المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية
أخبار يوم
30 كانون الأول/2009

إنجيل القدّيس لوقا 22/24-30/من هو الأكبر

ووقع بينهم جدال في من يكون أكبرهم، فقال لهم يسوع: ملوك الأمم يسودونها، وأصحاب السلطة فيها يريدون أن يدعوهم الناس محسنين. أما أنتم، فما هكذا حالكم، بل ليكن الأكبر فيكم كالأصغر، والرئيس كالخادم. فمن هو الأكبر: الجالس للطعام أم الذي يخدم؟ أما هو الجالس للطعام؟ وأنا بينكم مثل الذي يخدم. وأنتم ثبتم معي في محنتي، وأنا أعطيكم ملكوتا كما أعطاني أبي، فتأكلون وتشربون على مائدتي في ملكوتي، وتجلسون على عروش لتدينوا عشائر بني إسرائيل الاثني عشر.

 

سورية معرضة للضرب إذا تجاوزت الخطوط الحمراء 

"جيروزاليم بوست": إسرائيل ستجتاح البقاع اللبناني في الحرب المقبلة

 لندن- كتب حميد غريافي: السياسة

أكدت صحيفة »جيروزاليم بوست« الاسرائيلية امس ان اسرائيل ستجتاح الاراضي اللبنانية برا في اي حرب مقبلة على »حزب الله« وصولاً إلى البقاع الشمالي »بعلبك« المحاذي للحدود السورية, مشيرة الى »ان المواجهة المستقبلية تعني ان على اسرائيل ان تجتاح براً سهل البقاع وسط تكهنات بتدخل سوري لامداد حزب الله بالاسلحة »خلال الحرب« ما من شأنه ان ينقل المعركة الى السوريين انفسهم, في تأكيد لمعلومات نشرتها »السياسة« الاحد الفائت«. وذكرت الصحيفة ان »اسرائيل تريد ابلاغ نظام بشار الاسد ان هناك ثمناً لتحالفه مع »حزب الله« وأن النصيحة الاسرائيلية له هي ان يلتزم عدم تجاوز الخطوط الحمراء سواء بالتدخل في الحرب او بنقل منظومات الدفاع الجوي المتطورة الصاروخية المضادة للطائرات من طراز »BA-2« روسي الصنع وقريب الفاعلية من صواريخ »باتريوت« الاميركية«. واضافت ان »التصريحات التهديدية التي يطلقها المسؤولون الاسرائيليون تجاه لبنان وسورية هي رسائل غير معهودة »خصوصاً تجاه السوريين« والأرجح انها تهدف إلى ردع دمشق« مشيرة الى ان »حاجة اسرائيل إلى ردع سورية تأتي في اعقاب سلسلة من المتغيرات المهمة على الساحة اللبنانية وتشدد الأسد في مساعدة »حزب الله« والمحور الايراني في المنطقة«. وكانت معلومات غربية واسرائيلية افادت الاسبوع الفائت عن نشر »حزب الله« في الاسابيع الاخيرة صواريخ ارض- ارض من طراز »600-M« السورية المتطورة ذات مدى ال¯ 259 كيلو متراً وهي نسخة عن الصاروخ الايراني »فاتح 110« الذي بإمكانه حمل رأس حربي زنته 500 كيلو غرام«. وقال مسؤولون اسرائيلون اخيراً إن نشر »حزب الله« صواريخ ارض- جو من الطرازات الروسية الأكثر تطوراً في الأراضي اللبنانية, »يخل بالتوازن الستراتيجي المعترف به في المنطقة وسيكون كافيا لأن تقوم القوات الاسرائيلية بشن هجوم لتدمير هذه الصواريخ«. ونقلت »جيروزاليم بوست« عن مسؤولين عسكريين اسرائيليين قولهم »إن الدعم السوري المتزايد لحزب الله يعكس تحولاً ستراتيجياً واضحاً من دمشق, الا ان السوريين حتى الآن لم يتخطوا نقطة اللاعودة وسيتخطونها اذا نقلوا الى هذا الحزب الايراني منظومات متطورة مضادة للطائرات ممنوع وجودها في الاراضي اللبنانية«.

 

ما أفصح لاريجاني حين يحاضر في الديمقراطية

 أحمد الجارالله /السياسة

إن لم تستح افعل ما شئت. هذا المثل ينطبق تماما على رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني الذي اختار الكويت ليطلق منها تهديدات مباشرة وغير مباشرة لدول الخليج العربية, وان يعيد التذكير بالحرب العراقية ¯ الإيرانية, ومواقف الدول العربية أثناء تلك الحرب, وبخطاب ينطوي على الكثير من التهديد بالانتقام, وهذا ان دل على شيء فعلى مدى النوايا العدوانية التي يكنها نظام الملالي ضد الدول العربية كلها من دون استثناء, وليس دول الخليج فقط, كما يدل أيضا على ان نظام الملالي لا يقيم وزنا لأصول الضيافة والبروتوكول.

هذا الفاقد للشيء يحاول أن يعطي ما ليس يملكه, وكأن العالم مجموعة من حرس الثورة الايراني يخضع لدرس تعبوي من أحد قادة نظام القتل والقمع والنفي الغارقين حتى قمة رأسهم في الارهاب والتدخل التخريبي المفضوح بشؤون الدول. واذا كان لاريجاني نسي ان العالم تغير في العقدين الماضيين فعليه ألا ينسى للحظة واحدة ان صبر دول الخليج على الاذى الايراني وفي الوقت نفسه رفضها لأي حل عسكري لقضية الملف النووي الايراني هما اللذان يمنعان عن ايران الضربة العسكرية, وليس كما يتوهم بعض سفاحي طهران ان تهديداتهم الجوفاء التي لم تجر على المنطقة إلا المزيد من الأزمات والحروب منذ ثلاثة عقود هي التي تمنع العملية الجراحية الموضعية التي تحتاجها المنطقة لتنعم بالاستقرار. وموقف دول الخليج وحده كفيل بالتأكيد على مدى تمسكها بحسن الجوار والاستقرار الذي تعمل دوائر ال¯"باسيج" ليلا ونهارا لنسفه.

وحين يتبجح لاريجاني بالديمقراطية الإيرانية ينسى أن الدماء التي تسيل الآن في شوارع المدن الايرانية والرؤوس التي تتدلى على المشانق هي نتيجة القمع الذي تمارسه السلطة ضد كل من يرفع صوته مطالبا بأبسط الحقوق, وأي ديمقراطية هذه التي يتحدث عنها هذا الموظف عند الحرس الثوري الذي باتت بيده كل زمام السلطة والخاضع مباشرة للرئيس الحقيقي للدولة المرشد الأعلى? كلام لاريجاني يعتبر في أبسط أدبيات الديبلوماسية اعتداء على الشؤون الداخلية للدول, وخروجا سافرا على أصول الضيافة, كما انه تهديد مباشر لكل دول الخليج, و ينطوي على مخاطر إقليمية كبيرة لا يعلم الا الله الى أين تودي بالمنطقة, ولهذا من المهم جدا ان توضح السلطات الايرانية معنى التصريحات التي اطلقها رئيس برلمانها, فسيادة الدول ليست مستباحة الى هذا الحد الذي يتخيله قادة نظام طهران. لن نتوقف كثيرا عند ما قاله الرجل عن الدعم الايراني ل¯"حزب الله" و "حماس" وعلاقة ذلك باستقرار المنطقة, وكل ما يمكن أن نقوله للاريجاني, يكفي النظر الى ما حصل في جنوب لبنان وفي غزة و ما يحصل الآن في شمال اليمن, حتى يعرف المرء ان الرعاية الإيرانية للجماعات الارهابية هي سبب القلاقل في المنطقة, لكن الواضح ان طهران لا ترى العود الذي في عينها انما ترى القشة التي في عين الآخرين, وكما قيل قديما: ما أفصح مَنْ لا تخجل حين تحاضر في العفاف.

 

تنامي التكهنات بعمل تخريبي في انتظار عمليات البحث المكثفة عن الحقيقة القابعة في قعر البحر  

مصدر أمني لبناني: "طائرة الموت" تعرضت لصاروخ من مسافة قريبة!

-محمد حوماني: من غير المرجح أن تكون العاصفة هي السبب في سقوط الطائرة

-فرق البحث مضطرة للاستعانة بغواصات كبيرة لإخراج الصندوق الأسود من داخل الطائرة

بيروت - وكالات: السياسة/حقيقة حادث الطائرة الاثيوبية المنكوبة لا تزال في قعر البحر, وتحت وطأة الانتظار المر والثقيل, يتابع اللبنانيون ومعهم العالم العربي والدولي تداعيات هذه الكارثة, سيما لجهة مواكبة البحث عن الصندوق الأسود الكفيل بوضح حد لجميع التكهنات التي أعقبت وقوعها وتنامت بشكل كبير, أمس, مع تأكيد مصدر أمني تعرضها لصاروخ, وجزم رئيس نفابة الطيارين محمد حوماني بعدم إمكانية وقوعها بسبب العاصفة فقط. ودخلت عملية البحث عن حطام الطائرة وصندوقها الأسود يومها الخامس, أمس, من دون أي تقدم يذكر, فعدد الجثث المنتشلة بقي مثبتاً على أربع عشرة جثة, فيما تم التعرف على جثتين إضافيتين من بينها وعثر على المزيد من حطام الطائرة.

وفي انتظار أن تحدد الساعات المقبلة إمكانية سحب الصندوق بالمعدات المتوافرة أو اللجوء إلى معدات ثقيلة غير متوافرة حالياً, نقلت إذاعة "صوت بيروت" التابعة للمؤتمر الشعبي بقيادة كمال شاتيلا أمس, عن "مصدر مسؤول في وزارة الداخلية" ان الطائرة تعرضت لإطلاق صاروخ عليها ما ادى الى سقوطها على بعد 8 كيلو مترات من مطار بيروت الدولي.

وأوضح المصدر ان "الاحداث والتحقيقات الجارية ستثبت ذلك كاشفا ان "بعض قطع الطائرة تظهر انها تعرضت لعمل عسكري وقد تم اطلاق الصاروخ عليها من مسافة غير بعيدة في البحر الابيض المتوسط ويتم البحث عن المزيد من الادلة".

في غضون ذلك, أكد رئيس نقابة الطيارين في لبنان محمد حوماني أنَّ "بإمكان الطيار مناورة أي عاصفة يواجهها في الجو, لذلك من غير المرجح أن تكون العاصفة هي السبب في سقوط الطائرة الإثيوبية إلا أنها قد تكون سبباً مع وجود ظروف أخرى".

وفي حديث إلى قناة "العربية" الفضائية, لفت حوماني إلى أن "من حق الطيار إتخاذ القرار المناسب مهما كانت توجيهات برج المراقبة أو غيره", مضيفاً "لا أدري ما هو السبب الذي دفع الطيار الأثيوبي إلى تغيير مساره", وأشار إلى أنَّ "باستطاعة الطيار أن يبلغ برج المراقبة بتغيير مساره إذا أراد ذلك, وأنه لا يريد الالتزام بتوجيهاته".

ورغم أن اليوم الخامس لم يحمل جديداً, غير أن ذلك لم يحبط عزيمة فرق الإنقاذ والقِطَعُ البحريةُ التابعة للجيش اللبناني وفوج مغاوير البحر والدفاع المدني, المنتشرةُ قُبالةَ ساحل خلدة جنوب بيروت على متابعة عمليةَ الكشف على مِنطقةِ سقوط الطائرة, موسعة رقعة بحثها على طول سطح المياه جنوبا وشمالا وصولا حتى حدود مدينة صيدا والبترون.

وعمقاً, حيث تواصل السفينتان "يو اس اس راميج" و"أوشن آليرت" عملية البحث عن الصندوق الاسود في مناطق بعيدة عن الشاطئ اللبناني, وستقومُ "أوشن آليرت" بإنزال غواصةٍ إلى العمق لمسحِهِ بالصورةِ بعد رصدِ مكانِ الصندوق الأسود بالصوت.

وفي هذا الإطار, توقعت مصادر عسكرية ل¯"وكالة الأنباء المركزية" انجاز المهمةِ قريبا, علماً أن لا سقفَ زمنيا محددا لها, موضحة انه اذا كان الصندوق الاسود خارج ما تبقى من هيكل الطائرة, فهناك امكانية لارسال احدى الغواصات التي تستطيع رفع ما بين 150 و200 كلغ من قعر البحر لالتقاط الصندوق. أما اذا كان الصندوق داخل ما تبقى من هيكل الطائرة فان فرق البحث ستكون مضطرة للاستعانة بغواصات ذات قدرات كبيرة, في حال كان الهيكل أكثر من 200 كلغ, وهي غير متوفرة راهنا.

كما أشارت المصادر الى ان السفينة "أوشن آليرت" ستغادر اليوم السبت منطقة المسح والبحث لأسباب لوجستية, حيث تريد ان تتزود بالوقود وبمواد أخرى على ان تعود بعد فترة لمتابعة عملية البحث, ومنعاً لحدوث أي فراغ في عمليات البحث والمسح طلبت وزارة الدفاع اللبنانية من السلطات الفرنسية إرسال سفينة لتحل مكان التي غادرت.

من جهته, قال وزير الاشغال والنقل غازي العريضي لوكالة "فرانس برس", امس, "البحث مستمر, أنهت الفرق المختصة عملية مسح نحو ثلثي المنطقة التي تم تحديدها بعد التقاط اشارت الصندوق الاسود". وكان وزير الاعلام طارق متري قد اعلن مساء اول من أمس, ان مساحة هذه المنطقة 49 كيلومترا مربعا وتبدأ على بعد 14 كيلومترا من الشاطئ اللبناني بأعماق تصل الى 1500 متر. وأكد العريضي أنه سيتِمُّ استقدامُ غواصاتٍ وتجهيزاتٍ وتقنياتٍ جديدةٍ في حال دعتِ الحاجةُ إلى ذلك, علماً أن الشركةَ التي تمتلك "اوشن آليرت" لديها غواصاتٌ أخرى متخصصةٌ ومجهزة بتقنياتٍ إضافية. وفي حين تنتظر العائلات المنكوبة أي اتصال يفيدها عن ضحاياها تسلمت, أمس, عائلتا الضحيتين علي أحمد جابر وآنا محمد عبس جثمانَيهِما من قسم الطب الجنائي في مستشفى رفيق الحريري الجامعي, فيما بقيت جُثةٌ واحدةٌ مجهولةُ الهُوية بانتظار نتائجِ الفحوص المَخبرية. وبذلك يصلُ عددُ الضحايا اللبنانيينَ الذين تمَّ تسليمُ جثامينهم حتى الآن الى سبعة, فيما تتريثُ عائلةُ الطفل محمد كريك بتسلُّمِ جُثتِه على أمل أن تظهرَ جثة والده ليُدفنا معاً.

 

عون يعرقل عقد اجتماع مسيحي عام برعاية صفير

 السياسة/توقعت مصادر في الرابطة المارونية أن يدعو البطريرك الماروني نصر الله صفير في وقت قريب إلى اجتماع للقيادات المسيحية بهدف تنسيق الموقف المسيحي من القضايا المطروحة على الساحة, وخصوصاً تلك التي تطال مصالح المسيحيين في لبنان, خصوصاً مشروع إنشاء الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية ومشروع قانون تخفيض سن الاقتراع وإبقاء بيروت دائرة انتخابية موحدة في الانتخابات البلدية. وأفادت المعلومات المتوافرة ل¯"السياسة" أن سلسلة اتصالات بدأت عبر أحد المطارنة مع القيادات المسيحية من أجل استمزاج رأيها في إمكانية حصول هذا الاجتماع, بعد أن بدا الموقف المسيحي موحداً في مواجهة هذه الطروحات التي وضعت على الطاولة منذ أسابيع. وأشارت المعلومات إلى ان هناك تجاوباً مبدئياً مع هذا الاقتراح, رغم طلب رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون بالتريث في تحديد موعد لهذا الاجتماع, في ما بدا أنه لا يريد أن يقطف البطريرك صفير ثمار هذا الاجتماع بسحب البساط من تحت القيادات المسيحية واستعادة دوره كمرجع سياسي للمسيحيين, وهو ما لا يريده العماد عون, فضلاً عن صعوبة جمع العماد عون ورئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع ورئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية, وهو ما دفع إلى اقتراح حضور ممثلين عنهم لتفادي هذه الإشكالية. وبحسب المعلومات, فإن الاتصالات حققت تقدماً في هذا الإطار, ما قد يوحي بقرب توجيه الدعوة للاجتماع في بكركي.

 

أوشن ألرت" تغادر غدًا وتحلّ مكانها سفينة فرنسية

أعلنت قناة ال"LBC"، أنّ سفينة الإنقاذ "أوشن ألرت" تغادر غدًا لتتزود بالوقود، على أن تعود لاحقاً، وستحل مكانها سفينة فرنسية. كما علمت ال"LBC"، وجود إمكانية لارسال إحدى الغواصات، التي تستطيع رفع ما بين مئة وخمسين ومئتي كلغ الى قعر البحر، لالتقاط الصندوق الأسود اذا كان موجودًا خارج ما تبقى من هيكل الطائرة، أمّا ذا كان الصندوق داخل ما تبقى من هيكل الطائرة، فان فرق البحث ستكون مضطرة للاستعانة بغواصات ذات قدرات كبيرة، في حال كان الهيكل أكثر من مئتي كلغ، ما هو غير متوفر حاليًا. 

 

تسليم جثتين ووفاة والد احد الضحايا تاثرا

وكالات/سلمت جثتا علي احمد جابر والمواطنة اللبنانية – الروسية آنا عبس، من ضحايا الطائرة المنكوبة، الى ذويهما في مستشفى رفيق الحريري الحكومي، على ان يوارى جابر الثرى بعد ظهر الجمعة في مسقط رأسه النبطية، وتنقل عبس الى منطقة الميناء في طرابلس لتوارى الثرى. ونتيجة التأثر البالغ على وفاة نجله ألبير عسال في حادث الطائرة، تعرض والد الضحية جرجي عسال لازمة قلبية حادة نقل على اثرها الى مستشفى اميل البيطار في البترون. وما لبث ان فارق الحياة. إشارة الى ان ألبير عسال لا يزال من عداد المفقودين الذين لم يتم العثور عليهم. وكان وزير الصحة محمد جواد خليفة اعلن أنّ الخريطة الجينية لضحايا الطائرة اكتملت، مشيرا الى وجود خمس جثث اثيوبية. ومن المقرر ان يتوجه فريق لبناني الى اثيوبيا لاخذ العينات من اهالي الضحايا الاثيوبيين. وكانت بلدة زبدين شيّعت الخميس اثنين من أبنائها كانا على متن الطائرةالمنكوبة، هما أنيس محمد صفا وحيدر حسن مرجي، وتمّ دفن الطفلة جوليا محمد الحاج في برج البراجنة، في ضاحية بيروت الجنوبية، فيما ووري المهندس طوني الزاخم الثرى في دده الكورة.

 

مأتم وطني لغسل القلوب

 بيروت - »المحرر العربي«: يقوم مرجع روحي بارز باتصالات بعيدة عن الضوء من أجل تنظيم مأتم وطني لضحايا الطائرة المنكوبة، وفي ساحة الشهداء، تشارك فيه الفعاليات الرسمية والشعبية والنقابية والطالبية، علّ ذلك يكون مناسبة، على مأسويتها، لـ»غسل القلوب«. حتى الآن، يمكن وصف تلك الاتصالات بالناجحة، مع وضع تصور للإعداد التقني واللوجيستي للمأتم الذي ستحمل فيه نعوش وتوابيت رمزية تلف بالعلم اللبناني (مع اقتراح لف أحد التوابيت بالعلم الأثيوبي تأكيداً على البعد الإنساني للحشد وبعدما ظهر قصور لافت حيال الحديث عن الضحايا الأثيوبيين). أما بالنسبة إلى الجهة التي ستدعو، فيقول مصدر مقرب من المرجع الروحي إن المهمة ستناط برئيس الجمهورية ميشال سليمان، ليشير إلى أن مثل تلك التظاهرة التي تأتي عشية إحياء ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط/ فبراير إنما تساهم في إحداث مناخ تؤكد فيه كل القوى اللبنانية التزامها الأخلاقي والوطني تجاه الرئيس الشهيد.

 

مشعل يتوعد بالثأر من إسرائيل لاغتيالها قيادي "حماس" في دبي

الجمعة 29 كانون الثاني 2010

توعّد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية "حماس" خالد مشعل بالثأر من اسرائيل التي اتّهمها باغتيال القيادي في "حماس" محمود عبد الرؤوف المبحوح قبل عشرة أيام في دبي. وبعد إتمام مراسم دفن المبحوح في مقبرة الشهداء في مخيم اليرموك في دمشق، قال مشعل: "سنثأر لدماء هذا العملاق الذكية، فالأيام سجال بيننا، يوم لنا ويوم علينا، لكن سنثأر لدم هذا الرجل". وتابع مخاطبًا الإسرائيليين: "إن سررتم أنكم اغتلتم رجلاً عظيماً اغتال بعض جنودكم بشجاعة وليس بغدركم، فهي فرحة عابرة استثنائية، فلا تفرحوا فرحة عابرة لن تتوقفوا عندها كثيراً لأننا سننتقم لدماء المبحوح". وأكمل مشعل يقول: "إذا ظننتم أننا سنترك خيار المقاومة فأنتم واهمون، المقاومة خيارنا، ولن يُضعفها استيطان او احتلال او قتل او جدار او تجويع"، مضيفًا: "لا نعرف متى سننتصر عليكم ولكننا واثقون أننا سنهزمكم، ان الحرب مؤلمة بيننا وبينكم مدتها عقود طويلة ولكننا مطمئنون لنتائجها، سنهزمكم شر هزيمة وسنمزق صورتكم المزيفة".(أ. ف. ب.)

 

شرطة دبي تعرّفت على قتلة القيادي من "حماس".. وبعضهم يحمل جوازات سفر أوروبية

الجمعة 29 كانون الثاني 2010/أعلن المكتب الإعلامي لحكومة دبي أن "شرطة دبي تعرّفت على المشتبه بهم في جريمة مقتل القيادي في "حماس" محمود المبحوح ومعظمهم يحملون جوازات سفر أوروبية"، وأضاف المكتب في بيان أن "التحقيقات الأولّية ترجّح أن الجريمة ارتُكبت على يد عصابة إجرامية متمرسة، كانت تتبع تحركات المجني عليه قبل قدومه إلى دولة الامارات العربية المتحدة في 19 كانون الثاني". وأشار البيان إلى أن "شرطة دبي ستُباشر كافة الترتيبات اللازمة مع الإنتربول الدولي من أجل إلقاء القبض على الجناة ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجريمة في أقرب وقت ممكن"، موضحًا أنّه "على الرغم من سرعة تنفيذ الجريمة ومهارة مرتكبيها، إلا ان الجناة خلّفوا وراءهم أثرًا يدلّ عليهم وسيساعد على تعقبهم ومن ثم القبض عليهم في اقرب فرصة".(أ. ف. ب.)

 

عاشوري: عمل المحكمة الدولية والتحقيق لن يتأثرا بالإستقالات التي حصلت أخيرًا

الجمعة 29 كانون الثاني 2010/لبنان الآن

أكدت المستشارة الإعلامية والمتحدثة باسم المدعي العام للمحكمة الخاصة بلبنان راضية عاشوري أن "عمل المحكمة والتحقيق في قضية اغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريري، لن يتأثر بالإستقالات ومغادرة مسؤولين من المحكمة في الأسابيع والشهور الأخيرة". وأوضحت عاشوري في حديث إلى "وكالة كردستان للأنباء" (آكانيوز) أنّه "لا يمكن الكشف عن مجريات التحقيق وما تم التوصل إليه حتى الآن"، لافتةً إلى أن "سياسة المحكمة هي الموازنة بين أن نكون منفتحين وبين الحاجة للمحافظة على السرية". وإذ نفت عاشوري أن "تكون التحقيقات استغرقت فترة زمنية أطول من اللازم"، شددت على أن "توافق الأدلة مع معايير المقاضاة لإثبات الإدانة بالدليل القاطع يتطلب وقتاً".ورفضت عاشوري مقولة إن قضية الرئيس الحريري لن تصل إلى نتيجة، مشددةً على "التفاؤل وعلى أنَّ مدعي عام المحكمة القاضي دانيال بلمار يؤكد دومًا بالقول إننا لسنا هنا لكي نفشل"، وأكدت أن بلمار "سيستقيل وسيقول لماذا قام بذلك في حال تعرّضه إلى ضغوط تجعل من المستحيل عليه القيام بمهمته على أسس قانونية بحتة". وأشارت عاشوري إلى أن قضية الضباط الأربعة الذين جرى احتجازهم في لبنان لسنوات قبل أن تقرر المحكمة الإفراج عنهم "تُظهر إستقلالية المدعي العام والمحكمة، حيث تم القيام بالعمل كما يفترض بنا القيام به". إلى ذلك، نفت عاشوري أن "تكون المحكمة ستبدأ جلساتها خلال العام 2010"، وأكدت أن "أي إطار زمني لذلك لم يحدد حتى الآن"، مشددة على "صلابة نظام السرّية الذي وضعه المدعي العام لمنع تسريبات أو نشر معلومات مضللة حول القضية التي تكثر حولها التكهنات في وسائل الإعلام".

 

صفير عرض الاوضاع مع نواب وشخصيات

المركزية - عرض البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير مع النائب يوسف خليل المستجدات على الساحة الداخلية. ثم التقى المدير العام للعلاقات العامة في جامعة سيدة اللويزة سهيل مطر والاب بشارة الخوري اللذين شكرا رعايته حفل تكريم نائبه العام المطران رولان ابو جودة في ذكرى اليوبيل الذهبي لكهنوته. وقال مطر: "كانت مناسبة لدعوته الى المشاركة او رعاية مؤتمر عن القديس مارون ودوره في بناء القيم الانسانية دون النظر الى الطائفة او الدين". كما زار بكركي وفد من مستشفى الدكتور نادر صعب حيث اطلع صعب البطريرك على مشروع يعمل عليه حاليا، وهو انشاء فندق استشفائي يهدف الى تشجيع السياحة الطبية التجميلية في لبنان، ليكون حافزا لاستقطاب السياح لا سيما العرب منهم لاجراء العمليات التجميلية في لبنان. ومن الزوار ايضا هنري تيان وجاك عواد، ثم الوزير السابق الشيخ ابراهيم الضاهر وسفيرة لبنان في الاونيسكو سميرة الضاهر، ثم الوزير السابق ناجي البستاني.

 

سليمان تابع مستجدات الطائرة المنكوبة واطلع من المر على كيفية انتشال الصندوق الاسود

المركزية - تابع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان التطورات المتعلقة بالطائرة المنكوبة واطلع من نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الوطني الياس المر على المعلومات والتقارير الواردة في شأن موقع الصندوق الاسود وكيفية انتشاله لكشف الاسباب التي ادت الى حصول هذه الكارثة، بالاضافة الى شؤون وزارة الدفاع واحتياجاتها.

واستقبل الرئيس سليمان وزير التربية الوطنية والتعليم العالي حسن منيمنة مع اعضاء اللجنتين الفنية والتحضيرية للاتحاد العربي لاطلاق البطولة العربية المدرسية الثامنة عشرة التي يستضيفها لبنان للمرة الثانية. ورحب الرئيس سليمان بالوفد مشيرا الى ان عالمنا بحاجة الى روح رياضية خصوصا لدى الشباب لانها روح المنافسة الشريفة وقبول الاحكام والنتائج ومعرفة التواصل داخل الدول ومع الدول الاخرى، متمنيا تكثيف النشاطات الشبابية والمدرسية لتعميق التواصل والتكافل والتضامن لافتا الى ان لبنان يشكل ساحة تفاعل ولقاء بين الثقافات والاديان. وعرض رئيس الجمهورية مع الوزير السابق ابراهيم الضاهر للاوضاع العامة. واطلع من رئيس مجلس ادارة الضمان الاجتماعي طوبيا زخيا على عمل المؤسسة وسبل تطويرها ومكننتها بشكل افضل للاسراع بتلبية احتياجات المواطنين وتوفير الخدمات المطلوبة لهم.

رئيس M T C: وزار بعبدا رئيس مجلس ادارة شركةM T C للاتصالات الخلوية سعد البراك الذي اطلع الرئيس سليمان على نشاط الشركة وبرامجها التطويرية للاتصالات الخلوية في لبنان، وكذلك تناول البحث موضوع تجديد عقد الشركة مع وزارة الاتصالات.

وتبلغ رئيس الجمهورية من الامين العام للاتحاد الدولي لكرة السلة باتريك برومان تأهل لبنان لبطولة العالم في كرة السلة التي تقام في تركيا في آب المقبل، مشيرا الى درس طلب لبنان استضافة بطولة العالم لكرة السلة في العام 2011 فهنأ الرئيس سليمان المنتخب اللبناني على بلوغه هذه المرحلة متمنيا له الفوز ومؤكدا ان لبنان الذي استعاد استقراره واستضاف العديد من النشاطات الثقافية والرياضية وابرزها دورة الالعاب الفرانكوفونية يستطيع بسهولة استضافة مثل هذه البطولة وتقديم كل التسهيلات اللازمة لانجاحها على افضل صورة.

