المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم السبت 05 حزيران/06/10

إنجيل القدّيس يوحنّا 15/22-27

لَو لَمْ آتِ، وأُكَلِّمْهُم، لَمَا كَانَتْ عَلَيْهِم خَطِيئَة. أَمَّا الآنَ فَلا عُذْرَ لَهُم عَلَى خَطيئَتِهِم مَنْ يُبْغِضُنِي يُبْغِضُ أَبِي أَيْضًا. لَو لَمْ أَعْمَلْ بَيْنَهُمُ الأَعْمَالَ الَّتِي لَمْ يَعْمَلْهَا أَحَدٌ سِوَاي، لَمَا كَانَ عَلَيْهِم خَطيئَة. أَمَّا الآنَ فَقَدْ رَأَوا أَعْمَالِي، ومَعَ ذلِكَ أَبْغَضُونِي وأَبْغَضُوا أَبِي؛ لِكَي تَتِمَّ الكَلِمَةُ المَكْتُوبَةُ في تَوْرَاتِهِم: أَبْغَضُونِي بِلا سَبَب! ومَتَى جَاءَ البَرَقلِيطُ الَّذي سَأُرْسِلُهُ أَنَا إِلَيْكُم مِنْ لَدُنِ الآب، رُوحُ الحَقِّ المُنْبَثِقُ مِنَ الآب، فَهُوَ يَشْهَدُ لي. وأَنْتُم أَيْضًا تَشْهَدُون، لأَنَّكُم مُنْذُ البَدْءِ مَعِي

 

البطريرك الماروني والأساقفة شاركوا في استقبال الحبر الأعظم

البابا يلتقي اليوم المجموعات الكاثوليكية في مدرسة مارونية ويسلّم البطاركة غداً "وثيقة العمل" لسينودس الشرق الأوسط

النهار/شارك البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير وأساقفة الطائفة الذين يرافقونه الى قبرص، في استقبال البابا بينيديكتوس الـ16 لدى وصوله الى مطار بافوس الدولي قرابة الثانية بعد الظهر. وفي الحادية عشرة الا ربعا قبل ظهر اليوم يجتمع البابا مع المجموعات الكاثوليكية في ملعب المدرسة المارونية في نيقوسيا.

 وفي التاسعة والنصف صباح غد، يسلم البابا خلال ذبيحة إلهية في الملعب الرياضي في نيقوسيا، يحوطه البطاركة والمطارنة، بطاركة الشرق الكاثوليك "وثيقة العمل" تحضيرا لسينودس الشرق الاوسط الذي يعقد في روما خلال تشرين الاول المقبل.

وفي الرابعة والنصف بعد الظهر يزور الحبر الاعظم الكاتدرائية المارونية في نيقوسيا مختتما زيارته لقبرص ويسافر بعدها عائدا الى روما.

على صعيد آخر، أثنى البطريرك صفير على ما تقوم به "المؤسسة المارونية للانتشار" في سبيل شد ابناء الكنيسة المارونية المنتشرين، الى وطنهم لبنان وكنيستهم.

في هذا الوقت نشط وفد المؤسسة الذي كان على اتصال برئيسها الوزير السابق ميشال اده في اتصالاته ولقاءاته مع أبناء الكنيسة المارونية المنتشرين في الجزيرة في سبيل تعزيز ارتباطهم بلبنان وبالكنيسة، وذلك من خلال "اتخاذ كل التدابير والاجراءات الملموسة التي تساعد المنتشرين وتسهل تعاملهم مع الادارات اللبنانية العامة ودوائر الاحوال الشخصية المعنية بسجلات قيد اللبنانيين منهم، وتسجيل زيجاتهم وأولادهم والحفاظ على جنسيتهم اللبنانية".

وكان البطريرك صفير ترأس أمس القداس الصباحي في كنيسة المطرانية المارونية في اكروبوليس – نيقوسيا يحوطه جميع الاساقفة والكهنة المرافقين له او المقيمين في الجزيرة.

وحضر القداس بطريرك بابل على الكلدان الكاردينال عمانوئيل دلي ووفد يرافقه الى قبرص لاستقبال الحبر الاعظم.

سكرتير خاص للسينودس

وكان البابا عين قبل أيام راعي الابرشية المارونية في قبرص المطران يوسف سويف سكرتيرا خاصا لسينودس الشرق الاوسط.

وفي حديث مع المطران سويف سئل كيف يصف زيارة البابا للجزيرة وما هو طابعها؟ فأجاب: "لا شك في ان زيارة قداسة البابا بينيديكتوس السادس عشر لقبرص، هي زيارة تاريخية، وأنا أبدأ بطابعها الرسولي بمعنى خليفة بطرس يحج على طريق بولس، ويزور هذه الارض الرسولية التي هي من أولى الواحات المسيحية التي اقتبلت الايمان المسيحي واعترفت بالمسيح القائم من الموت. وأريد أن أربط قبرص وبعدها الرسولي بالحدث المهم الذي سيتم في قبرص في نهاية قداس يوم الاحد (غدا) في 6 حزيران والذي سيسلم فيه قداسة البابا البطاركة والاساقفة الكاثوليك في الشرق الاوسط وثيقة الاعداد لانعقاد السينودس من أجل الشرق الاوسط، "حضور الكنيسة الكاثوليكية في الشرق الاوسط، شهادة وشركة".

البعد المسكوني

والبعد الثالث الذي بيرز في هذه الزيارة هو البعد المسكوني، فالكنيسة الكاثوليكية تلتقي مع الكنيسة الارثوذكسية، علما ان معظم سكان قبرص المسيحيين هم من الروم الارثوذكس وقداسة البابا رأس الكنيسة الكاثوليكية يلتقي في لقاء المحبة والاخوة، الكنيسة الارثوذكسية ويدعم الاختبار المسكوني الذي يحصل اليوم في قلب الكنيسة، وبقدر ما تكون ثمة مبادرات عملية كهذه المبادرة، بقدر ما تثبت مسيرة الوحدة في قبرص وفي العالم بشكل واسع.

أما البعد الرابع، فهو البعد الديني والاجتماعي والانساني، ولا شك في ان قبرص عبر تاريخها وتطورها الديموغرافي والديني والاجتماعي هي بلد متعدد الثقافة والطائفة والدين، وهذه فرصة لأن يكون ثمة نداء من قداسة البابا للقاء والحوار الديني وعيش القيم الروحية في كل طائفة وفي كل دين والتي هي قيم الغفران والمحبة والمصالحة والسلام المبني على العدالة".

وما دور الكنيسة المارونية خلال زيارة البابا وخصوصا في حضور البطريرك صفير ووفد أسقفي كبير؟ أجاب: "ان دور الكنيسة المارونية خصوصا في التحضيرات للزيارة هو دور اساسي. أولا على المستوى الكاثوليكي. فالموارنة هم نسبيا الجماعة الكاثوليكية الاكبر في الجزيرة، ثم هناك اللاتين، والطائفتان تشكلان الجماعة الكاثوليكية التي ستحظى بلقاء خاص مع قداسة البابا يوم السبت (اليوم). اذاً ان دور الكنيسة المارونية أساسي على مستوى التحضيرات وقد أنشأنا لجنة عمل مشتركة بين الموارنة واللاتين، وهيأنا من خلال الزيارة من البعد الروحي الى البعد الاعلامي واللوجستي والليتورجي.

 

حزب الله" يحاصر مداخل عرمون ... ودعوات لإزالة فتائل التوتر  

   موقع 14 آذار / ٥ حزيران ٢٠١٠

كتب سلمان العنداري 

تشهد بلدة عرمون ودوحة عرمون في الآونة الاخيرة توتراً ملحوظاً، وجواً مشحوناً بين الاهالي وخاصةً بين الفئات الشبابية فيها، وذلك على خلفية "استمرار "حزب الله" في تعليق شعارات وصور ويافطات على مداخل البلدة الرئيسية"، وآخرها بحسب المعلومات تعليق يافطة كبيرة لأمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله والحاج رضوان " الشهيد عماد مغنية"، كتب عليها " انتم اشرف الناس واطهر الناس"، مما ادى الى استفزاز عدد من الشبّان والناشطين في القرية الذين تحركوا وعقدوا اجتماعات ولقاءات مع "الوجهاء والفاعلين" "لاحتواء الامور والضغط على حزب الله لازالة هذه الشعارات".

وفي المعلومات ان بياناً موقعاً باسم "شبيبة عرمون" تم توزيعه في البلدة، وابرز ما جاء فيه: " لماذا الاستمرار في تعليق الصور واليافطات والشعارات والاعلام على مداخل عرمون البلدة التي قاومت اسرائيل ودحرت العدو، والتي استقبلت العائلات الشيعية ابان الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة؟، ولماذا هذه الممارسات؟، ولماذا بعد كل هذه المصالحات والتضحيات والتنازلات يأتينا البعض ليشير لنا بشكل او بآخر بأنه هنا، وبأنه يمكنه ان يفعل ما يريد في اي وقت من الاوقات دون اي حسيب او رقيب؟".

وتوجه البيان الى المسؤولين في الحزب التقدمي الاشتراكي والحزب الديمقراطي اللنباني بضرورة التحرك "لرفع الشعارات والاعلام السياسية فوق الطرق وعلى المداخل الاساسية للبلدة".

وعلى صفحات الفايسبوك، قام عدد من الشبّان بانشاء مجموعة خاصة للمطالبة بنزع كل الشعارات السياسية والحزبية في منطقة عرمون ودوحة الحص، وخاصةً تلك التي تخص "حزب الله"، اذ يسأل احدهم: "اين المسؤولين من كل الذي يحصل في هذه المناطق الحساسة، ومتى سيتحرك المعنيون لازالة هذه الشعارات لتخفيف حدة التوتر؟".

اما ن. سعد فاعتبر ان "عشرات الاعلام التابعة "لحزب الله" علّقت على مداخل القرية وفي منطقة دوحة الحص، يضاف اليها اليافطة الضخمة، الا اننا نتساءل عن المغزى، وعن الرسالة التي يريد البعض ايصالها، فهل هي تأكيد لحضور الحزب وسيطرته على مناطقنا؟...لا جواب".

هذا ويتخوف العديد من الاهالي من "مساعي حزب الله لتغيير هوية المنطقة ووجودها عبر شراء الاراضي، وبناء المجمعات السكنية الضخمة، واغراق الطرقات بالشعارات تمهيداً لتغيير "معالم" المحيط".

الناشط زياد ابو غنام، ابن عرمون، استنكر بدوره السياسة التي يعتمدها "حزب الله"، معتبراً ان "الاعلام والشعارات تساهم بشكل كبير في تعكير الاجواء وزيادة حدة التوترات والاستفزازات بعد المصالحات التي اجراها الحزب التقفدمي والحزب الديمقراطي مع كل من حركة امل وحزب الله منذ اشهر، بعد الاحداث والاشكالات المؤسفة التي تعرضت لها المنطقة قبل وبعد 7 ايار 2008". وتساءل: "لماذا لا يتم ازالة كل الشعارات السياسية والحزبية على غرار ما تم الاتفاق عليه في كل من بيروت وصيدا؟، علماً ان كل تيار المستقبل والحزب الاشتراكي كانا قد ازالا شعاراتهما من الطرقات في فترة سابقة، ولهذا نحن نطالب بمعالجة الامور بأسرع وقت ممكن".

وفي هذا الاطار قال "مصدر مسؤول" في بلدية عرمون ان " البلدية ارسلت منذ اشهر كتاباً الى كلّ من معالي وزير الداخلية والبلديات زياد بارود ووزير الدفاع الياس المرّ، طالبتهم فيها بمعالجة الموضوع، كما تم الاتفاق مع المعنيين في "حزب الله" بأن يتم نزع هذه الشعارات والاعلام، الا اننا حتى الآن لم نلق اي تجاوب من قبل "الحزب"، وبالتالي لم ننجح في ازالة الاعلام والصور والفوضى الموجودة على مدخل البلدة.

كما افاد "المصدر المسؤول"، ان البلدية كسلطة محلية قامت بكامل واجباتها في هذا الاطار، ان عبر الاتصالات المباشرة مع المعنيين، او عبر المراسلات التي وصلت الى المسؤولين في وزراتي الدفاع والداخلية، ولكن لن نصل الى اي نتيجة تذكر حتى الآن". وتوجه المصدر نفسه الى شباب عرمون بضرورة ضبط النفس، والى توخي الحذر في تناول بعض الامور والقضايا وعدم التسرع في مقاربتها".

هذا وعلم موقع "14 آذار" ان اتصالاً هاتفياً اجراه رئيس البلدية الاستاذ فضيل الجوهري اول من امس بمسؤول حزب الله في المنطقة، وابلغه ضرورة معالجة "ازمة الصور والشعارات"، وكان الجو ايجابي، اذ وعده الاخير بأنه سيعمد الى معالجة المسألة بأقرب وقت ممكن". ومن جهة اخرى قام الجوهري بتكليف احد اعضاء المجلس البلدي بمتابعة الموضوع عن كثب والمضي قدماً حتى الانتهاء منه".

توجهنا الى مدير فرع الحزب التقدمي الاشتراكي السابق في عرمون الاستاذ يوسف المهتار للاستفسار عن مجريات الامور، اذ اعتبر المهتار ان " الاعلام المعلقة التي تخص حزب الله قليلة العدد وليست الامور كما يصفها البعض، لأن ما يجري تداوله اليوم هو امراً مبالغاً به بعض الشيء، اذ لا يجوز ان نختلف او ان نسمح للاجواء ان تتوتر على خلفية علم او صورة من هنا وشعار من هناك".

وقلل المهتار من اهمية التحركات التي يقوم بها شبان عرمون، معتبراً انه "لن يكون هناك توتراً خاصةً بعد مناخات المصالحات والتقارب الذي جمع كل الافرقاء بعد احداث ايار 2008 والمصالحات التي رعاها النائب وليد جنبلاط وطلال ارسلان مع حزب الله وحركة امل". واستطرد: " دعونا لا نعطي الموضوع ابعاد اكثر مما يحتمل".

وكشفت لنا معلومات ان مسؤول في الحزب التقدمي الاشتراكي التقى بالحاج علي العطار، المسؤول في حزب الله في منطقة الدوحة، وطلب منه معالجة الموضوع، ووعد الاخير بإزالة الصور واليافطات الضخمة، والى هذه اللحظة لم يتحقق شيء على الارض...

 

توجيه التهمة رسميا الى قاتل رئيس مجلس الأساقفة الكاثوليك في تركيا

نهارنت/وجهت محكمة في اسكندرونة جنوب تركيا التهمة رسمياً، إلى تركي يشتبه بأنه قتل رئيس مجلس الأساقفة الكاثوليك في هذا البلد المونسنيور لويجي بادوفيزي طعناً بالسكين، وأودع السجن في المدينة التي وقعت فيها الجريمة، على ما افادت "وكالة الأناضول للأنباء". واعترف مراد التون (26 عاماً)، الذي أوقف بعيد وقوع الجريمة لدى استجوابه في الشرطة بأنه طعن الخميس المنسنيور بادوفيزي الإيطالي الجنسية والبالغ من العمر 63 عاماً، في حديقة منزله في إسكندرونة الواقعة قرب الحدود السورية، بحسب الوكالة. ولم توضح الوكالة التهمة التي وجهت اليه، لكن يفترض أن تكون تهمة القتل. وأودع المشتبه به الذي اعتنق الكاثوليكية السجن. وكان الموقوف يعمل منذ أربع سنوات ونصف سائقاً لدى الأسقف بادوفيزي القاصد الرسولي في الأناضول، وقد خرج من قسم الأمراض النفسية في أحد المستشفيات قبل بضعة أيام، بعدما تلقى علاجاً فيه، وفق ما أوردت الصحف. وذكرت الصحف أن المتهم أكد للشرطة أنه تصرف بناء على "وحي" الهي، وقال للمحققين بحسب شبكة "أن تي في" وصحيفة "ميلييت" إنه "نزل الوحي علي فقتلته". وكان الأسقف عين في اسكندرونة القريبة من انطاكيا في العام 2004. وأعلن محافظ هاتاي محمد جلال الدين ليكيزيس، الذي تتبع له الاسكندرون، أن الامر لا يتعلق بحسب عناصر التحقيق الاولية بعمل سياسي، موضحاً أن المتهم يعاني من اضطرابات نفسية. وأفاد المسؤول الجمعة لوكالة الأناضول أن التحقيق يتواصل لتوضيح ظروف الجريمة، مشيراً إلى أن الجثة سترسل الى ايطاليا لدفنها. وسيقام قداس جنائزي بعد ظهر الجمعة في كنيسة الأسقف في اسكندرونة. وشهدت تركيا الدولة المسلمة ذات النظام العلماني في السنوات الاخيرة عدداً من الهجمات العنيفة والدامية أحياناً، ضد المسيحيين وقد استهدف بعضها رجال دين.

 

صفير رأس قداسا في نيقوسيا وشارك في استقبال البابا

المركزية - وصل البابا بينديكتوس السادس عشر الى قبرص في أول زيارة يقوم بها رأس الكنيسة الكاثوليكية للجزيرة حيث كان في استقباله في مطار بافوس الرئيس القبرصي ديمتريس خريستوفياس وعدد من أركان الدولة وممثل الكنيسة الكاثوليكية في قبرص والسفير البابوي والبطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير والمطارنة المرافقين له وراعي أبرشية قبرص المارونية المطران يوسف السويف ورئيس الجامعة اللبنانية – الثقافية في العالم عيد الشدراوي والامين العام للمدارس الكاثوليكية في لبنان الأب مروان تابت والقيم البطريركي الخوري جوزف بواري ومدير المركز الكاثوليكي للاعلام الأب عبدو أبو كسم. ودعا البابا إلى "عدم فقدان الأمل في السلام بعد الهجوم الإسرائيلي على "أسطول الحرية"، معتبرا أن السلام لن "يأتي بين ليلة وضحاها، ومن الضروري جدا عدم إتخاذ الخطوات السياسية الضروريّة فحسب، إنما إعداد الناس ليكونوا قادرين على القيام بهذه الخطوات السياسية الضرورية للانفتاح الداخلي على السلام".وسيلتقي البابا قبل ظهر غد أبناء الطائفة الكاثوليكية في قبرص في كنيسة مار مارون في نيقوسيا في حضور البطريرك صفير الذي رأس صباحا قداسا في كنيسة مطرانية الموارنة في نيقوسيا عاونه فيه المطران السويف وشارك فيه أعضاء الوفد اللبناني المرافق والشدراوي وعدد من أبناء الطائفة المارونية في قبرص. وبعد الانجيل المقدس ألقى البطريرك الماروني عظة تحدث فيها عن أهمية المسيحيين وخصوصا الموارنة في الشرق الأوسط وعن رسالتهم ودورهم في كل المجالات.

 

نديم الجميل في أميركا

المركزية- بدأ النائب نديم الجميل زيارة رسمية الى الولايات المتحدة الاميركية، هي الاولى له لواشنطن حيث يلتقي اعتباراً من الاثنين المقبل مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الادنى جيفري فيلتمان، ومسؤول منطقة الشرق الاوسط في مجلس الامن القومي في البيت الابيض دانيال شابيرو والنائبين غاري اكرمان واليوت انغيل والسيناتور جون مكاين والسيناتور بوب كايسي وعدداً من المسؤولين الاميركيين . كما يزور أيضاً مبنى الامم المتحدة للقاء عدد من رؤساء البعثات الدبلوماسية للدول المشاركة في مجلس الامن الدولي وسفيري لبنان في الولايات المتحدة ومجلس الامن. وسيعقد الجميّل سلسلة اجتماعات مع أفراد الجالية اللبنانية ويلتقي وجوهاً اغترابية ومسؤولي 14 آذار في الولايات المتحدة.

 

حكماء "التيار": مطالبة عون باستقالة المسؤولين خطوة ارتجالية ساقطــة

المركزية – اعتبر "حكماء التيار الوطني الحر" اللواء عصام ابو جمرة، القاضي يوسف سعدالله الخوري، اللواء نديم لطيف والقاضي سليم العازار ان تعميم رئيس التيار النائب العماد ميشال عون القاضي بدعوة المسؤولين الى الاستقالة، خطوة ارتجالية ساقطة قانونا وهروبا الى الامام نتيجة تراجع التيار الشعبي والسياسي.

صدر عن حكماء التيار البيان الآتي:

جاء في وسائل الاعلام ان رئيس التيار الوطني الحر، العماد ميشال عون، يطلب من منسقي الاقضية والمدن والبلدات والقرى واعضاء الهيئة التنفيذية ومسؤولي الطلاب ونقابات المهن الحرة والنقابات العامة وضع استقالتهم بتصرف رئيس الحزب على ان يتابعوا مهامهم الى حين انجاز الترتيبات اللازمة.

تجاه هذا التعميم الذي هو بمثابة قرار يثبت المأزق الذي يعيشه التيار ويتخبط فيه، ولا يؤدي الى الخروج منه، نحذر من الخطورة المتأتية منه على المستقبل التنظيمي والوطني للتيار ونرى فيه:

1- خطوة ارتجالية ساقطة قانونا لما فيها من ضغط معنوي غير مشروع على قياديي التيار. فالاستقالات في الانظمة الديموقراطية تقدم طوعا ولا تفرض. وهذا يؤكد ما اوردناه في وثيقة "المسؤولية تقتضي" المعممة بتاريخ 11/3/2010، لجهة التمادي في التفرد في اتخاذ القرارات ذات الطابع التأسيسي المركزي.

2- تجاوزا لكافة مؤسسات التيار ونظامه الداخلي الشرعي الذي يحكم عملها باعتبار ان هذا التعميم يرقى الى مرتبة حل الحزب من القمة الى القاعدة ما يستتبع وجوب اعادة تكوينه حسب الاصول وفقا للنظام.

3- هروبا الى الامام نتيجة تراجع التيار الشعبي والسياسي الذي يتحمل مسؤوليته من اتخذ قرارات خارج اطار المؤسسات فضلا عن ان هكذا قرار يزيد الاحباط الذي بدأ يصيب التيار.

لذلك في ضوء حرصنا على وحدة التيار وديمومته، نؤكد مجددا على وجوب استكمال تكوين قياداته وفقا لنظامه والعمل على تحقيق المبادئ والاهداف التي نشأ على اساسها هذا الحزب.

 

بيان صادر عن عضو الهيئة التاسيسية في التيار الوطني الحر والمسؤول الاعلامي السابق فيه المحامي لوسيان عون  نبَه عضو الهيئة التأسيسية في التيار الوطني الحر والمسؤول الاعلامي السابق فيه المحامي لوسيان عون من أي خطوة قد تكون غير مدروسة قد يقدم عليها العماد عون  في خضم المحاولات الجارية لاعادة هيكلة التيار الوطني الحر والتي تتناقلها وسائل الاعلام ان لم تكن مسندة الى دراسات ومشاورات مع لجنة الحكماء في التيار وعدد من المفكرين واصحاب الاختصاصات المنتمين اليه وقال عون : ان أدق مرحلة يمر بها الحزب هي انفراط عقده تمهيداً لاعادة تأسيسه على وقع نداءات العماد عون كافة مسؤولي التيار لتقديم استقالاتهم  في وقت كان لا بد من أن ينطلق الحزب في العام 2006 من رحم هيئة تاسيسية قوامها 132 مناضلاً من كوادره شكلوا نواة لنشوئه .

واضاف : يفترض  أن يأخذ العماد عون بعين الاعتبار عدة خصائص ومرتكزات لعملية اعادة تحديث الهيكلية  قوامها المحافظة على الهيئة التاسيسية التي تبقى النواة الاساس لاي تطوير في العمل الحزبي فضلاً عن مراعاة شرعة الحزب والشروط التي تضمنها العلم والخبر الذي أعطي لحزب التيار  من قبل وزارة الداخلية ، وان أي تخط لهذه المرتكزات سوف تعرَض التيار الوطني الحر لاهتزازات داخلية سوف تنسحب سلباً على مساره  السياسي ومصداقيته وصلابته الداخلية .

أما المحاسبة والمساءلة فلا بد عملية واجبة التطبيق قبل سواها بحق كل من أساء لمسيرة النضال سواء على المستوى المالي أم على مستوى الاداء أقله في خلال السنوات الخمس الاخيرة لكي لا يصاب التيار بما تعرضت له غالبية الاحزاب والتنظيمات خلال الحرب اللبنانية 

وفي الختام ، يعتبر عون أن سحب البطاقات الحزبية من سائر المحازبين واعادة تقديم طلبات جديدة ستؤدي الى بلبلة كبيرة فضلاً عن امتعاض لدى مؤسسي التيار والقدامى الذين ناضلوا منذ العام 1989الى جانب مسيرته لان كلاً من هؤلاء سيعتبر منتسباً ابتداءاً من تاريخ تسليمه بطاقته الجديدة خاصة بحال لن يكون هناك تمييز بين مؤسس للحزب ومنتسب جديد قد يكون من بينهم من اساء للتيار أو رغب  الانتساب اليه من أجل منافع ومكاسب خاصة 

 

جعجع: سحب المبادرة العربية يخدم اسرائيل والاتفاق الامني يناقش في الحكومـــــة

المركزية - انتقد رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع بعض الاصوات المطالبة بسحب مبادرة السلام العربية من التداول ووقف المفاوضات غير المباشرة بين الاسرائيليين والفلسطينيين، معتبراً ان هذا المطلب بشكل "أكبر خدمة للحكومة الاسرائيلية ويدخل في سياق قصر النظر".

وشدد على ان "هذا الطرح يمنح الحكومة الاسرائيلية خدمة كبيرة باعتبار ان هذه الأخيرة غير متلهفة لمثل هذه المفاوضات وهي لا تترجى اميركا والدول الاوروبية بينما الحقيقة ان هذه الدول هي التي تسعى من خلال الضغط على اسرائيل لدفعها الى طاولة المفاوضات"، لافتاً الى ان "ما تريده الحكومة الاسرائيلية هو سحب اي مبادرة للسلام ووقف المفاوضات المباشرة وغير المباشرة".

واذ أكد ان "موقف المجموعة الدولية هو الفاعل"، نفى امكان "أن تشن هذه المجموعة حرباً على اسرائيل عبر هذا المطلب فيما لو قامت بذلك يكون للوصول الى شيء ما قريب أو مشابه للمطروح في مبادرة السلام العربية".

واعتبر ان "من مصلحتنا الضغط في اتجاه تسريع المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين للتوصل الى اتفاق سلام في التوقيت المناسب للطرف العربي وفي اسوأ توقيت للطرف الاسرائيلي"، مشيرا الى ان "توازن القوى بين العرب واسرائيل لا يشمل هذين الطرفين فقط بل يتعداه الى المجموعة الدولية وعلينا ألا ننسى ذلك باعتبار ان منطق القوة لم يُعطِ أي نتيجة منذ 60 عاماً الى اليوم".

