار انتفاضتها حتى تحقيق أهدافها رغم خيبات الأمل والأخطاء
المجتمعون وضعوا خطة عمل من سبع نقاط ل "حماية لبنان" ودعوا إلى تطويرها وقرار بالتحرك في اتجاه المجتمع والمنطقة والعالم لدعم لبنان ودوره الحيوي
الدعوة لإدارة جدية لبند الإستراتيجية الدفاعية المتبقي على جدول هيئة الحوار السعي لئلا يكون لبنان منطلقا لإشعال فتيل الانفجار في المنطقة إنطلاقا من أراضيه
وجوب مشاركة الجامعة العربية في وضع أسس الإستراتيجية الدفاعية اللبنانية دعوة الدولة إلى المبادرة في اتجاه المجتمع الدولي من أجل تنفيذ القرار 1701
جعجع: بيان 14 آذار يدعو الى التوافق والاجماع وبالنسبة لنا الدولة ثابتة
وطنية - 14/3/2010 عقدت قوى الرابع عشر من آذار، لمناسبة الذكرى الخامسة لانطلاقتها، مؤتمرها الثالث في البريستول تحت شعار "حماية لبنان"، في حضور الرئيس فؤاد السنيورة، ممثل الرئيس امين الجميل النائب الأول لرئيس حزب الكتائب شاكر عون، الوزراء: بطرس حرب، جان اوغاسبيان، سليم ورده، رئيس الهيئة التنفيذية ل"القوات اللبنانية" سمير جعجع. وحضر عن "اللقاء الديموقراطي" النواب: مروان حماده، محمد الحجار وفؤاد السعد، النواب السابقون: نايلة معوض، صولانج الجميل، انطوان اندراوس، امين عيتاني، عميد الكتلة الوطنية كارلوس اده، أعضاء الامانة العامة لقوى 14 آذار، ممثلو الهيئات النقابية والطالبية والشبابية لقوى الرابع عشر من آذار، نواب تكتل "لبنان اولا" والكتائب و"القوات".
استهل المؤتمر بالنشيد الوطني والوقوف دقيقة صمت عن أرواح "ثورة الارز"، ثم بدأ الاجتماع المغلق على ان يليه إعلان بيان عن المؤتمر.
بيان اثر الاجتماع تلا منسق الامانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد بيانا بعنوان "حماية لبنان مسؤولية وطنية وعربية ودول"، جاء فيه: "منذ خمسِ سنوات وفي مثل هذا اليوم، هبَّ الشعبُ اللبناني، إلى ساحة الحرية في تظاهرةٍ خالدةٍ في ذاكرة العالم ليقول كلمته ويرفع صوتَه عالياً مدويا حاملاً علمَ بلاده، معبرا عن ذاته ومتلاقيا بكل فئاته في وطن الحرية، لبنان. وفي الرابع عشر من آذار 2005 إستعاد اللبنانيون وَصل ما إنقطع فيما بينهم، وليقولوا بصوتٍ واحد: لبنان جمهورية سيّدة حرّة مستقلّة عربية، وإننا كلبنانيين شعبٌ واحد مسلمين ومسيحيين، أحرارٌ في تقريرِ مصيرِنا وإدارةِ شؤونِنا في إطارِ نظامٍ ديمقراطي يقومُ على حمايةِ الحرياتِ العامة وإحترامِ المؤسساتِ الدستورية. وهذه المبادئ وعلى رأسها الطائف هي التي لا نزال على إيماننا بالنضال من أجل ترسيخها وتثبيت مضامينها. لقد أكّدنا وأكّد الشعبُ اللبناني معنا في ذلك اليوم، أنَّ جوهَرَ الرابعِ عشرَ من آذار، إنما يتمثّلُ بهذا اللقاء بين أبناءِ الوطن الواحد، وأن هذا اللقاء يشكّلُ الضمانةَ الطبيعية لجميعِ اللبنانيين، على إختلافِ إنتماءاتِهم الطائفيةِ و السياسية بلا إستثناء. إن انتفاضةَ الرابعِ عشَرَ من آذار أعادت تأسيسَ الاستقلال على قواعدِ العيشِ المشترك، وبقوّةِ الشعب و دماءِ الشهداء: رفيق الحريري، وباسل فليحان، وسمير قصير وجورج حاوي، وجبران التويني، وبيار الجميّل، ووليد عيدو، وأنطوان غانم، ووسام عيد وفرنسوا الحاج ورفاقهم الشهداء والضحايا الأبرياء من مدنيين وعسكريين، فجسّدت الشهادة المشتركة بين جميع الطوائف اللبنانية".
اضاف: "إنتفاضتنا مستمرة حتى تحقيقِ أهدافها مستمرة رغم خيبات الأمل، وهي كثيرة، ورغم الأخطاء التي ارتكبناها. مستمرة حفاظاً على حُلمِنا بمجتمعٍ أكثرَ أخوةً وانفتاحاً، حُلمِنا بحياةٍ أفضل حيثُ العلاقةُ مع الآخر لا يترصَّدُها الخوفُ والعنف. " مستمرة لئِلاّ نرجعَ إلى ذاكَ "الليل الطويل" المسكونِ بكوابيسِ القتالِ الأخوي، والمحروس ب "وصاية" جاءت تعلمنا كيف نعيش معا بسلام. مستمرة لأننا لا نريد أن يعودَ البلدُ ممسوكاً بل نريدُهُ متماسِكاً موحَّداً، حراً سيّداً مستقلاً، لبنانياً كاملَ اللبنانية، عربيا كامل العربية، إنسانيا كامل الإنسانية. مستمرة لأننا نريد "لبنان العيش معاً"، في "مشرق العيش معاً"، في قلب "عروبة العيش معاً"، وفي "عالم العيش معا"، متساوين ومتنوعين".
وتابع سعيد: "إن لبنانَ الذي صنعتم استقلالَه وعَزَّزتُم مِنعَتَهُ وإزدهاره ما يزال محاطا بالأخطار واحتمالات الحروب المدمرة. فالعدوُّ الإسرائيلي ما يزال يُمعِنُ في رفضه السلام وفي صدّ أبواب الحلول السلمية ضارباً عرض الحائط كل القرارات والمساعي الدولية ماضياً في طريق التصعيد والتهويد والفصل العنصري وبناء المستوطنات. وآخرُ مساعيه، تجسّد في وأد محاولات المجتمع الدولي إعطاء فرصة جدّية للمفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل بإستعلاء يتجاهل القواعد الرئيسية للسلام. في الوقت نفسه، تتعالى الصيحاتُ والاستعداداتُ والتهديداتُ المتبادلة على خلفيةِ تطوراتِ الملفِ النووي الإيراني وما تطرحه هذه القضيةُ الشائكة من احتمالاتٍ ومخاطرَ ومواجهاتٍ من شأنها إذا ما انفجرت أن تُطيحَ بالاستقرارِ النسبي في المنطقة وما لذلك من تداعيات خطيرة على لبنان".
وقال: "إن قوى الرابع عشر من آذار، إنطلاقاً من حرصِها على استقرارِ لبنان وسلامةِ اللبنانيين، وارتكازاً إلى مسؤولياتِها الوطنية وخياراتِها الثابتة، واستناداً إلى المعطياتِ والتطوراتِ الإقليميةِ المُقلِقة المُحيطةِ بلبنان والتي قد تفرضُ نفسَها على الداخلِ اللبناني، تعرض خطّة عمل لـ "حماية لبنان" وتدعو الأفرقاء اللبنانيين إلى مناقشتها وبلورتها وتطويرها. وتتضمن الخطة النقاط السبع التالية: 1- تأكيد الإلتزام بما نُفّذ من مقررات الحوار الوطني، والمطالبة بتنفيذ ما تمّ الإجماعُ عليه من مقررات ومن بينها إرساء علاقات طبيعية مع سوريا، والدعوة إلى إدارة جدّية ومسؤولة ومحدّدة زمنياً للبند الوحيد المتبقي على جدول أعمال هيئة الحوار أي الإستراتيجية الدفاعية. وتدعو جميع القوى إلى تجاوز المصالح الفئوية الضيّقة من أجل تضامن وطني ومجتمعي وتطالب جميع القوى المشاركة في الحكومة والمجلس النيابي بتعاونٍ صادق من أجلِ تسييرِ عجلةِ الدولة بصورةٍ هادئة ومنتظمة، وتجنُّبِ أيِّ موقفٍ أو سلوكٍ من شأنه التعطيل. 2- إن التباينَ الداخليَّ المشروع شيء، ومواجهةَ الاحتلال شيءٌ آخر. من هنا فإنّ أيّ عدوانٍ إسرائيلي على أيِّ جزءٍ من لبنان هو عدوانٌ على كل لبنان الذي سيواجهُه يداً واحدة حمايةً للوطن ومصلحته العُليا. 3- إعلانُ جميعِ القوى السياسية المعنية، إعلاناً صريحاً مقترناً بالالتزامِ الفعلي، بأنّ الدفاعَ الوطني هو مسؤوليةُ الدولة، من خلال سلطاتِها الشرعية ومؤسساتها الدستورية وجيشها الوطني. وهذا الأمر إنما يتمّ على قاعدة تمكين الدولة وإقدارها واحترام قرارها وسلطتها. 4- على لبنان السعي لئلا يكونَ منطلقاً لإشعالِ فتيلِ الانفجار أو شرارةِ الحرب في المنطقة إنطلاقاً من أراضيه تحتَ أيِّ ذريعةٍ من الذرائع. 5- إن الردّ على أي عدوان إسرائيلي هو من مسؤولية الجيش اللبناني الذي يُطلع الحكومة وفقاً للأصول الدستورية على مجريات الأمور، ويعودُ للحكومةِ وحدَها الحقُّ في تقديرِ الموقف واتخاذِ الإجراءاتِ اللازمة بشأنه. 6- تدعو قوى الرابع عشر من آذار الدولة اللبنانية إلى المبادرة السريعة في اتجاه الجامعة العربية لوضع هذه الأخيرة وفقاً لمعاهدة الدفاع العربي المشترك، أمام مسؤولياتها في حماية لبنان، على أساس التضامن العربي، وعدم تحميله مرةً أخرى، فوق ما يحتمل طاقةً وإنصافاً. وفي هذا الإطار تجدّد دعوتها إلى وجوب مشاركة الجامعة العربية في وضع أسُس الإستراتيجية الدفاعية اللبنانية. 7- وتدعو قوى الرابع عشر من آذار الدولة اللبنانية إلى المبادرة السريعة في اتجاه المجتمع الدولي لوضعه أمام مسؤولياته في السهر على تنفيذ القرار 1701 تنفيذاً صارماً، باعتبارهِ أساساً صَلباً لحمايةِ لبنان. هذا مع قيام الدولة بكامل واجباتها حيال هذا القرار الشديد الأهمية والفاعلية".
وختم سعيد: "وفي هذا السياقِ الوطني، تعلنُ قوى الرابع عشر من آذار التي تؤيد خطواتِ التلاقي والحوار الداخلي عن عزمها على التحرك في الإتجاهات التالية: أ- في اتجاهِ المجتمعِ الأهلي والمدنيِ اللبناني، لتكوينِ "شبكةِ أمانٍ مجتمعية". ب- في اتجاه البلدان العربية والرأي العام فيها لحثّها على دعمِ لبنان وحمايةِ نموذَجِهِ الإنساني الذي يجسِّدُ "عروبةَ العيش معاً": عروبةَ التنوّعِ وثقافةِ التسامح، البعيدةِ عن التوظيفِ الأيديولوجي لخدمةِ هذه الدولة أو ذاك الحزبِ السياسي. ج- في اتجاهِ البلدانِ الأجنبية، لإقناعِ حكوماتِ هذه البلدان والرأيِ العام فيها بالدورِ الحيوي الذي يستطيع أن يلعبَه لبنان في منطقتِه والعالم، من خلال نموذجِهِ الإنسانيّ والحضاريِّ الفريد، في دعمِ مبادرة السلام العربية وفكرة السلام العالمي والاعتدالِ والتسامحِ وحلِّ النزاعاتِ الطائفية التي لم تَعُد تُوَفّرُ منطقةً في هذا العالم".
سمير فرنجية
وألقى عضو الامانة العامة لقوى 14 آذار سمير فرنجية في الاجتماع الكلمة الآتية: "يا رفاقَ الدَّربِ الصّعب على طريقِ الحُلمِ اللبنانيّ النبيل. يا أبناءَ الربيعِ الذي أَزهَرَ في الرابعِ عشَرَ من آذار! نجتمعُ اليوم وأمامنا سؤال أساسي : نكون أو لا نكون! نجتمعُ لنرُدَّ التحدّي الذي ما زالت تُواجِهُنا بهِ قوى داخلية وإقليمية بقولها : لقد انتهى زمنُ 14 آذار. جوابُنا : مستمرّون ! وفي 14 شباط الماضي قُلتُم كلِمَتكُم : " بيننا - نحنُ قوى 14 آذار - وبين شعبِ الإستقلال قسمٌ وثّقَتهُ دماءٌ ولا أَغلَى! " نحنُ - قوى 14 آذار - لا يُفرِّقُنا إلا الموت ! " إنتفاضتُنا مستمرّة حتى تحقيقِ أهدافها، " مستمرة رغم خيبات الأمل، وهي كثيرة، ورغم الأخطاء التي ارتكبناها. " مستمرة حفاظاً على حُلمِنا بمجتمعٍ أكثرَ أخوةً وانفتاحاً، حلمِنا بحياةٍ أفضل حيثُ العلاقةُ مع الآخر لا يترصَّدُها الخوفُ والعنف. " مستمرة لئِلاّ نرجعَ إلى ذاكَ "الليل الطويل" المسكونِ بكوابيسِ القتالِ الأخوي، والمحروسِ بـ "وصايةٍ" جاءت تعلّمنا كيف نعيش معاً بسلام. " مستمرة لأننا لا نريد أن يعودَ البلدُ ممسوكاً بل نريدُهُ متماسِكاً موحَّداً، حراً سيّداً مستقلاً، لبنانياً كاملَ اللبنانية، عربياً كامل العربية، إنسانياً كاملَ الإنسانية. " مستمرة لأننا نريد "لبنان العيش معاً"، في "مشرق العيش معاً"، في قلب "عروبة العيش معاً"، وفي "عالم العيش معاً"، متساوين ومتنوعين". أيها الإخوةُ والأصدقاء لا داعي لإستعراضِ المواجهات الصعبة التي خضناها معاً في السنوات الخمس الماضية، لأننا نعرفها جيداً. ولا داعي لأن أُبيّنَ لكُم المخاطر المقبلة، لأنكم ترونها بوضوح. كلمتي إليكُم أُلَخِّصُها بقانونين : القانون الأول : ننهضُ معاً متَّحدين ... أو نسقُط آحاداً متفرّقين ! القانون الثاني : إن كلفةَ تضامننا واستمرارنا، مهما كانت ثقيلة، لن تكونَ أثقلَ من كلفةِ تفرُّقِنا.
أيها الإخوةُ والأصدقاء نحنُ ملزمون بحماية حُلمِنا وحمايةِ لبنان. واسمحوا لي أن أُعطيَ الكلام لمنسّق الأمانة العامة لقوى 14 آذار الدكتور فارس سعيد، كي يدير هذه الجلسة تحت عنوان " حماية لبنان".
جعجع
واعتبر رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع في دردشة اعلامية على هامش لقاء البريستول، ان التطرق الى موضوع سلاح حزب الله هو من زاوية الدولة وأولية الدولة فيما يتعلق بأي شأن لبناني. وقال: " لا نتكلم عن موضوع السلاح من زاوية ضيقة أو من زاوية حزبية صغيرة، أو لأن السلاح مع حزب الله وليس مع الكتائب أو القوات. أبداً، بل من زاوية مبدئية تعنى بعملية الدفاع عن لبنان فأقل خطأ ممكن ان يحصل قد يودي بنا الى داهية". وفي موضوع الحملة على قوى الأمن والرئيس السنيورة، أسف جعجع لما يحصل، وتمنى أن تطرح على طاولة كبيرة من الخبراء الدستوريين لاعطاء رأيهم. وقال: "نستطيع أن نعطي رأينا ولكن ليس بامكاننا أن نستنبط استنباطا". وفي سؤال عن موضوع دعوة الجامعة العربية لبحث الاستراتيجية الدفاعية اكد جعجع ان الدعوة اتت انطلاقا من الاتفاق المشترك للدفاع بين كافة الدول العربية لتتحمل مع لبنان مسؤولية أي شيء ممكن أن يستجد على لبنان، وليس للاشراف على الحوار. واعتبر جعجع ان بيان 14اذار من أكثر البيانات دعوة للتوافق والاجماع. وقال: "بالنسبة لنا الدولة ثابتة، هناك أمور نستطيع ان نتكلم عنها وهناك أمور وامور لا، ولكن مهما حدث فان تقدير الموقف يعود للدولة، وهذه نقطة دقيقة ". وبخصوص تسمية مؤتمر البريستول تحت عنوان "حماية لبنان" رأى ان التسمية سببها المعطيات الاقليمية الحالية الموجودة والتهديدات الاسرائيلية الحالية والمخاض الذي يصيب المنطقة ككل. وختم جعجع قائلاً: "أعمدة 14 آذار ما زالت هي أعمدة 14 آذار. 14 آذار مثل كل الحركات السياسية أناس يدخلون وآخرون يخرجون. هذا أمر طبيعي. ولكن 14 آذار تمثل نظرة معينة الى لبنان قبل أن تمثل مجموعات سياسية معينة. بالأمس قال الجنرال عون أمرا غير بعيد جدا عن الواقع، أنهم هم بالأساس في حركة 14 آذار، هذا الأمر صحيح، كان الجنرال عون مع هذه النظرة الى لبنان ولكن فيما بعد قرر أن يتبنى نظرة أخرى الى لبنان التفت حولها لاحقاً أحزاب أخرى".

يوم تضامني مع مسيحيي العراق توّج بقداس في حريصا،رقيم بطريركي: نطالب بحمايتهم ويونان: لن يبقى شرق من دوننا   

النهار /نظمت "اللجنة الاسقفية لوسائل الاعلام" امس يوما تضامنيا مع مسيحيي العراق شعاره: "صليب العراق ينزف، فمتى القيامة؟" في معبد سيدة لبنان في حريصا، بمؤازرة جهازها التنفيذي في المركز الكاثوليكي للاعلام واذاعة "صوت المحبة" وتلفزيون "تيلي لوميار" وفضائية "نورسات" والاتحاد العالمي للصحافة الكاثوليكية - فرع لبنان، وبالتعاون مع فضائيتي "سات 7" و"عشتار" العراقية. وشارك فيه الوزير السابق ابرهيم شمس الدين وراعي ابرشية جبيل المارونية رئيس اللجنة الاسقفية المطران بشارة الراعي وراعي ابرشية صربا المارونية المطران غي بولس نجيم، وحشد من الآباء والراهبات.

الرقيم البطريركي

ورأس المطران الراعي قداسا القى خلاله مدير المركز الكاثوليكي للاعلام الاب عبده ابو كسم رقيما بطريركيا اصدره البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير جاء فيه: "ها انتم تلتقون الى الصلاة الى الله بشفاعة سيدتنا مريم العذراء، سيدة لبنان، من اجل السلام في العراق والضحايا البريئة ولاسيما من اخوتنا المسيحيين الذين يُعتَدى عليهم من دون وجه حق ومبرر. ان مسيحيي العراق متجذرون في ارضهم منذ اوائل المسيحية، وقد طبعوا ثقافته بقيم الانجيل، وسطروا في تاريخه صفحات مجيدة على المستوى الروحي الكنسي والاجتماعي، واخلصوا لوطنهم بالولاء الكامل والمواطنية الصافية، وساهموا في شكل مرموق في نموه الاقتصادي وترقيه الثقافي والانساني، وكانوا فيه دائما عنصر أمن وسلام واستقرار.

ونطالب مع المطالبين السلطات العراقية بحماية المسيحيين وبسط جناح الامن والسلام على المواطنين جميعا، والعمل على بناء الوحدة الداخلية، وشدّ أواصر الاخوة والتعاون بين ابناء الوطن الواحد، ومواجهة المصير المشترك بروح المسؤولية والتضامن".

الراعي

والقى المطران الراعي عظة قال فيها: "نلتمس اليوم السلام للعراق ولشعبه ولاخوتنا المسيحيين، ونطلب منهم الصمود في ايمانهم وعيش هذا الانجيل. وفي الذكرى الثانية لاغتيال المطران بولس رحو في العراق، نصلي من اجل شعب العراق ومسيحييه وبلدان الشرق، كي تبقى ارض سلام تشع منها تعاليم الرب يسوع عبر كل انسان، مهما اختلف دينه وثقافته. ونصلي من اجل المسيحيين كي يلتزموا هذه الهوية والرسالة والموقف".

وتوجه الى "العنفيين"، داعيا اياهم الى "اتقاء الله ومخافته". وشدد على "ضرورة ان نكون صانعي سلام. فالسلام هو من الله، والمسيح هو سلامنا"، طالبا من مسيحيي العراق "الصمود في ارضهم والثبات فيها والتشبه بالسيد المسيح، فنغفر لاعدائنا، "لانهم لا يدرون ماذا يفعلون"، وضمّ آلامهم الى آلام السيد المسيح الذي قال "طوبى للحزانى فانا عزاؤهم".

ودعا ايضا الى "نبذ الاضطهاد، لان يسوع المسيح هو اول المضطَهدين.. والى تقبل الاعتداء والشتم، كي تكتمل فينا رسالة الانبياء الذين يجاهدون في مواجهة هذا الظلم وهذا الكذب، فيشهدون للحق والحقيقة، ويجاهدون ضد الحرب، فيشهدون للسلام".

بازيليك سيدة لبنان

وفي الخامسة مساء، رأس بطريرك السريان الكاثوليك اغناطيوس يوسف الثالث يونان قداساً احتفالياً في بازيليك سيدة لبنان، شارك فيه السفير البابوي غبريالي كاتشا، يعاونه المطارنة الراعي وغي نجيم ورئيس الطائفة الكلدانية في لبنان المطران ميشال قصارجي وجوزف ملكي، وجمع من الآباء يتقدمهم رئيس "كاريتاس لبنان" سيمون فضول وعبده ابو كسم.

تقدم الحضور السفير العراقي عمر البرزنجي، ووزير السياحة الكردستاني السابق نمرود لينو، ممثل السيد علي الأمين السيد حسن الأمين، رئيس الرابطة السريانية حبيب افرام، رئيس "جبهة الحرية" فؤاد ابو ناضر، ولفيف من المطارنة والاكليروس.

يونان

وبعدما تلا ابو كسم مجدداً الرقيم البطريركي. القى البطريرك يونان عظة حيا فيها المشاركين في "درب الصليب التي يجتازها اخوتنا واخواتنا في العراق"، وقال: "الحوادث الرهيبة التي ألّمت بأخوتنا المسيحيين، وخصوصاً اننا نذكر في هذه الأيام الذكرى الثانية لاستشهاد المثلث الرحمة مطران الموصل للكلدان بولس فرج رحو.

اليوم نجتمع في هذا الصرح المخصص لتكريم امنا العذراء مريم الكي نؤكد تضامننا مع اخوتنا واخواتنا في العراق الجريح. صلينا اليوم وسنستمر في الصلاة، دون ملل او كلل. راجين دوماً فوق كل رجاء، ان يشفق الرب على شعبه ويوقف عذاب هؤلاء الأخوة الأبرياء. فالعراق بلد محبوب ليس من اعضاء الجالية العراقية المشاركين معنا اليوم مسلمين ومسيحيين، فحسب، بل نحبّه جميعاً، نحب اهلنا فيه ونقدّر فيهم الايمان الذي لن تزعزعه قوى الشر. كما على جميعنا ان نشاركهم في فصل الرجاء فوق كل رجاء. وهم يسعون الى تجديده في أزمنة المعاناة والحقد هذه.

ان ما قاسوه ويقاسونه، هو الامثولة الرائعة لنا كي لا يضعف ايماننا مهما اشتدت العواصف، لأنهم بدورهم تعلموا من يسوع الفادي ألاّ يخافوا، اذ لا بد لنفق الظلم والظلمة من ان يتلاشى مع اشعاعة نور القيامة. وكما يقول ترتليانوس: ان دم الشهداء بذار للكنيسة. جئنا في هذا اليوم لنؤكد لأخواتنا واخوتنا في العراق تضامننا الصريح والفاعل الذي لا يكتفي بالأقوال ولا يترجم فقط بالأحاسيس، اولاً لأن الوجود المسيحي في أرض ما بين النهرين، كما في سائر بلاد الشرق الاوسط قضية، بل وقضية انسانية، والدفاع عن هذا الوجود ليس فضلاً او تفضلاً من اكثرية في هذا المشرق. وقد خفتت فيه ويا للاسف، الأصوات الفاعلة للتنديد بما يلحق بالمسيحيين من جرائم، ولمعاقبة مرتكبيها.

ان الدفاع عن وجود المسيحيين في العراق، واجب انساني. فعلى المجتمع الدولي ان يوليه ما يستحق. فلا يغيّبه في الادراج، او يوكله الى جمعيات شبه خيرية تسعى الى المحافظة على اجناس معرّضة لخطر الزوال. ولأننا نؤمن بالحقوق الانسانية لجميع المواطنين في الوطن الواحد، فمن العار على عالم اليوم ان يظل صامتاً وهو يشهد استهداف الأشخاص والجماعات بسبب اختلافهم في الدين او الطائفة او العرق، اكثرية كانوا ام أقلية.