 

"الأحرار": لإجراء الانتخابات البلدية في موعدها واحترام المهل القانونية كمبدأ ديموقراطـــي

المركزية- دعا حزب الوطنيين الاحرار الى إجراء الإنتخابات البلدية والاختيارية في موعدها وشدد على أهمية احترام المهل القانونية كمبدأ ديموقراطي.

عقد المجلس الأعلى لحزب الوطنيين الاحراراجتماعه الاسبوعي برئاسة روبير الخوري وأصدر البيان الآتي:" نعبر مجددا عن عميق حزننا وأسفنا للكارثة الجوية التي ادت الى خسائر انسانية فادحة، جراء ظروف الحادثة وضحاياها الذين يجمع بينهم كفاح مرير من أجل لقمة العيش ومن أجل حياة كريمة يوفرونها لعائلاتهم. وأمام حجم المصيبة وهولها نكرر تضامننا مع الأسر المفجوعة ونتقدم منها بأحر التعازي وأصدقها، سائلين لها المؤاساة من الله وللضحايا الراحة في دار الخلود.

على صعيد آخر نناشد الجميع تهيب الحدث الجلل والإحجام عن التحليل وتداول الإشاعات والأقاويل، وانتظار نتيجة التحقيقات التي ستوفر استعادة الصندوق الأسود موضوعيتها وصدقيتها. كما نحيي جهود الأجهزة اللبنانية المشاركة في عمليات البحث عن المفقودين والتي أثبتت كفاية وجدارة وهي لا تزال مستنفرة منذ اللحظة الأولى للمأساة، وستظل كذلك حتى يتم انتشال الضحايا ليحتضنها تراب الوطن. ونشكر أخيرا الدول الصديقة التي تساهم بفعالية في أعمال البحث عملاً بواجب الصداقة والتضامن الإنساني.

2 – ندعو إلى ضرورة إجراء الإنتخابات البلدية والاختيارية في موعدها مشددين على أهمية احترام المهل القانونية كمبدأ ديموقراطي، ولما تقتضيه الحاجة إلى معالجة أوضاع بلدات كثيرة تفتقد إلى مجلس بلدي. ناهيك عن المكاسب الكثيرة ومنها تداول السلطة المحلية، وضخ دم جديد في العمل الإنمائي المناطقي، وإفساح المجال أمام المشاركة الديموقراطية، بما فيها مشاركة المرأة، ترشيحا واقتراعا، لتجديد النخب وإنهاض الاداء البلدي وتطويره. ونرى في اقتراح استعادة الحكومة مشروع قانون تخفيض سن الاقتراع مخرجا دستوريا وسياسيا مقبولا على أن يأتي لاحقا ضمن سلة واحدة مع الآليات لتأمين اقتراع المنتشرين في أماكن تواجدهم، ومع مشروع قانون استعادة المغتربين جنسيتهم كحق بديهي لهم. ونؤكد ان التطوير التدريجي بإدخال الإصلاحات الممكنة حاليا يعد من الإيجابيات، وفي أي حال يظل أفضل من تأجيل الانتخابات لما لذلك من مساوئ. ونجدد لفت الحكومة إلى حساسية بعض الإصلاحات المقترحة، ومن بينها انتخاب رئيس البلدية ونائبه مباشرة لأن له محاذير عديدة في عدد كبير من البلدات.

3 – نهنئ الأجهزة الأمنية المختصة لتمكنها من العثور على الشيخ محمد المجذوب. ولا يفوتنا في المناسبة التذكير بالمواطن جوزف صادر الذي مضى وقت طويل على اختفائه وسط صمت مطبق لم يعد يطاق، وقد حان الوقت ليكون أهله على بينة من مصيره. وختاما نسأل، في ضوء الآمال المعقودة على نتائج زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري إلى دمشق، أين أصبحت قضية المعتقلين في السجون السورية؟ وإلى متى انتظار بدء الترجمة العملية للتجاوب السوري الموعود؟".

 

دعا الى تصحيح جدول المعالجات

الياس الزغبي طالب بخلايا أزمة للأمن بوجوهه الثلاثة

دعا عضو قوى 14 اذار الياس الزغبي الى تصحيح نصاب المعالجات في لبنان بعدما أصابه خلل كبير. وقال في تصريح له اليوم:

"ان تعثّر الدولة في ترتيب أولوياتها يوجب اعادة النظر في جدولة هذه الاولويات: فلا تشكيل هيئة الغاء الطائفية السياسية، ولا اصلاح قانون البلديات، ولا تخفيض سن الاقتراع، ولا المحاصصات الأمنية والادارية، هي المكامن الحقيقية لوجع اللبنانيين وأسباب يأسهم واحباطهم في هذه المرحلة". وأضاف: "ان الهم اللبناني الأول هو اخراج لبنان من حالة الانذار الدائمة بالحرب، ليس فقط بطلب التطمينات من الخارج بل بمعالجة الاسباب الداخلية وفك الارتباط بين وظيفة فريق من أبنائه وأي أجندا اقليمية، اذ أن لبنان يكاد يكون الوحيد المحكوم بوعد الحرب الأبدية. ثم هناك هم الأمن الداخلي العائد الى رسائله المتنقّلة، وقد تقدّمه أخيرا هم الأمن الغذائي الذي تحوّل الى رعب حقيقي في الطعام والشراب والدواء".

وطالب الزغبي "بتشكيل خلايا أزمة ليس فقط للكوارث الطارئة الطبيعية والبشرية، بل للأمن بأبعاده الثلاثة: الخارجي والداخلي والغذائي الاجتماعي، وهذه أولويات يجب أن تضعها قوى 14 اذار، اضافة الى الحكومة، في جدول عملها السياسي الجديد، مع انتهاء السنة الخامسة لانتفاضة الاستقلال". 

 

البقاع ساحة المواجهة بين اسرائيل و"حزب الله"

نهارنت/اعتبرت صحيفة " جيروزاليم بوست" الاسرائيلية ان اي مواجهة مستقبلية بين اسرائيل و"حزب الله" ستكون باتجاه منطقة سهل البقاع. واضافت ان "حدود لبنان الشرقية مع سوريا هي المنفذ الرئيسي لإمداد "حزب الله" بالأسلحة، وقد ركز حزب الله بنيته التسليحية شمالي نهر الليطاني، وفي سهل البقاع في المناطق القريبة من الحدود مع سوريا"، مشيرة إلى أن "المواجهة المستقبلية مع الحزب، بناءً على ذلك، تعني أن على إسرائيل أن تجتاح براً سهل البقاع، ما يعني إمكان أن يتدخل السوريون لإمداد "حزب الله" بالأسلحة، أي إمكان استهداف إسرائيل لهم". ولفتت الصحيفة الى أن "التصريحات العدائية للمسؤولين الإسرائيلين تجاه سوريا، هي رسائل غير معهودة، والأرجح أنها تهدف إلى ردع دمشق"، في ضؤ المتغيرات على الساحة اللبنانية، مشيرة الى أن "حزب الله" نشر في الأسابيع الأخيرة صواريخ من طراز M ـــــ600، أرض ـــــ أرض، وهي صواريخ متطورة سورية الصنع، على الأراضي اللبنانية، أي نسخة عن الصاروخ الإيراني فاتح 110، الذي يصل مداه إلى 259 كليومتراً، ويحمل رأساً حربياً زنته 500 كيلوغرام". واضافت الصحيفة إن "حزب الله" أصبح قادراً من خلال هذه الصواريخ على إصابة وسط إسرائيل، واعتبرت أن "الدعم السوري المتزايد للحزب يعكس تحولاً استراتيجياً واضحاً من دمشق، إلا أن السوريين لم يتخطوا بعد نقطة اللاعودة، وسيتخطونها إذا نقلوا إلى "حزب الله" منظومات متطورة مضادة للطائرات من نوع SA ـــــ2". ورأت الصحيفة ان "كل ما تريده إسرائيل هو إبلاغ السوريين أن هناك ثمناً لتحالفهم مع "حزب الله"، وأن النصيحة الإسرائيلية هي أن يلتزموا عدم تجاوز الخطوط الحمراء". 

 

التهديدات الإسرائيلية "حرب وهمية" وساركوزي حذّر نتنياهو من أي عدوان      

 النهار /حوّلت اسرائيل تهديداتها ضد لبنان لغزا غير قابل الفهم ولا الحل. فكلما راجع رئيس دولة صديقة للبنان اي مسؤول اسرائيلي من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الى وزير الدفاع إيهود باراك لمعرفة ما اذا كانت تلك التهديدات جدية ام انها فقط لممارسة الضغط على لبنان عموما وعلى "حزب الله" خصوصا، يكون الجواب ان لا حرب حاليا. وأكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لرئيس الحكومة سعد الحريري انه ابلغ الدولة العبرية رسميا رفضه اي اعتداء على لبنان، وابلغ سوريا ايضا انه سيكون ضد اي تصرف لها اذا كان يمس استقلال لبنان وسلامته.

واللافت ان لبنان، الذي اثار مع الولايات المتحدة موضوع التهديدات، لم يتلق منها اي توضيح وما اذا كانت استكشفت نيات تل ابيب. ومن المسلم به ان اسرائيل لا تقدم على اي عدوان على لبنان من دون إبلاغ واشنطن سلفا كي تقدّم لها الدعم العسكري اذا إحتاجت اليه. ولا يمكن اعتبار عدم الجواب الاميركي عن الطلب اللبناني تأييدا للعمل العسكري ضد لبنان او توقعا له، لأن الرئيس باراك اوباما ابلغ نتنياهو منذ تسلمه مهماته وعلى الاخص عندما بدأ المبعوث الخاص الى المنطقة جورج ميتشل جولاته على الدول المعنية في المنطقة انه يريد الهدوء وعدم القيام باي اعمال عسكرية لا ضد غزه ولا ضد لبنان ولا ضد سوريا من اجل ان تنطلق الرؤية التي وضعها لحل النزاع العربي – الاسرائيلي في مناخات مستقرة بغية ضمان نجاحها. ومن الطبيعي ان ترفض مصر ايضا اي حرب اسرائيلية جديدة على لبنان، وأبلغ الرئيس حسني مبارك للرئيس الحريري انه استفسر من باراك لدى استقباله اياه الاربعاء عما اذا كانت التهديدات تمهد لاعتداءات واسعة على لبنان. ونقل عنه انه نفى لمبارك أي قرار متخذ في الوقت الحاضر لشن حرب على لبنان، مؤكدا له ان المسؤولين الحكوميين والضباط الكبار متخوفون جدا من الترسانة الصاروخية للحزب التي تتضاعف يوما بعد يوم. واشتكى ان قوة "اليونيفيل" لا تقوم بواجباتها لمنع تدفق الاسلحة الى مخازن المقاومين.

وشبهّت مصادر فرنسية النهج الذي تتبعه اسرائيل مع لبنان بـ"حرب وهمية" لتبرهن ان جيشها متيقظ وجاهز لخوض اي مواجهة مع الحزب ومع الجيش اللبناني لدى دخول المعركة، على رغم افتقاره الى الاسلحة التي يمكن ان تؤذي الجيش الاسرائيلي. ولفتت الى ان تلك الحرب قد تتحول مواجهة عسكرية شرسة في حال وقوعها، لذا على لبنان ان يكون في حال تنبه ورصد دائمين ومنع اي عمل عسكري ينطلق من اراضيه.

ورأت ان المساعي الاميركية التي تبذل في المنطقة من اجل معاودة المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية لم تحرز اي تقدم. ونقلت ان الرئيس ساركوزي اضاع سنة بالشروط التي وضعها لمعاودة تلك المفاوضات من كلا الطرفين، فاصبح اسيرا لها. وما يزعج ساركوزي ان نظيره الاميركي يعرقل محاولة يود القيام بها لعقد مؤتمر في باريس يحضره اطراف "اللجنة الرباعية الدولية" اميركا وروسيا ورئيسة الاتحاد الاوروبي الدورية والامين العام للامم المتحدة، بالتعاون مع مصر والاردن والفلسطينيين والاسرائيليين، اضافة الى دعوة لبنان وسوريا على اساس اقناع نتنياهو ورئيس السلطة محمود عباس بالجلوس الى طاولة المفاوضات المتوقفة منذ تسلم نتنياهو رئاسة الحكومة. واقترح الرئيس الفرنسي كانون الثاني الجاري موعدا لانعقاد المؤتمر، فبقي اوباما على رفضه ليس لعقد المؤتمر فحسب بل ايضا التجاوب مع طلبه الضغط على رئيس وزراء اسرائيل لتسهيل عودة المفاوضات، بالوقف الكامل للاستيطان والافكار الوسطية التي طرحها ميتشل في هذا المجال ولم يقبل عباس بعضها. واطلع المبعوث الاميركي ساركوزي أنه ليس في وسعهم الضغط على نتنياهو.

وأفادت مصادر ديبلوماسية في بيروت ان واشنطن غير متحمسة للمصالحة الفلسطينية – الفلسطينية، لان ذلك سيرغم "ابو مازن" على التنازل لمصلحة حركة "حماس" ويصبح تمثيلها في أي حكومة فلسطينية محتوما والاميركيون يعارضون ذلك ويستسهلون تمثيل "حزب الله" في حكومة الحريري.  

   

مجلس الشيوخ الأميركي يقر فرض عقوبات على موردي الوقود إلى ايران 

الجمعة 29 كانون الثاني 2010/وافق مجلس الشيوخ الأميركي على مشروع قانون يسمح للرئيس باراك اوباما بفرض عقوبات على موردي البنزين إلى إيران ويعاقب بعض النخب في طهران، وذلك في خطوة تهدف إلى الضغط على طهران لتتخلى عن برنامجها النووي. وسوف تستهدف العقوبات الشركات التي تصدر البنزين إلى إيران أو تساعد في توسيع طاقة تكرير النفط في البلاد بحرمانها من القروض والمساعدات الأخرى من المؤسسات المالية الاميركية. وكان مجلس النواب أقر مشروع قانون مماثلاً، على أن يتم التوفيق بين النصين قبل أن يصبح قانوناً. (رويترز)

 

الشيخ محمد مجذوب يعترف بالتخطيط لعملية اختطافه الوهمية

نهارنت/عثرت القوى الامنية ليل الخميس على إمام مسجد الإمام الرفاعي في بلدة مجدل عنجر الشيخ محمد عبد الفتاح المجذوب، الذي فقد اثره ليل الثلثاء – الاربعاء، حيا في منزل صديقه في بلدة لالا البقاعية، وقد غيرّ هندامه وحلق لحيته. واشارت معلومات الى ان الشيخ مجذوب كان في منزل كمال حندوس في لالا لاسباب غير واضحة وكان معهما عدد من الساهرين . وأصدرت النيابة العامة الاستئنافية في البقاع مذكرتي توقيف في حق الشيخ المجذوب وكمال حندوس، وتمت احالتهما على فرع المعلومات في بيروت للتحقيق معهما.

وذكرت اخبار "المستقبل" ان الشيخ المجذوب اعترف بتخطيطه لعملية اختطافه الوهمية, تهربا من مشاكل مالية، مشيرة الى انه تقررت احالته الى النيابة العامة.

وكانت معلومات صحيفة "النهار" استبعدت وجود اي بعد سياسي لفقدان اثره او حتى عملية خطف. في حين ذكرت صحيفة "السفير" ان فرع المعلومات كان قد وصل الى قناعة بوجود عملية اختفاء وليس قضية اختطاف، بعد معلومات وتحريات وسماع شهود أدلوا بمعلومات اكدوا فيها وجود الشيخ المجذوب في المنزل المذكور. وكان فقد اثر الشيخ محمد المجذوب منذ ليل الثلثاء – الاربعاء، بعدما كان اتصل من هاتفه الخليوي بوالده العاشرة والدقيقة 55 ليلا مستغيثاً: "ابي، انا..." سمعت بعدها جلبة وصوت احدهم يأمره بإغلاق هاتفه.

وعلى الأثر بدأ البحث عنه، وعثر على سيارته الى جانب طريق معمل السكر في مجدل عنجر على بعد أمتار من مفترق الطريق الدولية، وكان محركها لا يزال يعمل وانوارها مضاءة وكذلك عثر على عمامته ملقاة ارضا. ووفق شقيقه عمر، فإن الامام مجذوب كان قد توجه الى شتورة لقضاء حاجة ومن ثم اصطحب ابنته ليان البالغة من العمر سنة ونصف سنة وتركها مع والدتها في منزل ذويها في مجدل عنجر قبل ان يتوجه الى منزل للعائلة على طريق معمل السكر حيث خطف. وفي المعلومات التي أوردتها صحيفة "الحياة" أن "للشيخ المجذوب إشكالات في بلدة كامد اللوز في البقاع الغربي مع مجموعة أصولية متشددة عندما كان إماماً لمسجد البلدة ما أضطره الى مغادرتها والعودة الى مسقطه في مجدل عنجر. واشارت الى ان هذه الإشكالات ترافقت مع حوادث 7 أيار 2008. كما كانت له مواقف متشددة من قوى المعارضة وإشكالات مستجدة مع مجموعة أصولية متشددة في بلدته أيضاً. 

 

عون يجتمع بلحود ويكرس في براد ما ترفضه البطريركية المارونية

 يقال نت/الجمعة, 29 يناير 2010 /عشية عودته الى سوريا ،مكرسا في بلدة براد الحلبية  مرجعية مارونية سبق ورفضتها البطريركية المارونية،إلتقى العماد ميشال عون ،أمس على مائدة النائب سليمان فرنجية في الرابية،الرئيس السابق أميل لحود. وذكرت صحية "الديار"أن عون سيتوجه الى سوريا ،على رأس وفد كبير،حيث سيقام احتفال ضخم في براد،التي ترفض بكركي الإعتراف بها ،كمقر مات فيه القديس مارون ودفن.

 

مجلس الشيوخ الأميركي يقر فرض عقوبات على موردي الوقود إلى ايران 

الجمعة 29 كانون الثاني 2010

 وافق مجلس الشيوخ الأميركي على مشروع قانون يسمح للرئيس باراك اوباما بفرض عقوبات على موردي البنزين إلى إيران ويعاقب بعض النخب في طهران، وذلك في خطوة تهدف إلى الضغط على طهران لتتخلى عن برنامجها النووي. وسوف تستهدف العقوبات الشركات التي تصدر البنزين إلى إيران أو تساعد في توسيع طاقة تكرير النفط في البلاد بحرمانها من القروض والمساعدات الأخرى من المؤسسات المالية الاميركية. وكان مجلس النواب أقر مشروع قانون مماثلاً، على أن يتم التوفيق بين النصين قبل أن يصبح قانوناً. (رويترز)

 

الميناء شيّعت آنا عبس إحدى ضحايا الطائرة الأثيوبية

الجمعة 29 كانون الثاني 2010/لبنان الآن

شيّعت منطقة الميناء في طرابلس جثمان إبنتها آنا عبس التي قضت في الطائرة الأثيوبية المنكوبة، وسط حشد كبير من الأهالي تقاطروا من كافة المناطق الشمالية. وخرج موكب التشييع من مبنى بلدية الميناء حيث كان الرئيس نجيب ميقاتي في استقبال النعش وأهالي الضحية، باتجاه جامع عمر بن الخطاب حيث أدّت ثلة من قوى الأمن الداخلي التحية للجثمان.

وكان في استقبال النعش في بهو الجامع النائب قاسم عبد العزيز ممثلاً رئيس الجمهورية ورئيسي مجلس النواب والوزراء، بالإضافة إلى العقيد مصطفى شريتح ممثلاً قائد الجيش العماد جان قهوجي، وقائد سرية طرابلس العقيد بسام الايوبي ممثلاّ مديرعام قوى الامن الداخلي اللواء أشرف ريفي، مسؤول دائرة طرابلس في "تيار المستقبل" ناصر عدره وفاعليات. وأمَّ الصلاة على الجثمان مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار، حيث ووري بعدها الثرى

 

لحود وعون وفرنجيه

الديار/سيقوم رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون بزيارة رسمية الى سوريا على رأس وفد كبير، حيث سيلتقي الرئيس السوري بشار الاسد. وذكرت مصادر مطلعة ان احتفالاً كبيراً سيقام في كنيسة مار مارون في سوريا، كما ستعلن المنطقة المحيطة بالكنيسة محمية طبيعية، لما سيجري الاعلان عن استكمال واعادة ترميم كنيسة مار مارون من الحجارة القديمة التي كانت قد شيدت بها. وفي 3 شباط المقبل، اضافت المعلومات، ان العماد عون سيوزع من كنيسة مار مارون في شننعير كتاباً عن حياة وسيرة القديس مارون. وتجري تحضيرات الزيارة الى سوريا على قدم وساق، وقد وصفت بضخامة زيارته الاولى الى دمشق. وكان العماد عون قد لبى دعوة العشاء امس عند النائب سليمان فرنجية في الرابية، وكان بين الحضور الرئيس اميل لحود.

 

استبعاد قياديّين في الاشتراكي

الديار/ في سياق اعادة تنظيم الحزب التقدمي الاشتراكي تم استبعاد غالبية القيادات التي تولت مسؤوليات عسكرية اثناء مراحل الحرب وهؤلاء بمعظمهم كانوا وكلاء داخلية ولا سيما في الغرب والمتن والجرد، وثمة معلومات عن تغيرات جذرية في صفوف مجلس قيادة الحزب والتركيز في تعيين مسؤولي المناطق يتمحور على اعطاء دور للخريجين وبمعظمهم من خريجي الاتحاد السوفياتي السابق وذلك بتوجه مباشر ومتابعة من قبل رئيس الحزب النائب وليد جنبلاط.

 

لماذا اتصل المطران بموارنة سورية؟

بيروت - »المحرر العربي«:

اتصل أحد المطارنة بجهات روحية مارونية في سورية، وتمنى عليها عدم الإقدام على مبادرة كاد يصفها بالملتبسة وتتمثل بدعوة هذه الجهات البطريرك مار نصرالله بطرس صفير لمشاركة موارنة سورية في احتفالات عيد مار مارون في التاسع من شباط/ فبراير المقبل، وزيارة ضريح شفيع الطائفة الذي تمّ اكتشافه في السنوات الأخيرة.

واعتبر المطران أن الظروف لم تنضج للقيام بمثل هذه الزيارة، وبعدما كانت قد تناهت إلى بكركي معلومات أو أقوال تشير إلى أن المراجع الرسمية في دمشق ليست في وارد توجيه دعوة لصفير بالنظر لـ »الطبيعة العلمانية للنظام« هناك، وإن كان السبب الحقيقي مختلفاً ويتعلق بتراكمات وحسابات معينة لا تزال عالقة وقد تبقى عالقة لمدة طويلة

 

14 آذار لن يتقّبل كلام جنبلاط في مهرجان 14 شباط

الديار/تتناقل المعلومات اخبارا عن الاحتفال الذي سيقيمه فريق 14 اذار في 14 شباط وعما اذا كانت هناك كلمة باسم النائب وليد جنبلاط في الاحتفال. وقالت المعلومات ان جمهور 14 اذار المسيحي والسني لا يمكن ان يتقبل كلام جنبلاط خصوصا انه يمكن ان يطلق شعارات جديدة في الاحتفال تتوافق مع التغير الذي حصل معه واعلانه انه تخلى عن هذا الفريق في اكثر من تصريح له.

 

أبو موسى جمّد تحرّكه

الديار/ علم انه وبعد اتصالات لبنانية واقليمية جمّد امين سر حركة فتح الانتفاضة أبو موسى تحركه باتجاه القيادات اللبنانية السياسية والحزبية، وثمة اجواء عليمة مفادها ان بعض المواعيد الغيت بعدما تم تحديد بعضها منعاً للاحراج في ظل تداعيات حديث ابو موسى عن السلاح الفلسطيني، وهنا يقول قيادي لبناني ان كلام ابو موسى في بداية وصوله الى لبنان ادى الغرض المطلوب منه وهذا بيت القصيد.

 

صدمة إيرانية من العمليات السعودية الصاعقة

 باريس - »المحرر العربي«: يؤكد خبراء عسكريون يستندون إلى معطيات ميدانية، كما إلى صور التقطتها أقمار صناعية أوروبية وأميركية، أن الإيرانيين الذين حاولوا توظيف التمرد الحوثي في اليمن بالضغط، عبر الحدود، على المملكة العربية السعودية، يواجهون الآن صدمة حقيقية بسبب »العمليات الجراحية الصاعقة« التي نفذها الجيش السعودي. ويلاحظ هؤلاء الخبراء أن السعوديين نفذوا عمليات تكتيكية مثيرة في مناطق تعرف بتضاريسها الطبيعية الشديدة التعقيد، بحيث لم يكن أمام الحوثيين إلا أن يطرحوا »مبادرتهم« الأخيرة والتي يمكن وصفها، من دون تردد، بأنها اعتراف بهزيمة السيناريو الذي كان مطلوباً من المتمردين تنفيذه ولحساب الاستراتيجية الإيرانية في المنطقة.

 

مقتل شخصين في حادث سير مروع على اوتوستراد كفرعبيدا

نهارنت/قتل المعاون أول في قوى الأمن الداخلي يوسف بهيج الأحمر وفريد ابراهيم سلامة في حادث سير مروع على أوتوستراد كفرعبيدا، عند الخامسة والنصف من فجر الجمعة حيث اصطدمت شاحنة وسيارة بيك آب يقوده الضحية سلامة والى جانبه المعاون اول الاحمر. وقد نقلت الجثتان الى مستشفى الدكتور اميل البيطار في البترون. وعلى الفور باشرت فصيلة سير طرابلس في قوى الأمن الداخلي التحقيق في الحادث حيث أوقفت سائق الشاحنة قيد التحقيق

 

من مجلة الشراع

اعتراض عون على مشروع الرئيس نبيه بري   

   يقدم الجنرال ميشال عون اعتراضه على الرئيس نبيه بري في مشروعه لتشكيل الهيئة العليا لإلغاء الطائفية السياسية، وموافقته على خفض سن الاقتراع إلى 18 سنة بأنه يخوض معركة استعادة القرار المسيحي كما حصل حين كسب معركة جزين النيابية بنوابها الثلاثة   

وهمية ما صوره كنعان

نواب الثامن من آذار في لجنة المال والموازنة التي يرأسها النائب ابراهيم كنعان تبادلوا نظرات الاستغراب ثم الأحاديث الجانبية التي بينت وهمية ما صوره كنعان كمعركة حقوق مالية لفروقات الرواتب والأجور يريد الرئيس السنيورة تأخير استحقاقها وكأنه هو رئيس الوزراء أو وزير المالية.

أزمة برك المياه

أزمة برك المياه الضخمة في البقاع الغربي بسبب الأمطار والتي تتكرر في معظم مواسم الشتاء، تتحمل البلديات جزءاً أساسياً عنها بسبب سماحها بتراكم النفايات في الخنادق الكبيرة، وبسبب عدم حرصها وإهمالها لصيانة هذه الخنادق الموصولة بنهر الليطاني باعتبارها المجاري الطبيعية لمياه الأمطار

  صمت حزب الله

*فوجئت قيادة ((حزب الله)) بقرار رئيس الحكومة سعد الحريري الاستعانة بقطع من الاسطول السادس الاميركي ضمن طلب المساعدة من جهات عديدة للتوصل بسرعة الى الطائرة الاثيوبية المنكوبة وانقاذ من يمكن انقاذه من ركابها والعثور على الصندوق الاسود الذي قد يحدد اسباب الكارثة بسقوطها..

((حزب الله)) التـزم الصمت المطبق حيال وجود قطعة من الاسطول الاميركي في المياه اللبنانية وبطلب رسمي.. ولم يعلق خوفاً من ردة فعل الناس خاصة الشيعة المنكوبين.. لكن احتمال إثارتها قريباً وارد ومرتبط بأي نفور في العلاقة مع الحكومة ومع الحريري مباشرة.

تحريض

*مرة جديدة يدفع حزب الله جماعته في قرى الجنوب لشل عمل قوات ((اليونيفيل))، وآخرها في بلدة بنت جبيل حيث أحرق عناصر الحزب المندسين وسط بعض النسوة دفتر تحديد المواقع المرصودة بالأقمار الصناعية

  لا تكتم السر

*عرض الموقوف صلاح عزالدين على آمر سجن رومية دهان وترميم المبنى الذي يحتجز داخله، لكن آمر السجن رفض مجرد رفع الطلب الى قائد قوى الامن الداخلي.

صحيح؟

*تردد في اوساط شيعية مطلقة، ان خسارة حسن تاج الدين ابن حناويه في الطائرة المنكوبة، لا تقل عن خسارة اموال صلاح عز الدين بالنسبة لـ((حزب الله)) لأن تاج الدين هو الرجل الثاني بعد شقيقه علي في شراء العقارات للحزب في مختلف المناطق اللبنانية.. وبإسمه.

يا عين

*اشتباكات بالإيدي، وصلت الى التهديد بالآلات الحادة وقعت بين المتظاهرين المدفوعين حول السفارة المصرية بسبب محاولة البعض رفع شعارات سياسية لا ترضي آخرين.   

عادة

*عاد عون الى عادته الدائمة وهي طرد الصحافي الذي يوجه له سؤالاً لا يعجبه او يكتب عنه خبراً لا يستسيغه حتى لو كان من اتباع قوى 8 آذار/مارس.