واعتبر أنهم "لو لم يسيروا بهذه النظرية منذ العام 1947 - نظرية محور ايران وسوريا حالياً - لكانت القضية الفلسطينية في مكان آخر مختلف تماماً وأفضل مما هي عليه في الوقت الراهن، ومن غير المقبول السير في الشعوبية والطروحات الديماغوجية على حساب الشعب الفلسطيني والشعوب العربية الأخرى"، سائلاً "من سيستعمل منطق القوة ولاسيما ان المجموعة الدولية ترفض هذا المنطق؟ ومن يرى غير ذلك فليرد بالبراهين".

ورداً على سؤال، رأى جعجع ان "نتيجة المواجهة في العام 2006 هي صدور القرار 1701 الذي هو عملياً كل ما طلبته اسرائيل ما اضطر حزب الله الى الانتقال من الجنوب الى شمال الليطاني"، لافتاً الى ان "فحوى القرار 1701 هو مضمون القرار 1559". وقال "ان اسرائيل لم تنسحب من لبنان في العام 2000 بالقوة، باعتبار انها انسحبت من غزة وليس بالقوة، اذ لا امكان لأي حلول فعلية باستثناء الانسجام مع المجموعة الدولية ووضع ضغوط كبيرة عليها لجرّها الى قيام دولة فلسطينية حرة مستقلة على ارض فلسطين". مشيرا الى أنه "في حال ارادت مثلا ايران استعمال القوة ضد اسرائيل فالأكيد ان كلّ العالم سيقف الى جانب اسرائيل ضد ايران".

وأسف جعجع للسجال القائم بين الرئيسين نبيه بري وفؤاد السنيورة في شأن الموازنة ومبلغ الـ11 مليار دولار "باعتبار أنهما صديقان ولكن اذا كان هناك من هو منزعج من مواقف الرئيس السنيورة السياسية فليهاجمه على هذا الاساس من دون اللجوء الى امور تقنية تطال سمعة النظام اللبناني بأكمله وتتعلق بمصير لقمة عيش كل مواطن لبناني". موضحا "انه تم الاتفاق على قطع حساب في الحكومة الذي يُبيّن حجم ومكان الاموال التي صُرفت".

وعن موقف الرئيس بري من الاتفاقية الأمنية الاميركية قال جعجع "لدي ضعف تجاه الرئيس بري ولكن في ما يتعلق بهذه الاتفاقية فهذا رأيه وبالطبع آراؤه ليست مبنية على العدم، فأنا اخالفه الرأي في هذا الشأن ولكن أويد ما طرحه بضرورة اعادتها الى مجلس الوزراء واستعراضها ومناقشتها مجدداً باعتبار ان لا احد منا متعصب لهذه الاتفاقية فهي ليست اتفاقية أمنية بل اتفاقية تجهيز وتدريب فاذا كانت لمصلحة لبنان نستمر في السير بها أما اذا ااثبت العكس فنأخذ التدابير اللازمة".

وعن اعتراض النائب وليد جنبلاط على ارسال الجيش الى الجنوب من دون تجهيزه بالعتاد المناسب، أوضح جعجع ان "جنبلاط لم يختلف معي في العمق بل عرض لطرح آخر"، شارحاً "ان نظريتي تقضي بارسال وحدات من الجيش اللبناني الى الجنوب لمقاتلة اسرائيل مع العلم ان تسليح هذه الوحدات يوازي تسلح حزب الله باعتبار ان الأخير لن يُقاتل بدبابات Léopard ولا بطائرات F27 ولا بصواريخ 124 التي أتى بها لبنان من روسيا ولا بطائرات الـ Gazelle من الامارات بل سيُقاتل بسلاح خفيف وبعض الأسلحة الأخرى المتوافرة لدى الجيش اللبناني". ولفت الى "ان جوهر ما قاله جنبلاط في هذا الشأن هو الاشارة الى عبثية هذا الطرح طالما ان حزب الله لن يرضى به".

السفيرة البريطانية: الى ذلك استقبل جعجع السفيرة البريطانية فرانسيس ماري غاي التي نقلت اليه موقف بلادها الضاغط لتسريع عملية السلام في الشرق الأوسط. وعرضت معه للاوضاع في المنطقة ولاسيما مشروع العقوبات على ايران المنتظر طرحه الشهر الجاري على مجلس الامن، اضافة الى الاوضاع العامة في لبنان حيث جددت السفيرة غاي تأكيد دعم بلادها الشرعية والحكومة اللبنانية.

 

نيويورك تايمز": اميركا عالقة بين حليفيها التركي والاسرائيلي

المركزية - كتبت صحيفة "نيويورك تايمز" أن الادارة الأميركية تواجه موقفاً معقداً تحاول فيه التقريب بين اثنين من أهم حلفائها، حيث تسعى إلى تهدئة غضب الحكومة التركية، وتحجم في الوقت عينه عن ادانة إسرائيل بسبب هجومها على أسطول المساعدات المتجه إلى قطاع غزة. وقالت إن الصدع الذي أصاب العلاقات التركية - الإسرائيلية القوية "يضع ادارة أوباما في مأزق في ما يخص اثنين من أهم قضايا السياسة الخارجية الملحة وهما الشرق الأوسط وايران، فالولايات المتحدة لا تريد التخلي عن إسرائيل التي تتعرض لانتقادات دولية منذ الهجوم، كما تجاهد للحفاظ على مفاوضات السلام غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، لكن في الوقت ذاته، تحاول الولايات المتحدة عدم الابتعاد عن تركيا التي بدأت تلعب دوراً مهما على الساحة العالمية، لاسيما أنها قابلت في برودة الاتفاق النووي التركي - البرازيلي مع ايران.

 

"الوطن" السعودية: الولايات المتحدة تمارس منطقين في المنطقة

المركزية - اعربت صحيفة "الوطن"السعودية عن اعتقادها أن هناك توزيع أدوار تعتمده الإدارة الأميركية حيال المسائل الشرق أوسطية، ليس فقط في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، بل بكل العناوين الكبيرة الخاصة بعلاقة الولايات المتحدة مع كل دولة على حدة. وقالت: على رغم أن العلاقات الأميركية - السورية كانت متوترة في السنوات الأخيرة، فإننا وجدنا أن مبعوثين أميركيين من المجتمع المدني أو من الدبلوماسيين المتقاعدين الذين ما زالوا يرتبطون في شكل أو في آخر بالإدارات المتعاقبة، كانوا لا ينقطعون عن زيارة دمشق. وربما كان لهؤلاء الموفدين الدور الكبير في ما وصلت إليه العلاقة بين البلدين من تطورات، باستثناء عودة السفير الأميركي إلى دمشق. وعلى رغم ذلك نجد أن بعضا ممن هم في إدارة أوباما حتى الآن يكيلون الاتهامات إلى سوريا في رعايتها الإرهاب و دعمها إيران أو حزب الله وحماس". اضافت: "نائب الرئيس الأميركي جو بايدن ربما كان يسير على الطريق نفسه، إذا شدّ أوباما أرخى هو والعكس. وربما صرح بما صرح به لقناة "بي بي إس" الأميركية ليل أمس الاول من مواقف مؤيدة في صورة كاملة لإسرائيل في مجزرتها الأخيرة ضد ناشطي السلام الدوليين، واصفا ما قامت به بأنه حق مطلق لها ، يدخل في إطار التبرير ليس إلا، متناسيا ربما الصفعة التي وجهتها إليه إسرائيل عندما أعلنت عن بناء 1600 وحدة سكنية فيما كان أوباما يسعى الى إطلاق المفاوضات الفلسطينية- الإسرائيلية".

 

عون – واشنطن ود معلق على خيط التجاذبات والمتغيرات حوار مع وقف التنفيذ وزيارة مرتقبة لواشنطن حايك: الاميركيون فهموا لماذا دعمنا سلام المقاومة

المركزية- توقف المراقبون لمسار العلاقات المعلقة بين رئيس التيار الوطني الحر النائب العماد ميشال عون والادارة الاميركية منذ نحو اربعة اعوام اثر انتقال الزعيم المسيحي العائد الى لبنان من باريس من الخط الموالي للسياسة الاميركية الى ضفة دعم المقاومة من خلال ورقة التفاهم مع حزب الله الشهيرة، ،عند حركة الزيارات المتكررة لوفود اميركية الى الرابية واخرها وفد لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الاميركي اليوم.

ولاحظ هؤلاء شبه تحول في العلاقة المتجددة مع التيار منذ اعتلاء باراك اوباما سدة الرئاسة في البيت الابيض بحيث عادت خطوط التواصل المقطوعة الى الالتحام تدريجا فشهد خط عوكر الرابية زخما نوعيا يمهد بحسب المراقبين لمشروع زيارة يقوم بها لواشنطن قبل نهاية العام الجاري تتوج المسار السياسي الجديد.

ولا تخفي الدوائر السياسية ذات الصلة المباشرة بالعلاقات الـ"عونية" –الاميركية في التيار الوطني الحر مشروع الزيارة التي تؤكد ان موعدها لم يتحدد بعد غير انها ستترجم الى واقع ملموس في وقت لم يعد بعيدا.

وفي هذا الاطار، اوضح القيادي في التيار الوطني الحر ناجي حايك العامل على خط ترميم العلاقات من خلال زيارات متعددة لواشنطن لـ"المركزية" ان الادارة الاميركية وصلت اليوم الى مرحلة تأكدت معها ان سياسة الانغلاق التي طالما اتبعتها في خلال عهد الرئيس جورج بوش وصلت الى حائط مسدود وان الدعم الاعمى لقوى 14 اذار اثبت عقمه .

واضاف: "ابلغنا الى المسؤولين الاميركيين تكرارا ان في زياراتنا لواشنطن او في خلال جملة زيارات قامت بها السفيرة ميشيل سيسون الى الرابية، اننا لسنا ضد اميركا في المطلق بل على العكس نتقاسم قيما كثيرة مع الشعب الاميركي، لكن من غير الجائز الرضوخ لسياسة اميركا قد يمكننا السير في ضوء هذه السياسة حتى حدود بدء تشكيلها خطرا على الكيان اللبناني، ذلك ان الواقع السياسي اللبناني يفترض طبيعة تعاط تنسجم مع مكوناته، ونذكر انه ابان عودة العماد عون الى بيروت كان سلاح حزب الله موجودا وهو تاليا ليس مسؤولا عن هذا الوجود". ولفت الى "اننا ابلغنا الى الاميركيين شكرنا على مساعدتهم في خروج الجيش السوري من لبنان، لكن ما استتبع هذه المرحلة من تطورات حال دون قبولنا المضي في هذه السياسة، فلبنان ليس دولة عظمى يمكنها تحمل وقع الخسارة كغيرها من البلدان من هنا ضرورة التنبه الى كل خطوة او تحرك من شأنه زعزعة الاستقرار او المس باسس الكيان اللبناني . وتابع: "بنتيجة حركة الاتصالات والزيارات على مدى اشهر طويلة تبين لنا ان الادارة الاميركية راغبة في الانفتاح مجددا على العماد عون وتياره بعدما اثبت انه جدير بالاحترام ومواقفه شاهدة عليه، والاهم انها فهمت ان عون وقف الى جانب سلاح حزب الله لان ما يهمه هو لبنان فاذا وجدنا الحل الملائم للاستراتيجية الدفاعية تنتفي انذاك الحاجة الى هذا السلاح الهادف الى الدفاع عن لبنان لان الدولة عاجزة عن ذلك عسكريا وماديا".

 

الكونغرس: مسألة "السكود" أخــرت بسياسة الانفتاح الاميركي على دمشق

المركزية - اعتبر تقرير صادر حديثا عن "خدمة ابحاث الكونغرس"، ان الكشف عن "احتمال تمرير شحنات من صواريخ سكود السورية الى حزب الله، شكل تحديات معينة لسياسة الادارة تجاه سوريا"، مستشهدا بالترجمة الحكومية لمقال جريدة "الرأي" الصادر في 11 نيسان الماضي. وورد في التقرير، ان "سوريا نفت كل الادعاءات"، لكن "في تاريخ 16 نيسان، اعترف مسؤولون اميركيون رفضوا الافصاح عن هويتهم، بانهم يعتقدون ان سوريا كانت تنوي شحن صواريخ طويلة المدى الى حزب الله، على رغم وجود شكوك عما اذا سلمت هذه الصواريخ بالكامل، او عما اذا نقلت الى لبنان". وتابع: "على اثر اندلاع ازمة الـ "سكود"، يعمل صانعو السياسة الاميركيون في المدى القصير على ضمان ان الحادثة لا تؤدي الى جولة جديدة من القتال بين اسرائيل وحزب الله". موضحا ان في المدى المتوسط، حتى لو امتنع جميع الاطراف عن المزيد من التصعيد، قد تجد الادارة نفسها مضطرة الى الدفاع في شكل متواصل عن قرار اجراء حوار دبلوماسي طبيعي مع سوريا، خصوصا في ضوء غياب اي تغييرات ملموسة في التصرفات السورية".

وكانت "الرأي" اشارت الى ان عددا كبيرا من اعضاء الكونغرس قاموا باستدعاء ديبلوماسيين من وزارة الخارجية للوقوف على ما دار بين مبعوث السلام الاميركي جورج ميتشل، الذي زار دمشق والتقى الرئيس بشار الاسد، بعد ان سرب الجانب السوري ما مفاده ان واشنطن وعدت برفع العقوبات المفروضة على دمشق.

ومنذ ذلك الحين، تجد ادارة الرئيس باراك اوباما نفسها، في موقف الدفاع عن "«سياسة الانخراط" مع سورية التي تعارضها غالبية الكونغرس، على اساس ان الاسد لم يقدم تنازلات ملموسة. وأفاد التقرير ان العلاقة بين الولايات المتحدة وسوريا "ستبقى جامدة، اذ لم تظهر اي من الحكومتين اهتماما بتغيير سياساتها الحالية". قائلا: "ان سوريا تريد ان ترفع ادارة اوباما العقوبات من جهة واحدة، الا ان صانعي السياسة الاميركيين قد يمتنعون عن ذلك، ما داموا لم يلمسوا تغييرا حقيقيا في تصرفات النظام السوري مثل قطع او خفض العلاقات مع ايران وحماس وحزب الله".واعتبر ان "سوريا تشعر بانها قدمت تنازلات سابقة مثل تطبيع العلاقات مع لبنان، لكنها تبدو مترددة في اجراء تغييرات اضافية من دون مؤشر واضح للفوائد التي ستجنيها من تغيير اساسي في سياستها الخارجية". واضاف: "اما من وجهة النظر الاميركية، سورية تقبع في ادنى لائحة اولويات السياسة الخارجية الاميركية، يرافق ذلك حكومة اسرائيلية بدت حتى الان في شكل عام غير مهتمة بمتابعة مسار مفاوضات السلام الثنائية".

 

"الاحرار": لانخراط اللبنانيين فـي الدولــة والتوقف عن المقامرة بمستقبل لبنـــان

المركزية - جدد المجلس الأعلى لحزب الوطنيين الأحرار، "إدانة التصرف الإسرائيلي مع النشطاء المسالمين الساعين إلى إيصال المساعدات الضرورية إلى فلسطينيي غزة الرازحين تحت حصار غير قانوني وغير إنساني"، اسفا "لسقوط ضحايا مدنية بريئة".

وأكد في بيان اصدره اثر اجتماعه الأسبوعي في رئاسة رئيسه دوري شمعون، "أن هذا التصرف المدان بكل المعايير يجب أن يحض المجتمع الدولي، وخصوصا اللجنة الرباعية على الخروج عن نهجها غير المجدي في التعاطي مع نزاع الشرق الأوسط واعتماد أسلوب يتميز بالصرامة والحسم، من طريق مساءلة الحكومة الإسرائيلية وصولا إلى فرض العقوبات عليها، وممارسة كل أنواع الضغوط لحملها على الإنصياع لقرارات الشرعية الدولية التي من شأن تنفيذها، بكل مندرجاتها، إقامة سلام عادل وشامل يشكل وحده الضمانة ذات صدقية لقيام دولة فلسطينية مستقلة، واستعادة الأراضي العربية المحتلة والخروج من دوامة العنف العبثي، ناهيك عن مساهمته في احتواء الإرهاب وتجريده من حجج وذرائع يستغلها لتنفيذ مآربه. ومن النافل أن المدخل الصحيح هو المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية في كنف الشرعية، مما يقرب بين العرب وينأى بقضاياهم عن المتاجرة المكشوفة والرهانات المفضوحة، واستعمالها وقودا في تحقيق المصالح والأهداف".

ودعا المجلس الاعلى للحزب مجددا ومن دون إبطاء جميع اللبنانيين إلى "الانخراط في الدولة والالتفاف حولها بالقول والفعل، وترك جانبا الشعارات الرنانة التي تهدف إلى ذر الرماد في الأعين، علما أن لا مجال للخطأ في تحديد الانتماء إلى الدولة والولاء والوفاء لها كونها الكيان الجامع والمظلة الواقية والحكم العادل، وعليها تقع مسؤولية الدفاع عن الحدود والذود عن المواطنين وحماية حقوقهم وكرامتهم ومصالحهم. من هنا الدعوة المتجددة إلى الكف عن الاجتهادات والمزايدات لتبرير ازدواجية القرار والسلطة والسلاح، وإلى الانضواء تحت علم واحد لمرجعية واحدة يعضدها الدستور وتحكمها المبادئ والثوابت، وإليها تعود حصرية امتلاك السلاح والتصرف به كما حصرية قرار الحرب والسلم".

وأهاب ب"المغرضين المروجين للمنطق المناقض والذين ينتهزون الفرصة اليوم لرفع سقف مزايداتهم الرضوخ لهذه الحقيقة، والإحجام عن زج لبنان في مخططات غريبة وأخطار محدقة، مما يؤدي إلى المقامرة بمستقبله والمغامرة بمصيره لقاء بعض المقولات التي تقدم كأحجيات يسعى متبنوها إلى فرضها بالقوة على الآخرين. وليكن واضحا أن الدولة تستوعب الجميع وباستطاعتها إدارة الاستراتيجيات ولعب كل الأدوار ولا تشكل مصدر قلق أو تحد أو إزعاج لأحد، على خلاف الدويلة والدائرين في فلكها تحت عناوين شتى الذين وإن جملوا شعاراتهم ولطفوا مواقفهم وموهوا أهدافهم يظلون رهائن انتماء ضيق، وأسرى عقيدة محدودة، وأصحاب دور معين في مخطط إقليمي معروف".

وأمل "أن تكون نداءاتنا المتعلقة بإقفال ملف المهجرين، وخصوصا في جبل لبنان، وقعت في آذان مصغية ولاقت تجاوبا من قبل الحكومة مجتمعة لتأمين المستلزمات المالية التي تمكن وزير شؤون المهجرين من القيام بواجباته. وما يحدونا على إثارة هذا الموضوع، علاوة على أنه من المسائل الميثاقية التي كرسها اتفاق الطائف، الاقتناع الذي رسخته الانتخابات البلدية والاختيارية، والمكون من ملاحظة شرعيتين متعارضتين لكل منهما تبعاته الخطرة: عدم اهتمام فريق من المهجرين الذين لم يعد ثمة رابط بينهم وبين أرض آبائهم وأجدادهم من جهة، وتوق فريق آخر إلى إحياء تجربة العيش الواحد وإلى دعم رسالة الجبل ودوره وهو قلب لبنان وميزان حركته ومصدر استقراره وعزته، من جهة أخرى. ويسهل الاستنتاج ان الاستخفاف بهذا الملف يؤكد مواقف الفريق الاول ويحبط الفريق الثاني، والخاسر هو العيش المشترك والشراكة الحقيقية والمسلمات اللبنانية".

على صعيد آخر، ندد الحزب "بالجريمة النكراء التي أودت برئيس الأساقفة الكاثوليك، ممثل الكرسي الرسولي في تركيا الذي كان يؤدي مهمة سلام وتقارب بين الشعوب تجسيدا لحوار الثقافات والحضارات، وتأكيدا لرسالة العيش المشترك بين الناس وخصوصا أتباع الديانات السماوية". وتقدم "بأحر التعازي من الحبر الأعظم ومن الكنيسة الجامعة التي لا تحيد، رغم كل الاضطهادات، عن المبادئ السماوية والقيم الإنسانية والتعاليم الدينية في عالم أحوج ما يكون إلى التواصل والتفاعل الإيجابيين".

 

اشتباكات في حيّ الشراونة بعد دهم منازل مطلوبين

المركزية ـ وقعت إشتباكات بعد ظهر اليوم بين دوريةً من مكتب مكافحة المخدرات التابع للجيش اللبناني في منطقة البقاع وأشخاص من آل زعيتر، ذلك أثناء دهم منازل مطلوبين من آل زعيتر في حي الشراونة في مدينة بعلبك، حيث أطلق بعضهم النار على الدورية ما دفع عناصرها إلى الانسحاب من الحي بعد اقتيادهم شخصين من آل زعيتر.

وبعد انسحاب الدورية مباشرةً، حصل اشتباك آخر بين أشخاص من آل جعفر، إستعملت فيه الاسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية، وعلى الفور ضرب الجيش طوقا على المنطقة وأقفل منافذها لحل الإشكال.

 

وفد أميركي زار عون وجعجع

المركزية - التقى رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون في الرابية وفدا من لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الاميركي في رئاسة الن مكوفسكي وعضوية روبيرت ماركوس ودانيال سيلفربرغ في حضور مسؤول العلاقات الديبلوماسية في التيار الوطني الحر ميشال دي شادارفيان. وزار الوفد رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع في حضور مستشار العلاقات الخارجية في الحزب ايلي خوري.

 

خريجو هارفرد زاروا الجميـــل

المركزية - التقى الرئيس أمين الجميل في بيت الكتائب المركزي في الصيفي اللجنة الادارية لرابطة خريجي جامعة هارفرد في لبنان في رئاسة الدكتور حبيب الزغبي وبحثوا في المستجدات الراهنة على الساحة اللبنانية والاقليمية والدولية ولا سيما في موضوع محادثات السلام غير المباشرة في الشرق الاوسط. وناقش الحاضرون أيضا طروحات الرئيس الجميل السياسية والاقتصادية انطلاقا من كتابه "Rebuilding Lebanon" او "رؤيا للمستقبل" الذي وضعه أبان وجوده في جامعة هارفرد كأستاذ محاضر، وتمت مناقشة الخطوط العريضة المطروحة فيه والمرتبطة بانشاء مجلس شيوخ والمضي في برنامج اللامركزية الموسعة والاصلاح في القانون الانتخابي واصلاحات أخرى يحتاج اليها لبنان.

 

انقطاع الاتصالات مع سفينة مساعدات ايرلندية متجهة إلى غزة

نهارنت/أعلن منظمو "أسطول الحرية" أنهم فقدوا الاتصال مع سفينة الشحن "رايتشل كوري"، التي استأجرتها منظمة ايرلندية تحاول بدورها إيصال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة.

وقالت المتحدثة باسم حركة "غزة الحرة" أودري بومسي، لوكالة "فرانس برس"، "لقد فقدنا كل اتصال مع السفينة، ونفترض أن الأمر ناجم عن عملية تشويش اسرائيلية". وأضافت: "سنقتاد رايتشل كوري الى ميناء ليصعد على متنها المزيد من الشخصيات وسنصر على أن يرافقنا صحافيون من العالم بأسره". وتابعت "نأمل أن تعود الاتصالات حتى يمكننا إبلاغ الركاب بهذا القرار"، بالتوقف في ميناء. وكانت رايتشل كوري التي تنقل 15 شخصاً، يحملون الجنسية الإيرلندية والماليزية بينهم حائز جائزة "نوبل" للسلام، ومسؤول سابق في الأمم المتحدة، بعد ظهر الخميس على بعد نحو 400 كلم بحري، من المكان الذي نفذ فيه الجيش الاسرائيلي هجومه الدامي على قافلة الحرية، بحسب المتحدثة. يذكر أنه كان يتوقع أن تصل السفينة يوم غد السبت قبالة قطاع غزة. 

 

الولايات المتحدة: توقيف زوجين لبنانيين لدعمهما "حزب الله"

نهارنت/اوقف زوجان اميركيان من أصل لبناني الخميس في اوهايو شمال الولايات المتحدة على ان يمثلا لاحقاً امام قاض فيديرالي بتهمة تقديم دعم مادي للارهاب لاتخاذهما ترتيبات لارسال اموال الى "حزب الله". وقالت وزارة العدل في بيان ان حور وعامرة عقل وكلاهما في السابعة والثلاثين من العمر، ملاحقان ايضاً بتهمة تبييض اموال، وهما يواجهان عقوبة بالسجن أكثر من 20 سنة. واوضحت ان عميلاً في مكتب التحقيقات الفيديرالي "اف بي آي" ادعى العمل لحساب مانح ثري لا يريد كشف هويته، اتصل بالزوجين في اب 2009، مشيرة الى انهما "عرضا عليه ما لا يقل عن عشر طرق مختلفة لارسال المال الى حزب الله". وتم الاتفاق أخيراً على ارسال مبلغ نقدي بقيمة 500 الف دولار يتم اخفاؤه في سيارة يشحنها الزوجان الى لبنان فيتسلمها العميل هناك ويستعيد الاموال ويقدمها باسم المانح الاميركي الثري. وقالت الوزارة، ان حور عقل قصد لبنان في اذار للتحضير للعملية وعاد "مؤكداً انه التقى مسؤولين في حزب الله"، مضيفةً ان الزوجين اعترفا خلال لقاءاتهما مع العميل المتخفي بارتكاب جنح عدة سابقا منها ارسال مبالغ مالية كبيرة سراً الى لبنان.

 

 "السياسة" الكويتية: إسرائيل رصدت نصرالله مرتين خلال الأشهر الماضية    

٤ حزيران ٢٠١٠

  ذكرت مصادر إسرائيلية رفيعة أن الأجهزة الإسرائيلية الأمنية والاستخبارية تبذل في الفترة الأخيرة جهوداً كبيرةً لرصد تحركات أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله، مشيرةً إلى أنها كانت على وشك استهداف نصرالله مرتين على الأقل خلال الأشهر الماضية. وكشفت هذه المصادر أن طائرة إسرائيلية من دون طيار من نوع "شوفال" رصدت تحركاتٍ لنصرالله قرب مركز أمني تابع لـ"حزب الله" في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، عندما كانت تحلق على ارتفاع عالٍ. وزعم المصدر أنه تمّ الإيعاز إلى عملاء جهاز الاستخبارات الإسرائيلي الخارجي (موساد) بالقيام بعملية سريعة لتصفيته، لكن وجود عدد كبير من الأطفال في المبنى في ذاك اليوم، حال دون ذلك. وأشار المصدر إلى أن المرة الثانية كانت عندما غادر نصرالله إلى العاصمة السورية للقاء الرئيسين بشار الأسد ومحمود أحمدي نجاد في شباط الماضي. وأفاد المصدر بأن الموساد رصد وقتئذ تحركات أمين عام "حزب الله"، إلا أن الأخير استطاع التمويه وتضليل الراصدين بعد دقائق من دخوله الأراضي السورية.

