المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية
أخبار يوم
23 كانون الثاني/2010

انجيل متى 9/35-38 /يسوع يشفق على الناس

وطاف يسوع في جميع المدن والقرى يعلم في المجامـع ويعلن بشارة الملكوت ويشفي الناس من كل مرض وداء. ولما رأى الجموع امتلأ قلبه بالشفقة عليهم، لأنهم كانوا بائسين مشتتين مثل غنم لا راعـي لها. فقال لتلاميذه: الحصاد كثير، ولكن العمال قليلون. فاطلبوا من رب الحصاد أن يرسل عمالا إلى حصاده.

 

أوساط نيابية فرنسية شبهت الوضع الأمني في لبنان بـ "الهدوء ما قبل العاصفة" 

باريس: التيار العوني سمح لـ "حزب الله" بـ"التمدد" إلى سن الفيل والنبعة والبوشرية وبرج حمود ونهر الموت

 حميد غريافي:السياسة

قد لا يعود رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري من زيارته "الممتازة" لباريس اليوم بأكثر من "سلة ماء" من الوعود السياسية والعسكرية حيث جرى افهامه علنا على لساني رئيس الحكومة الفرنسية فرانسوا فييون ووزير خارجيته برنار كوشنير بأن الفرنسيين غير قادرين على الايفاء بها, وعليه الا يأمل بأكثر من الاتفاقات الاقتصادية والمالية الستة التي وقعها معهم, اذ انه "بوجود حزب الله مسلحا حتى الاسنان على حدود اسرائيل", لا يمكن لاحد, لا الفرنسيين ولا الاميركيين ولا حتى أي دولة عربية صديقة للبنان, ان يرسل الى الجيش اللبناني اكثر من ذخائر رشاشات "كلاشنكوف" و"ام سستين" وقطع غيار لسيارات الجيب العسكرية و"احذية مريحة" للضباط والافراد وخوذات معدنية حديثة لمنع الرصاص من اختراق رؤوسهم, بينما محظور على هذا الجيش التزود حتى بصواريخ ذات فاعلية متواضعة جدا لمروحيات "غازيل" و"بوما" او بقاذفات ضد الدروع والدبابات او بدفاعات ارضية فاعلة كصواريخ ارض جو, لانها - حسب كوشنير صراحة - قد تقع في أيدي جماعات "حزب الله" الذي وصفه بأنه "هو الذي يشكل خطرا على لبنان, لا اسرائيل ولا غيرها, اذ ان الايرانيين قد يحاولون الهرب من استحقاق برنامجهم النووي عن طريق دفع حسن نصر الله الى مغامرة عسكرية لصرف الانظار عن هذا البرنامج وعن ازمتهم الداخلية, والايعاز اليه باحداث حرب على الجبهة الجنوبية".

وقالت اوساط نيابية فرنسية رافقت زيارة الحريري لباريس خلال الايام الثلاثة الماضية "تنتاب ضيوفنا اللبنانيين نفس مشاعر القلق التي تنتابنا والاميركيين والاوروبيين والعرب من انفجار قريب على الحدود اللبنانية - الاسرائيلية, ويترقبون مثلنا وقوع حدث امني نوعي ما يشعل صاعق هذا الانفجار في اي وقت, كما كانوا في جو خلال كل لقاءاتهم مع المسؤولين الفرنسيين ظهروا فيه وكأن هذا الهدوء المصطنع على الساحة الداخلية اللبنانية ما هو الا الهدوء الذي يسبق العاصفة, لذلك كان الحاح الحريري على التدخل لدى بنيامين نتانياهو لمنعه من شن هجوم على لبنان حيث بلغ في مخاوفه حدود التوسط لدى نيكولا ساركوزي ورئيس حكومته ووزير خارجيته للحصول على "ضمانات" من اسرائيل بأنها لن تهاجم, حسم كوشنير موضوعها بالقول "ان الضمانات تؤخذ من اسرائيل وليس منا", نافضا يديه من المسألة برمتها".

وكشفت الاوساط النيابية الفرنسية ل¯ "السياسة" النقاب أمس عن ان باريس, "شأنها شأن واشنطن ولندن وبرلين والامانة العامة للاتحاد الاوروبي والامم المتحدة, لا تثق بوجود الرئيس ميشال سليمان على رأس الدولة والجيش ولا بقائد المؤسسة العسكرية جان قهوجي في موقعه الراهن, بسبب مواقفهما التي بلغت حدود الاعلان الصريح بأنهما يقفان الى جانب "حزب الله" وهما مستعدان لزج الجيش اللبناني في اي حرب جديدة مع اسرائيل, وبالتالي فإنهما المسؤولان الوحيدان عن الكوارث التي قد تحل بلبنان".

وقالت الاوساط ان زيارة سليمان لواشنطن ولقاءه رئيسها باراك اوباما قبل اسابيع, "ومطالبته بأسلحة متطورة الى الجيش وبمنع الاسرائيليين من شن حرب على لبنان كانت "زيارة كارثية" بكل معنى الكلمة والدليل ان سليمان الذي لم يحصل على اي من مطالبه هذه, قرر السفر الى روسيا في اواخر فبراير المقبل تعبيرا عن احباطه في واشنطن وليوحي للاميركيين بأن هناك دولة عظمى أخرى يمكن ان تساعده عسكريا, متناسيا ان الروس لا يستطيعون قطع شعرة في الشرق الاوسط "الاميركي - الاسرائيلي" من دون الحصول على موافقة اوباما ونتانياهو".

وفي محاولة لتأكيد وجهات النظر الفرنسية والاميركية والدولية والعربية حيال الشكوك الحائمة حول سليمان وقائد جيشه, اطلعت الاوساط البرلمانية الفرنسية "السياسة" على تقرير امني فرنسي من بيروت يروي ما حدث قبل ايام في منطقة سن الفيل المسيحية عندما "دهمت عناصر من الجيش اللبناني بقيادة ضباط من الاستخبارات احدى البنايات وعثرت في بعض شققها على اسلحة وذخائر ومتفجرات عائدة لمستأجرين في تلك البناية تبين انهم من عناصر "حزب الله" كانوا انتقلوا اليها خلال الانتخابات النيابية الاخيرة لدعم التيار العوني فيها الذي كان وراء استئجار تلك الشقق لهم, واستمروا بعد انتهاء الانتخابات في الاقامة فيها بعدما نقلوا اليها الاسلحة والذخائر والمتفجرات والتي صادرها الجيش واعتقل مستأجري تلك الشقق ونقلهم الى وزارة الدفاع معصوبي الاعين على مرأى من سكان المنطقة, لكن بسحر ساحر, اطلق سراحهم واعيدت اليهم اسلحتهم ومتفجراتهم وعادوا الى شققهم حتى الان".

واضاف التقرير ان مبنى اخر قريباً من بناية سن الفيل هذه كان تعرض قبل اشهر لانفجار عبوة ناسفة في طبقته الاولى تبين انها مستأجرة من احدى جماعات التيار العوني يقيم في مبنى ملاصق له لصالح عناصر من "حزب الله" وكان الانفجار ادى الى مقتل واحد منهم واصابة ثان بجروح بليغة الا ان نتائج التحقيق العسكري "اكدت" في ما بعد ان الانفجار ناجم عن اشتعال اسطوانة غاز في الشقة وجرت لفلفة الموضوع".

وأماط التقرير الامني الفرنسي اللثام عن ان التيار العوني "الذي اسقط كل المحرمات بينه وبين "حزب الله" استأجر للعشرات من عناصره منذ ما قبل الانتخابات النيابية الاخيرة شققا في مناطق النبعة وسن الفيل وسد البوشرية وبرج حمود والمدينة الصناعية والجديدة ونهر الموت ومناطق اخرى, مازالت تقيم فيها حتى الان بأسلحتها وذخائرها, اذ تعتبر كل هذه المناطق امتدادا حميما للضاحية الجنوبية من بيروت مقر قيادة الحزب, في أوسع عملية تمدد للجماعات الايرانية داخل المناطق المسيحية الشبيهة بعمليات التمدد داخل بيروت السنية التي اجتيحت من الداخل والخارج في السابع من مايو 2008".

 

إسرائيل: لا حرب ضد لبنان

تل أبيب - يو بي اي: نفى الجيش الإسرائيلي, أمس, وجود أية خطة لتجديد القتال مع لبنان وشن هجوم عليه. ونقل "راديو إسرائيل" عن ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي تأكيده عدم وجود "نوايا حربية إسرائيلية ضد لبنان", وذلك بعد تقارير عن حالة استنفار في صفوف "حزب الله" وعن تصاعد التوتر على الحدود الإسرائيلية ¯ اللبنانية بسبب التدريبات التي يجريها الجيش الإسرائيلي على الجبهة الشمالية.

 

ناس و...مقاومة

٢٢ كانون الثاني ٢٠١٠

محمد سلام

لم أكلف نفسي عناء متابعة أعمال ما أطلق عليه الملتقى الدولي العربي للمقاومة لأن مجرد ذكر هذا الشعار بات يثير الإشمئزاز في أحشائي، وهو المنعقد في بيروت ويذكرني بوقاحة بأن مدينتي محتلة منذ 7 أيار، وما زالت تحت الاحتلال.

ذكرتني الوجوه التي لفظها بحر التاريخ كما نهره بيوم ساقت فيه أجهزة المخابرات السورية ما سمي تجمعا للمعارضات العراقية المناوئة لبعث صدام حسين. نقلتهم في حافلات سياحية من مركز تجميعهم في دمشق، أسكنتهم فندق البريستول البيروتي العريق، أطعمتهم بالشوكة والسكين، سقتهم من كل المذاقات وأنطقتهم عن ضرورة إسقاط النظام الذي فشلوا في إسقاطه حتى أسقط نفسه في الكويت ثم كنسته أميركا لهم من العراق فعادوا واستقبلوا نتفه حيث هم كي يصنعوا منها ... "مقاومة".

ذكرني بيانهم الذي ألقوه من بلدة مارون الراس الحدودية في جنوب لبنان بجبهات الرفض والصمود والتصدي واللاءات الثلاث وكل ذلك الزاد العفن الذي كانت تصدح به أقلام أنظمة التذويب بالأسيد والألسن الممسوحة، في النصف الثاني من القرن الماضي. أطلعني أحدهم على مقتطفات من كلمة إيران وتذكرت خطابات القذافي وأطنان الكتب الخضراء والثورة الدائمة وسألت نفسي: متى سيحصل أحمدي نجاد على إفادة حسن سلوك من الشيطان الأكبر كي لا يبقى القذافي متقدما عليه في الدراسة... والولاء، وخطف الأبرياء؟

سألت صديقي، وهو يكبرني بنصف عقد، عن أبرز ملاحظاته على الملتقى الذي تكبد مشقة حضور بعض جلساته، فلخص لي محاور النقاش، وتوجهات الملتقين وأعطاني نسخة عن البيان الختامي... ولم يعلق. تبحّرت في ما قال، وتعمقت في ما قرأت، فوجدت أن أنسنة الصراع قد تراجعت قرونا عما كنا نعرفه في حقبة ما كان يسمى نضالا، أكان بالكلمة، بالتعبئة الشعبية أو الجماهيرية، أم بالعمل المسلح. في حقبة "النضال" كانت هناك مفردة واحدة تحكم ميزان الخطأ والصواب. هذه المفردة هي "الناس".

عندما كنا نتراجع عن إضراب، أو ننهي حملة جماهيرية أو نجمد التصعيد المسلح كان "الناس" دائما هم أساس السبب.

بمعنى أبسط كنا ننهي إضرابا، وإن لم يحقق أهدافه، لأن "الناس" ما عادت تحتمل. لأن الامتحانات شارفت، لأن الشارع لم يعد يحتمل التعطيل.

كنا ننسحب من معركة لأن "الناس" في منطقة ما أنهكت. كنا نعلن وقفا لإطلاق النار لأن ميزانيات العائلات لم تعد قادرة على الإيفاء بما هو مطلوب منها. كنا نتهيب معركة إذا احتسبنا أن خسائرها بين "الناس" قد تكون كبيرة. وبالمناسبة كنا نحتسب "ناسنا وناس غيرنا" فلم نكن نجد مصلحة في أن يدفع "الناس" الثمن، حتى ولو كانوا من الطرف الذي نخاصمه.

حتى ياسر عرفات انسحب من بيروت بحرا في العام 1982 مع أنه كان ما زال قادرا، بالحساب العسكري البحت، على القتال أقله لفترة أربعة أشهر أخرى. ولكن قيل له إن "الناس" ما عادت تحتمل، ولن تقدر على الاحتمال في فصل الشتاء.  الأفكار الكالحة التي ضجت بها قاعات ملتقى "المقاومة" جاءت نقيضا لمبادئ "النضال"، حتى مع ما حفل به ذلك "النضال" من أخطاء. مفردة "الناس" بإنسانيتهم غير موجودة في ثقافة هذه المقاومة. وإن وجدت فبإسم آخر.

الناس في ثقافة هذه "المقاومة" هم وقود العقيدة. هم حطب يوقد نار الإيدولوجيا. فيما كان هدف النضال، حتى المؤدلج منه، هو ... خدمة الناس.

وبما أن "الناس" في ثقافة "المقاومة هم حطب أو وقود القضية، يستطيع السيد حسن نصر الله أن يفاخر بنصر آلهي في العام 2006 مع أن كلفته بلغت ألفين وثلاثة وعشرين قتيلا في لبنان مقابل 144 قتيلا إسرائيليا ... نصفهم من عرب الجليل. وبما أن الناس في ثقافة "المقاومة" هم حطب يوقد نار الإيديولوجيا، بلغ عدد جرحى حرب تموز العام 2006 في لبنان 3,740 شخصا مقابل 360 جريحا إسرائيليا. ومع ذلك تزعم المقاومة أنها حققت نصرا آلهيا.

دمر النصر الآلهي 28,000 منزل في لبنان مقابل 11 منزلا في إسرائيل، وصدّع النصر الآلهي 1,400 منزل في لبنان مقابل 141 منزلا في إسرائيل ... وانتصر.

ودمر النصر الآلهي 72 جسرا، و 3,200 محل تجاري في لبنان، ولم يدمر أي جسر أو أي "ميني ماركت" في إسرائيل ... وانتصر.

ودمر النصر الآلهي 45% من طرقات لبنان، وصفر بالمائة من طرقات إسرائيل ... وانتصر.

ودمر النصر الآلهي 61 معملا وصدّع 23 معملا في لبنان من دون أن يدمر أو يصدع أي معمل إسرائيلي ... وانتصر.

أتلف النصر الآلهي 70% من المواسم الزراعية لشهري تموز وآب في لبنان مقابل 15% من المواسم الزراعية في إسرائيل للفترة نفسها ... وانتصر.

وصدر قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701 داعيا إسرائيل للانسحاب من الأراضي اللبنانية، لا المقاومة للانسحاب من الأراضي الإسرائيلية، ومع ذلك صنفت النتيجة نصرا آلهيا فقط لأن كل حسبة الناس غير موجودة في قاموس أو ثقافة هذه المسماة "مقاومة".

واستعاد "حزب السلاح" سمير القنطار من السجن الإسرائيلي مقابل كل ما سلف من الخسائر، ومع ذلك ... انتصر.

ولأن القيمة الحقيقية هي للسلاح لا للبشر في ثقافة هذه المسماة مقاومة تمكن نائب أمين عام "حزب السلاح" الشيخ نعيم قاسم من الادعاء بأن اجتياح بيروت في 7 أيار العام 2008 كان عملية "موضعية نظيفة" كللها بعده السيد نصر الله بصفة المجيدة، مع أنها قتلت 56 مواطنا بريئا غير مسلح، وألحقت أضرارا بآلاف المنازل والسيارات والأملاك الخاصة.

الناس في حسبة الشيخ نعيم وحزبه ومقاومته هم وقود العقيدة، ودورهم الحقيقي هو حرقهم كي تتحرك ماكينة العقيدة.

ولأن الناس لا وجود لهم خارج تصنيف الحطب أو الوقود في ثقافة هذه المسماة مقاومة استطاع رئيس حكومة "حماس" إسماعيل هنيه أن يتعهد بأن "حماس" لن تستسلم حتى لو أبيد كل شعب غزة. ولأن هذه المسماة مقاومة عادلة في تصنيف الناس، فلم توفر ناسها أيضا من نعمة تنفيذ دور الحطب. أسكنت بينهم "حماس" في حارة حريك، فشملتهم نعمة الانفجار الملتبس وقد تشملهم أيضا نعم... ارتداداته. ثم جاء كل أهل ثقافة الحطب، التقوا في بيروت، ودعوا إلى تعميم ثقافة مقاومتهم، التي كان قد توقع لها أحمدي نجاد أن تولد من انتخابات حزيران النيابية في لبنان، فتعثر الطلق نتيجة تماسك الحالة الإستقلالية اللبنانية، فعاد السيد نصر الله للتبشير من الملتقى إياه بتغيير وجه المنطقة.

ضيعانك يا بيروت. كنت مدينة تتبارى فيها الثقافات، وتتكابش أحيانا، تحولت ممسحة لنعال لا شرف في تقبيل الأرض تحتها.

ضيعانك يا بيروت، لم يبق للناس فيك سوى أحمد قعبور يغني لهم كي ... يتذكروا أنهم ناس ... لا حطب.

قال مقاومة ... قال.
 المصدر : موقع لبنان الآن

 

 

مصباح الأحدب.. وتهميش الأوادم

باسل مرعب

لا أفهم كيف لسياسي دأب على الذود عن"ثورة الأرز" ومبادئ "14 آذار" أن يهمش? خلال الاستشارات النيابية الأخيرة في عهد الرئيس فؤاد السنيورة, خرج " أبو عوني" من مكتب الرئيس وقال : "لقد طلبت من دولته أن أكون وزيراً في حكومته المقبلة, فأنا نائب في البرلمان اللبناني منذ عام 1996 وآن الأوان لكي أصبح وزيراً." كانت معركة بكل معنى الكلمة, خضتها معه بشراسة لاقتناعي بأحقية مطلبه, وبجدارته , إذ آن الأوان لأن يكون للشمال وزيراً فاعلاً نظيف الكف, قادراً على تحقيق ما عجز عنه وزراء شماليون بالجملة.

وفي خضم تلك المعركة بدأت تتصاعد من قريطم أنباء عن "فيتو" تم وضعه على الأحدب, من دون أي تبرير, مما أزعج الأخير, وأزعجنا. فاتصلت حينها بنائب رئيس مجلس النواب فريد كاري, وسألته عن صحة تلك الأنباء, فأجابني أن مصباح الأحدب ما زال شاباً والمشوار أمامه طويل, ولم يحن بعد الوقت لأن يكون وزيراً. فنقلت الرسالة حرفياً للأحدب, مما أثار غضبه. لم يدرك أحد حينها أن "فيتو" على مصباح الأحدب كان مزدوجاً, وزارياً ونيابياً, فقد تم استبعاده من التشكيلة الوزارية ليحل مكانه "المليونير" محمد الصفدي, ومن لائحة "14 آذار" للانتخابات النيابية ليحل مكانه  "المناضل" أحمد كرامي. ومن يمعن في إنجازات الصفدي وكرامي "الوهمية" وما قدماه حتى الآن لأهل طرابلس والشمال من وعود "كرتونية", يتحسر على شخص مقدام كمصباح الأحدب, ذنبه أنه لا يأبى الخنوع ويرفض أن يكون شيطاناً أخرساً, ولا يعرف إلى التدليس و"تمسيح الجوخ" سبيلاً. لا أفهم كيف لسياسي دأب على الذود عن "ثورة الأرز" ومبادئ وشعارات "14 آذار" أن يعامل بهذه الطريقة وأن يهمش! هل أموال الصفدي قادرة على إقناع جوقة المستشارين لدى الشيخ سعد الحريري بأنه أفضل من الأحدب? وهل مونة الرئيس ميقاتي أقوى من تاريخ حافل للأحدب من النضال? تهميش الأوادم, هو عنوان المرحلة السياسية الحالية, وهي علامة فارقة لدى تيار سياسي سني كبير, يحظى بتأييد شعبي "أعمى" كرمال عيون شهيد كبير, ولكن السؤال : إلى متى ?

* كاتب لبناني

 

الإندبندنت»: حزب الله وإسرائيل يتحضران لحرب جديدة

اللواء/تحدثت صحيفة الاندبندنت البريطانية عن احتمال نشوب حرب بين حزب الله واسرائيل نظراً للتهديدات المتبادلة بين الطرفين. ورأى مراسل الصحيفة في لبنان روبرت فيسك ان الهدوء السائد على الحدود اللبنانية - الاسرائيلية ليس الا وهماً، وان المنطقة مقبلة على توترات واستعدادات للاسوأ. واضاف فيسك: «منطقة الجليل الاسرائيلية الناعمة الرطبة الخضراء التي تمتد وراء تلك البساتين توهمك بانك على حدود اسرائيلية مسالمة، تماما كما تجعلك مزارع التبغ المنتشرة وسط التلال الصخرية في الجنوب اللبناني تعتقد ان الهدوء بهذا البلد لا يعكره شيء». لكن الطرق التي اعيد ترميمها قرب الحدود تشي بان احداً ما يريد نقل الرجال بسرعة كبيرة الى تلك الحدود وربما حتى الى ما بعدها اي عبور الحدود الى داخل اسرائيل.

وذكر فيسك بان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله هدد بان قواته ستغير وجه منطقة الشرق الاوسط، ان دخلت اسرائيل حربا جديدة مع لبنان، كما هدد وزير الدفاع الاسرائيلي يهود باراك ان الحكومة اللبنانية مسؤولة عن اي حرب مستقبلية وتوعد بتدمير البنية التحتية اللبنانية في حال هوجمت اسرائيل. واعتبر فيسك ان كل من اسرائيل وحزب الله يهدف الى تحقيق اهداف مختلفة من هذه الحرب. فاسرائيل اعتبرت حرب 2006 شبه هزيمة لجنودها غير المدربين بشكل جيد، وبذلك ستكون فرصة لاسرائيل للانتقام من حزب الله والثأر لنفسها من الاهانة التي تعرضت لها قواتها عام 2006. اما حزب الله فيعتبر ان حرب 2006 توجهت بنصر الهي. ان نشوب حرب ستغير وجه الشرق الاوسط، وتلحق الهزيمة الكبرى باسرائيل. كما رأى فيسك ان اسرائيل يمكن ان تتجاهل تحذيرات الرئيس الاميركي باراك أوباما وتهاجم المواقع النووية الايرانية، وبذلك لن يبقى حزب الله مكتوف الايدي بل ربما تنضم حركة حماس ايضاً الى المعركة.

 

التقى مديري الشركات الفرنسية وعساكر يكرمه ليلا الحريري أنهى زيارته الرسمية لباريس بلقاء ساركوزي: ندعم مؤتمر السلام في فرنسا لأنه لا يجوز أن نبقى مكبلي الأيدي

المركزية- توج رئيس الحكومة سعد الحريري زيارته الفرنسية والوفد الوزاري المرافق بلقاء مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي استقبله ظهرا في قصر الاليزيه واقام مأدبة غداء على شرفه في خطوة غير مألوفة عادة حضرها الوزراء اللبنانيون المشاركون في عداد الوفد المرافق اعقبها لقاء ثنائي بين ساركوزي والحريري تم في خلاله عرض لاخر التطورات .

بعد اللقاء وردا على أسئلة الصحافيين قال الحريري: تطرقنا الى كل المواضيع التي تهم البلدين وشكرت الرئيس ساركوزي على حفاوة الاستقبال، ومن الواضح أن لبنان كان دائما صديقا لفرنسا وكذلك فرنسا، وهذا ما أكده الرئيس ساركوزي في كل مرحلة من الحوار الذي جرى بيننا وفرنسا مهتمة بمساعدة لبنان بكل المجالات، وتعرفون جيدا ان لبنان مقبل على استحقاقات مهمة في الكهرباء والمياه والطرقات والاستثمارات، وكان هناك تعاون كبير جداً، وتحدثنا كذلك بالنسبة الى التحديات التي تواجهها المنطقة في ما يخص التهديدات الاسرائيلية وغيرها، ووضعنا الرئيس ساركوزي في أجواء هذه التهديدات وهو كان صريحاً وواضحاً، وهو بالنسبة الى لبنان سيقف الى جانبه والمهم هو أن يكون السلام بالنسبة الى الفلسطينيين والى سوريا ولبنان والمنطقة العربية سلاما عادلا، ونحن ندعم مؤتمر السلام الذي سيحصل في فرنسا لأنه لا يجوز أن يبقى هناك انحسار أو انكفاء بعدم حصول تقدم في أي مرحلة من هذا السلام.

* هل حظيتم بالتزام من فرنسا لمواجهة التحديات المقبلة؟

- الواضح ان هناك ارادة فرنسية كبيرة لعقد مؤتمر السلام، وتاليا بقاء الوضع في المنطقة كما هو عليه في هذه المرحلة غير مقبول ولا بد من حصول خطوات عدة، وفرنسا ستقوم بهذه الخطوات، لتأمين هذا السلام.

* هل هناك مساعدات عسكرية لتقوية الجيش اللبناني؟

- من الواضح أن الرئيس ساركوزي كان مستعدا لمساعدة الجيش اللبناني وقوى الأمن في المجالات كافة وتكلمنا مطولا في هذا الشأن أكان بالنسبة الى المعدات الثقيلة أو الخفيفة أو بالنسبة لوزارتي الداخلية أو الدفاع.

وردا على سؤال قال: أود أن أشكر الرئيس ساركوزي لحفاوة الاستقبال. تطرقنا الى العلاقات التارخية بين فرنسا ولبنان والرئيس ساركوزي واضح في آراءه حول عملية السلام وضرورة تقدمها. وفرنسا تريد أن تستضيف مؤتمرا للسلام في باريس وقد شجعنا الرئيس ساركوزي على هذه المبادرة لأنه لا يسعنا أن نبقى مكبلي الأيدي كما نحن اليوم. ولا يمكننا القول للفلسطينيين أن لا شيء يحصل في المنطقة خصوصا أننا بحاجة الى سلام يؤدي الى استقرار المنطقة.

وردا على سؤال قال: علينا تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701 وعلى اسرائيل أن تحترمه من جهتها، فنحن كدولة لبنانية نطبق كل ما ينص عليه هذا القرار وكما تعلمون لقد تم الكشف في الأسابيع الماضية من قبل الدولة اللبنانية واليونيفيل على متفجرات وهذا الأمر يدل الى أن الدولة اللبنانية تقوم بواجباتها وأن اسرائيل هي من لا يطبق القرار 1701. كما أن الدولة اللبنانية التزمت في البيان الوزاري تطبيق القرار 1701.

ولفت الحريري الى أن "فرنسا لعبت دورا مهما بالنسبة الى العلاقات اللبناينة - السورية وهي سعت الى تبادل السفارات بين البلدين وهي ستتابع هذا المسار وكل ما يصب في مصلحة البلدين وما يهمنا أن تكون العلاقة مع سوريا علاقة دولتين وشعبين. وأعلن أن "الرئيس ساركوزي أكد لي دعم فرنسا للمحكمة الدولية لأن العدالة تهمها".

حفل استقبال: ويختتم الحريري برنامجه الرسمي في باريس اليوم بالمشاركة في حفل استقبال يقيمه سفير لبنان في باريس بطرس عساكر على شرفه دعي اليه قرابة 2500 شخصية لبنانية وفرنسية والجالية اللبنانية.

اتحاد الشركات الفرنسية: وكان الحريري بدأ يومه الثالث من الزيارة بتلبية دعوة اتحاد الشركات الفرنسية للقاء صباح اليوم مع رؤساء ومدراء الشركات الفرنسية الكبرى عقد في مقر الاتحاد في باريس حضره الوفد الوزاري والرسمي المرافق وحشد من الاقتصاديين والصناعيين ورجال الاعمال.

بداية رحبت رئيسة الاتحاد لورانس باريزو بالحريري والحضور وقالت:

ايها الاصدقاء، يسرني استقبالكم اليوم في مقر الشركات في فرنسا، نحن نعرف اننا نستقبل رجل دولة يولي اهمية للعلاقات بين بلدينا وصديقا شخصيا لفرنسا.

معنا اليوم هنا عدد من رؤساء ومدراء الشركات الفرنسية وهم يعرفون بلدكم ويقدرون التعامل مع الشركات اللبنانية والعلاقات مع لبنان واللبنانيين. كما ارغب في توجيه التحية للوفد الرسمي اللبناني الكبير، الذي بحضوره يظهر الاهتمام الذي نوليه جميعا لعمليات التبادل بيننا والعلاقات والتعاون بين بلدينا.

دولة الرئيس، ان لاتحاد الشركات في فرنسا منذ سنوات عديدة علاقات ونشاطات دائمة مع لبنان، وانا بصفتي رئيسة لهذا الاتحاد اعرب لكم عن الاهتمام الذي اوليه للعلاقة الاقتصادية بين بلدينا ، وانا اعتقد انكم بعدما ادرتم شركة مهمة جدا في منطقة الشرق الاوسط لمدة طويلة تناهز العشر سنوات تعرفون مدى مساهمة الاقتصاد في ارساء السلام وتطور العلاقات السلمية بين الشعوب. لذا نحن نولي اهمية كبرى في الاتحاد لتحديد الاطر المؤاتية لتعزيز التبادل في ما بيننا. ان فرنسا اليوم هي احد اول شركاء لبنان الاقتصاديين، فقد فاق حجم الصادرات الفرنسية للبنان للمرة الاولى المليار يورو في العام 2008 وكانت فرنسا في الاشهر الاولى من العام 2009 اول بلد مصدر للبنان ، مع اكثر من 10 بالمئة من حجم السوق خاصة بعد بيعكم ستة طائرات اير باص. نعلم كذلك ان فرنسا هي احد اول الشركاء الماليين للبنان، وطبعا احد اول شركائه الثقافيين الامر الذي نوليه اهتماما خاصا، وما يلفت انتباهنا اليوم هو قدرة لبنان على مواجهة الازمة المالية الاخيرة، فقد اظهر ثباتا متميزا وذلك بفضل قوة قطاعه المالي، ونعلم جيدا انه من دون قطاع مالي متين لا مجال لاي نمو اقتصادي، وهو امر يجب التركيز عليه هذه الايام.

كما نعلم انكم شخصيا تتمتعون بقدرة على ارساء ظروف التوافق في بلدكم وبالتالي على تعزيز ظروف النمو الاقتصادي، لذا نحن نرغب اليوم ان نفكر سويا في الاصلاحات التي ستعتمدونها اكان في قطاع الاتصالات او الطاقة وفي سبل تعزيز وتحسين التبادل بين بلدينا خاصة في المجال الاقتصادي.

ان خبرة الشركات الفرنسية متنوعة، واسمحوا لي ان الفت انتباهكم للتطور المستدام، ونحن نعتقد ان فرنسا تملك ميزات كبيرة في مجال ادارة المياه او تطوير واستثمارات القطاعات الجديدة لانتاج الطاقة.ونحن نعبر لكم عن اهتمامنا الكبير بمشروع الاتحاد من اجل المتوسط الذي من شأنه ان يوفر امكانيات اقتصادية، ونحن في الاتحاد نبذل جهودا حثيثة لاستمرار النهوض في هذا المشروع. وانا اشكركم مرة جديدة لتواجدكم معنا.

الحريري: من جهته قال الحريري: يسرني ان اكون معكم اليوم وان اتوجه الى هذا الجمهور المميز،واسمحوا لي ان اتوجه بالشكر الى اتحاد الشركات في فرنسا ولرئيستها السيدة بارزو على تنظيم هذا اللقاء الذي يشكل مناسبة للنظر في فرص التعاون وفي تعزيز العلاقات التاريخية بين بلدين تتخطى المجالين الدبلوماسي والسياسي لتشمل الاقتصاد والتعليم والقطاع الاجتماعي والثقافة.

ان لبنان وفرنسا يتشاركان القيم نفسها وهي التسامح والتنوع والحرية وبنوع خاص الديموقراطية وهذه القيم هي في اساس الهوية اللبنانية ولطالما ساعدت فرنسا لبنان على المحافظة على هويته المتميزة في المنطقة ونحن ممتنون لها بشكل خاص.

معظمكم يعلم ان السنوات الاخيرة كانت صعبة جدا بالنسبة للبنان، الا ان اقتصادنا عرف كيف يتخطى الصعوبات السياسية والامنية والازمة المالية العالمية التي لم يواجهها لبنان فحسب بل حقق نموا اقتصاديا بلغ نسبة السبعة بالمئة كما تمكن من تحقيق تحسن ملموس في مجال الاقتصاد الكلي ويعود الفضل في ذلك بشكل كبير لدينامية وحيوية القطاع الخاص.

وعلى الصعيد السياسي تم تشكيل حكومة وحدة وطنية وضعت سياسة اصلاحية طموحة .ان الرؤية الاقتصادية الايجابية والتوافق السياسي حول الاصلاحات سيسمحان للبنان بفتح صفحة جديدة واعدة.

انا ملتزم الان واكثر من أي وقت مضى بتحقيق هذه الاهداف من اجل لبنان لتعزيز موقعه المتميز في المنطقة.

كثيرون هم الذين قدموا الدعم لاعادة النهوض باقتصادنا وانا احيي جهود ومساهمة اسلافي في ذلك، فقد كرس والدي جهوده عندما كان رئيسا لمجلس الوزراء من اجل بناء اقتصادنا وتحسين مستوى عيش اللبنانيين، ولا يزال الكثير لانجازه، وانا عازم من خلال اصدقائنا وخاصة فرنسا على تحديث البنى التحتية والمواصلات والطاقة والنقل والبيئة وغيرها.

ان هدفي هو تحسين مستوى عيش اللبنانيين وان نؤمن للبنان نموا مضطردا، وهذه الاولويات تشكل جزءا من برنامج هذه الحكومة التي نالت ثقة البرلمان على اساسه.

ان مستقبل لبنان واعد وانا ادعوكم الى استطلاع الفرص التي لم تكن يوما بهذا الحجم، فلبنان يشكل نقطة ارتكاز مثالية للمنطقة ونحن نقدر خبرتكم وقدراتكم الخلاقة التي ستسمح بالتعاون مع القطاع الخاص الحيوي والديناميكي عندنا لتحقيق اهدافنا.في ضوء ذلك لا يمكن للقطاع الخاص ان بزدهر الا اذا امنت الحكومة للقطاع الخاص الاطر المشجعة وانا مصمم على القيام بذلك وعلى خلق بيئة تؤمن نموا مستقرا وازدهارا ومستوى عيش يليق باللبنانيين. وانا انتهز هذه الفرصة لادعوكم للمشاركة في اسبوع فرنسا في لبنان الذي سينعقد في شهر آذار المقبل في بيروت.

الحسن: من ناحيتها تحدثت وزيرة المال ريا الحسن عن السياسة المالية العامة للبنان واشارت الى ان النظام المالي قوي جدا ومتين وهو يشهد مزيدا من الايداعات منذ اعوام . وقالت ردا على سؤال حول بعض المصارف الفرنسية في لبنان التي قلصت تواجدها في لبنان:انني احض المصارف الاجنبية على الاستفادة من النمو والاستثمارات في لبنان من خلال تعزيز تواجدها لان القطاع المصرفي اللبناني قوي جدا وان السياسة المالية التي يعتمدها المصرف المركزي اثبتت صحتها وهذا امر ظاهر من خلال ازدياد نسبة الايداعات في السنوات الاخيرة، وقد شهد عام 2009 وحده زيادة 10 مليار دولار في الايداعات المصرفية، وهذا يعود لاعتبار الكثير من المودعين لبنان مركزا آمنا لايداعاتهم. كذلك فان القطاع المصرفي اللبناني قد اثبت ثباته وقوته خلال الازمة المالية العالمية الاخيرة اذ تمكن ليس فقط من الصمود في وجه العاصفة بل من الاستفادة من المزيد من الايداعات والاستثمارات.

ثم دار حوار اجاب في خلاله الحريري على اسئلة الحضور .

معهد العالم العربي: وفي الحادية عشرة بالتوقيت المحلي استقبل الحريري في مقر اقامته رئيس معهد العالم العربي دومينيك بوديس في حضور السفير عساكر وسفير فرنسا في لبنان دونيه بيتون والسيد نادر الحريري والمستشار بازيل يارد.

غايان: واستقبل الحريري بعد ذلك في مقر اقامته الامين العام لرئاسة الجمهورية الفرنسية كلود غايان وعرض معه آخر المستجدات.

 

صفير التقى الاباتي تنوري ورابطة مــار انطونيوس البدواني

الخازن: المطلوب إعداد النفوس قبل تشكيل هيئة إلغاء الطائفية

نايلة معوض: طرح بري يلغي الديموقــراطية في لبنان

المركزية – لفت عضو تكتل التغيير والإصلاح النائب فريد الخازن الى أن "من حق الرئيس نبيه بري طرح إلغاء الطائفية السياسية ومن حق الأطراف كافة الأخذ في الإعتبار التوقيت والظرف المناسبين".

استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير النائب الخازن الذي قال بعد اللقاء قال ان "موضوع الإنتخابات البلدية ليس انتخابيا فقط، ولكن البلديات هي المسؤولة المباشرة عن الإنماء المحلي، واجراءها الانتخابات في موعدها هو الأساس مع الاخذ بعين الإعتبار التعديلات المطروحة ومنها جوانب اصلاحية مهمة جدا كونها موضوعا إنمائيا بالدرجة الأولى". وعن الخلاف بينه وبين الرئيس نبيه بري حول الطائفية السياسية؟ قال: "من حق الرئيس بري ومن واجباته ايضا أن يقوم بمهامه بطرح موضوع الغاء الطائفية السياسية، كما انه من حق الأطراف كافة الأخذ في الإعتبار التوقيت والظرف المناسبين. لأن تشكيل الهيئة ليس الموضوع الأساسي بحد ذاته، إنما الغاية الاصلاحية هي تشكيل الهيئة للنظر بإلغاء الطائفية السياسية. وباستطاعتنا القول ان إتفاق الطائف هو الذي يحدد إلغاء هذا البند، ولكن هل نلبي الغاية الإصلاحية من هذا الموضوع أم موضوع إجرائي فقط".

ورأى الخازن "ان المطلوب ايضا هو إعداد النفوس قبل تشكيل الهيئة ومن ثم النظر في هذا الموضوع، لأن موضوع الطائفية السياسية هو الموضوع الأساس بالنظام السياسي اللبناني. ولكونه موضوعا مهما جدا، علينا البحث عن الوسيلة والتوقيت الأفضل للانتقال من حالة الى أخرى، وبفترة زمنية منطقية، إذ اننا نسمع بأنها سوف تأخذ عشرات السنوات لتحقيقها، فإذا صح هذا الكلام فلننتظر عشرة أو خمسة عشرة سنة لتشكيلها لاحقا بحيث نصبح الأقرب الى الهدف على كل المستويات".

معوض: وظهرا التقى البطريرك صفير النائب السابق نايلة معوض واستبقاها الى مائدة الغداء في بكركي.