مراوغة

*قال وزير معني ان جميع الكتل النيابية تعارض تعديل سن الاقتراع وخفضه الى 18 سنة، وتظهر العكس خوفاً على شعبيتها بين الشباب وان معظمها ايضاً يعارض اجراء الانتخابات البلدية والاختيارية في موعدها تمسكاً بوضعها الحالي.. وتظهر العكس ايضاً.

من هو؟

*رئيس بلدية في احدى مناطق الجبل يملك كسارات ومقالع تقض مضاجع الاهالي وتثير خوفهم من آثارها على منازلهم وصحة اولادهم. يهدد ابناء منطقته ويرسل لهم من يضايقهم في أرزاقهم من جماعته لافتعال مشاكل ويؤجر اراضي للبلدية لجماعته دون التـزام بالقوانين

جنبلاط الى سوريا خلال النصف الاول من الشهر الحالي  

جنبلاط الى سوريا خلال النصف الاول من الشهر الحالي

عادت المعلومات لتتضارب بخصوص موعد زيارة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الى سوريا، علماً ان متابعين عن كثب لهذا الملف يؤكدون ان هذه الزيارة ستتم في النصف الاول من شهر شباط/فبراير الحالي.

وتقول المعلومات ان النائب وليد جنبلاط قد يكون له اطلالة اعلامية على فضائية عربية، قبل الزيارة، وذلك لتوجيه رسالة صداقة الى الدولة والشعب السوري.

وتردد ايضاً ان زيارة جنبلاط الى سوريا، قد تشهد اضافات عليها، من قبيل ان يكون حاضراً فيها ايضاً النائب طلال ارسلان.

وتستبعد مصادر مقربة من جنبلاط ان يصحب معه الاخير الى دمشق نجله تيمور.

نصيحة دولية واقليمية للبنان

نصحت محافل دولية واقليمية لبنان بأن لا يعطي اشارات ضعف بخصوص مشروع اكمال بناء الدولة والنهوض بها، وقالت النصيحة ان تأخير الاستحقاقات الانتخابية سواء البلدية منها او التشريعية او غيرها، هو اشارة عن تعثر الانتظام السياسي للدولة اللبنانية، وهو امر مضر بصورة لبنان، ويجعل النظرة الاقليمية والدولية اليه باهتة، الامر الذي يجب الانتباه اليه في هذه الظروف العالمية القلقة.

وبرأي اصحاب هذه النصيحة فإن على لبنان ان يعلن اجندة عملية سياسية داخلية واضحة، تكون قابلة للتنفيذ وفي الوقت نفسه توحي بالرغبة بالاصلاح وتدعيم مشروع الدولة.

ماذا يجري في التيار الوطني الحر؟

تسود شكوك بامكانية ان يكون النائب ميشال عون جدياً في الورشة التي اطلقها لاصلاح اوضاع التيار الوطني الحر، ومن خلال الآلية التي استخدمها في تأليف اللجان واسناد مناصب للمسؤولين، والتي تجنبت اللجوء للانتخابات في تعيينهم ويبدو واضحاً ان ما يسعى اليه الجنرال عون هو ضبط مفاصل في التيار تؤمن لمركزيته فيه، الاذرع المناسبة

من هو؟

أكد نائب في قوى الرابع عشر من آذار ان وزيراً مارونياً سابقاً يقضي ساعات في لقاء اللواء السوري علي المملوك، حيث يتلقى تعليمات وتوجيهات حيال تحركاته المطلوبة على الساحة اللبنانية، وكانت أولى تحركات هذا الوزير السابق، إطلاقه تصريحات عنيفة هاجم فيها الدكتور سمير جعجع.

ولم يعلم الوزير السابق الذي يقضي أيامه أكثر الأحيان في شقة في منطقة المزة في دمشق مقدمة من الاستخبارات السورية، ان هناك ملفاً كبيراً بحقه يتضمن وثائق ومعلومات وأدلة حول قضايا وتحركات قام بها الوزير السابق وفق تعليمات من كبار المسؤولين الأمنيين السوريين.

من هم؟

أكدت أوساط نقابية ان أزمة المحروقات في منطقة البقاع مردها استمرار سيطرة مجموعة من التجار من بينهم نواب بقاعيون سابقون وحاليون على حصة المنطقة من عائداتها النفطية.

واستغربت هذه الأوساط سكوت وزير الطاقة جبران باسيل وصمته المطبق وغيابه عن السمع، في الوقت الذي كان يقوم فيه كل يومين بعقد مؤتمر صحفي عندما كان وزيراً للاتصالات.

سري

هل يعيّن حزب الكتائب رجل الأعمال رولان خزاقة كمسؤول عن إقليم البقاع في الحزب بدلاً من النائب ايلي ماروني ليتفرغ لدوره النيابي الناجح؟ بعد الدور الذي أداه خزاقة خلال الانتخابات النيابية الأخيرة في زحلة، وكونه ابن أبرز مسؤولي الحزب في زحلة الذي اغتالته استخبارات دمشق

  هاوية

أكدت أوساط في قوى الرابع عشر من آذار ان النائب ايلي سكاف رفض عرضاً واقتراحات من الدكتور سمير جعجع، يقضي بتجنيب زحلة معركة كسر عظم في الانتخابات البلدية المقبلة، والتوصل إلى صيغة توافقية بين عائلات المدينة حول المجلس البلدي الجديد، كون البلدية مرفق خدماتي عام يجب ألا يكون عرضة للخلافات والتجاذبات، إلا ان سكاف أبلغ الوسطاء انه يعتبر معركة الانتخابات البلدية المقبلة منازلة لرد اعتباره والأخذ بثأره، خصوصاً وان زعامته السياسية بدأت تتهاوى.   

من يخلف رياض سلامه أزعور، قطّار أم شادي كرم؟  

من يخلف رياض سلامه أزعور، قطّار أم شادي كرم؟

هل بدأت معركة خلافة حاكم ((مصرف لبنان)) رياض سلامه في موقعه؟ ومن هو البديل؟ وهل يشهد عام 2010 ترتيبات ومناورات وصفقات يشارك فيها سلامه مع القوى السياسية الفاعلة لإيصال من يطمئن اليه الحاكم الحالي حتى يعود الى بيته آمناً مطمئناً دون حساب أو عقاب؟

سنة كاملة تفصل عن انتهاء فترة حاكمية سلامه الاخيرة، مطلع عام 2011 وأبرز المرشحين الذين يطمئن لهم سلامه هو شقيق زوجه شادي كرم، الذي كان رئيساً لمجلس ادارة ((البنك اللبناني للتجارة)) الذي انتهى بوضع اليد عليه من قبل ((مصرف لبنان))، وكافأه سلامه بجعله مستشاراً له، ولو فتح ملف هذا البنك لكان مصير كرم مختلفاً.

المرشح الثاني لحاكمية ((مصرف لبنان)) هو وزير المالية الأسبق دميانوس قطّار، الذي عمل مستشاراً لوزير الاتصالات الأسبق جان لوي قرداحي، ثم وزيراً للمالية في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، مدعوماً من اميل لحود ومراجع مسيحية.

ويتندر عارفو قطّار بأن عدم حصوله على درجة الدكتوراه التي تسبق اسمه لا تلغي كفاءته وطموحه وإصراره على التواجد في الحقل العام.

المرشح الثالث هو وزير المالية الأسبق جهاد أزعور الذي اثبت كفاءة وشجاعة نادرتين في موقعه وزيراً في حكومة الرئيس فؤاد السنيورة الاولى، وهو مقرب من البطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير وأعدّ دراسات وتقييمات لعمل ((مصرف لبنان)) لم تكن في معظمها لصالح حاكمه الحالي.

المعركة بدأت

ويقول مراقبون ان معركة حاكمية ((مصرف لبنان)) بدأت فعلاً منذ اوائل شهر كانون الثاني/يناير 2010، بمعركة تعيين اعضاء ورئيس لجنة الرقابة على المصارف التي تنتهي مدتها في 31/1/2010 اي بعد عدة ايام، وإذا كان ابرز المرشحين لرئاسة اللجنة هو مدير عام ((البحر المتوسط) سمير حمود فإن ابرز المنافسات في تعيين الاعضاء تدور في الكواليس الشيعية السياسية لاختيار واحد من اثنين هما مساعد مدير عام ((البنك اللبناني الكندي)) احمد صفا، وهو من الكفاءات المصرفية المشهود لها بالقدرة والنـزاهة.

وتطرح جهات سياسية اسم وائل حمدان لعضوية اللجنة وهو المدير المالي لشركة ((طيران الشرق الاوسط)) ومقرب من حاكم المصرف الحالي وكان مستشاراً في شركة ((اوجيرو)) قبل التخلي عن هذا المنصب مع مجيء وزير جديد للاتصالات سابقاً.

على الحصة المارونية في عضوية اللجنة تطرح اسماء عدة منها من يؤيده سلامه كـأمين عواد عضو اللجنة الحالي ومدير سابق لبنك ((لبنان والمهجر)) في باريس، وهو نال تـزكية جمعية المصارف لترشحه وهو يعمل الآن مديراً عاماً مساعداً لـ((فرنسبنك)).

المرشح الآخر هو منصور بطيش الذي يرفض عون ترشيحه لأنه يريد حصة مارونية في اللجنة على حساب حصة روم ارثوذكسي او كاثوليكي، لأن عون يريد استعادة حضوره الماروني الذي خسره في الانتخابات النيابية الاخيرة لمصلحة مسيحيي 14 آذار/مارس وفي مقدمتهم القوات اللبنانية التي تدعم بطيش وهو من المقربين جداً من نائب القوات جورج عدوان.

معركة رئاسة وعضوية لجنة الرقابة على المصارف تجربة اساسية للمعركة الاكبر في الحاكمية.. وقد بدأت باكراً كما كل شيء في لبنان.   

  

إعدام معارضين اثنين للمرة الأولى منذ اندلاع الأزمة الراهنة في إيران 

 كروبي يؤكد أن أحمدي نجاد لن يكمل ولايته 

الرأي الكويتية /طهران - من أحمد أمين

اعدمت السلطات الايرانية، امس، معارضين اثنين، دينا بالسعي الى قلب نظام الجمهورية الاسلامية، للمرة الاولى منذ الازمة السياسية الحادة، عقب اعادة انتخاب الرئيس محمود احمدي نجاد في 12 يونيو الماضي. وذكر موقع المحكمة العامة والثورية في طهران على الانترنت، «ان محمد رضا علي زماني وآرش رحماني بور اللذين تم اعدامهما، هما من العناصر المثيرة لاعمال الشغب التي اعقبت الانتخابات الرئاسية، وان العقوبة نفذت بهما بعد تأييد الحکم من محکمة الاستئناف في طهران».

كما ذكر الموقع «ان المحكمة الثورية في طهران، قضت ايضا باعدام 11 شخصا من المتهمين في اثارة اعمال الشغب والقيام باجراءات مناوئة للثورة والمساس بالمبادئ، خلال الاشهر الاخيرة، خصوصا في يوم عاشوراء». ومن التهم التي وجهها القضاء لهؤلاء الافراد «محاربة الله والسعي الى اطاحة نظام الجمهورية الاسلامية والانتماء الى الرابطة الملکية الايرانية المسلحة المناوئة للثورة وزمرة المنافقين الارهابية (مجاهدين خلق) المعارضة».

هذا وما زالت الاحکام الصادرة ضد المتهمين التسعة الاخرين في مرحلة الاستئناف، وستنفذ العقوبة بهم في حال التصديق النهائي عليها.

الى ذلك، نفى مجلس الشورى الاسلامي في بيان، خبر اعتقال نجل رئيس المجلس علي لاريجاني في حوادث ذکرى يوم عاشوراء (27 ديسمبر) في طهران، وذكر: «نظرا لبث خبر کاذب وملفق في بعض وسائل الاعلام حول اعتقال نجل رئيس المجلس من القوى الامنية خلال حوادث ذکرى يوم عاشوراء في طهران، فمع التأکيد على نفي هذا الخبر، نعلن ان هذه الاشاعة لا صحة لها اطلاقا وتصب في اطار ارباك الرأي العام».

وفي تطورات الازمة الداخلية وتهديد رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام رئيس مجلس خبراء القيادة علي اكبر هاشمي رفسنجاني بكتابة رسالة جوابية يكشف فيها مجموعة من الحقائق المرتبطة بآية الله محمد يزدي، الرئيس السابق للسلطة القضائية، واحد ابرز رجال الدين المتشددين المؤيدين للحكومة، بعد ما واصل الاخير حملاته اللفظية الشديدة ضد رفسنجاني، اكدت وسائل الاعلام ان آية الله احمد خاتمي، الذي يعد من القريبين ليزدي ويشاركه العضوية في مجلس خبراء القيادة ورابطة مدرسي الحوزة العلمية في قم التي تخضع لسيطرة اليمين المتشدد، اجرى اتصالا هاتفيا مع رفسنجاني، دعاه فيه الى عدم الكشف عن هذه الحقائق «ولاسيما ان البلاد مقبلة على احتفالات عشرة الفجر»، مؤكدا «ان تصريحات يزدي لم تكن صائبة وانه شخصيا اعترف بخطئه ووعد بعدم تكرار مثل تلك التصريحات». وذكرت التقارير الاعلامية ان رفسنجاني اكد لخاتمي، انه انتهى من كتابة الرسالة التي تأتي ردا على حملات يزدي ضده «وانها حاضرة للنشر، وهي لا تتعلق بالقضايا الشخصية بل بمصلحة النظام الاسلامي».  وكان رفسنجاني اكد انه سيكشف مجموعة حقائق تتعلق بدور يزدي خلال حياة الامام الخميني ومواقفه في الاجتماع الذي عقد لاختيار القائد الاعلى (خامنئي) وما حصل في فترة رئاسته للسلطة القضائية. ولم يؤكد رفسنجاني في حديثه الهاتفي مع خاتمي ما اذا كان سينشر الرسالة ام لا.  ورجح المراقبون ان الحقائق التي لوح رفسنجاني بالكشف عنها، ستزيد من سخونة الازمة الداخلية وتجعل التيار المحافظ المؤيد للحكومة والذي يتهم الاصلاحيين ورفسنجاني بالابتعاد عن قيم الثورة ونهج الامام الخميني ومعاداتهم للولي الفقيه آية الله علي خامنئي، امام مواقف حرجة جدا ولاسيما انه يعتبر نفسه الوريث الحقيقي للثورة والامام والمدافع الاول عن الولي الفقيه. من ناحيته (ا ف ب)، اعتبر مهدي كروبي، احد زعماء المعارضة، ان الرئيس محمود احمدي نجاد، لن يكمل ولايته الرئاسية.

وفي مقابلة مع صحيفة «فاينانشال تايمز»، نشرت امس، قال رئيس البرلمان الايراني السابق: «نظرا للمشاكل الاقتصادية والسياسية، اضافة للسياسة الخارجية المثيرة للجدل، اعتقد شخصيا ان احمدي نجاد لن يكون قادرا على اكمال ولايته». واكد ان القوى المعتدلة ستجتمع للتوصل الى حل في ايران ولانقاذ الجمهورية الاسلامية المهددة في الوقت الحالي. واضاف: «القوى التي تريد الحفاظ على النظام الاسلامي، من المعسكرين، ستتحد عندما ترى، استغفر الله، ان الثورة والنظام والجمهورية الاسلامية في خطر. هذا سيحصل قريبا».

وكان كروبي اعترف قبل بضعة ايام باحمدي نجاد رئيسا، وتعليقا على هذا الامر، قال للصحيفة البريطانية، «كل ما قلته عن موضوع الانتخابات ما زال صحيحا. لم يكن الاقتراع صحيحا. لكن البرلمان صوت له، واقسم اليمين الدستورية». في غضون ذلك، اكد احمدي نجاد «ان مسيرات 22 بهمن (11فبراير) الذكرى السنوية لانتصار الثورة الاسلامية، ستكون تشييعا لجنازة النظام الرأسمالي والليبرالي»، مضيفا «ان الشعب وبمشاركته الواسعة في 22 بهمن، وكما حصل قبل 30 عاما، سيوجه صفعة جديدة للاستكبار، وان الحضور الواسع للامة الايرانية في الساحة سيبرهن للعالم خطأ تصوراته في شأنها».

  

باريس: لا نثق إلا بالحريري والبطريرك صفير في لبنان ولا أمل بتسليح الجيش فعلياً بوجود ترسانة سلاح »حزب الله«

 باريس - »المحرر العربي«: قالت أوساط ديبلوماسية فرنسية واكبت زيارة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري إلى باريس الأسبوع الماضي بأنها كانت »زيارة ناجحة من الناحيتين الاقتصادية والسياسية، إلاّ أن الموضوع المتعلق بتسليح الجيش اللبناني ظل على حاله ولم يسجّل أي تقدم في أي اتجاه على الرغم من مسحة التفاؤل التي ظهرت في تصريحات الضيف اللبناني ومضيفه الرئيس نيكولا ساركوزي ورئيس وزرائه فرنسوا فيّون، وقد ظهر هذا الجمود في قول لوزير الخارجية برنار كوشنير »إنه من المستبعد فتح أي ترسانة أسلحة فرنسية أو أوروبية أو أميركية أمام الجيش اللبناني بوجود »حزب الله« وسلاحه الإيراني منتشرَيْن بهذه الكثافة داخل لبنان وعلى حدود إسرائىل«، بعدما كان اتهم الحزب أمام الحريري بأنه »يشكّل خطراً على لبنان وليست إسرائىل، إذ أن الإيرانيين قد يحاولون الهروب من استحقاقات برنامجهم النووي عن طريق دفع »حزب الله« إلى مغامرة عسكرية لصرف الأنظار عن هذا البرنامج وعن أزمتهم الداخلية (ثورة الإصلاحيين) والإيعاز إليه بإحداث حرب على الجبهة (اللبنانية) الجنوبية«.

وأكدت الأوساط الديبلوماسية الفرنسية لـ»المحرر العربي« في باريس أن مرافقي الحريري من وزراء ومستشارين »فهموا أن على لبنان في هذه الظروف السلبية المحتقنة داخلياً وعلى الحدود الإسرائيلية، إلاّ ينتظر جيشه أكثر من ذخائر الأسلحة الخفيفة والمتوسطة وقِطَع غيار للآليات وألبسة وأحذية »مريحة« للضباط والجنود، وخوذات معدنية، وأن مسألة تزويده بصواريخ جو - أرض لمروحيات »غازيل« فرنسية الصنع كما أعلن ساركوزي ما زالت غير محسومة على الرغم من تواضع هذا النوع من الصواريخ، كما أن إرسال قاذفات ضد الدروع والدبابات والآليات أو أنظمة صواريخ أرض - جو مضادة للطائرات، قد يكون على الرغم من الإعلان الظاهري - مستحيلاً الآن لأن الجيش اللبناني سيكون مضطراً لمشاركة »حزب الله« العمليات الحربية ضد أي هجوم إسرائيلي على جنوب لبنان، ولأن سياسة الاتحاد الأوروبي ودول الغرب عامة ما زالت قائمة على عدم تسليح الدول في الشرق الأوسط التي تحارب إسرائيل«.

وكشفت الأوساط النقاب عن أن كوشنير »كان صريحاً جداً بعكس رئيسي جمهوريته وحكومته ساركوزي وفيّون، عندما أعرب عن قلقه - في حال تسليح الجيش بمعدات فاعلة - من أن يقع السلاح الفرنسي في أيدي جماعات »حزب الله« الذي تعتبره فرنسا الطرف الوحيد الذي يشكّل خطراً على لبنان داخلياً وإقليمياً«.

وأكدت الأوساط: »أدركنا خلال اجتماعاتنا بالوفد اللبناني أن ضيوفنا تنتابهم نفس مشاعر القلق والترقب التي تنتابنا والأميركيين والأوروبيين وبعض العرب الحلفاء، من انفجار وشيك الوقوع بين لبنان وإسرائيل، كما أنهم يترقّبون مثلنا وقوع حدث أمني نوعي من شأنه أن يشعل صاعق هذا الانفجار، كذلك كانوا في جوٍّ يوحي بأن هذا الهدوء المصطنع على الساحة اللبنانية الداخلية خصوصاً، قد يكون الهدوء الذي يسبق العاصفة، لذلك كان إلحاح الحريري على التدخل لدى بنيامين نتنياهو لمنعه من شن هجوم على لبنان حيث بلغ في مخاوفه حدود التوسط لدى نيكولا ساركوزي ورئيس حكومته ووزير خارجيته للحصول على »ضمانات« من إسرائيل بأنها لن تهاجم، حسم كوشنير موضوعها بالقول: »إن الضمانات تؤخذ من إسرائيل وليس منا«، نافضاً يديه من المسألة برمتها«.

وكشفت الأوساط الديبلوماسية الفرنسية النقاب عن أن الحكومة الفرنسية »لا تثق كلياً في لبنان إلا بسعد الحريري رئيس الحكومة والبطريرك الماروني نصرالله صفير، لأنهما صادقان ولا مصالح لهما إلا مع الأطراف الداعمة لاستقلال وسيادة بلدهما وحرية مواطنيه، فيما تجارب فرنسا مريرة مع زعامات لبنانية أخرى مثل ميشال عون وبعض قياديين آخرين، لذلك فإننا ندرك أن هذين الزعيمين (الحريري وصفير) المسلم والمسيحي اللذين تمكنا لأول مرة منذ استقلال البلاد عام 1943 من إزالة أشباح الطائفية البغيضة بين ديانتيهما، هما أيضاً يثقان بفرنسا«. وقالت الأوساط إن زيارة الحريري لباريس »كانت ناجحة في الشق الاقتصادي كما تجدّد فيها الدعم الفرنسي السياسي للبنان إلى آخر الحدود، بعكس زيارة الرئيس اللبناني ميشال سليمان للولايات المتحدة التي تركّزت على طلب الدعم العسكري للجيش والتدخل لمنع إسرائىل من شن هجوم على لبنان، وهما أمران حسّاسان جداً بالنسبة لإدارة باراك أوباما التي - مثل فرنسا (كوشنير) - ترى أن وجود حزب مسلّح حتى الأسنان في هذه المنطقة الحساسة إلى جانب إسرائىل هو سبب المشكلة، لذلك قرر الرئيس اللبناني السفر إلى روسيا في أواخر شباط/ فبراير المقبل تعبيراً عن إحباطه في واشنطن، وليوحي للأميركيين بأن هناك دولة عظمى أخرى يمكن أن تساعده عسكرياً، متناسياً أن الروس لا يستطيعون قطع شعرة في الشرق الأوسط »الأميركي - الإسرائيلي« من دون الحصول على موافقة أوباما ونتنياهو«.

 

رسم "ثلاثي البعد" متطور للتحقيق في اغتيال الحريري

القرار الظني بين العوامل السياسية والمعطيات الأمنية 

هيام القصيفي/ (النهار)، الجمعة 29 كانون الثاني 2010

كشفت مصادر واسعة الاطلاع لـ"النهار" ان المدعي العام للمحكمة الدولية دانيال بلمار في صدد رسم "ثلاثي البعد" للتحقيق الذي يجريه في اغتيال الرئيس رفيق الحريري، ولكل ما يمت الى الجريمة زمانا ومكانا ومعلومات. وتصف المصادر هذا العمل بانه فريد من نوعه، ويعرف اهميته كل من خبر "البعد الثلاثي"، ويعد تقدما لافتا في التحقيق لاستناده الى خبرات علمية حديثة في علم الجريمة. وتشير الى ان بلمار استند ايضا الى تقنيات جديدة ومفاهيم مختلفة عن تلك التي كانت تعتمد في أي تحقيق جنائي، وهذا يعني ان ما يتم تحضيره امر لا سابق له، ويوفّر معطيات تظهر للمرة الاولى في التحقيق.

وتشير المصادر الى ان هذه المعلومات تتزامن مع زيارة رئيس المحكمة الدولية انطونيو كاسيزي لبيروت الاسبوع المقبل، والتي تعطي بعدا جديدا في استمرار عمل المحكمة بعد الاستقالات التي قدّمت على دفعات وطالت اداريين في المحكمة. ويهدف كاسيزي في زيارته الاولى الى استكشاف مسرح الجريمة بكل الابعاد التي تحملها الكلمة، والتعرف الى الواقع اللبناني عبر لقائه المسؤولين اللبنانيين والاجتماع بخبراء قانونيين واعلاميين. وتحمل الزيارة ابعادا بالنسبة الى لبنان عشية الاحتفال بالذكرى السنوية الاولى لانطلاقة عمل المحكمة مطلع آذار المقبل، وهي تأتي بعد شهر ونصف شهر على زيارة بلمار لبيروت في كانون الاول الفائت، والتي اكد خلالها لعائلات ضحايا سقطت في اربع عمليات اغتيال "ضمان ألا تبقى الجرائم الشنيعة التي ارتكبت ضد احبائكم من دون عقاب".

ووفقا لهذه التأكيدات، تلفت المصادر الى ان الاجراءت الجديدة التي يعتمدها بلمار تحتاج الى وقت اكثر من المعتاد من اجل التوصل الى تحقيق شامل وشفاف. وخصوصاً ان التحقيق لا يزال يستكمل المسح الشامل للجرائم التي وقعت في لبنان بعد 14 شباط 2005، واستمعت في هذا الاطار خلال الشهرين الماضيين الى نحو ثلاثين شخصا. ووفقا لذلك، من المتوقع ألا يكون صدور القرار الظني في وقت قريب، وهذا امر طبيعي بحسب المصادر، لان بلمار يريد قرارا ظنيا متكاملا سيشكل القاعدة الاساسية لعمل المحكمة الذي يمكن ان يستمر سنوات.

لكن تأخر القرار لا يمكن إلا ان يثير اسئلة بين اللبنانين الذين كانوا ينتظرونه كل سنة مع اقتراب 14 شباط. ويقول استاذ القانون الدولي الاب فادي فاضل الذي يتابع ملف المحكمة الدولية، وكانت له اخيرا لقاءات حول هذا الملف في كندا المهتمة بعمل مواطنها بلمار، "إن تأخير صدور القرار الظني بعد خمسة اعوام على بدء لجنة التحقيق الدولية امر لا سابقة له في المحاكم الدولية. ومن شأنه ان يطرح تساؤلات حول ملاءمة عمل الادعاء مع الوضع السياسي القائم في لبنان والمنطقة".

حين اعلن البدء بعمل المحكمة الدولية في آذار الفائت قال بلمار إن "انشاء هذه المحكمة كان بقرار سياسي، لكن عملها يجب ان يبقى أرفع من السياسة، تحكمه فقط مبادئ حيادية وتستند الى حكم القانون".

لكن فاضل يطرح اسئلة عن الهدف من اعلان بدء العمل في المحكمة والتأخير في صدور القرار الظني، ويقول: "تبدي المصادر الديبلوماسية الكندية الرفيعة تساؤلات عن التأخير في صدور هذا القرار، والا فلماذا اعلن بدء العمل في آذار 2009 اذا لم تكن ثمة نية دولية في اصداره؟ مع العلم ان التقارير السابقة للجنة التحقيق تشير في كل معطياتها الى بلوغ خلاصات ما حول عملية الاغتيال".

وتطرح هذه المصادر وفق فاضل امكان وجود "نية لانتظار نضج الوضع السياسي اللبناني والاقليمي، من اجل صدور التقرير على غرار ما حصل لدى توقيف الرئيس الصربي السابق سلوبودان ميلوسوفيتش عام 2001 بعدما اتهم بجرائم الحرب عام 1999، ونتيجة ارساء اتفاق دايتون للسلام ووعود اقتصادية قدمتها الولايات المتحدة الى صربيا واخرى قدمتها الدول الاوروبية الفاعلة لتقديم تسهيلات من اجل دخول الاتحاد الاوروبي.

ويشير فاضل الى ان المحكمة صارت منذ آذار الفائت على عاتق لبنان والدول المانحة، في حين ان تمويل لجنة التحقيق كان طوال الاربعة اعوام الاخيرة على حساب الجمعية العمومية، وهذا يشكل في ذاته موضوعا جديرا بالبحث والتوقف عنده اذا تأخر اكثر فاكثر صدور القرار الظني".

في كتابها الاخير "المطاردة ومجرمو الحرب وانا"  La traque, les criminels, guerre et moi تتحدث المدعية العامة كارلا دل بونتي عن اهمية التوقيت في التوقيفات التي جرت خلال عملها مدعية عامة في المحكمة الدولية ليوغوسلافيا ورواندا، ولا سيما لجهة توقيف ميلوسيفيتش ورادوفان كرادزيتش والمتهمين الآخرين في كرواتيا ورواندا وملاءمة التوقيفات مع الوضع السياسي لهذه الدول وتطورات المواقف الاميركية والاوروبية والضغوط التي كانت تمارس على انظمتها لتحويل مذكرات التوقيف امرا واقعا.

