المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية
أخبار يوم
20 كانون الأول/2009

انجيل متى 5/27-30 /الزنى

مت-5-27: وسمعتم أنـه قيل: لا تزن. مت-5-28: أما أنا فأقول لكم: من نظر إلى امرأة ليشتهيها، زنى بها في قلبه. مت-5-29: فإذا جعلتك عينك اليمنى تخطأ، فاقلعها وألقها عنك، لأنه خير لك أن تفقد عضوا من أعضائك ولا يلقى جسدك كله في جهنم. مت-5-30: وإذا جعلتك يدك اليمنى تخطأ، فاقطعها وألقها عنك، لأنه خير لك أن تفقد عضوا من أعضائك ولا يذهب جسدك كله إلى جهنم.

 

حشود إسرائيلية ضخمة على الحدود مع لبنان

بيروت - "السياسة" والوكالات: أفادت معلومات أمنية لبنانية عن قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي, أمس, باستقدام المزيد من الحشود العسكرية إلى الحدود مع لبنان, استعداداً للمناورة العسكرية التي تنوي تنفيذها في فبراير المقبل على الحدود مع لبنان. وذكر موقع "لبنان الآن" الالكتروني أن "اليونيفيل" أبلغت لبنان أنها تبلغت من إسرائيل بهذه الحشودات استعداداً للمناورة, لكن مصادر أبدت تخوفها من هذه الحشودات التي وصفتها ب¯"الضخمة", حيث تشمل استقدام جنود وآليات وعتاداً عسكرياً ومدفعية ثقيلة وبعيدة المدى تموضعت في المواقع المشرفة على الحدود مع لبنان, وتحديداً في مزارع شبعا نزولاً حتى الغجر والعباسية, امتداداً إلى مستعمرتَي المطلة ومسكافعام, وصولاً حتى العباد وعلى طول الحدود المشرفة على مارون الراس وعيترون والقليلة. في سياق متصل, أشار المنسق الخاص للأمين العام للأمم المتحدة مايكل وليامز إلى "ضرورة تطبيق القرار 1701, والانسحاب من الغجر", ناقلاً قلق وزير الخارجية علي "الشامي" الذي التقاه أمس, إزاء الانتهاكات الإسرائيلية اليومية. وأكد وليامز "أن الأمم المتحدة تستمر في دعوتها إسرائيل بأشد التعابير لوقف هذه الخروقات, وتريد أن ترى كل الأطراف المعنية تبذل المزيد من الجهود في العام 2010 من أجل تطبيق القرار". وبشأن الانسحاب من الغجر, قال ويليامز "ننوي مضاعفة جهودنا لتنفيذ هذا الانسحاب وفق القرار 1701, لأن الإسرائيليين يحتلون بطريقة غير شرعية الجزء الشمالي من القرية, وانسحابهم سيسمح بتقدم في تطبيق مسائل أخرى ينص عليها القرار 1701".

 

باراك رفض محاولة تركية جديدة لاستئناف الوساطة مع سورية 

دمشق اقترحت سراً على تل أبيب عقد لقاءات منفردة في أوروبا

 لندن- كتب حميد غريافي:السياسة

كشفت مصادر ديبلوماسية عربية في العاصمة التركية انقرة النقاب امس عن »فشل محاولة ملحة من وزير الخارجية التركي احمد داوود اوغلو مع وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك لاستئناف المفاوضات السورية- الاسرائيلية بوساطة تركية اذ أبلغ الوزير الاسرائيلي نظيره ان هناك راهناً قضايا اكثر الحاحاً من استئناف هذه المفاوضات, واننا لا نريد حيال ذلك تشتيت تركيزنا على تلك القضايا في أي اتجاه آخر«.

وقالت المصادر ل¯ »السياسة« في اتصال بها من لندن ان مرافقي باراك ابلغوا ديبلوماسيين اجانب في أنقرة »ان الولايات المتحدة لا تحبذ اجراء مفاوضات مع سورية خلال حملتها الجديدة لاعادة المفاوضات بين الاسرائيليين والفلسطينيين التي وصل الى تل ابيب مبعوث اوباما الى المنطقة جورج ميتشل من اجل العمل على استئنافها, لان تلك الادارة تعتقد ان اي مفاوضات جانبية »مع سورية او لبنان« قد تؤثر على المفاوضات الاساسية وبالتالي فانه لدى نضوج هذه المفاوضات بين رام الله وتل ابيب عندها يمكن التوسع نحو دمشق«.

وفيما اكدت صحيفة »هآرتس« الاسرائيلية هذه المعلومات بقولها ان »باراك ابلغ اوغلو الاحد الماضي ان مسألة استئناف المفاوضات مع سورية ليس حالياً على اجندة اسرائيل« نقلت المصادر الديبلوماسية العربية في أنقرة من جهات قريبة من الخارجية التركية قولها »يبدو ان دمشق مستعجلة جداً للعودة الى طاولة المفاوضات مع اسرائيل, الا ان لحكومة بنيامين نتانياهو على ما يبدو شروطاً ثلاثة لاستئنافها: اولها الا تكون هناك شروط سورية مسبقة, وثانيها الا تستأنف المفاوضات دون موافقة اميركية, وثالثها اقفال معابر تهريب السلاح الايراني الى »حزب الله« في لبنان بشكل حاسم ما قد يؤشر الى موقف سوري جديد من ايران«.

واعربت الجهات التركية عن اعتقادها ان »نظام بشار الاسد الذي جعله استشعاره بالتغييرات المقبلة على المنطقة بسبب البرنامج النووي الايراني يتوخى الحذر الشديد في خطواته باتجاه الانفتاح الستراتيجي على تركيا كبديل محتمل لشريكه الايراني, وباتجاه العودة المنضبطة الى الصف العربي الذي كان خرج منه اثر انسحابه من لبنان وهو يسعى الآن في سباق مع الوقت- لجلاء مصيره في المنطقة عن طريق محاولة التفاهم مع اسرائيل بأي وسيلة من الوسائل قبل ان تدهمه تلك التغييرات فلا يجد عندئذ لنفسه مكاناً محترماً في المنطقة يمكن من خلاله استعادة تأثيره على مجريات احداثها«. وذكرت »هآرتس« ان الالحاح السوري على استئناف المفاوضات مع اسرائيل عبر تركيا »حمل الوزير اوغلو على القول لباراك: لدينا مونة كبيرة على سورية تمكننا من جلبها فوراً الى طاولة المفاوضات« الا ان وزير الدفاع الاسرائيلي لم يظهر حماساً لهذا الموضوع.

وذكرت الصحيفة ان اوغلو طالب باراك مجدداً بالسماح لتركيا بايصال مساعدات انسانية الى حركة حماس في قطاع غزة, وخصوصاً المنازل الجاهزة لمتضرري الحرب الاسرائيلية على القطاع الا ان الوزير الاسرائيلي اكد ان هذه المساعدات يمكن ان تصل الى غزة متى رفعت اسرائيل الحصار الشامل عنها الذي يمنع اي جهة في العالم الوصول اليها الآن.وتوقعت المصادر الديبلوماسية العربية ل¯ »السياسة« ان تكون زيارة باراك الى تركيا التي خففت كثيراً من حدة التصعيد بين البلدين الناجم عن اهانة السفير التركي في وزارة الخارجية الاسرائيلية في القدس, فتحت الطريق امام زيارة محتملة للرئيس التركي عبدالله غول ووزير خارجيته داود اوغلو الى اسرائيل قريباً, خصوصاً بعدما اعلنت أنقرة الاسبوع الماضي استمرارها في اتفاق تزويدها بعدد من طائرات المراقبة الاسرائيلية من دون طيار في اعقاب اعتذار مستشار وزير الخارجية عن استقباله المهين للسفير التركي.

وكشفت المصادر الديبلوماسية العربية في تركيا النقاب عن ان السوريين يحاولون منذ ايلول »سبتمبر« الماضي فتح كوة في المفاوضات المتجمدة مع اسرائيل عبر خطين احدهما فرنسي والاخر قطري, الا ان محاولاتهم هذه لم تنجح ما حولهم- حسب معلومات اوروبية- باتجاه عرض لقاءات سورية- اسرائيلية منفردة لمسؤولين في البلدين في احدى العواصم الاوروبية, الا ان نتانياهو الملتزم بدقة بوعوده لباراك اوباما رفض مثل هذه اللقاءات.

 

قيادي في 14 آذار لـ" السياسة :"سيكتفي بوضع زهرة على الضريح

جنبلاط يغيب عن الذكرى الخامسة لاغتيال الحريري في 14 فبراير

بيروت - "السياسة":كشف مصدر قيادي في 14 آذار ل¯"السياسة", أمس, أنه بات بحكم المؤكد إقامة مهرجان جماهيري مركزي, في ساحة الشهداء بمناسبة الذكرى الخامسة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري, في الرابع عشر من فبراير 2010, لا يقل شأناً عن المهرجانات التي كانت تحصل في السنوات الماضية, لافتاً إلى أن أجواء رئيس الحكومة سعد الحريري, أصبحت في هذا الاتجاه, بعد بروز جملة معطيات لا توحي بتقدم العلاقة مع النظام السوري, عقب زيارة الحريري إلى دمشق, ومن بين هذه المؤشرات الخطاب التصعيدي المفاجئ لأمين عام "حزب الله" السيد حسن نصر الله, وعودة مسؤول "فتح الانتفاضة" (أبو موسى) إلى لبنان, وموقفه من السلاح الفلسطيني خارج المخيمات, وقيام "حزب الله" بتوزيع السلاح في الشمال, بما يدل على أن النوايا بالوصول إلى استقرار أمني وسياسي في البلاد غير سليمة, سيما وأن "حزب الله" عرف كيف يستفيد من أجواء الهدوء السياسي التي تشهده البلاد, ليستعيد تمدده الأفقي في كافة المناطق التي كانت محظرة عليه.

وكشف المصدر أن رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط, أكد عدم مشاركته هذه السنة في المهرجان, حيث سيكتفي فقط بزيارة ضريح صديقه الرئيس الشهيد رفيق الحريري مع وفد من قيادة "الحزب التقدمي الاشتراكي" و"اللقاء الديمقراطي" لوضع زهرة عليه, كما سيكون له إطلالة تلفزيونية يتحدث فيها عن هذه المناسبة.

وفي المعلومات التي حصلت عليها "السياسة", فإن الحالة التراجعية التي سجلت في الآونة الأخيرة على خط العلاقة السورية اللبنانية من شأنها أن تبخر الوعود التي قطعها الرئيس بشار الأسد للرئيس الحريري, في مقابل اندفاعة لافتة على صعيد عودة مصر إلى الساحة, واستعدادها للقيام بدور أساسي في موضوع الملف اللبناني, بما يؤكد صحة آراء الذين اعتبروا أن الحفاوة التي استقبلها فيها الرئيس الحريري في دمشق مبالغ فيها, وأن الجانب السوري عاد لممارسة أسلوبه القديم الجديد المتمثل بالمناورة و"الضحك على الذقون", بهدف تمرير سياسته المعهودة تجاه هذا البلد. وعلم أن جنبلاط قال في أحد مجالسه الخاصة أن لصبره حدوداً وهو غير مستعد بعد اليوم لتقديم أية تنازلات بصدد زيارته لسورية, وإنه قد لا يعود متحمساً لإتمام هذه الزيارة, لأن موضوع الشروط السورية أزعجه كثيرا.

 

مصدر فلسطيني يحذر من التوقيت المريب لظهوره:  تشبث "أبو موسى" بالسلاح طعنة سورية لسلسلة تفاهمات محلية وإقليمية بشأن لبنان

بيروت - "السياسة": استمرت تصريحات مسؤول حركة "فتح الانتفاضة" العقيد أبو موسى عن رفض نزع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات محط تنديد واستنكار لدى مختلف الأوساط اللبنانية والفلسطينية على حد سواء, نظراً لما تشكله من تهديد حقيقي للبنان أمنياً وسياسياً, ولما تمثله من رسالة إقليمية من شأنها أن تغير الكثير من الوقائع.

واعتبر مصدر سياسي فلسطيني مطلع أن "أبو موسى" الذي لا يملك قوة عسكرية ذات شأن في لبنان, لم يتحدث باسمه الشخصي أو باسم تنظيمه الذي لم يعد له وجود على أرض الواقع, بل تحدث باسم النظام السوري الذي يؤويه ويموله مع من تبقى من جماعته, مضيفاً "لقد بدا كلام "أبو موسى" مضحكاً عندما قال: إنه "لا يتلقى الأوامر من سورية", وهو الذي انشق بأمر سوري مباشر عن حركة فتح في العام 1982 في منطقة البقاع اللبناني الخاضعة لسيطرة الجيش السوري آنذاك, وبعد ذلك بدأت حركة "فتح الانتفاضة" بالتحلل والتفكك وجرت انشقاقات عديدة داخلها, وظل مخيم نهر البارد في الشمال المعقل الوحيد لها, إلى أن سلمه أبو موسى إلى رفيقه في المخابرات السورية, شاكر العبسي زعيم تنظيم "فتح الإسلام" الإرهابي, ليدمره حجراً وبشراً". وأكد المصدر ل¯"السياسة" أن معسكر "فتح الانتفاضة" في منطقة قوسايا البقاعية هو في الواقع موقع سوري يتواجد فيه جنود سوريون إلى جانب عناصر من القيادة - العامة بزعامة الضابط السابق في الجيش السوري أحمد جبريل, ومعظمهم من التابعية السورية.

أما في الجانب السياسي فإن أبو موسى هو الوحيد من قادة "الانتفاضة" على "فتح أبو عمار", الذي ظل مخلصاً وتابعاً للنظام السوري في وقت غادر الباقون الحركة إلى منازلهم أو إلى السجون السورية, أو إلى الإقامة الجبرية كحال الرجل الثاني في هذه الحركة أبو خالد العملة.

وبعد فترة من الغياب عن لبنان وعن المسرح السياسي عموماً, ظهر أبو موسى فجأة, ليعلن موقفاً أقل ما يقال فيه أنه ينسف التفاهم اللبناني السوري بشأن السلاح داخل وخارج المخيمات, بعد أن توافق اللبنانيون أنفسهم بشأن المسألة على طاولة الحوار, كما ينسف التفاهم اللبناني السوري بشأن تبريد الملفات الساخنة تمهيداً لحلها, ويهدد فعلياً العلاقات الديبلوماسية بين البلدين أو يسخفها كما تريد دمشق. وينسف أيضاً التفاهم السوري السعودي على عدم تدخل دمشق في لبنان كما في السابق, أي عبر تحريك أوراقها الأمنية والعسكرية, وذلك مقابل دخول حلفائها اللبنانيين إلى الحكومة والمشاركة في العملية السياسية في البلد. وهكذا يمكن وصف تحرك أبو موسى بعد أن نال حلفاء دمشق ما أرادوه بالذات بمثابة خديعة وطعنة سورية في الظهر لمن تفاهم معهم نظام الأسد. وأضاف المصدر "كما أن هذا التحرك في هذا التوقيت يعني بالتأكيد أن النظام السوري لم يقلع عن عادته في تحريك أوراقه الأمنية على الساحة اللبنانية ليحصل على أثمان إقليمية مقابل تهدئتها ولجمها لاحقا. ولكن الأخطر أن (أبو موسى) خرج من عزلته الدمشقية في توقيت مريب للغاية, مع قرع طبول الحرب, ولو إعلامياً, بين حزب الله وإسرائيل, وفي حضور مساعد الرئيس الإيراني في الجنوب اللبناني, وبعد أيام قليلة من تهديدات الأمين العام لحزب السيد حسن نصر الله بتغيير وجه المنطقة في أي حرب مقبلة. والمناسبة تفرض سؤالاً إلى نصر الله عن موقفه من كلام أبو موسى وهو أي (نصر الله) الذي سبق ووقع على مقررات الحوار الوطني بنزع السلاح خارج المخيمات وتعهد تنفيذ ذلك خلال ستة أشهر".

 

العماد عون ترأس الاجتماع الأسبوعي ل"التغيير والإصلاح" في الرابية: لو كانت هناك اجهزة مراقبة ذات صلاحيات لتمكنت من مكافحة المخالفات بشكل أسهل الفساد مستشر و نحن مع المحاسبة والمخالفة تبدأ من فوق وليس من الأسفل

يجب ضبط العمل ضمن المجالس البلدية وقانون الإنتخابات تلزمه دراسة أوسع العالم لا يتطور إلا بالتغيير وكل مشروع إصلاحي ينعت بأنه لتطيير الإنتخابات

نحن مع الغاء الطائفية ككل والطائفية السياسية تأتي من ضمنها فلنقم باجراء الاصلاح اولا لنصل بعده الى المواطنة

وطنية - عقد تكتل "التغيير والإصلاح" لقاءه الأسبوعي في الرابية برئاسة النائب العماد ميشال عون.

وبعد الإجتماع، قال العماد عون: "بحثنا اليوم في أربع نقاط، وهي مواضيع الساعة، وأعتقد أن الحكومة تبحثها في هذه الأثناء. هذه المواضيع تتعلق بآلية التعيينات والتعيينات والإنتخابات البلدية وموضوع إلغاء الطائفية السياسية. وهناك مواضيع سبق أن أعطينا رأينا بها، وقمنا اليوم بنوع من الإعادة الشاملة لها. وبما أننا لم نعرف مواقف الحكومة من هذه المواضيع، درسنا احتمالات وسنحتفظ بها لأنفسنا. احتمالات التأجيل أو إجراء الإنتخابات ولكن المهم والأساسي أن يبت هذا الموضوع بسرعة لأنه لا يجوز أن نصل الى مراحل الإستحقاق ولا نعرف إذا كنا سنحضر لانتخابات أم لا. هذا من ناحية الإنتخابات البلدية والإصلاحات وحجمها، لأن الإصلاحات البلدية لها حجم كبير جدا جدا، وإذا كانت لهذه الإصلاحات أن تتم فليس فقط ببعض التحسينات وانما بتطوير جهاز المراقبة الذاتي، إضافة الى جهاز مراقبة على أجهزة المراقبة الذاتية وعلى أجهزة مراقبة الدولة على حد سواء. لأن أجهزة مراقبة الدولة أصبحت "كالبئر العميق" بحيث تقدم إليها الشكاوى والمخالفات "فتغرق" لديها، أو قد تقدم المعاملات ولا تعود أبدا. "circuit" سيء جدا، يضم من يعملون في الأجهزة ومراقبة الأجهزة ومراقبة البلديات. وقد بتنا في حاجة الى مراقبين على المراقبين".

وعن التعيينات، قال: "بحثنا في حال الفساد، وأطلعت النواب على ما ورد في مقال للصحافية غادة حلاوي نقلا عن السيد منذر الخطيب الذي كان رئيس مجلس الخدمة المدنية ولديه خبرة 11 عاما في تلك الوظيفة، وأعتقد أن حال الخدمة العامة تجعلنا نبكي أو نثور. فمن هو بطبعه حزين يبكي، ومن هو بطبعه متمرد يثور أكثر، لأنه من غير المعقول أن يكون الوضع هكذا. إذا، من هذه القماشة الموجودة لدينا وفقا لما وصفه السيد الخطيب، يريدون انتخاب أناس لنعينهم في الفئة الأولى على الأقل. قد يكون هناك موجب لقانون جديد لأنه ليس بالضرورة أن نبقى ملزمين بالقانون القديم، الى أن يصبح هناك نمط هرمي ضمن الإدارة يسمح بترقية الناس ونتمكن من معرفة من الأفضل. لأننا الآن نرى أن هناك نوعا من الغشاوة ولا نرى جيدا لنقدر الناس الموجودين في الإدارة. لأن الجو العام الذي يحكى عنه في الإدارة يجعل الإنسان يشكك في نفسه إذا ما كان من الأشخاص الجيدين أم لا. وليس عندنا أجهزة دقيقة تحاسب وتدون".

أضاف: "أعتقد أننا نحتاج إلى أن نجد أجهزة جديدة تكون لها صلاحيات سريعة، لأنه لو كانت هناك مراقبة لما كان هناك أسهل من مكافحة المخالفات، والتأكد منها وليس محاسبة تعسفية. لا توجد أي وسيلة غش إلا وتضبط فورا مثلا المسؤولين الماليين في الدوائر العقارية يسجلون متر الأرض ب1000$ في حين أنه يساوي 2000$، يجب أن يحاسب فورا الموظف المسؤول ويرسل الى المنزل. هذا خطأ جسيم جدا، وفيه رشوة. وهكذا دواليك، فلكل طريقة معاملة أسلوب لتحديد الخطأ الذي يقع فيها. فإذا هنا أين النقص؟ النقص هو عند إرادة المسؤولين، وأعتبر أن المسؤولين هم الوزراء. على مد عينك والنظر، منذ أن أصبحت فيه عندنا وزارات لا تحاسب، والفساد مستمر. لهذا السبب الفساد مستشر ولا يعالجه أحد. لا يظهر في كل الإقتراحات التي نراها أن هناك إرادة مراقبة أو إرادة مساءلة أو إرادة محاسبة. نحن مع المحاسبة اليوم وليس غدا، نفتح ملفات المديرين في الفئة الثانية والثالثة والرابعة وأيضا ملفات الوزراء الذين كانوا وقتها في السلطة عندما خالفوا. لأنه ليس هناك من مخالفة تبدأ من الأسفل، فالمخالفة تبدأ من فوق وتنزل، والتنظيف يكون من فوق إلى تحت".

وتابع: "ويقول أحدهم إن المشكلة هي من أين سنأخذ الموظفين أو في الآلية. في الآلية يجب أن نختار من الذين عندنا، نريد محاسبة من عندنا. نريد أن "نعرب" الصندوقة، فيها "تلتين صاغ وثلث مهترىء"، نريد إزلة الثلث المهترىء على الأقل. حتى لا نقول إننا نعمم، فهناك الكثير من "الأوادم"، ولكن لا نريد أن ننغش فنضع المهترىء مكان الصالح. وعندما نبدأ بتنظيف الإدارة من الداخل عندها نبدأ بالإختيار منها للمراكز الأولى. آمل في أن تساعدوننا أنتم في الإعلام، وتكتبوا عن هذه الأمور أو أن تستفتوا الناس وتسألونهم عما يريدونه".

وقال: تحدثنا في المرة السابقة عن الآلية، تعرفون أن الآلية تتناقض مع صلاحيات الوزارة، منذ زمن صدر قانون لتحديد الآلية لكن المجلس الدستوري ألغاه عام 2001 لأنه يتناقض مع الصلاحيات الدستورية للوزير. والآن هي نفسها، فإذا مارسوا هذه الآلية من دون قانون فيصبح كأن مجلس الوصاية يمارس على الوزير المختص، ومن بعدها هو من يحذف المرشحين فيبقي منهم ثلاثة حسب ما هو مطروح. ولكن السبعة الذين حذفوا من سيدافع عن حقوقهم ولماذا؟. فلا أحد غير صاحب الصلاحية يمكنه أن يحذف وأن يبقي في مسألة الترشيح. صار هناك ممارسة جزئية كبيرة لصلاحيات الوزير، وهذه هي المآخذ".

أضاف: "وبالنسبة إلى قانون الإنتخابات، يلزمه دراسة أوسع، لا أن نكتفي فقط بتغيير أمرين صغيرين. نريد أن نضبط العمل ضمن المجالس البلدية وأجهزة المراقبة لأجهزة البلدية لأن الحال لا تطاق. فكل ما يقال عن الفساد في البلديات ليس شيئا مما يحصل بالفعل، لأن كل شخص يستيقظ ويتحدث فقط عما يحصل معه، ولكن هناك أمور تحصل مع غيره ويدفع الناس ثمنها غاليا ولكنهم يريدون "السترة".

حوار سئل: ما تعليقك على كلام سعيد موسى عن السلاح الفلسطيني خارج المخيمات؟ أجاب: "قالوا لي إنه تراجع عن آرائه، وبما أنه تراجع فلا مشكلة".

سئل: هل ستتأجل الإنتخابات البلدية؟ أجاب: "جميعهم يقولون إنهم يريدون الإنتخابات البلدية، ولكن في السياسة في لبنان لا نعرف النوايا. قد يريدون تأجيلها أم لا، سنعلم في الأيام القليلة المقبلة".

سئب: البعض يقول إن المطالبة باعتماد النسبية في البلديات لا سيما تقسيم بيروت يهدف الى تطيير هذه الإنتخابات، فما رأيك؟ أجاب: "كل مشروع إصلاحي ينعت دائما بأنه لتطيير الإنتخابات، لم لا يأخذونه بصفته الإصلاحية؟. إما استنساخ الماضي وإما نكون معرقلين، وكل العالم لا يتطور إلا بالتغيير، فلم في لبنان يجب دائما استنساخ ما هو موجود؟ الفكرة ليست صحيحة، كل يدافع عن طريقة تؤمن سيطرته على مدينة بيروت. المحرومون من التمثيل الصحيح يطالبون بنهج جديد لا لتأمين سيطرتهم، وإنما للحفاظ على تمثيلهم الصحيح، وهذا ما نطالب به، فإما ينكرون هذا الحق وتبقى المشاكل أو يعطون هذا الحق فيرتاحون ويريحون. هناك أجهزة محلية لها الكثير من الصلاحيات، وهي الإنماء المحلي الفعلي، ولها استقلالية، ومن المهم أن تمارس، ولكن بعدما أدركنا مدى سوء الموجودين فيها، نرى أن التغيير يريح، فقد يأتي أناس الى بعض المناصب أفضل من الموجودين حاليا".

سئل: هل أنتم مع طرح مسألة السلاح الفلسطيني داخل المخيمات وخارجها على طاولة الحوار؟ اجاب : بالتأكيد. إذا أردنا أن نقيم طاولة الحوار فقط من أجل سلاح حزب الله، فلا فائدة منها، وسبق وقلت ذلك. لأنّه بات هناك شبه إجماع على ان سلاح حزب الله ضمن المعطيات الحالية التي لم تتغير منذ طُرح الموضوع وحتى اليوم ولن تتغيّر، ومن يريد تغيير رأيه في هذا الموضوع فليرفع يده، والأغلبية الساحقة هي باتّجاه البقاء على سلاح حزب الله الى أن تحصل تغيرات جديدة.

سئل: إن لم يكن هناك إمكانية لإجراء الإنتخابات البلدية مع التعديلات ضمن المهل القانونية، هل ئؤيد إجراءها وفقاً للقانون القديم؟ اجاب : سبق ونفذ الوقت أيضا في الإنتخابات النيابية، ومن هنا نرى أن الإهمال متعمد. من المسؤول عن الإهمال المتعمد؟ في الإنتخابات النيابية لم نحرك ساكنا طيلة أربع سنوات وعند اقتراب موعد الإستحقاق "سلقنا القانون سلق"، واليوم نفس الكلام، ما من وقت لإجراء تغيير في قانون البلديات "فنسلقه". نستطيع أن نبقى أسبوعاً كاملاً في مجلس النواب من الصباح حتى المساء لمناقشة القانون، لدينا افكار صريحة وواضحة، ولدينا الإمكانية لتقديم قانون جديد خلال أسبوع واحد، هذا إن أردنا الوصول الى قانون جديد. ويكون قانوناًَ سليماً وفقاً لمبادئ وليس وفقاً للمصالح، ولنأخذ جميعاً القانون ونفكّر فيه بشكل مطلق، ومن يرى فيه مصالح شخصية تخدمنا فليرفضه، وإن رأينا نحن فيه مصالح شخصية تخدم الآخرين سنرفضه بدورنا. نريد توفير المصلحة العامّة من خلال هذا القانون.

سئل: في موضوع إلغاء الطائفية، هناك بعض الأفرقاء متخوفون من ان يكون الحكم للشيعة، أي تمّ طرح هذا الموضوع لتحكم الطائفة الشيعية. هل بإمكانكم إعادة توضيح لم رفضتم موضوع إلغاء الطائفية؟ اجاب: نحن مع إلغاء الطائفية ككل، لا نعطي أية صفة للطائفية. وإذا ألغيتها سياسيا وأتركها ضمن المجتمع عنصر خلاف، عنصر سعي للسيطرة من فئة على أخرى؟ كلا. يجب إلغاء الطائفية، وإلغاء الطائفية السياسية يأتي نتيجة لإلغاء الطائفية ككل. ويتم التعبير عن إلغاء الطائفية بحكم صالح حيث يميز فيه الإنسان عن الآخر بحسن سلوكه، وإن كان قاضيا بعدله وبنزاهته وكفاءته، وعندها تصبح هذه الصفات ما يميز الشخص، ولا تأتي حقوقه من خلال طائفته. ولكن، إذا ظل التشريع طائفيا، سيبقى الإنسان جزءا من خلية أكبر منه، وهي طائفته التي تؤمن له حقوقه، أو ستغمره عصبية الطائفة وهذا شيء ليس بالجيد. في وثيقة التفاهم مع حزب الله أوردنا جملة مهمة جدا وتقول: "نصل الى حالة المواطنة عندما يصبح الإنسان قيمة بحد ذاته" أي من دون أي قيمة مضافة لا من أهله ولا من طائفته ولا من أي مكان آخر. هو قيمة بحد ذاته، يشعر بكامل حقوقه وواجباته، فبأي محيط قد يشعر اليوم وكيف يمكننا إيصاله الى حالة المواطنة؟ لم نستطع ان نصل حتى الآن ضمن قوانيننا الى حالة إصلاحية، ولا لتمثيل صحيح في النيابة، فلنقم بالإصلاح أولاً لنصل بعده الى المواطنة. وقد أعطيت مثلاً عندما تكلمت داخل المجلس النيابي عن "تركيا الفتاة"، عندما أخذ أتاتورك قرارا بعلمنة الدولة، فبعد مئة عام على هذا القرار تراجعت الدولة التركية لأنه إن لم تكن العلمنة نزعة شعبية فلن يحافظ عليها الشعب، فقد أتت تعبيرا عن إرادة حاكم وليس تعبيرا عن إرادة شعب، والشعب التركي لم يعشها وها نحن نراه دائما بحاجة الى الجيش والقوى الأمنية للدفاع عن العلمنة، فهل ذلك معقول؟ العلمنة حالة يعيشها المواطنون فيما بينهم وهي عبارة عن محيط منسجم مع بعضه البعض، فلنطور هذه الحالة ولنعتمد البرنامج التربوي الذي وضعه التيار، برنامج يعلم الإنسان احترام الآخر المختلف عنه، يحترم حق الإختلاف، حرية المعتقد، حرية اختيار الزوج أو الزوجة، الجميع يخضع لنفس القوانين... فلنبدأ من هنا، فكيف نستطيع أن نغيّر نظام الدولة إن لم تكن القدرة على القيام بتشريع جديد يتلاءم مع هذه الدولة؟ قدرتنا على التشريع المدني والتوحيدي للشعب اللبناني هي "صفر". لا نستطيع أن ننتقل هكذا وبسرعة من جو ساخن الى جو بارد أو العكس.

سئل: ألا تلحظ الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية هذه المشاكل؟ اجاب : لم الإكثار من المشاكل؟ لحل أية قضية أو مشكلة يجب دراسة مما هي مكوّنة، ويجب أخذ جميع مكوّناتها والعمل على حلحلتها الواحدة تلو الأخرى. فعندما نجد الحل لأوّل مكوّن من مكوّنات الأزمة ننتقل الى المكوّن الثاني ومن بعده الثالث فالرابع...، وهذا يكون العمل الطبيعي. وقد نصل في مدّة خمس سنوات أو قد لا نصل أبداً، ولكن ليس هنا أساس المشكلة، فليس لدينا حتى الآن تفسير صحيح للدستور، فلماذا لا يعمل المجلس الدستوري على تفسير القضايا التي اختلفنا عليها. لنبدأ من نصوص صحيحة وثابتة وننطلق منها، ويجب ان يكون تفسيرها ثابتاً، تفسيرها وليس تعديلها، فلدينا النص المتّفق عليه، وكلّ منا يترجمه بشكل مختلف عن الآخر، وهذه هي اللغة البابلية، لغة برج بابل حيث يكون هناك نصّ واحد وكلّ يعطيه معنىّ مغايراّ عن الآخر. يجب أن ننتهي من لغة برج بابل كي نقوى على التفاهم بنفس الكلمات، وليس كل منّا يعطي للكلمة معنىً يختلف عن المعنى الذي يعطيه الآخر.

 

عمّا وراء كلام "العقيد"

إيلي فواز، الثلاثاء 19 كانون الثاني 2010

في اليوم السابع بعد الثلاثين لزيارة الرئيس الحريري إلى سوريا، ظهر امين سر حركة "فتح ـ الانتفاضة" العقيد ابو موسى فجأة من صيدا، وتحديدا من منزل رئيس بلديتها عبد الرحمن بزري، لينازع اللبنانيين على سيادة بلدهم الذي استضافه والنازحين الفلسطينيين من "نكبة الـ48"، وليبشر اللبنانيين بأن "السلاح خارج المخيمات سيبقى ما دام الصراع مع  العدو لم ينتهِ لغاية الآن". وحاول بايماءات جسدية ان يقنعنا بأن سوريا لا تملك الكلمة الفصل في هذا الموضوع، اذ ان مسألة السلاح تخضع للقرار الفلسطيني الموجود في غزة.

ربما الذهول حال دون تعليق اركان الدولة اللبنانية على تهميش وتهشيم ابو موسى للسيادة اللبنانية. فلم نسمع عن استنفار لوزير الداخلية كما هي حاله دائما عندما يخطتف بعض المواطنين من امام صراف آلي او تسلب سيارتهم في وضح النهار. ولم نسمع وزير الخارجية اللبنانية يعترض على نسف ابو موسى لنظريته فيما خص اعتبار القرار 1559 نفذ وبالتالي مات. وطبعا لف الصمت محيط الرابية حيث يقطن "بطل" السيادة والاستقلال الجنرال ميشال عون، والارجح ان رئيس كتلة "الاصلاح والتغيير" تجنب الرد على من دونه رتبة، لكن للأسف لم يكلف أحداً من جنوده الغيارى ليقوم مقامه في التهجم كما هي حاله مع البطريرك مار نصر الله بطرس صفير.

العقيد الذي لم يسجل له معركة مشرفة غير تلك التي خاضها ضد ابناء بلده في معرض محاولته تطويع القرار الفلسطيني لصالح النظام السوري يقول ـ ويريدنا ان صدق ـ ان ما ادلى به انما نابع من "بنات" افكاره الرؤيوية، وان لا علاقة للنظام السوري الذي يحتضنه ويدرب ميليشياته ويمولها .

 المفزع والمرعب هو قدرة السيد ابو موسى في القفز فوق الاجماع اللبناني على نزع السلاح الفلسطيني من خارج المخيمات ورميه السيادة اللبنانية جانباً بعنوان لم نفهم عليه الا وهو: "السلاح خارج المخيمات له دور مختلف عن ذاك الموجود بداخله". الآن صار بالامكان الجزم بأن الصولات والجولات التي خاض غمارها القادة اللبنانيون وافضت الى الاتفاق على بند السلاح الفلسطيني خارج المخيمات غير ذي معنى او جدوى. ولا يضير رئيس الجمهورية ميشال سليمان الغاء طاولة الحوار، اذ ان ما اتفق عليه حول السلاح الفلسطيني لن يطبق وما يراد البحث فيه يتعلق بـ"المقاومة وسلاحها"، وهذا الامر أيضاً خارج إطار النقاش. والحال ايضا ان ترسيم الحدود مع الشقيقة سوريا لا يبدو أنه سيباشر العمل فيه خصوصًا في المناطق المتنازع عليها مثل قوسايا وغيرها وهي مناطق يتواجد فيها ابو موسى و"ثواره" ولا يمكن الاقتراب منها نظرا لاعمال التحرير التي يبغي العقيد الشروع فيها وضد العدو الصهيوني. 

يوما بعد يوم يتضح للجميع ان جو المصالحات، داخلية كانت ام خارجية، و كل كلام الودي الذي لف لقاءات المتخاصمين لا وظيفة له إلا تسهيل عودة الوصاية السورية على البلد. وها هي نذرها بدأت تلوح من أفق "العقيد ابو موسى". الآن على اللبنانيين، وإذا شاؤوا ان ينفذوا ما اتفقوا عليه، اللجوء الى سوريا لضبط تلميذها النجيب. وهذه النذر ترافقها سحب سوداء أطلت مع الاستنابات القضائية التي طالت قضائيين واعلاميين وسياسيين. ما يسعى فيه واليه النظام السوري هو تدجين البلد مجدداً، واخضاع اللبنانيين لإرادة المحور الايراني ـ السوري، ولنهج "حزب الله" المسلح في الداخل، والتماهي مع اساليب الحكم القمعي والتعسفي المتبعة في دمشق وطهران، وعزل لبنان عن الخارج وتفريغ كل القرارت الدولية التي تحمي سيادة لبنان واستقلاله، فضلا عن تحويل لبنان إلى أداة للتفاوض بيد كل منهما في اية تسوية ممكنة، أو ساحة حرب في أية مواجهة محتملة في المنطقة، ومن دون ان يكون للبنانين رأي مخالف.

 

الفاتيكان: مسيحيو البلاد الإسلامية لا يُعاملون في الغالب كمواطنين 

أكدت الورقة التحضيرية لمؤتمر الأساقفة العام المقبل حول الشرق الأوسط الذي سيعقد في روما في تشرين الأول المقبل أن "المسحيين في البلدان الإسلامية يعاملون في الغالب على أنهم ليسوا مواطنين"، وأرجعت ذلك إلى خلط المسلمين بين الدين والسياسة". وتعتبر الورقة أن "العلاقة بين المسلمين والمسحيين يجب أن تقوم على أساسين، أولهما أن المسحيين مواطنين من البلد نفسه، يشتركون في اللغة والثقافة، في الأحزان والأفراح الوطنية"، والثاني أنهم "مسيحيون في مجتمعهم ولأجله، يشهدون فيه للمسيح والإنجيل".

  

صفير اطلع على مشروع الخدمـــة المدنية الالزامية ورعى تكريم ابو جودة احتفاء بيوبيله الكهنوتي الذهبي

المركزية – تسلم البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، في الصرح البطريركي في بكركي اليوم، من رئيس حركة "المستقلون" رازي وديع الحاج مسودة مشروع الخدمة المدنية الالزامية الذي سيكون بديلا عن اعادة الخدمة العسكرية والذي كان البطريرك صفير تحدث عنه في عظاته سابقا. وقال الحاج "أن المشروع ينص على أن يقوم الشباب المعنيون بالخدمة الالزامية، وعلى مدى شهر من كل فصل صيف، وعلى سنتين او اكثر يتدرب فيه هؤلاء على الدفاع المدني والاسعاف الاولي، واعمال بيئية، واجراء دورات لتوعية الناس على حسن وسلامة القيادة، اضافة الى التوعية على مخاطر المخدرات والكحول وغيرها من الامور التي تحفظ المجتمع المدني". واوضح "ان البطريرك وعد بدرس المسودة، ووضع ملاحظاته عليها في وقت قريب".

بعدها التقى البطريرك صفير السفير عبدالله بو حبيب والدكتور رغيد الصلح من مركز عصام فارس لاطلاعه على نشاط المركز واهدائه منشوراته الصادرة في العام الماضي، والمشاريع المعدة للعام الحالي ومنها مؤتمر بعنوان: "تراجع الوجود المسيحي في المشرق العربي" الذي سيعقد الربيع المقبل في بيروت.

ومن زوار بكركي ايضا النائب السابق العميد ميشال خوري ثم الاب ميشال فريفر.

تكريم ابو جودة: وكان البطريرك صفير رعى حفل تكريم اقامته جامعة سيدة اللويزة للنائب البطريركي العام المطران رولان أبو جودة احتفاء بيوبيله الكهنوتي الذهبي وصدور كتاب عن سيرته الذاتية للدكتور ربيعة أبو فاضل بعنوان "المطران رولان أبو جودة : خمسون سنة في خدمة الكنيسة ولبنان" في حفل أقيم في قاعة عصام فارس في حرم الجامعة. وحضر الحفل الى البطريرك صفير، بطريرك السريان الكاثوليك البطريرك يونان، والسفير البابوي في لبنان غابرييل كاشيا، والسكرتير الأول في السفارة البابوية المونسنيور توماس حبيب، الوزيران زياد بارود وبطرس حرب، والوزراء السابقون ميشال إده، وديع الخازن، نايلة معوض، إيلي ماروني والنواب نعمة الله أبي نصر ممثلا النائب العماد ميشال عون، روبير غانم، غسان مخيبر، عباس هاشم، وممثل قائد الجيش العميد الركن الياس أبو جودة، وممثل عن مدير عام قوى الأمن الداخلي العميد جوزيف حجل، وقائد الدرك أنطوان شكور، ونقيب الصحافة محمد البعلبكي، ورئيس العام للرهبانية المارونية المريمية سمعان أبو عبده، والعديد من الأساقفة والرؤساء العامين والرئيسات العامات للرهبانيات إضافة إلى رؤساء الجامعات والمشايخ والفعاليات السياسية والحزبية والدبلوماسية والقنصلية ورجال دين.

