المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الإثنين 01 حزيران/06/10

إنجيل القدّيس متّى 15/1-8

أَنَا هُوَ الكَرْمَةُ الحَقِيقِيَّةُ وأَبِي الكَرَّام. كُلُّ غُصْنٍ فِيَّ لا يَحْمِلُ ثَمَرًا يَقْطَعُهُ، وكُلُّ غُصْنٍ يَحْمِلُ ثَمَرًا يُنَقِّيهِ لِيَحْمِلَ ثَمَرًا أَكْثَر. أَنْتُمُ الآنَ أَنْقِيَاءُ بِفَضْلِ الكَلِمَةِ الَّتِي كَلَّمْتُكُم بِهَا. أُثْبُتُوا فِيَّ، وأَنَا فِيكُم. كَمَا أَنَّ الغُصْنَ لا يَقْدِرُ أَنْ يَحْمِلَ ثَمَرًا مِنْ تِلْقَاءِ ذَاتِهِ، إِنْ لَمْ يَثْبُتْ في الكَرْمَة، كَذلِكَ أَنْتُم أَيْضًا إِنْ لَمْ تَثْبُتُوا فِيَّ. أَنَا هُوَ الكَرْمَةُ وأَنْتُمُ الأَغْصَان. مَنْ يَثْبُتُ فِيَّ وأَنَا فِيه، يَحْمِلُ ثَمَرًا كَثيرًا، لأَنَّكُم بِدُونِي لا تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئًا. مَنْ لا يَثْبُتُ فِيَّ يُطْرَحُ كَالغُصْنِ خَارِجًا ويَيْبَس. وتُجْمَعُ الأَغْصَانُ اليَابِسَة، وتُطْرَحُ في النَّارِ فَتَحْتَرِق. إِنْ تَثْبُتُوا فِيَّ، وتَثْبُتْ أَقْوَالِي فِيكُم، تَطْلُبُوا مَا تَشَاؤُونَ فَيَكُونَ لَكُم. بِهذَا يُمَجَّدُ أَبِي أَنْ تَحْمِلُوا ثَمَرًا كَثيرًا، وتَصِيرُوا لي تَلاميذ.

 

7 دول تستدعي سفراء إسرائيل احتجاجا على الاعتداء

اجتماع استثنائي لسفراء الاتحاد الاوروبي .. وطارئ للجامعة العربية

العربية/القاهرة، غزة، أنقرة، بروكسل- وكالات،دبي- أحمد الشريف، الكويت- محمد عبدالعزيز

يعقد سفراء الدول ال27 الاعضاء في الاتحاد الاوروبي اجتماعا استثنائيا في بروكسل اثر مهاجمة الجيش الاسرائيلي اسطول المساعدة الدولية الذي كان متوجها الى قطاع غزة، الإثنين 31-5-2010. وقال الناطق باسم الهيئة التنفيذية في الاتحاد جون كلانسي ان "سفراء الاتحاد الاوروبي نظموا اجتماعا خاصا لبعد ظهر اليوم الاثنين في بروكسل"، واضاف ان رؤساء بعثات الدول الاعضاء في بروكسل "يواصلون النقاش مع السلطات الاسرائيلية". وقررت تركياسحب سفيرها من إسرائيل وإلغاء 3 مناورات كانت مقررة معها، وذلك في أول رد فعل تركي على الهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية الذي كان في طريقه لغزة، والذي أسفر عن مقتل 19 عشر شخصاً منهم عدد كبير من الأتراك وإصابة عشرات آخرين.

وفي أول ردود الأفعال الدولية قررت مصر وفرنسا وأسبانيا وتركيا والسويد واليونان والدانمارك استدعاء السفراء الإسرائليين في بلدهم، كما قررت الجامعة العربية عقد اجتماع طارئ الثلاثاء 1-6-2010، لبحث الهجوم الإسرائيلي على قافلة "أسطول الحرية".

وكانت وزارة الخارجية الإسرائيلية قد أعلنت في أعقاب الهجوم عن وجود أسلحة على متن بواخر قافلة "أسطول الحرية" في محاولة لتبرير الهجوم، زاعمة أن ركاب السفن بادروا إلى استخدام العنف، ودافع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي عن الهجوم وقال إن الجنود الإسرائيليين تصرفوا وفق القواعد وأن إصابات وقعت بينهم.

ووصف ما حدث بأنه كان مواجهة لأن من كانوا على متن السفن اختاروا المواجهة معنا. وأشار إلى أن السلطات الإسرائيلية ستواصل التحقيق مع من تصدوا للقوات.

أما قائد سلاح البحرية الإسرائيلي فقال إن سلاح البحرية تلقى أمراً بوقف إبحار السفن لغزة وتم إنذار الأسطول بأنه يجب أن يغير وجهة الإبحار إلى أسدود.

وأوضح أنه بعد رفض السفن تحركت القوات الإسرائيلية لمنع تقدم السفن، وزعم أن من كانوا على متن السفن هم من بدأوا بالهجوم والاستفزاز عندما أعتلت القوات الإسرائيلية سفينة مرمرة التركية، تعرض الجنود للخطر ومحاولة خطف سلاحهم. وأضاف أن الجنود تصرفوا في البداية بضبط النفس، وحاولوا تفريق التظاهر ولكنهم فشلوا، وفتحوا النيران مما أدي لسقوط عشرة قتلى، مشيراً إلى أنه كان من الممكن أن يكون العدد أكبر من ذلك، لو لم يتحل الجنود بضبط النفس -حسب قوله-.وأضاف أن المصابين عالجتهم القوات الإسرائيلية وتم نقلهم بطائرات سلاح الجو. ودعت وزارة الخارجية الرعايا الإسرائيليين المتواجدين في تركيا إلى مغادرتها فوراً خوفاً من تعرضهم إلى انتقام. وكانت قناة (إن تي في) التركية ذكرت في وقت سابق أن مئات الجنود هبطوا على إحدى السفن التي كانت في طريقها للقطاع، كما هاجمت طائرة هليوكبتر إحدى سفن القافلة، فيما ذكر التلفزيون الإسرائيلي أن الهجوم أسفر عن مقتل 19 شخصاً على الأقل وإصابة نحو خمسين آخرين.

احتجاج تركي

وبث تلفزيون تابع لحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة صوراً لجرحى تم نقلهم من إحدى السفن. وأفادت قناة "العربية" أن قائد البحرية الإسرائيلية قاد الهجوم بنفسه.

وفور انتشار أنباء الهجوم هاجم متظاهرون أتراك القنصلية الإسرائيلية في أسطنبول. وعقد مسؤلون أتراك اجتماعاً عقب الهجوم، الذي ذكر التلفزيون التركي أنه تم بأمر من وزير الدفاع الإسرائيلي. واستدعت تركيا السفير الإسرائيلي في أنقرة للاحتجاج على الهجوم، الذي قالت تركيا إنه ركز بالتحديد على السفن التركية ضمن القافلة البحرية.

 يوم الحرية

ووصف إسماعيل هنية، رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة في قطاع غزة، الهجوم الإسرائيلي بأنه جريمة مركبة، ووجه تحية لكل من شارك في القافلة ولكل من سقط قتيلاً أو مصاباً، لأن هؤلاء كشفوا الوجه الحقيقي للجريمة الإسرائيلية. وقال هنية إن ما حدث سيشكل علامة فارقة ونقطة تحول مهمة ومركزية على صعيد إنهاء الحصار وإزالة الاحتلال. وتلا هنية عدة قرارات قال إن حكومة حماس المقالة اتخذتها في اجتماع طارئ عقب الهجوم أهمها:

إطلاق اسم "يوم الحرية" على هذا اليوم، تخليداً له لأن القافلة حملت هذا الاسم.

منح جميع المشاركين في القافلة وسام شرف، تخليداً لهذه البطولة وهذه الحركة الإنسانية العظيمة -حسب وصفه- في ذاكرة الجيل الفلسطيني.

اعتبار كل القتلى في العملية "شهداء" فلسطين.

دعوة الجماهير الفلسطينيية في الداخل والخارج للخروج بمسيرات غضب واحتجاج على الجريمة النكراء. كما دعت حماس لما وصفته بانتفاضة حول سفارات إسرائيلة في الخارج.

 سوريا تصفها بالقرصنة الدموية

ووصفت الخارجية السورية ما قامت به اسرائيل ضد اسطول الحرية بالقرصنة الدموية ووضعت هذه الرسالة برسم المجتمع الدولي، ودعت في بيان تلقت العربية نسخة منه الى عدم السكوت عن هذه الجريمة الاسرائيلية، واوضح البيان ان وزير الخارجية وليد المعلم وجه رسالة الى الامين العام للامم المتحدة كي تتحمل المنظمة الدولية مسؤوليتها تجاه حماية الناشطين المحتجزين لدى اسرائيل. وتشهد العاصمة السورية عددا من التجمعات التي تنظمها الفصائل الفلسطينية بدءا من الساعة الواحدة من بعد الظهر والخامسة مساء والثامنة مساء في عدد من المساجد، بالإضافة إلى ما تشهده المحافظات السورية من مسيرات غضب واعتصامات احتجاجا على الجريمة الاسرائيلية، وعقد مجلس الشعب عقد جلسة طارئة لبحث تداعيات العدوان الاسرائيلي على اسطول الحرية.

الأردن تدين الاعتداء

دانت الأردن الاعتداء الإسرائيلي على قافلة الحرية، وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية نبيل الشريق عن إدانة الأردن الشديدة للجريمة النكراء التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية فجر اليوم باقتحام قافلة الحرية الانسانية المتجهة إلى قطاع غزة، و أكد الشريف أن لا شيء مطلقا يبرر استخدام القوة ضد المدنيين في هذه المهمة الإنسانية. و حمل الأردن إسرائيل كامل المسؤولية عن سلامة المواطنيين الأردنيين المتواجدين على متن القافلة و عودتهم سالمين.

وأضاف الشريف أن الأردن سيشارك في الاجتماع الطارىء الذي دعت إليه جامعة الدول العربية لاتخاذ ما يلزم و التعامل مع تداعيات هذه الجريمة النكراء.

وزير خارجية الإمارات يناشد

طالبت الامارات بجلسة طارئة لمجلس الامن واجراء تحقيق دولي للاعتداء على قافلة اسطول الحرية، مدينة "الإعتداء الإجرامي وغير الإنساني الذي ارتكبته إسرائيل ضد قافلة الإغاثة الإنسانية" والذي أسفر عن مقتل 19 مدنيا على الأقل وجرح العديد منهم. وناشد وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان "الأمين العام للأمم المتحدة بأن يجري تحقيقا دوليا في هذا الاعتداء ورفع تقرير متكامل للأمم المتحدة"، معتبرين "مقتل المدنيين الأبرياء من مختلف إنحاء العالم والذين جاؤوا بإغاثة إنسانيه للشعب الفلسطيني في غزه إنما هو خرق صارخ للقانون الدولي و انتهاك غير مبرر لأبسط الأعراف الإنسانية و يجب أن لا يمر حادث بهذه البشاعة دون أن تتحمل إسرائيل عواقب تصرفاتها ".

وناشد الوزير الاماراتي مجلس الأمن بعقد جلسة طارئة للنظر في إدانة هذه العملية واتخاذ الخطوات الكفيلة ضد مرتكبيها، وأضاف أنه يتوجب على إسرائيل رفع الحظر الذي تفرضه على وسائل الإعلام الدولية حتى تكشف فعل هذه الممارسات و حقيقة نوايا الحكومة الإسرائيلية.

واعرب الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان عن "تضامنه مع أسر القتلى والمصابين الذين ضحوا بحياتهم ببسالة وشجاعة مطالبا إسرائيل بالإفراج الفوري وغير المشروط عن باقي المدنيين المحتجزين والسماح لهم بالمغادرة".

وقال محمد يوسف رئيس الجمعية بأنه أجرى اتصالات مكثفة منذ صباح أمس مع جيم بوملحة رئيس الاتحاد الدولي والأمانة العامة للاتحاد في بروكسل وطالبهم بسرعة التحرك لمعرفة مصير الزميل اللواتي بعد انقطاع أخباره منذ الثانية من فجر يوم أمس وورود أنباء حول تعرض السفينة التي كان على متنها ضمن أسطول الحرية المتجه إلى قطاع غزة لعدوان إسرائيلي وورود أنباء عن قتلى وجرحى وسحب السفينة إلى ميناء أشدود الإسرائيلي .

الصحفي المفقود هو عباس اللواتي (27 عاما) وهو عماني مقيم بالإمارات، وموفد من صحيفة "جلف نيوز" لمرافقة القافلة وهو محرر شؤون محلية في الصحيفة، وعائلته مقيمة بالامارات ولاتعرف عنه شيئا حتى الان، وأجرت صحيفته اتصالات عدة بمختلف المنظمات المعنية بحماية الصحفيين، ومنظمة العفو الدولية لمعرفة وضعه.

مضيفاً بأنه قد تم توجيه رسائل عاجلة إلى المنظمات العالمية المعنية بحماية الصحفيين وسلامتهم, وطالبهم بتشكيل لجنة تحقيق دولية لمحاسبة المعتدين لتعريضهم حياة الصحفيين والمدنيين الذين كانوا على متن سفن أسطول الحرية للخطر , ما يعتبر خرقاً للقوانين الدولية وعدواناً سافراً يقع أمام أنظار العالم.

وأفادت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية أن عدد من طلاب جامعات العاصمة طهران إجتمعوا اليوم أمام مكتب الأمم المتحدة للإحتجاج على هجوم اسرائيل على اسطول الحرية.

هذا وذكرت الوحدة المركزية للأنباء أن الطلاب اطلقوا شعارات نددوا فيها بالإجراء الإسرائيلي الذي وصفوه بالإجراء الوحشي رافعين أعلام فلسطين وشعارات ضد أمريكا وإسرائيل.

ومن ناحيته دعا وزير الخارجية الإيراني منوتشهر متكي الذي يزور اليابان دعا مجلس الأمن الدولي لعقد إجتماع طاريء لتدارس الوضع، واصدرت لجنة الامن القومي في البرلمان الإيراني بيانا نددت فيه الهجوم الإسرائيلي وأعتبرته إعلام حرب على العالم بأسره.

وعلم مراسل العربية بالكويت أن الوفد الكويتي على متن أسطول الحرية المكون من 16 كويتياً وكويتية بخير ولم يصب أي منهم بأذى. وكان الوفد الذي تقدمهم البرلماني الدكتور وليد الطبطبائى والناشطة الإسلامية سنان الأحمد الناطق الرسمي باسم الوفد وزوجها صلاح الجار الله وصاحبة فكرة سفينة "بدر" الناشطة هيا الشطي وأخيها والإعلامية منى شستر، والطالب عبد الله الإبراهيم أصغر المتطوعين "18 سنة" وخليط من مختلف أطياف المجتمع الكويتي.

وجميعهم أبحروا على متن سفينة "مرمرة " ضمن وفد سفن قافلة "الحرية".

وكان رئيس مجلس الأمة الكويتي جاسم الخرافي قد أعرب عن سعادته وفخره لوجود الوفد الكويتي على متن سفن الحرية بهدف تقديم المساعدات لأهله وكسر الحصار عنهم، مشيراً إلى أن ذلك "أكبر دليل" على حرص الكويت أميراً وحكومة وشعباً على دعم القضية الفلسطينية.

وأكد الخرافي مشاركة الوفد مع فريق دولي كبير يمثل 50 دولة لفك الحصار عن الشعب الفلسطيني أمر يبعث على الفخر والاعتزاز بشجاعة هؤلاء الكويتيين والكويتيات.

وكانت الناطق الرسمي باسم الوفد الكويتي المشارك في قافلة الإغاثة البحرية سنان الأحمد قد صرحت قبيل المغادرة إلى أسطنبول حيث الإقلاع أن هذه المشاركة الكويتية التي تتضمن أيضاً تبرعات تبلغ قيمتها نحو 1.1 مليون دولار حصيلة تبرعات شعبية وتنوعت بين محطة تحليه مياه ومعدات صيانة ومولدات كهرباء وألعاب أطفال ومعدات طبية وأجهزة لغسيل الكلى والأشعة. وأضافت أنها تأتى استكمالاً لرسالة الكويت وسعيها الدائم لنصرة فلسطين وشعبها.

وأكدت الأحمد أن الهدف من المشاركة في القافلة هو كسر الحصار الإسرائيلي الجائر منذ سنوات على قطاع غزة ورفع الظلم عنه ومحاولة كسر الصمت الرهيب حيال الممارسات الإسرائيلية غير الإنسانية بحق أبناء الشعب الفلسطيني هناك. وأوضحت أن قضية فلسطين هي أسمى قضية عرفها التاريخ وهي لا تخص العالمين العربي والإسلامي فحسب بل العالم بأسره لما لتلك القضية من أهمية دينية وإنسانية. ولفتت إلى أن السفينة (بدر) المشاركة في الحملة تم شراؤها بتبرعات كويتية وبحرينية ومن ثم جعلها "وقفاً" للمهمات الإنسانية المشابهة حول العالم. وكانت الأحمد قد توقعت ما حدث من عدوان إسرائيلى غاشم على القافلة الإنسانية لعرقلتها، بيد أنها عادت لتؤكد الرغبة الحقيقية للمناصرين فى فك الحصار.

وقالت إن حملة إغاثة غزة إنسانية بصورة كاملة "ولن يمر الأسطول عبر المياه الإقليمية التي تسيطر عليها إسرائيل بل ستكون في المياه الدولية"، مبينة أن أي اعتداء على سفن الإغاثة سيكون بمثابة قرصنة ستحال إلى المحكمة الدولية وعلى إسرائيل أن تتحمل عواقب اعتداءاتها تلك. ووجهت بهذا الشأن رسالة إلى المجتمع الدولي بضرورة تحقيق العدالة الأممية وحق الشعوب في أراضيها مبينة أن ذلك لن يكون "إلا بفرض هيبة القانون الدولي على الأنظمة كافة" وأولها النظام في إسرائيل بما من شأنه وقف ممارساته غير الإنسانية تجاه الشعب الفلسطيني.وفي الجزائر أفاد مراسل (العربية نت) أن اثنين من الناشطين الجزائريين المشاركين في القافلة قتلا في الهجوم.

حظر نشر

واستدعت اليونان السفير الإسرائيلي لديها للاستسفار عن المواطنين اليونانيين المشاركين في القافلة، وقررت أثينا إلغاء مناورات جوية مشتركة كانت مقررة مع إسرائيل.

ومنعت الرقابة العسكرية الإسرائيلية نشر أي معلومات عن القتلى والجرحى الذين نقلوا إلى مستشفيات إسرائيلية بعد الهجوم على "أسطول الحرية" الذي يقل ناشطين ومساعدات إلى قطاع غزة، على ما أفادت الإذاعة العامة الإسرائيلية صباح الإثنين. وأوضحت الإذاعة العامة الإسرائيلية أنها تملك معلومات عن نقل جرحى إلى مستشفى إسرائيلي واحد على الأقل، بدون أن تورد أي تفاصيل إضافية.

 تحذير إسرائيلي

وكانت القافلة التي تضم ست سفن تقودها سفينة تركية وتحمل على متنها 600 شخص قد انطلقت من المياه الدولية قبالة قبرص أمس الأحد باتجاه غزة في تحد لحصار تفرضه إسرائيل على قطاع غزة. ونظمت هذه القافلة جماعات مؤيدة للفلسطينيين ومنظمة تركية لحقوق الإنسان. وحثت تركيا إسرائيل على السماح للقافلة بالمرور الآمن، وتقول إن المعونات التي تحملها القافلة ويبلغ وزنها عشرة آلاف طن ذات طبيعة إنسانية. وكان مسؤول إسرائيلي قد قال في وقت سابق الإثنين إن النشطاء المؤيدين للفلسطينيين والموجودين في القافلة تجاهلوا أوامر من البحرية الإسرائيلية بالعودة. وأضاف المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه أن سفن البحرية الإسرائيلية أبلغت الناشطين باللاسلكي أن خيارهم الوحيد هو التوجه إلى ميناء أسدود الإسرائيلي لتفريغ بعض المساعدات التي يبلغ وزنها عشرة آلاف طن، والتي ستقوم إسرائيل بعد ذلك بنقلها إلى غزة.