واستغربت معوض "إصرار الرئيس بري على موضوع إلغاء الطائفية السياسية الذي لاقى تحفظات ورفض من حلفائه المسيحيين ايضا والمعارضة العارمة التي واجهت هذا الطرح".

وقالت: "اذا طبق هذا الطرح لن يلغي الطائفية، بل سيلغي الديموقراطية في لبنان لأننا سننتقل من ديموقراطية فيها أقلية وأكثرية سياسية، يرعيان التعددية في لبنان والعيش المشترك وتداول السلطة في لبنان، الى أكثرية طائفية وأقلية طائفية وهذا ضرب فاضح للنظام اللبناني والتعددية والعيش المشترك والديموقراطية في لبنان".

ولفتت معوض الى "انه لا يحق للرئيس بري دستوريا طرح هذا الموضوع، لأنه من واجبات المجلس وليس رئيس المجلس، وبالتالي في الدستور يضم بنودا سيادية أهم من موضوع الغاء الطائفية، ولها أولوية، كقضية بسط سلطة الدولة على كل شبر من أراضي لبنان فأين نحن من هذا الموضوع السيادي؟ وبالتالي كلام الرئيس بري مرفوض كليا".

وعن الهدف من إصرار الرئيس بري على هذا الطرح؟ قالت: "لو جاء الإصرار منفردا لكان بالإمكان إعطاء أجوبة، لكن كلام ابو موسى الذي تلى طرح الرئيس بري، يجعلنا قلقين لأننا نرى في بعض كلامه ان المنظومة التي ترعى انتشار السلاح في لبنان أكان لبنانيا أو فلسطينيا ستشجع أي حزب أو مجموعة في لبنان للتسلح تحت حجة قتال اسرائيل. والواضح من زيارة ابو موسى ان هناك منظومة واحدة وان هناك احتضانا من "حزب الله" والأخطر من ذلك السكوت المريب للقوى المسيحية المتحالفة مع "حزب الله"، وهي ايضا إشارة سيئة من النظام السوري رغم الجهود الجدية المبذولة لبناء علاقات مع سوريا تنسينا خطايا الماضي التي ارتكبها النظام السوري في لبنان، وهي إشارة مقلقة جدا لا تشجع على بناء علاقات ندية بين لبنان وسوريا وبين شعبيهما". زوار: وكان البطريرك صفير اطلع من رئيس رابطة قدامى اكليريكية مار انطونيوس البدواني - كرم سدة الخوري يوسف جنيد في حضور الرئيس الفخري للرابطة راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بوجودة والهيئة الإدارية للرابطة، على نشاطات رابطة الأكليريكية لهذه السنة والبرامج التي ستعدها لمناسبة السنة الكهنوتية التي أعلنها الحبر الأعظم و150 عاما لوفاة خوري آس. الأباتي تنوري: بعدها استقبل البطريرك صفير الرئيس العام للرهبانية الأنطونية الأباتي بولس تنوري على رأس أعضاء مجلس المدبرين العامين لتقديم كتاب القوانين الجديد للرهبنة له وطلب بركته. كما التقى رئيس بلدية غزير ابراهيم حداد مع عائلتي آل عكرة وشلالا لشكره على مواساته بفقيدهم ميشال. وكانت مناسبة تطرق فيها الحاضرون للشؤون التي تتعلق بدير الراهبات السابق - الأكليريكية الحالية التي تقوم البطريركية بترميمه. ولفت الحداد الى "انه ابلغ غبطته بأن احتفالا يعد لمار يعقوب الكبوشي في ساحة غزير في الرابع عشر من شباط المقبل".

 

رأى ان تصريحات أبو موســى تتحدى الإرادة اللبنانية الأحرار: احترام مواعيد الاستحقاقات دليل استقرار النظام

المركزية- رأى حزب الوطنيين الأحرار أن تصريحات مسؤول فتح الانتفاضة أبو موسى تتحدى الإرادة الجامعة التي تجلت حول طاولة الحوار. وشدد على أن "احترام مواعيد الاستنحقاقات دليل استقرار النظام وانفتاحه وشفافيته".وقال في بيان اليوم بعد اجتماعه الدوري برئاسة نائب الرئيس روبير الخوري وحضور الأعضاء:

1- ننظر بريبة الى تحركات مسؤول فتح – الانتفاضة ابو موسى ونرفض التصريحات الاستفزازية التي ادلى بها سواء كان صاحبها او كان مكلفاً اطلاقها كرسالة، وان الايام القليلة المقبلة كفيلةبكشف حقيقتها. علماً انها ما كانت لتثير الكثير من ردود الفعل، لو لم تصدر عنه بصفته وسيرته وارتباطاته. ومهما يكن من أمر، أقل ما يقال فيها انها تتحدى الارادة الوطنية الجامعة التي تجلت حول طاولة الحوار كقرار ينتظر ترجمة بتنفيذ مضمونه وحسب. ولا نغالي إذا قلنا ان شظايا تصريحاته أصابت أكثر من طرف بما فيها السوريين الذين يؤمنون له كل التسهيلات المطلوبة وعليه نجدد دعمنا للشرعيتين العربية والدولية وندعو الى التزام تطبيق قراراتهما وخصوصاً القرار 1701 الذي يحظى بإجماع محلي وخارجي، وهو يشكل مظلة وضمانة للبنان علىغرار ما سبقه وتلاه من قرارات تتوخى مصلحة الوطن وحمايته.

2- نذكر، عطفاً على ما تقدم، بضرورة السعي الى تنفيذ كل ما تم الاتفاق عليه من قرارات طاولة الحوار الأولى. وندعو الى عدم التأخيرفي انعقادها مجدداً لبحث البند المتبقي من جدول أعمالها، بتوافق كل أطرافها، عنينا الاستراتيجية الدفاعية بكل تشعباتها ومحاورها، وفي مقدمها سلاح حزب الله. ونعتبر المسألة حيوية لا بل حاسمة بالنسبة الى مستقبل الدولة التي حدد مواصفاتها اتفاق الطائف، ناهيك عما هو معروف مقارنة بالدول كافة. ولا ضير من التأكيد مجدداً استحالة التعايش بين دولة ودويلة، بين جيش لكل الوطن وقوة مسلحة ذات خصوصية معروفة، ولاتخفي انحيازها، الى حد التماهي الإيديولوجي، الى محور إقليمي لا بل الى عقيدة دولة وتتباهى به. ونلفت الذين يشددون دوماً على وجوب قيام الدولة القوية القادرة، ان هذه الدولة المتوخاة لا يمكن ان تكون إلا على عزم كل أبنائها المدعوين الى مدها بكل ما يملكون من عناصر القوّة، والى الالتفاف حولها والعمل بموجب دستورها وقوانينها والعادات والتقاليد التي أرستها الممارسات على مر السنين.

3- توقفنا أمام قرار تأجيل الانتخابات البلدية شهراً واحداً لأسباب تقنية، وهو يظل في إطار المعقول والمقبول شرط ألا يكون فاتحة تأجيلات لاحقة. ومعلوم ان احترام مواعيد الاستحقاقات هو في صلب الديموقراطية ودليل استقرار النظام وانفتاحه وشفافيته. ويهمنا في انتظار بدء المناقشات التشديد على إصلاحات مرحلية تتميز بمرونتها وفاعليتها، وتفادي كل ما يصقل القانون ولو كنا من أصحاب الطموحات الكبيرة في هذا المجال. وكم كنا نتمنى ان تجري الانتخابات البلدية والاختيارية في ظل اللامركزية الادارية الموسعة الموعودة، لما للأخيرة من مساهمة في تعزيز طلبات المواطنين عليه. ومن دون أن ننسى معضلات السير والتلوث والاكتظاظ السكاني في المدن – المراكز الإدراية، والهجرة من الريف.

ونكتفي اليوم بالدعوة الى التبصر في موضوع انتخاب رئيس البلدية ونائبه مباشرة، ومحاكاة كل السيناريوات التي نعتقد ان بعضها سيحض على مراجعة معمقة، او أقله على عدم تعميم هذا التدبير بشكل آلي على كل المدن والبلدات.

أخيراً نطالب المعنيين وزراء نواباً بعدم التغاضي عن الترابط بين خفض سن الاقتراع وبين منح المغتربين حق الاقتراع في أماكن اغترابهم.

4- نخشى ان يكون هدف سياسة السقوف العالية بالنسبة الى التعيينات الادارية إما المماطلة في إنجازها، رغم اعتراف الجميع بجدواها وضرورتها، وإما استنفاذ صبر المواطنين الذين استنفرتهم تصريحات وعود من هنا وهنالك، فيستسلموا للمحاصصة معللين النفس، كما في السابق، انها ستكون المرة الأخيرة. ونرى انه بالمستطاع المحافظة على مستلزمات الوفاق والمشاركة من جهة وعلى الأهلية والنوعية من جهة أخرى. ومن النافل ان كل الطوائف تذخر بالكفاءات العلمية، ويبقى ان يقوم مجلس الخدمة المدنية والتفتيش المركزي بالدور المطلوب من كل منهما على هذا الصعيد، فيتأمن وضع الرجل المناسب في الموقع المناسب. إن هذا الأمر من البديهيات وليس مطروحاً مكافآت استرضاء وجوائز ترضية على حساب الوطن والمواطن.

 

فرنسا لن تزود لبنان بصواريخ لطائرات "الغازيل" خشية وصولها الى "حزب الله"

نهارنت/أبدى المسؤولون الفرنسيون تخوفهم من تزويد الجيش اللبناني بأي سلاح يمكن ان يستخدم ضدّ اسرائيل، في ردّهم على طلب رئيس الحكومة سعد الحريري تزويد طوافات الجيش اللبناني من طراز "غازيل" بقواعد صواريخ، كانت قد انتزعت منها قبل ارسالها الى لبنان في العام 2007. وذكرت مصادر مطلعة لصحيفة "الحياة"، أن المسؤولين الفرنسيين وعلى رغم اعرابهم عن استعدادهم المبدئي لذلك، الا ان قيادات عسكرية فرنسية تخوفت من أن تقع هذه الصواريخ في أيدي "حزب الله" وأن تستخدم في حرب ضد إسرائيل. ولاحظت صحيفة "السفير" أن "رئيس الحكومة الفرنسية فرنسوا فييون ومن مقر اقامته في قصر ماتينيون في باريس، استخدم عبارة أننا أجرينا "محادثات دقيقة ومحددة لكي تبدأ عملية تحديث الجيش اللبناني"، من دون أن يلتزم الفرنسيون بخطوات نوعية في موضوع تسليح الجيش وخاصة تزويد طيرانه المروحي بصواريخ قتالية. ويتلاقى هذا الموقف الفرنسي مع الموقف الاميركي الذي بدا ايضا غير متحمس لموضوع تزويد الجيش بأي سلاح يمكن أن يستخدم ضد الإسرائيليين. ويشار في هذا السياق، الى ان طائرات "البوما" العشر التي تعهدت دولة الإمارات بدعم الجيش اللبناني بها هي للنقل وليس للقتال. وكشف أحد أعضاء الوفد المرافق لرئيس الحكومة لصحيفة "السفير" ان الامارات سترسل أربع طائرات في الأسابيع المقبلة، على أن ترسل قيادة الجيش اللبناني طاقما مدربا يتولى التنسيق مع الاماراتيين قبيل إرسال الطائرات الأربع الى لبنان.  

 

مصادر "حزب الله": من السخيف أن تظن فرنسا بأن وصول السلاح للجيش سيصل إلى "حزب الله" 

المركزية/٢٢ كانون الثاني ٢٠١٠

لاحظت مصادر مطلعة في "حزب الله" انه للمرة الاولى يبرز هذا الموقف الفرنسي السلبي تجاه الجيش اللبناني، المتمثل بعد الحماس الفرنسي لتزويد الجيش بأي سلاح خوفاً من استخدامه ضد إسرائيل، فيما كان الشعار الدائم لفرنسا هو الوقوف الى جانب لبنان ونراه اليوم يتغيروينساق بشكل كامل مع الموقف الاميركي المنحاز للعدو الاسرائيلي. وقالت المصادر لـ"المركزية" يجب ان يدعم الجيش اللبناني وهو ركن اساسي من اركان الدولة فكيف يمكن لفرنسا ان تدعم مشروع الدولة في لبنان بالشعارات ثم تقف في وجه تسليح الجيش وتقويته؟ فلا دولة من دون جيش وكان يقال في لبنان ان المقاومة هي التي تمنع قيام الدولة مع الاسف واليوم نرى المواقف على حقيقتها : المقاومة تطالب بقيام الدولة وتقوية الجيش اللبناني ودعمه بينما نرى الدول الكبرى من اميركا الى فرنسا الى اوروبا تنساق مع اسرائيل وتمنع الجيش من ان ينال حقه الطبيعي في التسلح للدفاع عن ارضه ووطنه. فكيف يمكن بعد ان يقال ان لا دور للمقاومة في ظل هذه المواقف؟ اضافت المصادر: اما الخوف من ان يذهب هذا السلاح الى حزب الله اذا وصل الى الجيش اللبناني، فهذه مقولة سخيفة وحجة هزيلة حتى يغطوا وقوفهم الفاضح الى جانب العدو الاسرائيلي. والمقاومة لا تحتاج اصلا الى سلاح الجيش اللبناني على العكس هي تقف الى جانبه وتتمنى ان يأتي الوقت الذي يستطيع فيه الجيش ان يحمي الوطن وان يرفع هذا العبء عنها. واذ استغربت المصادر ايضا اعتبار كوشنير ان الخطر الحقيقي موجود عبر حزب الله وان اسرائيل هي صديقة فرنسا، قالت انها تفضح الانسياق الى السياسة الاميركية المنحازة للعدو الاسرائيلي، وأثنت على المواقف التي عبّر عنها الرئيس الحريري في حديثه لصحيفة "لوموند" الفرنسية والتي تنمّ عن فهم صحيح ودقيق للنيات العدوانية للعدو تجاه لبنان والمنطقة. وقالت: اسرائيل لا تحتاج الى ذرائع رغم انه يمكن ان نضع احتمالا آخر لتهديداتها الحالية وهي ترفع من وتيرتها على ابواب الذكرى السنوية الثانية لاغتيال الشهيد عماد مغنية بهدف الضغط على حزب الله لعدم الرد على عملية الاغتيال.

  

"الانباء" الكويتية: الحديث عن زيارة جنبلاط الى دمشق لا يزال في اطار الكلام المبدئي

المركزية - أكدت مصادر متابعة لاجراءات المصالحة اللبنانية - اللبنانية من جهة، واللبنانية - السورية من جهة أخرى لصحيفة "الانباء" الكويتية ان الحديث عن زيارة النائب وليد جنبلاط الى دمشق مازال في اطار الكلام المبدئي، ولم يتطرق حتى الآن الى التفاصيل العملانية، من توقيت واخراج اعلامي ومبررات مقبولة للرأي العام لتنفيذها، وعن السبب السياسي المقنع لتنفيذها. ورغم مراجعة أكثر من قيادي لبناني، وعلى رأسهم رئيس الحكومة سعد الحريري للقيادة السورية باستعجال الزيارة، فإن الرد السوري مازال أيضا في اطار الموافقة المبدئية، مع التريث في الدخول بالتفاصيل والتواريخ، على الرغم من أن أحد العارفين بالسياسة السورية يصر على القول بأنها في شهر شباط المقبل.

 

دعوى قضائية تنتظر جنبلاط في دمشق

نهارنت/لا تزال اجواء العاصمة السورية حيال زيارة رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط غير واضحة، في ضؤ تفضيل المسؤولين السوريين عدم التعاطي مباشرة في لموضوع، كما ذكرت صحيفة "الشرق الاوسط" التي نقلت عن مصادر سورية مطلعة، أن "الأمور لم تنضج بعد" وأنه من "الأفضل عدم الكلام كثيرا في هذا الشأن". ولفتت الصحيفة الى وجود دعوى بمحاكمة جنبلاط رفعها المحامي حسام الدين حبش في سوريا في العام 2006. واكد حبش للصحيفة أن "الدعوى لا تزال قائمة وهي لدى قاضي التحقيق"، وأن "مذكرة توقيف على الغياب صدرت بحق جنبلاط ولا تزال سارية على الأراضي السورية"، كما أنه تم تبليغ الإنتربول الدولي عبر مكتبه في دمشق بهذه المذكرة. وأضاف المحامي حبش الذي رفع الدعوى باسم الأمن القومي العربي وبمشاركة محامين عرب، ضمن لجنة الدفاع عن سورية المنبثقة عن مؤتمر المحامين العرب الذي عقد في دمشق عام 2006، أن "الدعوى رفعت على جنبلاط لقيامه بتحريض الولايات المتحدة الأميركية على احتلال سورية، وإساءته للشعب السوري ولرمز سيادته المتمثل بشخص رئيس الجمهورية وللعلم السوري، وهو ما يعتبر تهديدا للأمن القومي العربي". وطالب حبش جنبلاط بتقديم اعتذار علني كشرط للتنازل عن حق الادعاء الشخصي، معتبرا ان "لدى جنبلاط الجرأة للقيام بذلك".

وكان جنبلاط اعلن ان "خطوات قليلة" تفصله عن زيارة دمشق وذلك "بجهد" من الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله. وقال في حديث الى قناة "المنار" انه "يبقى استكمال المسافة ويبقى هذا الامر على عاتقي وسأرى كيفية اخراج الصيغة الملائمة في الوقت المناسب للشعب السوري ولي، كما سبق لي ان ذكرت وسأقوم بالجهد المطلوب بما يحفظ كرامة الشعب السوري وكرامة الشعب اللبناني والطائفة المعروفية". وفي موضوع الانتخابات البلدية أيد جنبلاط تقسيم المدن الكبرى "على مثال كل مدن العالم وذلك الى احياء ثم تجتمع الاحياء في مجلس مركزي". كما ايد التمثيل النسبي وخفض سن الاقتراع الى 18 سنة.

 

الحريري من باريس: ساركوزي عبّر عن دعمه الكامل للمحكمة الدولية

نهارنت/أكد رئيس الحكومة سعد الحريري أنّ الحكومة اللبنانية تطبق القرار 1701، داعيًا إسرائيل الى احترامه والإلتزام به، كما لفت الى أنّ "الكشف عن المتفجرات في الجنوب قبل مدة، يدلّ على أنّ الدولة اللبنانية تقوم بواجباتها لتطبيق هذا القرار". وأشار الحريري بعد لقائه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في قصر الإليزيه، الى أنّ "فرنسا ترغب في عقد مؤتمر سلام في باريس"، معرباً عن تشجيعه لهذه المسألة "لأنّ دول المنطقة لا يمكن أن تبقى في الوضع الراهن، وهي بحاجة الى السلام". ولفت الى أنّ "فرنسا لعبت دوراً كبيراً في العلاقات اللبنانية ـ السورية"، مؤكّداً أنّ ما يهم من العلاقة مع سوريا هو أن تكون لمصلحة البلدين والشعبين. كما أعلن الحريري أنّ "ساركوزي عبر عن دعمه للمحكمة الدولية وتحقيق العدالة في لبنان، وأعرب عن استعداده لمساعدة الجيش وقوى الأمن بمعدات ثقيلة وخفيفة

 

 

خليفة يعلن اقفال 9 صيدليات و4 مستودعات بسبب التورط بتهريب أدوية مزورة

نهارنت/أعلن وزير الصحة محمد جواد خليفة الجمعة عن اقفال 9 صيدليات و4 مستودعات متورطين بتسويق دواء مزور ومهرب إلى لبنان بواسطة شبكة دولية.

وقال خليفة في مؤتمر صحافي عقده في مكتبه في الوزارة، "ان الموضوع يتعلق بإحدى الشبكات المنظمة التي نشطت مؤخرا في تصنيع الدواء المزور في إحدى الدول وإرسالها إلى دول أخرى في المنطقة ومنها لبنان".

وأضاف خليفة: "الأمر يتعلق بنوع دواء معين صنع في الصين، وحصة لبنان أدخلت عن طريق التهريب. والدواء هو Plavix يعطى لمرضى القلب وهو دواء حيوي، وقد تمكن التفتيش الصيدلي في وزارة الصحة العامة من متابعة الموضوع رغم كل الإستفزازات التي تعرضت لها الوزارة في اتجاهات مختلفة".

وأوضح وزير الصحة ان "القضية قضية عصابات، والمؤسف أن القسم الأكبر من هؤلاء مهنيين أصحاب شهادات جامعية يتعاطون المهنة"، مؤكدا "أن هذا العمل هو جريمة منظمة".

وأضاف: "لاحقنا خيوطها إلى أن اكتملت على الرغم من تشويش البعض على الموضوع ما دفع بالبعض من المتورطين الى مغادرة لبنان".

وأعلن انه "سيصار يوم الاثنين المقبل الى اقفال تسع صيدليات واربعة مستودعات أدوية"، مضيفا ً "أبلغت المدعي العام لاتخاذ ما يلزم من اجراءات قانونية من توثيق وخلافه، وقد تم تحويل كل الملف إلى القضاء". وأكد وزير الصحة انه "لا يجب السكوت على الموضوع، ولا وساطات خصوصا وإن التزوير والتهريب ليس وليد الصدفة، ومن يعمل عليه فهو على بينة بكل نتائجه، والاثبات أن جميع المتورطين في الموضوع مهنيون محترفون". ولفت الى ان "هذا الدواء، بعد التحاليل التي أجريت عليه في فرنسا ولبنان، تبين انه يحتوي فقط على 40% من القيمة العلاجية للدواء. إذا فان هؤلاء يعطون الدواء إلى اشخاص وهم على معرفة انه يمكن أن يؤدي إلى حالة وفاة بهدف الربح المادي".

وأشار الى ان "المخالفين منتشرون في كل المناطق من الجنوب حتى الشمال والبقاع"، مؤكدا ً ان "كل الاجراءات قد اتخذت لسحب ومصادرة هذا الدواء".

 

كشف مخطط ل"فتح الاسلام" لاغتيال قاضٍ وتشديد الرقابة على عين الحلوة

نهارنت/كشف مصدر رسمي مطّلع "أن المراجع السياسية والقضائية في لبنان تلقت تقريراً بالغ الخطورة يحذّر من اعتداء أمني يخطط له تنظيم "فتح الإسلام" يستهدف أحد القضاة الذين يتولون التحقيق مع عناصر من هذا التنظيم"، مشيرا الى أن المعلومات رجحت أن تنطلق هذه المجموعة من مخيم "عين الحلوة" في جنوب لبنان". واضاف المصدر لصحيفة "المستقبل" أن التقرير "يحض السلطات العسكرية والأمنية على تشديد الرقابة على محيط "عين الحلوة" ورصد تحركات العناصر المشبوهة، وإحكام التدقيق في هويات ومهمات الداخلين الى هذا المخيم والخارجين منه، ورفع مستوى الإجراءات الأمنية المفروضة على قصور العدل والمحاكم في جميع المحافظات اللبنانية، وزيادة عناصر الحماية والمواكبة للقضاة الذين يحققون في ملفات عائدة لمجموعات "فتح الإسلام" لإحباط أي عمل أمني محتمل.

 

سليمان: الانتخابات البلدية في موعدها وتقسيم بيروت غير مطروح

نهارنت/أكد رئيس الجمهورية ميشال سليمان حصول الانتخابات البلدية والاختيارية في موعدها، مشدداً على أهمية الحفاظ على "تقاليدنا الديموقراطية في لبنان، وعلى أن تداول السلطة من المسلمات التي لا بد من التمسك بها لأنها من أهم مميزات النظام الديموقراطي". واضاف سليمان في حديث الى صحيفة "السمتقبل" ان "حصول هذا الاستحقاق بحد ذاته هو خطوة اصلاحية، واذا تمكنا من تحقيق خطوات إصلاحية إضافية في هذ الملف نكون قد أنجزنا تقدماً اضافياً، لكن شرط ألا يدفعنا ذلك الى تأجيل الاستحقاق".

وشدد سليمان على ان موضوع تقسيم العاصمة بيروت الى دوائر عدة في الاستحقاق البلدي، غير مطروح، لافتا الى ان أحداً لم يطرح هذه الفكرة في مجلس الوزراء بما في ذلك وزير الداخلية زياد بارود. أضاف: " البعض يسعى الى تصوير أنني لا أحبذ اجراء الانتخابات البلدية لأسباب تتعلق بمنطقتي، أو تجنباً لخسارة مقربين مني في هذا الاستحقاق، لكن هذا الاعتقاد ليس في مكانه لسببين: الأول أنني متمسك بمبدأ تداول السلطة، ولا يمكن أن أسجل على نفسي خللاً في هذا الشأن خلال ولايتي، والثاني أنني لا أصنّف نفسي في موقع الخاسر أو الرابح في منطقتي طالما انني اعتبر ان كل أهل عمشيت أهلي، وكل أهل جبيل أهلي أياً كانت النتائج". واعرب سليمان عن تفاؤله بالنسبة الى بالتوصل الى آلية معينة لإقرار التعيينات. مشيرا الى انه "طلب تأجيل البحث في هذا الموضوع في جلسة مجلس الوزراء من أجل إنضاجه وإجراء الاتصالات اللازمة للتوافق حوله". واستبعد سليمان حصول عدوان اسرائيلي على لبنان، على رغم وجود مخاطر، مشيرا الى ان جهود يقوم بها مع رئيس الحكومة سعد الحريري من أجل منع ذلك والحؤول دون حصوله. وشدد على تكاتف اللبنانيين مشيرا الى "ان الاتكال هو على الجيش بشكل أساسي، وبالتالي على دعم الشعب والمقاومة كما جاء في البيان الوزاري".

 

الخازن ومعوض ينتقدان طرح بري وتوقيته

نهارنت/رأى النائب فريد الياس الخازن أنّ من حق رئيس مجلس النواب نبيه بري ومن واجباته أيضا أن يقوم بمهامه بطرح موضوع إلغاء الطائفية السياسية، كما أنّه من حق كافة الأطراف الأخذ في الإعتبار التوقيت والظرف المناسبين. لأن تشكيل الهيئة ليس بحد ذاته هو الموضوع الأساسي، إنما الغاية الاصلاحية هي تشكيل الهيئة للنظر بإلغاء الطائفية السياسية.

وشدد الخازن بعد لقائه البطريرك مار نصر الله بطرس صفير في بكركي على ضرورة "اجراء الانتخابات في موعدها مع الاخذ بعين الإعتبار التعديلات المطروحة ومنها جوانب اصلاحية مهمة جدا كونها موضوع إنمائي بالدرجة الأولى". بدورها استغربت النائبة السابقة نايلة معوض "إصرار الرئيس نبيه بري على موضوع إلغاء الطائفية السياسية الذي لاقى تحفظات ورفض من حلفائه المسيحيين ايضا والمعارضة العارمة التي واجهت هذا الطرح". ولفتت معوض بعد لقائها البطريرك صفير الى "ان الرئيس بري، دستوريا، ليس من حقه طرح هذا الموضوع، بل من واجبات المجلس وليس رئيس المجلس، مشيرةً الى "أنّ كلام أبو موسى الذي جاء وراء طرح الرئيس بري، يجعلنا قلقين لأنه يشجع أي حزب أو مجموعة في لبنان للتسلح تحت حجة قتال اسرائيل. وأضافت معوض: "والواضح من زيارة أبوموسى ان هناك منظومة واحدة وان هناك احتضان من "حزب الله" والأخطر من ذلك السكوت المريب للقوى المسيحية المتحالفة مع "حزب الله"، وهي أيضا إشارة سيئة من النظام السوري على رغم الجهود الجدية المبذولة لبناء لتحسين العلاقات. واعتبرت أنه "اذا طبق هذا الطرح لن يلغي الطائفية، بل سيلغي الديموقراطية في لبنان لأننا سننتقل من ديمقراطية فيها أقلية وأكثرية سياسية الى أكثرية طائفية وأقلية طائفية وهذا ضرب فاضح للنظام اللبناني والتعددية والعيش المشترك والديمقراطية في لبنان". 

 

السنيورة: الامال بحلول سلمية ليست مشجعة بسبب الموقف الإسرائيلي

نهارنت/لفت رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة الى أنّ الآمال بالوصول لحلول سلمية في المنطقة ليست مشجعة، والسبب الأساسي هو الموقف الإسرائيلي المتعنت الذي يقابله عجز أميركي عن الضغط على إسرائيل لتبديل موقفها، مما يدفع إلى الاستنتاج أن الآمال التي كانت معلقة على الإدارة الأميركية الجديدة لحل أزمة المنطقة لم تعد كما كانت قبل عدة أشهر، في مقابل ذلك نرى تفككاً عربياً وفلسطينياً يحول دون وجود إرادة عربية موحدة. وأشار السنيورة خلال احتفالٍ تكريمي الى ان أن القطاع المصرفي والمالي اللبناني يحق له كما لكل اللبنانيين أن يفخر نظراً لأنّه أساس الإقتصاد الوطني ولأنه بقي صامداً في ظل الأزمات. واعتبر أن إجراء الانتخابات البلدية في موعدها مسألة أساسية لتثبيت الثقة بالنظام اللبناني ومؤسساته، مؤكداً على التمسك بوحدة العاصمة بيروت.

 

العلامة فضل الله: الإنتخابات قد تتحول الى التمديد القسري

نهارنت/وصف العلامة السيد محمد حسين فضل الله لبنان بالغارق" إمّا في لعبة التعيينات التي لا بد أن تأخذ مزيدا من الوقت حتى يتدبر كل مسؤول وضعه، ويطمئن الى حصته وإمّا في الإنتخابات البلدية التي قد تتحول إلى ملهاة سياسية جديدة، تأخذ عنوان التمديد القسري لأسباب من هنا وهناك، لندخل في الغيبوبة السياسية المحلية التي تنتظر جلاء الموقف في المنطقة.

وتطرق السيد فضل الله، أثاء القائه خطبتي صلاة الجمعة، الى القضية الفلسطينية داعياً الأوروبيين الى الكف عن سياسة الكيل بمكيالين في مسألة العدالة، وأن لا يقعوا فيما وقعت فيه الولايات المتحدة الأميركية من منزلقات في احتلالها وسياساتها تجاه شعوب المنطقة.

 

أبو العينين يدعو اللبنانيين لعدم التعويل على كلام ابو موسى لانه لا يملك شيء

نهارنت/قلل عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" سلطان ابو العينين من أهمية كلام أمين عام حركة "فتح-الانتفاضة" ابو موسى متهماً إياه بالتبعية لسوريا وهو لا يملك حتى القرار بالنسبة للسلاح الذي يتكلم عنه. ودعا أبو العينين، في مداخلة له عبر محطة الـ"ِANB" اللبنانيين الى عدم التعويل على كلام ابو موسى الذي لا يملك اي شيء داخل المخيمات.

من ناحية اخرى، لفت ابو العينين الى ان الأمور تزداد صعوبة يوما بعد يوم في عملية السلام لأن الاسرائيليين يتخذون مواقف احادية.

 

"القبس"الكويتية: تيار المستقبل يتحول إلى حزب سياسي

المركزية - ينتظر أن يعلن تيار المستقبل، قريبا، تحوله إلى حزب سياسي. وذكرت صحيفة "القبس" الكويتية نقلا عن قيادي في "المستقبل" أن الهيكلية التنظيمية للحزب الجديد باتت في مراحلها النهائية، وهي تتضمن الأسس التي ستتبع في تطبيق القواعد الديموقراطية، في التراتبية الحزبية وفي الخيارات السياسية"، موضحا أنه يجري التركيز على بناء المؤسسات الوسطية للحزب، ووضع القواعد التي ستتبع في انتخاب الهيئات القيادية، حيث سيكون لحزب المستقبل لجنة مركزية ومكتب سياسي ومكتب للرئاسة، لافتا إلى أن مثل هذه الهيئات ليست موجودة في التركيبة الحالية لبنية تيار المستقبل. وأكد القيادي أن الانتساب إلى حزب المستقبل سيكون مفتوحا أمام اللبنانيين من مختلف الطوائف، «من أجل المحافظة على التنوع الطائفي الموجود حاليا في التيار»، وستعتمد شروط واضحة ومحددة للانتساب، وسيتضمن النظام الداخلي للحزب آلية للتدرج والارتقاء التنظيمي، مضيفا أنه سيجري اعتماد الديموقراطية في تحديد خيارات الحزب السياسية.

 

"الخليج" الاماراتية: جهود سعودية - سورية لعقد مؤتمر للمصالحة الفلسطينية في القاهرة

المركزية - أكدت مصادر مطلعة لصحيفة"الخليج"الاماراتية أن السعودية وسوريا بدأتا جهودا كثيفة لعقد مؤتمر موسع للمصالحة في القاهرة بداية الشهر المقبل تشارك فيه جميع الفصائل الفلسطينية بما فيها حركتا "حماس" و”فتح”، برعاية مصر وبحضور ومشاركة السعودية وقطر وسوريا والأردن والكويت وليبيا. وكشفت المصادر أن السعودية تعهدت بدراسة تحفظات “حماس” على الورقة المصرية قبل عقد المؤتمر الذي سيشهد توقيع "حماس" على الورقة، وتحديد جدول زمني مناسب لتنفيذها، والاتفاق على تحديد موعد لإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية فلسطينية تحت رقابة عربية ودولية، وبحضور منظمات وهيئات دولية . واعترفت المصادر بأن هناك تقدما حقيقيا طرأ على ملف المصالحة، وأن أطرافاً عربية دخلت على خط الوساطة لدعم جهود مصر وإنجاح المصالحة .

 

الناطقة باسم الرئاسة الاسبانية لــ "أكـــي" الايطالية: الدور الأميركي في عملية السلام لا يلغي التأثير الأوروبي

المركزية- اعربت الناطقة باسم الرئاسة الإسبانية الحالية للإتحاد الأوروبي كريستينا غالاش لوكالة "أكـي" الايطالية عن قناعة التكتل الأوروبي الموحد بأن الدور الأميركي في عملية السلام في الشرق الأوسط لا يلغي التأثير الأوروبي في هذه العملية . واكدت أن دور أوروبا لن يختفي من ساحة الشرق الأوسط، فـ"لا زال لنا أدواتنا السياسية وعوامل تأثيرنا الإقليمية في عملية السلام"، معربة عن "إدراك" الإتحاد الأوروبي لصعوبة الوضع على الأرض وتعقيده. واشارت غالاش إلى رغبة الإتحاد الأوروبي في عمل "كل ما يمكن والتعاون" مع كافة الأطراف الإقليمية والدولية لإعادة إطلاق مفاوضات السلام وحول دور دمشق في هذه العملية، أكدت الناطقة أن "الإتحاد لا زال يعول كثيراً على الدور السوري خصوصا لجهة تحقيق المصالحة الفلسطينية الداخلية"، و"نحن ندعم كل ما تقوم به سورية من أجل تأمين أجواء مناسبة لإعادة إطلاق عملية السلام". وأوضحت أن إصرار دمشق على الوسيط التركي في أي مفاوضات غير مباشرة مقبلة مع إسرائيل "لا يمكن أن يحبط من عزيمة الإتحاد الأوروبي وتصميمه على القيام بدوره". وأشارت إلى أن "أوروبا ترحب بأي جهد إقليمي ودولي يصب في خانة إطلاق عملية السلام ودفع الأطراف العودة إلى التفاوض" من جديد. وعبرت غالاش عن قناعة الإتحاد الأوروبي بأن دوله ومؤسساته "فعلت كل ما بوسعها من أجل تغير وتحسين علاقات دمشق مع الدول الغربية"، و"لن نجد مجموعة من الدول قامت بما قمنا به تجاه السوريين". وحول مصر، أكدت الناطقة بأن الإتحاد الأوروبي لا يرى سبباً في "التقليل" من أهمية القاهرة في عملية السلام، وقالت "تتقاسم مصر مع فرنسا الرئاسة المشتركة للإتحاد من أجل المتوسط، وهذا يعطي برأينا دفعاً إضافياً للدور المصري". ووصفت الناطقة الإتصالات والتحركات الأوروبية بشأن الشرق الأوسط بـ"النشطة جداً"، ولفتت إلى أنه من غير المستبعد أن يقوم وزير الخارجية الإسباني ميغيل أنجيل موراتينوس بزيارات متكررة إلى المنطقة "لتأكيد إلتزام أوروبا بدعم العمل لإعادة إطلاق عملية السلام والتشديد على أهمية دورها" في ذلك. وذكرت ان حزيران المقبل سيشهد قمة لدول الإتحاد من أجل المتوسط، وهو "دليل إضافي على الجهد الأوروبي المبذول لتحريك عملية السلام" في الشرق الأوسط".

 

دعا الى عدم إعطاء إسرائيل أي حجة للعدوان على لبنان فتفت: تصريحــــات فرنسا عن حزب الله للفت النظر

المركزية - أشار عضو تكتل "لبنان أولا" النائب أحمد فتفت الى أن "الحكومة السابقة اعتمدت آلية ممتازة جداً في مسألة التعيينات، وبالتالي بإمكان مجلس الوزراء أن يعتمدها أو إجراء تعديلات عليها". وقال: "هذا الموضوع يتعلق بمستوى الكفاءة والامكانية والنزاهة، كما ان مجلس الوزراء يجب ان يطبق المعادلة السياسية المرتبطة بالامور الدستورية لناحية التوازن الطائفي والمذهبي". من ناحية أخرى، أوضح أن "كتلة تيار المستقبل لم تتخذ موقفاً نهائياً من موضوع خفض سن الاقتراع وتصويت المغتربين، وهو قيد البحث لإتخاذ موقف نهائي منه".

ولفت فتفت في مداخلة تلفزيونية الى أن "رئيس الحكومة سعد الحريري طرح في بداية زيارته لفرنسا مخاوف لبنان من إعتداء اسرائيلي"، مشددا على وجوب "عدم إعطاء اسرائيل أي حجة لتقوم بعدوان على لبنان، حيث أن التصريحات الإسرائيلية المتكررة حول حرب مقبلة لا تأتي من الفراغ". واعتبر ان "التصريحات الفرنسية عن حزب الله والمغامرة التي يمكن ان يقوم بها في حال توجيه ضربة إلى ايران قد تكون نوعاً من التوضيح او لفت النظر، وقد يكون وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير رأى من موقفه السياسي وعلاقاته السياسية ان يلفت الى مخاطر اخرى". وقال: "تصريحا الحريري وكوشنير يشيران الى ان المنطقة معرضة للاهتزازات وعلى الجميع ان يكونوا يقظين في المرحلة المقبلة، والا نقدم اي حجة لاسرائيل لكي ترتكب عدواناً جديداً ومدمراً على لبنان". ونبه إلى "ان المجتمع الاسرائيلي عدواني اساساً، فكيف الحال عندما تكون هناك حكومة اسرائيلية متطرفة؟".