بعد النشيد الوطني اللبناني كانت كلمة ترحيبية لمساعدة مديرعام العلاقات العامة في الجامعة السيدة ندى سعد صابر وبعدها عرض وثائقي أعده الإعلامي ماجد بو هدير تحت عنوان "يوبيل ذهبي ... مثال حياة".

بعدها تحدث مدير عام العلاقات العامة سهيل مطر فرأى في المحتفى به "حديث وتاريخ".

اما رئيس الجامعة الاب وليد موسى فقال: نعم بالصليب، ليس الذي نعلقه على الصدر بل الذي نحمله على أكتافنا وظهورنا فعندما نرى انحناءة رولان أبو جودة لا نرى إلا صليبا معنويا مخفيا يثقل كاهل هذا الأب الفاضل وكم أتخيل بيننا فيرونيكا وسمعان القيرواني وهما يقتربان ليخففا من ثقل الحمل . إن ثقافة الكنيسة هي ثقافة الفرح وقد أظهرها المطران أبو جودة في أبهى الصور".

من جهته أمين عام مدارس العرفان الشيخ سامي أبو المنى فقد رأى في المحتفى به "وجها بارزا من وجوه العائلة اللبنانية المسيحية المارونية العريقة بتاريخها وأدبياتها رائدا في تعاطيه، وقدوة في أسقفيته".

ورأت السيدة رباب الصدر شرف الدين في موقعنا التكريمي هذا "لا نكرم شخصا فردا وإنما نقف للتأمل في بدء الخلق الإلهي للإنسان وفي تحديد غرض الخلق في ان يكون الإنسان خليقة الله في الأرض، وكان أن زوده بالعلم تمكينا لمهمة التمثيل الإلهي. وبهذا كانت التوأمة في الوجود بالإنسان العالم المتصدي لحمل كلمة الله التي لا يطيق حملها إلا العقول النيرة.

ووصف المفتي الشيخ مالك الشعار المطران أبو جودة "بالناقوس الأصيل" ومعتبرا ثوبه امتداد من وشاح الكنيسة ولسانه فصيح فصاحة ابن ساعدة ولين عريكته كلين التراب في مسيل نهر وصلابة مواقفه صخرة ترتدي قفازا من النبات والأزهار ذات الأريج، ومن الزاوية رأيت سيد بكركي أيضا متابعا لرسالة الصمود والإمساك بالزمام".

بارود: بعدها تحدث الوزير بارود فقال: "خمسون، وفي عز شبابها تغوي هي قصة بذرة قمح زرعت في جل، بل في تجل، فإذا بجل الديب تحتضن الفتى ينمو في مدرسة أبونا يعقوب، بل عليها ، ليغرف في الزرع حصادا وفيرا.

هو حصاد الجودة، يا أبا جودة! جودة الزرع وجودة النمو والسنبلة، فنعم الأبوة لتلك الجودة".

صفير: أما صاحب الرعاية البطريرك مار نصر لله بطرس صفير فتكلم عن خبرة سنين طويلة مع المطران أبو جودة إذ "لم تتعكر بيننا يوما مياه الصداقة والأخوة والتعاون المخلص"، معتبرا انه "قد عرف كيف يكتسب احترام الناس وتقديرهم، وهو من لا يعرف أن يرد طالب حاجة، بحيث أن المثلث الرحمة البطريرك أنطونيوس خريش كان يقول فيه أنه رقيق القلب، وهو في الحقيقة كذلك".

أما الختام كانت الكلمة للمحتفى به الذي قال: "يزين هذا اللقاء، بل يضفي عليه طابعا من الرهبة والوقار، صاحب الغبطة والنيافة الكاردينال مار نصرلله بطرس صفير، الذي يسعدني ويشرفني أن اعبر له عن شكري على رعايته هذا اللقاء ، بشخصه، على الرغم من مشاغله واهتماماته ، وكأني به يتابع المسيرة التي بدأناها معا، منذ رسامتي أسقفا."

وبعد الشكر قدم يوبيله إلى الرب طالبا أن يمنحه يقظة الروح "التي تشدنا إلى الكمال والقداسة، غاية حياتنا على هذه الأرض". ثم قدم رئيس الجامعة هدية تذكارية للمحتفى به وجرى توزيع مؤلف الدكتور ربيعة أبي فاضل على الحضور هدية محبة.

 

جيروزاليم بوست": إيران وراء انفجار الاردن ردا على مقتل العالِم النووي

المركزية_ نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية على موقعها الإلكتروني تقريرا عن مصادر قريبة من دائرة المخابرات العامة الأردنية، يفيد بأن التفجير الذي استهدف مساء 14 كانون الثاني، سيارتين ديبلوماسيتين إسرائيليتين على جسر الملك حسين، نفذ كما يبدو بتعليمات من طهران. وذكرت المصادر وفقا للصحيفة الإسرائيلية ان المخابرات الأردنية تعتقد بأن التفجير جاء ردا على تصفية عالم الذرة الإيراني مسعود علي محمدي فى طهران، مشيرة الى ان جهاز المخابرات يحقق في احتمال قيام دبلوماسيين إيرانيين بتهريب المتفجرات التى استخدمت فى هذا الاعتداء إلى الأردن. واشارت الصحيفة الى أن الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد كان قد اتهم إسرائيل بالوقوف وراء عملية اغتيال عالم الذرة الإيراني، كما قام حزب الله بعدة محاولات للانتقام من مقتل عماد مغنية عام 2008 بما فى ذلك العملية التى تم إحباطها العام الماضي لتفجير السفارة الإسرائيلية في العاصمة الأذربيجانية باكو.

 

مصادر لبنانية لصحيفة "القدس": إسرائيل باتت شبه متأكدة أنّ حــــزب الله قادر على شن حرب هجومية استباقية

المركزية_ ذكرت صحيفة "القدس" ان إسرائيل باتت شبه متأكدة أن الحزب قادر على شن حرب هجومية استباقية، كما أن إعلانها عن مناورات جديدة ستنفذها في شهر شباط المقبل، تندرج في إطار "الحرب الباردة". ونقلت "القدس" عن مصادر في حزب الله قولها إن إسرائيل تحاول خوض "حرب استباقية عبر الإعلام نتيجة لعدم جهوزيتها وخوفا من أن تتم مباغتتها، لأنها باتت شبه متأكدة من أن الحزب قد أصبح قادرا على شن حرب هجومية "استباقية" على الأراضي الفلسطينية المحتلة وليس فقط اللجوء إلى الدفاع عن نفسه وعن لبنان وذلك من خلال التحليلات التي تنشر يمنة ويسرا حول ما بلغه من امكانيات على مستوى التسلح، وغياب المعلومات الدقيقية حول ذلك إضافة إلى تقليص حجم المعلومات حول حركة حزب الله عموما بعد تهاوي شبكات التجسس الإسرائيلية في الشهور الماضية، ما أحدث إرباكا شديدا لدى أجهزة جمع المعلومات الإسرائيلية والتي تشكل قاعدة بيانات الجيش في اية عملية عسكرية قد يشنها ولذا لجأت الدولة العبرية إلى الحرص الدائم على تكثيف مناوراتها في كل القطاعات متعمدة الاعلان عنها بهدف الإبقاء على أجواء الحرب قائمة من خلال التحذيرات التي تطلقها في موازاتها". وأضافت هذه المصادر أن الإسرائيليين قد عمدوا منذ مدة إلى استخدام أسلوب "الإستفزاز" من خلال تضخيم تحذيراتهم ومناوراتهم لدفع حزب الله إلى الرد عليها ومجاراتها في حرب "عرض عضلات" لاستخلاص ما يمكن أن يكون عليه موضوع مراهنة الحزب "كالكشف عن صواريخ معينة أرض- أرض أو أرض - جو تسعى إسرائيل جاهدة لمعرفة ما إذا كانت المقاومة قد حصلت عليها، إلا أن ذلك لن ينجح فالخطط الموضوعة للمواجهة والأسلحة التي ستستخدم فيها ستتكلم عن نفسها في أرض المعركة، في حين أن حزب الله قد وضع سيناريوهات عديدة و"مرنة" للمواجهة، وجهز نفسه للحرب المقبلة إذا وقعت وفق تصورات تفوق ما تعلن عنه إسرائيل.

 

سليمان عرض مع المر وبارود للوضع الامني

المركزية - عرض رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في بعبدا صباح اليوم مع كل من وزيري الدفاع الوطني الياس المر والداخلية والبلديات زياد بارود للوضع الامني وشؤون وزارة كل منهما واحتياجاتها. ثم استقبل رئيس المجلس الاعلى الاسلامي في العراق السيد عمار الحكيم مع وفد وتم في خلال اللقاء البحث في العلاقات القائمة بين البلدين ووجوب تعزيزها خصوصاً على مستوى الاستثمار حيث يشكل العراق اليوم مساحة جيدة لذلك خصوصاً وأن التحالفات السياسية بين القوى باتت تقوم على اساس سياسي ووطني وتضم من مختلف الاطياف، مشيراً الى نجاح التجربة اللبنانية في هذا المجال تحت عنوان الديموقراطية التوافقية التي يعتمدها العراقيون. وتناول البحث كذلك موضوع الجالية العراقية في لبنان وكيفية تعزيز دورها وحضورها وتقديم التسهيلات اللازمة لأفرادها. ورحّب الرئيس سليمان بالوفد، مشيراً الى العلاقات الجيدة مع العراق على كافة المستويات، متمنياً الاستقرار والازدهار للشعب العراقي، لافتاً الى أن التعليمات معطاة الى المعنيين بوجوب تسهيل كل مطالب أبناء الجالية العراقية في لبنان. وكان الرئيس سليمان عرض مع النائب رياض رحال للأوضاع العامة.

 

مصادر ديبلوماسية تركية مطلعة لصحيفة"الخليج"الاماراتية: ميتشل الى المنطقة بيدين خاليتين وقد ابلغ الى اوباما رغبته في الاستقالـة نصيحة تركية الى دمشق وقيادة حزب الله وربما إيران بالتزام الحذر المطلق

المركزية_ كشفت أوساط مطلعة لصحيفة "الخليج" الاماراتية نقلا عن مصادر ديبلوماسية تركية مطلعة بأن واشنطن تفتقر لأية استراتيجية أو خطة لتحقيق السلام في الشرق الأوسط،، معربة عن اعتقادها بأن الإدارة الأميركية ليس لديها ما يمكن أن تقدمه في المرحلة الحالية لتحقيق ما تعهده الرئيس باراك اوباما في بداية ولايته حول تحقيق السلام الإقليمي والشامل في الشرق الأوسط .وتقول دوائر تركية واسعة الاطلاع إن أوباما مكبل حاليا من صقور الإدارة وجماعات الضغط اليهودية، وأن رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان والساسة الأتراك قد لاحظوا هذا الأمر خلال لقاءاتهم المطولة مع المسؤولين الأميركيين .

وذكرت المصادر أن ميتشل، أبلغ الى اوباما رغبته في الاستقالة من منصبه بعدما توصل الى قناعة بصعوبة التوصل الى تفاهم في ظل التعنت "الإسرائيلي" والانقسام الفلسطيني، مضيفة أن ميتشل التقى اوباما في البيت الأبيض قبل أسابيع عدة وشرح له المصاعب التي تعترض مهمته، وملاحظاته التي سلمها مكتوبة الى الرئيس الأميركي الذي طلب إليه إعادة النظر في قراره بعد عودته من الجولة الوشيكة. وأشارت المصادر الى أن حالة من خيبة الأمل تلف أفراد طاقم ميتشل، خصوصا أن الإدارة الأميركية لا تتعامل بشكل جدي مع التوصيات التي قدمت لاوباما حول إطلاق عملية سلام على جميع المسارات. وفي السياق أكدت مصادر ديبلوماسية أوروبية بأن "إسرائيل" ليست جادة في تحقيق السلام وأن تصريحات قادتها حول استئناف المفاوضات على المسارين السوري والفلسطيني وتبادل الرسائل بين الأطراف ذات العلاقة، هي أحاديث علاقات عامة لاشاعة جو من التفاؤل الصوري دون خطوات عملية على الأرض، مشيرة الى أن دولا أوروبية تولدت لديها هذه القناعة.

وذكرت المصادر نقلا عن مسؤولين أوروبيين رفيعي المستوى زاروا واشنطن مؤخرا بأن تأخر انطلاق عملية السلام يعود الى فشل إدارة اوباما في وضع سياسة جادة، وفي هذا الصدد وصلت نصيحة تركية الى دمشق وقيادة حزب الله وربما إيران بالتزام الحذر المطلق لأن الحكومة "الإسرائيلية" تتربّص وهي بكامل جهوزيتها من أجل خلط الأوضاع في المنطقة للهروب الى الأمام من الضغوط المباشرة وغير المباشرة .

 

ميتشيل في بيروت حاملا افكارا لمشروع السلام في المنطقة الانتخابات البلدية والتعيينات امام مجلس الوزراء ونسب الآمال بـ"جديد" منخفضة لقاء لـ14 اذار في البريستول في 31 الجاري تأكيدا لثورة الارز والدعوة لـ14 شباط

المركزية- مع ان زيارة المبعوث الأميركي الى الشرق الأوسط جورج ميتشل الى بيروت التي وصلها بعد ظهر اليوم وكان سبقه اليها نائب مساعد وزيرة الخارجية الأميركية ديفيد هيل ،تحتل صدارة الاهتمامات السياسية لما قد يحمله من افكار وطروحات جديدة تتعلق بعملية السلام في المنطقة، فان الانظار متجهة نحو قصر بعبدا وما ستخرج به جلسة مجلس الوزراء نظرا لحساسية الملفات المطروحة على بساط البحث وفي مقدمها التعيينات والانتخابات البلدية والاختيارية وهما موضع تجاذب بين الاطراف السياسية وحتى داخل الفريق الواحد ما يجعل الوفاق السياسي المطلوب لبدء دوران عجلتهما مفقودا ،الامر الذي من شأنه تقليص نسبة التفاؤل بمواقف او قرارات مهمة قد تبين الاتجاه الذي سيسلكه هذان الملفان .

مشروع الانتخابات : ففيما يطرح وزير الداخلية زياد بارود مشروع قانون الانتخابات البلدية بشكل مفصل على الوزراء ،علم ان وزارة الداخلية ارسلت الى الامانة العامة لمجلس الوزراء ملحقا وزع على الوزراء عرض فيه بارود في جدول مقارنة بين النص المقترح للتعديلات المقترحة للقانون الذي يراه للانتخابات البلدية والنص الحالي اظهر الفرق بشكل اساسي مع التعديلات الواجب اتخاذها في الانتخابات واوضح الجدول ايضا ان الانتخابات ستجري على اربع مراحل وتعتمد اوراق الاقتراع المطبوعة سلفا وستمدد تقنيا ولاية المجلس الحالية مدة شهر. ومن شأن هذا الملحق في رأي مصدر وزاري تسهيل النقاش على طاولة مجلس الوزراء بعدما ابدى الوزير بارود استعداده لمناقشة اي رأي والاجابة على اي سؤال بهذا الشأن بالتفصيل وهو بحسب ما ابلغ "المركزية" سيكون شديد الوضوح في مقاربته للامور.واستغرب بارود الانتقادات الموجهة اليه على خلفية عدم لحظ المشروع اقتراع من هم في سن ال18 عاما مشددا على انه يلتزم الدستور الذي حدد سن الانتخاب ب21 عاما وتاليا فانه من غير الجائز مخالفة نصوص الدستور طالما تبقى غير معدلة لتخفيض سن الاقتراع.

وعزت مصادر وزارية حملة الانتقادات ومحاولات التشويش على مشروع قانون بارود الى عدم رغبة بعض الاطراف باجراء الانتخابات لمصالح خاصة بكل طرف والقاء التبعات على وزير الداخلية لتحميله وزر ارجائها بعدما كانت مهدت لذلك بالاشارة الى ان من شان هذه الانتخابات الاطاحة بمناخات الوفاق السائدة على الساحة الداخلية بعد كل ما بذل من جهود في سبيل توطيدها.

واستبعدت المصادر صدور قرار بشأن الانتخابات نظرا لحجم الاعتراضات الواسعة من قبل القوى السياسية على اكثر من نقطة في مشروع قانون الوزير بارود من بينها تقسيم بعض الدوائر واعتماد النسبية في اخرى وبعض الاليات المعتمدة .

التعيينات: اما بالنسبة الى التعيينات فاستبعدت المصادر ان تبت جلسة اليوم في الالية الواجب اعتمادها او حتى في مبدأ الالية بحد ذاته كونها تحتاج الى اجماع مجلس الوزراء ما يعني ان مجرد رفض وزير واحد للالية من شأنه الاطاحة بها .

وقالت مصادر وزير التنمية الادارية محمد فنيش لـ"المركزية" انه لم يضع حتى الساعة اي الية ولن يضع ما لم يصدر عن مجلس الوزراء قرار واضح وصريح بتكليفه واكدت انه كان زار الرئيسين سليمان والحريري بعد جلسة مجلس الوزراء الماضية بعدما حصل التباس في الجلسة حول تكليفه وضع الية وهو لم يكلف بوضع اي الية حتى الان وتاليا فانه يريد ضمانة للسير بأي الية قد يضعها.

سير ذاتية: الى ذلك علمت "المركزية" ان مجلس الخدمة المدنية تلقى عددا من السير الذاتية لمرشحين للتعيينات بعد الحديث عن اعتماد معياري الكفاءة والنزاهة وتاكيد الرئيس سليمان احترام المناصفة ورفض المحاصصة واعطاء الافضلية لمن هم داخل الملاك واعتماد الترفيع.

14 اذار مجددا في البريستول: في سياق اخر ، علمت "المركزية" ان قيادات قوى 14 اذار ولاسيما المسيحية والسنية منها ستعقد لقاء عاما في 31 الجاري في فندق البريستول تستعيد من خلاله الصورة الواحدة الموحدة لها وتؤكد الالتزام التام بالمشروع السياسي وثوابت ثورة الارز القائمة باهدافها وافكارها رغم المتغيرات والتطورات على المستوى السياسي .

وقالت مصادر في 14 اذار لـ"المركزية" ان المجتمعين سيصدرون في نهاية الاجتماع موقفا سياسيا وصفته بالمهم يجدد التأكيد على ثوابت ثورة الارز وتوجه من خلاله الدعوة الى احياء ذكرى 14 شباط على المستوى الوطني لانها بحسب المصادر محطة تتخطى السياسة الى المستوى الوطني والتاريخي، واشارت الى ان الاتصالات جارية بين مكونات 14 اذار من اجل وضع الترتيبات والتحضيرات اللازمة للاجتماع المشار اليه كما لطريقة احياء الذكرى. وانطلاقا من هنا ،اكدت المصادر، ان فكرة لقاء مسيحيي 14 اذار وما اثير حول مذكرة مسيحية اصبحت لزوم ما لا يلزم طالما ان لقاء 31 الجاري سيؤكد التحالف المسيحي –السني ويستعيد روحية الخطاب السياسي الذي انطلقت منه ثورة الارز وهي الاهداف نفسها التي كانت وضعت للمذكرة المسيحية المنوي اعلانها عن اللقاء المسيحي لـ14 اذار.

الحريري وقيادات المستقبل: وفي سياق متصل، عقد الرئيس الحريري نهاية الاسبوع المنصرم اجتماعا مع قيادات تيار المستقبل وضعهم في خلاله في صورة المتغيرات التي طرأت منذ الانتخابات النيابية مرورا بتشكيل الحكومة وزيارته الى سوريا والظروف المواكبة للمرحلة وكيفية التعاطي معها انطلاقا من المواقع السياسية واعطى توجيهاته بهذا الشأن. واوضحت اوساط سياسية لـ"المركزية" ان الحريري ابلغ الى القيادات تفاصيل زيارته الى دمشق واوضح انه تلقى وعودا سورية بالتعامل على مستوى الدولتين وباعادة النظر في الاتفاقات المبرمة مؤكدا ان العبرة تبقى في التنفيذ وقال: اعد بأنني ساضع الرأي العام في اجواء كل جديد وابقى على تواصل معكم ومعه.

زيارة باريس: الى ذلك يتوجه الحريري الى باريس غدا في زيارة وصفتها مصادر في الخارجية الفرنسية بالبالغة الاهمية التي توليها فرنسا عناية خاصة واكدت لـ"المركزية" ان دوائرها اعدت لرئيس حكومة لبنان الذي يزورها للمرة الاولى بهذه الصفة حفاوة بالغة قل نظيرها لرؤساء الحكومات. واوضحت انه سيتخلل الزيارة توقيع خمس اتفاقيات مهمة تاكيدا على الدعم الفرنسي للبنان قولا وفعلا والبقاء الى جانبه في مختلف الظروف.

وفد سوري: على صعيد اخر توقعت اوساط دبلوماسية ان تعقب عودة الحريري الى بيروت ،وقبل توجهه الى القاهرة، زيارة لوفد رسمي سوري الى لبنان قد يرئسه رئيس الحكومة محمد ناجي العطري ردا لزيارة الحريري الى دمشق.

"العرب" القطرية": مبادرة سعودية - سورية لدفع جهود المصالحة الفلسطينية تؤيدها قطر وتعارضهــا مصر

المركزية_ تحدث مصدر فلسطيني رفيع المستوى في دمشق عن وجود معارضة مصرية لجهود سعوديةـ سورية من أجل تحريك عملية المصالحة الفلسطينية. وقال المصدر لصحيفة"العرب"القطرية" "إن العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز بحث مبادرة للتحرك مع الرئيس السوري بشار الأسد لدى زيارته للرياض الأربعاء الماضي"، وأوضح أن الرئيس الأسد بارك الجهود السعودية لرغبتها الجادة في إنهاء الانقسام الفلسطيني" حسب المصدر. وتابع "إن القيادة القطرية أيدت التحرك عبر الاتصالات التي جرت مع الأمير الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بصفته رئيسا للقمة العربية في دورتها الحالية، وأكد المصدر أن المعضلة اليوم هي في القاهرة، وفي رئيس السلطة محمود عباس اللذين لا يرغبان في تبني المبادرة ولا يريدان لها النجاح.

وقال "إن الحكومة المصرية مرتبطة باستحقاقات أميركية - إسرائيلية لاحتواء الوضع الفلسطيني برمته بما يخدم التوجهات الأميركية وسعيها لإعادة التفاوض على قاعدة ما طرحه بنيامين نتنياهو من رفض وقف الاستيطان وعدم البحث في القدس. وأوضح أن مصر تريد التحكم بالوضع الفلسطيني وربط المصالحة لتغطية مسار التسوية الجاري طبخه بهدوء والمتوقع تحريكه لدى زيارة المبعوث جورج ميتشل خلال اليومين المقبلين إلى المنطقة. وذهب المصدر أبعد من ذلك بأن المشكلة في الإحراج المصري، لافتا إلى أن افتعال المشكلة مع الجزائر بعد مباراة كرة القدم وحالة الجفاء مع سوريا والتوتر مع قطر ومع حكومة حماس يأتي كله من أجل مسايرة إسرائيل ومواكبة التحرك الأميركي للتسوية. وأكد المصدر أن القاهرة لا تستطيع توتير العلاقات مع الرياض كون مصر تدرك حجم الرياض الإقليمي والدولي فضلا عن المساعدات الاقتصادية التي تقدمها لمصر، واستنتج المصدر ألا ترفض القاهرة الخطة السعودية بالكامل لكنها ستسعى لتعطيلها عدة أسابيع إلى حين نضوج الطرح الكفيل بالحفاظ على الدور المصري وإنهاء بناء الجدار الفولاذي مع قطاع غزة.وتابع أن القاهرة لا تريد المصالحة في حال حصولها للتأثير على بناء الجدار الممول أميركيا وإسرائيليا، وهو ما يثير حالة من الغضب في الشارع المصري والعربي عموما.

 

"الأهرام" المصرية: تأهب اميركي لمبادرة جديدة للسلام

المركزية - ذكرت صحيفة "الأهرام" المصرية إن الولايات المتحدة تتأهب لإطلاق مبادرة جديدة للسلام فى الشرق الأوسط، ومن المتوقع أن يقترن ذلك بجولة جورج ميتشيل المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط للمنطقة, وهذه المبادرة الأميركية يترقبها الجميع منذ الخطاب الذى ألقاه الرئيس الأميركي باراك أوباما بجامعة القاهرة واكدت الصحيفة أن السلوك الإسرائيلى غير مقبول فلسطينيا وعربيا, وهذا ما تدركه أميركا, ومن ثم فإن المباردة الأميركية المرتقبة التى طال إنتظارها ينبغي أن تأخذ فى إعتبارها المراوغة الإسرائيلية, وأن الموقف فى منطقة الشرق الأوسط لم يعد يحتمل مثل هذه المراوغة ودون ذلك تزيد الغيوم فى المنطقة.

 

"السياسة" الكويتية: جنبلاط طلب من دروز إسرائيل التمرد ورفض استخدامهم كبش محرقة في الحرب

المركزية - كشف مصدر مقرب من رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط لصحيفة"السياسة" الكويتية" حقيقة الاجتماع الذي انعقد الشهر الفائت في قبرص مع وفد من المعروفين الدروز في فلسطين المحتلة, وضم إلى جانب جنبلاط وزير الأشغال غازي العريضي والنائب مروان حمادة, موضحاً أنه جرى البحث في عمق مسألة الصراع العربي- الإسرائيلي، مع تزايد احتمال نشوب حرب جديدة بين إسرائيل والعرب, يكون لبنان بوابتها كما في كل مرة بحجة تدمير ترسانة "حزب الله" من الصواريخ الإيرانية في محاولة جديدة تسعى إليها إسرائيل لرد الاعتبار إلى قواتها المسلحة بعد حرب تموز 2006 التي منيت فيها بنكسة كبيرة.

وأشار المصدر إلى أن جنبلاط تمنى على الوفد الدرزي الذي التقاه بزعامة سعيد نفاع الذي يمثل مجمل الدروز العرب الذين يعيشون في إسرائيل والبالغ عددهم 120 ألف نسمة, العمل بأن لا تجعلهم إسرائيل كبش محرقة في مواجهة مباشرة مع العرب وبالتحديد مع "حزب الله" والفلسطينيين, ودعا الدروز القاطنين في إسرائيل إلى التمرد ورفض الحرب في حال أجبروا على دخولها بالقوة. وذكر المصدر أن النائب الدرزي في الكنيست الإسرائيلي سعيد نفاع, نقل إلى جنبلاط والوفد المرافق قلق دروز إسرائيل من خطر تهجيرهم بالقوة إلى جانب مواطنيهم من إسرائيل والبالغ عددهم نحو مليون ونصف المليون نسمة, في حال نشوب حرب جديدة, تعتبرها إسرائيل وجودية بالنسبة إليها في مواجهة التطرف العربي والإسلامي الذي يقوده "حزب الله". وكشف أن جنبلاط أبلغ الى الوفد الدرزي تخوفه من قيام إسرائيل بهذه الحرب في الربيع المقبل. وبشأن عقد اللقاء في قبرص وليس في دولة عربية, كشف المصدر أن اللقاء كان مقرراً عقده في الأردن ثم جرى استبداله باجتماع يعقد في القاهرة بعد التباين الذي حصل على خلفية موقف لجنبلاط اعتبرته السلطات الأردنية بأنه تدخل في شؤونها, ولذلك رفضت أن يعقد مثل هذا اللقاء على أراضيها, وهذا ما حصل بالنسبة لمصر التي رفضت عقد هذا اللقاء في مصر بعد الكلام الانتقادي الذي وجهه جنبلاط ضد السلطات المصرية.

 

"الجريدة" الكويتية: القاهرة تبلِّغ الكويت والرياض رفضها استقبال مشعل

المركزية_ نقلت "الجريدة" الكويتية عن مصادر مصرية وفلسطينية أن القاهرة أبلغت الى عواصم عربية عدة عدم رغبتها في استقبال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل في خلال الفترة المقبلة، إلا بعد توقيع "حماس" على الورقة المصرية. وأشارت المصادر إلى أن"حماس" سبق أن طلبت من دول عربية منها السعودية والكويت، التوسّط لتحسين علاقات الحركة مع مصر، والتي توترت أخيراً بعد مقتل جندي مصري على الحدود مع غزة بنيران فلسطينية إثر احتجاجات قام بها فلسطينيون على حدود القطاع التي تسيطر عليه "حماس".

وأكدت المصادر أن القاهرة أبلغت الى الوسطاء في السعودية والكويت رفضها استقبال مشعل، وذلك بعد إعلان مساع كويتية لعقد اجتماع بين مشعل والرئيس الفلسطيني محمود عباس في القاهرة، وأشارت إلى أن مصر لا تمانع من استقبال وفد من "حماس" في أي وقت للتوقيع على الورقة المصرية كما هي بلا أي تعديلات.

 

جعجع وعلوش اكدا احياء ذكرى 14 شباط كالعادة في ساحة الشهداء رئيس "القوات" متخوف من طرح التعديلات للتملص من اجراء الانتخابات البلدية في موعدها

المركزية - اعتبر رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع في دردشة اعلامية ان طرح تعديل قانون الانتخابات البلدية أمر ضروري "ونحن دائماً مع اعادة النظر في جميع القوانين ولاسيما قانون البلديات لكنني لا افهم اجراء تعديلات بهذا الحجم قبل الموعد القريب للانتخابات البلدية في الوقت الذي تحتاج مثل هذه التعديلات المطروحة الى بحث ومناقشة مستفيضين". أضاف "واذا ما طُرحت اليوم على مجلس الوزراء فمن الطبيعي ان تتطلب حوالي ثلات جلسات على طاولة المجلس ومن ثم تنتقل الى مجلس النواب وتمر على اللجان وتذهب الى الهيئة العامة حيث ستأخذ الكثير من المناقشة والمداولات بين الكتل النيابية والى حين التوصل الى اتفاق يكون "قضى الله أمراً كان مفعولاً" ويكون موعد الاستحقاق البلدي قد انقضى". وأعلن جعجع ان القوات اللبنانية ستتقدم باقتراح الرامي الى تعديل المادة 16 من قانون الانتخابات البلدية لاجرائها في موعدها "اذ نحن متمسكون بحصولها في موعدها"، مضيفاً "ان باقي التعديلات المطروحة فتُطرح في جلسة أخرى لتنتقل في ما بعد الى المجلس النيابي حيث تتم مناقشتها".

واذ تخوّف من طرح هذه التعديلات للتملُص من اجراء الانتخابات البلدية في موعدها، أكدّ وجوب احترام المواعيد الدستورية، متسائلاً "عن سبب عدم طرح هذه التعديلات مسبقاً قبل أسبوعين من انتهاء مهلة الاعداد للانتخابات البلدية لمناقشتها واقرار ما يلزم اقراره".

وعن مسألة السلاح خارج المخيمات الفلسطينية، أكّد جعجع على ضرورة ان تأخذ الحكومة اللبنانية موقفاً رسمياً في هذا السياق باعتبار انه لا يمكن ان يتصرف البعض وكأن لبنان أرض سائبة ولا دولة سيدة فيه"، مذكراً ان موضوع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات قد طُرح على طاولة الحوار وتم اتخاذ القرار حوله بالإجماع كما ان الرئيس فؤاد السنيورة جمع ممثلي الفصائل الفلسطينية وابلغهم بالقرار تحضيراً لتنفيذه". وتابع "واليوم وبعد 25 سنة من غياب "أبو موسى" نتفاجأ بتصريحه حول السلاح خارج المخيمات علماً ان لا صفة رسمية له وكلامه لا يعني شيئاً". ورداً على سؤال شدد جعجع على ان احياء "ذكرى 14 شباط لهذا العام ستكون كالعادة في ساحة الشهداء ومشابهة للأعوام الماضية لأنه لم يتغيّر شيء"، نافياً علمه بمشاركة النائب وليد جنبلاط وتاركاً للقيادات السياسية تقرير مستوى مشاركتها.

وحول التعيينات الادارية، أوضح جعجع ان "القوات اللبنانية تؤيد ايجاد آلية شفافة وفي ضوئها تتم التعيينات في مجلس الوزراء ولو ان بعض الاطراف غير متحمسة لمثل هذا الاجراء".

وعن طرح الرئيس نبيه بري بشأن تشكيل الهيئة الوطنية لالغاء الطائفية السياسية، قال جعجع "مع احترامي الكبير للرئيس بري فان المجلس النيابي هو سيد نفسه في كل الظروف ومن جهة اخرى فان اكثرية الكتل النيابية اعلنت بشكل واضح واكثر من مرة انها لا ترى هذا الطرح مناسباً في هذا التوقيت"، مشيراً الى ان "الرئيس بري له الحق بطرح ما يشاء ولكننا نرى ان اصراره على هذا الطرح يهدف الى "زكزكة" اكثرية من اللبنانيين ومن دون امل للتوصل الى اي مكان سوى زيادة التشنج في البلد".

علوش: وكان جعجع استقبل عضو الامانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق مصطفى علوش في حضور مستشار العلاقات الخارجية في الحزب ايلي خوري. وقال علوش انه "تداول وجعجع بمجمل الامور ولاسيما واقع 14 آذار والشؤون الوطنية العامة اذ أكدنا على وحدة قوى 14 أذار التي لا تحتاج الى تأكيد ونحن نعتبر أن واقع 14آذار فرض نفسه منذ ثورة الارز ولا يزال هذا التحالف موجوداً في قلوب الناس وعقولهم".

وكشف ان ذكرى 14 شباط سوف يتم احياؤها كما كل عام في ساحة الشهداء التي اصبحت ساحة الحرية والمناسبة تعتبر مناسبة وطنية وهي خارج الاصطفافات السياسية والتغيرات"، معتبراً "أن التجمع سيكون واعداً".

وعن طرح الرئيس نبيه بري إلغاء الطائفية السياسية في هذا التوقيت بالذات، قال" لا علاقة لمسألة إلغاء الطائفية السياسية بطاولة الحوار لأنها أنشئت على أساس واحد وهو البحث في الاستراتيجية الدفاعية وبالنسبة لنا كقوى 14 آذار تعني تحويل كل السلاح الى كنف الدولة ونقطة على السطر".

واوضح علوش ان "مبدأ الغاء الطائفية السياسية يحتاج الى تمريره في مجلس النواب الذي يقرر بشأنه فإذا نال الاجماع المطلوب فلا مانع من إنشاء هذه الهيئة التي لا تعني الغاء الطائفية السياسية". وعن التعيينات الادارية قال " إن تيار المستقبل والرئيس الحريري والقوى الاستقلالية تطمح الى أن تحل الكفاءة مكان المحاصصة ولكن هذا الامر يعود الى مجلس الوزراء".

وعن تصريحات "أبو موسى" حول موضوع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وامكان ربط هذا التصريح بزيارة المسؤول الاميركي جورج ميتشل الى المنطقة، قال علوش ان "اختفاء السيّد "أبو موسى" بشكل كامل عن الساحة السياسية لفترة طويلة خفف لحسن الحظ الكثير من المشاكل على الساحتين الفلسطينية واللبنانية"، مذكراً بالدور السيىء الذي لعبه "أبو موسى" في انشقاق منظمة التحرير وشق حركة التحرير سنة 1982 الذي كان اكمالا للدور الاسرائيلي في ذاك الوقت. وفي كل الاحوال اعتقد أن هذا الكلام مشبوه بتوقيته كما أن هناك أحاديث جرت في سوريا عن انهاء هذه القضية"، لافتاً الى ان قضية السلاح الفلسطيني خارج المخيمات محسومة لبنانياً منذ سنة 2006 ولا يراود أي لبناني تساؤلا حول هذا الموضوع اذ ان الامور تُبحث مع القيادة السورية بغض النظر عمّا قاله ابو موسى".

وعن امكان تأجيل الانتخابات البلدية، قال علوش" ان ما سبّب التأخير في اقرار قانون جديد للبلديات هو غياب الحكومة في الوقت الماضي واستمرار الخلافات ولكن هناك البعض ممن لا يرغبون بإجراء هذه الانتخابات في وقتها المحدد وبادخال الامور على بعضها للوصول الى تسويات، مؤكداً ان تيار المستقبل مصر على اجرائها في وقتها المحدد".

سفير هنغاريا: واستقبل جعجع سفير هنغاريا في لبنان روناي ارباد في حضور مسؤول العلاقات الخارجية في الحزب جوزف نعمة، ثم وفداً من مندوبي الوسائل الاعلامية في محافظة الشمال.

 

دمشق و"سلاح"...أبو موسى

 الثلاثاء, يثال نت/19 يناير 2010

رأت أوساط فريق الاكثرية أن التساؤل الذي أطلقه أمين سر حركة "فتح الانتفاضة" العقيد سعيد موسى "أبو موسى"، عن "وجود إشارة سورية لرئيس مجلس الوزراء سعد الحريري لنزع السلاح الفلسطيني من خارج المخيمات"، كـ"إطلاق نار" في اتجاهين: زيارة الحريري لسوريا، ومؤتمر الحوار الوطني. وتساءلت الأوساط نفسها، عبر "الراي" الكويتية، عن موقف سوريا وموقعها من تصريحات "أبو موسى" والتي جاءت لتتقاطع مع إشارات "سلبية" من ملف السلاح خارج المخيمات الذي تُعنى به في شكل رئيسي "فتح الإنتفاضة" و"جبهة جبريل"، كان أطلقها رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل ابان زيارته الأخيرة لبيروت حين وضع هذا السلاح في إطار "خلفية تاريخية تتعلق بالثورة الفلسطينية وبهواجس الفلسطينيين من الاعتداءات الاسرائيلية كما جرى في صبرا وشاتيلا (مجزرة العام 1982)"، علماً ان "القيادة العامة" لاقت هذه المواقف امس بإعلانها "ان الملف الفلسطيني في لبنان هو مسؤولية فلسطينية، وسوريا تراعي الخاصية الفلسطينية".

وقرأت الدوائر نفسها سلباً رفْع "فصائل الشام" السقف الاعتراضي استباقاً لأيّ اتجاه لـ"تسييل" نتائج زيارة الحريري لسوريا على صعيد ملف السلاح خارج المخيّمات بعد المعلومات التي اشارت الى ان الحريري تلقى "وعدا" من الأسد بتسهيل معالجة هذا الملف. مع الإشارة الى ان هذا العنوان المستجدّ يتوقّع ان يحضر في مداولات جلسة مجلس الوزراء اليوم عبر مداخلات بعض وزراء الأكثرية. ومن جهته، آثر عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب أنطوان زهرا في تصريح لـ"السياسة"، عدم الرد على هذا الموقف كي لا يحرج رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري الذي بحث هذا الموضوع مع الرئيس السوري بشار الأسد أثناء زيارته الأخيرة إلى سوريا، كاشفاً بأن رأيه الشخصي في كلام أبي موسى بأنه "جواب سوري لا أكثر ولا أقل". إلا أن صحيفة "الأخبار"إعتبرت،نقلا عن مصدر مقرب من سوريا، أن "التوضيحات "التي أطلقها أبو موسى بعد زيارته أمس لوئام وهاب ،أظهرت أن دمشق تريد سحب هذا الموضوع من التداول

 

مصادر ديبلوماسية: خلاف "الوزير" و"السفير" يعكس الإنقسام الداخلي حول تطبيق القرار 1559 أو عدمه

محمد شمس الدين/لبنان الآن

الاثنين 18 كانون الثاني 2010

ما يدور في كواليس وزارة الخارجية اللبنانية حول القرار 1559 يبدو انه وصل مرحلة "الخلاف" بين الوزير علي الشامي وسفير لبنان في الأمم المتحدة نواف سلام حيث تناقضت المواقف بينهما بعدما رد الأخير على الموقف الديبلوماسي السوري في المنظمة الدولية الذي ابدى تحفظه في اجتماع اللجنة الخامسة، المختصة بالميزانيات المالية لمبعوثي الأمين العام، على القرار التي اتخذته في النصف الثاني من كانون الأول الماضي حول ميزانيات البعثات السياسية الخاصة ومن بينها ميزانية مكتب المبعوث الخاص للأمين العام تيري رود لارسن، المعني بتنفيذ القرار 1559 للسنتين 2010 و2011 والتي بلغت 695000 دولار. وكان المندوب السوري قد سحب إقتراحا كان تقدم به لحذف الفقرة التي تدعو "رود لارسن" الى دعم عملية حل جميع الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية العاملة في لبنان، مع الالتزام بالقرارات السابقة لمؤتمر الحوار الوطني "المتعلقة بالسلاح الفلسطيني داخل المخيمات وخارجها".