 

صفير بدأ زيارة لقبرص: بلَدانا تعذّبا وعندنا كل الأمل في بلوغ ما نصبو اليه

نهارنت/لاحظ البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير أن ثمة اوجه شبه عدة بين لبنان وقبرص، مشيراً الى ان السنوات التي مرّت على البلدين جعلت العلاقة اكثر صلابة واكثر قوة. وقال ان "البلدين تعذبا وعندنا كل الامل في الوصول الى ما نصبو اليه وهو السلام". وبدأ البطريرك الماروني الخميس زيارة لقبرص تستمر ثلاثة ايام، يشارك خلالها في استقبال البابا بينيديكتوس السادس عشر، ويلتقي ابناء الابرشية المارونية والجالية اللبنانية. ومن المطار توجه البطريرك صفير الى مقر المطرانية المارونية في منطقة اكروبوليس في نيقوسيا حيث استقبل بتصفيق المحتشدين في باحة المطرانية، ثم توجه الى كابيلا المطرانية حيث ادى صلاة الشكر، يعاونه لفيف من المطارنة المرافقين والكهنة.

وكان البطريرك صفير توجه الى قبرص على متن طائرة خاصة وضعتها في تصرفه المؤسسة المارونية للانتشار.

واكد قبيل مغادرته مطار بيروت الدولي "ان من غير الجائز أن يكون في البلد إلا الجيش النظامي المعروف»، معرباً عن تأييده «المصالحة المسيحية – المسيحية ومصالحة جميع اللبنانيين".

وقال "انه لا يدري ما اذا كان هناك مجال لإثارة القضية اللبنانية مع البابا".

وعن الاعتداء الاسرائيلي على اسطول الحرية قال: "ليست الجريمة الاولى التي ترتكبها اسرائيل ولكن العالم شعر بأنها جريمة كبرى وهي الاعتداء على الابرياء".

وعلق عي استمرار محاصرة غزة قائلاً: "نريد ان يعود الشرق بأكمله الى وضع طبيعي وأن يسوده الامان والسلام وأن تنتفي عنه الحرب".

وعن انحياز الولايات المتحدة الى جانب اسرائيل، قال: "البلدان الكبيرة تسعى الى مصلحتها والى فائدتها اكثر مما تنظر الى مصلحة الدول الصغرى".

وكيف يمكن المقاومة في لبنان ان تسلم سلاحها بعدما كشفت اسرائيل وجهها الحقيقي الإجرامي امام العالم، اكتفى بالقول: "عليك ان توجه السؤال الى المعنيين".

وسئل: هل لا تزالون على موقفكم ام بدلتم في الرأي بعد هذه الجريمة؟ قال:"وما هو موقفي؟"، قيل له: الجيش والمقاومة والشعب المعادلة التي يرعاها الرئيس سليمان، فقال مقاطعاً: "مع الجيش والمقاومة والشعب".

وعما اذا كان مع هذه المعادلة؟ قال: "نقول انه لا يجوز ان يكون في البلد الا الجيش النظامي المعروف".

وعن انعدام امكانية الجيش مواجهة اسرائيل في ظل الآلة العسكرية الكبيرة التي تملكها، قال: "هذا شأنه وشأن البلدان الكبرى التي في إمكانها ان تكبح جماح اسرائيل".

وعن اللجنة الاسقفية التي كلفها القيام بوساطة بين النائب سليمان فرنجية ورئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع، وهل الكلام التصعيدي من جعجع يعني ان الوساطة فشلت ام ان المسعى مستمر؟ قال: "عليك ان تتوجه الى المعنيين بهذا الامر".

وحين قيل له ان اللجنة الاسقفية مكلفة من قبلكم، قال صفير: "نعم نعم، ولكن هم المعنيون".

وعن المصالحة المسيحية – المسيحية، قال: "نود ان تتم المصالحة المسيحية – المسيحية وأن تتم مصالحة جميع اللبنانيين، فلبنان بلد صغير ولا يحتمل كل هذه الانقسامات فيه".

وعن تأجيل انعقاد هيئة الحوار الوطني، قال: "الحوار لا بد منه واذا أرجئ فليس معنى ذلك انه يلغى تماماً وإنما ليكون له حظ اكثر في النجاح".

 

وهّاب... و"رُهاب المحكمة الدولية" 

٤ حزيران ٢٠١٠

سلمان العنداري/موقع 14 آذار

مرة جديدة، وفي توقيت مفاجىء، يتطوّع الوزير السابق السيد وئام وهّاب في مقابلة تلفزيونية، ليشن هجوماً عنيفاً على المحكمة الخاصة بلبنان ويصفها بأبشع العبارات، مطلقاً التهديدات المبطّنة شمالاً ويميناً، معتبراً انها "أصبحت تافهة وسخيفة وحقيرة ولا قيمة لها، وهي وكل قضاتها ومدّعيها العامّين كاذبون وهم مجموعة من المحتالين والدجّالين، وهي مكشوفة وفاقدة للمصداقية". يأتي هذا الكلام بالتزامن مع حديث لرئيس مكتب الدفاع في المحكمة فرنسوا رو تطرّق فيه الى آلية "المحاكمات الغيابية"، معتبراً ان " المتّهم، الذي يرفض المثول أمام المحكمة، أو لم تسلّمه إليها الدولة المعنيّة في مهلة معقولة، أو توارى عن الأنظار، أو تعذّر العثور عليه، يُحاكم غيابياً شَرط أن تكون كل الإجراءات الضرورية لضمان حضوره المحاكمة قد تمّت أصولاً". لا شكّ ان حساسية السيد وهّاب من المحكمة الخاصة في لبنان تزداد شيئاً فشيئاً، خاصةً وانها قطعت على ما يبدو شوطاً مهماً في جمع الصورة الكاملة لعملية اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه في السان جورج يوم 14 شباط 2005، وربطها ببعض الاغتيالات الاخرى التي تبعت هذه الجريمة، علماً ان "حجم الكلام" الذي قاله ويقوله وهّاب لا ولن يؤثر على مسار المحكمة التي تعمل بعيداً من السجالات والتلفيقات والاتهامات التي ترمى هنا وهناك في بعض الصحف والوسائل الاعلامية، وطبعاً تلك التي تقال على ألسنة "بعض الغيارى".  زعم وهّاب الذي وصف المدعي العام للمحكمة دانيال بلمار بأنه "شخص نصّاب" بإن "المحكمة تستعمل بالسياسة، وان مهمتها كانت سياسية ضد سوريا واليوم يتوجهون بالاستهداف ضد حزب الله، وبالتالي لم يعد لها قيمة وليس لديها دلائل على احد، وانها تخترع الروايات"، متوعداً القوى الأمنية التي ستتعاون في استدعاء الناس "بفك الرقبة"...!

"رهاب المحكمة" هذا له الكثير من المدلولات والقراءات، اذ رفض وهّاب استدعاءه (من اين له هذه التوقعات؟؟) قائلاً: "أنا لا أحد يستدعيني ولا أحد يأخذني لأي مكان ولا أدري ما هي هذه المحكمة المجرمة وسنواجهها في حال كانت ستأتي بالفتنة الى لبنان، وما الاستقالات التي تجري إلا أكبر دليل على كذبها". متابعاً: "اللي بيطلع لعندي، بقصلوا راسو."

وفي هذا الاطار، علّقت مصادر مسؤولة في الامانة العامة لقوى "14 آذار" على تصريحات وهّاب دون ان تسمّيه، معتبرةً ان "المستغرب في كلامه هو هذا الخوف والحقد الغريب من قبل "المذكور" على المحكمة الدولية لدرجة "كاد فيها المريب أن يقول خذوني" في هجومه على المحكمة الدولية".

ورأت انه "قد يكون الوزير السابق يعلم ما سيتضمنه البيان الاتهامي للمحكمة المتوقع صدوره بعد اشهر قليلة، ولذلك نراه يقوم بهجوم استباقي حتى يستبق نتائج التحقيق"، وتابعت: "اذا كان هناك اي مؤشرات، فنحن نؤكد ان ليس لدينا اي معلومات موثّقة، باعتبار ان امر المحكمة الدولية سلّم لمجلس الامن الدولي، ولرئاسة المحكمة بشكل اساسي، وبالتالي لم تعد قضية داخلية، ولا احد منا يعلم ماذا يوجد في البيان الاتهامي، ولكن ردّات فعل البعض قد تعطي بعض المعلومات والمؤشرات بخصوص هذه المحكمة".

وعن توقيت التصريحات التي ادلى بها وهّاب، استغربت المصادر أن "يكون لدى "المدعو" القدرة على التصرف او الكلام دون اي ضوء اخضر ممن يرعونه، على اعتبار ان مسار المحكمة الدولية أصبح واضحاً للجميع، وكونه مفصولاً عن مسألة العلاقات اللبنانية السورية وتطورها، ولذلك لا يمكن الربط بين كلامه، وبين حال العلاقات اللبنانية السورية بأي شكل من الاشكال". وشاءت المصادر ان تطمئن كل اللبنانيين أن "مسار المحكمة هو لتحقيق العدالة، ولتحقيق حلم كل انسان بأن يحيا بآمان، ولذلك على الجميع ان لا يتأثروا بأي حديث وبأي تشويش يمارس من قبل البعض". خلاصة القول انه للهجوم الوهّابي الاخير على المحكمة مدلولات كثيرة وعديدة، والا فلماذا الاستمرار في "التقنيص" على "طبخة البحص هذه"؟، ولماذا الاصرار بين الفينة والاخرى على فتح هذا الملف، واختلاق سجال اعلامي يشعل الساحة السياسية بالمواقف والردود، علماً ان اي تأثيرات او شظايا لن تصاب بها المحكمة رغم كلّ التأويلات والشائعات التي يتداول بها في "السوق" السياسي الداخلي والاقليمي؟. وبعد "الاستعراض الاخير" لوئام وهّاب، الذي اطلق تهديداته وتوصيفاته الخاصة في الهواء، يبقى السؤال التالي: ماذا تخفي الاسابيع والشهور المقبلة من مفاجآت ومفرقعات اعلامية من صنع وهّاب و"جوقة التشكيك" برمتها؟ واي نتائج واي تداعيات ستترتب بعد صدور البيان الاتهامي للمحكمة؟ ومن هي الجهات الحقيقية التي تقف وراء اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه؟...الى ذلك يبقى "رُهاب المحكمة" مسيطر على العقول والقلوب.

المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

مسلسل.

٤ حزيران ٢٠١٠

علي نون/المستقبل/تفرض مقدّمات الحشمة الأخلاقية والسياسية والإنسانية والمصيرية والتعتيرية يا إخوان، أن يظل الاهتمام منصبّاً ومركّزاً ومُنيشناً على غزة واهلها وإسرائيل وأعمالها، وتركيا وغضبها وانفعالها لكرامتها المجروحة ولدماء أبنائها الأعزاء المسفوكة في بحر الظلم والعسف.

وتفرض طبائع الخلق في الإجمال بعد ذلك، النظر الى الأمور والشؤون بشيء من الانشراح والانبساط والحبور والسرور، والابتعاد قدر الإمكان عن النكد وتقطيب الحاجبين، وزمّ الشفتين، والنفخ في الخدين، والإحمرار في الوجنتين، وما الى ذلك من موجبات قد تحيل العمر الطري الى إقامة دائمة في مصيبة أو اثنتين.

لكن ما العمل، إذا كان الجنرال قاهر الحشاشين، فيلدمارشال البلديات والمختارين، مصراً على أن يبث على موجات الأثير كل نهار إثنين أو ثلاثاء بعد الظهر وبعد الأكل، عصارة إبداعاته اللغوية والسياسية والأخلاقية، موزعاً إياها مجاناً على الناس بلا استئذان أو ضوابط تفرضها متطلبات العمل في الشأن العام، ومرفقاً إياها ببرامج خلاصية تطال أحوال الدولة وناسها، وطريقة العمل المثلى في كل شاردة وواردة، وذاهبة وآتية، ونائمة وقائمة، وقاعدة وواقفة، ونازلة وطالعة؟

لا يتواضع، ولا يركن الى أي باب يؤدي الى أي منطق طبيعي: يطبّل ويزمّر لأن صهره سند ظهره فاز في بلدته في موقعة البلديات، و"ينسى" أن كل باقي المنطقة المحيطة ظلّت عند أهلها، وزحّطته مع صهره وادعاءاته وكل عدة البلف والتفنيص وادعاء امتلاك المكرمات وأبوّة مطالع الحكمة وآليات الحكم.

مهضوم بالتقسيط قاهر الحشاشين، فيلدمارشال البلديات والمختارين. يريدنا أن نتغاضى عن أداء قدمه على مدى شهر كامل لا يليق بعريف في السياسة: نَطح من دون أن يدعوه أحد جبيل وقلعتها وعائلاتها، وفي ظنّه أنه يُصارع رئيس البلاد والعباد فلم يحصد إلا الخيبة. وادعى أن التصويت لممثله هو استفتاء له وعليه في زحلة فلم يحصد إلا مراره الفراق عن خلاّن وحلفاء، وادعى بعد ذلك أن المخاتير في الأشرفية وجوارها استفتاء أيضاً على حضوره وسياسته فلم يحصد إلا الخذلان. ركّب تحالفات هجينة في المتن وفي ظنّه أنه سيأكل رأس ميشال المر، فعلّمه أبو الياس درساً في فن الانتخابات والتحالفات والولاءات، حاول أن يصطدم بدير القمر وأهلها فعلّمته أن إسمها أحلى من تيّاره.. ثم حط رأسه من دون أن يلكشه أحد بنهاد نوفل في كسروان، فحصد قمحاً لا يصلح للعجن وبقي نهاد نوفل في مكانه... بل هو طلع من كل الاتحادات البلدية في طول لبنان وعرضه بأكثر الأصفار صفراً... وذلك قبل أن "ينسى" أن حلفاءه في المناطق، كلٌ على هواه، تركوه خارج الدار كي لا يمد يده الى الصحن ويروح بعد ذلك يدّعي أن الصحن له، بل أن الدار بمن فيها مطوّبة بإسمه!

يُقال راهناً أنه في صدد مراجعة حساباته مع حلفائه وحلفاء حلفائه قبل أخصامه، وعندما يخلّص على الجميع سيّركّ على الوضع الداخلي في تيّاره... بانتظار أن يُقال لنا، في مناسبة كريمة قريبة، أنه قرر أيضاً أن يصفّي حساباته مع عناصر تيّاره، علماً أنه كان بدأ في ذلك مع من رافقه في الحلوة والمرّة، وفي أيام التأسيس الصعبة. المهم أن يبقى الصهر سند الظهر والباقي تفاصيل. مسلسل جميل، خصوصاً وأنه يأتي قبل المونديال... عجّل مون جنرال، كفّي عالباقي!

المصدر : المستقبل

 

إستراتيجية نتنياهو: جرّ "حزب الله" و"حماس" الى المواجهة  

النهار /٤ حزيران ٢٠١٠

عبد الكريم ابو النصر/النهار

"حذر مسؤولون أوروبيون في إتصالات مع جهات عربية رسمية من أن يكون الهجوم الإسرائيلي على سفينة القيادة التركية لـ"أسطول الحرية"، المتوجه الى قطاع غزة بقصد كسر الحصار المفروض عليه وتأمين مساعدات غذائية وإنسانية لسكانه، جزءاً من إستراتيجية إسرائيلية سرية تهدف الى إقحام "حزب الله" و"حماس" في مواجهة عسكرية وضعت حكومة بنيامين نتنياهو خططاً حربية لها وهي مستعدة لخوضها في إطار معركتها مع إيران الساعية الى امتلاك السلاح النووي وتغيير موازين القوى في الشرق الأوسط لمصلحتها بالتعاون مع حلفائها المتشددين. وشدد المسؤولون الأوروبيون خلال إتصالاتهم هذه على أن الهجوم على "أسطول الحرية" الذي أدى الى مقتل عشرات الناشطين او جرحهم يعكس بشكل أساسي شراسة المواجهة بين إسرائيل والمحور السوري – الإيراني ورغبة حكومة نتنياهو في التهرب من إجراء مفاوضات جدية مع القيادة الفلسطينية تتطلب منها تقديم تنازلات مهمة في القضايا الجوهرية، كما يعكس ثقة إسرائيل المفرطة في قدراتها العسكرية وتصميمها على إعطاء الأولوية للقوة المسلحة وليس للديبلوماسية وإستخفافها بردود الفعل الدولية والعربية على أعمالها، مما يجعلها تتحدى المجتمع الدولي وتنتهك قوانينه وقراراته من أجل ما تسميه مصالحها الأمنية الحيوية التي تحددها هي وفقاً لمعاييرها وحساباتها ومخططاتها".

هذا ما أعلنته مصادر ديبلوماسية أوروبية في باريس وثيقة الإطلاع على تطورات هذه القضية، وأوضحت أن "الإنزعاج الغربي الواضح من الهجوم الإسرائيلي يترافق مع مخاوف جدية من أن يستغل "حزب الله" و"حماس" ورطة إسرائيل الحالية الكبرى والتنديد الدولي الواسع بما قامت به من أجل شن هجمات عليها على أساس أن الفرصة ملائمة لمحاولة إلحاق هزيمة بها وإضعافها أكثر فأكثر". وشددت على أن "حصول ذلك يمكن أن يفجر حرباً إقليمية تشمل ضرب أهداف ومواقع ومنشآت لبنانية وفلسطينية وسورية عدة، خصوصاً أن حكومة نتنياهو جاهزة لخوض مثل هذه الحرب". وأضافت: "إن الذين يعتقدون أن عمليات المقاومة اللبنانية والفلسطينية وإمكاناتها التسلحية والمصاعب التي تواجهها إسرائيل حالياً في الساحتين الدولية والإقليمية ستجعل حكومة نتنياهو تتردد في استخدام القوة العسكرية المفرطة ضد اعدائها وخصومها والإنكفاء على ذاتها يخطئون تماماً في الحساب وفي التقويم، وسيفاجأون بشراسة الإسرائيليين وباستعدادهم لتوسيع نطاق هجماتهم على أهداف ومنشآت عسكرية وحيوية في لبنان وغزة وسوريا اذا تعرضوا لضربات "حزب الله" و"حماس". ذلك ان الإستراتيجية الإسرائيلية قائمة، في جوهرها، وفقاً لخبراء عسكريين أميركيين وفرنسيين، على أساس أن الدولة العبرية ستضعف وتصير مهددة بالتفكك تدريجاً إذا خسرت تفوقها العسكري على خصومها وإذا ما فقدت القدرة على مواجهتهم جدياً وبقوة وإلحاق الأذى الكبير بهم في أي وقت وفي أي ساحة".

سبع حروب ومعارك

وفي هذا المجال ذكر تقرير أعده جهاز ديبلوماسي تابع لوزارة الخارجية في دولة أوروبية بارزة ان إسرائيل تخوض حروباً ومعارك على سبع جبهات عربية وإقليمية ودولية هي الآتية:

أولاً - تخوض إسرائيل حرباً عسكرية وأمنية مباشرة ومتواصلة مع حركة "حماس" التي فرضت سيطرتها على قطاع غزة منذ إنقلابها المسلح على السلطة الفلسطينية في حزيران 2007 وصارت دولتها هذه تشكل مذذاك الإمتداد المسلح للمحور السوري – الإيراني في الساحة الفلسطينية. والحصار الذي يفرضه الإسرائيليون على غزة جزء من هذه الحرب.

ثانياً – تخوض إسرائيل "حرباً ديبلوماسية وسياسية وإعلامية" حقيقية على السلطة الوطنية الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس تجنباً لدخول مفاوضات جدية معها تجري في ظل الرعاية الأميركية وتتناول القضايا الكبرى العالقة، لأن حكومة نتنياهو ترى في السلام ضعفاً وليس قوة لها، ولأنها تعطي الأولوية لمواجهة إيران وحلفائها وليس لتأمين نجاح العملية التفاوضية مع الفلسطينيين، ولأنها ليست راغبة في تقديم أي تنازل لهؤلاء أو إظهار أي نوع من المرونة في ما يتعلق بتسوية القضايا العالقة معهم. وفي هذا المجال أكد لنا ديبلوماسي غربي مطلع ان الرئيس باراك أوباما يركز جهوده حالياً على إقناع نتنياهو بالتوصل الى إتفاق مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس وبمساعدة المبعوث الأميركي جورج ميتشل يتناول حدود الدولة الفلسطينية المفترض قيامها في الضفة الغربية وغزة على خط 4 حزيران 1967 مع تبادل مقبول للأراضي، وبحيث يشكل هذا الإتفاق منطلقاً للتفاوض على القضايا العالقة الأخرى. وقال إن نتنياهو يرفض رفضاً قاطعاً إقتراح أوباما هذا المدعوم فلسطينياً والذي أطلعه عليه، لكنه ليس راغباً في تحمل مسؤولية فشل أو تعثر الجهود الديبلوماسية الأميركية مما يجعله يبحث عن "ذرائع أخرى" للإفلات من الإلحاح الأميركي عليه للتفاهم مع القيادة الفلسطينية.

ثالثاً - إسرائيل في حال "حرب محتملة مستمرة" مع "حزب الله"، على أساس أن الحزب يمتلك أسلحة وصواريخ متطورة تشكل تهديداً أمنياً كبيراً للإسرائيليين، وفقاً لما تقوله حكومة نتنياهو للمسؤولين الأميركيين والفرنسيين، وعلى أساس إن الحزب يشكل الإمتداد العسكري في لبنان للمحور السوري – الإيراني، مما يجعله خاضعاً لحسابات هذا المحور ولتوجيهاته وخططه. والحرب مع "حزب الله" يمكن أن تنفجر في أي وقت سواء بقرار إسرائيلي أو بقرار من الحزب ذاته.

رابعاً - إسرائيل تخوض معركة جدية مع سوريا تتخذ شكل ممارسة ضغوط مباشرة وغير مباشرة على نظام الرئيس بشار الأسد وصولاً الى حد التلويح باستخدام القوة العسكرية ضد بلده، متجاوزة في ذلك حرصها السابق على تجنب المواجهة العسكرية المباشرة مع السوريين ولإكتفاء بضرب لبنان. وتعطي حكومة نتنياهو الأولوية لخوض هذه المعركة مع سوريا وليس لتحقيق السلام معها، وذلك من اجل وقف نقل الأسلحة والصواريخ المتطورة الى "حزب الله" والعمل على إضعاف التحالف السوري - الإيراني .

خامساً - "تخوض إسرائيل "معركتها الأساسية الكبرى" مع إيران نتيجة تصميم النظام الإيراني على تحدي المجتمع الدولي وقراراته من أجل إمتلاك السلاح النووي الذي يشكل "تهديداً وجودياً" للدولة العبرية وفقاً لما يردده المسؤولون الإسرائيليون. وهذه الحرب يمكن أن تتحول، وفقاً لمصادر ديبلوماسية أوروبية مطلعة، مواجهة عسكرية واسعة تشمل ضرب إسرائيل مجموعة كبيرة من الأهداف والمنشآت النووية العسكرية والحيوية الإيرانية اذا فشلت العقوبات الدولية الجديدة في دفع النظام الإيراني الى التفاوض جدياً مع الدول الست الكبرى من أجل تسوية مشكلته النووية سلمياً، أو اذا احرز الإيرانيون تقدماً كبيراً وأساسياً يجعلهم يقتربون من مرحلة إنتاج السلاح النووي.

سادساً - تخوض إسرائيل معركة سياسية وديبلوماسية مع إدارة أوباما لم تمس جوهر العلاقة الوثيقة الأميركية - الإسرائيلية، وهي ناتجة من تصميم الرئيس الأميركي على إحداث إختراق مهم أو تحقيق إنجاز أساسي على صعيد حل النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي تدريجاً بما يؤدي الى قيام الدولة الفلسطينية في الضفة الغربية وغزة، وهو ما ترفضه حكومة نتنياهو. والعلاقة الحالية بين إدارة أوباما وحكومة نتنياهو "هشة وصعبة ومعقدة " خصوصاً أن الرئيس الأميركي على اقتناع تام بأن حل النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي يشكل مصلحة حيوية وإستراتيجية للولايات المتحدة مما يدفعه الى التفكير جدياً في القيام بخطوات وإجراءات مهمة في مرحلة لاحقة من أجل تسوية هذا النزاع، وهو ما يشكل إحراجاً للحكومة الإسرائيلية وقد ينعكس سلباً على مسار العلاقات بين واشنطن وتل أبيب في حال رفض نتنياهو الاستجابة للجهود الأميركية.

سابعاً - تخوض إسرائيل معركة سياسية وديبلوماسية وإعلامية مع الرأي العام الدولي عموماً والغربي خصوصاً بسبب سياساتها المتشددة وأعمالها القمعية في تعاملها مع الفلسطينيين ومطالبهم المشروعة، وتجد ذاتها في حال مواجهة مع أعداد كبيرة من السياسيين والمفكرين والمثقفين والناشطين الأميركيين والأوروبيين، اليهود وغير اليهود، الذين ينتقدون إصرارها على التمسك بمواصلة الإستيطان على حساب حل النزاع سلمياً مع الفلسطينيين، وعلى التمسك برفض القيام بخطوات أو مبادرات تتلاقى مع جهود القيادة الفلسطينية الراغبة في تحقيق السلام. ومما قال لنا ديبلوماسي أوروبي مطلع: "لقد تلقت حكومة نتنياهو رسائل من زعماء ومسؤولين غربيين بارزين تحذر بوضوح من أن إسرائيل تقف على مفترق طرق وانها ستواجه مصاعب متزايدة في علاقاتها مع الولايات المتحدة والدول الأوروبية إذا ما أضاعت فرصة السلام المتاحة الآن وواصلت رفض الإستجابة لنصائح حليفها الأميركي وأصدقائها الأوروبيين الذين يدعونها الى تسهيل قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة والإستمرار وتتعايش سلمياً مع الدولة العبرية، وذلك عبر التفاوض الجدي مع الرئيس محمود عباس".