 

وزراء ونواب ورئيس الدستوري في بعبدا

المركزية – عرض رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان مع زواره لشؤون حياتية وسياسية فاستقبل كلا من وزير الطاقة والمياه جبران باسيل، التربية والتعليم العالي حسن منيمنة، الصناعة ابراهيم دده يان وعرض معهم للتطورات الراهنة وشؤون وزاراتهم ولا سيما منها المشاريع المعدة للمرحلة المقبلة. ثم تناول مع النائب آغوب بقرادونيان التطورات السياسية الراهنة والملفات المطروحة على بساط البحث. واطلع من رئيس المجلس الدستوري عصام سليمان على عمل المجلس.

 

ابي نصر دعا بري وهيئــــة مكتب المجلس الى اقرار خفض سن الاقتراع واستعادة الجنسية

المركزية - دعا النائب نعمة الله ابي نصر "رئيس مجلس النواب وهيئة مكتب المجلس الى "السير معا بإقرار خفض سن الاقتراع واقتراح استعادة الجنسية للمتحدرين من أصل لبناني".

وقال في بيان اليوم: من حقنا ان نسأل دولة رئيس مجلس النواب وهيئة المكتب أين أصبح اقتراح القانون الذي سبق وتقدمنا به في ايلول 2003 الرامي الى وضع شروط استعادة الجنسية اللبنانية للمتحدرين من أصل لبناني والذي أقرته لجنة الادارة والعدل بالاجماع بتاريخ 6 نيسان 2009؟ لماذا لم يوضع هذا الاقتراح على جدول أعمال الهيئة العامة لاقراره يوم الاثنين مع خفض سن الاقتراع؟ ان القول بأن خفض سن الاقتراع الى 18 سنة يقتضي اقراره مقابل إعطاءنا المغتربين حق الاقتراع في العام 2013 هو قول غير صحيح، لان المغترب لكي يتمكن من الاقتراع يجب ان يكون حائزا على هوية تمكنه من ذلك؟ وكل ما في الامر هو اننا عندما أقرينا في مجلس النواب قانون الانتخاب في العام 2008 وعدنا اللبنانيين المنتشرين في العالم والمسجلين أصلا في دوائر النفوس وفي القوائم الانتخابية أي "لوائح الشطب"، بأن نضع لهم آلية تمكنهم من الاقتراع في السفارات في العام 2013 لا أكثر ولا أقل؟ وهذا حق طبيعي لهم وواجب علينا أسوة بما هو معمول به في كل دول العالم. كفى اتستهزاء بالاغتراب والمغتربين!"أضاف: "إننا نتمنى على دولة رئيس المجلس وهيئة المكتب السير معا بإقرار خفض سن الاقتراع وإقرار اقتراح استعادة الجنسية للمتحدرين من أصل لبناني كما قررته لجنة الادارة والعدل بالاجماع، ودولته وهو الذي تغنى دائما بالاغتراب رافعا شعار "لبنان يحلق عاليا بجناحيه المقيم والمغترب، يعرف كيف يقرن القول بالفعل. ولبعض الزملاء نقول، لا تخلطوا بين اللبناني المنتشر المسجل أصلا في القوائم الانتخابية المقيم خارج لبنان والذي نأمل ان توضع له آلية تمكنه من الاقتراع في العام 2013، وبين المغترب المتحدر من أصل لبناني فاقد الجنسية والذي لا يستطيع الاقتراع".

 

حسين الموسوي: الزيارات الأميركية المتتالية لم تخدم مصلحة لبنان

المركزية- توقّف عضو كتلة الوفاء للمقاومة النّائب حسين الموسويّ عند مغزى الزّيارات الأميركيّة المتتالية إلى لبنان، واضعا إيّاها في إطار سياسة التّدخّل المهين في الشّؤون اللّبنانيّة، من خلال فرضها إملاءات تعبيرا عن سلوك أميركيّ متميّز بالهيمنة والإستعلاء، مشيرا إلى أنّ هذه الزّيارات الراهنة والسّابقة، لم تخدم أبدا مصلحة لبنان واللّبنانيّين الّذين لم تقدّم لهم إدارة البيت الأبيض سوى الدّليل إلى الفتنة والإنقسام والفوضى، حتّى تبقى إسرائيل هي الدّولة الأقوى في المنطقة، ومن حولها أشباه دول لا تملك شيئا من أسباب القوّة. وقال في خلال لقاء شعبيّ في حي السلم:" إنّ هذا الإيغال في التّدخّل، من شأنه أن يظهّر مراهنات جديدة، عند بعض من في الدّاخل، تأسيسا على تطوّرات دراماتيكيّة قد تحصل في لبنان والمنطقة تعيد لهم من جديد مشاريع تمدّهم بالهواء والحياة". ونصح الموسوي بعدم تلقّف أيّ إملاءات أميركيّة من أيّ طرف داخليّ، وذلك لا يكون إلاّ بالتأكيد على سياسة الحوار البنّاء بين جميع القوى السّياسيّة، ومن خلال إستمرار خطوات التّحصين لوحدتنا الوطنيّة السّبيل الوحيد للوصول بنا جميعا إلى شاطىء الأمان.

 

المطرانـان الحــاج وايــلي حداد زاررا قـاووق: المصالحات الجارية دلالة على حاجة اللبنانيين للتلاقي

المركزية- استقبل مسؤول منطقة الجنوب في حزب الله الشيخ نبيل قاووق في مكتبه في صور راعي أبرشية صور للموارنة المطران شكر الله نبيل الحاج ومتروبوليت صيدا ودير القمر وتوابعهما للروم الكاثوليك المطران ايلي حداد وعرض معهما التطورات والمستجدات على الساحة اللبنانية. وعقب اللقاء تحدث المطران حداد فأثنى على الجهود التي يقوم بها المقاومون للحفاظ على الارض، موجهاً التحية لدماء شهداء المقاومة الذين سقطوا للدفاع عن الارض وقال : "دوما من الجنوب نتذكر بأن عدونا واحد وهو اسرائيل والذي يضعف كلما توحدنا كلبنانيين ويقوى علينا كلما تشرذمنا". واذ اعتبر المطران حداد ان المصالحات الجارية في البلد دلالة على ان الحاجة بين اللبنانيين باتت ماسة للتلاقي، اشار الى ان جوهر كلام سماحة الامين العام لحزب الله الموجه للمسيحيين في لبنان مؤخراً هو دعوة جدية لطاولة الحوار، معتبراً ان دعوة سماحة السيد الى هذا الموضوع عميقة وحكيمة تنبع من اعتباره طاولة الحوار مخرجا من مخارج السلام للبنان الغد والمستقبل لجميع ابنائه . وأضاف :"لدي ثقة كبيرة بحزب الله وقادته واعتبر ان الحزب هو صاحب توازن كبير في البلد ويعتبره اللبنانيون مرجعية كبرى في الكثير من القضايا".

 

سليمان لـ"المستقبل": لا تأجيل لـ"البلديات" وتقسيم بيروت غير مطروح

 المستقبل / جورج بكاسيني

أكد رئيس الجمهورية ميشال سليمان حصول الانتخابات البلدية والاختيارية في موعدها، مشدداً على أهمية الحفاظ على "تقاليدنا الديموقراطية في لبنان، وعلى أن تداول السلطة من المسلمات التي لا بد من التمسك بها لأنها من أهم مميزات النظام الديموقراطي". وقال في حوار مع "المستقبل": ثمة شائعات ولّدت انطباعاً لدى اللبنانيين في الأيام القليلة الماضية بأن هناك احتمالاً لتأجيل هذا الاستحقاق، لكن ذلك غير صحيح وغير وارد، وأنا قلت هذا الكلام في جلسة مجلس الوزراء التي ناقشت هذا الموضوع وأكرره الآن. الانتخابات البلدية والاختيارية ستجري في موعدها وأنا متأكد من ذلك وأؤكده للبنانيين لأن حصول هذا الاستحقاق بحد ذاته هو خطوة اصلاحية، واذا تمكنا من تحقيق خطوات إصلاحية إضافية في هذ الملف نكون قد أنجزنا تقدماً اضافياً، لكن شرط ألا يدفعنا ذلك الى تأجيل الاستحقاق".

ورداً على سؤال عن مطالبة البعض بتقسيم العاصمة بيروت الى دوائر عدة في الاستحقاق البلدي، قال الرئيس سليمان: "هذا الأمر غير مطروح، ان أحداً لم يطرح هذه الفكرة في مجلس الوزراء بما في ذلك وزير الداخلية زياد بارود. الموضوع غير مطروح". أضاف: " البعض يسعى الى تصوير أنني لا أحبذ اجراء الانتخابات البلدية لأسباب تتعلق بمنطقتي، أو تجنباً لخسارة مقربين مني في هذا الاستحقاق، لكن هذا الاعتقاد ليس في مكانه لسببين: الأول أنني متمسك بمبدأ تداول السلطة، ولا يمكن أن أسجل على نفسي خللاً في هذا الشأن خلال ولايتي، والثاني أنني لا أصنّف نفسي في موقع الخاسر أو الرابح في منطقتي طالما انني اعتبر ان كل أهل عمشيت أهلي، وكل أهل جبيل أهلي أياً كانت النتائج".

وكما هي حال ثقته باجراء الاستحقاق البلدي، كذلك هي حال تفاؤله بالنسبة الى التعيينات الادارية: "لا بد من التوصل الى آلية معينة لإقرار هذا التعيينات. لا يجوز أن تبقى الدولة في ظل ادارة منقوصة.

أنا من طلب تأجيل البحث في هذا الموضوع في جلسة مجلس الوزراء من أجل إنضاجه وإجراء الاتصالات اللازمة للتوافق حوله. لكن لا بد من التوصل الى آلية معينة وان كان الدستور يشير الى وجوب أن "يقترح الوزير"، لأن الدستور وجد من أجل المصلحة العامة، وهذه المصلحة تفترض آلية معينة لانجاز هذا الملف".

في مجال آخر، بدا رئيس الجمهورية أقل قلقاً من آخرين ازاء احتمال تعرّض لبنان لعدوان اسرائيلي، وقال: "رغم وجود مخاطر أستبعد حصول عدوان اسرائيلي على لبنان". وأضاف: "جهودي وجهود رئيس الحكومة سعد الحريري متواصلة من أجل منع ذلك والحؤول دون حصوله. وبالتالي ثمة اعتبار لا يقل أهمية يحول دون ذلك وهو تضامن اللبنانيين مع بعضهم البعض في وجه هذا الاحتمال. كل اللبنانيين متكاتفون حول هذا الموقف. والأهم ان الاتكال هو على الجيش بشكل أساسي، وبالتالي على دعم الشعب والمقاومة كما جاء في البيان الوزاري". هذا التفاؤل الرئاسي يعزوه الرئيس سليمان نفسه الى جملة اعتبارات أهمها عودة الثقة بلبنان": كل يوم لدينا زائر عربي أو أجنبي، وأنا ورئيس الحكومة نقوم بزيارات متتالية الى الخارج. البلد انتقل من مرحلة الى مرحلة أفضل عنوانها الاستقرار وهذا يمنح الجميع أملاً بالمستقبل. شكلت حكومة وحدة وطنية والجميع حريص على الاستقرار. نواجه مشاكل بين وقت وآخر لكن تحت سقف الاستقرار، لأننا نعمل بهدوء". وهنا يستطرد الرئيس قائلاً: "البعض يلومني ربما على انتهاج أسلوب الهدوء والصمت وابتعادي عن البهرجة السياسية أو الاعلامية، لكن هذا نهج اعتمده وأنا مقتنع به.."Le style cest lhomme" (أي الأسلوب هو الرجل ما يعني أن لكل رجل أسلوبه). فما يهمني هو النتيجة، والنتيجة هنا هي استقرار البلد، وهذا ما يُريحني ويُريح ضميري".

   

جنبلاط: خطوات قليلة تفصل عن زيارتي لدمشق

المستقبل/أكد رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط أن "خطوات قليلة" تفصله عن زيارة دمشق وذلك بجهد من الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، مشيراً الى أنه "يبقى استكمال المسافة، وهذا الأمر على عاتقي وسأرى كيفية إخراج الصيغة الملائمة في الوقت المناسب للشعب السوري ولي كما سبق وذكرت، وسأقوم بالجهد المطلوب بما يحفظ كرامة الشعب السوري وكرامة الشعب اللبناني والطائفة المعروفية". وقال في حديث الى قناة "المنار" أمس: "لإسرائيل تاريخ عدواني وهي تريد أو تودّ أن تُعيد الكرة وأن تهاجم لبنان، وخصوصاً بعد هزيمتها في حرب تموز 2006، لكن لا أدري كيف ومتى، أما نحن فعلينا أن نبقى دائماً على استعداد، جيشاً وشعباً ومقاومة وإدارات لمواجهة هذا الخطر".

وسأل: "لِم لا تشكّل لجنة تكون محايدة ومن الإخصائيين تدرس التعيينات قبل بتّها؟ مع الإشارة إلى وجود كفاءات من ضمن الإدارة". وإذ تمنّى أن "تخرج التعيينات من المحاصصة"، قال: "السؤال هو كيف سيتم ذلك"، مذكراً بأنه "في العام 1943 كانت تتم التعيينات عبر مجلس الخدمة المدنية، ولكن مع الطائف تغيّرت الصيغ، ويبدو اليوم أنه من الأفضل أن يعمد كل زعيم سياسي الى أن يقدّم أفضل ما لديه". وجدد تأييده "تقسيم المدن الكبرى على مثال كل مدن العالم، وذلك إلى أحياء، ثم تجتمع الأحياء في مجلس مركزي، لكن ردود الفعل على موقفي جاءت وكأنّي مسست بالمقدسات"، موضحاً "أنا مع التمثيل النسبي ولا أدري كيف يمكن أن تمثَّل المرأة بنسبة ثلاثين في المئة، ولكن أنا مع تمثيل المرأة في المجلس البلدي، ومع خفض سن الاقتراع الى 18، خصوصاً أن هذا الشاب سيقترع عاجلاً أم آجلاً".

 

التعيينات الجديدة أطاحت آمال الاصلاح

"التيار العوني" الى مزيد من الانغلاق والتشرذم

22-1-2010 

كشف قرار التعيينات في "التيار العوني" والذي أعلنه العماد ميشال عون أخيرا حقيقة الازمة المستعصية التي أصابته بفعل الذهنية المتحكّمة بمفاصل عمله السياسي والاداري.

ويلفت ناشط بارز من الذين تم استبعادهم عن هذه التعيينات، في حوار هاتفي مع "موقع 14 اذار"، الى أن هذه الذهنية بدأت بالظهور منذ اعلان التنظيم الواسع الاول بعد 7 آب 2001، ثم التنظيم الثاني أواخر 2003، حيث أوكل عون المسؤوليات الفعلية لأقربائه الثلاثة ابن شقيقته وابن شقيقه وصهره ومنح الأولين سلطة مراقبة الناشطين وضبط ولائهم ومنح الثالث السلطة المالية والسياسية. ويكشف الناشط المبعد أن سلطة اللواء نديم لطيف والدكتور يوسف سعدالله الخوري كانت شكلية، وكان عون يحرّك من باريس وبواسطة وكلائه في بيروت حساسيات كثيرة بينهما، وكان الأول يشكو من أخذ توقيعه على الشيكات والمصاريف بدون أن يعرف وجهة صرفها، ومن اضطراره الى التغطية من جيبه في الافراح والاتراح، بينما كان يشكو الثاني من تهميشه وتقديم لطيف عليه في الاحتفالات والجلوس في الصف الامامي. أمّا الناشطون الاخرون فكانوا مأخوذين ب "القضية" ولم يكونوا مدركين مدى الصفقات التي كانت تعقد من وراء ظهورهم.

ويتابع: في تلك المرحلة، وحتى عودة عون من باريس، تنبّه أكثر من ناشط الى النزعة الفردية العائلية التي تتحكّم ب "التيار" وحاولوا التصدّي لها، لكنهم سرعان ما وجدوا أنفسهم خارج دائرة الدور والتأثير فاستقال بعضهم وانكفأ بعضهم الاخر، وفضّل بعضهم الثالث التريّث واعدين أنفسهم ب "اصلاح ديمقراطي" لاحق، لكن الانتظار طال 4 سنوات اضافية، وكانت الحجّة دائما حصول تطورات (اعتصامات وحرب وانتخابات واستحقاقات... ). وكان الأكثر تنبّها عدد محدود من المسؤلين البارزين الذين لمسوا قبل سواهم عمق الازمة وتأكّدوا أن المشكلة الحقيقية تكمن في الانحراف الخطير عن ثوابت "التيار" وأهداف نضاله، وأن المسألة التنظيمية ليست سوى نتيجة للانقلاب على الاسس السياسية، وأن أي حركة اصلاح ناجحة ل " التيار "يجب أن تبدأ بالسياسة وليس بالتنظيم، من خلال اعادته الى السكّة الوطنية الصحيحة والتخلّي عن الالتزامات المحلّية والاقليمية التي تم توريطه فيها.

ويأخذ الناشط على رفاقه المعترضين اقتصار حركتهم على الجانب التنظيمي حتى الان، ويسألهم: هل ما زلتم تظنّون أن هناك أدنى امكانية لاصلاح "التيار" بعد العملية الالتفافية الجديدة التي قام بها عون والحاشية؟ ألم يلفتكم ارتباكه وتلعثمه حين سأله صحافي عن مصير الانتخابات داخل "التيار" ؟ ألم تكن التعيينات الاخيرة لتذويب حركة الاعتراض لأنها اكتفت بالشأن التنظيمي؟ ألم يشقّ عون صف المعترضين بهذه الطريقة كما كان يفعل دائما منذ سنوات على قاعدة "فرّق تسد"؟ 

ويشير الناشط الى تغييب وجوه كثيرة عن التعيينات، وهي وجوه لها حضور مديد في نضالات "التيار" ولكنّها غير محسوبة على الثلاثي العائلي، ويعدّد منها: فادي بركات ومنصور صفير ومنصور حجيلي وجوزيف بارود ونعمان مراد في كسروان، وبسام الهاشم وطوني أبي عقل في جبيل، وأنطون حرب في البترون، وميشال المتني في الاشرفية، وكل البارزين في زغرتا وعكار والمتن وبعبدا والشوف، فضلا عن اللواء عصام أبو جمرا والقريبين منه.  ويتوقّع الناشط أن تؤدي التعيينات الاخيرة الى صدمة وعي أكثر اتساعا، خصوصا بعد دخول لجنة المناطق في مطب تعيين المنسقين في الاقضية والبلدات، ولدى بدء  تجاذب المحسوبيات في اختيار المرشحين للادارات العامة وثم المرشحين للبلديات.

ويستنتج أخيرا أن "التنظيم" الاخير سيكون مجرد مخدّر موقت ستظهر بعده أعراض المرض بصورة أقوى، الى أن تحدث الصدمة السياسية الكبرى حين لا تنفع العقاقير والمسكّنات.

 

أبو جمرة لـ"المركزية": التيار بحاجـة الى قيادة متـكاملة وما أعلنه عون محاولة تخدير بعض المعترضين لاحتوائهم

المركزية- رأى نائب رئيس الحكومة السابق اللواء عصام أبو جمرة أن التيار الوطني الحر بحاجة الى قيادة متكاملة، وسأل: من يضمن عدم اختيار مرشحين للبلديات والمخاتير ولاحقا للنيابة من خارج التيار بقرار متفرد ولأسباب تبقى مبهمة كما حصل باختيار الوزراء؟

وقال في حديث لـ" المركزية ": ما أعلنه العماد عون في مؤتمره الصحافي بالامس هو محاولة تخدير بعض المعترضين لاحتوائهم، فالمطالبة باصلاحات جدية داخل التيار من قبل قياديين ناشطين كثيرين، انتهت بتأليف لجان هامشية مؤقتة للمناطق والانتخابات البلدية من دون الحق بالنظر الى فوق، اذ كيف ومتى يتم انتخاب رئيس الحزب ونواب الرئيس من المنتسبين وفقا للنظام، وكيف ومتى يتم تأليف المكتب السياسي والهيئة التنفيذية والمجلس الوطني؟ وتاليا أين القيادة ومتى تتألف؟ ومن يشارك رسميا وبمسؤولية في صنع القرار؟ ومن يحاسب من؟ وكيف؟ ومن يضمن عدم اختيار مرشحين للبلديات والمخاتير ولاحقا للنيابة من خارج التيار بقرار متفرد ولأسباب تبقى مبهمة كما حصل باختيار الوزراء؟

وختم:" اليوم وقبل الغد التيار الوطني الحر بحاجة الى قيادة متكاملة يجب تأليفها بملء مراكز الهيكيلية الشاغرة بالانتخاب أو بالتعيين للمشاركة بصنع القرارات ومتابعة تنفيذها بمسؤولية وفقاً لما نص عليه النظام.

 

أبو جمرا تعليقاً على تعيينات اللجان في "التيار الوطني الحر": حبة "اسبرين" اعطيت لمريض "سرطان" ومحاولة فاشلة لإحتواء الحركة الإصلاحية المعارضة  

٢٢ كانون الثاني 2٠١٠ /نقل زوار اللواء عصام أبو جمرا لموقع "14 آذار" الإلكتروني اعتباره اعلان النائب الجنرال ميشال عون تعيينات لجان المناطق والبلديات والاعلام والتمويل ومجلس النشاطات الطلابية في "التيار الوطني الحر" بمثابة حبة "اسبرين" اعطيت لمريض "سرطان" ومحاولة فاشلة لإحتواء الحركة الإصلاحية المعارضة داخل صفوف "التيار"، مشيراً الى أن هذه اللجان شكلية لا سطلة فعلية لها واعلانها محاولة لاستيعاب المزيد من المعترضين وحشد المزيد من المناصرين من أجل العمل على توريث الوزير جبران باسيل. وتوقعت اوساط متابعة أن يرد اللواء ابو جمرا قريباً ببيان مفصل على كل ما جاء في المؤتمر الصحافي لعون. المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

الوثيقة والدستور": الطائفية لا تلغى بلا قانون موحد للأحوال الشخصية

النهار/رأى "لقاء الوثيقة والدستور" ان طريقة طرح "الغاء الطائفية السياسية" وتوقيته، يؤديان الى عكس الغاية التي توخّاها مؤتمر الطائف، اي توثيق الوفاق الوطني وترسيخه. وذكّر بأن "المادة 95 من الدستور اللبناني نصّت على "تشكيل هيئة وطنية لدرس الطرق الكفيلة بالغاء الطائفية واقتراحها"، اي ان المهمة تتناول "الطائفية" برمتها، توصّلاً الى السياسية. ولا يمكن ان يتم ذلك في معزل عن اعتماد قانون موحّد اختياري للاحوال الشخصية. وهذا ما كان واضحاً، سواء في مناقشات هيئة الحوار الوطني (1976)، أو في مداولات لجنة الصياغة في مؤتمر الطائف (1989)". ولفت الى "ان ثمة بنوداً اساسية في وثيقة الوفاق وفي الدستور، لا بدّ من البدء بتطبيقها لارساء الجو الصالح والسليم، للتدرّج نحو الغاء الطائفية، بكل اشكالها: فيقتضي اولاً، بسط سيادة الدولة على جميع اراضيها، بقواها الذاتية، اي حل جميع الميليشات والتنظيمات المسلّحة، اللبنانية وغير اللبنانية، وحصر السلاح بالقوات الشرعية دون سواها، والتركيز على التنشئة الوطنية في المدارس، منذ الحضانة، ووضع كتاب تاريخ مشترك. كذلك، فان وضع قانون اللامركزية الادارية الموحّدة وتحقيق الانماء المتوازن، هما من الخطوات الممهدة لالغاء الطائفية، والعبور الى المجتمع المدني. لذلك فان الطرح العجول والاستباقي لالغاء "الطائفية السياسية" حصراً، يناقض نية واضعي اتفاق الطائف، ويسيء الى مسار الوفاق اللبناني، الذي لا يمكن أن يتحقّق بالمكاسرة والتهويل ومحاولة الفرض والاكراه". وحول  العودة المبرمجة لموضوع السلاح "الفلسطيني"، دعا الحكومة اللبنانية، ومجلس النواب، والتشكيلات السياسية على اختلافها، الى اعلان موقف وطني موحّد برفض الامر الواقع، الذي يؤذن باجهاض مكتسبات الشعب اللبناني".   

وفي ملف التعيينات طالب بـ" تطبيق الدستور الذي نصّ في المادة 95 ايضاً، على اعتماد الكفاية والاختصاص، وعدم تخصيص اي وظيفة لاي طائفة، فكل الوظائف لجميع اللبنانيين المستحقين المؤهلين، وليس للمحاسيب والأزلام، تحت ستار المذهبية والطائفية، دون الاخلال بالوفاق الوطني، لأن في جميع المذاهب اكفياء جديرين بتولي الوظائف العامة، والدولة تنهض بنخبتها، لا بسماسرتها".

 

البراغماتية والانعطافات الكبرى

المستقبل - الجمعة 22 كانون الثاني 2010 - مصطفى علوش ()

رأيت المنايا خبط عشواء من تصب  تمته ومن تخطئ يعمر فيهرم

ومن لم يصانع في أمور كثيرة  يضرس بأنياب ويوطأ بمنسم

زهير بن أبي سلمى

مصطفى علوش ()

البراغماتية:

أصل الكلمة يوناني "بروغما" وتعني "عمل" وقد تكون اللفظة الأكثر ملاءمة لتفسير البراغماتية هي "الفلسفة العملانية"، وهي فلسفة نشأت في الولايات المتحدة الأميركية في أواخر القرن التاسع عشر وكان أول روادها الفيلسوف تشارلز بيرس (1839 1914) الذي مهد لها من خلال مقال بعنوان "كيف نجعل أفكارنا واضحة؟" ذكر فيه بأنه لكي نبلغ الوضوح التام في أفكارنا في موضوع ما، فإننا لا نحتاج إلا الى اعتبار ما قد يترتب من آثار يمكن تصورها ذات طابع عملي قد يتضمنها الموضوع. على هذا الأساس، فإن البراغماتية تتميز بالإصرار على النتائج والمنفعة والعملية كمكونات أساسية للحقيقة.

لذلك، فإن هذه الفلسفة تعارض المبادئ الإنسانية والعقائد والأفكار على أساس أنها لا يمكن أن تمثل الوقائع العملية بدقة، فوفقاً للبراغماتية فإن النظريات والمعلومات لا تصبح مهمة إلا بقدر قيمتها العملية في الصراع الجدلي بين الكائنات الذكية والبيئة المحيطة بها.

وقد صرح وليم جيمس (1842 1910) بأن المنفعة العملية هي المقياس الوحيد لصحة النظرية، في حين أن الفيلسوف الأميركي جون ديوي (1859 1952) صرح بأن "العقل ليس فقط أداة للمعرفة بل هو أداة لتطور الحياة وتنميتها، فليست المعرفة المجردة من وظيفة العقل بل وظيفته هي خدمة الحياة". فبالنسبة لهؤلاء، تمثل البراغماتية "الهواء الطلق والإمكانيات المفتوحة في مواجهة الموثوقية التعسفية واليقينية الجازمة والاصطناعية وادعاء النهائية في الحقيقة التي تغلق مجال البحث والاجتهاد". على هذا الأساس فإنه من غير الجائز تحديد المعتقدات أو التمسك بها إلا بناء على النتائج العملية المترتبة على الإيمان بهذه المعتقدات.

هذه باختصار المبادئ المؤسسة للبراغماتية مع العلم أن هناك اليوم مدارس متجددة لهذه الفلسفة ويرجح اليوم أن معظم الحكام في العالم، وحتى من يدعي العقائدية منهم، يتبعون نوعاً من الفلسفة البراغماتية في إدارة سياساتهم.

الإنعطافات

شبه لي أحد الأصدقاء الوضع في سوريا بمن يقود سيارة منذ سنة 1978 خدمته في زمن الشدة ولا تزال تعمل على الرغم من قدمها وكثرة أعطالها، فيأتي أحدهم ليعده بسيارة جديدة، ولكنها لا تزال في الشحن، وغير معروف حتى تصل الى المرفأ، ومتى توضع في السير. من المنطقي عندها أن يتمسك بالسيارة القديمة ولا يبيعها قبل أن يحصل على السيارة الجديدة، وربما سيقودها لفترة من الزمن على سبيل التجربة قبل أن يأخذ قراراته النهائية.

لقد أصبح واضحاً على مدى السنتين الماضيتين، خصوصاً منذ تفاقم القضية النووية الإيرانية، بأن الدول الكبرى وضعت مسألة فصل سوريا عن إيران في المعادلة الاستراتيجية في أولويات أهدافها، وقد كانت فرنسا السباقة الى اتباع هذه السياسة، خصوصاً بعد انتهاء عهد الرئيس جاك شيراك. وربما كان على هذه السياسة الانتظار الى حين انتهاء عهد الرئيس جورج بوش لتأخذ حجمها على المستوى الدولي.

بالمحصلة، فإن سلة من التقديمات هي في الوقت الحاضر معروضة على الحكم في سوريا وعلى مستويات متعددة. فمن ناحية، هناك وعود واضحة بتحسن العلاقات الأميركية السورية من خلال احتمال عودة السفير، والزيارات المتعددة للمبعوثين بالإضافة الى رفع جزئي للحظر الاقتصادي. هذا بالإضافة الى وعود مستقبلية بتشجيع التفاوض مع إسرائيل حول مسألة الجولان.

على المستوى الأوروبي، تتولى فرنسا الدفاع والترويج لسوريا مما سمح بانفتاح أوروبي أوسع نحوها وإلى قبول مبدأ الشراكة الاقتصادية، وهو مطلب سوري مزمن، مع العلم أن سوريا استمهلت الموافقة على هذه الشراكة بسبب ملف حقوق الإنسان.

على المستوى الإقليمي تولت تركيا إعطاء المدى الاستراتيجي البديل من خلال الاتفاقات المتعددة الأوجه، ومن خلال التعاون العسكري المتمثل بالمناورات المقرر إجراؤها مع سوريا. أما السعودية فقد تولت مسؤولية كاسحة الألغام على المستوى العربي، ومن الممكن اليوم ملاحظة تحسن العلاقات السورية الأردنية، وفي الوقت الذي شكلت زيارة الرئيس سعد الحريري الى سوريا عنصر راحة كبرى لطمأنة الحكم في سوريا.

التحديات الداخلية

ولكن تحدياً آخر قد يكون يواجه الحكم في سوريا نتيجة للانعطافة المرجحة وهو موقف مواقع القوى التي نشأت على خلفية العلاقات الطويلة والوثيقة التي جمعت النظام الثوري في إيران مع سوريا، والتي أدت الى نشوء علاقات دقيقة لإيران الإسلامية مع مختلف المواقع الوظيفية والاجتماعية في سوريا. هذا الموقع قد يدعو القيادة في سوريا الى التروي في اتخاذ أي مواقف توحي بانعطافات جذرية في الموقف من الحلف الطويل بين إيران وسوريا. في رأيي أن سوريا تحتاج الى الاقتناع بأن مضار هذا الحلف أصبحت أكثر من منافعه كي تقدم على خطوة من هذا النوع وهذا ما قد تأتي به الأحداث أو القرارات التي تحملها الأشهر القليلة المقبلة.

()نائب سابق

عضو قيادة "تيار المستقبل"

 

أبو موسى يهدد بالعودة الى ما قبل 1982 والمعارضة متذمرة منه لكنها صامتة

الجمعة, 22 يناير 2010

الحياة/بيروت - «الحياة»لم تعرف أسباب عدم تعليق بعض القيادات الرئيسة في المعارضة (سابقاً) على رفض أمين سر حركة «فتح الانتفاضة» العقيد سعيد موسى «أبو موسى» تجميع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، وتعامل البعض الآخر مع موقفه وكأنه لم يكن مكتفياً بالتوضيحات التي صدرت عنه لاحقاً مع أن كلامه يشكل خرقاً فادحاً لإجماع الأطراف اللبنانيين في مؤتمر الحوار الأول في آذار (مارس) 2006 برعاية رئيس المجلس النيابي نبيه بري على ضرورة تجميعه خارج المخيمات وضبطه في داخلها.

وما زاد في استغراب موقف المعارضة من كلام أبو موسى هو أن القيادات الرئيسة فيها أعربت في مجالسها الخاصة عن تذمرها من كل ما أعلنه أبو موسى من دون أن تتجرأ على تظهير موقفها الى العلن كما فعلت القوى المنتمية الى الأكثرية (سابقاً).

كما أن موقف أبو موسى من السلاح الفلسطيني خارج المخيمات لم يكن جديداً وجاء متناغماً مع موقفي حليفيه في قوى التحالف الفلسطيني زعيم «الجبهة الشعبية - القيادة العامة» أحمد جبريل ورئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية في فلسطين «حماس» خالد مشعل، وإن كان الأخيران عبّرا عنه بنبرة هادئة، ربما لتفادي إحراج قوى المعارضة المتحالفة مع سورية. لكن، لماذا أطل أبو موسى من البوابة الصيداوية ليعلن بعد غياب طويل عن الساحة اللبنانية موقفاً يتعارض مع ما أجمع عليه مؤتمر الحوار الوطني الأول؟

في الإجابة على السؤال لا بد من معرفة حقيقة الموقف السوري من كلامه وهو الآتي الى بيروت من دمشق في ضوء ما يتردد من أن القيادة السورية لا تحبذ في الوقت الحاضر إعادة فتح ملف السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وتقترح في الوقت الحاضر التعاون من أجل ضبطه ريثما ينتهي لبنان وسورية من رسم حدودهما المشتركة وتحديداً في منطقة البقاع للتأكد مما إذا كانت المعسكرات الفلسطينية الواقعة في عمقها تشغل أراضي سورية أو لبنانية.

وفي هذا السياق تردد أيضاً أن مشكلة السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، أو معظمها على الأقل، تصبح صالحة للحل في حال تبين أن المواقع تشغل أراضي سورية، وإلا لا بد من العودة الى مجلس الوزراء اللبناني ليتخذ قراره بالإجماع في هذا الشأن تأكيداً لما أجمع عليه مؤتمر الحوار الأول وعندها يبدأ الحوار اللبناني - الفلسطيني لتوفير الحل المناسب على قاعدة الإقرار بالحقوق المدنية للفلسطينيين المقيمين في لبنان.

كما يتردد أيضاً، وهذا ما يتناقله أصحاب «النيات السيئة»، أن دمشق صرفت النظر عن كلام أبو موسى بغية تمرير رسالة الى رئيس الحكومة سعد الحريري من أن زيارته دمشق تشكل المحطة الرئيسة لإعادة البحث في العلاقات الثنائية بين البلدين وبالتالي لا حاجة لجولاته الخارجية باعتبار أن دمشق لا تتأثر بالضغوط الإقليمية والدولية وأن قناعاتها هي الناظم للعلاقات بين البلدين. إلا أن هذه التبريرات، من وجهة نظر أخرى، لا تتعارض مع تبريرات تتجاوز الساحة اللبنانية الى ما هو على اتصال مباشر بالقرارات الدولية الخاصة بلبنان، لا سيما القرارين 1559 و1680. ويرى أصحاب وجهة النظر هذه أن لزيارة أبو موسى للبنان علاقة مباشرة برفض لبنان الرسمي اعتبار القرار 1559 ميتاً أو منتهياً وذلك من زاوية إشعار من يعنيهم الأمر بأن هناك قدرة غير منظورة للعودة بلبنان الى ما كان عليه قبل الاجتياح الإسرائيلي له في حزيران (يونيو) 1982.

وبكلام آخر، أريد من كلام أبو موسى توجيه إنذار الى قوى 14 آذار بأن تمسكها باستكمال تطبيق القرار 1559 سيدفع لبنان للعودة الى حال الانفلاش الفلسطيني التي كانت قائمة قبل الاجتياح الإسرائيلي. كما أريد منه أيضاً العمل لتكبير حجر ما يسمى بالسلاح الفلسطيني خارج المخيمات لقطع الطريق، وحتى إشعار آخر، على من يراهن بقدرته على التفرغ لمعالجة سلاح «حزب الله» فور تطبيق بند مؤتمر الحوار الأول المتعلق بالسلاح الفلسطيني.

ولذلك يتعامل البعض في الداخل والخارج مع السلاح الفلسطيني على انه خط الدفاع الأول لحماية سلاح «حزب الله» وسحب القرار 1559 من مجلس الأمن الدولي وإلا ما معنى «تطنيش» الذين كانوا في عداد الإجماع في مؤتمر الحوار الأول عن كلام أبو موسى مع أن البعض فيهم ينظر إليه على أنه حاجة للدفاع عن النفس فيما يقرر الآخرون مصير الشعب الفلسطيني بالنيابة عنه. ويأتي موقف رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون منسجماً مع حلفائه في المعارضة (السابقة) عندما يكتفي بالتوضيحات التي صدرت عن أبو موسى مع أن الأخير لم يتراجع عن موقفه من السلاح خارج المخيمات.

وفي هذا الشأن تتهم قيادات في «14 آذار» عون بأنه يتخذ من السلاح الفلسطيني خارج المخيمات ذريعة لتبرير دفاعه عن سلاح «حزب الله»، خصوصاً بعد قوله أخيراً أن لا حاجة لبحثه الى طاولة الحوار. وتضيف أن عون يريد أن يوحي بأن وقوفه الى جانب سلاح «حزب الله» يمنع استخدام السلاح الفلسطيني لتوطين الفلسطينيين في لبنان على رغم أنه يدرك أن هذا السلاح لم يعد له من وظيفة سواء في المخيمات أم خارجها وأن هويته السياسية معروفة ولا حاجة للتذكير بأن الجهات التي تحتفظ به تحظى بدعم سوري.

وتسأل القيادات عينها عن اليقظة المفاجئة لعدد من الأطراف في حديثهم عن تاريخ السلاح الفلسطيني لجهة قولهم إنه ليس «ابن البارحة» وهو مرتبط بالصراع العربي - الإسرائيلي وأن لا حل له إلا بالتسليم بالحقوق المدنية للفلسطينيين وبمرجعية الشعب الفلسطيني التي لا تمثلها منظمة التحرير. كما تسأل ما إذا كان هذا السلاح ارتبط كلياً بضمان حق العودة وتقرير المصير ولم يعد حله يتوقف على تحقيق المصالحة الفلسطينية أو استنباط مرجعية فلسطينية جديدة في لبنان.