ونقلت مصادر ديبلوماسية أن الأزمة الناشئة بين "الوزير" و"السفير" جاءت على خلفية أنّ "الوزير الشامي يتهم السفير سلام بعدم التقيد بتنفيذ سياسة وزارة الخارجية التي تلتزم تنفيذ مقررات مجلس الوزراء وتعكس سياسته الخارجية والإلتزام بما يصدر عنها من قرارات يتخذها الوزير". وفي حين أشارت إلى أن "ميزانية لارسن قد أقرت من دون الحاجة الى التصويت عليها وهو بالتالي سيستأنف عمله وفقا لما هو مقرر له"، قالت هذه المصادر "إن اي اعتراض أو تحفظ  كما استمرار الحملة على القرار 1559 ومهمة مبعوث الأمين العام لم تعد ذات فائدة ويجب التفتيش عن آليات قانونية لتعطيل القرار عبر إثبات تنفيذه من قبل جميع الأطراف المعنية به لا سيما في فقرتيه "الثانية" و"الثالثة" المتعلقتين بالإنسحاب من لبنان وما سمي بسلاح الميليشيات".

وتعتبر المصادر نفسها أن "اللجوء الى اعتماد هذه الطريقة في التعاطي مع مهمة لارسن قد يكون الطريق الأقصر والأنجع، بعدما شكلت حكومة الوحدة الوطنية التي من المفترض أنها متفقة حول تفسير وتطبيق القرار المذكور لا سيما لناحية وضع سلاح المقاومة التي اصبحت جزءا لا يتجزأ من سياسة الحكومة اللبنانية واستراتيجيتها المتعلقة بالإحتلال الإسرائيلي بعدما نفذت سوريا ما عليها من خلال انسحاب جيشها من لبنان في 2005، وبالتالي فإن ما تبقى من القرار يعني إسرائيل وحدها والتي عليها سحب قواتها من الأجزاء التي ما زالت تحتلها في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء الشمالي من قرية الغجر"، ورأت في المقابل أن "لا خوف من القرار نفسه إذا بقي ضمن هذا التفسير التي تتبناه حكومة الرئيس الحريري والتي تعتبر الضامن الحقيقي لعدم استغلاله في التوتير الداخلي".

هذا وبررت هذه المصادر مطالبة وزير الخارجية بإلغاء القرار 1559 بأنها "جاءت على خلفية ما يمكن أن ينتج عنه داخليا باعتباره عامل تفجير بين اللبنانيين المنقسمين حول القرار بين مؤيد ورافض"، مشيرة الى أن "الالغاء عملية معقدة تحتاج الى موافقة المجتمع الدولي، عدا عما يحكم الأمم المتحدة ومجلس الأمن من قوانين قد لا تجيز هذا الإجراء"، إلا أنها رأت أنه "على الحكومة اللبنانية ان تستنفر ديبلوماسيتها لإثبات أن القرار قد "نفذ"، وبالتالي لا حاجة الى استمرار متابعته ولا صرف الميزانيات له وهو الأمر التي باتت الحكومة اللبنانية تملك كل معطياته السياسية والقانونية". 

 

شمعون يرى أن كلام أبو موسى "لا قيمة له".. وزهرا يعتبره "جواباً سورياً"   

١٩ كانون الثاني ٢٠١٠/  موقع 14 آذار

علّق رئيس "حزب الوطنيين الأحرار" النائب دوري شمعون في حديثٍ إلى صحيفة "السياسة" الكويتية: على كلام مسؤول "فتح الانتفاضة" أبو موسى الذي اعتبر أن موضوع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات مرتبط بالصراع العربي الإسرائيلي بالقول: "إن كلام أبو موسى لا قيمة له، ويبدو أن جماعته تعودوا على مر الزمن على عدم احترام القوانين اللبنانية، ويبدو أنهم أخذوا "كسرة" بعدم احترام سيادة لبنان، لكننا لن نشجعهم على الاستمرار في هذه المواقف، ونحن نرفض هذا الكلام لأنه يتعارض مع سيادة لبنان واستقلاله وكرامة أبنائه"، مضيفاً "إن الظروف سوف تلجمهم وتجعلهم يندمون على كل ما فعلوه تجاه لبنان".

بدوره، اعتبر منسق الأمانة العامة لقوى "14 آذار" فارس سعيد في حديثٍ إلى الصحيفة نفسها أن "كلام أبو موسى مفاجئ ويتناقض مع مناخ المصالحات العربية العربية"، لافتاً إلى أن "لبنان ليس بحاجة لأبو موسى أو غيره للدفاع عن نفسه، فهذا البلد قد أعطى دروساً لكل العالم العربي في مواجهة إسرائيل، فالجيش والدولة يتكفلان بالدفاع عن لبنان، واللبنانيون هم الذين يدافعون عن وطنهم". وأضاف: "إذا كنا نشتكي من السلاح اللبناني خارج إطار الدولة اللبنانية، فبالتأكيد سنشتكي أكثر فأكثر من السلاح غير اللبناني خارج إطار الدولة".

من جهته، آثر عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب أنطوان زهرا عدم الرد على هذا الموقف "كي لا يحرج رئيس الحكومة سعد الحريري الذي بحث هذا الموضوع مع الرئيس السوري بشار الأسد أثناء زيارته الأخيرة إلى سوريا"، معتبراً أن "كلام أبو موسى هو جواب سوري لا أكثر ولا أقل".

 

إده لموقع "14 آذار": "حزب الله" يحتاج الى اسرائيل والسلاح الفلسطيني ليبقي على تسلحه 

١٩ كانون الثاني ٢٠١٠/موقع 14 ىذار

استغرب عميد حزب "الكتلة الوطنية" كارلوس اده ان تقبل شريحة عريضة من اللبنانيين بمبدأ الصيف والشتاء تحت سقف واحد في تعامل بعض الفئات مع القضايا الوطنية والاستراتيجية. واعتبر اده في حديثه لموقع "14 آذار" الإلكتروني، انه "اذا كان اللبنانيون يشكلون شعباً واحداً متجانساً فان النتيجة الحتمية لذلك ستكون ان ولاء كل مواطن هو للوطن قبل اي اعتبار آخر في مطلق الاحوال وان الشعب اللبناني بمختلف فئاته سيعمل لبناء دولة المؤسسات التي يناط بها كل مسؤولية وطنية اسوة بالدول المستقلة التي تصون سيادتها من اي خطر داخلي او خارجي"، مؤكداً أنه "بهذه القاعدة فقط يصبح التخلص من الرواسب السيئة التي تتسبب بها الطائفية والمذهبية في متناول الشعب اللبناني و يسهل الانتقال الى ترسيخ اسس لمجتمع مدني في لبنان".

واشار الى أنه "إذا لم يكن اللبنانيون يشكلون شعباً واحداً خلافاً لما سبقت اليه الاشارة بفعل وجود فئات لبنانية تعتبر ان انتماءها الى هويتها الطائفية اهم من انتمائها الى الوطن اللبناني وهذه الفئة هي في حقيقة الامر في صراع وتنافس مع سائر الطوائف فانه سيكون منطقياً من هذه الوجهة ان تعمل هذه الفئة بكل قواها على الاحتفاظ بالميليشيا التي تكونها لنفسها خارج اطار المؤسسات الدستورية وهي ستستخدمها وسيلة ردع وضغط في المعادلة الداخلية وتحقيق اهدافها السياسية".

ورأى ان "هذا الواقع ينسحب تماماً على حزب الله الذي يلجأ الى كل المبررات والذرائع بعد تحرير الجنوب والبقاع الغربي عام 2000 للاحتفاظ بسلاحه وتكريس واقعه المستقل عن الدولة ومؤسساتها لافتاً الى ان آخر ذريعة لجأ اليها الحزب كانت بالقول ان بقاء الميلشيا الخاصة به تشكل الضمانة لمنع التوطين الفلسطيني في لبنان".

وقال اده: "يبدو ان اللبنانيين نسوا ان الاحزاب المسيحية حملت السلاح مطلع الحرب اللبنانية ضد التوطين بالتالي فاذا كان المرء يقبل بالمنطق الذي يبرر لفئات ان تتسلح خارج الدولة دفاعاً عن قضية معينة فان هذا ما يؤكد حكماً ان اللبنانيين لا يشكلون شعباً واحدا بل انهم كناية عن فئات وهو ما قد يدفع الى القول ان الكانتون المسيحي لا يختلف عن الكانتون الذي اقامه حزب الله".

واشار اده الى ان "ما طبق على الميليشيات المسيحية ينسحب اليوم بشكل تام على حزب الله"، مستغرباً ان "يكيل بعض الاطراف بمكيالين حيث يرون ان الميليشيات المسيحية هذه حملت سلاحاً غير شرعي بينما يستشرسون في الدفاع عن سلاح حزب الله وان كان سيلحق الضرر بالدولة ومصالح الوطن وسيجر الويلات على اللبنانيين وينسف الوحدة الوطنية ولن يكون هو بالتأكيد الضمانة لمنع التوطين في نهاية المطاف".

واكد اده ان "منع التوطين لا يحصل الا بالوحدة الوطنية الكاملة ومن خلال بناء الدولة القوية السيدة التي تبسط سلطتها على كامل التراب اللبناني"، لافتاً إلى أنه "يستحيل ان يعيش لبنان اذا كانت هناك فئة تملك السلاح خارج اطار الدولة وتحاول ان تفرض مشيئتها على سائر اللبنانيين". واعتبر اده ان "اخطر ما في الامر من هذا القبيل ان ترتبط هذه الفئة المسلحة كلياً باطراف خارجية وان تستمد منها بقاءها وعوامل قوتها وتمويلها مقابل ان تنفذ ما يفرض عليها من اجندات". ومن الامثلة على ذلك دائماً حسب اده ان "النظام الايراني سيأمر حزب الله بفتح الجبهة في جنوب لبنان ما ان تصل الامور بين ايران والمجتمع الدولي الى المواجهة حيث سيدفع اللبنانيون واهل الجنوب بشكل خاص الثمن باهظاً مع انهم غير معنيين بكل هذه التطورات مؤكداً ان الايرانيين لن يأبهوا لما سيصيب الشعب اللبناني". واستغرب اده ان "يكون بعض اللبنانيين عدا الذين يقبضون الاموال من النظام الايراني يدافعون عن برنامج ايران النووي بينما سيتأذى لبنان من اي اشعاع ذري لاي هجوم ايراني نووي على اسرائيل". وبرأي اده ان "نزع السلاح الفلسطيني مطلب وطني لن يجد طريقه الى التحقق والمعالجة الجدية فالنظام السوري وحزب الله يعارضان اي معالجة في هذا الاطار لابقاء لبنان ضعيفاً ومقسوماً وللحفاظ على الذرائع التي تبرر استمرار سلاح الحزب".

واشار اده الى انه "مثلما تحتاج اسرائيل الى النظام السوري وحماس وحزب الله لتستمر في سياساتها فان حزب الله يحتاج الى اسرائيل والسلاح الفلسطيني ليبقي على تسلحه الامر الذي يتيح له السيطرة على لبنان".واخيراً اعتبر اده ان "المنطق المفروض حالياً في المصالحات لن يؤتي الثمار المخطط لها لان اي مصالحة تقتضي اجمالاً ان يقوم المعتدون بالاعتذار وبتغيير اسلوبهم في التعامل مع المعتدى عليهم اضافة الى ضرورة التسامح من قبل المعتدى عليهم بينما نشاهد في لبنان فرض الشروط بالسلاح على الضحية اسوة بالمثل القائل: رضي القتيل ولم يرض القاتل".  المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

زيارة ميتشل لبيروت: تأكيد على لبنانية القرار

نهارنت/يصل المبعوث الاميركي الخاص الى الشرق الاوسط جورج ميتشل بعد ظهر الثلاثاء الى بيروت، حيث يبدأ محادثاته مساء، بلقاء مع وزير الخارجية علي الشامي، يعقبه لقاء مع رئيس الحكومة سعد الحريري الذي يولم له بعد جلسة العمل، على ان يستكمل لقاءاته الرسمية غدا الاربعاء. وذكرت صحيفة "النهار" ان ميتشيل سيبلغ المسؤولين، تصور الرئيس الاميركي باراك أوباما للحل النهائي، مع التشديد على اهمية "ان يقبل الفلسطينيون والاسرائيليون بالمقترحات التي يحملها ميتشل والمؤدية الى جلوس وفدين يمثلهما الى طاولة المفاوضات"، مع الاشارة الى "ان نجاحها هو مفتاح الحل والعامل الاول لتعبيد الطريق وايجاد الحلول للقضايا الشائكة المطروحة على المسارين السوري واللبناني مع اسرائيل، وبعضها مستقل عن مشاكل المسار الفلسطيني". واوضحت صحيفة "الحياة" من جهتها، أن ميتشل سيتشاور مع قادة الدول العربية التي سيزورها ومن بينها لبنان في أفكار ومخارج عدة من أجل استئناف المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية التي حالت إسرائيل دون إحيائها بسياسة بناء المستوطنات ورفضها وقفها، فضلاً عن مواصلتها تهويد القدس.

وذكرت مصادر ديبلوماسية أن "من بين الأفكار المحتملة أن تصدر الولايات المتحدة رسالة ضمانات واحدة الى كل من إسرائيل والسلطة الوطنية الفلسطينية تنص على أن هدف المفاوضات تكريس حل الدولتين، إسرائيل والدولة الفلسطينية، بحدود 1967، على أن تجرى عملية تبادل للأراضي بين الدولة الفلسطينية وبين إسرائيل (سواب)، إذ هناك أراض بنيت عليها مساكن للمستوطنين تريد إسرائيل الاحتفاظ بها، وتتخلى مقابلها على أراض فلسطينية استولت عليها منذ العام 1948". وإذ تشير الأفكار الأميركية في هذا الصدد الى أن يتم التفاوض حول الوضع النهائي على هذا الأساس، فإن المصادر الديبلوماسية المطلعة قالت للصحيفة، "إن هذه الصيغة تبقى غامضة في ما يخص مواصلة إسرائيل عملية تهويد القدس وطرد الفلسطينيين من منازلهم فيها، خصوصاً أن وضع القدس متروك للمفاوضات على الوضع النهائي". وأكدت مصادر وزارية ل "النهار" انه لا يمكن التقليل من أهمية زيارة ميتشل لبيروت مشددة على ان الزيارة للاعتراف بلبنانية القرار. ولفتت "النهار" استنادا الى مصدر ديبلوماسي أميركي، ان جولة متشيل في المنطقة ستشمل الى لبنان، اسرائيل وأراضي السلطة الفلسطينية والاردن. واشارت الصحيفة الى أنه لن يزور سوريا من دون معرفة السبب، إلا اذا كان ميتشل يأخذ في الاعتبار ان المساعي الجارية لمعاودة المفاوضات السورية – الاسرائيلية لم تنضج بعد. 

 

فتح الانتفاضة" لا تتراجع عن السلاح ولبنان متمسك بقرارات الحوار

نهارنت/لم تستبعد أوساط وزارية ان يثير بعض الوزراء في جلسة مجلس الوزراء الثلاثاء موضوع التصريحات التي أدلى بها أمين سر "حركة فتح "الانتفاضة" العقيد سعيد موسى (ابو موسى) قبل يومين من صيدا رافضاً فيها نزع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات. واشارت الاوساط لصحيفة "النهار" الى ان جهات معارضة أبدت استياءها من كلام "أبو موسى" وأكدت تمسكها بقرارات طاولة الحوار اللبناني في شأن نزع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات. وأوضحت ان تصريحات "أبو موسى" اثارت شبهة في توقيتها ومضمونها وحتى في "ظهوره" المفاجئ في صيدا. واعتبرت اوساط سياسية لصحيفة "اللواء" توقيت موقف ابو موسى "بأنه بمثابة رسالة سياسية عشية زيارة المبعوث الاميركي لعملية السلام جورج ميتشيل الذي يصل الى بيروت الثلاثاء، او في اطار الضغط على طاولة الحوار لالغاء القرار 1559".

لكن قوى فلسطينية قللت في المقابل، شأن هذه التصريحات، واعلن أمين سر حركة "فتح" في لبنان اللواء سلطان أبو العينين " أن أبو موسى أراد في تصريحه الأخير ان يعود الى الحياة بعد موت سياسي وهو نسي أو تناسى ان الاشقاء اللبنانيين اجمعوا في ما بينهم على معالجة السلاح الفلسطيني خارج المخيمات بنزعه او الاتفاق على ذلك واعادة تنظيمه داخل المخيمات".

وكان ابو موسى سارع الاثنين الى اعلان ما يشبه تصحيح موقفه من دون التراجع عنه، مبديا استعداده للحوار اذا رأت الحكومة او الدولة ان هناك ضرورة للحوار على مواقع محددة، مشيرا الى ان السلاح الفلسطيني سواء كان خارج المخيمات ام في داخلها هو جزء من المقاومة ضد العدو الصهيوني.

وكان ابو موسى اعلن الاحد، رفضه "إلغاء وجود السلاح الفلسطيني بالمطلق خارج المخيمات الفلسطينية في لبنان".

ورفض ابو موسى، خلال زيارة إلى رئيس بلدية صيدا عبد الرحمن البزري، وهي الزيارة الأولى له منذ العام 1982، القبول بإدخال هذا السلاح إلى داخل المخيمات.

ورأى "أن للسلاح الفلسطيني خارج المخيمات أهداف ورؤية تختلف عن وجوده داخل المخيمات، خصوصا وأنه يتعلق بمواجهة اسرائيل في حال كان هناك عدوان جديد على الجنوب اللبناني". واكد "أن قرار السلاح الفلسطيني داخل لبنان هو قرار فلسطيني داخلي لا علاقة له بأي قوى، حتى وإن صح الحديث عن وجود إشارة سورية لرئيس الحكومة سعد الحريري لنزع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات في لبنان".

وكانت مصادر وزارية اعتبرت لصحيفة "الحياة" ان الموقف الفلسطيني "شكّل تحدياً للحكومة اللبنانية ولمؤتمر الحوار الوطني الذي سيعاود اعماله الشهر المقبل، مشددة على انه بات يستدعي منهما الرد عليه لقطع الطريق على محاولة توظيف هذا الموقف في سياق الترويج لعدم فاعلية حكومة الوحدة الوطنية في الدفاع عن الإجماع اللبناني في خصوص السلاح الفلسطيني". ولم تستبعد المصادر عينها ان يكون للتوقيت الذي اختاره أبو موسى للإعلان عن رفضه جمع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات علاقة مباشرة بما تردد في الأسابيع الأخيرة من ان مجلس الوزراء اللبناني يدرس اتخاذ موقف موحد من هذا السلاح انسجاماً مع إجماع أقطاب الحوار الوطني على ضرورة جمعه. 

 

فرنجية: لا خلاف داخل المعارضة بشأن التعيينات ولا تسوية على حساب ايران و"حزب الله"

نهارنت/اكد رئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية ان لا خلاف داخل المعارضة حول موضوع التعيينات، انما هناك وجهات نظر مختلفة في قراءتها. ووصف فرنجية بعد لقائه النائب ميشال عون، في الرابية، بعض ما جاء من تعديلات في احكام قانون الانتخابات البلدية بالجيد، الا انه سأل كيف سيتم تنفيذ البنود الاخرى؟. وشدد على "التوازن في التمثيل في المدن الكبرى في الإنتخابات البلدية المقبلة". وانتقد مسألة فرض الشهادة على رؤساء البلدية، معتبرا ان هذا الامر سيخلق ازمة بين رؤساء البلديات، ومشيرا الى أن هناك بعض البلديات لا يمكن إيجاد شخص حامل إجازة ليكون رئيسا للبلدية. وقال فرنجية ردا على سؤال "نحن مع الغاء الطائفية ولكن الغاء الطائفية السياسية يعني شيىء والغاء الطائفية يعني شيىء آخر مؤكدا أن "الديمقراطية التوافقية التي نعيشها هي أفضل الممكن"، وشدد على أن رئيس مجلس النواب نبيه بري لا يريد الغاء الطوائف. وفي موضوع السلاح الفلسطيني، اعتبر فرنجية "ان وجود السلاح الفلسطيني في لبنان داخل وخارج المخيمات خرق للسيادة اللبنانية"، وأضاف ان "الحوار الوطني هو الذي يبحث السلاح ولكن نحن مع بحث كل الأمور". وعن زيارت الوفود الأميركية الى لبنان في الآونة الآخيرة، رأى أن هناك محاولة لإشاعة أن الاتفاق مع سوريا هو على حساب ايران و"حزب الله"، وقال "واهم ولا يفهم بالسياسة من يعتقد أن هناك أي تسوية على حساب ايران و"حزب الله" حصلت"، مشددا على أن أساس هذه التسوية هي "حزب الله"، وأضاف ان "الأميركي يريد بابا للدخول والتسوية حدثت على حساب من لا يعرف أنها حصلت". 

 

بري مستعد لدعوة مجلس النواب لتعديل الدستور

نهارنت/يشكل البند المتصل بسن الاقتراع الذي لم يلحظ مشروع التعديلات التي اقترحها وزير الداخلية زياد بارود على قانون البلديات، اي تغيير مع التزام بارود سن الواحد والعشرين، نقطة عالقة، خصوصا وانه يتطلب تعديلا دستوريا. واذ ابدى رئيس مجلس النواب نبيه بري استغرابه لعدم تضمين المشروع اقتراح خفض سن الاقتراع الى 18 سنة، اعرب وفق ما نقلت صحيفة "الحياة" عن مصادره، عن استعداده لدعوة المجلس النيابي للانعقاد لإقرار التعديل الدستوري الرامي الى خفض سن الاقتراع وإنه سيتشاور مع الرئيس الحريري لتحديد موعد للجلسة. وذكرت الصحيفة "أن بري أبلغ بارود عندما التقاه في حضور النائب علي حسن خليل إصراره على إفساح المجال أمام الشباب ممن بلغوا سن ال18 (بدل 21 سنة كما ينص عليه القانون الحالي) للمشاركة في الانتخابات البلدية لأن "من غير الجائز أن نعدهم في كل مرة ولا نفي بوعودنا". وأكد بارود التوجه هو لإجراء الانتخابات في موعدها رداً على تكهنات وتحليلات عن أن أطرافاً تريد تأجيلها. وشجع بري بحسب المصادر نفسها، بارود على إعداد التحضيرات اللوجستية لإجراء الانتخابات البلدية بما فيها إعداد لوائح الشطب بأسماء الناخبين المستفيدين من خفض سن الاقتراع لتكون وزارة الداخلية جاهزة فور إقراره وذلك لكسب الوقت بدلاً من الانتظار الى حين إقرار التعديل الدستوري في البرلمان.

 

سلامة: احتياطي مصرف لبنان الحالي للعملات الصعبةهو الأعلى في تاريخه

نهارنت/طمأن حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة اللبنانيين، مؤكدا أنّ أجواء الهدوء السياسي تبشر بعام جيد على الاقتصاد اللبناني. وكشف سلامة في مقابلة مع وكالة فرانس برس الثلاثاء أن ّ"احتياطي مصرف لبنان الحالي هو الأعلى في تاريخه وقد بلغ 28 مليارا و600 مليون دولار أميركي، عدا الذهب الذي يقدر بعشرة مليارات بحسب سعر السوق الحالي". واضاف "هذا عنصر ثقة يؤدي الى تخفيض الفائدة، وتخفيض الفائدة يساعد في تفعيل الوضع الاقتصادي". واضاف ان "كل العوامل، بما فيها اجواء الوفاق السياسي الذي يبدو قائما، متوافرة ليكون العام 2010 عاما جيدا على الاقتصاد اللبناني". واكد سلامة ان لبنان بقي بمنأى عن الازمة المالية العالمية، مشيرا الى انّ لبنان "اظهر خلال السنوات الماضية بان لديه مناعة تجاه الازمات سواء كانت داخلية او خارجية". وشدد حاكم المصرف المركزي على اهمية اعتماد خطة اصلاحية تشمل خصوصا قطاع الطاقة، مشيرا الى ان العجز في مؤسسة كهرباء لبنان الذي تغطيه الدولة اللبنانية يشكل "نسبة 3% من اجمالي الناتج المحلي". وقال "الاصلاح في هذا القطاع هو المدخل الى تخفيض العجز في ميزانية الدولة".

 

حركة "24/24 كهرباء" تعد بالتمدد لتشمل كافة الأراضي اللبنانية

نهارنت/برزت للمرة الأولى حركة جديدة لافتة للنظر تحمل اسم حركة "24/24 كهرباء". وتبين أن هذه الحركة كانت قد سبقت الاحتجاجات الشعبية العاصفة التي استمرت ثلاثة أيام، والتي قام بها أهالي مناطق شمالية لبنانية، قطعوا على إثرها الطريق المؤدي إلى دمشق اعتراضا على قطع التيار الكهربائي عن مناطقهم. ووجهت الحركة كتابا مفتوحا في السابع من الشهر الحالي إلى رئيس الوزراء سعد الحريري تطالبه فيها بالعمل على تأمين التيار الكهربائي لكل المناطق طوال 24 ساعة، رافضة التقنين الذي بات يميز بين المناطق الغنية والفقيرة. ومما جاء في الرسالة: "اعدلوا يا دولة الرئيس: أعطوا الكهرباء لحزام الفقر في ضاحية بيروت على حساب الوسط وقريطم وعين التينة.. أعطوا المنية وعكار على حساب الرابية والقصر الجمهوري.. أعطوا التبانة وبعل محسن والقبة وأحياء طرابلس الفقيرة على حساب سكان أحياء المعرض". واللافت أنّ الحركة تشكلت نواتُها في منطقة المنية الشمالية ذات الغالبية السنية التي حسبت باستمرار وبشكل ساحق على "تيار المستقبل". وأكّد صاحب مبادرة "24/24" جوزيف حولي أن الحركة تود التمدد لتشمل كل المناطق اللبنانية المحرومة من التيار الكهربائي، كاشفاً عن اتصالات تجرى مع المناطق المحيطة مثل عكار والبداوي "لتأمين التنسيق مع مجموعات معنية بالأمر".

 

عون وبري: بعد الغاء الطائفية السياسية مواجهة في ملف التعييينات

نهارنت/التعيينات بعد الغاء الطائفية السياسية. موضوعان يشكلان خلافا داخل عدد من قوى المعارضة ولا سيما بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون. وقد اعلن عون رفضه دعوة بري الى تشكيل لجنة تتولى البتّ الأولي للترشيحات للمناصب الادارية، واعتبرهذه الدعوة بانها منافية للدستور، مشيرا الى "نقطة واحدة لتعليل ذلك، فالمادة 65 من الدستور تقول إن التعيينات تخضع لتوافق وان لم يتم التوافق فتخضع للتصويت بأكثرية الثلثين فكيف استطيع ان أسمح لأناس من خارج مجلس الوزراء ان يحصروا الاختيار بين ثلاثة مرشحين وفي الواقع هناك عشرة مرشحين؟ هذا اعتداء على صلاحيات مجلس الوزراء كما هو اعتداء على حق الأفراد". واشار في حديث الى قناة "المنار" الى أنه لا يجوز أن تكون هناك سلطة للجنة فوق سلطة مجلس الوزراء مما يشكل اعتداء على صلاحيات المجلس والأفراد المراد تعيينهم. وطالب عون بأن يتم التعامل مع ملف التعيينات "مجموعة مجموعة". وفيما يحضر ملف التعيينات على طاولة مجلس الوزراء عصر الثلاثاء، اجرى الوزير محمد فنيش مشاورات مع الوزير جبران باسيل، ذكرت صحيفة "اللواء" ان فنيش "حاول السعي الى صيغة تجمع بين اقتراح بري لجهة تشكيل لجنة من قضاة وغيرهم وبين تأكيد عون على ضرورة حفظ صلاحية الوزير ومجلس الوزراء، وعلى عدم جعل الآلية المطروحة غطاء لمحاصصة مقنّعة.

واجرى بري ايضا عشية الجلسة مشاورات، مع وزراء حركة "أمل" بحضور فنيش، للتداول في الأفكار المطروحة بالنسبة الى قانون البلديات وآلية التعيينات.

وفي الوقت الذي لم تكشف فيه المصادر الوزارية ما إذا كان قد اتخذ موقف محدد حيال الموضوعين المطروحين فإنها لفتت الى أن أي تعيينات لن تقرّ الثلاثاء، في انتظار مزيد من المشاورات. وأكّد فنيش لصحيفة "المستقبل" ان "النقاش لا يزال في مرحلة الاتفاق على مبدأ وطريقة إجراء التعيينات، ولم نصل بعد إلى مرحلة تكليفي من قبل مجلس الوزراء بتقديم اقتراح في هذا الشأن أو تصور لآلية". ورأى أنه يفترض بمجلس الوزراء أن يبتّ في جلسة اليوم الطريقة التي يجب اتباعها، مؤكداً أن لديه "تصوراً واضحاً وتقنياً لكيفية إجراء التعيينات"، مشيراً إلى أنه "ينتظر الموافقة السياسية، كي يقدّم تصوّره، التي هي موافقة مجلس الوزراء بما يمثله من أطراف سياسية مجتمعة حول الطاولة".

وكان عون اعلن رفضه ايضا لطرح بري في الدعوة لتشكيل الهيئة الوطنية لالغاء الطائفية السياسية. وكانت معلومات لصحيفة "اللواء" اشارت في هذا السياق, الى اتساع رقعة الخلاف بين رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري حول التعيينات من داخل الإدارة لمنع المحاصصة. فسليمان يشجع على اجراء التعيينات من خلال الترقية في المراكز الشاغرة من داخل الإدارة منعاً للمحاصصة وتأكيداً لمبدأ الكفاءة مع مراعاة التوازنات الطائفية والمذهبية في الفئة الأولى، في حين يتمسّك بري بالتعيينات من خارج الملاك للاحتفاظ بحصته.

 

طائرة مساعدات لبنانية تصل الى هاييتي

نهارنت/أقلعت من مطار بيروت عند الساعة الثانية من فجر الثلاثاء طائرة محملة بالمساعدات المقدمة من الحكومة اللبنانية متوجهة الى هاييتي الى المنكوبين في هاييتي جراء الزلزال الكبير الذي ضربها الاسبوع الماضي. وتحمل الطائرة التابعة لشركة الشرق الأوسط على متنها 39 طنا من الادوية والامصال والثياب والحليب والخيم والبطانيات ستسلم هناك الى المسؤولين، ليصار الى توزيعها على المحتاجين. ومن المتوقع ان تصل الطائرة، عند الساعة الثانية عشرة ظهرا، بالتوقيت المحلي، وبعد افراغ حمولتها سيعقد الوفد الذي غادر على متنها اجتماعا مع المسؤولين في هاييتي للاطلاع على الوضع ميدانيا وتفقد اوضاع اللبنانيين هناك. ويضم الوفد الرسمي اللبناني شخصيات سياسية واجتماعية وطبية واعلامية. وستعود الطائرة، يوم غد الاربعاء الى بيروت، بعد ان تنجز هذه المهمة الانسانية وقد تحمل على متنها عددا من الجرحى اللبنانيين من جراء الزلزال. وكان المنسق الخاص لشؤون الامم المتحدة في لبنان مايكل وليامز قد رحّب بقرار لبنان ارسال فريق طبي ومساعدات طارئة اخرى الى الشعب الهاييتي واصفاً هذه الخطوة بهذا التوقيت "يظهر التزام لبنان كشريك فاعل في المجتمع الدولي" 

 

جنبلاط: لم ربط إلغاء الطائفية بسلاح المقاومة؟

نهارنت/إعتبر رئيس "اللقاء الديمقراطي" وليد جنبلاط أنّ مسلسل "وادي الذئاب" الذي أغضب إسرائيل وتسبب بأزمة ديبلوماسية كبرى مع تركيا، وينطبق على عدد من الأمور في لبنان، إذ إن ما أن تطرح مسألة أو قضية حتى تنقض الذئاب المالية والطائفية والإقطاعية من كل حدب وصوب، من أجل إسقاط أي طرح أو فكرة، لا تتلاءم مع مصالحها أو مشاريعها أو أهدافها". وطالب خلال حديثه الأسبوعي الى جريدة الأنباء بتطبيق الدستور لناحية تشكيل الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية، بعدما تعالت الأصوات المعترضة على إنشاء الهيئة التي نص عليها الدستور، مع تأكيده على ضرورة أن تستوعب الهيئة وتناقش، كل الهواجس والمخاوف لدى بعض القوى داخل الهيئة التي لن تتفرد بقراراتها أو تفرضها فرضا، بل ستشكل موقعا للبحث الهادىء في هذا الموضوع الشائك، الذي يعوق تقدم الحياة السياسية اللبنانية منذ سنوات طويلة. وتساءل جنبلاط "لماذا تربط مسألة إلغاء الطائفية السياسية بقضية سلاح المقاومة، الذي يبقى موضوع نقاش ضمن هيئة الحوار الوطني برئاسة رئيس الجمهورية، توصلا الى خطة دفاعية في التوقيت المناسب، تتيح تأطير كل القدرات الدفاعية اللبنانية، لمواجهة العدو الاسرائيلي الذي يتربص للبنان منذ عقود وعقود؟". وعن مصالحة الشويفات، أكّد جنبلاط أنّ "المصالحة أنجزت رغم بعص الإنتقادات والصعوبات، فأكدت العيش المشترك والتواصل التاريخي ،والنضال المشترك ورفاقية السلاح بين الضاحية وبيروت والجبل، الذي حقق إنجازات ضخمة في المراحل الماضية، وفي طليعتها إسقاط اتفاق السابع عشر من أيار". 

 

وليامز: الجهود الدولية مستمرة لتأمين الانسحاب الاسرائيلي من الغجر

نهارنت/اثار الممثل الشخصي للامين العام للامم المتحدة في لبنان مايكل وليامز مع وزير الخارجية علي الشامي موضوعي تنفيذ القرار 1701 والانسحاب الاسرائيلي من الغجر.

واعلن وليامز ان الامم المتحدة تنوي مضاعفة جهودها لتنفيذ الانسحاب الاسرائيلي من قرية الغجر وفق القرار 1701، مؤكدا أن الاسرائيليين يحتلون الشطر الشمالي من القرية بطريقة غير شرعية. واذ نقل وليامز عن الشامي قلق لبنان من الخروقات الاسرائيلية اليومية، لفت الى ان الامم المتحدة تستمر في دعوتها اسرائيل لوقف هذه الخروقات. 

 

سعي الى توحيد المشيخة الدرزية

نهارنت/أكدّ النائب طلال ارسلان أنّه " لا يجوز إطلاقاً أن يبقى الخلاف قائماً على مسألة مشيخة العقل والأوقاف والمجلس المذهبي"، مشدداً على ضرورة الوصول إلى تكريس التفاهم في هذا الموضوع. وعن سبب هذا الموقف يقول ارسلان لصحيفة "الأخبار" :"من الضروري حلّ هذا الموضوع لأن التقارب السياسي يجب أن يعكس نفسه على الأرض"، مضيفاً «يجب الوصول إلى اتفاق على هذا الموضوع، وبهدوء". بدوره يشدد رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط على أن المشكلة ستُحلّ وبدبلوماسيّة مع المير طلال، إذ إن هناك قانوناً يقول بشيخ عقل واحد، وقد أخذ الأمر خمسين عاماً لحصول هذا التوحيد مشيراً الى إيجاد حلٍّ يحفظ كرامة الشيخ نصر الدين الغريب.

ويقول المقربون من النائب ارسلان أنّه يرفض البحث في قانون تنظيم المذهب الدرزي الذي صدر عن مجلس النواب في أيلول 2006 مشيرين الى أنّ المشكلة الأساسيّة في القانون تنطلق من عدم مشاورة جميع الأفرقاء في أمره. وقد حلّ هذا القانون بديلاً من قانون عام 1962 الذي قضى بتكريس استقلالية الطائفة في شؤونها وأوقافها ومؤسساتها الخيرية، وراعى وجود شيخين للعقل بصفة رسمية ينتخبهم أبناء الطائفة الذكور الذين لهم الحق في الانتخاب وفقاً لقانون انتخاب أعضاء المجلس النيابي، بعدما تتفق كلمة الطائفة الدرزية في لبنان على اختيارهما من أبنائها الأخيار. ويُشير متابعون لوضع الطائفة الدرزيّة إلى أن اعتراض بعض المشايخ الدروز على القانون كان لجهة أن إدارة الوقف يجب أن تكون كما أراد الواقف أي صاحب الأملاك التي أعطاها للوقف بحسب وصيته، إذ يُحدّد بعض الواقفين جهة استعمال الأموال في مجالات مثل التعليم، الطبابة، مساعدة الفقراء وغيرها.

لكن المشكلة الحاليّة في الوقف الدرزي تنطلق من أن هناك بعض الأوقاف التي لم يستطع المجلس المذهبي إدارتها بسبب سيطرة بعض المشايخ الأقوياء عليها. ويُعدّد بعض العارفين بالشأن المذهبي مقام النبي أيوب في بلدة نيحا الشوفيّة ووقف الأمير السيد عبد الله التنوخي في عبيه وغيرهما. وأبرز مواضيع المشاكل في هذا الإطار أوقاف المتين التي تنتظر حكماً قضائياً، ويسيطر عليها النائب ميشال المرّ. وفي جردة تاريخية، بعد وفاة الشيخ رشيد حمادة عام 1970، لم يبق إلا الشيخ محمد أبو شقرا في منصب شيخ العقل حتى وفاته في عام 1991 حين عيّن بهجت غيث قائم مقام شيخ عقل الموحدين الدروز بمباركة من وليد جنبلاط. بعد سنوات قليلة على تعيينه، نشبت خلافات حادة بين غيث وجنبلاط ما لبثت أن توسعت لتشمل عدداً من المراجع الدينية الدرزية. 

 

إخلاء سبيل اللاجئة العراقية يسرى العماري الثلثاء

نهارنت/من المنتظر أن يُُطلق سراح اللاجئة العراقية يسرى العماري اليوم الثلثاء بعد انظار طويل دام أمس على باب "المفوضية العليا لشؤون اللاجئين" انتهى على ابقائها في الداخل ما أبقي الشك قائماً في فعلية إخلاء السبيل اليوم. وقد أمر القضاء منذ أكثر من شهر بإخلاء سبيلها، وبقيت برغم ذلك سجينة نظارة الأمن العام. مساء أمس، تقرر أن تنام في بيت تابع للأمم المتحدة، على أن يرافقها اليوم موظفو المنظمة الدولية إلى مبنى الأمن العام، مجدداً، لتنهي معاملاتها، وتصبح، فعلاً، حرّة. وكانت قد سُجنت يسرى في سجن زحلة، منذ شهور طويلة، بتهمة الدخول خلسة إلى لبنان، عبر الحدود السورية. في 11 كانون الأول الماضي. وبعد مرور شهرٍ على اصدار الحكم الوجاهي بإطلاق سراحها تابع محامي الدفاع نزار صاغيّة لقضية يسرى، وتقرر إخلاء سبيلها صباح السبت الماضي. لكن، اشترط إخلاء السبيل أن تتسلّمها جمعية "كاريتاس"، برغم معارضة صاغية لذلك، وتودعها في «ملجأ» تابع لها، لحين زيارتها مقر "المفوضية العامة لشؤون اللاجئين" أمس، ومنحها حريتها التامة في لبنان. وتشرح خوري التي تعمل ضمن مشروع "حماية الموقوفين في نظارة الأمن العام" في "كاريتاس" ان مشروع حماية الموقوفين يستوعب منذ تسع سنوات المسجونين وتحديداً السجينات ذوي الحالات الاجتماعية أو الصحية الخاصة، فتبقى الحالة سجينة لكن بظروف أفضل من تلك المعيشة في نظارة الأمن العام . و تنفي خوري تماماً علمها بالقرار القضائي الصادر والقاضي باطلاق صراح يسرى، علماً بأن صاغية يؤكد لصحيفة "السفير"، أنه اتصل بكاريتاس عند الثالثة من بعد ظهر السبت، وأبلغهم بأن إبقاء يسرى في ملجئهم غير شرعي، وهو أسرٌ يمنعها عن حريتها التي ضمنها لها القرار القضائي. ويعتبر صاغية الإبقاء على يسرى سجينة "ممارسة تكشف خللاً كبيراً في علاقة الأمن العام بالدولة وبجسمها القضائي تحديداً، قائلاً "نحن أمام جسم أمني يوقف تنفيذ حكم قضائي". 