وقال المسؤول "اتصلنا بهم عن طريق اللاسلكي موضحين أنهم يتجهون صوب منطقة مغلقة أمام حركة المرور البحري." وقال المسؤول "أبلغناهم أنهم مدعوون للرسو في إسرائيل حيث سيتم نقل كل سلعهم الإنسانية إلى قطاع غزة، لكن الاسطول تجاهل التحذيرات." وقالت إسرائيل إنها ستمنع القافلة من الوصول إلى قطاع غزة الذي تحكمه حركة حماس.

وقال مسؤولون عسكريون إسرائيليون إن نشطاء القافلة يواجهون الاعتقال والترحيل وستتم مصادرة شحنات سفنهم وفحصها قبل إمكانية نقلها إلى غزة بواسطة إسرائيل.

 حصار منذ 2007

وشددت إسرائيل حصاراً على غزة بعد أن سيطرت حركة حماس على القطاع عام 2007 وشنت إسرائيل هجوماً عسكرياً مدمراً على غزة في ديسمبر (كانون الأول) 2008 بهدف وقف الهجمات الصاروخية على مدنها. ويعتمد معظم الفلسطينيين الذين يعيشون في غزة والبالغ عددهم 1.5 مليون نسمة على المساعدات، وهم ينحون باللائمة على إسرائيل في فرض قيود على كم ونوع السلع التي تسمح بدخولها إلى القطاع. وحثت الأمم المتحدة والدول الغربية إسرائيل على تخفيف قيودها لمنع حدوث أزمة إنسانية وعلى السماح بدخول الخرسانة وحديد التسليح للسماح بعمليات إعادة الإعمار. وتنفي إسرائيل وجود أزمة إنسانية في غزة قائلة إنه يتم السماح بدخول الطعام والأدوية والمعدات الطبية بشكل منتظم، وتقول إن هذه القيود ضرورية لمنع وصول الأسلحة والمواد التي يمكن استخدامها في صنع أسلحة لحماس.

 

19 قتيلاً في الهجوم الاسرائيلي على "أسطول الحرية" و26 مصاباً وتنديدات دولية

نهارنت/قتل ما لا يقل عن 19 قتيلاً حتى الآن، فيما جرح 26 جميعهم في حالة خطرة, في الهجوم الإسرائيلي على "أسطول الحرية" المتوجه إلى غزة، عند الرابعة فجراً، حيث كان لا يزال في المياه الدولية، على ما أفاد تلفزيون "حماس" والجيش الإسرائيلي. وأدان الرئيس الفلسطيني محمود عباس "مجزرة" أسطول الحرية وأعلن الحداد ثلاثة أيام في البلاد، فيما طلب كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات اجتماعاً عاجلاً لمجلس الأمن الدولي والجامعة العربية، وطالبت حركة "حماس" إلى "انتفاضة" أمام السفارات الاسرائيلية في العالم، على لسان رئيس الحكومة المقالة اسماعيل هنية، داعياً جامعة "الدول العربية" و"منظمة المؤتمر الاسلامي" لإجتماع عاجل لبحث الهجوم الاسرائيلي.

وأثار الهجوم على "أسطول الحرية" والذي يضم 7 سفن، من جنسيات مختلفة، ردود فعل عربية وإقليمية ودولية، وتم على الفور استدعاء سفراء كل من تركيا التي "حذّرت اسرائيل من عواقب لا يمكن اصلاحها بعد الهجوم"، ونقلت عن هئية إغاثية تركية مقتل 15 تركياً، واليونان التي طالبت بتقرير "فوري" عن سلامة حوالي 30 يونانياً على متن الأسطول، وإسبانيا والسويد وستوكهولم التي اعتبرت "أن التصرف الاسرائيلي غير مقبول تماماً".

وفي إطار ردود الفعل, فقد حاصر مئات الأتراك القنصلية الاسرائيلية في اسطنبول احتجاجاً على الهجوم, وطالبت اسرائيل من كل رعاياها أن يغادوا تركيا فوراً.

ومن جهته، طلب الاتحاد الاوروبي من السلطات الإسرائيلية "إجراء "تحقيق كامل" في ظروف الهجوم الذي شنه الجيش الاسرائيلي على سفن الأسطول، الذي ينقل ناشطين مؤيدين للفلسطينيين ومساعدات الى قطاع غزة"، على ما افاد متحدث باسم الممثلة العليا للسياسة الخارجية الاوروبية كاثرين آشتون.

وأعرب وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنير، عن "صدمته لأسلوب العنف في الهجوم الاسرائيلي"، واعتبرت فرنسا أن "لا شيء يبرر استخدام كل هذا العنف".

وبدوره، اتهم نائب رئيس الخارجية الإسرائيلية دان أيالون منظمو الأسطول أنهم إرهابيون، ومرتبطون بحركة "حماس"، لافتاً في خلال مؤتمر صحفي، إلى ان "ركاب السفينة بادروا إلى العنف"، وأضاف إنه "كان هناك أسلحة على متن بواخر قافلة "أسطول الحرية".

وذكر تلفزيون "العربية" أن الجيش الإسرائيلي اعترف بمهاجمته قافلة السفن. وقد وصلت أولى السفن إلى ميناء أسدود, بعدما سيطر عليها الجيش الاسرائيلي.

هذا ومنعت الرقابة الاسرائيلية بث أي معلومات عن قتلى وجرحى في الهجوم على "اسطول الحرية"، فيما أبدى وزيراً اسرائيلياً أسفه لسقوط قتلى. ونقلت صحيفة "هآرتس" أن "عملية اقتحام السفن المتوجهة إلى غزة تسببت بأضرار غير مسبوقة لاسرائيل", لافتة إلى ان "رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو من الممكن أن يلغي زيارته الى الولايات المتحدة بسبب الحادثة". وقد أصيب زعيم "الحركة الاسلامية" في اسرائيل الشيخ رائد صلاح بجروح خطيرة ، وخضع لعملية جراحية، كما ذكر تلفزيون "الجزيرة" أن رئيس البعثة اللبنانية بالأسطول هاني سليمان أصيب أيضاً نتيجة الهجوم الاسرائيلي، من دون أن تذكر تفاصيلاً عن إصابته.

وفي ما يتعلّق بردود الفعل العربية، فقد دعت سوريا الى عقد "اجتماع فوري" لمجلس الجامعة العربية، وأشار أمير قطر الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني إلى أن "الجرائم التي وقعت اليوم بحق الشعب الفلسطيني تؤكد ضرورة رفع الحصار عن غزة". أما أمين عام جامعة "الدول العربية" عمرو موسى فاعتبر أن "الهجوم الاسرائيلي مؤشر على أن اسرائيل ليست مستعدة للسلام، وهي تشعر بأنها فوق القانون". ومن جهته، ندد الرئيس الإيراني أحمدي نجاد بـ"سلوك النظام الصهيوني اللاانساني" بعد الهجوم على "أسطول الحرية". 

 

استقالة الرئيس الألماني

(أ.ف.ب.)الاثنين 31 أيار 2010

أعلن الرئيس الألماني هورست كولر استقالته، وذلك بعد تصريحات مثيرة للجدل حول مشاركة بلاده العسكرية في افغانستان. وقال كولر من برلين: "أعلن استقالتي من مهامي الرئاسية"، موضحاً أنه اتّخذ هذا القرار بعد أن ربط أخيراً في حديث لإحدى الاذاعات "بين ضرورة بعض الالتزامات العسكرية الألمانية في الخارج وبين الدفاع عن مصالح اقتصادية".

إلا أن كولر استقال رغم تأكيده أنه أُسيء فهمه، مشيرا إلى أن تصريحاته لم تكن متعلّقة بالالتزام العسكري الالماني في افغانستان.

 

الحريري بحث والأسد تطورات الأوضاع والمستجدات الإقليمية والدولية

نهارنت/إستقبل الرئيس السوري بشار الأسد، عند الحادية عشرة والربع من قبل ظهر الاثنين رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري في قصر الشعب، وتناول اللقاء آخر تطورات الأوضاع والمستجدات الإقليمية والدولية والعلاقات الثنائية بين البلدين. وأفادت مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان ان الرئيس الاسد والرئيس الحريري يعدّان بيانا شديد اللهجة لادانة الاعتداء الاسرائيلي على اسطول الحرية وكان الرئيس الحريري وصل إلى مطار دمشق الدولي، عند الحادية عشرة قبل الظهر، يرافقه مدير مكتبه نادر الحريري.

وكانت صحيفة "الحياة" قد كشفت ان الحريري لم ينقطع في جولته عن التواصل مع القيادة السورية وهو أجرى لهذه الغاية اتصالاً بالأسد فور عودته الى بيروت.

ويستعد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان للقيام بزيارة لدمشق لعقد قمة لبنانية سورية مع الرئيس الأسد بحسب ما أفادت صحيفة "السفير".

وتوقع مصدر مطلع لصحيفة "اللواء" أن يستبقي الرئيس الأسد الرئيس الحريري الى مأدبة الغداء، موضحاً أنه إذا تأخرت المحادثات في دمشق، فإن الجلسة المخصصة الاثنين للموازنة قد تتأجل لتمتد من الثلاثاء الى الأربعاء وربما الخميس. وتأتي هذه الزيارة في إطار جولة عربية تشمل لاحقاً السعودية ومصر والأردن للتشاور والتأكيد على التنسيق، وأعربت اوساط الحريري عن اعتقادها بانه لا حل في المنطقة الا بالسلام مهما زادت اسرائيل من تهديداتها وتهويلها. وأكد عدد من زوار دمشق لصحيفة "الحياة" ان موعد زيارة الحريري لدمشق تحدد في الساعات الماضية وأن وزير الخارجية السوري وليد المعلم تمنى على نظيره اللبناني علي الشامي تأجيل زيارته التي كانت مقررة اليوم الاثنين. واعتبر الزوار ان تأجيل زيارة الشامي الى دمشق يعود الى انشغال المعلم بوجود الحريري في دمشق التي تأتي زيارته تأكيداً للرغبة اللبنانية - السورية المشتركة في التواصل الدائم في شأن الوضع الإقليمي في المنطقة والتطورات المتلاحقة في ضوء نتائج زيارة رئيس الحكومة اللبنانية لواشنطن ونيويورك. وأوضح الزوار ان المحادثات التي أجراها الحريري في واشنطن ونيويورك استدعت زيارته لدمشق بناء لرغبته في وضع القيادة السورية في أجواء المحادثات التي أجراها والتي لا يمكن تأجيلها الى حين عقد الهيئة العليا المشتركة بين البلدين برئاسة الحريري ونظيره السوري محمد ناجي عطري مع انها ستعقد في وقت قريب. وكان الحريري زار عشية توجهه الى دمشق رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وأطلعه على نتائج محادثاته في واشنطن ونيويورك وتشاور معه ايضاً في شأن جلسة مجلس الوزراء التي تعقد مساء اليوم وغداً في بعبدا والمخصصة لمتابعة المناقشة في مشروع قانون الموازنة للعام الحالي. وبعد عودته من بعبدا، التقى الحريري رئيس "اللقاء النيابي الديموقراطي" وليد جنبلاط في حضور وزير الأشغال العامة غازي العريضي، وذلك في إطار جلسات التشاور الأسبوعية التي تعقد بينهما.

 

صفير اطلــع على مطــالب إدارة مرفــق جعيتا وناظم الخوري أكد متانة العلاقة بين الرئاسة وبكركي

المركزية - عرض البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير قبل ظهر اليوم في بكركي مع المستشار السياسي لرئيس الجمهورية النائب السابق ناظم الخوري للاوضاع الداخلية. واكتفى الخوري بتأكيد "متانة العلاقة بين رئاسة الجمهورية وبكركي". واطلع البطريرك صفير من رئيس "كاريتاس لبنان" الخوري سيمون فضول على "اجواء المؤتمر الذي تعقده كاريتاس لبنان وكاريتاس الشرق الاوسط مع الشركاء من شبكة كاريتاس العالمية في اوائل تموز المقبل". والتقى عضو اللجنة الوطنية الاسلامية - المسيحية للحوار القاضي عباس الحلبي مع وفد من العائلة لشكره على مواساته لهم بفقدان المرحومة دلال الحلبي، وراعي أبرشية مار مارون في نيويورك المطران غريغوري منصور.

جعيتا: واستقبل وفدا من ادارة مغارة جعيتا وموظفيها برئاسة رئيس مجلس ادارة شركة "ماباس" المستثمرة للمغارة الدكتور نبيل الحداد الذي اطلعه على "اوضاع المغارة وما تتعرض له من ضغوط"، ووزع بعد اللقاء بيانا جاء فيه: "عام 1993 وفي ظروف استثنائية صعبة جئنا الى لبنان ملبين نداء الوطن للمساهمة في اعادة بناء ما هدم وتوفير فرص عمل جديدة والمساهمة في تحريك العجلة الاقتصادية بعد فترة ركود ودمار طويلة. ان اعادة تأهيل مرفق جعيتا السياحي وبنائه بالسرعة القياسية الذي أنجز بها كان نتيجة استثمار الملايين من الدولارات وبذل جهود من خبراء عالميين ومهندسين لجعله لؤلؤة السياحة اللبنانية. ان عقد الاستثمار على قاعدة الـ BOT والذي كرس لاحقا بأحكام قضائية مبرمة ألزم الطرفين حقوقا وواجبات ووفر فرص عمل جيدة في كسروان وجعيتا وساهم في نهضة المنطقة والسياحة اللبنانية".

أضاف: "اننا وللأسف نلاحظ حاليا تجاهلا لبنود عقد BOT مع وزارة السياحة وعرقلة لتنفيذ بعضها، وهذا الامر حصل من وزير سابق ووزير حالي ووزير تحركه مصالحه البلدية والشخصية، بحيث اتخذوا قرارات مخالفة للقانون ولقضية المحكمة. ان عقد BOT واضح يعطينا حقوقا يتجاهلها بعض الوزراء. نحن جئنا الى هذا الصرح لنطلق صرخة عن كيفية معاملة المستثمر في لبنان، ونأمل ان تصل صرختنا هذه الى المسؤولين كافة وعلى رأسهم فخامة رئيس الجمهورية ورئيسي مجلسي النواب والوزراء.

ان موظفي مرفق جعيتا السياحي وعائلاته، ومعظمهم يعمل منذ قيام هذا المشروع عام 1995، يعيشون قلقا منذ فترة نتيجة المضايقات والمخالفات القانونية والتهديدات المتوالية والضغوط التي تمارس على المرفق لتحقيق غايات شخصية مخالفة للقانون وللقضية. وضعنا أمرنا بين أيدي صاحب الغبطة وامام الرأي العام اللبناني. فمرفق جعيتا السياحي الذي يقوم بكل واجباته المالية والادارية تجاه الدولة اللبنانية هو الآن على ابواب تصنيفه من بين عجائب الدنيا الطبيعية السبع، فبدل ان يهتم الوزراء بتأمين فوز المغارة وتقديم التسهيلات يحاربون المرفق وكأنهم يحاربون لبنان كله في ما اعطاه الله من جمال وما حققته شركتنا، موظفين وادارة واستثمارا، من انجازات راقية وأعمال نزيهة باعتراف وزراء السياحة السابقين اننا لم نسمع خلال زيارة شخصيات العالم الا كلمات الثناء على حسن الاداء والاستقبال وكفاءة الصيانة، ونال المرفق جائزة القمة السياحية برعاية الرئيس الفرنسي جاك شيراك".

وختم البيان: "بينما العالم يتحفنا بشهدات التقدير هناك في لبنان بعض الوزراء ولغاياتهم الشخصية ينحرون مرافق منتجة مثل مرفق جعيتا السياحي والذي أكدت نجاحه رئاسة الحكومة ووزارتا المال والسياحة".

ورد البطريرك صفير بالقول: "ان المرفق السياحي الذي تشرفون عليه هو مرفق مهم، منذ زمن بعيد تحاول الدولة ان تستغله وان يكون له تدبير خاص، وها أنتم هنا تشكون امورا كثيرة، ولكن هذا يجب ان يتم بالتفاهم بينكم وبين الدولة واصحاب الحقوق في هذا المرفق"، ’ملا "ان تحل هذه القضية بالتفاهم ويصل كل من الافرقاء الى ما يظنه حقا له".

 

الوطن" الكويتية: واشنطن حددت لسوريا 3 خطوط حمـــر فـــي لبنـــان

المركزية_ نقلت صحيفة "الوطن" الكويتية عن مصادر غربية مطلعة ان ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما "ليست راغبة في استخدام لبنان وسيلة ضغط على سوريا او نقطة انطلاق للعمل ضد نظام الرئيس بشارالاسد، لكنها في الوقت نفسه ترفض في حزم اي تهديد سوري لسيادة لبنان واي ممارسات سلبية خطرة ضده، كونها تعي أن لبنان ليس قادرا على ان يواجه وحده ضغوط دمشق وطهران وحلفائهما عليه لضمه فعلا وعمليا الى المحور السوري – الايراني وتحويله ساحة مفتوحة للمواجهة مع اسرائيل بما يخدم مصالح هذا المحور".

وأضافت المصادر ان واشنطن "حددت ثلاثة خطوط حمر للنظام السوري في ما يخص لبنان وهي اولا: رفض اخضاعه مجددا لاي نوع من الوصاية او الهيمنة السورية تحت اي ذريعة من الذرائع، وثانيا: الامتناع عن نقل وارسال اسلحة وصواريخ ايرانية الى حزب الله لان ذلك ينتهك القرار 1701 ويشكل تهديدا للسلم الاهلي ويفتح الباب امام اندلاع حرب جديدة مع اسرائيل، وثالثا: عدم التخلي او التضحية بالمحكمة الدولية الخاصة بلبنان". وتشير المصادر الى "ان ادارة اوباما لا تخفي انزعاجها من التباطؤ السوري في اقامة علاقات طبيعية مع لبنان، مشددة على ان تردد الاسد في اتخاذ الخطوات اللازمة في هذا الاتجاه يعكس رغبته في الضغط على اللبنانيين لانتزاع تنازلات يصعب جدا على النظام اللبناني ان يتقبلها".

المحور السوري – الايراني: ولفتت المصادر الى ان التهديد الاكبر الذي يواجه لبنان "مصدره المحور السوري – الايراني الذي يزود حزب الله والمنظمات الفلسطينية المتشددة أسلحة ذات طابع استراتيجي تشكل خطرا على اسرائيل وامنها ومدنها ومنشآتها اكبر من الخطر الذي شكلته صواريخ حزب الله في حرب العام"، مؤكدة في الوقت عينه 2006.

ان الادارة الأميركية لا تخفي امتعاضها من اسرائيل التي لم تفعل شيئا لتسهيل اعادة ما تبقى من اراض محتلة الى اللبنانيين عن طريق الامم المتحدة".