ويقول فاضل: "لا احد يشكك في نزاهة عمل المحكمة الدولية ولا في عمل القضاة والمدعي العام الذين يعتبرون من افضل الاشخاص الذين تعاملت معهم المحاكم الدولية. ولا احد يشكك في ما يمكن ان يتضمنه القرار الظني. لكن طرح الاسئلة عن توقيت صدور القرار الظني بات مشروعا، وخصوصا ان صدور القرار لا يلغي استمرار عمل لجنة التحقيق، فهما امران منفصلان". ويشير الى ان اللغط الحاصل والتركيز اللبناني تم على اساس اعطاء القرار الظني الاهمية على حساب عمل المحكمة، وهذا خطأ قانوني. فستون في المئة من الذين طالهم القرار الظني في محاكم دولية اخرى برّئوا من التهم الموجهة اليهم. لذلك يجب عدم التركيز على اهمية القرار في ذاته وما يمكن ان يصدر عنه، بل ضرورة الشروع في عمل المحكمة. فزيارة كاسيزي على اهميتها لن تقدم اجوبة واضحة يريدها اللبنانيون، لان مهمته لم تبدأ فعليا بعد، ولن يكون في قدرته تاليا الاجابة عن سؤال ينتظره اللبنانيون: اين القرار الظني؟".

 

الحرب الإعلامية تحتدم بين جناحي الشارع المسيحي:القوات ترد على قصف عوني بوصف الجنرال بالمجرم

 كتبها يُقال.نت/الخميس, 28 يناير 2010

إنها الحرب. بموضوعية ،هي حرب إلغاء "باردة"بدأها العماد ميشال عون ضد "القوات اللبنانية"،منذ خرج الدكتور سمير جعجع من السجن،معلنا ثباته في خط "ثورة الأرز"التي انطلقت بفعل اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحرب. سبب الحرب التي اشتعلت ،بقوة في الأيام القليلة الماضية ،على الجبهة الإعلامية ،إصرار الإعلام السياسي العوني الذي يديره "قواتي"-سبق للسيدة ستريدا جعجع أن أنهت خدماته  السياسية في لقاء قرنة شهوان،"بسبب شبهة التعامل مع النظام الأمني اللبناني في زمن الوصاية "-على فتح ملفات "جرمية"منسوبة الى جعجع ،في زمن الحرب.

فبعد الإصرار العوني على إحياء وقائع مجزرة إهدن ،بطريقة تستهدف جعجع حصريا ،كان التركيز في الايام القليلة المقبلة على إعدام "القوات اللبنانية "لشخصين من آل لحود وزينون "بتهمة التآمر مع جهاز الأمن التابع للراحل إيلي حبيقة للقيام بأعمال تخريبية في المناطق المسيحية ".

وللمرة الأولى ردت "القوات اللبنانية "بقوة غير مسبوقة على هذه السلوكية العونية ،بحيث وصف الإعلام القواتي العماد ميشال عون "بالمجرم"،ناشرة وثيقة تؤكد أن عون أعدم ،من خارج كل الأصول،شبانا مسيحييين في رومية ،بتهمة الإنتماء الى القوات اللبنانية .

والإشتباك العوني –القواتي الذي احتدم على إثر مصافحة عون لجعجع في بكركي بمناسبة عيد الميلاد ،له مقدمات كثيرة ،ولعل أبرزها تنامي قوة جعجع في الساحة المسيحية ،كما برزت في الإنتخابات النيابية الأخيرة ،وتمكن جعجع من اكتساح الغالبية في الوسط الطالبي المسيحي كما برز في الإنتخابات الطالبية الأخيرة ،وإدراك عون أن جعجع بات الأقوى مسيحيا في الشريحة العمرية التي تتراوح بين 18 و21 سنة.

ولعل هناك من نصح عون ،الذي رفض وساطات كثيرة جرت معه ليلتقي بجعجع ويصالحه "مصالحة تاريخية "،أن صورة جعجع لا تتضرر إلا بجذبه الى حلبة "حرب إلغاء" جديدة،مما يمكن عون من أن يبرز،كما العام 1990،رجل الدولة في مقابل "رجل الميليشيا".

إلا أن هذا الوصفة ...بالت .

المعطيات الجديدة ،من شأنها أن تحوّل عون الى "آكل السم "الذي يطبخه.

أسباب ضرر عون من وصفة كانت تصلح في الماضي كثيرة ،لعل أبرزها يكمن في ثبات جعجع ،منذ خروجه من السجن على "السراط المستقيم"لجهة تمسكه بالثوابت التي آمن بها المدى الشعبي ل"ثورة الارز"،الأمر الذي لا يعزز حضور جعجع في المدى المسيحي فقط بل يسمح له بالتمدد في الأوساط السنية أيضا .

كما أن انتقال عون من ضفة الدفاع عن الشرعية ضد الجزر الأمنية الى ضفة الإستقواء بالجزر الأمنية على حساب الشرعية ،جعله يخسر كليا موقع رجل الدولة في حين أكسب كثيرا من معايير هذه الصفة لجعجع المتمسك كليا بضرورة نزع سلاح "حزب الله"الفئوي لمصلحة الجيش اللبناني .

ولعل عون ،يعتقد بأن التوقيت مناسب للهجوم على جعجع ،بالتوازي مع تعميق هوّة الإنفصال عن الرئيس نبيه بري،إلا أن المراقبين يعتقدون بأن الرقص مع "حزب الله" لا يسمح لعون باستثمار مسيحي للتحارب السياسي مع بري.

على أي حال ،كيف ردت القوات اللبنانية على هجوم عون عليها ؟

جاء في موقف "القوات اللبنانية "،وعنوانه ،"ردا على المجرم ميشال عون"الآتي:

لطالما آلينا على نفسنا عدم الانجرار الى الرد على أحقاد وسموم الكراهية التي يستلذ العونيون في إطلاقها عبر فتحهم صفحات اليمة، ولطالما تمنينا عليهم التوقف عن ممارسة هواية السباحة في مستنقع أحقادهم الدفينة. لكن يبدو انهم لا يعتاشون سياسياً كتيار عوني سوى على نكء الجراح ونبش القبور رغم ان سجلاتهم حافلة في زمن الحرب كما في زمن السلم حيث يستمرون في الدفاع عن قتلة الضابط سامر حنا والميليشيات التي اجتاحت بيروت خلال احداث 7 أيار وقتلت العشرات من ابنائها ويواصلون عرقلة قيام دولة المؤسسات.

وفي هذا الاطار لا مادة للاعلام العوني – يوزعها احياناً على زملائه في وسائل إعلام قوى "8 آذار"، سوى بعض الحوادث التي ارتكبت في زمن الحرب المشؤومة ومنها مسألة إعدام سمير زينون الذي ارهق المنطقة المحررة طيلة العام 1986 بالسيارات المفخخة والمرسلة من مجموعة ايلي حبيقة، والتي اوقعت المئات من ابناء مجتمعنا بين قتيل وجريح، والتي توقفت مع إكتشاف ما عرف يومها بشبكة العنكبوت او بارعة ابو كسم ومع محاكمة زينون الذي كان يخطط ايضاً لسلسلة من عمليات الاغتيال التي تستهدف مسؤولي الصف الاول في "القوات".

إننا نذكّر العونيين ان "جسمهم لبيس" والجرائم التي ارتكبوها بين 23 ايلول 1988 و13 تشرين الاول 1990 لا تزال حاضرة في ذاكرة اللبنانيين. وفقط كي يرتدعوا سننشر ورقة رفعها احد القضاة الذين سنتحفظ عن ذكر إسمه الى اول وزير عدل بعد اتفاق الطائف يعرض فيها لجرائم عون، وسنكتفي بالتوقف عند جريمتين ارتكبهما العونيون: إعدام كلاً من: حليم ضاهر، شوقي موريس ابي خليل، والرقيب اول وليد جورج خوري والجندي طوني جورج خوري في 22/9/1990 في رومية رمياً بالرصاص. كذلك جمع اموال عامة بجباية رسوم وضرائب خلافاً للاصول القانونية وبالاستيلاء على هبات عامة فاحتفظ ببعضها لديه عينياً واودع البعض الاخر في المصارف في لبنان وفي الخارج في حسابات خاصة به وبزوجته، وفق ما جاء في الكتاب الذي رفعه القاضي لوزير العدل يومها.

 

مصادر نيابية مسيحية: طرح الغاء الطائفية متسرّع ويتعدّى على صلاحيات الرئيس

فادي عيد/الديار

في الوقت الذي تنصرف فيه الدولة بكل اجهزتها لتتبع مجريات عمليات البحث عن ضحايا الطائرة الاثيوبية المنكوبة، لا زالت طروحات رئيس المجلس النيابي نبيه بري المتعلقة بتشكيل الهيئة الوطنية العليا لإلغاء الطائفية السياسية وتوقيتها واهدافها مدار بحث ونقاش وتساؤل في الاوساط السياسية.

وفي هذا الاطار تساءلت مصادر نيابية مسيحية وفي 14 اذار عن سبب تشبث الرئيس بري في مطالبه واستعجاله اليوم، خصوصا وانه يرأس المجلس النيابي منذ العام 1992 اي منذ ما يزيد عن السبعة عشر عاماً فلماذا يتذكر موضوع تشكيل هذه الهيئة اليوم بالذات، مذكّرة بأن هذا الموضوع كان يستعمل كورقة ضغط على المسيحيين، وبشكل خاص تجاه الاطراف التي كانت تطالب بإعادة انتشار او انسحاب الجيش السوري من لبنان.

وتشير الى ان الرئيس بري وغيره من الذين استعملوا هذه الورقة للترهيب افقدوها طابعها الاصلاحي لأنه في اتفاق الطائف موضوع تشكيل الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية كان جزءا من الاصلاحات المطروحة، الا ان الممارسات التي حصلت بعد الطائف هي التي افقدت هذا المطلب طابعه الاصلاحي، بحيث بات من الواجب اليوم إزالة صفة المذهبية عنه.

واذ اعتبرت المصادر النيابية نفسها ان اداء الرئيس بري اتى بمثابة تعد على الصلاحيات الدستورية لرئىس الجمهورية خصوصا عندما اعتبر انه بطرحه تشكيل الهيئة يحافظ على الدستور، اكدت ان المحافظة على الدستور هي من صلاحيات رئىس الجمهورية فقط واتفاق الطائف واضح جدا في هذا الإطار والمادة 49 من الدستور تقول ان «رئيس الجمهورية يسهر على احترام الدستور والمحافظة على استقلال لبنان ووحدته وسلامة اراضيه».

في حين تقول المادة 95 من الدستور ان على المجلس النيابي المنتخب بالمناصفة تشكيل الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية، ما يؤكد ان القرار ليس عند رئيس المجلس انما هو في المجلس النيابي مجتمعا. وفي حين اخذت المصادر النيابية نفسها على الرئيس بري تسرّعه في طرح مواضيع بالغة الحساسية وفي فترة دقيقة جدا، اعتبرت ان المواضيع الثلاثة التي طرحها في الفترة الاخيرة، ان لجهة الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية او اللجنة القضائىة للتعيينات الادارية وتخفيض سن الاقتراع الى 18 سنة، كلها مجتمعة ادت الى معارك فاشلة تقسيمية وغير توحيدية، لأنها اتت بشكل متفرد ومن دون مشاورات بين الاطراف السياسية حيث كان على الرئىس بري ان يأخذ وقته الكافي لدراسة مثل هكذا ملفات، لافتة الى ان رئيس المجلس ظهر وكأنه يفتش عن انجازات معينة او عن دور محوري معين ويحاول الايحاء، وعلى رغم انه يعيش في ظل «حزب الله»، انه هو المرجعية بما يعني السياسة الداخلية في حين يمسك الحزب بملفات السياسة الخارجية والامن والدفاع. وتؤكد المصادر ان بري لم يعد الجهة الصالحة لطرح مواضيع تشكيل الهيئة وتخفيض سن الاقتراع، لأنه باستعجاله في طرحها اقفل الباب على رئىس الجمهورية الذي كان تطرق الى الموضوع في الكلمة التي ألقاها في عيد الجيش، الامر الذي خلق جبهة مسيحية عريضة معارضة في وجه الرئيس بري وادى بالتالي الى حرق هذه الورقة بدل استعمالها. ونصحت المصادر رئيس المجلس بسحب الموضوع من التداول وترك هذا الامر في عهدة رئىس الجمهورية المعروف عنه اعتداله والذي وحده القادر على طرح الموضوع وفي الوقت المناسب. وختمت المصادر مذكرة بأن البلاد لا تزال تعيش في ظل ازمة اتخذت في مرحلة من المراحل شكل الحرب الاهلية، معتبرة ان على الجميع في البداية إطفاء هذه الحرب الاهلية والخروج من الازمة على خلفية الانطلاق في بناء دولة المؤسسات التي هي وحدها الكفيلة بتقديم كل الضمانات المطلوبة لطمأنة الجميع للمستقبل لأنه ليس بإمكان اي كان القيام بخطوات اصلاحية جذرية واساسية اذا لم يكن هناك دولة تقدم الضمانات المطلوبة. ومن ثم تابعت المصادر يجب التأكيد على مرجعية اتفاق الطائف كمرجعية متكاملة يجب تنفيذها كسلة واحدة، الامر الذي يسمح لأن نصل الى بنيان دولة تمثل ضمانة لجميع مواطنيها مسلمين ومسيحيين.

 

دينامية ثورة الأرز تتجاوز مفاعيل التسوية الموقتة

رأي عام 14 آذار يُثبّت في 14 شباط أنه القائد

أسعد بشارة/الديار

ربما يكون إحياء ذكرى 14 شباط في العام 2010 يفوق أهمية كل المحطات التي شهدت الاحتشاد الشعبي في مثل هذه المناسبة في السنوات الماضية. فهذه الذكرى تأتي اليوم وقد سجلت متغيرات كثيرة وجوهرية لا تتعلق فقط بمجرد زيارة الرئيس الحريري الى دمشق مع ما اعقبها من خطاب تهدوي هو في الحقيقة الوجه العملي للتسوية السعودية - السورية، بل ترتبط بمعادلة اساسها السؤال حول أية حقائق وثوابت يمكن ان تستمر 14 آذار وحول التساؤل المنطقي عن جدوى إحياء هذه الذكرى في وقت تحول خطها البياني تحولاً يكاد يشوه صورتها الأصلية التي بنيت على مفهوم اعادة لبنان الى الخارطة والبدء برسم أسس حقيقية لبناء الدولة. وبعد هذاالمسار لا بد من طرح أفكار جديدة وحقائق جديدة تتكيف مع معالم المرحلة، فإذا كان محسوماً ان خطباء ثورة الأرز سيؤقلمون كلماتهم كل منهم بـ «الدوز» الذي يرتئيه على قياس ما استجد من تحولات، فإن هذا الأمر لن يكون في الحقيقة الا مجرد عملية تجميل فاشلة للتسوية التي حصلت بعد الانتخابات النيابية والتي اوصلت 14 اذار الى المشاركة في حكومة لا تملك فيها الا حق الفيتو، ذلك على الرغم من أن حقها الطبيعي كان يحتم بأن تترجم انتصارها في الانتخابات النيابية الى حقائق تنسجم مع ما طرحته من شعارات. ويبقى السؤال هل يلبي جمهور 14 آذار الدعوة التي ستصدر من البريستول الى ساحة الشهداء، وهل سيصحح هذا الجمهور مرة ثانية وثالثة اخطاء ادارة قيادة 14 آذار، وهل سيقول كلمته بالاحتشاد بعدما قالها في 7 حزيران بالاقتراع ؟ الواضح ان الرأي العام الذي يشكل القلب النابض لحركة 14 آذار لم يتعب على الرغم من كل الخيبات وسوء الادارة الذي ميز سلوك بعض من قادوا هذه الحركة التاريخية ومن لم يحسنوا تقييم مردودها واستثنائيتها، ولا يتوقع الا أن يترجم رأي عام 14 اذار نفسه في هذا اليوم كما العادة بالاحتشاد الكبير استكمالاً لمسار التأكيد على مشروع 14 آذار ورداً على بعض اهل البيت الذين حاولوا تقديم خدمات مجانية (ضرب 14 آذار) مقابل تكسب سياسي محدود الآفاق والأهداف. ويجمع مراقبون على أن مساء يوم 14شباط سيؤكد ان مشروع 14 آذار اصبح كالدينامية المتحركة التي تسير بمنأى عن أي اعاقة قد تنتج من سوء القيادة.

 

حديث في الكواليس عن خلق اجواء لمحاصرة سلاحها لبنانياً

المقاومة كانت تملك خيار ضرب تل ابيب عام 96 ونصرالله قال آنذاك لمن سأله : «لم يحن الوقت بعد»

ياسر الحريري/الديار

رغم الانشغالات اللبنانية بالكارثة الوطنية الحالية الا ان الحركة السياسية والعسكرية الاسرائىلية بقيت محل متابعة من قبل المعنيين على محورين:

الحركة البرية الاسرائيلية ومتابعة الخلايا الامنية العميلة التي ما تزال تعمل بأسماء غربية وعربية في لبنان الى العملاء المحليين.

والامر الجيد ان بعض الديبلوماسيين الغربيين الذين زاروا رئيس مجلس النواب نبيه بري قللوا من أهمية التهديدات الاسرائيلية في الاونة الأخيرة واصروا على ضرورة ضبط النفس دائماً من الجهة اللبنانية. لكنهم في كل مرة ظل شغلهم الشاغل صواريخ المقاومة ومداها ونوعيتها واذا ما كانت الصواريخ ضد الطائرات الحربية.

ثم ان الجهة الصهيونية وفق بعض المعطيات الواردة الى لبنان تؤكد ان تل ابيب تشن حرباً نفسية على المقاومة وشعبها والبلد ككل للحصول على مكاسب سياسية، لان باراك وفق الكلام البريطاني والتركي لن يقدم على اجتياح او عدوان في المدى والمنظور، لكن لم يسمع الاتراك من باراك انه لن يلجأ الى عمليات امنية في لبنان.

كما ان الاميركيين ليسوا في وارد منح الضوء الأخضر لاسرائيل بضرب لبنان حالياً.

ويقال ان كبار المراجع اللبنانيين سمعوا الحديث عن صواريخ حزب الله التي تهدد برأيهم الكيان الاسرائيلي.

في الحقيقة المشكلة ليست بالمعلومات والمعطيات الواردة الى لبنان، غربية كانت ام عربية او اسرائيلية، بل المشكلة في ان البعض، وفق معلومات قيادات لبنانية عليا، ان هناك من قال انه يعمل على خلق اجواء سياسية ضاغطة على المقاومة تحت عنوان الاستراتيجية الدفاعية وان تحضير هذه الاجواء وفق رؤية صناعها يتطلب «طول اناة» غربية ودولية كما يتطلب خطوات اسرائيلية في قرية الغجر او في الطلعات الجوية المستمرة التي تحرج من يريد خلق هذه الاجواء بوجه حزب الله او من يريد «نزع سلاحه».

لذلك برأي هؤلاء يجب تفكيك الحجج والذرائع من وجه المقاومة ذريعة ذريعة وصولاً الى احراجها لبنانيا وفق هذه الرؤية. في المقابل قيادة المقاومة لا تنظر الى كل هذه الاجواء السياسية والعسكرية والنفسية وهي تؤكد جهوزية رجالها في حال اي عدوان وتؤكد لزوارها ان المعادلات العسكرية والمدنية تعرفها الدولة العبرية وقد اعلنها الامين العام لحزب الله العلامة السيد حسن نصرالله وهو جاد مع قيادته في الرد في حال تعرضت بيروت والضاحية. وافصح قيادي بالتالي: انه عام 1996 في عدوان تموز انذاك طلب هذا القيادي من السيد ان يعطي الاوامر بقصف تل ابيب. لكن السيد آنذاك اجاب ان وقتها سيحين لكن ليس الآن. ومن منطلق هذه المعلومة يمكن الاشارة الى أن المقاومة تملك قدرة قصف تل ابيب منذ اربع عشرة سنة او اكثر. لكنها تعتمد استراتيجية واضحة في الحرب وقد وصلت هذه الفكرة الان الى ان اي حكومة اسرائيلية قد تقدم على حرب مع حزب الله فانها ستكون حرباً مفتوحة على كافة الاحتمالات. اما بخصوص بعض من في الداخل فعليهم، وفق كلام القيادي، ان يفكروا «كيف نحمي لبنان».

 

المساعي لعقد لقاء مسيحي لم تنجح رغم تقارب المواقف ازاء بعض الملفات

لقاء الميلاد في بكركي كسر حاجزا نفسيا لكن الرواسب قائمة

نهارنت/ايلين عيسى

لم تنجح الاتصالات الجانبية بين مسؤولين في قوى مسيحية من 8 و14 اذار في الاتفاق على عقد لقاء مسيحي يدعو إليه قادة روحيون والرابطة المارونية، سعيا الى تثبيت التلاقي حول نقاط ظهر عليها اجماع مسيحي في الفترة الاخيرة، كملف إلغاء الطائفية السياسية وخفض سن الاقتراع وحق المغتربين في الانتخاب واستعادة الجنسية.

ويقول مصدر معني: قد لا يكون بعض الاطراف المسيحيين راغبا في اضفاء طابع محض طائفي على مواقفه، وهو يحبذ ابقاء الخلاف في البلد عند مستوياته السياسية، لان ذلك اسلم للجميع، فالنائب ميشال عون ليس راغبا على الارجح في قطع الجسور بينه وبين الرئيس نبيه بري، خصوصا بعد الاتصالات التي جرت بين الجانبين من خلال النائبين ابراهيم كنعان وعلي حسن خليل، ثم اجتماع خليل والوزير جبران باسيل في حضور الحاج حسين خليل المعاون السياسي للامين العام لـ «حزب الله»، في اطار السعي الى ضبط العلاقات بين حليفي الحزب. الا ان فكرة الاجتماع المسيحي لم تعد صعبة كما كانت في اوقات سابقة. فالبطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير كان جمع القادة المسيحيين الاساسيين: رئيس الجمهورية ميشال سليمان والعماد عون والدكتور سمير جعجع في مناسبة عيد الميلاد، وهذا اللقاء وان كان قد تم نتيجة الصدفة لا التنظيم المسبق، فإنه كسر الى حد بعيد الحاجز النفسي الذي يتحكم بهؤلاء الاقطاب. ثم جاءت ظروف المرحلة السياسية لتثبت مزيدا من التقارب في المواقف، وان لم يصل الى حد التلاقي مجددا الى طاولة واحدة، وفق ما يسعى اليه العديد من الفاعليات والشخصيات المسيحية. وفي رأي بعض الاوساط ان هؤلاء الاقطاب الذين جمعتهم عملية الاستهداف ذات الطابع الطائفي، ما زالوا يعيشون في داخلهم اجواء التصارع المحلي تحت السقف المسيحي الواحد. ولم تنجح المساعي في ازالة رواسب السنوات الطويلة التي شهدت صفحات من الصراع السياسي والعسكري، والتي رفع منسوبها خلال العام الماضي استحقاق الانتخابات النيابية. وتعتقد هذه الاوساط ان التحضيرات للانتخابات البلدية ستؤدي الى ابقاء التوتر والرغبة لدى كل طرف في الاحتفاظ بأكبر حجم من الشعبية.

وتذكّر الاوساط عينها بأن كلا من القوى المسيحية المعنية عبّرت قبل الانتخابات النيابية في 7 حزيران 2009 عن خشية متبادلة من ان يؤدي انخراطها في مسيرة المصالحة الى ان يستغل خصومها ذلك لتحسين وضعهم الانتخابي.

 

الجنوب يستحضر مأساة طائرة كوتونو وأهالي الضحايا ناقمون على الدولة والبطالة

الشراع

*لا مفر من الغربة والهجرة، فالمستقبل سوداوي بوجهنا

*حسين الحاج علي كان ذاهباً الى الغابون لتجديد اقامته بعد التهديدات الاسرائيلية للجنوب

*اولاد هيفا الفران ينتظرون والدتهم ولن يتقبلوا التعازي لأنها ستعود

كان فجر الاثنين على اهالي النبطية وصور وقراهما مؤلماً وحزيناً عم الحزن كل منـزل فيهما، وحين شاع خبر سقوط الطائرة الاثيوبية التي تقل عدداً من ابناء هذه المناطق، وحضرت الى الاذهان مأساة طائرة ((كوتونو)) في بحر ((بنين)) وتختصر العبارة التي يرددها الحاج محمد حبيب جابر والد الضحيتين عباس وفؤاد المأساة والاسباب والاتهامات حين يقول ((الله يلعن بي الغربة با بيي))، وتستحضر موضوعاً يستنـزف لبنان وهو ((الهجرة)).

يجمع معظم اهالي ضحايا الطائرة المنكوبة على اتهام الدولة بعدم تأمين فرص عمل لخيرة شبابنا والتي تستفيد من خبراتهم وأدمغتهم دول اخرى، في الوقت الذي نستورد فيه الايدي العاملة الرخيصة، يقول قريب احد الضحايا، هناك حقيقة واحدة لا مفر منها، هي ان المستقبل سوداوي ومبهم امام شبابنا، لا فرص عمل، والبطالة متوافرة للجميع ومجاناً، ويعتبر خال ضحية اخرى لبنان اكبر بلد مصدر للعمالة الى العالم.

((الشراع)) جالت جنوباً على منازل الضحايا، فلكل ضحية قصة يقول الحاج ابو احمد الذي كان يجلس في احد مقاهي مدينة صور: قدرنا ان نخسر شبابنا اما قتلاً في الدول البعيدة، وإما بحوادث السير والطائرات، بالامس ((كوتونو)) واليوم ((الطائرة الاثيوبية)) ولا نعرف من يكون التالي.

في مدينة النبطية التي ما تزال متشحة بالسواد منذ اليوم الاول من محرم حيث لا تخلعه الا بعد مرور اربعين يوماً على ذكرى استشهاد الامام الحسين (ع)، كان يوماً مؤلماً، فقد خسرت المدينة اربعة من ابنائها كانوا على متن الطائرة وهم حسين يوسف الحاج علي، وعلي احمد جابر، والشقيقان فؤاد وعباس محمد حبيب جابر.

صمت المدينة

الصمت لف المدينة، المدارس والاسواق التجارية مقفلة فيما المقاهي تغص بأبناء المدينة الذين لا حديث لهم ولا اهتمام سوى اخبار الطائرة، والجثث، يقول احدهم من آل جابر، تربطني علاقة قربى بعلي جابر الذي كان على متن الطائرة، ولا معلومات حتى الآن، عائلة شبه منهارة تنتظر بارقة امل، هذه الحادثة جعلتنا نستحضر مأساة طائرة كوتونو، غالباً ولا اعرف ما هو السر، يكون لمدينة النبطية النصيب الاكبر من الكوارث والموت، وحينها فقدت النبطية خمسة من ابنائها، بالاضافة الى عشرات الضحايا من المنطقة.

نقصد منـزل علي جابر، الصمت والوجوم يخيم على الوجوه، يسألنا احدهم، انتم الصحافة هل من معلومات جديدة لديكم، هل من اخبار جديدة تدور في الكواليس؟ ويضيف آخر، لا نعرف ماذا ننتظر، احياناً نجد انفسنا بانتظار معجزة وايجاد علي حياً، واحياناً اخرى نترقب سماع خبر العثور على جثته، ويعلو صوت صراخ احدى النسوة ليقطع الهمس، ((يا رب لو يكون البحر قذفه طيب على احد الشواطىء))، ثم تضيف سيدة اخرى: علي ابو الاخلاق وأبو الكرم مش ممكن يكون مات، ويغص منـزل علي جابر بأبناء المدينة، ويروي لنا قريبه ان علي أب لثلاث بنات وصبي وهو اخ لتسع شقيقات، ويملك معرضاً لبيع السيارات في المدينة، ووضعه المادي جيد لأن له اعمالاً في الغابون، اما والد زوجه مختار كفرتبنيت يوسف ياسين، فيبدو متألماً عندما يتذكر آخر كلمات قالها له علي: ((خائف من السفر في هذا الطقس يا عمي، لكن يلي بيجي من الله منيح))، ثم ينظر الى الحاضرين ويطلب والدموع تترقرق من عينيه، ((دخيلكم، لا تقولوا العوض بسلامتكم، ادعوا لعلي ان يكون حياً)).

كفر جوز

في منـزل محمد حبيب جابر الواقع في كفر جوز، وهو والد فؤاد (52 عاماً) وعباس (40 عاماً) لا يكف عن البكاء، ويقول اوصلتهما الى بيروت وطلبا مني العودة باكراً حتى لا اغفو في طريق العودة اثناء القيادة، ((يا حبيبي يا بيي، كانوا خايفين علي)) ويضيف الوالد المفجوع ((يا بيي يا عباس، يا حبيـبي، كيف بدك تشوف ابنك لما يخلق وتولد مرتك وابنك فضل بعدو صغير حتى تتركه يا بيي)) يصمت ويمسح دموعه، ولكنه سرعان ما يعود للبكاء مرة اخرى ويقول ((وإنت يا فؤاد، شو بدي قول لأولادك، عباس وكاترين وجواد، الله يلعن ابو الغربة يا بيي))، احد الاقارب يقول، لو في عنا دولة تحفظ شبابها، وتؤمن لهم فرص العمل لما كان احد منا فكر بترك البلد وتحمل الغربة والبعد عن عائلته، ومع كل رنة هاتف خلوي، يسود الصمت للحظات ظناً من الموجودين ان هذا الاتصال قد يحمل معلومة اضافية، ثم يعود صوت النحيب والبكاء وخصوصاً الصراخ الزلزالي الذي يصدر من غرفة النسوة ويبرز صوت شقيقته التي بدت في حالة انهيار تام، ((مش حارق قلبي الا لما ودعتني يا عباس يا حبيـبي، والله ثلاث مرات يرجع ويودعني ويغمرني))، يحاول بعض النسوة تهدئتها فتصرخ ((لا، عباس وفؤاد ما ماتوا، رح يرجعوا))، وتغيب عن الوعي لحظات قبل ان تسرع بعض الحاضرات باسعافها، تفيق الشقيقة وتتمتم وين رحتو يا تقبروني، شو صار فيكم، يا رب وينن))، تحاول احدى النسوة تهدئتها، ((اتكلي على الله، الله مع الصابرين يا حبيـبتي)).