 

مشعل ونصرالله وجهان لعملة واحدة

بلال خبيز / 2010 الثلائاء 19 يناير

ايلاف/بعض ما جاء في خطبة امين عام حزب الله في مهرجان دعم المقاومة الذي جرت أعماله في بيروت مؤخراً لا يعدو كونه تحصيلاً حاصلاً: تأكيد على ثوابت ومبادئ وتوجهات، تعبئة تحريضية تشد من عصب من تراخى عصبه وتفيد في تمتين عصب من لم يتراخ اصلاً، وتذكير متكرر بأصل المشكلة ومكمن العقدة في ما يخص العلاقة مع العدو الإسرائيلي. وجاء في الخطبة نفسها ايضاً ما يمكن اعتباره استكمالاً لموقف سياسي، خصوصاً في ما يتعلق بالملاحظات القاسية التي أبداها الأمين العام حول الجدار الفولاذي الذي تبنيه السلطة المصرية على طول حدودها مع قطاع غزة. كثيرون أيضاً رأوا في لهجة السيد نصرالله تصعيداً واضحاً يختلف اختلافاً بيناً عما جاء على لسان شريكه في أزمان التصعيد، الرجل الأول في حركة "حماس" خالد مشعل. القائد الحمساوي تنكب في هذا المؤتمر جانب المداخلة المرنة. واطلق مواقف يمكن التأسيس عليها من كل جانب، سواء في ما يخص العلاقة الحمساوية مع الحكومة المصرية او في ما يخص علاقات "حماس" العربية عموماً وخصوصاً مع المملكة العربية السعودية وسوريا، وأخيراً والأهم في ما يتعلق بعلاقة "حماس" المتوترة بحركة "فتح" التي يقودها الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

البعض ارجع هذا الاختلاف في النبرة بين الرجلين إلى الاختلاف الذي اصاب المرجعيات التي يواليها كلا الرجلين. فمشعل أعلن من الرياض ان مرجعيته عربية صرف، وان حركته لا تريد ولا تهدف إلى استبدال الدور المصري – العربي بدور آخر، مع أنها ترحب بأي دور مساعد، وان العلاقة مع إيران هي علاقة بين طرف يناضل لتحقيق أهدافه في الاستقلال والتحرر من قبضة احتلال غاشم، ودولة تدعم بالمال والعتاد هذا الطرف. لا أكثر ولا أقل. من جهته لا يكف السيد حسن نصرالله عن التصريح بأن مرجعه الأول والأهم هو الولي الفقيه، وان حزبه إنما يقاتل تحت رايته. والحق ان ما كان يجمع بين الرجلين في التاريخ القريب ويجعل خطابيهما متشابهين في النبرة والموقف، لم يكن غير العلاقة المميزة التي تربط كلا منهما بالإدارة السورية. إذ لطالما قيل ان حزب الله يخدم سيدين: سوريا وإيران، ولم يكن خافياً على احد ان دمشق تستضيف قيادة حركة "حماس": في السياسة وفي التحرك. وتالياً لم يكن لقادة هذا الحركة قدرة على مخاصمة التوجه السوري والاعتراض عليه من دون ان يؤثر ذلك على حرية حركة هؤلاء.

حزب الله من ناحيته، يملك هامشاً أكبر في التحرك، على المستويات كافة، فهو حزب يملك ثقلاً معنوياً هائلاً يحول دون محاولة اي طرف، حتى لو كان طرفاً اساسياً في الحل والربط الشرق اوسطيين، باستهدافه على نحو مباشر. ثم أن الحزب يعمل وينشط في لبنان، حيث لم يعد في وسع الإدارة السورية ان تستهدفه بضغط مباشر. والحال، ليس ثمة ما يمنع الحزب من الميلان نحو جهة من الجهتين اللتين كان يخدمهما إذا ما برز خلاف في التوجه بين الجهتين.

على مثل هذه التحليلات يحلو لبعض المراقبين قراءة التوجهات السورية الحالية، خصوصاً وهم يراقبون الحماسة السورية المنقطعة النظير في التبشير بدور تركي حاسم وراجح في المنطقة بل وفي العالم. ويكاد المرء يقع في الحيرة حين يلاحظ كم الكتابات والتحليلات التي استفاقت فجأة على عظمة تركيا ودورها الحاسم في المنطقة والعالم، في حين ان تركيا كانت على الدوام بالقرب منا ولم يولها أحد اهتماماً او يدعي أنها صاحبة دور مقرر في أزمة الشرق الأوسط مثلما يقال عن دورها اليوم.

الأرجح أن شيئاً من هذا كله لم يحصل فعلاً. لم يتغير الدور التركي، ولم تكتسب تركيا قوة هائلة بين ليلة وضحاها. وهذا أمر مفروغ منه. كذلك فإن الله لم يقذف نوراً في صدر قادة حركة "حماس" فجأة ليعتدلوا في ما يتعلق بصراعهم مع اخوتهم في "فتح"، فيصبح الرئيس عباس فجأة ممثل اساسي للشعب الفلسطينيي، بعدما كان بالنسبة للحركة جاسوساً أحياناً، ومفرطاً بالحقوق في اوقات كثيرة، ورئيساً غير شرعي في كل الأوقات. جل ما حصل ان إيران اليوم ترقص رقصتها الأخيرة، وبعدها ستجد نفسها أمام خيار من اثنين، إما المواجهة وإما الإذعان، بصرف النظر عن المدة الزمنية التي تستغرقها الرقصة.

اللاعب السوري الذي يجيد وراثة الأدوار منذ عبد الناصر إلى ميشيل عفلق وبعث العراق، وصولاً إلى فلسطين وحركة فتح التي رعت دمشق انقساماتها، إلى حزب الله وحركة أمل في لبنان وحركة حماس في فلسطين، هذا اللاعب يعرف ان المشهد الذي تؤديه إيران هو المشهد الاخير، لذلك هو يبحث عن بدائل يعيد تقديمها على خشبة المسرح، وقد تكون المسلسلات التركية المدبلجة باللهجة الشامية بداية الغيث السياسي الذي سينهمر فجأة على المشرق العربي برعاية سورية. حزب الله الذي اعلن مداخلة متصلبة في مهرجان المقاومة هو وجه العملة التي تسكها الإدارة السورية هذه الأيام، أما مداخلة مشعل المرنة فهي وجهها الآخر.

 

"الربع الأصعب" يعترض طريق جنبلاط إلى دمشق

ايلاف/إبراهيم عوض/  2010 الثلائاء 19 يناير

على الرغم من الإنفتاح الدبلوماسي تجاه زيارة وليد جنبلاط إلى سوريا إلا أنّ الوقت المناسب، من أجل محو آثار المرحلة الشخصية التي حمل فيها على أركان النظام السوري، لم يحدَّد بعد. بيروت: أصاب رئيس اللقاء الديمقراطي رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط بقوله لوكالة "فرانس برس" ان ثلاثة ارباع الطريق باتت مفتوحة وطبيعية بينه وبين سوريا، تبقى الخطوة النهائية وهي مرتبطة بالوقت المناسب". وربما لا يخفى على جنبلاط أن الربع المتبقي، يظل الاهم والأصعب لفتح الطريق بالكامل امام زيارته العاصمة السورية.

وقد شرح المقصود بهذا الربع والمطلوب فعله لإزالته عبر اشارته الى وجود نقطتين عالقتين مع دمشق، اولهما خطاب شخصي ضد الرئيس السوري بشار الاسد ادلى به. واقراره "بضرورة ايجاد صيغة لإيضاحه اذا ذهبت الى سوريا". اما النقطة الثانية فتتعلق بتصريح ادلى به الى صحيفة "واشنطن بوست" اعتبره السوريون اهانة لنظامهم، واعلانه بأن عليه توضيح ذلك في الوقت المناسب. عن الصيغة المطلوبة والتوقيت الأنسب للتوضيح المشار اليه يبحث جنبلاط هذه الايام في اطار التحضيرات للتوجه الى العاصمة السورية، مدركًا ان صعوبات ما زالت تعترض طريقه بعد ان بلغت الى مسامعه صرخات الغضب من الجماهير السورية غير المرحبة بمجيئه في الوقت الحاضر، وان قبلت قيادتها بذلك لشعورها انها اهينت في الصميم يوم استهدف رئيسها بأبشع النعوت واقساها. وينقل عن مسؤول سوري انه خلال الجولات التي قام بها اخيرًا في المحافظات السورية واللقاءات التي عقدها مع شرائح مختلفة من  ابنائها تبين له بوضوح مدى اعتراض هؤلاء على استقبال جنبلاط في سوريا والتلويح بالتظاهر في حال حصوله، لافتًا إلى ان القيادة لا يمكن ان تتجاهل رأي شعبها بهذا الخصوص، مع التنويه بالمواقف المتقدمة التي اطلقها الزعيم الدرزي لجهة دعمه المقاومة في لبنان وحرصه على السلم الاهلي وخروجه من 14 آذار، والاعتراف بالخطأ الذي ارتكبه بحق النظام والشعب السوري طوال السنوات الاربع الماضية. واذا كان جنبلاط غير بعيد من هذه الاجواء التي نقلها إليه اكثر من صديق يعمل على خط اصلاح الذات بين المختارة ودمشق، فإنه بدا في غاية الصراحة حين المح قبل اشهر، ومنذ فسخه عقد التحالف مع 14 آذار، عن عزمه الاعتذار من الشعب السوري ثم عاد وكرر هذا التوجه في حديثه الاخير الى "فرانس برس"، وان كان قد ربط هذا الاعتذار بالوقت المناسب، على حد قوله. فيما نصائح الساعين لاتمام زيارته الى دمشق يتمنون عليه الاقدام على ذلك اليوم قبل الغد اذا ما اراد ازالة هذا "الربع" المتبقي لفتح باب الدخول الى العاصمة السورية، مع الاقرار بما ذهب اليه بعضهم حين قال إن جنبلاط بروحه السياسية كان سباقًا في الذهاب الى سوريا حتى قبل رئيس الحكومة سعد الحريري، بانتظار ان يلحق به جسده لتكتمل الزيارة بأرباعها الاربعة.

 

نجار: النسبية في البلديات وتقسيم بيروت لعب بالنار 

موقع 14 آذار/١٩ كانون الثاني ٢٠١٠

أعلن وزير العدل ابراهيم نجار ان جلسة مجلس الوزراء اليوم "ستؤكد أن الإنتخابات البلدية ستتم في موعدها"، مشيراً الى انه لن يكون هناك اي تعديلات قانونية "وأن لا امكانية لتطبيق خفض سن الاقتراع الى 18 عاماً، لان ذلك سيستغرق وقتاً"، وقال "يكفي أن نطبق الاصلاحات الواردة في 2008 على قانون البلديات". نجار وفي اتصال مع الـ"LBC" أوضح ان "كل مشروع قانون سيدخل تصحيحات أو تشريعات جديدة على قانون البلديات، سيستغرق وقتاً، وهذا الشيء قد يعرقل الانتخابات، لذلك هذا الامر مستبعد"، مشدداً على "أن الهدف في عدم الغوص في تشريعات جديدة هو أن تكون الإنتخابات في موعدها". الا أنه شدد على أن "هذه التعديلات واردة في المستقبل، وفق الدستور ولا شيء يمنع القيام بتقريب موعد الانتخابات في حال كانت التعديلات جاهزة"، لكنه أوضح أن "إدخال هذه التعديلات في الوقت الراهن سيؤدي إلى "كركبة" الإنتخابات، وكأننا نطالب بعدم حصولها في وقتها". ورداً على سؤال حول النسبية او تقسيم الدوائر الكبيرة، كبيروت على سبيل المثال، حذر نجار من أن "النسبية خطر كبير في لبنان"، معتبراً أن تقسيم بيروت "يعني اللعب بالنار".

وحول ما اذا كان مجلس الوزراء سيكلف اليوم وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية محمد فنيش وضع آلية للتعيينات الادارية، قال نجار "ان المداولات في مجلس الوزراء اليوم ستكون مهمة". وتطرق أخيراً إلى موضوع مبنى وزارة العدل، فقال: "عقدنا مؤتمراً صحافياً وراجعنا دولة الرئيس سعد الحريري، وتمت مراجعة وزارة الأشغال العامة والنقل أكثر من مرة"، مشدداً على أن "هذا موضوع لا يمكن غض النظر عنه، واليوم سيكون هناك اجتماع مع وزير الأشغال غازي العريضي وقد نصل فيه إلى اتفاق".

 

فتفت: تقسيم بيروت إلى دوائر ليس منطقياً وعلى المعارضة تحديد موقفها من كلام أبوموسى 

موقع 14 آذار/١٩ كانون الثاني ٢٠١٠

اعتبر عضو كتلة "المستقبل" النائب أحمد فتفت أنه "من الصعب فهم تصريح الامين العام لحركة "فتح الانتفاضة" أبو موسى على أنه أتى من قبيل الصدفة أو من وضع شخصي"، مشيرًا في حديث لموقع "لبنان الآن" إلى أنّ "أبو موسى معروف بدوره السياسي أكثر مما هو عسكري لا سيما في موضوع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات".

فتفت شدد على كون تصريح أبو موسى "أتى خارج سياق ما يحصل في المنطقة والعلاقات اللبنانية - الفلسطينية والتطورات في لبنان والحوار الوطني والتفاهمات الداخلية وتطور العلاقات اللبنانية - السورية في الآونة الاخيرة"، وأضاف: "إن شاء الله يكون هذا التصريح حالة شاذة لا تُعبّر عن أي تغيير سياسي داخلي أو إقليمي"، مشيرًا إلى أنّ "تصريح أبو موسى يطرح علامات استفهام يجب ان تؤخذ في الإعتبار، خصوصًا وأننا سمعنا في الفترة الاخيرة كلاماً واضحاً جداً من قبل الكثير من القيادات الفلسطينية، تؤكد الموافقة على مقررات الحوار الوطني اللبناني حيث حصل اجماع عام 2006 على نزع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وتنظيم وضبط السلاح الفلسطيني داخلها".

وإذ توقف عند اعتبار ابو موسى أن السلاح خارج المخيمات يندرج من ضمن المجابهة العربية - الاسرائيلية وليس لأي وضع داخلي لبناني، تمنى فتفت "على أبو موسى أن يشرح متى لعبت القواعد الفلسطينية خارج المخيمات دوراً ضد اسرائيل حتى انها لم تقم باي شيء في عدوان العام 2006، فيما الجميع يدرك ان دور هذه القواعد كان لممارسة الضغوط في السياسة الداخلية اللبنانية".

فتفت الذي أكد أنّ "هذا التصريح يتعارض مع الاجماع اللبناني"، سأل فريق قوى 8 آذار "وعلى رأسها الرئيس نبيه بري و"حزب الله" والعماد ميشال عون أن تحدّد موقفها من هذه المسألة وما اذا كانت لا تزال على الموقف نفسه الذي اتخذ في الحوار عام 2006 او ان تصريح ابو موسى قد يغيّر الامور من هذا القبيل".

في السياق نفسه لفت فتفت إلى أنّ "السلاح الفلسطيني خارج المخيمات يعتبر احد الملفات المستعصية في العلاقات اللبنانية - السورية وهو مطلب اساسي للكثير من القوى اللبنانية التي ترى انه اذا كانت هذه العلاقات ستتجه فعلاً ناحية التعامل من دولة الى دولة وعلى اساس مؤسساتي فانه يجب ان يعالج هذا الموضوع باعطائه اولوية كبيرة". وهنا ذكّر فتفت بما قاله الرئيس السوري بشار الاسد من أنه "يريد ان تبنى العلاقات اللبنانية - السورية من دولة الى دولة حيث تعتبر مسألة السيادة من ابسط الامور في حين لا احد يشير الى ان السلاح الفلسطيني خارج المخيمات هو سلاح مقاومة لا بل يتم التعامل معه كسلاح ميليشيا موجودة على الاراضي اللبنانية بما يتعارض مع الدستور اللبناني واتفاق الطائف والتوافق الوطني".

على صعيد آخر أكّد فتفت أن "تيار المستقبل مصمم على اجراء الانتخابات البلدية باسرع وقت ممكن اذ ان هذا الاستحقاق حق من حقوق اللبنانيين ولعل مسألة تجديد الحياة السياسية والحفاظ على النظام السياسي وأصول العملية الديمقراطية تستوجب إجراء هذه الانتخابات"، معتبرًا في المقابل أنّ "الحكومة اللبنانية تملك المقدرة التقنية لاجراء الانتخابات البلدية في موعدها الدستوري سواء في يوم واحد على جميع الاراضي اللبنانية ام في اكثر من يوم".

وفي وقت اعتبر انه اذا أجريت هذه الانتخابات على اساس القانون القديم "فهو امر من باب تحصيل الحاصل، إلا انه يعني ان لا تطوير سيعرفه العمل البلدي بالشكل او المضمون او المحتوى السياسي، وأن لبنان لن يتجه إلى اللامركزية"، لفت فتفت في الوقت نفسه إلى "إمكان حصول توافق سياسي حول ادخال تعديلات معقولة على قانون البلديات على سبيل المثال النسبية والكوتا النسائية وانتخاب رئيس البلدية مباشرة من الشعب، وهو ما لا يؤثر على الجانب التقني في العملية الانتخابية، علمًا أنه إذا توافر القرار السياسي بالتوافق على هذه التعديلات فان إقرارها سيكون سريعاً".

إلى ذلك، لم يرَ فتفت مانعًا من "تأجيل الانتخابات البلدية لأسابيع أو أشهر قليلة مقابل اقرار اصلاحات جذرية تؤمّن خدمة كبيرة للبنان واللبنانيين والعمل البلدي واللامركزية، أما إذا تعذّر الأمر فإنه يبقى من الافضل اجراء الانتخابات البلدية في موعدها".

وعن موضوع تخفيض سن الاقتراع الى 18 عاماً، قال فتفت إن "دونه إشكاليتين، الاولى تقنية تكمن في أنه إذا أقر النواب تعديل الدستور فانه سيستحيل على وزارة الداخلية ان تكون حاضرة لاجراء الانتخابات البلدية في موعدها على اساس سن 18 عاماً إلا في حال كان الوزير زياد بارود قد استعد لذلك مسبقاً"، غير أنّ فتفت الذي استبعد أن يكون بارود قد استعد لهذا الامر، لفت الى أن "الإعداد التام لذلك قد يتطلب تأجيل الانتخابات البلدية 6 اشهر تقريباً".

وفي الإطار عينه لفت فتفت إلى وجود "أطراف سياسية تعتبر ان تخفيض سن الاقتراع الى 18 عاماً يرتبط بالسماح للمغتربين بالتصويت بما ان هذين الموضوعين قد اقرا سوياً"، وأضاف: "شخصيًا وإذ أفهم هذا الطرح إلا أنني لا أرى موجب الربط بين الأمرين فكل منهما لن يغير في التوزيع الطائفي وستبقى التوازنات في العملية السياسية هي نفسها، علمًا أن القانون لحظ إقرار تصويت من هم في سن 18 عاماً والمغتربين معاً في الانتخابات النيابية المقبلة عام 2013 الأمر الذي يتطلب تعديلاً دستورياً".

وإذ لفت الى وجود "أكثر من توجه سياسي حيال مصير الانتخابات البلدية"، أوضح فتفت أنّ "هناك أطرافًا سياسية متحمسة لإجرائها في موعدها وأخرى غير متحمسة، بحيث يريد البعض ادخال اصلاحات على قانون الانتخاب في حين يعتبر البعض الآخر ان لبنان يمر في مرحلة هدوء سياسي وقد يكون من الافضل الا تخلق توترات سياسية نتيجة هذه الانتخابات".

أما عن مطالبة البعض بتقسيم العاصمة بيروت إلى دوائر في الإنتخابات البلدية، أجاب فتفت: "إذا كانت هناك نوايا بالتقسيم فانه سيكون من الافضل اقامة بلديات مستقلة وهو ما يتوفر في بعض المدن"، إلا أنّ فتفت أكد في المقابل أنّ "تقسيم مدينة بيروت ليس منطقياً، إذ إنّ التجربة البلدية نجحت في الحفاظ على الوحدة الوطنية بكل مكوناتها ونجحت العاصمة في تقديم المثال في هذا الاطار مرتين على التوالي عامي 1998 و2004"، داعيًا إلى أن "تُكرّس هاتان التجربتان الناجحتان بدل ان يُطعن بهما".

 

العكيـد أبو موسى "البُعبُعي"

١٩ كانون الثاني ٢٠١٠/ميرفت سيوفي

رجل "الانشقاقة" الذي ناهز الرابعة والثمانين ومازال "يُشَقْشِق" ظهر فجأة في بلدية صيدا، "طب غم" وجد اللبنانيّون أنفسهم مع رجل من التاريخ "الأغبر" أخرجه لهم من يُخرج "الأوراق" من الأكمام السحريّة!! الرجل الذي لم يطأ الأرض اللبنانية منذ عهود، فجأة احتلّ الشاشات كأنه "بُعبُع" أوكلت إليه مهمّة تخويف الشعب اللبناني بال- "الزعيق"، و"الشدّ والقدّ" عن السلاح خارج المخيمات، كأن "فرعون" فتح الانتفاضة "العكيد" أبو موسى، مبعوث أطلّ فقط ليهدّد الدولة اللبنانيّة - إن وجدت - على اعتبار أنّ الدولة الرسميّة بمسؤوليها "بلعت لسانها" ولم نسمع بعد "همدرتها" استنكاراً لتصريحات "فرعون الانشقاقة" الذي جاء ليعلّمنا ما يحقّ وما لا يحقّ لنا في أرضنا ودولتنا ومناطقنا حفظاً لأمننا، وللصّدف نفس الدولة اللبنانية - إن وجدت - "انفتقت" وهي تستنكر الانفجار "الحمساوي" في عقر مربع حزب الله الأمني، من رئيس الجمهورية الذي كان أول من "استنكر" انتهاء بأصغر مسؤول سابق، أمّا تصريحات "فرعون فتح الانشقاقة" فمن الذي "سيسترجي" أن يردّ عليها!!

والأنكى من صمت الدولة اللبنانيّة "المُصَمّتة" - إن وجدت - التطمين الذي "فحّ" في أسماعنا وبخّ في البدن اللبناني سمّه بمجموعة تطمينات صدرت - بلا زغرة فيكن - عن "فرعون الانشقاقة" الأخ العكيد "أبو موسى البُعبُعي"، فقد طمأننا حضرة جنابه بعدما "أوقد له هامان على الطّين" بأنّه وسلاحه "لن يقيم حدّاً ولا نظاماً، ولا معسكرات اعتقال، ولن يمنع أحداً من المرور من خلال المواقع المتواجدين فيها، ولكن إذا تمّ عدوان ضمن القواطع والمناطق المتواجدين فيها فلن ننتظر العدو حتى يأتي إلينا بل سنذهب إليه وسنواجهه قبل أن يصل إلينا لأن هذا هو دورنا في مقاتلة العدو"!! تساءلتُ كثيراً إن كان كلام أبو موسى "البُعْبُعي" قد تناهى إلى مسمع رئيس البلاد على اعتبار أنه قائد الجيش السابق وبطل مواجهة "فتح الإسلام"، وما إذا كان قائد الجيش العماد جان قهوجي سمع مقولة "البُعْبُعي" ولِمَ لم ترد القيادة على هذا الكلام "الخرطي"!!

أين انتشار الجيش اللبناني في الجنوب ؟ وأين مسؤولية الدولة اللبنانية عن تنفيذ القرار 1701، وأين مسؤولية الدولة عن منع كلّ سلاح غير لبناني من أن يعيث فساداً في الأرض اللبنانية، ثم أليس من الأوجه أن يقصد "أبو موسى البُعْبُعي" غزّة، فالمقاومة من هناك أولى وأبرّ وأجدى، بدلاً من استدراج الحروب إلى لبنان وعلى أهله..

"كتّر خيرو" والله، لقد طمأننا إلى أنّه لن يُقيم علينا حداً، على اعتبار أننا نعيش في "إمارة أبوه" التي أورثه إياها، وأنه لن يقيم حواجز، ولن يقطع علينا الطريق في حال أردنا المرور، بالتأكيد قد التبس الأمر على أبو موسى "البُعْبُعي"، يا عيني من زمان بَطُلَتْ موضة:"ولَه بَطُخّك"، فلمّ عِزَالك وغادر لبنان بكرامتك، لأننا لن نسمح لأمثالك أن يسيئوا لعلاقة الفلسطينيين بالدولة، وأمثالك لم يجلبوا إلا الخراب وتشتيت الكلمة وتفتيت وحدة الصفّ على القضيّة الفلسطينيّة، إلا إذا ما كنت تظنّ أن اللبنانيين يخشون أمثالك وسلاحه، فأنت مُشتبِه ومخطىء جداً، على رأي من يستخدم هذا التوصيف، هذا الزمن ولّى من زمان، ولَكَ في "فرعك" الإرهابي "فتح الإسلام" الذي "لبصتموه" ب-"أبو خالد العملة" عبرةً، بأن لبنان اليوم هو "لبنان أولاً" وقبل كلّ القضايا التي حمل بسببكم وعنكم وزرها وأوزارها طويلاً...

زمن "الأبوات" انقضى ولن يعود، أما قولك: "هذا السلاح لم يوجد في يوم من الأيام ليكون عقبة أو إساءة للأمن الوطني اللبناني، ونحن مستعدّون للحوار إذا رأت الحكومة أو الدولة أن هناك ضرورة للحوار على مواقع محددة، فنحن مستعدون للحوار لنرى أين يمكن أن يكون هذا السلاح في خدمة الطرفين"، لم يجنِ لبنان من سلاحكم الذي استقوى على لبنان واللبنانيين سوى الخراب، أما عرضك الحوار على الدولة، فلا نقول لك إلا: "كان زمان، هل تذكر أيام اللجان الأمنيّة"، هل تظنّ أنك دولة حتى تقترح على الدولة اللبنانية الحوار؟!

"قرّفتمونا" القضايا، و"المقاومات" لكثرة ما تتاجرون بفلسطين وأهلها، وليتك تخبرنا ما هو الإنجاز العظيم الذي حققتموه للقضيّة الفلسطينية سوى شقّ صفّها ورهنها لمزادات المحاور!!

أمّا عن حشر سلاحك في الجنوب: "السلاح في مواقعه الحالية في الجنوب بالنسبة إلينا كحركة فتح الانتفاضة لن يؤثر في الأمن والنظام في لبنان"، وخير مَن يُسأل عن هذا السلاح هم أهل الجنوب أنفسهم الذين دفعوا ثمن سلاحكم "وفرعنتكم" واعتداءاتكم على الآمنين من أهل القرى، فلنسألهم إن كان سلاحك موضع ترحيب عندهم لما يُثيره في ذاكرتهم من كوابيس أيام كنتم تسرحون وتمرحون حتى كشف الله تجبّركم وتسلّطكم وظلمكم عنهم وابتلاكم بمن هو أظلم منكم!!

بالطبع لم ننسَ بعد كيف لملم "العكيد" حكاية فتح الإسلام، ولا خبريّة "أبو خالد العملة" - وهو اسم على مسمّى - الذي فُصِل من حركة أبو موسى بعدما أُلْبس قميص "فتح الإسلام" بسبب ثلاث قضايا رئيسية: أمنية وتنظيمية ومالية، فهو (أبو خالد) وبحسب رفيقه في "الانشقاقة": "يمتلك 12 عقاراً في دمشق لا يقل ثمنها عن مائة مليون ليرة سورية، لذلك قررنا أن يفصل من الحركة حماية لسمعتها" وطبعاً لا نعرف كم عقاراً يملك أبو موسى البُعبُعي بفضل الانتفاضة!! اللبنانيون لم ينسوا أبداً ما فعلتموه بلبنان، والتاريخ لن يعود إلى العام 1983، ولا النيات المبيّتة التي جاءت بكم إلى لبنان لتعريضه لأخطار جمّة لا تنطلي على أحد، والزمن لم يعد زمن "الأبوات" من أبو صالح وأبو موسى وأبو خالد وأبو فاخر، وولى زمن إعادة معارككم إلى البقاع وطرابلس وإلى المخيمات أيضاً حيث شاركتم حركة أمل والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة ومنظمة الصاعقة في قتل أبناء شعبكم في حرب المخيمات بين 1985 و1988 بتهمة "العرفاتيّة"!!

ولا يحتاج لبنان إلى "هزّة أمنية" جئتم من أجلها خصوصاً وأنّ تصنيفاً دولياً يضعكم على لائحة التنظيمات الإرهابية، ولعن الله الزمن الذي قاتل فيه لبنانيون أبناء وطنهم مستقوين بأمثالكم على اللبنانيين الآخرين، فهل يستدعي تفتيق جروح ذاكرة "العروبة" و"القضية الفلسطينية" التي كان أطفالها يخوضون "انتفاضة الحجارة" فيما كنتم أنتم تخوضون معارك عديدة على الأرض اللبنانية خصوصاً في معركة الجبل إلى جانب القيادة العامة التي سقط لكم فيها مئات القتلى، وعلى طريقة المثل السّوري:"الله لا كان جاب الغلا"!! وبانتظار استنكار رسمي للدولة اللبنانية "الصامتة" - إن وجدت - لتصريحات رجل الشّقاق والانشقاق "أبو موسى"، الذي أحب أن يلعب دور "البُعْبُع" في أول إطلالة له على اللبنانيين!!

المصدر : الشرق

 

نوفل ضـو لاحترام المهل الدستورية للإنتخابات

موقع القوات/خصوصـاً في هذه المرحلة واحتفال 14 شباط ربما في ساحة الشهداء رأى عضو الأمانة العامة لقوى 14 آذار نوفل ضو أن ذكرى إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري هي ذكرى وطنية شاملة، وان الإحتفال يأتي لتثبيت الدينامية السياسية التي أطلقها استشهاد الرئيس رفيق الحريري والتي ما زالت مستمرة في إطار دفع الأمور باتجاه الدولة واستكمال مشروع 14 آذار، مشيراً إلى ان قوى 14 آذار ستكون مجتمعة وراء القرار الذي سيتخذه رئيس الحكومة سعد الحريري في هذا الشأن. وأضاف ضو في حديث الى وكالة "أخبار اليوم"، ان الأمانة العامة ستلعب الدور المطلوب منها في الدعوة للمشاركة في هذه الذكرى وتنظيمها بالتعاون مع جميع التيّارات والجهات السياسية المعنية، وان المؤشرات الأولية تدلّ على أن يتمّ تنظيم الذكرى في ساحة الشهداء هذه السنة. وأبدى ضو اعتقاده ان رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط لن يكون بعيداً من هذه الذكرى بعد التموضع الذي قام به، إذ ان "جنبلاط حدّد موقفه في الوسط، على الأقل بحسب تصريحه الأخير، والصلات على الصعيد السياسي قائمة بينه وبين جميع القوى، وبالتالي من غير المنطقي ان يكون جنبلاط أعاد تموضعه ليفتح الحوار مع الطرف الآخر على حساب قطعه مع 14 آذار." وحول موقف الأمانة العامة لـ 14آذار من الإنتخابات البلدية، شدّد ضو على ضرورة احترام المهل الدستورية للإنتخابات سواء أكانت بلدية واختيارية أو نيابية، خصوصاً في هذه المرحلة حيث يجب إحترام المنطق الديموقراطي القائم على تداول السلطة، وبالتالي فانه "من حق أي فريق سياسي في لبنان ان يناقش هذا الموضوع من داخل الإطار الديموقراطي، شرط لا يتمّ استخدام أي حجّة لتأجيل الإستحقاق".

 

جعجع: لا يمكن للبعض ان يتصرّف وكأن لبنان ارضا سائبة ولا دولة سيدة فيه

موقع القوات/جعجع، وفي دردشة اعلامية في معراب اشار الى انه اذا ما طرحت على مجلس الوزراء فمن الطبيعي ان تتطلب حوالى 3 جلسات ومن ثم تنتقل الى مجلس النواب وتمر على اللجان وتذهب الى الهيئة العامة حيث ستأخذ الكثير من المناقشة والمداولات بين الكتل النيابية والى حين التوصل الى اتفاق يكون "قضى الله أمراً كان مشغولاً" ويكون موعد الاستحقاق البلدي قد انقضى. وكشف جعجع عن اقتراح لـ"القوات اللبنانية" يرمي الى تعديل المادة 16 من قانون الانتخابات البلدية لاجرائها في موعدها، مشددا على التمسك بحصولها في موعدها. واضاف: "ان باقي التعديلات المطروحة تُطرح في جلسة أخرى لتنتقل في ما بعد الى مجلس النواب حيث تتم مناقشتها".

واذ تخوّف جعجع من طرح هذه التعديلات للتملُص من اجراء الانتخابات البلدية في موعدها، أكدّ على وجوب احترام المواعيد الدستورية، متسائلاً عن سبب عدم طرح هذه التعديلات مسبقاً قبل أسبوعين من انتهاء مهلة الاعداد للانتخابات البلدية لمناقشتها واقرار ما يلزم اقراره.

اما عن مسألة السلاح خارج المخيمات الفلسطينية، أكّد جعجع ضرورة ان تأخذ الحكومة اللبنانية موقفاً رسمياً في هذا السياق باعتبار انه لا يمكن ان يتصرف البعض وكأن لبنان أرضاً سائبة ولا دولة سيدة فيه، مذكراً ان موضوع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات قد طُرح على طاولة الحوار وتم اتخاذ القرار حوله بالإجماع كما ان الرئيس فؤاد السنيورة جمع ممثلي الفصائل الفلسطينية وابلغهم بالقرار تحضيراً لتنفيذه. ولفت الى انه "اليوم وبعد 25 سنة من غياب أبو موسى نتفاجأ بتصريحه حول السلاح خارج المخيمات علماً ان لا صفة رسمية له وكلامه لا يعني شيئاً".

ورداً على سؤال، شدد جعجع على ان احياء ذكرى 14 شباط لهذا العام ستكون كالعادة في ساحة الشهداء ومشابهة للأعوام الماضية لأنه لم يتغيّر شيئاً، نافياً علمه بمشاركة النائب وليد جنبلاط وتاركاً للقيادات السياسية تقرير مستوى مشاركتها.

وحول التعيينات الادارية، أوضح جعجع ان القوات اللبنانية تؤيد ايجاد آلية شفافة وعلى ضوئها تتم التعيينات في مجلس الوزراء ولو ان بعض الاطراف غير متحمسة لمثل هذا الاجراء.

وعن طرح الرئيس نبيه بري بشأن تشكيل الهيئة الوطنية لالغاء الطائفية السياسية، اوضح جعجع ان المجلس النيابي هو سيد نفسه في كل الظروف ومن جهة اخرى فان اكثرية الكتل النيابية اعلنت بشكل واضح واكثر من مرة انها لا ترى هذا الطرح مناسباً في هذا التوقيت.

واضاف ان بري له الحق بطرح ما يشاء "ولكننا نرى ان اصراره على هذا الطرح يهدف الى "زكزكة" اكثرية من اللبنانيين ومن دون امل للتوصل الى اي مكان سوى زيادة التشنج في البلد".

الى ذلك، التقى جعجع عضو الامانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق مصطفى علوش في حضور مستشار العلاقات الخارجية في "القوات" ايلي خوري.

واشار علوش الى انه تداول وجعجع واقع 14 آذار والشؤون الوطنية العامة، مؤكدا وحدة قوى 14 أذار التي لا تحتاج الى تأكيد وواقع 14آذار فرض نفسه منذ ثورة الارز ولا يزال هذا التحالف موجوداً في قلوب الناس وعقولهم.

وكشف ان احياء ذكرى 14 شباط سيتم كما كل عام في ساحة الشهداء التي اصبحت ساحة الحرية والمناسبة تعتبر مناسبة وطنية وهي خارج الاصطفافات السياسية والتغيرات، معتبراً أن التجمع سيكون واعداً.

من جهة اخرى، اشار علوش الى ان لا علاقة لمسألة إلغاء الطائفية السياسية بطاولة الحوار لأنها أنشئت على أساس واحد وهو البحث في الاستراتيجية الدفاعية وبالنسبة لـ14 آذار فالاستراتيجية تعني تحويل كل السلاح الى كنف الدولة ونقطة على السطر.

واوضح علوش ان مبدأ الغاء الطائفية السياسية يحتاج الى تمريره في مجلس النواب الذي يقرر بشأنه فإذا نال الاجماع المطلوب فلا مانع من إنشاء هذه الهيئة التي لا تعني الغاء الطائفية السياسية.

وعن تصريحات أبو موسى حول موضوع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وامكانية ربط هذا التصريح بزيارة المسؤول الاميركي جورج ميتشل الى المنطقة، قال علوش ان "اختفاء السيّد أبو موسى بشكل كامل عن الساحة السياسية لفترة طويلة خفف لحسن الحظ الكثير من المشاكل على الساحتين الفلسطينية واللبنانية"، مذكراً بالدور السيء الذي لعبه أبو موسى في انشقاق منظمة التحرير وشق حركة التحرير سنة 1982 الذي كان اكمال للدور الاسرائيلي في ذاك الوقت وفي كل الاحوال اعتقد أن هذا الكلام مشبوه بتوقيته كما أن هناك أحاديث جرت في سوريا عن انهاء هذه القضية. ولفت الى ان قضية السلاح الفلسطيني خارج المخيمات محسومة لبنانياً منذ سنة 2006 ولا يراود أي لبناني تساؤلاً حول هذا الموضوع اذ ان الامور تُبحث مع القيادة السورية بغض النظر عمّا قاله ابو موسى". الى ذلك، استقبل جعجع سفير هنغاريا في لبنان روناي ارباد في حضور مسؤول العلاقات الخارجية في القوات جوزف نعمة، فوفداً من مندوبي الوسائل الاعلامية في محافظة الشمال.

 

لبنان الى أين؟ استحضار الماضي لا يخدم أية فئة لبنانية

نزار عبد القادر/اللواء

في ظل التوترات الأمنية والتعقيدات السياسية التي تشهدها الساحة الداخلية، ومع عودة المؤتمرات الثورية والدعوات الجهادية الى بيروت، ومع عودة قيادات فلسطينية لاطلاق صيحات الاحتجاج والرفض لاية معالجات وطنية لموضوع الفلتان الفلسطيني خارج وداخل المخيمات، بات من الضروري ان نطرح السؤال: لبنان الى اين؟

شهدت بيروت بعض الاحداث الامنية والتي بدأت بانفجار غامض في المكتب الاعلامي لمنظمة حماس بالرغم من وجوده في المنطقة الأمنية التي يسيطر عليها أمن حزب الله في الضاحية الجنوبية. وكانت المفاجأة بأنه لم يتوجه اي اتهام مباشر او لاحق للموساد الاسرائيلي حول مسؤوليته عن الانفجار.

وكان الارباك الاعلامي الذي رافق العملية يؤشر الى وجود لغز لم يفصح عنه المسؤول الاعلامي لحماس.

وقضت اسابيع دون ان تفضي التحقيقات الى نتائج ملموسة تحدد هوية ومسؤولية المهاجمين او طبيعة الاهداف التي ارادوا تحقيقها.

تتابعت الاحداث والخروقات الامنية في مخيمي عين الحلوة وبرج البراجنة، والتي ترافقت مع اكتشاف كميات من المتفجرات التي زرعت في موقع متقدم من منطقة عمل القوات الدولية في الجنوب، بالاضافة الى معلومات تتحدث عن دخول مقاتلين من القاعدة الى لبنان ولجوئهم الى المخيمات الفلسطينية، حيث اشاعت كل هذه الاحداث مجتمعة اجواء من التشنج والشك، وبشكل يجيز طرح السؤال حول ما يمكن ان تحمله الاشهر المقبلة من احداث واهتزازات امنية.

اما على صعيد السياسي فان ما يشهده لبنان من تحركات يدفع الى التساؤل حول النوايا المبيتة لدفع الأمور لاستيلاد الاجواء التي كانت مسيطرة على لبنان في اواخر الستينيات والسبعينيات، والتي أدت الى تحويل لبنان الى ساحة متفجرة ثورياً وأمنياً.

هل للبنانيين مصلحة ان تتحول عاصمتهم من جديد منبراً لكل «المقاومين والثوريين»، وان تتهيأ الاجواء في اعقاب انطلاق الدعوات لرفض كل مشاريع التسوية (قديمها وجديدها)، من اجل اطلاق تظاهرات لا تكتفي بمطلب تحرير الاراضي اللبنانية والعربية من الاحتلال الاسرائيلي بل تتعداه للمطالبة بتحرير بعض الدول العربية من حكامها، وهنا نتساءل ما هي مصلحة اللبنانيين في مثل هذه التحركات او في استعادة اجواء العداء مع بعض الدول العربية التي تدعم الاستقرار والهدوء في لبنان؟

ولا يمكن تجاوز حملة التشكيك التي سبقت ورافقت زيارة رئيس الجمهورية الى واشنطن وباريس واجتماعه مع الرئيسين باراك اوباما ونيقولا ساركوزي، ولم تنته بعض الابواق من الحديث عن تخمينات حول ما دار من مباحثات، وذلك بقصد التخريب على علاقات الرئيس سليمان مع القيادة السورية، او بقصد قطع الطريق على المسعى اللبناني لنسج علاقات متوازنة مع سوريا. وهنا ايضاً نتساءل عن اسباب تشكيل هذه الابواق المشبوهة بأية علاقات يمكن ان تنسجها القيادات اللبنانية مع عواصم القرار؟ وهل يريد هؤلاء ان ينتهج لبنان سياسة العزلة او سياسة التبعية سواء لجهة عدم استعادة حريته في انتهاج سياسة خارجية تتناسب مع علاقاته التاريخية مع الدول الغربية، او عدم خدمة مصالحه الحيوية في وقت يجري فيه الاعداد لقيام تحالفات وتوازنات جديدة في المنطقة.