وشددت المصادر على تمسك ادارة اوباما بالمحكمة الدولية الخاصة بمحاكمة قتلة الرئيس رفيق الحريري ورفاقه وتأمين كل الدعم اللازم اليها لتواصل عملها وانجاز مهماتها حتى النهاية، وتعتبرها "مسؤولية دولية وليست مسؤولية أميركية" وبالتالي فان مجلس الامن هو الذي يشرف على عملها وتتعامل معها من منطلق انها تجهل تماما ما لدى لجنة التحقيق الدولية من ادلة ومعلومات عن الجهة المسؤولة عن اغتيال الحريري ورفاقه، وانها مستعدة لتقبل اي قرار يصدره المدعي العام الدولي بغض النظر عن مضمونه "موضحة ان ادارة اوباما ترفض عقد اي صفقة مع اي دولة او جهة تسعى لتعطيل عمل المحكمة او شل قدرتها على كشف الحقيقة، وهي ستطالب بتسليم المتهمين بالتورط في جرائم الاغتيال السياسي لمحاسبتهم سواء اكانوا سوريين ام لبنانيين مرتبطين بدمشق ام كانوا ينتمون الى اي جهة اخرى". واعتبرت المصادر ان القضية الاهم الآن هي منع المواجهة العسكرية بين اسرائيل ولبنان والتي ستتحول حربا اقليمية، كاشفة عن ان هذه المسألة في مركز المحادثات الأميركية – اللبنانية والأميركية – السورية حيث يتداوله الطرف الأميركي في صراحة تامة.

 

باريس تنتظر صفير منتصف حزيران للبحث في ملفات لبنانية وإقليمية

المركزية- في وقت تتطور العلاقات الفرنسية – السورية صعوداً وهبوطاً في ما يتعلق بالملف اللبناني، يتوجه البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله صفير الى باريس في السادس عشر من حزيران المقبل تلبية لدعوة رسمية من الرئيس الفرنسي الذي يحاول من خلال بكركي بناء جسر مع المسيحيين اللبنانيين خارج إطار التيارات والأحزاب السياسية.

وكشفت مصادر سياسية قريبة من بكركي لـ"المركزية" ان البطريرك صفير سيركز مع الرئيس نيكولا ساركوزي والمسؤولين الفرنسيين الكبار على سبل تثمير العلاقة التاريخية بين لبنان وفرنسا بما يخدم سيادة لبنان واستقلاله وسلامة أراضيه، اضافة الى سبل التخفيف من الاحتقان الإقليمي الذي يمكن ان يتحول الى انفجار واسع وأضافت المصادر ان المسؤولين الفرنسيين يولون أهمية لافتة لزيارة البطريرك الماروني ويعدون له استقبالاً يليق برؤساء الدول، مشيرة الى ان باريس ترى في مواقف رئيس الكنيسة المارونية ما يحافظ على العيش المشترك ولقاء الحضارات والثقافات في لبنان والشرق الأوسط وما يمكن ان يساعد على تعزيز مقومات السلم الأهلي في البلاد. واشارت المصادر لـ"المركزية" الى ان البطريرك صفير سيتوجه الى قبرص الخميس المقبل على رأس وفد كنسي وإعلامي كبير لإجراء محادثات مع المسؤولين القبارصة والمشاركة في استقبال البابا بنديكتوس السادس عشر الذي يزور الجزيرة المقسمة في إطار رحلة حجّ على خطى القديس بولس.

 

هيئة الحوار تلتئم في غياب جعجع: جولته العربية تشمل الرياض والقاهرة

المركزية – يستعد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان لترؤس جلسة هيئة الحوار الوطني في قصر بعبدا في السابع عشر من حزيران المقبل، من دون ان تتوافر في الافق اي معطيات يمكن ان تؤدي الى تأجيله مرة ثانية بعد التأجيل الذي فرضه في الثالث منه اعتذار الرئيس نبيه بري لدواعي السفر... وتساءلت اوساط سياسية في الاكثرية لـ"المركزية" عن جدوى عقد اجتماع وطني يبحث في مشروع الاستراتيجية الدفاعية في غياب رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع الذي يغادر لبنان في 1 حزيران المقبل في جولة عربية، علما ان الاخير يشكل رأس الحربة في الجدل الذي تقوده قوى 14 آذار في مواجهة السلاح القائم خارج المؤسسات الامنية الرسمية. واضافت ان الدكتور جعجع كان ابلغ الى الرئيس اللبناني عزمه على القيام بجولة عربية منتصف الشهر المقبل، مشيرة الى ان الرئيس سليمان متمسك بالموعد الذي حدده انطلاقا من المبدأ القائل ان تأجيل جلسات هيئة الحوار الوطني لا يتم الا في حال غياب احد الرؤساء الثلاثة. وكشفت مصادر الاكثرية ان جولة جعجع تشمل في نوع خاص الرياض والقاهرة، متوقعة ان تتطرق محادثاته مع المسؤولين السعوديين والمصريين الى الوضع العام في لبنان والعلاقات السورية – اللبنانية، والمساعي التي تبذلها السعودية ومصر لتعزيز السلم الاهلي في لبنان.

 

الانتخابات البلدية في الصحافــة العربيــة : "الوطن" السعودية لاحظت غياب "الخط الرمادي" و"تشرين" السورية تحدثت عن "قانون فاسـد"

المركزية - لاحظت صحيفة"الوطن"السعودية "اننا منذ الانتخابات البرلمانية التي اجريت في لبنان في العام 2005 وادت الى فوز 14 آذار بغالبية داخل مجلس النواب اللبناني، وما تلا ذلك من تداعيات، وصولا الى انتخاب الرئيس ميشال سليمان رئيسا للجمهورية وعودة نبيه بري رئيسا لمجلس النواب في انتخابات العام 2010 ومجيء سعد الحريري رئيسا للحكومة، " أننا ما زلنا نرى الوجوه نفسها في كل الاستحقاقات ، نقابية او طلابية او مهنية". وكتبت: في الامس كانت خاتمة الانتخابات البلدية والاختيارية.رأينا الوجوه نفسها على المحطات التلفزيونية تُحدثنا عن حرب داحس وغبراء البلديات في المدن والقرى، حتى ان مخاتير الاحياء تحزبوا او حُزبوا رغما عنهم. هذا يتبع الى 14 آذار ، وآخر الى 8 آذار.الشيعي ينتمي الى حزب الله وحركة أمل، والسني الى تيار المستقبل، والماروني حكما من انصار عون او فرنجية أو من انصار جعجع او الجميل ، لم يعد هناك في لبنان خط رمادي.هو ابيض او اسود. اللون الرمادي لم يعد مقبولا في لبنان، فأما انت مع هذا التيار أوضده، فالوسط لم يعد له معنى".

اضافت: "حاول البعض الخروج من عباءة الاحزاب المهيمنة.اثبتوا وجودهم كقوة رفض ثالثة، أسسوا لمستقبل واعد، سيكون لهم دور، فقط اذا صدقت نيات وزير الداخلية زياد بارود، والكثيرين ممن اعلنوا موافقتهم على اعتماد قانون انتخابي يقوم على النسبية ليعطي لكل ذي حق حقه، بعيدا عن التكتلات الكبيرة، وبعيدا عن النظام الاكثري".

وفي السياق عينه كتبت صحيفة "تشرين" السورية ان "مع انتهاء مراحل الاستحقاق البلدي والاختياري يمكن للمراقب عبر قراءة أولى للنتائج أن يستكشف آفاق ذلك الاستحقاق السلبية والايجابية، وصولاً إلى استخلاص الدروس والعبر بهدف معالجة الثغرات التي أظهرتها وما أكثرها ليتمكن اللبنانيون من مجاراة تطورات العصر في أي استحقاق انتخابي جديد في معزل عن التذرع بضيق الوقت أو التستر وراء احترام المواعيد الدستورية لإخفاء رغبة كاملة في منع أي تطوير أو إصلاح لأنظمة وقوانين توافق اللبنانيون على تخلفها وفسادها وعدم قدرتها على تحقيق العدالة والمساواة بين مختلف شرائح المجتمع اللبناني مع ما يعنيه هذا من حجب قسري للتمثيل الصحيح للقوى الحية وفي مقدمتها الأحزاب الوطنية والقومية وقوى المجتمع المدني على تنوعها". ولفتت الصحيفة السورية الى "اننا تستطيع اليوم القول إن قانوناً فاسداً للانتخابات لا يمكن أن ينتظر منه اللبنانيون نتائج أفضل في ظل هيمنة مطلقة للطائفية والمذهبية والعشائرية والعائلية جعلت الولاء لها يتقدم على الولاء الوطني الذي يشكل البداية الموضوعية لإقامة الدولة القوية والقادرة والعادلة والمطمئنة لجميع اللبنانيين".

واشارت الى لبنان "لعله الدولة الوحيدة في العالم التي تعطي فيها عائلاتها الروحية معنى مختلفاً للنفس المفردة ويختلف مواطنوها حول تفسير الانتماء والحرية والسيادة والاستقلال على رغم أن اتفاق الطائف الذي أصبح دستور البلاد قد فصلها في بنود دستورية"، قائلة: "على رغم أن اللبنانيين توافقوا عشية الاستقلال على أن الطائفية حالة مؤقتة"، "أن المستفيدين من النظام الطائفي حرصوا على تكريسها بعدما لعبوا على وتر إزالتها من النفوس قبل النصوص وعملوا على تشجيع مفهوم الخوف لدى طرف والغبن لدى طرف آخر لإبقاء الانقسام بين اللبنانيين ومنع قيام وحدة وطنية حقيقية تحقق الشراكة بين الجميع وتقدم الولاء الوطني على أي ولاء آخر.

واعتبرت "ان ما هو مستغرب فعلاً أن البلاد شهدت حملة شرسة لمنع أي نهج إصلاحي مهما كان سطحياً أو جزئياً الأمر الذي عكس رغبة متجذرة لدى الطبقة السياسية في إبقاء الوضع على ما هو عليه منذ عهد هيمنة القناصل إلى اليوم وإلا ما معنى أن تسقط مشاريع قوانين إلغاء الطائفية السياسية وإقرار النسبية وتخفيض سن الاقتراع ومشاركة المرأة والشباب في صنع القرار الوطني في المجلس النيابي مشيرة الى ان "الاستحقاق البلدي والاختياري أظهر مجموعة من التوجهات يجب أن نتوقف عندها لما تحمله من انعكاسات سلبية على المستقبل السياسي للبلاد إذا تم تكريسها وأصبحت بمثابة أعراف يصعب التخلص منها بسهولة ومنها على سبيل المثال وليس الحصر: "الرغبة في الهيمنة والاستئثار وإن اتخذت صوراً مختلفة وذلك من خلال الإصرار على عدم تجرع كأس النسبية مع ما يعنيه هذا من تحكم أغلبية تمثل إحدى شرائح المجتمع بكل الشرائح الأخرى.

"تشويه معنى التوافق الوطني عبر إقدام مجموعة مركزية على التفاهم مع قوى أخرى بشكل يثبت هيمنتها واعتبار هذا التوافق ممثلاً لكل شرائح المجتمع رغم وجود قوى كثيرة خارجه وتغييب قوى فاعلة أخرى في مقدمتها قوى المجتمع المدني. هيمنة ازدواجية المعيار على أطراف الصراع في الاستحقاق الانتخابي وفقاً لمصالحهم فقد تم اعتماد المعيار السياسي بامتياز في بعض المناطق والحزبي في مناطق أخرى والعائلي في بعضها الآخر مع تجاهل تام للمعيار الإنمائي رغم تغليب الحديث عنه في أكثر التصريحات، لقد عكس هذا التوجه تراجع الالتزام السياسي والحزبي لمصلحة الالتزام الطائفي والمذهبي والعائلي مع ما يعنيه هذا من وأد للعمل السياسي الجماعي المنطلق من تغليب المصلحة الوطنية العليا على المصالح الفئوية الضيقة". وخلصت "تشرين" من كل هذا "إلى المطالبة بتكوين قوة شعبية ضاغطة من أجل تسريع قيام ورشة عمل تنفيذية- تشريعية تأخذ على عاتقها إقرار مشروعات القوانين الإصلاحية التي تضمنها اتفاق الطائف.

 

الوطن" السورية: قوة الردع لا الديبلوماسية هي التي تمنع اسرائيل من الحـــــرب

المركزية - تساءلت صحيفة "الوطن"السورية: "متى تقع الحرب"؟ ولاحظت ان السؤال منذ العدوان الإسرائيلي على لبنان في تموز من عام 2006 لم يعد بالنسبة الى معظم المراقبين هل ستندلع حرب أخرى في المنطقة، بل تحول ليصبح متى تقع هذه الحرب. من وقتها، وإسرائيل لا تترك مناسبة إلا وتؤكد فيها تصميمها على تغيير المعادلة التي تكرست نتيجة تلك المواجهة. "فالنصر السياسي" الذي حاولت إدارة الرئيس بوش أن تعوِّض إسرائيل به عن هزيمتها العسكرية، عبر القرار 1701 لم يفشل فقط في تحقيق ما أراد رعاته لجهة تغيير موازين القوى على الأرض، بل للمفارقة أدى إلى حصول العكس". ولاحظت الصحيفة ان في خلال السنوات الأربع الماضية كانت بورصة التوقعات ترتفع وتنخفض على وقع تهديدات إسرائيل و«طمأناتها وكأن الحرب لا تقم "كرم أخلاق" منها. وقالت: إذا كانت الحال كذلك، يجدر السؤال عندها عما حدث للعقيدة الاستباقية التي درجت إسرائيل على استخدامها لدى ورود أبسط إشارة عن حصول طرف عربي على سلاح دفاعي يحد أو يقلل ولو جزئيا من عربدة القوة التي تمارسها". واكدت "ان العوائق السياسية لا تستطيع أن تفسر ذلك. الفيتو الأميركي على الحرب ورغبة واشنطن في حالة هدوء تسبق انسحابها من العراق قد يشكلان عائقاً مرحليا أمام رغبة إسرائيل في الانتقام. كما أن تغير المشهد الإقليمي والموقف الدولي بعد العدوان على غزة قد يشكل عائقاً سياسياً من نوع آخر، لكن هذه العوامل لا يمكن أن تعلل السلوك الإسرائيلي. واعتبرت إن تعطش ساسة إسرائيل وجنرالاتها إلى حرب تعيد الى آلتهم العسكرية الهيبة الضائعة لا يمكن أن يمنعها "فيتو" أميركي قد يسقط سريعا، وخصوصا إذا استحصلت إسرائيل على ذريعة مناسبة لتبرير قرارها".

ولفتت الى ان إسرائيل "لا تطلب في العادة إذناً من واشنطن إذا كانت متأكدة من أنها لن تحصل عليه، بدليل عدم استشارة حليفتها الكبرى لدى قيامها بضرب المفاعل النووي العراقي في تموز العام 1981، أما الموقف الدولي فلا حاجة الى تفصيل مدى استهتار إسرائيل به في عموم الأحوال حتى يؤخذ بعين الاعتبار عند اتخاذ قرار الحرب.

واكدت"الوطن" ان السبب الرئيس الذي يحول بين إسرائيل ورغبتها في الخروج إلى حرب هو وجود ميزان قوى حقيقي على الأرض يشكل حالة ردع غير مسبوقة في تاريخ الصراع العربي-الإسرائيلي. فعندما تكون إسرائيل مكشوفة من أقصاها إلى أقصاها أمام ترسانة صواريخ قادرة على ضرب كل ركن وزاوية فيها، فلابد أن تفكر ألف مرة قبل أن تقدم على أي حماقة. واشارت الى انه منذ حرب عام 2006 وإسرائيل تحاول جهدها لإلغاء حالة الردع هذه من خلال إقامة درع صاروخي قادر على حماية عمقها الهزيل، فهناك مشروع «القبة الحديد» المضاد للصواريخ القصيرة المدى، ومشروع تطوير صاروخ حيتس (السهم) لمواجهة الصواريخ المتوسطة المدى، إضافة طبعاً إلى صواريخ الباتريوت التي تمتلكها منذ حرب الخليج عام 1991 وتعمل على إدخال تحسينات عليها. حتى الآن لم تنجح هذه الأنظمة في تحقيق النتائج المأمولة، لكن وفي اللحظة التي تمتلك فيها إسرائيل هذه القدرات يختل ميزان القوى القائم وتنتهي حالة الردع، وعندها فقط تقع الحرب. هذا الأمر يجب ألا يحصل، لكن حتى لو حصل، يجب حينئذ استعادة حالة الردع بوسائل أخرى، فإسرائيل لا تمتنع عن الحرب حباً بالسلم، إنما بسبب عدم قدرتها على تحمل نتائجها. وختمت: لو كانت الوفود الغربية التي تجول المنطقة منذ مدة حريصة، كما تقول، على التهدئة ومنع نشوب جولة جديدة من الصراع، فالأحرى بها أن تعمل على تكريس حالة الردع القائمة لا على إلغائها، لأنها هي فعلا ما يمنع الحرب وليس تمنياتهم على إسرائيل بالامتناع عن ارتكاب حماقات. لولا ذلك لكانت الحرب وقعت منذ مدة، فإسرائيل لا تقيم وزنا إلا للقوة لأنها لا تفهم أصلاً إلا منطقها".

 

سعيد: فوز "التيار" في مدينة البترون لن يعوّض تراجعه شعبيًا

المركزية - شكر منسق الأمانة العامة لقوى الرابع عشر من آذارالنائب السابق الدكتور فارس سعيد لله لإنتهاء الانتخابات في الشمال على خير خصوصاً بعد الحادث في ضهر العين، مشددًا في حديث إلى "صوت لبنان" على أن "المنتصر الاول هو الديموقراطية التي حاول البعض تعكير صفوها". ورأى سعيد أن "النتائج لم تأت بمفاجآت وخصوصاً في زغرتا ومدينة البترون، أما في الأقضية فكانت النتائج لصالح 14 آذار"، مشيرًا إلى أن "السمة الحقيقية التي يمكن ان نستلخصها هي أنه بينما كان هناك سعي للإشارة إلى أن "14 آذار" انتهت، تبيّن أن الفرز السياسي ما زال يتحكم في الانتخابات". وردًا على سؤال عن نتيجة البترون، قال ان "نتيجة البترون واضحة وهي فوز التيار الذي تحالف مع شخص يبدو أنه ديناميكي وكان ناجحاً على الصعيد الإنمائي ونحن نعترف له بذلك". إلا أنه أكد أن "التيار الوطني الحر وعلى الرغم من فوزه في مدينة البترون لن يعوّض الخسارة والتراجع على الصعيد الشعبي التي حققها على مساحة لبنان"

 

فريـد حبيب رد على نواف الموســــوي: غير مقتنعين بأسلوب "حزب الله" في المواجهة

المركزية - رداً على ما أعلنه عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نواف الموسوي: "ان السبب الحقيقي الكامن وراء عدم اقتناع اشخاص بعينهم في لبنان بالمقاومة يعود الى عدم اقتناعهم بان اسرائيل هي العدو..."، قال عضو كتلة القوات اللبنانية النائب فريد حبيب في بيان اليوم: بعيدا من منطق التخوين المعتمد من قبل نائب حزب الله نواف الموسوي، من الضروري تأكيد ان موقفنا كطرف سياسي نابع من عدم قناعتنا بالاسلوب الذي يعتمده حزب الله في هذه المرحلة في مواجهة العدو الاسرائيلي. كما ان منطق الخلط بين الموقف من اسرائيل من جهة والموقف من الامور الوطنية الخلافية من جهة اخرى، لهو منطق مردود ومستهجن، ولا سيما ان العداء لاسرائيل الذي يلتقي حوله كافة اللبنانيين لا يعني اطلاقاً تسليماً بالامر الواقع المفروض من قبل حزب الله والذي يرى غالبية اللبنانيين انه لا يصب في مصلحة لبنان والدفاع عنه".