جئنا لنؤكد لهم ايضاً اننا، ابناء وبنات متجذرين معاً في تربة شرقنا الخيّرة التي ارتوت بعرق اجدادنا، والتي لا تزال تروي اروع الشهادات عن حياة قديسينا وقديساتنا. لسنا مستوردين من الخارج، ولا طلاب تبعية لقوى اجنبية، نحن نتقاسم معهم ليس المعاناة والآمال فحسب، بل نشاركهم ايضاً في المصير. وكم كنا نتمنى ان تضم المرجعيات الاسلامية الكريمة صوتها الى ما اكده اليوم معالي الوزير ابرهيم شمس الدين، من تضامن صادق وفعّال، مع معاناة المسيحيين في العراق، والتنديد بكل من يدعي القتل والارهاب والتكفير باسم الله.

نحن المسيحيين في هذا الشرق، صمدنا عبر القرون الطويلة، وسنبقى صامدين بعونه تعالى، أننا منه ولأننا له، وهو لن يبقى شرقاً من دوننا مهما قلّ عددنا. فلا العراق ولا لبنان ولا اي من بلدان هذا المشرق، يبقى هو هو ان فرغ من مسيحييه.

اجل، آن الأوان كي يلتقي المسلمون والمسيحيون المؤتمنون على مستقبل حضارة الشرق، على "كلمة سواء" ليتعلَّموا قبل ان يعلّموا، ليفصلوا قبل ان يردّدوا، وليتفاعلوا متنافسين في درب الفضيلة وفي عيش الرحمة، متوخين بناء عالم السلام، صاغرين الى اله المحبة وحده.

وجئنا نؤكد لهم تضامننا لأننا نشترك معهم في الايمان الواحد الذي تفجّر من جنب الفادي المصلوب، وهو الذي خطّ لنا وللبشرية جمعاء، طريق الخلاص بدرب آلامه. وهو وحده المعنى الحقيقي والكامل لمعضلة الآلام وعبثية الشر على أرضنا.

ومن لبنان بالذات، حيث المواطنون عموماً والمسيحيون خصوصاً يحنّون الى وحدة المحبة الخلاقة، نتوجه اليكم يا اخوتنا المسيحيين في العراق ان تعملوا بشجاعة على تجاوز خصوصياتكم ومصالحكم وامتيازاتكم، وهي الوسيلة الوحيدة كي تبنوا معاً ومع ابناء وطنكم، الى اي دين او طائفة او قومية انتموا، وحدة القلوب والنفوس. اجل، لا يخفى على احد ان المؤمنين العلمانيين بينكم وبيننا قد حقّقوا خطوات رائعة نحو التلاقي والتلاحم والتفاعل. وهم متّحدون قلبياً على اختلاف طقوسهم وتقاليدهم، اذ يشتركون في النظرة الواحدة نحو وجودهم المستقبلي والتحدي الذي يجبهكم اليوم، هو ان تسعوا الى هذا الهدف الواحد بعيش حضارة التعددية، مسبقين الخير العام على اي مصلحة ضيّقة، لأن قضيتكم واحدة ومستقبلكم ملقى بين ايديكم المتشابكة وحدها.

كما علينا نحن الرعاة الكنسيين المؤتمنين على خلاص النفوس، ومستقبل المسيحية في الشرق، ان نعيش الشراكة الكنسية الحقّة، قبل ان يظل البحث فيها، والعظات عنها.

لقد حان الوقت لكي ندرك ان ما نظنه او يدفعنا البعض الى الظن، انه المستقبل الأفضل لطائفتنا، سيعمل دون شك على تفتيت القضية المسيحية ويهدّد مصيرها كلاً".

السفير البابوي

ثم القى السفير البابوي كلمة نقل فيها مباركة البابا بينيديكتوس السادس عشر وصلواته للمشاركين في هذا القداس التضامني، وتعاطفه مع المسيحيين في العراق.

البرزنجي

وفي ختام القداس، القى السفير البرزنجي كلمة قال فيها: "المسيحيون في العراق مسالمون الى النهاية، لم يرتكبوا اي شيء، ولم يقتلوا احدا ولم يؤذوا ايا كان، ولا يستحقون إلاّ التقدير والاحترام. وابرىء الشعب العراقي مما يحصل من احداث مؤلمة ومأسوية. ومن يقوم بكل هذا اناس متطرفون، متعصبون، يعملون باسم الدين، لأسباب اخرى فوضوية، كي يفقد العراق الأمن والأمان، ولا يكون الشعب العراقي في وضع جيد، ونحن نتبرأ من هؤلاء القتلة المتعصبين المتشددين".

واضاف: "اذا كان احد في اي مكان في الأرض يؤذي المسيحيين او غير المسلمين باسم الاسلام، أقول له انت لم تسمع قول الله تعالى: "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم… اي انه ليس لك الحق الا ان تكون بارا حيال غير المسلم الذي لم يفعل شيئاً حيالك ولم يطردك من ارضك او يقتلك. والبر كلمة تستعمل للوالدين. وبر المسيحيين واجب في العراق. وتكملة البر القسط، اي العدل".

وطمأن الى ان "الايام المقبلة ستكون اجمل من سابقاتها، وسيكون هناك تضامن بين كل العراقيين، بحيث يكونون اخوة متحابين، ومواطنين على درجة واحدة، ونجعل من المواطنة المسألة الاساسية الحقيقة، من دون النظر الى دين احدهم او طائفته او فئته".

  

البطريرك صفير ترأس قداس أحد المخلع في بكركي ورحب بالسفير البابوي وكارلوس سليم منوها بأعمالهما

وطنية - 14/3/2010 ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير قداس الأحد في الكنيسة الداخلية للصرح، عاونه فيه الاساقفة فرنسيس البيسري وبولس اميل سعادة وسمير مظلوم، في حضور السفير البابوي المونسنيور غابريللي غاتشا، رجل الاعمال اللبناني الاصل كارلوس سليم، سفير المكسيك خورخي الفاريس فوينتو، الوزير السابق دميانوس قطار، اعضاء المؤسسة اللبنانية للانتشار ونائب المؤسسة نعمة افرام، رئيس الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم عيد الشدراوي، اعضاء الرابطة المارونية برئاسة الدكتور جوزف طربيه، فرنسوا باسيل، رئيس المجلس الماروني العام الشيخ وديع الخازن، وعدد من الفاعليات المسيحية والمارونية والاقتصادية والصناعية والنقابية والتربوية والانسانية.

بعد الانجيل، ألقى البطريرك صفير عظة بعنوان "قم احمل سريرك واذهب الى بيتك"، وختمها بكلمة ترحيبية بالمغترب سليم، وجاء في نص العظة: "هذا الاحد هو الاحد الخامس من الصوم، ويسمى باحد المخلع، وهو يذكر باعجوبة اجراها السيد المسيح في جانب رجل اتى به ذووه الى بيت كان فيه حشد من الناس وحاولوا الدخول، ولما لم يستطيعوا الى ذلك سبيلا، ثقبوا السقف، وهو من تراب وخشب، على شاكلة بيوتنا القديمة، ودلوا الرجل المخلع الذي كان مضطجعا على سرير، ولما رآه يسوع قال له: "مغفورة لك خطاياك"، وهو لم يأت لهذا الغرض، بل ليتعافى ويقوى على المشي. وسمعه من حوله فقالوا: "هذا تجديف. من يقدر على مغفرة الخطايا غير الله؟" وعلم يسوع بما يقولون في نفوسهم فقال لهم: "ما الايسر ان يقال للمخلع، مغفورة لك خطاياك ام ان يقال احمل سريرك وامش؟" فقام للوقت وحمل سريره وخرج امام الجميع، ودهش كلهم ومجدوا الله قائلين: "ما رأينا مثل هذا قط".

أضاف: "ان الخطيئة، يقول الآباء القديسون: تشل النفس عن الحركة المفيدة لحياتها، وهم ينصحون كل من اقترف خطيئة ان يذهب الى الكاهن ليستغفر الله عنها وينال المغفرة باسم الله. ويسعدنا ان يكون معنا اليوم سيادة السفير البابوي غبرياله جوردانو كاشيا الذي نرحب به اجمل ترحيب، ونشكر له ما يقوم به من مساع خيرة في سبيل تمتين العلاقة بين الكرسي الرسولي ولبنان. ويسرنا في هذا اليوم ان يكون معنا في هذه الكنيسة، كنيستنا المارونية، السيد كارلوس سليم، وهو غني عن التعريف به، وقد اصبح بجده وكده واستقامة عمله وسهره المتواصل، اغنى رجل في العالم وهذا ما نهنئه عليه وهو يعرف ان من كان غنيا بالمال الزائل، وهو ليس غنيا بالله وبأعمال الخير، فلا يعد غنيا في نظر الله، لذلك فهو يسعى في الوقت عينه الى الخير جهده. وقد شملت عطاياه الكثير من دور الاحسان والفقراء وذوي الحاجة".

وختم البطريرك صفير: "إنا، إذ نهنئه بما وصل اليه من مرتبة رفيعة في المكسيك، وقد سبق لنا ان زرناه في منزله في العاصمة المكسيكية، ونعمنا بضيافته السمحاء، نسأل الله ان يوالي عليه نعمة العافية، ويمد ايامه على خير، وان يجود عليه بطيب الاقامة بين اهله والمعجبين به الذين يسألون الله له العيش الهنىء والعمر المديد. وإنا نرحب بصحبه الكرام الذين اتوا معه من المكسيك ونتمنى لهم طيب الاقامة في ربوع لبنان بين اهلهم وذوي قرباهم".

 

جنبلاط يلغي إطلالة تلفزينية على قناة أخبار المستقبل 

عُلم أن رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط قد قرر إلغاء الإطلالة التلفزيونية التي كانت مقررة مع قناة أخبار المستقبل وكان من المقرر أن يطل جنبلاط بعد الجزيرة ضمن برنامج انترفيوز مع الإعلامية بولا يعقوبيان ،مساء غد الإثنين ولم تعرف الأسباب الحقيقية لهذا القرار،ولكنه يتناسب مع قول جنبلاط أنه قرر أن ينسى قضية اغتيال والده الشهيد كمال جنبلاط وكانت الإطلالة على قناة أخبار المستقبل ،بمناسبة الذكرى السنوية على اغتيال كمال جنبلاط في 16 آذار 1977

المصدر : يقال.نت

 

الوطن" السورية: كلام جنبلاط غاب عنه الإعتذار ومعادلة "واحدة بواحدة" غير موفقة 

ذكرت صحيفة "الوطن" السورية أنَّ رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط "تلا في المقابلة التي أجراها مساء السبت على قناة "الجزيرة" فعل الندامة على كلام "غير لائق وغير منطقي صدر منه في لحظة غضب بحق الرئيس بشار الأسد" في 14 شباط 2007"، لافتةً إلى أنَّه "تساءل أمام الملايين من مشاهدي برنامج "حوار مفتوح" هل يمكن للرئيس بشار الأسد تجاوز هذا الأمر وفتح صفحة جديدة؟" ولفتت "الوطن" إلى أنَّ كلام جنبلاط "غاب عنه فعل الإعتذار الواضح والمباشر من الرئيس الأسد ومن الشعب السوري عما بدر منه، إلا أنه حضّر فيه جلياً نقداً ذاتياً قاسياً بحق نفسه". إلى ذلك ذكرت "الوطن" أنَّه "لم يصدر أي رد فعل رسمي سوري تجاه كلام جنبلاط"، مؤكدةً أنَّ "وحده الرئيس بشار الأسد هو الذي سيقرر إن كان كلام جنبلاط كافياً لاستقباله في دمشق أم لا". ونقلت في السياق نفسه عن عدد من المحللين السوريين واللبنانيين الذين رفضوا أن يتم الكشف عن أسمائهم في الوقت الحالي، قولهم إنَّ "جنبلاط لم يكن صريحاً في المواقف التي صدرت عنه وبقيت تتأرجح بين "14و8 آذار" وكأنه لا يريد أن يخسر أي طرف من الأطراف، ولو كان من بين أحدها من يؤيد إسرائيل ويدافع عنها".

وأضافت الصحيفة نفسها أنَّ المحللين رأوا في "معادلة واحدة بواحدة التي حاول جنبلاط فرضها على السوريين أنَّها لم تكن موفقة على الإطلاق لأمرين: الأول أنه اتهم سورية مباشرة باغتيال والده عام 1977 والثانية أنه سبق لسورية أن سلفت جنبلاط مئات المواقف في السابق ووفرت له الحماية في لبنان وفي سورية، حين كان مهدداً من جهات لبنانية مختلفة، كما زودته بالمال والعتاد والرجال للدفاع عنه وعن طائفته ولم تبخل يوماً في تلبية كل طلباته، حتى حين كانت غير مقبولة بالنسبة للسوريين"، مشيرةً إلى أنَّ "المحللين اعتبروا أنَّ كلام جنبلاط كان متعالياً، واستخدم كلمات مثل "سنختتم" و"سأنسى"، وكأن زيارته مصلحة لدمشق فقط وليست برجاء منه".

وعن نفي جنبلاط ما نشرته "الوطن" قال المحرر السياسي للصحيفة إنه "صحيح أنَّ جنبلاط توجه عبر الإعلام لأنصاره بعدم التعرض للسوريين في لبنان، لكن الصحيح أيضاً أن جنبلاط كان جزءاً من منظومة سياسية متكاملة عملت على قتل السوريين في لبنان والإعتداء عليهم ولم نسمع أي اعتراض منه على ممارساتها، كما كان جنبلاط من أكثر المحرضين في خطاباته التي كانت في "لحظات من غضب" تجاه السوريين، ما شجع الإعتداء عليهم"، متمنياً "السماع إلى كلمة "آسف" لذوي من قتل أو جرح في لبنان"، وتساءل: "لماذا لم يجب جنبلاط على كل ما نشرته "الوطن" وخصوصاً موضوع شهادته المزيفة التي قدمها لديتلف ميليس في جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري وسكوته عن "فبركة" شهود مزيفين في القضية ذاتها، علماً أنَّ من قام بها هو أقرب المقربين إليه؟".

 

النائب حماده رأى أن خصوصية لبنان تبدأ باحترام العنصر المسيحي

جنبلاط لم يستخدم امس كلمة اعتذار انما كان قمة في اللياقة والادب السياسي الرئيس الحريري صخرة هادئة لا تطالها السيول والرئيس سليمان حكيم ومتوازن

وطنية - 14/3/2010 شدد النائب مروان حماده على انه منذ طفولته مدرسة في الوطنية ومنخرط في كل ما له علاقة بالوطنية اللبنانية والقومية العربية، وهو يتطلع "بازدراء الى كل الذين تطفلوا على هذه القضايا من عقد الى عقد ليخطفوا منا الشعارات ويسرقوا منا التضحيات". واعتبر في حديث إلى "صوت لبنان" ان محاولة اغتياله "ليست مهمة انما ما حدث بعد المحاولة، أي ما طال رجالا كبار، كان نوعا من المقبلات لهذا السيل من الدماء". وقال: "وليد جنبلاط لم يستخدم امس كلمة اعتذار انما كان قمة في اللياقة والادب السياسي والآداب السياسية". وردا على سؤال شدد على ان "سعد الحريري فاجأ الجميع ولاسيما اخصام والده من خلال جمعه حكمة والده بجرأة شبابه"، وقال: "سعد الحريري صخرة هادئة لا تطالها السيول التي تحاول هز هذه الصخرة لان الحريري كما وليد جنبلاط بالامس تجاوز امورا كثيرة وتعالى بهدوء وبقي هادئا ويبقى هادئا اليوم وهمه الاول لبنان". أضاف: "رافقت النائب وليد جنبلاط على مدى اربعين عاما، وذلك يسمح لي رؤية المشهد العام وليس مشهد الاحداث وتداعياتها الفورية على الموقف السياسي او على الادبيات السياسية. اننا اقرب بكثير الى مسار عام وكلام الامس اقنعني بذلك. ان جنبلاط كان كبيرا في اطلالته، لائقا في كلامه، صارما وحاسما في مواقفه، وقد انهى المقابلة كما كان يجب ويريد ان يقول في موضوع العلاقة الشخصية مع الحكم السوري والرئيس بشار الاسد. عندما استرسل جنبلاط في الحديث عن المسلمات الوطنية كان جنبلاط كما عرفناه قبل 14 آذار وبعد 14 آذار وقبل الثاني من آب. لم يخرج عن مسلمات والده وخطه وحزبه وجماعته التي لا تحصر بالدروز".

وعن رئاسة الجمهورية، وصف الرئيس ميشال سليمان ب"الحكيم والمتوازن والمتزن ويتحمل الكثير ويتعرض الى نكزات كبيرة وصغيرة وهو المدرك ان الميزان في لبنان يجب ان يحمل بشكل دقيق حتى لا يختل ولا نقع مجددا بمتاهات السنوات والعقود الماضية، وهو يستثير الاحترام الكامل لدى كل من يواكب مسيرته". ورأى ان "لبنان ليس في مهب الريح لو كان القرار والقدر للبنانيين، ولو استطعنا وضع لبنان بغرفة عازلة ليس هناك من مشكلة بين اللبنانيين. التنوع الطائفي والمذهبي هو ثروة لبنان الذي لن يغير وجهه"، وشدد على ان "خصوصية لبنان تبدأ باحترام العنصر المسيحي الذي لولاه لما كان لبنان وبالتالي ميشال سليمان ليس آخر رئيس مسيحي، والطائفة السياسية لن تلغى بشكل اعتباطي، وهو مسار طويل جدا يجب ان نعبر من خلاله الى اصلاحات". وشدد على ان "الرابع عشر من آذار عنوان كبير وفصل من فصول حياة لبنان العصرية واستقلال واعتدال وانفتاح البلد. و 14 آذار توغلت في عقول وضمائر كل اللبنانيين حتى الذين وقفوا ضدها"، واكد ان "لا دولة من دون عقلية الرابع عشر من آذار لان العبور الى الدولة والاستقلال والعدالة والحقيقة هي حقائق لبنانية". وأكد النائب حماده ان "جنبلاط لم يتنكر لثورة الارز وهي محطة من محطاته النضالية ولو خرج عنها بالسياسة، وخزانة وليد جنبلاط مليئة بالذكريات التي تشكل مساره، وجنبلاط بالامس عندما كان محاميا عن عدم التضارب بين الاستقلال والعروية وبين الاستقلال والمقاومة كان يردد كلمة استقلال مرات عدة وتحدث عن والده وهو يطوي صفحة من التاريخ ومن تاريخه العائلي. جنبلاط كان كبيرا جدا في حديثه امس وكان الرجل الحكيم المتزن غير المتملق والمحافظ على آداب سياسية وفي الوقت نفسه اعطى سوريا حقا كان قد انتزعه منها بكلام خارج الصحن كما انه اعطى فلسطين حقها كما اعطى لبنان كل حقه وفوق كل اعتبار. هو لم يخرج عن اي من المسلمات واعترف ان 14 آذار حققت الكثير وبالتالي سجل ل 14 آذار على مرحلة من تاريخ لبنان لم يتنكر لها، كما سجل للبطريرك صفير موقفه التاريخي في مصالحة الجبل كما سجل للرئيس سعد الحريري وقفته واستمرار هذه الصداقة المتينة التي بنيت على ركائز الصداقة والتحالف مع رفيق الحريري اضافة الى اعطاء مسيحيي لبنان الكثير من الاعتذار في ما حل عند اغتيال والده. جنبلاط اعطى التفسير لموقفه وبالتالي لم يلقِ الخطر على 14 آذار". واشار الى ان "ساعة التخلي لدى الدروز تعني لحظة لا مسؤولة ولا موضوعية ما يعطي اسباب تخفيفية لان لحظة التخلي تأتي من الغضب"، لافتا إلى ان "جنبلاط حافظ على كرامة لبنان وسوريا وكرامة المواقف السياسية التاريخية لبيت جنبلاط في القرار اللبناني المستقل والخيارات العربية والحريات والديموقراطية". وأكد النائب حماده في الختام ان "البطريرك صفير هو بطريرك كل لبنان، وتحية جنبلاط للبطريرك امس هي الجزء الآخر من المقابلة. تحية جنبلاط هي تحية لبطريرك المسيحيين ولبطريرك الموارنة، هي تحية للشريك في الوطن الذي لقي في البطريرك من يقود المسيرة بحكمة وظهر المصالحة الحقيقية في الجبل وكل لبنان. وجنبلاط تجاوز قضية ما يسمى بالانقسام المسيحي".

 

الوزير حرب: النائب جنبلاط خرج من 14 آذار

وطنية - 14/3/2010 اعتبر وزير العمل بطرس حرب في حديث الى "صوت لبنان" "ان النائب وليد جنبلاط خرج من 14 آذار"، وتمنى على "كل القوى السياسية الالتزام بالحد الادنى من المبادئ في خطابها السياسي لئلا تتغير المبادئ مع الظروف". وعن طاولة الحوار، قال الوزير حرب انه لا ينتظر نتائج من هذه الطاولة "انما اهميتها تكمن في تحديد وتوضيح النقاط الخلافية فقط".

 

النائب السعد: لا ازال في 14 آذار وفي اللقاء الديمقراطي

وطنية - 14/3/2010 اكد النائب فؤاد السعد في حديث اذاعي، انه لا يزال في قوى 14 آذار وفي اللقاء الديمقراطي، وقال: "موقفي ناجم عن بعض التناقضات السياسية في هذه المرحلة".

وطمأن الى انه كان في المختارة امس وسيكون هناك غدا ، مشيرا الى انه لم يبتعد عن النائب وليد جنبلاط في كل الظروف، ومشددا على "عدم السماح لأحد بالاصطياد بالماء العكر"، واكد على "الوسطية بالتعاون مع البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير".

 

النائب زهرا:النائب جنبلاط اثبت انه ليس برسم الانقلاب على السيادة والاستقلال

وطنية - 14/3/2010 اعتبر النائب انطوان زهرا في حديث الى اذاعة "صوت لبنان"، "ان النائب وليد جنبلاط اثبت انه ليس برسم الانقلاب على التاريخ الحديث الذي انتج سيادة واستقلال لبنان". وقال: "ان الجميع يعرف اسباب انتقال جنبلاط للوسط"، مؤكدا "ان الانتقال الى المقلب الآخر لم ولن يحصل، حسبما اكد جنبلاط". واشار الى "ان الشعب اللبناني الذي اختبر كل انواع النضال الفوري من دون الوصول الى اي نتائج ثم عاد واختبر الوحدة الوطنية التي انتجها استشهاد الرئيس رفيق الحريري التي حققت الاستقلال الثاني ليست برسم التصرف من جديد من اجل عيون احد"، رافضا الرضوخ لشروط احد. وقال: "ان الرئيس سعد الحريري مستعد لتحمل تبعات تهمة الوفاء وكذلك القوات"، واوضح "ان القوات اللبنانية تطلق اليوم قسم الوفاء لكل من ضحى لاستمرار الوطن وللنهج الوطني الواضح الذي تبلور بثورة الارز".

 

تواصل الاستنكارات شمالا للحملة على قوى الامن ومديرها العام

النائب علم الدين:بعض المشاركين في هيئة الحوار لم يتعلموا من الماضي

وطنية -عكار- 14/3/2010 تتواصل الأستنكارات النيابية والنقابية والشعبية في قرى وبلدات عكار والمنية والشمال للحملة التي تتعرض لها مؤسسة قوى الأمن الداخلي ومديرها العام اللواء أشرف ريفي، ورفعت اللافتات المنددة بالتعرض للواء ريفي وللرئيس فؤاد السنيورة، كما أقيمت تجمعات شعبية في بعض المناطق الشمالية للتعبير عن تضامنهم مع اللواء ريفي والرئيس السنيورة. النائب علم الدين فقد اعتبر عضو "تكتل لبنان أولا" النائب هاشم علم الدين خلال لقاء تنموي في دارته في المنية، "أن سوق الأتهامات جذافا من قبل بعض شركائنا في الوطن لم تكن موفقة، وهذه الاتهامات التي تطاول مؤسسة قوى الامن الداخلي ومديرها العام اللواء أشرف ريفي هي مردودة على مطلقيها من الذين يحاولون تعمية الرأي العام على الأنجازات التي تقوم بها هذه المؤسسة من تفكيك شبكات التجسس والنجاحات الأخرى التي حققها فرع المعلومات على مساحة لبنان".

وقال: "كأني ببعض الذين يشاركون في هيئة الحوار الوطني، لم يتعلموا من الماضي ولم يقرأوا جيدا لا الحاضر ولا المستقبل، في وقت نحتاج فيه إلى إطلاق عجلة بناء لبنان الدولة والمؤسسات".

انطوان سعد بدوره، اعتبر رئيس المكتب الهندسي لتيار المستقبل في عكار أنطوان سعد "أن هذه الأتهامات تأتي من ضمن مسلسل جديد يحاول البعض ترويجه للنيل من هيبة الدولة وهذه المؤسسة الرائدة ومديرها العام اللواء أشرف ريفي الذي يتميز بمواقفه الوطنية التي يترجمها على أرض الواقع".

علي طليس وشدد عميد مؤسسة طليس الانمائية علي طليس خلال لقاء تنموي في عيون السمك - عكار على "أهمية أن يعي الجميع في هذا الوطن أن من يسوق هذه الأتهامات يهدف إلى عرقلة مسيرة هذه المؤسسة التي تؤدي دورها الوطني بقيادة المدير العام اللواء أشرف ريفي الذي يعمل بحزم للقضاء على شبكات التجسس الأسرائيلية".

عامر الشعار من جهته، لفت رئيس تجمع أبناء عكار في طرابلس الزميل عامر الشعار خلال لقاء في القبة، إلى "أن أحلام بعض الموتورين من الذين تضرروا من هذه الأنجازات الوطنية، التي حققتها هذه المؤسسة الرائدة بقيادة المدير العام اللواء أشرف ريفي، تجعلهم دائما في دائرة التشويش والتضليل للرأي العام اللبناني، وكأني بهؤلاء متضررين من تفكيك شبكات التجسس الاسرائيلية".