في كفر جوز ايضاً، تعيش خالة محمد علي قاطباي في حالة ذهول، وتتوسل اجابة تعطيها بصيص امل، وتقول احدى الحاضرات ان محمد كان ذاهباً الى الغابون ليزور والديه اللذين يقطنان هناك، وهو كان يدرس الهندسة التي لطالما حلم ان يحمل لقب مهندس، وتنهمر دموع سحر ابنة خالته بغزارة وتؤكد ((محمد أكيد عايش، قلبـي هيك حاسس))، فيعلو صراخ جدته ((تقبرني يا محمد، ارجع يا ستي، رح ضلني ناطرتك يا حبيبـي)).

أما في منـزل حسين الحاج علي، فلا يختلف الوضع كثيراً، انه هادىء، فالعائلة موجودة في بيروت، تترقب الأخبار الواردة عن الضحايا علّه يأتيهم أي خبر عن والد الثلاثة أولاد، ويقول لنا أحد أقربائه ان علي ترك ((الغابون)) حيث كان يملك فيه فرناً وكذلك كان يعمل في الميكانيك وجاء إلى لبنان منذ حوالى سنتين ونصف، وفتح محلاً لبيع قطع السيارات، نسأله عن سبب ذهابه الآن إلى الغابون، فيجيب ان حسين قرر تجديد أوراقه وإقامته أولاً بسبب التهديدات الإسرائيلية الأخيرة، وثانياً لأن أحد أولاده ولد في الغابون ويحمل جنسيتها.

ويضيف انه كان متعلق بأولاده بشكل لا يوصف، ولا ندري ماذا سنقول لهم، خصوصاً انهم طلبوا منه كما تقول والدتهم تأجيل سفره عدة مرات، وهو والد لثلاثة أطفال علي (13 عاماً)، نور (10 أعوام) وليلى (سنتان). أما الوالدة المفجوعة، فلم نستطع مقابلتها، تقول إحدى قريبات العائلة انها كانت منهارة، وحضر الطبيب وأعطاها مهدئاً.

كفرتبنيت

من النبطية إلى كفرتبنيت، توجهنا إلى منـزل الضحية حسين كمال حايك (32 عاماً)، الهدوء والحزن يلف المنـزل، وأكثر ما يلفت النظر، دموع خطيبته زينب التي ارتبط بها قبل أسبوعين كما تقول إحدى الحاضرات، وتضيف ((شو بدنا نحكي، مصيبة كبيرة)) نسألها عن الجهة التي كان يتجه إليها حسين فقالت إلى الكونغو لأنه يعمل فيها في مجال التجارة منذ أكثر من عشر سنوات.

جو المنـزل في منـزل حسين حايك في كفرتبنيت، كان مشابهاً تماماً للجو الذي يسيطر على منـزل الضحية ياسر عبد الحسين اسماعيل، نسأل عن العائلة فيقولون ان أغلبية أفرادها انتقلوا إلى بيروت لمتابعة أخباره، ويقول أحد أصدقاء العائلة ان ياسر البالغ 36 عاماً وهو أب لولدين كان يعمل في أنغولا، وجاء إلى لبنان لزيارة الأهل وتمضية عطلته فيه فكان له القدر بالمرصاد. شقيقته باكية حرقت قلوبنا يا ياسر، قال لي ((ديري بالك على أمي)).

أنصار

أما في منـزل الضحية المهندس عماد أحمد حازر، تستقبلك دموع الوالدة المنهارة، ((ترك حرقة بقلبـي وراح))، تحمل صورته وتقبله وتقول ((يا ريتني بشوفك بالمنام يا عريس، الله يلعن الشغل يا أمي، كانت أول مرة وآخر مرة بتترك فيها أنصار)) نسأل عن سبب سفره فيجيب قريبه انه كان ذاهباً للعمل في إحدى شركات الهندسة المعمارية في الكونغو.

مغدوشة

يبدو والد الضحية انطوان حايك البالغ من العمر أربعين عاماً كأنه لم يصدق ما جرى لولده، الذي وعده أن يتصل به ويطمئنه حين يصل، ويقول الوالد: ((ودّعته بعدما تناولنا الطعام سوياً، وقال لي انه سيتصل ليطمئنني عنه فور وصوله))، يبكي الوالد بمرارة ويضيف، ((كان ذاهباً لتسلّم عمله الجديد في إحدى الشركات كمحاسب))، ويقول أحد أصدقائه ان انطوان سبق وعمل في نيجيريا وأميركا، وان العائلة سبق وفقدت شقيقه جوزيف الذي سقط شهيداً في الجيش اللبناني. يطلب منا أحد الحاضرين عدم مقابلة أشقائه لأنهم لم يستيقظوا بعد من هول المصيبة التي ألمت بهم.

الخرايب

ويعيش أهل وأقرباء محمد عكوش في بلدة الخرايب حالة عدم تصديق لما حلّ بولدهم محمد، ويقول صديقه ((نحن دفعنا ثمناً غالياً جداً في كارثة طائرة كوتونو المشؤومة، راح تسعة أشخاص من خيرة شباب الضيعة في تلك الكارثة، واليوم جاء دور محمد ابن 28 سنة، وكأنه كُتب على هذه الضيعة أن تكون نجمة حوادث الطائرات.. الوالد الدكتور كمال عكوش شبه منهار، ويحاول أن يعزي نفسه بالكلام عن ولده وعن خصاله الحميدة. نسأل عن طبيعة عمله فيجيب ان نجله محمد أسس بالاشتراك مع أقارب له شركة تجارية، وحضر إلى لبنان منذ حوالى شهر لزيارتنا وتمضية الإجازة. أما أقارب محمد، فلم يصدقوا بعد أنهم لن يروا محمد بعد الآن، وهم يمنون النفس أن يعود سالماً.

صور

الصمت الحزين يخيّم في بيت هيفا فران ابنة الـ45 عاماً، تركت هيفا الأم لستة أولاد صور قاصدة افريقيا بغية الاطمئنان إلى صحة شقيقها الذي تعرّض لحادث سير هناك. بعلها المزيّن خضر فران لم يكن موجوداً، بل كان في بيروت يتنقل من مكان إلى آخر بحثاً عن أية معلومة أمل. تقول إحدى صديقاتها ان بناتها فرضن على كل من يقصد منـزلهن عدم البكاء والنحيب لأنه ((فوال على الماما))، وشقيقاتها بدين في حالة ضياع، ينتظرن اتصالاً من الصهر خضر ليجزم الموضوع وما زلن يرفضن تقبل التعازي لأنه لا شيء مؤكداً حتى الآن.

العباسية

حصّة بلدة العباسية من الكارثة كانت أربعة شبان، محمد بزوني وخليل صالح وعباس حويلي الذين كانوا متوجهين إلى الكونغو. وطبيب العيون الدكتور تنال فردون الذي كان متوجهاً إلى الغابون للإشراف على المستشفى المتخصص بطب العيون هناك. ويقول أقرباء للدكتور فردون انه أب لثلاث بنات، وله بصمات إنسانية على عدد كبير من الحالات، ويضيف: ((الدكتور تنال خسارة كبيرة للوطن كله، فهو طبيب ماهر، وإنساني إلى أبعد الحدود وأب حنون على أولاده رحمه الله)).

تحقيق هلا بلوط

 

المطران بشارة الراعي ومخاوف "الدولة الإسلاميّة"

ميرفت سيوفي/الشرق

اختصر المطران بشارة الراعي وبوضوح شديد المخاوف و"النقزة" التي أصابت اللبنانيين عندما كشف رئيس مجلس النواب اللبناني - وفي توقيت ملتبس - الغطاء عن "نيات" - ملتبسة - أيضاً في "الحديث المفرط العاجل" عن إلغاء الطائفية السياسيّة، ومن دون أن يتزامن إعلانه على الأقل مع القول: "بعد اتفاق اللبنانيين على الاستراتيجيّة الدفاعيّة وتخلّي حزب الله عن انفراده باحتكار السّلاح"، وقد أصاب المطران الراعي في حديثه التلفزيوني كبد الحقيقة عندما وصّف بكلام واضح لا لبس فيه - على خلاف اللبس الذي يستبطنه كلام الرئيس بري - فقال باختصار دقيق:"بوجود المال والسلاح سيكون البديل عن إلغاء الطائفية السياسية الدولة الإسلامية"..

واستطراداً، لا يقصد المطران بشارة الراعي ب- "الدولة الإسلامية" عنواناً مطلقاً بل هو مقيّد ومحدّد بشكل دقيق عندما "قرن بين المال والسلاح" والمقصود "دولة حزب الله" - ونستميح سيادته عذراً فهذه دولة إيرانية - فرع لبنان - وهي ليست دولة إسلامية بالمفهوم العام للدولة الإسلامية في العالم العربي، وهذه مفروغ من أمرها فالمسلمون والمسيحيون توافقوا على العيش في دولة مدنية، ويدرك المسلمون قبل المسيحيين في لبنان أن قيام مثل هكذا دولة - بعيداً عن دولة حزب الله - مخيف للمسلمين قبل سواهم في ظلّ تطرّف شديد يعصف بعالم المسلمين، ولا مكان للاعتدال ولا قدرة له على مواجهة نزعات التطرف، فالجهل يغلب رجاحة العقل والإيمان أيضاً!!

 لذا، الحديث محصور بـ"دولة حزب الله" - وهذه التسمية أوضح - وبوجود نصوص منشورة ومعلنة وموثّقة ومدوّنة لحزب الله - لم يُعلن حتى الساعة تخليه عنها - بل وتربط مصير ومشروع دولته مباشرة بإيران، يفرض علينا هذا تناول تفاصيل دقيقة الوضوح صادرة عن الحزب لا عنّا، وهذا يعكس ازدواجاً متعمّداً في موضوع "الشراكة في الوطن"!!

 الإجابة الواضحة في تذكّر رئيس مجلس النواب "إلغاء الطائفية السياسيّة" وفي هذا التوقيت بالذات، نجدها في كلام لأمين عام حزب الله وفي كلمة تأبينيّة ألقاها في حسينية الرمل في برج البراجنة سنة 1989، (جريدة النهار بتاريخ 6/11/1989): "في خضم الأحداث في لبنان تبرز مشكلة اسمها اتفاق الطائف، ومشكلة اسمها ميشال عون وليس صحيحاً أن من يرفض اتفاق الطائف هو مع ميشال عون، إن اتفاق الطائف مشكلة لأنه يكرس النظام الطائفي ولا إصلاحات، بل زيادة في عدد النواب، وقد أعطيت صلاحيات لمجلس الوزراء وبقي رئيس الجمهورية القائد الأعلى، إن مشكلتنا في لبنان هي النظام الطائفي الذي سيبقى في ظله الحرمان، والبديل - بحسب نصر الله - كما قال "مرشد الجمهورية الإسلامية أية الله علي خامنئي: "إن النظام (أي النظام في لبنان) يجب أن يسقط، والناس هم يحددون صيغة النظام الجديد"..

 وعندما يتساءل المطران بشارة الراعي في حديثه التلفزيوني: "مَن يطرح إلغاء الطائفية السياسية اليوم عليه أن يقول ما هو البديل وإذا كان البديل دولة مدنية حديثة بحسب ما نص اتفاق الطائف من دون أن يلغي أحد منا الآخر، فنحن جاهزون للمشاركة في الهيئة لكنهم يطرحون الموضوع كمن يريد أن يدخلك في عربة ولا يقول لك إلى أين يذهب"، يكون محقّاً في تساؤله، وهو بهذا يفتح مغالق الهواجس التي انتابت اللبنانيين من الطرح وتوقيته والنوايا المخبأة فيه..

 وعندما يكون حزب الله اوضح مبكراً أسباب نشأته وأهدافه بإعلانه: "دعانا الإمام لإقامة الحكومة الإسلامية في أي بلد نعيش فيه وهذا ما يجب أن نعمل له وان نفهمه تكليفا شرعيا واضحا، وأن نعمل له في لبنان وفي غير لبنان، لأنه خطاب الله منذ أن خلق آدم" (جريدة العهد في 23 حزيران 1989)، ونظنّ أنه بات واضحاً بالنسبة للبنانيين أنّ إقامة "دولة حزب الله" هو "تكليف شرعيّ" من الوليّ الفقيه، وكشفت أحداث واضطرابات إيران أنّ من يخالف رأي الوليّ الفقيه وما يدعو عليه هو "محارب لله ورسوله" وعقوبته الإعدام، وهذه ليست الدولة التي يطمح اللبنانيون إلى العيش في كنفها..

 وتتأتى خطورة ما يطرحه الرئيس بري وحزب الله يدُ إيران الطولى في لبنان، أنّ حزب الله ومن ضمن ما يعتقده أنه: "على المسلمين أن يسعوا إلى إقامة الحكومات الإسلامية في بلدانهم، ولا عجب أن ندعو في لبنان إلى إقامة الدولة الإسلامية من أجل إقامة السلام العادل الذي يعمل من أجله الإمام المهدي (ع)". (النهار في نيسان 1988).

 أما أخطر نقطة في الحديث عن إلغاء الطائفية السياسية تحت عناوين "وطنية جيّاشة برّاقة"، فنلتقطها من نص الدستور الإيراني نفسه إذ تنصّ  المادة الثانية عشرة منه على أن: "الدين الرسمي لإيران هو الإسلام والمذهب الجعفري الإثني عشري، وهذه المادة تبقى إلى الأبد غير قابلة للتغيير"... وتحت ظل السلاح والمال كلّ حديث عن إلغاء الطائفيّة  السياسيّة، لن يكون إلا تكريساً لدولة "الطائفة الواحدة"!!

 

كلمة لبنان في مجلس الأمن: إسرائيل تتحدى القانون الدولي

الجمعة, 29 يناير 2010/بيروت، نيويورك - «الحياة»

حذر مندوب لبنان لدى الامم المتحدة السفير نواف سلام من خطورة الانتهاكات الاسرائيلية في القدس. وقال في الجلسة الشهرية لمجلس الامن عن «الحال في الشرق الأوسط بما في ذلك قضية فلسطين»: ان «من دون القدس الشرقية لا دولة فلسطينية قابلة للحياة ومتواصلة الأطراف، فضلاً عن معناها التاريخي والديني والثقافي للشعب الفلسطيني وللعرب»، مضيفاً ان «المطلوب شيء واحد، وهو أن يرتفع هذا المجلس إلى مستوى مسؤولياته فيعمل على تطبيق قراراته».

وحذر سلام من «ان انتهاكات اسرائيل في القدس تهدد إمكان التوصل إلى حل نهائي للصراع العربي الإسرائيلي»، ووصف سياسة اسرائيل في القدس بأنها «تشكّل تحدياً وقحاً وفاضحاً للقانون الدولي، وللقانون الدولي الإنساني، لا سيما لشرعة منظمة الأمم المتحدة ولعشرات القرارات الصادرة عن مجلس الامن والجمعية العامة فيها».

وتوقف سلام عند انتهاكات اسرائيل لسيادة لبنان وقال: «بينما تلتزم حكومة بلادي تنفيذ القرار 1701 الصادر عن مجلس الامن بكل مندرجاته، فان إسرائيل لا تزال تنتهك سيادة لبنان على وجه شبه يومي براً وبحراً وجواً». وذكر اعضاء المجلس بـ «ان اسرائيل تستمر في احتلالها للقسم الشمالي من قرية الغجر وتلال كفرشوبا ومزارع شبعا اللبنانية. كما أنها ترفض استكمال تسليم خرائط الألغام والقنابل العنقودية التي زرعتها في لبنان».

وتحدث عن غزة وقال: «مثلما حوّلت إسرائيل غزة إلى سجن كبير، فإنها تُبقي التطلعات المشروعة نحو السلام العادل والشامل في هذه المنطقة من العالم سجينة لأطماعها غير المشروعة، وهي التطلعات التي عبر عنها العديد من قرارات مجلس الامن والجمعية العامة. والأمثلة تكاد لا تحصى».

غراتسيانو: التزام الجميع بالخط الازرق

وفي بيروت، أجرت القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان «يونيفيل» أمس، احتفالاً لمناسبة انتقال القيادة من الجنرال كلاوديو غراتسيانو من إيطاليا إلى اللواء ألبرتو أسارتا كويباس من إسبانيا. وجرى التسليم والتسلّم في مقر «يونيفيل» في الناقورة في حضور وزير الدفاع الياس المر ووزيرة الدفاع الإسبانية كارمي شاكون ونائب وزير الدفاع الإيطالي جوزيبي كوسيغا وقائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي.

وفي كلمة وداعية، أكد غراتسيانو أن «جميع الأطراف احترموا إلى حدّ كبير الخطّ الأزرق ووقف الأعمال العدائيّة»، مشيراً الى أن «الأطراف يواصلون التعاون مع يونيفيل، والتزامهم الراسخ بالقرار 1701 كان ضرورياً في هذا الصدد». وقال: «تقع على عاتق الأطراف مسؤولية الاستفادة من الفرصة السانحة التي يوفرها وجود يونيفيل لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار وإيجاد حل طويل الأمد». وفي أول خطاب له كقائدٍ لـ «يونيفيل» ورئيسٍ للبعثة، استذكر كويباس الفترة التي أمضاها مع «يونيفيل» كقائد للقطاع الشرقي والتي امتدت ما بين 2008 و2009. ولفت إلى أن «يونيفيل موجودة هنا لمساعدة الأطراف على الحفاظ على وقف الأعمال العدائية وعلى المضي قدماً نحو وقف دائم لإطلاق النار»، واعداً ببذل «قصارى جهده لضمان نجاح تنفيذ مهمتنا في جنوب لبنان».

  

لم يكن حزب الله لبنانياً ولن يكون!

حسن صبرا/الشرع

من حق اللبنانيين الآن ان يتأملوا في الانباء التي وردت نقلاً عن اصلاحيين ايرانيين، بأن مقاتلين من حزب الله في لبنان يشاركون في قمع الانتفاضة الشعبية المستمرة منذ 12/6/2009، والمندلعة احتجاجاً على تـزوير الانتخابات الرئاسية التي اعادت انتخاب محمود احمدي نجاد لفترة رئاسية ثانية، وان يقارنوها باعتداءات حزب الله عليهم في بيروت والجبل والبقاع والشمال.. ليكتشفوا مآل القوة الفائضة لدى هذا الحزب ومخاطرها.

فلقد كتبنا دائماً ان حزب الله بات يملك قوة فائضة تستخدمها ايران لتنفيذ سياساتها ضد أمن واستقرار البلاد العربية والاسلامية (وربما الغربية) (في مصر واليمن والعراق وفلسطين (ضد فتح) وأذربيجان وبعض دول اميركا اللاتينية.

وكتبنا ان ثوار ايران الاصلاحيين تحدثوا عن مشاركة عناصر من حزب الله مع الباسيج (التعبئة) بملابسهم الرسمية، ودراجاتهم النارية وعصيهم الكهربائية في قمع تظاهرات الشبان والصبايا ولسع اجسادهم بالكهرباء وكسر عظامهم بالعصي نفسها (مثلما فعل العدو الصهيوني مع اطفال الانتفاضة) تنفيذاً لأوامر تصدر عن اجهزة القمع الايرانية لتغطية تزوير ارادة الناس في ايران المطالبة بالاصلاح والتغيير.

ولم يعد خافياً على احد شعارات الثورة الخضراء في ايران وهتافات شبانها وهي تطالب بإيران اولاً قبل غزة وقبل لبنان، وهي الشعارات التي اعتبرتها ((حماس)) واعتبرها ((حزب الله)) معادية لهم، بسبب الاموال الباهظة التي تنفقها ايران على الحزب اللبناني والحركة الفلسطينية على حساب جوع وبطالة وحاجة الايرانيين الفقراء الذين يقفون بالطوابير للحصول على حقوقهم الشرعية من النظام الحاكم في طهران.

وكتبنا عن ذلك السائق الايراني الذي التفت الى زبون لبناني شيعي يصرخ فيه نحن نعمل ونتعب وحكومتنا ترسل الاموال الى حزب الله في لبنان، كي تتمتع نساؤه بركوب السيارات الكبيرة على حساب جوعنا وفقرنا.

غير ان،

مشاركة حزب الله في قمع تظاهرات الشعب الايراني تحمل اكثر من مغزى وعبرة على الشكل التالي:

1- يثبت حزب الله انه حزب فارسي رسمي، اي هو ليس حزباً لبنانياً تدعمه ايران، كما كان حال احزاب او حركات كثيرة سبقته في لبنان، لبنانية او فلسطينية، كانت تتلقى الدعم من هذا البلد العربي او الشرقي او الغربي او ذاك، وهذا يعني بوضوح لمن يريد الرؤية الموضوعية ان اهم القضايا الوطنية العالقة مع هذا الحزب، وهي قضية سلاحه لا يمكن بل يستحيل حلها مع قيادته في لبنان، لأن هذه القيادة هي اختراع وتركيب وتنفيذ واخراج السلطة الحاكمة في ايران نفسها، وما على الذين يريدون حل هذه المسألة الا التعامل مع ايران مباشرة، مع تحمل تداعيات رفض ايران للتنازل عن هذه الاداة الفعالة التي تسمى حزب الله، والتي بات نفوذها ومسرح عملياتها يتجاوز لبنان الى العالم كله.. وعلى اللبنانيين الذين قد يتوجهون الى ايران لسؤالها حل قضية هذا الحزب ان تكون لديهم بدائل عن هذه التداعيات او وضع اسلوب مواجهتها، طبعاً ليس بقدرة اللبنانيين وحدهم، بل بجهد كل القوى المتضررة من هذا التوسع الايراني على حسابهم خاصة في بلاد العرب كلها.

2- يصادر سلوك حزب الله ضد الشعب الايراني المنتفض حق الشعب العربي في مد اليد الى هذا الشعب الحيوي وقواه الثائرة لإحقاق الحق داخل اراضيه، لأن مسؤولية العرب التي يسعى حزب الله لمصادرتها بسلوكه القمعي ضد الشعب الايراني محاولة استعادة الحياة الى الدائرة الحضارية التي تجمعهم مع الشعوب الايرانية بإسم الإسلام.

3- ان تعمد ايران إشراك حزب الله الذي ما زال افراده يتحدثون اللغة العربية، الى جانب اللغة الفارسية، وإشراك منظمة ((بدر)) العراقية الموالية للاستخبارات الايرانية، كما اشراك عرب الاحواز، وربما إشراك عناصر من حركة الجهاد الاسلامي وحركة ((حماس)) في قمع التظاهرات، اعتماداً على تخاطبهم باللغة العربية هو جهد ايراني رسمي يقوده الحرس الثوري لدق أسفين العداء والحقد بين الشعوب الايرانية الثائرة وبين العرب انفسهم حيث يظهر العرب من خلال ((حزب الله)) و((منظمة بدر)) و((عرب الاحواز)) و((حماس)) و((الجهاد)) انهم معادون للشعب الثائر ضد السلطة القمعية التي يقودها الثنائي الحاكم خامنئي – نجاد تحت سيطرة قادة الحرس الثوري.

4- طبعاً لا تحتاج ايران العناصر البشرية لمواجهة انتفاضة الشعب الايراني الا اذا شعرت السلطة الحاكمة ان ادواتها القمعية كالحرس الثوري، والتعبئة واطلاعات والشرطة وغيرها لم تعد متماسكة وموحدة في الالتـزام بقوانين القمع والاعتقال والاغتيال، لذا فإنها تلجأ الى القوى الخارجية التي لم تنتقل اليها بعد عدوى الانقسام الداخلي في مؤسسات القمع الايرانية بين الولاء للمحافظين ولقمة العيش وبين الولاء للإصلاحيين في صحوة الضمير.

5- حتى لو ظلت ادوات القمع الايرانية متماسكة في تنفيذ اوامر السلطة لقمع الشعب الايراني، فإن اعتماد العرب لقمع الثورة الخضراء هو اشارة اضافية ترسلها طهران الى العرب والعالم بأنها قادرة على تسخير العرب كلهم او بعضهم وتخويف الدنيا كلها فيهم دون ان تتحمل مسؤولية عنهم لأنهم ليسوا ايرانيين.

فكيف يكون حزب الله بعد هذا حزباً وطنياً.. والجميع يعلم ان نشأته لم تكن كذلك.

حسن صبرا

 

 زلزال المحكمة قادم/بلمار يرسله في آذار/مارس ومجلس الامن يعلن القرار الاتهامي بصفقة سياسية؟

كتب حسن صبرا/الشراع

شهر آذار/مارس المقبل سيشهد صدور القرار الاتهامي (القرار الظني) في جريمة اغتيال الرئيس المظلوم رفيق الحريري، موجهاً الى المحكمة الدولية الخاصة بلبنان.

القرار الاتهامي سيصدره مدعي عام المحكمة القاضي الكندي دانيال بلمار، ولن يعقد به مؤتمراً صحافياً كما كل التقارير السابقة التي اصدرها القضاة المحققون السابقون ديتليف ميليس وسيرج براميرتس و(فيتزجيرالد) بل سيرسل الى مجلس الامن الدولي عبر امين عام الامم المتحدة بان كي مون، الذي سيحتفظ به سراً الى ان يعرضه في جلسة مغلقة لمجلس الامن الذي سيحدد الوقت المناسب لاعلانه سواء عبر نشره اعلامياً عبر موقعه الخاص، او عبر تكليف امين عام الامم المتحدة بقراءته في مؤتمر صحافي او عبر تكليف رئيس مجلس الامن في شهر آذار/مارس بقراءته. مراقبون دوليون اكدوا ان القرار الاتهامي سيحدث زلزالاً سياسياً وربما امنياً في لبنان ودول اقليمية معنية مباشرة بلبنان وبجريمة الاغتيال التي جرت يوم 14/2/2005 وهي مباشرة سوريا وايران، المراقبون يتحدثون عن اسماء كبيرة جداً، وأسماء لا تخطر على بال احد، واردة في القرار الاتهامي، وان هذه الاسماء ومواقعها في اكثر من بلد اقليمي ولبنان سيلزم مجلس الامن بالتروي في اعلانه حتى يتم ترتيب اوضاع معينة في المنطقة، وان ترتيب هذه الاوضاع سيحتمل توجهات عدة:

التوجه الاول: عقد صفقة سياسية ضخمة لضمان امن واستقرار لبنان، عبر ضمان عدم العودة الى اي عمليات اغتيال او ارهاب مع عدم افساح المجال ابداً لتسريب عناصر معادية لأمن لبنان، مثل ((القاعدة)) او من ترسله استخبارات الدول الاقليمية الى لبنان للقيام بعمليات ارهابية تحت زعم انها تقاتل ضد اسرائيل او ضد مصالح غربية، او انها تنتمي الى الاسلام السياسي السلفي (السني تحديداً).

التوجه الثاني: ضمن عقد الصفقة، تحجيم دور ((حزب الله)) الامني والعسكري بقرار ايراني مباشر، والزام سوريا بتنفيذه من خلال وقف مد ((حزب الله)) بأي نوع من انواع الاسلحة والذخائر، او مرور المقاتلين ذهاباً واياباً من والى ايران.

التوجه الثالث: انتظار تطورات خطيرة جداً في المنطقة، اهمها على الاطلاق حرب اسرائيلية – ايرانية في لبنان، او مواجهة مباشرة حول الملف النووي الايراني ستحدد مصائر كثيرين اهمهم مصير اسرائيل نفسها ومصير النظام الايراني الحالي، وتابعه في لبنان ((حزب الله)) ثم مصير توجه النظام السوري نفسه الذي ستنعكس عليه نتائج اي حرب في المنطقة سواء شارك فيها (وهذا مستبعد جداً الا اذا ورطته طهران) ام لم يشارك وهذا هو المرجح.

هذه التوجهات وربما غيرها، ستكون مقياساً لمدى القدرة على اعلان نتائج التحقيقات في القرار الاتهامي، ولعل ارسال القرار الى مجلس الامن الدولي ليتحمل هو المسؤولية في توقيت الاعلان، او في الاعلان نفسه من عدمه ورفع المسؤولية عن القاضي الدولي بلمار والمجموعة القانونية الكاملة حوله هو مؤشر اساسي لكيفية التعاطي المسبق مع المعلومات الخطيرة التي توصل اليها التحقيق الدولي في جريمة اغتيال الحريري.

يبقى ان نشير الى ان في تطوير مسألة التحقيقات في الجريمة واستنتاجاتها، ورود عبارة ((الحربة الذكية)) التي تعني المرونة في التعامل مع منفذي الجريمة اياً كانوا، حيث يمكن تحميل المنفذ وحده جريمة القتل، كما يمكن تحميل مصدر الاوامر لمنفذ الجريمة ايضاً.