 

الوثيقة والدستور": الطائفية لا تلغى بلا قانون موحد للأحوال الشخصية

النهار/رأى "لقاء الوثيقة والدستور" ان طريقة طرح "الغاء الطائفية السياسية" وتوقيته، يؤديان الى عكس الغاية التي توخّاها مؤتمر الطائف، اي توثيق الوفاق الوطني وترسيخه. وذكّر بأن "المادة 95 من الدستور اللبناني نصّت على "تشكيل هيئة وطنية لدرس الطرق الكفيلة بالغاء الطائفية واقتراحها"، اي ان المهمة تتناول "الطائفية" برمتها، توصّلاً الى السياسية. ولا يمكن ان يتم ذلك في معزل عن اعتماد قانون موحّد اختياري للاحوال الشخصية. وهذا ما كان واضحاً، سواء في مناقشات هيئة الحوار الوطني (1976)، أو في مداولات لجنة الصياغة في مؤتمر الطائف (1989)". ولفت الى "ان ثمة بنوداً اساسية في وثيقة الوفاق وفي الدستور، لا بدّ من البدء بتطبيقها لارساء الجو الصالح والسليم، للتدرّج نحو الغاء الطائفية، بكل اشكالها: فيقتضي اولاً، بسط سيادة الدولة على جميع اراضيها، بقواها الذاتية، اي حل جميع الميليشات والتنظيمات المسلّحة، اللبنانية وغير اللبنانية، وحصر السلاح بالقوات الشرعية دون سواها، والتركيز على التنشئة الوطنية في المدارس، منذ الحضانة، ووضع كتاب تاريخ مشترك. كذلك، فان وضع قانون اللامركزية الادارية الموحّدة وتحقيق الانماء المتوازن، هما من الخطوات الممهدة لالغاء الطائفية، والعبور الى المجتمع المدني. لذلك فان الطرح العجول والاستباقي لالغاء "الطائفية السياسية" حصراً، يناقض نية واضعي اتفاق الطائف، ويسيء الى مسار الوفاق اللبناني، الذي لا يمكن أن يتحقّق بالمكاسرة والتهويل ومحاولة الفرض والاكراه". وحول  العودة المبرمجة لموضوع السلاح "الفلسطيني"، دعا الحكومة اللبنانية، ومجلس النواب، والتشكيلات السياسية على اختلافها، الى اعلان موقف وطني موحّد برفض الامر الواقع، الذي يؤذن باجهاض مكتسبات الشعب اللبناني". وفي ملف التعيينات طالب بـ" تطبيق الدستور الذي نصّ في المادة 95 ايضاً، على اعتماد الكفاية والاختصاص، وعدم تخصيص اي وظيفة لاي طائفة، فكل الوظائف لجميع اللبنانيين المستحقين المؤهلين، وليس للمحاسيب والأزلام، تحت ستار المذهبية والطائفية، دون الاخلال بالوفاق الوطني، لأن في جميع المذاهب اكفياء جديرين بتولي الوظائف العامة، والدولة تنهض بنخبتها، لا بسماسرتها".

 

"مناضلون" متقاعدون  

٢١ كانون الثاني ٢٠١٠

أيمن جزيني

ابو موسى لا يملك غير سلاحه. يقود حركة عسكرية لم يؤثر عنها أنها قامت بأي نشاط ملحوظ، في السياسة والحرب، منذ انقلاب العقيد اليساري مع شلة من رفاقه على حركة فتح بقيادة ياسر عرفات بعيد الاجتياح الإسرائيلي للبنان في صيف العام 1982. والأرجح ان الحركة نفسها التي جمعت سلاحها في مواقع مقتطعة من الأرض اللبنانية وجدت نفسها تقريباً عاطلة عن العمل بعد ذلك الانقلاب، مما جعل احتمال ولادة عصابات إرهابية من رحمها متيسراً. ذلك ان العطالة لا تجتمع مع السلاح إلا وينتج عن اجتماعهما توجهاً فوضوياً وعبثياً.

وأغلب الظن ان مثل هذه الحركات المسلحة والموقوفة السلاح إلى حين، تفضل ان تؤجر سلاحها على أن يبقى حبيس القواعد المحصنة. مع ذلك يمكن القول ان الحركة التي يقودها العقيد ابو موسى لم تنشط كثيراً في العقود الأخيرة. رغم ان الحرب، في لبنان على الأقل، كانت سجالاً دامياً مع العدو الإسرائيلي طوال هذه العقود.

لذلك يبدو تصريح ابو موسى بعد زيارته لرئيس بلدية صيدا عبد الرحمن البزري واقعاً خارج سياقه وزمنه وموضوعه في وقت واحد. فالحركة التي يقودها ليست حركة ناشطة في قتال إسرائيل، لا في داخل فلسطين المحتلة ولا خارجها، وهي أيضاً ليست حركة مقررة في حماية امن الفلسطينيين في المخيمات وفي الشتات. وهي ثالثاً، حركة انهت جل خدماتها ودخلت في زمن التقاعد النضالي منذ العام 1983. لكن ابو موسى يعرف انه لا يملك غير السلاح. فلو أعلن اسامة حمدان عن نية حركته بتجميع السلاح والتدرب والتسلح لمواجهة إسرائيل من لبنان، لاعتبر ذلك أمراً يجدر باللبنانيين والإسرائيليين والفلسطينيين أخذه في اعتبارهم، ولو ان حركة فتح ايضاً قررت ان تسلم سلاحها للجيش اللبناني، او قررت إعادة تنشيط مجموعاتها في العمل ضد العدو الإسرائيلي لحسبت لها اسرائيل الف حساب.

وبكلام أوضح، لا يمكن ان نضع حركتي "فتح" و"حماس" على المقياس نفسه الذي يجدر بنا ان نضع الحركة التي يقودها ابو موسى عليه. فالقائد العسكري العتيق لم يعد مقرراً في العير ولا في النفير. اما وأنه يملك السلاح ويصر على ابقائه بين يدي اعضائه وفي الأرض التي يقتطعها اليوم، فلأنه لم يعد يملك غير السلاح أصلاً.

يقال ان فك القواعد الفلسطينية خارج المخيمات قد يتم بقرار إداري سوري. لم يخرج ذلك السلاح طوال عقود عن طوع بنان الإدارة السورية اصلاً. لكن الإدارة السورية حذرة وطويلة البال. والأرجح انها لن تأخذ هذه الحركات بالشدة، أقله راهناً. لذلك يستطيع ابو موسى ان يطلق قنبلة دخانية في سماء الحياة السياسية اللبنانية، من شأنها ان تغذي الأقلام المصابة بالعياء اليوم ببعض الدم الذي تفتقده، ومن شأنها أيضاً ان تجعل من الحياة السياسية اللبنانية التي استقرت على نوع من الهدنة الطويلة بعضاً من الإثارة تفتقد إليها.

لكن القرار وصناعته لا يتعلقان بأبي موسى ولا بمجلس قيادته. ذلك ان العقيد نفسه هو من اختار ان يغلق غرفة القرار، ويسلم مفاتيحها للنظام السوري. وعليه لا يفعل الرجل غير إثارة زوبعة في فنجان. لعله حين يفعل ذلك، يستعيد بعضاً من حضور إعلامي لا شك وأنه بات يحن إليه كثيراً.

رغم هذه الوقائع كلها، علينا ان لا نغفل عن واقع ان ابا موسى يقود حركة بات بقاء السلاح في يدها هو الشريان الاصطناعي الوحيد الذي تتغذى منه. هذا يعني ان الحركة ستقاوم قرار إغلاق قواعدها إذا ما تم الاتفاق على تفعيل ما اتفق عليه على طاولة الحوار. من كان في مثل حال ابو موسى على رأس الحركة التي يقودها، لا يستطيع ان يسلم سلاحه لأن تسليم سلاحه يعني انه لم يعد يملك شيئاً. انها حركة "نضالية" تجلس في حديقة التقاعد. وعلى قادتها ان يتذكروا انهم هم انفسهم من اختار التقاعد والانسحاب، وما عليهم إلا الالتزام بما قرروه منذ عقود.

 

طاولة أم " إجر طاولة"؟

الهام ناصر/الشرق

طاولة الحوار الأثرية ، المكان المناسب لحفظ وصون المشاكل الداخلية المُتراكمة ، فكل ما لا حلّ له يُرحّل إلى الطاولة ذات الوجه الحواري والنقاش البيزنطي.  " أجّل عمل اليومِ إلى الغد" غطاء الطاولة الثمين، تأجيل المشكلة وتأخير الحل " فاز " يزيّن طاولة الحوار التوافقية والتسووية ، فعلى ما يبدو التوافق واضح بشأن " ترحيل" الملفات الشائكة إلى طاولة الحوار لمناقشتها على مهل وفنجان قهوة ..! ملف هيئة إلغاء الطائفية السياسية، سلاح حزب الله ، والسلاح الفلسطيني خارج المخيمات "الذي بُت فيه ذات طاولة حوار" وملفات أخرى تنتظر الأيادي  لتقليب الأوراق وعد السطور والمُراجعة اللغوية للمفردات المناسبة وغير المناسبة، حيث أن لكل طرف سياسي موقعه من إعراب الكلمات وفق ما يرى ويوافق مصلحته الخاصة ، لتعود الأوراق بعد شقلبتها رأسا على عقب ودراستها وتفنيد حروفها ومعانيها والنوايا الباطن منها فقط، إلى الملف لترقد بأمان إلى حين موعد آخر مع فنجان قهوة وبسكويت !!

 في وقت نحن بحاجة ماسة إلى حل جذري لبعض المسائل الضرورية والمركزية ، نجد طاولة الحوار " الجِرار" الذي نضع فيها ملفات "المونة " السنوية لحفظها من العطن على مدى سنوات..!!  نُدرك جميعنا مفهوم طاولة الحوار وإن لم نصرّح به ونفُصح عنه، ويعلم الساسة قبل العامة أن طاولة الحوار لن تُثمر " إجابات " مقنعة حول الملفات غير المقنعة المُرحّلة اليها، والمتوافق على تجميدها من الجميع.. في غرفة المونة. كيف يمكن أن تشكّل الطاولة حلاّ مُريحا للوطن، وهي ليست أكثر من "إجر طاولة " !!  فلو لم تكن "إجر طاولة" ما كان تجرّأ  أمثال أبو موسى على تحدي قراراتها.

 

القوات

حازم الأمين

 الجمعة 22 كانون الثاني 2010

لماذا يشكل سمير جعجع خاصة والقوات اللبنانية عامة مادة مغرية للتذكير في الماضي؟ والسؤال ليس دعوة لتجاوز الماضي أو نسيانه، فالمجتمعات التي شهدت حروباً أهلية وسعت فعلياً لتجاوزها لم تتمكن من ذلك من دون بحث فعلي في الماضي. السؤال يكتسب أهميته من حقيقة ان هناك ميلاً لتجاوز ماضي معظم المشاركين في الحرب باستثناء جعجع وقواته! والاجابة التي حاول بعض قادة القوات اللبنانية تفسير ذلك بها تمثلت في ان هذا التذكير ليس أكثر من استهداف سياسي للقوات. لكن الحقيقة انه أكثر من استهداف سياسي.

أما سبب طرح السؤال الآن فمرده الى السجال الحاصل في البلد حول "السلاح الفلسطيني خارج المخيمات". ففي تصريح له قال النائب سليمان فرنجية ما حرفيته: "كل الوجود الفلسطيني في لبنان غير شرعي". لم يقل كل الوجود الفلسطيني المسلح غير شرعي، انما الوجود نفسه. طبعاً لا يُدرك فرنجية ضرورة التمييز بين الأمرين ليس لأنه معاد للفلسطينيين، انما بسبب غياب حساسية سياسية وثقافية تدفعه الى التمييز. ولكن لنفترض ان هذه كانت هفوة جعجع، فما الذي كانت ستخلفه من ردود؟ لا داعي طبعاً لتعداد ما كان سيحصل فالأمر بديهي.

المشكلة في ان "الرقابة الاخلاقية" المضروبة حول خطاب القوات اللبنانية، تكاد تكون منعدمة في حالة غيرهم من مثل سليمان فرنجية، وهذه "الرقابة" ارتكبت في حالات أخرى ما هو أكثر من غض نظرٍ عن تصريح متلعثم لشخصية "حليفة". فمثلاً شبهة المشاركة في مجازر صبرا وشاتيلا لم تشمل "قوات جعجع" انما "قوات أخرى" غضت "الرقابة" النظر عن تحالفات انتخابية معها، ثم أن حرب المخيمات بين حركة أمل وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية لم تدخل يوماً الى وعي "الرقابة الاخلاقية" بصفتها ماضياً يستدعي ان نراقب المشاركين فيها، على رغم ان ضحاياها من الطرفين فاق عدد ضحايا مجزرة صبرا وشاتيلا.

القوات كانت طرفاً أساسياً في الحرب وفي ارتكاباتها وتجاوزاتها، لكنها كانت الى جانب أطراف "أساسية" أخرى كلها موجودة اليوم من دون ان تُسلط عليها سيوف الرقابة.

والمرء حين يُحاول تفسير ذلك عليه ان لا يكتفي باجابة القوات لجهة ان ذلك لا يعدو كونه استهدافاً سياسياً. فاذا ابتعد المرء قليلاً عن الاسباب الراهنة للاستهداف سيجد أسباباً أخرى:

الأرجح ان المسيحيين أنفسهم لم يتصالحوا مع "ميليشياتهم" في حين أجرت الطوائف الأخرى هذه المصالحة. وهذه الفكرة ينجم عنها مفارقتان، الأولى تتمثل في ان القوات اللبنانية في السنوات الخمس الأخيرة كانت أقرب الى المزاج المسيحي من منافسها الرئيسي التيار الوطني الحر، واثُمر ذلك انتخابياً، لكنه لم يعن صلحاً نهائياً. والمفارقة الثانية هي ان من يتمكن من دفع الاستهداف ومنعه هو الطوائف وليس الاحزاب، فالتبني المسيحي للقوات كان سيمنع تلك "الرقابة" غير النزيهة عليها.

لكن القوات مسيحية، وهي تنظيم أثبت حضوره في أكثر من محطة، فكيف والحال هذه يمكن للفكرة السابقة ان تستقيم؟ والاجابة هنا سهلة، فعلى رغم قدرة القوات على الحضور في البيئة المسيحية، ما زالت منطقة شديدة التأثير في هذه البيئة عصية على هذا الحضور، انها البيئة المدينية، أو غير الريفية التي قد تكون انتخبت القوات لكنها لم تحسم مشاعرها تجاهها بعد.

حين يستغرب قواتي سهولة نبش الماضي في حالة سمير جعجع وصعوبته في حالة وليد جنبلاط ونبيه بري وغيرهما عليه ان لا يتوجه بالسؤال الى من استحضروا الماضي ووضعوه على طاولة التداول الراهن، فهؤلاء جوقة سبق ان غضت طرفاً عن ما هو جوهري أكثر مما ارتكبته القوات، وهم استحضروا الماضي في وجه القوات دون غيرهم لأنهم شعروا ان ذلك ممكناً ومتاحاً ومسموحاً به مسيحياً. القواتي عليه ان يُفكر اليوم في ان المسيحيين أقرب اليه سياسياً، وان سمير جعجع أكثر إقناعاً، حتى للمسلمين من غيره، وعلى رغم ذلك يسهل استهدافه.اذاً القصة في مكان آخر، في علاقة مع البيئة المسيحية عجزت القوات حتى الآن عن صياغتها.

 

يوم مفصلي في حياة لبنان

فؤاد ابو زيد/(الديار)، الجمعة 22 كانون الثاني 2010

قرار الامانة العامة لتكتل 14 اذار بإحياء ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط، كان قراراً شجاعاً يدلّ على مدى تجذّر اهداف ومعاني حركة 14 آذار 2005 في نفوس جمهور وقادة هذه الحركة المفصلية في تاريخ لبنان، التي سيكون لها مكان مميّز في بطون الكتب التي سوف تحكي يوماً حكاية هذا اليوم العظيم وما سبقه ولحقه من محطات اساسية في سيرة لبنان الحديثة، واطلاقي وصف الشجاع على هذا القرار لا يأتي من العدم، بل هو يعكس في هذه الفترة الصعبة من مسيرة 14 آذار، بسبب ما اصابها من هنات وسقطات، استمرار اضطرام هذا الشعور لدى اهلها بأن حركة 14 آذار لم تسقط ولم تنته، وجمهورها العريض باقٍ، واهدافها ما زالت تنير دربها، ودماء شهدائها امانة في اعناق هذا الجمهور، ومن خرج منها بالجسد، باق فيها، بتعلّق انصاره برمزية هذا اليوم المجيد، وما شحنه في عروقهم من شجاعة ووطنية وتمسّك بالكرامة والسيادة والعنفوان، دون ان ننسى ان قرار احياء ذكرى 14 شباط، سيضع جمهور 14 آذار امام تجربة صعبة وحيرة مؤلمة، فهو من جهة يريد تكريم الرئيس الشهيد رفيق الحريري في يوم اغتياله، ومتشوّق ليعبّر له وللعالم عن استمراره في خط الوفاء للقيم التي استشهد في سبيلها العشرات من القياديين والمواطنين، وفي الوقت ذاته تتنازعه رغبة لديه بتوجيه رسالة الى الذين سقطوا في منتصف الطريق وخرجوا من 14 آذار، والى الذين وصلوا على اكتاف جمهور 14 آذار وشربوا من بئره ويرمونه بحجارتهم بين الحين والاخر، دون ان يقرر بعد كيف تكون هذه الرسالة، هل تكون بالمقاطعة، او بالحضور الكثيف وتوجيه الانتقادات الى من اسقط بسقوطه جميع الشعارات السيادية التي ميّزت يوم 14 آذار، وجعلت البعض يحتفل بانهيار 14 آذار، وباقامة مراسم دفنها مع مطلع كل شمس.

لا يخفى على احد ان محاولات زعزعة 14 اذار قائمة ومستمرة، وهي تترجم احياناً باطلاق شائعات، واحياناً أخرى بفبركة اخبار لا اساس لها من الصحة، امّا الاخطر في هذه المحاولات، فهي التركيز الدائم على فك التحالف القائم بين تيار المستقبل بزعامة رئيس الحكومة سعد الحريري وبين الفريق المسيحي في 14 آذار، وخصوصاً حزب القوات اللبنانية لما يمثّل من قوة وانتشار على الصعيد الشعبي، ولا بأس بالنسبة الى الساعين لتحقيق هذه النتيجة من افساد العلاقة الطيّبة القائمة بين تيار المستقبل وحزب الكتائب، وفي حسابات هؤلاء انه مع خروج جنبلاط «بطبل وزمر» من 14 آذار وما تسبب به من اضرار، سيكون فكّ التحالف بين مسيحيي 14 آذار واكبر قوة سياسية وشعبية سنّية، بمثابة الضربة القاضية لهذا التكتل الذي «عمّر اكثر من اللزوم» حسب قول قيادي مسيحي في صفوف 8 آذار، وفي المعلومات انه كانت هناك محاولة جدية «لفرط» الامانة العامة لـ 14اذار عن طريق محاصرتها بسحب بعض المشاركين في اجتماعاتها الاسبوعية، وبالتضييق عليها مادياً، لدفعها الى اغلاق مكاتبها ووقف نشاطها، حتى ان هناك شائعة سرت تقول ان جهات في الاقلية ابدت استعدادها للمشاركة شعبياً وليس رسمياً في ذكرى الرابع عشر من شباط، وفي اي مناسبة اخرى اذا تم الاعلان عن وقف نشاط الامانة العامة لحركة 14 آذار.

في مطلق الاحوال، لم يعد يفصلنا عن 14 شباط سوى هامش زمني قصير لا يتجاوز الخمسة وعشرين يوماً، ولا شك انه في ذلك اليوم، ستسقط حسابات، او تنتصر رهانات، وفي الحالتين لن تكون نهاية العالم او نهاية لبنان في 14 شباط 2010، فاذا عادت 14 آذار الى تماسكها وتصالحت مع جمهورها، فان لبنان على الارجح سوف يكون افضل، لا لأن قيادات 14 اذار انتصرت، بل لان مفاهيم السيادة والحرية والاستقلال وقيام الدولة هي التي تكون تلقت جرعة دعم كبيرة، امّا اذا سقطت في التجربة والامتحان، ولفظ تحالفها انفاسه الاخيرة، فان لبنان حتماً سيهتز ولكنه لن يقع، لأن الفريق الذي عاش حياته، مذ كان لبنان، مناضلاً ومقاتلاً ومقاوماً من اجل كرامته وحريته، سيعيد الى الوضع السياسي والشعبي الداخلي، توازنه المطلوب، بفضل استمرار تمسكه بالثوابت اياها التي عمرها من عمر هذا الوطن. هل يسجّل 14 شباط 2010 محطة مفصلية في تاريخ لبنان، كما سجّلها 14 شباط 2005؟

المثل البريطاني يقول: انتظر وراقب.

 

ايها العزيز ميشال اده: اين كنت تخبئ «مكنوناتك الطائفية؟»

من «علامات الساعة» ظاهرة انقلاب الشرفاء على انفسهم!

ما سرّ انتقال بعض اليساريين والشيوعيين الى نقيض مبادئهم ؟

«رافع راية العداء للصهيونية» يقول كلاماً يشبه كلامها!

محمد باقر شري/الديار

الذي سمع الاستاذ ميشال اده يوم الخميس الماضي وهو يتكلم عن مبادرة رئيس مجلس النواب حول ضرورة تنفيذ ما ينص عليه الدستور من انشاء «الهيئة الوطنية لالغاء الطائفية»، يعتقد ان ما قاله اده هو من علامات اقتراب يوم القيامة اذ ان الرجل ليس هو نفسه الذي كان منذ عرفناه ولا كما كان يقدّم نفسه للانتلجنسيا والى الرأي العام والى المجتمعَين الاهلي والسياسي «كتقدمي يساري ثوري» وان كان اقرب الى «التقدمية الصالونية» او كما وصفه مقدم البرنامج الذي تكلم خلاله على شاشة الـLBC، كان يلقب بـ«الماروني الاحمر» وهو لم يقل له ذلك الا بعد ان وصل به الأمر درجة المناداة بجعل الطائفية (التي تعني التمييز بين طائفة وطائفة في نظر المواطن والتعامل مع المواطن الاخر على اساس ولائه وانتمائه لطائفته قبل ولائه الى وطن لا تمييز فيه في المواطنية، دون التنكر لطائفته التي من حقه ان يعتز بانتمائه اليها على طريقة الامام زين العابدين ابن الامام الحسين الذي قال: «ليس عصيته ان يحب المرء قومه او طائفته» بل العصبية ان يفضّل شرار قومه (وطائفته) على خيار وصلحاء قوم آخرين! ولم يذكّر مقدم البرنامج الاستاذ اده بلقبه الشائع السابق بين عارفيه من المثقفين على الاقل «بالماروني الاحمر» الا عندما وصل به الامر درجة اعتبار الكثيرين ان «وطنه هو طائفته!» انفاذا مقصودا او غير مقصودا للمشروع الاسرائيلي الشرق اوسطي الذي يقام على اساس تفجير التناقضات الاتنية والعرقية والطائفية المذهبية.

وقد خرج الاستاذ اده في طرحه «التقدمي التراجعي» حتى على الفهم الذي طرحه غبطة البطريرك لالغاء الطائفية، فقد اقرّ البطريرك بوجوب ازالة آثارها الضارة من النفوس وقبل النصوص. وهذا في محصلته يعني الموافقة الواضحة على ضرورة التخلص من مفاعيلها التطبيقية الضارة، وان كان يجب البدء في نظر غبطته بالنفوس قبل استبدالها بنصوص غير طائفية في الدستور. وهو في محصلة ذلك يريد الغاءها من النصوص والنفوس على السواء وان كان يفضل البدء بالنفوس قبل النصوص، وهذا عكس ما نادى به الاستاذ ميشال الذي يريد تكريس الطائفية والى الابد في النفوس وفي النصوص، وهذا يعني ان الوزير السابق الذي بدأ حياته السياسية رئيساً للجسم الاعلامي الذي يمثل حرية الاعلام في لبنان لا يريد ان «يبطرك» نفسه اكثر من البطريرك فقط، بل يريد ان يتجاوز حتى ما يطرحه البطريرك الذي يفترض انه يمثل قمة الحرص على «ابنائه» المسيحيين ولا يستطيع احد الادّعاء بانه احرص على كينونة الطائفة المارونية منه.

اما الطائفية في نظر معالي الوزير السابق والمفكر المحاضر المثقف ضرورة من ضرورات التقدم في لبنان، وليس لتأخرة وتخلفه كما يقول التقدميون واليساريون «والحداثيون» فضلا عن مواطين لبنان العفويين باغلبيتهم الساحقة.

ذلك ان مداواة العلل الطائفية بالطائفية اشبه بالذين يتخذون طائر اليوم دليلهم في الطريق تدلهم على الخراب وان كان من حيث الشكل ذا عينين خضراويين ومنقار معقوف فنيا او ذا ريش ملون ذهبي!

والذي سمع رأى الاستاذ ميشال اده معالي الوزير السابق الذي شغل هذا المنصب في بداية ظهوره على المسرح السياسي او «الرسمي»، والمرشح منذ وقت قريب للرئاسة، اذ كان من بين الذين رشحتهم بعض اوساط المعارضة واقترحه البطريرك كمرشح بديل، اذا اخفق المتصارعون في «المعارضة والموالاة السابقين» في الاتفاق على رئيس او تعثر انتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً، ان يكون ميشال اده «مرشحهم المقبول» الذي يجمع الى رصيده التقدمي واليساري الذي يرضي اوساطاً مثقفة وعلمانية احداثية واوساطاً وطنية تعتبر قضية فلسطين قضية العرب الاولى...

ولبنان هو من العرب في الطليعة، هو يعي خطورة وفداحة الخطر الصهيوني على لبنان، وعلى صيغة العيش المشترك بلسان رواده المؤسسين المسيحيين قبل المسلمين!

وحتى الآن لم يعرف احد لماذا «غادر» الاستاذ اده مقعده الدائم الاسبوعي الذي كان يشغله على شاشة تلفزيون المنار والتي لم يكن فيها مجرد «استاذ زائر» كما يفعل بعض الاساتذة الاكاديميين في الجامعات الكبرى، هل اوقف برنامجه الذي يلقي الضوء على جهنمية و«اخطبوطية» الاداء الصهيوني في فلسطين والعالم، ومنذ ولادة الحركة الصهيونية لان «معين قد نضب و«ذخيرته» من المعلومات قد نفدت، ام ان ضغوط تعرض لها لكي لا يكون «كماروني» رأس حربة العداء للهصيونية.

رغم ان رواد الموارنة والمسيحيين اللبنانيين قد ادركوا في وقت مبكر قبل غيرهم مدى خطورة وجود هذا الكيان العنصري على حدود وطنهم لبنان، ام ان ضغوطا تعرضت لها «المنار» نفسها من جهات توصف بأنها «عادلة» ومحلية في الداخل او صديقة لها من دول عربية او مجاور للعرب وصديقة لهم في وقت لم تكن فيه «شوكة» الممانعة للمشروع الصهيو - اميركي قد قويت وبدأت تتنامى بعد ان تصدرت دولتان اقليميتان هامتان وهما تركيا وايران بداية الانحسار عن ممالأة اسرائيل الى درجة التحالف معها في عهد الشاه في ايران او في عهد ما قبل مجيء حزب العدالة والتنمية الى السلطة في تركيا وهما الدولتان اللتان تتخذان الان مواقف معنوية قوية ضد اسراذيل بل ان تركيا على طريق ازالة اخر مبررات استمرار التعاون الاستراتيجي مع اسرائيل، بعد ان جاهرت ايران منذ انتصار الثورة بموقفها الرافض لاصل شرعية وجود اسرائيل...

ولنتصور ان المخاض الذي طال امده قبل وصول العماد سليمان الى سدة الرئاسة الاولى - قد انتهى بوصول ميشال اده الى الرئاسة واراد ميشال اده ان ينفذ ما اعلنه على التلفزيون من جعل تكريس الطائفية ابديا في الدستور، ماذا كان سيحل بلبنان اكثر مما حل به حتى الآن، نتيجة التشرذم الطائفي «الانتحاري».

ومن المفارقات ان بعض اوساط المعارضة والممانعة التي اظهرت ايجابية تجاه طرح اسم ميشال اده خلال المخاض العسير الذي «توج» بانتخاب العماد سليمان رئيساً للبلاد قد رأى ان قناعات ميشال اده حول «ابدية الطائفية» الواجبة الوجود في نظر ميشال اده الى ابد الدهر مشكلا بذلك اقصى درجات «التقدم التراجعي» التي يصبح فيها اليمين الاقصى اللبناني والذي كان يشكو من «عزلة خانقة» مؤخراً.

بدا بالنسبة لطروحات الاستاذ ميشال اده «اكثر تقدمية» و«سيادية» منه بمسافات على نحو يعيد الاعتبار لمقولة ظالمة كنا نستنكر اعلانها من جانب البعض، مفادها ان اليساريين اللبنانيين وعلى وجه التحديد الشيوعيين اللبنانيين، سواء المنتمين الى الحزب الشيوعي اللبناني او الى «منظمة العمل الشيوعي» عندما يعدلون عن يساريتهم او شيوعيتهم او يتوقفون عن الايمان بدينامية وجدوى الحركة الشيوعية في لبنان والمنطقة، فانهم يذهبون الى النقيض الاقصي وهو الاعتناق الضمني للطروحات الرأسمالية التي كانوا يحاربونها ليس على مستوى لبنان وحده بل على الساحة العربية، وصحيح ان المنظمات اليسارية والشيوعية ظلت ضعيفة بحيث لم يستطيع الحزب الشيوعي حتى الان ادخال شيوعي واحد الى البرلمان، ليس بسبب عدم عدالة قانون الانتخاب ولا بسبب الطبيعة البورجوازية والروح المركنتيلية والتصعيد عند شرائح واسعة من المواطنين بل «لخلل» وهشاشة وعدم استقرار في الثوابت الوطنية الاساسية عند بعض الاحزاب التي قدمت نفسها لمحاربة الطائفية، ثم نراها توزع مناهجها الحزبية على اسس طائفية وفئوية و«قبلية» على مستوى لبنان، ولكن الاحزاب الشيوعية كانت قوية على مستوى بلدان عربية مثل السودان والعراق، حيث رأينا ان الحزب الشيوعي السوداني «متأقلماً» مع تراث وطنه وتقاليده تسمحا لاعطائه باداء الصلاة بل ان احد مؤسسيه البارزين عبد الخالق محجوب كان هو نفسه يقوم بالفرائض الدينية كما انه لم يكن بسبب مبادئه الاممية متجاهلاً النزعة القومية العربية.

في شمال السودان تماما كما يفعل الاسلاميون السودانيون الذين يؤمنون «بعالمية» الاسلام، ولكنهم كواقعيين يأخذون الاعتبارات الوطنية والقومية اسموا جبهتهم، والجامعة لعدة تنظيمات «الجبهة الاسلامية القومية».

علما ان بعض مغلقي العقول كانوا حريصين دائما على وضع القومية والاسلام في تضاد وتناقض كما يفعل بعض الشيوعيين «الامميين» عندما يضعون الشيوعية في تضاد مع القوميات : علما ان ما كتبه ستالين عن «الماركسية والقضية الوطنية» كان توفيقا بين القومية والوطنية من جهة والاممية الماركسية من جهة اخرى وكان ستالين نفسه المنتمي الى القومية الجيورجية، والذي كان في مطلع شبابه، يريد ان يكون رجل دين مسيحي قد غلب عليه «اسمه الحركي» ستالين الذي يعني «الفولاذ»، ومع ذلك فقد بدا في وقت من الاوقات - قبل ان يقارنوه بعد موته بايفان الرهيب - وكأنه معبود الجماهير وبطل انتصار الاتحاد السوفياتي و«المعشوق» من كل قوميات الاتحاد السوفياتي الذي تفككت جمهورياته وانهارت، واصبح مكانها الجدد او الشيوعيون الذين «تأمركوا» بعد انهيار الاتحاد السوفياتي «ألد اعداء» الشيوعية واصدق اصدقاء اميركا الرأسمالية والممارسين للاساليب المافيوية!

ولا بد من ملاحظة سذاجة بعض الجهات المعارضة السابقة الممانعة على الساحة السياسية اللبنانية التي رغم اعتقادها بانها اصبحت «سيدة الاحتراف» الاحزاب السياسي وادراك اللعبة السياسية التقليدية، دون التخلي عن جوهر مبادئها الثورية، وكانت في وقت من الاوقات تتبنى ترشيح ميشال اده لمجرد حمله حقيقة مليئة باوراق تضمن قراراته عن مدى اخطبوطية الحركة الصهيونية، ثم تخلى عن هذه الحقيبة فجاة باحثا عن حقيبة سياسية ادسم توصله لو متأخراً الى تثمير ترشيحه السابق للرئاسة ولو عن طريق ذهابه في الطائفية الى حدها الاقصى.

هذا لا يلغي حقه ظله التي عرفناها منذ بداية ظهوره السياسي وعندما كان وزيراً للاعلام!

محمد باقر شري

  

ايلي حبيقة أخطأ أم أصاب؟

«عذراً...

ابراهيم جبيلي

معك حق»، شعار رفع على اللوحات الاعلانية في الذكرى السنوية الثامنة لاستشهاد ايلي حبيقة، الرجل الذي عاش ورحل وسط عاصفة من الجدل أحاطت به كاللغز، فهو مارس الامن ببراعة فائقة وأهمل العسكر والعسكريين، فتحول الى قائد للنخبة، فيما كانت القوات اللبنانية العسكرية في مكان آخر. خطواته النوعية لم تنقطع، ذهب بشجاعة الى سوريا، وكان لدخوله الى دمشق دويّ عظيم، غامر بعدما ضاقت سبل المساحات الجغرافية أمام المسيحيين، فوجدهم عالقين بين المدفون ونهر الكلب، فأقدم لكنه وقع في المحظور، فهو لم يسحب مسبقاً فتائل الكراهية من صفوف الجمهور المسيحي. الانفتاح على سوريا كانت له رواية اخرى، نسرد فصلا من تفاصيلها، وهو ان الوزير السابق ميشال سماحه تباحث وأقنع رئيس الهيئة التنفيذية بالفوائد الكثيرة للمدى المشرقي الرحب، وسوريا في المقابل كانت لها الملاحظات العديدة و«النقزة» المستمرة من الوعود المسيحية لتجد نقيضها في بيانات الجبهة اللبنانية، لكنها وافقت على المبادرة، ووافقت على الاجتماعات الثنائية التي عقدها سماحه مع ممثلها سليم الحسن في أوروبا، وفي نهاية المفاوضات التي أثمرت عن لقاء موسع عقد في سويسرا شاركت فيه وفود موسعة من الطرفين وتقررت فيه ساعة الصفر لزيارة خارج المألوف يقوم بها رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الى العاصمة السورية.

ايلي حبيقة رجل الأمن في المعسكر المسيحي، تحمّل أو حمّلوه الملفات الثقيلة المشبعة بالمواد الاتهامية، ففي صبرا وشاتيلا ذاع صيته، وغطت شهرته المسؤولية الاسرائيلية، وزيارته الى سوريا الحقت به أوصافاً ونعوتاً فاقت ما لحق بأنور السادات غداة زيارته لاسرائيل، فلجأ بعدها حبيقة وفريقه الى مدينة زحلة، ليستقر داخلها سنوات عديدة.

ومن هناك تراسل والدكتور سمير جعجع بالحديد والنار، سيارات مفخخة متبادلة، وكاد ركام سيدة النجاة في زحلة ان تقضي عليه، لولا العناية الالهية واشارات ايلي الفرزلي المصاب يدل بها الى مكان حبيقة. والسؤال حول استشهاد ايلي حبيقة يبقى ويستمر: هل تنجح القوى المتآمرة من اغتيال رجل برع في اللعبة الأمنية؟ الجواب قاله حبيقة لأحد الزملاء قبل أيام من استشهاده: اذا رفع الغطاء الاقليمي او الدولي عنك، فإنك شهيد لا محالة، وان كثرة الشباب حولك ومعك للحماية تزيد من اعداد الشهداء.

فالقرار اتخذ والمصير بات حتمياً. ومن الاشارات المريبة التي أدركها حبيقة بالحسّ الأمني وأنبأته بالمصير المحتوم، انه قبل اسبوع من وفاة النائب جان غانم، أقدم البعض على اقتحام مكتبه، يومها اعتبر حبيقة ان الدافع أمني وليس الهدف السرقة، وبعد اسبوع من حادثة الاقتحام، اصطدمت سيارة غانم باحدى الاشجار على الطريق الرئيسية، فسارع حبيقة الى معاينة الوقائع على الأرض، وعندما انتهى، همس لأحد المقربين قائلا:

WHO'S the NEXT اي من هو التالي.

هذا الشعور كان صحيحاً، راود كثيرا حبيقة، أظهره بوضوح حين قرر ذات نهار ان يزور صديقه النائب ايلي سكاف مع عديله رينه معوض، وحين تحضّرا وجهّزا السيارات والمواكبة، قال حبيقة لمعوض: اذهب انت أولاً، سأصعد الى المنزل لأجلب سترتي.

غضب معوّض لأن عديله كان يرتدي السترة.

وعندما انتهت الزيارة، عاتب معوض عديله: ولو..

ألا تريد مرافقتي.

اجاب حبيقة: أخشى ان يقع اي مكروه ونكون سوية، حينها من يهتم بابني جو.

اذاً القرار واضح، وايلي حبيقة عرف المصير المنتظر، فهل كان بمقدوره ان يتفادى المحظور القاتل؟ الجواب: كلا لأن الـH.

K صاحب الباع الطويل في الأمن ومتفرعاته عرف باليقين أن الجميع فتح الأبواب على الجميع وان قبة الباط المتبادلة في عالم الأمن تعني النهاية الحتمية.

فاسرائيل تعتبر افادته امام المحققين البلجيك ستصيب منها مقتلاً، اضافة الى ان الثأر الفلسطيني لم يخمد يوماً، ولا تزال السكين قريبة جداً من حبل الوريد، كذلك فان اختفاء الديبلوماسيين الايرانيين مسألة معقدة في العقل الامبراطوري الفارسي، لم يستطع حبيقة تقديم الاعذار والمنطق في هذا الاختفاء المريب.

اذاً القرار كان واضحاً ولم تبقَ سوى التفاصيل القليلة للتنفيذ، ولأن المنفدين - الجناة يعرفون جيداً ان حبيقة صاحب الكفاءة العالية والمهنية المميزة، في علوم الأمن وتشعباته، حضرت ثلاث سيارات وأركنت في المفارق الثلاثة على الطرقات التي سيسلكها حبيقة، فأيهم يختار فإن احداها المفخخة ستكون جانية وبانتظاره.

وهكذا تمّ، فوقع الـH.

K شهيداً في احد شوارع الحازمية.

واليوم يعود السؤال ويتردد بقوة: هل أخطأ حبيقة وهل كان بمقدوره ان يبعد عنه الكأس المرّة، وهل صحيح ان الاتفاق الثلاثي كان أهون الشرور المسيحية؟ وهل ان حروب التحرير والالغاء كانت لزوم ما لا يلزم لو توافق الجميع على الرؤية الاستراتيجية التي آمن بها وحققها ايلي حبيقة؟

الأجوبة صعبة، بل مستحيلة، لكن ايلي حبيقة يبقى في الذاكرة اللبنانية، «عاش ومات في سبيل لبنان» عبارة لطالما كتبت في زمن الحروب اللبنانية على حيطان الشوارع في المنطقة الشرقية.