خيار السلام لا خيار المواجهة

السؤال الذي يطرح الآن: كيف يجب أن يتعامل العرب مع إسرائيل بعد التطورات الأخيرة والهجوم على "أسطول الحرية"؟ مسؤول غربي بارز أكد لجهات رسمية عربية وفلسطينية "ان الرد العربي الملائم على ما قامت به إسرائيل ضد "أسطول الحرية" وعلى سياسات حكومة نتنياهو عموماً يجب أن يكون مدروساً وواقعياً وذكياً ومتأنياً يأخذ في الاعتبار مختلف المعطيات والمصالح العربية والفلسطينية الأساسية، ولا يكون ناتجاً من رهانات خاطئة أو قائماً على المزايدات والأوهام". وأضاف هذا المسؤول الغربي "إن النقمة الدولية الواسعة على العملية الحربية الإسرائيلية ضد "أسطول الحرية" يجب أن تستغل عربياً لمصلحة السلام وليس لمصلحة المواجهة. وهذا يعني أن العرب يجب أن يواصلوا التمسك بخيار السلام لحل النزاع مع إسرائيل عوض أن يسقطوا هذا الخيار أو يتراجعوا عنه وكأنهم يريدون الإنتقام من إسرائيل في حين انهم يلحقون بذلك الضرر بقضيتهم. والتطورات الأخيرة يجب أن تؤدي الى تعزيز التعاون العربي - الأميركي - الدولي لمواجهة خطط حكومة نتنياهو ولتكثيف الضغوط عليها وإستغلال مأزقها الحالي لدفعها الى التفاوض جدياً مع القيادة الفلسطينية من أجل التوصل الى تفاهمات سريعة معها على قضية رسم حدود الدولة الفلسطينية المقبلة منطلقاً لتسوية القضايا العالقة الأخرى. ويرتكب العرب والفلسطينيون خطأ كبيراً إذا ما أقدموا على تجميد عملية السلام أو إذا ما تبنوا سياسات ومواقف تؤدي الى تأزيم العلاقات مع الدول الغربية، لأن هذا ما تريده حكومة نتنياهو تحديداً ولأن معركة العرب الأساسية هي مع إسرائيل وليست مع أميركا والدول الغربية الأخرى.

ولاحظ ديبلوماسي أوروبي مطلع "ان ليس لدى العرب خيار عسكري حقيقي وجدي لأنهم يرفضون جميعاً إعلان الحرب على إسرائيل وحل النزاع معها بالوسائل العسكرية والمقاومة المسلحة اللبنانية والفلسطينية تبقى محدودة التأثير وغير قادرة على تغيير سياسات إسرائيل وتوجهاتها، كما شهدنا بعد حربي 2006 و 2008، وذلك نظراً الى القدرات الحربية الإسرائيلية الهائلة المتفوقة على قدرات الدول العربية. وإذا ما أسقط العرب خيار السلام، كرد فعل غاضب على ما حدث وما سيحدث، وإن يكن هذا الخيار لم يحقق حتى الآن النتائج المرجوة منه، فإن ذلك يخدم مصلحة إسرائيل لأنه يجعلها تحمّل العرب مسؤولية التهرب من متطلبات السلام ويتيح لها التمسك بالأراضي المحتلة وتكثيف البناء الإستيطاني في الضفة الغربية والقدس والتصرف بالفلسطينيين كما تريد.

وحذّر مسؤول عربي خلال زيارته لباريس "من أن تتحول المعركة مع إسرائيل معركة عربية - عربية وفلسطينية - فلسطينية بين "المتشددين الممانعين" و"المعتدلين الواقعيين" لأن ذلك يحقق أهداف إسرائيل ويخدم مصالحها. بل إن التطورات الأخيرة يجب أن تؤدي الى تعزيز وحدة الصف العربي، فعلاً لا قولاً، والى تحقيق المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية بسرعة بعيداً من الحسابات الإيرانية، وليس الى تشتيت جهود العرب وإضعاف قدراتهم في تعاملهم مع الدولة العبرية وأخطارها وتهديداتها وفي تعاملهم كذلك مع الدول الكبرى المعنية بمصير المنطقة".

 

إقتطاع تركيا مساحة من حصة إيران... يدفع طهران الى تعزيز حضورها؟

المواجهة بين اسرائىل و«الممانعة» ترتفع للتعديل في توازنات القوة

هيئة الحوار: نقاش في الاستراتيجية أم سلاح «حزب الله» 

 سيمون أبو فاضل/الديار

اعطى الاعتداء الاسرائىلي على اسطول الحرية دورا واسعا لتركيا على حلبة الشرق الاوسط من حساب المساحة التي كانت حازت عليها ايران، منذ تبنيها القضية الفلسطينية ودعمها للمطالب العربية من زاوية محور الممانعة الذي يضم اليها سوريا، حزب الله وحركة حماس.

والحادثة الدموية او الجريمة التقليدية في المنطق الاسرائىلي اعطت ايضا تركيا شرعية عربية واسلامية، عكستها المواقف التي شهدتها هذه البيئة بعد ان تصور بعضهم بأن اسطنبول على قاب قوسين من شن حرب على حليفتها اسرائىل او انها انتقلت من موقعها في محور التحالف السياسي والعسكري الى جانب الولايات المتحدة نحو الانخراط في محور الممانعة بامتداداته.

اذ في الواقع لم يعد بإمكان اي حليف او صديق لاسرائىل القول في سياستها الرافضة لكل اساليب التعاون مع المطالب الإنسانية الداعية لفك الحصار عن قطاع غزة لكن في البعد السياسي والعسكري بات المجتمع الدولي وخصوصا واشنطن في حالة قلق من مضي تل ابيب في سياسة المواجهة والتشدد وعرقلة اية عملية سلام واجهاض اي بداية مفاوضات.

ولذلك كانت ردة الفعل الدولية الشاجبة لعملية الاعتداء على اسطول الحرية والتي شكلت مدخلا رغم مأساتها لدول المجتمع الدولي للإنقضاض السياسي - الاعلامي على اسرائىل للتراجع عن سياسة العداء والتفاعل مع منطق السلاح غير واضح المعالم حتى حينه.

واذ كانت احداث سابقة او اعتداءات دامية اقدمت عليها اسرائىل دلت على انها لم تشكل الادانة حولها ضغطا عمليا على تل ابيب من الممكن استثماره للدفع نحو عملية السلام سواء على اسس مؤتمر مدريد او من زاوية العودة الى المبادرة العربية ام وفق شعار الارض مقابل السلام.

فإن ما اقدمت عليه اسرائىل من تعد على اسطول الحرية يعكس تصميمها على عدم التراخي امام ما تعتبره يمس امنها القومي لأن كسر الحصار لو حصل سيفتح باب البحر امام قوافل من السفن والمساعدات لكن هذا الاعتداء لم يعد اليها هيبتها العسكرية التي كانت من خلالها ترهب اعداءها عسكريا من خلال نوعية الحروب التي اقدمت عليها سابقا بما كان يمكنها من احتلال اراض عربية في ايام عدة ناقلة بذلك المعركة خارج حدود كيانها اذ بعد معادلة الصواريخ التي ادرجها «حزب الله» المواجهة معها وكذلك حماس لكن وفق امكانيات متواضعة باتت اسرائىل عمليا في موقع الدفاع في المنطق الامني.

الا ان توسيع امين عام «حزب الله» السيد حسن نصرالله نطاق المواجهة لتشمل حصار الساحل او الشاطئ الاسرائىلي ادخل بعدا جديدا، في معادلة الحرب المرتقبة، لا سيما في ظل المعلومات المسربة عن تقدم القدرة الصاروخية لحماس في قطاع غزة بما من شأنه ان يسقط شعار القوة التي يتميز بها الجيش الاسرائيلي وقدراته في شتى المجالات التي باتت تفرض عليه استعمالها لطمأنة الاسرائيليين في مواجهة تنامي التهديدات الجدية، بعيدا عن مضاعفاتها على مطلقيها.

وقد شكلت رئاسة لبنان الدورية لمجلس الامن الدولي الذي خاطب من على كرسي رئاسته رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري الدول الاعضاء والمجتمع الدولي، عاملا مسرعا في الاستنفار ضد اسرائيل من خلال الدعوة السريعة لانعقاده من قبل الرئاسة اللبنانية له يومها، بما يعكس ضرورة تواجد مثل هذا الحضور او التحرك وفق معايير او خطوات مختلفة، من اجل الابقاء على حيوية اظهار الحقوق العربية في مواجهة تمدد اسرائيل دولياً.

لكن المساحة التي احتلتها تركيا على حساب ايران في ملف المنطقة والقضية الفلسطينية، من شأنه ان يدفع طهران نحو خطاب عالي السقف والتمسك بضرورة مضيها في برنامجها النووي، لاستحضار مواجهة واسعة مع المجتمع الدولي يعدها سياسيا اعلامياً، الى درجة الدور الذي كانت عليه كداعمة لفرقاء محور الممانعة الذي قدمت اليهم كل مستلزمات المواجهة العسكرية.

وبذلك فان الجبهة المتقدمة في الشرق الاوسط، المتمثلة ميدانيا في «حزب الله» بنوع خاص استنادا لقدراته وقدرته على العمل العسكري ستعود الى الواجهة، لا سيما بعد ان تبدلت معادلة الحصار على غزة، التي كان طرحها «حزب الله» سابقاً، وبعد فتح مصر للمعابر بهدف ادخال المساعدات.

وباتت اسرائيل مهددة بالحصار بالقدرات الصاروخية انطلاقا من الاراضي اللبنانية.

ولان المشهد الحالي بين اسرائيل وبين محور الممانعة، يشهد تناميا في التهديدات العسكرية والاتهامات حول تسلحات غير مقبولة.

ولانه بعيدا عن المواجهات المرتقبة الهادفة للتعديل في التوازنات وفق حسابات كل من اسرائيل ومحور الممانعة، فان المواجهة العسكرية ارتفعت اسهمها نظرا لحاجة عدد من الفرقاء المتناقضين في المواقع اليها. ولان اسهم المواجهة ارتفعت ويشكل لبنان احدى حلباتها، فان هيئة الحوار الوطني الذي يترأسها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، باتت تنعقد في ظل مناخ يتجاوز الاستراتيجية الدفاعية ليعود الى سلاح «حزب الله» بعد القدرات الجديدة التي بات يمتلكها صاروخيا بنوع خاص.

وقد يشكل غياب رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع لعدم قدرته على التواجد في هذا الوقت لظروف قاهرة، نقطة ضعف لفريق 14 آذار، الذي يقارب بعضه موضوع السلاح بمواقف صريحة، في حين يقاربه فريق آخر بتحفظ وفق اسلوب تقارب في المضمون، لكن معادلة الصواريخ والحصار بابعادها الايرانية وفق اوساط رفيعة في قوى 14 آذار، ستكون محور الاستيضاح في اتجاه ممثلين «حزب الله» وفي المقابل، فان رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون، سيفاتح رئيس الحكومة سعد الحريري وفق مصدر قيادي في التيار، حيال موقفه مما يدلي به عدد من النواب في تكتل لبنان اولاً، حول تطرقهم لسلاح «حزب الله» ومفهومهم للمقاومة ضد اسرائيل.

 

الأمانة العامة» الحيّ الباقي الوحيد في فريق 14 آذار

ابراهيم جبيلي/ الديار

فور دخول طائرة الرئيس سعد الحريري الأجواء السورية في زيارته الاولى للعاصمة دمشق، شعر حلفاؤه في قوى 14 اذار بأن خللاً مايعتري تضامنهم، وكاد بعضهم ان يعلن الوفاة السريري لفريقهم، فبدأ يفتش عن وظيفة سياسية جديدة تليق بالمتغيرات الاقليمية التي قلبت عندهم المفاهيم والشعارات رأساً على عقب.

وأصبح معظمهم خجولاً مما «إقترفه» خلال السنوات الماضية في ساحة الحرية، وذهب البعض الى حد انكار مشاركته مع الحشود الغاضبة ايام ثورة الارز.

وما زاد في إرباك الأطياف السياسية المتحالفة داخل قوى 14 آذار، مهرجانات التوبة لدى ابرز حليف لها النائب وليد جنبلاط، فلم تستطع حتى الآن من بلع وهضم تصرفاته الجديدة، ولو حاولت بعض الشخصيات التخفيف من آثارها عبر التصاريح المتفرقة التي شرحت فيها بأن حليفهم مغلوب على أمره، وإنه لا يزال مؤمنا بالعقيدة ولو انه يمارس عكسها في زياراته وتصاريحه.

ولم تصدق هذه القيادات بأن الرجل غادر ولن يعود، وهو يعمل على تفريغ 14 آذار من الوجوه المعتدلة ويحاول ان يرافقهم الى الأمكنة التي قصدها واستقر فيها.

فالزعيم الدرزي قرر الدخول نهائياً في محور الممانعة ولم يعد ينقصه سوى اعلان توبته الحقيقية بالممارسة، لذلك قرر عمداً أن يكشف الصقور في فريقه السابق ويسهّل على الراغبين من حلفائه الجدد تدمير الهيكل على رؤوس فؤاد السنيورة وسمير جعجع اللذين يغردان منفردين خارج الجوقة التي تصمّ الآذان وتصدح بالممانعة ليل نهار.

ومع الخروج والتموضعات الجديدة والتردد الذي يغالب العديدين، لم يبق من فريق 14 آذار، سوى الأمانة العامة التي تطل على جمهورها اسبوعياً، تذكره بأيام العزّ الهادرة، وتتلو على مسامعه التعابير الخالية من اي تشنج، وكأنها مجموعة من طائفة شهود يهوه،لأن بياناتها المدروسة سلفاً وضعت خصيصاً بعد الإطلاع عليها حتى لا تخدش الحياء العام المسيطر في سماء المنطقة، فلا يجد أركان الأمانة العامة أية إحراجات من اطلاع رئيس الحكومة على البيان الاسبوعي، لأن الحريري أدرى بالاتفاقات الاقليمية ويعرف تماما خطوطها الحمراء السميكة ومضار تجاوزها.

ولأن السماء الاقليمية صافية، فإن تيار المستقبل قرر أن لا يعكّر صفاءها، فخاض انتخابات «لايت» خالية من المعارك كالتي خاضها في الاستحقاق النيابي، وان معركة صيدا البلدية هي الوحيدة تقريبا التي وضعت فيهاالاثقال الكبرى لتحديد الأوزان والأحجام، وكادت عاصمة الجنوب ان تجتازها بسلام وبائتلاف داخل المدينة، لو أحسن النائب السابق اسامه سعد تقدير الظروف والأحجام، كما فعل زميله في المعارضة السنية الرئيس عمر كرامي في مدينة طرابلس.

وبذلك استطاع الاتفاق الاقليمي بين سوريا والمملكة العربية السعودية من تحييد تيار المستقبل ودفعه الى خيارات الوفاق والائتلاف، فخاض الاستحقاق البلدي باللوائح الوفاقية، خصوصا في الأماكن السنية الحساسة، كالبقاع الغربي حيث انتعشت المعارضة السنية واعتقدت بأنها حققت الفوز، مثلها فعلت في الضنية وبعض الأماكن المتفرقة في محافظة عكار.

فالمستقبل دخل الاستحقاق البلدي مجرّداً من شعاراته التي اشتهر بها، فلا يستطيع المجاهرة بها وبالتالي لم تعد صالحة في التداول الانتخابي، فلجأ الى الوفاق بعدما شعر بأن الإنتصار سوف يربك حلفاءه الاقليميين، لذلك ترك لحلفائه المسيحيين ان يخوضوا المعركة بالإنابة، فلا يترك له أي اثر أو بصمات للمساءلة لاحقاً، وهكذا خاضت الاحزاب المسيحية داخل الاكثرية المعركة منفردة، فلا تمويل ولا عصبية تشد الناخبين وغابت التعابير السابقة التي ادرجوها في الانتخابات النيابية كالسلاح غير الشرعي والشادور، لأن كل هذه التعابير هي من علامات الخربطة الاقليمية. فالاحزاب المسيحية اذاً خاضت منفردة الاستحقاق البلدي، لكن «التقيّة» و«الاداء الفردي» رافقا معظم اعمالها، وبدت كأنها تشتغل على «القطعة»، فأثبتت ان تحالفها ليس متيناً، والتنسيق بين القوات اللبنانية وحزب الكتائب كان غائباً، امّا الهدف الاساس في المعركة وهو استنزاف شعبية العماد ميشال عون لم يتحقق سوى في بعض الأماكن كالعاصمة بيروت وجبل لبنان، لكن عون اثبت بأنه الأقوى لدى مسيحيي الاطراف. وهكذا استطاع الانضباط الاقليمي لتيار المستقبل ان يضيف الى مأزق 14 آذار، مصيبة جديدة سوف تتوضح لاحقا عندما تفتح دفاتر الحسابات بين الرفاق، فهل تجتمع القيادات كي تحفظ ماء الوجه أمام جمهورها الذي لا يزال مؤمناً بالشعارات، أم إن الأمانة العامة سوف تستمر في تلاوة بياناتها الاسبوعية المسموح فيها الاشتباك بالأسلحة الخفيفة مع حزب الله. لكن حذار... حذار إزعاج سوريا من على منبر الأمانة العامة.

 

فلتمنحنا تركيا زعيماً

النهار/بقلم ريما كركي     

"امة عربية واحدة"... "الوحدة" في وجه الطغيان والاحتلال... ندد بالممارسات الاسرائيلية... نستنكر جريمتهم النكراء! نحن دعاة سلام... وحياة الله!

جُمل اتخمنا تردادها،  اصبحت كصياح الديك على المزبلة كل صباح، فهو بأسطوانته المملة الفارغة الواقفة عند الصراخ الاخرس، لا يوقظ احد بقدر ما يثير الضجر من الاعادة والتكرار... ولا احد يلتفت حتى ولو كثرت الديوك التي لا تجيد الا الصياح "الحضاري الديبلوماسي"، لا احد يلتفت كي يلاحظ، على الاقل، حجم الزبالة المتراكمة حوله وحولنا... زبالة تحجب الرؤية عن اي افق، والموت وحده قادر على اختراقها... الموت الآتي الينا ونحن نيام في قن جببننا، وفي قبور مواقفنا، وفي كذبة تاريخنا وفي نكتة انتصاراتنا!

اسرائيل تهاجم قافلة انسانية، في مياه دولية، وتقتل كعادتها ببرودة، وتهاجم الضحية التي "بادرت بالعنف واضطرتها الى الرد"... تركيا تستدعي سفيرها وتحمل السفير الاسرائيلي لديها رسالة شديدة اللهجة... ردة فعل فورية من دون الحاجة الى "لفات وبرمات" واتصالات واذونات... الشارع التركي يمتلئ بلحظة، وبتلقائية يتظاهر... يا ليت زعماءنا اتراك!

ردة فعل تركيا لم تنته فصولها بعد بحسب قولها، بلد لم يفاجئنا باحترامه للحم ابنائه، بلد يرفض ان يعتاد اخبار الموت العربي المجاني اليومي... ففي عالمنا العربي، هناك قتلى كل دقيقة من طغيان ومن ظلم، قتلى يسقطون كالعصافير و"ما حدا الو جلادة يعدهم".

"يا عمي ولشو هالهيصة، ضروري تحرجونا"، هذا ما يردده بلا شك عرب "سلام الشجعان" والعرب "المستقتلون" على اي سلام – علينا السلام"، لا ضرورة لاحراج بعضهم بالمقارنة ولحضهم على الاستيقاظ، او على اتخاذ مواقف تغضب "مصدر الاوامر"... لا داعي لاجبارهم على تحويل انظارهم عن الليالي العامرة الدافئة، وملذات الدنيا الحلوة، والتباري على من قصره افخم، ومن صرف اكثر على افخاذ "لهلوبة المسارح"، ومن اشترى اكثر، ومن اغتنى اكثر... هي عقدة "الاكثر"، عقدة فقر في كل شيء... فقر وافتقار لرؤية لمبدأ، لدين، ولوطن ووطنية، لحق وتخطيط، ولمصلحة شاملة ايضا...ولماذا التعب والتحرك والتعبئة؟ أهي مباراة في كرة القدم كتلك التي كادت ان تولع الدنيا؟ ام سباق داحس والغبراء؟ ام مديح ام دفاع عن "عرق خصر" رقاصة؟ او خناقة لخاطر زعيم عفن على كرسي كتبه باسمه وباسم  الابن وابن الابن الى أبد الآبدين؟ هذا على الصعيد العربي الذي لا يحتاج الى اكثر من هذا المقطع، فكل "النق" عليه معلوم، ولكن لا حياة لمن تنادي... اما السؤال على المستوى العالمي، وتحديدا لمن سخروا انفسهم لـ"نسف الارهاب"، الارهاب الذي لا يظهر الا لدى جنسيات معينة، والذي لا بريء منه الا من انجبه ومن يغذيه ومن يتفنن في استخدامه... ماذا لو غير اسرائيل هو من فعل ذلك؟ او اي بلد "مزعج" بسعيه للتوازن مع "اسياده"؟ ماذا لو ان ايران مثلا هي من اعترض سفينة المساعدات؟ ماذا لو ان "ارهابيا" "متورطا" بـ"عار" المقاومة هو من فعل ذلك، او اي جهة عربية "ارتبط اسمها يوما ما بالحرية والدفاع عن الحق ضد اعداء الانسان بامتياز"، هذا ان وجدت طبعا، ما الذي كان سيحصل؟

 

 مفردات

د· عامر مشموشي /اللواء

اللغة العربية غنية بمفرداتها، ومنها على وجه الخصوص المفردات المتعلقة بالاستنكار والادانة، وتلك المتعلقة بالاشادة والشكر، بل هي اغنى لغات العالم المعترف بها وغير المعترف·

والشعوب العربية تطرب عند سماعها هذه المفردات لانها شعوب عاطفية تتحرك فيها هذه المشاعر بسرعة امام اي حدث ايجابي او سلبي، بل وتتأثر عند سماعها مثل هذه المفردات يطلقها قادتها وزعماؤها عند وقوع الحدث، ولا يوقف ثورتها الا خطاب تهدئة ويحمل عهوداً ودعوات بالثأر من هؤلاء الزعماء او من بعضهم إما لأنهم اعتادوا على الثقة بهم وإما لانهم اكتفوا بالتعبير عن تلك المشاعر المثارة·

ولأن الشعوب العربية كذلك، كان قادتهم يجتهدون في حفظ المفردات التي تثير مشاعرهم، وعند كل حدث يقع، او هزيمة تحصل، وكانوا يتغنون في استخدامها، كما كان يتفنن شعراء الجاهلية في استعمال مفردات الغزل والمديح والهجاء كسباً للمال او سعياً وراء الشهرة·

وهذه <عادة اصيلة> مستمرة عرفت اوسع استخدام لها منذ ان زرعت اسرائيل في فلسطين، قلب الامة العربية لجأ اليها كل الحكام الذين تعاقبوا منذ قيام اسرائيل، وحيال كل اعتداء تنفذه على أي دولة عربية، لم ينتهِ الامر وتستمر اسرائيل في حروبها، واحتلالاتها واعتداءاتها·

وعندما نقرأ اليوم تصريحات وبيانات التنديد بالعدوان الاسرائيلي على اسطول المساعدات الانسانية للشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة، نجدها كلها، زاخرة بالمفردات العربية كالاستنكار والاستهجان والشجب والبشاعة، والفظاعة الى آخر هذا المسلسل الطويل الذي لا ينتهي من المفردات التي تزخر بها لغة الضاد، وعند هذا الدور يختتم المشهد، وتظهر الامة العربية وكأنها ثأرت من الظالم الشرير واعادت الحقوق الى اهلها، وانتهت المأساة التي يعيشها الشعب الفلسطيني منذ اكثر من ستين عاماً·

فهل هذا هو المطلوب من هذه الدول، وهل هذه الموجة من الاستنكار الشعبي والرسمي تكفي لوقف العدوان وإنهاء القهر والرد على سكوت المجتمع الدولي على هذه الارتكابات اللاإنسانية ام ان المطلوب هو امر آخر يكون على مستوى هذه الجريمة البشعة، البربرية، الهمجية الخ الخ·

ألم يحن الوقت يا عرب، ويا انظمة ان تقلعوا عن هذه العادة وتعلنوا موقفاً رادعاً على الاقل، وممهداً لخطوة كبرى تنهي هذا الوضع، وتجتث هذا المرض في قلب امة العرب·

قد يعتبر هذا الكلام، هرتقة، او نوعاً من انواع الهلوسة الفكرية، غير انه يجب ان يقال وقد آن الأوان كي يدرك العرب ان الاقوال واستخدام المفردات وحدها لا يكفي وأن أوان الفعل هو الذي يجب ان يسود·

 

أردوغان أمام خيارات صعبة بعد الصدام مع الدولة العبريَّة

الدم التركي يخلط أوراق العلاقة بين تل أبيب وأنقرة

إيلي الحاج من بيروت /ايلاف/الجمعة 4 يونيو

خلط الهجوم الإسرائيلي على "أسطول الحريَّة" ومقتل أتراك على يد الكوموندس، أوراق العلاقة بين أنقرة وتل أبيب، وشكَّلت تداعيَّات الحادثة محور إهتمام الرأي العام الدولي خلال الأيَّام الماضيَّة، ما قد يدفع إلى تحريك مطلب رفع الحصار عن غزة.

بيروت: يظهر بوضوح لمتابعي تداعيات الهجوم الإسرائيلي على "أسطول الحريَّة" ان مسألة "رفع الحصار عن غزة " ستشكّل محور الإهتمام في الأيام والأسابيع المقبلة، كما ستتحول إلى "سقف" للمطالب العربيَّة والتركيَّة والدوليَّة، وهذا السقف وإن كان يبدو منخفضًا مقارنة بالشعارات التركيَّة العالية النبرة، إلا أن تحققه الصعب عمليًّا يعد مكسبًا مهمًّا.