المراقبون الدوليون اوضحوا لـ((الشراع)) امثلة على مسار ((الحربة الذكية)) من واقع التحقيقات نفسها، حيث تحدثوا عن واقعة ازالة حطام موكب الرئيس الحريري بعد ساعات من اغتياله بما يعد تلاعباً بمسرح الجريمة يعاقب عليه القانون، اذ يستطيع قائد قوى الامن الداخلي يومها اللواء علي الحاج القول انه نفذ بإزالته حطام الموكب من مكان الجريمة في عين المريسة الى ثكنة الحلو تنفيذاً لأوامر وزير الداخلية سليمان فرنجية، و((الحربة الذكية)) هي التي ستحدد تحميل المسؤولية مثلاً للحاج، ويمكن تحميلها ايضاًَ لفرنجية او للاثنين معاً.

وفي مثال آخر يروي المراقبون الدوليون واقعة اخرى مثل قول رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية في الجيش اللبناني يومها العميد ريمون عازار، انه في بعض قراراته بعد الجريمة بخصوص نقل هذا او ابعاد ذاك كان ينفذ تعليمات قائد الحرس الجمهوري العميد مصطفى حمدان.

و((الحربة الذكية)) في هذه الواقعة سترد على قول عازار بأن التراتبية العسكرية تفرض على عازار اصدار الاوامر لحمدان وليس العكس، اذ ان عازار بحكم السن هو الاقدر على اعطاء الاوامر لأنه الاقدم في الرتبة رغم انه وحمدان متماثلان في الرتبة (عميد)).

فإذا تم التغاضي عن هذا العرف التنظيمي العسكري المتبع فإن ((الحربة الذكية)) يمكن لها ان تعتمد قول عازار لتحمل المسؤولية ليس الى مصطفى حمدان بصفته قائد الحرس الجمهوري فقط -، بل ممثلاً

لرئيس الجمهورية العماد اميل لحود القائد الاعلى للقوات المسلحة في لبنان.

اما حول قول مدير عام الامن العام يومها اللواء جميل السيد، بأنه لم يعرف بالجريمة الا بعد ان ارسل عدداً من افراد جهازه الى موقع الجريمة بعد ساعة، فإن ((الحربة الذكية)) مرنة كفاية كي تحمل السيد مسؤولية الاهمال والتقصير وربما ابعد وفق اثباتات تملكها لجنة التحقيق ولن تعلنها الا مع القرار الاتهامي الذي سيرسله القاضي الدولي - المدعي العام دانيال بلمار الى مجلس الامن الدولي.. وفق المراقبين الدوليين.

اما بعد،

فإن الصمت الذي يلف قضية المحكمة الخاصة بلبنان منذ فترة، ما هو الا الهدوء الذي يسبق العاصفة.

وما اليأس الذي اصاب كثيرين من طول المدة ومن التحولات السياسية في لبنان كما ((الفرعنة)) التي يتغطرس بها البعض الآخر.. الا تعبير متوقع لاحتمالات الصفقة كي يأتي هذا الزلزال برداً وسلاماً.. على رؤوس البعض، كما قد يختار ارضاً اخرى كي يشق بها اخدوداً سيكون الثاني بعد زلزال هايتي المشؤوم

 

إجماع على أن كل شيء سيتقرّر في شباط: بدأ الشهر الحاسم في الملف النووي الإيراني

إيران ستتحدى خلال أيام الأسرة الدولية بإعلانها تخصيب اليورانيوم بنسبة عالية

 الولايات المتحدة مصرّة على عزل إيران

روسيا تقول أن الكيل طفح!

 فرنسا ترأس مجلس الأمن لشهر... يتقرّر خلاله موضوع العقوبات

 ألمانيا تريد عقوبات إمّا بقرار من مجلس الأمن... وإمّا من دونه

 تقرير خاص كتبه »المُحرِّر الديبلوماسي«: المحرر العربي

كل المؤشـّرات توحي بأن الملف النووي الإيراني سيعود ابتداء من الأيام القليلة المقبلة إلى الواجهة الديبلوماسية، وأنه سيشهد خلال شهر شباط/ فبراير حراكاً مكثفاً يهدف إلى حسم موضوع العقوبات الجديدة التي قد تفرض على إيران.

باختصار، ساعة الحقيقة دنت، ولم يعد هناك من هامش زمني فعلي أمام المطالبين بالتروي وبالاستمرار في التحاور مع النظام الإيراني في هذا الملف. إذ ليس هناك أي مبرّر مقنع بأن المزيد من الاعتدال تجاه إيران سيؤدي في نهاية المطاف إلى نتائج ملموسة. بل على العكس، هناك الآن قناعة دولية واسعة تكوّنت تدريجاً ومفادها أن إيران، على الرغم من مرور سنة كاملة على بداية النهج الذي اعتمده الرئيس الأميركي باراك أوباما تجاهها، مصرّة على السير قدماً في برنامجها النووي. وأن الوقت يعمل لصالحها. وأن المراهنة على الحوار معها صارت علامة ضعف وتردد ليس إلاّ. لذا، ثمّة إجماع من قبل الغالبية العظمى من الخبراء على القول بأن كل ما يتعلق بموضوع العقوبات الجديدة التي قد تفرض على إيران في إطار مجلس الأمن الدولي يجب أن يتقرّر خلال شهر شباط/ فبراير المقبل.

نحو تصعيد إيراني

ولأن النظام الإيراني واعٍ تماماً لهذا التوقيت، ولدنو مرحلة الحسم، فهو على ما يبدو قرّر أن يأخذ المبادرة، وأن يصعد من جانبه أوّلاً. هذا ما توحي به بوضوح أخر المواقف الرسمية الصادرة عن إيران.

فيوم الأحد الماضي، 24 الشهر الجاري، صرّح الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد قائلاً بأن إيران ستعلن قريباً »خبراً ساراً يتعلق بتخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة«. متى؟ في الذكرى الواحدة والثلاثين للثورة الاسلامية التي أطاحت نظام الشاه في 1979، وهي مسماة بـ »عشارية الفجر«، تحيي الأيام العشرة الأولى من الثورة وتمتد من 1 الى 11 شباط/ فبراير.

ولقد فسّر الرئيس الإيراني هذا التوقيت بأنه مرتبط بـ »انتهاء الفرصة التي أعطتها إيران للدول الغربية« لكي تقبل بالعرض الذي قدمته إيران رداً على عرض »الوكالة الدولية للطاقة الذرية« حول تخصيب اليورانيوم. وللتذكير، كانت »الوكالة الدولية للطاقة الذرية« التابعة للأمم المتحدة قد عرضت على إيران، في مطلع تشرين الأوّل/ أكتوبر 2009، أن يتم إرسال القسم الأكبر من اليورانيوم الإيراني المنخفض التخصيب إلى روسيا وفرنسا في دفعة واحدة لترفع نسبة تخصيبه إلى نسبة 20 في المئة ومن ثم يعاد إلى إيران بشكل وقود لمفاعل أبحاث علمي مدني في طهران. غير أن إيران، بعد قرابة ثلاثة أشهر من المماطلة والتهرّب، تقدّمت بعرض مقابل يقضي بتبادل جزئي للوقود على مراحل وعلى أراضيها، وقالت إنها تقدم إلى الأسرة الدولية »مهلة نهائية« مدتها شهر لقبول هذا العرض، مهددة بأنها ستقوم بنفسها بتخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة إذا لم تقبل الأسرة الدولية عرضها هذا بحلول نهاية المهلة، أي بنهاية شهر كانون الثاني/ يناير الجاري.

كذلك، بعد يومين من تصريح الرئيس الإيراني، صرّح المرشد الأعلى للجمهورية الاسلامية، آية الله علي خامنئي، يوم الثلاثاء 26 الشهر الجاري، بأن إيران لن ترضخ »للابتزاز« من قبل الدول الكبرى، وذلك قبل أيام من »المهلة النهائية« التي أعطتها إيران إلى الأسرة الدولية. فهو قال: »لن نرضخ للابتزاز... سيتمسك شعبنا بحقوقه بقوة، ولن نتراجع عن ذلك«.

لاريجاني يهدد دول الخليج في عقر دارها

وفي هذا الإطار من التصعيد الإيراني، وجّه رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني، يوم الأربعاء 27 الشهر الجاري، تحذيراً واضحاً إلى دول الخليج العربية لعدم السماح للولايات المتحدة باستخدام القواعد العسكرية على أراضيها لشن هجمات على إيران. فقد صرّح لاريجاني قائلاً: »إن دول المنطقة التي قدّمت قواعد عسكرية لأميركا يجب أن تعلم أنها لا يجب أن تُستخدم ضد إيران. يجب أن لا تكون المنطقة محطة للاعتداء على إيرانطبعاً، استطرد لاريجاني قائلاً: »نحن لا نريد أن نلحق أي أذى بدول مجلس التعاون« الخليجي، وأضاف بثقة أن الولايات المتحدة وإسرائيل لن تجرؤا »على شن هجوم على إيران«.

لكن الملفت في هذا الموقف التهديدي هي وقاحته. فلقد أدلى به لاريجاني خلال مؤتمر صحافي عقده خلال زيارة كان يقوم بها إلى... الكويت، وهي زيارة استغرقت ثلاثة أيام التقى خلالها أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الصباح ومسؤولين كويتيين كباراً آخرين. ومن المعروف أن الكويت، على غرار البحرين وقطر، تستضيف قواعد عسكرية أميركية. أي أن لاريجاني هدّد الكويت وهو في زيارة رسمية على أراضيها. وهدّد بالتالي دول الخليج جمعاء، لأنه يعرف تماماً أنها مرتبطة بين بعضها بميثاق دفاع مشترك. وكل ذلك على الرغم من أن دول الخليج العربية، من دون استثناء (سواء الدول الثلاث التي تستضيف قواعد أميركية أو الدول الثلاث الأخرى المنضوية في »مجلس التعاون« وهي السعودية والإمارات وعُمان)، أعلنت رسمياً، ومراراً وتكراراً، منفردة ومجتمعة، رفضها لاستخدام أراضيها كقاعدة لمهاجمة إيران.

الضربة من خارج دول المنطقة والإنتقام الإيراني يستهدف الخليج!

لماذا إذاً هذا الكلام الاستفزازي والاستعلائي من قبل إيران؟ سبب هذا الكلام، بحسب رأي الخبراء الغربيين، هو أن إيران تعرف تماماً أنه في حال تعرّضت لضربة عسكرية، أميركية أو غربية أو حتى إسرائيلية، فإن هذه الضربة ستأتي بحسب جميع السيناريوهات الجدية المتداولة، ليس من القواعد الأميركية في الخليج، بل من الأساطيل البحرية أو من قواعد عسكرية أميركية أو غربية أو أطلسية أو إسرائيلية بعيدة جغرافياً، وأن إيران لن تستطيع الرد على مصدر هذه العمليات بفعالية ودقة. وبالتالي هي تتوعّد بالرد الممكن والقريب، أي بضرب القواعد العسكرية الأميركية في الخليج، متذرعة بأن هذه القواعد تساهم في الضربة الموجّهة ضدّها، حتى ولو كان ذلك غير صحيح. أي أن إيران، بكلام آخر، تتوعّد منذ الآن بتوجيه ردها إلى الحلقة الأضعف والأقرب، بدلاً من مصدر النار الفعلي، فتولع بذلك فتيل النار في منطقة الخليج مع كل ما سيتتبع ذلك من نتائج سياسية وعسكرية واقتصادية. هذا يعني أن إيران تقول للولايات المتحدة ما مفاده: »حذار من ضربنا، لأننا سنفجّر الخليج«. أي أنها تأخذ الخليج العربي رهينة في صراعها المباشر مع الأسرة الدولية، ولا سيما مع الدول الغربية، وهو صراع ليس فيه لدول الخليج ناقة ولا جمل.

ضغط أميركي خارجي

هذا التصعيد الكلامي الإيراني يهدف إلى تخويف الأسرة الدولية، بينما هي تتحضر لاتخاذ قرارات يمكن أن تكون حاسمة وموجعة تجاه إيران.

فمن ناحية، تقوم الولايات المتحدة حالياً بضغط قوي للتوصل إلى مشروع قرار يقدّم إلى مجلس الأمن الدولي، لكي يقر ويكون قرار العقوبات الرابع والأكثر صرامة الذي يتخذه المجلس ضد إيران.

كل يوم تظهر بوادر هذا النشاط الأميركي الحثيث. فيوم الأربعاء 27 الشهر الجاري، اغتنمت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون انعقاد مؤتمري لندن حول أفغانستان واليمن للسعي إلى اقناع حلفائها بفرض عقوبات على إيران... وتمكنت من الحصول على موقف مشجع من روسيا.

فلقد قامت كلينتون بسلسلة من اللقاءات الثنائية، كان أهمها مع نظيرها الروسي سيرغي لافروف. وقالت في نهاية نهارها الطويل: »إن شركاءنا يرون رفض إيران« عرض تخصيب اليورانيوم في الخارج باعتباره »منعطفاً«. وأضافت: »الديبلوماسية تقوم على حوار مبني بدقة شديدة. هذا يتطلب الكثير من الصبر والكثير من تبادل المعلومات وهذا ما يحصل الآن«.

ووصفت المصادر الأميركية اجتماع كلينتون ولافروف في لندن بأنه »كان بناءاً جداً« وأنه جرى »في روح من التعاون«. وقال ديبلوماسي أميركي كان يصاحب الوزيرة كلينتون في لندن: »لقد توصلنا رغماً عنا إلى استنتاج مفاده أن علينا المضي في ممارسة ضغوط« على إيران. وأضاف هذا الديبلوماسي، الذي طلب من الصحافيين عدم الكشف عن اسمه، أن كلينتون ولافروف »أجريا نقاشاً مفتوحاً حول سبل التقدم في شكل مثمر على طريق الضغوط، وخصوصاً عبر تدابير داخل الامم المتحدة«، وأن »لافروف قال أن لدينا الرؤية عينها، والهدف عينه. بقي علينا أن نعمل على التكتيك«، قبل أن يضيف أنه »واثق من أنه خلال بضعة أسابيع، سنتمكن من البدء في مناقشة قرار« في مجلس الأمن.

أما وزير الخارجية الروسي، فعلى الرغم من تحفظه المعروف وحرصه الدائم على عدم استفزاز مشاعر الإيرانيين، فلقد اضطر اثر لقائه كلينتون إلى القول: »يتضح لنا أنه لا يمكن الانتظار إلى ما لا نهاية« في الملف النووي الإيراني. وأضاف: »لقد خاب أملنا« لعدم تعامل إيران في شكل بناء مع اقتراحات الدول الكبرى. ومن ثم قال: »إن شركاءنا بدأوا يتحدثون عن ضرورة بحث تدابير إضافية (ضد إيران) في مجلس الأمن لتحقيق الأهداف التي حددها المجتمع الدولي«.

تصريحات لافروف هذه تؤكد ما يقوله الذين يلتقون منذ بضعة أسابيع بالروس حول الملف الإيراني، وخلاصته أن روسيا تعتبر أن الكيل قد طفح في هذا الملف وأن إيران ليست جدية ولا صادقة في تعاطيها مع »مجموعة الست« (الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن: الولايات المتحدة، روسيا، فرنسا، بريطانيا، الصين، ألمانيا).

... وضغط أميركي داخلي

هذا الضغط الأميركي على الدول الأعضاء في »مجموعة الست«، وتحديداً على روسيا والصين، لحثها على الموافقة على عقوبات قاسية ضد إيران... يصاحبه ضغط سياسي متزايد داخل الولايات المتحدة في الاتجاه نفسه.

فمثلاً، يوم الأربعاء 27 الشهر الجاري، حض تسعة من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي من الجمهوريين والديموقراطيين في رسالة الى الرئيس باراك أوباما على فرض عقوبات على إيران لإرغامها على تلبية مطالب المجتمع الدولي حول برنامجها النووي. وكتب أعضاء مجلس الشيوخ: »نرى لزاما أن تطبقوا تعهدكم بزيادة الضغوط على النظام الإيراني«، مذكرين أوباما بأنه أعلن في أيار/ مايو 2009 أنه يريد تحقيق »تقدم جدي« في نهاية 2009. ووقع الرسالة الديموقراطيون إيفان باي وبنجامين كاردن وروبرت كيسي وتشارلز شومر والمستقل جو ليبرمان والجمهوريون جون كيل وجون ماكين وجوني ايساكسون وديفيد فيتر. وهاجم الأعضاء الصين التي قالوا إنها لم تلتزم التحفظ في المبادلات التجارية مثل بقية أعضاء المجتمع الدولي بل أصبحت »أحد أكبر شركاء إيران التجاريين«. وأعربوا عن أسفهم لعدم تأييد الصين فرض عقوبات دولية جديدة على طهران.

وكان زعيم الغالبية الديموقراطية في مجلس الشيوخ هاري ريد قد صرّح، يوم الثلاثاء 26 الشهر الجاري، أن مجلس الشيوخ يمكن أن يعتمد »في الأسابيع المقبلة« قانوناً يتيح للرئيس باراك أوباما فرض عقوبات على إيران. وقال ريد إنه ونظيره الجمهوري ميتش ماكونيل مصمّمان على طرح القانون على أجندة المجلس. والهدف من هذه العقوبات حرمان إيران من الحصول على حاجاتها من الوقود، خصوصاً أنها تستورد 40 في المئة من هذه المادة لأنها لا تملك ما يكفي من مصافي التكرير.

وفي حال صوّت مجلس الشيوخ على هذه العقوبات، فعليه أن يتوافق على صيغة نهائية لمشروع القرار مع مجلس النواب الذي سبق أن صوت على صيغته للمشروع في كانون الأول/ ديسمبر 2009. ويلحظ مشروع مجلس النواب منع شركة نفطية من توقيع عقود مع وزارة الطاقة الأميركية في حال باعت إيران مواد نفطية تتجاوز قيمتها مليون دولار.

وبالطبع، يتأثر الرئيس باراك أوباما بهذا الحراك في الكونغرس. بل هو سيتأثر به أكثر فأكثر منذ ضعف موقف الديمقراطيين فيه. وهو على أي حال بدأ يصعد بوضوح في لهجته تجاه إيران.  

ففي أول خطاب له عن »حال الاتحاد« أمام الكونغرس، يوم الأربعاء 27 الجاري، هدد الرئيس أوباما إيران وكوريا الشمالية بـ»مزيد من العزلة« في حال استمر قادة هذين البلدين في »تجاهل واجباتهم« عبر السعي لحيازة السلاح النووي.

فقد قال: »حتى عندما نخوض حربين (في إشارة منه إلى العراق وأفغانستان)، نواجه أيضاً خطراً أكبر على الشعب الأميركي هو تهديد الأسلحة النووية«. وأضاف أن ديبلوماسيته ضد الأسلحة النووية (أي إعلانه في ربيع 2009 أنه يريد نزعاً كاملاً لأسلحة الدمار الشامل في العالم) »قد عززت وضعنا في التعامل مع هذه الأمم التي تصر على انتهاك الاتفاقات الدولية في سعيها للحصول على هذه الأسلحة«. وتابع: »لذلك تواجه كوريا الشمالية الآن عزلة متزايدة وعقوبات أقوى - عقوبات ستعزز بشدة (...) ولهذا السبب الأسرة الدولية أكثر توحداً والجمهورية الاسلامية في إيران اكثر عزلة«.

وأكد أوباما أنه »على القادة الإيرانيين الذين يواصلون تجاهل واجباتهم ألاّ يتوهموا، فهم أيضاً يواجهون عواقب متزايدة«.  

موقف أوروبي حازم

هناك إذاً لعبة ديبلوماسية معقدة ومتسارعة تجري الآن، ولا شك أن الصين هي الطرف المعرقل فيها إذا أنها لا تزال تطالب بإعطاء الحوار فرصة إضافية. غير أن موقفها بدأ يستنزف نفسه لأن طهران لا تقدم إلى بكين أي معطى جدي تستند إليه لإقناع الأسرة الدولية بالاستمرار في التحاور مع الإيرانيين.

والجميع يعتبر أن الصين لن تعزل نفسها في نهاية الأمر عن العالم دفاعاً عن إيران، وذلك على الرغم من الأهمية الاستراتيجية لعلاقاتها معها، وأنها قد توافق وإن من غير حماس على العقوبات في مجلس الأمن، أو أقله أنها قد لا توافق عليها لكن من دون أن تلجأ إلى استخدام حق النقض »الفيتو« الذي تتمتع به كعضو دائم في مجلس الأمن الدولي.

في هذه اللعبة الديبلوماسية الجارية، يتوضح أكثر وأكثر أن الموقف الأكثر حزماً تجاه إيران هو الموقف الأوروبي داخل »مجموعة الست«، أي موقف فرنسا وبريطانيا وألمانيا، وهو موقف شبه موحد، لا تمايز جوهرياً بين أطرافه الثلاثة.

وكان آخر تعبير واضح عن هذا الموقف الحازم هو ما صرحت به المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل يوم الثلاثاء 26 الشهر الجاري عندما أكدت بان شهر شباط/ فبراير سيكون حاسماً لجهة بلورة عقوبات جديدة بحق النظام الإيراني. فقد قالت، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز في برلين: »أعتقد أن شباط/ فبراير سيكون الشهر الحاسم« كون فرنسا ستتولى عندها الرئاسة الدورية لمجلس الأمن الدولي. وأضافت أن »المانيا تأمل بحل دبلوماسي لهذه الأزمة ونعتبر أن العقوبات تشكل اذن المرحلة التالية«.

وأوضحت ميركل أنه ينبغي اتخاذ قرار في شأن عقوبات جديدة في الأمم المتحدة، ولكن »إذا لم تشارك الصين وروسيا ودول أخرى في هذا الأمر في إطار المجلس، فإن مجموعة دول تتقاسم الأهداف نفسها يجب أن تهتم بذلك«.

كلام ميركل مهم جداً. فهو يؤكد ما سبق وأشرنا إليه (أنظر العدد الأخير من »المحرر العربي«) حول أن الأمور قد تسير نحو سلتين من العقوبات (واحدة في مجلس الأمن وواحدة خارجه) أو على الأقل نحو سلة واحدة ولكن صارمة من العقوبات خارج مجلس الأمن.

كذلك، يؤكد كلام ميركل ما سبق وأشرنا إليه (في العدد الأخير نفسه) حول أن تسلم فرنسا رئاسة مجلس الأمن في شهر شباط/ فبراير سيكون هو الفرصة السانحة لأصحاب الموقف الأكثر تصلباً ضد إيران لتحريك الأجندة الديبلوماسية بالشكل الذي يناسبهم.  

الموقف الفرنسي واضح، بل هو يزداد تصلباً. فيوم الإثنين 25 الشهر الجاري، دعا وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية بيار لولوش شركاءه في الاتحاد الأوروبي إلى إعداد عقوبات جديدة بحق إيران، معتبراً أن لا مفر من هذا الأمر في ضوء موقف طهران في شأن برنامجها النووي.

وقال لولوش: »نأمل أن يعمل الأوروبيون معاً لإعداد عقوبات لأننا نعتقد أن علينا مواكبة آلية العقوبات (...) بالنظر إلى رفض إيران كل اقتراحات الحلول« التي تم طرحها. وكان لولوش يتحدث أمام الصحافيين إثر اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الاوروبي حيث مثل بلاده بسبب وجود وزير الخارجية برنار كوشنير في مونتريال للمشاركة في المؤتمر حول هايتي. وهو تابع قائلاً: »علينا أن نكون قادرين على مواكبة آلية العقوبات« و»على الاوروبيين أن يستعدوا لالية العقوبات هذه«. وأضاف: »نحن نتفاوض مع إيران منذ ستة أعوام وتم رفض كل اقتراحات الغربيين، وإذا استمعنا الآن إلى المتحدثين الإيرانيين فإنهم يشيرون إلى زيادة التخصيب حتى عشرين في المئة« وهو ما يعتبر »عتبة التخصيب العسكري«.

نعم، هناك قلق جدي من قرار إيران رفع التخصيب إلى مستوى 20 في المئة. فيوم الإثنين 25 الشهر الجاري، شددت وزارة الخارجية الفرنسية على أن إنتاج إيران لليورانيوم العالي التخصيب يخالف قرارات الأمم المتحدة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو أن تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة »سيخالف بوضوح، وعلى وجه الخصوص، خمسة قرارات لمجلس الأمن الدولي تطالب إيران بتعليق نشاطات التخصيب«.

الشركات الدولية تتحضر

باختصار، الأمور سائرة على الأرجح نحو عقوبات قاسية. ولقد بدأت الشركات الغربية الكبرى تتحضر منذ الآن لذلك. هناك سيل من التعميمات الداخلية لدى هذه الشركات بعدم توقيع أي اتفاق طويل الأمد مع إيران، لأن هذه الاتفاقات قد تجمد بسبب العقوبات.

وكان آخر مثل على ذلك هو القرار الذي أعلنته شركة »سيمنس« الالمانية العملاقة يوم الاربعاء 27 الشهر الجاري بوقف توقيعها أية صفقات جديدة في إيران ابتداء من منتصف 2010. فلقد صرح المتحدث باسم الشركة الكسندر بيكر بأن »مجلس إدارة الشركة قرر عدم إبرام أية عقود جديدة مع شركائه التجاريين في إيران«، مضيفاً أن القرار اتخذ داخل الشركة في تشرين الاول/ أكتوبر 2009. وأضاف: »يوجد عملاء لديهم صفقات لا تزال جارية وتنتهي بمنتصف 2010 على أبعد تقدير .. وبعد ذلك التاريخ لن يتم عقد أية صفقات جديدة«. ولفهم معنى ذلك، يكفي التذكير بأن ألمانيا واحدة من اكبر المصدرين في العالم لإيران.

طبعاً، الأوساط الديبلوماسية الدولية لا تزال تأمل بأن تقوم إيران بمبادرة حسن نية ما تسمح بتجنيب شعبها تبعات العقوبات. لكن لا أحد ينتظر ذلك بالفعل. إذ يبدو النظام الإيراني مصرّاً على المضي في تعنته. وبالتالي لم يعد هناك من مفر لإقرار عقوبات قاسية ضده، علـّه يرتدع ويوقف برنامجه. وإلا فإن الأمور ستنتقل حينها إلى مستوى آخر، مختلف تماماً، ألا وهو الضربة العسكرية التي لا يتمناها أحد... باستثناء الإسرائيليين.

 

النائب السابق المحامي حسن علوية:قدر الجنوبيين بين كوتونو والاثيوبية

الشراع

لم تنته بعد فصول مأساة تحطم طائرة ((كوتونو)) التي ذهب ضحيتها أكثر من مئة وعشرين مواطناً لبنانياً نتيجة الإهمال والغش والتزوير في حمولة الطائرة وصيانتها واللامسؤولية في السماح لها أكثر من مرة بالإقلاع والهبوط في مطار بيروت دون حسيب أو رقيب، فالتحقيقات لم تنته وكذلك مسألة التعويضات والأهم لم يتم العثور على كل الجثث بعد. وها هو لبنان يتعرض اليوم لكارثة جديدة بسقوط الطائرة الأثيوبية وعلى متنها 90 راكباً بينهم 54 لبنانياً.

والنائب السابق المحامي حسن علوية كان من أول وأكثر المتابعين لحادثة طائرة ((كوتونو)) من كل جوانبها وما آلت إليه التحقيقات بشأنها. وقد التقته ((الشراع)) وأجرت معه الحوار التالي:

# أنتم من المتابعين منذ سنوات لكارثة طائرة كوتونو عام 2003، واليوم حصلت كارثة جديدة بسقوط الطائرة الأثيوبية؟

- ما أقرب الأمس إلى اليوم، إذ ان كارثة طائرة كوتونو وقعت في 25/12/2003 وأودت بحياة 87 لبنانياً، فالتوقيت يتلاءم مع الكارثة الجديدة التي حلت بالطائرة الأثيوبية التي سقط فيها 54 لبنانياً، وأيضاً كان التوقيت متشابهاً لجهة ان الكارثة الجديدة حصلت عند الثانية والنصف فجراً، وكذلك الأمر بالنسبة إلى طائرة كوتونو التي سارت على المدرج حوالى 118 متراً ثم اصطدمت بالجدار، وانفجرت ووقعت في البحر، في حين ان الطائرة الأثيوبية وقعت بعد ثلاث دقائق من الاقلاع، وسقطت في البحر أيضاً، انه القدر الذي أراد أن تكون الكارثتان أيضاً وأيضاً متشابهتان من ناحية ان معظم الضحايا في كلتيهما كانوا من اللبنانيين، ومن الجنوبيين بشكل خاص، ولعل أحد الأسباب الرئيسية لهذه الكارثة الجديدة وتلك قبلها هو اضطرار اللبنانيين للاغتراب من الظروف الصعبة في وطنهم التي تدفع بهم إلى الهجرة إلى الخارج بحثاً عن فرص العمل وتأمين لقمة العيش الكريم. وعلى كل يجب انتظار التحقيق ووزير الأشغال غازي العريضي خيراً فعل بتكليف لجنة التحقيق الفرنسية بالتحقيقات وبعد العثور على الصندوق الأسود بالتأكيد سيتم التوصل إلى معرفة الأسباب الحقيقية، وأعتقد انه آن الأوان للبنانيين أن يتعلموا وخاصة الجنوبيين.