 

جنبلاط لـ"الانباء": اسرائيل لا تحتاج الى ذرائع لتعتدي هنا وهناك وإعتداؤها السافر على "أسطول الحرية" يتطلب وقفة دولية حازمة

المركزية- لفت رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط الى أن التحدي الجديد الذي فرضته إسرائيل على العالم من خلال إعتدائها السافر على "أسطول الحرية" يتطلب وقفة دولية حازمة. أدلى جنبلاط بموقفه الاسبوعي لجريدة "الانباء" الصادرة عن الحزب التقدمي الاشتراكي مما جاء فيه: "بعد الزيارة الناجحة للرئيس سعد الحريري الى الولايات المتحدة ودفاعه عن الثوابت وعن السيادة اللبنانية في مواجهة الخروقات الاسرائيلية بالتوازي مع الخطوات البناءة على صعيد التنسيق اللبناني- السوري الذي يعيد تكريس تقارب المسارات بعيداً عن أطر الوصاية السابقة حفاظاً على المصلحة المشتركة للبلدين،

وبعد العنوان الاساسي الذي أتفق عليه في البيان الوزاري الذي يشير الى معادلة الدولة والشعب والمقاومة الى أن تحين الظروف الملائمة لبناء إستراتيجية دفاعية وطنية، بعد كل هذه الايجابيات، تخرج بعض الأصوات التي قد تثير النعرات وتعيد إنتاج التوتر بعيداً عن المناخات الموضوعية التي توفرها هيئة الحوار الوطني لمناقشة هادئة لهذا الملف الوطني الهام.

فالحرص الذي يبديه رئيس الجمهورية على إنتاج المناخات الملائمة في إطار هيئة الحوارالوطني للنقاش الجدي والمسؤول حول قضية الخطة الدفاعية في مواجهة إسرائيل، يفترض أن يلقى الدعم الكافي بهدف التأسيس لامكانية التوصل الى النتيجة المرجوة. فبدل توجيه الانتقاد الى الرئيس، من الانسب والافضل المشاركة الفاعلة في هيئة الحوارالوطني التي تبقى الموقع الاكثر ملائمة لمناقشة موضوع الاستراتيجية الوطنية للدفاع.

في مجال آخر، رأينا مرة جديدة الوحشية الاسرائيلية التي تعرضت لأسطول الحرية الذي حاول كسر الحصار الجائر على قطاع غزة، وهذا السلوك الاسرائيلي يقدم دليلاً جديداً على الرفض المطلق لكل القوانين والأعراف والمواثيق الدولية، ويتطلب رد فعل واضح وصارم من المجتمع الدولي قاطبةً لوضع حد لهذه الانتهاكات الاسرائيلية المتمادية التي لا يجوز القبول بها بأي شكل من الاشكال.

وهنا، مجدداً لبعض الأصوات اللبنانية السخيفة أو المتآمرة التي تدعو الى الحياد والتي تعتبر أن سلاح المقاومة يعطي الذريعة لاسرائيل لتمارس إعتداءاتها، رأينا اليوم البرهان الجديد على أن إٍسرائيل لا تحتاج الى ذرائع لتعتدي هنا وهناك، وها هي تعرضت لسفن تابعة لدولة تتبادل معها العلاقات الديبلوماسية. وهنا، لا بد من وقفة تضامن لبنانية مع الشعبين التركي والفلسطيني بعد هذه المجزرة الجديدة التي إرتكبتها إٍسرائيل.

ولقد أثبت المجتمع الدولي أنه قادر، إذا ما توفرت الرغبة والنية السياسية، على وضع حد لاسرائيل، كما حصل في اعلان الوثيقة النهائية للمؤتمر الدوري لمراجعة معاهدة منع انتشار الاسلحة النووية بالاجماع، وهنا يسجل للادارة الاميركية عدم تسجيلها الاعتراض على هذا البند رغم تحفظها على حصر التسمية بإسرائيل. لكن، طبعاً، يبقى من المهم إستكمال هذا التحرك الدولي حتى نهايته. والتحدي الجديد الذي فرضته إسرائيل على العالم من خلال إعتدائها السافر يتطلب وقفة دولية حازمة.

من ناحية أخرى، من المهم التذكير بأن روسيا كانت تاريخياً مناصرة وداعمة للقضايا العربية والاسلامية وبالتالي التعرض لهذا الحليف الكبير لا يفيد ولا يساعد في أي شكل من الاشكال. لذلك، أتمنى أن تحترم بعض الدول الاسلامية هذا العامل وأن تأخذه بعين الاعتبار عند إتخاذها مواقف تتعلق بمسائل سياسية حساسة وتثير جدلاً كبيراً على الصعيد الدولي.

 

الجميل الى قطر للمشاركة في منتدى عن الشرق الاوسط

المركزية - بدعوة من مركز "تنمية الشرق الاوسط" في جامعة كاليفورنيا توجه رئيس حزب الكتائب الرئيس امين الجميل الى الدوحة للمشاركة في المنتدى العالمي الذي ينظمه المركز بالتعاون مع وزارة الخارجية القطرية، تحت عنوان "إنماء المستقبل الاقتصادي للشرق الاوسط". بدأ المنتدى اعماله اليوم الاثنين ويستمر حتى الثاني من حزيران وتحضره أكثر من 500 شخصية عالمية.

 

الحصيلة العامة للانتخابات أثبتت تراجع المنقلبين على خطابهم

الزغبي: على الخاسرين مراجعة خياراتهم الخاطئة

لفت عضو قوى 14 آذار الياس الزغبي الى أنّ " الحصيلة العامة للانتخابات البلدية في كل لبنان حدّدت الأحجام الحقيقية للقوى السياسية". وقال في تصريح له اليوم:

"لقد ثبّتت النتائج الأحجام السابقة لحلفاء سوريا القدامى مع تراجع محدود في الأرقام، بينما أظهرت ضمور حجم حلفائها الجدد، ومن أبرزهم النائبان ميشال عون ووليد جنبلاط".

ورأى أنّ "سبب هذا التراجع في شعبية الزعيمين هو التغيير الدراماتيكي في موقعهما السياسي بعد خروجهما المثيرعن الخط الاستقلالي، بينما سجّلت القوى المستمرّة في التزام هذا الخط انتعاشا في شعبيتها وموقعها السياسي وحصادها البلدي". وأضاف الزغبي: "لم يكد النائب عون يهلّل أمس لنتيجة مدينة البترون تغطية لخسائره الموصوفة في سائر أقضية البترون والكورة وبشري وزغرتا وعكار، وقبلها في جبل لبنان والمناطق الأخرى ، حتّى جاءه الردّ البليغ صباح اليوم في عقر داره بخسارته اتحاد بلديات كسروان – الفتوح الذي رفعه قبل أيام عنوانا مركزيا له ولنوابه الذين يمثّلون حصريا هذا القضاء".

ودعا أخيرا القوى السياسية المتراجعة الى " اعادة النظر ليس فقط في وضعها التنظيمي الاداري، بل وأساسا، في خياراتها السياسية والوطنية التي كانت السبب الرئيسي في هذا التراجع".

 

النائب نديم الجميل محاضرًا في LCU: إذا أردنا أن نحافظ على وجودنا فعلينا أن نشارك في الدولة وان نحمل مسؤولية وأن نلتزم بالدولة ونعمل بأخلاقنا       

 NNA

31 May. 2010   

حاضر النائب نديم الجميل في الجامعة اللبنانية - الكنديةLCU في عينطورة - كسروان في حضور رئيس مجلس الأمناء في الجامعة الدكتور روني أبي نخله، ومستشار الرئيس أمين الجميل، سجعان القزي وعدد من أساتذة الجامعة وطلابها ومهتمين. ورد فيها على الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، ووصف كلامه ب"الخطير لأنه يضع البلد في جو من الخوف ويمنع الاستثمار في وقت يحتاج الى مزيد من السلام والأمان والطمأنينة".

ورأى "أن المرحلة مع الوجود السوري حملت عنوان "الأمن مقابل القضاء على الحرية " أما بعد انتهاء الوصاية السورية أصبحنا نتمتع بالحرية مقابل خسارةالأمن والمعادلة ما زالت مستمرة"." أما بالنسبة إلينا فإننا لا نريد العودة الى مرحلة الاغتيالات السياسية، ولا إلى 7 أيار، لكن وبالرغم من كل الواقع الأليم فإننا لن نخاف ولو هدد أمننا، والمهم لنا هو كرامتنا وأمننا". وردا على سؤال عن المرحلة التي كانت فيها المقاومة المسيحية تحمل السلاح قال: "عندما فرط الجيش اللبناني وقصر في حماية الشعب، وجدت هذه المقاومة لكن في النهاية وضعنا انتصارنا بين أيدي الدولة، فإذا وضع الحزب إنتصاراته اليوم بين أيدي الدولة والجيش فلا مشكلة عندنا، أما في ما يتعلق بورقة التفاهم بين الحزب والتيار الوطني الحر فقال:" أننا لسنا مع مبدأ التفاهم لكننا نرفض الدفاع عن سلاح خارج يد الدولة لأننا لا نستطيع أن نبني بلدا سيدا مستقلا خارج قرار الدولة مع أحزاب تتصرف على طريقتها".

وأكد " أن بشير الجميل إنتصر بالقيم والمبادئ، كان إستقلاليا قبل أن يدعو الى الاستقلال وحرا قبل أن يطالب بالحرية. من هنا نحن اليوم نريد أن نعمل لتغيير نمط الحياة الموجود فينا لبناء الدولة القوية المرتكزة على الثوابت". وأكد " أن لبنان لم يكن يوما منفصلا عن المسيحيين، من هنا فإذا أردنا أن نحافظ على وجودنا فعلينا أن نشارك في الدولة فلا نفقد قيمة الشجاعة والعمل والنضال، فلا يحق للمسيحيين أن يستسلموا أمام أول صعوبة، علينا أن نحمل مسؤولية وأن نلتزم بالدولة ونعمل بأخلاقنا بعد أن دمر الاحتلال الأخلاق والمبادئ والقيم الأخلاقية".

وختم: " علينا أن نعي أن التغيير يبدأ بالذهنية والأخلاق ونعود الى الوطن ولا نضع الحق على غيرنا لنؤمن مستقبلا زاهرا لأولادنا وأحقادنا". بعد ذلك ألقى العميد روني أبي نخله كلمة شكر فيها النائب الجميل الذي أثار الموضوع المتعلق بالقيم والأخلاق متمنيا للنائب الجميل المزيد من النجاح.

وكان غاريوس زيادة القى كلمة رحب فيها بالنائب الجميل والحضور مؤكدا أن الجامعة اللبنانية الكندية آلت على نفسها منذ نشأتها أن ترفد الأجيال بالعلم والمعرفة والثقافة وتعمل في الوقت عينه على إغنائهم وإثرائهم بالقيم والمثل والأخلاق والمحبة. وفي النهاية قدم العميد أبي نخله درع الجامعة للنائب الجميل.

      

البترون للتيار وبشري للقوات وطرابلس للائحة التوافقية وزغرتا للمردة

نهارنت/نجح الإستحقاق الإنتخابي في محافظة الشمال، في الدورة الرابعة والأخيرة للإنتخابات البلدية، ومرّ من دون إشاكالات أمنية كبيرة تذكر، رغم تسجيل 48 حادثاً وبلغ عدد الموقوفين 45، إذ سيعقد مجلس الأمن اجتماعاً غداً الثلاثاء لتقويم العملية الإنتخابية على المستوى الأمني.

وقد أشارت النتائج الأولية للإنتخابات البلدية في طرابلس، إلى اكتساح كبير للائحة "وحدة طرابلس" التوافقية، كما حققت لائحة "وحدة الميناء" تقدما كبيراً ولكن مع فارق واحد هو خرق لمصلحة عبد القادر علم الدين الذي خاض معركة في مواجهة التحالف.

وفي البترون، عقد الفوز لقوى 14 آذار في تنورين وغالبية بلدات القضاء وقراه بعد فوز نحو تسع بلديات بالتزكية. في حين حقق "التيار الوطني الحر" فوزاً شاملاً على لائحة سايد عقل التي تدعمها قوى "14 آذار" في مدينة البترون بكامل اعضاء لائحة مرسيلينو الحرك المدعوم من الوزير جبران باسيل و"تيار المردة".

أما بشري، فقد حصدت "القوات اللبنانية" المجالس البلدية والاختيارية في عشر بلديات من اصل 11، علما ان البلدية الحادية عشرة في بزعون ارجئت الانتخابات فيها بعد انسحاب عدد من المرشحين عقب حادث ضهر العين. وكانت "القوات" قد فازت في العام 2004 بست بلديات من أصل 11، ما اعتبرته فوزاً إضافياً لها في أربع بلديات جديدة وبلدات القضاء الأخرى.

وفي زغرتا سجلت لائحة رئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية في مدينة زغرتا فوزاً كاملاً، فيما دارت مواجهات حادة في قرى القضاء وبلداته الأخرى بين "المردة" و"حركة الاستقلال" برئاسة ميشال معوض وقوى "14 آذار".

وتنازع الفريقان ليلاً على احتساب النتائج الأولية في قرى القضاء، فرجحت قوى "14 آذار" أن تنال 10 إلى 12 بلدية من أصل 24 الأمر الذي نفاه فرنجيه، مرجحاً أن تميل الكفة لمصلحته في هذه القرى. وفيما بدت النتائج متقاربة بين الفريقين، تقدمت قوى "14 آذار" في رشعين ومزرعة التفاح وتولا والبحيرة وبسلوقيت، وتقدم "تيار المردة" في ايطو وسرعل وعرجس ومزيارة وكفرياشيت وكفرزيتا ومجدليا. كما تقدمت "14 آذار" في عشاش وسبعل، وفاز شقيق النائب الأسبق جان عبيد في علما، كما فاز "تيار المستقبل" في ايعال ومرياطة والفوار.

وفي الكورة كانت ابرز البلديات التي فاز فيها الحزب "السوري القومي الاجتماعي" وقوى 8 آذار في اميون وفيع وبطرام وكفرحزير والهري وكفرحاتا، فيما فازت قوى "14 آذار" في شكا ودوما وكفرعبيدا ودار بعشتار وكفريا وبترومين واجدعبرين.

أما في عكار، فقد حقق النائب هادي حبيش وقوى "14 آذار" انتصاراً كاملاً في القبيات على اللائحة المدعومة من النائب الأسبق مخايل ضاهر و"التيار الوطني الحر". فيما حققت اللائحة المنافسة لقوى "14 آذار" في حلبا انتصاراً مقابلاً. وفازت في عكار اللوائح المدعومة من "تيار المستقبل" في بلدات البرج وتكريت والبيرة والقنطرة والحويش وبزال وجديدة القيطع ووادي الجاموس ومشمش ومشتى حمود وعين يعقوب وعدد آخر من البلدات. وفازت لوائح مدعومة من "التيار الوطني الحر" في جديدة الجومة ومنيارة والشيخ محمد. وفازت لائحة مدعومة من نائب رئيس الوزراء سابقاً عصام فارس في بزبينا بالاضافة الى بلدته بينو.

وفي الضنية كان أبرز النتائج فوز اللائحة المدعومة من قوى 8 آذار في بلدة سير الضنية في مواجهة اللائحة المدعومة من النائب أحمد فتفت.

 

رسالة انتخابات صيدا .. لبنان يقاوم

المستقبل اللبنانية

الإثنين 31 مايو/خيرالله خيرالله

كانت نتائج الانتخابات البلدية في مدينة صيدا اللبنانية، مسقط رأس الرئيس الشهيد رفيق الحريري مؤشرا في غاية الاهمية. كشفت النتائج التي انتهت بفوز قوى الرابع عشر من اذار انه حيث هناك انتخابات في ظروف طبيعية، هناك انتصار للقوى التي تؤمن بالسيادة والحرية والأستقلال.

لا يريد اللبنانيون العودة الى نظام الوصاية في اي شكل وهم يقاومون التبعية. تلك رسالة انتخابات صيدا، ثالث اكبر مدينة في لبنان، وهي مدينة مختلطة بامتياز سعى رفيق الحريري، رحمه الله، الى تكريس العيش المشترك فيها. لم يؤيد احرار صيدا اللائحة التي تمثل الحرية والسيادة والاستقلال فحسب، انما ايدوا ايضا مشروع اعدة البناء والأعمار والتنمية الذي عمل من اجله رفيق الحريري. ما شهدته صيدا لم يكن حدثا عابرا. ما شهدته صيدا كان دليلا على وجود رغبة لبنانية في الصمود والمقاومة، مقاومة ثقافة الموت والبؤس خصوصا. المطلوب قبل كل شيء مقاومة التخلف وتفادي السقوط في الفخ الإسرائيلي، فخ جرّ لبنان الى مواجهة غير متكافئة تؤدي الى تدمير بنيته التحتية واعادته عشرات السنوات الى خلف كما حصل صيف العام 2006.

لم يكن انتصار صيدا انتصارا للصيداويين وحدهم. كان انتصارا لكل الجنوب وكل لبنان وللرغبة في حماية الوطن الصغير من المزايدات والمزايدين الذين لم يتمكنوا من حل اي من المشاكل التي تعاني منها المدينة التي كانت دائما في طليعة من صمد في وجه إسرائيل واطماعها.

انسحبت إسرائيل من جنوب لبنان قبل عشر سنوات واكّدت الامم المتحدة، عبر مجلس الامن التابع لها وعبر كوفي انان، الامين العام للمنظمة الدولية انذاك، ان إسرائيل نفّذت القرار 425 بعد مرور اثنين وعشرين عاما على صدوره. انسحبت إسرائيل وبقيت قضية مزارع شبعا المحتلة في العام 1967 حين كانت تحت السيطرة السورية وينطبق عليها القرار 242. هل يستطيع لبنان الاستفادة من هذا الانسحاب، ام ان المكتوب على لبنان ان يظل عبر جنوبه مجرد "ساحة"؟ ذلك هو السؤال الكبير الذي يطرح نفسه. ما اثبتته الانتخابات نتائج البلدية في صيدا ان اللبنانيين يعون تماما ان الوقت ان لمواجهة الواقع بدل العيش في الاوهام وان المطلوب اليوم قبل غد الانصراف الى التنمية وتعويض اهل صيدا واهل الجنوب ما فاتهم في السنوات الاربعين الماضية.

لا بدّ من الاعتراف بأنّ جريمة ارتكبت في حق الجنوب واهله عندما قبل لبنان التنازل عن جزء من ارضه وسيادته في العام 1969. وقتذاك، اجبر لبنان على توقيع اتفاق القاهرة المشؤوم الذي حوّل الجنوب الى قاعدة انطلاق لعمليات ضد إسرائيل في حين اغلقت كل الجبهات العربية الاخرى بشكل محكم. استمر اغلاق الجبهات حتى حرب العام 1973. وكانت عودة اليه بعدها. كان مفترضا في نتائج تلك الحرب ان تؤدي الى تسوية. لكن ما حصل ان مصر اتخذت قرارا واضحا يقضي بالتوصل الى معاهدة سلام مع إسرائيل. ما لا يمكن تجاهله ان معاهدة السلام المصرية مع الدولة العبرية في اذار- مارس من العام 1979 كانت جزءا لا يتجزأ من اتفاقين تم التوصل اليهما في كامب ديفيد في العام 1978. كان الجزء الاول محصورا بمصر، فيما كان الجزء الاخر متعلقا بأعطاء حكم ذاتي للفلسطينيين. لم يستطع الفلسطينيون الاستفادة من اتفاقي كامب ديفيد بسبب الضغوط العربية التي مورست عليهم وعلى ياسر عرفات بالذات... اما لبنان، فتحول مرة اخرى الى "ساحة" والى الجبهة العربية الوحيدة المفتوحة مع إسرائيل تعويضا عن حال العجز العربية.