ومع موضوع حصار غزة يطرح سؤال جوهري عن الإتجاه الذي ستسلكه العلاقات الإسرائيليَّة – التركيَّة، وما هو سقف التدهور فيها بعدما اندفعت الحكومة التركيَّة في خلاف متسارع مع اسرائيل، علمًا أن بين الدولتين علاقة تحالف استراتيجي على الصعيدين الأمني والعسكري. مما يجرّ إلى طرح بعض التساؤلات إذا ما كانت العمليَّة الإسرائيليَّة ضد أسطول المساعدات ردًّا على الهجوم التركي الدبلوماسي الذي برز في الحقبة الأخيرة؟

وهل صحيح أن تركيا، بسلسلة مواقفها منذ سنة، قد "انتزعت علم فلسطين من إيران"، على قاعدة أنَّها دولة سنيَّة وأولى بهذا العلم من إيران ؟ ثم هل إن لموقف حكومة رجب طيب أردوغان المتعاطف مع القضيَّة الفلسطينيَّة علاقة بصراعه الداخلي مع الجيش، خصوصًا مع إقتراب الإنتخابات التركيَّة؟

ويستبعد متابعو المواقف التركيَّة أن تكون لدى أنقرة "غايات تخريبيَّة" للجهود الأميركيَّة في المنطقة، ويرجحون أنها تريد دورًا أكثر فاعليَّة في معادلة الشرق الأوسط بما يخدم مصالحها في الأطلسي وفي اتجاه السوق الأوروبيَّة المشتركة. ويعيدون إلى الذاكرة أن العلاقات التركيَّة - الاسرائيليَّة شهدت خلال عامين اهتزازات ونكسات متتالية منذ الحرب الاسرائيليَّة على غزة، وصولاً الى الاتفاق التركي والبرازيلي مع ايران بشأن تبادل الوقود النووي، إتفاق اعتبره الاسرائيليون في حينه تواطؤًا تركيًّا مع ايران لإفلاتها من العقوبات الدوليَّة.

لكن حادثة أسطول المساعدات كانت المرة الأولى التي يحصل فيها "شرخ دموي" في العلاقات التركيَّة - الاسرائيليَّة، وهو الأسوأ بين الدولتين باعتباره اعتداءً صارخًا على السيادة التركيَّة وعن سابق تصور وتصميم باستهدافه إحدى السفن التركيَّة دون غيرها بالقوَّة العسكريَّة في "أسطول الحريَّة" التابع لجنسيَّات أخرى لرفع الحصار عن غزة.

وهذا الاهتزاز هو أخطر وأسوأ ما واجهته العلاقة التركيَّة - الاسرائيليَّة، وقد أكد من جديد وجود مشكلة فعليَّة تحدد اسرائيل اسبابها في الجهة التركيَّة بثلاثة: ضعف نفوذ الجيش في المؤسسة الحاكمة، وأيديولوجيا حزب العدالة الاسلامي الذي سيبقى مدة طويلة في الحكم، والروابط العقائديَّة بين "العدالة" وحركة "حماس".

أما بالنسبة إلى المستقبل فليس من الصعب تلمس أن التحليلات الإسرائيليَّة بدأت تعكس اقتناعًا بأن التحالف مع تركيا أصبح من الماضي، وبأن على إسرائيل أن تعتاد واقع انفراط عقد التحالف الإستراتيجي بينها وبين تركيا من الآن فصاعدًا، والتفكير بكيفية تدبر الأمور، التي كانت معالجتها مرهونة بهذا التحالف، بمفردها.

ويتوجب على اسرائيل ان تُشعِر الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بخطورة نوايا حكومة العدالة التركيَّة وتوجهاتها الراديكاليَّة الرامية، وفق الإدعاءات الإسرائيليَّة، الى أسلمة تركيا ومعاداة اسرائيل وتحدي الغرب عبر التقارب مع دول لطالما وصفتها واشنطن "بالمارقة" أو "المنبوذة" مثل ايران وسوريا.

والثابت أن تركيا تصبح يومًا بعد يوم "منافسة جديَّة" لإيران في الدور القيادي في المنطقة وفي التمدد الشرق أوسطي وفي الاختراق والتوغل العربي من باب القضيَّة الفلسطينيَّة. والثابت أيضًا ان السلوك الاسرائيلي لا يتعلق حصرًا بحصار غزة بل يستهدف ابطاء الدور التركي المتصاعد في الشرق الأوسط ككل، خصوصًا في ما يتعلق بإيران والملف النووي. فاسرائيل تتطلع إلى نسف توازنات الدور التركي الجديد في مجالاته المختلفة وبعثت رسالة الى أنقرة وحكومة العدالة والتنمية بأن عليها ان تختار بين صداقة اسرائيل أو عداوتها، ولا خيار ثالثًا، وهذا وضع يحمل أردوغان على التفكير جيِّدًا قبل الإقدام على الخطوات التالية.

أما العرب، فأن تكرس نفوذ تركيا وتأثيرها بعد إيران في القضيَّة المركزيَّة فلسطين يجعلهم مرشحين إلى التحوُّل أكثر فأكثر إلى مجرد مصفقين إعجابًا في بعض الأحيان، ومتابعين مشاهدين غالبًا لما يجري من حولهم وفي ديارهم .

 

عقب مكالمة من الضحية للشرطة

السلطات الأسترالية تجهض محاولة لتسفير فتاة لبنانبة وتزويجها قسراً

منع العائلة اللبنانية من تسفير ابنتها إلى لبنان 

  دبي - العربية.نت

منعت الشرطة الأسترالية عائلة لبنانية مقيمة في سيدني من تسفير ابنتها إلى لبنان بهدف تزويجها رغماً عن إرداتها، بحسب تقارير إعلامية الجمعة 4-6-2010. وكانت أم الفتاة قد حجزت بالفعل تذاكر سفر على متن طائرة متوجهة إلى لبنان حيث أعدت العدة لعرس ابنتها. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن الشرطة الأسترالية أن فتاة لبنانية، لم تشر التقارير إلى اسمها، طلبت من الشرطة وضع اسمها على لائحة الأشخاص الممنوعين من مغادرة أستراليا لكي تتمكن من تفادي زواج خطط له والداها وأفراد من أسرتها.

وقالت الفتاة للسلطات الأسترالية تحديداً إن والدها ووالدتها وزوج والدتها وأعضاء من أسرتها يؤيدون إبعادها من أستراليا وتزويجها في لبنان. وأضافت أثناء الاتصال بالشرطة أنها يمكن أن تضطر لإنهاء المكالمة في أي وقت، ولكنها تمكنت من تقديم معلومات كاملة عنها وعن أسرتها. وجاء في بيان للشرطة أنها أحالت الأمر إلى القضاء، حيث حظر قاض على الأم وأفراد آخرين من العائلة إخراج الفتاة من البلاد رغماً عنها أو معاقبتها على موقفها. وقررت محكمة فدرالية إدراج اسم الفتاة على لائحة ترقب في المنافذ الأسترالية، ومنع خروجها من منطقة دول الكومنولث. وتضمن القرار الصادر من المحكمة تفصيلاً منع أسرتها من "مهاجمتها أو تهديدها أو التحرش بها أو إرهابها".

وذكرت تقارير إعلامية أن الفتاة أكدت أمام المحكمة أن أسرتها تعمل ضد إراداتها، كما قدمت للشرطة معلومات شخصية تفصيلية تمكنهم من التحقق من هويتها، نقلاً عن وكالة الصحافة الفرنسية. وقد تعاملت السلطات الفيدرالية الأسترالية مع الحالة بحساسية وملائمة كاملين، كما عرضت الجهات المختصة تقديم منزل للفتاة للإقامة به إذا استدعى الأمر.

ومن ناحية أخرى، ذكرت مصادر في العاصمة الأسترالية كانبيرا أنه سبق للسفارة الأسترالية في بيروت أن تلقت بقلق عدة التماسات من نسوة وفتيات أستراليات منحدرات من أصول لبنانية لمساعدتهن على الإفلات من الزيجات المرتبة من دون علمهن أو رغباتهن والسماح لهن بالعودة إلى أستراليا. وأن 12 حالة سجلت خلال السنوات الماضية، وفي سبع حالات كانت النسوة الراغبات بالهرب من الزواج تحت سن الثامنة عشرة.

 

القمة العربية المقبلة في... اسطنبول!

 القاهرة - »المحرر العربي«:

حين كان الأمين العام لجامعة الدول العربية يتصل بالمندوبين من أجل عقد اجتماع للجامعة (باعتبار أن الحدث الذي ألمّ بقافلة الحرية لا يستحق أكثر من ذلك)، فوجئ بأحد المندوبين يسأله ما إذا كانت القمة العربية المقبلة ستعقد في اسطنبول! وكان لافتاً مدى التعاطف داخل الشعب المصري مع السياسات التركية الراهنة، ومن دون التوقف عند تلك الحقبة التي شهدت صراعاً بين السلطنة العثمانية وحاكم مصر محمد علي باشا الذي كان يزمع احتلال الآستانة، حتى أن لقب »عبد الناصر أردوغان« الذي أطلق في بيروت سرعان ما انتشر في القاهرة، فها إن »جماعة عبد الناصر التركي« تظهر، وهذا يعني أن المنطقة دخلت في مرحلة جديدة.  وإذ دعا عدد من المثقفين إلى حل جامعة الدول العربية لأنها لزوم ما لا يلزم، فقد لاحظوا أن تغيراً دراماتيكياً سيحدث في الأدوار في منطقة الشرق الأوسط.

 

 لبنان بين المحور السوري ـ الإيراني والمحور السوري ـ التركي

ديبلوماسيون أوروبيون: الجبهة انتقلت من جنوب الليطاني إلى جنوب الأناضول

 ضوء أخضر أميركي وراء العملية الإسرائيلية؟

بري يطلب من العرب عدم إنقاذ إسرائيل..

14 آذار: لبنان بحاجة إلى استراتيجية دفاعية..

 بيروت - نبيه البرجي: المحرر العربي/

بلبلة في بيروت وطمأنينة: واشنطن ضاحكة ( في استقبال رئيس الحكومة سعد الحريري) ودمشق راضية (في استقبال مماثل). لكن الصحافي البريطاني روبرت فيسك، العاشق الأبدي لبيروت، ما زال ينصح السياسيين بأن لا يناموا على الحرير لأن المنطقة مقبلة على تطورات دراماتيكية. الآن، الديبلوماسيون الأوروبيون الذين لا يردون، عادة، على الأسئلة السريعة، بدلوا أسلوبهم في الأيام الأخيرة، وتحدثوا عن مرحلة جديدة في الشرق الأوسط بدأت مع انقضاض »الثعلب الصيني« الأدميرال أليعازر تشي ماروم على »أسطول الحرية«!

محوران..

المثير أن يقال الآن إن لبنان لبنانين. أحدهما مع المحور السوري - الإيراني والآخر مع المحور السوري - التركي. لكن المحورين يتقاطعان على نحو دقيق وملتبس. الصورة سريالية، ولكن هذا هو الواقع الذي »يضيع«، فيه لبنان حالياً..

الديبلوماسيون إياهم يعتبرون أن المنطقة كانت بحاجة إلى مثل تلك »الغلطة« أو إلى تلك »المعجزة« لكي تبتعد عن الحرب وتقترب من السلام. كيف؟ هؤلاء الديبلوماسيون المتأثرون بالثقافة الإغريقية، ببعدها المتوسطي، يقولون إن إدارة الرئيس باراك أوباما كانت بحاجة ماسة إلى تلك »الغلطة السحرية« التي، حتماً، ستكون لها تداعياتها المثيرة في المرحلة المقبلة التي تفضي إلى تفكك حكومة بنيامين نتنياهو، ليضيفوا »أنه اللغز المتوسطي«.

وهم يؤكدون أن لبنان لن يكون في عين العاصفة. استراتيجياً، تل أبيب كشفت عن نواياها. الجبهة انتقلت من جنوب الليطاني إلى جنوب الأناضول. ما حدث في ذلك الفجر الأسود كان رسالة واضحة إلى أنقرة. غلطة هائلة، على ما يقول سفير أوروبي استضافه مسؤول كبير في وزارة الخارجية اللبنانية، ليضيف أن رئيس الحكومة الإسرائيلية ارتكب الحماقة التي لم تكن تخطر على بال، ولم يخطر على باله أن باراك أوباما ورجب طيب أردوغان يلتقيان في نصف الطريق..

تركيا ليست عربية

هذا ليضيف، معتذراً وبشدة، أن تركيا ليست دولة عربية بل هي تركيا التي تعني ما تعنيه لواشنطن، وللاستراتيجية الأميركية بوجه عام. والنصيحة التي يسديها السفير إلى اللبنانيين هي أن يتماسكوا، وإن كانت الأوساط السياسية تقول إن حادثة المتوسط، على الرغم من مأسويتها، بدت وكأنها قدمت خدمة للبنان الذي كان عليه أن يتعايش، ولفترة، مع الهزات الارتدادية لانتخابات بلدية جرى تسييسها هذه المرة حتى العظم، وإلى الحد الذي حمل أكثر من جهة سياسية على القول إن نتائج تلك الانتخابات التي نسيها الناس بسرعة، وإن لم يمنع ذلك ضربة عصا من هنا أو ضربة كف من هناك، كانت ستؤدي إلى إحداث تبديل في خريطة القوى..

الألعاب النارية وعلب الحلوى

أي تعديل، فالتطورات التي حصلت حدت إلى درجة بعيدة من الاصطفاف السياسي والمذهبي. انتخابات الشمال كانت بمثابة التجسيد العملاني لما حصل. ائتلاف في المركز الحساس طرابلس، ولا معركة. ومعارك في مناطق ثانوية جرى نفخها سياسياً (وحتى استراتيجياً) على ذلك النحو العجيب لتعود إلى حجمها الطبيعي بعدما استنفدت الألعاب النارية وعلب الحلوى، وكؤوس الليموناضة، بطبيعة الحال، في البترون الشهيرة بتصنيع هذا الشراب المنعش للمزاج..

والأوساط السياسية تقول إنه ليست الانتخابات البلدية التي تحدد المعادلات المصيرية. كل ما فعلته أنها حددت، وعلى نحو ضبابي، بعض الأحجام...

أي أن الصراع الداخلي في لبنان ينحصر في الأحجام. المسائل الأخرى متروكة للكبار. بعد حادثة »قافلة الحرية« الكبار هم الذين يمسكون بالخيوط الآن، لا رؤساء بلديات البترون أو سير الضنية أو زغرتا أو القبيات أو النبطية أو زحلة أو دير القمر..

إعادة تموضع

الأوساط إياها تعتبر أنه لا يزال الوقت مبكراً للحديث عن »إعادة تموضع« في المعادلة الجديدة التي تحتاج إلى أشهر ربما لكي تتبلور. لكن المراجع اللبنانية تجمع على أن ما جرى ليس عابراً، ولن تكون انعكاساته آنية، تركيا في وسط الساحة الآن، والطريف أن يسأل أحد الوزراء ما إذا كان العرب »سيفقهون« ما جرى وما سيجري ليعقدوا قمتهم المقبلة في اسطنبول...

صواريخ »حزب الله«

الطريف أيضاً أن يطرح هذا السؤال: »هل صواريخ »حزب الله« ستكون، من الآن وصاعداً، بإمرة »السيد الإيراني« أم بإمرة »السيد التركي«. ثمة دم تركي أريق في المتوسط. هذه مسألة يدركها من يفهم الأتراك جيداً. حتى داخل السفارة التركية في بيروت هناك غليان. لن يقبل الأتراك إلا برأس بنيامين نتنياهو. هذا الرأس، وكما يقولون، مطلوب، بالدرجة الأولى، من الأميركيين الذين عليهم تسليمه على طبق من الفضة، إلى رجب طيب أردوغان. يرفضون أن يكون الثمن وزير الدفاع إيهود باراك لأنهم يعتبرونه »جثة سياسية« لا تساوي حتى ثمن تابوت خشبي..

لحظة ديبلوماسية

لكن أكثر من مرجع يعتبر أن اللحظة، على الرغم من ظروفها العسكرية الصارخة، هي لحظة ديبلوماسية وسياسية. لا بد أن يحدث شيء ما داخل إسرائىل. المسألة ليست مسألة أيام لأن »الماكنة الديموقراطية« هناك تعمل على البخار، ووراء كل الغبار، والصراخ، تؤكد المصادر الديبلوماسية أن جهات دولية فاعلة تريد أو أنها كانت تنتظر الواقعة لالتقاطها وتوظيفها في عملية ديبلوماسية طالما عمل رئيس الحكومة الإسرائىلية على اللعب حولها، ومن دون أن تكون أمامه فرصة الهروب (عسكرياً) إلى الأمام..

ما سمعه رئيس الحكومة سعد الحريري في البيت الأبيض أدى إلى إشاعة التفاؤل ليس في السرايا الحكومية فحسب، وإنما في القصر الجمهوري، فيما رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وكما يؤكد مقربون، بدأ يبشر بنهاية نتنياهو، لكن »الاحتياط واجب«، والدليل أنه منذ الساعة الأولى للعملية العسكرية الإسرائيلية استنفر »حزب الله« قواته ليس في الجنوب فحسب، وإنما في سائر أماكن وجوده، وإلى حد توقع صدام تركي - إسرائىلي على »أرض« المتوسط..

لسنا دولة قبيلة

والمصادر اللبنانية توقفت بدقة عند ما قاله أردوغان »لسنا دولة قبيلة«. تركيا دولة مؤسسات. الشعب هو أم المؤسسات، والقتلى والجرحى مواطنون أتراك (عصمت أينونو الذي انتصر على الجيش اليوناني عام 1939 على ضفاف نهر اينونو الذي أخذ عنه اسمه قال »إن قتلانا لا يذهبون إلى القبور بل يسكوننا«، وقد تباهت بهذا القول ابنة كمال أتاتورك المتبناة صبيحة غوكين التي كانت أول امرأة تقود طائرة في تركيا).

في هذا المناخ، بدأ الحديث عن »مصير« الاستراتيجية الدفاعية. الجلسة كانت مقررة في 3 حزيران/ يونيو ثم أرجئت إلى 17 منه. والآن بدأ الحديث عن إرجاء آخر ليس لأن رئيس الهيئة التنفيذية في »القوات اللبنانية« سمير جعجع سيتغيب عنها لأسباب قاهرة، وإنما لأن من الأفضل انتظار المستجدات الإقليمية والدولية. الآن، لا وقت للأعصاب الباردة، وثمة وزراء ونواب يعتبرون أن الزاوية التي كان بعض المشاركين في طاولة الحوار على الموضوع تغيّرت. الأفضل أن يتراجع السجال، وقد تراجع فعلاً من أجل إطلالة جديدة، مع التوقف عند البيان الذي أصدرته الأمانة العامة لقوى 14 آذار بعد اجتماعها الأسبوعي الأربعاء، فقد أكدت »أن الجريمة الإسرائيلية في حق قافلة السلام البحرية، والتطورات الأخرى المرافقة تثبت، مرة جديدة، الحاجة إلى استراتيجية لحماية لبنان في مواجهة ما يعصف بالمنطقة من تطورات، وهو ما يتطلب من هيئة الحوار أن تأخذ بالاعتبار، خلال بحثها هذه الاستراتيجية، العبر المستخلصة من المواقف العربية والدولية الأخيرة، لا سيما لناحية التفاف المجتمع الدولي حول المرجعيات الدستورية للدول المعنية بمواجهة إسرائىل وأهمية استقطاب الشرعيتين العربية والدولية مع لبنان في حماية حقوقه والدفاع عنها«.

ضوء أخضر أميركي

العبارات صيغت بصورة لافتة، والتباين في تحليل الوضع كان واضحاً على امتداد الساحة اللبنانية، حتى أن أطرافاً من اتجاهات مختلفة لم تتورع عن القول إن تل أبيب لم تكن لتقدم على مثل تلك الخطوة، وفي المياه الدولية، لولا ضوء أخضر من واشنطن التي تريد أن تفهم أردوغان (وبعد اتفاق طهران) أنه لا يستطيع أن ينشط في مسائل حساسة تعني الولايات المتحدة مباشرة »على حسابه«.

لا تنقذوا إسرائىل

الموضوع التركي هو الشغل الشاغل الآن. التعبير استخدمه رئيس مجلس النواب نبيه بري، إن في لقاء الأربعاء في قصر بعبدا أو في اللقاء المماثل مع النواب في ساحة النجمة، متوجهاً إلى »الإخوة في مؤتمر وزراء الخارجية العرب في القاهرة بأن لا يساعدوا على إنقاذ إسرائىل هذه المرة، فالمطلوب على الأقل أن تكون التوجهات أو المقررات حول المواضيع الثلاثة الآتية:

- اتخاذ موقف واحد موحد بكسر الحصار.

- اتخاذ موقف واحد موحد بدعم الموقف التركي المشرّف.

- اتخاذ موقف واحد موحد برفع الغطاء من الآن وصاعداً عن المحادثات الإسرائىلية - الفلسطينية، وبالعكس إعطاء غطاء قوي ودائم لإجراء مصالحة فلسطينية - فلسطينية«.

أضاف »إننا لا نريد القول إننا انتصرنا بالحق، وبالأخير »أكلنا قتلة، وعلينا ترجمة هذا الأمر«، مشدداً على ألا تجهض مواقف العرب الحماس التركي بل أن تكون داعمة له.

وكان لافتاً أن النائب الأرمني تحفظ على ما اعتبره موقفاً حماسياً حيال أنقرة ليشير إلى »أن القضية ليست تركية بل فلسطينية«.

 

أسطول الحرية والمأزق الأميركي  

إيران : نصر تركي رخيص الثمن ..؟

 الدوائر الغربية تتوقع عملاً عنيفاً ضد إسرائيل يمحو آثار خطيئتها

نصائح لإسرائيل بتقديم تنازلات محدودة يرفضها نتنياهو

هل كانت القرصنة الإسرائيلية عملاً محسوباً أم خطأ تكتيكياً

دور تركي إقليمي جديد ورابح وحيد مع أنقره هو النظام السوري

 واشنطن ـ خاص:  المحرر العربي

تواجه السياسة الخارجية الأميركية في الشرق الأوسط مأزقاً حقيقياً في موضوع »أسطول الحرية« والأسلوب الإسرائيلي في التعامل معه وما رافق ذلك من قتل وقرصنة وخرق للقوانين الدولية . ويعتب مراقبون هنا أن الأسلوب الذي اتبعته الحكومة الإسرائيلية يكشف ضعفها أكثر من قوتها وعجزها أكثر من قدرتها . وبالرغم من أن إسرائيل تزعم أن راكبي السفينة قد بادروا جنودها بالهجوم فإن أحداً هنا لا يميل إلى تصديق ذلك لأن ركاب السفينة كانوا عزلاً ولم تستطع القوة الإسرائيلية المهاجمة أن تجد سلاحاً ولو فردياً تستطيع إبرازه لتبرير استخدام القوة . ويعزو تقرير تلقته وزارة الخارجية استخدام القوة الإسرائيلية إلى غرور حكومة نتنياهو وحرصها على إظهار قدرتها أكثر من الحاجة إلى التعامل المسؤول مع أسطول الحرية المسالم والمدني .

ويعتقد مسؤولون كثيرون هنا أن استخدامَ القوة قد أساء إلى إسرائيل أكثر مما خدمها إضافة لإحراج السياسة الأميركية التي تجد نفسها بين خياري حماية إسرائيل استراتيجياً والتعامل مع خطأ قيادتيها السياسية والعسكرية الفادح . غير أن بعض كبار استراتيجيي الدفاع يعتقد أن تركيا نجحت في التعامل مع الأزمة بقدر من تحجيم ردود فعل الشارع وكان يمكن أن يكون أشد وأعنف بحيث يصعب إصلاح ذلك مستقبلاً . مع ذلك فإن محللين استراتيجيين يعتقدون أن من الصعب العودة بالعلاقات التركية ـ الإسرائيلية إلى ما كانت عليه وأن رهان إسرائيل على إيجاد بديل يوناني رهان فاشل ، لأن اليونان محكومة بسياسة أوروبا في المنطقة لا بعلاقاتها الثنائية إضافة إلى أن أردوغان رئيس الوزراء التركي نجح في تهدئة العلاقات التركية اليونانية وسحب الكثير من أسباب التوتر وهو ما يجعل مهمة إسرائيل صعبة إن لم تكن مستحيلة .  

كيف يمكن لإسرائيل أن تخرج من أزمتها ..؟

يعتقد محللون استراتيجيون هنا أن فرصة إسرائيل الوحيدة تكمن في عمل طائش يقدم عليه متطرف فلسطيني أو إسلامي ، وأن إسرائيل سوف تفتح ثغرة في جدارها الأمني بحيث ينسى المجتمع الدولي فعلتها للتعامل مع جريمة إرهابية يقدم عليها فلسطيني يائس أو إسلامي انتحاري . ويؤكد متابعو الشأن الإسرائيلي أن فرصة إسرائيل للخروج من مأزقها تكمن في عمل متطرف يذهب ضحيته عدد من الإسرائيليين .  

ويتداول بعض متابعي قضايا الشرق الأوسط فرضية أن تشجيع إيران على مثل هذا العمل لا يهدف لنصرة القضية الفلسطينية بل لأن الرأي العام العربي والإسلامي أصبح أكثر تعاطفاً مع تركيا ونظامها منه مع نظام إيران ، وهو ما يجعل إيران محتاجة لعمل ما انتحاري في مواجهة إسرائيل يمحو ما يسميه بعض أنصار »إيران النصر التركي رخيص الثمن« .

وقد لاحظ المراقبون أن إيران عادت لتحريك موضوع ملفها النووي بموقف متطرف تريد منه أن تستعيد حضورها الذي غاب وطغى عليه الحضور التركي . غير أن العلاقة التركية الإسرائيلية وما يترتب على جريمة إسرائيل ظلت حاضرة في دوائر القرار الأميركي والأوروبي بحكم ما قد يترتب عليها من تغييرات استراتيجية بعيدة المدى . صحيح أن تركيا ضبطت خطابها وردود فعلها ولكن هذا بالضبط هو ما يخشاه أصدقاء إسرائيل ، لأن ضبط النفس التركي رافقه موقف صلب وانهيار جدي للثقة والعلاقة الاستراتيجية بين أنقرة وتل أبيب وهو ما يفرض إعادة نظر شاملة في كل ما يتصل بالشرق الأوسط ومستقبله . فبعد أن كان المحور التركي الإسرائيلي عامل الاستقرار الاستراتيجي فقد انهار هذا المحور فجأة وغدت إسرائيل وحيدة في بحر من العداء الإقليمي لا تستطيع التعامل معه بالقوة وحدها لا سيما وأن عناصر هذه القوة تتراجع إسرائيلياً ولم تعد كافية لتوفير الأمن الدائم لإسرائيل .

ويؤكد مراقبون متابعون هنا أن أكثر من مسؤول أميركي نصح قيادة إسرائيل بإعادة النظر في استراتيجتها وتقديم قدر من التنازلات في الموضوع الفلسطيني يمنع انهيار علاقاتها الإقليمية . غير أن نتنياهو رد بأن أي تنازل في هذه الظروف سوف يزيد من فرص الإرهاب وأن إسرائيل لا تستطيع التعامل مع »حماس« أو فصائل التطرف الفلسطيني .  