علي الحسن اما، رئيس جمعية إنماء سهل عكار علي الحسن فرأى في "هذه الأتهامات سيناريو جديد من سيناريوهات بعض المتضررين من قيام الدولة والمؤسسات، فالذي يفتح صفحات من الماضي ويشوه صورتها وحقيقتها وينال من وطنية الرئيس فؤاد السنيورة واللواء ريفي، يهدف فقط إلى زرع الفتنة من جديد".

عبد القادر بدوره، وصف رئيس مركز الدوري الانمائي في المنية أحمد عبد القادر علم الدين هذه الأتهامات التي تطاول الرئيس فؤاد السنيورة واللواء أشرف ريفي ب"أنها جريمة لا تغتفر بحق من يحاول أن يروجها، في وقت نرى فيه هذه الأنجازات النوعية التي تتحقق على يد كافة المؤسسات العسكرية والأمنية ولاسيما مؤسسة قوى الأمن الداخلي في ملاحقة بؤر الأرهاب والشر والفتنة والفساد على مساحة الوطن".

هيثم المصري ورأى رئيس بلدية ببنين - العبدة هيثم سمير المصري في "هذه الحملة الأتهامية المكشوفة (الجديدة - القديمة ) على مؤسسة قوى الأمن الداخلي ومديرها العام اللواء أشرف ريفي انها تحمل في طياتها نيات غير بريئة، لاسيما في هذا الوقت بالذات، حيث يشهد لبنان عصرا ذهبيا من الأنجازات الأمنية التي تتحقق في الكشف عن شبكات التجسس الأسرائيلية وتفكيكها، نرى هؤلاء يفتحون دفاتر من الماضي ويشوهون صفحاتها للنيل فقط من هيبة لبنان الدولة والمؤسسات".

حسون واستغرب رئيس جمعية سعاة الخير في المنية - الضنية مصطفى حسون كيف يتجرأ البعض في لبنان على تشويه الحقيقة وتضليل الناس، وفي الوقت عينه نرى إنجازات هذه المؤسسة وعلى رأسها اللواء أشرف ريفي في مكافحة الفساد وملاحقة شبكات التجسس على مساحة لبنان".

 

النائب جنجنيان ممثلا جعجع في عشاء مصلحة المعلمين في "القوات": نؤكد ثوابت "ثورة الأرز" في زمن يعتبر البعض أنه بسلاحه يمكنه إلغاء الدولة

نلجأ الى القضاء للشكوى وغيرنا يمنع مساءلة أي شخص يدور في فلك المقاومة

هل بات عنوان المقاومة مظلة لضرب مرتكزات الدولة وإنشاء المربعات الأمنية؟ هناك من يحاول فرض دولته وأنظمته وإلا كيف نفسر الحملة على رئيس الجمهورية؟

وطنية - 14/3/2010 أكد عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب شانت جنجنيان خلال تمثيله رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" في العشاء الذي أقامته مصلحة المعلمين في "القوات" "ثوابت ثورة الأرز في زمن بات البعض يعتبر أنه بقوة سلاحه يمكنه أن يلغي مؤسسات دستورية والدولة بكاملها"، وسأل: "هل بات عنوان المقاومة مظلة لضرب مرتكزات الدولة؟ وهل الحملة المنظمة على فخامة رئيس الجمهورية والهجوم العنيف على مؤسسة قوى الأمن الداخلي واللواء أشرف ريفي تدخل ضمن المخطط الهادف إلى ضرب المؤسسات الأمنية في لبنان؟"

ونقل للحضور تحية من الدكتور سمير جعجع، لفت الى أنه ينتمي ايضا الى صفوف المعلمين وكرس نفسه وحياته لرسالة التعليم ولا زال يحمل هذه الرسالة ولو من على منبر آخر، وقال: "إذا كان ثمة إجماع في الوسط المسيحي على أمر، وحتى لدى خصومنا السياسيين، فهو أن الجيل الصاعد جيل قواتي بإمتياز و"القوات" تتمدد في المدارس والجامعات بشكل يعجز أي كان عن مواجهته، فأقل ما يمكن أن يقال في هذا السياق أن لكم فضلا أساسيا في توعية شبابنا وتحصينهم بالثقافة السياسية وتغذية إيمانهم وإلتزامهم للقضية التي سقط من أجلها آلاف الشهداء ومن دونها لا استمرار للبنان، انها قضية "القوات"، قضية لبنان الحر السيد والمستقل والمتنوع والتي اجتمع اللبنانيون حولها في 14 آذار 2005 ونحيي ذكراها الخامسة الليلة أيضا".

أضاف: "لأننا اجتمعنا عشية هذه الذكرى، لا بد من تأكيد ثوابت "ثورة الأرز" في زمن بات البعض يعتبر أنه بقوة سلاحه يمكنه أن يلغي المؤسسات الدستورية والسياسية والعسكرية والقضائية ويلغي الدولة بكاملها تحت شعار "المقاومة". نعم، نحن نصر كقوات لبنانية وقوى 14 آذار على التمسك بشعارنا المرفوع، اليد التي تحمل غصن الزيتون وعنوان العبور الى الدولة في مواجهة كل محاولات إلغاء الدولة. نحن نلجأ الى القضاء اللبناني للشكوى عند أي مخالفة تطالنا ونسمع غيرنا يقول: ممنوع مساءلة أي شخص يدور في فلك المقاومة. ونحن نسأل: هل بات عنوان المقاومة مظلة لضرب مرتكزات الدولة وإنشاء المربعات الأمنية ومنع المساءلة القانونية عن المرتكبين؟"

وتابع: "إن ما يجري على أكثر من صعيد يوحي بأن ثمة من يحاول أن يفرض على اللبنانيين دولته وقضاءه وأنظمته، وإلا كيف يمكننا أن نفسر الحملة المنظمة على فخامة رئيس الجمهورية فقط لأنه دعا الى إنعقاد طاولة الحوار؟ هل بات ممنوعا مناقشة سلاح "حزب الله" على طاولة الحوار التي أنشئت أساسا لهذا الغرض وبقي هذا البند الوحيد عالقا؟ كيف نفهم الهجوم العنيف على مؤسسة قوى الأمن الداخلي واللواء أشرف ريفي؟ ألا يدخل ذلك ضمن المخطط الهادف الى ضرب المؤسسات الأمنية في لبنان؟"

وختم النائب جنجنيان: "رفاقي في مصلحة المعلمين في "القوات"، سعى البعض الى محاولة تزوير الحقائق وقلب الوقائع وتحوير الأمور، وهنا يكمن دوركم في التعليم والتربية والتوجيه والإرشاد. لا تسمحوا لحملات التضليل المنهجية أن تفعل فعلها في مجتمعنا. نحن أصحاب الحقوق وأهل هذه الأرض. جذورنا ضاربة في التاريخ ولا يمكن لأي طارىء مهما ظن نفسه قويا أن يغير في مسار التاريخ، ونحن نؤمن أن أبواب الجحيم لن تقوى علينا".

وكان العشاء استهل بالنشيد الوطني ثم نشيد "القوات" ووقفة مميزة لمدة دقيقة صفق فيها الحاضرون تحية لروح أنطوان الشويري، وحضره الى جانب النائب جنجنيان الدكتور إدغار أبو رزق ممثلا النائب دوري شمعون، الدكتور محمد حمدان ممثلا تيار "المستقبل"، أمين التربية في الحزب التقدمي الإشتراكي جلال ريدان، الأستاذ مجيد العيلي ممثلا حزب الكتائب، الدكتور ميشال عواد، الأستاذ أنطوان أبي أنطون ممثلا رئيسة المنطقة التربوية في جبل لبنان، إضافة الى مسؤولي وأمناء وممثلي لجان التربية في قوى 14 آذار و"القوات اللبنانية".

ثم ألقى رئيس مصلحة المعلمين في "القوات" الأستاذ صبحي داود كلمة قال فيها: "أيها الرفاق والأصدقاء هكذا يكون الرجال الكبار في بلادي، الكبار بمروءاتهم، بعطائهم وبصدق إنتمائهم الى وطن يزهو ويعتذبهم، فكلما ضم الثرى واحدهم انتشرت جذور في الجبل الشامخ وارتفعت أرزة صارخة بالحقيقة، حقيقة الخلود. وهكذا ارتفع أنطوان شويري أرزة في جنة لبنان، في عرين الحق الذي لا تقوى عليه الدهور لأنه هو الأقوى، الأقوى بالإيمان الذي يجترع المعجزات". أضاف: "بالإيمان بسيد واحد، هو الله، نصدر القيم التي جبلت بتراب لبنان فصنعت مجده. أيها الإخوة والأخوات نلتقي اليوم، في مناسبة سعيدة، في عيد المعلم، حول مائدة مباركة ملئت كؤوسها من عصارة كرمة المحبة لتعلو تعبيرا عن وحدتنا، وعن ثبات إلتزامنا للمحافظة على شرف وقدسية مهمتنا التعليمية والتربوية، وتعبيرا عن إعتزازنا وسعادتنا بهذا الإلتزام . ذلك أننا، على هدى قيمنا الروحية والإنسانية السامية. رسمنا المستقبل الذي سعينا ونسعى الى بنائه على مبادىء توافقية خيرة وراسخة في نفوس أبناء هذا الوطن الرسالة، الذي من شأنه أن يكون ويبقى، على أساسها، مثالا حضاريا راقيا يحتذى به في الشرق، حيث يعود واحة سلام للانسان، ومنبعا للطاقات المبدعة في العلم والثقافة والفن، وحيث تتوهج حقيقة المجد الخالد في شعب لا يموت".

وتابع: "يهم مصلحة المعلمين في "القوات" أن تشير الى حرصها الدائم على بقاء الإعتبار المعنوي للمعلم، وحماية حقوقه المكتسبة، كما تشير المصلحة الى دعمها الدائم للمطالب المحقة، على ألا يتم استغلالها لمآرب سياسية ضيقة. يا أبطال ثورة الأرز، لا يسعني في الختام إلا أن ألفت الى أن المصلحة وبالتعاون والتنسيق مع حلفائنا في اللقاء التربوي لقوى 14 آذار، تسخر كل طاقاتها الثقافية والعلمية لخدمة لبنان وشعبه، ولا تدعي الحلول مكان الدولة، بل تأكد دعمها لضمان نجاح النظام التربوي من خلال المؤسسات المسؤولة عن عداد المناهج التعليمية المختلفة. وفي كل ما يتصل بالإمتحانات الرسمية ، مراقبة وتصحيحا وتقويما لنتائجها".

وختم داود: "ألا يبارك الله سعي المعلم في حمل شعلة ثورة الأرز، ليظل قدوة صالحة لأبناء لبنان، في ترسيخ القيم والمبادىء التي آمنت بها "القوات اللبنانية"، وعلى رأسها الدكتور سمير جعجع، الذي يمدها بالمنطق والوعي، والإيمان بأن لبنان كان وسيبقى موئل الفكر، وكرامة الإنسان".

وفي الختام ألقى الأستاذ نبيل القاضي كلمة شعرية من وحي المناسبة.

 

أكد عضو المجلس السياسي في الحزب الحاج محمود قماطي في لقاء سياسي نظمه "حزب الله" في حي السلم: نحن اصحاب الرقم الصعب الذين لم تستطع دول العالم اجمع ان تقهرنا المقاومة حمت نفسها بنفسها ولا تحتاج إلى أي شخصية لتدعي إنها حمتها

لم يعد مسموحا أن يطرح أي من القوى اللبنانية نقاطا خلافية في الإعلام

وطنية - 14/3/2010 نظم "حزب الله" لقاء سياسيا مع عضو المجلس السياسي في الحزب الحاج محمود قماطي في قاعة مجمع الإمام زين العابدين في حي السلم - صحراء الشويفات، في حضور فاعليات وأهالي المنطقة.

قماطي بداية، أكد الحاج قماطي "أن المقاومة اليوم بأفضل حالاتها وأجمل صورة لها حيث أنها القوة التي لا تقهر. إننا أصحاب الرقم الصعب الذين لم تستطع دول العالم أجمع أن تقهرنا وأن تضعفنا وأن تحاصرنا، وهذا ليس من موقع الغرور وإنما من موقع التواضع ومن موقع العزة والكرامة".

أضاف: "إن ما هو واضح الآن أن منطق الحرب قد سقط في هذه المنطقة إلى أمد يطول أو يقصر، هذا أمر يجب أن نعرفه جيدا لأن الحرب تشن في سبيل تغيير معادلات وتغيير وقائع وإنجاز أهداف، فإذا ما كانت هذه المعادلات والوقائع وهذه الأهداف غير مقدور عليها لا بالحرب ولا بالسلم، فإذا لماذا تشن الحرب؟ ولماذا يتحملون أعباءها الكثيرة والخطيرة عليهم وهم يعلمون أن الأهداف لن تتحقق، ولكي تتحقق الحرب هناك أمران:الأول هو السياسة الدولية بقيادة الولايات المتحدة الأميركية التي ترى أن الحرب ضرورة ويخطط لها. واليوم السياسة الأميركية سياسة إطلاق تسوية في المنطقة، والتفاوض مع إيران مع الضغوط عليها، والإنفتاح على سوريا والتعاون معها ودفع الإتهامات عنها. فكل هذا الجو ليس بجو حرب لأنهم يأسوا من أن الحرب سوف تحقق لهم أهدافهم وخير دليل على ذلك هو ما قاله المحللون الأميركيون في البنتاغون الأميركي والمحللون في وزارات الدفاع الفرنسية والبريطانية بأن الجيش الإسرائيلي لم يعد هو الجيش الذي يستطيع أن ينتصر. والأمر الثاني أن تصل إسرائيل وأميركا خصوصا إلى الإقتناع والإطمئنان الكامل أنهم سينتصرون وأما إذا كان عندهم شك وإرتباك وتقدير بأنه يمكن أن يهزموا فلن يقدموا على حرب لأن الهزيمة هذه المرة لن تغير فقط حكومة العدو أو رئيس حكومة العدو وإنما ستهدد كيان العدو برمته".

وأكد قماطي "أن العدو الإسرائيلي عندما يسمع أن مصانعه ومطاراته وأبنيته سوف تقصف والإعلان عن القدرات يشكل حال ردع لدى العدو، وكلما أعلنت المقاومة جهوزيتها وقدراتها وإمكانياتها كلما إبتعدت الحرب، ولهذا نحن مصرون على السلاح وعلى العتاد وعلى النوع المتطور من الإمكانيات والقدرات لأنه كلما حققنا ذلك كلما أبعدنا شبح الحرب عن لبنان وكل منطق آخر غير مقبول".

وسأل: "على من نعتمد في حماية لبنان؟ وهل الجيش اللبناني الذي نحترم ونقدر عقيدته وقدراته القتالية على مستوى الأفراد لديه قدرات على مستوى السلاح؟ إذا كان هذا ممنوع وإستمرار المقاومة ممنوع وإستمرار سلاح المقاومة ممنوع إذا يصبح لبنان في مهب الريح، ونصبح بلا دفاع ولا إستراتيجية دفاعية ولا قدرات دفاعية لنصل حتما إلى أن نحول لبنان إلى بلد ضعيف لا يستطيع الدفاع عن نفسه، ويصبح تحت رحمة العدو الإسرائيلي في مياهه وأرضه وسمائه وشعبه ورزقه وسيادته وحريته".

وتابع: "اليوم يكون إرضاء الأميركي الذي يعدونه صديقا للبنان أن تسقط المقاومة وأن نمنع الجيش من التسلح. ثم يقولون تعالوا إلى طاولة الحوار لنتحاور، نحن في هذا الواقع حاولنا أن ننقذ هذا البلد وما زلنا في حكومة وحدة وطنية وعملنا على إنهاء الإنقسام السياسي وأن نبدأ بفترة هدوء ما دام الوضع في المنطقة، كذلك حيث لا حروب ولا قتال ولا عدوان، وما دامت الأجواء أجواء مصالحات عربية بغض النظر عن خلفياتها".

وقال: "تعالوا نستفيد من هذه الفرصة ولنعط الأولوية للمواطن وهنا نقول كلمة: لا أحد يضرب على صدره ويقول أنا أحمي المقاومة، المقاومة حمت نفسها بنفسها ولا تحتاج إلى أي شخصية لبنانية وغير لبنانية لتدعي وتقول إننا نحمي المقاومة. المقاومة أولوية في السياسة اللبنانية وقد ظهرت في البيان الوزاري وهي قوية قادرة، ولذلك قلنا لشركائنا في الحكومة والذين كنا نختلف معهم في السياسة قلنا لهم ما دام الإنقسام السياسي بعيدا، وما زلنا متفاهمين على الحكومة فلنجعل رأس الأولوية عندنا هو المواطن وقضايا المواطن والشعب وإتفقنا على ذلك، وذهب كل واحد منا يعد المشاريع وشكلنا لجانا غير معلنة لدراسة الأمور الإقتصادية والمعيشية والحاجات الضرورية الملحة لأهلنا وبدأنا وسنصل إن شاء الله إلى المستوى العملي في أمور الماء والكهرباء والغلاء"، معلنا "أننا وقفنا موقفا واضحا ضد فرض الضرائب ولتحول الضرائب إلى أصحاب الرساميل والمؤسسات الإقتصادية".

وأكد "أن المقاومة اليوم ليست فقط هي التي تدافع عن الوطن وتحمي الوطن وهي التي تشكل المعادلة الردعية ضد العدو الصهيوني وتمنعه من العدوان، بل هي أيضا التي تحمل على أكتافها عبء تطوير الدولة والمؤسسات الدستورية والمشاريع الحضارية العلمية، وهم الذين يرفضون كل هذه المشاريع بخلفيات مذهبية وعن تخلف وجهل، ونحن الذين نمثل الوجه الحضاري، ونحن بكل فخر وإعتزاز نحمي الوطن إلى جانب الجيش اللبناني وبدعم الشعب اللبناني وبالقرار السياسي الرسمي اللبناني الذي جاء في البيان الوزاري، ونحن الذين نطرح المشاريع الحضارية والتقدمية، وبهذا المنطق سوف نستمر بمد اليد والتعاون حتى نحفظ البلد وحتى يستقر البلد ونمنع العدوان عن لبنان، ونحن ندفع نحو الإزدهار والتقدم والإنتعاش للحياة الإقتصادية والحياة المعيشية اليومية للمواطن".

وختم قماطي: "إذا أرادوا أن يبحثوا أي نقطة خلافية أساسية فليذهبوا إلى طاولة الحوار، وقد فتحت طاولة الحوار ولم يعد مسموحا أن يطرح أي من القوى اللبنانية نقاطا خلافية في الإعلام والتصريحات"، مؤكدا "أننا على طاولة الحوار حاضرون بكل النقاط وليس فقط المطلوب أن نبحث موضوع الإستراتيجية الدفاعية بل فلنبحث أيضا في الإستراتيجية الإجتماعية والإقتصادية وكيف نعالج المديونية الكبرى في البلد وكيف نعالج الإصلاح السياسي من إصلاح للنظام والقضايا السياسية والمؤسسات، ولسنا خائفين من طاولة الحوار بشأن الإستراتيجية الدفاعية وذهبنا إليها وكنا من المطالبين بها، ونحن نملك الحجة والقوة لمصلحة الوطن وليس لمصلحة أخرى ولا لمصلحة دولة شقيقة أو صديقة، ونحن ننطلق من موقفنا بالتمسك بدور المقاومة وبالذهاب إلى طاولة الحوار وبمنطق مدعوم بحجة وبيانات وأدلة ورؤية متكاملة لمصلحة وحماية وعزة وسيادة لبنان".

 

جدد عضو هيئة الرئاسة في حركة "امل" الحاج خليل حمدان لحاج حمدان رفض حركة "أمل" المشاركة في قمة ليبيا: سيكون للقوى المقاومة والرافضة مواقف ميدانية تتعدى المواقف الكلامية

وطنية - 14/3/2010 جدد عضو هيئة الرئاسة في حركة "امل" الحاج خليل حمدان التاكيد على موقف الحركة "الرافض لمشاركة لبنان على اي مستوى في القمة العربية المزمع عقدها في ليبيا"، وقال في كلمة القاها باسم الحركة في بلدة خرطوم، لمناسبة ذكرى مرور اسبوع على وفاة الزميل عبد ايوب "اين سيجتمع العرب في ليبيا التي اخفت الامام الصدر، في البلد الذي طرح مشروع دولة اسراطين.اننا نرفض المشاركة في قمة تعقد في بلد اخفى امام المقاومة والوطن. اننا في حركة امل قلنا ونعيد التاكيد اننا نرفض المشاركة في قمة ليبيا باي مستوى من المستويات. هذا هو موقف الحركة وموقف المقاومة وموقف المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى وموقف الهيئة الوطنية لمتابعة قضية الامام الصدر". واضاف: "بالنسبة لزيارة الامين العام لجامعة الدول العربية للبنان الاربعاء المقبل نقول ان عدم مشاركة لبنان في هذه القمة هو انتصار للعرب. ان لبنان سيعبر الى المرحلة المقبلة من دون ازمات وازاء اي مشاركة سيكون للقوى المقاومة والرافضة لمشاركة لبنان بالقمة مواقف ميدانية تتعدى المواقف الكلامية". الشيخ نور الدين كما، القى عضو المجلس السياسي في "حزب الله" الشيخ خضر نور الدين كلمة نوه فيها ب"وحدة الموقف بين حركة "امل" و"حزب الله"، مؤكدا "ان عناوين قوة لبنان وقيامته ووحدته كل ذلك بفضل الامام السيد موسى الصدر". واكد "ان المقاومة حريصة على تعزيز وحماية كل ما انجزه الامام السيد موسى الصدر من انجازات عل مستوى قوة لبنان ووحدته وعيشه المشترك".

 

المفتي الجوزو: التهديد بانسحاب وزراء الحزب والحركة من الحكومة اذا شاركت في القمة العربية نوع من الابتزاز السياسي لفرض ارادتهما على الشعب والدولة

وطنية - 14/3/2010 رأى مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو ان حركة "امل" و"حزب الله" يريدان فرض وجهة النظر الواحدة على الدولة وتحديد سياسة الدولة الخارجية والداخلية في آن واحد، فالتهديد بانسحاب وزراء الحزب والحركة من الحكومة اذا هي شاركت في القمة العربية في ليبيا، نوع من الابتزاز السياسي الذي اعتاد الفريقان على ممارسته منذ زمن بعيد لفرض ارادتهما على الشعب اللبناني وعلى الدولة اللبنانية" . وسأل: اين الديموقراطية؟ لا يوجد ديموقراطية. اين الدولة؟ لا يوجد دولة. من يرسم سياسة الدولة الخارجية، "حزب الله" وحركة "امل" ام رئاسة الجمهورية ام الحكومة، وهذان الاخيران لا دور لهما في تحديد مسار السياسة الخارجية سواء كانت مع العرب او مع العجم؟.

وقال: "ان تعقد قمة عربية في ليبيا هذا شأن عربي عام لا صلة له بالقضايا الجانبية التي ترتبت على الصراع الدائر بين اسرائيل وايران بشأن النووي، وليس صراعا خاصا بلبنان، وان اي اعتداء على لبنان من قبل اسرائيل سيكون بسبب هذا الصراع، اي ان لبنان اصبح رهينة بيد ايران، وان قرار الحرب والسلم مع اسرائيل اصبح مرتبطا بهذا الصراع، وان الشعب اللبناني كله سيدفع الثمن اذا حصلت معركة بين اسرائيل و"حزب الله" مما يؤكد ان لبنان لم يعد يملك امره بيده، وان قرار السلم والحرب قرار خارجي مائة في المائة" .

وسأل: كيف تكون هناك حكومة وحدة وطنية، وهناك فريق معين يريد فرض رأيه على باقي الفرقاء بالقوة وعن طريق الابتزاز السياسي المستمر.

وقال: "قراران صدرا عن الحكومة السابقة ترتب عليهما مأساة 7 ايار التي اجتاح فيها حزب الله وحلفاؤه العاصمة بيروت والجبل ومؤتمر الدوحة وخروج وليد جنبلاط من 14 اذار وجميع التداعيات التي حدثت بعد ذلك.؟ كيف يمكن للدولة تحقيق وجودها اذا كان هناك فريق يحاول بسط سيطرته على الجميع والغاء الجميع؟ وهل ننتظر 7 ايار او نيسان اذا قررت الدولة المشاركة في مؤتمر القمة العربية في ليبيا" .

اضاف: "نحن حريصون على وحدة الصف اللبناني، وفي الوقت نفسه لا نوافق على ان يفرض فريق واحد رأيه على الجميع وان يلغي دور الجميع، وان يقدم مصلحته على مصلحة الوطن ومصلحة الشعب. هذا ما يجب طرحه على طاولة الحوار قبل التحدث عن سلاح "حزب الله" سلبا او ايجابا لان الذين يعارضون هذا السلاح يعارضونه لانه خارج الشرعية. الشرعية مستهدفة من قبل هؤلاء الذين يستخدمون السلاح في وجه الشرعية، يشنون حملاتهم على الشرعية، على الدولة، على رموز الدولة ليعطلوا دور الدولة، يشنون حملاتهم على قوى الامن الداخلي والمدير العام للامن الداخلي، من اجل ان يفرضوا وصايتهم على هؤلاء جميعا ولاظهار الدولة وكأنها تتآمر عليهم" .

واكد المفتي الجوزو "ان الصراع ليس مع السلاح بحد ذاته، ولكنه صراع مع آلية استخدام هذا السلاح ودور هذا السلاح الحقيقي في الحلول مكان الشرعية والغاء الشرعية، فهل هذا دور السلاح؟. وقال: "اجيبونا يرحمكم الله، هناك شهداء كثر وهناك اغتيالات بالجملة، فهل نقطع علاقاتنا بجميع الدول العربية المجاورة المتهمة بهذه الاغتيالات" .