ما اراد اهل صيدا قوله، باسم كل اهل الجنوب، ان من حق لبنان الانصراف الى التنمية والاستفادة من القرار الرقم 1701 الصادر في العام 2006 الذي مكن الجيش اللبناني من الانتشار في جنوب لبنان للمرة الاولى منذ ما يزيد على ثلاثين عاما. قال اهل صيدا ما لا يستطيع اخرون قوله نظرا الى ان الاخرين لا يمتلكون الحرية التي لدى اهل صيدا، صيدا رفيق الحريري وسعد الدين رفيق الحريري والسيدة بهية الحريري والرئيس فؤاد السنيورة الذي قاد المقاومة الحقيقية في حرب صيف العام 2006. قالوا صراحة انه اذا كانت هناك من ضرورة لمواجهة مع إسرائيل، على اي مستوى كان، فأن قرار المواجهة يجب ان يكون عربيا. وفي حال كانت هناك حرب، فان هذه الحرب يجب ان تكون عربية - إسرائيلية وليست حربا محصورة بلبنان...

ابعد من الانتخابات البلدية التي شهدتها صيدا التي احتضنت كل المقاومات، هناك رسالة لبنانية الى كل من يعنيه الامر. فحوى الرسالة ان من حق لبنان ان يستريح. اذا كانت هناك حاجة الى حرب، لن يتردد لبنان في المشاركة فيها. لكن لبنان لا يستطيع ان يكون مع القرار 1701 وضده في الوقت ذاته. ولبنان لا يستطيع ان يكون مع مبادرة السلام العربية التي اقرتها قمة بيروت في العام 2002 وضد المبادرة في ان. ما الذي يريده العرب في نهاية الامر، هل يريدون خوض حرب مع إسرائيل وهل يستطيعون استعادة حقوقهم المشروعة عن طريق القوة؟ لماذا لا يقولون صراحة ما الذي يريدونه؟ ام ان على لبنان دفع ضريبة العجز عن الحرب وعن السلام؟ في حال كانت موازين القوى تسمح بذلك، فان قرار الحرب يجب ان يكون عربيا لا اكثر ولا اقل. وبموجب هذا القرار، يفترض ان يتحمل كل طرف مسؤولياته وفتح كل الجبهات، بدل ترك الوطن الصغير وحيدا و"ساحة" لنزاع لن يجرّ عليه سوى الويلات كما حصل صيف العام 2006.

لم تكن الانتخابات البلدية في صيدا مجرد انتخابات محلية. كانت دليلا على ان اللبنانيين في اكثريتهم الساحقة توصلوا الى مرحلة من النضج السياسي. باتوا يعرفون معنى التفريق بين المنطق والمزايدات. انه تفريق بين الحقيقة والوهم، بين ثقافة الحياة وثقافة الموت، بين السعي الى تنمية الجنوب بدل المتاجرة به وبأهله...

 

انتخاب رئيس ونائب رئيس لاتحاد بلديات كسروان الفتوح 

ليبانون فايلز/انتخب صباح اليوم رئيس اتحاد بلديات كسروان -الفتوح ونائبه في مكتب قائمقام كسروان - الفتوح بالانابة جوزف منصور في سراي جونيه، في حضور رؤساء بلديات كسروان الفتوح باستثناء رئيس بلدية ريفون جورج صفير بداعي السفر. وفاز رئيس بلدية زوق مكايل المحامي نهاد نوفل برئاسة الاتحاد بحصوله على 32 صوتا مقابل 17 صوتا لرئيس بلدية زوق مصبح شربل مرعب وورقة بيضاء، واخرى باسم العماد ميشال عون. كما فاز رئيس بلدية غزير ابراهيم حداد بنيابة الرئاسة بحصوله على 32 صوتا مقابل 19 صوتا لرئيس بلدية غبالة نجيب زوين. وبعد انتهاء عملية الانتخاب، قال رئيس الاتحاد نوفل:"اشكر كل الذين حضروا هذه الجلسة من رؤساء البلديات واشكر الذين صوتوا لي والذين لم يصوتوا، واقول للجميع ان الاتحاد عاش على الانماء، لا على السياسة، واتمنى ان يبقى عملنا انمائيا لا سياسيا وفاقيا لا تصادميا، وهذه هي وصيتي للجميع نحن للانماء والانتخابات انتهت، وعلينا ان ننظر الى عملية انماء كسروان من اجل مصلحة قرانا وبلداتنا". بدوره، القى نائب رئيس الاتحاد الدكتور ابراهيم حداد كلمة قال فيها: "دون الوحدة والتضامن في اتحاد بلديات كسروان -الفتوح لن يكون هناك انماء، متمنيا على "الجميع التضامن من اجل خدمة المنطقة، مؤكدا "ان لا مصلحة شخصية لاحد في هذا الموضوع، خصوصا "وان كسروان هي من ارقى المدن في العالم، وعلينا ان نتركها تحت راية سيدة حريصا لتكون جامعة لكل ابناء المنطقة بمحبة وبعيدا عن البغض".

 

الجيش والشعب والمقاومة" كـ"الشرعي والضروري والموقت"  

٣١ ايار ٢٠١٠ /اميل خوري/النهار

يرى مسؤول سابق ان لا جدوى من الجدل الدائر حول معادلة "الجيش والشعب والمقاومة" التي وردت في البيان الوزاري ثم عاد الرئيس سليمان ليؤكدها في حديثه الى قناة "المنار" وكانت موضوع خلاف في هيئة الحوار الوطني، وقد أثار ذلك ردود فعل متفاوتة. كما يرى ان لا أثر كبيرا لتذكير رئيس الجمهورية بخطاب القسم ولا بنصوص الدستور عندما يكون السلاح خارج الدولة أقوى من الدولة، بل عندما لا يكون في لبنان دولة بل محاولة للعبور اليها، وهي محاولة قد تكون فاشلة أو أن الطريق اليها قد تكون طويلة وشاقة اذا استمرت الظروف الراهنة ولم تحصل تطورات تغير موازين القوى.

الواقع انه عندما كان في لبنان دولة تتمتع بالهيبة كان في استطاعة دركي ان يرعب قرية بكاملها والآن باتت في حاجة الى "طابور" عسكر... وكان تطبيق القانون يتم بالتراضي في جرود لبنان حيث ينتشر السلاح بين سكانها. وعندما كانت المخيمات الفلسطينية خالية من السلاح كان في استطاعة عدد محدود من قوى الامن فرض النظام فيها، ولكن عندما تحولت ثكنا مليئة بالسلاح أصبحت قادرة على مواجهة سلاح الدولة والتمرد على قوانينها.

المسألة إذاً ليست مسألة نصوص دستورية وبيانات وزارية وخطابات قسم هي التي تقيم الدولة وتفرض هيبتها، انما هي مسألة سلاح. فكلما أصبح بكثرة خارج الدولة قضى على هيبتها وحتى على وجودها وحوّلها مجرد هيكل دولة.

وتساءل المسؤول السابق أولم تحكم الميليشيات الدولة عام 1975 واقتطعت مناطق لتسيطر عليها، أولم تصبح المخيمات الفلسطينية المسلحة دولة ضمن الدولة الى ان دخل الجيش السوري فأوقف الاقتتال بين اللبنانيين وأخرج المسلحين الفلسطينيين من لبنان الى تونس وفرض الوصاية السورية عليه مدة 30 عاما؟ ألم تقرر قمة الرياض وضع "قوة" الردع العربية في تصرف الرئيس الياس سركيس، فصار تطبيق هذا القرار خلافا لارادته اذ قصفت الاشرفية بالمدفعية السورية مدة مئة يوم بدون ارادته وكاد يقدم استقالته؟ ألم ينص "اتفاق القاهرة" على ان يحترم المسلحون الفلسطينيون سلطة الدولة اللبنانية وسيادتها، وعلى أمل ان يحافظ هذا الاتفاق على البقية الباقية من السيادة والسلطة، واذا بهم لم يحافظوا على شيء منهما وتسببوا باجتياح اسرائيل للبنان بلغ العاصمة بيروت؟ ألم يدع القرار 1559 الى حل الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية وتسليم سلاحها الى الدولة، فبقي هذا القرار بدون تنفيذ كاملا لا بل زادت تلك الميليشيات حجم تسليحها؟ ألم تكرر الحكومات في بياناتها الوزارية القول بأن الدولة هي المرجعية الحصرية للسلاح وهي صاحبة القرار وهي التي تبسط سلطتها وسيادتها على كامل اراضيها وتطبق القوانين على الجميع، وبرغم ذلك وقعت حوادث كثيرة منها حوادث مار مخايل ثم حوادث 7 ايار وقبلها حوادث نهر البارد وأخيرا وليس آخرا جريمة كترمايا وجريمة ضهر العين لتثبت ان لا دولة في لبنان، وأن اتفاق الدوحة، وضع بفعل الخلل في التوازن الداخلي خلافا للدستور وللنظام في لبنان وخضع له الجميع؟ أولم تتخذ الحكومة قرارا بنقل رئيس جهاز أمن المطار ووقف العمل بشبكة الهاتف الخاصة بـ"حزب الله" ثم تراجعت عنه ليس تحت ضغط سلاح هذا الحزب فقط بل تحت ضغط أحداث 7 ايار؟ ألم يقع خلاف في هيئة الحوار حول ذكر "المقاومة" في البيان الذي سيصدر عنها فرد رئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد بالقول: "اكتبوا ما شئتم ونحن نعمل ما نشاء" وكأنه يقصد بذلك القول ان ليس أرخص من الحبر سوى الورق؟ أولم ينص القرار 1701 على منع دخول الاسلحة عبر الحدود اللبنانية – السورية الى أي حزب أو مجموعة في لبنان بدون موافقة الحكومة اللبنانية وعلى تمكين الدولة اللبنانية من بسط سلطتها وسيادتها على كامل أراضيها فلا يكون سلاح غير سلاحها ولا سلطة غير سلطتها، فكانت النتيجة أن ظلت الحدود مفتوحة لتهريب الاسلحة وغير الاسلحة ولم تستطع الدولة بسط سلطتها وسيادتها إلا على جزء من اراضيها وبات السلاح خارجها يفوق سلاحها كما ونوعا، فكيف في استطاعة دولة فاشلة حتى الآن وهي شبه دولة ان يطلب منها المحافظة على أحكام الدستور وعلى تطبيق القوانين بحزم على الجميع من دون تمييز، فلا يكون أمن على ناس بقوة القانون وأمن على آخرين، كونهم مسلحين بالتراضي والحسنى. وكيف يمكن مطالبة رئيس الجمهورية بأن يفعل هذا أو ذاك وهو لا يملك القدرة ليس على الحكم بل ان يكون ولو حكما، وعندما يحكم في الخلافات يتهم بأنه منحاز لهذا الطرف او ذاك، وكيف يمكن مطالبة الحكومة بأن تتخذ القرارات وهي لا تستطيع اتخاذها الا بالتوافق وان هي فعلت خلاف ذلك، تصبح معرضة للسقوط؟

لقد كان مبرر نشوء المقاومة في لبنان تفكك الدولة، وان استمرار تفككها يبرر استمرار وجود المقاومة والسلاح خارج شرعيتها. فلو ان الدولة كانت موجودة فعلا وكانت دولة الحق والقانون والمؤسسات، لما بقي سلاح خارج شرعيتها ولكانت مسؤولة عن المحافظة على الدستور وعلى تطبيق النظام والقانون على الجميع وفي كل الاراضي اللبنانية بحيث لا تبقى أي منطقة يحظر عليها الدخول انما لا يزال في لبنان وبكل أسف، من لا يريد الدولة ليبقى هو الدويلة والا لما كانت قوى 14 آذار رفعت شعار "العبور الى الدولة" وها هي ترى بأم العين ان في لبنان من لا يريد حتى تحقيق هذا العبور ليظل يعبر على الدولة وفوق الدولة.

ويختم المسؤول السابق بالقول: لقد دخل لبنان مرحلة الوضع الشاذ منذ ان أصبح السلاح بكثرة خارج الدولة، وفي أيدي الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية، واستمر هذا الوضع حتى في ظل الوصاية السورية لأن الحكم لم يكن للبنان وحده بل للوصاية وعندما حاول فريق لبناني التخلص من هذه الوصاية ليخرج لبنان من الوضع الشاذ ويحكم نفسه بنفسه كان رد طرف آخر عليه بالمعادلة الثابتة وهي: ان الجيش السوري في لبنان هو "شرعي وضروري وموقت" تماما كما هي المعادلة الثابتة الجديدة اليوم وهو ان الدفاع عن لبنان يكون بـ"الجيش والشعب والمقاومة".. فكما أن المعادلة التي بررت بقاء الجيش السوري لم تسقط الا بتغير المعطيات الاقليمية والدولية وبصدور القرار 1559 الذي ساهمت في تنفيذه "ثورة الارز" وانتفاضة الاستقلال، فان المعادلة الجديدة التي تبرر بقاء سلاح المقاومة لن تسقط ما لم تتغير ايضا المعطيات الاقليمية والدولية ليصير في الامكان تنفيذ القرار 1701 بكل مندرجاته. فلا محاسبة إذاً للدولة ولأركانها ما لم تصبح دولة لا سلاح فيها إلا سلاحها وتصبح القوة للحق ولا يبقى الحق للقوة...

المصدر : النهار

 

الحملة هي "القابلة اللاقانونية" لقيام "نظام المقاومة" على أنقاض الدولة اللبنانية

مشروع الإلغاء الثالث لـ"القوات اللبنانية" هو الأخطر

المستقبل - الاثنين 31 أيار 2010 - وسام سعادة

ثمّة، "في مكان ما" كما يقال عادة في اللغة السياسيّة اللبنانية من يريد من الحملة الإلغائية الثالثة ضدّ "القوّات اللبنانيّة" أن تكون "القابلة اللاقانونيّة" لولادة "النظام المقاوم الجديد" الذي يقوده تنظيم فئويّ شموليّ مسلّح، أيديولوجيّ وميثولوجيّ.

هذه الحملة هي الثالثة، من بعد "حرب الإلغاء" التي أعلنت في 15 كانون الثاني 1990 وجرى فيها تدمير المناطق المسيحيّة، ومن بعد الإلغاء الثاني، المتمثّل بمؤامرة حلّ حزب "القوّات اللبنانية"، واعتقال قائدها سمير جعجع عام 1994.

في الإلغائين السابقين، جرى استهداف الميثاقية الإسلاميّة المسيحيّة بالشكل الذي يؤطّره إتفاق الطائف ويعد بتطويره.

أمّا محاولة "الإلغاء الثالث" فهي الأخطر، لأنّ الحركة الإستقلالية أوقفت الميثاقية الإسلاميّة المسيحيّة على قدميها، بتأكيدها المستمرّ على مركزية عهد المناصفة الدائمة بين المسلمين والمسيحيين، ومركزيّة قراءة إتفاق الطائف على أساس المناصفة. إنّ الميثاقية الإسلاميّة المسيحيّة وصلت من خلال التبنيّ الإستقلاليّ لفلسفة "المناصفة" إلى صورتها الأكمل والأكثر توازناً، وفي المقابل، وصلت اللاميثاقية في المقلب الآخر، الأكثر منهجية والأخطر، من خلال جملة الطروحات التي يطرحها المشروع الفئويّ الشموليّ في لبنان اليوم، لكن، وبشكل أساسيّ من خلال الحملة الإلغائية الثالثة على "القوّات اللبنانية".

فالإلغاء الثالث، لا يستهدف فقط الفريق القواتي أو المسيحيّ بعامة ضمن الفريق الإستقلاليّ، ولا يستهدف فقط تفريق الشمل الإستقلاليّ، أي فصل مسلمي 14 آذار عن مسيحييها. إنّه جزء من عملية إلغائيّة هيمنيّة شاملة، لن تتوقف حتى تبلغ خواتيمها: فإمّا أن يتمّ القضاء على الأشكال الأساسيّة من التعبير السياسيّ والأهليّ لـ"النصفين" اللذين يقيمان مشروع "المناصفة" في البلد، وإمّا أن تتعطّل الهجمة الإلغائية الهيمنية الشاملة أو تفشل.

الهجمة لا تنحصر إذاً باستهداف "الجامع المشترك" بين الإستقلاليين المسلمين والإستقلاليين المسيحيين. إنّه يستهدف بالأحرى "الجذر الوجوديّ" للركنين الأهليين الأساسيين في مشروع الإستقلال والمناصفة.

أما ما يريد المشروع الفئوي الشموليّ إحلاله بدل المناصفة، فيتعدّى "المثالثة". إن من يوجّه التهمة لهذا المشروع الفئويّ الشموليّ على أنّه يرمي إلى المثالثة بدل المناصفة يمدحه من حيث يدري أو لا يدري. هذا المشروع لا يريد لا المثالثة ولا المرابعة.. إنّه مشروع أحاديّ في "عمقه العصبيّ الأهليّ"، وهو مشروع "ثنائيّ في تركيبته اللوجستية": مشروع يعمل على أساس معادلة "المقاومة المهيمِنة" و"النظام الأمنيّ المستأنف لغرض المواكبة". يمكن خلع تسمية "نظام المقاومة" على هذه المعادلة.

حتى الآن لم يأخذ الإلغاء الثالث طابعاً حربياً تدميرياً كالإلغاء الأوّل، ولا طابعاً إجرامياً إضطهادياً كالإلغاء الثاني. لا تزال الخيبات التي جرجرها الإلغاءان الأول والثاني تعيقانه. ولا يزال التطوّر الذي جسّدته "القوّات اللبنانية" وخطاب رئيس هيئتها التنفيذية منذ خمس سنوات يعرقلان مهامه. فـ"القوّات" اليوم تقف على معادلة سياسية أقوى من سياقي 1990 و1994، لكن الحملة الإلغائية التي تواجهها تقف هي الأخرى على معادلة أخطر.

ثمّة "في مكان ما" من يعرف أنّه - إذا كانت المعادلة التي مثّلها ميشال عون في السنوات الماضية، "عضويّة" إلى أبعد حدّ، وأساسية، لجهة تدعيم المشروع الإقليميّ الإيرانيّ في المنطقة، فإنّ المعادلة التي تمثّلها "القوّات" وجعجع اليوم من شأنها، إذا استمرّت، أن تمثّل "حاجزاً حيويّاً" أساسياً و"حجر عثرة" غير متوقّع لمشروع "الإمبراطوريّة الإيرانيّة على المتوسّط"، بالشكل الذي يعرقل مخططات كثيرة.

الأمر بهذا الحجم، بهذه الخطورة، والسؤال يبقى: إلى أي حدّ يمكن أن تصل محاولة الإلغاء الثالث لـ"القوّات اللبنانيّة"؟ وما هو الفارق بين "ذروتها"، التي لم نصل إليها بعد، وبين كل من الإلغائين السابقين، الفاشلين؟

منذ عام ونيّف، وهذه الحملة الإلغائية الثالثة في تصاعد يوميّ. ارتفعت في هذا العام شعبيّة "القوّات" بشكل قويّ على الصعيدين المسيحيّ واللبنانيّ. هذا يجعل الحملة الإلغائية أكثر ضراوة. ضراوتها تجعل "القوّات" أكثر شعبيّة. لكن انتباه: الحملة لا تهدف إلى ذلك. إنها تريد إلغاء القوّات، ولأجل ذلك ينبغي توقّع فصول أخرى، وينبغي التحسّب لذلك أكثر فأكثر، ابتداء من فتح النقاش على مصراعيه داخل الحركة الإستقلالية، وفي عموم المجتمع المدني وأوساط المثقفين، حول أشكال المقاومة السياسية والثقافية والإجتماعية للمشروع الفئوي الشموليّ المسلّح، الأيديولوجيّ حتى النخاع، والميثولوجيّ في صميمه، والمعادي للمناصفة، من ضمن عدائه للميثاقية الكيانية.