على أن السؤال الذي يشغل دوائر القرار ولم تجد إجابته الواضحة هو : هل كان العمل الإسرائيلي خطأ في التكتيك أم كان محسوباً ، وكيف ستخرج منه واشنطن قبل إسرائيل . هل ستغطيه أم تدينه بما يكفي لامتصاص ردود فعل الحلفاء في المنطقة : تركيا والعرب . ثم ما الغرض الإسرائيلي منه ، إذا كان محسوباً ، وهل أدى المطلوب أم ارتد على إسرائيل بسوء التنفيذ .؟ سؤال آخر : هل يتوقف الفعل الإسرائيلي عند هذا الحد أم أنه سوف يمضي أبعد في الاستفزاز بحيث يفجر حرباً إقليمية يسعى إليها ، وأين ستكون أنقرة وجيشها من هذه الحرب إذا اقتصرت على فلسطين ولبنان »حزب الله« ، وماذا إذا أدخلت إسرائيل طهران في حساب هذه الحرب لتورط معها الغرب ..؟

أسئلة تشغل المراقبين هنا ، ويُلاحظ أن البيت الأبيض بالرغم من انزعاجه الشديد من العملية واعتبار مجموعة الرئيس أن الرئيس أوباما هو المستهدف الأول منها ، فإن الفريق الأمني يميل إلى الإعتقاد أن خطأ ما في مكان ما من المواجهة جعلها تتسع وتتخذ أبعاداً غير محسوبة .

ويؤكد أميركيون ليسوا بعيدين من البيت الأبيض والخارجية أن على إسرائيل أن تدفع ثمناً إذا هي أرادت الخروج من المأزق . أما العناد والمكابرة فسيجعل من هذه القضية كرة ثلج تكبر يوماً بعد يوم وتصبح نقطة سوداء في سجل إسرائيل الذي لا ينقصه المزيد من السواد .

أكثر ما يشغل واشنطن في النهاية هو الموقع الذي ستتمركز فيه أنقره ونظامها في لعبة المنطقة وما إذا كانت قد نجحت في سحب البساط إقليمياً من تحت أقدام أحمدي نجاد والإسلاميين بمن فيهم أصحاب الاعتدال ، ويقصدون السعودية والخليج ومصر .. والنتائج التي ستترتب على إعادة التموضع الإقليمي مع ملاحظة أن هنالك كاسباً وحيداً مع أنقرة حتى اليوم هو سورية التي سبقت بتسوية خلافها مع أنقرة وكسبت حليفاً استراتيجياً.

 

حزب حرَّاس الأرز ـ حركة القومية اللبنانية

عقدت القيادة المركزية لحزب حرَّاس الأرز ـ حركة القومية اللبنانية إجتماعها الأسبوعي، وعرضت الأوضاع العامة للبلاد، وأصدرت البيان التالي:

وسط تأزم الوضع الإقليمي المفتوح على كل الإحتمالات، والمراوحة التي يسجلها الوضع الداخلي على كل المستويات، وفي غياب أي رؤية انقاذية تطمئن المواطن إلى غده وتؤمّن له لقمة عيش كريمة، وتشجعه على البقاء في وطنه وعدم الإلتحاق بقوافل المهاجرين. وبعد طي صفحة الإنتخابات البلدية التي كانت في جزءٍ منها ملهاة للبنانيين عن همومهم الحقيقية، وفي جزءٍ آخر تسابق على الوجاهة لا على التنمية والخدمة العامة... وسط هذا كله جاءَت جريمة ضهر العين لتفتح جرحاً جديداً في جراحٍ لم تندمل بعد، ولتزيد في تعميق الهوة بين أهل البيت الواحد والصف الواحد.

ان هذه الجريمة ليست معزولة في المكان والزمان والذاكرة عن سياقٍ من أحداثٍ مأساوية بدأت أواخر حرب السنتين وبلغت أشدها في مجزرة إهدن عام ۱۹۷۸ التي وصفناها يومذاك بانها شرخ في الرأس، وما زالت تداعياتها مستمرة حتى اليوم من دون ان تلوح في الأفق بارقة أمَل تطوي هذه الصفحة الأليمة المفتوحة على مزيدٍ من الدم... ثم تلتها مجزرة الصفرا في تمّوز من العام ۱۹۸۰، وراحت الإحتقانات تتراكم إلى ان بلغت الذروة في حرب "الإلغاء" عام ۱۹۹۰ التي ألغت كل شيء، وقضت على كل إنجازات المقاومة اللبنانية وتضحياتها، ومهّدت الطريق أمام الجيش السوري لترسيخ إحتلاله وتمديده إلى كافة المناطق اللبنانبة وفرض مشروعه السياسي على لبنان، فكانت بمثابة إنتحار جماعي لمجتمع بكامله كان يُعد نفسه لقيادة البلاد نحو مستقبلٍ واعد وغدٍ أفضل.

وإذا عرضنا لواقع العائلات الروحية اللبنانية، نجدها جميعاً وقد تفاهمت في ما بينها ووجدت الطريقة الفضلى لمعالجة تبايناتها ومشكلاتها، الأمر الذي جعلها تعيش في سلام داخلي، ما عدا العائلة الروحية "المسيحية" الذي يزداد التشرذم في صفوفها يوماً عن يوم وحتى ضمن البيت الواحد، من دون سبب واضح سوى الإصطفاف السياسي الحاد، والتناطح على الكراسي والنفوذ؛ وإذا كان الإختلاف في الرأي دليل عافية وحيوية، إلا انه في ما يتعلق بهذه العائلة الروحية بات مصدر قلقٍ وخوف على المصير.

والأخطر في ذلك ان قيادات هذه الطائفة لم تتعظ بعد من دروس الماضي القاسية، بل هي مستمرّة في غيّها وشحنها للنفوس وكأنها مصمّمة على القضاء على ما تبقى من عافية هذا الشعب وصموده.

اننا ومن منطلق مرافقتنا للأحداث ومراقبتنا لمجرياتها وصراحتنا المعهودة، نحمّل القيادات المارونية الروحية منها والسياسية وبنسبٍ متفاوتة، ومنذ عهد الإستقلال إلى اليوم، المسؤولية الكبرى عن الخراب السياسي والروحي الذي لحق بالبلاد كياناً وشعباً ومؤسسات، وعليه نطالب، اليوم قبل غدٍ، بمبادرة خلاّقة تطوي صفحات الدم والإنشقاق، وتفتح صفحة جديدة من التعاون والتلاقي قائمة على مبدأ التنافس الراقي من أجل المصلحة العامة، مع إحتفاظ كل جهة سياسية بشخصيتها وعقيدتها وخصائصها.

لبيك لبنان

أبو أرز

في ٤ حزيران ٢٠۱٠.

 

الـتـبـــاهي العربـــي بالشَّعــر التركـــي!

بقلم طلال عتريسي/النهار

ثمة اجماع إقليمي ودولي على تعاظم الدور التركي بعدما  نجح قادة حزب العدالة والتنمية في دفعه قدماً بفضل التمسك بمبدأ "العمق الاستراتيجي" من جهة وبسياسة خارجية تقوم على ما يسميه وزير الخارجية احمد داود أوغلو "صفر مشاكل" مع الدول كافة ذات الصلة او الجوار مع تركيا.

نجحت تركيا في تفعيل هذا "الصفر" مشاكل مع عمقها الاستراتيجي. وبات الدور التركي ليس موضع اهتمام فقط بل موضع ترحيب ايضاً. علماً بأن قلة هي الدول التي يحظى دورها بقبول أطراف متعارضة السياسات والمصالح. والأمثلة على تقدم الدور التركي كثيرة. فالعلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة تزايدت، بحسب اعتراف المسؤولين الاتراك، بعد وصول اوباما الى البيت الابيض على المستويات الاقتصادية والسياسية والامنية... والعلاقات مع اسرائيل لم تنقطع لا سياسياً ولا عسكرياً على الرغم من التراجع الذي حصل في تلك العلاقات بسبب الحرب على غزة، واستمرار بناء المستوطنات والاهانة الديبلوماسية التي وجهت الى السفير التركي في تل ابيب، التي سارعت بعدها اسرائيل الى الاعتذار حتى لا تتسع شقة الخلاف بين البلدين. وقامت تركيا بدور الوسيط في المفاوضات غير المباشرة بين سوريا واسرائيل. وقد توقفت هذه المفاوضات بطلب من الجانب السوري بعد العدوان الاسرائيلي على غزة. وطورت تركيا بتوافق مع  سوريا العلاقات بين البلدين، من تجاوز خلاف الماضي، الى فتح الحدود من دون تأشيرات، الى عقد الاتفاقات الأمنية والتجارية والثقافية... كما تقدمت تركيا خطوات من المصالحة في جوارها الاوروبي مع قبرص ومع اليونان. وتشهد العلاقات التركية الايرانية مستوى من الاستقرار تحميه عقود واتفاقات حول التبادل التجاري والاقتصادي وتوريد النفط والغاز بمليارات الدولارات. ومن المعلوم ان تركيا تؤيد "حق ايران" في برنامج نووي سلمي وهي ضد السياسة الغربية -الاميركية في فرض العقوبات عليها. أما ذروة هذا الخط البياني الصاعد للدور التركي فكان في الاتفاق الذي نجح وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو في الحصول عليه من طهران مع زميله البرازيلي في شهر ايار 2010 حول مبادلة الاورانيوم المنخفض التخصيب، بعد تخزينه في الاراضي التركية، بوقود نووي عالي التخصيب تحتاج اليه ايران في ابحاثها الطبية.      

شارك الباحثون العرب في توصيف هذا الدور التركي الصاعد. لكن بعضهم ذهب في امتداحه والاشادة به وبتجربة حزب العدالة والتنمية الى حد الرغبة في "توظيف" هذا الصعود في مواجهة  ايران ودورها في المنطقة. فالأول يسعى الى الاستقرار والى السلم الاقليمي وليس لديه مطامع ولا يشكل تهديداً... والثاني هو بحسب تلك الرؤى العربية على العكس تماماً. فإيران تجلب المشاكل وتتسبب بها، ولديها مطامع ونفوذ... لذا "يجب على الدول العربية الاستثمار في المشروع التركي لأن من حسن حظهم أن عودة تركيا جاءت في الوقت المناسب... واذا ما احسن العرب استغلال موقفها فإن من شأن ذلك مساعدتهم على مواجهة التحديات والخروج من الأزمة الحالية... أما لماذا هذا الأمل بالدور التركي؟ فلأن الدول العربية لا تملك "الادوات المناسبة لفرض رؤيتها في تحقيق السلام والازدهار أو لترويض التمدد الايراني" لذا ثمة مصلحة عربية كبرى في دعم التحرك التركي الذي يحظى بالقبول الرسمي والشعبي في المنطقة"..."(علي حسن باكير، "الحياة" 6/4/2010).

وقيل مثل ذلك من جانب باحثين من بعض دول الخليج العربية في منتدى الجزيرة الخامس الذي عقد في الدوحة – قطر - بين 22 و24 أيار 2010. في حين  رحب البيان الختامي للندوة العلمية التي عقدها مركز دراسات الشرق الاوسط في الاردن حول "احتمالات اندلاع الحرب في منطقة الشرق الاوسط "في 29/5/2010 "بتنامي الدور التركي الصديق للعرب سواء في ما يتعلق ببناء توازن في علاقات الجوار العربي بمختلف دوله، او في ما يتعلق بتوسيع التحالفات العربية لمواجهة الخطر الصهيوني"... بعدما أكد البيان على ان "اسرائيل هي الخطر الرئيس على الأمن القومي والقطري للأمة العربية والاسلامية...".

يتقاطع مؤيدو الدور التركي العرب على:

- النظر بإيجابية شاملة الى هذا الدور،

-  الاعتراف بالعجز العربي عن التأثير في ما يجري في المنطقة، مقارنة بالدورين الايراني والتركي،

- جعل تركيا، الموقع والدور والديموغرافيا والمذهب، في مواجهة ايران.

 ما يمكن ملاحظته مما تقدم  هو اولاً التناقض في رؤية المؤيدين  للدور التركي، بين من يريده الى جانب حركات المقاومة في المنطقة في مواجهة اسرائيل (كما توحي بذلك الخلافات المتنامية بين اسرائيل وتركيا، خصوصاً بعد مجزرة اسطول الحرية المتوجهة الى غزة المحاصرة والتي راح ضحيتها نحو عشرين شهيداً جلهم من الاتراك في 31/5/2010 ) ومن يريد من تركيا تعزيز السلام والاستقرار عبر تشجيع التفاوض مع اسرائيل "لقطع الطريق على تدخل ايران في القضية الفلسطينية". لكن الاجماع بين الفريقين هو على التوازن الذي سيشكله الدور التركي في مواجهة الدور الايراني.

الملاحظة الثانية في هذه المسألة هي ان هؤلاء المراهنين العرب على الدور التركي  يعتقدون بأن تركيا تفكر مثلهم، أو انهم هم يفكرون بدلاً منها. بمعنى ان البعض يظن أن تركيا تعيش هاجس التراجع العربي وهاجس التقدم الايراني على حساب العرب في العراق او في فلسطين، او ان تركيا قلقة لأن العرب  في حالة انحسار  وان عليها ان تشكل رافعة لهم ليستعيدوا التوازن مع القوة الاقليمية الأخرى الصاعدة التي هي ايران. وهنا مكمن الخلل او الغرابة في هذا التصور العربي عن الدور التركي.

 فهل هذا التقدير العربي في محله؟ أي هل يمكن الرهان على جذب تركيا الى جانب جبهة الممانعة ضد اسرائيل؟ أو هل يمكن توظيف دور تركيا لجعلها الى جانب العرب في مواجهة ايران لاسباب استراتيجية او مذهبية؟ وهل تطمح تركيا اصلاً وصناع القرار فيها الى دور مماثل؟

لا شك في أن السياسات التركية قد تغيرت بشكل واضح بعد سقوط النظام العراقي عام 2003. قبل هذا التاريخ لم نلحظ مثل هذا التبدل في تلك السياسات. فقد سمح الفراغ الاستراتيجي الناجم عن هذا السقوط بصعود الدورين التركي والايراني مع ارجحية لإيران في العراق. لكن ما يمكن ملاحظته ان الاهتمام الشعبي العربي والاسلامي بهذا التحول في الدور التركي لم يبدأ الا بعد الخلاف البارز مع اسرائيل بسبب الحرب على غزة، وما اعقب ذلك من توتر بين البلدين بعد  موقف اردوغان الشهير في منتدى دافوس ضد شمعون بيريس بسبب هذه الحرب ايضاً. اما الاهتمام العربي الرسمي بتركيا فتزايد بعد دورها الوسيط في المفاوضات غير المباشرة بين سوريا واسرائيل، من دون ان ننسى بطبيعة الحال العلاقات الاقتصادية المتنامية بين تركيا ودول عربية عدة بما فيها دول الخليج. ومن المؤكد أن  الخلفية الاسلامية لحزب العدالة والتنمية ساهمت بشكل رئيس في ادانة  اسرائيل في اكثر من مناسبة. كما اعتمد هذا الحزب في ذلك على الرأي العام التركي المناهض لاسرائيل ولسياساتها. وهذا يفسر التظاهرة الشعبية الواسعة التي انتظرت اردوغان في مطار اسطنبول بعد عودته من دافوس إثر "مشاجرته" مع بيريس.

لكن الدور التركي تصاعد ايضاً بعد مجيء الادارة الاميركية الجديدة. وتفسير ذلك لا يرتبط فقط بتعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين. فما أتاح صعود تركيا وأدوارها الوسيطة سواء بين سوريا واسرائيل، او مع ايران حول تخصيب الأورانيوم... يعود بالدرجة الاولى الى تراخي القبضة الاميركية التي باتت عاجزة عن ادارة العالم بالقوة او بالتهديد أو بالريموت كونترول، فسمحت لدول صديقة مثل تركيا بلعب ادوار عدة تعتقد الولايات المتحدة انها لا تتعارض مع استراتيجيتها في التعامل مع الازمات التي تواجهها ("ان قدرة الولايات المتحدة على تسوية النزاعات قد انخفضت مقارنة بما كانت في الماضي": مائير داغان رئيس جهاز الاستخبارات الاسرائيلية).

ترافق الأمر مع ادراك تركيا "لعمقها الاستراتيجي" العربي-الاسلامي بعد تراجع فرص عضويتها في الاتحاد الاوروبي. لكن صداقة تركيا مع الولايات المتحدة وعلاقاتها السابقة مع اسرائيل السياسية والعسكرية لن تمنعها من تنفيذ سياسات مستقلة، لا يمكن تجاهل علاقتها بالكرامة القومية التركية، ولا بمفهوم "العالم التركي"، أو بالعثمانية الجديدة، ولا بالانتماء الاسلامي لحكومتها الحالية التي تقود البلاد. وهي سياسات قد تتعارض مع ما تريده هاتان الدولتان أي الولايات المتحدة واسرائيل.

ما يفسر الصعود التركي ايضاً ان القوى الاقليمية الاخرى مثل سوريا وايران وحتى اسرائيل ارادت هذا الدور وشجعت عليه وسمحت له بالنجاح. ما يعني ان عوامل خارجية لا يمكن الاستهانة بها هي ايضاً خلف هذا الصعود التركي. ولو تجاوزت تركيا ذلك الدور الوسيط الى دور آخر أكثر فاعلية فستواجه بلا شك معارضة قد تكون قاسية من الآخرين (المجزرة على اسطول الحرية هي رسالة اعتراض اسرائيلي على الدور التركي الفلسطيني "الجديد". راجع مقالة جهاد الزين حول "المأزق التركي" في جريدة "النهار" في 2/6/2010). هكذا يمكن ان نفترض على سبيل المثال لو ان سوريا (أوحتى اسرائيل) لم ترد تركيا وسيطاً في التفاوض بينهما، وأن ايران لم تمنح تركيا فرصة تخزين الأورانيوم على اراضيها بعدما عيل صبر الغرب طوال سنوات في تحقيق مثل هذا الاتفاق... ولو لم تتوافق المصلحتان السورية والإيرانية مع اختيار تركيا كوسيط، لما كان لهذه الأخيرة مثل هذا البريق، و لا مثل تلك الرهانات على دورها... وعلى سبيل المثال فإن السلطة الفلسطينية اردات الولايات المتحدة وسيطاً في المفاوضات غير المباشرة المزمعة مع اسرائيل، وليس تركيا او أي دولة أخرى... ما يعني ان  استراتيجية "صفر مشاكل" لا تعتمد فقط على ما تقرره اسطنبول وحدها بل على ما يريده الآخرون ايضاً من صفر مشاكل او من علامات اعلى من ذلك بكثير...

ان الرهان العربي على دور تركي "لاستعادة التوازن" في مواجهة الدور الايراني، والرهان العربي على "الاستفادة من تركيا" التي جاءت في الوقت المناسب" للخروج من الأزمة ومواجهة التحديات" غير مفهوم وغير منطقي اذا نظرنا الى شبكة العلاقات التي تنسجها تركيا وتحد في الوقت نفسه من سقف الدور المرتقب منها ومن العبء الذي يريد البعض ان يلقيه مجاناً على كاهلها. فتركيا على سبيل المثال لا تزال عضواً في الحلف الاطلسي، وهي تعترف باسرائيل، ولها معها اتفاقات ومعاهدات عسكرية لا تزال مستمرة. لكن ذلك لا يمنع تركيا من انتقاد اسرائيل بقوة ومن ادانة عدوانها على غزة. وقد أوقفت تركيا المناورات العسكرية الثلاث المشتركة التي كانت ستجريها مع اسرائيل بعد مجزرة اسطول الحرية ... ومن المعلوم ان تركيا  لم تتحدث يوماً عن دعم المقاومة في فلسطين او في لبنان. ولم تشكك في شرعية وجود اسرائيل... وتركيا في موازاة ذلك كله تلتزم علانية سقف التسوية في "الصراع العربي - الاسرائيلي"  وتعلن تأييدها المبادرة العربية للسلام، والتفاوض مع اسرائيل لحل هذه القضية. وهي مثل باقي الدول العربية والاوروبية تؤيد إقامة دولة فلسطينية الى جانب دولة اسرائيل. ولم نسمع يوماً انتقاداً تركياً للدور الايراني في العراق.

واستراتيجية "صفر مشاكل" بالنسبة الى تركيا تنطبق على ايران مثلما تنطبق على اسرائيل. إلا ان اسرائيل هي التي تدفع تركيا بعيداً عنها... وعندما تنتقد تركيا اسرائيل او تختلف معها فإن الأمر يعود بالدرجة الأولى، الى الغضب  من سياسات اسرائيلية محددة تجاه الشعب الفلسطيني او تجاه تركيا نفسها... فكيف يمكن في هذه الحال "الاستفادة" من دور تركي للتوازن مع الدور الايراني اذا كانت العلاقات التركية الايرانية هي علاقات ممتازة؟ فتركيا على سبيل المثال تنسق مع ايران بشأن قضايا عدة في العراق، من وضع الاكراد الى حكومته المستقبلية. وقد وقعت  ايران مع تركيا اتفاقاً لنقل الغاز الايراني الى اوروبا عبر تركيا، ويتوقع ارتفاع حجم التبادل التجاري بين البلدين سنة 2012 الى  30 مليار دولار. وهذا ما لا يمكن تجاهله عند الرهان على دور تركي في مواجهة الدور الايراني لأن ايران بخلاف تركيا تماماً في مواقفها من المقاومة ومن وجود اسرائيل ومن السياسات الاميركية في المنطقة، التي لم تنتقدها تركيا  في أي من التحولات التي حصلت منذ سنوات، ولا حتى بعد رفض أوباما ادانة اسرائيل التي قتلت المواطنين الاتراك على متن السفينة مرمرة ضمن اسطول الحرية المتجة الى غزة المحاصرة.

 إن الابتعاد التركي عن اسرائيل مهما كانت اسبابه ومهما كان حجمه أو مستواه هو بلا شك في مصلحة الفلسطينيين، وليس في مصلحة اسرائيل. وهو في الوقت نفسه في مصلحة ايران ايضاً. ويمكن الاستفادة كثيراً من المواقف التركية في مسار الصراع المفتوح مع اسرائيل. لكن المشكلة ليست هنا بل في "الاعتماد العربي" على تركيا تارة لادانة اسرائيل والنيل منها وطوراً لمواجهة ايران وتحقيق التوازن معها. علماً بأن استراتيجية "صفر مشاكل" في الداخل ومع الجوار أو ما كان يعرف سابقاً في تركيا بـ"سلام في الداخل /سلام في الخارج" يعني ان تركيا لا يمكن ان  تكون، بمثل تلك السهولة، في الموقع المذهبي في مواجهة ايران كما يظن بعض المتفائلين العرب. فكيف اذا اضفنا الى سياسة الصفر هذه علمانية الدولة "العسكرية" وملايين العلويين الذين لا يمكن تجاهل ردود  فعلهم لو تحولت تركيا الى "سياسات سنية" مذهبية؟ إن مثل هذا التحول يفترض تغييراً جذرياً في خيارات تركيا الاستراتيجية، ما سينعكس حتماً على استقرارها الداخلي الديني والاجتماعي...

إن الاجماع العربي على تقدم الدور التركي وعلى تراجع الدور العربي لا يمكن ان يدفع تلقائياً  الى الاستنتاج بأن على العرب "الاستفادة من تركيا" للتوازن مع ايران. فما يفكر فيه بعض العرب ليس بالضرورة هو ما تفكر فيه تركيا. وما تعتقده تركيا  مصالحها الاستراتيجية وما يشغل بالها حول دورها المستقبلي لا يستند الى مخاوف العرب ورغباتهم، ومشكلة تركيا الاستراتيجية ليست ايران ولا حتى اسرائيل، بل ربما كانت مشكلتها هي تركيا نفسها. ومن يمكنه القول ان تركيا حريصة على علاقاتها العربية اكثر من حرصها على علاقاتها مع ايران؟ واذا كان المثل العامي يقول "أن القرعة تتباهى بشعر اختها" فإن الأمر لا ينطبق على علاقات الدول ومصالحها.

(استاذ جامعي)      

 

قبلان يدعو الى التمثل بتركيا وانتصارها للشعب الفلسطيني

المركزية - رأى نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان في خطبة الجمعة "إن ما جرى قبل ايام من انتهاكات صهيونية لحقوق الإنسان يكشف حقيقة إسرائيل من جديد باعتبارها شر مطلق، وغدة سرطانية تفتك بالإنسان وتنتهك حرمته في أعمالها الشنيعة، لذلك نطالب الأمم المتحدة ومجلس الأمن وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي التمثل بالحكومة التركية التي برهنت عن مصداقية فانتصرت للشعب المظلوم في غزة وكل فلسطين، فانتفضت تركيا ووضعت الحدود لإسرائيل ورفضت التعامل معها كما في السابق، وهي اليوم غيرت وبدلت طريقة تعاملها وتحركت من جديد لمحاربة الشر المطلق فتركيا تقوم بدور مميز ورائد وكريم". وعزى قبلان تركيا بشهدائها متمنيا لها النجاح والدوام في نصرة الحق وإن تظل صوت العدالة ، فالطريق فتحت وأقفلت معابر الوهم وتحطمت أصنام الوثنية من جديد فالانتفاضة التركية دليل جديد على استفاقة تركيا من سباتها لتعطي الناس حقوقها، فتركيا بلد إسلامي يدير الأمور بحنكة وشفافية وتدبير حكيم ومسعى رصين واستقامة في الفكر والعمل، لذلك نطالب العالم إن يجمع أمره ويلم شمله ليقول كلمة الفصل "لا للمحتل ولا للظالم والمتكبر" ويجب إن تعاقب إسرائيل بقطع العلاقات معها واتخاذ موقف حازم وجريء بمحاصرتها ومعاقبتها فالتحرك العالمي بدأ عندما تحركت السفن لإنقاذ غزة، فلماذا السكوت والإهمال عن معاناة الفلسطينيين نحن لا نريد ظلم احد إنما نريد رفع الظلم والاحتلال عن أهلنا وشعبنا ليعيش بسلام".

ودعا قبلان الدول الإسلامية الى إن تحذو حذو تركيا والعرب في السير خلف تركيا للمطالبة بإعادة الأرض إلى أهلها وعودة فلسطين لشعبها وتحرير القدس من إسرائيل ومن يدعمها، وعلى الجميع إن يعيدوا حساباتهم ويراجعوا أنفسهم ليكونوا عصبة واحدة تعمل لإنقاذ الإنسان وتحريره وتوفير الأمن والاستقرار له، فلا داعي للتأجيل بل علينا إن نبادر لعقد اجتماعات عاجلة لنتفاهم ونتشاور لإنقاذ المظلومين من أهلنا.