 

 لا بوادر جدية في أفق المصالحات المسيحية والرعاية مطلوبة من الفاتيكان

الخلاف على الزعامة قائم منذ عهد الاستقلال والماضي الاليم حاضر دائماً

كيف تنظر عيون الكتائب والقوات والتيار الوطني الحر والمردة الى الملف؟

صونيا رزق/الديار

على الرغم من أجواء المصالحات السائدة بين مختلف الطوائف والتيارات السياسية اللبنانية والتي ستتوّج باستئناف طاولة الحوار الشهر المقبل في القصر الجمهوري برعاية رئىس الجمهورية العماد ميشال سليمان، تبدو أجواء المصالحة غائبة عن الشارع المسيحي الذي يشهد انقسامات سياسية حادة يحاول بعض الافرقاء «لفلفتها» منذ فترة الا ان الوقائع تؤكد ان الماضي المسيحي الاليم والخلافات على الزعامة المسيحية هما من يحول دون اجواء المصالحة على الرغم من ان الجميع يتحدث بإيجابية لكن لا بوادر جدية في الافق.

مصدر وسطي مقرب من الافرقاء المسيحيين اعتبر أن مسيحيي لبنان يفتقدون لوساطة لبنانية أو عربية لتنقية الأجواء والعمل على لمّ الشمل المسيحي مع احتفاظ كل فريق بخياراته السياسية كما فعلت جامعة الدول العربية لاطفاء مفاعيل احداث 7 أيار، متمنياً على الفاتيكان لعب هذا الدور لما له من نفوذ على المسيحيين وخاصة الموارنة الذين يعتبرون اللاعب المسيحي الأول على الساحة اللبنانية.

واشار المصدر الى أن الصراع بين المسيحيين قائم في الأساس على زعامة الشارع المسيحي، لان أمر هذه الزعامة محسوم في بقية الطوائف، اما المسيحيون فكل واحد منهم يرى انه الأحق بالزعامة المسيحية ولاسيما النائب ميشال عون، لافتاً الى أن آلام الحرب نتيجة اقتتال الزعماء المسيحيين جعلت من عقدة الثأر عائقاً أمام تحقيق الوحدة المسيحية، خاصة بين الدكتور سمير جعجع من ناحية والعماد ميشال عون وسليمان فرنجية من ناحية ثانية، واعتبر ان الشارع المسيحي لم يكن موحداً منذ استقلال لبنان وحتى اليوم.

ورأى المصدر ان المصالحة المسيحية ـ المسيحية ستكون صعبة وبعيدة الا اذا توافرت النيات للوصول اليها، مبدياً تخوفه من عدم تحقيقها في المدى المنظور، لافتاً الى أن الانقسام المسيحي أكبر من ان تنهيه مصالحات شكلية لتبريد اجواء الشارع، كما ان البوادر لا تشير الى قيام مصالحة مسيحية شاملة في لبنان، مذكراً بالمصالحة التي جرت بن النائب ميشال عون ورئىس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع في قداس عيد الميلاد وبانعكاساتها الايجابية على الساحة المسيحية، لكنه اعتبر انها لا ترقى الى مستوى مصالحة واسعة بين الرجلين، موضحاً أن عون يستفيد اليوم من موقفه السياسي ومن الدعم الاقليمي له.

مصدر كتائبي أكد بدوره ان حزب الكتائب يمدّ يده الى كل لبناني ومسيحي يؤمن بسيادة لبنان، وشدد على ضرورة ان تكون هذه المصالحة برعاية البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير ورئىس الجمهورية العماد ميشال سليمان، مشيراً الى أن الحزب عمل ولا يزال يعمل من اجل انجاز المصالحة المسيحية ـ المسيحية على الرغم من أن الخلافات بين الزعامات المسيحية ليست خلافات شخصية بل خلافات سياسية تتمحور بالدرجة الأولى حول نظرة كل من الكتائب والقوات اللبنانية من جهة والتيار الوطني الحر من جهة أخرى الى السلاح غير الشرعي الذي نصرّ على أن يكون ضمن اطار الدولة والجيش اللبناني، فيما يقوم العماد عون بربطه بالصراع العربي ـ الاسرائيلي وقد يربطه مستقبلاً بالوضع في العراق.

وأكد المصدر على أن السعي لترتيب المصالحة المسيحية هدف عملت من اجله الكتائب وما زالت على أكثر من مستوى، وقد سبق للحزب ان التقى مع تيار المردة وعلى ضوء اللقاء الذي حصل بين الرئىس امين الجميل والنائب سليمان فرنجية منذ مدة تشكلت لجان من الجانبين للتنسيق الدائم، اضافة الى اللقاء مع حزب الطاشناق وتمّ طي صفحة الخلاف على خلفية الانتخابات الفرعية في العام 2007، مؤكداً ان لا خلاف مع القوات اللبنانية كما ان الحزب يضع كل امكاناته بتصرف رئىس الجمهورية والبطريركية المارونية، موضحاً أن حزب الكتائب لم يقفل يوماً أبواب الحوار مع أحد.

وعن أسباب التشنج القائم الى حد ما بين الكتائب والتيار الوطني الحر وعدم تطور العلاقة بين الطرفين لكي تصل الى مرحلة المصالحة، اعتبر المصدر ان رؤية عون السياسية اليوم تختلف ورؤية حزب الكتائب وبالتالي ليست القضية حصول المصالحات الشخصية أو عدمها لأن جوهر الإختلاف سياسي.

مصدر في القوات اللبنانية أكد ان القوات ليست لديها مشكلة مع العماد عون، بل ان مشكلة عون هي مع القوات التي حاول في السابق ان يلغيها واليوم كرر ذلك سياسياً وقال «عندما يعترف عون بقوتنا على الساحة المسيحية وفي المعادلة السياسية الوطنية، لا مانع لدينا من اللقاء معه، أما في ظل السياسة التي يتبعها اليوم وهي عدم الاعتراف بالآخر فلا داعي لحصول لقاءات شخصية في ظل تباعد الرؤى السياسية لأن القوات ترفض التخلي عن مبادئها ونضالاتها من أجل لقاء عابر».

وبالنسبة للمصالحة بين القوات وتيار المردة اوضح المصدر ان الخلاف لا يزال سياسياً بحيث لا مشاكل فردية وطالما الخلاف سياسي فلا داعي للخوف لانه ليس من المطلوب ان يتحول المسيحيون الى فريق واحد، لافتاً الى أن البطريرك صفير يسعى يومياً من اجل هذا الموضوع في سبيل عقد لقاء شامل يضم كل القيادات المسيحية، املاً في القريب العاجل ان يعي المسيحيون خطورة الأوضاع في لبنان والمنطقة واهمية المصالحة المسيحية.

بدوره اشار مصدر في التيار الوطني الحر الى عدم وجود انشقاق داخل الصف المسيحي لاسيما في ما يتعلق بالعناوين العريضة، لافتاً الى وجود بعض الأمور العالقة لاسيما بين القوات اللبنانية وتيار المردة اما بالنسبة للعماد ميشال عون فليس لديه أي مشاكل مع أي طرف مسيحي.

وعن الاسباب التي تحول دون حصول لقاء بين العماد عون والدكتور جعجع، أكد المصدر انه اذا كان لا بد من اللقاء فينبغي ان تكون له مبرراته، علما انه لا يوجد خلاف شخصي في واقع الأمر بل اختلاف سياسي يتعلق في نظرة كل منهما الى الدولة وسياساتها سواء على الصعيد الداخلي او الخارجي.

ويلفت المصرد الى أن الخلاف السياسي يبقى مشروعاً عند كل الأفرقاء، اذ لا يجوز ان تكون كل الأطراف موحدة حول رؤية سياسية معينة وإلا تحوّلنا الى انظمة ديكتاتورية.

أوساط تيار المردة رأت من ناحيتها ان ليس من ضرورة عقد لقاء مصالحة على المستوى الشخصي بين الزعامات المسيحية المتخاصمة، واعتبرت ان أي لقاء بين النائب سليمان فرنجية والدكتور جعجع لن يعود في الوقت الحالي بأية منفعة على المستوى المسيحي العام، كون اللقاء يستوجب ايجاد مساحة سياسية مشتركة بينهما، وهي مفقودة حتى اليوم، ولفتت الاوساط الى أن ما يهم المسيحيين ليس مجرد عقد لقاء بين الزعامات المسيحية، انما عدم الوقوع مجدداً في فخ الاشكالات الأمنية، مؤكدة أن تيار المردة طوى صفحة الماضي لأن المسيحيين لا يحتملون اليوم اي خضة وتبعيات نتائجها.

 

مشادة حادة بين زعيتر والجميل

الديار/خلال مناقشة القرض الاسلامي في اجتماع اللجان، حصلت مشادة كلامية كبيرة بين النائبين سامي الجميل وغازي زعيتر. وخلال اجتماع لجنة حقوق الانسان جرى استنكار شديد من قبل بعض النواب لمنع بث قناة المنار في اميركا وكان جواب النائب الجميل انه يتضامن معهم في هذا الاطار لكنه مع سياسة النقد الذاتي، الامر الذي ازعج الحاضرين فدّب الخلاف.

 

ننتظر زيارة عون للمختارة»

جعجع : سأرد على بري

الديار/أكد رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع انه في صدد تحضير رد على طرح الرئيس نبيه بري في موضوع الغاء الطائفية السياسية، مستغرباً الكلام عن عرقلة او خلاف مسيحي في موضوع التعيينات الادارية. وشدد على ان قاعدة 14 اذار صلبة «والى اتساع». وعن لقاء النائبين وليد جنبلاط وميشال عون قال جعجع: «اننا ننتظر زيارة عون الى المختارة ليفتش عن الاجراس ويعيدها معه». ولم ينف جعجع سعي البعض الى عزل «القوات اللبنانية» معتبرا «ان الفريق الاخر يعرف ان ضرب 14 اذار او ما تبقى منها يكون بضرب القوات وفك تحالفها مع السنة، حاولوا كثيرا مع تيار المستقبل ومع الرئيس الحريري لكنهم لم ينجحوا. وكان جعجع، عرض مع نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري لموضوعي التعيينات والانتخابات البلدية.

كذلك، التقى نقيب اصحاب الفنادق بيار الاشقر.

 

الشيخ الغريب لا يقبل للمصالحات أن تكون على حسابه في مشيخة العقل

الديار/ أبلغ شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز ناصر الدين الغريب، النائب طلال ارسلان الذي زاره في منزله في كفرمتى، انه لا يقبل أن تكون المصالحات السياسية التي يؤيدها على حسابه وموقعه في مشيخة العقل، فهو له كرامته ويحافظ عليها، وهو مع كل تقارب في سبيل الاستقرار والتهدئة ومنع الفتنة بين الدروز، أو بين بعضهم واطراف حزبية او طائفية أخرى.

وقال الشيخ الغريب لارسلان، كنا معاً وسنبقى معاً، والاعتراض الذي سجلناه على قانون مشيخة العقل لطائفة الموحدين الدروز، والاستفراد بالطائفة وحقوقها، وهدر اموال اوقافها والسيطرة على مؤسساتها من جهة سياسية وحزبية واحدة، أمر لا يجوز وغير مقبول، ويجب التوصل الى تفاهم حول هذا الموضوع درزياً وبين الجميع.

فرد ارسلان موافقاً على ما قاله الشيخ الغريب.

      

رد على المخاوف من عدوان اسرائيلي بتطبيق الـ1701

اوساط ديبلوماسية : ميتشل ايّد لبنان برفض التوطين لكنه ربط اي ترجمة بتقدم المفاوضات على كل المسارات

هيام عيد/الديار

لم تبدد المواقف الاميركية المعلنة في بيروت التساؤلات والمخاوف من المرحلة الآتية الى المنطقة بل عمقت الخشية لدى السلطة اللبنانية من احتمالات تفجير جهود الديبلوماسية الاميركية التي بدأت من العاصمة اللبنانية وتنطلق الى عواصم المنطقة، عبر سيناريو اسرائيلي مرسوم بعناية للاطاحة بالمبادرة الاميركية لانعاش عملية التسوية ومحاولة احياء مسار واحد على الاقل فيها.

وفي رأي اوساط ديبلوماسية على اتصال بملف التسوية في المنطقة، فان محادثات الموفد الاميركي جورج ميتشل ومواقفه المعلنة في الساعات الاخيرة في بيروت، تطرح منحى جديداً للمبادرة التي اطلقها الرئيس الاميركي باراك اوباما قبل عام من اليوم عندما تحدث عن تحقيق السلام في منطقة الشرق الاوسط وتسوية الصراع العربي- الاسرائيلي خاصة انه اكدّ وبوضوح ان بيروت لن تدفع ثمن اي تسوية مستقبلية ولن تتقدم مفاوضات السلام على المسارات الثلاثة على حساب القضية اللبنانية.

ورأت الاوساط ان توقيت اعلان الموقف الاميركي يتزامن مع انشغال رسمي وشعبي بالتهديدات الاسرائيلية المتزايدة ضد لبنان ومعلومات متداولة عن عدوان وشيك استدعى تحركات مكثفة للمسؤولين في عواصم القرار، وان ما يشكو منه اللبنانيون يتركز في تحديين هما: توطين اللاجئين الفلسطينيين على ارضه وشطب القرارات الدولية المتعلقة بحق العودة، والخطر الاسرائيلي الماثل على الدوام والاحتلال المستمر لقرى لبنانية في الجنوب والبقاع الغربي.

واوضحت ان هذه المخاوف قد عبّر عنها بصراحة كل المسؤولين الذين استقبلوا الموفد الاميركي وكان الرد المباشر الذي تناول وربما للمرة الاولى الموقف الواضح من التوطين علماً ان الخطوات العملية لترجمة هذا الموقف لم تبدأ بالظهور بعد سواء من ناحية الحكومة الاسرائيلية التي ترفض بصورة مطلقة البحث في حق العودة لفلسطينيي الشتات او لجهة الضغط الاميركي والدولي على اسرائيل لوقف اعتداءاتها المتكررة على السيادة اللبنانية.

وفي هذا المجال فان اي تبدل في موقف الادارة الاميركية من الحقوق اللبنانية والفلسطينية في آن ولو من ناحية الخطاب يعتبر مؤشراً على استمرار الاهتمام بالوضع اللبناني على حد قول الاوساط نفسها التي لاحظت ان هذا التغيير اتى بعد التدابير الاميركية المجحفة بحق اللبنانيين المسافرين الى الولايات المتحدة والتعاطي مع لبنان كدولة تأوي ارهابيين واكدت ان اعتماد العاصمة اللبنانية نقطة انطلاق لجولة ميتشل الى عواصم المنطقة يندرج في سياق تأكيد المتابعة المباشرة للملف اللبناني اولاً واعادة الاعتبار للدولة بعد الاجراءات الامنية الاخيرة ثانياً والسعي الى اقناع الجانب اللبناني بجدوى المبادرة الاميركية لاحياء مفاوضات التسوية على كل المسارات ثالثاً.

واضافت الاوساط الديبلوماسية ان الرد الاميركي على المعلومات المتداولة بشأن عدوان اسرائيلي وشيك على الجنوب لم يكن واضحا اذ ان الموفد الاميركي اكتفى بالاشارة الى تطبيق القرار الدولي 1701 ووجوب تطبيقه من قبل كل من لبنان واسرائيل، مع العلم ان لبنان التزم بتنفيذ القرار المذكور فيما ما يزال العدو الاسرائيلي يناور في اكثر من مجال سواء بالنسبة للانسحاب من الجزء اللبناني من بلدة الغجر او بالنسبة للخروقات الجوية التي اصبحت يومية للاجواء اللبنانية او بالنسبة لحملات التهديد والتهويل ضد لبنان وحكومته ومقاومته.

وفي هذا السياق فان التخوف الذي عبّر عنه رئيس الحكومة سعد الحريري من تدخل عسكري اسرائيلي في الجنوب بالامس، يأتي لتأكيد المناخ الديبلوماسي الذي يشير الى استعدادات اسرائيلية لتغيير الوضع الامني على الحدود والذي نقله المسؤولون الى ميتشل كما الى موفدين اميركيين واوروبيين زاروا بيروت خلال الاسابيع الماضية.

وفي معرض قراءتها للنتائج الميدانية للمواقف الاميركية الاخيرة وجدت الاوساط ان ميتشل ينفذ روزنامة مرتبطة بالتسوية فقط وان خطابه «الايجابي» في بيروت يندرج في اطار اقناع الاطراف الاقليمية بدءاً من الدولة اللبنانية بان ادارة بلاده تدعم الحقوق المشروعة للفلسطينيين ولكن من الناحية الكلامية فقط بينما في الواقع ما تزال تطالب كل من الفلسطينيين كما اللبنانيين بتنفيذ القرارات الدولية من دون ان ينسحب ذلك على اسرائيل.

ابتسام شديد

عندما بدأ رئيس تيار المستقبل سعد الحريري يُكثف زياراته الى الرابية مفاوضا الجنرال في خضم التجاذبات الحاصلة في حينه حول الحصص الحكومية، راهن كثيرون من العارفين في كواليس السياسة، على ان التفاهم بين «الشيخ» سعد و«الجنرال» لن يحصل وان اي تقارب بينهما في ذلك الوقت مستحيل، وهو ان حصل سيكون آنيا وتحت وطأة الضغوط السياسية والعوامل الاقليمية ولن يلبث ان يسقط عند اول استحقاق مفصلي، وبالتالي فانه سيتلاشى ما ان تنجلي معركة الحكومة ليعود رئيس الحكومة الى موقعه السياسي، وليرجع زعيم الرابية الى «عناده» ومعاركه التي لا يُساوم فيها اطلاقاً.

هذا الوصف يصح اليوم على ما بدأ يتسرب من زواريب المستقبل والتيار عن الاستعداد لمعركة تقسيم بيروت، التي يستعد لها تكتل الاصلاح والتغيير، من اجل تحسين التمثيل المسيحي في المجلس البلدي لمدينة بيروت، وفيما يبدو ان تيار المستقبل او الرئيس الحريري تحديداً في غير وارد التفريط بالقانون الحالي الذي يتيح لتيار المستقبل الامساك بالمجلس البلدي للعاصمة.

وعليه، يتمسك «نواب» المستقبل بنظرية ان التقسيم الذي يطرحه عون يؤدي الى تداخل صلاحيات المحافظ والمجلس البلدي، فيما يدافع العونيون عن طرحهم بأنه يؤمن التمثيل الصحيح للعاصمة.

لكن، أبعد من ذلك وبعيداً عما ستنتهي اليه نظرية تقسيم العاصمة، فان اللافت في الموضوع انها المرة الاولى منذ «هدنة» الحكومة التي تطرح فيها إشكالية علاقة عون - الحريري مجدداً، وثمة من يرى اليوم ان الخلاف اذا وقع بين الحريري - عون سيكون «قنبلة موقوتة» قد تفجر تفاهمهما وتطيح بما تم الاتفاق عليه بين الرجلين قبل ولادة الحكومة.

في اعتقاد اوساط الطرفين فان علاقة المستقبل - عون ثابتة لن تخرقها التباينات في وجهات النظر، فالتفاهم قائم حول العناوين السياسية الكبيرة، ويبقى ان لكل من المستقبل او التيار طريقته في الحكم وادارة ومتابعة الملفات المطروحة التي تختلف عن الاخر.

بالنسبة الى الفريقين،فان الماضي لا يمكن ان يخيم ابداً على العلاقة المستقبلية قبل ان يلتقي عون والحريري مؤخرا في التفاهم الذي أنتج حكومة الحريري، كان زعيما الرابية وقريطم في مواقع سياسية متناقضة و«هما ربما لا يزالان» رغم الاصطفاف السياسي الجديد.

ومن يُفتش في أوراق الماضي للفريقين وفي ارشيفي الرابية وقريطم يجد الكثير من الكلام والروايات الاتهامية.

قال «الحريريون» في «الجنرال» كلاماً سياسياً كثيراً، ولم يوفر «العونيون» زعيم قريطم او يستثنوه من هجومهم على «أركان» الفريق الآذاري.

بالنسبة الى المحيطين بدوائر قريطم فان عون بتفاهمه مع حزب الله كان «حامي» سلاحه من خلال اعطائه الغطاء المسيحي والشرعي اللازم، وكذلك وضع في دائرة الاتهام السياسي بتحالفته مع «من وضعوا في دائرة الشك والاتهامات العشوائية في تلك الحقبة التي تلت اغتيال الرئيس الحريري».

على «جبهة» الرابية الاتهامية لم يكن وضع «الحريري - الإبن» افضل حالا، ومن ملاحظات التيار في حينه اتهام المستقبل بالعمل على امرار التوطين،ووضع خطة لمحاصرة عون مسيحياً وتقوية خصومه المسيحيين، وتحميل الحريري استمرارية مسؤولية الدين العام، ولعل الإتهام الأقسى الذي اشتكى منه الحريريون وخاضوا في تشعباته سجالاً طويلاً مع الأخصام، ما قامت وسائل المعارضة انذاك بضخه في الإعلام حول دعم المستقبل لعناصر «فتح الإسلام».

اليوم، طويت صفحة طويلة من الخلاف السياسي بين تيارين «جلسا خلف متاريس الموالاة والمعارضة» لحقبة خلت، وتظهر الوقائع والاحداث الاخيرة انفراجا في المسار السياسي المغلق منذ 19 عاما، فالواضح ان الحريري - عون قفزا فوق ثوابتهما، وقد ساهم تبادل التنازلات من قبل الطرفين في انتاج الحكومة الحالية، وها هو رئيس الحكومة «يحيد سلاح حزب الله عن المواجهة في بيان حكومته، ويرسم «خريطة طريقه» الى سوريا».

التقارب بين الحريري - عون لا يزال في بداياته، وعلاقتهما يمكن ان تتطور او ان تتراجع الى الوراء في اي وقت او حتى ان تحافظ على ثباتها.

فثمة من يتحدث اليوم عن تلاقي مشروعين ومن يعتبر ان تفاهم المستقبل والتيار الوطني الحر ثابت في المرحلة السياسية الراهنة، وثمة من يعتبره تقارباً هشاً ومتقلباً لن يلبث ان يعود الى ما كان عليه في المرحلة الماضية وعند اي انعطافة او استحقاق مفصلي، ويرى انصار هذا الفريق في الموضع المثار من قبل الرابية بوادر «تمرد» من الرابية لن توفر زعيم «بيت الوسط» من المحاسبة والمراقبة على اي خطوة يقوم بها رئيس الحكومة لا تعجب زعيم الاصلاح والتغيير.

وهذا الامر يضيف عليه النائب آلان عون بأن «استراتيجية» التيار لا تهادن عندما يقع خطأ او غبن ما في اي ملف من الملفات، ويقول آلان عون «لن نلغي أراءنا لأننا في حالة وفاق سياسي او ضمن تفاهمات معينة، وفي السياسة هناك دائما تباين في وجهات النظر خصوصا في بلد مثل لبنان قائم على التعددية السياسية والنظام الديموقراطي».

من جهة ثانية يؤكد عون ان التيار متمسك بفكرة تقسيم العاصمة من اجل تحسين التمثيل البلدي، ومن اجل افساح المجال امام الناخبين في محاسبة من يدير شؤونهم البلدية.ويرى ان الحل الوسط يقوم على اعتماد تجربة باريس كحل وسط وبديل عن التقسيم الكلي ويقوم على ارتباط المجالس المنتخبة بالمجلس البلدي المركزي.

وفي انتظار ما ستؤول اليه «مشاكسة» التيار «البلدية» في العاصمة يبقى السؤال المطروح حول الموقف الجنبلاطي الاخير الذي صب في اتجاه الرابية بدل ان يميل الى مصلحة الحليف في قريطم، الامر الذي فاجأ اوساطا كثيرة تساءلت عن «سر» التمايل الجنبلاطي، فهل هي بداية «انقلاب» جديدة لزعيم المختارة، او «زكزكة» لطيفة لزعيم المستقبل، او «حرد» من اجل مكسب ما في التعيينات المقبلة وفي بعض المجالس البلدية، او «بيعة» للمعارضة قبل الانتقال الى الشام...

في كل الاحوال «لا يمكن ان يكون الموقف الجنبلاطي مجانياً او إكرامية «لعيون التيار».

الموقف الجنبلاطي لا يمكن ان يكون «اكرامية» لعيون التيار

الان عون : «لا نلغي اراءنا من اجل وفاق سياسي او تفاهمات معينة»

  

رفسنجاني يضع آلية تحويل خامنئي إلى ملكة بريطانية إيرانية

كتب حسن صبرا/الشراع

أسوأ ما أصاب النظام الإيراني الذي يعتمد صيغة دينية ما غير مسبوقة في تاريخ أي دولة إسلامية عبر التاريخ، ان رأسه المعتمد حسب الدستور كمرشد أو قائد وهو السيد علي خامنئي قد فقد هيبته، داخل البلاد، وبات منذ تبنى تزوير الانتخابات الرئاسية التي أعادت شريكه أحمدي نجاد رئيساً لفترة ثانية، أحد الاهداف التي تجمع عليها كل القوى المعارضة.

أسقط خامنئي دوره كحكم بين أفرقاء النظام. وانحاز إلى فريق دون الآخر، ولم يبذل جهداً للتوفيق بينهم، ولا اعتمد العدالة في الحكم، وأي حاكم إذا أسقط هذه القيمة الإلهية من حسابه تحول إلى سلطان.. أي صاحب سلطة وليس حكماً أو صاحب حكمة.

خسر خامنئي الحكمة فتحول إلى خصم يهتف ضده معارضوه بوصفه ديكتاتوراً، فهز النظام في قيادته وجعل الجسد الإيراني الضخم برأس عليل، وهذه هي المعضلة التي أدخل خامنئي النظام فيها بتمسكه بشريكه أحمدي نجاد على رأس السلطة.

وفي حين كانت الناس في الشارع تهتف ضد تزوير إرادتها سائلة عن صوتها، معتبرة هذا اليوم من أسوأ أيام النظام الإيراني، خرج رأسه العليل علي خامنئي ليقول انه يوم مجيد من أيام الجمهورية الإسلامية!

وبدل أن يستفيق خامنئي إلى رد فعل الناس على تزوير الانتخابات الرئاسية، ويستوعب غضب قادة النظام من الاتجاه الإصلاحي هددهم بالقتل في الشوارع، فأفلت النظام أجهزته القمعية (تعبئة – حرس ثوري – شرطة – اطلاعات) وسامت الشبان والشابات العذاب دهساً بالسيارات ورمياً فوق الجسور واعتقالاً في السجون، واغتصاباً داخلها ومحاكمات مضحكة وتلفيقات تافهة. وأقفلت دور صحف وساق إسقاطات باطلة ساخرة ضد المتظاهرين بأنهم يتلقون أوامرهم من الغرب، ففرضت رقابة شاملة على كل أجهزة الاعلام.

اجمعت كل القوى بعد ان خسر خامنئي الحكمة، وخسر بسبب ضياعها دوره كحكم على ضرورة عمل شيء ما ضده شخصياً ثم ضد موقعه، وتراوحت ردود أفعال الناس والحركة الاصلاحية والحوزة الدينية بين عزله، أو تحجيمه أو إقامة هيئة مشاركة حوله أو تحويله إلى حالة شبيهة بحال ملكة بريطانيا التي تملك ولا تحكم.

وهناك إجماع بين كل هذه القوى على ان خامنئي لم يستوعب أي درس من دروس تعامل قائد الثورة الإمام روح الله الخميني مع قياداته.

دون أن نغفل ان وضع الخميني مختلف جذرياً عن وضع خامنئي.

1- فالإمام الخميني بدأ مرجعاً ثم ولياً، وكان عنوان الولاية متفرعاً من المرجعية. تقر بمرجعيته أكثرية الشعب الإيراني، أو قل قسم كبير منه، كان يستجيب له وهو خارج السلطة. لا يملك أي نص أو موقع دستوري حتى لو طلب منه التضحية بالنفس، وقد حصل التناغم بين المرجع الخميني وبين الجمهور الإيراني عندما كان في ((نوفل لو شاتو)) إحدى ضواحي باريس (1978 – 1979) يطلب من الإيرانيين أن ينـزلوا إلى الشارع لمواجهة نظام شاه إيران، فينـزلون، يطلب منهم حصول مواجهة فتحصل، يطلب منهم إعلان إضراب فيعلنونه، حتى ألزم الشاه الهرب فعاد الخميني يوم 1/2/1979، وتنتصر ثورته يوم 10/2/1979.

عاد الخميني إلى طهران وأسس نظامه، وهذا النظام تأسس بناء على سلطته، أي ان النظام لم يعط الإمام الخميني صفة بل هو الذي أعطى النظام مشروعيته، والنظام أعطى لهذه المشروعية شكلها الدستوري.

ابتدع الخميني لنفسه الصلاحيات، واستمدها من كونه مرجعاً، فهو الفقيه الذي تولى الأمر فأصبح الولي الفقيه، وبدأ ممارسة صلاحياته التي وضعها لنفسه.. فقال مثلاً حين اندلعت ثورة الأكراد ضد السلطة الجديدة عام 1980 شمالي غربي البلاد: أنا بصفتي القائد الأعلى للقوات المسلحة أعطي الأمر بمواجهة التمرد، ولم يكن قبل هذه العبارة أي نص دستوري أو حتى صيغة لدستور يعطي لولي الفقيه أو يحدد له الصلاحيات.

وحين أجرت حكومة د. مهدي بازركان انتخابات مجلس خبراء الدستور من الشعب مباشرة، وعكف المجلس بعد انتخابه على تشكيل لجنة لوضع دستور جديد محدداً لها مدة شهرين للانجاز عجزت عن إكمال مهمتها خلالهما قال الإمام الخميني: أنا بصفتي الولي الفقيه، أمدد للمجلس ولجنته كي تنجز مهمتها خلال شهرين إضافيين.

وخامنئي؟

أما في وضع السيد علي خامنئي فهو مختلف تماماً.. حيث ان مجلس خبراء القيادة (85 عضواً منتخباً) هو الذي اختاره للقيادة، وهذا يعني ان مؤسسات النظام هي التي اختارت خامنئي، بينما كان الإمام الخميني هو واضع النظام ومؤسساته.

لذا لا يمكن المقارنة بين صلاحيات الإمام صاحب الثورة ومؤسسها وواضع نظامها، وبين شخصية خرجت من خلال إحدى مؤسسات هذا النظام.

2- والإمام الخميني كان ذا مرجعية مسلّم بها من قبل الفقهاء الذين سبقوه وكانت الناس تقلدهم فقهياً وبالملايين كما في حالة السيد محمود كاظم شريعتمداري، والسيد محمد رضا كلبيكاني، والسيد مرعشي نجفي، والسيد حسن القمي.. في قم.. والسادة أبو القاسم الخوئي، والسيد عبدالله موسوي الشيرازي والسيد محسن الحكيم.. في النجف).

بينما لا يستطيع خامنئي زعم ذلك، فهو يقول انني مقلد الشيخ حسين علي منتظري، الذي ظل خليفة للإمام الخميني إلى ان عزله الإمام لأن منتظري كان كثير الانتقاد لنظامه ورجاله مشبهاً إياهم برجال الشاه.. ومن سخرية القدر ان خامنئي يتسلم مكانة منتظري نفسه ثم ينقلب عليه ويرسل أجهزته لعزله وإقفال حوزته العلمية وحسينيته وإحراق مكتبته ويسجن تلامذته، ويعبث رجال خامنئي بمنـزل منتظري ويضربون الرجل ويرمون عمامته أرضاً ويدوسونها بأقدامهم..

وكان خامنئي عندما اختاره مجلس خبراء القيادة مرشداً للجمهورية (وليس ولياً للفقيه) خلفاً للإمام الخميني الذي توفي في حزيران/يونيو 1989 محمياً بوجود مرجع تقليد للدولة هو الشيخ محمد علي الاراكي، فلما توفي قال خامنئي أنا على صعيد الداخل لا أتصدى للفتوى بوجود مراجع وفقهاء أعلم مني..

وكان أبرز هؤلاء الشيخ فاضل لانكراني، والشيخ بهجت ميرزا والسيد جواد تبريزي (توفوا بعد ذلك) والاحياء الآن الشيخ مكارم ناصر الشيرازي الأكثر قابلية واتساعاً في التقليد، والشيخ وحيد خراساني، والسيد شبيري زنجاني.. هذا داخل إيران.

أما على صعيد الخارج أي أن يكون خامنئي مرجع تقليد للخارج كما هو سائد اليوم ومنذ سنوات حيث يقلده حزب الله في لبنان، والمجلس الأعلى (منظمة بدر لآل الحكيم) في العراق والحوثيون في اليمن، وغيرهم في بعض دول الخليج العربي وكل الجهات الأمنية والعسكرية والسياسية والحزبية المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني.

هذه بدعة يقول عنها الفقهاء: لا يوجد في منطق التقليد داخل وخارج، لأن الفقيه الأعلم موجود في أي مكان وليس هناك من يزعم انه مقلد في إيران ومرفوض في الخارج أو مرفوض في إيران ومقلد في الخارج.

إذ كيف يمكن في العرف الفقهي مع وجود الاستاذ ان يتقدم التلميذ، حتى لو كان الأول على حافة قبره.

كان الخميني يقول عن أستاذه شاه ابادي: روحي له الفداء وكان الخميني حاكماً مرجعاً ولياً للفقيه في إيران مقلداً من الملايين في الداخل والخارج، بينما هانت الأمور عند خامنئي إلى درجة اعطاء الأوامر بإهانة معلمه الشيخ منتظري وملاحقته لقتله وعزله ولما توفي الشيخ الجليل كاد الحرس الثوري يخطف جثمانه ليدفنه في مكان مجهول، مثلما فعل هذا الحرس مع جثمان المرجع الراحل آية الله محمود كاظم شريعتمداري الذي يقلده الملايين في أذربيجان الإيرانية.

3- لم يكن الخميني مرجعاً وولياً وفقيهاً فحسب.. بل انه فوق كل هذا كان مثالاً لحسن التعامل مع الناس ومع القيادات السياسية والدينية في عصره حتى التي تختلف معه:

عندما قيل للخميني ان المرجع السيد محمد رضا كلبيكاني ينتقدك في خطبة جمعة، قال هاتوا لي شريط التسجيل ثم أمر بإذاعته بالكامل من الاذاعة الرسمية.

وعندما كان ابن مؤسس حوزة قم الدينية الشيخ الحائري يشتم الخميني.. ثم مرض أرسل له الخميني طائرة عامودية وأدخله المستشفى وبعد شفائه رفض شكر الإمام، وطلب الإمام من ابنه السيد أحمد أن يزور الشيخ الحائري في المنـزل، فرفض أحمد قائلاً لوالده انها أول مرة أعصي فيها أمراً لك لأن هذا الرجل يشتمك، فأرسل إليه الشيخ توسلي والشيخ حسن صانعي (شقيق المرجع الآن الشيخ يوسف) لعيادة حائري، فلما توفي الأخير دون أن يزور الإمام قال عنه الخميني ناعياً هذا ابن من له حق الحياة علينا، وأقام له مجلس عزاء.

وعندما كان الشيخ الاراكي في قم عاجزاً عن صلاة الجمعة طلب البعض من الإمام أن يعزله وتعيين بديل عنه، فنهرهم الإمام قائلاً طالما ان الشيخ لم يطلب أو لم يبد رغبة في عدم الصلاة، فلن أعين مكانه.. ثم توفي الإمام الخميني قبل وفاة الاراكي ولم يكن في قم إمام جمعة غيره.

أما في السياسة

فعندما اختلف وزير التجارة في عهد حكومة مير حسين موسوي (1981 – 1988) عسكر ولايتي جلس الأخير في منـزله ممتنعاً عن زيارة الإمام الخميني، فجاءه السيد أحمد الخميني هو وعائلته في ساعة الغداء مفاجئاً ليقول له: أنا قادم من قبل الإمام فبكى ولايتي.. ثم زار الإمام معتذراً طالباً اعتزال السياسة والوزارة، فقال له الإمام أنا أكبر منك سناً ولن أعتزل الآن، فلما أعتزل أنا يحق لك ذلك ثم طلب منه العودة إلى الوزارة.. فنفذ عسكر ولايتي طلبه.

فماذا عن خامنئي؟

نعتقد ان مقدمة هذا المقال كافية للدلالة على المكان الذي وضع خامنئي نفسه فيه، مغطياً تزوير انتخابات آمراً بقتل المتظاهرين مفسحاً المجال أمام جماعته كي يقولوا عن قادة البلاد (مير حسين موسوي، مهدي كروبي، محمد خاتمي.. وحتى رفسنجاني..) انهم اعداء الله والرسول والمفسدون في الارض!!

هذه المواقف العجيبة لخامنئي وكلها من صنع يديه وأفكاره دفعت كما كتبنا الجميع للتفكير في كيفية التعامل معه.. عزلاً او تحجيماً او مشاركة.. او جعله كملكة بريطانيا يملك ولا يحكم.

آلية تحجيم خامنئي

من يقرأ ويتابع الطريقة التي انتخب فيها علي خامنئي مرشداً يكتشف ان آلية تحجيمه موجودة في نظام عمل مجلس خبراء القيادة.

فهذا المجلس له صلاحية المراقبة والعزل:

1- في صلاحية المراقبة، فإن كل اعمال المرشد هي تحت مجهر المجلس، اي ان المجلس يستطيع في اي عمل او تصرف او قول للمرشد ان يطلب منه التوقف والتراجع اذا وجد ان هذا العمل او التصرف او القول غير مناسب، خاصة عندما يستند المجلس في تقييمه لكل ما يصدر عن المرشد من تصرفات الى انها مخالفة لنصوص الدستور.

2- في صلاحية العزل: اذا تراكمت اخطاء المرشد ولم يتراجع، وعندما يشعر مجلس خبراء القيادة ان مجموعة تصرفات المرشد لا تتواءم مع الشرائط المحددة للقائد فيبادر الى عزله وهذه الصلاحية للمجلس موجودة في نصوص ومواد دستورية واضحة.

فهل هذا ممكن عملياً

تعالوا الى الواقع:

عندما دعا عضو مجلس خبراء القيادة محمد علي دستغيب الى مناقشة سلوكيات المرشد ارسلوا قوات من الحرس الثوري الى منـزله فحطموا محتوياته، وأقفلوا منـزله، وحين كان الرجل في طائرة مدنية مسافراً في مهمة رسمية، انزله الحرس من الطائرة المتوجهة من طهران الى شيراز.. ورغم ان دستغيب ما زال على موقفه، الا انه لم يستطع ان يؤثر او يتابع تحركه.

وما الحملة على رئيس هذا المجلس ومجمع تشخيص مصلحة النظام الشيخ علي اكبر هاشمي رفسنجاني، واعتقال اولاده والتشهير بهم، والتعامل معه اعلامياً على انه حجة الاسلام وهو في نظر كثيرين آية الله.. الا رسائل قاسية ومحددة ضد الرجل الذي يملك القدرة الفعلية على عزل خامنئي..