وكان اللافت ايضاً طرح مجموعة من المسائل السياسية «الخلافية» بقصد العمل على اثارة اجواء من التشنج تعكّر على مسار وانطلاق الحكومة في ورشة اعادة تأهيل الادارة، والاعداد لمجموعة من المشاريع الاقتصادية والتنموية، بدعم عربي ودولي، ومن ابرز هذه المسائل مسألة الغاء الطائفية السياسية، والتي وضعت على نار حامية، وكان القصد اثارة خلاف سياسي كبير يؤجج اجواء الانقسام الطائفي والمذهبي. لم تقتصر اثارة مشاعر الانقسام على هذه المسألة بل تعدتها الى طرح الغاء القرار الدولي 1559 بقرار لبناني داخلي، وكأن مجلس الأمن وقراراته باتا خاضعين للتجاذبات السياسية الضيقة. وهنا ايضا لا بد ان نتساءل عن مدى ارتباط اثارة الغاء القرار 1559 بالزيارات الخارجية التي قام بها كل من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، وبتعكير اجواء الاهتمام التي سادت المحادثات التي اجرياها سواء مع بعض العواصم الكبرى، او بالتعكير على الزيارات التي يقوم بها المبعوث الاميركي الخاص جورج ميتشل وفريقه، والتي تؤكد على دور لبنان كلاعب فعلي في جهود البحث عن حلّ للنزاع العربي - الاقليمي.

وكانت الصدمة السياسية الكبرى من خلال ما سمعناه اول امس من تصريحات على لسان العقيد ابو موسى، والذي نزل بشكل مفاجئ على المسرح اللبناني ليذكر اللبنانيين بأفضاله وبطولاته السابقة في الدامور او اثناء الغزو الاسرائيلي للبنان عام 1982.

رفض او موسى الغاء اي وجود للسلاح الفلسطيني خارج او داخل المخيمات معتبراً ان للسلاح الفلسطيني خارج المخيمات اهدافاً ورؤية تتعلق «بمواجهة العدو الصهيوني في حال كان هناك عدوان جديد على الجنوب اللبناني». ويبدو ان ابو موسى قد اراد تجاهل وجود قرار لبناني جامع حول الغاء وجود السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، واعادة تنظيمه داخل المخيمات من خلال مباحثات تجريها السلطة اللبنانية مع القيادات الفلسطينية المسؤولة. ونتساءل من جديد عن مصلحة بعض القيادات اللبنانية التي وقفت الى جانب ابو موسى وهو يعبّر عن رفضه لقرار لبناني توافقت عليه كل القوى السياسية الرئيسية ومن ضمنها حزب الله والسيد حسن نصرالله شخصيا؟ هل اصبحت السيادة الوطنية، وسلامة الوضع الامني سلعة للمزايدات الرخيصة، وفي خدمة المصالح السياسية الضيقة..؟ وهل يدرك هؤلاء مدى اهدارهم للقيم الوطنية؟ ان استحضار السلاح الفلسطيني من جديد لتحقيق مآرب ومكاسب سياسية محلية سيؤدي حتماً الى تداعيات موقتة على مستوى الامن والاستقرار، ولكنه لن يؤدي الى النتائج السياسية التي يعمل لها هؤلاء الراغبون في استغلال التناقضات الفلسطينية لخدمة مصالحهم الخاصة.

اذا كان هناك من خطر اسرائيلي على لبنان فان لبنان ليس بحاجة للسلاح الفلسطيني لحمايته، حيث تبقى حماية لبنان ومواجهة اي تهديد جديد في عهدة الجيش اللبناني، وقوى المقاومة بالاضافة الى ما يقدمه المجتمع الدولي من ضمانات من خلال القرار 1701.

ان استحضار المجاميع الثورية تحت عنوان المقاومة الى بيروت لا يخدم التوازن الداخلي اللبناني، كما انه لا يخدم أمن لبنان الخارجي، ومن الطبيعي ان يتسبب ذلك بتعكير علاقات لبنان العربية والدولية. ان الاستمرار في هذا النهج الراهن من التشكيك في دور القيادات الاساسية سيؤدي الى اضعاف مشروع ا عادة بناء الدولة واضاعة الفرصة في امكانية استعادة لبنان لدوره كلاعب فاعل على المستويين الاقليمي والدولي. حذار التمادي في استحضار ارث الماضي، لان ذلك سيؤسس لصراعات داخلية جديدة، او لتحويل لبنان الى جبهة مفتوحة للصراع مع اسرائيل على غرار ما هو عليه الوضع في غزة، ولن يكون هذا الاحتمال او ذاك في صالح اية فئة من اللبنانيين.

 

الاسد يشرف شخصياً على الملف اللبناني والطلب من أمل وحزب الله عدم لعب دور «البدل عن الضائع»

ابراهيم جبيلي/الديار

يوماً بعد يوم، يتكشف للاطراف المحلية المزيد حول ان سوريا امتلكت تفويضاً تستطيع بواسطته معالجة اي اشكال طارئ بين السياسيين في لبنان، وكان هذا التفويض السياسي ملحوظاً في القرار 1559، كتعويض لقاء الانسحاب العسكري من لبنان، وان المجتمع الدولي عندما طالب سوريا بسحب جيشها من لبنان وافق ان تلعب فيه دوراً سياسياً.

هذه المعادلة تأخر الكل في لبنان وسوريا من تطبيقها الى ان حصلت اللقاءات والحوارات الاقليمية والدولية، فاقتنع الجميع بالحقوق السياسية للشقيقة الكبرى.

هذا الكرم الدولي لم يأت من فراغ، فالمجتمع الدولي يعاني الامرين والاهوال من الارهاب الاصولي، يعترف لسوريا بالقدرة والنجاح في مكافحته.

اضافة الى ان المملكة العربية السعودية اعترفت لسوريا بانها الوحيدة القادرة على اجتثاث هذه الظاهرة لذا يبقى الامن الوطني هدفاً اولياً لديها ولو تحقق بأيد سورية.

ومن ناحيتها فان سوريا ليست جمعية خيرية، لا تبغي الربح، وان لخروجها العسكري في العام 2005 طعماً لا ينسى، ولن يشبه بالتأكيد دخولها السياسي الحالي، خصوصاً انها عرفت واختبرت زمن الوجود العسكري، لذا لن تعيد الاخطاء الى سابق ممارساتها.

وهي على يقين ان الانتاج من خلال التفويض السياسي سيكون غزيراً، يفوق حصادها ايام التفويض العسكري.

وهكذا اختصرت سوريا المسافات والازمنة حيث شرعت في تعزيز علاقاتها مع لبنان عبر المؤسسات الدستورية، فقررت التنسيق التام مع الرئيس ميشال سليمان رغم معرفتها ان سليمان لا يملك الزعامة الشعبية، لكن العلاقة السليمة مع الرئيس الشرعي والوسطي هي احدى علامات السلوك الجديد للقيادة السورية في لبنان تستطيع ان تقدمه للمجتمع الدولي كنموذج مثالي.

وفيما تقيم سوريا افضل العلاقات مع حلفائها، خصوصاً العماد ميشال عون، طالبت الجميع عدم لعب الادوار كبديل عنها، وشددت على حليفيها التقليدين، امل وحزب الله الانكفاء قليلاً وعدم تنكب ادوار «بدل عن الضائع»، لان سوريا تريد معالجة الاسباب الحقيقية للفتنة المذهبية علماً ان الرئيس الاسد يشرف شخصياً على معالجة هذه الملفات الحساسة باعتباره «المايسترو» الوحيد القادر الذي يغوص ويعالج هذه الملفات الشائكة.

اذا سورياً التي يقلقها الصراع المذهبي، قررت تحييد حلفائها ذوي الصبغة الشيعية عن لعب الادوار المحلية بين الافرقاء، وقررت ان تعالج هي منفردة وبطريقة مباشرة، لان اوضاع الجميع في لبنان دقيقة وحرجة لما اصابهم من انقسام كاد يقضي على اية امكانية للعلاج، لذا جاء الطلب السوري من خلال الواقع الحساس للقوى اللبنانية بعد طول المناكفات والمظاهرات والمناوشات المذهبية.

وبسرعة نجحت الاستراتيجية السورية وبدأت طلائع انجازاتها في الظهور تباعاً بدءاً بالتطبيع مع الرئيس سعد الحريري الذي كان باكورة النجاح، حيث اشرف الرئيس السوري شخصياً على تفاصيل اللقاء، فنجح الرجلان رغم الهوة السحيقة التي كانت تفصلهما.

فالاسد يعرف جيداً فوائد وايجابيات التوازن السني الشيعي في لبنان، وانها تساهم في نزع فتيل الفتنة التي يخشاها الجميع لان الصراع المذهبي في لبنان سيشعل المنطقة التي تعيش على آبار الفتنة والانقسام السني الشيعي.

هذا التوازن التي تعمل سوريا على تحقيقه داخل الساحة اللبنانية هو عنصر اطمئنان للجميع في المنطقة، وهو احدى الاشارات السورية الايجابية الى الخارج السعودي، اضافة الى انه يعيد بعض الاطمئنان الى اهل السنّة بعد القلق الذي انتابهم خلال السنوات الماضية، فور استشهاد الرئيس الحريري وبعد احداث 7 أيار.

واللافت ان حلفاء سوريا او فريق 8 آذار توقف فجأة عن المطالبة المزمنة بتعديل اتفاق الطائف، ما يثبت الجدوى والفاعلية السورية على اعتبار ان الطائف هو صنيعة مشتركة بين سنة لبنان والسعودية مع الغطاء العربي وبالتالي فان المطالبات بتعديله تفاقمت حين كان الصراع الاقليمي والمذهبي المحلي على اشدّه، وهدأت حين حطّت الاتفاقات السورية السعودية اوزارها لترخي على الجميع بنود التفاهم، فسارعت المعارضة الى سحب طلباتها بناء للرغبات السورية ما زاد منسوب الطمأنينة في نفوس أهل السنّة.

هذا الاداء ادهش كثيرا شركاء السوريين اقليمياً ودولياً لما يحمل من تغيير وايجابية لكن الزعماء اللبنانيين لا يزالون يفتشون عن «اصبع توما» ليتأكدوا ان سوريا قد تغيّرت، فلا المفارز الامنية تعمل كسابق نشاطها، ولا زوار العاصمة السياسية يمارسون سياسة التنظير ويفرضون القواعد مع الارشادات التهديدية.

ففي قصر المهاجرين البداية والنهاية لكل موضوع لبناني.

والنائب وليد جنبلاط لا يصدق حتى الآن ان زيارته لدمشق تمت وان المصالحة مؤجلة تنتظر الجمهور السوري كي يفتي بحصولها.

وان الزيارة تنتظر تدابير قاسية ومؤلمة سيقدم عليها جنبلاط وهي اعلانه من سوريا ان العباءة قد آلت الى نجله تيمور نهائىا لينصرف هو مرشداً أعلى للحزب الاشتراكي لشؤون طائفته الدروز. ولم يبق امام سوريا سوى الملف المسيحي الشائك لما يتضمن من ارباكات واوضاع مستعصية سنفرد لها مقالة كاملة تتضمن معلومات مفصلة عن الذي اصبح مستشارا وحيدا للرئيس السوري في الشؤون اللبنانية.

 

 لئلا يكون هناك اكثر من جنبلاط واحد في النورماندي!

طوني عيسى/الديار

المرحلة تشبه مرحلة 1990. السوريون الذين خرجوا من شباك القرار 1559 وقانون محاسبة سوريا عادوا من الباب الاميركي والدولي عينه. وخصومهم اللبنانيون الذين «ثاروا» في 14 اذار هدأوا اليوم. حتى ان الرئيس سعد الحريري نجل الرئيس الشهيد القى وراءه سنوات من الخطاب الحاد ضد سوريا وذهب الى دمشق مصافحا قيادتها. واما النائب وليد جنبلاط - صقر 14 آذار فتحوّل اليوم الى حمامة تنادي بالوئام مع دمشق وسلاح «حزب الله» وتتوسّل السبل لمجرد قبول سوريا بزيارتها. لكن جنبلاط الذي تمنى ذات يوم من مرحلة 14 اذار ان يكون زبّالا في نيويورك اصبح يقول ان لا خيار لدى نجله تيمور سوى تحمّل المسؤولية من بعده وانه يريد ان يطمئن الى موقع المختارة قبل ان يتقاعد. وهذه المرة سمّى النورماندي حيث يمكن ان يتفرّغ لكتابة مذكراته! وعاد «الستاتيكو» الاميركي - السوري يمسك قواعد اللعبة وعاد الى الظل دور المجموعتين الاوروبية والعربية. وهذا المعطى يذكّر بانتهاء الفترة التي كان فيها دور للجامعة العربية في ضبط الامن ومواكبة الوضع السياسي والتي شهدت ما سمّي بـ «قوات الردع العربية».

الفارق الاساسي بين هذه المرحلة وتلك التي شهدت انطلاق «دولة الطائف» بثنائىة الاقتصاد والمال مقابل الامن والسياسة هو ان السوريين كانوا يضبطون كل شيء من خلال حضورهم العسكري والاستخباري المباشر على الساحة الداخلية. وهذا ما لم يعد قائما اليوم. لكن «الحريرية الاقتصادية» او المالية تبدو في صدد وثبة كبيرة تواكب التطلعات الاقتصادية التي يقبل عليها الشرق الاوسط والتي تأخر لبنان في حصاد ثمارها خلال السنوات الماضية. وسيكون كل ذلك تحت سقف الضوابط السياسة والامنية. لكن السؤال المطروح: ما هي حدود المعارضة المسموح بها لما بقي من معارضة؟ وتحديدا هنا معارضة بعض القوى المسيحية الباقية ضمن خط 14 آذارمدعومة من بكركي؟ وبكلام اوضح هل ان هذه المعارضة مقبلة على استعادة الدور الذي لعبته هي نفسها في مطلع التسعينات من القرن الفائت والتي انتهت الى عملية نفي شبه كاملة للقوى المسيحية المعارضة: الدكتور سمير جعجع في السجن والعميد ريمون اده ودوري شمعون وسواهما في المنفى القسري حيث كان العماد عون منذ 13 تشرين الاول 1990 بعد المواجهة المدمرة بين الجيش وسوريا؟

المعادلة مختلفة هذه المرّة. فالعماد عون انتقل باكراً الى موقع مختلف. وهو زار دمشق وبات فيها يُستقبل على سجادة حمراء.

وهذا ما اضعف ما سمي في المرحلة السابقة «المعارضة المسيحية»، والتي كان فيها «التيار الوطني الحرّ» شريكاً مع سائر القوى المسيحية في مواجهة دمشق.

فقد اصبح مسيحيو 14 آذار، ولا سيما «القوات اللبنانية» والكتائب مستفردين اليوم في ما يمكن تسميته «المعارضة الجديدة»، ويحاول شركاؤهم السنّة ان «يسايروهم» في بعض المواقف منعاً لاستفرادهم وتسهيل اسكاتهم. لكن هؤلاء الشركاء لا يمتلكون الهامش الواسع للمضي في «المسايرة». وقد تبلّغوا اشارات مفادها ضرورة التزام سقف التوافق السوري - السعودي وعدم الانجرار وراء بعض المواقف المعاكسة لهذا التوافق. وستتسع الفجوة بين مسيحيي 14 آذار وشركائهم السنّة، بعدما اصبحت واسعة قبل ذلك مع شركائهم الدروز الذي انتقلوا الى مغازلة العماد ميشال عون. امام مسيحيي 14 آذار، اي «المعارضة الجديدة»، اما الانحناء مجدداً وتمرير العاصفة لئلا تصيب رؤوسهم، واما الاستمرار في المواجهة وتكرار ظروف المرحلة السابقة. وهذه الظروف قد تؤدي الى اسكات الاصوات العالية الرافضة للتوافق الاقليمي، والذي يحظى بتغطية دولية.

ثمة من يتحدث عن سيناريوهات مختلفة. ولكن، هل يمكن مثلاً استعادة سيناريو الاسكات على طريقة «النظام الامني» الذي كان يضبط الساحة سابقاً، والذي ظهرت تجلياته في يوم 7 آب الشهير؟ حتى الآن هناك ما يوحي بذلك. فتركيبة السلطة مختلفة، والاجهزة الامنية مع كونها هي نفسها تقريباً من ناحية التكوين، الا ان المعطيات التي ادت الى ضبط المعارضة في الشكل الذي تمّ فيه خلال المرحلة السابقة لن يتكرّر في المدى المنظور على الاقل. لكن «المعارضة الجديدة» - المسيحية - يبدو انها هي ايضاً من جهتها استفادت من دروس المرحلة السابقة وتعلّمت اكثر كيف يتم سبر الاغوار وفك الالغاز والالغام على الساحة اللبنانية السريعة الاهتزاز تحت الاقدام. وهي تبدو اكثر حذراً وترقّباً مما كانت عليه في اي يوم مضى. فهذه المعارضة والمسيحيون لا يتحملون خضّآت جديدة. هذه الحقيقة ادركها الدروز سريعاً، وجنبلاط تحديداً. واذا لم يتداركها قادة المسيحيين شركاؤه، فان النورماندي ستكون مرشحّة لاستقبال اكثر من جنبلاط واحد.

 

مهرجان مركزي في ذكرى استشهاد الحريري

علوش : متى كان طرح بري بريئا ؟

اللواء/وجدي العريضي

في ظل التشاور حول اقامة مهرجان مركزي في ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري او في اطار اخر مثل الاستعاضة عن المهرجان الشعبي باحتفال في الاونيسكو او البيال وسوى ذلك من السيناريوهات التي يتم التداول بها فإن اخر المعلومات تؤشر الى اقامة مهرجان مركزي شعبي مثل كل عام، هذا ما يؤكده النائب السابق القيادي في تيار المستقبل الدكتور مصطفى علوش لافتا الى ان رئيس الحكومة سعد الحريري اكد على هذا الخيار وثمة كلمات ستلقى كما درجت العادة في السنوات الماضية كاشفا بأن موضوع رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط هو موضع دراسة وتشاور لناحية مشاركته كخطيب وغيرها من الامور بعد إعادة تموضعه السياسي. وحيال موقف تيار المستقبل من طرح الرئيس نبيه بري بشأن الغاء الطائفية السياسية يقول علوش : بداية متى كان توقيت بري في طرحه لقضايا سياسية بريئا ويتابع ان هذا الموضوع تطرق اليه الرئيس الحريري بمعنى ان يحظى بإجماع اللبنانيين وهل هذا الاجماع متوفر اليوم تاليا انه بحاجة لموافقة المجلس النيابي وايضا هل النواب المسيحيون موافقون على الغاء الطائفية السياسية؟ فلا احد ضد القانون او البند الوارد في الطائف والقاضي بإلغاء الطائفية السياسية لكن توقيته غير بريء والرئيس بري نجح في حشر الجميع لا سيما واننا كلنا مع هذا الإلغاء لكن ما اراه ان بري يريد المثالثة اي العديدية ونحن مع المناصفة للحفاظ على الصيغة اللبنانية الفريدة فرئىس المجلس عدا ذلك قال بما معناه تريدون سلاح المقاومة ونحن نريد الغاء الطائفية السياسية. واخيرا بشأن التحرك الفلسطيني وزيارة خالد مشعل للبنان هل ثمة مخاوف من حدوث شيء ما في المخيمات؟ يضع علوش ذلك في سياق الحراك العربي والدور السعودي الفاعل في المنطقة، واعادة تموضع حماس بغية الانفصال المرتقب بين السوري والايراني والذي اراه قريبا بينهما في ظل انفتاح دمشق على الغرب والتقارب السوري - السعودي وارى ايضا ان الامور بين دمشق وطهران متجهة الى اكثر من ذلك اي الى الخلاف.

 

الكيمياء مفقودة بين «جنرال عمشيت» و«جنرال بعبدات»

هل يُبادر سليمان الى كسر «التابو» مع اميل لحود؟ طريق بعبدات ليست سالكة امام جنبلاط

ابتسام شديد/الديار

يبدو الرئيس السابق اميل لحود في الفترة الاخيرة في قلب الحدث السياسي..

انتهت مفاعيل العزلة اللحودية التي بدأت عقب اغتيال الرئيس رفيق الحريري الذي «بدّل» «المعالم السياسية وغير المعادلات» وقلب يوميات «سيد بعبدا» رأسا على عقب بعد ان تم تحميل عهده وزر اثقال لم يعرفها اي عهد او ولاية رئاسية ماضية.. ترنح عهد لحود تحت وطأة الاتهامات والحملات القاسية. تصدى لها جنرال «بعبدات» وصمد حتى الربع ساعة الاخير ليغادرالقصر ذات ليلة وحيدا ودون «بهرجة» ومعالم رئاسية... انتقل لحود الى منزله الجديد في اليرزة مراقباً ومتابعاً عن كثب الاحداث السياسية والمتغيرات، استمر لحود متابعا انطلاقة عهد خلفه مراقبا التحولات وانقلاب الادوار. في الاونة الاخيرة، عاد التداول باسم الرئيس اميل لحود في اطار مختلف عن الماضي فالرجل تحرر من «موبوءات» الماضي ومن كل ما الصق بعهده وقد عاد اليه اعتباره مع اطلاق الضباط الاربعة و«صك البراءة» الذي بات في جيبه، وها هو «مسلسل» المصالحات اعاد تسليط الضوء الاعلامي واعاد الوهج الى «الجنرال - الرئيس» فطرحت مصالحة لحود على ان تكون خاتمة مصالحات الزعيم الاشتراكي قبل عبور الاخير الى الشام، لكن على ما يبدو فان طريق بعبدات ليست سالكة بعد امام الزعيم الاشتراكي ومثلها طريق دمشق في الوقت الحاضر.

وعلى خط مواز ثمة من يتحدث اليوم في زمن المصالحات والاصطفافات الجديدة و«طي صفحات الماضي» عن اعادة وصل ما انقطع وفرضته الاحداث الاخيرة بين لحود وسليمان خصوصا ان علاقة الجنرالين السابقين لم تشهد مواجهات او معارك مباشرة ولم تنحدر في تفاصيلها الى المستوى الذي آلت اليه علاقة لحود - جنبلاط، بعد ان قال الاخير ما قاله في نظام لحود وعهده مما يصعب ويعقد التقارب بينهما اذ يطالب لحود باعتذار علني وواضح عن الاساءات الجنبلاطية وبالتالي فان لا اسباب جوهرية او خلافية عميقة تعوق تلاقيهما.

فرضية تقارب او مصالحة سليمان - لحود، كما يعتبر المطلعون على علاقتهما، تختلف في ظروفها عن كل المصالحات التي جرت او قد تجري في المدى المنظور، فما بين الرجلين ليس خلافا سياسيا عميقا بقدر ما هو خلاف او تباين يعود الى الحقبة السياسية السابقة...

يروي العارفون انفسهم ان بين الاثنين «حساسية» يمكن وصفها بانها «حساسية» تعود الى ايام العسكر فالكيمياء مفقودة بين «جنرال بعبدات» و«جنرال عمشيت» منذ وقت طويل عندما وصل سليمان الى قيادة الجيش عام 1998 خلافا لرغبة لحود. وغالبا ما اشتكى سليمان او اسر الى المقربين من تدخل الرئيس لحود في الشؤون العسكرية، الامر الذي انعكس على قيادة الجيش فحصل التباعد المعروف بين الحرس الجمهوري برئاسة العميد مصطفى حمدان وقيادة الجيش. لم تساهم الاحداث الماضية بحصول تقارب بين لحود وسليمان.

بين «الجنرالين» مسافة فرضتها الظروف والتطورات، وفي كل المحطات منذ تسلم سليمان سُدة الرئاسة حصل التباعد والافتراق بدل التلاقي والتقارب بين رفاق السلاح والبدلة العسكرية نفسها. وكان الخلاف يزكيه «المحبون» لدى الفريقين والمُتضررون من علاقة آمنة ومستقرة بينهما، البزة المرقطة شكلت لكل من سليمان ولحود الممر «المعبر» الى الحياة السياسية.

قاد الاخير معارك فيها اكسبته شعبية وسطع نجمه في معارك نهر البارد واصبح سليمان بعد قيادة اللواء الثامن في البقاع ونجاحه في هذا الموقع الحساس القريب من دمشق مشروع رئيس جمهورية مقبل، فيما يُسجل التاريخ وصول لحود الى الرئاسة في ظروف تأييد مسيحي وشعبي لا مثيل له. الانشقاق الكبير او التباعد وقع عند اغتيال الرئيس الحريري، هذا الاغتيال الذي تم تحميله لـ«نظام بشار الاسد واميل لحود» بقي فيه قائد الجيش خارج دائرة الشكوك التي طالت اركان النظام اللحودي، يومها يتحدث المتابعون ان سليمان «لعبها صولد»، اذ نأى بقيادته عن تداعيات الاغتيال وقد تردد انه وضع استقالته في تصرف عائلة الحريري اذا كانت ترى مسؤولية ما له في جريمة الاغتيال.

وفيما كان لحود يتعرض لأقسى الحملات من الاكثرية النيابية و14 آذار ويتخلى عنه وينقلب عليه حلفاء الخط السياسي الواحد كان دور ميشال سليمان يتعاظم ويكبر في قيادة الجيش التي بقيت متماسكة وبمنأى عن الحرب الكونية التي تعرض لها لحود.

قنوات الاتصال «ضاقت» مع طرح اسم قائد الجيش لرئاسة الجمهورية وثمة من رأى ان لحود وضع عراقيل وحواجز في طريق وصول سليمان الى القصر بتأييده في حينه خيار الحكومة الانتقالية عدم الحماس اللحودي كان واضحا في جلسة الانتخاب التي وصلها لحود بعد الانتهاء من فرز الاصوات سليمان تلقف الرسالة وبادر الى الرماية في «مرمى» الرئيس المنتهية ولايته الخطوة الاولى في استمرار عزل الرئيس عدم دعوته الى العشاء الاحتفالي الرئاسي بالموازاة مع عدم قيام الخلف بزيارة السلف مطيحا ومتجاوزا الاعراف والتقاليد السائدة في نادي الرؤساء السابقين ففي ذروة الخلاف الشهير بين الهراوي ولحود حيث كان الاول يضع فيتو على وصول لحود رغبة في ترئيس صهره الوزير السابق فارس بويز وبسبب خلافات كثيرة مع قائد الجيش اميل لحود الا ان لحود بعد انتخابه بادر الى زيارة الهراوي في منزله ويروي المطلعون على علاقتهما في ذلك الوقت ان التواصل بقي قائما بينهما وغالبا ما كان لحود يلبي «رغبات» ومطالب معينة للهراوي. ثمة من يرى ان سليمان كان ملزما في هذا الموقف في حينه وان الظروف السياسية في حينه حتمت عليه البقاء على مسافة بعيدة من لحود فالاقتراب من لحود في ذلك الوقت كان من «التابوات» السياسية وكان سيحرق سليمان في بداية عهده حيث لم تكن بداياته بعد «آمنة» وثمة من يعتبر ان ما جرى بينهما «تصفية حساب» يعود الى زمن الرئىس وقائد الجيش... لكن السؤال المطروح اليوم بعد ان سقطت الخطوط «الحمر» بين كل الاطراف المتخاصمين واعداء الامس وبعد ان عادت الحياة السياسية الى منزل لحود في اليرزة وبات ضيفا لساعات مع نجله في خلوة السيد ومعزيا غير تقليدي في الشام بوفاة شقيق الرئىس السوري هل ثمة من يسقط الحاجز النفسي ليقرب الجنرالين القاطنين على مسافة امتار قليلة؟

 

لهـذه الأسـباب ... يتلاقـون على «منـع» الانتخـابـات البلديـة

السفير/كتب المحرر السياسي: بات المناخ السياسي عملياً أسير مثلث عناوين سياسية مترابطة، ولو بدا في الشكل أنها لا تمتّ إلى بعضها بصلة: «حرب عالمية» بعنوان تعيينات إدارية، ارتباك داخلي بعنوان انتخابات بلدية واختيارية، واشتباك سياسي موسمي اسمه تشكيل هيئة إلغاء الطائفية السياسية.

وإذا كان للتعيينات الإدارية نهايتها المحتومة محاصصة منمقة ومطرزة بآلية يهزمها قول فصل لمجلس الوزراء، فإن هيئة الغاء الطائفية السياسية، ستبقى عبارة عن صراخ في «وادي ذئاب الطائفية السياسية»، وما أشرسهم في النموذج اللبناني، حيث يسقط تغييريون ومشاريع تغيير، ولا يهتز ظفر النظام الطائفي أبداً.

في الانتخابات البلدية، إرباك مصدره الداخل والإقليم في آن معاً. ذلك أن هناك من سمع كلاماً تكرر على لسان أكثر من مرجع رئاسي: هناك مصلحة وطنية بتأجيل الانتخابات البلدية. لقد خرجنا لتوّنا من انتخابات نيابية «دولية». جاءت التفاهمات السورية ـ السعودية، لتنتج مناخاً سياسياً داخلياً جديداً وهناك مصلحة بتثبيته، وبالتالي لا مصلحة بإجراء الانتخابات البلدية، لأنها ستؤدي الى استعادة مناخ التشنج في أكثر من ساحة وخاصة على الصعيد المسيحي.

لم تتخذ السلطة السياسية موقفاً واضحاً. قالت في بيانها الوزاري إنها ستعمل لإجرائها «في أفضل الظروف واقتراح التعديلات التشريعية الملائمة لتحقيق ذلك». صيغة ضبابية للتوقيت، سهّلت ولادة مشروع تعديلات في وزارة الداخلية، يجعل الظروف الحالية ليست هي الفضلى، ولذلك، سيكون هناك أخذ ورد حول اقتراحات التعديلات التشريعية. الكل سيتآمر على «النسبية»، من دون استثناء، ولو أنها مقترحة حصراً على مستوى البلديات من 21 عضواً وهي 14 بلدية: بعلبك، زحلة والمعلقة، عرسال، الهرمل، شمسطار وتوابعها، صيدا، صور، بنت جبيل، النبطية التحتا، المنية والنبي يوشع، الميناء، زغرتا، الغبيري، وبرج حمود وكذلك البلديات المؤلفة من 24 عضواً وهي حصراً بلدية بيروت وبلدية طرابلس.

هل يقبل «حزب الله» و«أمل» بمشاركة اليسار والأسعديين وبعض الشخصيات المستقلة في الجنوب والبقاع والضاحية؟ هل يقبل سعد الحريري بمشاركة خصومه السنة في صيدا والمنية وطرابلس والميناء وحتى بيروت؟ وهل يتمنى سليمان فرنجية مشاركة خصومه في زغرتا والعكس صحيح، وهل يتمنى ميشال عون وايلي سكاف و«الطاشناق» شراكة خصومهم من خلال النسبية سواء في زحلة أم جونيه أم برج حمود والعكس صحيح؟

ولعل مصدر الاهتمام في الانتخابات البلدية، نابع من اعتقاد كل فريق بعلاقتها بنتائج الانتخابات النيابية الأخيرة، بحيث يريد البعض تثبيت نتائج فوزه أو الانتقام لخسارته أو تعديل ميزان التعادل حتى يحوله الى فوز... تمهيداً للانتخابات النيابية المقبلة.

ومن غير المستبعد في الجزء المسيحي من الانتخابات أن تكون هناك حسابات مرتبطة بالانتخابات الرئاسية المقبلة، حيث هناك من يريد أن يكون ناخباً أساسياً فيها أو أن يتقدم «جنرال» على «جنرال»، أو أن يتعزز دور «جنرال» ثالث بينهما.. وربما رابع ولو لم يكن قد ارتدى البزة العسكرية اصلاً.

وعلى الرغم من تمركز المعارك السياسية للانتخابات البلدية في المناطق المسيحية الا ان القوى المسيحية، الاكثرية منها والمعارضة، لا ترى سبباً علنياً يستدعي تأجيلها. فاضافة الى قناعة كل فريق بالربح فان ترجماتها لن تكون كبيرة في السياسة. فالمعارك ستتركز في مدن كبرى من سن الفيل الى الجديدة وجونية وجبيل وعمشيت وزحلة وجزين ودير القمر اضافة الى بلدات قليلة اخرى في حين تتداخل حسابات كثيرة في المناطق الاخرى.

تقول الكنيسة إنها حاسمة في «ضرورة اجراء الاستحقاقات في مواعيدها احتراماً للدستور والقانون. فليس مقبولاً ان نشهد قبل كل استحقاق جدلاً يقارب التنجيم عن اجراء الانتخابات او عدمها»، كما يؤكد مسؤول كنسي. يضيف بانفعال «ليترك للناس على الاقل اختيار ومحاسبة من يديرون شؤونهم اليومية المناطقية. وليربح من يستحق بعيداً عن الصراعات السياسية».

ويلتقي «التيار الوطني الحر» مع الكنيسة بالدعوة الى احترام الاستحقاقات ومواعيدها، ولو أن «التيار» كان يرغب ضمناً بإبعاد هذه الكأس قليلاً حتى ينجز ورشته الداخلية أولاً، لكن ثمة تبدلاً جوهرياً حصل في قرار «التيار» استناداً الى معطيات ميدانية وقراءة سياسية في الأيام الأخيرة، أساسها استثمار معركة التوزير والحقائب بما أعطته له من رصيد مسيحي، لا بل خوض معركة تقسيم بيروت الى دوائر بما يحرج الخصوم المسيحيين ولا يجعل سعد الحريري مطلق اليدين في العاصمة.

أما رئيس الجمهورية، فلا يمانع في التأجيل، ولكنه لا يريد أن يجاهر بذلك، فالظروف غير مهيأة لتعديل وضعيته في الشارع المسيحي إلا إذا أرسى تفاهماً مع عون ومع بعض الحساسيات العائلية الوازنة، يستطيع معها أن يأخذ حصة وازنة في عمشيت وجبيل وجونية على سبيل المثال لا الحصر.

ورب قائل إن السفيرة الأميركية ميشيل سيسون استشعرت وجود مناخ رئاسي راغب بالتأجيل، فبادرت إلى توجيه رسالة واضحة إلى أكثر من جهة مفادها عدم جواز إعطاء الحكومة اللبنانية إشارة سلبية الى الخارج من خلال تأجيل الانتخابات، ولذلك ننصح بأن تجري في موعدها.

يرمي خصوم عون به في دائرة الاتهام: يسعى إلى تأجيل الاستحقاق خوفاً من تكريس تراجع شعبيته التي أظهرتها الانتخابات النيابية وثبّتتها الانتخابات الطالبية والنقابية. وتقول «القوات» انها مستمرة عملياً بالتحضير للانتخابات منذ مطلع كانون الأول الماضي، لكنها «قد تتفهم تأجيلها لاسباب مقنعة وليس للهرب الى الأمام من قبل البعض».

تعوّل «القوات» على «ضعف» خصمها ميشال عون تنظيمياً في هذا الاستحقاق الذي «سيكشفه» و«يعرّيه» مسيحياً، على عكس «القوات» التي تعتبر أنها سجّلت أولى نجاحاتها في العام 1998 (عهد الوصاية)، حيث حصدت في قضاء جزين، على سبيل المثال لا الحصر، تسعة مجالس بلدية، من أصل أحد عشر!

أما الكتائب «فلا ترى ما يستدعي التأجيل تحت اي عذر «يجب ان تجري الانتخابات في موعدها لانها على تماس مباشر مع مصالح الناس». الحسابات الكتائبية متنية بالدرجة الأولى، سامي الجميل يشد الحزب باتجاه التحالف مع «التيار» بوجه آل المر و«القوات».. وفي «التيار» من يلاقيه وأيضاً من يعترض، داعياً الى إبرام صفقة مع الياس المر، تعيد إنتاج ثنائية جديدة على حساب الكتائب و«القوات» معاً.

في السياق نفسه، تجري محاولة ترميم في زحلة وزغرتا. في الأولى، مسعى جدي لتقارب بين ايلي سكاف ونقولا فتوش «للانقلاب على نتائج الانتخابات النيابية» وميشال عون يدفع بهذا الاتجاه، أما في زغرتا، فالأمر يحتاج الى قوة خارجية من أجل جمع القاعدتين العونية و«المردية» في معركة واحدة.. ولا يبدو حتى الآن أن هناك من يسعى جدياً في هذا الاتجاه.

أزمة مسيحيي الأكثرية في بيروت تتفاقم منذ ما بعد الانتخابات، وثمة همس في أروقة مرجعيات دينية مسيحية يصب في خانة عدم تكرار بعض الأخطاء التي حصلت في الانتخابات النيابية، ولذلك.. يردد أحد المطارنة «لا بد من تقسيم بيروت والا فإن «تسونامي المستقبل» سيجتاحنا»!

حتى الأمس القريب، كان سعد الحريري، يميل باتجاه التأجيل، استناداً الى مناخ التفاهم الداخلي والعربي. لكن فجأة انقلب الموقف. يتراوح التفسير بين «موقف مبدئي»، «مزايدة»، «رهان بأن يحصل التأجيل على يد غيره». أكثر من معطى رافق التبديل، أبرزه وصول المشاورات في موضوع انتخابات غرفة التجارة والصناعة في صيدا الى حائط مسدود مع الرئيس نبيه بري. بري يريد ترشيح محمد حسن صالح لرئاسة الغرفة، في خطوة تم تفسيرها بأنها نوع من الرد والانتقام على معركة الانتخابات النيابية، حيث نصح آل الحريري بتفادي معركة ترشيح فؤاد السنيورة ولكنهم أصروا على خوض معركة كسر عظم بوجه مرشح المعارضة اسامة سعد.

لذلك قرّر بري قلب قواعد اللعبة، ومن يتابع الوضع في صيدا حالياً، يستبطن رائحة انتخابات مذهبية يوم الأحد المقبل، يهدّد معها «تيار المستقبل» بالانسحاب كلياً منها من أجل تحميل اسامة سعد وعبد الرحمن البزري «مسؤولية خسارة موقع سني لمصلحة مرشح شيعي» مدعوم من «أمل» و«حزب الله»، علما أن الرئيس بري كان يردد دائماً أنه مستعد للتراجع عن مرشحه اذا أعطاه كل من بهية الحريري واسامة سعد والبزري اسماً توافقياً، وهو أمر مستحيل المنال.

والسؤال، هل يريد الحريري مقايضة بري بتأجيل الانتخابات البلدية مقابل تمرير صفقة معينة في انتخابات غرفة صيدا أم أنه يريد الانتقام سريعاً لانتخابات غرفة التجارة الأحد المقبل بمعركة بلدية «تقفل آخر البيوت السياسية في صيدا»، وتطوّب صيدا معقلاً لتيار «المستقبل»؟

يطرح موضوع الانتخابات تحديات وأسئلة أخرى أمام الحريري سواء في اقليم الخروب وعلاقة قاعدته بالقاعدة الاشتراكية. ماذا عن البقاعين الغربي والأوسط وأين الحسابات السياسية والعائلية؟ ماذا اذا أصرّ المسيحيون على تقسيم بيروت؟ كيف سينظم الائتلاف في طرابلس وما هو دور حلفائه في المدينة؟ ماذا عن عكار والمنية والضنية؟ هل يبادر الى «رسملة» الانتخابات النيابية بخوض الخيار البلدي، ليقطع الطريق على من يريدون أن يحفروا بهدوء لإفراغ زعامته للشارع السني؟

ولمن يريد أن يدقق، ربما يجد تناغماً واضحاً بين وليد جنبلاط و«حزب الله» والرئيس نبيه بري... باتجاه التأجيل، الأول، لأنه لا يريد أن يفتح جروحاً، بينما هو يضمد آخر جروح ايار 2008 في الجبل. «حزب الله» لا يريد أن يفتح بطون القرى والمدن والبلدات الجنوبية الشيعية على حساسيات سياسية ومحلية، الا اذا أحرج، وعندها سيكون القرار صارماً بقمعها، من خلال اعتماد تفاهم صارم يقضي بالتفاهم بين «الحزب» و«الحركة»، ما يعني أن الانتخابات ستنتهي في معظم البلدات قبل أن تبدأ.. سواء في الجنوب أم البقاع أم الضاحية الجنوبية.

ولـ«حزب الله» حساب آخر، على الصعيد الوطني، اساسه مراعاة موقف حليفه الاستراتيجي ميشال عون، فإذا كان متحمّساً فلا صوت يعلو فوق صوت الانتخابات واذا كان متردداً أو معترضاً، فهذه هي كل حيثيات التأجيل... وهو أمر كان مثار نقاش ليل أمس، كما آلية التعيينات، في اجتماع وزاري بين «حزب الله» و«التيار»، سبقه لقاء ليلي في عين التينة، للأمرين معاً، بين وزراء «أمل» و«حزب الله» وبرعاية الرئيس بري...