 

عيب يا جبران باسيل...عيب يا حكومة

الأحد, 30 مايو 2010 /يقال نت/معروف أن التيار الوطني الحر،يمارس الدعاية السياسية. ومعروف أن مجموعة من الكوادر العونية إهتمت بكتب الدعاية السياسية،ومنهم من تتلمذ على يد "خبرة"النازي جوزف غوبلز. أما أن تصل الأمور الى وزير في الحكومة اللبنانية الى "استعمال المزوّر"لتضليل الرأي العام في عملية انتخابية،فإن الأمور يستحيل السكوت عنه أو القبول به.هذه الإستحالة تظهر عندما يظهر أن الصورة التي من أجلها عقد جبران باسيل مؤتمرا صحافيا لكشف ما سماه  ممارسة قوى الرابع عشر من آذار للرشوة،كانت صورة أب يصرف لابنه مائة ألف ليرة! الأب هو شقيق المرشح علي عبد الغفور . وأطل الذي اتهمه المدعي العام جبران باسيل بدفع الرشوة مع إبنه المرتشي  وأخبر قصته على التلفزيون وكيف لم يهتم لمن تسلل إلى "خلوتهما"من أجل تصويرهما،بعدما كان مصدر أمني قد نفى رواية جبران باسيل. وقال الأب:"هل يا ترى،سوف أرشي إبني حتى ينتخب عمّه؟" وقال الإبن:أنا لا أتعاطى سياسيا،ولست مقيما هنا بل في فرنسا،وأنا جئت الى هنا لأن عمي مرشح واريد أن أكون الى جانبه وأنتخبه! والطامة الكبرى،ان رواية باسيل التضليلية كانت قد سبقتها حملة إعلامية -دعائية تولتها كل وسائل إعلام العماد ميشال عون مع وسائل الإعلام الحليفة،ومفادها أن القوى الأمنية إعتقلت شخصين يدفعان في الرشوة في البترون،وبدأت بشن حملة إعلامية على "مصدر الأموال"،وكأن المقصود بها الرئيس سعد الحريري. عيب يا جبران ،فأنت وزير في الحكومة! عيب يا حكومة أن يكون فيك هكذا وزراء!

 

نتنياهو في رسالة إلى الأسد: لن نهاجم سوريا أو لبنان

النهار/بثت الإذاعة العامة الإسرائيلية أمس أن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو مرر رسالة إلى الرئيس السوري بشار الأسد بواسطة الامين العام للرئاسة الفرنسية كلود غيان جاء فيها أن إسرائيل لن تهاجم سوريا أو لبنان، وطالب بوقف تسريب أسلحة إلى "حزب الله" ووقف تدريبات الحزب في سوريا، فيما نشرت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية ان نتنياهو أبلغ نظيره الايطالي سيلفيو برلوسكوني ان مسلحين لبنانيين يشغلون صواريخ "سكود" في قواعد داخل سوريا. ونقلت الاذاعة عن الرسالة أن "إسرائيل لا تنوي مهاجمة سوريا أو لبنان"، لكنه طالب دمشق بوقف تسريب أسلحة إلى "حزب الله" ووقف تدريبات الحزب في سوريا. وأوضحت أن غيان الذي التقى الاسد السبت في دمشق هو الذي حمل الرسالة.

وكان نتنياهو زار باريس الخميس الماضي والتقى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. وهو يزور كندا قبل توجهه الى الولايات المتحدة حيث سيلتقي غداً الرئيس الأميركي باراك أوباما في البيت الأبيض. الى ذلك، أفادت "هآرتس" في تقرير أورده على موقعها على شبكة الانترنت نقلاً عن القناة الاخبارية الثانية ان نتنياهو أبلغ برلوسكوني خلال اجتماع منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي في باريس، ان مسلحين لبنانيين يشغلون صواريخ "سكود" في قواعد داخل سوريا. ولفتت الى ان هذه المعلومات تلي تقريراً نشرته صحيفة "التايمس" البريطانية الجمعة عن صور جديدة التقطتها  الاقمار الاصطناعية تثبت وجود قواعد اسلحة لـ"حزب الله" في الاراضي السورية، وان القواعد مزودة أسلحة تشمل صواريخ أرض - أرض.

الى ذلك، قال رئيس الأركان السابق للجيش الإسرائيلي الجنرال احتياط دان حالوتس إنه ليس ثمة ما يدعو إلى التخوف من تهديد الصواريخ التي يملكها "حزب الله" لأن لدى إسرائيل القوة والقدرة على ضرب هذا الحزب اذا اقتضت الضرورة. ونقلت عنه الإذاعة الاسرائيلية: "يجب الكف عن إعطاء هذا الصدى الكبير لتهديدات الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الذي يطلقها من داخل ملجئه في بيروت في مسعى لزيادة نفوذه في لبنان". (ي ب أ، أ ش أ)

 

حادث ضهر العين يُعيد إحياء واقع لا يتبدّل

معارك الزعامات المسيحية لا يردعها مسار الخسائر

النهار/فيما يفترض ان يبرز حادث مأسوي كالذي وقع في ضهر العين وجود دولة تأخذ بسرعة على عاتقها لملمة ذيوله السياسية والميدانية وعدم تركه يتفاعل على ألسنة مسؤولين سياسيين رغبوا في توظيفه في انتخابات بلدية لا تستحق كل هذا الضجيج ولا هذه الاثمان، فان الحادث كشف ما يتفاعل ضمنا في النفوس بعيدا من المجاملات السياسية وعدم القدرة على رأب الصدع بين الزعماء السياسيين والعزم على استمرار السعي الى الغاء الآخرين، ولو مع الادراك المسبق بالعجز عن ذلك. والحادث احيا جملة مخاوف تبين انها لم تغادر اللبنانيين عموما والمسيحيين خصوصا. في مقدم هذه المخاوف ان الزعماء المسيحيين في ما لو تركوا لتصفية حساباتهم الشخصية فانهم قادرون مجددا على اطاحة ما تبقى من وجود مسيحي في لبنان تماما كما في 1989، حيث تكفلت الحرب الداخلية بين العماد ميشال عون و"القوات اللبنانية" بضرب ابرز ركائز الوجود المسيحي واطاحتها، علما ان المآسي التي ضربت الجهتين خلال فترة الوصاية السورية لم تثنِ ايا منهما عن خوض معارك سياسية مجددا يخوضانها يوميا سياسيا واعلاميا بالاصالة عن نفسيهما وبالنيابة عن الآخرين من الافرقاء الذين عمدوا لاسباب متعددة لا مجال لعرضها في هذا السياق، الى "ضبضبة" شوارعهم قسرا، ولو ان هذه الشوارع تعبر عن تبرم ما من بعض المواقف. ومن المخاوف ايضا وجود الاستعدادات لدى افرقاء آخرين كثر لصب الزيت على النار بذريعة نصرة الحلفاء ودعمهم، فيشعر الزعماء المعنيون بالقدرة على المضي قدما في حروب صغيرة تساهم في المزيد من العدائيات في الشارع المسيحي وبين ابناء المنطقة الواحدة.

ومع ان هذا الواقع ليس جديدا كما انه ليس مجهولا على اي مستوى، فان ثمة محاذير باتت ترتسم في الافق تتعلق بالنسبة الى المسيحيين ووفق مسار التطورات السياسية في الآونة الاخيرة، بضرورة عدم تكرار الظروف السياسية لما حصل ابان الوصاية السورية، اقله وفق ما توحي بعض المواقف او ما تثيره من هواجس لدى كثر. فهناك اربعة مواقع مسيحية تتنافس سياسيا وتحاول ان تنافس الموقع الرئيسي الاول الذي تشكله البطريركية المارونية على نفوذه وتحاول ان تخفف منه بعدما اثبت قدرته من خلال كلمته على ادارة الواقع السياسي للمسيحيين كما حصل بالنسبة الى ما شكله هذا الموقع في اتفاق الطائف او بالنسبة الى اطلاق الشرارة لموضوع انسحاب القوات السورية من لبنان على اثر انهاء اسرائيل احتلالها للجزء الاكبر من الاراضي اللبنانية عام 2000. ومع ان المصالحات السياسية شملت كل الافرقاء تقريبا، فان هذه المصالحات ظلت عاجزة عن تخطي الحاجز المسيحي، ورئيس الجمهورية جمع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط مع كل من العماد عون والنائب سليمان فرنجيه، لكنه عجز عن اكمال المهمة بين العماد عون والآخرين. وكذلك الامر بالنسبة الى كل من رئيس الهيئة التنفيذية لـ"القوات اللبنانية" سمير جعجع او رئيس "تيار المردة" النائب فرنجيه. ومع ان هناك من يضيف ايضا الى هذه المجموعة موقع قيادة الجيش باعتبار انها تدخل في المنافسة المحتملة المقبلة على موقع رئاسة الجمهورية مثلما غدت منذ عام 1989ومحاولة العماد عون لان ينتخب للرئاسة الاولى ووصول قائدين للجيش هما اميل لحود وميشال سليمان الى هذا الموقع، فإن السباق المشتعل على مستوى المخاتير والبلديات هو تجربة اولى مصغرة لاثبات الحضور والنفوذ والسيطرة وتحضير للمعركة النيابية المقبلة سنة 2013، اي قبل سنة واحدة من الانتخابات الرئاسية المقبلة التي يستمر الزعماء المسيحيون في التحضير لها منذ اللحظة الاولى لانتخاب الرئيس سليمان.

هذا الافق البعيد نسبيا لا يرتسم في الافق المباشرللصراع السياسي الحالي، بل ثمة استحضار لسيناريوات قديمة من ايام الوصاية السورية على خلفية الاشكال الذي اثارته الانتقادات التي وجهها جعجع لكلام رئيس الجمهورية، والذي دخل على خطه كثر بغاية التوظيف السياسي وغير السياسي ايضا مستعيدين امرين من ايام هذه الوصاية على الاقل، احدهما هو تكرار معزوفة واحدة من التصريحات والمواقف مثل تلك التي كانت تظهر على اثر لقاء السياسيين اللبنانيين مسؤولا عسكريا سوريا في عنجر او سياسيا في دمشق، والآخر هو العمل على شد العصب الماروني في اتجاهات غير تلك التي يرغبون فيها، على غرار ما حصل في الماضي. في حين ان اتصالا هاتفيا علنيا من جعجع برئيس الجمهورية كان يمكن ان يقفل الباب على هذا التوظيف ويحول دون استفادة مواقع اخرى منه في ظل اجواء معروفة، ولو استمر الخلاف السياسي من حيث المواقف التي اطلقها رئيس الجمهورية حول سلاح "حزب الله"، علما ان مثل هذا التوظيف يراد منه اقفال الباب على اي كلام خارج اطار منظومة معينة يتم السعي الى ارسائها مجددا. فهذه الاجواء يتم العمل على استغلالها في اتجاهات معينة، صدق البعض ان الماضي يمكن ان يعود ام لم يصدقوا، لكن كثرا يحاولون اعادة عقارب الساعة الى الوراء بمشاركة زعماء مسيحيين اساسيين لا يمانعون في تصفية حساباتهم السياسية في ما بينهم، علما ان مسؤولية ما يصيب المجتمع المسيحي هي مسؤولية جماعية تاريخية ايا تكن الشعارات التي ترفع. لكن احدا لا يتعظ، وفق ما تثبت التطورات يوما بعد يوم.

 

تهديدات أيالون للحكومة ورئيسها تتطلّب تحرّكاً أجنبياً لاستيضاح إسرائيل

كتب خليل فليحان: النهار

لفت في جديد التهديدات التي اطلقها نائب وزير الخارجية الاسرائيلي داني أيالون ضد لبنان تركيزه على استهداف الحكومة ورئيسها وعدم حصره هذه التهديدات بـ"حزب الله".

وذهبت مصادر ديبلوماسية في بيروت الى القول بوجوب حصول تحرك ديبلوماسي دولي او عبر وزارة خارجية اجنبية لاستيضاح تل ابيب وأيالون مباشرة عما قصده عندما هدد حكومة لبنان ورئيسها بانهما سيكونان هدفا لاعتداء في حال وقعت المواجهة، وهل يعني كلامه قصف السرايا مثلا؟ والاستفسار ايضا عما اذا كان هذا التصعيد هو نتيجة موقف الحريري في زيارته للولايات المتحدة وكلمته امام مجلس الامن ام انه يندرج في اطار "الردع الاعلامي" الذي ينتهجه الاسرائيليون في محاولة لمنع الحزب من شن اي هجوم على مواقع عسكرية اسرائيلية قريبة من الحدود اللبنانية او تنفيذ اغتيال لشخصية اسرائيلية خارج البلاد؟

وسألت لماذا تهديد الحريري الآن مع الاشارة الى ان موقف الحريري ينسجم مع البيان الوزاري لحكومته، ورجحت ان ما تسرب من محادثات الحريري في واشنطن ازعج ايالون بعد تلقيه معلومات ديبلوماسية من سفارته في واشنطن.

ولفتت المصادر الى ان ايالون هو الشخص الثاني في وزارة الخارجية الاسرائيلية المعروف بمواقفه المتطرفة، وسبق له ان افتعل مشكلة مع سفير تركيا المعتمد لدى بلاده اوغوز شيليخول لدى استقباله له في كانون الثاني الماضي، عندما استدعاه الى مكتبه ليحتج على مسلسل بعنوان "مسلسل الذئاب" بثه التلفزيون التركي، واعتبرته اسرائيل معاديا لها وللسامية ويصور الديبلوماسيين الاسرائيليين بأنهم مجرمون، مما ادى الى ردة فعل قوية من الرئيس التركي عبدالله غول لاعتباره ما جرى مع شيليخول "معاملة فظة" حيث وجه انذارا الى ايالون وطالبه بالاعتذار عن تصرفه غير اللائق، فاستجاب المسؤول الاسرائيلي لذلك. وتجدر الاشارة الى ان هذه الحادثة الديبلوماسية اتت آنذاك بعد مؤتمر صحافي عقده الحريري ونظيره التركي رجب طيب اردوغان في انقره في ختام زيارة رسمية انتقد فيه المسؤول التركي الهجوم الاسرائيلي على غزة وخرق تل ابيب لقرارات الامم المتحدة.

وتوقفت المصادر عند الرواية الجديدة التي يروج لها رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في اطار الحملة الاعلامية المنظمة التي تديرها بلاده حول استمرار تسلح الحزب، واطلقها هذه المرة من روما حيث ابلغ نظيره الايطالي سيلفيو برلسكوني ان صواريخ سكود لم تصل الى مخازن الحزب في لبنان كما زعمت اسرائيل سابقا واقنعت الولايات المتحدة الاميركية بذلك، التي بدورها وجهت انذارا الى لبنان من امكان تعرضه لخطر شديد. ويتبين من نتنياهو شخصيا ان "المعلومة" التي توافرت لدى اجهزة استخباراته كانت مغلوطة ولا اساس لها من الصحة، وان ما ابلغه المسؤولون اللبنانيون الى امير الكويت والى رئيس وزراء اليونان ووزراء خارجية المانيا واسبانيا وفرنسا ان ما تزعمه اسرائيل غير مثبت لدى الاجهزة اللبنانية بجميع اجهزتها كان صحيحا. ولاحظت ان نفي رئيس الحكومة الاسرائيلية لوصول السكود الى لبنان لم ينته عند هذا الحد، بل دفع نتنياهو بتهمة جديدة وهي ان دمشق اعطت الحزب قواعد له في دمشق وسمحت له بان يتمركز فيها لادارة تلك الصواريخ، وهذا يعني ان الاستفسارات الدولية وخصوصا الاميركية ستتمحور حول دمشق خصوصا بعد استقبال الرئيس الاميركي باراك اوباما لنتنياهو الثلثاء المقبل.

 

رعد: لن نتخلى لأحد في العالم عن معادلة الشعب والجيش والمقاومة

النهار/تحدث رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد أن اساتذة جامعيين جالوا في المناطق الحدودية بدعوة من هيئة التعليم العالي في "حزب الله"، ومما قاله: "بعد التحرير تكرست معادلة الشعب والجيش والمقاومة التي تمثل دعامة قوة لبنان في مواجهة الطغيان والتهديد الاسرائيلي، واذا كان البعض لا يزال يناقش جدوى هذه المعادلة، فهو لا يقدم بديلا وانما يريد ان يترك لبنان رهنا لمزاج الدول الاستكبارية الراعية للارهاب الصهيوني". واضاف: "لا نستطيع بعد الذي كابدناه على مدى ربع قرن ان نرهن مستقبل وطننا واجيالنا بمزاج دول تتبدل طباعها وسياساتها، بل نراهن على قوة شعبنا وعلى حضور مقاومتنا وبسالة جيشنا الوطني، ونفسح بذلك في المجال امام الجميع لكي يكونوا شركاء في صنع عظمة لبنان ، لان هذه المعادلة تتسع للجميع ولا تلغي احدا، وترسم مسار البلد في الاتجاه الصحيح. والتوافق الوطني منذ الطائف الى يوم تشكيل حكومة الوحدة الوطنية في عهد الرئيس ميشال سليمان، ثم البيان الوزاري الذي نص على هذه المعادلة: هو سير في هذا الاتجاه الصحيح. وختم رعد: "ان التنكر لهذه المعادلة القاء للبلاد في مهب الرياح وجعلها نهبا للمشاريع التي تعصف بالمنطقة، ونحن بكل صراحة نقول ان هذه المعادلة التي حررت الارض وحققت توازن الردع مع العدو الاسرائيلي لن نتخلى عنها كرمى لاحد في هذا العالم. هذه المعادلة تكرست بدماء ابناء جيشنا الوطني وابناء مقاومينا وبدماء شعبنا، نساء واطفالا وشيوخا، وهي التي جعلت لبنان اليوم رقما صعبا في الصراع".

وكان اتصل برئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجيه معزياً بضحيتي حادث ضهر العين.

• قال عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي في احتفالين في منطقتي عرمون وعاليه. "نحن اليوم نعرض وجهة نظرنا للدفاع عن لبنان، ووجهة النظر هذه تقول اننا لسنا ضعفاء، بل ان لدينا عناصر قوة يجب ان نعمل على زيادتها، وان العدو ليس على نحو من القوة التي لا تنطوي على ضعف، بل ان فيه كثيرا من نقاط الضعف، ان عملنا على توسيعها جعلناه ضعيفا، وانطلاقا من ذلك مشينا في درب المقاومة، لكن العجب اننا نسمع من يتحدث عن تحصين لبنان في مواجهة العدوان الاسرائيلي ثم يتعامل مع منطق التحصين انطلاقا من التخلي عن منطق القوة والانكشاف امام العدو وتصويره على انه قوة لا تقهر وذلك عندما يتحدث البعض عن ان المقاومة اذا امتلكت السلاح تكشف لبنان".

• جدد المسؤول عن "حزب الله" في منطقة الجنوب الشيخ نبيل قاووق تأكيد دور المقاومة في تحرير ما تبقى من ارض محتلة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، منوّها بموقف رئيس الجمهورية الداعم لمعادلة الجيش والشعب والمقاومة.

وتحدث قاووق خلال استقبال وفود من مرجعيون وحاصبيا في ذكرى التحرير شارك فيها النائب قاسم هاشم وممثلون لاحزاب وفاعليات.

وبعد كلمتين لرئيس بلدية شبعا محمد صعب وكفرشوبا قاسم القادري، القى قاووق كلمة قال فيها: "اصبح لبنان الدولة الاكثر منعة وقوة بوجه التهديدات الاسرائيلية بمعادلة واستراتيجية الشعب والجيش والمقاومة، هذه المعادلة التي اكدها وثبتها مجددا فخامة رئيس الجمهورية الذي عبّر عن تطلعات غالبية اللبنانيين. فالمقاومة ما كانت لتحظى بهذا الدعم السياسي والشعبي الذي تحظى به اليوم منذ عام 1982، لان غالبية القوى السياسية والشعبية والنيابية تؤيد معادلة الجيش والشعب والمقاومة، اما المعترضون فهم الاقلية وتنكشف عزلتهم مع كل موقف معترض على المقاومة". واكد "ان الذي ابعد شبح الحرب عن لبنان ليس الضمانات الدولية التي هي محض سراب واوهام، ولا التوصيات الاميركية، وانما المقاومة".