لذا،

يتم التعامل معه احياناً بحذر.. وأحياناً اخرى بشراسة مما يدل على ارتباك داخل صفوف ثنائي الحكم خامنئي – نجاد او هي خيارات تقدم لرفسنجاني حتى لا يقدم على ما يطلبه منه الملايين سواء في الشارع، او حتى في الحوزة الدينية المجمعة الآن على رفض الاعتراف بشرعية انتخاب نجاد.

فرفسنجاني قادر على صعيد رئاسته لمجلس خبراء القيادة، وعلى صعيد مكانته التاريخية في الثورة، وعلى صعيد حقه على خامنئي الذي خدمه رفسنجاني بإقناع الإمام الخميني بضمه إلى مجلس قيادة الثورة عام 1989، ثم بإقناع مجلس الخبراء بانتخابه مرشداً عام 1989، ثم على صعيد شخصيته الوسطية المعتدلة، والمقبولة من كثيرين خاصة من قادة الحوزة الدينية التي ترتاح لحسن تعامل رفسنجاني معها.. وذكائه الشديد وحنكته السياسية واحترامه لمكانتها.

لكل هذه الاسباب يبدو رفسنجاني الاقدر على تحديد مصير خامنئي وبالتالي تنفيذ آلية تحجيمه المتوافرة اصلاً في نظام مجلس خبراء القيادة الذي يرأسه.

فكيف يتم تنفيذ عزل او تحجيم او مشاركة خامنئي؟ يعترف قادة اصلاحيون بأن اغلبية اعضاء مجلس القيادة ليست مع رفسنجاني في مواقفه، والا كان اقدم على عزل خامنئي منذ زمن، لكن مراكمة الاخطاء من قبل الاخير تجعل من السهل على رفسنجاني ان يقنع المترددين او حتى المتحفظين على هذه الخطوة حفظاً لمسار النظام والجمهورية نفسها بالسير في مشروعه وتوازن القوى داخل المجلس مرن الى درجة كبيرة، حتى ان الحديث عن اغلبية دائمة وأقلية دائمة غير دقيق، لأن هناك مواقف يمكن لخامنئي ان يُكتّل اغلبية معه ضد رفسنجاني، والعكس صحيح، اذ يمكن لرفسنجاني في مواقف اخرى ان يكتل اغلبية ضد خامنئي.

ويستعير احد الخبراء حكمة قالها الامام الخميني لأولاده يوماً: ((انا معكم حتى الوصول الى ابواب جهنم.. وبعدها فإنني لن ادخل جهنم من اجل اي واحد منكم او من اجلكم جميعاً)).

الاغلبية في مجلس خبراء القيادة تتكون حول مسائل ومواقف لا شبهة سلطوية او مظلومية فيها، لذا فإن هذه الاغلبية تتكون بمقدار براعة اي من رفسنجاني او خامنئي بتقديم مطالعته جيداً، واظهار العدالة فيها وظلم الآخر (او الآخرين).

ثم ان لمجلس خبراء الدستور دوراً ورأياً في تكوين مجلس خبراء القيادة، وهو يستند الى حقيقة أن الناس الذين يجب ان يكونوا في مجلس خبراء القيادة انتخاباً يجب ان يكونوا من الفئات الواعية التي تدرك مصالح المجتمع كله.

ومجلس خبراء الدستور مشكل من 6 حقوقيين يختارهم مجلس شورى (مجلس النواب) وهو برئاسة علي لاريجاني خصم نجاد الاكبر، و6 من خلال اقتراح السلطة القضائية وهي برئاسة صادق لاريجاني شقيق علي، ان الثنائي خامنئي – نجاد يخضع لإرادة آل لاريجاني وهي اسرة فقهية شديدة الاحترام داخل ايران.. وقد تميزت مواقف الاخوين صادق وعلي بوسطية معقولة بين الاصلاحيين والمحافظين علماً بأن الاثنين محسوبان دائماً على الخط المحافظ انما باعتدال.

فإذا اضيف ان مجلس خبراء القيادة يرتاح لقيادة الشيخ رفسنجاني له، لأنه جعل له مكانة وهيبة وحافظ على احترام هذه المؤسسة فإن ارصدة رفسنجاني تزداد لابتداع طريق لتحجيم خامنئي طريقاً لايجاد حل سياسي داخل ايران يحمي نظامها المقبل على الانهيار بسبب سياسة الثنائي خامنئي – نجاد.

وأين الحرس الثوري؟

موقف الحرس الثوري هو الحلقة المفقودة الآن في الصراع بين الثورة الخضراء والثنائي الحاكم.

فكل اركان هذه الثورة كانوا وما زالوا على صلة شديدة بأركان الحرس بل بمصالحه بل بعائلات قتلاه منذ بداية الحرب العراقية – الايرانية (1980 – 1988).

فمير حسين موسوي كان رئيساً للحكومة ذات الصلاحيات الواسعة طيلة ثماني سنوات، وشكل مع الشيخ مهدي كروبي ثنائياً ناجحاً لحل مشاكل الحرب الاجتماعية خاصة مع سقوط مئات آلاف القتلى منه خلال هذه الحرب، كان كروبي رئيساً لهيئة امداد الخميني والشهيد وهما هيئتان تتوليان الصرف على عوائل القتلى، فكروبي يقدم المشاريع والخطط وموسوي يتولى توفير المال من خزانة الدولة فضلاً عن المال الوفير المتوافر للإمام الخميني من الخمس والزكاة والحقوق الشرعية الأخرى.

وعندما اعتزل الإمام الخميني الكلام بعد اعلانه قبول القرار 598 الذي أوقف الحرب بين العراق وإيران كان كروبي حاضراً كل لقاءات الإمام الجماهيرية أو القيادية وكان هو نفسه الذي يتولى إبلاغ مواقف ورسائل الإمام الخميني داخلياً وخارجياً.

أما رفسنجاني فكان الرجل الذي بيده مصير الحرب والسلم في إيران بتكليف من الإمام الخميني وهو الذي يرسل مئات آلاف الحرس المقاتلين إلى الجبهة، وبيده يصرف المال والسلاح والغذاء والتعويض عبر صديقه الشيخ كروبي.

إذن القيادة الخضراء ليست معزولة من الحرس الثوري والدليل ان أصوات الحرس انقسمت خلال الانتخابات الرئاسية بين الرباعي المرشح أي نجاد وكروبي وموسوي ومحسن رضائي الذي كان قائداً للحرس لمدة ثماني سنوات.

على كل كما كانت انتفاضة الشعب الإيراني ابتداء من يوم 12/6/2009 مقياساً لتاريخ جديد يبدأ عندها مختلفاً لإيران عن تاريخ سبقه لإيران نفسها، فإن طرح مصير خامنئي بعد هذا التاريخ بأن يظل كما هو أو أن يصبح كملكة بريطانيا يملك ولا يحكم أصبح ملكاً للمواقف السياسية، وحقيقة ماثلة أمام الناس لن يرضوا عبرها العودة إلى الوراء.   

 

 تصريح أبو موسى عن السلاح الفلسطيني آخر محاولات إلهاء الناس عن سلاح حزب الله

الشراع/في التاريخ السياسي والعسكري للعقيد ((أبو موسى)) ثلاث محطات مرتبطة كلها بسوريا، ارتباط جغرافية فلسطين بها، باعتبارها سوريا الجنوبية.

المحطة الاولى: حين تصدى لها يوم كان المسؤول العسكري الاول في الجنوب اللبناني لقوات حركة ((فتح)) بزعامة ياسر عرفات عام 1976، بضربه للقوات السورية التي دخلت لبنان ذلك العام للإمساك بمنظمة التحرير الفلسطينية تنفيذاً لإتفاق حافظ الاسد مع هنري كيسنجر تمهيداً للتسوية التي كان الأخير يعمل لها، وأنجزت فيما بعد اتفاقية ((كامب ديفيد)) مع مصر، وتوقفت عند حدود الاتفاق الودي بين سوريا واسرائيل، وبرعاية كيسنجر المستمر حتى اليوم، والذي جعل الجبهة السورية – الصهيونية هي الأهدأ على الاطلاق من دون اطلاق رصاصة واحدة منذ 36 سنة.

دمرت قوات ((أبو موسى)) الفلسطينية يومها، 13 دبابة سورية دخلت مدينة صيدا التي كانت معقلاً للقوات المشتركة اللبنانية – الفلسطينية، وقتلت عشرات الجنود السوريين وجرحت مثلهم في يوم مشهود عطل الزحف السوري لأيام قبل ان تقتحم عاصمة الجنوب وسط معارك طاحنة ضد المنظمات الفلسطينية أوقعت في صفوفها مئات القتلى.

المحطة الثانية: حين قاد العقيد ((أبو موسى)) حركة انشقاق داخل حركة ((فتح))، بزعامة عرفات في شهر مايو/ايار 1983، بدعم مباشر ومعلن من النظام السوري، ولم يستطع ان يستمر طويلاً في الاراضي اللبنانية بسبب تحول الامور على الارض بعد اخراج قوات منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان بسبب الاجتياح الصهيوني له عام 1982، ومجيء سلطة لبنانية رافضة للسلاح والقوات الفلسطينية على ارض لبنان.. فتوجه ((أبو موسى)) الى دمشق حيث ما زال فيها حتى اليوم.

يومها عاقبت سوريا حافظ الاسد، قائد منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات لأنه حين اخرج من لبنان بقوة الاحتلال الصهيوني وفق اتفاقية رعتها اميركا بواسطة مبعوثها فيليب حبيب، رفض أبو عمار الذهاب الى دمشق التي كانت تعلم بالاجتياح الصهيوني، وهي الجهة الوحيدة في العالم التي لم تبلغ عرفات به، وتوجه عرفات من لبنان الى اليونان ومنها الى القاهرة التي كانت دمشق تقاطعها وتشن عليها حملات اعلامية وسياسية واحياناً عسكرية بواسطة جماعاتها في الوسط الفلسطيني في لبنان امثال احمد جبريل المتهم الأول بمحاولة نسف السفارة المصرية في بيروت عام 1977.

وبقدر عقاب حافظ الاسد لياسر عرفات الذي اختار القاهرة بدلاً من دمشق ليتابع منها حركته السياسية الجدية، فإن الاسد نفسه كافأ ((ابو موسى)) رغم صدامه العسكري معه في صيدا عام 1976، لأنه شق حركة ((فتح)) وانشأ ما سمي بعدها ((فتح الانتفاضة)) التي ماتت منذ دخلت سوريا، حتى خرج من رحمها الميت مولود ارهابي حاقد اسمه ((فتح الاسلام)) برئاسة احد أطر ((فتح الانتفاضة)) شاكر العبسي، بعباءة فضفاضة صنعتها الاستخبارات العسكرية السورية برئاسة قائدها اللواء آصف شوكت، وكانت وراء المجازر التي اودت بحياة 175 جندياً لبنانياً و500 جريح ومئات القتلى من هذه العصابة وابناء مخيم نهر البارد بعد احتلال العصابة الارهابية له بدءاً من 20/5/2007.

المحطة الثالثة: هي يوم الأحد في 17/1/2010 حين جاء ((ابو موسى)) من دمشق الى صيدا نفسها، ليعلن منها ان السلاح الفلسطيني خارج المخيمات الفلسطينية في لبنان، هو سلاح خارج النقاش، وان أمر معالجته يجب ان يكون مرتبطاً بحوار بين السلطة اللبنانية وبينه، كما ان وجود هذا السلاح مرتبط بالنضال ضد اسرائيل التي تحتل فلسطين، وان لا سحب لهذا السلاح الا بعد تحرير الارض!!!!.

والعجب العجاب في حديث ((أبو موسى)) من صيدا قوله: ان ملف معسكرات جماعته (وجماعة احمد جبريل) يجب ألا تطرحه الحكومة اللبنانية مع نظيرتها السورية بصفة الاخيرة الآمرة الناهية عند هذه الجماعات.. بل بصفتها طرفاً غير معني (هكذا) من قريب او بعيد بهذا الأمر!!.

وقبل ان نترك الماضي وحاضرنا لنقاش تصريح ((أبو موسى))، نذكر ان جماعة الأخير ومنذ اعلانها عام 1983، لم تطلق رصاصة واحدة ضد اسرائيل، بل انه ((مشهود)) لها بأنها لم توجه رصاصها خلال تاريخ وجودها منذ اكثر من ربع قرن إلا في اتجاهين:

الاتجاه الاول عام 1983 ضد ياسر عرفات حين قصد مدينة طرابلس شمالي لبنان في إحدى جولات الصراع بينه وبين حافظ الأسد، فحشد الأخير كل جماعاته في دمشق ولبنان من الفلسطينيين وأتباع استخبارات دمشق في لبنان ليقاتلوا عرفات بعد حصاره ولم يخرج عرفات من طرابلس إلا بعد ان جاء علي خامنئي مبعوثاً من الإمام الخميني ليصطحبه في سيارته لنقله إلى مرفأ طرابلس حيث أخرجته باخرة فرنسية أرسلتها باريس لحل هذه الأزمة.

الاتجاه الثاني: ضد حركة أمل خلال المواجهات التي خاضتها ضد المخيمات الفلسطينية أعوام 85 – 86 – 87 وعلى فترات متباعدة.

يومها قصفت قوات أبو موسى وأحمد جبريل المناطق المدنية في بيروت وضاحيتها الجنوبية.

الآن،

ماذا وراء فتنة أبو موسى الجديدة؟

في التوقيت جاء تصريح أبو موسى في مناسبتين شكلية وجدية:

*في المناسبة الشكلية هي عقد مؤتمر دعم المقاومة في لبنان، وهو مؤتمر نظمته ومولته وحشدت له قيادة الحرس الثوري الإيراني، تمهيداً للضغط السياسي والاعلامي على المناسبة الثانية.

*المناسبة الثانية: هي قرب انعقاد مؤتمر الحوار الوطني في القصر الجمهوري برعاية الرئيس ميشال سليمان، وعلى جدول أعماله نقطة واحدة هي مصير سلاح حزب الله، والمشاريع المطروحة لإنشاء خطة دفاعية لبنانية يكون سلاح هذا الحزب جزءاً منها وتحت إمرة الجيش اللبناني المؤسسة التي تخضع في مسارها لأوامر الدولة اللبنانية ممثلة بحكومتها برئاسة سعد الحريري الآن.

أما في المضمون فقد اعتبره البعض رداً سورياً غير مباشر على الحكومة اللبنانية، التي سعت مع دمشق مرات عديدة، آخرها خلال زيارة الرئيس سعد الحريري لها ولقائه مع بشار الأسد لترسيم الحدود بين الدولتين.

إذن،

تصريح ((أبو موسى)) في زيارة نادرة له إلى لبنان بعد انكفاء استمر أكثر من ربع قرن يحمل الأمرين معاً:

الأمر الأول: تحويل الانظار عن سلاح حزب الله، وسحبها نحو السلاح الفلسطيني خارج المخيمات مع التذكير بأن سحب هذا السلاح كان قد اعتمد كقرار بالإجماع اتخذ في مؤتمر الحوار الأول الذي دعا إليه رئيس مجلس النواب في شهر آذار/مارس 2006، ووافق عليه أمين عام حزب الله حسن نصرالله، وكلف من المؤتمر بمعالجة هذا الأمر ووضع آلية لتطبيق القرار مع السلطات السورية ومنظماتها الفلسطينية المنتشرة في لبنان وهي جماعتا ((أبو موسى)) وأحمد جبريل..

الأمر الثاني: هو أيضاً تحويل الأنظار عن ترسيم الحدود اللبنانية – السورية، التي أقر مؤتمر الحوار نفسه بالإجماع اعتمادها مع استخدام كلمة تحديد بدل ترسيم الحدود بناء على اقتراح من نصرالله، المكلف أيضاً بمتابعة حل هذه المسألة مع السلطات السورية.

لم يلتزم حزب الله (وحركة أمل) بهذه القرارات أبداً.. بل انهما كانا دائماً مدافعين عن تلكؤ النظام السوري بشأنهما حتى وصل إلى حد التبني والتجاوب مع موقف أبو موسى الأخير تحت زعم ربط حل قضية السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، بتحسين معيشة اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات.

ودعونا نذكّر فقط: ان الوضع الاجتماعي والانساني للفلسطينيين في لبنان ظل كما هو قبل وبعد سيطرة النظام الفلسطيني ممثلاً بمنظمة التحرير برئاسة ياسر عرفات على لبنان طيلة الفترة الممتدة من العام 1969 وهو عام توقيع اتفاقية القاهرة، حتى العام 1982 حين اخرجت اسرائيل هذه المنظمات بعد احتلالها لبنان بدءاً من 5/6/1982.

ثم ان النظام السوري يريد ان يوجه رسالة الى الحكومة اللبنانية، بأن تنسى كل القضايا العالقة بين البلدين مثل ترسيم الحدود واطلاق سراح المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية، ورفع اسماء عشرات آلاف المواطنين اللبنانيين المهددين بالاعتقال اذا دخل احدهم الاراضي السورية.. وتعديل الاتفاقيات التي ارغم لبنان على توقيعها في كل الحقول مع سوريا خلال فترة وصايتها على لبنان (1989 – 2005).

دمشق تقول للبنان عبر رسالة ((ابو موسى)) انها جاهزة لتكون ((واسطة خير)) بينه وبين المنظمات الفلسطينية التي تلتزم اوامر الاستخبارات السورية، ولا قيمة عسكرية لوجودها على الاراضي اللبنانية، الا تهديد الامن اللبناني وحده.

فأحمد جبريل ينشر مئات المقاتلين داخل انفاق منطقة الناعمة، بهدف السيطرة على المطار المدني الوحيد رئة لبنان الى الخارج وهو مطار رفيق الحريري الدولي.

ثم ان دمشق تهدف الى الالتفاف على مسألة ترسيم الحدود بين البلدين التي قيل ان بشار الاسد وعد بها الرئيس سعد الحريري مؤخراً.

فجماعة احمد جبريل و((أبو موسى)) تدعي كل منهما انها متواجدة في الاراضي السورية، علماً بان كل الخرائط والوثائق لدى الدولة اللبنانية تؤكد ان معسكرات هاتين الجماعتين تنتشر في اراضٍ لبنانية، وان الزعم بأنها سورية هي تهديد سوري بضم هذه الاراضي اللبنانية الى سوريا، علماً بأن هناك تداخلاً متشعباً بين حدود الدولتين، وان عشرات القرى اللبنانية تشكو من ضم الامن السوري لأجزاء واسعة من اراضيها الى الحدود السورية وبالقوة، حيث تمنع المزارعين اللبنانيين من التوجه الى اراضيهم لزراعتها او حرثها او قطف ثمارها ومواسمها.

فما هو الثمن الذي تريده دمشق اكثر من هذا؟ الملاحظ ان هذا التحرك السوري في لبنان فلسطينياً يأتي متلازماً مع الرفض المتصاعد من جانب حركة ((حماس)) للمصالحة الفلسطينية مع حركة ((فتح)) وهو الرفض المدعوم من دمشق في رسالة سلبية الى القاهرة التي تردد عواصم عربية انها رفضت ان تنضم الى قمة الاسد مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في الرياض، احتجاجاً من مصر على تعطيل دمشق للمصالحة الفلسطينية التي ترعاها القاهرة، وان فتح باب القاهرة امام دمشق مرتبط بإطلاق دمشق سراح هذه المصالحة وإلزام ((حماس)) بعقدها لحل المسألة الداخلية الفلسطينية التي تنفذ منها ايران لمحاصرة القاهرة، وتنفذ منها اسرائيل لمنع عقد تسوية مرضية للشعب الفلسطيني.

بعد هذا،

يشبّه البعض حضور ((ابو موسى)) الى لبنان وتهديده لشعبه وتحديه لحكومته بقرار السلطات السورية اصدار استنابات قضائية بحق شخصيات سياسية وقضائية وأمنية واعلامية لبنانية بينها كاتب هذه السطور ومستشار رئيس الحكومة الاعلامي نفسه.. قبل استقبال دمشق للرئيس سعد الحريري..

انه سلوك نظام دمشق الدائم مع لبنان، قد يبدو مبهماً احياناً، كما قد يبدو صريحاً معظم الاحيان لكنه نقطة الضعف التي يشعر بها هذا النظام تجاه لبنان.. وهي مسألة بحاجة الى علاج مستمر.

وفي الختام،

فإن اللبنانيين جميعاً يدركون بوعي تام ان محاولة ((أبو موسى)) حول السلاح الفلسطيني كمحاولة رئيس مجلس النواب نبيه بري بتشكيل هيئة لإلغاء الطائفية السياسية، كتصاعد الحديث عن حرب إسرائيلية – إيرانية كلها سواء كانت حقيقية أو مصطنعة، هي أغطية قد يستفيد منها ((حزب الله)) لإبعاد سلاحه عن النقاش في حين يعتبره القسم الأعظم من المواطنين أخطر ما يهدد بقاء الوطن ووحدته وأمنه واستقراره.   

  

  ماذا لو بدأ ((حزب الله)) الحرب؟

زين حمود/الشراع

الطلقة الأولى 5000 صاروخ ومائة ألف مقاتل جاهزون

*تحذيرات لحزب الله من قيام إسرائيل بتدمير قرى واستخدام قنابل نووية تكتية ضده

*صواريخ بعيدة المدى لحزب الله قادرة على ضرب العمق الإسرائيلي

*قوة حزب الله العسكرية تتحول من قوة معطلة إلى قوة فعل

*هل يتكرر سيناريو التواطؤ بين هيغ وشارون عام 82 لإعطاء الضوء الأخضر الأميركي للحرب الإسرائيلية؟

*تساؤلات حول احتمال تقدم الخيارات الإقليمية لحزب الله على الخيار اللبناني

يقر مسؤول بارز في ((حزب الله)) بأن الحزب والبلد من أقصى شماله إلى أقصى جنوبه سيكونان في قلب مطحنة إذا نفذت إسرائيل تهديداتها وشنت حرباً جديدة على لبنان.

وما شهدناه في حرب تموز/يوليو 2006 لن يكون إلا جزءاً يسيراً مما قد نشهده من استخدام لقوة دمار هائلة.. وقد نشهد إزالة قرى وبلدات من الوجود، طالما ان القاعدة المحركة للعقل الإجرامي الإسرائيلي تقوم على معادلة ان الفشل في استخدام القوة لا يعوضه إلا استخدام المزيد من القوة.

إلا ان المطحنة التي تنتظر ((حزب الله)) ولبنان ستشهد في المقابل، كما يضيف المسؤول نفسه، مطحنة موازية لن توفر بقعة أرض واحدة في الكيان الصهيوني وعلى امتداد أرض فلسطين المحتلة من البحر والنهر.. ولن يكون أي مكان في هذه الأرض بمنأى عن ضربات المقاومة الصاروخية الموجعة.

مطحنة مقابل مطحنة هذا هو قوام معادلة الرعب الجديدة السائدة الآن كما يضيف المسؤول البارز في حزب الله بين لبنان والكيان الصهيوني. وإذا قدر لهذه الحرب أن تقع وهو احتمال قوي وقائم في أي وقت فإن ((إسرائيل)) ستجد نفسها في وضع غير مسبوق لم تشهد مثيلاً له طوال عقود وسنوات الصراع العربي – الإسرائيلي بكل ما يترتب على ذلك من انعكاسات وتداعيات وترددات.

وفي حزب يتسلح على مدار الساعة أو كما يتنفس كل عضو من أعضائه حسب تعبير الشيخ نعيم قاسم، ينتاب الغموض الشديد أسرار ثقة قادته ومسؤوليه بقدراتهم وإمكانياتهم في مواجهة أية مغامرة إسرائيلية جديدة. لكن تحت ستار هذا الغموض يبدو واضحاً من خلال خطب وتصريحات مسؤوليه وخصوصاً أمينه العام السيد حسن نصرالله ان بناء القوة المستمر منذ نهاية حرب تموز 2006 يقوم كماً ونوعاً على اعتبار حرب تموز وكأنها ((بروفة)) أو اختبار تم من خلاله العمل على معالجة وسد كل الثغرات ونقاط الضعف التي برزت في مواجهته للإسرائيليين ووضع الآليات والسيناريوهات العديدة لما افترض حزب الله ان العدو الإسرائيلي سيقوم عليه في أية حرب جديدة، إضافة – وهذا هو الأهم – تم تطوير استراتيجية قتال تلحظ من جهة التكيف مع كل الظروف القتالية التي قد يفرضها العدو الإسرائيلي على المقاومة وتضمن من جهة ثانية عدم الاكتفاء بمنع إسرائيل من تحقيق أهدافها وترتقي بعمل الحزب عسكرياً نحو سياق جديد بتحويله من قوة سلبية تمنع وتحبط وتصد أهداف أي عدوان إلى قوة إيجابية مبادرة وصانعة للأفعال والأحداث والأوضاع الجديدة.

وبعد حرب تموز، واثر صدور تقرير لجنة ((فينوغراد)) الاسرائيلية عملت إسرائيل على معالجة الأخطاء التي وقعت فيها وسعت لهضم كل الثغرات وسدها، كما عملت وفق خط تصاعدي على زيادة قوتها التسليحية كماً ونوعاً ووضعت خططاً هدفها إدارة عملياتها العسكرية ضد نمط القتال الخاص بحزب الله القائم على منطق حرب العصابات بالشكل الذي يناسبها.. ونفذت مناورات واسعة النطاق على الحدود الشمالية مع لبنان ومع سوريا وفي الجبهة الداخلية وطورت منظومة دفاع صاروخي ضد الصواريخ عرفت باسم ((القبة الحديدية أو الفولاذية)) لضمان عدم سقوط الصواريخ على أراضيها.

مزاوجة

وعلى غرار الكيان الصهيوني، قام حزب الله بأمر مماثل، من زيادة التسليح كماً ونوعاً إلى رفع مستوى التدريب إلى وضع الخطط التي يتضمن بعضها احتمال حدوث هجوم بري قد يصل إلى تخوم مناطق بعلبك – الهرمل وصولاً إلى الاعلان عن إجراء مناورات لم يلحظها أحد.. والأهم من كل ذلك تطوير أنظمة قتال وابتداع وسائل جديدة يلمح معنيون في حزب الله إلى انها ستكون من أبرز مفاجآت أية حرب مقبلة خاصة لجهة المزاوجة البالغة التعقيد بين منطق حرب العصابات ومنطق الحرب التقليدية بكل ما طرأ عليها من تحديث ومواكبة للتقنيات المتطورة. وبهذا المعنى فإن مقدار تطور آلة الحرب الإسرائيلية وهو كبير لا يوازي في نسبته مقدار تطور منظومة القتال والتسليح والجهوزية لحزب الله مقارنة مع ما كان في حرب تموز وقبلها. والمقاربة هنا ليست بين قوتين متوازيتين بل في تطور كل قوة على حدة لتصل إلى نسبة خمسة لواحد لمصلحة حزب الله كما يعلق خبير مخضرم في الشؤون العسكرية.

وهذه المقاربة لا مبالغة فيها كما يضيف الخبير نفسه، لأن قوة إسرائيل التدميرية هي في الأصل ضخمة وهائلة وبعد حرب تموز ما الذي سيضاف إليها، في حين ان قوة حزب الله التدميرية هي في الأصل متواضعة وأي تطور فيها لن يضاهي بأي حال من الأحوال ما تملكه إسرائيل إلا ان هذه القوة التدميرية بعد نموها وتكبير حجمها قادرة على جعل كلفة ((إسرائيل)) في أية حرب أعلى بكثير مما كانت عليه في حرب تموز. وتفسير ذلك يتضح من خلال أمرين:

الأول: توسيع نطاق ومساحة المناطق التي يمكن أن تستهدفها الصواريخ.

الثاني: تكبير حجم القوة التدميرية لهذه الصواريخ وزيادة القدرة على التحكم بإصابة الأهداف المحددة.

وإذا كان هذا التطور من منظور عسكري بحت يمثل نقلة نوعية ما زالت تحت التجربة، فإن الإسرائيليين يحدسون بذلك وان كانوا لم يتيقنوا بعد من حدوثه في غياب أي دليل موثق وفي ظل عدم وجود أية معلومات شافية لعملهم الاستخباراتي الحثيث أو لفضول سياسييهم. إلا ان الكل مدرك في إسرائيل ان إيران أو سوريا لم ولن تبخلا بكل ما لديهما لمساعدة الحزب على تأمين جهوزيته العسكرية اللازمة لمواجهتها، بعد تحويله إلى ((عقدة كأداء)) في وجه ما تطمح إليه مباشرة من مشاريع أو ما تقوم به بالواسطة وبالنيابة عن الولايات المتحدة.

وعندما تحدث السيد نصرالله مؤخراً مستبعداً الحرب من دون الاعلان عن ذلك من خلال تركيزه على ان إسرائيل ستقوم بشن هذه الحرب عندما تملك ضمانة النصر فيها، فهذا يعني بالطبع ان أمين عام حزب الله مقتنع بأن إسرائيل لم تملك بعد ضمانة النصر لأنه كما يبدو يعرف انهم يعرفون ما يملك أو بعض ما يملك من أسلحة وإمكانيات وتجهيزات لأي حرب مقبلة.

عمى استخباراتي

ونتيجة ما يتميز به الحزب من انضباطية عالية وسرية بالغة، فإن ما يتسرب عن قوته الصاعدة والآخذة في النمو وهو شحيح للغاية صار محط رصد ومتابعة من كل المعنيين والمهتمين بالشؤون العسكرية، وكان لافتاً قيام أحد الملحقين العسكريين الغربيين بالقول لأحد كبار الضباط اللبنانيين: ((ان التزام الحزب وأعضائه مدهش إذ كيف يتركون طائرات الاستطلاع تسرح وتمرح في كل مكان ولا يتصدون لها بصاروخ مما يملكونه.. ونحن نعلم وأنتم تعلمون انه صار لديهم القدرة على إسقاط مثل هذا النوع من الطائرات في أي وقت.. والغريب انه لا يوجد عنصر واحد متحمس ومبادر لضرب احداها!)).

هذا الحديث فهمه الضابط اللبناني الكبير بأنه محاولة من الملحق العسكري الغربي لاستدراجه إلى حوار يفشي به الضابط اللبناني بما يملك من معلومات، وتعامل معه بمقتضاه، إلا انه وكما يردف الضابط نفسه يعبر بوضوح عن ان هناك نقصاً في المعلومات لدى إسرائيل وداعميها الغربيين وان الاقمار الصناعية وطائرات التجسس والاستطلاع الإسرائيلية لا تقدم لها ما يكفيها من تقارير ومعلومات ومعطيات عن الحجم الحقيقي لقوة حزب الله ونوعيته.

وهنا تكمن إحدى أبرز مشاكل ((إسرائيل)) الكبرى وهو ما يسميه الضابط اللبناني العمى الاستخباراتي خاصة بعد نجاح الأجهزة الأمنية والعسكرية اللبنانية في كشف معظم شبكات التجسس الإسرائيلي في لبنان.

تحذيرات لحزب الله

وقبل اسابيع قليلة دعا سياسي عربي مخضرم مؤيد لحزب الله اصدقاء لبنانيين الى تحذير قيادة الحزب من الإفراط بالثقة في النفس ومن مغبة الاعتداد الزائد بقوتهم ناقلاً ما وصله من تقارير ومعلومات بعضها غربي وبعضها مستقى من مراكز اسرائيلية متخصصة وأبرز ما نقله هو ان حكومة بنيامين نتنياهو لن تتقيد في اي حرب جديدة تشنها ضد الحزب من اية ضوابط وقواعد، وانها ستلجأ الى كل الوسائل والاساليب والاسلحة الممكنة من اجل تنفيذ هدف الحرب وهو اجتثاث حزب الله والغائه من الوجود؟

وطبقاً للمعلومات نفسها فان القنابل الفوسفورية التي استخدمت ضد قطاع غزة خلال العدوان الاسرائيلي عليه قبل عام ستستعمل على نطاق واسع، وان جيش العدو سيعمد الى اتباع سياسة الارض المحروقة في حربه ومن شأن ذلك تدمير كامل لعشرات القرى والبلدات قبل اجتياحها.

اما الأخطر في تحذيرات السياسي العربي فكان من إمكان استخدام جيش العدو قنابل تكتية نووية من نوع القنابل التي استخدمت في مطار بغداد والتي ادت الى انهيار الجيش العراقي وسقوط بغداد، مشيراً الى ان مباحثات عسكرية في هذا الخصوص يجريها اسرائيليون في عواصم معينة لنيل موافقة مسبقة على امكان استخدام هذا الخيار، من دون ان يعرف ما اذا كان الاسرائيليون عادوا بهذه الموافقة ام لا.

وثمة أمر آخر يلفت اليه السياسي العربي المتابع انطلاقاً من كلام سمعه على لسان احد نواب حزب الله على احدى الفضائيات العربية ووصفه بالخفيف ولا يليق بقيادي في الحزب مفاده انه يستبعد الحرب لأن لا ضوء اخضر اميركياً لها بعد، ليؤكد – السياسي العربي – ان الموقف الأميركي مركب في ظل عدم وجود موقف واضح من الرئيس الاميركي باراك اوباما بهذا الخصوص مقابل تأييد كبار مساعديه وعلى رأسهم جو بايدن ووزير الدفاع روبرت غيتس لمثل هذه الحرب الاسرائيلية، الا ان هذا الموقف متحرك وقد يتغير ولن يعلم احد تغيره الا عند حدوثه، واذا لم يتغير فلا شيء يمنع – كما يضيف – تكرار سيناريو التواطؤ الشهير عام 1982 بين وزير الخارجية الاميركي في ذلك الوقت الجنرال الكسندر هيغ ووزير الحرب الاسرائيلي ارييل شارون، الذي ادى الى اعطاء اسرائيل الغطاء الاميركي لاجتياحها لبنان، رغم ان هيغ عاد ودفع الثمن اثر ذلك بالخروج من وزارة الخارجية الاميركية.

هذه الصورة، وربما غيرها من الصور التي لا تقل قساوة عما يمكن ان يكون عليه مشهد الحرب الاسرائيلية المحتملة على لبنان، لا شك بأنها شاخصة دائماً في أذهان قادة حزب الله الذين يحرصون دائماً على التأكيد بأن شيئاً لن يزعزع ثباتهم وبأن الحجم الهائل من الصعوبات التي قد يجدون انفسهم في اي وقت أمامه يزيد من حجم التحديات الملقاة على عاتقهم لحثهم على زيادة الاستعداد والتجهز.

5000 صاروخ

ومن ذلك مثلاً ما يلي:

اولاً: ان حزب الله اصبح في جهوزية كاملة وتامة للقيام بأي وقت تندلع فيه الحرب للرد بطريقة حازمة وموجعة للغاية.

ومن ضمن ذلك ان ((الصلية الاولى)) او ((الطلقة الاولى)) للصواريخ التي ستنطلق من لبنان باتجاه الكيان الصهيوني ستكون خمسة آلاف فوهة لاطلاق الصواريخ، بطريقة تفضي الى سقوط كل خمسة آلاف صاروخ دفعة واحدة على ((اسرائيل))، وهي قوة نار هائلة لم يعهدها الكيان الصهيوني وسيصبح بعدها مختلفاً عما كان قبلها.

وهذا التكثيف في عدد الصواريخ الموجهة ضد الكيان الصهيوني، لن يكون محدوداً في عدد المرات التي سيستخدم فيها، بل سيستمر طالما استمرت الحرب ولم تتوقف أوزارها.

حماية المنشآت النووية

ثانياً: ان اسرائيل تعرف ان عدد الصواريخ البعيدة المدى لدى حزب الله لم تعد كما كانت في حرب تموز/يوليو بين 40 و50 صاروخاً، بل اصبح عددها بالمئات وربما اكثر من ذلك، وهذا طبقاً للروايات الاسرائيلية.

وهذه الصواريخ وفقاً لمعلومات مؤكدة مجهزة بتقنيات حديثة وممكن توجيهها عن بعد للتحكم بها وإصابة ما يراد اصابته من اهداف.

ومعنى هذا ان كل المطارات العسكرية والقواعد الجوية والثكنات العسكرية ومراكز تجمعات الجنود والمنشآت الحيوية الاسرائيلية ستكون تحت مرمى هذه الصواريخ. وبالتالي فان معامل توليد الكهرباء في الكيان الصهيوني، ومركز ضخ المياه وما شابهها لن تكون بمنأى عن الضربات الصاروخية المركزة، وقد تكون ((الكهرباء في لبنان مقابل الكهرباء في اسرائيل)) احدى معادلات الحرب المقبلة، اي انه سيصار الى دفع اسرائيل الى تجرع الكأس نفسها التي تريد للبنان تجرعها.

وهناك اليوم انطباعات شائعة هي اقرب الى القناعات لدى اوساط كثيرة بأن هذه الصواريخ الموجودة لدى حزب الله هي التي تحمي اليوم المفاعل النووي الايراني وليس صواريخ ((شهاب)) الايرانية على اختلاف اجيالها او صاروخ ((سجيل)) التي تجري طهران مناورات لاطلاقها بين حين وآخر، والسبب في ذلك يعود اولاً الى قرب المسافات الجغرافية بين لبنان والكيان الصهيوني، وثانياً الى تحسب اسرائيل وقلقها الدائم من اطلاق هذه الصواريخ الموجودة في لبنان اذا اقدمت على توجيه ضربة جوية خاطفة الى المفاعل النووي الايراني على غرار الضربة التي نفذتها ضد المفاعل النووي العراقي قبل نحو ثلاثة عقود.

أكثر من ذلك هناك قناعة لدى البعض بأن هذه الصواريخ ستنطلق باتجاه الكيان الصهيوني لمجرد احساس طهران او معرفتها بأن مفاعلها النووي سيستهدف انطلاقاً من انها وبعد الانزلاق في الحرب العراقية – الايرانية لمدة ثماني سنوات علمتها التجربة ان الدفاع عن امنها لا يكون على حدودها بل بعيداً عن هذه الحدود، في جنوب لبنان او غزة.. الخ.

وما يؤكد هذا السلوك في العقل الايراني هو تجنبها الانزلاق في حرب ضد ((طالبان)) قبل انهيار الاخيرة بفعل الغزو الاميركي لافغانستان مطلع الالفية الثالثة وتعاطيها الحذق مع باكستان اثر انفجار ادى قبل اشهر الى مقتل عدد من كبار ضباط حرسها الثوري بعملية نفذها انتحاريون يتخذون من الاراضي الباكستانية مقراً لها وثمة شكوك في انهم ارادوا افتعال ازمة باكستانية – ايرانية قد تتطور الى حرب لا تبقي ولا تذر بين بلدين تريد الولايات المتحدة استنـزافهما والتخلص من التهديد الذي يمثله كل منهما ضدها، الاولى اي ايران على مستوى النظام والثانية اي باكستان على مستوى القاعدة الشعبية التي تعتبرها واشنطن اكبر منتج لما تسميه الارهاب.