 

عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الدكتور حسن فضل الله

مظلة الحماية للبنان ترتكز على المقاومة والجيش والشعب ولا تحميه قرارات دولية أو امم متحدة او مجلس امن أو مجتمع دولي أو القرار 1701

وطنية - 14/3/2010 رأى عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الدكتور حسن فضل الله في احتفال أقامه "حزب الله" في بلدة كونين، في ذكرى المجاهد علي حسين الدبق، "أن مظلة الحماية للبنان التي تم الإتفاق عليها في البيان الوزاري ترتكز على المقاومة والجيش والشعب"، معتبرا "أن الذين يبحثون عن حماية لبنان خارج هذه المرتكزات الثلاث كمن يبحث عن سراب ووهم، لأن المظلات الدولية لم تؤمن لنا الحماية في يوم من الأيام"، سائلا: "هل مجلس الأمن سيؤمن لنا الحماية وهو الذي سكت عن كل التهديد والتصعيد الإسرائيلي الذي مورس ضد لبنان في الأشهر القليلة الماضية وأعاره الأذن الصماء ولا يرف له جفن عندما يتعلق الأمر بأمننا واستقرارنا".

قال: "سمعنا في اليومين الماضيين أن مجلس الأمن سيناقش ما سمي التهديد المتبادل بين "حزب الله" وإسرائيل، وفي الحقيقة لم يكن هناك تهديد متبادل، بل كان هناك تهديد إسرائيلي للبنان وسكوت من مجلس الأمن والأمم المتحدة، وقد رأينا كيف كانت الخروق لسيادتنا في الجو والبحر وكيف حاول التقدم بالأمس على حدودنا"، مؤكدا "أن هذا التهديد الإسرائيلي لم يلجم إلا بالموقف الحاسم الذي سمعه هذا العدو من قائد المقاومة ومن لقاء دمشق الثلاثي"، معتبرا "أن أي تحرك وكلام دولي يتعلق بهذا الأمر إنما يرتبط بمحاولة الانحياز للكيان الإسرائيلي"، مذكرا "أن لدينا تجربة مريرة مع مجلس الأمن في لبنان فضلا عن التجربة الفلسطينية"، سائلا: "متى كانت قراراته لمصلحة قضايانا وشعوبنا إذا ما اصطدمت بالأطماع الإسرائيلية"، لافتا إلى "أن معادلة مجلس الأمن هي معادلة قائمة على سيطرة أمريكية وعلى انحياز كامل إلى جانب العدو الإسرائيلي".

أضاف: "إن المعادلة التي رسمت في التصدي للعدوان الإسرائيلي صعبت خيارات الحرب الإسرائيلية، وأبعدت إسرائيل عن استسهال إمكانية الاعتداء علينا أو تهديدنا"، ورأى "أن هذه هي المعادلة التي نرسمها للبنان كي يرتقي إلى مستوى الندية في مواجهة العدو، لان لبنان لا تحميه قرارات دولية أو أمم متحدة أو مجلس امن أو مجتمع دولي أو القرار 1701 الذي نرى تمادي الخروق الإسرائيلية له"، مذكرا ب"أن معادلة الحماية قد رسمناها وكرسناها بدماء الشهداء وأن لدينا تراكم تجربة لو أرادوا الافادة منها، وان أبوا فلسنا مستعدين لنتخلى بأي شكل من الأشكال عن خيارنا في حماية بلدنا لحساب أي كان سواء أكان لجهة محلية أم قرارات دولية أم مجتمع دولي أم جهات عربية"، مشددا على "أنه لا يمكن أن نتراجع خطوة إلى الوراء وإنما نحن نتقدم خطوات إلى الأمام". وقال: "إن نائب الرئيس الأميركي جاء إلى فلسطين وتحدث عن نزع سلاح المقاومة"، مشيرا إلى "أن "الهمروجة" السياسية والإعلامية حول المقاومة وسلاحها بدأت من بايدن، وأن الموقف الأميركي يبنى لحساب الكيان الإسرائيلي في كل صغيرة وكبيرة في المنطقة، حتى عندما يتكلمون عن دعم لبنان يكون المقصود لديهم شيء آخر لجعل لبنان حلقة من حلقات المحور الأمريكي، وهذا المشروع قد سقط بعدما تمكنا من تشكيل حكومة وحدة وطنية وتجاوزنا المرحلة الماضية".

 

ميشال معوض: هدف اجتماع البريستول تأكيد استمرار 14آذار في ثوابتها

الشراكة المسيحية - الاسلامية هي صمام الامان الحقيقي للاستقلال والخط السيادي الانفتاح السوري يهدف إلى فك ارتباط الرئيس الحريري عن حلفائه المسيحيين

وطنية - 14/3/2010 أكد رئيس "حركة الاستقلال" ميشال معوض أن "الهدف الاساسي من اجتماع البريستول اليوم هو إصدار وثيقة تؤكد استمرار قوى 14 آذار في ثوابتها"، وكشف ان "الوثائق السياسية والبيان السياسي الذي سيصدر عن المؤتمر سينطلق من الثوابت ويأخذ في الاعتبار المرحلة التي يعشيها لبنان، والجديد في البيان سيركز على الاولية المطلقة في هذه المرحلة وهي سبل حماية لبنان من الاخطار التي يمكن ان يتعرض لها".

وقال في حديث إلى إذاعة "لبنان الحر": "الكل يعرف اننا نعيش في مرحلة اقليمية دقيقة جدا، مرحلة اقليمية تتطغى عليها ريحة البارود، إذ هناك انسداد للافق السياسي والديبلوماسي، ويجب أن نصب جهدنا كلبنانيين وقوى 14 اذار على تحييد لبنان وحمايته من ان يتحول الى بلد مدمر وساحة للمواجهة بين محور ايراني نووي من جهة ومصالح اسرائيلية من جهة ثانية والشرعية العربية الدولية من جهة ثالثة". واعرب عن اسفه ل"وجود فريق لبناني تمثل في مشهد قمة الممانعة في الشام ادخل نفسه واقحم لبنان في لعبة الامم، وكان اصبح رهينة لعبة اكبر منه"، داعيا الى "صب الجهد لتحييد لبنان من هذه الاخطار، سواء كانت اقليمية كالتسابق الاسرائيلي الايراني على حروب استباقية على الساحة اللبنانية، او سواء اخطار داخلية، كعدم بسط سيادة الدولة على كل الاراضي اللبنانية وحصر السلاح وقرار الحرب بيد الدولة".

أضاف: "حققنا انتصارات حقيقية وانتصرنا في الانتخابات النيابية عام 2009، ولكن اتفهم بعض اللبنانيين الذين يقولون ربحنا في الانتخابات لكن ماذا فعلنا؟ الجواب هو انه لو خسرنا في الانتخابات ماذا كان حصل؟ ان الانتصار الذي قدمه لنا الشعب اللبناني في انتخابات 2009 هو الذي حفظ لبنان والنظام والحريات والتعددية والمشروع السيادي".

وشدد على ان "14 آذار هي مشروع جدي وحقيقي يجعل اللبنانيين يعيشون في استقرار ببلدهم، في ظل دولة فعلية فيها قانون ونظام يمتاز بالحريات والتعددية والديموقراطية، وهذا المشروع هو الوحيد الذي يحمي لبنان من ان يتحول الى ساحة صراع مع الاخرين". وتحدث عن "المحاولة السورية، خلال الاشهر الماضية، فرط عقد الشراكة بين المسلمين والمسيحيين في لبنان، والجميع يعرف ان الذي حقق الاستقلال في لبنان هو هذه الشراكة، سواء في الاستقلال الاول عام 1943 او الثاني عام 2005، وقبل ذلك كانت هناك آراء جدية في لبنان والواقع السيادي في لبنان لم ينطلق عام 2005 بل من خلال المقاومة اللبنانية التي لديها تاريخ من النضال والدماء فجميعنا نتذكر الظروف التي استشهد فيها كمال جنبلاط وبشير الجميل ورينيه معوض وصبحي الصالح وداني شمعون وغيرهم من كبار لبنان، كلنا نعرف ان هؤلاء الكبار استشهدوا عندما شكلوا في لحظة من اللحظات نقطة تلاقي بين اللبنانيين حول مشروع بناء الدولة والشراكة المسيحية - الاسلامية، وهذا ما ادى الى استشهاد الرئيس رفيق الحريري عام 2005 وشهداء ثورة الارز".

واكد معوض ان "الشراكة المسيحية - الاسلامية هي صمام الامان الحقيقي للاستقلال والخط السيادي في لبنان، والانجاز الاكبر هو الحفاظ على هذه الشراكة في وجه من كان يحاول القول ان لبنان مجموعة طوائف وعشائر، كالنظام السوري الذي كان يعتبر انه قادر على ادارة الحرب الباردة بين هذه الطوائف والعشائر وتحديد العلاقات مع الشيعي او الدرزي او المسيحي او السني في لبنان"، معربا عن "التزام 14 اذار الشراكة المسيحية - الاسلامية".

واعتبر ان "العلاقات اللبنانية السورية لا يمكن ان تقوم في المستقبل الا على اساس علاقة من دولة الى دولة وليس بين نظام ومجموعة من الطوائف او العشائر في لبنان"، وقال: "نحن في مشهدين في العلاقات اللبنانية السورية، فنحن كقوى 14 اذار قلنا بكثير من الوضوح، حتى قبل الانتخابات النيابية اننا جاهزون الى مد اليد لمصلحة لبنان وإعادة بناء علاقات لبنانية سورية تتخطى الحقد الذي حصل والاغتيالات التي طالت ليس فقط القادة بل ايضا كل بيت من اللبنانيين. هناك طرحان لهذه العلاقات، الاول يشير الى علاقات يحاول بناءها كل من الرئيسين سعد الحريري وميشال سليمان ونحن الى جانبهما من خلال التحاور من دولة الى دولة، والطرح الثاني يتثمل بالمشاهد المتنقلة ان كان قمة الممانعة في الشام او زيارة النائب ميشال عون الى براد وما قبلها لقاؤه الرئيس بشار الاسد الاسد او لقاء الجاهلية حيث قيل ان سوريا هي مكة الدروز الثانية في لبنان من قبل الوزير وئام وهاب".

وراى ان "هناك نمطين من العلاقات، الاول يحاول بناءها على اساس استقلال وسيادة لبنان بكل احترام ويأخذ في الاعتبار مصالح الشعبين، اما الثاني فهو نمط من الماضي يحاول بناء علاقات بين نظام ورؤساء الطوائف في لبنان او على الاقل الرموز المعتمدين لدى سوريا في هذه الطوائف"، واعتبر ان "كلام التهدئة بين لبنان وسوريا من جهة واسرائيل من جهة اخرى قد يكون جديا في هذه المرحلة الحالية، وهو مبني على اسبوع او شهر، والعامل المشترك بين الكلام الاسرائيلي والكلام في قمة الممانعة في دمشق هو ان لبنان الضحية".

وقال: "اسرائيل تقول ان "حزب الله" بصفته حزب ايران في لبنان وكونه يتسلح بطريقة تشكل خطرا على اسرائيل فقد تبادر الى حرب استباقية لضرب قدرة الحزب الصاروخية كما قد تقوم بحرب استباقية لتطويق محاولة ايران ومشروعها النووي، اما ايران فتقول بانها قد تقوم بحرب استباقية انطلاقا من لبنان لتدمير الكيان الصهيوني، وبغض النظر عن النتائج وهوية الفائز فان القاسم المشترك هو اعتبار لبنان قاعدة صاروخية دون ان ياخذ في الاعتبار ارادة اللبنانيين والدولة اللبنانية".

ولفت معوض إلى ان "سياسة اليد الممدودة التي اطلقها الرئيس سعد الحريري بعد تعيينه رئيسا لحكومة لبنان لم تتلقفها سوريا، إذ لم نر خلال الاشهر الماضية اي تطور حقيقي في الموقف السوري فيما يختص بإعادة فتح علاقات لبنانية - سورية على اسس جدية"، وقال: "من زيارة الرئيس الحريري الى سوريا حتى اليوم، رأينا استكمال منطق العلاقة بين النظام السوري وشخصيات لبنانية على حساب الدولة اللبنانية". واعتبر ان "الانفتاح السوري هدف الى فك ارتباط سعد الحريري وتيار "المستقبل" عن حلفائه المسيحيين لمحاولة قضم الحركة الاستقلالية في لبنان"، مؤكدا انهم "لم ولن ينجحوا في تحقيق هذا الهدف".

 

النائب حوري: ثورة الارز متمسكة بالعبور إلى الدولة وحماية لبنان

وطنية - 14/3/2010 شدد عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار حوري على ان "ثورة الأرز لا تزال مستمرة بمزيد من التماسك والإصرار على مشروع العبور إلى الدولة، الذي ما لم ينجز منه بعد مسألة حماية لبنان". وقال في حديث الى "اخبار المستقبل" اليوم : "دماء الشهداء الذين سقطوا بدءا من الرئيس الشهيد رفيق الحريري مرورا بكل الشهداء اللاحقين أمانة في أعناقنا سنتحملها بإصرار ونتابع هذه المسيرة". وأكد ان "ثورة الأرز تحمل أفكاراً وطموحات اللبنانيين لذلك هي مستمرة وباقية".

 

القاضي صقر تسلم ملف جودت الخوجة المتهم بالتعامل مع العدو

وطنية - 14/3/2010 تسلم مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر ملف جودت الخوجة الذي القي القبض عليه في قضية التعامل مع العدو ويعكف على دراسة الملف، تمهيدا لاتخاذ الاجراء القانوني في حقه

 

ماذا لو صدر القرار الاتهامي؟ 

علي حماده

في يوم الرابع عشر من آذار الذي يحمل هذا العام بالنسبة الى التيار الاستقلالي عنوان "حماية لبنان"، لا بد من العودة الى ملف شائك هو التحقيق في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري مع اقتراب صدور القرار الاتهامي خلال النصف الثاني من السنة الحالية. فالملف الشائك متداخل مع ملف العلاقات اللبنانية – السورية، وخصوصا أن الحكم السوري يبدو على عجلة من أمره في ما يخص استكمال اختراقه الساحة السياسية اللبنانية من زاويتين: الاولى الثغرة العربية التي امنتها المصالحات ولا سيما مع الرياض، والثانية نتائج غزوات أيار 2008 ودخول السلاح عنصرا مقررا في حصار التيار الاستقلالي بفرض وقائع على الارض، كان أحد تجلياتها اتفاق الدوحة الذي أفرغ اتفاق الطائف من محتواه.

الحكم السوري يضغط في كل اتجاه: في اتجاه رئيس الجمهورية الذي يؤخذ عليه انه محايد في مرحلة الاصطفافات المستجدة، وانه دعا الى طاولة الحوار الوطني بعد ثلاثة ايام على "اللقاء الثلاثي" في دمشق، أو ما سمّي "قمة الحرب". وفي اتجاه آخر رئيس الحكومة الذي تنقل له رسائل فحواها ان "زيارة الشام" ليست "مشوارا" بل انه يترتب عليها جدول اعمال ينتظر التنفيذ وفق تفاهمات عربية – عربية. وفي اتجاه ثالث يجري الضغط لتفكيك التيار الاستقلالي الذي يمثل بتحالفه الاسلامي – المسيحي حاجزا كبيرا في وجه عودة الوصاية السورية الى لبنان. وهنا لا بد من الاشارة الى التحالف المتين بين "تيار المستقبل" و"القوات اللبنانية"، فيما تم دفع الحزب التقدمي الاشتراكي في مرحلة اولى الى "منزلة بين منزلتين" سرعان ما سيتطور في الاسابيع المقبلة وبعد زيارة النائب وليد جنبلاط لدمشق الى اصطفاف ضمن التحالف المسمى "خط المقاومة" وهو الاسم الحركي للوصاية الخارجية الممتدة من طهران الى دمشق وواجهتها لبنانية!

كل هذه التحولات وعقارب الساعة تتحرك الى الامام على مستوى المحكمة الدولية، وخصوصا بعد اعلان رئيسها القاضي كاسيزي ان عناصر التحقيق الرئيسية انتهت وان التحقيقات أفضت الى معرفة تامة بخيوط الجريمة الاساسية، وان أعمال المحكمة ستنطلق في غضون العام الحالي، مما يعني أن التحقيق انتهى تقريبا وان الاعداد جار لصوغ التقرير الاتهامي بما يمكّن الادعاء من تقديمه امام المحكمة. ومن المتوقع ان يكون انتهى اعداد لوائح باسماء ستصدر في حقها مذكرات توقيف دولية، واخرى مذكرات احضار بصفة شاهد. والسؤال هنا ما هو تأثير صدور القرار الاتهامي القريب على الواقع السياسي في لبنان، وخصوصا اذا ما جرى تأكيد أهم ما توصلت اليه تحقيقات القاضي الالماني ديتليف ميليس، او جرى توجيه الاضواء نحو "اياد لبنانية" كما اوحى تقريرا مجلة "دير شبيغل" الالمانية وجريدة "لوموند" الفرنسية؟

لقد جرى في الاشهر القليلة الفائتة التعتيم على اهمية المحكمة وتأثيرها على الساحة اللبنانية من جهة، وعلى العلاقات اللبنانية – السورية من جهة أخرى. فهل ستكون التفاهمات العربية – العربية التي جرت على خلفية توسيع التمايز السوري عن ايران في مرحلة من اشد المراحل الاقليمية دقة في منأى عما سيصدر من لاهاي هذا العام؟

ام ان الحرب المتوقعة بين اسرائيل و"حزب الله" في النصف الاول من هذا العام ستقلب كل المعطيات لترسم مشهدا جديدا في لبنان والاقليم؟

ان السياسة السورية الجديدة في لبنان موضع اختبار دقيق لأن الاختراقات الاخيرة ما كانت لتتحقق لولا اقترانها بمظلة عربية تنتظر هي الاخرى من دمشق تنفيذ جدول اعمال يبدأ في العراق ولا ينتهي في غزة.

المصدر : النهار

 

لكي لا تخسروا أوباما

طارق الحميد (الشرق الأوسط)،

نشهد اليوم توترا في العلاقات الأميركية - الإسرائيلية، نادرا من نوعه، يأتي على خلفية إطلاق المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية، وإعلان إسرائيل بناء مستوطنات جديدة في القدس الشرقية. توتر حدا برئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو للاعتذار مرتين لواشنطن، إحداهما اعتذار علني، والآخر في مكالمة استمرت لمدة 43 دقيقة بينه وبين وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، التي قالت إن خطة إسرائيل لبناء مستوطنات سكنية جديدة بالقدس الشرقية ترسل «إشارة سلبية عميقة»، ناهيك عن أنها أفسدت زيارة نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، كما أنها تضر بـ«العلاقة الثنائية» الأميركية - الإسرائيلية.

وبحسب صحيفة الـ«نيويورك تايمز»، تعد تلك لغة صارمة ونادرة من قبل مسؤول أميركي بحق إسرائيل، مضيفة أن مصادر أشارت إلى أن كلينتون كانت تتحدث باسم الرئيس الأميركي أوباما، وتنقل غضبه المباشر تجاه الحكومة الإسرائيلية، أثناء تلك المكالمة، وأنها تعمدت، أي كلينتون، ألا تجري ذلك الاتصال إلا بعد مغادرة بايدن إسرائيل.

حسنا.. ما علاقتنا بذلك؟ الأمر البديهي هنا هو ألا نتبرع، كعادتنا، بارتكاب أخطاء تزيل الضغط عن الطرف الإسرائيلي، سواء بالأفعال أو بالتصريحات العنترية. وأولى النصائح هنا للسيد صائب عريقات، حيث لا داعي للتصريحات المتزايدة، والتهديدية، وخصوصا أننا نكتشف أن جل تلك التصريحات هو للاستهلاك الإعلامي العربي، وخير مثال على ذلك القول بأن السلطة تعتزم عدم الخوض في المفاوضات غير المباشرة احتجاجا على القرار الإسرائيلي الأخير، لنفاجأ بأن الخارجية الأميركية تقول إنها لم تتلق شيئا من هذا القبيل!

وبالنسبة للأفعال، فعلى العرب أيضا أن يتحلوا بالشجاعة هذه المرة ويسموا أي طرف يعمد للقيام بعملية تخريبية، بل والإدانة، سواء بدوافع من الفلسطينيين، أو بدعم من أي طرف عربي. فكم هو مريب أن يتم إطلاق صاروخ تنكي من غزة أثناء مغادرة بايدن الأراضي الإسرائيلية، وسط سخط أميركي، من قرارات إسرائيل الأخيرة، مما حدا بنتنياهو للاعتذار علنا، ناهيك عن إدانة اللجنة الرباعية الدولية للقرارات الاستيطانية الإسرائيلية الأخيرة! وعملية إطلاق الصاروخ تلك تذكرنا بالصواريخ العبثية التي كانت تطلق أثناء وصول أي رئيس وزراء إسرائيلي إلى واشنطن، فما إن يفتح باب طائرته في واشنطن إلا ويبدأ إطلاق الصواريخ، في رعونة سياسية واضحة.

وما يجب أن نتذكره هنا هو أن التوتر الأميركي - الإسرائيلي ليس وليدا للقرار الاستيطاني الأخير في القدس الشرقية، فمن يقرأ الصحافة الإسرائيلية يلاحظ النقمة الإسرائيلية على تجاهل أوباما لتل أبيب، إذ لم يزر الرئيس الأميركي إسرائيل منذ وصوله للبيت الأبيض، بينما قام بزيارة كل من السعودية، وتركيا، ومصر. وهذا أمر يبدو أن بعضا من وسائل إعلامنا وساستنا لا يتنبهون إليه وسط انشغالهم بالحديث عن «التحيز الأميركي لإسرائيل»!

ولذا فمن المهم أن يتنبه الفلسطينيون، والعرب، إلى ضرورة ألا يخسروا أوباما. ففي النهاية.. أمام الرجل انتخابات قادمة، ومصالح داخلية، هي الأهم بالنسبة له إن هو لم يجد من العرب ذكاء، ومرونة سياسية. والمطلوب من الفلسطينيين، والعرب، أمر واحد هو عدم ارتكاب الأخطاء.. فهل ذلك صعب؟

 

تجربة القوة الأميركية - الإسرائيلية

عبدالله اسكندر (الحياة)، الاحد 14 آذار 2010

في الجدل الحالي حول الاستيطان الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية، تنحرف الانظار عن واقع استيلاء الدولة العبرية على مزيد من الاراضي العربية في الضفة الغربية المحتلة وتفكيك اسس إقامة الدولة الفلسطينية المنشودة، الى تفاوت التقديرات بين ادارة الرئيس باراك اوباما وحكومة بنيامين نتانياهو.

لقد اوفد اوباما هذا الاسبوع، وفي وقت متزامن تقريباً، نائبه جوزف بايدن الى إسرائيل والأراضي الفلسطينية والأردن ووزير دفاعه روبرت غيتس الى السعودية والإمارات. اي ان التحرك الأميركي ربط في الواقع بين محادثات المسؤولين الأميركيين، وجعل في الواقع مهمتهما واحدة: انطلاق مفاوضات غير مباشرة بين حكومة نتانياهو والسلطة الفلسطينية وحشد التأييد لتشديد العقوبات على إيران لمنعها من تحقيق مشروعها المفترض لامتلاك سلاح نووي.

وفي هذا المعنى، اعتبرت واشنطن أن الصفعة الإسرائيلية التي وجهت الى بايدن، خلال وجوده في القدس المحتلة، أصابت ايضاً مهمة غيتس في الخليج. وهذا ما عبرت عنه، بجرأة هذه المرة، وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون عندما اعتبرت ان الخطوة الإسرائيلية بإعلان خطط سكنية في القدس الشرقية « اشارة سلبية جداً في مقاربة اسرائيل للعلاقات الثنائية». اي ربطت الوزيرة بوضوح بين الموقف الاسرائيلي الذي ينسف المفاوضات غير المباشرة مع الفلسطينيين، وهي الهدف الذي سعى اليه بايدن، وبين المواجهة مع إيران، وهي الهدف الذي عمل عليه غيتس.

اي أن المنهجية الأميركية تجعل إجراء مفاوضات اسرائيلية - فلسطينية الوجه الآخر للمواجهة مع إيران. في حين ان حكومة نتانياهو لا تريد ان تدفع ثمن هذا الترابط، مؤكدة في الوقت نفسه الاستمرار في الاستيطان، من دون ان تهتم بكونه ينسف المفاوضات مع الفلسطينيين، وتشديد المطالبة من الولايات المتحدة لتصعيد الضغط على إيران، من دون ان تهتم بأن عناصر هذا الضغط، وبعضها عربي، لا يمكن الحصول عليه من دون تنازل من إسرائيل في قضية المفاوضات مع الفلسطينيين.

وهذا معنى الخلاف «الجوهري» الذي أثارته كلينتون في محادثاتها اول من امس مع نتانياهو. ولم تنطل عليها اكذوبة توقيت إعلان قرار بناء المساكن في القدس الشرقية والاعتذار الاسرائيلي عنه، كما انطلت على بايدن. فوزيرة الخارجية لمحت الى ان الهدف الاسرائيلي هو التخريب على السياسة الاميركية، فيما لم ير فيه نائب الرئيس، علناً على الأقل، اي سوء نية إسرائيلية.

وبينما السلطة الفلسطينية، و العرب معها، لا تزال تراهن على التدخل والضغط الاميركيين على اسرائيل، من اجل ان تتراجع عن الخطط الاستيطانية الجديدة، تراهن حكومة نتانياهو بالضبط على هذه الخطط من اجل بقائها في الحكم، إرضاء للأحزاب المتشددة التي تتشكل منها، ومن اجل ان يبقى «ليكود» موحداً بقيادة رئيس الحكومة.