أما وزير الداخلية، فله التحية، ذلك أنه أراد إحراج المُحرَجين، فقدم لهم ما يريدونه ولا يريدونه: مشروع قانون يتضمّن تعديلات يريد كل واحد منهم بعضها وليس كلها، ولكنهم يتفقون على رفض النسبية... أما خفض سن الاقتراع، فلقد أدى وظيفته كعنوان سياسي في الانتخابات النيابية، أما اليوم، فليُترك كرة نار يتمّ تقاذفها بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، حتى يعطي أمراء الطوائف كلمتهم الفصل.. ورائحتها تبشر، حتى الآن، بعكس ما يريده الشباب... ولحملتهم أن تستمرّ، في انتظار «البطل» ذلك أننا لسنا اليوم في زمن الأبطال والبطولات.

 

الانقلاب الجديد على الطائف!

 السفير/بهيج طبارة

عندما طُرح تعديل الدستور في العام 1990، تنفيذاً لاتفاق الطائف، أقر النواب بالإجماع، ودون مناقشة، تعديل المادة 95 التي تنص على تشكيل هيئة وطنية لدراسة واقتراح الطرق الكفيلة بإلغاء الطائفية وفق خطة مرحلية. اقتصر النقاش في تلك الجلسة على تصريح للنائب زاهر الخطيب الذي أعرب عن سعادته بإلغاء النص القديم لهذه المادة الذي كان يدعو لتمثيل الطوائف في الوظائف العامة بصورة مؤقتة. أما النائب بطرس حرب فقد اكتفى بتوضيح أن الخطة المرحلية التي سوف تضعها الهيئة الوطنية العتيدة تهدف إلى إزالة المراحل الطائفية من النفوس، لأنه إذا لم تلغ الطائفية من النفوس، لا نكون قد عملنا شيئاً. ولا عجب أن يكون تعديل المادة 95 من الدستور قد حاز، في حينه، على إجماع النواب، من دون نقاش، لأن اتفاق الطائف الذي أرسى قاعدة المناصفة بين المسلمين والمسيحيين، بمعزل عن العدد، إنما وضع ذلك في إطار رؤية للمستقبل تهدف إلى تجاوز الحالة الطائفية عن طريق إلغاء الطائفية السياسية على مراحل. وجدير بالذكر أن النواب، لدى إقرار مقدمة الدستور، من أجل تضمينها المبادئ العامة الواردة في وثيقة الوفاق الوطني، ارتأوا تعديل الفقرة (ح) من الوثيقة التي كانت تنص على مبدأ تحقيق العدالة الاجتماعية باستبداله بمبدأ آخر هو إلغاء الطائفية السياسية بحيث أصبحت الفقرة المذكورة في الدستور تنص على أن:

«إلغاء الطائفية السياسية هدف وطني أساسي يقتضي العمل على تحقيقه وفق خطة مرحلية».

وتدليلاً على الأهمية التي أولاها المؤتمرون في الطائف على تجاوز الحالة الطائفية، نصت الوثيقة على أنه، في المرحلة الانتقالية، لا تخصص أية وظيفة لأية طائفة، ويُلغى ذكر الطائفية والمذهب في بطاقة الهوية. إلا أن الأهم هو ما جاء في اتفاق الطائف بالنسبة لقانون الانتخاب الذي ينبغي، بحسب الطائف، أن يعتمد المحافظة دائرة انتخابية بعد إعادة النظر في التقسيم الإداري في إطار وحدة الأرض والشعب والمؤسسات، وأن يؤمّن الانصهار الوطني ويراعي القواعد التي تضمن العيش المشترك بين اللبنانيين.

وهكذا فإن طرح الرئيس نبيه بري موضوع تشكيل الهيئة الوطنية يندرج في سياق التوجه العام الذي توافق عليه النواب، في حينه، بالإجماع، وأصبح موجباً دستورياً ملزماً منذ العام 1992، أي منذ أن تمّ انتخاب مجلس النواب على أساس المناصفة بين المسلمين والمسيحيين. لذلك فإن تحريك هذا النص الدستوري اليوم من أجل المباشرة بتطبيقه لا يحتاج إلى تبرير، بل أن تقاعس السلطة عن إثارة الموضوع طوال أكثر من خمس عشرة سنة هو الذي يحتاج إلى تفسير.

إن الشكوى من مساوئ النظام الطائفي لم تنطلق من الطائف، بل أن التنديد به نجده في البيان الوزاري لحكومة رياض الصلح الأولى عام 1943 الذي وصفه بأنه يقيّد التقدم الوطني ويسمّم العلاقات بين الجماعات الروحية المتعددة التي يتألف منها الشعب اللبناني ويجعل من الوطن الواحد أوطاناً متعددة. وما زالت تتردد العبارة التي وردت فيه:

«إن الساعة التي يمكن فيها إلغاء الطائفية هي ساعة يقظة وطنية شاملة مباركة في تاريخ لبنان. وسنسعى لكي تكون هذه الساعة قريبة بإذن الله».

ولم يغب عن البيان أن تحقيق ذلك يحتاج إلى تمهيد وإعداد في مختلف النواحي، لذلك جاء فيه أننا:

«سنعمل جميعاً بالتعاون، تمهيداً وإعداداً، حتى لا تبقى نفس إلا وتطمئن كل الاطمئنان إلى تحقيق هذا الإصلاح القومي الخطير».

واليوم، بعد مرور أكثر من ست وستين سنة، فإنه لا يبدو أن «الساعة المباركة» التي بشّرت بها حكومة الاستقلال الأولى باتت قريبة المنال، أو أنها سوف تدق قريباً..

ذلك أن الوعود لم تقترن ولو ببداية تنفيذ، وقد عرف لبنان منذ ذلك التاريخ دورات من العنف، ملفتة بانتظامها، اتخذت دوماً منحى طائفياً أو مذهبياً، وبقيت كذلك حتى الأمس القريب.

فبعد أقل من خمس عشرة سنة على الاستقلال، كانت ثورة العام 1958. ثم تلتها بعد أحد عشر عاماً أحداث العام 1969 والأزمة الحكومية الأطول في تاريخ الحكومات في لبنان إلى أن اقترنت باتفاق القاهرة الشهير. ثم بعد ست سنوات، الحرب الأهلية الأطول في تاريخ لبنان عام 1975 والتي اقترنت باتفاق الطائف.

وها نحن، بعد أقل من خمسة عشر عاماً، نعيش مرحلة من الأزمات الأمنية والسياسية المتلاحقة، قبل وبعد اتفاق الدوحة، تؤشر كلها إلى حالة مرضية مزمنة يعاني منها نظامنا السياسي، عبّر عنها الرئيس فؤاد شهاب في بيان عزوفه عن الترشح للرئاسة عام 1970 بقوله إن المؤسسات السياسية اللبنانية والأصول التقليدية المتبعة في العمل السياسي لم تعد صالحة للنهوض بلبنان. إن اتفاق الطائف وضع يده على مكمن الداء فحدّد الهدف بوضوح ورسم الآلية الواجب إتباعها للوصول إلى هذا الهدف، من دون ان يُغفل أن الطريق طويل، وأن ثمة مراحل لا بد من المرور بها. في أواخر مدة ولايته الممددة، تقدم الرئيس الياس الهراوي من مجلس الوزراء بمشروع قانون اختياري للزواج المدني وقدمه يومئذ كمدخل لإلغاء الطائفية السياسية التي نص عليها الدستور. وقد علّقنا في حينه على هذه المبادرة بمذكرة خطية مسهبة بيّنا فيها أنه، بعد أن لحظ الدستور الآلية الواجب اعتمادها لإلغاء الطائفية السياسية وفق خطة مرحلية تضعها الهيئة الوطنية، لم يعد يحق لأحد، أياً كان، طلب اعتماد إجراءات منفردة تهدف في رأيه إلى إلغاء الطائفية خارج الخطة المرحلية العتيدة بعد إقرارها حسب الأصول. وإلا، أي إذا جاز تعميم القاعدة، والسماح لمختلف المراجع بتقديم اقتراح من هنا واقتراح من هناك، كيف يمكن للهيئة المذكورة أن تمارس عملها وتقترح على المراجع المختصة خطة متكاملة تنفذ على مراحل؟ لذلك فإن ثمة ترابطاً وتكاملاً في الطائف بين الهدف المنشود والإصلاحات التي دعا إليها، وفي طليعتها قانون الانتخاب واللامركزية الإدارية وإنشاء مجلس للشيوخ تتمثل فيه جميع العائلات الروحية وتنحصر صلاحياته في القضايا المصيرية.

لقد نجح الرئيس نبيه بري، من خلال مبادرته الأخيرة، في استدراج القيادات السياسية للكشف عن حقيقة مواقفها من موضوع الطائفية السياسية. فتراوحت ردود الفعل على هذه المبادرة بين مؤيّد لها من دون تحفظ، ومعارض لها بالمطلق، متمسّك بالطائفية السياسية كنظام حكم لا يصح التخلي عنه تحت طائلة تعريض الكيان اللبناني للخطر. وبين هذين الموقفين، مواقف رافضة تحت ذرائع مختلفة كاشتراط توفر الإجماع من أجل البحث في تشكيل الهيئة الوطنية إلى اشتراط إلغاء الطائفية من النفوس قبل البحث في إلغائها من النصوص.

وفي خضم هذا الجدل، يضيع النص الدستوري الملزم الذي قضى بوجوب تأليف الهيئة الوطنية من قبل مجلس النواب المنتخب على أساس المناصفة لدرس واقتراح الطرق الكفيلة بإلغاء الطائفية، وكأننا اليوم بصدد مناقشة ما إذا كان إلغاء الطائفية السياسية يشكّل هدفاً وطنياً يقتضي العمل على تحقيقه على مراحل. ويضيع معه، وهذا هو الأهم، أحد أهم الأهداف التي حدّدها الطائف لإصلاح النظام السياسي في لبنان ووضعه على السكة في الاتجاه الصحيح.

إنه انقلاب جديد على الطائف، بكل ما للكلمة من معنى، شارك فيه، عن جهل أم عن قصد، بعض من يدعي الانتماء إلى الطائف وينادي بالحفاظ عليه كجزء من إرث سياسي ثمين.

والمؤسف أنه ليس الانقلاب الأول. فقد سبقه الرجوع في قانون الانتخاب خمسين سنة إلى الوراء من أجل توزيع المقاعد في مجلس النواب حصصاً بين الفرقاء السياسيين. سبقه اعتماد القضاء بدلاً من المحافظة كدائرة انتخابية والتوجه نحو تمكين كل طائفة، بل كل مذهب، أن ينتخب نوابه، مع ما أدى إليه ذلك من إثارة للعصبيات الطائفية والمذهبية ومن اصطفافات ما نزال نشكو من ارتداداتها ـ وذلك خلافاً لما كان يدعو إليه اتفاق الطائف من قانون يؤمّن الانصهار الوطني ويراعي القواعد التي تضمن العيش المشترك بين اللبنانيين.

وقد تكرّس، بنتيجة مخالفة الطائف بالممارسات اليومية المتكررة، تخصيص كل وظيفة في إدارات الدولة إلى طائفة أو مذهب معيّن، إلى أن انتقلت عدوى طائفية الوظيفة إلى المناصب القضائية والأمنية. سبق أيضاً الانقلاب الجديد على الطائف أسلوب تشكيل الحكومة الحاضرة والحكومة التي سبقتها خلافاً للطائف ولنص الدستور وروحه، وطريقة تسمية الوزراء واحتسابهم على فريق سياسي معيّن، كما تخصيص رئيس الجمهورية بعدد من المقاعد الوزارية في الحكومة. ومن سخرية الأقدار أن الانقضاض على الطائف يتم غالباً من قبل المنقلبين عليه تحت شعار التمسك به والحرص عليه.

([) وزير سابق

 

السفير» تستطلع «التيار» و«المردة» و«القوات» و«الكتائب» و«الكتلة الشعبية»

السفير / كلير شكر

كلّ مكونّات السلطة اللبنانية متّهمة بترحيل الانتخابات البلدية والاختيارية، إلى أن تثبت براءتها. حكم ترسّخ في أذهان الرأي العام، بفعل الالتباس الذي أثاره أداء القوى السياسية على اختلاف ميولها، بعدما شعر أن مصالح هذه الأطراف قد تتفوق على المصلحة العامة في إجراء تداول للسلطة في المجالس البلدية والاختيارية.

ورغم الخطوة المبدئية التي خطاها مجلس الوزراء وتتضح معالمها نهائيا في جلسة اليوم، فإن التشكيك بمسار الاستحقاق البلدي، هو الطاغي على نظرة الجمهور إلى هذا الملف، لتدخل القوى السياسية إلى قفص الاتهام، تارة بفعل المماطلة في تحديد مواعيد هذا الاستحقاق، وطوراً بفعل سلّة تعديلات إصلاحية، لا بدّ منها لتطوير القانون الراعي للانتخابات... ولكن الوقت صار داهما وتوقيت طرحها يحمل الكثير من الدلالات. إلى أي مدى تبدي الأحزاب المسيحية حماسة للدخول في زواريب الانتخابات البلدية والاختيارية؟ أين تكمن مصلحتها؟ في التأجيل أم تثبيت الاستحقاق؟ يجهّز «التيار الوطني الحرّ» نفسه وكأن الانتخابات البلدية ستجري غداً، بغض النظر عن المسار الدستوري للملف. وإذا ما حدّد مجلس الوزراء المواعيد الرسمية للاستحقاق، فإنه سينتقل في ورشته التنظيمية باتجاه مواجهة الانتخابات البلدية بكلّ تحدياتها. المخاوف من عدم تجاوب الجمهور مع تطلعات «التيار»، لا تقفز إلى الواجهة، وسيناريوهات الفشل لا تخطر في بال قيادته، و«إن كان الخضوع لأي امتحان هو تحدً إنساني لا مفرّ منه».

احترام المواعيد الدستورية «مبدأ ديموقراطي أساسي من مبادئ قيام الدولة الحديثة، التي لا يمكن لـ«التيار» أن يدير لها ظهره. كما أن تداول السلطة هو حاجة ضرورية للعمل الإنمائي، كي يتابع مساره بشكل ديموقراطي وسليم... وذلك بمعزل عن حسابات الربح والخسارة، فهذه ثقافة يجب ترسيخها في مجتمعنا».

خصوم «التيار» يرمون به في دائرة الاتهام: هو يسعى إلى تأجيل الاستحقاق خوفاً من تكريس تراجع شعبيته التي أظهرتها الانتخابات النيابية أولاً، وثبّتتها الانتخابات الطالبية والنقابية ثانياً. كما أنه يخشى الوقوع في فخّ «التصادم» بينه وبين حليفه «تيار المردّة»، لا سيما في البقعة الشمالية.

بتقدير «التيار»، الحسابات لها شكل آخر: لا يمكن للانتخابات البلدية أن تكون أقسى من سابقتها النيابية. لن تُشحن النفوس، لن يزحف المغتربون، لن تُفتح حنفيات المال، ولن يسخّر الإعلام لمواجهتنا. وبالنتيجة، لا يمكن لصناديق الاقتراع أن تفرز بما نضحت به الإناء النيابية. لقد فقد الفريق الآخر عناصر التفوّق، فيما الرأي العام يفضّل «السير» وراء الأقوياء في السياسة وليس الضعفاء. ولذا يبدو أن الحاجة لخوض الانتخابات البلدية، باتت ضرورية في «النظرة البرتقالية» لهذا الاستحقاق، ليكون اختباراً لمدى قدرته على الاستفادة من أخطاء الماضي وترتيب بيته الداخلي، علماً بأن «ملحق» التعديلات المرفوع من وزير الداخلية، لا يثير الريبة في ذهن قيادته، على اعتبار أن هذه الورشة التشريعية قد تنتهي في أيام قليلة إذا ما توفّرت النيّة الجدّية لإجراء الانتخابات. ولذا لا ارتباط، بحسب «التيار» بين الدعوة لإقرار التعديلات، والنوايا المبيّتة للتأجيل، علماً بأن «التيار» من أنصار إجراء الاستحقاق في موعده، أياً يكن شكل القانون. القراءة النقدية التي أجراها «تيار المردة» ظهّرت مكامن الخلل التي وقع فيها خلال الانتخابات النياببة الأخيرة. تكوّنت لديه قناعة أن المناخ الذي أحاط بصناديق الاقتراع، كان استثنائياً، مفتعلاً، ولا يعبّر عن حقيقة المزاج الشعبي. ولذا فهو يسعى من أجل تثبيت مواعيد الانتخابات البلدية كي يعيد تصحيح الاعوجاج الذي فرضته نتائج الانتخابات النيابية، وتقديم الدليل القاطع على الدور المؤثر الذي لعبه المال، والاغتراب... واللذان لن يتمكنا من أن يقولا كلمتهما في الانتخابات البلدية والاختيارية المقبلة.

على الضفّة الحليفة أيضاً، وتحديدا في زحلة، يبدو الاستحقاق البلدي سيفاً ذو حدّين ينتظر «تيار الكتلة الشعبية» الذي يترأسه ايلي سكاف. هي مناسبة كي تردّ زحلة الاعتبار للقطب الكاثوليكي، أو تعرّيه منها نهائياً. لا يبدو للخوف من مكان على طاولة سكاف، تغلب عليها التحضيرات الجديّة، والرهان على الصوت الزحلي كي يدحض أقاويل صناديق النيابة. جهوزية دائمة لمواجهة الاستحقاق في مواعيده الدستورية، حتى لو اضطر الأمر إلى التخلي عن شروط التعديلات. المهم أن يعطى الرأي العام حقه الدستوري.

«القوات» استبقت المراسيم الدستورية، وأصدرت التعاميم التنظيمية التي تدعو الحزبيين إلى الاستعداد للاستحقاق البلدي وكأن مواعيده حددت رسمياً. تتكّل على المناخ السائد على الرقعة المسيحية لتطمئن نفسها وجمهورها لنتائج صناديق الاقتراع: خصومنا عموماً، و«التيار الوطني الحرّ» خصوصاً، كسب بعض المقاعد النيابية، بفعل الصوت الشيعي، بدءاً من بعبدا وصولاً إلى جبيل. بالتالي نحن «أوْلى» بإجراء الانتخابات البلدية، من غيرنا، لأنها ستنصفنا، وستكرّس مكانتنا على الساحة المسيحية.

تعود «القوات» إلى تاريخ الانتخابات البلدية، لتعوّل على «ضعف» خصومها وعدم قدرتهم على تحقيق الفوز في هذا الاستحقاق الذي «يكشفهم» و«يعرّيهم» من الغطاء الشعبي، على عكس «القوات» التي سجّلت أولى نجاحاتها في العام 1998، حيث حصدت في قضاء جزين، على سبيل المثال تسعة مجالس بلدية، من أصل أحد عشر. ولهذا تقول «القوات» أنها «تقاتل» في سبيل إجراء الانتخابات في موعدها لأن الالتزام هو الضمانة الأساسية لقيام الدولة، بمعزل عن شكل القانون الذي سيرعى الاستحقاق.

لاحترام المواعيد الدستورية مكانة مقدّسة، في نظرة حزب الكتائب، بغض النظر عن حسابات الربح والخسارة، الضيّقة. النظرة للانتخابات البلدية لا تُفصل عن رؤيته للنظام اللامركزي الذي يطالب به، والذي يعزز دور المجالس البلدية والاختيارية لإدارة شؤون المناطق. هو لا يضمن النتائج التي ستفرزها صناديق الاقتراع، ولكنه في المقابل، لا يبدو مسكوناً بهاجس تجاوب الأرض مع مرشحيه. في تقديره أن ذوبان «الجبال الجليدية» بين المحاور السياسية، من شأنه أن يرفع من حدّة التنافس العائلي على حساب الاصطفاف السياسي، وهذا ما يخفف من انغماس الأحزاب والقوى في هذا الوعاء الضيّق، باستثناء المدن الكبرى التي تحيل معاركها إلى تلك المجموعات، حيث يبدو أن بعض المدن تتداول في سيناريوهات إئتلافية.

بنظر الكتائب فإن سلّة التعديلات المطروحة اليوم على مشروع قانون الانتخابات البلدية، ضرورية، إلا أنها قد تتعرّض «للسلق» من خلال تقديمها بهذه الطريقة، لا سيما أنه من المفترض أن تعطى المؤسسات الدستورية من مجلس نواب ومجلس وزراء، والقوى السياسية وقتها، قبل أن تلحق بالقانون، علماً بأن هذه الوظيفة كانت من مهام الحكومة السابقة، وما التأخير في تشكيل حكومة سعد الحريري، المفتعل من جانب قوى الثامن من آذار، إلا لترحيل الاستحقاق البلدي، كما ترى الكتائب، ولهذا فإن الحزب يطالب بإجراء هذه الانتخابات سواء تمّ إدخال هذه التعديلات، أم خلال القانون الذي سيرعاها، منها. الخصومة «المضمرة» بين «القوات» و«الكتائب» لا تقف، بحسب الفريقين، بوجه حسن تعاونهما، على المستوى البلدي، حيث أن الانتخابات الطالبية شكّلت بنظرهما اختباراً حقيقياً لهذه العلاقة، وقد تمكنا حتى الآن من التنسيق فيما بينهما، لما فيه خيرهما.

 

وزير الدفاع الايراني: اساطيل الغرب بالخليج ستكون أفضل أهداف قواتنا 

موقع المنار - صادق خنافر   

19/01/2010 

شدد وزير الدفاع واسناد القوات المسلحة الايرانية العميد احمد وحيدي على أن اساطيل الغرب بالخليج ستكون أفضل هدف لقوات الجمهورية الاسلامية الايرانية في حالة الاعتداء على الوطن. وأفادت وكالة أنباء فارس أن وزير الدفاع اعلن ذلك في كلمة القاها صباح اليوم الثلاثاء أمام الملتقي الدولي للخليج, مؤكدا أن هذه المنطقة باتت تتبوأ مكانة رئيسة بسبب موقعها كونها تشكل تلاقي مصالح القوى الكبرى. وقال وحيدي "ان تواجد الامريكان بعد عهد الاستعمار البرتغالي والبريطاني في المنطقة والحروب الاخيرة تسببت في أن يجعل من هذه المنطقة تحمل طابعا امنيا مما يحول دون ازدهارها من الناحية الاقتصادية أو الثقافية".

وأضاف وزير الدفاع واسناد القوات المسلحة قائلا "ان مما لاشك فيه هو أن الخليج منطقة تتبوأ مكانة حساسة للغاية خاصة بعد التسابق التسليحي ودخول كميات هائلة من الاسلحة الي هذه المنطقة منذ عام 2007". وقال وزير الدفاع "ان الهدف من ارسال هذه الكمية الهائلة من الاسلحة الي الخليج من خارج المنطقة هو تحويلها الي مستودع للاسلحة". 

وأشار الوزير في جانب آخر من كلمته الي انتشار الاساطيل والسفن الحربية بمنطقة الخليج قائلا "ان اكثر من 90 عوامة حربية سواء غواصة أو ناقلة طائرات ومروحيات تنتشر حاليا في هذه المنطقة التي اصبحت منطقة عسكرية بحتة". وأضاف "ان السؤال الذي يطرحه نفسه حاليا هو ماسبب انتشار هذه الاساطيل وماهي الاهداف التي تتطلع اليها؟ حيث كان يقال في عهد صدام أنها جاءت الي المنطقة لمواجهته ولكن اليوم ماهو المبرر لتواجدهم؟".

وتابع قائلا "هل ان الهدف من انتشار الأساطيل الغربية في المنطقة هو الجمهورية الاسلامية الايرانية اذ يعلم الغربيون أن هذه الاساطيل ستكون أفضل هدف لعملياتهم اذا ماتعرض الوطن لأي عدوان". وأشار الى انتشار القواعد العسكرية للدول الاجنبية بينها أمريكا وقال "ان الهدف من انشاء هذه القواعد في المنطقة هو الحفاظ على المصالح الامريكية فيها".

وتطرق الي تصريحات الرئيس الامريكي الذي وعد بسحب قوات بلاده من العراق وافغانستان, وقال متسائلا "اذن لماذا يعمد الامريكان الى انشاء قواعد عسكرية في هذين البلدين".

 وفي سياق منفصل أعلن وزير الدفاع الايراني ان فرق عمل اخرى تعمل الان على انتاج القمر الصناعي (أميد) وسيعرض خلال احتفالات الثورة في عشرة الفجر. وذكر وحيدي أمام الصحفيين حول عرض القمر الصناعي الوطني طلوع خلال الاحتفالات بذكرى انتصار الثورة الاسلامية بقوله, يعمل الان اكثر من فريق عمل في انتاج هذا القمر الصناعي (طلوع) كما يتم دعمه من قبل جامعات البلد لكن هناك قمر صناعي أخر هو (أميد) يصنع الان وسوف يعرض أيضا.  وأضاف العميد وحيدي بأن القمر الصناعي طلوع تجرى له اختبارات في الوقت الحاضر.  وحول سؤال ما اذا كانت هناك احتمالات بقيام امريكا باستهداف المنشات النووية في ايران قال العميد وحيدي ان هناك الكثير من التصريحات المتناقضة في هذا الصدد وايران اعلنت انها وعلى أساس تلك التهديدات قامت ببناء منشاة فردو النووية بشكل محكم وقوي لكننا لانتوقع مثل تلك الخطوات غير المحسوبة بشن هجمات على ايران. وعن سؤال حول التعاون بين ايران والسعودية في المنطقة ذكر العميد وحيدي كنا على الدوام على استعداد للتعاون مع السعودية في المجالات الاقتصادية والثقافية والدفاعية والعسكرية لاننا بلدان كبيران في المنطقة ويجب ان يتسع هذا التعاون ليصبح اكبر مما هو عليه الان .

 

الحرب الأميركية الإسرائيلية ضد إيران واقعة اذا لم تعتدل وتكثيف المناورات هو للتدمير بأقل كلفة

2010 عام المبادرات والعقوبات

المستقبل - الثلاثاء 19 كانون الثاني 2010 - أسعد حيدر

كثيرون من المؤثرين في صوغ القرارات في منطقة الشرق الأوسط يرون ان الحرب واقعة لا محالة بين الولايات المتحدة الأميركية والجمهورية الاسلامية في ايران، ان لم تكن غداً فبعد غد. هذا الاعتقاد الذي يصل أحياناً الى حد اليقين، يستند الى قراءة مختلفة جداً عن القراءات المتداولة للأوضاع، وهي تنطلق من الماضي القريب لتقفز الى المستقبل القريب جداً.

يعترض هؤلاء ان المرحلة القادمة التي ستمتد الى مطلع الصيف وربما حتى آخره، مليئة بالاستحقاقات التي تصب كلها في "طاحونة" الحلول السياسية التي سينطلق "قطارها" فور تقدم الرئيس باراك أوباما بمبادرته للسلام واطلاقه "لصفارة" المسار الفلسطيني - الاسرائيلي تمهيداً لفتح المسارين السوري واللبناني. في هذه الفترة سيكتشف أوباما انه لا يمكن التعايش مع التصعيد الايراني، وخصوصاً أن اسرائيل ستعمل في كل لحظة على "صب الزيت على النار" تحت شعار يثير دوماً مخاوف الغرب، وهو: ايران أحمدي نجاد تريد ارتكاب "محرقة" ثانية بحق اليهود مما يعني ضرب قلب المحرمات التي ورثها القرن الواحد والعشرون من سابقه. الى جانب ذلك فإن هذا الاصرار يستند لقراءة توصف بأنها واقعية للأحداث التي توالت منذ حرب "عاصفة الصحراء" في العام 1991 حتى الآن.

الإمساك الأميركي بمنابع النفط وممراته

يشدد أصحاب هذه القراءة، ان المنطقة شهدت في هذا العقد مع مقدمات سبقته في العقد الأخير من القرن الماضي مواجهة مفتوحة بين "مشروع أميركي متكامل، وقوى ممانعة عملت على الصمود دون أن تملك مشروعاً جدياً للمستقبل يمكن على أساسه القول إنها خسرت أو ربحت". المشروع الأميركي يقوم على ركيزتين متداخلتين ومتكاملتين.

* الأولى السيطرة والامساك بحقول النفط ومنابعه في منطقة الشرق الأوسط، وقد نجحت عملياً في ذلك فالجيوش الأميركية وقواعدها منتشرة حيث منابع النفط.

* الثانية الإمساك بممرات النفط وأنابيبه في المنطقة ومنها الى الآخرين خصوصاً في أوروبا. هذه العملية لم تكلل حتى الآن بالنجاح بسبب استمرار حالة "الأفغنة" على رأس "قوس الأزمات الاسلامي".

أيضاً الولايات المتحدة الأميركية قامت أو دعمت عدة حروب خصوصاً الاسرائيلية منها، حققت بعض النجاحات التي تبدو أحياناً محدوده لكنها مهمة. حاصرت الولايات المتحدة الأميركية سوريا ونجحت في "ترويضها" الى درجة أنها أصبحت تلح يومياً على ضرورة تطبيع علاقاتها معها، وقد عمدت واشنطن الى تقديم بعض الاشارات لدمشق تؤكد على رفع منسوب "الجوائز" لها مستقبلاً.

كما ان اسرائيل شنت حربها على لبنان في تموز 2006، واذا كان "حزب الله" والمقاومة نجحا في الصمود، الا ان القرار 1701، نجح في تقييد حركة "المقاومة" لأنها أصبحت تحت المراقبة الجوية والبرية والبحرية. حركة "المقاومة" أصبحت دائمة الحذر ودقيقة. الخطأ في أي حركة مكلف جداً. كما أدى الاتفاق الى تحويل سلاح الصواريخ من سلاح ردع مباشر الى سلاح احترازي مهما كان عدده ونوعيته. وتبقى "حماس"، فإن الحرب الاسرائيلية نجحت في تضييق الحصار عليها في غزة ودفعتها للالتزام بالتهدئة، والالتفات نحو الحدود مع مصر لفك الحصار الغذائي والمالي عنها فكانت النتيجة الاشتباك مع مصر مباشرة. ما رفع حرارة هذا الاشتباك وجود أسباب مصرية داخلية تتعلق بالعلاقة مع تنظيم الاخوان المسلمين، فوقعت غزة المضرجة بجروح "الرصاص المسكوب" ضحية جديدة لكل ذلك.

اذا تمت قراءة كل ذلك بواقعية وموضوعية، تكون النتيجة ان المشروع الأميركي تلقى ضربات مباشرة وقوية أحياناً، لكنه ما زال قائماً ومتأهباً وقادراً في لحظة يأس من الحلول السياسية ان يتجه عكس ما يقوم وأن يضرب بقوة وقسوة شديدتين. بعد العمل على "تقليم أظفار" إيران تأتي مرحلة ضربها في العمق وخصوصاً أن كل الأسباب الموجبة لذلك موجودة بسبب تصرفاتها والرغبات الكامنة لدى كل الخائفين منها والقلقين منها أو أخيراً المؤيدين لاسرائيل.

ما يعزز هذا كله ان واشنطن سبق لها أن أزهقت بدون شفقة ولا تردد نظام صدام حسين في العراق برغم انخراطه في حرب استنزافية ومكلفة ضد ايران. السبب في قسوة "الكاوبوي" الأميركي، أن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين لم يستوعب ان هذا "الكاوبوي" لم يعد بحاجة له للامساك بالمنطقة ولذلك عليه أن يتواضع ويعمل تحت "مظلته" وليس خارجها، على أساس انه "قوة عظمى" في المنطقة على قدم المساواة معه.

دمشق استوعبت الدرس

هنا تكتمل القراءة بأن دمشق استوعبت "الدرس" لأنها لا تغامر مطلقاً فانفتحت برغبة شديدة ومعلنة على واشنطن وقبلت التعامل معها بسياسة الخطوة خطوة، بدلاً من التطبيع الفوري. لذلك كله، فإن تحول العلاقات بين دمشق وأنقرة الى علاقات استراتيجية تحصن الحاضر وتحمي المستقبل. لدمشق مستقبلاً تركيا هي البديل حتى لو كانت اليوم تشكل قوة موازنة للقوة الايرانية.

بعيداً من القراءات للأحداث، فإن بعض الاشارات تثير "النقزة" لدى المحللين الاستراتيجيين من ذلك ان مراكز الأبحاث والدراسات تكثف قراءاتها لاحتمالات الحرب بدلاً من السلام مع طهران. "مركز الاجراءات الوقائية التابع لمجلس العلاقات الخارجية" قدم دراسة واسعة بعنوان "ضربة اسرائيلية محتملة لايران" نشر موقع "تقرير" الأميركي ملخصاً لها. منها:

ان البيت الأبيض سيضطر في النهاية الى اعطاء الضوء البرتقالي للجيش الاسرائيلي لشن هجمات جوية ضد المراكز النووية الايرانية، وان هذا الهجوم يستند الى مناورات مكثفة تجري بشكل متوال، ومنها واحدة قامت خلالها مئة طائرة اسرائيلية مع هجوم بعيد المدى مع تزويد الطائرات بالوقود في الجو اضافة الى مناورات انقاذ قامت بها طائرات الهليكوبتر، وإرسال غواصة أو أكثر عبر قناة السويس العام الماضي لتوجيه رسالة انها قادرة أيضاً على العمل في أعالي البحار أو غيرها خصوصاً على منع البحرية الايرانية من اقفال مضيق "هرمز" لضرب الامدادات النفطية، أخيراً القيام بمناورات داخلية لتدريب السكان على مواجهة القصف الصاروخي وحتى الحرب البيولوجية وغيرها.

الدراسة دخلت في تفاصيل ما يجب أن تفعله واشنطن لدعم خيار الحرب الاسرائيلية. من ذلك مناقشة العراق حول ردة فعله في حال حصول هذا الهجوم، والمطالبة برفع الدول المنتجة للنفط من انتاجها لسد نقص النفط الايراني، وتكثيف العمليات الاستخباراتية ضد "حزب الله". لكن الغريب ان الدراسة، وهي تصل الى خلاصة بأن العملية الاسرائيلية، اذا وقعت ونجحت، فإنها ستكون عملياً من نوع "جز العشب". أي ان "العشب" سينبت من جديد وسيكون أكثر تحصيناً وقدرة على المقاومة، فإنها لم تُشر من قريب أو بعيد عن ردة الفعل الايرانية عسكرياً في المنطقة. هذه الدراسة النظرية تدعمها تحركات عملانية من دول متشددة ضد ايران، استناداً الى مصدر مطلع في باريس"، فإن القوات الجوية الفرنسية قامت بمناورة ضخمة لضرب أهداف بعيدة وقد شاركت في المناورة طائرات من اسلحة جوية عربية لعبت دور المعترض. رغم ذلك نجحت الطائرات الفرنسية في قصف الأهداف المحددة التي هي على غرار المواقع النووية الايرانية. على الأقل يصعب جداً ان تقدم اسرائيل أو الولايات المتحدة الأميركية أو معاً على شن حرب واسعة على إيران هذا العام لأنه عام المبادرات السلمية. لكن ذلك لا يمنع الحديث عن عد عكسي يبدأ عملياً مع مطلع الخريف المقبل اذا فشلت كل المحاولات بما فيها العقوبات الشديدة والمشددة التي ستصدر ضد ايران، وإذا لم يقرأ الرئيس أحمدي نجاد جيداً ما حصل مع صدام حسين، فأحنى رأسه قليلاً أمام العاصفة، وخصوصاً أن مصير منطقة الشرق الأوسط من مصير ايران.

 

هذا هو "محضر"فريد هيكل الخازن

 يقال نت/الثلاثاء, 19 يناير 2010

أقام الوزير والنائب السابق فريد هيكل الخازن مأدبة عشاء في منزله في القليعات (كسروان) على شرف السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم العلي وعقيلته حضرها المعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل وعضو كتلة التنمية والتحرير النائب هاني قبيسي، والوزراء السابقون: ايلي الفرزلي، وئام وهاب، ايلي سكاف، عدنان عضوم والمستشار الرئاسي ناظم الخوري إضافة إلى ناشر جريدة «السفير» طلال سلمان ورئيس بلدية جونية جوان حبيش ورئيس بلدية غوسطا زياد الشلفون ورئيس جمعية تجار جبل لبنان نسيب الجميل ورئيس جمعية تجار كسروان الفتوح طوني مارون وفعاليات كسروانية.

 

الوطن السورية تدخل على خط الترويج ضد ميشال المر

يقال نت/الثلاثاء, 19 يناير 2010

دخلت صحيفة "الوطن"السورية على خط ترويج الشائعات حول صحة النائب ميشال المر،على الرغم من أن هذا الأخير ظهر الاسبوع الماضي من القصر الجمهوري لينفي ما يروج عن "موته" أو عن دخوله في وضعية صحية خطرة. وفي هذا السياق، زعمت هذه الصحيفة – وهو ما ينفيه نفيا قاطعا نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الياس المر-أن  النائب ميشال المر قد يتخلى عن مقعده النيابي في إطار تفاهم مع القوى الأساسية في قضاء المتن الشمالي ليخلفه ابنه الياس المر بالتزكية في أحد المقعدين الأرثوذكسيين في القضاء. وتضيف "الوطن "السورية في روايتها المزعومة أن "المعلومات تشير إلى أن الوضع الصحي للمر الأب هو السبب في اتجاهه إلى هذه الخطوة التي بحثت بين الوزير المر ورئيس التيار الوطني الحر النائب ميشال عون خلال لقاء بعيد عن الأضواء عقد بينهما الشهر الفائت."

 

المنسق العام في تجمع "ملتزمون" نجيب زوين لـ "أخبار اليوم" : الإنتصار الديموقراطي لم يستثمر من قادة الفريق السيادي

المرحلة التي يمرّ بهـا لبنان هـي امتداد طبيعي لنتائج 7 أيار

برّي يهدف مـن خلال طرحه الى ضرب الصيغة القائمة على تفاعل الأديان وصولاً الى تكريث المثالثة العددية ما يتناقض مع العيش المشترك

وكالة أخبار اليوم : الإثنين 18 كانون الثاني 2010

 (أ.ي) - قال المنسق العام في تجمع "ملتزمون" نجيب زوين ان المرحلة التي يمر بها لبنان تعتبر امتداداً طبيعياً لنتائج احداث 7 ايار 2008 ولتسوية الدوحة.

ولفت زوين الى ان الانتصار الديمقراطي الذي حققه اللبنانيون في الانتخابات النيابية العام المنصرم لم يستثمر جيداً من قادة الفريق السيادي.

من هنا، تابع زوين، يشهد لبنان استمرار المعركة والمواجهة بين الدولة الشرعية ودويلة حزب الله التي تحاول ان تفرض شروطها ونهجها لاستكمال وضع اليد على المؤسسات الشرعية ومقدرات الوطن بينما كانت فشلت في تحقيق هذا المشروع الخطير في 7 ايار.

واعرب زوين، في حديث الى وكالة "اخبار اليوم"، عن اسفه لاستمرار هذا الصراع بدل ان يصب الخط البياني في لبنان بعد 7 حزيران في خانة بناء مشروع الدولة واستكمال استعادة السيادة والاستقلال والقرار الحر.

واكد زوين ان رئيس مجلس النواب نبيه بري يهدف من خلال طرحه تشكيل الهيئة الوطنية لالغاء الطائفية السياسية الى ضرب الصيغة اللبنانية القائمة على التفاعل بين الاديان والمناصفة وصولاً الى تكريس مبدأ المثالثة العددية الامر الذي يتناقض مع مقولة العيش المشترك الذي يتاجر به بري والقيمون على دويلة حزب الله. اضاف: نرى ان الضرورة باتت تحتم الغاء المادة 95 من الدستور.

واشار زوين الى ان قول نائب الامين العام لحزب الله نعيم قاسم ان المقاومة مبدأ لا يخضع للظروف والاعتبارات يظهر مجدداً الوجه الحقيقي لحزب الله ويكشف ان مشروع قيام الدولة الاسلامية تحت ستار مقاومة اسرائيل لا يزال الهدف الاستراتيجي الذي يعمل له الحزب بكل قواه وجوارحه.

وقال زوين: استمرار حزب الله في هذه الاستراتيجية واحتفاظه بالسلاح والممارسات الخارجة على القانون وفرض ما يريد بالقوة ان كل هذا ترفضه اكثرية اللبنانيين وهو سيجر لبنان اما الى المواجهة الداخلية اما الى ضرب مسيرة السلم الاهلي بفعل الخوف من اي سطوة قد يفرضها الحزب على هذه الفئات.

وشدد زوين على ان لا مفر من ان تقوم الدولة بدورها الطبيعي الذي يقضي بفرض السلام والامن والاستقرار وحماية الناس من اي خطر يصدر عن الخارجين على القانون وبينهم حملة السلاح غير الشرعي.

وعما اذا كان يرى ان الظروف ستسمح لحزب الله بفرض ما يخطط له وما اذا كانت المعادلة الداخلية والتحالفات القائمة ستفضي الى تحقيق المزيد من الخطوات على طريق اقامة الدويلة على حساب الدولة، اكد زوين انه لن يكتب النجاح لمشروع حزب الله فهو يخالف المسار الطبيعي العام في حياة الشعوب وعملية قيام الدولة والمؤسسات مهما طال الزمن.