 

فرنجيه: الانتخابات مسيّسة

معوض: هدفنا رفع "يد المردة"

زغرتا اقترعت للإنتماء وليس للإنماء والتنافس الحاد تجلّى "ساحلاً وجرداً"

زغرتا – من طوني فرنجيه: النهار/

قالت زغرتا وقوى وبلدات القضاء الكلمة الفصل في الانتخابات البلدية، لكنها جاءت في نسبة كبيرة منها، بحسب الولاء والانتماء السياسيين، بعيدا من الانماء والخدمات والمشاريع المقترحة لتحسين احوال البلدات والقرى التي تعاني على مختلف الصعد الخدماتية.

فمنذ الصباح الباكر فتحت اقلام الاقتراع امام الناخبين الزغرتاويين وابناء الزاوية، وسط انتشار كثيف للجيش والقوى الامنية، بحيث تحولت زغرتا المدينة شعبة ثكنة عسكرية فيها كل انواع الآليات والاسلحة الخفيفة والمتوسطة، في مشهد أراح الناخبين الذين كانوا يخشون ان تنعكس تداعيات حادث ضهر العين على المدينة وخصوصا بعد السجال الاعلامي بين الفريقين السياسيين المتنازعين. وبعد انفراط عقد التوافق بين رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجيه ورئيس "حركة الاستقلال" ميشال معوض.

ووسط غياب شبه تام للاعلام الحزبية ولا سيما منها اعلام "القوات اللبنانية" التي كانت ترافق انصار قوى 14 آذار في كل تحركاتهم، توجه الناخبون الى الصناديق دفعات دفعات ليدلوا بأصواتهم ولاء لفرنجيه او لمعوض، حتى ان البعض انتخب دون ان يعرف من هم اعضاء اللوائح لكن "كرمال عين تكرم مرجعيون".

وقرابة الحادية عشرة اقترع السيد روبير سليمان فرنجيه في تكميلية زغرتا الثانية وسط حي آل معوض. بعده بوقت قصير اقترع نجل النائب فرنجيه طوني فرنجيه، وسط الهتاف والتصفيق.

فرنجيه

وقرابه الظهر، وصل النائب فرنجيه فاستقبل بحشد من المناصرين الذين علت هيصاتهم وزغاريدهم. ورفعت شعارات "بالروح بالدم نفديك يا سليمان".

وادلى بصوته بلديا واختياريا، وقال للاعلاميين: "الأمور تسير بشكل هادئ ولكن الانتخابات أصبحت مسيسة وخصوصاً هذه المرة بحيث أصبح التسييس أكثر من الانتخابات النيابية. ونحن نتمنى أن يمر هذا النهار بسلام، وفي النهاية الخاسر سيهنئ الرابح ونحن مرتاحون الى سير الانتخابات".

وعن اتهام النائب ايلي كيروز له بأنه يشجّع منطق اهدار الدم، قال: "انه تلميذ النائب السابق سمير فرنجيه ويعرف فلسفة الأمور. فهما من المدرسة نفسها التي جاء تلاميذها من أقصى اليسار الى أقصى اليمين، وهم يعرفون جيداً كيف يفلسفون الأمور. بالأمس سقط شهيدان في ضهر العين وهم يلعبون دور الضحايا ولا أدري كيف يحصل ذلك؟".

وعن قول ميشال معوض إن هناك محاولة منه لعزل "القوات" سياسياً بناء على طلب سوريا. قال: "إني أزيحهم من طريقه".

أضاف رداً على سؤال: "يقولون إننا استثمرنا هذا الموضوع. نحن لم نستثمر المسألة، ذهبنا لحضور الجناز وقلنا ما قلناه فإذا بهم يقولون إننا نستثمر الأمر. لم نغط الشهيدين بأعلام المردة ولم نستغل الموضوع، ولكن هل ممنوع علينا أن نحضر الجناز؟ سقط لنا شهيدان على يد المسؤول عن القوات اللبنانية في ضهر العين".

ولدى مغادرته، حصل تدافع من جرّاء الازدحام، فالتبس الأمر وظنّ البعض أنه اشكال.

كذلك اقترع وزير الدولة يوسف سعادة والنائبان اسطفان الدويهي وسليم كرم، وأدلوا بتصريحات شدّدوا فيها على أجواء الهدوء والاقتراع بطريقة ديموقراطية.

معوض

كذلك أدلى معوّض بصوته في سرايا زغرتا، ثم قال: "زغرتا – الزاوية تخوض الانتخابات بطريقة ديموقراطية بامتياز، وكل الناس يدلون برأيهم في حرية، والأهالي أكدوا تمسكهم بالديموقراطية"، مشيراً الى أن "اصرارنا على دعم لائحة "إلي وإلك" من باب مبدئي، لأن لائحة الفريق الآخر استكمال لنهج دام 12 عاماً وتسبب بمشاكل انمائية".

ولفت الى "أن واقع زغرتا يحتاج الى تغيير، إذ ان الهدف من المعركة هو رفع يد تيار المردة عن السياسة الانمائية في زغرتا – الزاوية، خصوصاً انهم يحاولون استغلال الأموال البلدية لحساب فريق سياسي". وأكد انه "على استعداد دائم لمد اليد الى الفريق الذي يريد أن يرى الأمور تتغير في منطقة زغرتا – الزاوية".

وتوقع ان تفوز قوى 14 آذار بأكثر من نصف بلديات قرى زغرتا – الزاوية. كذلك اقترعت النائبة السابقة نايلة معوض في قلم النساء.

ومن مركز القضاء الى قراه وبلداته التي شهدت معارك أشد وأقسى وتنافساً أبرزها في رشعين بين لائحة "انماء رشعين" المدعومة من "تيار المردة" ولائحة "رشعين أولاً" المدعومة من "حركة الاستقلال" و"القوات" وقوى 14 آذار. وبلغت نسبة الاقتراع زهاء 50 في المئة قرابة الأولى بعد الظهر، إضافة الى علما التي فيها أيضاً لائحة "انماء علما" برئاسة البر عازار ومدعومة من "حركة الاستقلال"، و"لائحة علما" المدعومة من الوزير السابق جان عبيد ويرئسها شقيقه ايلي عبيد.

وكذلك حال الفوار ومرياطة – القادرية التي شهدت تنافساً انتخابياً مماثلاً وحاداً، فقد بلغت نسبة الاقتراع 40 في المئة ظهراً. وفازت 7 قرى و17 مختاراً بالتزكية في القضاء. أما البلديات التي فازت بالتزكية فهي: كفرصغاب، قره باش، راسكيفا، عرجس، كفرحاتا وعينطورين.

أما جرد قضاء زغرتا، فقد انسحبت عليه أجواء التنافس السياسي، رغم محاولة اعطاء اللوائح صفة التمثيل العائلي وعدم اضفاء الصبغة السياسية. ففي ايطو تنافست لائحة "انماء ايطو" ولائحة لا تحمل اسماً انما تضم عائلات، حيث يقترع زهاء 400 من اصل 550 ناخباً. وما لفت في مركز اقتراع ايطو وجود مدخل خاص لذوي الحاجات الخاصة من اجل ممارسة حقهم الانتخابي. وفي مزيارة كان التنافس عائلياً أكثر منه سياسياً. واعتقل الجيش كلاً من ايلي ميشال الشاغوري ومارون شمشوم ورامي الشدياق، على خلفية التفوّه بكلام بذيء داخل الأقلام وتبادل التضارب في ما بينهم.

 

سلاح ريما فقيه... في رموش عيوننا!

بقلم عبد الرحمن عبد المولى الصلح     

النهار/تتويج ريما فقيه على عرش الجمال الاميركي، ذكرني بما رواه لي احد الاصدقاء، فقال ان ابنته التي تدرس الطب في احدى الجامعات الاميركية في الولايات المتحدة، انضمت الى محاضرة القاها احد العلماء الكبار في جامعة هارفرد. بعد انتهاء المحاضرة، فسح المجال للاسئلة. طرحت ابنة الصديق اسئلة نمت عن ذكاء ونباهة. بعد انتهاء المحاضرة استدعاها العالم ودون ان يعرف اسمها، ودينها وموطنها الاصلي وعرض عليها المساعدة للحصول على منحة جامعية من هارفرد! فحوى الكلام، ان مؤهلات الفرد في بلد كالولايات المتحدة الاميركية، هي المقياس، وان المجتمع الاميركي القائم على التعددية والتنوع، والانفتاح وتقبل الآخر لا يعرف التمييز، الا في حدود ضيقة. ففي الوقت الذي تملأ الصحف اخبار العولقي الذي يتباهى بأن نضال حسن الضابط الاميركي من اصل فلسطيني والذي اردى 12 جنديا من زملائه... هو احد تلامذته، وانه – اي العولقي – يشجع الضباط المسلمين في الجيش الاميركي على الاقتداء بنضال حسن. في هذا الوقت ايضا، حيث تتصدر الشاشات والصحف اخبار شاه زاد، وبن لادن، تم اختيار لبنانية مسلمة شيعية ملكة جمال اميركا. (كانت "النهار" كالعادة، متميزة باختيار العنوان: ابنة صريفا ملكة الاميركيات" "النهار" الثلثاء 16 ايار 2010). وكان لافتا ما صرحت به عفاف فقيه عمة ريما "الغربيون يصفوننا، نحن الشيعة، بالارهاب والقتل. لكننا في الواقع نحب الحياة والجمال ولا سيما جمال النفس" ("المستقبل" 19 ايار 2010 نقلا عن الوكالات).

المشكلة تكمن، في ان العرب، عجزوا عن توظيف خصائص المجتمع الاميركي لخدمة قضاياهم، كما تفعل اسرائيل. ولو انهم نجحوا في استقطاب – بل في ايجاد مجموعات الضغط – في ضوء امكاناتهم المالية وطاقات الحكماء منهم،... لتمكنوا من حل معظم قضاياهم واهمها القضية الفلسطينية التي تعتبر لب القضايا والمشاكل. ويبدو ان هناك ادراكا يسود الدوائر الاميركية يرتكز على اهمية الوصول الى حل. ولعل شهادة الجنرال ديفيد بتراوس رئيس القيادة المركزية هي ابلغ دليل، حين صرح امام لجنة الدفاع في الكونغرس، ان التوتر الدائم بين اسرائيل والفلسطينيين يؤجج مشاعر العداء للولايات المتحدة في العراق وافغانستان وباكستان. لا ضرورة – منعا للاطالة – من عرض المجالات التي نجح فيها اللوبي الصهيوني في التأثير على القرار الاميركي. تكفي الاشارة الى ما ورد في اكثر من دراسة، ان الرئيس الاميركي هاري ترومان تلقى في القطار مبلغ مليوني دولار من احد ممثلي اللوبي الصهيوني، دعما لحملته الانتخابية. كان ذلك قبل ايام من الاعتراف باسرائيل! والسلسلة تطول وتطول. ويكفي ايضا على سبيل المثال لا الحصر، مراجعة كتاب "جواسيس جدعون" لغوردن توماس و"محاربون من اجل القدس" لدونالد ناف، لتبيان مسلسل الضغوط التي مارسها اللوبي الصهيوني على مؤسسة القرار في اميركا لمصلحة اسرائيل. ولكن، اذا كان العرب – ولا يزالون – عاجزين عن ايجاد مجموعة ضغط تعمل لمصلحتهم، فلعله من باب السخرية الطلب اليهم دعم اللوبي اليهودي J-Street المؤيد للسلام والمناهضين للصهيونية!

ولكن، في عودة الى ريما فقيه، فلقد برهن انتخابها، ان ليس كل ما هو اميركي هو بشع بالضرورة، علما ان سياسة اميركا – وهذا نتيجة تقصيرنا – في الشرق الاوسط هي سياسة منحازة لاسرائيل. في الجامع القريب من مركز عملي، حيث اواظب على صلاة الجمعة، يحرص الامام بعد نهاية كل خطبة على ان يسأل الله ان يدمر الاميركيين واميركا. ولقد ضقت ذرعا به، فأخذته جانبا بعد الصلاة وذكرت له كيف يجوز دعاؤه علما ان بين الاميركيين من لا يتعاطى السياسة، ومنهم من يؤيد العرب، ومنهم ايضا مسلمون، ناهيك، عن ان اميركا وقفت مثلا مع مسلمي البوسنة ضد الصرب! فدهش الامام ولم يدر جوابا!

واطلب من ريما فقيه ان تتمهل في زيارة موطنها الاصلي لبنان. لان هنالك من يشكّك في كل ما هو اميركي. فزيارة وفد اميركي الحدود اللبنانية السورية اثارت ريبة البعض، وقبلها اثيرت الشكوك حول الهبة الاميركية. ومن يدري، فاذا وصلت ريما الى بيروت، فقد تخضع لتحقيق، هي في غنى عنه! وقد يطلب تأليف لجنة برلمانية في هذا الصدد للتحقيق في خلفية انتخابها، وعما اذا كانت الامبريالية والصهيونية وراء تتويجها!

باعت ريما فقيه سيارتها، كما ذكرت الصحف لتغطية نفقات المسابقة. لم تعتمد على اهلها، بل على نفسها وعملت وجهدت لبلوغ هدفها. وهذا الامر يذكرني بما ذكره المفكر الراحل هشام شرابي كيف اننا في العالم العربي نربي اولادنا على الاتكالية خلافا لما يحدث في اميركا. قال شرابي ان ولدا عربيا ذهب الى امه شاكيا ان صديقه خطف منه الطابة. فنهضت الام من مقعدها وقصدت رفيق ابنها ووبخته واخذت الكرة منه لاعطائها لابنها. اما الام الاميركية فتصرفت عكس ذلك حين لجأ اليها ولدها شاكيا، فقالت له: الافضل ان تذهب بنفسك وتأخذ الكرة من صديقك، والا لن ابتاع لك اخرى.

كان سلاح ريما – اضافة الى جمالها وحسن قوامها وذكائها من خلال قدرتها في مجالات الامتحان الشخصي – الاندماج في المجتمع الاميركي والجدارة والانفتاح وتقبل الآخر. وهو سلاح نحميه برموش عيوننا. اما السلاح الآخر الذي رفع في يوم من الايام المجيدة الاليمة عنوة وقهرا وظلما، (يقول باسترناك: من السهل ان نسامح، لكن من الصعب ان ننسى!) من قبل بعض اللبنانيين في وجه اخوانهم، فالعقل والمنطق والوطنية، كلها تقتضي بان نحميه من خلال وضعه في امرة الجيش اللبناني بقيادة القائد الاعلى للقوات المسلحة – حسب الدستور – رئيس الجمهورية، وذلك ليس فقط لصد اي عدوان اسرائيلي محتمل، بل ايضا لصون الوحدة الوطنية، والتي هي امضى واقوى سلاح!

 

كيف يفكر الحرس الثوري في المواجهة ؟

بقلم حسن فحص – دبي/النهار

(مراسل سابق لـ"الحياة" في طهرانوصحافي في قناة "العربية")      

اثار الكشف عن الاستراتيجية النووية الاميركية الجديدة العديد من ردود الفعل داخل مراكز القرار الايراني، وبالتحديد داخل المؤسسة العسكرية والقيادة المركزية لقوات حرس الثورة الاسلامية التي تعتبر نفسها رأس الحربة في اية حرب مقبلة ضد ايران، خصوصا بعد المواقف التي اطلقها الرئيس الاميركي باراك اوباما في المقابلة التي اجراها مع صحيفة "نيويورك تايمز" وهدد فيها ايران وكوريا الشمالية بشكل غير مباشر بهجوم نووي عندما قال: "لدينا نية في طمأنة الاخرين بأننا قادرون على التحرك من دون اللجوء للسلاح النووي، وقدرة الاسلحة التقليدية على الردع مؤثرة، باستثناء بعض الاوضاع  المعقدة كثيرا"، واضاف مباشرة: "ان ايران وكوريا الشمالية لن تدخلا في اطار الاستراتيجية الجديدة"، أي التقليل من امكان استخدام الاسلحة النووية ضدهما.

وقد توقفت القيادة العسكرية للحرس الثوري امام تصريحات وزير الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ووزير الدفاع روبرت غيتس الداعمة لمواقف اوباما. هذا اضافة الى الشرح والرؤية التي قدمها غيتس امام البنتاغون وتحدث فيها عن العقيدة النووية الجديدة لاوباما وميثاق "اعادة النظر في الحالة النووية NPR"، عندما قال بصراحة ان اميركا ستستخدم كل الخيارات في التعاطي مع إيران. واضاف ان ادارة اوباما تلتزم بعدم استخدام السلاح النووي ضد الدول التي لا تمتلك رؤوسا نووية باستثناء إيران.

وبناء على عقيدة اوباما النووية وخطاب غيتس، تعتقد الاوساط السياسية والعسكرية في طهران ان العقيدة النووية الجديدة لاميركا على علاقة بالتهديدات التي تطلقها اسرائيل ضد إيران، وأن ميثاق "اعادة النظر في الحالة النووية" قد كتب بتأثير من النظرة الامنية لاسرائيل. ويعتقد الايرانيون ان الاعلان عن الاستراتيجية النووية الاميركية الجديدة يكشف عن امكان ان تلجأ تل ابيب للبدء بهجوم ضد المنشآت النووية الإيرانية في حال رفضت الاخيرة وقف انشطة تخصيب الأورانيوم. وان الادارة الاميركية من خلال هذه المواقف تسعى لفرض معادلة رادعة لمواجهة أي رد فعل ايراني ضد اسرائيل او القوات الاميركية في حال وقع هذا الهجوم.

وتعليقا على ذلك تؤكد القيادة العسكرية الإيرانية بأن الردع الذي تبحثه اسرائيل واميركا، لا يمكنه ان يطلق العنان لاسرائيل بالهجوم على إيران ولا يمكن ان يمنع إيران من الرد على الاسرائيليين.

وتطرح القيادة الايرانية سؤالا مفاده: هل كان لاسرائيل دور في استثناء إيران من الحصانة التي تضمنتها الاستراتيجية النووية الجديدة لاميركا؟ وفي الرد على هذا السؤال تتوقف هذه القيادة الايرانية امام نقطتين:

1 – وجود امكان كبيرة بأن تكون اسرائيل قد لعبت دورا في صوغ هذه الاستراتيجية. فعلى الرغم من الجهود التي تبذلها تل ابيب لدفع مجموعة دول 5+1 لفرض المزيد من العقوبات المتشددة ضد إيران، الا ان الاسرائيليين يشككون بفاعلية وقدرة هذه العقوبات وامكان تأثيرها على الموقف النووي لإيران، اضافة الى عدم رغبتهم في حصر التصدي للانشطة الايرانية فقط في المجالين الاقتصادي والسياسي.

وترى هذه القيادة انه على الرغم من ان اسرائيل تلقت في السنوات الثلاث الاخيرة هزيمتين قاسيتين وغير مسبوقيتن من "حزب الله" في لبنان و"حماس"، وان موقعها العسكري تعرض لخطر حقيقي، لكن وبسبب الطبيعة العدائية لاسرائيل  والجرائم التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني واحتلال اراضيه، فانها تؤمن دائما بالعقيدة العسكرية وتعتقد بأنها قادرة على تحقيق ما تريد عبر اللجوء إلى العمل العسكري.

انطلاقا من هذا فإن اسرائيل تسعى دائما للابقاء على هذا الخيار مفتوحا، وبما انها غير قادرة على تنفيذه بمفردها، فانها تحاول فرض التزامات على الادارة الاميركية في اطار هذا الهدف.