# هل يمكن أن يتكرر الأمر نفسه مع أهالي ضحايا الطائرة الأثيوبية لجهة تأخر التحقيقات ولجهة التعويضات، ولجهة عدم الاستفادة من تجربة المأساة الأولى؟

- ملابسات سقوط طائرة كوتونو التي هي في الحقيقة كارثة العصر، تختلف عن ملابسات سقوط الطائرة الأثيوبية، فتلك الطائرة (كوتونو) استُقدمت من صحراء سويزلاند، ومَن أتى بها عماد سابا، وكانت طائرة هرمة وفاقدة لأبسط قواعد السلامة الجوية، بينما الطائرة الأثيوبية حديثة، ولا نستطيع التكهن بأي شيء على الاطلاق في شأن سقوطها وليس علينا إلا انتظار العثور على الصندوق الأسود لنعرف بشكل دقيق الأسباب التي أدت إلى الكارثة، أما بالنسبة إلى التحقيقات في كارثة ((كوتونو))، فإن لجنة التحقيق الفرنسية بيّنت الأسباب الحقيقية، وقد وجدت في مقدمة الطائرة وثيقة تثبت ان المدعو درويش خازم الذي هُرِّب من مطار بيروت في 27/12/2003 وما زال فاراً من وجه العدالة أوهم الطيار بالحمولة إذ قدم له وثيقة، وهي التي وجدتها اللجنة الفرنسية، تشير إلى ان حمولة الطائرة 178 طناً في حين ان الطائرة كانت تحمل في الواقع 750 طناً ما تسبب بوقوع الكارثة، وهذا كله كشفه التحقيق وكشفته تسجيلات الصندوق الأسود، التي تضمنت حديثاً بين قائد الطائرة الليبـي ودرويش الخازم يسأله الأول فيه عن ثقل الحمولة فيجيب الثاني نافياً أي زيادة متذرعاً بالوثيقة المقدمة إلى الطيار، وهذا يؤكد وجود القصد الاحتمالي المتوافر في هذه الجريمة والذي يشبه جريمة القصد والدعوى ما زالت عالقة حتى الآن في محكمة الجنايات في لبنان، بحيث ان النيابة العامة كانت قد حرّكت الدعوى، وهناك جلسة في 28 كانون الثاني/يناير، بعد تأجيل لأربع مرات، لأخذ إفادة مدير عام التنظيم المدني.

# هل من خلفيات سياسية وراء بطء التحقيقات؟

- الحقيقة، هناك ست سنوات مرت، ولا أقول هناك خلفيات سياسية، لكن المشكلة ان الكارثة حصلت في أوضاع لبنانية غير طبيعية، وفي أجواء من الفوضى، وكان مطار بيروت الدولي هو الحلقة الأضعف وحصل ما حصل، ولكن التحقيقات موجودة، واللجنة الفرنسية موجودة، وكذلك الاعترافات لجهة الرشى والارتكابات وكلها محفوظة بالملف، ونحن ننتظر لنرى الحكم الذي سيصدر، وعلى ضوئه تتكشف الأمور، فإذا تم تنفيذ الحكم بما يمليه الضمير والوجدان والحق فإن ذلك إثبات على عدم وجود تدخلات سياسية، أما إذا دُعِست الدعوى وانتُهكت فهذا أمر آخر، ونحن بالانتظار.

# ست سنوات مرت على كارثة بهذا المستوى ألا يعني ذلك وجود إهمال أو تهريب للحكم القضائي؟

المشكلة هي ((فاذهب أنت وربك فقاتلا..)) هذه هي الحقيقة بكل أسف، إهمال متمادٍ متواصل، فمثلاً لماذا الانسان اللبناني قيمته متدنية، لماذا؟ لماذا نحن ما زلنا محكومين لاتفاقية فرصوفيا التي تحدد 26 ألف دولار دية الضحية، بينما اتفاقية مونتريال تحدد مبلغ 100 ألف دولار!؟ فأين الذين يتحدثون عن الاغتراب وقيمة الاغتراب والمغتربين انهم يتحدثون صباحاً مساء عن ذلك، ولكن أين العمل من أجل المغتربين والاغتراب، أين القيمون على هذا الوطن، لماذا هذه اللامبالاة بالمواطن اللبناني. فمثلاً هناك مسألة الجثث السبع في حادثة طائرة كوتونو التي لم يُعثر عليها بعد، وهي عائدة للبنانيين، وفي المرة الأخيرة اجتمعنا في وزارة الاشغال في ولاية المجلس النيابي السابق برئاسة النائب محمد قباني، وطلبنا أن يتم فحص ((DNA)) لأهالي ضحايا من بنغلادش، لأن سبع جثث ذهبت إلى هناك وهي لا تحمل سحنة شرق أوسطية، لذا طلبنا فحص ((DNA)) للجنود البنغلادشيين الذين قضوا في الحادثة، لتقم مقارنتها مع ضحايا كوتونو، وعندها يصبح البنغلادشيون ملزمين بالبحث عن جثث ضحايا لبنانيين ذهبت إلى بنغلادش عن طريق الخطأ، وهذا الطلب ليس صعباً أو مستحيلاً وحتى الآن لم يتم أي تحرك من الدولة على هذا الصعيد، وكأن اللبناني لا قيمة له.

# بالتحديد من المقصر وأية جهة، الحكومة ام القضاء ام وزارة الخارجية؟

- الدولة اللبنانية! الدولة اللبنانية! ليس هناك اهتمام.

# اهالي ضحايا كارثة كوتونو هل حصلوا على التعويضات حسب القوانين المعمول بها؟

- حين قدمنا الدعاوى، وبلغناها للمعنيين في فرانكفورت ولندن، تم انشاء صندوق من مجموعة المؤَمِّنين، فتم دفع 13 الفاً و500 دولار لكل ضحية، في حين دفعت شركة ((اللوبس)) 26 الفاً و500 دولار، فأصبح المجموعة 40 الفاً لكل ضحية، والاغلبية من ذوي الضحايا حصلوا على هذا المبلغ.

# وماذا بقي اذن من الدعوى؟

- هناك الشق الجزائي والحق العام، والنيابة العامة يومها تحركت لأنها هي صاحبه الحق على اعتبار الضحايا مواطنين لبنانيين، وكان مطار بيروت هو الحلقة الاضعف، والمسؤولون اللبنانيون سهلوا لتلك الطائرة بالهبوط والاقلاع، من المطار حوالى 23 مرة ولذلك فإن النيابة العامة هي المسؤولة.

# لماذا لا يوجد طيران لبناني الى افريقيا؟

- هذا ما يجب ان يُسأل عنه المسؤولون والقيمون على لبنان وعلى الجنوب خاصة، فوجود خط طيران لبناني يخفف الى حد بعيد من احتمالات الخطر، لأن الطيران اللبناني مشهود له بكفاءته وبأعمال الصيانة التي يقوم بها للطائرات، ولكن للأسف نجد ان اولي الامر في البلد لا يتكلمون بهذا الموضوع الا عند حصول الكارثة، ومن ثم لا نرى شيئاً، وعليهم ان يفكروا مستقبلاً، بعد هذه الكارثة الجديدة، بأن يؤمنوا للمواطن اللبناني في بلاد الاغتراب وسيلة نقل تحفظ حياته وأمنه وان يعيدوا النظر في مسألة اتفاقات الطيران، فكل العالم انضم الى اتفاقية مونتريال، لماذا لا ننضم الى هذه الاتفاقية، وماذا ننتظر؟! فحق المغتربين هو حق المواطنية على الدولة اللبنانية، فلا يكفي القول والتغني بأن لبنان بجناحيه المقيم والمغترب، فيجب ان نقرن القول بالفعل ويجب ان نؤمن للمغترب واسطة نقل خاصة به، وبشكل خاص للمغتربين في افريفيا وهم بالآلاف المؤلفة يجب تأمين واسطة نقل وطنية بطائرات حديثة لتوفير الحد الاقصى من الامان والسلام، وثانياً هناك اتفاقيات او معاهدات تحتاج الى تعديل، ويجب تعديلها خاصة ان للاغتراب تأثيراً بالغاً على الصعيد الاقتصادي والانمائي، من جهة ثانية آن الآوان لتهتم الدولة والمسؤولون والقيمون بالانسان اللبناني، فثروة لبنان بأبنائه وليس بالسياحة والهواء والفنادق ويجب المحافظة على هؤلاء الابناء من خلال توفير فرص عمل لهم في وطنهم، ومن خلال بناء خطط مستقبلية تخلق فرص عمل باستمرار لاستيعاب القدرات والطاقات الشبابية، فلا يجوز ان يستمر هذا النـزف الخطير في الادمغة اللبنانية التي تضطر للسفر او الهجرة للعمل في مجاهل افريقيا بحثاً عن الرزق وتأمين العيش الكريم، فوطنهم اولى بهم.

حوار احمد الموسوي

 

الإمام الشيخ عبد الأمير قبلان في ذكرى رحيل الإمام شمس الدين: ظلموه!

الشرع

*كان منارة ومحطة تاريخية في عالمنا العربي والإسلامي

*العالم يتبدل من حولنا فلماذا لا يصيبنا التغيير في لبنان

*متغيرات قادمة.. إذا لم نصنعها بأيدينا ستفرض علينا فرضاً

*الشيعة في العراق وإيران لم ينصفوه وقدّموا عليه من لا يستحق

*كان من أول المقاومين وقطب رحى وشخصية نادرة الوجود

*((8 و14 آذار)) هوبروا وسبوا وبهدلوا الناس وهذا عمل فوضوي وليس وطنياً

نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الإمام الشيخ عبدالأمير قبلان كان صديق ا لعمر للإمام الراحل ا لشيخ محمد مهدي شمس الدين، رافقه من ايام الدراسة في النجف الى موقع المسؤولية في المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى، ومن ثم حتى اللحظات الاخيرة من الحياة المشتركة التي منَّ الله بها عليهما، فرحل الاول وبقي الثاني خير شاهد على قيمة احد ابرز المفكرين المسلمين في العصر الحديث.

((الشراع)) التقت الإمام قبلان الذي تحدث عن الإمام شمس الدين في ذكرى رحيله التاسعة عبر الحوار التالي:

# في ذكرى رحيل الإمام محمد مهدي شمس الدين، ماذا تفتقدون، وكنت رفيق عمره، وماذا تفتقد البلاد؟

- في ذكرى الأخ الحبيب والصديق العزيز العاقل الأمين والفاضل الأريب، نفتقد ذاك الرجل الذي يدير الأمور بحكمة وتأنٍ ومعرفة، فقد كان منارة للحقيقة ومحطة تاريخية مشرقة تعمل بصمتٍ وصبر وتتكلم بحكمة وموعظة حسنة، وتتحدث بعلمٍ وعطاء، وقد خسرناه وخسرته البلاد والاجناد في عالمنا العربي والإسلامي إذ كان قطب رحى ((ينحدر عنه السيل ولا يرقى إليه الطير))، ومما تميز به انه ما كان يظلم أحداً لكنه ظُلم من كثير من الناس وقد تجاوز ذلك بكل إباء وكِبر لأنه رجل علم وقيم ومفاهيم، ولأنه شخصية نادرة الوجود، لذلك فإن الجميع قصّروا في حقه ولم يعطوه ما يستحق، ولذلك علينا أن نجدد العهد لهذا الرجل الذي ظُلم في حياته وظُلم بعد مماته، وعلينا إذا أردنا رد الاعتبار إليه ان ندرسه من جديد ونسبر مواقفه وأقواله وتوجهاته لأنه كان مدرسة في الفكر والعلم والقيادة.

# في علاقتك به على مدى سنوات ما أكثر ما شدك في شخصيته الاعتدال، الانفتاح، الحوار، التمسك بالعيش الوطني المشترك، تأكيد الهوية العربية لطائفته؟

- كان عاقلاً لا ينساق إلى عواطفه ولا ينقاد إلى الاهواء والرغبات، كان ذا عزم دائم على تصويب المسار، وتغليب الاعتدال، يعمل لمصلحة الوطن، ولم يلتفت إلى كل اتهام باطل طاله، فقد كان بعيداً عن التعصب، أحب قومه بشدة لكنه لم يظلم الآخرين، كان يفضل خيار قومه، ولا يفضل شرارهم على خيار قوم آخرين كان متحرراً ذا بصيرة يقف في وسط الطريق لا يقرب المسيء ولا يُبعد المحسن، وعينه على مصلحة الناس والوطن، وقد صادقناه في النجف وصادقناه في لبنان، ووجدناه منسجماً دائماً مع تطلعاته وعندما أقرأ الشيخ شمس الدين أقرأ حب الأهل وحب الوطن وحب التواصل والشراكة والحوار بين اللبنانيين، وأقرأ الجهد الدؤوب والعمل الصابر على تصويب المسارات وتصويب اتجاهات البوصلة كلما انحرفت الأمور عن اتجاهاتها السليمة، ولذلك قد ظُلم كثيراً من أهله وغيرهم، والحقيقة ستبقى شاهدة على كل ما قام به وسعى إليه من تقريب بين الناس وتعميم للخير، ونشر للعلم والثقافة، وعدم تفريط بالثوابت والقناعات.

# الراحل ترك ((وصايا)) في كتاب للمسلمين عامة وللشيعة خاصة، إلى أي حد ترى ان هذه الوصايا مأخوذ بها؟

- كثيرون لا يعرفونها للأسف، وفي آخر يوم من حياته، وكنت أعوده في مستشفى الروم وإذ به يطلب ورقاً وقلماً ليكتب فقد كان يسابق الزمن ويريد أن يستمر بالعطاء حتى اللحظات الأخيرة فقلت له، ((ليس وقتها))، فقال لي ومتى!؟ بعد أن أموت؟! وقد تركته حينها، وذهبت إلى المنـزل للصلاة، وثم عدت إلى المستشفى، لأجد انه قد ارتحل عن هذه الحياة.

# ما آخر ما كتب يومها؟

- لم يستطع الكتابة، سبقه الموت، وكنت لاحظت انه أراد في آخر لحظات الحياة أن يستمر بواجبه في الوعظ والارشاد والتصويب والكلمة الطيبة، وأنا ممن أحبه بصدق لا طمعاً بجنته ولا خوفاً من ناره، وقد كنت ممن سعى وعمل ليكون هو نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي، ودعمته، ولذلك هو أوصى قبل موته بأن أكون محله بعد موته، وقال لي قبل وفاته انه يريد أن يستقيل ليتيح المجال لانتخابي، فقلت له هذا ليس إنصافاً وحقاً. فقد أموت أنا قبلك، فكيف لي أن أطمع بذلك وأنت في سكرات الموت، لذلك قلت هو ظلم من بني قومه..

# .. كررت ذلك اكثر من مرة، ظلم ممن بالتحديد؟

- لم يعطوه حقه، الشيعة في العراق وايران قدموا عليه من لا يستحق، وقد سكت عن ذلك، وحفظه في قلبه الى القبر، فهو كان عَلَماً وكبيراً من رجالاتنا.

# هل يمكن وضعه في مصاف الكبار كالسيد عبد الحسين شرف الدين والسيد محسن الامين والإمام موسى الصدر..

- لكل وضعه، والشيخ شمس الدين صاحب مدرسة فكرية، مميزة جعلته من عظمائنا وكان له لباسه الخاص ودرعه المميز عن الآخرين، من العلماء العظماء الذين صبروا وكافحوا ووصلوا، وقد كان في النجف وهو يتابع الدراسة يأكل الخبز المحمص لأيام وأيام فصبر وجاهد حتى وصل الى المرتبة العليا في العلم والفكر والقيادة، ولذلك هو يستحق ويجب اعطاؤه كل حقه من التكريم والتقدير والاحترام.

# كان الشيخ شمس الدين من اكثر الداعين لالغاء الطائفية السياسية في لبنان، لكنه في السنوات الاخيرة من عمره عدل عن دعوته تلك حفاظاً على التوازنات، وهذه المسألة يعاد طرحها اليوم بقوة؟

- الشيخ شمس الدين كان يريد الغاء الطائفية السياسية، لأن إلغاءها ضروري وحضاري ومن ضرورات العصر، وهو مطلب تقدمي.

# هناك من يرى ان إلغاءها يعني تسليم الحكم للشيعة؟

- الله يسامحهم، نحن لسنا طامعين في الحكم، لا في رئاسة الجمهورية ولا في رئاسة الحكومة، ونحن من دعاة اعطاء المناصب للكفؤ الذي يساوي بين الناس.

# كان يقول دائماً فليكتف الشيعة بما اعطاهم الطائف؟

- فليكتف الشيعة، وليحافظوا على العلم والمعرفة والتطور، فالمراكز لا تبني ولا تحفظ البلاد، بل العلم ثم العلم ثم العلم.

# الا يتعارض الغاء الطائفية مع الطائف؟

- لا، هو حفظ المناصفة، المهم ان نأتي بالكفوئين والمستحقين الى المناصب والمراكز في اي موقع كان من رئاسة الجمهورية ومجلس النواب والحكومة الى اصغر موظف في الدولة، المهم ان ناتي بالمخلصين والمنصفين والمحبين لوطنهم وابنائه وابعاد كل جشعٍ وفاسد وذي طمع وكل من يعمل لمصحلته هو وليس لمصحلة الناس والبلد.

# نعيش اليوم واقعاً مذهبياً يزداد سوءاً كيف كان تعاطي الراحل مع هذا الواقع لو كان حياً؟

- الشيخ شمس الدين كان ينتظر الظروف المناسبة لالغاء الطائفية، حتى لا ينـزعج احد، ونحن كنا معه، والسيد موسى الصدر كان من هذا الرأي، وكان يرى من الضروري ان يتفق اللبنانيون على الغائها، وان يتفقوا على اعتماد مبدأ الكفاءة وعدم تهميش احد، وعلى مبدأ الانصاف والمساواة، وعدم التفريق بين ابناء ست وأبناء جارية، وعلينا اليوم ان نلتفت الى العالم من حولنا وما يجري فيه من متغيرات فلماذا لا يصيبنا التغيير؟ فالناس تتطور وتتقدم بينما نحن ما نزال نرفض ذلك لأننا ما نزال نتجاهل مبدأ الكفاءات والشهادات ومبدأ وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، لذلك اقول للجميع للمسيحيين وللمسلمين أنصِفوا تُنصَفوا، أَحِبّوا تُحبُّوا، فالبلد قادم على متغيرات كبيرة، فاذا لم نصنعها نحن بأيدينا، سيأتي من يفرضها علينا فرصَاً ورغماً عنا، ويقول سبحانه ((لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما في انفسهم)).

# البلد شهد انقسامات حادة بين فريقي 8 و14 آذار/مارس منذ العام 2005، فأين كان سيقف الامام شمس الدين لو بقي حياً؟

- موقعه الطبيعي كان مع البلد ومصلحة البلد والناس، و((8و 14آذار/مارس)) جاءت بهم الاقدار والاعاصير والهبات الساخنة، وانا ضد كل تلك المواقف الهوائية من 14 و8 آذار/مارس ماذا فعلوا! اجتمعوا ((وهوبروا)) وسبوا وبهدلوا الناس! هذا ليس عملاً وطنياً، هذا عمل فوضوي مع احترامنا لكل الناس والاشخاص، وأنا لا اتحدى احداً، ولكن اقول للجميع، فكروا اكثر، واعتمدوا على المبادىء والقيم والاسس القديمة.

# كان الشيخ شمس الدين رائداً في اطلاق المقاومة المدنية فكم يتلاءم او يتعارض ما يجري اليوم مع فكره وما طمح اليه؟

- كان الراحل رجل مواقف، فالمقاومة ليست فقط بالسلاح والاستشهاد، انما هي ايضاً بالمواقف الصحيحة الصلبة، والشيخ شمس الدين كان من اول المقاومين والسيد موسى قال يوماً ((لو ترك الشعب الفلسطيني المقاومة سأنزع ردائي وأقود المقاومة))، فنحن شعب مقاوم منذ عهد الامام علي، قاومنا وقاتلنا وقُتلنا وصبرنا وصمدنا، ولذلك علينا ان ننوِّر الناس، والسيد موسى قال ايضاً ((السلاح زينة الرجال))، وهذا صحيح ولكن صحيح ايضاً ان العلم زينة الرجال.

# ان كان يسمعك ماذا تقول له اليوم في ذكرى رحيله؟

- أبا ابراهيم ذكرتك في زمن تقل فيه الاصدقاء، أحببتك في العسير من أمرنا، وقد كنت أبا ابراهيم من رواد الحقيقة، ومن حاملي راية الحق والعلم والانصاف، نذكرك في اصعب المواقف، اذ كنت المفرج العامل بصدق وصبر وصمت والناصح بالمشورة السديدة والحكمة العالية، والراشد الى طرق الخير والسلام، والفائض بالدعوة الى المحبة والتلاقي والوحدة والحوار والانفتاح، نتذكرك اليوم ونتأسى بك ونعمل في خطك ومسيرتك، احببتك مع الامام موسى الصدر الذي لم يطمع في الدنيا ولا حطامها، وانت تركت لنا هماً كبيراً يا أبا ابراهيم، لذلك سنحفظك ونحفظ مواقفك وتوجيهاتك، نحبك ونترحم عليك ونتأسى بك ونتذكرك في كل حين، وانت عند ربك الآن وربك اولى بك، سيحفظك ويحميك ويجزيك خير جزاء..   

 

حقيقـة كارثة الطائرة لا تزال في قعـر البحر استرداد مشروع قانون تخفيض سن الاقتراع رهن التوافق عون في المختارة نهاية الاسبوع المقبل وفي دمشق بعيد مار مارون

المركزية - حقيقة حادث الطائرة الاثيوبية لا تزال في قعر البحر،وتحت وطأة الانتظار المر والثقيل، يتابع اللبنانيون ومعه العالم العربي والدولي تداعيات هذه الكارثة ولا سيما لجهة مواكبة البحث عن الصندوق الاسود الكفيل بوضح حد لكافة التكهنات التي أعقبت وقوعها. لكن اليوم الخامس على الحادث لم يحمل اي جديد في انتظار ان تحدد الساعات المقبلة امكانات سحب الصندوق بالمعدات المتوافرة.

وفيما واصل لبنان تشييع ضحايا الطائرة، اطلع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان من نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الوطني الياس المر على المعلومات والتقارير الواردة في شأن موقع الصندوق الاسود وكيفية انتشاله لكشف الاسباب التي أدت الى حصول هذه الكارثة.

مجلس الوزراء: وستحضر كارثة الطائرة مجددا على طاولة مجلس الوزراء التي ستعقد مساء اليوم برئاسة رئيس الجمهورية في قصر بعبدا، كما ستتم مناقشة الأفكار الإصلاحية التي يتضمنها مشروع وزير الداخلية زياد بارود للانتخابات البلدية. وتشير كافة المعطيات الى ان المجلس سيسترد مشروع قانون تعديل المادة 21 من الدستور المتعلق بخفض سن الاقتراع الى 18 ولا سيما انه لم يحظ بإجماع حوله. كما سيطلع رئيس الحكومة سعد الحريري مجلس الوزراء خلال الجلسة على نتائج زيارته الى القاهرة. والدعم المصري الجديد الذي عاد به، مترافقا مع كلام إسرائيلي باستبعاد شنّ أي اعتداء على لبنان.

وقبل ساعات قليلة على انعقاد مجلس الوزراء تكثفت الاتصالات على اكثر من مستوى وأفيد ان شبه اجماع بدأ يرتسم في الافق حول ضرورة حسم موضوع قانون الانتخابات البلدية في جلسة اليوم خصوصا وان هناك اجماعا لدى مختلف الفرقاء باجراء الانتخابات في وقتها.

تعديلات: مصادر حكومية قالت لـ"المركزية" انه منعا لاعتماد القانون القديم في الانتخابات فإن بعض التعديلات الضرورية ستطرأ على هذه الانتخابات الا ان بعض ما بات مستحيلا التفاهم حوله يتصل بانتخاب الرئيس ونائبه من الشعب مباشرة ومشروع النسبية وتقسيم بيروت والشهادات لرؤساء البلديات. الا ان هناك اقتراحا بجعل الشهادة الزامية في البلديات الكبرى التي تقف عند حدود 20عضوا وما فوق لكن الاجماع على هذا الاقتراح أمر مستبعد في مجلس الوزراء.

وقالت المصادر الحكومية ان معظم بنود جدول الاعمال ليست بالاهمية التي يمكن ان تأخذ حيزا من النقاش لذلك تم ضم جدول الاعمال من89 بندا الى جانب ملف الانتخابات البلدية.

وحول المدى الزمني الذي يمكن ان تأخذه الجلسة قالت المصادر الحكومية ان القضايا الادارية التي يحويها جدول الاعمال تحتاج الى قراءة عادية ما عدا بندان او ثلاثة يمكن ان يجري النقاش حولها.

استرداد المشروع: بدوره، قال مصدر حكومي أكثري لـ"المركزية" ان احدا من وزراء الاكثرية لن يطلب استرداد مشروع قانون تخفيض سن الاقتراع من 21الى 18 سنة الا اذا حصل توافق بين الوزراء من الاكثرية والاقلية وذكّر بأن هناك تفاهما مبدئيا جرى عند تشكيل الحكومة بعدم اللجوء الى التصويت في القضابا الاساسية ولا بد من اتخاذ خطوات من شأنها سحب هذه المشروع من التداول وان حديث الرئيس بري بأنه سيطرحه على جدول اعمال اول جلسة نيابية ستعقد معناه طلبا غير مباشر بأن تقدم الحكومة على مثل هذه الخطوة وان تقوم اليوم مجتمعة بطلب استرداد مشروع القانون من مجلس النواب.

وشددت مصادر تكتل التغيير والاصلاح شددت على انها مع اجراء الانتخابات البلدية وليس مع تعطيلها تحت اي عنوان او شعار وليس مع تمديدها اما بالنسبة الى خفض سن الاقتراع فالاتجاه يميل الى سحبه وان تسترده الحكومة .

الرابية - المختارة: على خط آخر، يتوقع ان تصبح طريق الرابية ـ المختارة سالكة في الايام المقبلة بحيث سيزور رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط نهاية الاسبوع المقبل وذلك ردا على زيارة الاخير له في 11 الجاري. وفي معلومات لـ "المركزية" ان العماد عون سيصطحب معه وفدا من التكتل وآخر من التيار الوطني الحر. وان موعد الزيارة وشكل الوفد لم يتحددا نهائيا بعد فيما تلاقت مصادر الرابية والمختارة على تأكيد حصول هذه الزيارة قريبا.

وقالت مصادر في التيار ان ورقة العمل المشتركة بين التيار والحزب التقدمي الاشتراكي لتفعيل عودة المهجرين والتي تم التوقيع عليها الاثنين 25 الجاري مجرد اعلان نوايا وتترجم الاتفاقات بين العماد عون والنائب جنبلاط في شأن العودة وانماء الجبل وتطويرها عملانيا على الارض، وقد ينتقل الى حد التحالفات فكل شيء وارد اما الآن فخطوة وراء خطوة ولا شيء أكيدا في المرحلة الراهنة.

من جهة اخرى كشفت مصادر التيار الوطني الحر انه ستكون للتيار مشاركة في الاحتفالات التي ستحصل في سوريا في عيد مار مارون لكنها لم تؤكد مشاركة العماد عون شخصيا فيها.

اجتماع البريستول: في هذا الوقت، تنكبّ الامانة العامة لقوى 14آذار على وضع اللمسات الأخيرة على لقاء البريستول بعد غد الاحد، بعد توزيعها الدعوات لاكثر من 138 شخصية ومن بينها النائب وليد جنبلاط. وسيعمد المجتمعون الاحد الى التباحث في كافة وجهات النظر لجهة الترتيبات النهائية للمهرجان الذي سيقام في ساحة الشهداء في الرابع عشر من شباط المقبل بمناسبة ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري. والاتجاه يميل الى الاكتفاء بالقاء اربعة كلمات في ذكرى 14 شباط لكل من الرئيس سعد الحريري ورئيس "حزب الكتائب" أمين الجميل ورئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع ورئيس "كتلة المستقبل" النيابية فؤاد السنيورة.

وفيما ذكر ان النائب جنبلاط لن يحضر اجتماع البريستول وسوف يمثله النائب مروان حمادة وعدد من نواب "اللقاء الديموقراطي"، قالت مصادر الحزب الاشتراكي لـ"المركزية" ان الحزب تلقى دعوة للمشاركة في لقاء البريستول وهو يدرس الموضوع من باب انه معني باحياء ذكرى 14 شباط ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري والتي هي مناسبة وطنية عامة. لكن في الشكل وكيفية ترجمة هذا التوجه فهو قيد الدرس. من جهة اخرى اشارت المصادر الى ان جنبلاط لا يزال خارج البلاد وفي انتظار عودته الى لبنان يتحدد مسار الامور، ويقرر ما اذا كان ستكون له طلّة اعلامية.  اما بالنسبة الى زيارته لدمشق، اضافت المصادر، فلا مواعيد مذكرة بإعلانها مرارا ان الزيارة ستحصل عند توافر الظروف الملائمة لقيادة الحزب وللقيادة السورية. لكن معلومات "المركزية" تشير الى ان زيارة جنبلاط الى دمشق ستتم بعد 14 شباط.