وفيما يتمسك نتانياهو بالبقاء على رأس الائتلاف الحاكم، فهو يموّه سياسته اليمينية المتشددة بمطالب حلفائه المتطرفين، في «شاس» و»إسرائيل بيتنا»، في ظل صمت مشبوه من حزب العمل وزعيمه وزير الدفاع ايهود باراك، في حين لا تزال زعيمة «كاديما» تسيبي ليفني تشترط التخلص من المتدينين المتشددين وعن مراعاة ظروف ملائمة للتفاوض مع الفلسطينيين من اجل المشاركة في الحكومة.

وهكذا يبدو أن نهاية تجربة القوى الاميركية - الاسرائيلية ليست قريبة، وأن معاودة تطابق المنهجية بين الولايات المتحدة واسرائيل لن تحصل في ظل الحكومة الحالية لنتانياهو، وأن اية مفاوضات مع الفلسطينيين لن تكون مثمرة في قضايا الحل النهائي.

وفي غياب مفاجأة تقلب المعطيات في المنطقة، لن تنجح ادارة اوباما في إدراج اسرائيل في منهجيتها ومقاربتها لمشكلتي المفاوضات على المسار الفلسطيني والملف النووي الإيراني. لا بل ستبقى رهينة يتقاذفها التشدد الإيراني والإسرائيلي في لعبة تخسر فيها مزيداً من رصيدها وصدقيتها... في انتظار ان تغيِّر واشنطن هذه المقاربة او تدفع الى انتخابات مبكرة في اسرائيل لإطاحة نتانياهو.

 

لن نسكت عن جريمة "سوسيته انتي جنرال"؟العماد عون في ذكرى 14 آذار: لا تخافوا وحدهم المتمردون يصنعون التغيير 

موقع تيار عون

14 آذار/2010

أكد رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون ان "أساس 14 آذار لنا، وإذا 14 آذار اعتمدوا شعارنا حرية وسيادة واستقلال فهذا لا يعني اننا تابعون"، مشيرا الى انه "وإذا كانوا يعتقدون أنهم حققوا السيادة والاستقلال فهذا لا يعني أن ننتقل من تبعية لتبعية آخرى لذلك نحن أحرار".

واستغرب عون خلال كلمة له في عشاء بذكرى الـ 21 لتاسيس التيار" الوطني الحر" في فندق الحبتور كيف يستغرب الناس علاقتنا مع سوريا، مشيرا الى انه " في عز الحرب قلنا عندما يخرج السوريين من لبنان سنحاول إقامة أفضل العلاقات معهم، وهذا ما كنا نسعى القيام به بان يكون كلامنا واضحا امام الراي العام وكنا نخاطب الناس بلغة عقلانية لأن السياسة السليمة هي وضع نهاية للحرب واعتماد السلام وحسن الجوار".

واشار عون الى انه لم يكن هناك من خيار سوى قيام تفاهمات لانقاذ البلد مع من يريد"، وكانت ولادة تفاهمنا مع "حزب الله" رغم بروز معارضة من قبل الكثيرين من الافرقاء والاحزاب السياسية في لبنان وتعززت الثقة بيننا وبين جمهور الحزبين" ، الى حين وصلنا الى حرب تموز 2006 التي شنتها اسرائيل على لبنان حيث رفضنا كلمة الرهان لانه في القضايا الوطنية ليس هناك مساومة بل نقوم بخيارات ، لافتا الى ان "الخيار ليس لنربح فقط بل نختار فيه مصير يربح او يخسر ونعيش مع الذين يجب ان نكمل المصير معهم والعيش معا سواء بالربح او الخسارة"، وغير ذلك لا يكون هناك مواطنية".

واضاف: " لن تكتب الغلبة لإسرائيل بعد حرب الـ2006 ، ولبنان البلد الاصغر في الشرق الاوسط استطاع أن يقهر اكبر جيش في العالم حسب ما يعتبر نفسه"، لافتا الى انه "حينها ربحنا وكنا سنقبل بالخسارة لو وقعت ولكن ربحنا والمعادلة كانت ضدنا، ومن يظن أن القرار 194 سينفذ فكل القرارات التي ضد اسرائيل لم تنفذ، الأمم المتحدة تستعمل لتهترئ الأحداث لتعود وتفرض نفسها، ولكن شعبنا لديه الحيوية".

وعن سلاح "حزب الله"، اوضح عون انه "تم وضع هذا الامر في الفقرة العاشرة النهاية لسلاحه، مشيرا الى انه "طالما هناك اراض محتلة لا يمكن ان نتخلى على سنتم او شبر من الارض".

واعتبر عون انه "لدينا كل الأسباب لنكون مع القضية الفلسطينية، كونه لا نستطيع أن نرى مظلومين ولا نكون معهم وإلا لا نكون بشرا"، مشيرا الى انه حينما نسمح باستباحة شعب جار لنا يتم الاعتداء على أرضه وهويته لأنه بذلك نكون نحلل الاعتداء على هويتنا، وهناك أيضا أسباب مصلحية فمساحتنا ووضعنا الاقتصادي لا تتسع لتوطين 500 ألف لاجئ فلسطيني"، مجددا رفضه لفكرة التوطين".

وعن طاولة الحوار وما تم سماعه عن "أن لبنان هو دولة مساندة وليست مواجهة، اشار عون الى انه لم نختار المواجهة بل اختارونا لنكون هدف لهم"، واضاف: " نحن مستهدفين للتوطين في نهاية المطاف، بقولون نريد أن نعرف قرار السلم والحرب بيد من" حزب الله" أو الدولة اللبنانية، كلاهما لا قرار سلم وحرب لديه، متسائلا: "نحن قرار الدفاع لم نستطع أن نأخذه على الدولة فكيف نأخذ قرار الحرب"، موضحا " أن هناك مكانين فقط على الأرض اللبنانية لا سلطة للدولة عليها وهي الأراضي المحتلة والمخيمات، ونتفق على أن تتفضل الدولة وتأخذ دورها".

وأوضح عون ان "الطائفية السياسية في لبنان تلغى بشرطين، الاول يقوم على "وضع برنامج تربوي يواكبه من الصفوف الأولى حتى المرحلة الثانوية، والثاني بضرورة أن يلغى الفساد"، معتبرا ان " الإصلاح والتغيير عملية مستمرة لأنه دائما هناك مستجدات تستوجب التأقلم معها وجعلها مناسبة لوطننا، وبالتوازي مع بناءا الحزب سنبني الدولة".

وحذر عون من تحوير الحقائق في قضية مدير عام بنك "SOCIETE GENERALE" انطوان الصحناوي، مشيرا الى انه " لا يريد أن يستبق التحقيق في موضوعه ولكن الوقائع كل بيروت تعرفها وترفضها مهما حصل غير مسموح ان يسحب انسان مسدسه بوجه آخر".

العماد عون في ذكرى 14 آذار:

- المتمردون وحدهم يصنعون التغيير

- حاورت أربع مرات الأولى عرفات الثانية حزب الله الثالثة سوريا والرابعة جنبلاط

- في حواراتنا كلّها ذهبنا برأس مرفوع وبتواضع ولم نكن نخاف أحد

- نريد بناء الحزب ولككّنا نريد بناء الدولة ايضاً

- نحن حزب علماني مدني ووقفنا ضدّ الغاء الطائفية السياسية

- الطائفية تُلغى أو لا تُلغى بالغاء الفساد

- الطائفية السياسية تُلغى بشرطين وأولها برنامج تربوي مواطني

- حق الإختلاف شيء مقدّس والإنسان مبنّي على الفرادة ويجتمعون مع الجماعة

- الشرط الاخر لإلغاء الطائفية السياسية هو الفساد

- علينا ان نذهب الى القاضي العادل لا الى النائب الذي يخدمنا شخصياً

- نخشى ان يكون جمهور الفساد أكبر من مجتمعنا الإصلاحي

- نريد بناء الحزب ولككّنا نريد بناء الدولة ايضاً

- نحن حزب علماني مدني ووقفنا ضدّ الغاء الطائفية السياسية

- الطائفية تُلغى أو لا تُلغى بالغاء الفساد

- الطائفية السياسية تُلغى بشرطين وأولها برنامج تربوي مواطني

- حق الإختلاف شيء مقدّس والإنسان مبنّي على الفرادة ويجتمعون مع الجماعة

- الشرط الاخر لإلغاء الطائفية السياسية هو الفساد

- علينا ان نذهب الى القاضي العادل لا الى النائب الذي يخدمنا شخصياً

- نخشى ان يكون جمهور الفساد أكبر من مجتمعنا الإصلاحي

- ما أراه ليس مشجعاً من قبل القضاء

- لماذا فهموا سكيتش ovrira عن سوسيته أنتي جنرال أنّه يعني "سوسيته جنرال؟

- ورش التيار الوطني الحرّ مستمرّة وهناك إعداد تنظيمي نهائي

- مجتمع لا تشارك به المرأة يتأخر بتطوير ذاته

- الأم مدرسة إذا اعددتها أعددت شعباً طيّب الأعراق

- وقوفنا الى جانب المقاومة في حرب تموز كان خياراً وليس رهاناً

- أصغر شعب في الشرق الأوسط تغلّب على اسرائيل

- خياراتنا إنتصرت في حرب تموز

- لبنان لم يختار المواجهة مع اسرائيل ولبنان مستهدف ليقبل بالتوطين

- لبنان عليه أن يأخذ قرارات دفاعية ونخشى ان يكون البعض محميّ من السلطة

- هناك إرهاب منظّم ولن نستبق قرار القضاء وبيروت والمجتمع اللبناني لن يقبل بارهابه

- رئيس مجلس sgbl يطرد الموظفين المؤيدين للتيار الوطني الحرّ

- ندعم القضية الفلسطينية أخلاقياً وإنسانياً

- دعمنا للفلسطينيين أيضاً مصلحياً وعقلياً

- تشريع قتل الشعب الفلسطيني يبررّ قتل الشعب اللبناني

- مصلحتنا القومية تفرض دعم القضية الفلسطينية

- لن تُكتب الغلبة بعد الآن لإسرائيل

- خيارنا دائماً رفض الغرائز

- بعد مجيئنا الى لبنان عام 2005 حاولت القوى الدولية تحريك الساحة اللبنانية ضمن مصالحها

- نحن منذ عام 1989 كنّا نطلب حسن الجوار مع سوريا وحسن الحوار داخلياً

- التيار الوطني الحرّ والعماد عون هو أساس 14 آذار ونحن لا نتبع أحد

- ملحقات 14 آذار تريد الإنتقال من تبعية الى آخرى

- الحوار هو الوسيلة للحفاظ على الإستقرار الداخلي

- أقرب الناس للتفاهم معنا كان حزب الله وحاولنا تعزيز الثقة فيما بيننا

- في الذكرى 21 لإعلاننا حرب التحرير بلغنا الرشد

- إثر تسلّمي مهام الحكومة الإنتقالية عام 1989 كان لبنان بحالة فوضى عارمة

- حرب لبنان بدأت صراعاً إقليمياً وإنتقلت الى داخلية

- في الحرب الأهلية يسقط المجتمع بأكمله والناس كلّها كانت مسؤولة عمّا يجري

- خطّ التيار الوطني الحرّ ولد عام 1990

- الجيش اللبناني دافع عن الخط اللبناني وقتالنا عام 1989 كان للحفاظ على سيادته

 

14 آذار عاتبة على سامي الجميل‏:ضعيف امام عون و قوي علينا

فادي عيد/الديار

لم تتمكن قوى الرابع عشر من اذار من اعادة لم شملها عشية الذكرى الخامسة لانطلاقتها بعد ‏ان غادرها رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون لاسباب سياسية واضحة، وصولا الى ‏اعلان حزب الكتائب مؤخرا تعليق مشاركته فيها، وبعد ان كان رئيس اللقاء الديمقراطي ‏وليد جنبلاط شن حملة مركزة عليها وفك تحالفه معها.‏

مصادر في الامانة العامة لقوى 14 آذار اعتبرت ان ما اقدمت عليه هذه القوى بدا واضحا من ‏خلال الخيارات السياسية التي اعتمدتها سواء من قبل النائب عون او النائب جنبلاط لكن ما لم ‏تتقبله هو المواقف غير المدروسة التي يطلقها بين الحين والآخر النائب سامي الجميل والتي اوحت ‏بانه ابتعد عن قوى14 آذار اكثر مما ابتعد النائب جنبلاط عن هذه القوى وعن تيار ‏المستقبل ورئيسه سعد الحريري، مشيرة الى ان النائب الجميل يتعاطى من ناحية مع قوى 14 ‏آذار المسيحية كأنه وحده المنتصر في الانتخابات النيابية الاخيرة كونه الفائز الوحيد من ‏هذه القوى في المتن الشمالي، وفي الوقت نفسه، اضافت المصادر، تطغى على مواقفه تداعيات ‏نتيجة انتخابات المتن الشمالي التي حلّ فيه رابعاً.

الامر الذي يدفعه لمغازلة بعض مسؤولي ‏التيار الذين ربطته بهم علاقات ودّ يوم كان ناشطاً طالبياً، معتبرا ان اداءه هذا يمكنه من ‏استيعابهم يوما، مراهنا على العلاقة الشخصية، دون الاخذ بعين الاعتبار بان الانقسام ‏والتباعد الحاصل اليوم هو سياسي بامتياز.

حتى ان قواعد كتائبية في المتن الشمالي وخارجه، ‏اردفت المصادر، تبدي انزعاجا واضحا من هذا «الانزلاق» تجاه التيار الوطني الحر، خصوصاً وان ‏العماد ميشال عون لم يراع «حرمة الشهادة» يوم رشّح الدكتور كميل خوري واسقط به يومها ‏الرئيس امين الجميل وما يمثل من مقام ورمز.‏

واذ اكدت المصادر بانها واحتراما لشهادة الوزير الراحل بيار الجميل تبتعد عن اية سجالات ‏مع شقيقه النائب سامي الجميل، اشارت الى ان هذا الاخير لا يراعي هذا الواقع الذي تمارسه ‏قوى 14آذار معه، كاشفة بان لقاءات بعيدة عن الاضواء تجري بين فريق من الامانة العامة ‏لـ14 آذار وممثلين عن حزب الكتائب للتداول في امكانية استمرار التعاون من خلال الامانة ‏العامة، الا ان الموقف الكتائبي يحمل في طياته شرطا اكثر مما هو حوار، ويتمحور حول ابعاد ‏بعض اعضاء الامانة العامة، وهو امر لا يمكن ان تقبل به هذه الاخيرة، كونه مرتبطاً بكرامات ‏ونضالات هؤلاء الاشخاص الذين لا تريدهم الكتائب في الامانة العامة.‏

وختمت المصادر في الامانة العامة لـ14 آذار بانه بات من المفترض على الرئيس الجميل الدخول ‏على خط تطويق هذا الوضع الذي لا بد وان تكون له تداعيات سلبية على الجميع لا سيما وان ‏الرئيس الجميل من موقعه كرئيس لحزب الكتائب ينطلق في مواقفه من روحية السياسة المعتمدة ‏من قبل قوى 14 آذار، وهو يؤكد لكل من يلتقيه من اركان «ثورة الارز» بان مواقف سامي ‏هي «غيمة صيف عابرة».

 

صقر: الفريق الذي يقف وراءها لم يقدّم دليلاً على خطورتها

ريفي لـ"المستقبل": الحملة على الاتفاقية كيدية وللتلهي عن شبكات التجسس

المستقبل - السبت 13 آذار 2010 - يوسف دياب

الضجة التي اثيرت اعلامياً حول طلب السفارة الاميركية تزويدها بخريطة لمحطات تقوية ارسال شبكات الهاتف الخلوي.. واستبقت بحملة اعلامية مركزة على المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي من باب توقيع الاخير اتفاقية امنية مع الجانب الاميركي، استأثرت باهتمام ومتابعة الجهة المستهدفة، التي علّق عليها اللواء ريفي بعبارة "يا جبل ما يهزك ريح"، واصفاً الهجوم الذي يتعرض له بـ"السياسي والكيدي بامتياز"، مؤكداً ان "السهام التي تصوّب نحوه تستهدف ايضاً مؤسسة قوى الامن والانجازات التي حققتها خلال السنوات الاربع الماضية، ولحرف اهتماماتها عن ملاحقة الشبكات الخطرة بما فيها شبكات العملاء".

وفي وقت اعتبر عضو تكتل "لبنان اولاً" النائب عقاب صقر "ان الحملة على اللواء ريفي تتعدى شخصه وتحاول النيل من حكومة الرئيس فؤاد السنيورة"، لافتاً الى ان الفريق الذي يقف وراء هذه الحملة لم يقدم دليلاً واحداً على الخطورة الامنية للاتفاقية اللبنانية الاميركية كما يدعي".

وقد استدعت الحملة المتصاعدة موقفاً من رئيس الحكومة سعد الحريري الذي "استغرب في جلسة مجلس الوزراء اول من امس هذه الحملة على وزارة الداخلية وقوى الامن الداخلي"، مذكراً بأن "الاتفاقات بين الجهات المانحة بما فيها الوكالة الاميركية للتنمية الدولية تتضمن بنوداً شبيهة بتلك التي باتت موضوعاً لاطلاق الاتهامات".

ولم يقف الجانب الاميركي مكتوفاً امام هذه الحملة التي تستهدف مساعداته في لبنان، بحيث رفض مصدر ديبلوماسي رفيع المستوى في السفارة الاميركية في بيروت ما يحكى عن تنصت اميركي, مؤكداً ان "كل المواد التي وفرتها الولايات المتحدة للبنان جاءت استجابة لطلبات الحكومة اللبنانية وبناء لمناقشات حددت الفرص المناسبة التي تؤمن الافادة للبنان".

اما اللواء اشرف ريفي رد عبر "المستقبل" على الحملة الشرسة التي تستهدفه شخصياً ومن خلاله مؤسسة قوى الامن بعبارة "يا جبل ما يهزك ريح"، ورأى "ان السهام التي تصوّب اليه لا تستهدفه وحده فحسب، بل المؤسسة الامنية التي تقودها والانجازات الكبرى التي حققتها هذه المؤسسة طيلة السنوات الاربع الماضية، سواء في مجال ضبط شبكات التجسس الاسرائيلية او مكافحة المجموعات الارهابية او ملاحقة عصابات السرقة والجرائم والمخلين بالامن في الداخل".

واكد ريفي لـ"المستقبل" ان "الهجوم المركز الذي يتعرض له هو سياسي. كيدي بامتياز ولم ينطلق من ارضية الحفاظ على الامن، انما لصرف انظارنا عن متابعته ملاحقة الشبكات الخطيرة المنتشرة على الاراضي اللبنانية والتي تشكل المصدر الاول للخطر على السلم الاهلي، لاسيما شبكات التجسس"، حيث كان آخر انجاز لقوى الامن على هذا الصعيد كشف مرتكبي جريمة اغتيال (القيادي في حزب الله الشهيد غالب عوالي).

اضاف: "وبدلاً من تشجيعنا ومساندتنا في تعقب المجرمين، يغيّرون الاوليات لإلهائنا في معارك جانبية لم ولن ندخل فيها ولن نكون طرفاً فيها مهما اشتدت هذه الحملات".

وحول قانونية الاتفاقية التي وقعها مع الجانب الاميركي اوضح ريفي "ان هذه الاتفاقية تدخل ضمن الهبة التي اعلنتها وزيرة الخارجية الاميركية لدعم الجيش وقوى الامن الداخلي في لبنان من خلال تعهدات الادارة الاميركية في مؤتمر باريس ـ3، وقد ارسلت الحكومة الاميركية بعثة الى لبنان للاشراف على تنفيذ صرف الهبة، فأعددنا مع هذه البعثة مشروع الاتفاقية بعد اطلاع وزير الداخلية والامانة العامة لمجلس الوزراء عليه رفعناه الى مجلس الوزراء لإقراره بعدما تم تحديد موعد التوقيع على الاتفاقية مع البعثة الاميركية لكن الظروف الامنية في ذلك الوقت حالت دون انعقاد جلسة مجلس الوزراء التي كانت مقررة في الخامس من تشرين الاول 2007، فكلفتني رئاسة مجلس الوزراء والسلطات المعنية بالتوقيع على هذه الاتفاقية التي عاد ووافق عليها مجلس الوزراء بعد اربعة ايام اي في 9/10/2007، وذيّلها بملاحظة تفيد ان المجلس فوّض اللواء ريفي بالتوقيع عليها".

وذكّر اللواء ريفي "ان التعاون والتنسيق الأمني بين الدول الشقيقة والصديقة يكون عادة عبر الانتربول الدولي وغيره من المنظمات، وليس سرا ان نقول ان المسؤولين الامنيين اللبنانيين يقيمون علاقات مع نظرائهم الامنيين في دول خرى وهذا منصوص عليه في القانون. وهم يتبادلون المعلومات الامنية بشكل مباشر خصوصا في القضايا الامنية التي تكتسب طابع الخطورة". ولفت المدير العام للامن الداخلي الى ان "مثيري الحملة المركزة ضده يعرفون ان خريطة محطات تقوية الارسال لشبكات الهاتف ليست موجودة عند قوى الامن الداخلي فحسب، بل مع الشركات التي ركبت المحطات وتجهيزاتها ومعظمها اميركية واوروبية، واذا كان لدى الاميركيين رغبة في التنصت فيمكنهم ان يفعلوا ذلك من خلال الاقمار الاصطناعية، او من خلال محطات التنصت الموجودة في دول مجاورة للبنان".

وتعليقاً على هذه الحملة قال عضو تكتل "لبنان اولاً" النائب عقاب صقر لـ"المستقبل" اننا "لا نريد الدخول بذهنية المؤامرة، وان هذا الامر سرّب الى احدى الصحف من قبل جهة معينة لتستغله في السياسة، ولكن سنأخذ الامر بحسن نية، ونقول على فرض ان صحيفة اثارته، فاننا اثبتنا للفريق الآخر ان خطورة هذه القضية من الناحية الامنية معدومة، وان الفريق الذي اثار الضجة في اجتماع لجنة الاتصالات لم يقدم اي دليل على خطورة الاتفاقية الموقعة بين مديرية قوى الامن الداخلي والجانب الاميركي وهذا ما شرحه بالتفصيل المدير العام لقوى الامن اللواء اشرف ريفي في اجتماع اللجنة لجهة انتفاء اي بعد امني".

واوضح النائب صقر "لقد طلبنا من وزير الاتصالات ان يقدم رأياً فنياً عما اذا كان ثمة خطورة من الطلب الاميركي فلم يقدم مثل هذا الرأي، عندها تقرر تعيين لجنة لمتابعة القضية ما يعني المماطلة واطالة الوقت افساحا في المجال امام الحملة لتأخذ مداها لتصبح حملة امنية سياسية لا تستهدف اللواء ريفي وقوى الامن فحسب، بل الحكومة السابقة والرئيس فؤاد السنيورة. ولفت صقر الى انه اقترح على الفريق الآخر في اجتماع لجنة الاتصالات "ان يطرح فكرة مقاطعة الولايات المتحدة الاميركية نهائيا اذا كان يرى ثمة مصلحة امنية في ذلك الا انه رفض، فنقلوا النقاش من المسألة الامنية الى موضوع الاتفاقية، ويبدو كلما اقفلنا امامهم ثغرة اختلقوا جدالاً حول امر آخر"، مذكراً بأن اجهزة اخرى مثل الجيش اللبناني والامن العام تتعاون مع الاميركيين في المجال الامني من دون اثارة غبار على هذا التعاون، علماً ان بلديات وهيئات مدنية مقربة جدا من "حزب الله" تتلقى مساعدات من الاميركيين".

واكد صقر ان "القصة فارغة والهدف من هذه الحملة تضليل الرأي العام في امور فيها الكثير من الخفة"، وسأل "هل يحتاج الاميركيون الى معرفة مكان اعمدة الاتصالات لاستقاء المعلومات والتجسس على لبنان؟ هذا امر لا يصدقه عقل طفل صغير".

 

أهالي لبناني اعتصموا رفضاً لعقوبة قطع رأس ابنهم في السعودية

النهار/نفذ ذوو المواطن علي حسين سباط اعتصاما امام السرايا امس، مناشدين رئاسة مجلس الوزراء التدخل لدى السلطات السعودية، لوقف عقوبة الاعدام بقطع رأسه، بعد ادانته بالشعوذة. وقالت وكيلة المحكوم المحامية مي الخنسا انها شاركت الاهل في الاعتصام  "وتوجّهنا الى القصر الحكومي لمقابلة دولة الرئيس الحريري واطلاعه على الموضوع ومناشدته التدخل. وافادنا المسؤول عن الامن في القصر الحكومي انه اتصل بمكتب رئيس الحكومة الذي أجرى اتصالا بالمسؤولين في السعودية". وأوضحت أن حكما كان صدر عن محكمة مكة قضى بابطال عقوبة الاعدام عن موكلها الموقوف في السعودية وترحيله لعدم استناده الى أسس صحيحة. وبحسب الاصول القانونية المتبعة هناك اعيد الحكم الى "محكمة المدينة" التي قضت بقطع رأسه.  وأشارت  الخنسا الى ان سباط "كان يشارك في برنامج استقراء لفضائية سعودية تبث من بيروت، وذلك لقاء راتب شهري".