2 – في حال لم يكن لاسرائيل  دور مباشر في صوغ هذه الاستراتيجية، فإن ما جاء فيها يلبي مطالبها وارادتها، وقد ابدت رضى تاما عن كيفية صوغ هذه الاستراتيجية. لانها تركت الباب امامها مفتوحا لتحقيق ما تريد، وهي قادرة بالعودة اليها والتمسك بما جاء فيها، ان تمارس ضغوطا اكبر على الادارة الاميركية  للتصدي لايران.

طمأنينة تفتقر لضمانات

وبناء على ما ورد، فان القيادة العسكرية الايرانية تعتقد ان توقيت الهجوم العسكري الاسرائيلي ضد ايران، سيحدث عندما تطمئن اسرائيل:

1 – بأن الردع الاميركي سيكون حائلا دون الرد العسكري الايراني ضدها.

2 – بأن تدخّل اميركا عسكريا حتمي بعد الرد الايراني على الهجوم الاسرائيلي.

وتعتقد هذه القيادة بان الردع الذي يدور الحديث عنه، ليس من المسائل التي تمتلكها اميركا مئة في المئة لكي يكون بقدورها طمأنة اسرائيل بشكل كامل. وفي افضل الحالات، أي في الوقت الذي تكون فيه كل الامور متطابقة مع الرغبات الاميركية، فإن قدرتهم على تقديم ضمانات رادعة لا تتعدى الخمسين في المئة بناء على رد فعلهم، ولن يكون بمقدورهم السيطرة على الخمسين المتبقية لانها ستكون في دائرة القرار والسيطرة الايرانية.

وعندما لا تكون ايران تحت السيطرة بناء على استراتيجية الردع هذه، فإن الخمسين في المئة من الردع التي تملكها اميركا ستكون بلا قيمة الى الحد الذي تفقد فيه استراتيجية الردع موضوعيتها. وان توزيع وتقسيم خيار الردع بين ايران واميركا لن يمنحا  اسرائيل لا ببساطة ولا بصعوبة امكان اللجوء الى الخيار العسكري ضد ايران ومخاطره. بناء عليه فان امكان الثقة بخيار الردع من قبل اسرائيل غير ممكنة، وفي النتيجة فان ما جاء في الاستراتيجية النووية الجديدة غير مجد.

لكن امكان ان تقوم اسرائيل بهجوم عسكري ضد ايران يبقى قائماً، ويمكن متابعته من خلال فرضية اخرى، وهي ان تتجاوز اسرائيل موضوع الردع، وان تقوم بالهجوم على ايران على أمل ان تجبر اميركا على الاشتباك معها ايضا على الرغم من علمهما بالرد الايراني.

تدمير الذات

اذا عقدت اسرائيل الآمال على هجوم عسكري اميركي ضد ايران بعد الرد العسكري الإيراني على اسرائيل، فان ذلك يعني قيام اسرائيل بتدميرنفسها بسبب الخطأ الكبير الذي سترتكبه في حسابات الامر وتقديراته.

وترى هذه القيادة انه وبالعودة الى موضوع الردع يظهر ان الشيء المهم لاسرائيل هو صون نفسها مقابل أي رد ايراني، في حين ان مثل هذه الخطوة المفترضة أي – الهجوم على ايران مع العلم بالرد القطعي الايراني – تقع في الجهة المقابلة لموضوع الردع الذي يحظى بأهمية قصوى لدى اسرائيل اكثر من أي شيء آخر. وهنا فإن معظم الخبراء العسكريين يقرون بأن قدرة ايران العسكرية والتدميرية هي في اعلى مستوياتها واتساعها، بحيث انها تشمل وتطاول كل الاراضي المحتلة، ولن يكون أي مكان من جغرافية الاراضي المحتلة بعيدة عن الاستهداف الايراني، وان ايران بالاستفادة من حجم سلاحها البعيد المدى قادرة في مدة قصيرة ان تحول الاراضي المحتلة خرابا. ان قدرة ايران على القيام بمثل هذه العمليات متنوعة ومعقدة بحيث ان دخول الاميركيين في هذه المرحلة سيكون غير مجد ولن يساعد في تقليل الخسائر التي ستلحق بالاراضي المحتلة. ان نتائج مثل هذه الفرضية ستكون انهيار عوامل متعددة ومؤثرة.

واذا توقفنا عند كل واحد منها، فانها في النهاية ستكشف عن انهيار اسرائيل واضمحلالها، ويصبح من الصعب جدا العودة بها الى الوضع السابق. ولن يكون مهما بعد القضاء على اسرائيل ما سيحدث بين ايران واميركا، المهم هو القضاء على اسرائيل، وهو امر سيتحقق بالتأكيد.

ان مجرد التفكير بامكان تدمير اسرائيل هو تفكير مرعب ومرّ للاسرائيليين ولا يرغبون حتى بالتفكير فيه او الاقتراب منه كفرضية او احتمال. وعليه فان " تدمير الذات" في الظروف الطبيعية والعادية لا يمكن ان يكون خيارا اسرائيليا، وهم يعرفون ان اللجوء الى هذا الخيار سيشكل النهاية التاريخية لدولتهم.

تأويل وتفسير مفهوم الردع

وتعتقد القيادة الايرانية ان العقيدة العسكرية الاسرائيلية حتى العقدين الماضيين كانت تقوم على تفوق قدراتها العسكرية على القدرات العسكرية لايران، وانه على الرغم من البعد الايديولوجي في التركيبة الايرانية، فان هذه القدرات اصيبت بخسائر كبرة وتعاني ضعفا بسبب ما لحق بها جراء الحرب.

اما اليوم فقد تغيرت العقيدة الاسرائيلية تجاه ايران، وقد ادرك القادة الاسرائيليون وبطرق مختلفة مدى ما وصلت اليه القدرات العسكرية الايرانية. ونتيجة هذه المعرفة، ادركوا انهم غير قادرين بمفردهم على مواجهتها عسكريا، وقد سعوا على مدى سنوات طويلة الى ربط انفسهم باميركا كمدافع عنهم وداعم لهم في أي مواجهة عسكرية محتملة مع ايران.

ان دخول الكيان اسرائيل في اطار منظومة الدعم العسكري الاميركي في اعتقاد القيادة الايرانية يأخذ بعدين؛ من جهة سيساهم ظاهريا في رفع قدراتها العسكرية، وتوظيف القدرات العسكرية الاميركية في اطار قوة الردع الخاصة باسرائيل، ومن جهة ثانية، سيؤدي الى خسارة الاستقلالية في القرار العسكري الاسرائيلي.

وتعتقد هذه القيادة ان الولايات المتحدة ستدخل الى جانب اسرائيل  في أي حرب قد تشن ضدها من قبل أي دولة، لكن في المقابل فان امكان ان تنساق واشنطن الى أي حرب قد تشنها اسرائيل ضد أي من الدول هو امكان ضعيف، اذاً من الممكن ان لا تكون المصالح التكتيكية لاميركا مشتركة مع اسرائيل. وفي هذه الحالة فإن اسرائيل وبسبب ارتباطها بالجانب العسكري الاميركي لا يمكنها العمل باستقلالية وانفراد وان تتوقع دعما ومساعدة من اميركا.

عندها تكون قوة الردع الاميركية التي تعتمد عليها اسرائيل والتي برزت في الاستراتيجية النووية الجديدة، حسب القيادة العسكرية الايرانية،  معرضة للتأويل والتفسير، أي ان هذه القوة ستشكل حائلا امام أي خطوة عسكرية فردية اسرائيلية، وقد لا تتطابق الاهداف الاسرائيلية بالهجوم مع ما تريده اميركا. وأي هجوم عسكري اسرائيلي ضد المنشآت النووية الايرانية قد يحقق الاهداف الاسرائيلية، لكن الرد الايراني ضد اسرائيل ودخول اميركا في حرب مفترضة او احتمالية سيعرض مواقعها في كثير من نقاط المنطقة للخطر، وفي حال لم تعطِ اسرائيل لهذا الموضوع أهمية كبيرة، واذا كان المهم لدى القيادة الاسرائيلية الهجوم على المنشآت النووية الايرانية بغض النظر عما سيلحق باميركا، فإن الردع الاميركي سيكون مركزا على منع اسرائيل من التحرك، وهذا سيعني ان تفقد اسرائيل حرية العمل العسكري.

عدم فائدة الحرب التقليدية

وتعتقد القيادة الايرانية انه بناء على ما تقدم، اذا لجأت اسرائيل لاعتماد خيار "تدمير الذات" وقبلت به، عليه يجب اجبار اميركا على الدخول في عداء مع ايران  ولو كان ثمن ذلك زوال اسرائيل، عندها سنكون امام واحدة من الفرضيتين التاليتين:

أ- اما الدخول في حرب تقليدية.

ب – وإما الدخول في حرب غير تقليدية.

في الحرب التقليدية، سيكون الاميركيون مجبرين على اتباع اسلوب الحرب نفسه الذي اتبعوه في افغانستان والعراق. وبما ان الوضع الاميركي الحالي يختلف بالكامل عن الوضع السابق، وايران ليست العراق ولا افغانستان، ومع الأخذ في الاعتبار ان اميركا تعاني وضعا حرجا وغير مستقر بعد 7 – 8 سنوات حرب في العراق وافغانستان ولا تمتلك أي رؤية واضحة لمستقبل هذين البلدين، لذا يبدو من غير المنطقي الدخول في حرب جديدة تعلم اميركا ان نسبة النجاح فيها ضئيلة جدا بالمقارنة مع الحربين السابقتين، وان اثارها وتكاليفها ستكون اكبر بكثير. من ناحية اخرى قد يكون زوال اسرائيل خارج تحمل اميركا وقد يجبرها على اتخاذ رد فعل، وبما ان اللجوء الى الحرب التقليدية لا يضمن لاميركا النصر ولا باستطاعتها ذلك، فان الاحتمال الاكبر هو اعتماد الحرب غير التقليدية. 

الحرب غير التقليدية

ليس مهما متى وفي أي مرحلة ستلجأ اميركا لاعتماد اسلوب الحرب غير التقليدية في سياق الحرب المحتملة بين إيران واسرائيل، اما المهم فهو التصرف الذي سيبدر منها في مواجهة مثل هذا الاحتمال والذي سيكون مؤثرا على مقولة الردع. وعندما يصل الاميركيون إلى نتيجة بأنه من خلال تهديد إيران بهجوم نووي فان إيران ستتنازل وتتراجع عن مواقفها، عندها يكونون قد حققوا انتصارا لحساب معادلة الردع التي اعلنوا عنها. اما اذا لم تتراجع إيران عن مواقفها على الرغم من التهديد بهجوم نووي، فسيكون امام اميركا احد طريقين: اما اللجوء إلى ضربة نووية او عدم اللجوء إلى ذلك. وفي هذه الحال سيكون لدى إيران ايضا احد خيارين: اما الاستسلام او عدم الاستسلام. والاختيار الإيراني سيحدد الاختيار الاميركي. ولكن من المتيقن ان خيار إيران سيكون مبنيا على المسار التاريخي وستكون عاشوراء والامام الحسين خلفية هذا الخيار. وبناء على الاختيار الإيراني فان اميركا ستكون مجبرة على التراجع، لان هجوما نوويا سيكون له انعكاسات على اميركا والعالم، وعليه يبدو ان اسرائيل وخصوصا اميركا غير راغبتين بان تصل الامور إلى هذا المستوى.

وهنا تقول القيادة العسكرية الإيرانية ان مستوى الاستعداد لدى القوات المسلحة الايرانية وقدراتها ستلعب دورا اساسيا في تحديد ابعاد أي صراع محتمل وتحديد آثاره.

 

كيف يحاسب أصحاب شعار "العبور إلى الدولة" ولا دولة بعد؟

"الجيش والشعب والمقاومة" كـ"الشرعي والضروري والموقت"

اميل خوري/النهار     

يرى مسؤول سابق ان لا جدوى من الجدل الدائر حول معادلة "الجيش والشعب والمقاومة" التي وردت في البيان الوزاري ثم عاد الرئيس سليمان ليؤكدها في حديثه الى قناة "المنار" وكانت موضوع خلاف في هيئة الحوار الوطني، وقد أثار ذلك ردود فعل متفاوتة. كما يرى ان لا أثر كبيرا لتذكير رئيس الجمهورية بخطاب القسم ولا بنصوص الدستور عندما يكون السلاح خارج الدولة أقوى من الدولة، بل عندما لا يكون في لبنان دولة بل محاولة للعبور اليها، وهي محاولة قد تكون فاشلة أو أن الطريق اليها قد تكون طويلة وشاقة اذا استمرت الظروف الراهنة ولم تحصل تطورات تغير موازين القوى.

الواقع انه عندما كان في لبنان دولة تتمتع بالهيبة كان في استطاعة دركي ان يرعب قرية بكاملها والآن باتت في حاجة الى "طابور" عسكر... وكان تطبيق القانون يتم بالتراضي في جرود لبنان حيث ينتشر السلاح بين سكانها. وعندما كانت المخيمات الفلسطينية خالية من السلاح كان في استطاعة عدد محدود من قوى الامن فرض النظام فيها، ولكن عندما تحولت ثكنا مليئة بالسلاح أصبحت قادرة على مواجهة سلاح الدولة والتمرد على قوانينها.

المسألة إذاً ليست مسألة نصوص دستورية وبيانات وزارية وخطابات قسم هي التي تقيم الدولة وتفرض هيبتها، انما هي مسألة سلاح. فكلما أصبح بكثرة خارج الدولة قضى على هيبتها وحتى على وجودها وحوّلها مجرد هيكل دولة.

وتساءل المسؤول السابق أولم تحكم الميليشيات الدولة عام 1975 واقتطعت مناطق لتسيطر عليها، أولم تصبح المخيمات الفلسطينية المسلحة دولة ضمن الدولة الى ان دخل الجيش السوري فأوقف الاقتتال بين اللبنانيين وأخرج المسلحين الفلسطينيين من لبنان الى تونس وفرض الوصاية السورية عليه مدة 30 عاما؟ ألم تقرر قمة الرياض وضع "قوة" الردع العربية في تصرف الرئيس الياس سركيس، فصار تطبيق هذا القرار خلافا لارادته اذ قصفت الاشرفية بالمدفعية السورية مدة مئة يوم بدون ارادته وكاد يقدم استقالته؟ ألم ينص "اتفاق القاهرة" على ان يحترم المسلحون الفلسطينيون سلطة الدولة اللبنانية وسيادتها، وعلى أمل ان يحافظ هذا الاتفاق على البقية الباقية من السيادة والسلطة، واذا بهم لم يحافظوا على شيء منهما وتسببوا باجتياح اسرائيل للبنان بلغ العاصمة بيروت؟ ألم يدع القرار 1559 الى حل الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية وتسليم سلاحها الى الدولة، فبقي هذا القرار بدون تنفيذ كاملا لا بل زادت تلك الميليشيات حجم تسليحها؟ ألم تكرر الحكومات في بياناتها الوزارية القول بأن الدولة هي المرجعية الحصرية للسلاح وهي صاحبة القرار وهي التي تبسط سلطتها وسيادتها على كامل اراضيها وتطبق القوانين على الجميع، وبرغم ذلك وقعت حوادث كثيرة منها حوادث مار مخايل ثم حوادث 7 ايار وقبلها حوادث نهر البارد وأخيرا وليس آخرا جريمة كترمايا وجريمة ضهر العين لتثبت ان لا دولة في لبنان، وأن اتفاق الدوحة، وضع بفعل الخلل في التوازن الداخلي خلافا للدستور وللنظام في لبنان وخضع له الجميع؟ أولم تتخذ الحكومة قرارا بنقل رئيس جهاز أمن المطار ووقف العمل بشبكة الهاتف الخاصة بـ"حزب الله" ثم تراجعت عنه ليس تحت ضغط سلاح هذا الحزب فقط بل تحت ضغط أحداث 7 ايار؟ ألم يقع خلاف في هيئة الحوار حول ذكر "المقاومة" في البيان الذي سيصدر عنها فرد رئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد بالقول: "اكتبوا ما شئتم ونحن نعمل ما نشاء" وكأنه يقصد بذلك القول ان ليس أرخص من الحبر سوى الورق؟ أولم ينص القرار 1701 على منع دخول الاسلحة عبر الحدود اللبنانية – السورية الى أي حزب أو مجموعة في لبنان بدون موافقة الحكومة اللبنانية وعلى تمكين الدولة اللبنانية من بسط سلطتها وسيادتها على كامل أراضيها فلا يكون سلاح غير سلاحها ولا سلطة غير سلطتها، فكانت النتيجة أن ظلت الحدود مفتوحة لتهريب الاسلحة وغير الاسلحة ولم تستطع الدولة بسط سلطتها وسيادتها إلا على جزء من اراضيها وبات السلاح خارجها يفوق سلاحها كما ونوعا، فكيف في استطاعة دولة فاشلة حتى الآن وهي شبه دولة ان يطلب منها المحافظة على أحكام الدستور وعلى تطبيق القوانين بحزم على الجميع من دون تمييز، فلا يكون أمن على ناس بقوة القانون وأمن على آخرين، كونهم مسلحين بالتراضي والحسنى. وكيف يمكن مطالبة رئيس الجمهورية بأن يفعل هذا أو ذاك وهو لا يملك القدرة ليس على الحكم بل ان يكون ولو حكما، وعندما يحكم في الخلافات يتهم بأنه منحاز لهذا الطرف او ذاك، وكيف يمكن مطالبة الحكومة بأن تتخذ القرارات وهي لا تستطيع اتخاذها الا بالتوافق وان هي فعلت خلاف ذلك، تصبح معرضة للسقوط؟

لقد كان مبرر نشوء المقاومة في لبنان تفكك الدولة، وان استمرار تفككها يبرر استمرار وجود المقاومة والسلاح خارج شرعيتها. فلو ان الدولة كانت موجودة فعلا وكانت دولة الحق والقانون والمؤسسات، لما بقي سلاح خارج شرعيتها ولكانت مسؤولة عن المحافظة على الدستور وعلى تطبيق النظام والقانون على الجميع وفي كل الاراضي اللبنانية بحيث لا تبقى أي منطقة يحظر عليها الدخول انما لا يزال في لبنان وبكل أسف، من لا يريد الدولة ليبقى هو الدويلة والا لما كانت قوى 14 آذار رفعت شعار "العبور الى الدولة" وها هي ترى بأم العين ان في لبنان من لا يريد حتى تحقيق هذا العبور ليظل يعبر على الدولة وفوق الدولة.

ويختم المسؤول السابق بالقول: لقد دخل لبنان مرحلة الوضع الشاذ منذ ان أصبح السلاح بكثرة خارج الدولة، وفي أيدي الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية، واستمر هذا الوضع حتى في ظل الوصاية السورية لأن الحكم لم يكن للبنان وحده بل للوصاية وعندما حاول فريق لبناني التخلص من هذه الوصاية ليخرج لبنان من الوضع الشاذ ويحكم نفسه بنفسه كان رد طرف آخر عليه بالمعادلة الثابتة وهي: ان الجيش السوري في لبنان هو "شرعي وضروري وموقت" تماما كما هي المعادلة الثابتة الجديدة اليوم وهو ان الدفاع عن لبنان يكون بـ"الجيش والشعب والمقاومة".. فكما أن المعادلة التي بررت بقاء الجيش السوري لم تسقط الا بتغير المعطيات الاقليمية والدولية وبصدور القرار 1559 الذي ساهمت في تنفيذه "ثورة الارز" وانتفاضة الاستقلال، فان المعادلة الجديدة التي تبرر بقاء سلاح المقاومة لن تسقط ما لم تتغير ايضا المعطيات الاقليمية والدولية ليصير في الامكان تنفيذ القرار 1701 بكل مندرجاته. فلا محاسبة إذاً للدولة ولأركانها ما لم تصبح دولة لا سلاح فيها إلا سلاحها وتصبح القوة للحق ولا يبقى الحق للقوة...