واضاف زوين: مثلما فشل حزب الله في انقلابه ووضع يده على الدولة حين احتل وسط بيروت واقفل مجلس النواب والطرقات وصولاً الى 7 ايار فادخل البلاد مواجهات مذهبية فانه سيلقى المصير نفسه فهذا هو حكم التاريخ والتجارب.واعتبر زوين انه ينبغي ان يتيقن الجميع من مصير محتوم كهذا، فالحزب ينسج تحالفات متينة في الخارج ومع بعض اللبنانيين سواء من قدامى المقاومين ام من السياديين المتحولين في مفاهيم السيادة الا ان اي رهان من هذا القبيل سيفشل فشلاً ذريعاً. واشار زوين الى ان العماد ميشال عون يتحف اللبنانيين بالنظريات المتناقضة الا انه يفترض ان يكون مدركاً لحقائق التاريخ والا فانه يجب ان نبدأ في البحث عن مشكلة سوء التقدير لديه.

وعن تأكيد امين سر حركة فتح الانتفاضة ابو موسى رفضه الغاء السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وربطه بالمواجهة مع اسرائيل، اعرب زوين عن اسفه للمواقف التي يتخذها عون من سلاح حزب الله ولا سيما لربطه هذا السلاح بالصراع مع اسرائيل حتى ابد الآبدين.

وسأل زوين: هل يعقل ان يكون ابو موسى المرتبط مباشرة بالمخابرات السورية قد تجرأ على اصدار هذا الموقف من السلاح الفلسطيني لو لم يكن عون قد سبقه في موقفه هذا من سلاح الحزب؟ اكثر من ذلك هل يعقل ان يكون هذان الموقفان نتيجة خالصة لوحي سوري وبحماية من حزب الله؟

وتوقف زوين عند الملتقى العربي والدولي لدعم المقاومة الذي عقد في بيروت، فقال: ان المشهد الذي رأيناه في هذا الملتقى يذكرنا بايام الاحتلال السوري حيث جعل النظام السوري من لبنان الملجأ والمرتع لكل التنظيمات الارهابية والثورية في المنطقة والعالم ولعل حزب الله يلعب هذا الدور مجددا الامر الذي ينذر بجر لبنان الى المواجهة ويجعل منه الساحة الوحيدة للصراع.

 

أبو موسى".. ومساميره

محمد سلام/لبنان الآن

الاثنين 18 كانون الثاني 2010

خرج "أبو موسى"، زعيم ما يسمى فتح-الانتفاضة، أو أُخرج من فتحة التهوئة في مستودع التاريخ وظهر على شاشات التلفزة مصرحاً من منزل رئيس بلدية صيدا عبد الرحمن البزري، مبشراً بأنه ينوي إبقاء معسكراته غير الشرعية على الأراضي اللبنانية. وبما أنه أخرج من مستودع التاريخ، فإن ذاكرته ما زالت لصيقة بتاريخ عفن أسقطه اللبنانيون والفلسطينيون معاً.

حاول "أبو موسى" تقليد جحا. فاعتبر أن معسكراته قابلة للتفاوض مع السلطة اللبنانية حيال حجمها وامتداداتها، وأنها، برأيه يجب أن تبقى لأنها مرتبطة بوضع إقليمي.

أظرف ما قاله "أبو موسى" أنه يريد أن يدافع عن جنوب لبنان في مواجهة اعتداء إسرائيلي. غريب أمره هذا الـ"أبو موسى". يعلم، ويتناسى، أن اتفاق القاهرة الذي أعطى منظمة التحرير الفلسطينية صلاحية إقامة "نقاط مراقبة" تحولت لاحقاً إلى معسكرات في لبنان، قد ألغي من قبل المجلس النيابي اللبناني. يعلم "أبو موسى" أن تلك الاتفاقية لم تشمله حتى عندما كانت سارية، لأنه خارج هيكلية منظمة التحرير الفلسطينية. ويعلم "أبو موسى" أنه، حتى لو أراد أن يحتفظ بمسمار في لبنان على طريقة جحا، فإنه لا يستطيع. لأن جحا يتميز عنه بأنه كان مالكا لبيت باعه وأبقى له فيه مسماراً، بينما الـ"أبو موسى" لم يكن يوما مالكاً للأرض اللبنانية كي يخلف فيها مسامير.

الـ"أبو موسى" يعلم أنه حتى عندما كان اتفاق القاهرة سارياً، وعندما كان رئيسه ياسر عرفات في لبنان حاكماً، وقف أمين عام منظمة العمل الشيوعي محسن إبراهيم بصفته نائباً لرئيس الحركة الوطنية اللبنانية وخاطب أبا عمار من على منبر قصر اليونسكو قائلاً "نحن أصحاب الأرض". و"أبو موسى" يعلم، ويتناسى، أن بعض اللبنانيين حملوا بندقية فلسطين وقاتلوا إسرائيل بها مع أخوانهم من الفلسطينيين يوم لم يكن للشعب الفلسطيني أرض فلسطينية يستطيع أن يناضل منها. ويعلم "أبو موسى"، ويتناسى، أن منظمة التحرير الفلسطينية وقعت في العام 1993 اتفاقيات أوسلو مع دولة إسرائيل، شريكتها في التفاوض، وأقامت السلطة الوطنية الفلسطينية على أرض فلسطينية، ما ينفي الحاجة إلى استخدام أراض عربية أخرى، ولبنان منها، لممارسة النضال الفلسطيني. ويعلم "أبو موسى"، ويتناسى، أن اللبنانيين المسلمين الذين ضحوا بسيادتهم في زمن اليسار الطفولي والغباء القومي غير مستعدين الآن لارتكاب خطايا مماثلة في حقبة الإسلاميين الطفيليين. ويعلم "أبو موسى"، ولكن يرفض أن يصدق، أن طريق فلسطين تمر من رام الله أو من غزة. وهو حر في أن يختار واحدة من الإثنتين لأن أرض لبنان لا تقبله. وإذا أضاع "أبو موسى" طريق رام الله وبقي في تيهه، فقد ينتهي به الأمر في غرفة فندق مجاورة لعبد الله أوجلان الذي أضاع طريق كردستان على خط السرفيس بين سوريا ولبنان.

وبالحديث عن الطريق إلى فلسطين، يجب على بقية الفصائل غير المنضوية في السلطة أو منظمة التحرير أن تدرك أن أرض فلسطين متاحة لإقامة مؤسسات فلسطينية.

وبالتالي، ليس من المنطق في شيء أن يكون لهذه الفصائل معسكرات في لبنان، سواء في البقاع أو الناعمة... أو حارة حريك.

وليس من داعٍ ليكون لهذه التنظيمات محطات تلفزيونية في لبنان على مثال تلفزيون "القدس" الذي تديره حركة "حماس" أو تلفزيون "المقدسي" الذي تسعى لإطلاقه حركة "الجهاد الإسلامي" التي بايعت الولي الفقيه في طهران. يمكن نقل مؤسسات هذه الحركات إلى غزة، مثلاً، أو إلى إيران. أو حتى إلى مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، إذا كان سكان المخيمات يقبلون بها، بما تشكله من تهديد لأمنهم واستقرارهم. ليس سراً أن سكان مخيمات اللاجئين الفلسطينيين يعلمون أن مظلة السلطة الوطنية الفلسطينية هي التي حمتهم من الدمار في حرب تموز-آب العام 2006، وهذه المظلة مهددة الآن بالاختراق من قبل قواعد "حماس" أو "الجهاد الإسلامي" التي تقاتل للسيطرة على مسجد في مخيم برج البراجنة.

اللجان الشعبية في المخيمات تتداعى لمناقشة التهديدات الجديدة للسلم الأهلي على وقع ذكريات تلال الردم التي خلفها الاجتياح الإسرائيلي في العام 1982.

من لا يذكر، ربما لأنه كان صغيراً، هو سعادة رئيس بلدية صيدا الذي استقبل "أبو موسى" في منزله.

حتما سعادة "عبودي" حر في استقبال من يشاء في بيته، ولكنه ليس حراً في إطلاق كوابيس تلال الردم التي حلت مكان أبنية صيدا في غزو العام 1982. المدينة البطلة سجلت في كتاب التاريخ أنها قاتلت العدو الإسرائيلي وتعرضت للقصف والهدم والدمار يوم كان غيرها ينثر الأرز على قوات الاحتلال ابتهاجا بالتخلص من ... "أبو موسى".

ربما على الريس "عبودي" أن يطلب من إحدى ورش الصيانة في بلدية صيدا ترقيع الثقب الذي أحدثة مسمار "أبو موسى" في وجدان المدينة الصابرة الرافضة لمقامرات المراهقين والطفيليين بازدهارها واستقرارها وسلم أهلها. وإذا لم تستطع ورشة البلدية اقتلاع مسمار "أبو موسى" يمكن للريس "عبودي" الاستعانة بمعلمي "سوق السكافين" في صيدا القديمة، فلطالما اقتلعوا الكثير من المسامير عندما حاولت أن تنال من أقدام الناس الطيبين.

 

نفى إطلاق "أي تصريح تصعيدي"

"أبو موسى" زار الحص والنابلسي ووهاب: مستعدون للحوار إذا رأى لبنان ضرورة

زار أمين سر حركة "فتح الانتفاضة" سعيد موسى "ابو موسى" الرئيس سليم الحص وقال بعد اللقاء: "الزيارة كانت للاستماع الى رأي الرئيس الحص في مجمل الاوضاع وفي قضايانا الوطنية، فهو قادر على ابداء النصيحة بما يهم القضية الفلسطينية والمسألة اللبنانية". وقد شكرناه على الكلمة التي القيت في مؤتمر دعم المقاومة والتي لها الاثر الكبير اذ حددت رؤية للصراع بيننا وبين هذا العدو، لان حق العودة هو الاساس في صراعنا مع العدو". واكد انه "من دون تحقيق قيام دولة فلسطين، لا يمكن ان يكون هناك تسوية او سلام في منطقتنا"، موضحا انه اطلع الرئيس الحص على اطار رؤية حركة "فتح الانتفاضة" لهذه المسألة.

وكان "ابو موسى" زار الشيخ عفيف النابلسي في صيدا الذي اكد "ان الطريق الوحيد الذي يحرر فلسطين هو طريق المقاومة، وليس امام الفلسطينيين اليوم الا العودة الى تفعيل المقاومة وتنشيط العمل الثوري بحرارة وزخم".

من جهته، اعلن موسى انه لم يعط اول من امس "اي تصريح تصعيدي"، موضحا "ان سلاح "فتح الانتفاضة" لم يوجد في يوم من الايام ليكون عقبة او اساءة الى الامن الوطني اللبناني، ونحن مستعدون للحوار اذا رأت الحكومة او الدولة ان هناك ضرورة له على مواقع محددة، لنرى اين يمكن ان يكون هذا السلاح في خدمة الطرفين. ان السلاح الفلسطيني سواء كان خارج المخيمات الفلسطينية او داخلها هو جزء من المقاومة ضد العدو الصهيوني، وتساءل عن "الدافع الى المطالبة بنزع هذا السلاح الذي هو في خدمة الامة والمقاومين وفي خدمة حماية أمن لبنان. وان هذا السلاح في مواقعه الحالية في الجنوب بالنسبة الينا في "فتح الانتفاضة" لن يؤثر على الامن والنظام في لبنان. فنحن لسنا جزرا امنية، ولن نمنع احدا من المرور من خلال مواقعنا، ولكن اذا شنّ عدوان على القواطع والمناطق التي نحن فيها فلن ننتظر العدو حتى يأتي الينا، بل سنذهب اليه وسنواجهه قبل ان يصل الينا لان هذ هو دورنا في مقاتلته". ونفى "وجود اي قواعد أو عناصر لقوى معادية للبنان في المخيمات الفلسطينية وبالتحديد في مخيمات الشمال وبيروت، سواء من القاعدة او غيرها". اما في الجنوب، فهناك فصائل فلسطينية خيرة تمنع تسلل اي قوى معادية". كذلك نفى "اي صلة" لحركته بـ"فتح الاسلام"، وقال: "نحن من أشد الناس ملاحقة لتنظيم "فتح الاسلام" لانه أساء الى الحركة قبل ان يسيء الى لبنان. ونحن نتابع هذه المجموعة وعلى استعداد لملاحقتها في اي موقع كانت فيه".

عند وهاب

وزار "ابو موسى" على رأس وفد رئيس "تيار التوحيد" الوزير السابق وئام وهاب الذي قال بعد اللقاء "ان الفلسطينيين في لبنان ليسوا فوق القانون ولا يريدون ان يكونوا كذلك، وهم يخضعون لقرار الدولة وسلطتها. لكن ما حصل في نهر البارد بعد المعارك لم يكن مشجعاً والوعود باعادة الاعمار ما زالت وعودا وما زال المخيم مدمرا ولا نعرف اين مصير الاموال التي تم الوعد بها. وهذا الامر ينسحب على كل الوضع الفلسطيني، وعلى الحكومة الجديدة ان تسارع الى المعالجة بكثير من الموضوعية بالتعاون مع كل القوى الفلسطينية، ولا يجوز ان يستمر الحوار مع الفلسطينيين عبر وسائل الاعلام، بل يجب نقاش وضع كل مخيم على حدة وبهدوء واتزان بالتعاون مع القوى". من جهته اوضح "ابو موسى" ان البحث تناول "ما يعانيه شعبنا في الداخل وما يقوم به العدو الصهيوني ومحاولات اخضاع شعبنا وتضييق الشأن الحياتي عليه، ليس في غزة فقط بل ايضا في الضفة الغربية وهي تحت الحصار".

وتمنى على الحكومة "تسوية الامور الحياتية والمعيشية للفلسطينيين في المخيمات، واعمار نهر البارد الذي تأخر كثيرا، ولنا الثقة بأن الحكومة قادرة ولديها الارادة لمثل هذا الدور الذي يخفف عن كاهل اهلنا".

وعن تصريحاته الاخيرة التي اثارت زوبعة في الاعلام، قال: "الاعلام اجتزأ بعضا من كلامي ولكن ما قلته هو الاستعداد لاطلاق حوار حول السلاح خارج المخيمات، ويجب ان نجد حلا وسطيا بيننا وبين الحكومة اللبنانية حول السلاح، واذا كان هناك اعتراض ما على بعض المواقع خارج المخيمات، فعلينا بالحوار لايجاد الحلول الوسطية التي لا تؤثر على الطرفين وتثير حساسية بأي شكل"، مؤكدا "اننا جاهزون لايجاد الحلول الوسطية".

 

 سلاح أبو موسى

زيان/النهار

لا يستطيع اللبنانيّون أن يتجاوزوا أو يقفزوا فوق المؤشِّرات المقلقة التي بدأت تطلُّ في اتجاه الوضع اللبناني الموعود بشهر عسل طويل، كما في اتجاه المنطقة وأحداثها المتأججة دفعة واحدة، وبصورة عامة. وخصوصاً تلك التي تولَّى توزيعها في الربوع اللبنانيَّة بابا نويل "فتح - الانتفاضة" أبو موسى، والتي تمثَّلت بمفرقعة سلاح المخيمات، وما هو منه خارج المخيمات، مما يعود بالذاكرة اللبنانيَّة الى تلك العصفوريَّة الدمويَّة والتدميريَّة التي لم يكن أبو موسى واترابه و"فتح الأم" و"فتح – الانتفاضة" ثم "فتح الاسلام"، بغرباء عنها.

بدا أبو موسى العائد من "احتجاب" نيٍّف وثلاثة عقود من الزمن كأنه مكلَّف فتح مَعمعة سجالات واشتباكات سياسيَّة على عتبة انطلاق ورشة التعيينات الأداريَّة، واعادة ترميم المؤسَّسات، واسترجاع ما خسرته الدولة من مكانة ودور ومسؤوليات، تمهيداً لاعادة الاعتبار الى الجمهورية التي لم يبق منها سوى الوجود الرمزي... والنذر القليل من مضمون النظام والدستور.

أو كأن ثمة مهمة خاصة، أو رسالة مستعجلة الى الساحة اللبنانيَّة التي صدَّقت واقتنعت أن ما مضى قد مضى، وان مرحلة جديدة في انتظار الوطن الصغير الذي لا يعرف من أين تأتيه المصائب والدواهي، وبأيٍّ منها يبدأ، وأين ينتهي. على هذا الأساس وهذه القناعات والاحلام، بدأ اللبنانيون حكومة وشعباً وسياسيين يتحضرون ويتهيأون لتشييد قصور فوق الرمال وفوق الماء، وهم يستعجلون الأيَّام والتطوُّرات للانتقال الى زمن لبناني جديد طال انتظاره، وطال تعليل النفس بأن ساعته آتية لا ريب فيها. ومَنْ يدري ما الذي تخبّئُه مفاجأة أبو موسى التي تستحق صفة "المفاجعة" ولقبها وتاجها وما اذاكان تشديده على رفض أي الغاء للسلاح الفلسطيني خارج المخيَّمات أو داخله، أو في أي مكان من لبنان. وفي أي زمان. ومن دون الرجوع الى السلطات اللبنانية، أو حتى اعلامها "صوريّاً" على الاقل. وبعدما أكّد أن لا سوريا ولا سواها يمكن ان تمون على وجود السلاح أو عدم وجوده خارج المخيمات، أعاد الى الأذهان المعزوفة القديمة التي أوصلت لبنان الى الخراب والهلاك، واودت بدولته ومؤسَّساته الى الانهيار والتفكّك، وباللبنانييّن الى التشتت، وبالنظام اللبناني والصيغة اللبنانيَّة الى انشقاقات وخلافات وصدامات لا تزال جروحها تنزف حتى اللحظة. ولا تزال ذيولها تتفاعل، تارة لدى انتخاب رئيس جمهورية جديد. وطوراً لدى تشكيل حكومة بعد انتخابات نيابية جديدة. وحيناً لدى الانتقال من احتفاليّات المصالحات وتبويس اللحى الى الشروع في اصلاح ما خرَّبته عقود الفوضى والتسيّب. وأبو موسى العائد من "غربة" الثلاثين حولاً، يتذكّر ولا شك ما ومَنْ أوصل لبنان واللبنانيين الى هذه التراجيديا التي أنست العالم هوْل التراجيديا الاغريقيَّة. لا يُخفي كبار المسؤولين والسياسيين والمرجعيين استغرابهم لما أفضى به زعيم "فتح – الانتفاضة"، وتوقيته، وتوقيت "ظهوره"، ومكان هذا "الظهور". من هنا كانت النصيحة بالتريُّث في الحكم والتعامل مع هذه الاطلالة، وانتظار ما قد يكون خلفها.

 

"الملتقى العربي الدولي لدعم المقاومة": كلام الستينات بصبغة اسلاموية

رندى حيدر/النهار

من يستمع الى تجارب المقاومة كما رواها المشاركون في "الملتقى العربي الدولي لدعم المقاومة" في فندق البريستول، سيجد نفسه فجأة في زمن فائت. فالكلام الذي قيل اليوم في مطلع 2010 هو عينه الذي نسمعه منذ الستينات، مع فارق اساسي طغيان الصبغة الإسلاموية  على كل شيء، على الحضور وعلى الخطاب السياسي المستخدم. تعيدك روايات المشاركين العرب الى أيام أدهم خنجر، والمقاومة السورية في العشرينات، والى  تجارب السويس، وحرب الإستنزاف. وليست الشهادات الأجنبية أكثر حداثة. فالتجربة الإيطالية للمقاومة هي عن مقاومة النازية عام 1943. أما الشهادة الفنزولية فهي عن 500 عام من مقاومة الإمبريالية الأميركية في أميركا الجنوبية.

تشبه بعض الروايات أخبار البطولات في الأدب الشفهي العربي، حيث تختلط الأحداث التاريخية بالحماسة والإنفعال، ويمتزج التاريخ بشعر أحمد شوقي، وعمر أبو ريشة، ونزار قباني، وأيضاً بالزجل والشعر العاميين. لا يتغير المشهد كثيراً في حلقات النقاش التي اتخذت لها موضوعات محددة مثل المقاومة السياسية والإعلامية القانونية، وموضوع تهويد القدس والحصار على غزة. فالمشاركون يتصرفون كأنهم بين "ربعهم" وبين أهل "عشيرتهم"، إنهم الممثلون عن "المقاومة الإسلامية" في مجتمعاتهم. ووجودهم معاً في بيروت، في نظر أكثر من واحد ممن عبروا علناً عن ذلك هو انتصار خيار "الإسلام هو الحل".

في المداخلات المختلفة  اختلطت الأشياء وامتزجت. اختلطت اللهجة الدعاوية الإسلامية باللغة العنصرية؛ مثل وصف أمير الجماعة  الإسلامية في كشمير خالد محمد خان الإحتلال الهندي للإقليم بـ"الإحتلال الهندوسي عبدة الأوثان والبقرة". كما يختلط الخطاب القومجي بالخطاب الشوفيني مثل مطالبة خان باكستان الدولة الإسلامية باستخدام قنبلتها النووية لحل مشكلة كشمير. وتساءل ممثل موريتانيا عن سبب غياب المقاومة الأفغانية، وأهمية وجود حركة "طالبان". وربما في قرارة نفسه كان يتساءل عن سبب غياب ممثلين عن تنظيم "القاعدة" و"الجهاد العالمي" طالما أن الملتقى تحول فعلا تجمعاً للحركات والتنظيمات الإسلامية. وفاته أن المنظمين للملتقى أرادوا جمع "الهيئات الشعبية" الداعمة للمقاومة وليس التنظيمات الجهادية الإسلامية. في المداخلات الكثيرة تسمع انتقادات عنيفة وحادة للجدار الفولاذي التي تبنيه مصر على حدودها مع رفح أكثر مما تسمع من انتقادات لجدار الفصل الذي تواصل إسرائيل بناءه على طول الحدود مع الضفة الغربية مصادرة  أجزاء كبيرة من اراضي البلدات والقرى الفلسطينية. وتسمع الكثير من الإتهامات الجارحة للزعامة السياسية في مصر، دفعت أحياناً  المسؤول عن إدارة النقاش، مثلما كانت حال مندوب حركة "حماس" أسامة حمدان في حلقة نقاش مخصصة لحصار غزة وتهويد القدس، الى التذكير بأن العدو هو إسرائيل وليس النظام المصري.

والواضح الراهن أن حركات المقاومة الإسلامية ما زالت تواجه السؤال عينه الذي كان مطروحاً عليها منذ مطلع الخمسينات: هل الأولية في النضال يجب أن تُعطى لتغيير الأنظمة العربية الفاسدة؟ أم لمحاربة الحركة الصهيونية والإحتلال الإسرائيلي؟ أما الموضوع الملتهب والخطير لخطة الحكومة الإسرائيلية الحالية لتهويد القدس، وتغيير طابعها العربي والسيطرة الإسرائيلية على المقدسات الدينية للمدينة، فجرى الكلام عنه بخطب حماسية إنشائية ومقترحات دعم ساذجة (اقتراح المندوبة السودانية جمع مبلغ دولار من المسلمين لدعم صمود غزة وسكان القدس العربية). وسرعان ما تحولت مداخلة أحد أبناء القدس من الأرثوذكس للإهتمام بالوضع الإنساني لسكان القدس العربية، ومطالبته إضافة كلمة كنيسة القيامة في خطر على شعار "الأقصى في خطر"  الى هجوم ضارٍ على "مجموعة اليونانيين" التي تسيطر على الكنيسة، مما أثار الإنطباع بأن رجال الدين اليونانيين هم مصدر الخطر على كنيسة القيامة وليس إسرائيل. جميع المشاركين أعلنوا كفاحهم من أجل استعادة فلسطين من "البحر الى النهر". لم يقولوا لنا كيف؟ لم يسألهم أحد عن كيفية تحقيق هذا الحلم. جاؤوا ليحتفلوا بعددهم الكبير، ليرووا بطولات الماضي القديم والحاضر القريب، ليقدموا اقتراحات ومطالب سبق أن طرحت مئات ومئات المرات ولم تؤدِّ الى تغيير شيء. الأكيد أن أحداً لم يكن يريد أن يحاسب هذه التجربة "الرائعة" في أن تكون "مع المقاومة".

  رندى حيدر/(البريستول - الكومودور (بيروت):     

 

فرنجيه يعبّد الطريق... إلى بكركي أولاً ؟

غسان حجار      

بدا واضحاً ان لقاء رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجيه عددا من الرهبان الموارنة في زغرتا السبت الفائت كان معدا له مسبقا، وبشكل جيد، اذ حضر ممثلو مطارنة ورهبانيات عديدة، ولم يقتصر الحضور على آباء المدرسة حيث تم اللقاء. واذا كان الشكل منسقا جيدا، فإن المضمون كان الأهم، لكن من الافضل انتظار الايام القليلة المقبلة ومتابعة كلام فرنجيه في مناسبة جديدة للوقوف على إمكان التحول، وما إذا كان مستمرا ويصب في اطار المصالحات الجارية في البلاد وعلى غير صعيد، ام اذا كان ظرفيا لمناسبة عيد القديس انطونيوس ابي الرهبان. لكن الواضح ان فرنجيه لم يرتجل كلامه، وانما حفظه وحضّر له بدقة، فتجاوز وصف الواقع ليدخل الى "العقل الباطني المسيحي" في قراءة عميقة بعيدا من منطق الحصص والمحسوبيات، اذ قال "أهم شيء عند المسيحيين ولا سيما عند المؤسسات المسيحية الكنسية ان نعيد التأكيد ان هذا البلد بلدنا ونحن اصحاب الحق والفضل فيه، وعندما نعود ونواجه هذا الاقتناع في العقل الباطني المسيحي فاني اتصور ان المسيحي لا يعود يشعر بأي خطر ويؤمن بان له مستقبلا في هذا البلد، ولهذا علينا كلنا تحمل المسؤولية، كنيسة ومدنيين ورهبانيات، وليس علينا الاستسلام لأي منطق يقول بانه لم يعد لنا خبز في هذا البلد، لذلك اتمنى ان نحظى بدعمكم في هذا التوجه وان نعيد التفاؤل الى المسيحيين ونعيد اليهم المعنويات، وعندها يزول الشعور بالاضطهاد ويعود المهاجرون، ونحن لا نريد تحويلا ولا مؤسسات تساعد بل نريد معنويات عالية".

قارب فرنجيه موضوع الوجود وتثبيت هذا الوجود والعلاقة البنوية مع الكنيسة "سنبقى ندعم الكنيسة وسنظل تحت رعايتها وفي كنفها".

من جهة ثانية حمّل فرنجيه الرهبان رسالة حسن نية تجاه البطريرك مار نصرالله بطرس صفير "قد نتفق في السياسة وقد نختلف لكن الايمان والعلاقة مع الكنيسة لم يتغيرا ولن يتغيرا. وهناك من يحاول ان يلعب على الخلاف... ليعلموا ان ليس هناك اي خلاف مع الكنيسة او مع الرهبانية المارونية او مع احد".

قد يكون هذا التوجه هو ما يرغب فيه فرنجيه حقا، لكنه غالبا ما يعبّر عنه بطريقة انفعالية تنعكس عليه سلبا ولا تخدم المصلحة المشتركة التي يسعى اليها قريبون منه، ومعهم زوجته ريما، في شد اواصر العلاقات مع اكثر من طرف، وبما يتجاوز تحالفات المعارضة السابقة، الى امتدادات عربية، يحاول هؤلاء القريبون اقناعه بأنها تعبيد الطريق الى قصر بعبدا بعد سنوات. ومما لا شك فيه ان خطاب فرنجيه الاخير يعبّر عن رغبة، صادقة لديه، وهذه قد تولد نقزة لدى اصدقائه وحلفائه قبل غيرهم، لكن المبادرة، الجيدة في ذاتها، تبقى حتى الساعة مجرد كلام، اذا لم تترافق مع خطوات عملية في داخل التركيبة المسيحية، بعدما خطا زعيم المردة خطواته في اتجاه الرئيس سعد الحريري. قد يكون مسار العلاقة مع "القوات" والكتائب غير سالك، وهو ما يتمناه البعض بالتأكيد، لكن الطريق الى بكركي سالكة حتما، وان غير سهلة، وهي تحتاج الى الثقة، والثقة تحتاج الى الوقت، والوقت لا ينتظر... والمزاج الزغرتاوي معروف بتعجّله!

 

 

"بني قيومو" أو "أبناء العهد" حركة احياء الهوية الحقيقية لأكثرية مسيحيّ لبنان

http://www.kataeb.org/articledetails.asp?articleid=28137

Kataeb.org : يقول الرب يسوع " ماذا ينفع الانسان لو ربح العالم كلّه وخسر نفسه" ونحن نقول: " ماذا ينفع الشعب اذا ربح العالم وخسر هويته"؟ تعرف الشعوب من خلال لغتها، ولغتنا السريانية غنية عن التعريف، فكان لها الدور الأبرز في تقدم الشعوب، وبما أنها إرث غال ونفيس ورثناه من الأجداد، فلابد ان يحافظ عليه الأحفاد، لينقلوه بدورهم للأجيال القادمة، وهي مثال الوزنة التي ذكرها يسوع في الانجيل. "أرضنا بتصرخ بالسرياني"، من شبعا الى رمحالا الى بيت شباب، برمانا، بكفيا... وأسماء قرانا هي سريانية، والأمتال كثيرة...لهذه الاسباب علينا العودة الى جذورنا السريانية. السريان، هم نقلة الفكر عن

اليونانيين، و لغتهم السريانية كانت مصدرا من مصادر المعرفة التي تزوّد بها العرب. كانت السريانية لغة المسيح و امنا العذراء و الرسل، فالتخلي عنها ليس بالامر السهل.

من هذا المنطلق، انطلقت جمعية "بني قيومو"، أو "أبناء العهد"، في مسيرة لإعادة احياء التراث السرياني، ووضع مسيحيي لبنان بالصورة الحقيقية لتراثهم وهيوتهم، وتعليم التاريخ الصحيح لشعبنا.

عن أهمية اللغة السريانية، ودورها الحالي، وبث الروح القومية لمسيحيي لبنان حدّثنا عضو الهيئة التاسيسية لجمعية "بني قيومو" بياترو خير، الذي أحب أن يكون اللقاء باللغة اللبنانية:

- شو يعني "بني قيومو"؟

قبل تنظيم الحياة الرهبانيي المسيحيي بالقرون الاولى، كان في مجموعة تطلق على نفسا اسم "بني قيومو" يعني أبناء العهد، و"بنات قيومو"، يعني بنات العهد. هي مجموعة مسيحيي سريانيي، كانت تعيش الفقر والمحبة والخدمة والعفاف، ومن خلالا انطلق مار انطونيوس الكبير ونظّم الحياة الرهبانيي، كمان مار افرام السرياني وغيرن...كان ضروري يكون بمجتمعنا المسيحي اليوم، جماعة الها علاقات جذرية مع ماضيا وتاريخا، فأطلقنا على مجموعتنا اسم بني قيومو. اليوم هدفنا نعيش حياة مسيحيي حرة وكريمي، والعودة لأصلنا ونوعا لتاريخنا الحقيقي وهويّتنا يلّي تشوّهو من خلال دخول مغالطات تاريخيي أثّرت على انا نفهم تاريخنا وقوميتنا.

- شو هيّي هيدي المغالطات؟

كتار من السريان لموارني ما بيشعرو بإنتماؤن العربي و بيرفضو سياسة التعريب بترديدن “نحنا منّا عرب!" الشعب الأرمني منّو عربي، و إذا سألت أرمني لبناني عن جذورو طبيعي يقول "أنا أرمني ". غالبية لموارني ما بيعيرو أهميي لجذورن السريانيي الواضحة، و كثار بيتجاهلو إسمن السرياني فبيقولو أنن “موارني بدل سريان موارني". لبعض بيعتقد أنو بينتمي للشعب لكنعاني لفينيقي، وغيرن انن بينتميو" لشعب لبناني أصيل “و بالتالي هني لبنانيي. والمجمع الماروني بالنص التاني من ملفّو الاوّل "هويّة الكنيسة المارونية ودعوتها ورسالتها"، أكّد على انّو "تنتمي كنيستنا الانطاكية المارونية الى عائلة الكنائس ذات التراث السرياني في فرعيه الغربي والشرقي".

- رح يتّهموكن إنكن عم تشيلو عن لبنان هويتو العربية وإنكن متطرفين:

لبنان في عدّة طوائف وأديان، منها لي بيعتبر حالو عربي وآخرين متلنا بيطالبو بالاعتراف بالهويي السيرانيي لمجموعة واسعة من المجتمع اللبناني. نحنا جينا نقول، إنّو تاريخنا تزوّر وشعب بكاملو فرضو عليه العروبي وهو منّو عربي. لو كان التركي بعدو بلبنان، أو الفرنسي، هل كنا رح نقول إنو انتماءنا هوي تركي أو فرنسي؟ أكيد لا. ونحنا فرضت علينا اللغة العربية وللاسف نحنا تخاذلنا بالحفاظ على تاريخنا وهويتنا ولغتنا، خصوصي بعدما تركنا الضيع والجبل وافتكرنا انو العروبي أو العلمني هي الخلاص للشعب المسيحي بلبنان والشرق.

- كيف بتفسّر انّو بعض المسيحيي تبنّو العروبي؟

مش بس اعتنقوا بل كانوا من روّادا، لأنن كانوا عايزين صيغة يخلّو فيا المسلم يطمح معن للتحرّر من العثمانيي، المشكلي انا صدقنا الكذبي يلي خلقناها. نحنا جايين نقول، نحنا منفتخر بالدور الرائد للمسيحييي لي نقلوا الحضارة لشعوب المنطقة، ومتل ما نحنا منحترم غيرنا، غيرنا بالمقابل لازم يحترمنا. سويسرا المسيحيي فيها اثنيات ولغات مختلفي، فلي بلبنان ما بيطبّق هيدا لشي، ومنرتاح من حروب عبثيي أهليي؟ وما

لازم من بعد اليوم ينفرض على الآخر هويي ما بتعني. اليوم هناك احزاب بالدولي اللبنانيي بتنادي بلبنان الدايب بغير بلدان أو بالمحيط الاسلامي العربي، نحنا بالمقابل عم ندعي لاسترجاع هويتنا وعلى هيدا الاساس

نحنا مستعدين نفرجي الجميع محبتنا لكل الفئات اللبنانيي، ولكن على الاخرين احترام تاريخنا وهويتنا. اللغط الحاصل سببو اهمالنا للغتنا الام وتراثنا، الارمن حافظوعلى لغتن، وما حدن بيقول عنن عرب، فالشعب

حضارة ودين ولغة، وتخلينا عن لغتنا عم ندفع ثمنو هلّأ، ولازم نعيد تعليما للاجيال لجديدي.

- كيف برايك بدكن تعلموا؟

كمان مرّة رح نستعين بآخر مجمع ماروني يلّي بتوصياتو بملفّ "هوية الكنيسة المارونية ودعوتها ورسالتها"، تطرّأ لموضوع احياء التراث الانطاكي والسرياني واعداد كتاب تاريخ للموارني. اجت توصيات

لكنيسي بحكم دورا باطار لاهوتي اكليركي، ولكن نحا كناس علمانيي منطالب ومندعم كل لي بيطالبو باعادة النظربالمنهج العلمي المدرسي ضمن تحديد ثوابت مشتركة لكل الشعب اللبناني مع الحفاظ على حق كل طايفة

انو تضوي اكتر على تاريخا الخاص، فبينعطى الحق لكل طايفي تحكي عن تاريخا وتبدي وجه نظرا، ضمن الثوابت اللبنانيي.

- شو هيي أهدافكن؟

بني قيومو، يعني "أبناء العهد"، هي اليوم جمعيّي غير سياسيّي، غير حكوميي، ما بتبغي الربح، حائزة على العلم والخبر ضمن الاهداف التاليي:

- تنشيط السياحة الدينيّي المسيحيي بجميع المناطق اللبنانيّي من خلال تعريف المقيم والمغترب اللبناني

والأجنبي على المعالم الدينيّي المسيحيّي بلبنان، وبالتالي وضع لبنان على الخارطة السياحيي الدينيي بالعالم.

- تعليم اللغة السريانيّي ووضعا ضمن مناهج علميّي واضحة.

- وضع دراسات عن التراث المسيحي المشرقي بالأخص السرياني، من موسيقى وآثار وفلسفي وآداب

وتاريخ وأرشيف وغيرا.

- إقامة مؤتمرات محليّي وعالميّي للتبادل الثقافي والتربوي والحضاري بين لبنان والعالم ضمن الاطار العام

للجمعيّي.

- توقيع معاهدات ثقافيي وتربويي وعلميي بين الجمعيّي والأصرحة الاكاديميي بلبنان والعالم.

- تبادل الخبرات الثقافيي والتربويي مع المعاهد والجامعات بلبنان وخارجو.

- توعية الأجيال على المواطنيّ والتمسّك بالأرض والتراث المسيحي.

- حفظ التراث القروي الوطني وإحيائو، متل الطابع المعماري للضيع، والبيوت والكنايس والأديار وغيرا.

- دعم الحياة الاجتماعيي والاقتصاديي لأهل الريف من خلال مشاريع وانشطي.

وبالاضافي للأهداف، في عنّا مجموعة وصايا:

- شو هيّي هل وصايا ؟

- الاعتراف بالكنيسي الواحدة واتّباع تعاليما

- لا فرق بين كاثوليكي أو اورثودكسي أو اي مسيحي آخر

- لكنيسي المشرقيي عانت الاضطهادات ذاتا من قبل المحيط

- الاعتراف بسرالقربان وانو العدرا مريم هي أم الله

- الاعتراف بأنو لمسيحيين بالمشرق منّن عرب، وأنو غالبيتن من اصل سرياني

- تعلّم اللغة السريانيي كلغة رسمية لغالبية مسيحيي المشرق

- التعالي عن كل الجراحات يلي قسمت المسيحي

- منع اي فتني مسيحيي – مسيحيي

- العمل على رد المسيحيي لأحضان الكنيسي ولأرضن

- محاربة البدع يلي بتواجه شبابنا وكنيستنا

- مواجهة اي تهجّم ضد الكنيسي

- الدفاع عن كنيستنا ووجودنا

- إسترجاع المعابد الدينيي المسيحيي بلبنان والشرق للكنيسي، أو وضعا تحت الوصايي الدوليي

- الحق انّو نزور الاراضي المقّدسي وفصل هيدا لشي عن اي تسييس.

- فسّرلنا آخر وصيّي؟

من حقوقنا الدينيي بغض النظر عن كل الظروف السياسيي، زيارة بيت لحم واورشليم لأنو من أهم مسببات وجودنا بهل شرق، الحضور الفاعل بأرض البشارة اجتماعياً وسياسياً.

- انطلاقاً من هل أهداف شو رح تكون نشاطاتكن؟

بتضم لجمعية أساتذي ورهبان وكهني وعلمانيي متعمّقين باللغة السريانيي، ومجموعة كبيري من مطوّري اللغة ويلي بيدافعو عن بقاءا وإعادة نشرا، من لبنان للسويد لأميركا. انطلقنا من دور لبنان الرسالي يلي تكلّم عنو لبابا يوحنا بولس الثاني، ومن هون لا بد من الحفاظ على قيمة هيدي الرسالي لنشر الحريي والديموقراطيي. ما رح نتّكل على بعض الدعاوى الموجهة من كهنة الرعايا، ورهبان الاديار لتعلم اللغة السريانيي مجانا ً بالكنايس لانا لغتنا الام، بل لازم كشعب مسيحي أنو نعرف السريانيي لنفهم القداس والكلام الجوهري والصلوات، ونعرف كيف عاش جدودنا وناضلوعلى مر الزمن للمحافظة على الهويي. انطلاقًا من هيدي التجارب الشخصيي، رح نبلّش العمل بالجمعيي، من خلال محاضرات ودروس تاريخيي والردّ عبر الصحف على المقالات المغلوطة. هدفنا اعادة احياء تراثنا وهويتنا السريانيي والتأكيد على انو الشعب المسيحي بلبنان منو من اصل عربي، ونحنا سريان. اللغة لسريانيي منّا صعبي أبداً، واللبنانيي لّي منتكلّما هي سريانيي ومعظم المفردات قريبة منا. ورح نعمل جهدنا لاعادة ادخال اللغة السريانيي من جديد للمناهج التربوية بعدما ألغوا عام 1997 لظروف سياسيي.