 

14 آذار: حماية لبنان في الاستقلال والعروبة 

النهار/يستعد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري لزيارة المانيا حيث أعلن في برلين أمس ان المستشارة انغيلا ميركل ستعقد محادثات مع الرئيس الحريري غداً. وأوضحت نائبة الناطق باسم الحكومة الالمانية زابينا هايمباخ في بيان أن "المحادثات ستتناول الاوضاع الراهنة في منطقة الشرق الاوسط والعلاقات الثنائية ومهمات قوات الأمم المتحدة في لبنان (اليونيفيل)".

واستقبل الحريري مساء في "بيت الوسط" وزير الاشغال العامة والنقل غازي العريضي وعرض معه التطورات.

جنبلاط

وفي مقابلة بثتها قناة "الجزيرة" الفضائية القطرية قال جنبلاط: "(...) صدر مني في لحظة تخلّ كلام غير لائق وغير منطقي بحق الرئيس بشار الاسد في لحظة من التوتر الداخلي والمذهبي في لبنان والانقسام الهائل. وكانت لحظة تخلٍ كما يقول العقلاء الدروز (...) هل يمكنه تجاوز تلك اللحظة وفتح صفحة جديدة؟ لست أدري!".

وتطرق الى ذكرى استشهاد والده كمال جنبلاط في 16 آذار 1977، وقال: "اليوم ستختم هذه المرحلة. آنذاك قلت أسامح ولن أنسى. اليوم أسامح وأنسى. لا أريد أن أورث أحقاداً للاجيال المقبلة أو للذي سيخلفني يوماً ما في قيادة هذا البيت، وهو تيمور على الارجح. ماذا سيكون في 16 آذار يوم الثلثاء في المختارة؟ لا شيء".

اضاف: "اليوم، عندما أقفل في 16 آذار، أتذكر الشهداء الابرياء في ذلك اليوم الاسود الذين قضوا مع كمال جنبلاط. وقد أسسنا لصفحة جديدة مع البطريرك صفير عندما زار الجبل عام 2001". ولفت إلى ان المرحلة الجديدة مع سوريا تستند الى "اتفاق الطائف الذي ينص بالتحديد على ان لا سلم ولا صلح ولا تسوية بين لبنان واسرائيل باستثناء بند الهدنة (...) والعلاقات المميزة مع سوريا".

ورداً على سؤال رأى انه "في الظروف المناسبة للمقاومة وحزب الله من الافضل أن يكون الانخراط التدريجي والمسؤول ضمن الدولة والجيش".

واذ اكد أنه "آن الأوان لجبهة عربية للمواجهة"، اعتبر أن "ثورة الارز حققت الكثير من الاحلام"، وقال: "لقد حددنا الخيارات واتفقنا على طاولة الحوار. ربما للافرقاء وجهات نظر مختلفة، إنما في النهاية لا بد من الحوار للعبور الى الدولة". وشدد على انه انتقل من 14 آذار الى "الموقع الوسطي".

وهاب

وفي أول رد فعل على المقابلة، رأى رئيس "تيار التوحيد" الوزير السابق وئام وهاب في حديث الى قناة "الجزيرة" ايضاً، ان كلام جنبلاط "شجاع وهو قمة الاعتذار للرئيس السوري عن كلامه السابق"، لافتاً الى ان استعمال جنبلاط تعبير "لحظة تخلٍ" هو "شيء كبير في منطق الدروز لأنها تعني انه كان لا يستطيع التحكم بالامور". لكنه استدرك بالقول: "لا اعرف ما إذا كان هذا الكلام كافياً لزيارة جنبلاط سوريا"، مشيراً الى ان هناك اتفاقاً بين جنبلاط وقيادة حزب الله حول هذا الموضوع". وتمنى لو ان جنبلاط "في حديثه عن المقاومة لم يتساءل عما سيحدث في المستقبل"، معتبراً "ان ثمة خيارين في المنطقة لا ثالث لهما، هما المقاومة او الاستسلام".

14 آذار

وفي فندق البريستول، تحتشد قبل ظهر اليوم 224 شخصية سياسية وثقافية واعلامية في اطار المؤتمر الثالث لقوى 14 آذار بعد مؤتمر اول عام 2008 عن "ثقافة الوصل" ومؤتمر ثان في 2009 لاعلان البرنامج الموحد لخوض الانتخابات النيابية. وقال منسق الامانة العامة لقوى 14 آذار الدكتور فارس سعيد لـ"النهار" عشية المؤتمر انه ينعقد في "لحظة حرجة وقلق وتوتر في المنطقة نتيجة تهديدات اسرائيل والصورة الملتبسة لدمشق بين شرق أوسط بلا اسرائيل يدعو اليه الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد وبين طلب العاصمة السورية وساطة تركيا للمفاوضات غير المباشرة مع تل ابيب. وفي ظل مفاوضات اميركية – ايرانية صعبة وتداعيات ذلك لبنانياً، يطل فريق 8 آذار باجواء يشيع فيها الانقسام الحاد داخلياً من خلال اثارة موضوع العلاقة مع قوى الامن الداخلي وتخوين الرموز الكبرى مثل الرئيس فؤاد السنيورة واللواء أشرف ريفي، وكل ذلك سبق مايكل وليامس المبعوث الخاص للامين العام للامم المتحدة الى نيويورك. وهذا نضعه في اطار التهويل على المجتمع الدولي والامم المتحدة لمنعهما من التقدم في تنفيذ القرارات الدولية، لا سيما القرار 1701 والسير قدماً في المحكمة الخاصة بلبنان". وأكد ان مرجعيات لبنان هي "أتفاق الطائف، ومقررات قمتي بيروت 2002 والرياض 2007 العربيتين والقرار 1701". ورأى ان "لا خوف على لبنان من أي توتر داخلي وحمايته ستكون من مسؤولية كل اللبنانيين وليس من خلال صواريخ فريق واحد بالتحالف مع المحور الايراني الذي يغلّب منطق الممانعة على منطق قرارات الشرعية الدولية".

وقال مصدر بارز في قوى 14 آذار لـ"النهار"، إن المؤتمر سيؤكد "أن حماية لبنان تكون باستقلاله وعروبته".

عون

رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون، وخلال كلمة له لمناسبة الذكرى الـ21 لتأسيس "التيار الوطني الحر" قال: "إن اساس 14 آذار لنا، واذا كان 14 آذار اعتمدوا شعارنا حرية وسيادة واستقلال فهذا لا يعني اننا تابعون"، مشيراً الى انه "اذا كانوا يعتقدون انهم حققوا السيادة والاستقلال فهذا لا يعني ان ننتقل من تبعية لتبعية اخرى، لذلك نحن احرار".

واستغرب "كيف يستهجن الناس علاقتنا مع سوريا"، مشيراً الى انه "في عز الحرب قلنا عندما يخرج السوريون من لبنان سنحاول اقامة افضل العلاقات معهم، وهذا ما كنا نسعى الى القيام به ليكون كلامنا واضحاً امام الرأي العام، وكنا نخاطب الناس بلغة عقلانية لأن السياسة السليمة هي وضع نهاية للحرب واعتماد السلام وحسن الجوار".

قوى الامن

وفي ما يتعلق بالحملة التي استهدفت، ولا تزال، قوى الامن الداخلي وعلى رأسها المدير العام اللواء اشرف ريفي، وصف مصدر بارز في الاكثرية لـ"النهار" هذه الحملة التي تطاول ايضاً حكومة الرئيس فؤاد السنيورة الاولى والتي انطلقت منذ نحو 10 ايام من 8 آذار على لسان شخصيات محددة فيها، بأنها "اكبر عملية تضليل يتعرض لها الرأي العام اللبناني تحضيراً لخطوة اخرى هدفها الطعن بأساس صدقية قرارات حكومة الرئيس السنيورة الاولى بكل الاتجاهات ومنها صدقية مؤسسة الامن الداخلي ومناقبيتها". وقال: "ان الحملة تشن تحت شعار ان هناك اتفاقاً امنياً تم توقيعه بين الولايات المتحدة الاميركية والحكومة اللبنانية. لكن كل ما في الامر ان القضية تتعلق بهبة تم اقرارها والاعلان عنها من الولايات المتحدة في مؤتمر باريس 3، وهي مخصصة لمساعدة القوى الامنية اللبنانية من جيش وقوى امن داخلي. وقد خصص 50 مليون دولار من هذه الهبة لتجهيز قوى الامن وتدريبها، تولت هذه القوى تحضير حاجاتها التدريبية الى ان اكتمل التصور النهائي لكيفية صرف هذه الهبة لتلبية هذه الحاجات. وقد حدد موعد وصول البعثة الاميركية في 5 تشرين الاول 2007، على أن يكون سبق ذلك اجتماع الحكومة اللبنانية لاقرار قبول هذه الهبة، الا انه صودف ان تأجل اجتماع مجلس الوزراء. وبما ان البعثة الاميركية قد حضرت بناء على الموعد المسبق فقد أعطي الاذن الشفهي الى المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي من قبل رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة للتوقيع على بنود البرنامج التدريبي الذي تغطيه الهبة. وعاد مجلس الوزراء في أول جلسة له واتخذ قراراً بقبول الهبة".

اضاف: "إن خطورة الادعاء وزيفه يبرزان في الحديث عن توقيع اتفاق، في حين ان الامر يتعلق بقبول، وليس هناك من اتفاق ولا معاهدة".

واوضح: "من صلب صلاحيات مجلس الوزراء قبول الهبات، ومن صلب صلاحيات قانون الأمن الداخلي الاتصال مع المنظمات الدولية من شرطة وانتربول وبوليس دولي التي تعنى بأمور كهذه. فلا مجلس الوزراء خالف الدستور لأنه ليس هناك اتفاق بل قبول هبة، ولا قوى الأمن الداخلي خالفت لأن الامر يتعلق بصلب القانون. لقد حاول البعض في 8 آذار القول انه اتفاق لأن برنامج التدريب يستغرق 3 سنوات، ولكن فاته ان لا ترتيبات مادية يوجبها قبول هذه الهبة على الدولة اللبنانية ويمكن فسخها خلال 90 يوماً. وهذا ما يعاكس شروط المادة 52 من الدستور التي تحدد شروط الاتفاق على المعاهدات الدولية، ولا ينطبق على شروط هذه الهبة".

وشرح: "من الناحية الامنية، إن ادعاء قوى 8 آذار أن طلب اللواء ريفي من وزارة الاتصالات تعبئة الاستمارة الاميركية التي دعت الى تحديد مواقع أجهزة الارسال الخليوي، واعتبار هذا الامر يكشف الأمن الوطني، مدعاة للسخرية، لأن اللواء ريفي اساساً طلب استمارة علنية وبشفافية. فلو أراد كشف الأمن الوطني لوفّر المعلومات للجانب الاميركي من دون استمارة. والاخطر من ذلك ان هؤلاء المدعين يتناسون ان مواقع محطات الارسال الخليوي موجودة على الانترنت، وان التجسس على المخابرات الهاتفية اللبنانية من الولايات المتحدة ليس بحاجة الى خريطة مواقعها الارضية لأن ذلك ممكن عبر الاقمار الاصطناعية. والاخطر والأكثر خطورة أن وزير الاتصالات السابق جان - لوي قرداحي، خلال فترة تركيب محطات ارسال الخليوي وزع على المقاولين اثناء استدراج العروض، اقراصاً مدمجة تحدد مواقعها. وتالياً ليست هناك اسرار وطنية في طلب ريفي علانية الاستعلام عنها".

ثم قال: "أما الحديث عن الحصانات التي منحتها الحكومة لفريق التدريب الاميركي فهي بمثابة ألف باء التعامل بين الدول. فأية دولة توفد فريق تدريب تطلب شموله بحصانة الدولة المعنية، بدليل ان القوات الروسية التي دخلت لبنان إثر عدوان تموز لتركيب الجسور، طلبت من الحكومة اللبنانية منح عناصرها حصانة الدولة اللبنانية لأنها جاءت في مهمة لمصلحة دولتنا وكانت من خارج قوات اليونيفيل".

واوضح "ان القول بأن الحكومة عرّضت الامن القومي للاستباحة بالسماح او بالموافقة على الطلب الاميركي تفقد المعدات التي جلبتها معها لتدريب قوى الامن الداخلي، أمر يدعو الى الضحك، إذ ان أي مستشفى يشتري جهاز أشعة متطوراً يلتزم شروط العقد الذي ينص على احترام ارادة المصنع بتفقد هذه الآلات وحصرية صيانتها، فكيف مع معدات أمنية وضعت لتدريب قوى الامن الداخلي؟".

وسأل: "ما هو الهدف من الحملة على حكومة الرئيس السنيورة الاولى وفي هذا التوقيت؟ هل هناك أجندة تم إعدادها للتصعيد، وما جرى هو خطوة من خطوات هذه الاخيرة؟ ان الايام المقبلة ستكشف ذلك". ولفت الى "ان معلومات مثيرة اخرى ستكشف عن خلفية هذه الحملة خلال الايام الطالعة".

 

مصر تجمع 14 آذار ؟

بقلم سجعان قزي

1- أبعاد انتماء الكتائب إلى 14 آذار

طبيعي وجود حزب الكتائب اللبنانية في تجـمع 14 آذار، لأن الخيارات والمبادئ والشعارات التي اعتمدها هذا التجمع سنة 2005 هي استنساخ وطنـي لكل ما ناضلت الكتائب في سبيله منذ تأسيسها. وبالتالي، لا يعقل التفكير في تموضع تحالفي آخر إذا حافظ هذا التجمع على وجوده وعلى مبادئ ثورة الأرز ومشروعها، وانتظم في آلـية تقريرية جماعـية، وصان صدقـيته تجاه شعبه، وواصل التصدي لكل طرف يمس بالسيادة الوطنية من الداخل أو من الخارج، ولم ينقل لبنان من وصاية إلى أخرى.

منذ نشوء دولة لبنان الحديثة سنة 1920، لم يشهد اللبنانيون تجـمعاً متعدد الأديان والطوائف والمذاهب والأحزاب يتحد، لدى نشوئه، على الأقل، حول فكرة لبنان المستقل تجاه محيطه العربي (لبنان أولاً)؛ وحول مشروع بناء دولة سيدة، حرة، ديموقراطية، مدنية، ومحايدة (ميثاق 1943)؛ وحول تحديد الأعداء والمعتدين (إسرائيل ودول عربية وإقليمية ومجموعات إرهابية عابثة بأمن لبنان وسيادته)؛ وحول تحديد الحلفاء والأصدقاء (دول العالم الحر ومجموعة دول عربية وآسيوية داعمة استقلال لبنان)؛ وحول تحديد المشاكل المصيرية وطرق معالجتها (الولاء الوطني، تطوير النظام، الحياد، اللامركزية الموسعة، رفض التوطين، رفض السلاح غير الشرعي، تحديد العلاقات مع سوريا).

مع ثورة الأرز سنة 2005، تحقق مشروع سنة 1920 للمرة الثالثة بعد سنتي 1943 (الاستقلال) و 1982 (الإجماع حول الــ 10452 كلم²).

في مفهومنا الكتائبي، ثورة الأرز هي انتصار يحققه بيار الجميل الكبير من قبره، مثلما حقق شارل ديغول، بعد غيابه، أوروبا الموحدة من المحيط الأطلسي حتى جبال الأورال. كان ديغول يعتقد أن الوحدة الأوروبية تعـزز دور فرنسا - القوية بعد الحرب الثانية - في أوروبا بوجه حلف شمالي الأطلسي. وكان بيار الجميل الكبير، وقد رحل سنة 1984 قبل الـتغـيرات الكبرى، يتمسك بصيغة الحياة اللبنانية المشتركة في عز تشكيك اللبنانيين بها، ويحلم بقدرتها على تخطي الصعوبات، إذ آمن بأنها تعـزز أيضاً دور الموارنة وسائر المسيحيين في لبنان، وكانوا أقوياء آنذاك، وتساهم في توطيد انتماء لبنان إلى محيطه العربي. لكن المفارقة اليوم، هي أن المسيحيين أصبحوا ضعفاء بعد اقتتالهم، ومهمشين بعد اتفاق الطائف، وأن المحيط العربي ولج مرحلة حروب كبرى، وغار في فتن مذهبية تقسيمية، وسقط في قبضة الإرهاب والظلامـية والاحتلال الأجنبي، خلافاً لحركة سير شعوب أوروبا نحو السلم والتحرر والرقي والوحدة. في السابق كانت المجتمعات العربية معتدلةً والأنظمة متطرفـةً، اليوم تطرفت المجتمعات واعتدلت الأنظمة.

2- قيم ثورة الأرز

رغم خوفنا الصادق على مصير ثورة الأرز ووحدتها ومناعتها ورهاناتها الأساسية، تمـيزت هذه الثورة، لدى ولادتها، بخصال وطنية ومناقبية أبرزها:

1- كانت ثورة الأرز حركةً توحيديةً لا تحرريةً فقط، مما أعطاها فرصةً حقيقية ـ ولو وجيزةً ـ لنقل لبنان من حال الانقسام إلى الوحدة، ومن حال الاحتلال إلى التحرير. وكل حركة جماهيرية تجمع هاتين الصفتين يمكنها أن تشكل مشروع حكم وطني جامع. لكن مسار الأحداث أعاق الوحدة والتحرير ومشروع الحكم.

2- كان كل مكونات ثورة الأرز (القادة والقواعد) متباعدين عقائدياً ووطنياً وسياسياً، ويكره بعضهم البعض الآخر، فتخاصموا وتقاتلوا و"تجازروا" طوال عقود، ثم أتت سنة 2005، فطووا ماضيهم الدموي وانخرطوا عن اقتناع فكري ووعي وطني ومصلحة متبادلة، وبرعاية عربية ودولية في تجمع وطني استثنائي. ومع أن أطراف هذا التجمع تحملوا المسؤولية بالتكافل والتضامن ردحاً من الزمن، فالعلاقات الشخصية بين بعض أركانه ظلت رسميةً وباردة.

3- كانت ثورة الأرز أهم حركة شعبية عفوية عرفها لبنان. وبدت ثورةً من دون ثوار، فالثورات ليست جزءاً من خصائص الشخصية اللبنانية التاريخية. ورغم أنها خرجت من رحم الدماء، بقيت ثورة الأرز بيضاء: لم تحتكم إلى العنف، لم تقـتل، لم تنتقم، لم تعلق المشانق، لم تنف المعارضة، لم تقتحم القصور والمباني الحكومية والرسمية، ولم تصدر بلاغات مرقمة. كانت ثورة شجرة الأرز في وجه غابة البنادق، ونشيد الحرية أمام هدير الدبابات، وصوت الشعب ضد سوط النظام المستبد. ناضلت من أجل شرعية دولة لا وصولاً إلى شرعية ثورة. وهذه الميزات قلما طـبعت انتفاضات الشعوب إن في الشرق أو في الغرب.

آنذاك، حاز تجمع 14 آذار، وهو الإطار السياسي لثورة الأرز، على إعجاب الرأي العام اللبناني، وعلى دعم عربي ودولي وأممي شامل باستثناء سوريا وإيران. واستحصل لبنان على مجموعة قرارات دولية متكاملة حررت أراضيه وحصنت استقلاله وكيانه ودولـته. وانزوت القوى الموالية لسوريا وإيران، وجرت انتخابات نيابية حرة تقنياً، وخرج قادة وطنيون من السجون، وعاد آخرون من المنفى، وسقط النظام الأمني القمعي، وأدخل رموزه السجون.

لكن إنجازات تجمع 14 آذار الإيجابية لم تمر من دون إراقة دماء، فبعد اغتيال رفيق الحريري بدأ مسلسل اغتيالات طاول شخصيات وطنيةً وسياسيةً ونيابيةً وعسكريةً وإعلامية، وحصلت سلسلة تفجيرات في بيروت والمناطق، وتعرض الجيش اللبناني لمعمودية الدم في مخـيم نهر البارد فخاضها موحداً خلاف امتحاناته السابقة منذ سنة 1943.

3- جلجلة ثورة الأرز

منذ انطلاقها حتى اليوم، اجتازت ثورة الأرز مراحل وامتحانات متنوعةً يمكن فهرستها حسب التسلسل التالي: الفجيعة الشرارة (استشهاد رفيق الحريري). الحزن الغاضب (التشييع). التحدي المكشوف (تظاهرة 8 آذار). ثورة الأرز (ساحة الشهداء). الوحدة الوطنية (تجمع 14 آذار). تثبيت الولاء (لبنان أولاً). الاغتيالات المبرمجة (شهداء الساحة). الفرز الوطني (انسحاب التيار الوطني الحر). الكبوة الأولى (التحالف الرباعي الانتخابي مع أمل وحزب الله واعتماد قانون انتخابات سنة 2000 وإعادة انتخاب نبيه بري). الإنجازات التاريخـية (الانسحاب العسكري السوري، مبدأ ترسيم الحدود، التمثيل الديبلوماسي بين البلدين، المحكمة الدولية، إرسال الجيش إلى الجنوب، وتطبيق جزئي للقرارات الدولية). الأفخاخ المنصوبة (مؤتمر الحوار الوطني في مجلس النواب سنة 2006 والحكومات الاتحادية والبيانات الوزارية المقرة بسلاح حزب الله). الإحراج الكبير (حرب 2006 وإفرازاتها). المحاولة الانقلابية لقوى 8 آذار (قطع الطرقات، إغلاق المطار، الاعتصام المفتوح، إقفال مجلس النواب، تعطيل انتخاب رئيس جديد للجمهورية). التفـرد (ترشيح قائد الجيش لرئاسة الجمهورية من دون استشارة مسيحيي ثورة الأرز). الفتنة الشيعية/ السنـية (7 أيار 2008). التسوية اللادستورية (مؤتمر الدوحة). الصحوة الجديدة (الفوز بالانتخابات النيابية سنة 2009). الاهتزاز الداخلي (تحفظ حزب الكتائب وانسحاب وليد جنبلاط). التنازل عن مبدأي السيادة والاستقلال (قبول تبليغات القمة السورية السعودية). الخيبة (حكومة الـ 15- 10 - 5 شكلاً وتمثيلاً وبياناً).

وسط هذه الأجواء المتناقضة واصل تجمع 14 آذار مسيرته الشاقة، وظهرت اختلافات بين قادته حول مفهوم التغيير ومداه وآلـيته. وإن صمد هذا التجمع أمام الاختلافات والتحديات والاغتيالات، فإنه ترنح أمام الهجوم المضاد الذي شنته بصبر وثبات، سوريا وإيران وامتدادهما اللبناني المتمثل بتجمع 8 آذار. لقد اكتشف هؤلاء نقاط الضعف لدى بعض مكونات تجمع 14 آذار، فاستعادوا أنفاسهم ومعنوياتهم وأجهضوا مفاعيل ثورة الأرز الواحد تلو الآخر. لوحوا برايات الحوار والمصالحة والمشاركة تارة، ولجأووا إلى الشارع والعنف وتعطيل المؤسسات تارةً أخرى حتى نجحوا في ضرب مشروع بناء الدولة المستقلة، وأعادوا نفوذ سوريا بحلة جديدة وعـلقوا تطبيق القرارات الدولية، وبخاصة القرارات 1559 و 1595 و 1680 و 1701. والحق يقال، إن إنجازات تجمع 14 آذار إيجابية، وإنجازات تجمع 8 آذار سلبية. كما أن قدرة 14 آذار على التحرك محدودة لأنه يراهن على مؤسسات الدولة ويخضع لها؛ بينما قدرة 8 آذار مستقلة لأنه يملك قوةً عسكريةً منفصلةً عن الدولة.

رغم انزعاج المكون المسيحي من بعض مظاهر التفرد والهيمنة داخل تجمع 14 آذار، ظل متضامناً مع حلفائه المسلمين لعدة أسباب أبرزها: حرص المسيحيين على المحافظة على الميثاقـية الجديدة بينهم وبين المسلمين والدروز، ضعف التنسيق بين مسيحيي 14 آذار، اقتناع الأحزاب المسيحية بفوائد التواصل مع الـبعدين العربي والدولي لتجمع 14 آذار. ترك هذا الموقف لدى الرأي العام المسيحي انطباعاً بأن مسيحيي 14 آذار خاشعين للقيادة السنية. من الناحية القيادية، يوجد مارونـية سنية (أرجحية تيار المستقبل في اتخاذ القرارات)، أما من الناحية الفكرية ـ وهذا هو الأهم ـ فيوجد سنية مارونـية (اعتماد السنة الخيارات المارونـية التاريخية). لكن الانطباع الأول ظل راجحاً، فتعذر على مسيحيي 14 آذار استيعاب الرأي العام المسيحي لاحقاً، فربح ميشال عون الانتخابات النيابـية في معظم دوائر جبل لبنان المسيحي، رغم ازدياد خيبة أمل الشعب المسيحي من سياسته وتحالفاته وانتقاده البطريرك الماروني. لذا إن تعزيز دور الأحزاب المسيحية في تجمع 14 آذار لا يضر بهذا التجمع ولا ينغص مسيرته، لا بل يضاعف مناعته ويخفف من تأثير انسحابات جزئـية منه.

4- إشكالية النظرة إلى 14 آذار

حسناً تفعل القوى المسيحـية بتخطي الهوامش وبالدعوة إلى استنهاض جديد لتجمع 14 آذار فيولد ثانيةً من مرارة التجربة بعدما ولد من هول الصدمة. هذا هو معيار المحافظة على تجمع 14 آذار، لا البقاء فيه وتجويفه والانقلاب على مبادئه وثوابته أو تمييعها وتسييلها وتجييرها. فعدا أنه يجسد حلماً وطنياً لطالما تشوقنا إلى ترجمته، إن تجمع 14 آذار، بمفهومه السامي المتجرد، هو اللبنانيون معاً. هو يوم موجود في كل الأيام منذ سنة 2005. هو سؤال التاريخ اللبناني للحاضر بعد انقسامات الماضي. هو جواب اللبنانـيين للمستقبل تجاه غموض الحاضر. وهو الكيان الحقيقي والوطن الأصيل والدولة الديموقراطية والمجتمع التعددي والوحدة الوجدانية والرسالة الروحية والهوية المركبة. إن تجمع 14 آذار هو محترف المشروع اللبناني حيث يعاد تجميع قـطع الميثاق الوطني الذي بدأ يتطاير منذ سنة 1958.