مائة الف مقاتل

ثالثاً: تطور وتنامي القدرات القتالية البشرية لدى حزب الله بشكل كبير، ففي حرب تموز/يوليو كان نحو الفي مقاتل يمثلون العصب الاساسي لقوة حزب الله العسكرية يضاف اليهم ما بين عشرين وثلاثين الف حامل سلاح، اما اليوم فإن الحديث يدور على وجود 15 الف مقاتل نخبوي وهو رقم قد لا يكون موجوداً في عدد كبير من جيوش العالم.

وهؤلاء المقاتلون النخبويون، يوصفون بأنهم وحدات خاصة جرى تدريبهم على مختلف صنوف القتال، ويخضعون لدورات تدريبية متواصلة، حتى ان احد مسؤولي الحزب يتحدث باعجاب عن ان كلفة تدريب كل مقاتل من هؤلاء توازي كلفة تدريب اهم جنود النخبة في العالم وفي مقدمتهم ((المارينـز)).

واضافة الى التدريب العالي المستوى، فإن كل مقاتل من هؤلاء مسلح بأحدث ما يمكن لمقاتل نخبة في العالم ان يسلح به، فضلاً عن الجانب الاهم وهو الجانب العقيدي – الايماني الذي يجعل ارادة القتال قوية وفي اعلى مستوياتها في نفوس وعقول هؤلاء المقاتلين.

ويوجد ايضاً مع هؤلاء نحو 80 الف مقاتل اجروا دورات تدريب مختلفة، نظمت بكثافة بعد حرب تموز/يوليو وشملت كل الراغبين بالالتحاق في صفوف المقاومة وهذه الاعداد الهائلة من المقاتلين ليست لجنود احتياط بالمفهوم التقليدي بل لقوة جاهزة في اي وقت، خاصة اذا كان المطلوب من كل واحد منهم الدفاع عن اهله او قريته او بلدته او مدينته..

ويسعى حزب الله بهذا العدد الكبير من مقاتلي النخبة (15 الفاً) لتحقيق نوع من التكافؤ مع القوة الاسرائيلية المهاجمة والتي يتوقع كما ورد على لسان السيد نصر الله ان تكون بحجم سبع فرق وتعهد بتدميرها.

وفي حساب الارقام فإن اعداد الاسرائيليين في الفرق السبع تتراوح بين ثلاثين وأربعين الفاً وهو ما حتم على حزب الله رفع عدد مقاتليه المحترفين وفق القاعدة العسكرية المعتمدة بتخصيص مدافع واحد مقابل مهاجمين اثنين.

هذا بعض ما تنبىء الاستعددات الدؤوبة والحثيثة لحزب الله، وان كان الاهم وهو المفاجآت لا يستطيع احد حتى الآن الحديث عنها الا من باب التكهنات، مثل الحديث عن امتلاك الحزب صواريخ حديثة ومتطورة مضادة للطائرات او مباغتة الاسرائيليين في البحر وراء الحدود اللبنانية – الفلسطينية المحتلة وما الى ذلك من معلومات يحتاج كل منها الى سند او دليل فعلي وملموس.

واذا كان بعض السياسيين في لبنان يطمح الى ان يضع تنامي قوة حزب الله العسكرية حداً لأي حرب مقبلة ضد لبنان ويمنع بالتالي اندلاعها كونه سيجعل اسرائيل تفكر مراراً وتكراراً وللمرة الالف قبل المضي في اية مغامرة عسكرية، فإن بعضاً آخر لا يتردد في القول بأعلى الصوت: وماذا اذا بدأ حزب الله الحرب مقدماً خياراته الاقليمية على خياراته اللبنانية، محذراً مما يتردد في بعض الاوساط الدولية عن ان حزب الله سيتحرك عسكرياً اذا تعرض قطاع غزة لعدوان شبيه بالعدوان السابق العام الماضي او اذا اقدمت ((اسرائيل)) على التعرض لايران ومفاعلها النووي. وفي الحالتين فإن كلام امين عام حزب الله عن ان وجه المنطقة سيتغير وان ((اسرائيل)) أوهن من بيت العنكبوت يبقى مجلجلاً في تكريس مفاهيم وحقائق وثقافة جديدة حتى يثبت العكس.

زين حمود   

  

أيها المسيحيون بادروا انتم الى الغاء الطائفية السياسية  

 حسن صبرا /   الشراع

الآن الآن وليس غداً، فلتبادر القوى المسيحية في 14 آذار/مارس، وتحت عباءة البطريرك العاقل مار نصر الله بطرس صفير للطلب من نوابها في المجلس النيابي بتقديم مشروع قانون يبحث في تطبيق الغاء الطائفية السياسية من النصوص، ولتلاقِ دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري لتشكيل الهيئة الوطنية لالغاء الطائفية السياسية في منتصف الطريق للعمل جدياً على هذا المشروع.

ولينص مشروع القانون على المسائل السياسية الاساسية التي تلغي هذه الطائفية في كل نواحي الحياة، وليس فقط في الوظائف والمراكز.

وليعتمد هذا المشروع على حاجة اللبنانيين لبناء دولة عصرية مستقلة ذات سيادة، يكون الولاء فيها للوطن وحده ليس للطائفة، او للمذهب وليس لأي جهة خارجية.

ولينص هذا المشروع على منع قيام احزاب او جمعيات او أندية او إعلام ذات بعد مذهبي او طائفي، وعند اعتماد المشروع تصبح كل الاحزاب والأندية والجمعيات المذهبية والطائفية بحكم المنحلة.

ولينص هذا المشروع على منع حصول اي حزب او هيئة او جمعية او ناد او وسيلة اعلامية على اي مساعدة غير لبنانية سواء كانت عربية او اسلامية او دولية.

ولينص هذا المشروع على منع وجود جامعات او ثانويات تابعة لجمعيات مذهبية، ومع الغاء الجامعات او الثانويات او الجمعيات المذهبية تنتفي الحاجة لوجود جامعات او ثانويات او مدارس تابعة لمذاهب سواء كانت لكنائس او مساجد او حسينيات.. وتصبح الجامعة او الثانوية او المدرسة تابعة لهيئات وطنية تضم مواطنين من مختلف المناطق والطوائف.

وليعتمد المشروع على ان اجهزة الامن اللبنانية من جيش وقوى أمن واستخبارات وأمن عام وأمن دولة هي الوحيدة التي تحمل السلاح في لبنان لمنع وجود السلاح المذهبي او الطائفي.

وليفرض هذا القانون واجب التجنيد الالزامي على الشباب اللبناني داخل الجيش اللبناني وحده ليتولى هو وحده مهمة الدفاع عن الوطن والمواطنين.

ولينص هذا القانون على تحريم حصول اية جهة في لبنان على اي مساعدة، وان يلزم اي قوة اجنبية تريد مساعدة لبنان ان تقدم اموالها او تجهيزاتها او معداتها او سياراتها او حتى اسلحتها الى الدولة اللبنانية وحدها.

فليتوقف استخدام الغاء الطائفية السياسية فزاعة ضد قسم من الوطن، او اداة للمقايضة على مسائل خلافية بين اللبنانيين كسلاح حزب الله مثلاً.

تعالوا الى مجلس النواب واطرحوا بشجاعة عرض حل حزب الوطنيين الاحرار والكتائب والكتلة الوطنية والقوات اللبنانية وكل حزب طائفي مسيحي لإعادة تشكيلها جميعها على اساس وطني شامل بحيث ينضم اليها مسلمون من كل الطوائف، ليعمل الجميع على انتخاب قيادة جديدة لكل حزب من الاحزاب.

ولتسهيل هذه المسألة يمكن دمج هذه الاحزاب جميعها في كتلة واحدة تفتح الطريق بالنص الدستوري على ضم مسلمين من كل المناطق اليها، وتقديم برامج سياسية واجتماعية واقتصادية وثقافية تقنع المسلمين بالانضمام اليها.

وليطرح نواب 14 آذار/مارس المسيحيون وبشجاعة ايضاً حل حزب الله وحركة امل والحزب التقدمي الاشتراكي وتيار المستقبل وغيرها من الاحزاب المسلمة، لإعادة تكوينها على اساس وطني من القاعدة الى القمة لتضم مسيحيين من كل المذاهب ومن كل الطوائف وتعقد مؤتمراتها التنظيمية لينتخب اعضاؤها من يعتقدون انه قادر على تنفيذ وتطبيق برامج الاحزاب والتيارات والحركات الحزبية في مجالات السياسة والاجتماع والاقتصاد والثقافة على اساس وطني.

هكذا،

تنشغل هذا الاحزاب الوطنية بورشة عمل شاملة وبجهد استقطابي صميم، وتنتفي الحاجة الى الدعوة الخلافية في الغاء طائفية سياسية او حزبية او اجتماعية.

فإلغاء الطائفية السياسية لا يتوقف فقط عند مجيء مسلم كفؤ مكان مسيحي غير كفؤ في وظيفة هنا او هناك، ولا تتوقف عند مجيء مسيحي كفؤ مكان مسلم غير كفؤ في وظيفة هنا، ولا تتوقف عند الغاء المحسوبية والمحاصصة التي تجعل كل زعيم ممسكاً برقاب العباد في طائفته او مذهبه كي يكون هو بابها نحو التوظيف والترقي الاداري والصعود المهني.

الغاء الطائفية السياسية في النصوص اولاً يلغي دور الزعماء الطائفيين الذين يتاجرون بأوضاع طوائفهم ليسوقوا الناس الى ما يعزز مكانة الزعماء على حساب مصالح السائرين خلفهم.

وبعد،

لا تخافوا الغاء الطائفية السياسية من النصوص، ولا تختبئوا خلف شعار الغائها من النفوس اولاً.. بل بادروا وقولوا قولة الحق:

لا نريد طائفية في الاحزاب

لا نريد طائفية في الجمعيات

لا نريد طائفية في المدارس والثانويات والجامعات

لا نريد طائفية في الاعلام

ثم تمسكوا بأن يكون هذا كله في النصوص.. وأنتم الأعلون.

 

خلايا اصولية تغادر لبنان

الشراع/ذكرت مصادر امنية مطلعة لـ((الشراع)) ان مجموعات وخلايا اصولية تعمل مع تنظيم القاعدة، بدأت منذ مدة بمغادرة مخيم عين الحلوة الى جهات مجهولة، ولمهمات خاصة بإشراف مسؤولين في القاعدة موزعين بين اليونان وتركيا، وافغانستان والصومال وان الاجهزة الامنية رصدت مؤخراً مغادرة عناصر اصولية من مخيم عين الحلوة توزعوا على خلايا منها:

*خلية برئاسة الفلسطيني علاء م. ناشط عسكري في تنظيم ((فتح الاسلام)) – خلية برئاسة محمد أ، لقبه ((ابو ظافر)) خلية برئاسة هشام ع.

وأكدت المصادر نفسها ان الخلايا الاصولية التي تغادر مخيم عين الحلوة، تزود بجوازات مزورة من اعداد وإشراف مزورين محترفين يتلقون دعماً من تنظيم ((القاعدة))، في الوقت الذي ذكرت فيه معلومات عن ان فلسطينياً يدعى سليم. أ.ح سلم منذ فترة كمية من الجوازات المزورة لمسؤول في تنظيم ((جند الشام)) الفلسطيني رامي ورد، ومعظمها جوازات تونسية وعراقية وليبية ومن بينها جوازات دانماركية.

وكانت تقارير امنية وصلت الى مسؤول امني رسمي في الجنوب اشارت الى ان مخيم عين الحلوة ومنذ شهر ونصف تقريباً يشهد انتقال خلايا ومجموعات اصولية معظمها ينشط مع ((فتح الاسلام))، وجند الشام، الى عدد من الدول الاوروبية ومنها اليونان والى بلغاريا وهنغاريا.

وحسب التقارير فإن الوصول الى اليونان، يتم عبر سوريا وتركيا، من خلال اعضاء في تنظيم ((القاعدة)) مهمتهم العمل على تأمين التهريب عبر الحدود ويترأس هؤلاء عراقي يدعي جاسم – لقبه ((ابو مصعب العراقي)) وهو ينتقل بين تركيا والعراق وعلى تواصل مع مسؤولين في القاعدة في تركيا في مدينة اكساراي.

وكان تنظيم القاعدة قد بدأ منذ مدة باستقدام العناصر والمجموعات والخلايا من مختلف الدول العربية والاسلامية وتوزيعها على ((ساحات الجهاد)) التي تحددها قيادة التنظيم للقيام بعمليات ارهابية مكثفة. ونشاط ((القاعدة)) وفق المصادر ازداد مؤخراً بعد ان جرت عملية اعادة لهيكلية التنظيم والبدء بتلقي مساعدات مالية من مشايخ وشخصيات خليجية وليبية.   

  

لا تكتم السر/الشراع

لماذا؟

تؤكد أوساط زحلية وجود مجموعات مرتبطة بحزب البعث السوري تعمل على تأجيج الخلافات والمشاكل بين شباب ((القوات اللبنانية))، وشباب ((حزب الله)) في منطقة المعلقة في زحلة، إذ يقوم أحد أعضاء الحزب (من منطقة الكرك) بتلقي تعليمات في هذا الإطار من ضابط في الاستخبارات السورية من خلال مسؤول في حزب البعث مقيم في منطقة رياق.

مصادر في ((القوات اللبنانية)) أكدت لـ((الشراع)) ان هناك محاولات لجر ((القوات)) إلى مشاكل وصراعات تحاول قدر الإمكان الابتعاد عنها، وان الهدف توجيه ضربة لـ((القوات)) في زحلة كي تكون رسالة للدكتور سمير جعجع، إلا ان القوات اللبنانية حذرت عناصرها من الانجرار إلى مثل هذه الأفخاخ التي يراد منها تفجير الصراع بين شباب المنطقة الواحدة

صحيح؟

تشهد قرى وبلدات الشريط الحدودي في الجنوب اللبناني هجرة واسعة للعائلات والسكان باتجاه بيروت، وبعض المناطق اللبنانية، في الوقت الذي أكدت فيه مصادر في الأمن العام اللبناني، إقبال عدد كبير من شباب تلك المناطق على إصدار جوازات سفر، وكل ذلك في إطار الهواجس والمخاوف من اندلاع حرب إسرائيلية محتملة ضد لبنان.

ليس سراً

عمد حزب الله إلى تعزيز إجراءاته الأمنية حول أماكن إقامة قادته ومسؤوليه بعد حصول انفجار مكتب حركة ((حماس)) في حارة حريك، والانفجار الذي استهدف أحد مسؤولي الحزب في كفر فيلا في إقليم التفاح.

وأكدت أوساط من داخل حزب الله ان هناك مخططاً لاغتيال عدد من قادة الصف الأول في الحزب بهدف ضرب معنويات الأطر الحزبية، وإحداث بلبلة داخلية وتشويش.

في الوقت نفسه فإن قيادة الحزب مستمرة في التغييرات داخل صفوف أجهزتها الأمنية، والاعلامية وفي نطاق تنظيمها العسكري

صحيح

اعتبرت أوساط في قوى الرابع عشر من آذار، ان ما جاء في كلمة السيد حسن نصرالله في افتتاح ((الملتقى الدولي العربي لدعم المقاومة)) في قصر ((الأونيسكو)) في بيروت، يوحي وكأن نصرالله بات الناطق الرسمي باسم الدولة اللبنانية، وهو الذي يحدد قرار الحرب مع إسرائيل. ورأت الأوساط: ان الموقف الرسمي تجلى في زيارة رئيس الجمهورية الأخيرة إلى الجنوب اللبناني، واعلانه ضرورة التمسك بالقرارات الدولية ومن بينها القرار 1701. واعتبر أحد أقطاب قوى الرابع عشر من آذار في دردشة مع ((الشراع)) ((ان السيد نصرالله قطع مسبقاً الطريق في كلمته على ما ستقرره طاولة الحوار المحتمل انعقادها في الشهر المقبل، متسائلاً عما يمنع أية مجموعة لبنانية من تشكيل تنظيم شعاره قتال إسرائيل يتلقى المساعدات والسلاح والأموال والذخائر، عندها لا حاجة إلى الجيش ولا إلى الدولة ونصبح في لبنان تنظيمات ومجموعات مسلحة كلها ترفع شعار المقاومة والدعوة إلى قتال العدو الإسرائيلي؟

**علمت ((الشراع)) من مصادر أمنية أوروبية في لبنان ((ان ضابطاً أمنياً سورياً رفيعاً تلقى مؤخراً كتاباً من جهات أمنية غربية تضمن معلومات مفصلة عن أماكن في سوريا قريبة من الحدود العراقية، يتواجد فيها اثنان من كبار الناشطين البارزين في تنظيم القاعدة والمطلوبين بتهم إرهابية متنوعة)). وأضافت المصادر: ((ان لدى الجهات الغربية معلومات دقيقة عن خلايا إرهابية للقاعدة تسللت إلى تركيا عبر الحدود السورية وبالتنسيق مع ضباط من الاستخبارات السورية في منطقة دوار الصاخور في حلب، وان مسؤولاً أصولياً من الجنسية الفلسطينية زوّد بجواز أردني مزور من قبل ضابط سوري من جهاز أمن الدولة السورية لقاء مبلغ 5000 دولار أميركي.

جنبلاط يرفض زيارة لحود

وصف النائب وليد جنبلاط في الرابية لقائه مع ميشال عون بأنه آخر المصالحات أُعتبر رفضاً غير مباشر لزيارة الرئيس السابق إميل لحود في بعبدات، معتبراً ان لحود بات من أصنام الماضي، وزيارته لا تقدم ولا تؤخر، بل ان الزيارة من شأنها أن تعمل على تعويم وضع لحود وإخراجه من عزلته.   

صدق أو لا تصدق

أكدت أوساط إيرانية معارضة ان ضباطاً ومسؤولين في الحرس الثوري الإيراني، يعمدون إلى تزوير التحقيقات التي تجري حول مقتل استاذ الفيزياء النووية مسعود علي محمدي، بعدما تبين ان هناك شكوكاً حول تورط الاستخبارات الإيرانية في اغتياله لأنها تشك في أن يكون محمدي سرب معلومات وأسراراً نووية للغرب، إضافة إلى الدور الذي أداه خلال الانتخابات الرئاسية الإيرانية التي جرت في 12/6/2009، إذ كان محمدي اليد اليمنى لزعيم المعارضة الإيرانية مير حسين الموسوي.

تنسيق

ذكرت أوساط مطلعة ان فريقاً أمنياً أميركياً من المركز الأميركي الوطني لمكافحة الإرهاب، سيصل إلى لبنان في الفترة المقبلة، بالتنسيق مع السفارة الأميركية، لوضع برنامج عمل أمني يشمل لبنان وسوريا، ويتركز على متابعة المعلومات، ورصد تحركات التنظيمات الإرهابية، وأنشطتها، وكل ما يهدد المصالح الأميركية في المنطقة. الفريق الأمني سيتمركز في لبنان برئاسة مسؤول أميركي برتبة عقيد، قضى فترات طويلة في قبرص، وتولى مهمات أمنية في جنوب افريقيا.

عادي

أكد موقع الكتروني سوري معارض اعتقال الصحافي السوري علي طه وهو صحافي يعمل في مجلة ((سيدتي)) وقناة ((روتانا)). وتردد ان الاعتقال طال زميله المصور في منطقة السيدة زينب. وحسب الموقع الالكتروني ان علي طه صحافي متمرس لا يعمل في المجال السياسي ويكتفي بالعمل على أمور اجتماعية اثر التنسيق بينه وبين قناة ((روتانا)) عبر تقارير خاصة واهتم بالقضايا الإنسانية مثل قضايا اللاجئين العراقيين، وهو يعمل في الفضائيات منذ نحو عشر سنوات. وتردد ان فرع أمن الدولة الذي يدير الاعلام السوري كاملاً هو المسؤول عن اعتقاله منذ السبت الماضي كما قال أصدقاء.   

     

أبو موسى قائد الهجمات الدامية على بلدات لبنانية مسيحية

 الجمعة, 22 يناير 2010

كشف مقال نشره الكاتب حازم صاغية في صحيفة "الحياة "الصادرة اليوم أن العقيد السابق في الجيش الأردني سعيد موسى المكنّى  «أبو موسى» كان يقود عددا من الهجمات الدامية على بلدات لبنانية مسيحية في عصر «المقاومة» اللبناني الذهبي. ولفت الى أن مواقفه المتصلة بالتشديد على بقاء السلاح الفلسطيني خارج المخيمات ،جاء بعد زيارة لأسامة سعد،على إثر خروجه لتوّه من الملتقى العربي الدولي لدعم المقاومة ببيروت،الذي كان فيه ثلاثة خطباء بارزين هم حسن نصر الله، ورئيس الوزراء اللبناني سابقاً سليم الحص، وخالد مشعل الحمساوي الدمشقي. وسط هذه الصورة، وردا على سؤال عن البعد السوري لمواقف "أبو موسى "شرحت مصادرلبنانية المسألة على الشكل الآتي:

في الإجابة على السؤال لا بد من معرفة حقيقة الموقف السوري من كلامه وهو الآتي الى بيروت من دمشق في ضوء ما يتردد من أن القيادة السورية لا تحبذ في الوقت الحاضر إعادة فتح ملف السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وتقترح في الوقت الحاضر التعاون من أجل ضبطه ريثما ينتهي لبنان وسورية من رسم حدودهما المشتركة وتحديداً في منطقة البقاع للتأكد مما إذا كانت المعسكرات الفلسطينية الواقعة في عمقها تشغل أراضي سورية أو لبنانية.

وفي هذا السياق تردد أيضاً أن مشكلة السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، أو معظمها على الأقل، تصبح صالحة للحل في حال تبين أن المواقع تشغل أراضي سورية، وإلا لا بد من العودة الى مجلس الوزراء اللبناني ليتخذ قراره بالإجماع في هذا الشأن تأكيداً لما أجمع عليه مؤتمر الحوار الأول وعندها يبدأ الحوار اللبناني - الفلسطيني لتوفير الحل المناسب على قاعدة الإقرار بالحقوق المدنية للفلسطينيين المقيمين في لبنان.

كما يتردد أيضاً، وهذا ما يتناقله أصحاب «النيات السيئة»، أن دمشق صرفت النظر عن كلام أبو موسى بغية تمرير رسالة الى رئيس الحكومة سعد الحريري من أن زيارته دمشق تشكل المحطة الرئيسة لإعادة البحث في العلاقات الثنائية بين البلدين وبالتالي لا حاجة لجولاته الخارجية باعتبار أن دمشق لا تتأثر بالضغوط الإقليمية والدولية وأن قناعاتها هي الناظم للعلاقات بين البلدين. إلا أن هذه التبريرات، من وجهة نظر أخرى، لا تتعارض مع تبريرات تتجاوز الساحة اللبنانية الى ما هو على اتصال مباشر بالقرارات الدولية الخاصة بلبنان، لا سيما القرارين 1559 و1680  . ويرى أصحاب وجهة النظر هذه أن لزيارة أبو موسى للبنان علاقة مباشرة برفض لبنان الرسمي اعتبار القرار 1559 ميتاً أو منتهياً وذلك من زاوية إشعار من يعنيهم الأمر بأن هناك قدرة غير منظورة للعودة بلبنان الى ما كان عليه قبل الاجتياح الإسرائيلي له في حزيران (يونيو) 1982 .

وبكلام آخر، أريد من كلام أبو موسى توجيه إنذار الى قوى 14 آذار بأن تمسكها باستكمال تطبيق القرار 1559 سيدفع لبنان للعودة الى حال الانفلاش الفلسطيني التي كانت قائمة قبل الاجتياح الإسرائيلي. كما أريد منه أيضاً العمل لتكبير حجر ما يسمى بالسلاح الفلسطيني خارج المخيمات لقطع الطريق، وحتى إشعار آخر، على من يراهن بقدرته على التفرغ لمعالجة سلاح «حزب الله» فور تطبيق بند مؤتمر الحوار الأول المتعلق بالسلاح الفلسطيني.

ولذلك يتعامل البعض في الداخل والخارج مع السلاح الفلسطيني على انه خط الدفاع الأول لحماية سلاح «حزب الله» وسحب القرار 1559 من مجلس الأمن الدولي وإلا ما معنى   «تطنيش» الذين كانوا في عداد الإجماع في مؤتمر الحوار الأول عن كلام أبو موسى مع أن البعض فيهم ينظر إليه على أنه حاجة للدفاع عن النفس فيما يقرر الآخرون مصير الشعب الفلسطيني بالنيابة عنه. ويأتي موقف رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون منسجماً مع حلفائه في المعارضة (السابقة) عندما يكتفي بالتوضيحات التي صدرت عن أبو موسى مع أن الأخير لم يتراجع عن موقفه من السلاح خارج المخيمات. وفي هذا الشأن تتهم قيادات في «14 آذار» عون بأنه يتخذ من السلاح الفلسطيني خارج المخيمات ذريعة لتبرير دفاعه عن سلاح «حزب الله»، خصوصاً بعد قوله أخيراً أن لا حاجة لبحثه الى طاولة الحوار. وتضيف أن عون يريد أن يوحي بأن وقوفه الى جانب سلاح «حزب الله» يمنع استخدام السلاح الفلسطيني لتوطين الفلسطينيين في لبنان على رغم أنه يدرك أن هذا السلاح لم يعد له من وظيفة سواء في المخيمات أم خارجها وأن هويته السياسية معروفة ولا حاجة للتذكير بأن الجهات التي تحتفظ به تحظى بدعم سوري. وتسأل القيادات عينها عن اليقظة المفاجئة لعدد من الأطراف في حديثهم عن تاريخ السلاح الفلسطيني لجهة قولهم إنه ليس «ابن البارحة» وهو مرتبط بالصراع العربي - الإسرائيلي وأن لا حل له إلا بالتسليم بالحقوق المدنية للفلسطينيين وبمرجعية الشعب الفلسطيني التي لا تمثلها منظمة التحرير.

كما تسأل ما إذا كان هذا السلاح ارتبط كلياً بضمان حق العودة وتقرير المصير ولم يعد حله يتوقف على تحقيق المصالحة الفلسطينية أو استنباط مرجعية فلسطينية جديدة في لبنان.

 

نظام المقاومة» ينصِّب فوق الدول الوطنية مرجعيةً و«معادلةً» مطلقتين

 كتبها وضاح شرارة

الجمعة, 22 يناير 2010

لم يذهب «أبو موسى» - وهو العقيد سعيد موسى الضابط «الأردني» السابق ومخلف جيش المملكة الأردنية الهاشمية وراءه غداة ايلول (سبتمبر) 1970، وصاحب حركة منشقة عن «فتح» ياسر عرفات في اثناء الاستقرار الفلسطيني في «حكم» لبنان أعلن عنها غداة رحيل المنظمة، وقائد بعض الهجمات الدامية على بلدات لبنانية مسيحية في عصر «المقاومة» اللبناني الذهبي، ورأس «فتح الانتفاضة» التي ولدت في اقل من أسبوع «فتح الإسلام» في مخيم نهر البارد الشمالي – أبو موسى هذا لم يذهب مذاهب شتى في بيانه «المقاوم» بصيدا، في 18 كانون الثاني (يناير). فهو قال من غير لبس: السلاح الفلسطيني خارج مخيمات اللاجئين الفلسطينيين بلبنان «وجد (حيث هو) ليس ضمن معادلة لبنانية – لبنانية، بل ضمن معادلة صراع عربي – صهيوني، وما خلف الصهيونية»، أي السياسة الأميركية أولاً، والأطلسية ثانياً، وربما الأوروبية ثالثاً. ويرى رأس الانتفاضة على «فتح»، قبل 25 عاماً من انتفاضة «حماس» عليها، ومستظل فيء خالد مشعل بدمشق، ان «الصراع مع هذا العدو لم ينته بعد».

وهو يوم زار رئيس بلدية صيدا، حليف أسامة سعد (منافس بهية الحريري وفؤاد السنيورة، الحريريين «التاريخيين»)، كان خارجاً لتوه من الملتقى العربي الدولي لدعم المقاومة ببيروت. وخطباء الملتقى الثلاثة البارزون هم حسن نصر الله، ورئيس الوزراء اللبناني سابقاً سليم الحص، وخالد مشعل الحمساوي الدمشقي. وفي بيانه الختامي، «نداء الحرية» على قول الملتقين، دعا هؤلاء الدول العربية الى «إعلان فشل مشروع التسوية   (و) إسقاط كل الاتفاقات المبرمة مع الكيان الصهيوني...»، تحت لواء بند البيان الأول: «ان مقاومة الاحتلال والعدوان حق ثابت للشعوب أكده القانون الدولي، وشرعته الأديان السماوية، ونص عليه ميثاق الأمم المتحدة...». ولا يطعن في الانتصار بالقانون الدولي والأمم المتحدة استعانة «اسرائيل المهزومة» بـ «المجتمع الدولي وبمجلس الأمن وبالمؤسسات الدولية...»، على قول خطيب الاحتفال الأول، حسن نصر الله، ولا مساواة الخطيب، في الجملة الخطابية نفسها، الهيئات الدولية بـ «بعض الأنظمة العربية والمخابرات العربية وإقامة الجدران الفولاذية وحملات الترهيب والتشويه والحصار». فهذا شأن وذاك آخر، ولكل مقام، وصاحب مقام، مقال أو مقالات  .

ويحتج العقيد «الأردني» السابق لسلاحه القليل وسلاح زميله ورفيقه الأقرب أحمد جبريل، ولسلاح «حماس» المستتر والمتفجر وغير المحتاج الى الاحتجاج له ما دام يستظل جناح «الذين خبروا ساحات الجهاد وذاقوا طعم النصر الإلهي» في الشريط الحدودي اللبناني (سابقاً) وغزة دائماً، على قول صاحب «المقاومة الإسلامية» مؤبناً 2600 قتيل لم يخرج معظم أهلهم من بين الأنقاض بعد. وحجة سعيد موسى هي ما يسميه رفاق دربه مرجعيته العربية والإسلامية. وهو رتب مرجعيات الصراع والسلاح على مرتبتين: الأولى، وهي الأدنى والأخف، لبنانية وطنية، والثانية، وهي الأعلى والأرجح، «عربية»، على معنى سورية وربما سورية – إيرانية. ويأمل العقيد السابق، شأن زملائه في الملتقى العتيد وعلى ما قالوا، في انضمام تركيا الى نموذج «المقاومة»، العربية على الدوام ومن غير تدافع ولا استحالة  .

وأبو موسى المتحدر من «مرجعية» عربية، وليس فلسطينية، يزن المرجعيات بميزان «المقاومة» ودوائرها وديراتها. فالسلاح الفلسطيني داخل المخيمات لا يدين للبنانيين، ولا لغيرهم، بدخول المخيمات وتغذية الاقتتال بين الفلسطينيين وعلى اللبنانيين، على أرضها. والمسلحون الفلسطينيون خارج المخيمات يدينون بسلاحهم، ومرابطتهم على الأراضي اللبنانية، إما لقتالهم «التاريخي»، في 1968 – 1982، الدولة اللبنانية وجماعات لبنانية كثيرة وتصديهم لبعض العمليات الإسرائيلية البرية، وإما للسياسة السورية وأدواتها الفلسطينية واللبنانية المسلحة والسياسية. فما يزعمه السياسي والعسكري الفلسطيني المتقاعد، والمستيقظ من سباته في مناسبة مؤتمرية وخطابية، «معادلة صراع عربي – صهيوني، وما خلف الصهيونية» إنما هو تجديد لنهج السياسة السورية في سبعينات القرن الماضي. وتوسل النهج هذا يومها بـ «تخزين» الفلسطينيين (صلاح خلف) في لبنان المختلط، الحلقة الأهلية والقمعية العربية الضعيفة، وبالاستعاضة به، وبالمنظمات الفلسطينية واللبنانية المسلحة، عن قتال إسرائيل الصعب. وكانت الحروب الأهلية الملبننة والطويلة ثمن نصب الحكم السوري وطبقته المسيطرة، نفسه مرجعية عربية، ومماشاة سياسات عربية ودولية «شجاعة» الحكم هذا على فعلته  .

وتماسكت هذه السياسة بعض الشيء قبل انهيار «جبهة الصمود والتصدي»، الأسدية والصدامية والقذافية، غداة ولادتها في 1978، وتوقيع مصر اتفاقية «اسطبل داود» على ما سمى العقيد الآخر معمر القذافي معاهدة كمب ديفيد في 1979، وعقد منظمة التحرير الفلسطينية اتفاق أوسلو في 1993 والمملكة الأردنية الهاشمية معاهدة وادي عربة في   1994  ، واقتراح قمة بيروت العربية في شتاء 2002 مبادرة سلام جددت قمة الرياض غداة 5 أعوام التمسك بها. وعلى هذا، فالمعادلة أو المرجعية العربية المزعومة التي تستظلها دعوى العقيد السعيد، ومسلحو زميله المقدم «السوري» السابق أحمد جبريل (والمقدم الطيار سابقاً شاكر العبسي)، فاتت، على قول ياسر عرفات، بالفرنسية («كادوك»)، في برنامج منظمة التحرير وبند تدمير إسرائيل. فالصفة العربية التي يضيفها الى المعادلة لم يبق منها، بعد انسحاب مصر والأردن و «فلسطين» (ولو بين مزدوجات) وإقامة لبنان على التمسك بهدنة 1949 والقرارات الدولية 425 و426 و1701، إلا معاهدة الأخوة والتنسيق والتعاون السورية أولاً وأخيراً والمجلس الأعلى السوري.

والحق ان ما بقي من المرجعية العربية المزعومة، هو الجزر الفلسطينية المسلحة على الحدود اللبنانية – السورية الشرقية، وفي بعض مخيمات الشمال واخيراً على سفح الشوف «العربي». وأدت الجزر هذه دوراً مشهوداً في عرقلة مراقبة قوات الدولية ترسيم الحدود غداة اغتيال رفيق الحريري. وقتل مسّاحان لبنانيان تهددا الأرض العربية السورية في وحدتها وعروبتها، على مشارف هذه الجزر. وهي اضطلعت بمهمات أمنية عظيمة منذ قيامها، و «استقلالها» بنفسها، الى اليوم. والأرجح أن اغتيال الجنود الإسبان قبل نحو عامين، ورمي الصواريخ المختلسة من الجنوب حين يحم خطب «المقاومة» فلا يرى الشيخ نعيم قاسم ان على اصحابه تولي حراسة حدود إسرائيل – إلى الإنجاز الأعظم و «الغامض» أي إشعال القتال بين الجيش اللبناني وبين مخيم نهر البارد -، هي من فروع المهمات هذه وشُعَبها الكثيرة.

ولا تنسب «المقاومة الإسلامية»، أي حرس الولاية الملهمة والثورية، نفسها الى المرجعية العربية. وهي تزدريها وتحتقرها، على ما تصرح خطب خطباء الثورة الحرسية في لبنان. ولكنها، أي «المقاومة»، تتحدر من المرجعية العتيدة وركنها الوحيد، ومن حضانتها، وتتغذى من طرق إمدادها وتموينها. فبعث المرجعية «العربية» الخاوية من رميمها، يشبِّه ويخيِّل عروبة من غير عرب (على معنى سعيد موسى). وهي العروبة السورية التي تكني عن الكل المترامي والمعقد بالجزء الضئيل والفقير التركيب، وتتسلط بذريعة الكناية غير المستقيمة على ما وسعها من الأجزاء الضعيفة. ولكن التذكير بخواء الكناية وكذبها، والحؤول دون مفاعيلها التسلطية، يقعان على عاتق العرب، دولاً وشعوباً، على نحو ما يقعان على عاتق الشعوب الضعيفة والمنقسمة، أي اللبنانيين والفلسطينيين، وذلك على رغم ان مصدر ضعفها الأول وانقسامها هو إقحام «القضية العربية الأولى» عليها (وعلى الشعب الفلسطيني أولاً)، على صيغة إقحامها الأهلية العصبية والاستخبارية الأمنية المسلحة.

والتصدي الفاعل لهذا المثال من المرجعية العربية أو الإسلامية وجه حيوي من وجوه إرساء دوائر إقليمية متماسكة تتمتع بقدر معقول من الانكفاء يحمي الدوائر أو الأنظمة الفرعية هذه من تحكيم قوى خارجية متنازعة في منازعاتها وخلافاتها. وشرط حماية الانكفاء والتحكيم الداخليين تقييد المرجعية المفترضة بمعايير عمل وقواعد. وهذا على خلاف ما تطلبه «المعادلة العربية»، السورية، اليوم، على لسان أبو موسى، وعلى خلاف تاريخ التربع السوري في المرجعية المزعومة، في لبنان وفلسطين والأردن والعراق. ويقود الزعم ان مرجعية عربية (-إسلامية) تقودها دولة منفردة تحرك جماعات محلية موالية، باسم قضية «مقدسة»، ويستغرق سياساتها دفاعُ طبقتها الحاكمة عن نفسها في وجه معظم محكوميها ومعظم المجتمع الإقليمي والدولي – يقود الزعم هذا الى ارتكاب ضروب الإرهاب المتفرقة من غير رادع.

واغتيال رفيق الحريري، شأن استدراج الإسرائيليين الى الحرب او استدراج الشيــعة العراقيين الى القيام على السنّة، وحمل العراقيين جميعاً على رذل دولتهم وإداراتهم، والبـــشتون الأفغان على كابول والطاجيك والشمال والتحالف الدولي (ما دام امير «المقاومة» الشيعية المسلحة يدخل افغانستان في باب المقاومة ويدعو الى «دعمها»، شأن محمد رضا ميرتاج الدين معاون أحمدي نجاد أو نائبه للشؤون البرلمانية)، هذا كله وغيره مثله سائغ ومشروع على حسب منطق المعادلة العربية ومرجعيتها غير المقيدة. فهي تذكي الاقتتال الداخلي، وتميز العدو من الصديق تمييزاً عصبياً حاداً ومصطنعاً، وتعزل الداخل من الخارج الدولي عزلة مدمرة، وتهدم العلاقات السياسية الداخلية وتخرجها من مبانيها الدستورية والمدنية، وتسلط حال طوارئ مضمرة أو معلنة على الدولة والمجتمع، وتسلم إدارة الطوارئ الى طغمة متسلطة ومغلقة تنصّب تسلطها مرادفاً حرفياً لحماية القضية ومناعتها.

والحق ان سند «خروج» سعيد موسى هو تاريخ السياسة السورية الأسدية (والفلسطينية المسلحة والعراقية الصدامية والليبية القذافية والخمينية الإيرانية، إلخ) الطويل في الشرق الأدنى ولبنان على الخصوص. ويقود التاريخ الطويل هذا الى أحلاف وكتل من النوع الذي برز، على شكل دعاوي وخطابي، في الملتقى الدولي العربي لدعم المقاومة، ببيروت العروبة («الحضارية؟») طبعاً. فـ «الملتقى»، وهو دعا إليه مناضلون بعثيون «عراقيون» ثم «عرفاتيون» ثم «سوريون» و «إسلاميون»، جمع المقاومات الشيعية اللبنانية والإيرانية الحرسية والحماسية الفلسطينية والإسلامية العلمائية العراقية (الشيخ حارث الضاري، مادح «الشيخ» أسامة بن لادن) والبعثية السورية (السيدة شهناز فاكوش عضو القيادة القطرية). و «الملتقى» الخطابي مظهر ثانوي لتنسيق وثيق وقديم، استخباري أمني ومالي وعقائدي سياسي، بين القطبين الحاكمين في إيران وسورية وبين حركات وتيارات وأحزاب أهلية بعضها يشارك في السلطة، بلبنان وفلسطين، وبعضها ينتظر الانتصار على دوله، وهي شطر أساسي من أعدائه، على شاكلة الوفد العراقي.