انتو بتنتميو شي لطائفة وحدة؟ وهل أنتو تابعين لمجموعة سياسيي؟

نحنا مجموعة بتضم كل مسيحي بيؤمن بالفكر يلي عم ننادي فيه، والعمل جاري على اعادة بث هيدي الروح بالمجتمع الماروني يلي تخلى أو تغاضى عن هويتو. بعض المؤسسات الثقافيي المارونيي بدأت تجاهر بإنتمائا

السرياني و بمطالبتا بتعلم لغتا لأم و هي اللغة السريانيي ولكن بشكل خجول، والمؤسف أنو السريان لموارني ما عطيوا اللغة السريانيي حقا الطبيعي وما علّموا إلا ببعض الجامعات و الأديرة. و من المؤسف أكثر أنن ما انتبهو لأهميتا .فالسريان لموارني بيستخدمو كثير من الكلمات و التعابيرا لسريانيي كل يوم، بس بيجهلو أصول هيدي الكلمات. متلن، شرحلي مدير أحد المصارف أهمية علاقتو مع " زبائن" البنك و وردت كلمة “زبون" ثلاث مرات بحديثو، و لمّن قرّر يعرف عن أهمية البحث التاريخي لوجودنا المسيحي في الشرق قلتلّو: إنت إستخدمت ثلاث مرات كلمة “زبون" و أنت - بدون شك - بتجهل أنا كلمي منّا موجودي باللغة العربيي و هي كلمة سريانيي. أما السياسي، فنحنا هدفنا نوحد الصف المسيحي ضمن وعيو على تاريخو وهويتو ورفض الذميّة، وهناك منتسيبين كتار للجمعيي بينتميوا لتنظيمات سياسيي عديدي، وبابنا مفتوح لأي شخص بيعترف بتاريخو

وهويتو وبيتبع تعاليم الكنيسي.

- شو أصدك بالذميّي، ووين منشوفا اليوم؟

تاريخنا ما خلي من مقاومات لتجنّب الذمية، وهيدا هوي المعنى الحقيقي للبنان يلي تاريخيا ارتبط اسمو بالامتداد الجغرافي المسيحي، وهيدي وقائع ما فينا ننكرا والا من كون عم نكذب على حالنا. ولأنا عم نشوف لبنان الحالي التعددي عم يتدهور، بدنا نلاقي صيغة تنضلنا مسيحيين أحرار.

- شو دور اللغة السريانيي اليوم:

انتشرت معلومات غير صحيحة حول تراجع اللغة السريانيي بعد الفتوحات العربيي، البعض بيدّعي أنو اللغة السريانيي إندثرت بالقرن السابع و هيدا غير صحيح لأنو السريان حافظو على لغتن حتى القرن الثاني أو الثالث عشر الميلادي، وادرو السريان لموارني يحافظو على لغة آبائن حتى القرن السابع عشر و ببعض المناطق للقرن الثامن عشر.

- شو بيرمز شعار بني قيومو؟

شعار البني قيومو، بيرمز للصليب المثلث المغروز بالجبل المكلل بدماء جدودنا والمضيء بالليل الظالم. قدر المسيحيين والموارني تحديداً الانفتاح على المحيط ولكن ضمن ثوابت الحفاظ على تاريخن وهويتن ولغتن، ومش الذوبان بمجتمعات هيي ما عم تقدر تندمج مع بعضا.

شو رسالتك للشباب المسيحي؟

على الرغم انو الوضع المسيحي اللبناني هو بالمقام الأول سياسي، ولكن البعد الثقافي بيبقى الفاعل الاساسي لنهضة الشعور القومي بلبنان، لأن فقدان الشعور القومي عند المسيحيين كان أحد اسباب هزائم الشعب المسيحي الماضيي بلبنان، وهلأ بيتنكّر العديد من القادي المسيحيين لهويتن القوميي أو بيتجنبوا ابراز لجانب القومي لتراثن الثقافي، وكتار بيشردوا بمتاهات بعيدي عن انتمائن القومي لسرياني .

نحنا مندعي الشباب المسيحي للتشبّث بارضو والحفاظ على هويتو، ونحنا رح نمد ايدنا لكل مجموعة أم فئة بتنادي بأفكارنا يلي هي منّا ملك لئلنا، بل هيي ملك شعبنا.

ميزة الماروني انو حمل هويتو السريانيي بكل فخر واستعمل ادات المجموعات الاخرى- متل اللغة العربية واليونانية- لنشر الدياني المسيحيي وتثبيت دورو بالمنظقة. لكن المؤسف اليوم، انو ال Trilinguisme عند المسيحي اللبناني، صار فرنسي وعربي وانغليزي، متناسيين اللغة الاساسية السريانيي يلي بتوصِلن بربن وهويتن

نديم بو يزبك - Kataeb.org Team

 : لا يمكن للبعض ان يتصرّف وكأن لبنان ارضا سائبة ولا دولة سيدة فيه اعتبر رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع ان طرح تعديل قانون الانتخابات البلدية أمر ضروري، مشيرا الى انه يؤيد النظر في جميع القوانين ولا سيما قانون البلديات لكنه لا يفهم اجراء تعديلات بهذا الحجم قبل الموعد القريب للانتخابات في الوقت الذي تحتاج مثل هذه التعديلات المطروحة الى بحث ومناقشة مستفيضين.

 

جديد العلاقات اللبنانية- السورية: عود على بدء

 إذا كانت " 8 آذار" تنشد الحماية السورية فإن من حق "4 آذار " ان تختار دولة تحميها ايضا

مهى عون/السياسة

تعتبر أغلبية القيادات المذهبية والطائفية في لبنان,والتي تجر خلفها أحزاباً مثقلة بالعنصرية الدينية, بأن ذكاءها السياسي ينبع من قراءتها للمستجدات السياسية الدولية والإقليمية تجاه سورية, ومن رسمها لأطر سياستها "الداخلية" أو على حد تعبير النائب السابق فارس سعيد "البلدية", تبعاً لهذه المستجدات, أي على أساس أهمية الدور السوري الجديد, ومدى تأثيره على مجريات الأحداث على الصعيدين الإقليمي والدولي. ففي حالة الضعف والعزلة والانكفاء السوري عن الساحتين الإقليمية والدولية, كانت تستقوي الزعامات اللبنانية, وتطلق لنفسها العنان بمهاجمة سورية, بالوسائل المتاحة والمتوفرة. أما في حالة الاحتضان الإقليمي والدولي لسورية كما هو حاصل الآن, رأينا كيف تراجعت نبرتها الهجومية من ناحية, وكيف هي بصدد ترميم وتحسين أوضاعها مع الجانب السوري, مقدمة أقصى التنازلات من أجل ذلك.

أما الرأي العام الشعبي اللبناني, فهو بات معتاداً على هذا النمط من الاستدارات في المواقف, ويصنف دائمي التغير والتلون كالنائب وزعيم "الكانتون" الدرزي في الجبل, وليد جنبلاط, والنائب ميشال عون في خانة واحدة, عنوانها "المهرولون على طريق بيروت- دمشق". ولابد من الإشارة الى ان تميز الزعيم الدرزي بهذه الصفة, وأيضاً الجنرال عون, لا يلغي احتمال انسحابها على مختلف القيادات والزعامات الطائفية الأخرى. فتاريخ الرئيس أمين الجميل على سبيل المثال في تخليه عن بعض حلفائه, وفي تراجعه عن مواقف سابقة, وفي ضربه الرقم القياسي بالزيارات إلى دمشق, قد يشكل منافساً لتاريخ الزعيم الدرزي في هذا المجال. والأمر جائز بالنسبة الى اي زعيم لبناني آخر, حيث أن هواجس الناس تأتي في المرتبة الثانية عند الجميع. فخوف المواطن وتوجسه من عودة الهيمنة السورية من جديد لم تعق يوماً أو يشكل حجر عثرة أمام هرولة أي من هؤلاء الزعماء, أو سواهم, من الباحثين عن مصلحة خاصة من وراء الزيارة. يبقى أن القاعدة المسيحية عاقبت الجنرال عون في الانتخابات بعد ارتمائه في أحضان "حزب الله" وسورية, وجمهور وقاعدة وليد جنبلاط هي اليوم بحالة انزعاج وتأفف, وهي تنظر إلى زعيمها وهو يسير في ركب "حزب الله" وإيران, وهو يبذل أقصى التنازلات من أجل أن تستقبله دمشق. ولكن الزعيم وليد جنبلاط أو سواه يظل يراهن على خروجه سالماً من هكذا محن, لأن زبائنية قاعدته ومناصريه وارتهانهم وفقدانهم لإمكانية اللجوء الى مرجع طائفي فاعل آخر, هي كفيلة بتعويمه كل مرة.

في الحقيقة ليس ما يضيم في إقامة أحسن العلاقات بين البلدين الجارين. وقد لا يحتاج اللبنانيون إلى حدوث ما لا يسر القلوب مثل إقفال الحدود, أو إعاقة سير النقل البري باتجاه الداخل العربي, حتى يتيقنوا أن مصلحة لبنان واقتصاده, تكمن أولاً وأخيراً في علاقات, فلنقل, طبيعية, كعلاقات أي دولة بدولة جارة أخرى, وعلى قاعدة حفظ المصالح المشتركة بين البلدين. ولكن العلاقات الطبيعية شيء, والعمل على إعادة عقارب الساعة إلى الوراء عن طريق فتح قنوات فئوية وعشائرية مع دمشق شيء آخر. وقراءة موضوعية للمستجدات الإقليمية في ما خص سورية والتي تنعكس بطريقة أو بأخرى على طبيعة العلاقة بينها وبين لبنان, تحتم تنظيم هذه العلاقة, ولكن على أسس صحيحة ومتينة.

أن القواعد السياسية المطلوبة والتي من المفترض أن تحكم العلاقة بين البلدين لا يجب أن تكون لا عبر "حزب الله", ولا عبر العماد عون, ولا عبر وئام وهاب, أو سليمان فرنجية, أو وليد جنبلاط, أو ربما أمين الجميل. العلاقات الصحيحة والبناءة تكون عبر رئاسة الحكومة, وعبر رئيس الجمهورية, ورموز الدولة وليس عبر الأحزاب الطائفية. ولكن هؤلاء الزعماء إياهم والذين بهرولتهم سابقا ورطوا الدولة والشعب بتسلط سوري دام ما يناهز العقدين من الزمن, هم حاليا في مسعى مشابه الى تجديد هكذا أوضاع غير طبيعية, أقل ما يقال فيها أنها مسيئة لشعبهم, الذي ارتهنوه طائفياً وقادوه غريزياً وراءهم. والمشهد الذي نحضره في الآونة الأخيرة في انبطاح بعض الزعماء أمام وكلاء سورية في لبنان, لهو تشويه ويشكل انحرافاً لمسار إقامة العلاقات السوية والندية مع دمشق. والمؤسف أن بعد كل ما عانى منه اللبنانيون في فترة الوصاية, عاد زعماؤهم إلى نغمة الانبطاح إياها, التي قد تؤدي بهم إلى سابق عهدهم من الوهن والضعف والانكفاء. مع العلم أن الضعف يجر الضعف, والانكفاء يؤدي إلى انكفاء أعمق.

لا أحد ينكر أن لسورية مطامع تاريخية في لبنان تتمثل اليوم باستعماله كورقة ضغط إقليمية. ولكن السؤال هو من المسؤول عن تسهيل مهمتها وعن تعبيد الطريق أمام تنامي نفوذها في لبنان من جديد?

إن في المصالحات الحاصلة اليوم ضرب لميثاق العيش المشترك بين مختلف مكونات الشعب اللبناني. فهذه المصالحات والتي سماها مناصرو الزعيم الدرزي "مصارحات" لتخفيف وطأتها, وللتمويه على فحواها ومضمونها, تشكل صك براءة للسلاح غير الشرعي, إذ تقر بأمر واقع هو تفوق هذا السلاح, وبالتالي تشرعن الحاجة لالتماس الحماية منه ومن فورات غضب حامليه, بواسطة قوة خارجية فاعلة وقادرة على ضبطه, ما يعني أن الثقة مفقودة بقوى الأمن الداخلي وبالجيش اللبناني, وما يعني أيضاً أن بقاء السلاح بيد الميليشيات التي تدور في فلك "8 آذار", سوف يبقى التهويل به قائماً, ويبقى الخوف مسيطراً, ويبقى انعدام التوازن بين مختلف مكونات الشعب اللبناني. وإذا كانت سورية بوارد تقديم الحماية لهؤلاء "الخائفين", أكثر من دولتهم, إذا كان الأمر كذلك, وهم لا يثقون بالحماية الداخلية, فالأفضل لهم أن يتقبلوا التماس أطراف "14 آذار" لحماية دولة خارجية يختارونها على مزاجهم, تحميهم وتستبيح لنفسها نفوذاً داخلياً بعد ذلك أسوة بسورية. ولكن عليهم أن يقروا ويعترفوا, بأن دولتهم هي دولة فاشلة, ويكفوا بالتالي عن الاستقتال والتقاتل للدخول والمشاركة في مجالسها النيابية والوزارية.

* كاتبة سياسية لبنانية

com.aoun@hotmail.e.mail:maha

 

 لم يستبعد شن اسرائيل عدواناً على لبنان لاستعادة معنوياتها التي خسرتها في العام 2006

العلاّمة محمد حسن الأمين لـ "السياسة": الولي الفقيه في إيران مسؤول عن النقص في عوامل توحيد المسلمين

 زيارة الحريري إلى سورية شكلت قفزة باتجاه إيجابي للعلاقة مع لبنان

إذا أراد "حزب الله" أن ينفرد بامتلاك السلاح فمشكلته ستبقى قائمة وستبقى الساحة اللبنانية معرضة لما حصل في 7 مايو

ليس بوسع النظام الإيراني قمع رموز المعارضة

أتخوف من ظاهرة العنف الكبيرة التي تذهب بعيداً في التعبير عن وجودها داخل الإسلام وتؤدي لحروب داخلية طائفية ومذهبية

أدعو إلى الحوار الحضاري مع الآخر وليس إلى الصدام معه لأنه يضر بالمسلمين أكثر مما يضر بالآخرين

طاولة الحوار الإطار الجدي لحل موضوع سلاح "حزب الله"

بيروت - صبحي الدبيسي: السياسة

اعتبر العلامة محمد حسن الأمين أن البلاد العربية تعيش يقظة للهويات الخاصة, ومنها الهويات الطائفية والمذهبية, بالاضافة الى الهويات القومية والاثنية, وخصوصاً الأقليات في هذا العالم, التي تبغي الاحتماء بهوياتها, ولا شك بأن الشيعة يمثلون مظهراً من مظاهر هذه الهوية المذهبية, ما يدل على أن هناك وضعاً سلبياً على مستوى العمل الاسلامي, مبدياً تخوفه من ظاهرة العنف الكبيرة التي تذهب بعيداً في التعبير عن وجودها داخل الاسلام من قيام حروب داخلية طائفية ومذهبية, منبهاً المرجعيات والمؤسسات الدينية الى خطورة ما يجري والذي ينم عن نوع من التلاشي والتفكك واختيار اللامعقول في مواجهة التحديات التي تقع في طريق المسلمين, والتي تحول بينهم وبين نهضتهم. الأمين, وفي حوار أجرته "السياسة" معه, دعا الى الحوار الحضاري مع الآخر, وليس الى الصدام معه, حتى ولو كان هذا الصدام يضر بالآخر فانه يضر بالمسلمين أكثر مما يضر بالآخرين, من دون أن يستبعد احتمالات الفتنة انطلاقاً من الشحن المتراكم والمتزامن مع هذه الظاهرة الطائفية والمذهبية البغيضة. الأمين حمل الولي الفقيه الايراني والجمهورية الاسلامية مسؤولية النقص في وجود عوامل توحيدية, ينبغي أن تضطلع بها الجمهورية الاسلامية, لتلافي أي شكل من أشكال الفتنة والصراع الداخلي على مستوى العالم الاسلامي نفسه, بوصفها ذات موقع قوي وفاعل ومؤثر, وبامكانها أن تقود حركة استنهاض في مواجهة التعصب الاسلامي, أي تعصب المسلمين لمذاهبهم داخل الاطار الاسلامي, لافتاً الى أن الظاهرة الموجودة في ايران, أكبر من ظاهرة تمرد أشخاص على النظام وعندما يصار الى قمعها عن طريق المحاكمات والاعدامات, فهذا يفتح الباب واسعاً نحو تطور لا نريده لهذه الظاهرة. وفي الشأن اللبناني, لاحظ الأمين أن "حزب الله" في بيانه التأسيسي الأخير مختلف عن البيانات السابقة التي كانت تطالب باقامة الدولة الاسلامية وأنه بات مقتنعاً بأن يكون حزباً سياسياً لبنانياً, مطالباً "حزب الله" بأن يبحث موضوع سلاحه بحثاً جدياً ما دام أصبح موجوداً ضمن هذه المؤسسات, أما اذا أراد أن ينفرد في امتلاك السلاح, فان مشكلة "حزب الله" تبقى قائمة, وتبقى الساحة اللبنانية معرضة لحالات مشابهة لما حصل في 7 مايو عام 2008, معتبراً أن طاولة الحوار التي يرأسها رئيس الجمهورية جدية, ستفضي في مدى زمني معين الى اتفاق على السلاح. الأمين اعتبر ان زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري الى سورية, قفزة باتجاه ايجابي في العلاقة بين سورية ولبنان. وأن قيام السفارات بين البلدين, يدل على أن السوريين بدأوا ينتهجون سياسة أخرى ومختلفة عما كان عليه الأمر في السابق, ورأى ان الحرب على ايران ممكنة نظرياً ومستبعدة فعلياً, لأن لديها خيارات متعددة في مواجهة أميركا بخصوص مشروعها النووي, وأن اسرائيل ستتفادى هذه الحرب, لأنها لا تستطيع أن تحدد نتائجها, أما على مستوى لبنان, فلم يستبعد الأمين أن تشن اسرائيل حرباً جديدة تأخذ بعين الاعتبار هزيمتها في حرب يوليو 2006 لاستعادة معنوياتها, متسائلاً من الذي يضمن لاسرائيل أن تخوض حرباً ناجحة?, وهذا نص الحوار:

ما رأيكم بهذا الحراك الشيعي من ايران الى لبنان, مروراً بما يجري في اليمن وغيرها من الدول, وهل هذا الحراك ناتج من سطوة الجمهورية الاسلامية الايرانية, أم أن هناك مؤامرة يتم تخطيطها لقيام فتنة سنية شيعية, وضعت الطائفة الشيعية في قلب الحدث السياسي والعسكري?

لا يغيب عن البال أن المرحلة التاريخية التي يمر بها العالم عموماً, وتمر على بلادنا العربية والاسلامية تتسم بأن هناك يقظة للهويات الخاصة, ومنها الهويات الطائفية والمذهبية, بالاضافة الى الهويات القومية والاثنية وغيرها, وخصوصاً الأقليات في هذا العالم, يلاحظ أنها تبغي الاحتماء بهوياتها واستنفار هذه الهويات بعامة, والشيعة -لا شك - يمثلون مظهراً من مظاهر هذه الهوية المذهبية, ومنها الاطار الأكبر الذي هو الاسلامي, وما نشهده من تفاعل على المستوى الشيعي, ليس جديداً بالواقع, ولكنه يأخذ الأمور أكثر فأكثر في ظل المعطيات الراهنة التي تواجه عالمنا العربي والاسلامي, ويأخذ أهميته وخطورته من ظاهرة الانقسام التي تصيب الجسم الاسلامي عموماً, بما يعني من وجهة نظرنا على الأقل, أن هذه الظاهرة, ظاهرة البروز والحركة الشيعية اذا كانت في بعض جوانبها تدل على شيء من الحيوية, أو من الرغبة في الظهور والتأثير والسيطرة, فانها في جانب آخر منها تدل على أن هناك وضعاً سلبياً على مستوى العمل الاسلامي. فأنا أتوقع دائماً أن تبدو ظاهرة الحيوية داخل المجتمع الاسلامي ذاهبة نحو الوحدة, ونحو التكامل, والتماسك عندما نواجه ظاهرة تذهب نحو المذهبية, ونحو التفرد حتى عندما يقيض لها أن تنجز انجازاً كبيراً, كقيام دولة مثلاً, وهذا ما هو حاصل بالنسبة للشيعة على مستوى اقامة الدولة الاسلامية, الا أن هذا المكسب, بحد ذاته, لا يُعوض خسائر التفكك والانكسار وخسائر بروز الهويات الجانبية داخل العالم الاسلامي, الا أننا ما زلنا نتفاءل بأن الخطاب الاسلامي, التوحيدي, والذي ينظر الى مستقبل العالم الاسلامي, ما زال فيه جوانب كبيرة من الايجابية, ما زال يمكنها أن تحتضن ظاهرات بروز الهويات المذهبية داخل الاطار الاسلامي.

  ما تفسيرك لهذه الظواهر العنفية الشيعية التي بدأت تمثل هالة اعتراضية في أماكن تواجد الشيعة من ايران الى لبنان واليمن وباكستان وغيرها التي قد تؤدي اذا استدرك العقلاء هذا الموضوع الى حرب مذهبية شيعية سنية?

 أنا أشاركك الرأي بهذا السياق. ظاهرة العنف هي أسوأ ما يمكن أن يصيب الأمة في العالم, سواء أكان ذلك في الأمة الاسلامية أم غيرها, ولكن بالذات الأمة الاسلامية بين عرب ومسلمين, فان تفشي ظاهرة العنف مهما كانت أسبابها ومهما كانت أصولها, الا أنها ترسم أمامنا علامة تخوف كبيرة, عندما تتطور هذه الظاهرة, وعندما تذهب بعيداً في التعبير عن وجودها داخل الاسلام الى الخوف الحقيقي من قيام حروب داخلية طائفية ان صح التعبير. اذا لم يتم تدارك هذا الأمر الذي يتطلب استنفاراً حقيقياً لطاقات الأمة وللمواقع المؤثرة في حياة الأمة الاسلامية, وخصوصاً في المواقع الدينية وفي المواقع السياسية. ودعني أؤكد على ضرورة تحرك المراكز الدينية بصورة أساسية, لأن العنف قادم من هذه الزاوية, لذلك أركز على ضرورة أن تتنبه المرجعيات والمؤسسات الدينية الى خطورة ما يجري, والى التعاون بجدية مع هذا الواقع, وإنني لعلى يقين أن حركة مدروسة من المرجعيات الدينية ومن مختلف تلاوينها, سوف يكون لها تأثير ايجابي بالغ في سبيل التصدي لهذه المواقف الخطيرة والمخيفة في عالمنا الاسلامي, وخاصة مظاهر العنف التي لا نجد أن هناك ما يبررها داخل الاطار الاسلامي نفسه, بل يكاد نرى في ما يجري أنه يشبه العبث الذي لا يوجد وراءه سوى حافز من حوافز الجهود الذي يدفع بالقوى وبالمنظمات وبتجمعات لممارسة أشكال العنف التي نشهدها.

وعندما أتكلم عن العنف, أتكلم عنه داخل المسلمين وداخل المنطقة العربية والاسلامية وأيضاً فانني أريد أن أتكلم عن العنف, حتى عندما يكون موجهاً للآخر في أميركا أو في أوروبا, فان هذا المظهر, من مظاهر السلوك الاسلامي مدان بنظري, ولا أراه معبراً عن البنية الاسلامية, وعن الخلفية الاسلامية, ولا مفيداً لنهضة المسلمين. فنحن نرى أن هناك أملاً في النهضة الاسلامية. وهذا ما يحمل لواءه الكثير من الرجال المسلمين النهضويين, منذ انهيار الدولة العثمانية الى يومنا هذا.

نحن بصدد أن تكون هناك نهضة في الاطار الاسلامي, ومثل هذه الظواهر, ظواهر العنف التي نشهدها, لا تنم عن نهضة بقدر ما تنم عن نوع من التلاشي والتفكك والذهاب الى اختيار اللامعقول في مواجهة التحديات التي تقع في طريق المسلمين, والتي تحول بينهم وبين نهضتهم, وأدعو الى أن يصبح الموقع الاسلامي هو المرتكز الذي تقود فيه الدعوة الى الحوار الحضاري مع الآخر, وليس الى الصدام, حتى ولو كان هذا الصدام يضر بالآخر, فانه يضر بالمسلمين أكثر مما يضر بالآخرين.

  هل تتوقع فتنة مذهبية بين السنة والشيعة اذا ما استمر الصراع على ما هو قائم من خلال الشحن الاعلامي والعسكري, وما نلاحظه في أجهزة الانترنت من ظواهر شحن مخيفة لا تبشر بالخير?

 لا أستبعد احتمالات الفتنة اطلاقاً, وخصوصاً مع هذا الشحن المتراكم, ومع هذه الظاهرة الطائفية المذهبية البغيضة, وأدبياتها التي تتبارى وسائل الاعلام, والانترنت, وغيرها في نشرها بين المسلمين. ومع غياب المقدار الكافي والمطلوب من العلم والمعرفة, فان مثل هذا الاحتدام يجب أن لا نغيبه اطلاقاً, بل يجب أن نستحضره, ليكون مؤشراً في انتاج سلوك يُواجه ظاهرة العنف التي تحدثنا عنها, وينفي امكانية حصول هذه الفتنة, التي قد تكون هدفاً من أهداف هذه التعبئة, التي نشهدها بين وسائل الاعلام ونشهدها على الأرض, وفي مواقع كثيرة أيضاً, في المجتمع العربي الاسلامي. ولا يوجد من يحول دون هذه الفتنة الا وعد متقدم تضطلع به المؤسسات السياسية والدينية معاً في مواجهة هذه الظاهرة.

  ما دور الولي الفقيه الايراني بتأجيج هذا التعصب المذهبي?

 الولي الفقيه في ايران على الأقل هو واحد من المراكز المؤثرة على المستوى الاسلامي, رغم ذلك, فان لولي الفقيه مسؤوليات كبيرة على المستوى السياسي, وعلى المستوى الاداري في ايران, الا أننا نحمل ولي الفقيه ونحمل الجمهورية الاسلامية مسؤولية النقص في وجود عوامل توحيدية, ينبغي أن تضطلع بها الجمهورية الاسلامية. يمكنها أن تجعل من هذا الموقع الذي هي فيه, منبراً حيوياً للدعوة الى وحدة المسلمين, والى التحلل من المذهبية البغيضة, والطائفة الهدامة, ولكن بصورة أقل مما يتطلبه الموقف, فنحن نعتقد أن لولاية الفقيه وللجمهورية الاسلامية أدواراً يُمكن أن تكون فاعلة بصورة أكبر, وأن تؤدي هذه الأدوار الى تلافي أي شكل من أشكال الفتنة والصراع الداخلي على مستوى العالم الاسلامي نفسه. والأمر يتطلب ليس جهداً خاصاً من ولاية الفقيه أو من الجمهورية الاسلامية في هذا الصدد, بل يتطلب عوناً من الجمهورية الاسلامية تجاه المؤسسات الاسلامية المنتشرة في العالمين العربي والاسلامي, والحكومات العربية والحكومات المسلمة بوصفها أي الجمهورية الاسلامية ذات موقع قوي وفاعل ومؤثر, وبامكانها فعلاً أن تقود حركة استنهاض في مواجهة التعصب الاسلامي, أي تعصب المسلمين لمذاهبهم داخل الاطار الاسلامي.

  ما تشهده الساحة الداخلية في ايران اليوم, يعطي اشارات وكأن الثورة الاسلامية بدأت تأكل بعضها بعضاً, لماذا بتقديرك وصلت الأمور الى هذا المنعطف الخطير?

أنا أعتقد أن الجمهورية الاسلامية كأي نظام ينشأ, وكأي ثورة تقوم وتنتج نظاماً, فانها سوف تُواجه بعد فترة من الزمن هذا النوع من الاختلال في داخل البنية, في داخل الدولة, في داخل الثورة نفسها, وهذا ليس أمراً استثنائياً, أي أن ايران ليست استثناءً, فكل الدول والثورات التي قامت من قبلها, واجهت اختلالاً.

المهم هنا أن يعي القيمون على النظام السياسي في ايران, أن الأمة من حقها أن تطلب التغيير وأن ينشأ بداخلها أحزاب وقوى وتيارات واتجاهات تريد أن تتجاوز السلطة الراهنة.

أهمية الحاكم الرشيد والحاكم الذي يمتلك الوعي الاسلامي, هو أنه لا يقف في مواجهة مثل هذه الظواهر, ظواهر التغيير والتعبير عن ارادة التطور والتغيير في بلده. ايران يوجد فيها حركة اعتراضية أبرزت كفاءتها وأبرزت قدرتها على خط هذا البنيان, الذي تتمتع به الجمهورية الاسلامية. واذا لم تكن السلطة قادرة على استيعاب ما يجري, فان هذا يمكن أن يصبح فيما بعد أساساً لقيام انقلابات وثورات. أيضاً في الداخل الايراني الأمر الذي يُمكن فيه تفهم ووعي هذه الحركة الاعتراضية والتعامل معها بالصورة التي تمكن من الفهم المتكامل لطبيعة الحياة التي طالت الكثير من الشعب الايراني الذين يعبرون عن هذه الحركة الاعتراضية. ومن دون ذلك فان الثورة تصبح نظاماً عقيماً والنظام العقيم لا يمكن أن يتغير الا بثورة مثل الثورة التي أحدثها.

  هل تخشى أن تلجأ السلطة أو النظام الحاكم في ايران الى تصفية زعماء المعارضة بعد اتهامهم بالخيانة العظمى?

آمل ألا يحصل هذا ولحد الآن, لا أعتقد أنه يمكن أن يُتخذ قرار من هذا النوع في ايران. الظاهرة الموجودة في ايران ليست ظاهرة تمرد أشخاص على النظام, ظاهرة أكبر من ذلك بكثير, لذلك عندما يُصار الى قمع هذه الظاهرة عن طريق المحاكمات والاعتقالات أو غيرها, وصولاً الى الاعدامات, فهذا سيفتح الباب واسعاً نحو تطور لا نريده لظاهرة الاعتراض, أي تطور ثوري ليس بوسع النظام قمع بعض الرموز. ونحن نشدد على ضرورة التفاهم وتفهم واقع هذه الحركة الاعتراضية والدخول معها في الحوار السياسي بما تقتضيه الاعتبارات الديمقراطية التي ينبغي أن تستند اليها الحكومة الايرانية في علاقتها مع الشعب بعامة وفي علاقتها مع هذه التيارات أو الأحزاب التي تحمل شعار الاعتراض للتصفية.

  بالعودة الى الداخل اللبناني بعد حوادث السابع من مايو عام 2008 والمصالحات التي تجري حالياً, هل تعتقد أن "حزب الله" غير من أدبياته السياسية والعسكرية باتجاه اللبننة والتصالح مع الخصوم, بعيداً من الأوامر التي يتلقاها من الولي الفقيه?

من الملاحظ أن "حزب الله" في البيان الأخير التأسيسي الذي أعلنه, كان يختلف عما كانت عليه البيانات السابقة, باقامة دولة اسلامية وبين الكثير من الطروحات الآن, "حزب الله" من خلال سلوكه ومن خلال البيان التأسيسي الذي صدر عنه, يوحي بأنه بات مقتنعاً بأن يكون حزباً سياسياً لبنانياً ضمن نظام سياسي, أصبح هو جزءاً من هذا النظام السياسي. ولذلك نحن نرى أن هذا التطور في مسيرة "حزب الله", يجب أن يتبعها تطور على صعيد الرؤية السياسية, وعلى صعيد التماسك داخل أطر القوى اللبنانية, الأحزاب والمؤسسات اللبنانية, وأن يبحث موضوع سلاحه بحثاً جدياً مع هذه القوى السياسية ومن خلال المؤسسات نفسها, ما دام هو أصبح موجوداً ضمن هذه المؤسسات.

أما اذا أراد "حزب الله" أن ينفرد في امتلاك السلاح, من دون أن يكون هناك قرار وطني بهذا الشأن, فان مشكلة "حزب الله" تبقى قائمة, وتبقى الساحة اللبنانية معرضة لنشوء حالات مشابهة أو مماثلة لما حصل في 7 مايو.

نحن نظن أن صيغة طاولة الحوار هي صيغة معقولة, ولكن ما لم نثق بها تماماً, أن تكون هذه الصيغة جدية, وليست لتفويت الوقت على اللبنانيين, ونأمل من "حزب الله" نفسه أن يكون جدياً في ولوجه لطاولة الحوار مع الفرقاء اللبنانيين الآخرين, ومع الدولة بصورة كاملة, ولأن طاولة الحوار يرأسها رئيس الجمهورية, يجب أن تكون هذه الطاولة جدية وتفضي في مدى زمني معين الى اتفاق حول السلاح.

  بتقديرك هل يستطيع رئيس الجمهورية أن يضغط على "حزب الله" للقبول بهذا الأمر, ومن هي الجهة التي تفرض على "حزب الله" القبول بما تتوصل اليه طاولة الحوار?

أنا أعتقد أن رئيس الجمهورية في الموقع الأصلح, وخصوصاً أنه في هذا الشأن, لن يكون وحده, فهو مدعوم من أكثرية الأطراف السياسية, ولذلك سيكون موقفه وتصميمه فاعلين كثيراً الى حد بعيد. ولكن قد لا يكون كافياً, "حزب الله" قوة سياسية مسلحة وقد أنجزت فعلاً عملاً مقاوماً كبيراً, ما جعل ل¯"حزب الله" رصيداً وطنياً لبنانياً لا ننكره على الاطلاق, ولكن ينبغي أن يكون هذا الرصيد الوطني الذي استطاع أن يحققه "حزب الله" لمصلحة قيام الدولة, ولمصلحة استتباب الوضع السياسي الاقتصادي والاجتماعي, وكل انجاز وطني يجب أن يصب في هذه الدائرة, وهذا ما نطلب من "حزب الله" أن يقوله, والا اذا تساهل "حزب الله" أو ماطل في أخذ هذه المسألة بعين الاعتبار, فان ثمة مشاريع ستنشأ لن يكون بوسع لا "حزب الله" ولا غيره القدرة على أن يسيطر عليها, أو أن يواجهها.

  هل تعتبر المصالحة التي أنجزت حتى الآن قطعت الطريق على الفتنة في لبنان? وهل من الممكن أن يعود "حزب الله" لاستخدام سلاحه في الداخل?

أعتقد أن المصالحات مفيدة جداً. كما أرى أن الاتجاه العام بعد هذه المصالحات وفي جو هذه المصالحات هو الى ايجابية أقرب منه الى السلبية وبالتالي فان ثمة اجماعاً على أن يشهد قيام الدولة وقيام مؤسسات الدولة تأثيراً ايجابياً, وأن "حزب الله" نفسه أمام ظاهرة بهذا الاتساع تتطلع الى قيام مؤسسات الدولة, ليس بوسعه أن يتجاهلها, ولابد له أن يثبت اخلاصه ونواياه التي يعبر عنها الآن. والتي تظهر في أدبياته بصورة واضحة, وذلك عندما يتكلمون عن الدولة وقيام الدولة بشكل يناقض قيامها, لأنهم يحملون هذا الهم كما يحمله الآخرون. أما المعيار في هذا الأمر, فهو العمل الفعلي, والتجربة الفعلية, والآن لبنان بهذه المصالحات التي جرت وستجري أيضاً, سوف يقدم فرصة لكل المخلصين, لكي تتحقق فيها الدولة على قاعدة المرتكزات التي يجمع عليها اللبنانيون.

  هل ترى تبدلاً في السياسة السورية بعد زيارة الرئيس سعد الحريري الى دمشق, وهل النظام السوري تعلم من الأخطاء التي ارتكبها أتباعه في لبنان باتجاه بناء علاقة واضحة وسليمة مع الدولة اللبنانية?

الوضع بين سورية ولبنان, أصبح أكثر معقولاً وبالتالي, فان زيارة الرئيس سعد الحريري الى دمشق, شكلت قفزة كبيرة باتجاه ايجابي في العلاقة بين سورية ولبنان وقيام سفارة في لبنان وسفارة في دمشق مع الاتفاق على ترسيم الحدود, وعلى أمور أخرى في السياسة اللبنانية السورية, يدل على أن السوريين بدأوا ينتهجون سياسة أخرى ومختلفة عما كان عليه الأمر في السابق. عندما كانت سورية تحكم لبنان, أو تحكمه فعلاً, الآن يبدو أن سورية أدركت أكثر أنها لا يمكن أن تحكم لبنان. العلاقات اللبنانية - السورية ان لم يكن فيها قدراً كبيراً من التوازن, فانها مؤهلة لأن تنتكس دائماً, وبالتالي فان المجريات التي حصلت, تبعث على التفاهم في مستقبل البلدين.

  هل تتخوف من حرب اقليمية في المنطقة ضد ايران من قبل الولايات المتحدة, أو من قبل اسرائيل ضد "حزب الله"?

الحرب على ايران ممكنة نظرياً ومستبعدة فعلياً بتقديري, وبالتالي فان ايران دولة كبيرة وامكانياتها كبيرة, ولديها خيارات متعددة في مواجهة أميركا بخصوص مشروعها النووي, ولديها قدرات على المناورة وعلى التنازل. لم تجربها حتى الآن, ولكن أعتقد أن ايران ستتفادى هذه الحرب, وكذلك فان قيام الكيان الاسرائيلي لن يقدم على هذه الحرب, لأنه لا يستطيع أن يحدد نتائجها. فدولة ايران ليست بقعة صغيرة أو قوة جانبية, هذا الأمر يجعل اسرائيل, ويجعل أميركا أساساً في موقع حذر من قوع مثل هذه الحرب على تخوم الخليج العربي. فنحن نعرف المصالح الأميركية هناك.

أما على مستوى لبنان, فنحن بخلاف ايران لا نستبعد أن تشن اسرائيل حرباً جديدة تأخذ بعين الاعتبار الرد على حرب العام 2006 التي لاحظنا أن الكيان الصهيوني شعر بهزيمته فيها, ويريد أن يستعيد معنوياته, ولكننا في الوقت نفسه نقول, ليس أمام اسرائيل اي فرصة مختلفة عما كان عليه الأمر عام 2006 وبالتالي من الذي يضمن لاسرائيل أن تخوض حرباً ناجحة? في كل الأحوال, فانني أعتقد أن اللبنانيين بتماسكهم وبصعود وتيرة الوحدة الوطنية فيما بينهم, بامكانهم أن يمارسوا دوراً كبيراً في استبعاد مثل هذه الحرب.

 

تأجيل محاكمة مغتصب الفتاة المسلمة في قنا 

كندا تنفي منح أقباط مصر حق اللجوء

القاهرة - وكالات: نفت كندا, أمس, صحة التقارير التي أشارت إلى أنها بدأت في منح حق اللجوء إلى أقباط مصر في أعقاب هجوم نجع حمادي بمحافظة قنا الذي راح ضحيته 6 أقباط وشرطي مسلم عشية عيد الميلاد القبطي, فيما أجلت محكمة جنايات قنا محاكمة قبطي متهم باغتصاب فتاة مسلمة في نوفمبر الماضي بقرية فرشوط في صعيد مصر إلى 17 فبراير المقبل.

وذكرت السفارة الكندية لدى مصر في بيان أن "كندا تدين الهجوم المأساوي في نجع حمادي وتعرب عن عميق مواساتها لأسر وأصدقاء الذين قتلوا, إلا أنه لا يوجد أي تغيير في برنامج الهجرة من شأنه أن يسمح للمسيحيين المصريين طلب اللجوء في السفارة الكندية بالقاهرة", مضيفة أن التقارير الإعلامية التي تشير إلى أن المسيحيين المصريين يمكنهم طلب حق اللجوء بالسفارة الكندية في القاهرة "باطلة وليس لها أي أساس من الصحة".

من جهة أخرى, قررت محكمة جنايات قنا, أمس, تأجيل محاكمة مواطن قبطي متهم باغتصاب فتاة مسلمة في نوفمبر الماضي بقرية فرشوط بمحافظة قنا في صعيد مصر إلى 17 فبراير المقبل. وقال مصدر قضائي إن المحكمة قررت كذلك مناقشة الطفلة المعتدى عليها (12 عاما) والاستماع الى شهادة والدها ومناقشة كبير الأطباء الشرعيين خلال الجلسات المقبلة, مشيراً إلى أن ان المتهم جرجس بارومي جرجس "اعترف أمام النيابة العامة بارتكاب الواقعة". وتؤكد السلطات المصرية ان هذه الجريمة كانت السبب وراء وقوع هجوم نجع حمادي, مشيرة إلى أن المتهمين الثلاثة بإطلاق النار على الاقباط لدى خروجهم من قداس عيد الميلاد مساء السادس من يناير الجاري ارتكبوا جريمتهم بدافع الثأر لاغتصاب الفتاة المسلمة. في سياق متصل, شكل رئيس المجلس الأعلى للصحافة صفوت الشريف لجنة خاصة لمناقشة التناول الإعلامي بشأن حادث نجع حمادي, ل¯"تحديد مسيرة العمل الإعلامي في المرحلة الدقيقة وتحديد الرؤية الوطنية في مواجهة النزعة الطائفية التي قد تطل برؤوسها ووأد إستثمار الحادث لصالح منطلقاتها وأهدافها, تحاشيا للاندفاع فى نشر أخبار أو تناولات صحفية غير موثقة أو غير صحيحة, أو كتابات وتحليلات غير دقيقة, في شأن نشرها تعميق ردود الفعل السلبية لدى الرأي العام".