هكذا أفهم 14 آذار. لا أفهمه فريقاً سياسياً، وتجمعاً انتخابـياً، وحركة موالاة أو معارضة، وقوةً في الأكثرية أو الأقلية. ولا أفهمه خصم الشيعة وسائر قوى 8 آذار، وضد سوريا وإيران حتماً. إذا سقط تجمع 14 آذار يسقط ميثاق لبنان، أما إذا سقط تجمع 8 آذار فتسقط المعارضة فقط. وما دعم المرجعيات العربية والدولية لتجمع 14 آذار - وهذا مصدر فخر - سوى جزء من دعمهم استقلال لبنان وسيادته ونظامه الديموقراطي والشرعية اللبنانية. إنهم يدعمونه من أجل لبنان وليس ضد أحد.

لكن المشكلة أن تجمع 14 آذار لا ينظر هكذا إلى نفسه، كما أن مناهضي مشروعه الاستقلالي تعاطوا معه كفريق سياسي وكجزء من الصراعات الدائرة في لبنان والمنطقة، فكان لا بد له من أن يدافع عن نفسه تجاه الاضطهاد السياسي والأمني والعسكري والدموي الذي تعرض له، حتى أن بعض أركان 14 آذار رفع سقف العداء، المبرر بجوهره لا بتعابيره، ضد أفرقاء لبنانيين وعرب وإقليميين من دون قدرته على الصمود حتى النهاية ومحاسبة هؤلاء وإلحاق الهزيمة بهم.

5- تغير الأزمنة والمعادلات

حين تحمل تجمع 14 آذار مسؤولياته ووثق بمسيرته وقدره، كان موجوداً ومتحداً خلافاً لواقعه اليوم: قادته يتواصلون بالواسطة ويجتمعون خلسةً، كل واحد منهم يبحث منفرداً (ومستفرداً) عن مخرج طوارئ، وأمانته العامة انتهزت الفرصة فصارت أمانةً خاصة. تجاه هذا الواقع، لا ينتظر أركان تجمع 14 آذار أن يقول لهم شعب ثورة الأرز: "اغفر لهم يا أبتاه، فإنهم لا يعلمون ماذا يفعلون"...

حين حقق تجمع 14 آذار عدداً من أهدافه الوطنية، كانت سياسة الولايات المـتحدة الأميركية في الشرق الأوسط هجوميةً من أفغانستان والعراق إلى سوريا ولبنان، فدعمت جديـاً حركات التحرر في الشرق الأوسط وشجعت على نشر الديموقراطية. يومها كانت الإدارة الأميركية في واشنطن تعج بالصقور على مختلف المستويات وفي كل المواقع الحساسة، وكان الرئيس الفرنسي، جاك شيراك، مدير عمليات البحث عن الحقيقة (إغتيال رفيق الحريري)، وكانت سوريا وإيران في عزلة شبه كاملة.

رغم كل هذه الظروف المؤاتية، ظلت إنجازات تجمع 14 آذار، على أهميتها التاريخية، دون مستوى الالتفاف الشعبي والدعم الدولي. اعتبر بعض أركان التجمع أن انسحاب جيش سوريا أنهى نفوذها في لبنان، ولا بد لنظامها من أن يسقط تدريجاً. لقد سها عن بال البعض أن نفوذ سوريا في لبنان، بعد اتفاق الطائف، لم يعد يتمثل أساساً بوجودها العسكري بل بالنظام اللبناني المصنوع في دمشق والقابض على كل مؤسسات الدولة اللبنانية من دون استثناء. وسها عن بال البعض الآخر أن النظام السوري منيع ما دامت تل أبيب تفضل بقاءه، وواشنطن حائرةً بين تغييره أو تعديل سلوكه، فبقي النظام السوري وغيرت واشنطن سلوكها تجاهه وعادت قوافل المسؤولين اللبنانيين والسياسيين تسلك طريق الشام.

إن أحد الأخطاء الجسيمة التي ارتكبها أركان من تجمع 14 آذار، هو توظيف الجزء الوافر من الدعم الشعبي والدولي في مشروع المحكمة الدولية على حساب استكمال مشروع السيادة والاستقلال وتطهير الدولة من مسؤولي المرحلة السابقة ومن الفساد (لربما كان ذلك محرجاً لبعض أعضاء 14 آذار). لقد اعتقد هؤلاء، وعن حسن نـية، أن عمل المحكمة سيكون سريعاً فـتصدر أحكامها وتنجلي الحقيقة وتحقق 14 آذار من خلال العدالة ما لم تحققه من خلال السياسة. فإذ بالتطورات المتعددة المصدر، وبخاصة من مجموعة الدعم العربي والدولي، تفاجئ 14 آذار، فتخسر في السياسة وفي العدالة.

لما انـتبه تجمع 14 آذار إلى ضرورة استلحاق الوقت الضائع، بل المهدور، وإتمام مشروعه، كان الزمن تغـير في كل مكان، من لبنان حتى واشنطن مروراً بسوريا والسعودية وباريس: اعتبر "حزب الله" صموده أمام إسرائيل انتصاراً تاريخياً فوظفه في الداخل اللبناني في إطار مشروع إنقلابي حده الأقصى: استلام الدولة، وحده الأدنى: استسلام 14 آذار. انتهت ولاية شيراك وبدأ خليفـته، نيكولا ساركوزي، الحوار مع سوريا. تعثر المشروع الأميركي في الشرق الأوسط، ذهب بوش وأتى أوباما فبـدل منطق الحرب بمنطق التفاوض. تحولت الأولويات في اتجاه العراق وأفغانستان وباكستان. احتجب الدور المصري نسبياً، ودخلت تركيا العالم العربي تلعب دور الوسيط بين سوريا وإسرائيل. نشبت الحرب مع الحوثـيين في اليمن والسعودية، فتحركت السعودية وتصالحت مع سوريا وكرت سبحة التنازلات. تباطأ عمل المحكمة الدولية وانتقلت أصابع الاتهام إلى جهات إضافـية. إلخ... بكلمة، مرت أربع سنوات، وكانت كافية، دعم المجتمع الدولي اللبنانيين ليستعيدوا، انطلاقاً من مبادئ ثورة الأرز، سيادتهم ويرتبوا بيتهم الداخلي ويبنوا دولةً جديدةً، لكنهم تباطأوا ؛ فبدأت مرحلة أخرى هاجسها الحفاظ على ما أنجز من استقلال واستقرار من خلال سياسة التسويات والتنازلات في انتظار تغير ما في موازين القوى اللبناني والإقليمي.

6- من العبور إلى الدولة إلى الميثاق الجديد

تجاه مختلف هذه المعطيات والتطورات، ضعف التضامن بين مكونات تجمع 14 آذار، ولم تتمكن من إيجاد إطار تنظيمي فعلي لتعدديتها الحزبية والسياسية، فيما أخفقت أمانته العامة في لعب دور جامع. وحاولت القوى المسيحية في 14 آذار الحد من هذا الانحدار والانعطاف، لكن لعبة الأمم جرفتها أيضاً، فاكتفت بالتحفظ عن البند السادس من البيان الوزاري بعدما همشت على صعيد التمثيل الحكومي.

هذا الانعطاف، المشوب بالغصة، الذي فرض على تجمع 14 آذار، لاسيما على مكـونه المسلم، نجح تيار المستقبل بتغطيته عبر المشاركة الشعبية في الذكرى الخامسة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري. غير أن غالبية الخطابات كانت خطب المرحلة الجديدة لا خطب المهرجان الجديد. فأتى مضمونها، لا لهجتها فقط، امتداداً لمؤتمر الدوحة والقمة السعودية - السورية، ودون مستوى توقعات وأحلام شعب ثورة الأرز. ورغم ذلك يستطيع تجمع 14 آذار، بعد، أن يتـكل على التجاوب الشعبي النسبي لإعادة صياغة نفسه على أسس تقيه الوقوع مجدداً في التجارب الأليمة السابقة.

وفي هذا الإطار نقترح أن يضع تجمع 14 آذار ميثاقاً سياسياً ووطنياً جديداً نعرف من خلاله ماذا يجمع، بعد، أطرافه وماذا يفرقهم. فمع اتفاقهم على العناوين الكبرى، تبين حديثاً أن أطراف 14 آذار مختلفون على قضايا مصيرية ودستورية وعلى نمطـية التعاطي الندي في ما بينهم. بعد وضع هذا الميثاق يصبح السؤال حول استمرار انتمائنا إلى 14 آذار مبرراً والجواب واضحاً. فتجمع 14 آذار السابق في حالة تحلل كيميائي وتقمص فيزيائي، مع أن شعب ثورة الأرز يزداد ويقوى (نتائج الانتخابات الطالبية والنقابية والنيابية).

لم يعد رفع شعار العبور إلى الدولة يشكل، وحده، مادةً نضاليةً مغرية، كما أننا نريد أن نعرف شكل الدولة التي ندعى إلى العبور إليها؟ فالدولة الماضية لم تحم المسيحيين ولا المسلمين. والحالية، ببنيتها، بضعفها، بشللها، بفسادها، بمساوماتها وبتنازلاتها، تدعونا إلى الخروج منها أكثر من الدخول إليها. هذه هي الحقيقة... أما الحقيقة الأخرى فاستُشهِدَت أخيراً، وهي ترجونا ألا نصر على معرفة من اغتالها... (كاتب سياسي)      

 

طاولة حوار لتنفيذ... 1701

بقلم يوسف بزي

يبدو أن المسار العام للنزاع السياسي في لبنان، بين مكونات سلطته أو في الشارع العمومي، هو تصادم مستمر بين "منطلقات" حركة 14 آذار (وإن تهالك جسمها السياسي) و"ثوابت" حلف الممانعة، التي عبرت عن نفسها في وثيقة "حزب الله".

ففي الأداء الحكومي، حيث من المفترض الإئتلاف والتوافق، بات واضحاً أن الطموح الذي يتحكم بسلوك الثلاثي (أمل، حزب الله، عون) هو فرض المعادلة نفسها في التجربة اللحودية مع الرئيس رفيق الحريري، أي محاصرة رئيس الحكومة وتكبيله وتحويله من رئيس للسلطة التنفيذية (المنبثقة من غالبية نيابية) إلى منفذ لسياسات يصنعها الآخرون. وهؤلاء الآخرون هم بالضبط الذين خسروا الإنتخابات، لكن لديهم نفوذ السلاح والدعم الإقليمي، وقدرة إنقلابية لا شك فيها.

أما رئيس الحكومة فهو في "خططه" لا يطمح إلا لإستكمال مشروع رفيق الحريري الذي تعثر مرات عدة وللأسباب نفسها، مع فارق واضح في قدرة الرئيس سعد الحريري على إعلان نياته (القرار الوطني المستقل وفكرة "العبور إلى الدولة").

هذا هو النزاع الذي يستمر على الرغم من الإختلال الواضح في موازين القوى داخلياً، وعلى الرغم من كل التحولات في الحسابات والتكتيكات الإقليمية والدولية (ثمة "صمود" لافت لـ 14 آذار).

وعلى مستوى آخر أكثر أهمية وخطورة، فإن هذا النزاع يتمظهر في ما قد نسميه "تقرير المصير" أي في علاقة لبنان مع العالم، ومحيطه الإقليمي، وموقعه في النزاع العربي - الإسرائيلي، وموقفه من سياسة الأحلاف، وخياراته في لحظة اشتداد التنازع على النفوذ، وهو تنازع متعدد الطرف (من قطر إلى أميركا مروراً بالسعودية وإيران وتركيا ومصر وفرنسا ...وبالطبع سوريا).

قلائل جداً هم الذين انتبهوا إلى المغزى من كل الجولات والإتصالات التي قام بها رئيس الحكومة في الآونة الأخيرة. ففي اللحظة التي لا تزال تتصاعد فيها كل المؤشرات الآتية من إسرائيل والتي تدل على نيات حربية فعلية، وفي المقابل تتصاعد لهجة التحدي والإستنفار المستمرة من قبل محور الممانعة و"حزب الله" تحديداً، في إشارات تؤكد الإستعداد للحرب والتهيؤ لها، يبدو لبنان معها أنه ذاهب لا محالة إلى حرب قاسية قد تكون شاملة تدميراً وقتلاً.

مقابل كل هذا الصخب وقعقعة السلاح، كان رئيس الحكومة يعمل في ما قد نسميه "الديبلوماسية الطائرة" من دمشق إلى أنقرة إلى القاهرة إلى باريس إلى الرياض إلى الدوحة أخيراً. عدا طبعاً عن "ديبلوماسية الهاتف" من موسكو إلى واشنطن مروراً بكل عواصم القرار والتأثير. من أجل ماذا؟ من أجل تشكيل شبكة أمان دولية تحمي لبنان من المغامرات الإقليمية، التي إما ستأتي بقرار إسرائيلي أو بقرار إيراني، وفي الحالين سيكون لبنان وحده ضحيتها.

بالتأكيد، لسنا مطلعين على حصيلة هذه الجهود الديبلوماسية، لكن كل المؤشرات تدل على أن كل العواصم التي ذكرناها، بالإضافة إلى ما صدر عن عدد من مسؤولي الأمم المتحدة، نبهت حكومتنا إلى أن شبكة الأمان هذه تستلزم من لبنان الرسمي أن يضع خريطة طريق لتنفيذ القرار 1701، وهذا يعني عملياً توفير الشروط اللازمة للإنتقال من حال وقف الأعمال العدائية بين إسرائيل ولبنان إلى حال وقف نار دائم وفي مرحلة لاحقة إحياء إتفاقية الهدنة وضمناً الإنسحاب من القسم اللبناني من قرية الغجر والقسم اللبناني من مزارع شبعا.

وخريطة الطريق هذه تعني تهيئة الأرضية والمناخ المناسبين لقيام مفاوضات غير مباشرة بين لبنان وإسرائيل برعاية الأمين العام للأمم المتحدة (هذا ما ينص عليه الـ 1701). ولأن التفاوض باسم لبنان دستورياً هو من صلاحية رئيس الجمهورية، كان عليه من أجل كل هذا أن يكمل "بدعة" الرئيس نبيه بري: "طاولة الحوار الوطني"، التي لا وظيفة لها سوى البحث عن حل لمسألة سلاح "حزب الله”. وحصرية البحث في "معضلة" سلاح "حزب الله" هي التي تقبل بها الأمم المتحدة (وجامعة الدول العربية)، قبولاً يوازي التفويض الذي منحته الأمم المتحدة للبنان الرسمي كي يبتكر الوسائل اللازمة لتنفيذ القرارات الدولية، خصوصاً ان القرار 1701 ينص على التالي في فقرته التنفيذية الثامنة:

"٨ - يدعو إسرائيل ولبنان إلى دعم وقف دائم لإطلاق النار وحل طويل الأجل استنادا إلى المبادئ والعناصر التالية:

- الاحترام التام للخط الأزرق من جانب كلا الطرفين؛

- اتخاذ ترتيبات أمنية لمنع استئناف الأعمال القتالية، بما في ذلك إنشاء منطقة بين الخط الأزرق ونهر الليطاني خالية من أي أفراد مسلحين أو معدات أو أسلحة بخلاف ما يخص حكومة لبنان وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، وفق ما أذنت به الفقرة ١١ ، وينشر في هذه المنطقة؛

- التنفيذ الكامل للأحكام ذات الصلة من اتفاق الطائف والقرارين ١٥٥٩ (٢٠٠٤) و ١٦٨٠(٢٠٠٦) التي تطالب بنزع سلاح كل الجماعات المسلحة في لبنان، حتى لا تكون هناك أي أسلحة أو سلطة في لبنان عدا ما يخص الدولة اللبنانية، عملا بما قرره مجلس الوزراء اللبناني المؤرخ ٢٧ تموز/يوليه ٢٠٠٦؛

- منع وجود قوات أجنبية في لبنان دون موافقة حكومته؛

- منع مبيعات أو إمدادات الأسلحة والمعدات ذات الصلة إلى لبنان عدا ما تأذن به حكومته؛

- تزويد الأمم المتحدة بجميع الخرائط المتبقية للألغام الأرضية في لبنان الموجودة بحوزة إسرائيل؛

٩ - يدعو الأمين العام إلى دعم الجهود الرامية إلى تأمين الحصول، في أسرع وقت ممكن، على موافقات من حيث المبدأ من حكومة لبنان وحكومة إسرائيل على مبادئ وعناصر حل طويل الأجل على النحو الوارد في الفقرة ٨ أعلاه، ويعرب عن اعتزامه المشاركة في ذلك بشكل فعلي".

من المهم جداً القول أولاً أن طاولة الحوار الوطني هذه ليست بديلاً من المؤسسات الدستورية، والأهم أيضاً هو أن مقررات طاولة الحوار لا يمكن أن تكون بديلاً من القرارات الدولية. طاولة الحوار هي فقط خريطة طريق، إجبارية تقريباً، لتنفيذ الـ 1701 وباقي القرارات ذات الصلة، أما البديل فهو إقرار الدولة بعجزها عن الإمساك بمصير البلد أرضاً وشعباً.

لذلك، يجب أن "نمنع" رئيسي الجمهورية والحكومة من الفشل. 

(صحافي)      

 

سأحدثك عن الموارنة

بقلم الخوري اسكندر الهاشم      

انت مخطئ ان حسبت ان الموارنة مسيحيون فقط، فهم اقل من ذلك او اكثر بقليل، لانهم شعب عتيق متأصل في الحرية، متجذر في الوفاء وحسبه انه باق على العهد والامانة لتاريخه الملتصق بالتراب والسراب. يبني الماروني بيته وفي لحظة لا تخالها ولا تتوقعها، يهدم منزله ثم يتوارى الى غير رجعة لان السماء لحافه والارض فراشه، والصحراء تقيمه عدداً والبحر يغريه، كطائر لا يستقر له قرار.

انت مخطئ ان توهمت يوماً ان الماروني سيتخلى عن مقاومته وشجاعته وتهوره، فهي خصال ترسخت فيه منذ ولادته ونشأته، لقد تمرّس في القتال ضد الطبيعة وضد الغزاة، ولم يسلم هو من مواجهة ذاته حين تغيب عن نظره مخاطر الخارج، وفي كل ذلك يبقى الماروني شاذاً عن القاعدة، فهو مسيحي بالفطرة والممارسة، وهو متمرد لا تنسجم افكاره احياناً مع الوداعة المسيحية ومحبة الاعداء، لانه اختبر صعوبة تطبيقها وقساوة الايام وتقلبات الدهر، وفي صراعه هذا يبقى معدنه طيباً لانه ينسى الغدر والخيانة ونكران الجميل، ويعاود اختباراته جيلاً بعد جيل في محاولة يائسة منه لقبوله ابناً شرعياً في هذه البقعة من العالم.

انت مخطئ ان اعتقدت انك تستطيع تدجينه، وادخاله في صلب الحداثة فجذوره الضاربة في التاريخ وحكايات عجائزه وكباره، نسيج معقد يدخل الى شرايينه وخلاياه وهو لا يقبل بديلاً من اودية نساكه وجروده الجدباء حيث لا ضرع فيها ولا زرع، ولو تملكته المدنية حتى اخمص قدميه. انه يهوى التمثّل بالاجداد والعيش في تاريخية موغلة في التحديات والصراعات ينقلها الى ابنائه من بعده، بالرغم من ابتكاره العيش مع الآخرين كل الآخرين الآتين على احصنة الفتح او الهاربين من الظلم او الطالعين من براكين الشرق المتحركة انه شخصية معقدة تكتنر ارث الفارين من وجه العدالة ووجه الله، الهاربين من الظلم الساهرين على صون الكرامة الفردية، الاصيلين في المقاومة الشرسة مقاومة القهر والظلم، الساهرين على عيالهم من الرحيل والمجازر والاستعباد.

انه المهاجر والمقيم، المقاوم والمصلي، الغني والفقير، اليأس والفرح. انه صورة آدم الخاطئ والتائه والعاري يشده الحنين الى افياء السنديان والملول، ويشده السفر لانه بحّار يخوض غمار المياه وحيداً فلا الشرق يقبله ولا الغرب يأخذه على محمل الجد. انه ملاك تسحره كلمات القداسة والوداعة والخير، وهو شيطان ممسوس بالفخر والفروسية، وهو مغامر بطبعه لا تغريه المساومة ولا ترضيه انصاف الحلول.

مواجهة الماروني مأساة في حد ذاتها، لم يخرج من جدليتها وجدتها، ولم ير آفاق النور وطلوع الفجر منذ قرون، ومن عدمية هذا الصراع وهذه الملاحقة الشرسة تأصلت طباعه وترسخت، في العناد المقدس، وتأسست شخصيته الفريدة وبذلك نستطيع ان نسمي مجموع هذه الطبائع والخصال انتروبولوجيا جديدة طبعت الماروني وأرست وجدانه وأسست كيانه على مرتكزات أهمها.

قبيلة تنتمي الى المسيح

بعد قرون طويلة شهدنا خلالها مواجهات وعواصف اتت من الداخل والخارج معاً، وبعد ازمنة تخللتها نكبات وانتصارات، وبعد ترحال واستقرار وفقر وغنى، بعد موت وحياة ما زلنا بقية شعب يعاند الوجود ويواجه الايام، وما زلنا نتساءل ما هو الماروني؟ مما يتشكل؟ وما هي اهدافه وغاياته من الوجود والمواجهات؟

من هم هؤلاء الموارنة، والكثرة منهم خارج جذورهم ومياههم وتربتهم يهيمون في اقطار الارض كلها، وقلة منهم ما زالت على قيد الحياة هنا تواجه وتعاند وتمانع، تذهب عبر خيالها الى البعيد، الى الجذور الآتية من المؤسس، الى مسار اشتهر به الاجداد من خلال رؤية مثلثة، رؤية الله بينهم وامامهم، يعاين اعمالهم وتصرفاتهم رؤية الارض كملجأ ومعين ومعجن يرفدهم بالقوت الحلال.

هؤلاء طبيعتهم اجتمعت فيها عوامل الفقر والشجاعة والمواجهات وقد شكلتهم على ما هم عليه من اضطراب وقلق وفرادة ادت الى خلق رؤوس حامية منعت منهم التنظيم ومهارة العمل المشترك. هذه القبيلة المنتمية الى المسيح المتمثلة بالسيد الصغير "مارون" المدافعة عن الكنيسة الجامعة في شرق انفصل المسيحيون عنه واقاموا لهم كنائس محلية مرتبطة بالملوك او التوجهات الثقافية والعرقية، وفي مشرق انتصر الاسلام فيه على المسيحية وما زال يحاصرها ويحشرها في الأزقة والحارات.

انهم شعب

الموارنة هم شعب وهذا هو فارق اساسي عن المسيحيين الآخرين المنتمين الى امم واعراق. الموارنة شعب بالمعنى الحسي الملموس والمحدد، شعب تاريخي، نحن تماماً كالفرنسيين والالمان والعرب، من هنا الصعوبة في التحديد والمجاهرة في مجال تاريخي وحضاري يشكل التحديد بالنسبة اليه تحدياً كبيراً، لانه يريد الجميع في سلته وتحت رايته، وما عدا ذلك فيعتبر تحدياً وخروجاً عن المسموح به والمألوف هذا ان لم يكن عدواً من الواجب اقتلاعه.

ان كلمة شعب لا تعني مطلقاً اننا عرق واحد ومميز، انما تعني ثلاثة مضامين (ارض – رسالة – وجماعة ذات نسق واحد) ومن هذه العناصر نستطيع الاحاطة بالظاهرة المارونية الفريدة، اضافة الى تحديدات أرست شخصيتها وعمق ممارساتها السياسية والثقافية والفلسفية، وهذه التحديدات تستند بدورها الى عناصر منها: العيش فوق ارض واحدة، وانتماء الى ثقافة خاصة وارتباط بالكثلكة وهو خيار اساسي رافق المارونية منذ نشأتها. هذه العوامل والعناصر نستطيع من خلالها تحديد الهوية المارونية واطلاق تسمية "ماروني" على كل من يشارك ويشترك في هذا النسق ويخضع لهذه العوامل. ان الوعي الماروني متجذر في كل فرد من افراد شعبنا. وهو منطلق اساس نترجم من خلاله تصرفاتنا، وهو وعي مطلق يقوم اولاً على الدور والرسالة الدينية التي نحملها في اعماق هذا الوعي. هذه الرسالة هي التي تعزز هويتنا كشعب، وحين نتكلم على "المارونية" لا يعني هذا خروجاً على تاريخنا الطويل واختصاره على فترة سياسية زمنية، بل في اللحظة التي توصل الموارنة فيها الى ممارسة حقهم في السياسة والحكم تحددت هويتهم كجماعة دينية لها توجهاتها ونسقها وعناصرها، ولها نظامها وهويتها الدينية السابقة لكل تنظيم سياسي آخر، وهم لا يتنكرون لذلك ولا يستطيعون تجاوز هذه التحديات والخطوط، وبالرغم من علمانية بعض زعمائهم فإنهم لا يستطيعون الخروج عن انتمائهم الى كنيستهم ومعتقدهم وتوجهاتهم الدينية والثقافية لانها وحدها تعطيهم الشرعية.