وخلص إلى القول إن الصهاينة شذاد الأرض وهم قراصنة يقتلون ويهددون العرب ويهددون الناس على مرأى ومسمع العالم، وعلينا إن ندافع عن أرضنا وإنساننا ليعيش هذا الإنسان باستقرار واطمئنان، إن إسرائيل وجدت لتقتص من العرب وتنتقم لانتصاراتهم السابقة التي حققها المسلمون انطلاقا من شبه جزيرة العرب، وعلى المسلمين إن يجمعوا كلمتهم برأب الصدع ونسيان الماضي وفتح صفحة جديدة للتعامل في ما بينهم لنكون خير امة أخرجت للناس فالأمة خيرة بإيمانها وإسلامها وتقواها وعدالتها وإنسانيتها، نحن ندين الإرهاب والعنف والقتل العشوائي لاننا طلاب حق وعدالة، نطالب بالسير على خطى واضحة وثابتة.

 

توتر العلاقة التركية ـ الاسرائيلية لن يبلغ حد القطيعة وروسيا لا تستعجل العقوبات على ايران الاسد في الاليزيه ونجاد يتحدّى اسرائيل ونصر الله يعلن اجراءات

المركزية - على رغم ان تداعيات "مجزرة المتوسط" لم تنته فصولا بعد شأنها في ذلك شأن التظاهرات المنددة التي تعمّ مختلف البلدان مستأثرة بالاهتمام السياسي المترافق مع ردود فعل عربية ودولية، الا ان الانشغال المحلي بالملفات الداخلية عاد ليستقطب دائرة الاهتمام في ضوء السجال الذي تفاقم في الساعات الماضية لا سيما بين رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس فؤاد السنيورة، على خلفية كيفية صرف مبلغ الـ11 مليار من خارج الموازنة, في الاعوام الماضية، ما ينذر ببوادر ازمة سياسية ينتظر ان تستفحل وتخرق الهدوء السياسي ان لم يسارع المعنيون الى تدارك الامر.

قطيعة ام مناورة: فعلى الخط الخارجي، لا يزال الحراك الاقليمي والدولي على زخمه تطويقا لمضاعفات الازمة المستجدة بين تركيا واسرائيل وسط ازدياد التساؤلات عن مستقبل العلاقات بين البلدين وهل ستصل الامور الى القطيعة بينهما ام ستنجح محاولات رأب الصدع واصلاح ذات البين، علما ان اوساطا مراقبة تعتبر ان ما حصل خدم تركيا بطريقة غير مباشرة وجعلها تستفيد باعادة الاضواء عليها مجددا بعد سحب الورقة الفلسطينية من يد ايران، من خلال قيامها بلعب دور محوري واساسي لانجاز السلام، او على الاقل حل النزاعات وتثبيت الاستقرار الاقليمي.

وفيما يؤكد مسار الاحداث أن الامور ذاهبة الى القطيعة بين البلدين، استبعد هؤلاء المراقبون ان تبلغ الامور هذا الحد، وقد تعمد اسرائيل الى محاولة استرضاء تركيا، ومن بين المقترحات الاسترضائية القبول بمباشرة وساطتها المتوقفة مع سوريا، علما ان نائب رئيس الوزراء التركي اعلن ان تركيا قد تقلص علاقتها بإسرائيل الى ادنى حد وان بلاده عاكفة على مراجعة الاتفاقات مع اسرائيل.

نجاد والتغيير: الى ذلك، برز موقف واضح للرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الذي توقع اليوم أن يؤدي الدعم الذي يقدمه رئيس الادارة الاميركية الحالي لاسرائيل الي نهاية حكومته. مشيراالى العدوان على قافلة الحرية ليؤكد أن أي هجوم آخر يؤدي الى انهياره.

ونصح" حماة الكيان الصهيوني بإحترام حقوق الشعوب" داعيا اياهم "الى الغاء هذا الكيان كما بادروا الى بنائه في السابق".

وفي اشارة تحد لاسرائيل اعلن " ان آلاف السفن ستنطلق من شتى ارجاء العالم الي غزة في اطار قوافل الحرية قريبا ".

وكان قائد الثورة الاسلامية في ايران علي خامنئي اشار الى ان العالم يشهد تطورات كبيرة تنبئ بتغيير المعادلات العالمية وان الحصار الاسرائيلي على غزة خطوة وحشية بدعم اميركي بريطاني منتقدا الصمت الغربي والعربي على الجرائم الاسرائيلية في المنطقة.

وفي تطور لافت، نقلت وكالة "انترفاكس" الروسية للانباء عن سيرغي لافروف وزير الخارجية اشارته الى ان روسيا والصين يرفضان التعجيل في التصويت في مجلس الامن على قرار بفرض عقوبات جديدة على ايران.ونقلت عن لافروف في العاصمة الصينية بكين "نحن ضد الضغط من اجل اجراء تصويت"، مشيرا الى "ان المصالح الاقتصادية الروسية والصينية وضعت في الاعتبار في مسودة القرار". وفي السياق نفسه، تشخص الانظار الى الكلمة التي سيلقيها مساء اليوم الامين العام لحزب الله حسن نصر الله وما ستتضمنه من مواقف واجراءات في خلال "مهرجان التضامن والتكريم" للمشاركين في "اسطول الحرية".

الاسد في باريس: وفي التحرك الدولي أعلنت الرئاسة الفرنسية أن الرئيس نيكولا ساركوزي سيستقبل اليوم نظيره السوري بشارالأسد لاجراء محادثات تتمحورحول القضايا الثنائية وعملية السلام في الشرق الأوسط واستشراف تداعيات جريمة الاعتداء الدموي الاسرائيلي على "اسطول الحرية".

تجدر الاشارة الى ان زيارة الاسد لباريس هي الثانية له اذ انه كان زارها في تموز2008 على هامش مشاركته في مراسم اطلاق الاتحاد من أجل المتوسط. كما حضر العرض العسكري لمناسبة العيد الوطني الفرنسي في 14 تموز من العام نفسه.

أما الرئيس لفرنسي فزار دمشق مرتين منذ انتخابه في ايلول 2008 وفي كانون الثاني 2009. وستركز محادثات اليوم بين الرئيسين السوري والفرنسي على الوضع في الشرق الأوسط بين اسرائيل والفلسطينيين.  وكانت جلسة محادثات فرنسية - قطرية انعقدت مساء امس في قصر الاليزيه بين الرئيس ساركوزي ورئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني وتناولت قضايا اقليمية ودولية .

موازنة وسجال: وبالعودة الى الشأن الداخلي، فقد تقدمت العناوين السجالية على ما عداها واستبعدت مصادر سياسية ان يؤثر السجال المستجد على اقرار الموازنة .

مصادر الرئيس السنيورة قالت لـ "المركزية" ان من حق رئيس مجلس النواب والمجلس ان يسألوا عن الانفاق وارقامه لكن المستغرب ان هذا الامر يحصل عبر وسائل الاعلام فيما يجب ان يحصل عن طريق المؤسسات في مقدمها مجلس النواب وليس عن طريق وسائل الاعلام.

وفي سياق توضيحي، قال وزير الصحّة محمد جواد خليفة أنّ كلام الرئيس بري تناول مبلغاً من المال تخطّى الانفاق المعتمد على القاعدة الإثني عشريّة ولم يوجّه إتهامات بقدر ما طلب توضيحات من الحكومة، وذلك من حقّ المجلس النيابي ان يعرف مثل هذه الحقائق، وان برّي لا يثير الجدل كطرف سياسي، إنّما كرئيس لمجلس النواب وهو ملزم بموجب الدستور ان يبحث هذا الموضوع مع الأخذ بعين الاعتبار الأوضاع القائمة وكل ما رافق بداية معالجة مشروع قانون الموازنة توصّلاً لتطبيق الأمور الدستوريّة، نافياً أن يكون موقف برّي بقصد زعزعة الحكومة.

ويواصل مجلس الوزراء بعد ظهر اليوم البحث في الأوراق القانونية للموازنة بعدما فرغ من البحث في موازنات الوزارات واحدة بعد أخرى. وقالت مصادر وزارية لـ"المركزية" ان مجلس الوزراء لن ينتهي اليوم من درس الموازنة لأن عليه ان ينهي قطع الحساب عن السنوات الأربعة الماضية وان الجدل القائم لا يمكن ان يؤثر في مجرى البحث. ذلك ان وزارة المال ستقدم في الأسبوع المقبل ما سمّي بـ "لائحتها الجوابية" حول مصير المبالغ التي صرفت مؤكدة أن الحديث عن الأمر بالإيحاء بان هناك فضيحة غير صحيحة ولا ضرورة للإشارة الى مثل هذا التوجه.

 

"

 

 

 

السيد نصرالله: اهم ما انجزه اسطول الحرية اعادة الاهتمام العالمي بقضية حصار غزة 

خاص موقع قناة المنار - محمد عبد الله

 

 04/06/2010 اكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ان ما جرى لاسطول الحرية الذي كان متوجهاً لكسر الحصار على قطاع غزة شاهد اضافي على الطبيعة العدوانية للعدو الاسرائيلي وعلى الطبيعة الوحشية منذ تأسيس هذا الكيان الذي تأسس على الاجرام والمجازر، وانه شاهد على فتكه بالمدنيين العزل، وعلى ارهاب الدولة الذي تمارسه اسرائيل. كما انه شاهد على عدم احترامها لأي قيمة واي قوانين او علاقات دبلوماسية وعلى ان اسرائيل تعتبر نفسها فوق القانون وان كل شيء مباح فوق القانون والاعراف والديانات من أجل مصالح اسرائيل.

 

الامين العام لحزب الله وفي كلمة له عبر شاشة عملاقة في مهرجان التضامن والتأييد للشعب الفلسطيني المحاصر وتكريماً الشهداء والمناضلين الذين كانوا على متن اسطول الحرية الذي كان يسعى لكسر الحصار على قطاع غزة اكد اننا امام حدث عظيم في سياق صراع شعبنا مع هذا العدو المحتل المغتصب، وان ما جرى وشاهد على ان هذا العدو يستخف بالجميع ولا يحسب لأحد حساباً، ورسالة لكل الذين ينظرون او يتطلعون الى يوم يتصورون فيه الى ان السلام والعلاقات الدبلوماسية تحمي شعوبهم.

السيد نصرالله اكد ايضاً ان ما جرى في البحر الأبيض مع اسطول الحرية شاهد جديد على ان الادارة الأميركية الحالية ما زالت تلتزم بالمطلق خط الدفاع عن اسرائيل وجرائمها ومنع ادانتها وتمييع مطالب التحقيق حيث تذهب الادارة الأميركية الى الاعتبار ان ما فعلته اسرائيل حق دفاعها الطبيعي. كما اشار الى ان ما جرى يكشف زيف الحكومات في الدول التي تدعي الدفاع عن كرامة وحقوق الانسان، حيث ان الكثير من هذه الدول لاذ بالصمت لأن اسرائيل ارتكبت الجريمة، وان ما جرى يكشف طبيعة العجز العربي في مواجهة الاستحقاقات الأخيرة.

 

واذا شدد على ان اسرائيل اخطأت في الحسابات حيث تصورت ان عدوانها سيجعل القيادة التركية تتراجع بل انها تفاجأت بردة الفعل التركية على مستوى السلطة والشعب، اعتبر ان لهذا الحدث تداعيات في العالم وان نتائج تحققت، وان هذا الحدث كان فاعلاً، وان دماء الشهداء انجزت الكثير.

 

واوضح الامين العام لحزب الله ان اهم ما انجزه اسطول الحرية انه اعاد الاهتمام الى العالم قضية الحصار المفروض على غزة والذي نسيه العرب والعالم وان هذه الدماء والحناجر استطاعت ان تفرض هذه القضية على جدول اعمال كل حكومات العالم، كما استطاع اسطول الحرية ان يفرض على العالم اطلاق دعوات كما سمعنا من بان كي مون (الامين العام للامم المتحدة) لفك الحصار عن غزة ودعوات من روسيا وغيرها، هذا لم نسمع به قبل اسطول الحرية.

واشار السيد نصرالله ان من النتائج المباشرة ايضا قيام الحكومة المصرية مشكورة بفتح معبر رفح وهذه نتيجة طيبة لاسطول الحرية، كما ان ما جرى اوجد جواً مناسباً لحراك فلسطيني نحو المصالحة، موضحاً ان ما جرى سيعقد على العدو اي تفكير او تخطيط على عدوان او غزة، كما انه مصداق جديد للفشل الاسرائيلي والارتباك والعجز في القيادة الاسرائيلية.

الامين العام لحزب الله اوضح ان اسرائيل بدأت تحصي الخسائر وان ما قامت به هو حماقة حيث كان يمكن لهذا العدو مصادرة الاسطول دون الاقدام على مجزرة كما فعل. واكد ان الاحساس الاسرائيلي بالعبء واضح. واشار سماحته الى ان من بين النتائج المهمة لما جرى لاسطول الحرية ايضاً الموقف الكويتي حيث طلب مجلس الأمة الكويتي ووافقت الحكومة وقررت الانسحاب من المبادرة العربية، وتساءل هل هناك مجالس نيابية اخرى بالعالم العربية تقتضي بهذه الخطوة. واوضح ان ما فعلته اسرائيل بأسطول الحرية يحرج الاعتدال العربي ودعاة التطبيع الموجودين بوقاحة.

 

 

واذا اعتبر الامين العام لحزب الله ان هناك فرصة ممتازة اليوم لفك الحصار عن غزة اشار الى ان ذلك يتطلب المزيد من اساطيل الحرية المتجهة الى غزة، ودعا الى ان يتشكل اسطول ثان وثالث ورابع وغيرها، حيث يسقط بذلك هدف اسرائيل بالتفكير من جديد بالقيام بخطوات مشابهة، وان القيام بخطوات مشابهة يشير للاسرائيلي انه فشل في خطته، كما ودعا للمزيد من المشاركة اللبنانية المتنوعة في اسطول الحرية رقم 2.

 

 

وناشد الامين العام لحزب الله الجميع للعمل على ابقاء معبر رفح مفتوحاً وتوجه بالمناشدة للقيادة المصرية، كما دعا للتضامن جميعاً دول جامعة الدول العربية وشعوب العالمين العربي والاسلامي والوقف الى جانب القيادة المصرية حيث لم يتمكن عندها احد ان يحرجها ويجبرها على اغلاق معبر رفح.

كما دعا السيد نصرالله الى مساندة الموقف التركي الذي سيتعرض للكثير من الضغوط، وان هناك ضغوطاً ستمارس على تركيا لعدم اندفاع تركيا الى موقع متقدم من الجهة العربية بالصراع العربي الاسرائيلي ولمنع تدهور علاقتها مع اسرائيل.

السيد نصرالله واذ دعا للعمل على ابقاء قضية غزة في دائرة الاهتمام العالمي وتحويل القضية الفلسطينية الى قضية عالمية وقضية انسانية، اوضح ان اسطول الحرية فتح الباب مجدداً لاعادة القضية الفلسطينية الى الاهتمام العالمي لتصبح قضية عالمية. كما دعا سماحته لمواصلة المطالبة بالتحقيق الدولي لانه سيحرج اسرائيل لانها سترفضه، كما ويجب رفع قضايا على القادة الاسرائيليين حيث امكن في كل العالم.

 

وختم الامين العام لحزب الله بالدعوة الى مواصلة العمل لنكون اقوياء وواثقين من مواقفنا، والعمل على كسب الاصدقاء وحفظهم، واعتبر ان الشعب التركي يعيد اليوم تركيا الى الامة كما وشدد على ضرورة العمل ليكون لدينا ولدينا قوة الحق وان نمتلك قوة القوة لأننا في عالم لا يحترم الا الاقوياء، وقال : "اهم شيء ان نحتفظ بالمقاومة في لبنان وفلسطين و على امتداد امتنا، بوجود امثال الذين شاركوا باسطول الحرية وبوجودكم، اسطول الحرية لن يقف عند حد يوم بل سيستمر لتكون الحرية لهذه الامة وللقدس وفلسطين وغزة من نير المشروع الاسرائيلي الاميركي".

 

 

وهنا نص الكلمة كاملة:

 

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين أبي القاسم محمد بن عبد الله وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الأخيار المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.

السادة العلماء السادة النواب السادة الوزراء الأخوة والأخوات أيها الحفل الكريم السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته.

أودّ في البداية أن أتوجه بالشكر الجزيل لكم جميعا على تلبيتكم السريعة للدعوة إلى هذا اللقاء التضامني التكريمي الذي هو جزء من مسؤوليتنا, وهذا الحضور الكبير والسريع ليس مفاجئا على الاطلاق, ألستم أشرف الناس وأطهر الناس وأكرم الناس.

أيها الأخوة والأخوات: في هذا اليوم المبارك والعظيم أود في البداية أن أشير إلى بعض مناسباته الجليلة إسلامياً ووطنياً ثم نعبر إلى أسطول الحرية والكرامة والعزة والشهامة.

في البداية أتوجه اليكم بالتبريك في الذكرى العطرة للولادة الميمونة لبضعة خاتم الانبياء (ص) وريحانته وروحه التي بين جنبيه الصدّيقة الطاهرة سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام, وأيضاً أود في هذا اليوم الذي يناسب أيضا ذكرى رحيل إمام المستضعفين وقائد الثائرين والمجاهدين والمقاومين, محيي قيَم الأنبياء وباعث النهضة والصحوة ومشاعر الإباء سماحة الإمام السيد روح الله الموسوي الخميني رضوان الله تعالى عليه لأتقدم من سماحة الامام القائد آية الله العظمى السيد الخامنئي دام ظله ومن الشعب الإيراني المجاهد ومن جميع محبي ومؤيدي وعشاق هذا الإمام بأسمى وأرفع آيات العزاء والمواساة. ووطنياً من الواجب أيضاً أن نتوجه في الذكرى السنوية لاستشهاد رئيس الحكومة الأسبق الرئيس الشهيد رشيد كرامي إلى عائلته وإلى أهله وإلى محبيه وإلى الشعب اللبناني في هذه المناسبة الوطنية التي استشهد فيها رجل كبير من رجال هذا الوطن، رجل الوحدة والمقاومة والوطنية والعروبة والإباء, ثم تتوجه عقولنا وقلوبنا وأبصارنا الى من توجه اليهم أسطول الحرية، إلى أهلنا الصابرين الصامدين المقاومين الثابتين الشرفاء في قطاع غزة, الذين واجهوا كل أشكال الحصار والعدوان والقتل والتجويع ونوجه إليهم التحية وإلى كل شعبنا الفلسطيني العزيز والمظلوم والمجاهد والثابت على حقوقه في أراضي 1948 وفلسطينيي 48 وليس فقط عرب 48, وإلى أهلنا في الضفة وفي القدس وإلى شعبنا الفلسطيني في كل أرض الشتات, ثم إلى من جمعنا أسطولهم وشموخهم وشجاعتهم وتضحيتهم, التحية إلى كل المشاركين في أسطول صنع الحرية, إلى جرحاهم إلى شهدائهم إلى سهرهم وتعبهم، إلى خوفهم وشجاعتهم إلى ثباتهم إلى دمائهم ودموعهم وآهاتهم وصرخاتهم, بطبيعة الحال يجب في أرض لبنان أن أخص بالتحية البعثة اللبنانية وكل الأخوة اللبنانيين الأعزاء فرداً فرداً الذين شاركوا في هذا الاسطول ليكونوا رسل المقاومة اللبنانية بكل أطيافها وأحزابها ليكونوا رُسُل الإرادة اللبنانية والعزم ورسل العزم والثبات والتضحية والشهادة التي صنعت الانتصار في لبنان, ولنعبّر في هذا اليوم بالاعتزاز الكبير بالشهداء الذين نجتمع لتكريمهم, الشهداء الذين شاء الله تعالى أن يكونوا جميعا من جنسية واحدة، ليس في هذا لهو ولا عبث ولا صدف, وانما مشيئة الله هو الذي يختار الشهداء من بين الناس واختارهم جميعا من هذه الجنسية لحكمة يريدها ويرضاها.

أتوجه باسمكم جميعاً لعوائل الشهداء الأعزاء الأتراك بالتبريك والتعزية كما هي عادتنا, التبريك لحصول أعزائهم على هذا الشرف وهذا الوسام الإلهي الرفيع, والتعزية على فقدان الأحبة والأعزّة, ومن خلالهم أوجه التحية إلى الشعب التركي الذي توحّد خلف أسطول الحرية وخلف شهداء هذا الأسطول وإلى القيادة التركية التي استطاعت أن تثبت حضورها وشجاعتها وحكمتها في إدارة هذه المواجهة.

أيها الأخوة والأخوات: اليوم نحن أمام حدث كبير وعظيم في سياق صراع أمتنا وشعوبنا مع العدو المحتل الغاصب لفلسطين والمعتدي على شعوب أمتنا وأراضينا ومقدساتنا ومنطقتنا. نحن نفهم ما جرى في هذا السياق, اسمحوا لي في الوقت المتاح أن أوزع كلمتي على العناوين وكلها ترتبط بهذا الحدث وما بعده, أولاً توصيف الحدث, ثانياً الدلالات والعبر, ثالثاً النتائج, رابعاً ما يجب أن نعمل وأن نفعل وأن نوظّف.

في التوصيف كلمة مختصرة لأنكم واكبتم وشاهدتم كل شيء, هناك أسطول مؤلف من مجموعة سفن، بعضها ينقل أفراداً وبعضها ينقل مؤناً، توجه إلى قطاع غزة لهدف واضح ومحدد وأساسي, وهو كسر الحصار عن أهل غزة, وتألف هذا الأسطول من مئات الاشخاص, ومن شخصيات ينتمون إلى عشرات الجنسيات, ومن رجال دين مسلمين ومسيحيين ونواب ونخب ورجال ونساء, وكان من بينهم أيضاً ـ وأنا أقصد بهذه الاشارة لنعود اليها بالدلالات والنتائج ـ وكان من بينهم من ينتسب أيضاً الى دول  دول تقيم معها إسرائيل علاقات دبلوماسية، وكان العدد  الأكبر أو العدد الكبير ينتمون إلى التابعية التركية، الدولة التي تقيم معها إسرائيل منذ زمن طويل علاقات دبلوماسية وعسكرية وأمنية واقتصادية, تم مهاجمة أسطول الحرية في المياه الدولية في قرصنة علنية ومكشوفة وواضحة وتم ارتكاب الجريمة والمجزرة مما أدى إلى استشهاد تسعة شهداء أتراك وجرح  العشرات من المتضامنين, وتم احتجاز كل المتضامنين وسوقهم إلى التوقيف وإلى السجن ومصادرة المؤن والسفن وتم لاحقاً وبسرعة نسبية، هنا أيضاً أنا أوصّف لأن لذلك علاقة بالدلالات، تم لاحقاً وبسرعة نسبية إطلاق سراح جميع المعتقلين المخطوفين, هذا في التوصيف بايجاز والصورة واضحة عندكم ولكن أردت التوصيف ليساعدني في الإشارة إلى الدلالات.

 

ثانيا في الدلالات والعبر: هذه الجريمة والمجزرة هي شاهد إضافي على الطبيعة العدوانية لهذا العدو، على الطبيعة الوحشية، على الطبيعة الراسخة في هذا الكيان منذ تأسيسه، وهو كان قد تأسس على ارتكاب المجازر والجرائم, هذا شاهد جديد على فتكه بالمدنيين العزّل من الرجال والنساء ودون اعتبار, هذا شاهد جديد على إرهاب الدولة التي تمارسه إسرائيل, وعلى عدم احترام إسرائيل لأي قيم إنسانية وأخلاقية ولأي قانون دولي أو أعراف دولية واتفاقات دولية أو علاقات دبلوماسية، (وهذا شاهد) على أن إسرائيل تعتبر نفسها فوق القانون فكل شيء مباح، فوق القانون وفوق الأخلاق وفوق الشرائع السماوية وفوق الديانات فكل شيء مباح من أجل مصالح إسرائيل واعتباراتها, وهذا شاهد جديد أيضاً على أن هذا العدو يتصرف أنه فوق العقاب وفوق المحاسبة وفوق المساءلة من هذا العالم, وشاهد جديد على أن الإسرائيليين يقتلون ويقتلون، حملتَ السلاح أم لم تحمل السلاح, كنت أعزلاً أم كنت مدججاً بالسلاح, وهذه عبرة لمن يقول أن السلاح ذريعة للعدوان, هل كان المتضامنون في أسطول الحرية يحملون السلاح ليكون ذريعة لقتلهم وسفك دمائهم وإلقاء أجساد بعضهم في البحر؟ وشاهد على أن هذا العدو يستخف بالجميع، بالدول، بالشعوب بالمجتمع الدولي، بالعالم كله, ولا يحسب لأحد حساباً، حتى للدول التي يقيم معها علاقات دبلوماسية أو يعقد معها اتفاقيات عسكرية وأمنية أو ما شكل, وهذه رسالة لكل الذين ينظرون أو يتطلعون إلى يوم يتصورون فيه أن السلام ممكن مع هذا العدو القاتل وأن العلاقات الدبلوماسية تحمي مواطنيهم أو تحمي شعوبهم.

في الدلالات والعبر ما جرى في البحر الأبيض المتوسط مع أسطول الحرية وما بعده من ردود الأفعال شاهد جديد على أن الإدارة الأمريكية ما زالت، الإدارة الحالية، تلتزم بالمطلق خط الدفاع عن إسرائيل وعن جرائمها ومجازرها, ومنع إدانتها ومساعدتها على الإفلات من العقاب وحتى تمييع مطالب التحقيق، بل أكثر من ذلك، تذهب الإدارة الأمريكية إلى اعتبار أن ما قام به العدو هو حقه الطبيعي كما قال نائب الرئيس الأمريكي بايدن, وهنا يتوجه السؤال إلى أصدقاء أمريكا وإلى المراهنين عليها وعلى التغيير في سياستها الشرق أوسطية ليتأكد لهم من جديد أن كل شيء يمكن أن يتغير في السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط إلا ثابت واحد هو إسرائيل ومصالح إسرائيل وأمن إسرائيل وحماية إسرائيل في أن ترتكب ما تشاء من المجازر حتى بحق من ينتمي إلى دول هي في تحالف عسكري مع الولايات المتحدة الأمريكية.

ما جرى أيضاً، في الدلالات والعبر، يكشف عن زيف الحكومات والدول في العالم التي تدعي الحماية والدفاع عن حقوق الإنسان وعن حرية الإنسان, وعن كرامة الإنسان, كثير من هذه الدول لاذ بالصمت لأن الجريمة ارتكبتها إسرائيل، ولو كان فعل مقاوم في ساحة من ساحات المقاومة قام بشيء مشابه لتصدّت كل هذه الحكومات دفاعاً عن حقوق الإنسان, أما البعض الآخر فقد أدان بخجل واعتبر الأمر منتهياً.