 

آلان عون لـ"المركزية": زيارة عون للمختارة ضمن جولة تحضر

المركزية- أعلن عضو تكتل التغيير والاصلاح النائب آلان عون أن زيارة رئيس التكتل النائب العماد ميشال عون الى المختارة للقاء رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط ستكون من ضمن جولة يتم التحضير لها الى المنطقة. ولفت عون في حديث لـ"المركزية" الى ان الزيارة الى المختارة سيتم الاعلان عنها في الوقت المحدد لها، ومن المؤكد أن وفدا من التكتل سيرافق النائب العماد عون في الزيارة. وعمّا اذا كانت الزيارة ستأتي من ضمن جولة يقوم بها النائب عون الى المنطقة قال:" التحضيرات في هذا الموضوع جارية". وعن ورقة العمل المشتركة بين التيار الوطني الحر والحزب التقدمي الاشتراكي واذا ما كانت ستتخذ منحى ما قال: "التركيز في الوقت الراهن على ملف عودة المهجرين، وأي تطور سيحصل سيكون رهن الظروف الحاصلة، وبالاتفاق بين الطرفين".

 

مكاري: جنبلاط انتقل الى الجهة الأخرى بأسلوب يمسّ بهيْبته  

٢٩ كانون الثاني ٢٠١٠

  اكد نائب رئيس مجلس النواب  فريد مكاري "ان قوى "14 آذار" لم تنته كما يشيع البعض"، معلناً ان "14  آذار" ستعلن في الذكرى الخامسة لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري »وجهة نظرها وما حققته وما يجب ان يتحقق وكيفية العبور الى الدولة بمنطق الدولة".

  وشدد مكاري في حديث الى صحيفة "الراي" الكويتية يُنشر غداً على ان "زيارة الرئيس سعد الحريري لسورية لا تعني ان الرئيس رفيق الحريري لم يستشهد في 14  شباط 2005"، لافتاً الى "ان حجم رفيق الحريري وما قدمه للبنان في حياته واستشهاده يفرض ان يتم احياء ذكرى اغتياله".

وقال: "لا اعتقد ان سعد الحريري او اي شخص يحب رفيق الحريري يرى ان هناك مكاناً لاحياء ذكراه غير "ساحة الشهداء" التي أعادت الى لبنان بعد استشهاده سيادته واستقلاله".

ورداً على سؤال حول ماذا سيكون عليه "سقف" ذكرى 14 شباط هذه السنة والكلمات التي ستُلقى ولا سيما بعد التفاهم السعودي ـ السوري الذي تمت هندسته والذي ذهب الرئيس الحريري الى دمشق في ظله؟

قال: "أعتقد ان من الضروري أن يشرح الرئيس سعد الحريري للناس موقفه، سواء عشية ذكرى 14 شباط او في كلمته في هذا اليوم. مع الاشارة الى ان فريق 14 آذار لم يتخذ يوماً موقفاً يدعو الى قطع العلاقة مع سورية او يعلن العداء لها. وهناك مجموعة امور طالب بها اللبنانيون وحملوها طوال الاعوام الخمسة الاخيرة، وتتصل بخروج الجيش السوري من لبنان، وسيادة اللبنانيين على اراضيهم، واستقلال لبنان، وترسيم الحدود، وقفل المعسكرات الفلسطينية خارج المخيمات، وإقامة علاقات ديبلوماسية".

اضاف: "قسم كبير من هذه المطالب تحقق، وبقي قسم لم يتحقق.  وهناك جزء نُفّذ بالمواجهة مع سورية، وثمة جزء آخر يجب ان يتحقق بالتعاطي الايجابي معها.  وهذا لا يعني اي تراجع عن ثوابت 14  آذار".

 وتابع: :على الرئيس الحريري في رأيي ان يشرح هذه الامور للناس، ولا سيما ان قسماً منهم يعتقد اننا طالبو عداء مع سورية لمدى الحياة، وهذا غير صحيح. كان هناك خلاف مع النظام السوري، واذا كان هذا النظام مستعداً للاستجابة لبعض مطالبنا عن طريق التفاهم، فنحن مستعدون لنتفاهم معه". ورداً على سؤال آخر، اعتبر ان اجتماع يوم الاحد في "البريستول" هو لقوى 14 آذار، وقال: "لا ارى مبرراً لان يحضره النائب وليد جنبلاط الذي سبق ان اعلن خروجه من 14 آذار، وتالياً من شأن مشاركته ان تعبّر عن تناقض لا اعتقد ان وليد بك بوارد الوقوع فيه، مع أننا نتمنى أن يحضر وأن يعود الى صفوف 14 آذار".

وعن مشاركة جنبلاط في إحياء ذكرى اغتيال الرئيس الحريري في 14 شباط المقبل؟ قال: "لا يمكن إلا ان ارى النائب جنبلاط مشارِكاً في احياء ذكرى اغتيال الرئيس الحريري. أما اذا كان وليد بك سيحضر أم لا، فهذا امر يعود اليه. علماً ان الجميع يعلمون طبيعة العلاقة التي كانت قائمة بين الرئيس الشهيد والنائب جنبلاط، وتالياً من المنطقي في رأيي ان يحضر ذكرى 14  شباط".

وعن تحفظه عن الطريقة التي يتحضّر فيها جنبلاط لزيارة سورية، اوضح "ان الموقع الذي كان يحتلّه النائب جنبلاط عندما كان في صفوف قوى "14 آذار" نال عليه احترام وإعجاب جزء كبير من الشعب اللبناني"، مضيفاً: "وليد بك صاحب الحق المطلق في تغيير موقعه وموقفه، ولا اعتقد ان من حق احد ان يوجّهه او يقول له ماذا يفعل، ولكن أظنّ انه يحق لي ان اتحفظ عن الاسلوب. وأرى انه لا يمكن لقياديّ ان يكون في جهة معينة ومنخرطاً الى درجة كبيرة في مواجهة جعل نفسه رأس حربتها ثم ينقلب الى الجهة الاخرى بأسلوب شعر القسم الاكبر من اللبنانيين بأنه يمس بهيبة النائب وليد جنبلاط نفسه".

وقيل له: ماذا فعل وليد جنبلاط ولم يسبقه اليه الرئيس سعد الحريري الذي زار سورية؟

فأجاب: "هناك فارق كبير على هذا الصعيد. فالشيخ سعد الحريري رئيس حكومة كل لبنان، ولم يذهب الى سورية الا من هذا الموقع وليس من اي موقع آخر طائفي او حزبي او شخصي".

أضاف: "أما بالنسبة الى النائب جنبلاط، فأرى ان زعيماً بحجمه ليس مضطراً للقيام بما يفعله تحضيراً للذهاب الى سورية، وأقول هذا الكلام دفاعاً عن وليد جنبلاط وليس انتقاداً له".

وعن خفض سنّ الاقتراع الذي أرجىء بته في مجلس النواب نتيجة كارثة الطائرة الأثيوبية، اوضح مكاري "ان طرح هذا التعديل الدستوري حق دستوري للرئيس نبيه بري"، معرباً عن اعتقاده "ان هذا المشروع لم يكن ليمر".

 أضاف: "ثمة توافق مسيحي شبه كامل على عدم التصويت لمصلحة خفض سن الاقتراع في الشكل المطروح وفي هذا التوقيت". واذ اكد "ان هناك اقتناعاً راسخاً لدى الجميع بضرورة إتاحة المجال امام الشباب اللبناني في سنّ الـ 18 للاقتراع"، لفت الى "ان الخلاف هو على توقيت طرح الامر وبمعزل عن مسائل اخرى كان جرى التوافق عليها بالتلازم مع التفاهم على خفض سن الاقتراع وهي استعادة الجنسية لمَن يستحقها وتمكين المغتربين من الاقتراع".

وسئل: لو طُرح خفض سن الاقتراع على التصويت اي موقف كانت ستتخذه "كتلة المستقبل"؟

قال: "ثمة اقتناعات عميقة تتعلق بقوى "14 آذار" وتقوم على حفظ الشراكة الاسلامية ـ المسيحية. فمسيحيو "14 آذار" يراعون ما يتعلق بالشريك الاسلامي، ومسلمو "14  آذار" يراعون ما يتعلق بالمسيحيين حتى مع وجود اختلافات في الرأي احياناً، وهذا في رأيي منتهى العمل العقلاني لأننا فريق واحد في نهاية المطاف واستراتيجيتنا أهم من الامور التي لا تشكل اولويات في المرحلة الراهنة". اضاف: "أي موضوع يتعلق بالعلاقة الاسلامية ـ المسيحية، يكون الموقف المسيحي إزاءه هو عدم احراج المسلم، وموقف الشريك المسلم عدم احراج المسيحي، وذلك على قاعدة فهم كل طرف لهواجس الطرف الآخر". وعن المخارج المتاحة لمسألة خفض سن الاقتراع، قال: "يمكن الحكومة سحب مشروع القانون ثم إرساله مع مشروع استعادة الجنسية وآليات اقتراع المغتربين. ويمكن في حلّ آخر، ان يتفهّم الرئيس بري الامر ويسحب المشروع، ويمكن ايضاً طرح هذا المشروع على التصويت فيقوم كل طرف بالتصويت وفق اقتناعاته "المرحلية"، ويتم وضعه تالياً على الرف في انتظار الظرف الملائم".

وعن خلفيات طرْح الرئيس بري موضوعيْ إلغاء الطائفية السياسية وخفض سن الاقتراع، قال: "انا مقتنع انه من الناحية الدستورية الرئيس بري صاحب حق في طرحه، أما من الناحية المرتبطة بالتوقيت والتكتيك، فلا املك اي جواب".  ضاف: "الرئيس بري كان من دعاة قيام حكومة وحدة وطنية وارساء تفاهمات داخلية، كما انه صاحب نظرية "السين سين" على قاعدة ان تفاهُم سورية والسعودية ينعكس ايجاباً على الوضع في لبنان. وحتى الآن، طرح موضوعي الغاء الطائفية السياسية وخفض سن الاقتراع اللذين يجران الى مواقف خلافية، وإن كان طرحهما دستورياً، إلا ان توقيتهما يثير اسئلة افضّل ان يجيب عنها الرئيس بري".

وعن موضوع الانتخابات البلدية والاصلاحات التي يقترحها وزير الداخلية زياد بارود، قال: "اي فريق يريد بهذا التوقيت إدخال تعديلات على القانون الحالي للانتخابات البلدية لا يريد هذه الانتخابات. وهذا لا يعني ان القانون الحالي مثالي ولا انني اؤيده. ولكن انا اميّز بين امرين هما: وجوب ان تحصل الانتخابات البلدية في موعدها، وبين قانون ينطوي على شوائب ولكن عدم اعتماده يلغي الانتخابات". واضاف: "أنا مع التعديل المحق (للقانون)، ولكن عندما لا يؤدي هذا الامر الى تأجيل الاستحقاق الانتخابي، وانا حريص على الحق لكنني متمسك بالاستحقاق". وتابع: "انا من القائلين بوجوب اجراء الانتخابات البلدية في موعدها ووفق القانون الحالي على ان يبدأ فوراً وحتى قبل الانتخابات هذا الصيف البحث في الاصلاحات والتعديلات على ان تسري في الاستحقاق البلدي اللاحق".   وعن الانطباع بان "كتلة المستقبل" ورئيس الحكومة لا يريد الانتخابات البلدية لان من شأنها ان تُظهر تراجعاً في شعبية تياره (المستقبل) في عدد من المناطق في ضوء الخيارات الجديدة التي اتبعها، قال: "اؤكد وعن قناعة تامة ان هذا الامر غير وارد لدى رئيس الحكومة او "كتلة المستقبل". فالرئيس سعد الحريري مع الانتخابات البلدية في موعدها". 

 

فرنجية جمع لحود وعون الى مأدبته

المركزية- أقام رئيس "تيار المَرده" النائب سليمان فرنجية مأدبة عشاء في دارته في الرابية جمعت الرئيس العماد اميل لحود ورئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون، وكان تباحث في الأوضاع السياسية الراهنة في البلاد. وقد حضر العشاء الوزيران يوسف سعاده وجبران باسيل، اضافة الى النائب السابق اميل اميل لحود.

 

جورج عطاالله: ملف المهجرين اعاق اللقاء مع جنبلاط

المركزيزة- أكد عضو الهيئة التأسيسة في التيار "الوطني الحر" جورج عطاالله "أن "تسليط الضوء على الخلاف داخل "الوطني الحر" ضخم حجمه"، لافتاً الى أن "اللواء عصام أبو جمرة ما زال في التيار وما يسرب عكس ذلك عار عن الصحة". وأعلن في حديث الى الـ"MTV أن "الإثنين ستعقد خلوة لتحديد مهام لجنة المناطق"، معتبراً أن "الخلاف داخل التيار يندرج ضمن إطار التباين البناء". وحول اصلاحات قانون الانتخابات البلدية، شدد عطالله على أن "هذه الاصلاحات يجب أن تتم كسلة متكاملة لوضع قانون عصري". وشدد على أن "ما أعاق اللقاء مع رئيس "اللقاء الديمقراطي" اللنائب وليد حنبلاط هو ملف المهجرين".

 

سلام المنطقة يكون أميركياً أو لن يكون و أوباما يفشل إذا اكتفى بالتوسط في النزاع 

عبد الكريم أبو النصر المصدر/النهار  

"السلام الفلسطيني – العربي – الاسرائيلي يكون اميركياً او لن يكون. فهذا السلام لن يتحقق بقرار فلسطيني او عربي او اوروبي او اسرائيلي، بل يتحقق بقرار استراتيجي كبير تتخذه ادارة الرئيس باراك اوباما ويجعلها شريكا اساسيا مباشرا في عملية التفاوض يتدخل في كل مراحلها ويدفع الفلسطينيين والعرب والاسرائيليين بقوة الى ابداء المرونة ومعالجة العقد والقضايا الجوهرية العالقة بمساعدة اميركية حقيقية ودعم عربي ودولي واسع وصولا الى تحقيق الانجاز السلمي التاريخي الذي يقلب موازين القوى والمعادلات في الشرق الاوسط. واذا ما اكتفت ادارة اوباما بدور الوسيط الذي يقوم به حاليا مبعوثها الخاص الى المنطقة جورج ميتشل ورفضت اتخاذ قرار التدخل الكبير المطلوب منها، فان المنطقة ستواجه مرحلة طويلة من السلام المجمد تتخللها نزاعات مسلحة وازمات داخلية واقليمية متنوعة".

هذا هو الاقتناع الاساسي الذي توصل اليه ديبلوماسيون اوروبيون معنيون مباشرة بملف النزاع العربي – الاسرائيلي ومطلعون على مضمون الجهود الاميركية والفرنسية والدولية والعربية المبذولة حاليا لتأمين انطلاق عملية تفاوض فلسطينية – اسرائيلية جديدة. واوضح هؤلاء الديبلوماسيون ان اقتناعهم هذا يستند الى العوامل والمعطيات والحقائق الاساسية الآتية:

اولاً – الفلسطينيون عاجزون وحدهم عن استعادة اراضيهم المحتلة او تأمين حقوقهم المغتصبة المعترف بها دوليا واقامة دولتهم المستقلة القابلة للحياة والاستمرار سواء استخدموا الوسائل العسكرية او الوسائل الديبلوماسية والسلمية. فالفلسطينيون يستطيعون مهاجمة اسرائيل وضربها والحاق الاضرار والاذى بها، لكن الثمن الذي دفعوه وسيدفعونه في حال اعتمادهم الخيار العسكري باهظ جدا بشرياً وماديا وسياسيا ولن يحقق اهدافهم، كما ان هذا الخيار يدفع الاسرائيليين الى مزيد من التشدد والى توسيع نطاق الاستيطان والى رفض الاستجابة للمطالب الفلسطينية المشروعة. والفلسطينيون عاجزون وحدهم، ولو كانوا موحدين، عن اقناع الحكومة الاسرائيلية، ايا تكن، عبر الحوار والتفاوض معها، بتأمين حقوقهم ومطالبهم الاساسية المشروعة في مقابل انهاء النزاع سلميا بين الطرفين، بل انهم يحتاجون الى مساندة الدول المؤثرة القادرة على الضغط على اسرائيل لدفعها الى الاستجابة لمطالبهم.

ثانياً – لم يحصل توافق فلسطيني – اسرائيلي مباشرة على صيغة جزئية موقتة ومرحلية للتحرك نحو حل النزاع سلميا سوى مرة واحدة لدى توقيع اتفاق اوسلو عام 1993 ، وهو الاتفاق الذي ادى الى قيام السلطة الوطنية الفلسطينية في ظل الاحتلال. لكن الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي، في المقابل، ليسا مستعدين، سواء على صعيد القيادة او على الصعيد الشعبي، لتقديم تنازلات جوهرية متبادلة تؤدي الى انهاء النزاع سلميا بينهما وتوقيع اتفاق يشمل تسوية مختلف القضايا الكبرى الحيوية العالقة بطريقة مقبولة لديهما، سواء ما يتعلق منها بالدولة الفلسطينية وحدودها وطبيعتها، او بمصير اللاجئين والقدس والمستوطنات، او بالترتيبات الامنية والمياه والمسائل المهمة الاخرى. وليس ممكنا، واقعيا، انهاء النزاع من دون تنازلات جوهرية متبادلة. فالفلسطينيون يرون ان تمسكهم باقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وغزة بديلة من فلسطين الاصلية التاريخية ليس تشددا او تصلبا بل هو الحد الادنى المقبول لديهم بعدما قدموا تنازلات كثيرة وابدوا استعدادا لتقبل وجود اسرائيل على ارض فلسطين والتعايش معها سلميا. واسرائيل، في المقابل، تريد السلام الذي تصنعه هي وفقا لحساباتها والذي يطمئنها ويؤمن لها مطالبها ومصالحها الامنية والحيوية والاستراتيجية ويجعلها تخرج منتصرة من معركتها مع الشعب الفلسطيني ولذلك ترفض اسرائيل السلام الذي حددت مضمونه قرارات الشرعية الدولية ومرجعياتها. ولن يبدل هذه المعادلة الفلسطينية – الاسرائيلية الصعبة سوى تدخل دولي مؤثر وفاعل.

ثالثاً – الطرفان الفلسطيني والاسرائيلي ليسا مستعدين فعلا للتتوصل الى اتفاق جزئي موقت ومرحلي جديد يؤدي الى هدنة امنية رسمية طويلة الامد بينهما ويسمح بتحسين الاوضاع والظروف الحياتية والمعيشية والامنية في المناطق الفلسطينية ويتيح بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية المقبلة بمساعدة دولية وعربية ويمهد لايجاد الظروف الملائمة لتحقيق السلام وانهاء النزاع في مرحلة لاحقة. فالسلطة الفلسطينية ترفض الحل الموقت لانها تخشى ان يتحول حلا دائما وان يعتاده المجتمع الدولي ويتكيف معه فينهار مشروع اقامة دولة فلسطينية مستقلة ضمن حدود 1967. وحركة "حماس" ليست مهتمة باي حل وهي فشلت في ان تكون البديل من السلطة الفلسطينية وفي تأمين اي مكاسب للشعب الفلسطيني، بل ان استراتيجيتها الانقلابية والانفصالية احدثت شرخا عميقا ليس له سابق في الحركة الوطنية الفلسطينية واضعفت الفلسطينيين وجلبت الدمار والخراب الى قطاع غزة الذي تصر على احكام سيطرتها عليه لانها تعطي الاولوية لحساباتها ومصالحها الذاتية ولمتطلبات تحالفها مع سوريا وايران وليس للعمل على تأمين مصالح الفلسطينيين الحيوية. وفي المقابل، تريد اسرائيل ابقاء الفلسطينيين خاضعين لسيطرتها المباشرة او غير المباشرة لفترة زمنية طويلة من اجل تقليص مطالبهم الى الحد الذي تصير فيه مقبولة لديها.

الأولوية للمصالح الوطنية

رابعاً – الوضع العربي. العرب عربان، عرب الاعتدال وهم يشكلون الغالبية العظمى، وعرب "الممانعة" وهم الاقلية. لكن الدول العربية عموما متفقة على اربعة امور جوهرية في تعاملها مع القضية الفلسطينية هي الآتية:

- اولاً: ليست لدى اي دولة عربية رغبة حقيقية في تكرار تجربة حرب 1973 واستخدام القوة العسكرية لارغام اسرائيل على الانسحاب من كل الاراضي العربية المحتلة واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. فسوريا "الممانعة" ترفض منذ عام 1974 استخدم القوة العسكرية لاستعادة الجولان المحتل، وهي في الوقت عينه تشجع، مع ايران، "حزب الله" و"حماس" وتنظيمات فلسطينية اخرى على محاربة اسرائيل. لكن هاتين الدولتين ترفضان التورط مباشرة في اي مواجهة مع الدولة العبرية وتستخدمان حلفاءهما اللبنانيين والفلسطينيين اوراق ضغط ومساومة في مفاوضاتهما مع الدول الكبرى.

- ثانيا: إن المصالح الوطنية لكل دولة عربية هي الاساس ولها الاولوية القصوى في التعامل مع القضية الفلسطينية، اذ ليست ثمة دولة عربية واحدة، بما فيها سوريا، مستعدة فعلا للتضحية بمصالحها الحيوية من اجل تعزيز مواقع الفلسطينيين التفاوضية او من اجل تقديم دعم لهم بطريقة تهدد المصالح الوطنية لهذه الدولة او تلك. وهذا ينطبق ايضا على ايران.

- ثالثاً: ليست لدى الدول العربية القدرة على "شراء السلام الاسرائيلي" اي اقناع اسرائيل بضرورة تأمين المطالب والحقوق الفلسطينية المشروعة المعترف بها دوليا. فقد ابدت الدول العربية مرونة قصوى بطرحها مبادرة السلام العربية التي تبنتها قمة بيروت عام 2002 ولم تحصل اي استجابة اسرائيلية او دولية حقيقية لهذه المبادرة، على رغم انها عرضت المصالحة التاريخية و"التطبيع" الواسع بين العرب والاسرائيليين في مقابل الانسحاب الاسرائيلي من الاراضي العربية المحتلة خلال حرب حزيران 1967 واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وايجاد حل عادل ومقبول لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين وفقا لقرارات الامم المتحدة. والدول العربية ليست راغبة في تقديم تنازلات اخرى لاسرائيل ادراكا منها ان ذلك لن يؤدي الى تحريك عملية السلام وتغيير الموقف الاسرائيلي المتصلب، خصوصا ان اسرائيل ليست مسؤولية عربية بل مسؤولية دولية وعلى الدول الكبرى التعامل معها لدفعها الى تقبل شروط السلام العادل ومتطلباته.

- رابعاً: ترفض الدول العربية الضغط على الفلسطينيين لدفعهم الى تقديم تنازلات جوهرية للاسرائيليين، لانها على اقتناع بان الفلسطينيين يطالبون بالحد الادنى من حقوقهم المغتصبة المشروعة كما انها على اقتناع بان اطماع اسرائيل ليست لها حدود وان ما تريده هو الحاق الهزيمة ليس بالشعب الفلسطيني وحده بل ايضا بالشعوب العربية لتعزيز موقعها في المنطقة، وهو ما يدفعها الى التمسك بمطالبها القصوى ورفض الاستجابة لاي عروض او اقتراحات لتحقيق السلام العادل والشامل تستند الى قرارات الشرعية الدولية ومرجعياتها.

فرض السلام

- خامساً: الوضع الدولي. الواقع الاساسي انه ليس ثمة مجتمع دولي ضاغط فعلا على اسرائيل بل ان اميركا هي الدولة الوحيدة التي تستطيع، اذا ما ارادت، الضغط جديا على اسرائيل من اجل دفعها الى تغيير سياساتها وتوجهاتها بما يؤدي الى حل النزاع سلميا مع الفلسطينيين والعرب عموما. وادارة اوباما تملك "افضل النيات السلمية" وتحركها، منذ اليوم الاول، رغبة حقيقية في حل النزاع الفلسطيني – الاسرائيلي واقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة والاستمرار وتتعايش سلميا مع الدولة العبرية. وقد اكد الرئيس اوباما وكبار المسؤولين الاميركيين مرارا ان السلام بين العرب واسرائيل "مصلحة وطنية حيوية اميركية" وانهم ملتزمون العمل على تحقيقه. لكن ادارة اوباما ترفض "ان تنقذ الفلسطينيين والعرب والاسرائيليين من مأزقهم السلمي ضد ارادتهم" وترفض تاليا ان تكون اكثر حرصا على تحقيق السلام من الفلسطينيين والعرب والاسرائيليين انفسهم، وهي ليست راغبة في ان تتخذ القرارات الجريئة الكبرى الضرورية لتحقيق السلام نيابة عنهم، بل ترى ان التنازلات المطلوبة يجب ان يقدمها الاطراف المعنيون مباشرة بالنزاع وليس اي طرف ثالث آخر. ومن هذا المنطلق ترفض ادارة اوباما، حتى الآن، المجازفة والذهاب الى حد الانخراط المباشر الحقيقي في عملية التفاوض الفلسطينية – الاسرائيلية لان ذلك يؤدي الى الدخول في مواجهة مع اسرائيل المتصلبة لدفعها الى تلبية مطالب المجتمع الدولي الداعية الى حل النزاع على اساس اقامة دولتين تتعايشان سلميا وتسوية القضايا الكبرى العالقة بما يؤمن المصالح الحيوية الاساسية للطرفين.

ويظهر تاريخ النزاع العربي – الاسرائيلي ان اميركا نجحت في تعاملها مع هذا النزاع حين ضغطت على اسرائيل وفشلت حين امتنعت عن ذلك، وتمكنت اميركا من تحقيق انجازات سلمية بين العرب والاسرائيليين حين قامت بدور مباشر ومؤثر في المفاوضات ومارست ضغوطا حقيقية على الاطراف المعنيين وخصوصا على الاسرائيليين.

فهذا ما فعله وزير الخارجية الاميركي السابق هنري كيسينجر بعد حرب 1973 وهو ما ادى الى توقيع "اتفاقين سلميين" بين مصر واسرائيل واتفاق فك الاشتباك بين سوريا واسرائيل. وهذا ما فعله الرئيس السابق جيمي كارتر حين مارس ضغوطا قوية على انور السادات ومناحيم بيغن لدفعهما في ايلول 1978 الى توقيع اتفاق سلام اعد نصه مع مستشاريه. وهذا ما فعله جيمس بايكر وزير الخارجية السابق حين نجح في تأمين انعقاد مؤتمر مدريد للسلام خريف 1991 بعدما مارس ضغوطا جدية كبيرة على اسرائيل والعرب المعنيين بالامر. اما الرئيس السابق بيل كلينتون فقد بذل جهودا كبيرة لمحاولة تحقيق السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين وبين السوريين والاسرائيليين، لكنه فشل لانه اكتفى بدور الوسيط ولم يمارس الضغوط اللازمة لانجاز السلام.

ويتفق ديبلوماسيون اوروبيون وعرب معنيون بهذه القضية على القول ان انجاز السلام الفلسطيني – الاسرائيلي تمهيدا لحل النزاع العربي – الاسرائيلي يتطلب من الادارة الاميركية ان تتخذ الخطوات والاجراءات الاساسية الآتية:

اولاً – يجب ان تتبنى ادارة اوباما مشروع السلام الفلسطيني – الاسرائيلي تماما كما تبنت ادارة كارتر مشروع السلام المصري – الاسرائيلي ونجحت في انجازه. وعلى هذا الاساس من الضروري ان تطرح ادارة اوباما خطة سلام تحدد "نهاية الطريق" او "نهاية اللعبة" وتتضمن التزاما رسميا واضحا للعمل على اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، كما تتضمن تصورها لطريقة تحقيق ذلك خلال مهلة زمنية محددة واعطاء الاولوية للتفاوض على حدود الدولة الفلسطينية على اساس خط 4 حزيران 1967 مع تبادل للاراضي مقبول لدى الطرفين، وذلك تمهيدا لمعالجة بقية القضايا العالقة.

ثانياً – يجب عدم الاكتفاء بطرح هذه الخطة والقيام بدور الوسيط كما فعل كلينتون، بل يجب ان تتدخل ادارة اوباما مباشرة وبقوة في المفاوضات لتذليل العقبات، وان تمارس ضغوطا فاعلة على الاسرائيليين خصوصا وعلى الآخرين اذا ما اقتضى الامر من اجل انجاز الصفقة السلمية المنشودة.

ثالثاً – يجب ان تحشد ادارة اوباما دعما دوليا وعربيا حقيقيا لجهودها هذه وهو ما يمكن تأمينه اذا ما ابدت تصميما واضحا على حل النزاع. وبعد ذلك ينبغي ان تؤمن ادارة اوباما مجموعة من الضمانات والترتيبات اللازمة، كنشر قوات دولية بين الدولة الفلسطينية واسرائيل وانشاء صندوق عالمي لتقديم تعويضات مالية الى اللاجئين، من اجل تحويل اتفاق السلام واقعا ملموسا.

وكما قال لنا ديبلوماسي اوروبي مطلع: "لن يتحقق السلام الفلسطيني – الاسرائيلي اذا لم تجازف ادارة اوباما وتتولَّ، مع دول اخرى، فرض السلام فرضا على الطرفين المعنيين. فإما ان يكون السلام ناتجا من قرار اميركي استراتيجي كبير، وإما لن تشهد المنطقة السلام بل تظل تنتقل من عملية سلام الى اخرى. واذا ما ارادت ادارة اوباما الاكتفاء بدور الوسيط فهذا يعني انها ليست راغبة في العمل جديا على تحقيق السلام".