الارض

ترسخت المارونية ثقافة وفناً وليتورجية وسياسة، فوق ارض لبنان الوعرة والضيقة، فشكلت هذه الارض لهم مذبحاً قدّموا عليه قرابينهم ونذورهم وعشورهم، وتربّع على عرش هذه التقدمات كهنتهم واحبارهم، وبذلك ارتبطت طقوسهم وعاداتهم وحياتهم بهذه الصخور والاودية والقمم، ومارسوا فوقها لعبتهم القاسية اي استنباط ما امكن من زرع وضرع، لقد اكتملت شخصيتهم في ربوع هذه المساحة الضيقة وفي باطنها ادخلوا رفات ابائهم واجدادهم، وعند تخومها وحدودها مارسوا لعبة الفروسية والجهاد، وعلى هذه الارض ولد قديسون وانبياء ومشاغبون، وفي كل زمان واجه الموارنة امبراطوريات مسيحية ومسلمة حاولت تدجينهم بل موتهم. لقد تحولت ارضهم مقابر جماعية بفعل اضطهادات ومجاعات ومجازر مورست عليهم بحجة وبدون حجة بذنب وبدون ذنب.

لقد ارتبطت حياة الموارنة ارتباطاً وجودياً عميقاً بأرض لبنان، كلنا يحمل هذا الوشم، يقول اندريه ماليرو: "ليس هناك اعظم من ان يكتشف انسان جذوره الثقافية" نحن نفاخر بكل ثقافة انسانية لانها ملك الجميع وكذلك نفاخر بالحضارات جميعها، لكن هناك خصوصيات اجمع الجميع على الحفاظ عليها لانها تنوّع غني يرفد الانسانية بهذه التنوعات وهذه الفرادة. ميزة المارونية ايضاً انها منذ انطلاقتها لم تحصر توجهاتها في طرف واحد، فالديني عندها لا يستطيع مواجهة كامل قدرنا الصعب والمعقد لذلك شكّل الجناح السياسي مصدر قوة لا يستهان بها ومصدر تنوّع في التحالفات والمواجهات التي لا بد منها.

نوعان من التجربة والتحديات

شهدت المارونية خلال تاريخها الطويل توجهات تراوحت بين الاصولية المتزمتة، التي تحاول العودة الى الجذور والعيش على نمط الاباء والاجداد، واقتطاع جزء من الارض للعيش فيه بعد اختبارات قاسية مع الآخرين، وبعد نكران الجميل بالرغم من حسن ضيافتهم ولياقتهم وحبهم للآخرين. هؤلاء لم يشكلوا اكثرية الموارنة، لكنهم شكلوا دينامية خاصة وتوجهاً عزز شخصية الموارنة وكانوا على الدوام ازمة ضميرية ومصيرية. اما القسم الآخر فحاول من خلال تحالفات سياسية وحضارية ان يخرج الموارنة من ضيق مساحتهم ليجعل منهم لاعبا في تطور الاحداث، وهذا التوجه شكل ايضاً ازمة معقدة لافتقاده معرفة حقيقية بالآخرين، ولعدم معرفة المدى السياسي الذي يأخذهم اليه.

ان شغف الموارنة بالارض يشابه شغف الشعوب كلها ويتجاوزهم من خلال وعي عميق بأن الله قد وضعهم في هذه البقعة ليحملوا نعمة الصليب والآلام، وارضهم الباقية هي آخر ما تبقى لهم من موطن ارضي، ولو ملكوا العالم بأسره، فهل ارتباطهم وتعلقهم بالارض يتوافق والمعطيات الجديدة للعالم المعاصر؟

ان البعد الديني للموارنة يفرض نفسه مباشرة على الواقع السياسي والاجتماعي والحضاري، لكنه واقع مأزوم بفعل الصراع الداخلي الدائر في قلب الشعب الماروني حول خيارات معاصرة وتحالفات سياسية مستجدة، لقد اصبح النقاش ايديولوجياً وصراعاً بين مدرستين، لان الواقع الاجتماعي السياسي والواقع الدولي يعطي الموارنة وضعاً هشاً، بل يأخذ لبنان الى مواجهات لا يستطيع احد التكهن بنتائجها. وانه واقع مستجد دخل عليه لاعبون بحجم الموارنة واكبر، بحجم لبنان وأوسع.

السؤال المطروح، اين جوهر المارونية؟ وما هي حظوظها في القيامة؟ كيف في استطاعتنا ان نكون امناء على الينابيع الايمانية دون معرفة مسبقة منا بواقع الامور وتشعباتها وصعوباتها؟ ولكن حين يسأل الماروني هل موارنة واشنطن او باريس او سان باولو.. اقل واكثر هشاشة في واقعهم ومستقبل عيالهم من موارنة لبنان؟ وحدها العناصر المجتمعة التي تقودها العقلانية تتلمس في الديني والثقافي والسياسي شخصيتها الاجتماعية. هذا المركب يشرح لنا تنوعات الاسئلة التي يطرحها الموارنة على انفسهم، سؤال ما زال يثير فينا الحماسة التي تبقى صمام امان نستطيع بها متابعة سيرنا بالرغم من حاضرنا المأزوم والصعب.

 

هل ثمة رابط بين بعض الحملات الداخلية والأهداف الإقليمية؟

لبنان أحد أبرز ساحات المواجهة الإيرانية مع أميركا

روزانا بومنصف     

لا تفوت المراقبين السياسيين المتابعين للوضع الداخلي والتطورات الاقليمية  ملاحظة وجود تناغم في الحملات من حيث التوقيت والاهداف  بين ما يسمى الاتفاق الامني بين لبنان والولايات المتحدة والتصريحات المتواصلة للرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الاسبوع الماضي على نحو خاص  التي حمل فيها على دول الخليج المنفتحة على الولايات المتحدة ودعاها الى الثورة عليها. اذ ان ثمة الكثير مما يمكن ربطه بين الموقفين بالاستناد الى خلفية واحدة هي بالنسبة الى لبنان وفق المراقبين انفسهم محاولة اقفال باب التعاون الاميركي مع لبنان وحمله على الدوران في فلك سوريا وايران. فهؤلاء يظهرون استغرابهم للحملة التي تثار من جهة واحدة بحيث تلقي ظلالا من الشك حول كونها غير سياسية  في الوقت الذي يرى هؤلاء ان الامر يجب ان يكون مدعاة بحث جدي ومسؤول حيال تقديم  الولايات المتحدة  طلبا الى السلطات اللبنانية للتنصت على شبكات الهاتف، في حال صح ذلك، اذ ان ذلك يعني ان دولة عظمى كالولايات المتحدة تأخذ اذنا من الدولة اللبنانية في حين ان في استطاعتها عوض ذلك استخدام التقنيات التي تملك في الاقمار الاصطناعية وقواعدها العسكرية في المنطقة ثم ان في استطاعة الحكومة اللبنانية رفض هذا الطلب، في حين ان واقع الامور يشير الى احتمال التنصت من دون سؤال الدولة من اي جانب دولي او اقليمي. فضلا عن ان ايران تحاول ان توثق الصلة بين مواقفها الرسمية وما يحدث في لبنان على قاعدة اثبات ان لها امتدادات مؤثرة على البحر المتوسط وتسعى الى التباهي بقوتها ازاء الغرب على هذا الاساس من بين عوامل اخرى تماما على صورة المشهد في دمشق مع التنظيمات الفلسطينية الراديكالية و"حزب الله" في لقاءات الرئيس الايراني في العاصمة السورية  قبل اسبوعين.

هل ثمة حملة منسقة هي احدى نتائج القمة الايرانية - السورية في دمشق في حضور الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله وفق ما يعتقد البعض باعتبار انه ينتظر رؤية هذه النتائج تباعا؟

بالنسبة الى  المراقبين انفسهم  يشير مسار الامور في لبنان وخارجه بواقع مترابط ان لم يكن بالتنسيق الوثيق فعلى الاقل بخط بياني سياسي واحد يراد تظهيره في المنطقة ومن لبنان كساحة تعبير اساسية لهذا الغرض ولكن ليس بواقع المصادفة بغض النظر عما يمكن ان تؤول اليه الحملة من هنا او هناك. فحتى الامس القريب كانت قرقعة السلاح على وقع التهديدات الاسرائيلية من جهة وردود "حزب الله" ومن ورائه ايران وسوريا من جهة اخرى متصلة بتطورات الملف النووي الايراني والمخاوف من انعكاس اي اعتداء عسكري على ايران حربا على لبنان  او توريطا له في شكل او في آخر. ولا يزال هذا الاحتمال واردا لو لم تتراجع نسبيا احتمالات الحرب في المدى القريب جدا. لكن الحملة في لبنان تتخذ طابعا سياسيا ولاهداف سياسية متعددة اذ انه سبق لرئيس الجمهورية ان نفى وجود اي شيء مما تثار حوله الحملات وبحث الامر على طاولة مجلس الوزراء ويفترض ان النقاش اقفل في ضوء الشروح التي قدمت في حين تستمر الحملات السياسية.

وينسحب الهدف السياسي نفسه بالنسبة الى الحملات التي يقوم بها الرئيس الايراني الذي انحسرت الى درجة كبيرة نسبة الردود على مواقفه التي لم تعد تخشى الدول العربية اثرها على الشعوب العربية من خلال تنصيب ايران نفسها المدافعة عن الحقوق الفلسطينية وان تكن لا تزال تؤثر في تنظيمات عدة. في حين ان الدول الغربية تدرج الخطاب التصعيدي لنجاد في اطار الحاجة الى تكبير حجم التهديدات الخارجية من اجل تبرير القمع الداخلي والهروب من المشاكل الداخلية التي تواجهها ايران من جهة وهي تعتقد من جهة اخرى ان النظام الايراني يحتاج الى اعداء من اجل ان يستمر وان هناك شكوكا كبيرة في امكانات استمراره في حال حصول انفراج في العلاقات بينه وبين الدول الغربية. ومع ان الخطاب العدائي لايران ضد الولايات المتحدة والغرب عموما كما ضد اسرائيل لا يمكن اعتباره خطابا جديدا خاصا باحمدي نجاد بمقدار ما هو خطاب المرجعية اية الله الخميني منذ احلال الثورة الاسلامية في ايران، فان الكلام الاستفزازي في خطاب نجاد عنصر اضافي اكثر توترا بعد حركة المعارضة التي شهدتها ايران على اثر الانتخابات الايرانية التي حملت نجاد مجددا للرئاسة. الا ان الهدف السياسي وان يكن يستهدف اكثر من عصفور بحجر واحد فهو جعل الموقف الايراني ملتبسا اكثر في موضوع الملف النووي الايراني بين سلمية ظاهرية للمشروع اقله بايحاء بوجود هدف عسكري بعيد المدى. وهذا الالتباس مقصود من جانب ايران بنية الوصول الى احد هدفين: احدهما ان هذا الالتباس يمكن ان يجعل ايران تحصل على ثمن مرتفع جدا في حال ترسيخ الاعتقاد ان لايران القدرة على تصنيع اهداف عسكرية في ملفها النووي قد يكون الصفقة الاهم خلال عقود طويلة في حال نجحت المفاوضات بين الدول الغربية وايران. والآخر هو انه في حال فشلت المفاوضات وحصلت ضربة عسكرية ضد ايران فان ايران يمكن ان تتخذ موقع الضحية وتفرض نفسها اكثر بتأثير اكبر في دول العالم الاسلامي.

 

جلجلة 14 آذار

احمد عياش     

من السذاجة الاعتقاد أن استضافة قناة "الجزيرة" القطرية التلفزيونية رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط عشية المؤتمر الثالث لقوى 14 آذار هو محض مصادفة. أغلب الظن أن من أراد هذه المقابلة كان يضع في حسبانه حجم التأثير الذي ستتركه مواقف أحد صانعي ثورة الاستقلال الثاني على رفاقه بعدما ابتعد عنهم تنظيمياً، وهو لم يكن ولن يكون في موقع يشتهيه هؤلاء (وهو عبّر في المقابلة مساء امس عن ثباته في اساسيات هذه الثورة)، وربما يمكن الافادة من دروس الاعوام الخمسة على ولادة هذه الثورة وتذكر أحداثها الشهيرة والحوادث التي واجهتها. ومن ينسى مجزرة عين علق عشية نزول جماهير هذه الثورة الى ساحة الحرية في 14 شباط 2007؟

ومن السذاجة الاعتقاد ببراءة بفيض "النصائح" التي توجه الى الرئيس سعد الحريري الذي أوصلته هذه الثورة الى سدة رئاسة الحكومة بعدما أزاح حقد بحجم طنّين من المتفجرات والده الذي أسعده لقب "من اعاد بناء بلده" كما قال في منتصف التسعينات لإحدى المجلات الاميركية. ومن هذه "النصائح" في آخر طبعاتها كيف يحافظ الرئيس الحريري على الود مع دمشق بالابتعاد عن 14 آذار.

ومن السذاجة الاعتقاد أن الحشد الجماهيري الكبير في 14 شباط 2010 على رغم مرور خمسة أعوام على الحشد الأكبر في تاريخ لبنان هو ظاهرة عاطفية فقط. فالغضب السلمي الهائل في 14 آذار 2005 الذي غيّر مجرى تاريخ لبنان فأنهى الوصاية السورية وفتح مسار حكم نفسه بنفسه هو تعبير عن ان الاستقلال الناجز لم يتحقق وان مشروع الدولة ما زال في مجال التكوّن.

ومن السذاجة الاعتقاد ان الحملة على الرمز الابرز للأمن اللبناني الخالص من أي شبهة وصاية او تبعية ألا وهو المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي هي حالة طارئة أياً تكن التفسيرات العميقة لهذه الحالة. ولا يزال اللبنانيون يذكرون جيداً كيف كانت معادلة حكم لبنان قبل خمسة أعوام: الأمن محصور بسوريا والميليشيات مختزلة بـ"حزب الله"، والاقتصاد على عاتق رفيق الحريري. أما الجيش وقوى الأمن فهما للتشريفات والعرض في عيد الاستقلال! اليوم هناك ضغط هائل لاستعادة المعادلة مع تبديل بسيط: ادارة الجيش وقوى الأمن بـ"روموت كنترول" ينتهي الى "محور الممانعة" الذي تقوده ايران.

بالتأكيد هناك من التجارب في الاعوام الخمسة الماضية ما يقلب السذاجة الى نباهة لتضع أهل الاستقلال الثاني أمام التحديات بأعين مفتوحة وعقول مفكرة. والسؤال اليوم أمام المؤتمر الثالث لقوى 14 آذار هو: كيف يتحول رصيد الاستقلال الثاني الى امكانات تتنامى بدلاً من ميراث يتآكل؟

ان عنوان المؤتمر "حماية لبنان" يختصر مضموناً واسعاً على قدر المسؤوليات التي يتحملها المؤتمنون على الاستقلال الثاني. اللبنانيون يطلبون الحرية والحكم العادل وتكافؤ الفرص والأمن الشرعي.

بكل انتباه يمكن الاصغاء الى اقتراح دعوة القطاع الخاص الى تحمل مسؤوليات عجز ويعجز عنها القطاع العام. ومن العبر ان كارلوس سليم أغنى أغنياء العالم اليوم هو لبناني الاصل طلب الفرص ولو في المكسيك. لكن السؤال هو: أين القرار السياسي الذي يسمح لجزء بسيط من النجاح اللبناني في العالم ان يصنع فرص عمل في الوطن بدلاً من الاكتفاء بالتهافت على العقارات حتى صار شعار "مرقد عنزة" صعب المنال للمقيمين في هذه البلاد؟

ما هو معلوم حتى الآن ان القرار السياسي سمح فقط ولا يزال يسمح لأكبر وأخطر مشروع خصخصة في تاريخ لبنان يجسده اليوم "حزب الله" بامتلاكه السلاح الايراني ومعه قرار الحرب والسلم. والعوائد هي حتى اليوم وضع لبنان في مهب الريح.

 

الإدارة الأوبامية" تسمي سفيراً مختصاً بالشرق الأوسط والعراق رغم معارضة الجمهوريين

واشنطن للانخراط مع دمشق وبقاء "عيونها" مفتوحة عليها

المستقبل - السبت 13 آذار 2010 - أسعد حيدر

لماذا وجهت دمشق بعد أكثر من ثلاث سنوات على صدور القرار 1701 رسالتين متطابقتين الى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومجلس الأمن، احتجت فيهما على الزج باسمها في التقارير الدورية التي يصدرها مون حول تنفيذ هذا القرار، خصوصاً ما يتعلق "بالمزاعم الإسرائيلية حول تهريب الأسلحة بين سوريا ولبنان، من دون أخذ وجهة النظر السورية بالاعتبار، وعدم الإشارة الى تحسن العلاقات اللبنانية السورية بعد زيارة الرئيس سعد الحريري الى دمشق؟

ببساطة كلية، لأن دمشق تشعر أنها أصبحت قوية ومطمئنة بما يكفي لكي تقول "لا، ولتطالب بما تراه حقوقاً لها". ينقل "الدمشقيون" أن هذا الشعور بالقوة "صادر عن متغيرات ووقائع قائمة وليس تظاهراً بحالة مرجوة أو مأمولة".

دمشق، كما ينقل "الدمشقيون"، لم تفك الحصار والعزلة عنها بتنفيذ سياسة تقديم التنازلات. تراجعت أمام "العاصفة" ثم تقدمت لتستثمر الوقت وخصوصيات كل ملف وساحة من ساحات المنطقة المليئة بالبراكين. نجحت دمشق فحصدت وتراجع الآخرون من المحاصرين والعازلين".

في سياستها الناجحة، "سلفت" دمشق كل الأطراف الأخرى، لأنها تعرف جيداً كيف تقايض من "سلة" غيرها، تفوقت في استقدام العروض الكثيرة والغنية، وهي تأخذ حالياً ما تعتبره "بدلاً" شرعياً لها. الأمثلة كثيرة من الجزائر الى العراق وصولاً الى فلسطين ولبنان، مروراً بأوروبا وتحديداً فرنسا، لا شك أن دمشق أمسكت أغنى الملفات وأهمها وأكثرها حساسية لكل الدول وهو "الحرب ضد الإرهاب والمجموعات الإرهابية" وأعطت أو ساهمت في نجاح "الحرب" بنسب متفاوتة على مختلف هذه الساحات. حان الوقت كما يقول "الدمشقيون" أن يدفع الآخرون لدمشق وهم يدفعون الآن".

الشرعية الجغرافية لمصر في غزة

بداية، مجلس الأمن لن يصدر هذا العام أي "موقف في أعقاب مناقشة التقرير حول تنفيذ القرار 1701". هذا الحل هو حل وسط، يراعي دمشق من جهة ولا يأخذ بمطالبها من جهة أخرى. صدور البيان كان سيلزم مجلس الأمن إما بتجاهل المطالب السورية أو مراعاتها. خير الأمور الوسط، لا يستفز ولا يتجاهل ولا يعدل من مواقفه. مجلس الأمن ترك للزمن مسألة الحسم، ربما المتغيرات التي تحصل أو ستحصل في العام 2010 تبلور الموقف النهائي للمجلس في العام القادم.

عربياً، دمشق تعطي لتأخذ في العراق ولبنان. موقفها في الانتخابات العراقية أكد براعتها في السير بين الألغام. أرضت السعودية ومصر والسنة عامة والعراقيين خاصة، ولم تختلف مع طهران، التي بدت في وقت معين مصالحها متناقضة معها. دمشق راعت طهران فلم تزاحمها وتنافسها في الجنوب العراقي. لعبت في الدائرة الأخرى الممتدة من بغداد الى اقليم كردستان.

لم تكتمل المعادلات بعد. ما زال الوقت مبكراً للحسم. تشكيل الحكومة العراقية أياً كانت النتائج صحيحة أو مزورة، حاسمة في صيغتها أو مرتبكة ومربكة. لذلك لا يمكن القول إن "الجائزة" أصبحت جاهزة. لكن من الطبيعي تقديم بعض "الحوافز" هنا وهناك في المنطقة خصوصاً في لبنان.

أيضاً، من علامات هذا التحول، اقتراب المصالحة المصرية السورية. قبل أسابيع وليس أشهراً كانت هذه المصالحة غير منظورة، الدفاع المشترك عن المصالح المشتركة "هو قاعدة هذه المصالحة". لا يمكن إلا أن يكون الملف الفلسطيني خصوصاً "حماس" وقطاع غزة في صلب هذه المصالح.

دمشق قد تكون اعترفت لمصر بحقوقها المكتسبة من "الشرعية الجغرافية" المشكلة بينها وبين قطاع غزة، تحديداً كما حصل وإن اعترف الآخرون لدمشق "بمصالح لها" في لبنان باسم قواعد الشرعية الجغرافية التي تربطها به. التحولات منحت دمشق قدرة أكبر على المناورة. بإمكانها أن تعطي لمصر في ملف المصالحة بين "فتح" و"حماس"، من دون أن تقلق من الموقف الإيراني. طهران أصبحت بحاجة الى دمشق في لبنان وكل ما يتعلق "بحزب الله". صحيح أن الإيرانيين يستطيعون دخول بيروت من مطار الشهيد رفيق الحريري، لكن ليس كما في السنوات التي أعقبت الخروج السوري عام 2005. أصبح لحرية الحركة الإيرانية "حدوداً حتى وإن لم تكن منظورة. الحضور السوري الذي يتمدد بقوة وسرعة داخل لبنان يفرض على طهران في تعاطيها وتعاملها معه و"حزب الله" أخذ موقف دمشق في الاعتبار المكثف.

يبقى أن كل هذا "الحصاد" في كفة، والوعد "بالحصاد" من الحقل الأميركي في "كفة". دمشق تعرض غنى "محصولها" أمام واشنطن، حتى يمكنها مطالبتها بتسريع إنضاج "طبخة" التطبيع من جهة ورفع منسوب مكافأتها من جهة أخرى. دمشق مضطرة للعرض أمام واشنطن ابتداء من "الخدمات وتنفيذها" (ضبط الحدود مع العراق) وصولاً الى الرغبة بالسلام مع إسرائيل مقابل الأرض.

ليس أمراً عابراً ولا قليلاً، أن تدعو واشنطن بعد خمس سنوات من العزلة والحصار، فيصل المقداد نائب وزير الخارجية لزيارتها للمرة الثانية في فترة لا تزيد عن عدة أسابيع. كذلك وفي المستوى نفسه أن يقوم فيلتمان وشابيرو بزيارة ثالثة لدمشق كما هو مقرر في خلال عدة أشهر فقط.

الأعمال وليس النوايا

فتح طريق دمشق واشنطن على الخطين مهم جداً على الصعيدين الديبلوماسي والسياسي. هذا التحول يؤكد على أن "الحوار" أصبح سيد العلاقات و"السلاح" الوحيد "لحل الخلافات الكبيرة". سقطت لغة التهديد مع انتهاء سياسة العزل. أكثر من ذلك أصبح لدمشق "نصير" في واشنطن، إنه السيناتور جون كيري رئيس لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس والمرشح السابق لرئاسة الجمهورية. كيري يتبنى منذ زمن طويل إرسال سفير أميركي الى دمشق كما يحث منذ انتخاب باراك أوباما على الانخراط مع دمشق.

ترشيح الرئيس باراك أوباما، الديبلوماسي المخضرم روبرت ستيفن فورد يشكل كما ترى أوساط مهمة في واشنطن "تطوراً ايجابياً" لأسباب عديدة أهمها:

أن فورد ديبلوماسي على درجة عالية من الخبرة في شؤون الشرق الأوسط. وهو يتقن العربية والتركية والفرنسية والألمانية وحاصل على جوائز وأوسمة عديدة من الخارجية. الأهم في تجارب وخبرات فورد أنه أحد أبرز الخبراء في وزارة الخارجية في الشأن العراقي، فقد خدم فيه بين عامي 2004 و2006، حيث ركز على "ضرورة إشراك كافة القوى السياسية العراقية في العملية السياسية والحيلولة دون تهميش أي منها خصوصاً السنة". أي باختصار ما يجري العمل به وينفذ حالياً، كما يتضح من مسار الانتخابات الأخيرة.

أن القوى المحافظة تعارض تسمية سفير أميركي في دمشق بدعوى "أن دمشق ما زالت دولة داعمة للحركات الراديكالية والتنظيمات الإرهابية في العراق وحليفاً اقليمياً لإيران، وأن الوكالة الدولية للطاقة الذرية وجدت آثاراً مؤكدة لليورانيوم المخصب في موقع دير الزور".

النواب الجمهوريون ينوون عرقلة إرسال فورد سفيراً الى دمشق. حظوظ نجاحهم في هذه العرقلة تبدو معدومة. من المهم متابعة المناقشات التي ستدور خلال جلسة التصديق على تسمية فورد في الكونغرس خصوصاً وأن ثمانية نواب جمهوريين رفعوا رسالة الى هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية قالوا فيها "إن الانخراط مع أنظمة معادية في السعي لمصالح أميركية ليس بالضرورة سياسة سيئة. إنه جزء من استراتيجية واقعية مع أهداف قابلة للقياس. لكن الانخراط لغرض الانخراط ليس منتجاً".

وصول السفير الأميركي فورد الى دمشق بعد تصديق الكونغرس على تسميته يريح دمشق، خصوصاً وأنه سيعتمد "الحوار" نهجاً له. مشكلة دمشق أنها رغم كل هذه النجاحات ما زالت خاضعة لامتحانات دقيقة وأحياناً صعبة على مساحة المنطقة. لا يمكنها أن تتحرك بدون حساب وحسابات مدروسة جيداً وبعناية فائقة. نائب الرئيس الأميركي جون بايدن أكد ذلك، بعد أن أشار الى عودة السفير الأميركي والعمل على تعزيز العلاقات مع دمشق، ووعد بمواصلة دعم المؤسسات في لبنان قال: ستبقى أعيننا مفتوحة للتنبه من أعمال سوريا".

منذ زمن طويل، واشنطن لم تعد تتعامل مع دمشق على أساس النوايا مهما كانت ايجابية. الأعمال وحدها تتكلم.