ولعل ازدواجية القطبين، الإيراني والسوري، على نحوين مختلفين، وهي من أبرز سمات «الملتقى» العتيد. فالقطب الإيراني يذهب، على لسان معاون رئيس الجمهورية، الى ان السياسة الخارجية الإيرانية تقوم على «دعم الهدوء والأمن والاستقرار في دول هذه المنطقة ولدى شعوبها كافة»، من وجه.

ويرى ان هذه السياسة «تتجلى بالاحتضان والمؤازرة لكل حركات المقاومة والممانعة ضد أعداء الأمة العربية والأمة الإسلامية». ومثال الجمع بين شعبتي هذه الســـياسة هو، من غير ريب، انشقاق «حماس» واستقلالها بغزة، والاســـتبداد بحكم اهلها، ودعوتها الى استجــابة السعي الإسرائيلي في نقض هدنة الصواريخ، واستباقه، واستدراج القوات الإسرائيلية الى دخول غزة وشن حرب على الجبهة الجنوبية، السنية. ولكن السياسي الإيراني يلوح، في الوقت نفسه، بالمثال اللبناني. فالإذعان للاحتضان والمؤازرة (أي الوصاية) وللهزيمة العسكرية والسياسية في الداخل والرضا بها، قد يحملان المرجعية «الإسلامية» على «دعم الهدوء والأمن والاستقرار» على شرط إرساء هذه على الشق الأول.

وفي الأحوال كلها، يدعو بيان «الملتقى» الختامي الدول العربية، أي مصر والأردن والسلطة الفلسطينية أولاً، الى «إعلان فشل مشروع التسوية»، أي إلى إلغاء المبادرة العربية (السعودية) وإعلان حال حرب عامة في المنطقة الآمنة والمطمئنة («إسقاط كل الاتفاقات المبرمة مع الكيان الصهيوني وقطع أشكال العلاقة معه»). ويتذرع الحكم الإيراني بـ «الملتقى» إلى إدراج ممثل الشق القاعدي السني من الحلف القاعدي – البعثي العروبي بالعراق في صف «المقاومة». ويحضن القطبان الإيراني والسوري حلقة عراقية وسيطة بين الجناحين الإرهابيين الصريحين، القاعدي والصدامي، يصالح «الجهاد» الإيراني في العراق مع الحركة القومية البعثية المحلية التي يحضن الحكم السوري أقطابها، ويصالح القيادة «القومية» السورية مع بعض الجهاديين. ويحل هذا معضلة الموازنة الدقيقة بين تيارات «المقاومة» العراقية، وإنجازاتها العظيمة. ويربط المقاومة ذات السجل المروع بنظام المقاومة العربي والإسلامي. واحتضان حسن نصر الله، وحده، «الأفغان الأفغان»، وإغفال بيان «الملتقى» ذكرهم، واقتصاره على المثلث «العربي»، قد يكون قرينة على الإعداد لمناقشات قادمة في ملتقيات تستقبلها بيروت في الأشهر الآتية (ولمفاوضات اقل علانية إعلامية «مقدسة» وأكثر أمنية ومالية).

وتلوح السياسة السورية بازدواجها، على أضعف تقدير، من غير حرج. فكلمة سورية على لسان عضو ثانوي في القيادة القطرية (وليس القومية)، توجب «خطأ التصور ان السلام يأتي بالتفاوض»، وتوحد «المقاومة والسلام» في «محور واحد»، بينما ترفع سورية الوساطة التركية والمفاوضة والرعاية الأميركية المرجوة الى مرتبة جواهر ميتافيزيقية. ولا يخلو الكلام السوري، على عادته، من غمز من المقالات الأخرى في «الملتقى»، ومن أصحابها. فالقول ان «المقاومة حاضرة دائماً في غياب الحلول الأخرى» يخالف غلو «الجهاديين». والقول ان «حرب تموز (يوليو) 2006 الإسرائيلية... وحرب إسرائيل على غزة غيرتا خريطة المنطقة»، يثلج صدور «الجهاديين» أنفسهم. والقول اخيراً «ان لنا عدواً واحداً على الأرض العربية هو المحتل الإسرائيلي»، ينبغي ان يحدو جيفري فيلتمان على عناق فيصل المقداد حين يرد الأول زيارة الثاني الى واشنطن ويحط بدمشق التي عزلت واشنطن، على قول سفير هذه السابق في بيروت.

 وضاح شرارة

الحياة

 

اتجاه نيابي لطلب ارجاء التصويت على خفض سن الاقتراع الاثنين حزب الله يرفض تصريحات كوشنير: المقاومة لا تحتاج لسلاح الجيش اصلا وكيف تدعم فرنسا مشروع الدولة في لبنان وتمنع تسلح الجيش؟

المركزية - الصورة الداخلية على حالها بانتظار ان تتضح مطلع الاسبوع المقبل مع انعقاد الجلسة النيابية الاثنين لتخفيض سن الاقتراع الى 18 سنة، والجلسة الاستثنائية لمجلس الوزراء الثلثاء، لعرض التعديلات على مشروع وزير الداخلية والبلديات زياد بارود، تمهيداً لإحالته على مجلس النواب، والتي ستتظهر معهما صورة مصير الانتخابات البلدية والاختيارية والتعيينات الادارية. وعشية هذين الاستحقاقين حرص رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان على التأكيد ان الانتخابات البلدية ستجري في موعدها وان تقسيم بيروت غير مطروح وان أحداً لم يطرح هذه الفكرة في مجلس الوزراء بما في ذلك وزير الداخلية زياد بارود.

زوار بعبدا: واليوم، نقل زوار رئيس الجمهورية عنه تأكيده الالتزام بإجراء الانتخابات البلدية في موعدها وضرورة توصل مجلس الوزراء الى آلية واضحة لإجراء التعيينات الإدارية بتوافق جميع الفرقاء على معاييرها. ولفتوا الى أنه يرغب في إعطاء الوقت الكافي للتوصل الى حلول إيجابية مع تأكيده أن لا سبب يستدعي إرجاء الانتخابات البلدية وأنه يمكن إجراؤها وفق المشروع المقدم من وزارة الداخلية في موعدها ويعود لمجلس النواب أن يقرر بشأن بعض التعديلات والاصلاحات التي تحتاج الى دراسة. وأشار الزوار الى أن الرئيس سليمان يعتبر أن أي تعديلات في مشروع قانون الانتخابات البلدية موضع تباين يعود القرار فيه الى مجلس النواب. أما في موضوع التعيينات فهو مقتنع بضرورة اعتماد آلية تقوم على الكفاءة وترفيع المستحقين من داخل الملاك مع تشديده على أن أي آلية تبقى أفضل من المحاصصة.

مصادر في الغالبية: مصادر في الغالبية النيابية كشفت لـ"المركزية" ان بعض نوابها سيطلبون الى جانب نواب من الأقلية في الجلسة التشريعية يوم الاثنين المقبل إرجاء التصويت على مشروع قانون خفض سن الاقتراع الى 18 عاماً وقد تم إبلاغ الرئيس نبيه بري بهذا التوجه. وقالت المصادر ان حركة اتصالات متسارعة تمت في اليومين الاخيرين بين عدد من الكتل النيابية للتشاور في هذا الشأن وتبين بنتيجتها شبه إجماع على هذا التوجه مشيرة الى ان الاتصالات شملت ايضاً تكتل "التغيير والإصلاح".

وأوضحت انه لدى مراجعة محضر اقرار خفض سن الاقتراع كاقتراح في مجلس النواب في 19 اذار 2009 عندما سئل الرئيس نبيه بري عن سبب توقيته فأجاب: "ان اقتراحاً ورد بهذا الشأن عام 1997 فسمع تحفظات ومواقف تشير الى انه سيخلق شراً وطنياً وخصوصاً من قبل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، فصرفت النظر عنه. اما الن وقد أقر اقتراع المغتربين فهو لن يخلق شرخاً وطنياً وأصبح موضع تفاهم وطني ولذلك أطرحه اليوم" وهذا الامر يشكل اقراراً من الرئيس بري بأن الموضوعين يكملان بعضهما البعض، لكن في قانون الانتخابات الصادر عام 2008 فإن فقرة حق المغتربين بالاقتراع تعطي مهلة سنة لمجلس الوزراء لوضع آلية تنفيذية لهذا الحق، انصرمت السنة ولم يقم المجلس بعمله، وتعهدت الحكومة الجديدة في بيانها الوزاري إنجاز هذه الآلية خلال 6 أشهر من نيلها الثقة وتالياً فإن هذه الكتل تصر على تأجيل طرح خفض سن الاقتراع على التصويت في المجلس حتى إنجاز هذه الآلية خصوصاً ان المهلة الحكومية تنتهي بعد اربعة اشهر ونصف الشهر وتالياً فانه في حال خفض سن الاقتراع الان فلن يكون من مجال لممارسة اي ضغط على وزارتي الخارجية والداخلية للقيام بعملهما في موضوع الآلية لاقتراع المغتربين، من هنا يأتي ربطنا للموضوعين ببعضهما البعض.

واعتبرت انه حتى لو خفض سن الاقتراع فإنه من الصعب جداً إذا لم يكن من المستحيل اصدار بطاقات هوية لكل من بلغ عامه الـ18 فلم العجلة اذا؟ وشددت على ان هذه الكتل ستؤكد في الجلسة تبنيها خفض سن الاقتراع لكن في الوقت المناسب وقبل نهاية العقد العادي للمجلس بحيث تكون وزارتا الخارجية والداخلية انجزتا آلية اقتراع المغتربين وعندها يصوت المجلس بالاجماع على سن الاقتراع. وختمت بالتأكيد على استمرار الاتصالات مع الكتل ليكون الموقف من الارجاء جامعاً، مشيرة الى انه في حال لم تفلح هذه المساعي واقر القانون فهي سترضخ للديموقراطية.

حزب الله وكتلة التنمية: وفيما قالت اوساط حزب الله انها لم ترسم بعد اي افق بالنسبة الى الانتخابات البلدية، لفتت اوساط نيابية في كتلة التنمية والتحرير الى حرص الكتلة والرئيس نبيه بري على درس كافة بنود الجلسة نظرا الى اهميتها وفي مقدمها مشروع القانون الوارد في المرسوم الرقم 2027 تعديل المادة 21 من الدستورالمتعلق بتخفيض سن الاقتراع ، وتوقعت سيرا طبيعيا للجلسة كون كافة البنود الواردة على جدول الاعمال هي ثمرة توافق توافر لها في اللجان من خلال اتصالات رافقت طرحها ودرسها.

الحريري ـ ساركوزي: في هذا الوقت، توج رئيس الحكومة سعد الحريري زيارته الرسمية الى باريس بلقاء الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في قصر الاليزيه وقد انهمكت الدوائر المراقبة في بيروت بمتابعة هذه الزيارة والتي تم في خلالها التوقيع على اتفاقيات، والتي تدلل الى الدعم الفرنسي المباشر للبنان على كافة الصعد.

حزب الله ومواقف كوشنير: وقد استحوذت المواقف التي اعلن عنها وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنير والمتعلقة بالتهديدات الاسرائيلية للبنان على الاهتمام خصوصا لجهة اعتبار حزب الله مصدرا لتلك التهديدات. وتوقف حزب الله عند الموقف الفرنسي وعدم حماس فرنسا لتزويد الجيش اللبناني بأي سلاح خوفا من استخدامه ضد اسرائيل.

وفي هذا الاطار،لاحظت مصادر مطلعة في الحزب انه للمرة الاولى يبرز هذا الموقف السلبي تجاه الجيش اللبناني فيما كان الشعار الدائم لفرنسا هو الوقوف الى جانب لبنان ونراه اليوم يتغيروينساق بشكل كامل مع الموقف الاميركي المنحاز للعدو الاسرائيلي . وقالت المصادر لـ"المركزية" يجب ان يدعم الجيش اللبناني وهو ركن اساسي من اركان الدولة فكيف يمكن لفرنسا ان تدعم مشروع الدولة في لبنان بالشعارات ثم تقف في وجه تسليح الجيش وتقويته؟ فلا دولة من دون جيش وكان يقال في لبنان ان المقاومة هي التي تمنع قيام الدولة مع الاسف واليوم نرى المواقف على حقيقتها : المقاومة تطالب بقيام الدولة وتقوية الجيش اللبناني ودعمه بينما نرى الدول الكبرى من اميركا الى فرنسا الى اوروبا تنساق مع اسرائيل وتمنع الجيش من ان ينال حقه الطبيعي في التسلح للدفاع عن ارضه ووطنه. فكيف يمكن بعد ان يقال ان لا دور للمقاومة في ظل هذه المواقف؟

اضافت المصادر: اما الخوف من ان يذهب هذا السلاح الى حزب الله اذا وصل الى الجيش اللبناني، فهذه مقولة سخيفة وحجة هزيلة حتى يغطوا وقوفهم الفاضح الى جانب العدو الاسرائيلي. والمقاومة لا تحتاج اصلا الى سلاح الجيش اللبناني على العكس هي تقف الى جانبه وتتمنى ان يأتي الوقت الذي يستطيع فيه الجيش ان يحمي الوطن وان يرفع هذا العبء عنها. واذ استغربت المصادر ايضا اعتبار كوشنير ان الخطر الحقيقي موجود عبر حزب الله وان اسرائيل هي صديقة فرنسا، قالت انها تفضح الانسياق الى السياسة الاميركية المنحازة للعدو الاسرائيلي، وأثنت على المواقف التي عبّر عنها الرئيس الحريري في حديثه لصحيفة "لوموند" الفرنسية والتي تنمّ عن فهم صحيح ودقيق للنيات العدوانية للعدو تجاه لبنان والمنطقة. وقالت: اسرائيل لا تحتاج الى ذرائع رغم انه يمكن ان نضع احتمالا آخر لتهديداتها الحالية وهي ترفع من وتيرتها على ابواب الذكرى السنوية الثانية لاغتيال الشهيد عماد مغنية بهدف الضغط على حزب الله لعدم الرد على عملية الاغتيال. مصادر ديبلوماسية: من جهتها، قالت مصادر ديبلوماسية اجنبية في بيروت لـ"المركزية" ان الاستياء الفرنسي المتجدد مرده الى نكول ايران بسلسلة من تعهداتها منذ ان بدأ الفرنسيون رهانهم على الاتصالات مع سوريا وايران، وتعتبر فرنسا ان السوريين أصدق بكثير من الايرانيين، اذ ان رهان الفرنسيين على الحوار مع سوريا ادى الى مفاوضات موسعة بين الاتحاد الاوروبي وسوريا فيما أدّى نكول ايران بتعهداتها الى ما نراه اليوم من خلافات بين ايران والاتحاد الاوروبي والمجتمع الدولي.

 

حكاية لبنان" في جزئها المحيِّر

بقلم رنده حيدر - بيروت

من الصعب على قارىء السيرة الذاتية لأنطوان لحد "في قلب العاصفة خمسون عاماً في خدمة وطني لبنان"(1) ألا يشعر بالمرارة مرتين. المرارة الاولى مصدرها الذكريات السوداء لحقبة مؤلمة من تاريخ لبنان، والمرارة الثانية مصدرها الكاتب نفسه،الذي أراد أن تكون سيرته الذاتية فعل ندامة للأعوام الطويلة لتعاونه مع إسرائيل بصفته قائداً لجيش لبنان الجنوبي، فإذا بها تتحول قصة فشل كبير.

رغم ذلك، تبدو حكاية أنطوان لحد عن تجربته جزءاً لا يتجزأ من "حكاية لبنان" على حد قول افرا ييم سنيه في مقدمة الكتاب، وهو الذي شغل منصب نائب رئيس الأركان الإسرائيلي خلال فترة غزو لبنان، وعرف أنطوان لحد عن كثب. وهي بهذا المعنى شهادة حية للفشل الكبير للسياسة الإسرائيلية في لبنان، وللتجربة المرة التي خبرها كل اللبنانيين الذين راهنوا في فترة من الفترات على تحالفهم مع إسرائيل، ومن بينهم أنطوان لحد الذي يقول أنه حتى شباط 1984 لم يكن قد التقى بأي إسرائيلي في حياته باستثناء الضابط الإسرائيلي الذي كان معه في دورة ضباط في الكلية العسكرية في فرنسا خلال 1972-1973.

ويبقى الأمر المحير كيف يمكن ضابطا كبيرا في الجيش اللبناني تنقل في قيادات مختلفة ومناطق عدة، وارتقى الى أعلى الدرجات العسكرية، وعاصر جميع رؤساء الجمهوريات اللبنانية بدءاً من بشارة الخوري الذي له صورة في حفل تخرج لحد من الكلية العسكرية وانتهاء بالرئيس إميل لحود، وعايش أحداثاً مفصلية من تاريخ لبنان الحديث، أن يقتنع بأن توليه قيادة جيش لبنان الجنوبي بعد وفاة سعد حداد هو للدفاع عن لبنان وحماية استقلاله؟

فأنطوان لحد كما يبدو في الكتاب هو بالدرجة الأولى إبن المؤسسة العسكرية، وإبن الشوف، شمعوني الهوى، وخريج الشعبة الثانية. هو باختصار النموذج التقليدي للعسكري والموظف اللبناني، الذي يحب بلده ويتعلق بعائلته، وهو الذي تزوج في سن متأخرة نسبياً اي في الثانية والأربعين من إمرأة تصغره بأكثر من 18 عاماً، والذي اضطرته ظروف تعاونه مع إسرائيل ومحاولة إغتياله الى العيش بعيداً عنها. هي في فرنسا وهو في إسرائيل. كيف يمكن شخصا مثله ان ينهي حياته المهنية والعسكرية بمثل هذه النهاية التي لم تحمل له سوى خيبات الأمل والألم الذي تحدث عنه بوضوح في الفصول الأخيرة من كتابه عندما اتهمه أنصاره أنفسهم بأنه خانهم؟

أنطوان لحد "اللبناني"

يقسم كتاب لحد إلى قسمين أساسيين: الأول يتناول الأحداث الأساسية التي عاصرها لحد كضابط في الجيش اللبناني وفي الشعبة الثانية؛ وقسم ثانٍ يروي تجربته كقائد لجيش لبنان الجنوبي. واللافت أن القسم الأول من الكتاب هو الذي اشتمل على عدد من الأسرار بعكس القسم الثاني.

من أبرز الأشياء التي يكشف عنها لحد في الجزء الأول من كتابه أن من كان وراء اغتيال الصحافي نسيب المتني صاحب جريدة" التلغراف"عام 1958، وهو الذي كان من أشد المعارضين للتمديد للرئيس كميل شمعون وشكل اغتياله شرارة الأحداث آنذاك هو الاستخبارات المصرية التي حاولت الصاق التهمة بكميل شمعون. اما المصدر الذي أبلغ لحد بهذه المعلومة فهو القنصل العسكري السوفياتي في بيروت. كما يكشف لحد بأن منفذ عملية إغتيال معروف سعد في صيدا والتي شكلت تباشير الحرب الأهلية في لبنان هو مقاتل من "الصاعقة" بواسطة مسدس يستخدمه الجيش اللبناني، كي تلصق التهمة بالجيش.

كل الأحداث التي ينقلها لحد عن السنوات التي سبقت عام 1984 العام المفصلي التي شهد تحوله من ضابط لبناني، الى أهم حليف لإسرائيل في لبنان لا تعكس شيئاً أو لا تبشر بشيء عما ستحمله الأعوام المقبلة من تغييرات جذرية على حياته. فهو يبدو كأي ضابط لبناني معني بما يجري في بلاده وضد أي تدخل خارجي في شؤونها، سواء أكانت الاستخبارات المصرية خلال فترة الخمسينات ومطلع الستينات، او الاستخبارات السورية بدءاً من السبعينات.

أنطوان لحد "الإسرائيلي"

نقطة التحول في حياة لحد كانت في شباط 1984. في ذلك اليوم تلقى لحد اتصالاً من داني شمعون أبلغه فبه أنه دبر له لقاء مع مسؤولين إسرائيليين. جرى اللقاء في بيت لحد في الأشرفية مع مئير داغان رئيس "الموساد" حالياً والذي اختارته وسائل الإعلام رجل العام في 2009. يقول لحد إنه وافق على تولي قيادة جيش لبنان الجنوبي من دون ان يعرف ان الإسرائيليين ينوون البقاء في الجنوب. ولكن من الآن فصاعداً تبدأ قصة أخرى ومختلفة لهذا الرجل الذي أراد أن يصبح بطلاً فتحول خائناً محكوماً عليه بالموت بتهمة الخيانة العظمى، لينهي أيامه صاحب مطعم في تل أبيب، يشغل وقته بكتابة مذكراته وبتعلم اللغة العبرية.

من الأمور اللافتة في هذا الكتاب الذي رصد بكثير من التفاصيل أحداثاً مثل الإنقلاب الذي قام به الحزب القومي السوري ورصد المحطات المهمة في عهود رؤساء الجمهوريات الذين تعاقبوا على الحكم، أنه لم يخصص أكثر من صفحة واحدة للعلاقات التي أقامتها الأحزاب المسيحية مع إسرائيل في أواسط السبعينات . يقول لحد ان حزب الكتائب اشترى عتاداً وسلاحاً من إسرائيل بقيمة 150 مليون دولار، وان الحزب حصل على السلاح في مطلع 1976. ولا يعرف لحد من أين تدبر الحزب المبلغ.

من بين الأمور التي تسترعي الإنتباه ما يرويه لحد عن أن كل الزعامات المسيحية في لبنان مثل بيار الجميل وبشير الجميل وكميل شمعون كانوا على علم مسبق بموعد دخول القوات الإسرائيلية الى لبنان عام 1982، وأنها ستصل الى مداخل بيروت. يقول لحد إن أحد هذه الزعامات اخبره بذلك، والأرجح هو كميل شمعون الذي ربطته بلحد علاقة وثيقة كونه إبن منطقته ومقربا منه. وهذا أمر مثير للإستغراب نظراً الى أن الخطة الأساسية لعملية "سلامة الجليل" التي أقرتها الحكومة الإسرائيلية برئاسة مناحيم بيغن هي تلك التي تعهد فيها وزير الدفاع آنذاك أرييل شارون ان يتوقف تقدم القوات الإسرائيلية عند حدود نهر الأولي اي على بعد 42 كيلومتراً من الحدود، وبذلك يكون الجيش الإسرائيلي قد حقق الهدف الأساسي المعلن للعملية العسكرية أي إبعاد المستوطنات في الجليل عن مدى نيران صواريخ الكاتيوشا الفلسطينية. ولكن شارون سرعان ما خرج عن هذه الخطة بعد نجاحه في ظرف ايام قليلة في دحر القوات الفلسطينية، واجبارها على الإنسحاب نحو العاصمة ليتقدم بسرعة نحو محاصرة بيروت، والسيطرة على طريق دمشق وليعقد مؤتمره الصحافي الشهير في بعبدا. وسيشكل هذا التطور العسكري نقطة خلاف وجدل كبيرين في إسرائيل بين الحكومة من جهة والمعارضة من جهة أخرى والتي اتهمت شارون بأنه قد خرج عن الأهداف الأساسية للحملة العسكرية لينفذ مشروعاً سياسياً هو تغيير وجه لبنان السياسي. وكان مناحيم بيغن في أيامه الأخيرة قد اعترف بأن شارون خدعه ولم يطلعه في حينها على خطته الكبرى، التي على ما يبدو كان أطلع الزعامات المسيحية عليها وحاول التنسيق معهم مسبقاً.

ينتقد لحد خطة شارون في إقامة نظام سياسي جديد في لبنان قادر على توقيع اتفاقية سلام مع إسرائيل، في الوقت الذي ما زالت فيه سوريا تسيطر على أجزاء مهمة من لبنان. في رأي لحد استطاعت حرب إسرائيل عام 1982 القضاء على دولة "فتح" في لبنان ولكنها استبدلتها بدولة "حزب الله".

لم يشمل الكتاب أي عملية تقويم أو نقد ذاتي للأعوام الـ16 التي قضاها أنطوان لحد قائداً لجيش لبنان الجنوبي حتى الانسحاب الإسرائيلي الأحادي الذي نفذته إسرائيل في أواخر شهر أيار من عام 2000. ولا يخفي استياءه الكبير من الطريقة التي نفذ بها إيهود باراك الإنسحاب، وهو يعتقد بأن الاخير تعهد أمام الأميركيين بحل جيش لبنان الجنوبي، من دون ان يعمله بذلك، ويلمح الى أن الانسحاب جاء بالتنسيق مع "حزب الله". هذا ما يقصده في تساؤلاته التالية: "لماذا لم تسقط خلال الإنسحاب قذيفة واحدة على المواقع الإسرائيلية، وإنما استهدف القصف مواقع جيش لبنان الجنوبي فقط؟ ولماذا بعد انسحاب القوات التابعة لي، وعلى الرغم من بقاء القوات الإسرائيلية لمدة 24 ساعة بعدها لم تقع أية مواجهة بينهم وبين "حزب الله"؟ ولماذا قام عناصر الحزب بسرقة سيارات الجيش الإسرائيلي بالقرب من المطلة تحت أنظار الجيش الإسرائيلي من دون أن يحرك ساكناً؟".

يروي لحد أن "الموساد" طلب من عملائه قبل 15 يوماً من الإنسحاب أن يتخلصوا من كل الوثائق، وأمرهم بالمغادرة الى إسرائيل قبل ثلاثة أيام من موعد الإنسحاب. وينقل الطريقة المفاجئة التي نفذ بها الإسرائيليون انسحابهم من القرى والبلدات الجنوبية، وكيف وجد جنود لحد وعائلاتهم انفسهم وجهاً لوجه امام تقدم المدنيين والمقاتلين التابعين لـ"حزب الله" الأمر الذي زرع الهلع في نفوسهم فهربوا في اتجاه الحدود مع إسرائيل حيث وقفوا ساعات طويلة على المعبر قبل ان تسمح لهم إسرائيل بالدخول الى أراضيها.

لحد الذي، قادماً من باريس، انتقل فوراً الى الحدود لدى سماعه أخبار سقوط المنطقة، التقى عند المعابر باللبنانيين الهاربين الذي صرخوا في وجهه عندما شاهدوه: "خائن" اعتقاداً منهم أنه كان على علم بالانسحاب وأنه تخلى عنهم.

خصص لحد في كتابه فصلين كاملين لمعالجة العلاقات السورية - اللبنانية، وللحديث عن تركيبة النظام السوري، وعن موقف سوريا من عملية السلام. وهو يبدو هنا من المؤمنين بأن لبنان لن يكون بلداً مستقلاً طالما ما زالت سوريا تسيطر عليه، ويرى أن قوة سوريا هي في قدرتها على الصمود واستخدام الوقت لمصلحتها. وحسب قوله: "الزمن هو السلاح الأوحد لسوريا". وعلى ما يبدو كان يعتقد أن إنسحاب القوات السورية من لبنان من شأنه أن يغير كل شيء.

واللافت أن لحد لم يخصص في كتابه فصلاً واحداً للحديث عن"حزب الله"، ولا عن سنوات القتال والمواجهات معه. فالخصم الأساس في رأيه هو سوريا وليس "حزب الله".

كشفت مذكرات لحد شعوراً بالذنب لدى بعض المسؤولين الإسرائيليين تجاهه. والدليل على ذلك المقدمتان اللتان كتبهما موشيه أرينز وافراييم سنيه، والرسائل المتبادلة بين يوسي بيلين وأنطوان لحد المثبتة في نهاية الكتاب. وقد تكون ترجمة المذكرات الى اللغة العبرية محاولة للتعويض على الخسارة الشخصية والعامة الهائلة التي دفع لحد ثمنها. لكن الواقع أن هذا كله زاد من الإحساس الهائل بالمرارة، وعّمق من الانطباع الأساسي بالإخفاق الكبير الذي أنهى به أنطوان لحد مسيرته العسكرية والشخصية.

http://www.annahar.com/content.php?priority=4&table=kadaya&type=kadaya&day=Fri

(1)   النسخة العبرية للكتاب صدرت عن دار "يديعوت أحرونوت" 2004

 

14 آذار" تستغرب موقف نصر الله من السلاح الفلسطيني خارج المخيمات

بيروت - "السياسة": استغرب مصدر قيادي في "14 آذار", أمس, موقف الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصر الله, بعد لقائه مسؤول "فتح الانتفاضة" أبو موسى بقوله "إن السلاح الفلسطيني خارج المخيمات يحتاج إلى حوار بين اللبنانيين والفلسطينيين". وسأل في معرض رده على سؤال "السياسة", عن الأسباب التي دفعت بالسيد نصر الله لإثارة مسألة كان سبق لطاولة الحوار أن أقرتها بالإجماع بحضور نصر الله نفسه, مشيرا إلى أن القصد من وراء هذا الموقف إلهاء اللبنانيين بفزاعة السلاح الفلسطيني خارج المخيمات, تماماً كما فعل النظام السوري عندما أوفد "أبو موسى" إلى لبنان في هذا التوقيت المشبوه الذي بدأت فيه العلاقات الثنائية تسلك طريقها لمعالجة كل النقاط الخلافية تمهيداً لعملية تطبيع شاملة.

ورأى المصدر أن التحرك المشبوه ل¯"أبو موسى" ينطلق من خلفية غير مريحة وغير نظيفة بحق اللبنانيين, في وقت بدأت فيه السلطات اللبنانية وبعض الأحزاب ومنظمات المجتمع الأهلي, دراسة السبل الآيلة لتقديم بعض المساعدات الاجتماعية للاجئين الفلسطينيين في المخيمات, بهدف تحسين أوضاعهم المعيشية والصحية, رابطاً بين تحرك المسؤول الفلسطيني-السوري التوجه, ومحاولة "حزب الله" الاستفادة منها لتحويل الأنظار عن الضجة المثارة حول سلاح المقاومة, مع اقتراب موعد انعقاد طاولة الحوار في الأول من مارس المقبل, وذلك من خلال خلق أزمة جديدة في لبنان عنوانها السلاح الفلسطيني خارج المخيمات, على خلفية تأكيد أبو موسى هوية هذا السلاح وارتباطه بالصراع العربي الإسرائيلي, الأمر الذي يعني بقاء الجزر الأمنية الفلسطينية في لبنان في السلطان يعقوب وقوسايا وينطا ودير العشاير وتلال الناعمة, بموازاة المربعات الأمنية ل¯"حزب الله" في الضاحية والجنوب وبعلبك-الهرمل.

ورأى المصدر أن لخطاب نصر الله الأخير والذي تعهد فيه تغيير وجه المنطقة في حال قامت إسرائيل باعتداء ضد "حزب الله" ولتحرك مسؤول "فتح الانتفاضة" هدف واحد يصب في مصلحة عدم استعادة لبنان لعافيته والإبقاء عليه ساحة لتنفيذ الصراعات في المنطقة, غامزاً من قناة الرد الضعيف للحكومة اللبنانية على تصريحات أبو موسى والجولة التي يقوم بها على بعض القوى في لبنان.

 

يبدو أن إيران مصرة على جر المنطقة إلى حرب ستكون نتائجها سلبية على الجميع

خالد ناف/السياسة/كثر في الاونة الأخيرة الكلام عن ضربة اسرئيلية للبنان, وكذلك اجمعت المعلومات أن هذه الضربة ستكون مخالفة عن حرب  يوليو عام ,2006 أي بمعنى أن العدو الاسرائيلي لن يأخذ في الحسبان في ضربته هذه المعادلة اللبنانية - حزب الله أمام جو المصالحات الذي يجتاح البلاد, ومشاركة "حزب الله" في الحكومة التوافقية واعتماد المقاومة وتشريعها في البيان الوزاري.

فرغم  قسوة حرب يوليو على لبنان بعامة والخسارة الفادحة بالارواح فضلاً عن الخسائر المادية, إلا أن العدوالاسرائيلي راعى بشكل أو بأخر في اختيار اهدافه العسكرية خلال عمليته العسكرية, وحاول حصرها في محيط "حزب الله" ومركز تواجده وتوسع قليلاً في ضرب الجسور في محاولة لقطع الطريق على وصول الامدادات للحزب في نوع من حصار جوي حتى تستنفد مستودعات "حزب الله" الحربية لكن كما هو معلوم أن محاولات اسرائيل  باءت بالفشل, وظهر ذلك جلياً حتى اعتبر فريق المقاومة أن حرب يوليو كانت بمثابة نصر الهي.

أما  دوافع اسرائيل الحقيقية وراء اعفاء باقي المناطق والمرافق الحيوية في البلد فهي تعود لسببين لا ثالث لهم,وتكاد تكون اسرائيل حققت مرادها بشكل غير مباشر ومرضٍ كفاية.

 السببان هما :

أولاً: علمت اسرائيل أن بضربها المقاومة واعفاء باقي الشعب اللبناني تكون قد زرعت بذورا خبيثة تؤسس لحرب ملعونة طائفية من شأنها أن  تحقق نوايا اسرائيل من دون أي تدخل منها أو أي نزف عسكري وخسائر في الارواح. وبالفعل كانت الارضية أصلاً مجهزة لهكذا خطة شيطانية خصوصا أن لبنان في عام 2006 كان لا يزال يصارع الانشقاق العامودي أثر اغتيال الرئيس الحريري وما نتج لاحقاً من خروج الجيش السوري وموجة الاغتيالات. وبغض النظر عن التفاصيل كان استهداف اسرائيل للمقاومة وجمهورها (الشيعي بالاجمال ) السبب الاول وراء نشوب أحداث7 مايو عام .2008

ثانياً: لم يعد بالامكان كما في السابق التعتيم على حدث بحجم حرب ضارية خصوصا أن حرب يوليو لم تكن بمعنى اجتياح بري, أي أن تقطيع الاوصال, ومع وجود الانترنت والتقدم الكبير في وسائل التغطية الاعلامية كانت اسرائيل بحاجة إلى استرضاء المجتمع الدولي عبر حصر الأهداف ب¯"حزب الله" ومؤسساته وأطلاق الوعود بالمحاولة قدر الامكان من تقليل الخسائر البشرية .

وفي العودة إلى التهديدات المستجدة والكلام عن خطر حقيقي, وعن أن الطرفين يعدان العدة لحرب ليست بعيدة كانت المصادفة انني التقيت في خلال  زيارتي إلى واشنطن الاسبوع الفائت احد المسؤولين في وزارة الخارجية الاميركية والذي يعمل  على ملف الشرق الاوسط حيث جمعنا صديق مشترك على غداء في أحد المطاعم اللبنانية في العاصمة الاميركية وبالطبع كان محور الحديث امكانية نشوب حرب جديدة في المنطقة. وكان واضحاً المسوؤل الأميركي, عندما اعربت عن تخوفي من ضربة موجعة تطال الكيان اللبناني بكامله شأنها أن تكون الضربة القاضية للجمهورية اللبنانية في ظل الوضع الاقتصادي المتردي أي أنه لن يكون هناك مؤتمرات دعم جدية لمحاولة إعادة اعمار البلاد, لكن الكلام الذي أتى على لسان "المسؤول مخالفاً لتخوفي وبدا متأكداً من أن الادارة الاميركية تستبعد تماماً امكانية نشوء حرب على الجبهة الشمالية على الاقل من الكيان الصهيوني وشرح لي اعتقاده هذا .

قال إن الوضع الديبلوماسي بين الولايات المتحدة المتأزم "بعض الشيء", إذا صح التعبير, واسرائيل لن يسمح أبداً بحدوث هكذا مغامرة, وأكد أن الرئيس اوباما بأعطائه الضوء الأخضر يكون قد ناقض كل ما تم انتخابه من أجله, وسيكون ليس إلا  منفذا لسياسة سابقه الرئيس بوش .وأضاف المسؤول أن اكتشاف خلايا التجسس الاخيرة شكل ضربة حقيقية للمخابرات العسكرية  ومن شأن ذلك أن يؤخر أي ضربة عسكرية محتملة لاشهر عدة.

وفي سياق حديثه, وفي محاولة منه لالقاء الضوء على الموضوع, قال إن الرئيس اوباما ليس بصدد تلطيخ يديه في حرب جديدة لمغامرة سببها غطرسة يهودية لن تثمر عن أي نتيجة, بل ستزيد الوضع سوءًا .

وأكد المسؤول الاميركي أن  ما يهم الادارة الحالية هو انتشال السياسة الخارجية من المستنقع الذي وضعتها فيه سياسات الرئيس بوش وجبهة أفغانستان هي الاهم الان, مع التحسن ولو الطفيف في الملف العراقي, وأضاف أنه حتى الملف اللبناني يشهد حالياً الكثير من الارتياح على صعيد الأجواء بعد المصالحة السعودية -السورية, والتي نتج عنها لقاء الحريري والاسد, وهنا جزم محدثنا أن الرئيس اوباما لن يخاطر بفتح جرح يكاد يلتئم أو في طور الشفاء .

لن أخفي عليكم كان كلامه مقنعاً وشعرت بكثير من الارتياح, لكن لم أستطع إلا أن اطرح عليه سيناريو جبهة اسرائيلية - إيرانية وعن تأثيرها على الجنوب اللبناني, وكان جوابه سريعاً, وكأن السيناريو موجود ومحاكاته حاضرة, وقال بصراحة نعم هناك إمكانية حدوث هكذا ضربة, والامر لا يخفى على أحد رغم الادارة "الاميركية" تحاول تأجيل هذا الخيار حتى استنفاد جميع الخيارات واستطرد هنا "لكن يبدو أن ايران لها من الاصرار ما يكفي لجر المنطقة إلى حرب سيكون لها أثر على الجميع " ثم عاد وقال متوجهاً بحديثه إلى أن  "موضوع اشتعال الجبهة الجنوبية بعد ضربة في العمق الايراني  في يد السلطة اللبنانية وحدها .الحكومة اللبنانية هي وحدها التي  يمكنها تجنيب الاراضي اللبنانية تداعيات هذه الضربة  وأشار  أن الادارة الاميركية كانت قد وضعت الجانب اللبناني في أجواء هذا الدور  اثناء زيارة الرئيس ميشال سليمان الأخيرة إلى واشنطن. وأنهى محدثنا كلامه بأن على الحكومة اللبنانية القيام  بداء واجبها تجاه شعبها واراضيها خصوصا أن تصريحات المسؤولين اللبنانيين في مواقع السلطة كانت داعمة بشكل كبير للمقاومة وأعطت الشرعية الكاملة لعملها على الاراضي اللبنانية. مسؤول تحرير موقع "بيروت اوبزرفر" الالكتروني - الولايات المتحدة