للأسف الشديد ما جرى أيضاً يكشف طبيعة العجز العربي في مواجهة الاستحقاقات المهمة، ولست بحاجة للتعليق كثيراً على قرارات وزراء الخارجية العرب،  فالشارع العربي وحده

يعرف طبيعة التعليق.

من جملة الدلالات والعبر في المقابل، السرعة في إطلاق سراح المعتقلين والمحتجزين، هذا فيه عبرة كبيرة جداً ودلالة كبيرة جداً، لماذا؟ دعوني أقول للأسف لأن المعتقلين ليسوا فقط عرباً، ولو كانوا عرباً فقط كانوا "بدون يشمشطو فينا الإسرائيليين أد ما بدكم"، طبعا سيقيمون حسابات   معيّنة تتصل بحركات المقاومة لكن لا تتصل بالموقف الرسمي العربي في كل حال، لأن إسرائيل تجزم بأن الموقف الرسمي العربي سيقف عاجزاً حتى لو تم إحتجاز مئات  المتضامنين العرب في أسطول الحرية لأن هذا الموقف العربي كان عاجزاً وما زال عاجزاً أمام إحتجاز آلاف الأسرى الفلسطينيين من رجال ونساء وأطفال في السجون الإسرائيلية.

ما هو الجديد في هذه المسألة برأيي هو وجود المئات من المواطنين الأتراك. هنا إسرائيل أخطأت في الحسابات، تصورت أنها عندما تعتدي وتقتل وتحتجز  وتمارس الإرهاب بحق أسطول الحرية، هذا سوف يجعل القيادة التركية تتراجع وترتبك وتخاف، وتبحث عن أي تسوية ممكنة، للأسف هكذا تعودت إسرائيل مع الحكومات.

أنا اجزم بإن القيادة الصهيونية تفاجأت برد الفعل التركي، سواء على مستوى القيادة  أو على مستوى الشعب وحتى على مستوى المؤسسات ومختلف الأحزاب، حتى الأحزاب المعارضة لحزب العدالة والتنمية، عندما وقفت القيادة التركية واستخدمت علاقاتها مع إسرائيل (طبعا نحن لا نؤيد لأي دولة إسلامية أن تقيم علاقات لكن هذا أمر موجود قبل حزب العدالة والتنمية) وجاءت القيادة التركية لتقول للإسرائيليين إذا إحتفظتم بأيٍّ من المتضامنين سنقطع علاقتنا معكم هذا لم يكن في حساب الإسرائيلي. أنا سمعت الإسرائيليين في الأيام الأولى "كتير عنترو في أول يوم وثاني يوم" وقالوا إن المتضامنين تعدّوا على الجنود وضربوا الجنود وإن كل يد ارتفعت على جندي إسرائيلي ستحاكم فخرجت القيادة التركية لتقول لهم إذا حاكمتم واحداً منهم سنحاكم قادة إسرائيل.

ممتاز "نود أن نعرف لماذا خرجوالأن هناك تركيا، هناك دولة قوية وشعب قوي خلف قيادته وهناك قيادة قوية وتحسن استخدام عناصر القوة المتاحة لديها.

بالنسبة لإسرائيل أن تقوم تركيا بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل فهذا زلزال، هذه مسألة كبيرة وخطيرة جداً على المستوى الإستراتيجي ولذلك بدأ التلاوم الآن في داخل الكيان الصهيوني، أن تقف تركيا وتقطع علاقاتها العسكرية مع إسرائيل والأمنية والاقتصادية مع إسرائيل فهذه نقطة قوة وهذا سلاح مهم، في المآزق والحروب السابقة، في الحرب على غزة الأخيرة، وفي الحرب على لبنان عام 82، وفي اجتياح الضفة ومجزرة جنين لطالما خرجت الشعوب العربية لتطالب بعض الدول العربية التي تقيم علاقات مع إسرائيل لتقول لها استخدمي هذا السلاح ولم تفعل. ولكن تركيا استخدمت هذا السلاح  ولم تطالب فقط بمواطنيها بل اعتبرت أن الأسطول كله مسؤوليتها ولذلك أمكن خروج الإخوة وبعضهم من الذين يجلسون بينكم الآن.

هنا إذاً العبرة للبعض الذي يتحدث عن الدبلوماسية. دبلوماسية التذلل والتسول والوهن والضعف والتمني والرجاء والإعتراف بالعجز لا تجلب إلا الذل وإلا الضياع وإلا الخسران. نعم الدبلوماسية المستندة إلى القوة إلى قوة الشعب والقيادة والدولة والمنطق والسلاح هذه الدبلوماسية المستندة إلى القوة تستطيع أن تفعل وأن تنجز.

 

في النتائج: هذا الحدث الذي حصل مع أسطول الحرية كان له تداعيات في العالم وتحققت نتائج وأنا اذكر هذه النتائج لأقول إن هذا حدث فاعل ولأقول إن دماء الشهداء أنجزت الكثير ولأقول لكل الذين أصيبوا أو جرحوا وشاركوا في أسطول الحرية لكل الذين شاركوا إن ما فعلتموه وما أنجزتموه لم يذهب هباءً، لقد حققتم نتائج كبيرة جداً بفعل حضوركم ودمائكم وصمودكم وصبركم:

 

أولاً:  أهم ما أنجزه أسطول الحرية وبدماء الشهداء أيضاً أنه أعاد إلى الاهتمام العالمي من جديد قضية الحصار الوحشي اللا انساني المفروض على غزة منذ سنوات. هذا الحصار الذي نسيه العالم ونسيه العرب وأصبح أمراً عادياً لا يذكر حتى في آخر الأخبار، استطاعت هذه الدماء وإستطاعت هذه الحناجر والسواعد أن تفرض هذه القضية مجددا على جدول أعمال كل الحكومات في العالم وجعلتها خبر أولاً في وسائل إعلام العالم وفي اهتمامات الشعوب.

 

ثانياً: استطاع أسطول الحرية أن يفرض على العالم إطلاق دعوات.. لأول مرة نسمع من الأمين العام للأمم المتحدة الذي سكت طويلا دعوة إلى فك الحصار عن غزة فوراً،  دعوات من دول أوروبية، من روسيا، من دول مشاركة في اللجنة الرباعية التي كانت تغطي الحصار على غزة، من دول عديد في العالم.

هذا لم نسمع به قبل أسطول الحرية وشهداء الأسطول.

 

ثالثاً: من النتائج المباشرة قيام الحكومة المصرية  مشكورةً بفتح معبر رفح حتى إشعار آخر، وبمعزل عن أي تفسير أو خلفية أو ظروف، هذا الأمر بحد ذاته هو نتيجة طيبة لأسطول الحرية وارتدادات الأسطول.

 

رابعاً: إن ما جرى أوجد جواً مناسباً ومساعداً لحراك فلسطيني نحو المصالحة وإنهاء الأنقسام.

 

خامساً: هذا الذي جرى سيعقّد أو يصعّب إلى حد ما، حتى لا أبالغ، على العدو الصهيوني أي تفكير أو تخطيط لعدوان جديد على غزة، العدوان على لبنان أو سورية أو إيران له حساباته  المختلفة. نحن قلقنا الكبير هناك (في غزة) ومما  لا شك فيه أن تضحيات اسطول الحرية ستعقّد هذا المناخ على العدو.

 

سادساً: المزيد من فضيحة إسرائيل أمام الرأي العام العالمي.

 

سابعاً: المزيد من الوعي لدى شعوبنا العربية والإسلامية المعنية بالدرجة الأولى بهذا الصراع وبمواجهة هذا العدو.

 

ثامناً: المزيد من فضيحة السياسات الأمريكية في منطقتنا وفضيحة المراهنين عليها.

 

تاسعاً: مصداق جديد للفشل الإسرائيلي والإرتباك الإسرائيلي والعجز في القيادة الإسرائيلية، القيادة السياسية والأمنية والعسكرية، لست أنا الذي يقول ذلك، الإسرائيليون اليوم، لو طالعتم كل الصحف الإسرائيلية ولو إستمعتم إلى ما يقوله الشارع، اللغة التي يتم الحديث عنها هي الحديث عن الفشل وعن الإرتباك وعن الخسارة وعن الفضيحة وعن الوقوع بالفخ، هذه مصطلحات الصحافة الإسرائيلية موجودة، بعض المسؤولين الإسرائيليين يتكلم، الدعوات إلى تشكيل لجنة تحقيق، الآن في إسرائيل يقومون بإحصاء الخسائر السياسية والمعنوية.

وبالتأكيد ما قام به العدو الإسرائيلي هو حماقة، هو حسابات خاطئة، هو سلوك منحرف يعبر عن عنجهيتهم، وإلا كان (العدو) يستطيع أن يصادر هذا الأسطول وأن يفرض عليه السير بوسائل مختلفة باتجاه ميناء أشدود ويفعل ما فعل دون الإقدام على قرصنة ومجزرة وجريمة وسفك دماء كما فعل.

 

عاشراً: الإحساس الإسرائيلي بالعبء، لست أنا من أقول ذلك، رئيس الموساد مائير دغان، الجهاز الأمني الذي يعمل في الخارج والأقدر على تقدير الموقف الدولي والخارجي للقيادة الإسرائيلية هو يقول إن إسرائيل بدأت تتحول من ذخر وذخيرة وعون لأمريكا إلى عبء على أمريكا، لأنه مع كل فشل ومع كل جريمة ومع كل مجزرة أمريكا معنية بأن تأتي وتحمي وتدافع وتساعد وتدفع الثمن وهذا ما قاله أيضاً قائد القيادة الوسطى في القوات الأمريكية الجنرال ديفد بترايوس، عندما قال نحن ندفع من دماء جنودنا نتيجة دعمنا لإسرائيل التي تحولت إلى عبء على الولايات المتحدة الأمريكية. لاحقا تبهدل (بترايوس) فصرح تصريحاً ثانياً صلّح قليلاً. هذه هي إسرائيل بعد الحادث، قيادة لا تحسن التصرف لا سياسياً ولا إعلامياً ولا عسكرياً ولا أمنياً ولا ميدانياً مع أسطول أعزل ليس معه سلاح ولا صواريخ ولا أي شيء على الإطلاق. هذه من النتائج التي ستزيد الإرتباك  والوهن في هذا الكيان.

 

حادي عشر: التطور في الموقف التركي.. بلا شك هذه من النتائج المهمة. اليوم الموقف التركي مختلف، طبعاً الموقف التركي كان حاضرا أثناء عدوان 2006، أثناء العدوان على قطاع غزة تقدم الموقف التركي وتطور، لكن ممّا لا شك فيه في حادثة أسطول الحرية أ، الموقف التركي تقدم كثيراً وسمعنا المواقف التي أطلقها القادة والمسؤولون الأتراك وآخرها أمس الرئيس التركي عبدالله غول الذي قال إن العلاقات لن تعود على أي حال كما كانت، وهذا في كل الأحوال هو تقدم جيّد وكبير ومهم في الموقف التركي. وكما أشرت في حديث الدلالات أن من النتائج الآن أن إسرائيل بدأت تخسر تركية (لا أقول إنها خسرت تركيا، أنا لا أبالغ في أي تقييم) وهذا تحول استراتيجي كبير في المنطقة. إسرائيل كانت لها علاقات دولية وإقليمية مهمة جدا في المنطقة. إيران في زمن الشاه كانت داعماً وقوة إستراتيجية وعمقاً إستراتيجياً لإسرائيل. هذا العمق الإستراتيجي فقدته إسرائيل بانتصار الثورة الإسلامية المباركة في إيران بقيادة الإمام الخميني قدس سره، وتحول إيران إلى متبنٍّ وداعم وملتزم بالمطلق بالقضية الفلسطينية المركزية. بقيت تركيا، من أسطول الحرية بالتحديد أستطيع أن أقول: بدأت إسرائيل تخسر تركية.

 

هل ستخسرها بالكامل؟ هذا مرهون بالظروف والأوضاع والأحداث والتطورات ولكن هذا من النتائج المهمة.

 

ثاني عشر:  من النتائج المهمة الموقف الكويتي.. عندما طلب مجلس الأمة الكويتي والحكومة الكويتية وافقت وأخذت الخطوة الأولى وقررت الانسحاب من المبادرة العربية. هل هناك مجالس نيابية أخرى وحكومات أخرى في العالم العربي تقتدي بمجلس الأمة الكويتي والحكومة الكويتية؟ بالتأكيد، باسمكم جميعا نحن نوجه التحية إلى مجلس الأمة الكويتي وإلى الحكومة الكويتية على هذا الموقف الكبير، البعض كان يقول ماذا يعني أن نسحب المبادرة العربية، ما قيمة هذا الموضوع؟  نعم له قيمة سياسية وله قيمة معنوية. الآن لا نريد فتح "شق انغام مع العرب" لكن المبادرة العربية فيها تنازلات كبيرة للعدو الإسرائيلي. عندما نقول هذه المبادرة سحبت نقول لهم إن كل التنازلات التي قدمناها في المبادرة انتهت وعدنا إلى المربع الأول. هذا له قيمة سياسية وإستراتيجية كبيرة جدا.

 

وأخيراً في النتائج لننتقل إلى المقطع الأخير، فإن ما حصل بالتأكيد هو يحرج ويربك كل دعاة التسوية وكل دعاة التطبيع وكل دعاة الإستسلام وكل المراهنين على المفاوضات المباشرة وغير المباشرة مع العدو الإسرائيلي وظروفهم صعبة جداً. في 25 أيار اضطررت لأن أستشهد بكلام لوزيرة الخارجية الأميركية  هيلاري كلينتون وهي قالته  ولم أخترعه أنا "وأن ما تفعله إسرائيل يحرج محور الاعتدال العربي" أضيف ما فعلته إسرائيل في أسطول الحرية نعم يحرج الاعتدال العربي ويحرج كل دعاة التطبيع في العالم العربي الذين ما زالوا موجودين وبعضهم موجود بوقاحة. قرأت في بعض الصحف الخليجية أمس مقالات تتحدث أن أسطول الحرية هو حماقة محضة! ومقالات تدافع عما فعله الجنود الإسرائيليون! قلّما تجد صحيفة إسرائيلية تدافع عما فعله الجنود الإسرائيليون، ولكن هناك مقالات في صحف خليجية كتبت تدافع عما قام به الجنود الإسرائيليون وتحمّل المسؤولية للمتضامنين في أسطول الحرية! على كل حال هم قلة قليلة ونادرة، والأيام والحق والشرف والشهامة وأعاصير الشرفاء في هذه الأمة ستكنسهم من هذه الأمة إن شاء الله.

 

أما ما يجب  القيام به:

أولاً: يجب الاستفادة من الفرصة الحالية. اليوم هناك فرصة ممتازة جداً لتحقيق هدف أسطول الحرية وكل ما سبقه من شريان الحياة وقوافل أخرى، وهو فك الحصار عن أهلنا في قطاع غزة. هذا يتطلب تشكيل المزيد من أساطيل الحرية المتجهة إلى قطاع غزة. يجب أن يتشكل أسطول ثانٍ وثالث ورابع وخامس، ومن جنسيات مختلفة، وهنا في الحقيقة يسقط الهدف الإسرائيلي من إرهاب الدولة ومن قتل الشهداء في الأسطول لأن هدف نتنياهو الذي أعلنه وتحدث عنه هو أن يردع وأن يمنع أحداً في هذا العالم من التفكير من جديد من القيام بخطوة مشابهة. القيام بخطوات مشابهة تقول للإسرائيلي أنت لم تستطع أن تحقق أياً من أهدافك في إرهابك وفضيحتك وجريمتك.

 

في أسطول الحرية الحالي كان هناك هذا العدد من الأخوة اللبنانيين الأعزاء، أنا أدعو إلى المزيد من المشاركة اللبنانية المتنوعة في أسطول الحرية رقم 2. اليوم الحملة الأوروبية المعنية بأسطول الحرية أعلنت أنها فتحت الدعوة للالتحاق بأسطول الحرية رقم 2 وأنها حتى الآن تلقت مئات الطلبات في أوروبا. أين العرب؟ أين المسلمون؟ أين الشعوب العربية؟ أين الشعوب الإسلامية؟ يمكن أن يتساءل البعض إلى أين يريد أن يبعثنا السيد؟ هؤلاء الأخوة أمامكم الآن، مرفوعي الرأس ذهبوا وجاؤوا والذين سيذهبون سيعودون وإسرائيل كما تحسب حساباً لتركيا هناك، كما تحسب حساباً لعلم أحمر فهي تحسب حساباً لعلم أصفر. الذين يشاركون في أسطول الحرية رقم 2 من اللبنانيين يعرفون جيداً أنهم ينتمون إلى بلد وإلى شعب وإلى مقاومة لا يمكن أن تترك أسراها في السجون.  لا يقولنّ أحد أن السيد يريد أن يفتح "مشكل جديد" لا ، لا نريد فتح مشكل جديد، لكن نريد أن نكون نحن اللبنانيين أيضاً جزءاً من هذه المساهمة الإنسانية الأخلاقية القومية الوطنية الإيمانية وألا نترك هذه المسؤولية فقط للذين يأتون من خلف البحار.

 

ثانياً: في نفس هذا السياق، أن نناشد جميعاً وندعو جميعاً ونعمل جميعاً ليبقى معبر رفح مفتوحاً، طبعاً أن نناشد القيادة المصرية وندعوها لأن تبقي هذا المعبر مفتوحاً، وهنا أعلق على قرارات وزراء الخارجية العرب لأقول، العرب ووزراء الخارجية العرب والحكومات العربية ليست بحاجة لأن تذهب إلى مجلس الأمن لتفك الحصار عن غزة. تعالوا لنرى، والآن نتحدث بهدوء: ما مشكلة مصر في فتح المعبر؟ إذا كان هناك ضغوط دولية أو اتفاقات دولية أو إحراجات معينة أو سلبيات اقتصادية معينة، تعالوا لنتضامن جميعاً، دول جامعة الدول العربية ، دولة منظمة المؤتمر الإسلامي، شعوب العالمين العربي والإسلامي، نحن نقف جميعاً إلى جانب القيادة في مصر والحكومة في مصر، وعندما يقف العالم العربي والإسلامي حكومات وشعوب إلى جانب القيادة المصرية لن يستطيع أحد أن يحرجها أو يفرض عليها إغلاق  معبر رفح، هذا أمر عملي. تفضلوا واعقدوا  اجتماعاً في القاهرة ، في منظمة المؤتمر الإسلامي، وانظروا ما هي المشكلة؟ هناك ضغوط ، هناك ظروف صعبة، تعالوا جميعاً نتعاون لنبقي هذا المعبر مفتوحاً ولسنا بحاجة إلى أحد في هذا العالم، لا إلى مجلس أمن ولا إلى أمم متحدة ولا إلى إدارة أميركية ولا إلى اتحاد أوروبي ولا إلى أحد، نحن العرب ونحن المسلمون نستطيع أن نفك الحصار عن غزة  بهذه الطريقة المدروسة والمحسوبة والهادئة والعاقلة.

 

ثالثاً: مساندة واحتضان الموقف التركي الذي سيتعرض للكثير من الضغوط. انظروا إلى احترام القوي: لقد اضطر أوباما إلى أن يفتح التلفون مع الطيب أردوغان، الطيب الطيب أردوغان، لو كان القتلى ينتمون إلى دولة عربية معينة هل كان سيفتح أوباما تلفونا؟

على كلٍّ هناك ضغوط كبيرة ستمارس على تركيا لتجاوز ما حصل ولعدم تطوير موقفها تجاه إسرائيل ولعدم السماح بتدهور العلاقة مع إسرائيل ولعدم إندفاع تركيا إلى موقع متقدم على مستوى المنطقة العربية والإسلامية بمسألة الصراع العربي الإسرائيلي، في مواجهة الضغوط التي قد تتعرض لها تركيا والقيادة التركية بالتأكيد هي بحاجة إلى كل مساندة رسمية وشعبية في العالمين العربي والإسلامي.

 

رابعاً: العمل على إبقاء قضية غزة وحصار غزة في دائرة الإهتمام العالمي والإنساني وليس العربي والإسلامي فقط، وتحويل ـ وكما قال سماحة الإمام الخامنئي دام ظله ـ القضية الفلسطينية من جديد إلى قضية عالمية وإلى قضية إنسانية.

في السابق هناك من حاول، عندما كانت قضية فلسطين قضية العالم الإسلامي، أن يقول إن هذه قضية العالم العربي، وخرجت القضية من العالم الإسلامي، وأصبحت تركيا وإيران وباكستان ومعها مسلمو الهند وأندونيسيا وماليزيا لا دخل لهم فهذه قضية عربية، الفرس والعجم والترك والأفغان والهنود ...

 

في العالم العربي وتحت عنوان القرار الفلسطيني المستقل أيضا أصبحت القضية فلسطينية والعرب لا دخل لهم. قضية فلسطين أصبحت قضية غزة والضفة والقدس الشرقية واللاجئين وذهب ثلثا فلسطين. سماحة الإمام الخامنئي يدعو إلى أن نعود لنقول إنّ قضية فلسطين هي قضية فلسطينية وقضية عربية وقضية إسلامية وقضية إنسانية على مستوى العالم.عندما تستمع إلى مواقف شافيز الأخيرة التي وصف فيها إسرائيل بالدولة الملعونة والمنبوذة هل نستطيع القول لـ شافيز أن لا دخل لك فهذه القضية عربية! عندما تجد أنّ نيكاراغوا تبادر إلى سحب سفيرها وتجميد علاقاتها مع إسرائيل هل نقول لـ نيكارغوا لا دخل لكم هذه قضية عربية!

 

أسطول الحرية فتح الباب مجدداً لإعادة القضية الفلسطينية إلى الإهتمام العالمي لتصبح قضية عالمية، هذا ما يجب أن نواصل العمل له، العلماء والكتاب ووسائل الإعلام والإنترنت والفضائيات والأحزاب والقوى الحيّة والبرلمانيين، يمكن أن نفعل ذلك.

 

خامساً: مواصلة المطالبة بالتحقيق الدولي، وإن كنّا نعرف أن التحقيق الدولي لن يصل إلى نتيجة وسيتم تمييعه ولنا تجارب طويلة بالتحقيق الدولي ولكن يجب إحراج إسرائيل التي سترفض بالتأكيد أي تحقيق دولي مع إنها ارتكبت مجزرتها في المياه الدولية ومع إنها قامت بقرصنة مكشوفة وواضحة.

 

سادساً: رفع دعاوى قضائية على القادة الإسرائيليين من السياسيين والعسكريين والأمنيين والجنود حيث يمكن في كل أنحاء العالم على ما فعلوه بأسطول الحرية ولنفتح الملفات السابقة. نحن في حزب الله لم يكن عندنا في هذه النقطة كثير من الوضوح، لكن التجربة تقنع، أنه نعم فلنتوجه، الذين قتلونا في قانا وارتكبوا مجازر بنا وهدموا بيوتنا في لبنان وفي فلسطين، فلنرفع دعاوى قضائيّة عليهم حيث يمكن في العالم. وفي المقابل هم سيرفعون دعاوى قضائية، فليكن، أوروبا التي نذهب إليها "حنبطّل نروح عليها والمصاري الحاطينون في البنوك الأوربية فليصادروها"، لا مشكلة، ولكن لا شك أن رفع الدعاوى القضائيّة على الجرائم الإسرائيلية يحاصر القادة الإسرائيليين في العالم ويربكهم وقد فعل.

 

سابعاً: أن نعمل جميعا وبكل الإمكانات المتاحة على تذكير وتنوير العالم بحقيقة إسرائيل الكاذبة والخادعة والمنافقة، إسرائيل التي قدّمت نفسها للرأي العام العالمي أنها واحة الديموقراطية في الشرق الأوسط، أنها الدولة الوحيدة التي تلتزم بالقانون وبالأعراف في وسط محيط متوحش، يجب أن نستفيد من أسطول الحرية لنحدث العالم عن كل مجازر إسرائيل من دير ياسين وحولا 1948 إلى قانا الأولى إلى جنين إلى قانا الثانية إلى قطاع غزة، كل مجزرة ترتكبها إسرائيل يجب أن نفتح معها كل المجازر لنقول للرأي العام العالمي ولأحرار وشرفاء العالم: هذه هي إسرائيل التي تخدعكم والتي تدافع عنها حكوماتكم.

 

وأخيراً، أن نواصل العمل لنكون أقوياء ولنكون مقتدرين ولنكون واثقين من خياراتنا ومن موقفنا، أن نعمل على كسب الأصدقاء وحفظ الأصدقاء، الإمام الخميني نقل إيران من عدو للعرب إلى حليف وصديق وسند للعرب، كيف نحفظ هذه الصداقة مع إيران؟ اليوم حزب العدالة والتنمية والشعب التركي يعيد تركيا إلى الأمّة، كيف نحفظ صداقة تركيا وموقعها الجديد وموقفها الجديد، ولا نخترع عداوات هنا وعداوات هناك كما يفعل بعض العرب. أن نعمل لنكون أقوياء لأنّ هذا العالم وكما قلنا في 25 أيار لا يحترم إلاّ الأقوياء، يجب أن يكون لدينا ـ ولدينا ـ قوة الحق، فيجب أن نمتلك قوة القوة لأننا في عالم لا يحترم إلاّ الأقوياء.

 

أيها الإخوة والأخوات، إنّ أهم وفاء وأعظم وفاء لشهداء أسطول الحرية أن نتمسك بحقوقنا وقضايانا وثوابتنا وطريقنا الموصل وهي المقاومة، المقاومة في لبنان والمقاومة في فلسطين والمقاومة على امتداد أمتّنا، هذا هو المستقبل الذي نصنعه بأيدينا دون أن يمن علينا أحد في هذا العالم ولا نتسوّله من أحد في هذا العالم.

أيها الإخوة والأخوات، بوجود أمثال الذين شاركوا في أسطول الحرية وبوجودكم وبشرفكم وشهامتكم وشجاعتكم وإقدامكم وتضحياتكم وإخلاصكم أسطول الحرية لن يقف عند يوم ولا عند حدود سيستمر لتكون الحرية لغزة والحرية لكل فلسطين والحرية للقدس ولبيت المقدس وكنيسة القيامة والحرية لهذه الأمّة من نير المشروع الأمريكي الصهيوني المتسلط على رقابنا بسواعد المقاومين وبإرادة المجاهدين وبدماء الشهداء الزكية إنشاء الله .

 

بارك الله فيكم، وأشكر لكم حضوركم من جديد ومعاً نواصل طريق التحرير والحرية لنصنع الكرامة لشعبنا وأمتنا ومقدساتنا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .