المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية
أخبار يوم 20 شباط/2010

إنجيل القدّيس متّى 7/13-27

مِنْ ثِمَارِهِم تَعْرِفُونَهُم: هَلْ يُجْنَى مِنَ الشَّوْكِ عِنَب، أَو مِنَ العَوْسَجِ تِين؟ هكَذَا كُلُّ شَجَرَةٍ صَالِحَةٍ تُثْمِرُ ثِمَارًا جَيِّدَة. أَمَّا الشَّجَرَةُ الفَاسِدَةُ فَتُثْمِرُ ثِمَارًا رَدِيئَة. لا تَقْدِرُ شَجَرَةٌ صَالِحَةٌ أَنْ تُثْمِرَ ثِمَارًا رَدِيئَة، ولا شَجَرَةٌ فَاسِدَةٌ أَنْ تُثْمِرَ ثِمَارًا جَيِّدَة. كُلُّ شَجَرَةٍ لا تُثْمِرُ ثَمَرًا جَيِّدًا تُقْطَعُ وتُلْقَى في النَّار. فَمِنْ ثِمَارِهِم تَعْرِفُونَهُم. لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لي: يَا رَبّ، يَا رَبّ! يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوات، بَلْ مَنْ يَعْمَلُ مَشِيئَةَ أَبِي الَّذي في السَّمَاوَات. كَثِيرُون سَيَقُولُونَ لي في ذلِكَ اليَوْم: يَا رَبّ، يَا رَبّ! أَمَا بِٱسْمِكَ تَنَبَّأْنَا، وبِٱسْمِكَ أَخْرَجْنا الشَّيَاطِين، وبِٱسْمِكَ عَمِلْنَا كَثيرًا مِنَ الأَعْمَالِ القَدِيرَة؟ فَحِينَئِذٍ أُعْلِنُ لَهُم: مَا عَرَفْتُكُمُ البَتَّة. إِبْتَعِدُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْم!فَكُلُّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالي هذِهِ، ويَعْمَلُ بِهَا، يُشْبِهُ رَجُلاً حَكِيْمًا بَنَى بَيْتَهُ عَلى الصَّخْرَة. وهَطَلَتِ الأَمْطَار، وفَاضَتِ الأَنْهَار، وعَصَفَتِ الرِّيَاح، وصَدَمَتْ ذلِكَ البَيْت، فَلَمْ يَسْقُطْ، لأَنَّ أَسَاسَهُ بُنِيَ عَلى الصَّخْرَة. وكُلُّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالي هذِهِ، ولا يَعْمَلُ بِهَا، يُشْبِهُ رَجُلاً جَاهِلاً بَنَى بَيْتَهُ عَلى الرَّمْل. وهَطَلَتِ الأَمْطَار، وجَرَتِ الأَنْهَار، وعَصَفَتِ الرِّيَاح، وصَدَمَتْ ذلِكَ البَيْت، فَسَقَط، وكَانَ سُقُوطُهُ عَظِيْمًا.»

صفير: زيارة الحريري الى الفاتيكان تجديد للبنان الرسالة

نهارنت/نوه البطريرك الماروني الكاردينال نصرالله بطرس صفير بالزيارة التي سيقوم بها رئيس الحكومة سعد الحريري الى الفاتيكان.

واضاف صفير كما نقل زواره، ان هذه الزيارة هي عهد تجديد لبنان الرسالة الذي لا يقوم إلا بجناحيه المسلم والمسيحي، بما هو راسخ في المناصفة بينهما في اتفاق الطائف الذي كان البابا يوحنا بولس الثاني أحد أبرز عرابيه

الرئيس الحريري غادر الى روما ويلتقي غدا البابا بنيديكتوس ال 16

وطنية - 19/2/2010 غادر رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري بيروت، عصر اليوم متوجها الى روما، في زيارة رسمية لحاضرة الفاتيكان، ترافقه عقيلته السيدة لارا حيث يلتقي قبل ظهر غد الحبر الاعظم البابا بنيديكتوس السادس عشر وامين سر دولة الفاتيكان الكاردينال تريشيزيو بيرتوني ووزيرالخارجية المونسنيور دومينيك مامبيتي. ويتناول البحث خلال هذه اللقاءات الاوضاع في لبنان والشرق الاوسط عموما. ويرافق الرئيس الحريري مدير مكتبه نادر الحريري والمستشارون: محمد شطح وداوود الصايغ وهاني حمود. وينضم الى الوفد سفير لبنان في الفاتيكان جورج خوري.

الرئيس سليمان استقبل الوزيرين الحاج حسن والسيد حسين والنائب غاريوس واطلع من رئيس مجلس القضاء الاعلى على عمل المحاكم والهيئة القضائية العليا

وطنية - 19/2/2010 - تناولت أحاديث رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان مع زواره سلسلة من المواضيع السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

وزيران فقد بحث الرئيس سليمان في هذه المواضيع وفي التطورات مع كل من وزير الزراعة حسين الحاج حسن ووزير الدولة عدنان السيد حسين.

النائب غاريوس كذلك تناول الشأن البلدي وأوضاعا اجتماعية مع النائب ناجي غاريوس.

الوزير السابق البستاني وكان استقبل في بعبدا صباحا الوزير السابق ناجي البستاني وعرض معه التطورات السياسية الراهنة.

رئيس مجلس القضاء الاعلى واستقبل الرئيس سليمان رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي غالب غانم الذي أطلعه على عمل المحاكم، وتبين أن الانتاج في تحسن ملحوظ، وعلى عمل الهيئة القضائية العليا للتأديب المستمر لإنجاز كل الملفات العالقة أمامها في أقرب فرصة، وعلى نتائج زيارات المحافظات لاستمرار التفاعل والتواصل مع القضاة في لبنان كله، إضافة الى مواصلة مسيرة الاصلاح القضائي.

وفد آل أرسلان وزار بعبدا وفد من عائلة الامير الراحل فيصل ارسلان شكر لرئيس الجمهورية تعزيته ومؤاساته لهم بمصابهم الاليم.

بان كي مون: فرصة وجود اليونيفيل لا تستمر الى الابد

نهارنت/حذر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون من "الإنتشار الحالي لليونيفيل وأصولها ومواردها لا يمكن أن تستمر الى الأبد". وحض "الأطراف للإفادة من فرصة وجود اليونيفيل، التي وفرت رادعاً قوياً لمعاودة الأعمال العدائية ووضعت الأساس لعملية في اتجاه التوصل الى وقف دائم للنار وحل طويل الأجل كما يتصور القرار 1701". ورأى بان كي مون في خلاصات المراجعة التي أنجزتها دائرة عمليات حفظ السلام في المنظمة الدولية بالإشتراك مع "اليونيفيل" أن "الإفتقار الى التقدم في هذه العملية يهدد بالقضاء على وقف الأعمال العدائية"، على رغم "التقدم الكبير" الذي أحرز منذ صدور القرار 1701. واشار في الخلاصة الى ان "الفاعلية العملانية" للقوة الدولية في الجنوب لا تدعو الى أي تغيير في تفويضها أو في عديدها أو قواعد الإشتباك الخاصة بها، غير أنها تطلب انشاء "قوة ضاربة للخط الأزرق" ("بلو لاين تاسك فورس") و"قوة احتياط". وكان بان كي مون وجه رسالة بهذا الخصوص الى رئيس مجلس الأمن لهذا الشهر المندوب الفرنسي الدائم لدى المنظمة الدولية السفير جيرار آرو، الذي وزعها على الدول ال15 الأعضاء في المجلس. ويتوقع أن يناقش مجلس الأمن هذه الخلاصات في 12 آذار المقبل

ويليامز: القرار 1701 منح الجنوب الأمن والنمو

نهارنت/أشار المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان مايكل وليامز الى أنّ "اللقاء مع رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع، كان فرصة لمناقشة التطورات في لبنان والمنطقة، والتداول في الديناميات السياسية الحالية، ومناقشات الحكومة في هذا السياق"، آملاً أن "تتمكن الحكومة من التقدم في كثير من البنود المُدرجة على أجندتها في الأسابيع والأشهر المقبلة". وأكّد أنّه أطلع جعجع على "التقرير المقبل حول القرار 1701، الذي سيُسلّم الى مجلس الأمن قبل نهاية الشهر الجاري، بالإضافة الى زيارتي المرتقبة الى نيويورك في الأسبوع الثاني من آذار على الأرجح، لإطلاع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ومجلس الأمن عن الوضع في لبنان". ورداً على سؤال حول مطلب بان كي مون لقوة ضاربة على الخط الأزرق، نتيجةً لتوقعه حرباً مقبلة في المنطقة، أجاب وليامز أنّه لا يعتقد ذلك "لأن الأمين العام أرسل بالأمس تقريراً، عن إعادة النظر حول قوات "اليونيفيل" الى كل أعضاء مجلس الأمن ومن بينهم لبنان، وهذه مجرد مراجعة تقنية". وعن موقف أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله بشأن عدم ثقته بقرارات الأمم المتحدة التي لا تحمي لبنان، ذكّر وليامز بـ"تبني الجميع للقرار الدولي 1701 منذ ثلاث سنوات ونصف"، وقال: "نعتقد أن هذا القرار منح الاستقرار على الخط الأزرق بين لبنان واسرائيل، وقد نعم الناس في جنوب لبنان بالنمو والأمن اللذين كانوا يفتقدونهما سابقاً وهذا هو الواقع اليوم على الأرض".

سياسة - الشيخ قاسم: المقاومة لم تعد فكرة بل واقعا اثبت جدواه ولن تهزنا اعتراضات البعض عليها لأننا نمثل أكثرية شعبية موصوفة

ننتظر ما ستفعله دبي والدول الاوروبية بشأن قضية اغتيال المبحوح ويجب اتخاذ اجراءات خاصة في لبنان لحاملي الجوازات الأوروبية

وطنية - أقامت التعبئة التربوية في "حزب الله" لقاء سياسيا مع المعلمين في قاعة الجنان، تحدث فيه نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم الذي قال: "هذه المقاومة حررت لبنان سنة 2000، تحريرا لم تشهده المنطقة منذ احتلال إسرائيل، وكان عنوانا عظيما من عناوين النصر، ثم استطاعت المقاومة أن تسقط مقولة قوة الردع الإسرائيلية في سنة 2006، فتمنعه على أسوار مارون الراس وبنت جبيل والخيام والجنوب الصامد، وهذا الشعب الطيب الأبي، في مواجهة أسطورية استطاعت أن تثبت للعالم بأن لبنان الضعيف قوي بمقاومته وجيشه وشعبه، وهو بذلك يستغني عن كل تلك المنظومة الدولية التي تحاول أن تكون إلى جانب إسرائيل وتخدرنا لتأخذ ما تبقى من أرضنا".

اضاف: "هذه المقاومة التي رأيناها لم تعد فكرة أو تجربة للنقاش، بل أصبحت واقعا ملموسا أثبت جدواه، لو كنا نطرح المقاومة كفكرة كان يمكن أن نسمع نظريات تتحدث عن إمكانية تحقيق إنجازات معينة بالمقاومة أو إمكانية عدم تحقيق الإنجازات، لكن نحن أمام مقاومة أنجزت تحريرا وأنجزت نصرا. على هذا الأساس، إذا قارنا نتائج القوة اللبنانية في مقابل الضعف اللبناني في مواجهة المشروع الإسرائيلي لوجدنا أن الخيرات الكثيرة التي حصلنا عليها بقوة لبنان لا يمكن أن تقاس بما كنا عليه في حالة الضعف، على الأقل العالم كله اليوم يأتي إلينا محترما مطالب لبنان ولو غصبا عن البعض، لأنه يعلم أن شعب لبنان لا يطأطىء رأسه، وأن مقاومته قادرة إن شاء الله على حماية هذه الإنجازات".

وتابع: "أعجب من موزعي الأوسمة الذين يشكروننا على مقاومتنا قبل سنة 2000، ويقولون بأن وظيفتكم قد انتهت، بالله عليكم من هم هؤلاء موزعو الأوسمة؟ من عينهم ليعطوا شهادات حسن السلوك أو سوء السلوك؟ ما هو تاريخهم الذي يشفع لهم ليكونوا في موقع تقدير المصلحة وقد ذهب لبنان بتقديراتهم الخاطئة؟ لبنان لا زال بحاجة للمقاومة، ولو لم تكن المقاومة موجودة لوجب على اللبنانيين أن يوجدوا هذه المقاومة، فكيف وهي موجودة؟ ومع وجودها وأمام غطرسة العالم وأمام التعقيدات، يجب أن تكون قوية إلى أبعد مدى تستطيع القوة أن تصل إليه، وعلينا أن نعمل ليل نهار لتكون المقاومة عصية على إسرائيل ومن وراء إسرائيل، بهذا نحافظ على استقلال لبنان، وبهذا تبقى كرامتنا موجودة. بكل صراحة، نحن لا نعول على الدبلوماسية فهي طريق الأقوياء لاستجلاب تنازل الضعفاء بتوقيع قهري عند كاتب لا عدل عنده، وهذا يعني أننا بالدبلوماسية سنخطو خطوات يريدونها لنا، وبما أنهم لا يريدون لنا الخير فلا خير في الدبلوماسية، أما بالمقاومة فهي خطوات نريدها لأنفسنا ولكرامتنا، وهم لا يعرفونها، لذا بإمكاننا أن نتخطى الصعوبات، وفي النهاية نصل دون أن يدروا، فتكون المقاومة قد أعزتنا وهم يبحثون في كواليس الدبلوماسية، من دون أن يطوقونا بهاماتهم لأن هامات المقاومين وشعب المقاومة أعلى بكثير بإذن الله تعالى".

وقال: "وهنا لمن أراد أن يسمع: لن تهزنا اعتراضات البعض على المقاومة لأننا نمثل أكثرية موصوفة في الشعب اللبناني، وقد رأينا في الفترة الأخيرة من كل القوى السياسية موالاة ومعارضة كيف اجتمعوا مجددا حول المقاومة، وكذلك على المستوى الرسمي، وهذه حصانة مهمة تضاف إلى حصانات المقاومة الذاتية، ولذا فالمقاومة مطلب وستستمر إن شاء الله تعالى".

وتابع الشيخ قاسم: "ما نستطيع أن نعد به في إطار المقاومة لمن يريد أن يعرف مستقبلها، فنحن سنجعلها أقوى وأقوى وأقوى حتى تعجز إسرائيل عن التفكير بالاعتداء على لبنان، وليس مجرد التفكير بموازين الربح والخسارة. فإذا كان البعض يخاف من قوة المقاومة فنحن حاضرون لطمأنته ولشرح التفاصيل له، أما إذا كان الموقف موقفا عصبيا لا يقبل النقاش فنقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، ولكننا لن نتنازل عن هذا الخط وعن هذا الاتجاه. وأنا أتحدى هؤلاء جميعا أن يدلوني على إنجاز واحد للمقاومة لم يكن لمصلحة لبنان. كل إنجازات المقاومة لمصلحة لبنان. البعض يقول بأننا نقاتل نيابة عن الدول العربية، هذا غير صحيح فنحن لا نقاتل نيابة عن أحد. نحن نقاتل نيابة عن أنفسنا، والكل فيهم الخير إن شاء الله، فالفلسطينيون يقاتلون عن أنفسهم، والعرب فيهم خير ويقاتلون عن أنفسهم، لكن طبعا عندما ننجح في قتالنا ودفاعنا ونحرر أرضنا ستنعكس هذه الخيرات التي حصلنا عليها على الآخرين، فهنيئا لهم بخيرات المقاومة كما استفدنا منها، وليمت أولئك الآخرون بغيظهم لأنهم خسروا بسبب هذه المقاومة. وهنا أؤكد بأن مصلحة لبنان أن يكون قويا بمقاومته وشعبه وجيشه، هكذا ينجح وهكذا يجب أن يكون".

وأضاف: "لقد سمعتم في الآونة الأخيرة عن الفضيحة الإسرائيلية الكبرى التي حصلت باغتيال الشهيد المبحوح في دبي. اليوم هناك خمس دول عليها أن تجيب عن تساؤلات كبيرة جدا ومعقدة: دبي، بريطانيا، إيرلندا، فرنسا وألمانيا. ماذا ستفعل هذه الدول على المستوى العالمي مع إسرائيل المدانة بالاغتيال بالصوت والصورة والدليل القطعي؟ هل ستمر هذه الحادثة من دون موقف دولي؟ سننتظر لنرى ماذا ستفعل الدول الأوروبية، ولكن أصبح علينا في لبنان والمنطقة أن نلتفت بأن حاملي الجوازات الأوروبية قد يشكلون خطرا على لبنان، وهذا يتطلب إجراءات خاصة لحماية الشعب اللبناني، كما هي مسؤولية باقي الدول في أن تحمي شعوبها، طالما أن الإسرائيليين يتسللون إلى هذه الجوازات من دون أن يتحملوا أي مسؤولية. ولذا بحسب ما ستتصرف هذه الدول ستكون النتيجة التي سنتعامل معها.

الحمد لله أننا وصلنا إلى هذا الموقع المهم، ومع ذلك نحن حاضرون أن نناقش الإستراتيجية الدفاعية في جلسات الحوار، وإذا كان البعض يريد أن يناقش الإستراتيجية الدفاعية عبر وسائل الإعلام، نقول له أننا سنسمع صراخك ولكن لن نرد عليك، لأن إستراتيجية دفاعية موزونة تتطلب جلسات هادئة لا تصريحات إعلامية بهلوانية. إضافة إلى ذلك سنعطي الأولوية لقضايا الناس، لأن علينا أن نعالج شؤونهم، نحن دعمنا حكومة الوحدة الوطنية ودعونا إليها، وسنعمل بكل جهد لإنجاحها، من مصلحتنا أن يأخذ الناس حقوقهم وأن يكون لبنان مرتاحا، وأن يعالج بعض قضاياه، وبالتالي علينا أن نكون واقعيين وموضوعيين، حصلت تطورات كثيرة خلال السنوات الخمس الماضية، وقد تبين أن ما اخترناه كان صحيحا بالدليل والبرهان، وعلى الآخرين أن يعيدوا النظر لمصلحة هذا الشعب، وستبقى المقاومة إن شاء الله تعالى لتحقيق هدفين كبيرين: الأول تحرير ما تبقى من أرض محتلة، والثاني حماية لبنان من الخطر الإسرائيلي الداهم، وبالتالي هذه الرؤية هي رؤية منطلقة من إيماننا بقوة لبنان بجيشه وشعبه ومقاومته".

خطأ بشري وراء سقوط الطائرة والقبطان لمساعده "خلص انتهينا... الله يرحمنا"...

النهار/شيعت مدينة صور وآل "ارناؤوط" الضحية مصطفى هيثم أرناؤوط بمأتم رسمي وشعبي ، تقدمه ممثل الرؤساء الثلاثة وممثل الامين العام لحزب الله.

الى ذلك أظهرت النتائج الاولية لتحليل ذاكرة الصندوق الاسود الثاني للطائرة الاثيوبية المنكوبة، ان سبب سقوط الطائرة لم يكن عملا ارهابيا وانما هو "سبب بشري وأخطاء بشرية داخل قمرة القيادة". وفي انتظار التقريرالرسمي الذي ستصدره الحكومة اللبنانية في الاسبوع المقبل المتعلق بحادث تحطم الطائرة، كشفت صحيفة "السفير" الخطوط العريضة للتقرير الأولي الذي عاد به فريق التحقيق الدولي من باريس، وسلمه إلى رئيس الحكومة سعد الحريري. وتضمن التقرير معطيات تتعلق بالتسجيلات الأخيرة في قمرة القيادة، فضلا عن معطيات أولية تتعلق بالصندوق الأسود. واعلن مصدر موثوق في المكتب الفرنسي للتحقيق في حوادث الطيران للصحيفة إن العبارة الأخيرة التي أدلى بها كابتن الطائرة، قبيل ثوان قليلة من سقوط الطائرة كانت الآتية: "خلص انتهينا... الله يرحمنا"... وقد قالها باللغة "الأمهرية"، وهي إحدى اللغات الأثيوبية...

وتبين من الاستنتاجات التي توصل إليها الفريق الفرنسي بالتعاون مع لجنة التحقيق الدولية، وترجيحهم وقوع خطأ بشري، أن قبطان الطائرة، طلب من مساعده الطيار تنفيذ أمر ما بعد أن تواصل مع برج المراقبة في مطار بيروت الدولي، وتصرف على أساس أن الأمر قد نفذ، لكن تبين أن مساعد الطيار، إما لم ينفذ أو نفذ أمرا معاكسا، ما جعل الطيار يقدم على خطوة، جعلته تدريجيا يفقد السيطرة على الطائرة، مع الاشارة الى انه لم يتبين أن هناك أي خطأ في لحظة الإقلاع من جميع المعنيين، سواء برج المراقبة أو الطيار ومساعده.

واشار التقرير الى ان رحلة الطائرة دامت اربع دقائق، بين انطلاقها عند الساعة الثانية و37 دقيقة ثم ارتطامها بسطح البحر عند الثانية وإحدى وأربعين دقيقة، علما ان عملية سقوطها منذ ارتفاعها المفاجئ إلى حوالي تسعة آلاف قدم وحتى سقوطها في البحر، أقل من دقيقة (حوالي أربعين ثانية).

واضاف ان الطائرة ظلت حتى ما قبل ارتطامها بسطح البحر، جسما واحدا، وعند لحظة الارتطام انشطرت إلى أجزاء وغرقت في أعماق البحر.

وقد تسلمت شركة الطيران الأثيوبية والحكومة الأثيوبية وشركة "بوينغ" الأميركية والمكتب الفرنسي للتحقيق والمنظمة الدولية للطيران والحكومة اللبنانية نسخا عن التقرير الأولي حول م

وقد عرض الحريري امام مجلس الوزراء، في جلسته العادية والقصيرة التي عقدها مساء الخميس في السرايا الحكومية، نتائج التقرير، وتم الاتفاق على ابقاء مضمونه سريا.

وأوضح مصدر وزاري أن الحريري سيلتقي قريباً أهالي الضحايا ليستمع إلى شكاويهم والظروف المأساوية التي يواجهونها، ويعرض لهم بالتفاصيل الأعمال التي قامت بها الحكومة منذ لحظة سقوط الطائرة وعمليات البحث عن اجزائها والضحايا، ومضمون التقرير.

في غضون ذلك، لم يتخذ مجلس الوزراء اي قرار باقفال ملف البحث عن الطائرة في انتظار ما سيتبلغه الحريري رسميا من قيادة الجيش اللبناني مطلع الأسبوع المقبل حول أعمال البحث عن اشلاء الضحايا. واكد وزير الاعلام طارق متري أن عمليات البحث ما تزال مستمرة بواسطة السفينة الاميركية "اوديسة اكسبلورر" والتي ستبدأ الغطس غداً السبت لانتشال كل ما يتم تحديد وجوده من اشلاء او جثث جديدة للضحايا. واشارت "السفير" الى أن "السفينة "أوديسيه إكسبلورير" حددت حتى مساء الخميس سبعين نقطة، عبر التصوير المرئي، تدل إلى وجود أشلاء جديدة لضحايا الطائرة ومتاعهم، سيتم العمل على انتشالها. وتسلم ذوو الضحيتين مصطفى هيثم ارناؤوط مواليد 1986 وحسين موسى بركات مواليد 1983، جثتيهما من مستشفى رفيق الحريري الحكومي، على ان يوارى الضحية ارناؤوط الثرى في جبانة مدينة صور، والضحية بركات في جبانة بلدته زبقين .

لبنان يتجه الى تكليف متري تمثيل لبنان في القمة بعد عزوف سليمان

نهارنت/تبدو مشاركة لبنان في القمة العربية التي ستعقد في آذار المقبل في ليبيا، محسومة. لكن مستوى التمثيل لا يبدو محسوما. فرئيس الجمهورية ميشال سليمان أبلغ الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى انه لا يرغب شخصيا بترؤس الوفد اللبناني الى القمة، كما ذكرت صحيفة "اللواء" نقلا عن مصادر دبلوماسية عربية، التي اشارت الى ان "الإتجاه يميل إلى تكليف وزير الإعلام طارق متري بإعتباره وزير خارجية بالوكالة، أو القائم بأعمال السفارة اللبنانية في بنغازي". واضافت المصادر الدبلوماسية العربية، ان موسى حاول مراراً، ولا سيما مع رئيس مجلس النواب نبيه برّي، وقبله مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان اقناعهما برفع مستوى تمثيل لبنان في القمة العربية، على اعتبار "أن ظروف المنطقة الخطيرة تقتضي من القمة أن تدرس مواقف كثيرة، ومنها مواضيع تتعلق بلبنان ذاته، فضلاً عن لبنان هو حالياً عضو غير دائم في مجلس الأمن، ويمثل المجموعة العربية،الأمر الذي يقتضي البحث في مسألة المشاركة على مستوى رفيع أو مسؤول". وأوضحت المصادر لصحيفة "اللواء" أن الموضوع في النهاية سيناقش على طاولة مجلس الوزراء لإتخاذ القرار المناسب.

وأكدت مصادر لبنانية لصحيفة "الشرق الأوسط" أن موسى "يدرك تماما استحالة مشاركة لبنان بوفد رفيع المستوى"، وأنه يسعى لرفع مستوى التمثيل إلى أقصى حد ممكن".

واضافت الصحيفة ان لبنان يواجه ومن خلفه الجامعة العربية مأزقا حقيقيا في هذا المجال، فبين ضرورات المشاركة في القمة التي لم يغِب عنها لبنان يوما، بصفته ممثل المجموعة العربية في مجلس الأمن، تبدو المشاركة محفوفة بانفجار أزمة داخلية شديدة بسبب قضية الامام موسى الصدر، علما أن القضاء اللبناني أصدر مذكرة توقيف بحق الرئيس الليبي معمر القذافي ومسؤولين ليبيين آخرين بتهمة "اختطافه".

وقالت مصادر للصحيفة، إن البحث يتركز الآن على "كيفية استيعاب الأزمة وتجاوزها من دون اهتزازات تمس بأجواء الوفاق السائدة في لبنان، وتجنيب لبنان خضة من هذا النوع"، مشيرة إلى أن "أجواء الوحدة الداخلية لا تزال برعما ويجب عنايتها لتنمو، ولهذه الأسباب امتنع أي فريق لبناني، حتى المناوئين للثنائي الشيعي، حركة أمل وحزب الله، عن التصريح بالرغبة في مستوى تمثيل رفيع". وكان موسى أجرى الخميس لقاءات مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري.

وشدد موسى ان "لبنان سيشارك في هذه القمة ولا نزاع على هذا الامر. اما كيف ومستوى التمثيل وغيرها من الامور فهي مسألة متوقفة على الوضع اللبناني ولدينا الوقت الكافي لهذا الامر". ورفض موسى الاجابة عما اذا كان رئيس الجمهورية ابلغه بمستوى تمثيل لبنان في القمة مشددا على ان "مسألة الامام الصدر يجب ان تؤخذ في الاعتبار ومناقشتها اعلاميا قد لا يكون مفيدا". ورأى موسى انه "لا بد من التحسب والحذر في المنطقة ككل، لان المنطقة تقف على سقف من صفيح ساخن وواجب الحذر. وان من أهم عناصر القوة العربية هي ان نجلس سويا وندرس هذا الموقف ونجري الاتصالات اللازمة ونحدد موقفنا من الان لمثل هذه الاحتمالات، التي تظل في اطار الاحتمالات".

نجاد لنصرالله: يجب أن تزول إسرائيل من الوجود إذا كرّرت أخطاءها السابقة

نهارنت/شدّد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، في اتصال مع أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله، على "ضرورة الحفاظ على الجهوزية والاستعداد أمام التهديدات المحتملة من جانب الكيان الصهيوني"، مضيفاً: "لو أراد الكيان الصهيوني تكرار أخطائه السابقة، فإن الجهوزية يجب أن تكون في مستوى تُنهي أمره، وتُخلَّص المنطقة من شره إلى الأبد"، مشيراً في هذا المجال إلى أنَّ "الشعب الايراني يقف إلى جانب الشعب اللبناني وشعوب المنطقة الأخرى". وأوضحت الدائرة الإعلامية في رئاسة الجمهورية الإيرانية، أنّ "الرئيس أحمدي نجاد بحث مع السيد نصر الله أحدث أوضاع المنطقة ولبنان"، لافتة إلى أنّ "رئيس الجمهورية وصف المواقف الأخيرة لأمين عام "حزب الله" إزاء التهديدات الصادرة عن الكيان الصهيوني بأنّها قوية جداً وشجاعة ومناسبة، إذ قال إنَّ الصهاينة يخشون بشدة المقاومة والشعب اللبناني وشعوب المنطقة، ولكنهم يسعون للتعويض عن هزائمهم في غزة ولبنان، لأنَّهم يشعرون بأن سُمعتهم ووجودهم قد تعرض للخطر، إلا أنهم لا يملكون الجرأة للقيام بذلك، لأنَّهم يخشون من تداعياته". من جهته، رأى نصرالله أنَّ "لبنان والمقاومة الآن في ظروف مناسبة جداً"، مؤكداً أن "لا خوف أمام تهديدات الكيان الصهيوني، وأنَّ مخططات ومؤمرات الصهاينة لن تجديهم نفعاً"، وأضاف أنَّه "من الناحية الاستراتيجية أيضاً ليس الكيان الصهيوني في ظروف تؤهّله لشنّ حرب جديدة، لكنه يسعى من خلال تهديداته وإطلاق الحرب النفسية إثارة الرعب والخوف بصورة ما، إلا أنه لن يحقق شيئاً مهما کانت الظروف".

وكان نجاد قد أجرى اتصالاً آخر برئيس الجمهورية ميشال سليمان، جدّد خلاله وقوف إيران الى جانب لبنان، ودعمه في كل المجالات وعلى كل المستويات، في مواجهة التهديدات الاسرائيلية المتواصلة ضده. فيما شكر سليمان لنظيره الايراني اتصاله وعاطفته، مشدّدًا على أنّ هذه التهديدات تواجه بتعزيز الوحدة الوطنية، والجهوز العسكري وتظافر القدرات الوطنية لصد أي اعتداء.

الرئيس الحريري في حديث الى قناة 24 NEWS RAI الايطالية: العرب يريدون السلام وإسرائيل تريد الحرب على لبنان وسوريا وإيران

وتعلم جيدا أن عليها إعادة الجولان الى سوريا لكن الاسرائيليين مقسومون

ضرورة الحفاظ على الطوائف المسيحية في لبنان ليكون مثالا عالميا للتعايش

يهمنا أن يبقى لدينا 2500 جندي إيطالي في "اليونيفيل" ونريد عدم إنقاصهم

وطنية - دعا رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ايطاليا الى ان "تلعب دورا مهما في الضغط على إسرائيل وأن تظهر لها أهمية الذهاب إلى المفاوضات"، مؤكدا أن "العرب يريدون السلام، لكن وفيما العالم أجمع يدعو إسرائيل الى تحقيق السلام، فهي لا تريد سوى الحرب على لبنان، سوريا وإيران".

وأشار الرئيس الحريري، في حديث الى قناة 24 NEWS RAI الايطالية، الى ان "إسرائيل لا يمكنها إدعاء إهتمامها بعملية السلام من دون أن تفعل شيئا ملموسا"، مؤكدا "تعاون الحكومة اللبنانية مع قوات "اليونيفيل" في تطبيق القرار الدولي 1701".

وذكر بأن "إسرائيل تنتهك يوميا القرار بشكل صارخ وهذا أمر غير مقبول"، لافتا الى ان "إسرائيل تعلم ما عليها تقديمه الى سوريا، أي إعادة هضبة الجولان الموجودة ضمن إطار الأراضي المحتلة بعد حرب 4 حزيران 1967".

وأكد ان "لقاء قداسة البابا بينديكتوس السادس عشر ترتدي أهمية كبيرة"، مشيرا الى "ضرورة الحفاظ على الطوائف المسيحية في لبنان ليكون بلدنا مثالا عالميا للتعايش يحتذى به، وكوني إبن الرئيس الشهيد رفيق الحريري لا يغير شيئا في كوني رئيسا للوزراء".

وهنا نص الحوار:

سئل: ستقوم قريبا بزيارة ايطاليا، وستلتقي قداسة البابا، ورئيس الوزراء برلوسكوني، ما هو سبب هذه الزيارة؟

أجاب: "بالنسبة لنا مقابلة قداسة البابا ترتدي أهمية كبيرة، لأن لبنان يضم طوائف مسيحية مهمة، ونحن نريد الحفاظ عليها، ونريد أن تبقى متجذرة في لبنان ليكون لبنان مثالا عالميا للتعايش يحتذى به.كوني إبن رفيق الحريري لا يغير شيئا في كوني رئيسا للوزراء، وسألتقي رئيس الوزراء برلوسكوني الذي كان صديقا للوالد.ايطاليا لديها في لبنان 2500 جندي يعملون تحت لواء القوة الدولية، كما كان الجنرال غراتسيانو قائدا لهذه القوة الدولية وهو قام بعمل مدهش طوال مدة ولايته، كما سأقوم بشكر ايطاليا، ورئيس وزرائها، لأننا نريد أيضا الإبقاء على عديد الجنود المتواجدين اليوم في لبنان دون نقصان، رغم أنني على علم بأن ايطاليا بحاجة لإرسال بعض من جنودها إلى أفغانستان، ولكن يهمنا أن يبقى لدينا 2500 جندي ايطالي، لأنه إذا راقبنا الوضع الميداني لوجدنا أن منذ سنة ال 2006 وحتى اليوم ساد الإستقرار في لبنان ولم نشهد أية أحداث بين لبنان وإسرائيل.فضلا عن انني أجد أن العلاقات الإقتصادية بين لبنان وايطاليا، ليست على المستوى المطلوب، لأن بين بلدينا علاقات تاريخية مميزة، لكن علينا تطوير العلاقات الثنائية في ما خص العلاقات الإقتصادية والتجارية".

سئل: ما يطلبه الغرب، ومن بينهم ايطاليا، هو ضمان أمن إسرائيل، وضمان أيضا أمن الشعب اللبناني. برأيك، هل على ايطاليا، لعب دور في هذا المجال؟

أجاب: "من دون شك، يجب ان تلعب ايطاليا دورا مهما مع إسرائيل، عليها الضغط على إسرائيل وأن تظهر لها أهمية الذهاب إلى المفاوضات، فإسرائيل لا يمكنها أن تدعي أنها مهتمة بعملية السلام دون أن تفعل شيئا ملموسا.حين نجد شيئا مريبا في الجنوب، كمتفجرات أو أسلحة، تقوم قوات اليونيفيل والجيش اللبناني فورا بمعاينتها وسحبها، تطبيقا للقرار 1701، لكن مشكلة الإنتهاكات للقرار هي إسرائيلية، لأن الطائرات الحربية الإسرائيلية، تخرق يوميا الأجواء والمياه الإقليمية اللبنانية، وهذا غير مقبول ويشكل انتهاكا صارخا للقرار 1701".

سئل: ولكنهم يتهمونكم بعدم منع تدفق الأسلحة من سوريا.. أجاب: "ليس هناك أي شيء من هذا القبيل. العرب يريدون تحقيق السلام ولكن إسرائيل لا تريد سوى الحرب ضد لبنان، ضد سوريا، ضد ايران، فيما العالم أجمع يدعوها لتحقيق السلام، وهم يعرفون ما عليهم فعله. إسرائيل تعلم جيدا ما عليها أن تقدمه لسوريا، أي إعادة هضبة الجولان الموجودة ضمن إطار الأراضي المحتلة بعد حرب 4 حزيران 1967. بما أنهم يعلمون ما عليهم فعله، لم لا يفعلونه؟ إسرائيل تدعي دائما أن المشكلة تكمن في كون الفلسطينيين مقسومين، ولكن في الحقيقة المشكلة هي في كون الإسرائيليين بأنفسهم مقسومين".

"لقاء الهوية":التهديدات الإسرائيلية خطيرة وتستدعي تحركا ديبلوماسيا

كفى لبنان محاولات عزل الآخر مما يحقق المصالح الإقليمية والدولية على حساب الداخل

وطنية - عقد "لقاء الهوية والسيادة" اجتماعه الدوري في مقره في حضور ممثل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير النائب البطريركي لمطران غي بولس نجيم ومؤسس "اللقاء" الوزير السابق يوسف سلامه والنائب السابق الدكتور بيار دكاش والاعضاء.

وبعد الاجتماع تلا الوزير سلامه البيان الآتي:

"أولا: في التهديدات الإسرائيلية، ينظر اللقاء بقلق بالغ إلى التهديدات الإسرائيلية ضد لبنان وهو إذ يستنكرها، يرى أنها تنطوي على خطورة جدية تستدعي تحركا ديبلوماسيا لبنانيا واسع النطاق. وفي هذا السياق وانطلاقا من أن دعوة اللبنانيين في منطقة الشرق الأوسط تقوم على تحكيم لغة العقل والترويج لثقافة السلام والاعتدال، يدعو اللقاء، في اطار التنسيق القائم مع سوريا، حكومة الاتحاد الوطني إلى العمل على اشراك لبنان في التحضير للمفواضات غير المباشرة التي تراعاها تركيا بين سوريا واسرائيل.

ثانيا: في العلاقة اللبنانية السورية، يرى اللقاء أنه يجب إخراج العلاقات اللبنانية السورية من المهاترات الكلامية، والانتقال بإدارتها من منظومة العقل الأمني السلبي، إلى عقل شفاف تكاملي إقتصادي إيجابي ينشط دون خجل من خلال مؤسسات توفر أفضل آليات التعاون وتأخذ بعين الاعتبار خصوصية وتكامل هذا المشرق كمثل الشراكة الاقتصادية التي حصلت بين فرنسا وألمانيا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية والتي أسست للاتحاد الأوروبي الحالي.

ثالثا: في أداء الحكومة: أ- يرى اللقاء أن إصدار قانون الموازنة عن العام الحالي كما عن السنوات الماضية قد أصبح ملحا لما له من أثر طيب على الاقتصاد الوطني. وفي هذا السياق يتساءل اللقاء باستغراب عن أسباب تأخر الحكومة في إعداد مشروع موازنة العام 2010 وإقرار سائر الموازنات السابقة.

ب- يرى اللقاء كذلك أن على الحكومة أن تبادر إلى إجراء التعيينات الإدارية وملء الشواغر حتى تتمكن الدولة من النهوض بسؤولياتها.

ت- إن إشكالية الأمن البيئي باتت واحدة من تلك الإشكاليات التي يجب أخذها بعين الإعتبار في سياق بناء سياسات الدولة على كل صعيد. لقد هال اللقاء في هذا الإطار ما تناولته وسائل الإعلام الدولية في شأن تحلل نفايات مكب صيدا البحري ونشر تلوث غير مسبوق في الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط طاول الموانىء الإيطالية. إن اللقاء يدعو الدولة إلى إتخاذ كل الإجراءات التي ترفع هذا الضرر.

رابعا: في الطروحات الخلافية، يرى اللقاء أن الطروحات التي تصدر من هنا وهناك وتتناول مواقف ومشاريع سياسية خلافية ، من تخفيض سن الاقتراع، إلى مواجهة خطر التوطين بأقنعة مكشوفة، إلى تكريس مرسوم التجنس رغم المخالفات القانونية الجسيمة التي اعترته والأحكام القضائية التي صدرت بحقه، إلى الإصرار على طرح موضوع إلغاء الطائفية السياسية في مناخ أقل ما يقال فيه أنه مذهبي بامتياز تدفعنا إلى التذكير بأن قيام الدولة لا يمكن أن يرتكز على تغليب مصلحة هذه المجموعة أو تلك، على مصالح المجموعات اللبنانية الأخرى، بل على التوفيق بين المصالح المشتركة لهذه المجموعات التي جربت مداورة استراتيجيات تغليب المصالح الطائفية والخاصة على المصلحة الوطنية ومنيت بعد طول معاناة بخيبات طاولتها وطاولت الجماعة الوطنية على السواء. إن شبكة المصالح الوطنية المشتركة والعابرة للطوائف والمجموعات السياسية يجب أن تفوق من حيث الأهمية شبكات المصالح المذهبية والخاصة. كفى لبنان سلوكيات صدامية ومحاولات عزل الآخر مما يحقق مصالح القوى الإقليمية والدولية على حساب الداخل. إن لبنانا معتدلا ومتوازنا، هو حاجة إقليمية دون أدنى شك تأمن لجانبها جميع دول المنطقة".

وثائقي ل "أمل" في ذكرى خطاب الامام الصدر في كنيسة الكبوشية

وطنية - 19/2/2010 نظم المكتب التربوي المركزي في حركة "أمل"- دائرة الخريجين، لقاء عرض فيه فيلم وثائقي في الذكرى السنوية لخطاب السيد موسى الصدر في كنيسة الكبوشية في 18 شباط 1975 بعنوان: "لا يجتمع حب الله مع كره الانسان"، في مجمع الامام الصادق، حضره مجيد العيلي ممثلا الرئيس امين الجميل، والنواب: علي بزي، هاني قبيسي، علي حسن خليل، زين ياسين ممثلا النائب انور الخليل، الشيخ زياد الصاحب ممثلا مفتي الجمهورية الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني، خادم رعية مار مخايل-الشياح الخوري سليم مخلوف ممثلا رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر، القاضي غاندي مكارم ممثلا شيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ نعيم حسن، العقيد انطوان اسطنبولي ممثلا قائد الجيش العماد جان قهوجي، العقيد صلاح حلاوي ممثلا المدير العام للامن العام اللواء وفيق جزيني، الرائد محمد ضامن ممثلا المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي، الرائد انور حمية ممثلا المدير العام لامن الدولة العميد الياس كعيكاتي، رئيس مجلس الجنوب عضو هيئة الرئاسة في حركة "أمل" الدكتور قبلان قبلان، رئيس المكتب السياسي في الحركة جميل حايك، رئيس الهيئة التنفيذية محمد نصرالله، مدير الدراسات في وزارة الاعلام خضر ماجد، نجلا الامام موسى الصدر السيدان صدر الدين الصدر وحميد الصدر، والسيدة رباب الصدر وشخصيات.

النشيد اللبناني ونشيد حركة "أمل"، ثم تحدث باسم الخريجين في المكتب التربوي المركزي في الحركة سالم السبليني، ومما قال "إن الامام الصدر هو إمام المقاومة والوطن، وابناؤه هم ابناء عيسى ومحمد وعلي، وهم يد واحدة بوجه العدو".

الشيخ قبلان: ذهاب لبنان إلى القمة العربية نكبة وذهاب سوريا مصيبة الشرط الوحيد للمشاركة هو أن تبحث قضية الإمام الصدر في الجلسة الافتتاحية

وطنية - 19/2/2010 - ألقى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان خطبة الجمعة التي استهلها بتوجيه خطابه إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية قائلا: "كن للظالم خصما وللمظلوم عونا، فنحن نرحب بك في لبنان ولكننا نريد حلا ايجابيا لقضية تغييب الإمام موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب وعباس بدر الدين، كما نطالبك بتوجيه سؤال إلى معمر القذافي عن مصير الإمام الصدر ورفيقيه الذين مر على خطفهم من النظام الليبي أكثر من 31 عاما، فأين موقفك من هذه القضية؟ ولماذا سكت عن أسرارها حتى أصبحت لغزا يحتاج إلى حل ومشكلة تحتاج الى فك رموزها؟ لقد جئت لتطلب من حكومتنا المشاركة في قمة ليبيا، فلماذا لا تطالب القمة العربية بحل مشكلة الامام الصدر ورفيقيه قبل مطالبتنا بالمشاركة؟ نطالبك بأن تسأل رئيس ليبيا أين الإمام موسى الصدر؟ نحن نريد حل هذه القضية، وما دمتم مصرين على نجاح هذه القمة فلا مانع لدينا أبدا من نجاحها، ولكن نطالبكم بالبحث في قضية الإمام الصدر التي لا تزال تراوح مكانها، إذ لم نسمع صوتا عربيا وإسلاميا جديا يضع حدا منصفا لهذه القضية. نحن عرب أصحاء وكل من يدعي العروبة يشك بنسبه، ونحن في لبنان نعود إلى عاملة في اليمن، فلماذا الاستهتار واللامبالاة ونصرة الظالم على المظلوم؟ نحارب إسرائيل لأنها عدو لبنان والعرب، وهمنا تحرير فلسطين".

وأضاف: "إذا أراد لبنان أن يتخلى عن قضية الامام الصدر ورفيقيه وأرادت الحكومة أن تتخلى عن أكبر فئة من اللبنانيين فلتفعل، ونحن لن نتصدى لها، ولكن لن نقول لها بأمان الله. إن ذهابنا إلى ليبيا يحمل الحكومة مسؤولية كبيرة، ونحن أهل وأحبة ونتأثر بما يتأثر به غيرنا في لبنان، ونذكر الجميع بأن الامام الصدر لم يكن للشيعة فقط، فهو لكل اللبنانيين. نحن صادقون مع أنفسنا وتوجهاتنا ولن ننسى الإمام الصدر ورفيقيه، فالقذافي ملك ملوك إفريقيا ورجل وصل على حساب الفقراء والمظلومين، ولا نقبل أن يتجاوز أحد قضية الإمام موسى الصدر باعتبارها قضيتنا المركزية، ويجب أن تبحث في مؤتمر القمة العربية في ليبيا، واول عمل يجب ان تقوم به القمة هو بحث قضية الإمام الصدر ورفيقيه في الجلسة الافتتاحية على مرأى ومسمع من كل العالم، من خلال وسائل الإعلام. وليسأل الجميع معمر القذافي متى يحل قضية الإمام موسى الصدر".

وأكد "أن الإمام الصدر لم يذهب إلى ايطاليا كما يحاولون إقناعنا، فهذا كذب وافتراء وتضليل. إن الامام الصدر حي في ليبا، وإذا لم يكن حيا فليعطونا جثمانه. نحن لم نقصر في حق العروبة والاسلام ولم نتدخل في شأن داخلي لأي بلد، فقضيتنا هي الامام موسى الصدر الذي تبنى القضية الفلسطينية وعمل باستمرار لتحقيق التعاون العربي والإسلامي ولم يطلب حكما او مالا او مركزا، فلماذا إهمال هذه القضية وتضييعها؟" وختم: "إن ذهاب لبنان إلى القمة العربية نكبة وكارثة، ويحمله مسؤولية أمام الله والتاريخ، وذهاب سوريا مصيبة عظمى، وعلى العرب القيام بواجباتهم أمام الله والتاريخ ومطالبة القذافي بكشف مصير الإمام الصدر ورفيقيه. إن لبنان مع نجاح هذه القمة ولكن نجاحها يكون بالكشف عن مصير الإمام الصدر ورفيقيه، والشرط الوحيد لمشاركة لبنان في القمة، مهما يكن مستوى التمثيل، هو أن تبحث قضية الإمام الصدر في الجلسة الافتتاحية العلنية امام الملأ وأمام وسائل الإعلام كافة لتظهر الحقيقة".

ضو شكر الرئيس الحريري مبادرته التكريم الوطني للسيدة العذراء: دليل على أن الشراكة المسيحية الإسلامية قرارات ومساهمات وليست شعارات

وطنية - 19/2/2010 - شكر عضو الأمانة العامة لقوى 14 آذار نوفل ضو، في تصريح اليوم، رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري على "مبادرته الطلب الى المجلس إعلان عيد البشارة في الخامس والعشرين من آذار من كل سنة يوما وطنيا إسلاميا - مسيحيا لتكريم السيدة العذراء"،معتبرا انه "ليس غريبا ولا جديدا على الرئيس الحريري مثل هذا القرار الذي يمتن العلاقات بين اللبنانيين، وهو رافع لواء التمسك بالشراكة المسيحية - الإسلامية في المجالات السياسية والوطنية كافة"، لافتا الى انه "برهن مرة جديدة بمبادرته الى تكريم وطني سنوي للسيدة العذارء بأن الشراكة المسيحية - الإسلامية التي ينادي بها في كل مناسبة ليست شعارا يرفع، وإنما هي قرارات ومبادرات ومساهمات عملية على أرض الواقع، تشعر معها كل شرائح المجتمع اللبناني بأن مفاهيمها وقيمها الثقافية والدينية محترمة". وأضاف ضو: "لقد جاءت مبادرة الرئيس الحريري نموذجا لما يجب أن تكون عليه علاقات الشراكة والتفاهم والاحترام المتبادل بين اللبنانيين، في وقت تسعى بعض الجهات السياسية والحزبية الى فرض مفاهيمها الثقافية على الآخرين تحت عناوين مختلفة من خلال عمليات التسلل والاختراق والالتفاف على المؤسسات والمناسبات التربوية والكنسية"، مشيرا الى ان "مبادرة الرئيس الحريري تأتي عشية زيارته الى حاضرة الفاتيكان للقاء قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر، حاملا من خلال هذه الزيارة وما يرافقها من رسائل سياسية وحضارية صورة عما يمكن للبنان أن يقدمه للمنطقة والعالم من نموذج للشراكة المسيحية - الإسلامية المتكافئة البعيدة عن الصراعات الفئوية، غداة انطلاق أعمال السينودوس من أجل الشرق الأوسط الذي خصصه قداسة البابا للبحث في حاضر مسيحيي الشرق ومستقبلهم".

قضاء - الادعاء على 3 لبنانيين في جرم التواصل مع العدو وطنية - 19/2/2010 - ادعى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، اليوم، على ثلاثة لبنانيين احدهم موقوف في جرم التواصل مع العدو الاسرائيلي ودخول بلاده، سندا الى المادتين 278 و285 عقوبات وتنص عقوبتهما القصوى على الاشغال الشاقة الموقتة. واحالهم الى قاضي التحقيق العسكري الاول رياض ابو غيدا.

جعجع اطلع على تقريره المقبل حول الـ1701 وليامز : القرار وفر الاستقرار على الخط الازرق

المركزية- اطلع رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع من المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان مايكل وليامز على التقرير المقبل حول القرار 1701 الذي سيُسلم الى مجلس الامن قبل نهاية الشهر الجاري. استقبل جعجع وليامز في حضور مستشار العلاقات الخارجية في الحزب ايلي خوري ومنسق القوات في فرنسا بيار بو عاصي. عقب اللقاء الذي استغرق نحو ساعة ونصف الساعة اعرب وليامز عن سروره بلقاء جعجع، مشيراً الى انها "كانت فرصة لي لمناقشة التطورات في لبنان والمنطقة بحيث تداولنا في الديناميات السياسية الحالية و مناقشات الحكومة في هذا السياق"، آملاً ان تتمكن الحكومة من التقدم في كثير من البنود المُدرجة على اجندتها في الاسابيع والاشهر المقبلة.

اضاف "كانت مناسبة اطلعت خلالها د. جعجع على التقرير المقبل حول القرار 1701 الذي سيُسلم الى مجلس الامن قبل نهاية الشهر الجاري بالإضافة الى زيارتي المرتقبة الى نيويورك في الاسبوع الثاني من آذار المقبل على الارجح لاطلاع الامين العام للامم المتحدة ومجلس الامن على الوضع في لبنان". ورداً على سؤال عن مطلب بان كي مون لقوة ضاربة على الخط الازرق ((blue line task force نتيجة لتوقعه حرباً مقبلة في المنطقة، قال "لا اعتقد ذلك لأن الامين العام أرسل بالأمس تقريراً عن اعادة النظر حول قوات اليونيفيل الى كل اعضاء مجلس الامن ومن بينهم لبنان وهذه مجرد مراجعة تقنية". وعن موقف امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله بشأن عدم ثقته بقرارات الامم المتحدة التي لا تحمي لبنان، ذكّر وليامز بتبني الجميع القرار الدولي 1701 منذ ثلاث سنوات ونصف ونعتقد انه منح الاستقرار على الخط الازرق بين لبنان واسرائيل وقد نعم الناس في جنوب لبنان بالنمو والامن اللذين كانوا يفتقدونهما سابقاً وهذا هو الواقع اليوم على الارض".

رأى ان جمهور 14 آذار أثبت أنه الضامن لمسيرة العبور الى الدولــة الاحرار رد على نصر الله: لا نشتاق للحرب ولا نقبل بتحكم طرف بقدرنا

المركزية- رأى حزب الوطنيين الاحرار ان "جمهور 14 آذار أثبت في 14 شباط أنه الضامن لمسيرة العبور الى الدولة وفرض معادلة الديموقراطية والنضال السلمي في وجه السلاح والاستقواء به". وأكد ردا على خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله" أننا لا نشتاق للحرب ولا نريدها ولا نقبل بتحكم طرف منفردا بقدرنا".

وقال في بيان بعد اجتماعه الدوري برئاسة النائب دوري شمعون:

أثبت جمهور 14 آذار، جمهور الوفاء للثوابت الوطنية، انه الضمير بالنسبة إلى انتفاضة الاستقلال الثاني وثورة الأرز، والمرجع الذي منه تنبثق الإرادة اللبنانية وعليه تتكئ سيادة الشعب والوطن، والضامن مسيرة العبور إلى الدولة بمرتكزاتها الميثاقية ومبادئها الدستورية.

وأثبت أيضاً في 14 شباط خياره الواضح المعروف وما سبق وقاله في الإنتخابات النيابية التي أرادها حلفاء المحور السوري - الإيراني استفتاءً على سلاح حزب الله بعدما تلقوا جرعة تشجيع من مرجعيتهم الإقليمية التي تنبأ أحد قادتها بانتصارهم لأنهم الأقوى، فيما راح الآخر يعِد بأن نتائجها ستغير وجه المنطقة. هكذا فرض شعب الاستقلال الثاني معادلة الديموقراطية والنضال السلمي الحضاري في وجه السلاح والاستقواء به والإنخراط في استراتيجية المحور الإقليمي، ولو أن موازين واعتبارات إقليمية سرقت منه الانتصار وفرضت أصحاب السلاح والملتحقين بهم شركاء لمن حصل على تفويض الناخبين، متنكرة بذلك لإرادة الأكثرية، وضاربة أحد ركائز الديموقراطية، عنينا تداول السلطة من جهة، ووجود أكثرية تحكم وأقلية تعارض، وكل ذلك تحت عنوان الديموقراطية التوافقية من جهة أخرى.

إن تجديد الولاء للوطن السيد الحر التعددي الديموقراطي والوفاء للمسلمات التي تلهم حركة جمهور 14 آذار أمانة في أعناق القادة والمسؤولين، المدعوين إلى مزيد من الثقة بالنفس، ومزيد من العمل الجدي لتحقيق الأهداف التي رسمتها دماء الشهداء، وفي مقدمها العيش المشترك الحر القائم على المناصفة والتفاعل والحوار والحرية والعدالة والمساواة وحقوق الإنسان.

2- لاحظنا في خطاب أمين عام حزب الله في الذكرى السنوية للشهداء من قادة الحزب رسوخاً في النمطية مضموناً وشكلا، وتشابها، إلى حد التماهي، مع السلوكية الإيرانية في إدارة أزمة الملف النووي، بما يتيح وإلى حد بعيد انطلاقاً من هذا المؤشر، ترقب مجريات الحوار الموعود حول سلاح حزب الله من ضمن الاستراتيجية الدفاعية. علماً ان مصيره كمصير الأول رهن بتصميم المجتمع الدولي وقدرته على الحسم العادل الذي يضمن الحقوق ويمنع في الوقت نفسه نشوء حالات خارج منطق القانون والشرعية الدولية، أكثر منه بحذاقة المفاوضين والمتحاورين سواء كانت نياتهم حسنة أم لا.

وينسحب الشبه بين الموقفين على تهديد وتخوين أفرقاء في الداخل واطراف الخارج الضاغطين، ناهيك عن عنوان الردع وتوازن الرعب، مع ترك نافذة مفتوحة يتم استثمارها لإعادة إطلاق المفاوضات أو لكسب الوقت. ولعل أخطر ما جاء على هذا الصعيد بالنسبة إلى القوى الداخلية، وذنبها الوحيد انها تريد أن تعود حصرية السلاح وقرار الحرب والسلم إلى الدولة، انه يندرج في إطار الترهيب والحرب النفسية التي يشنونها لإسكات كل صوت لا يروق لهم سماعه، رغم ادعائهم الحرص على الوحدة الوطنية والوفاق وحرية الرأي.

ونكتفي، رداً على هذا الخطاب القديم ـ الجديد، بالقول: نحن لا نشتاق للحرب ولا نريدها، ولا نقبل بتحكم طرف منفرداً بقدرنا وبقدر الوطن والمواطنين، ونطالبه أن يكون جزءاً من كل، من خلال الدولة الحاضنة الحامية الجامعة، فأين الخطأ؟ وأين الجريمة؟ وأين الخيانة؟ ونقول بموضوعية ووضوح ان ليس في لبنان من يراهن على الحرب أو يستدعي حرباً، إنما يبذل كل مستطاعه للبحث عن الوسائل الناجعة لإبعاد شبحها عن الوطن، ولتفشيل المراهنين على إبقائه ساحة لتوجيه الرسائل وتصفية الحسابات وللردع المزعوم. ولكن نسال: هل هذا حال من يتباهى بامتلاكه أشد الأسلحة فتكا ودمارا ويجاهر بتماهيه مع إيديولوجية واستراتيجية ومرجعية خارجية وضعت نفسها في عين الإعصار وراحت تطلق تهديداتها بكل الاتجاهات؟

"الانباء" الكويتية: جنبلاط يغادر إلى دمشق فور انتهاء زيارة عون للمختارة والاسد يستقبله الاحد

المركزية - نقلت صحيفة "الانباء" الكويتية عن مصادر اللقاء الديموقراطي ان موعد لقاء الرئيس السوري بشار الأسد والنائب وليد جنبلاط في دمشق تحدد صباح الأحد، بعد غد، وان الزعيم الاشتراكي سيتوجه الى دمشق مساء غد، وتحديدا بعد مغادرة رئيس تكتل الاصلاح والتغيير النائب العماد ميشال عون للمختارة، من حيث المبدأ

مرجع أمني لـ "السياسة": خطة وتعــــاون استخباراتي بين لبنان وسوريا أفضى إلى توقيف أفراد شبكات إسرائيلية

المركزية - أبلغ مرجع أمني لبناني بارز الى صحيفة "السياسة" الكويتية أن وتيرة التنسيق الأمني اللبناني - السوري في تصاعد مستمر لمواجهة التهديدات الإرهابية التي قد يتعرض لها البلدان، سواء من قبل شبكات التجسس الإسرائيلية، أو من قبل جماعات أصولية تابعة لتنظيم "القاعدة" أو غيره، كاشفاً عن أن تبادل المعلومات الاستخباراتي الذي جرى بين بيروت ودمشق في المدة الأخيرة، أثمر عن توقيف عدد من الأشخاص الذين ثبت ضلوعهم بالتعامل مع إسرائيل، وهؤلاء كانوا يخططون لارتكاب أعمال أمنية استخباراتية تستهدف أمن البلدين.

وأشار المرجع إلى أن تبادل المعلومات الأمنية بين الأجهزة اللبنانية والسورية عنصر أساسي في سياق الحرب التي يشنها البلدان على الشبكات التجسسية والإرهابية، متحدثاً عن خطة عمل يجري بحثها بين الجانبين لاقتفاء أثر الشبكات النائمة والتي يمكن أن تشكل خطراً على الأمن الوطني في البلدين, مؤكداً أن الأجهزة الأمنية اللبنانية وجهت ضربة قاضية لكل الشبكات الإسرائيلية في لبنان بعد توقيف العديد من أفرادها، واضطرار آخرين إلى الهرب خارج لبنان خشية افتضاح أمرهم، ولا سيما وأن هناك عمليات مراقبة دقيقة تجري ضد أشخاص يشتبه في تعاملهم مع إسرائيل تمهيداً لإلقاء القبض عليهم. أضاف المرجع الأمني إن المخيمات الفلسطينية تحت السيطرة وهناك مراقبة دقيقة لحركة الأشخاص الذين يدخلون إليها ويخرجون منها، للحؤول دون دخول عناصر أصولية من خارج لبنان يمكن أن تعبث بأمن هذه المخيمات، واصفاً الحديث عن وجود عناصر لتنظيم "القاعدة" ومنظمات أصولية إسلامية في عدد من هذه المخيمات بأنه مضخم، مشيراً إلى أن المعلومات التي بحوزة الأجهزة الأمنية لا تفيد بأن هناك إمكانية لحصول تفجير أمني كبير في المخيمات، أو أن يصار إلى تكرار تجربة "نهر البارد" بعدما تم القضاء على تنظيم "فتح الإسلام".

"الجريدة" الكويتية: الموساد يفشل في تجنيد شبكات جديدة في لبنان

المركزية - أفاد مصدر مطلع لصحيفة "الجريدة" الكويتية بأنه منذ الكشف عن إلقاء القبض على شبكات تجسس لمصلحة إسرائيل في لبنان في خلال العام الماضي، فإن جهاز الاستخبارات الخارجي الإسرائيلي (موساد) يبحث عن تجنيد شبكات جديدة من دون نجاح. وأشار المصدر إلى أن الطائرات من دون طيار لم تعد تحلق في سماء لبنان بغرض التجسس، بسبب عدم وجود عملاء على الأرض لتوجيهها والاتصال بها، لافتاً إلى أنه تمّ كشف شبكات التجسس بواسطة التنصت على هواتف خلوية لأفراد الشبكات التجسسية، وعندما كان هؤلاء يتلقون الاتصالات كانت تظهر طائرات من دون طيار في السماء، مما سهل القبض على هذه الشبكات. وقال المصدر للصحيفة إن تقنيات التنصت لدى الأمن اللبناني جديدة، وقد حصل عليها من فرنسا في الآونة الأخيرة، مشيراً إلى أن مسؤولاً إسرائيلياً رفيع المستوى بحث مع السلطات الفرنسية هذا الموضوع وتمَّ الاتفاق على معالجة الوضع.

وشدد على أن «إسرائيل اضْطُرت مؤخراً إلى استعمال طائرات الفانتوم وأف 16 لأغراض التصوير والتجسس، مخترقةً بشكل واضح وعلني القرار الدولي 1701. ورأى المصدر أنه بالرغم من الحديث مؤخراً عن نجاحات للموساد، فإنه في لبنان سيضطر الجهاز إلى العودة إلى البداية، والعمل من الصفر في ما يتعلق بتجنيد العملاء أو إيفادهم إلى هناك، فلبنان أصبح بلداً من الصعب على أجهزة الاستخبارات العمل فيه.

"الوطن السعودية": اغتيــال المبحوح قد يفجر أزمة حقيقية في عملية السلام

المركزية - رأت صحيفة "الوطن" السعودية ان عملية اغتيال القيادي في حركة حماس محمود المبحوح في دبي، وبطريقة التصفيات والاغتيالات السياسية التي يقوم بها الموساد ، ستشكل منعطفا حادا في المرحلة المقبلة في ما يخص الملف الفلسطيني ومسار القضية، فعوضا عن كون الجريمة قد تمت بهذه الصورة وفي أرض دبي فإن تقاطعاتها سوف تنعكس على العديد من الدول وبالأخص الدول الأوروبية التي اتهمت دبي مواطنيها بالقيام بعملية الاغتيال طبقا للأدلة الواردة، وبانكشاف تزوير جوازات السفر الخاصة بتلك الدول تتحول الجريمة إلى جريمة دولية تتضمن اعتداء على سيادة الدول التي جرى تزوير جوازاتها، وهو الأمر الذي تطور إلى قيام بريطانيا وأيرلندا باستدعاء السفيرين الإسرائيليين لديهما ومساءلتهما حول المسألة.

وقالت الصحيفة إن قيام هاتين الدولتين بالتوجه لاستدعاء السفيرين الإسرائيليين دليل على قبول فكرة اتهام إسرائيل بمثل هذه العملية، وهو ما قد يتسبب في أزمة ديبلوماسية بين كل من إسرائيل والدول الأوروبية التي زورت جوازات سفرها، وقد أشار الإسرائيليون أنفسهم إلى هذا الأمر، حيث طالبت بعض الصحف الإسرائيلية باستقالة رئيس الموساد وتخوفت من عواقب الأزمة الدبلوماسية التي قد تواجه إسرائيل. اضافت: المبحوح وبحسب ما ورد من أنباء عنه كان الوسيط بين حماس وإيران فيما يخص تهريب الأموال والأسلحة لقطاع غزة، وبقدر ما يعتقد أن القيام باغتياله يشكل ضربة قاصمة لحماس، بقدر ما تشير القراءات إلى أن هذه العملية ستشكل بداية لحرب جواسيس جديدة في المنطقة سيكون للعديد من الدول في المنطقة طرف فيها. ولفتت الى ان حماس اعلنت من جهتها في حفل تأبين المبحوح توعدها بالرد والذي جاء على لسان خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس، وهو ما يعني توقع عمليات عسكرية من قبل حماس في القريب العاجل. ومن شأن القيام بأي عملية عسكرية في الوقت الراهن أن يشعل أزمة حقيقية يطمح البعض للافادة منها في الهروب من استحقاق السلام، فإسرائيل قد تجد في هذا الأمر مبررا لشن حرب جديدة أو على الأقل زيادة تشددها إزاء مسألة السلام، في المقابل فإن حماس ستجد في الأمر مخرجاً من قضية المصالحة الوطنية العالقة، ومن ثم قد تجد في الضرب بقوة والدخول في مواجهة حلا لمسائلها العالقة مع فتح ومصر. والنتيجة النهائية هي أن هذه العملية قد يتبين مستقبلاً أنها شكلت انعطافة كبيرة نحو وأد فرص السلام في الفترة الراهنة، ما لم تتحرك الدول العربية بالضغط على الدول الأوروبية لاتخاذ موقف رادع ضد إسرائيل بعد قيام الموساد بالتعدي بشكل سافر على سيادة تلك الدول. قد يكون اغتيال المبحوح بهذه الطريقة مسوغا لدور أوروبي أكثر حزما تضطر معه الولايات المتحدة للرضوخ لمنطق الجماعة ودفع إسرائيل إلى الزاوية الضيقة، والمطلوب هو التريث من قبل حماس قبل وأد هذه الفرصة الديبلوماسية الراهنة.

هشام يوسف لـ" القبس" الكويتية: قمة ليبيا تواجه صعوبات

المركزية - قال مدير مكتب الامين العام لجامعة الدول العربية هشام يوسف ان القمة العربية المقبلة التي ستعقد في ليبيا الشهر المقبل تواجه تحديات وصعوبات، لكن هناك متسعا من الوقت للتعامل مع هذه القضايا. واكد يوسف لصحيفة "القبس" الكويتية ان هناك اتصالات وجهودا تتم بالفعل للاحاطة ببعض هذه القضايا والمسائل، لكننا نراها صعوبات لا الغاما سنعمل على حلها والتعامل معها مثلما واجهتنا صعوبات ومشاكل في الاجتماعات والقمم السابقة. واكد ان الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى يعمل على ان تخرج القمة المقبلة في ليبيا الى بر الامان وتحقيق المصالحة العربية.

"الدار" الكويتية: مبادرة سعودية – كويتية لمصالحة شاملة بين القاهـــرة ودمشق

المركزية - ذكرت صحيفة "الدار" الكويتية ان مصر أبلغت قبل يومين السلطات التركية رغبتها في إتاحة كل الفرص أمام جهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز واميرالكويت الشيخ صباح الأحمد، لعقد مصالحة شاملة مصرية - سورية قبل انعقاد القمة العربية المقبلة في ليبيا. وأفادت المعلومات أن مصر أبلغت، وعلى لسان رئيسها محمد حسني مبارك في اتصاله الأخير مع الرئيس التركي عبدالله غول، أن جهود كل من السعودية ودولة الكويت قطعت شوطا كبيرا حتى الآن، وأن هناك نجاحات لا بأس بها تحققت في هذا الشأن حتى الآن. وكشفت مصادر مصرية مسؤولة للصحيفة أن الرئيس مبارك أبلغ نظيره التركي أن هناك جهودا عربية إضافية تبذلها ليبيا عبر العقيد معمر القذافي حاليا لتسوية آخر نقاط الخلافات بين القاهرة ودمشق، وأن هناك معطيات جديدة نقلتها ليبيا خلال الأيام الماضية عن القيادة السورية تصب في خانة استعداد دمشق للتجاوب مع جميع المطالب المصرية والجهود العربية، وكذلك بدء تعاونها مع مصر في المرحلة المقبلة لتحريك المصالحة الفلسطينية - الفلسطيية. وتوقعت المصادر المصرية أنه في حال استمرار جهود السعودية والكويت بات من المتوقع أن تتعزز الجهود لعقد قمة مصغرة في القاهرة خلال آذار المقبل وقبل القمة العربية في ليبيا أواخر آذار، يشارك فيها إلى جانب الرئيس مبارك كل من العاهل السعودي وأمير الكويت والرئيس بشار الأسد وقيادات عربية. وأكدت المصادر أن مبارك اتفق مع الرئيس التركي على إمكانية تدخل أنقرة خلال الأيام المقبلة لدى قيادات "حماس" وخصوصا الموجودة في الخارج لاقناعها بسرعة التجاوب مع جهود مصر لتحقيق المصالحة الفلسطينية والتوقيع على الورقة المصرية، وذلك لما لتركيا من تأثير على حركة "حماس" حاليا.

ربط الموافقة على خفض سن الاقتراع بآلية اقتراع غير المقيمين زهرا: موقفنا من النسبية ينطلق من تكريسها كقــانون انتخابي

المركزية – أعلن عضو كتلة القوات اللبنانية النائب انطوان زهرا "أننا موفقون على خفض سن الاقتراع شرط طرحه بعد إنجاز الآلية التنفيذية لاقتراع اللبنانيين غير المقيمين". واوضح أن "موقف القوات من النسبية ينطلق من تكريسها كقانون إنتخابي والإنتقال بها الى الإنتخابات النيابية". وعن خفض سن الإقتراع وتعديل الدستور، أكد في مداخلة تلفزيونية انه "إنطلاقا من حرصنا على تطبيق الدستور بشكل دقيق، وعلى عدم تعطيل المجلس النيابي، فأنا شخصياً، بعد التشاور مع الكتلة والتكتل، سأطلب بالنظام نقل التعديل الدستوري الى اول جلسة لأن المادة 78 من الدستور تقول: إذا طرح على المجلس مشروع يتعلق بتعديل الدستور فيجب عليه ان يثابر على المناقشات حتى التصويت عليه قبل اي عمل آخر. بالتالي يجب ان نحرص على الدستور وما دام التعديل طرح فليناقش ونصوّت عليه، وننتقل الى التشريع، وليس ان نخالف الدستور ونتهرّب من هذا الإستحقاق.

وشدد زهرا على "ان الواضح كل المجلس النيابي مع خفض سن الإقتراع، ولكن الأوضح اننا موافقين على خفض سنّ الإقتراع شرط ان توضع الآلية التطبيقية لإقتراع اللبنانيين غير المقيمين، وبالتالي يجب إعادة طرحه بعد إنجاز آلية إقتراع اللبنانيين غير المقيمين وعندها يصوّت عليه بالإجماع، لافتا الى "ان موقفنا وموقف تكتل التغيير والإصلاح واضحان جداً حتى الأن، وهناك تفهّم واضح من تكتل لبنان اولا وبالتالي فلتترجم هذه المواقف بالتصويت". وفي موضوع النسبية اكد زهرا ان موقف القوّات في تأييد النسبية ينطلق من تكريسها كقانون إنتخابي والإنتقال بها الى الإنتخابات النيابية اكثر من الإنتخابات البلدية، لأن النسبية في البلديات قد تخلق عملية شلل في بعض المجالس في حال حصول تعارض في المواقف، ولكن على الصعيد النيابي فهي أفضل طريقة للتمثيل الصحيح بعد إعادة النظر في الدوائر الإنتخابية. لذلك ايدنا النسبية وكان هناك تحفظ لمعرفة تفاصيلها، وبرأيي أن إعلان ان اللائحة التي تأخذ اكثر نسبة من الأصوات تحصل على 51 % من البلدية يؤمن عدم الوصول الى شلل في البلديات والانتقال الى مركزية مشددة فيما نسعى الى اللامركزية. ورأى زهرا أن التوضيحات التي اعطاها وزير الداخلية زياد بارود امس كافية، وبالتالي نؤيد وننتظر التطبيق كي نرى النتائج الفعلية في عمل البلديات لأن هدفنا هو إقرار اللامركزية الموسّعة وتعميم البلديات لأنها الوسيلة الوحيدة للإنماء المحلي والإنماء المتوازن".

فضل الله:" لبنان لا يزال في دوامة الجمود ويحاكي أوضاع المنطقة بذهنية المراوحـة

المركزية- رأى العلامة السيد محمد حسين فضل الله ان لبنان لا يزال في دوامة الركود الرسمي الذي يحاكي اوضاع المنطقة بذهنية المراوحة والجمود. وقال في خطبة الجمعة: ندعو الشعوب العربية والإسلامية إلى أن لا تسقط أمام تهاويل أميركا وكيان العدو، وألا تؤخذ ببعض الخطاب العربي الرسمي الذي يلوّح بعلامات التوتر تجاه إيران، فيما يبعث برسائل الودّ إلى المسؤولين الصهاينة، لأن شعوبنا وقواها الحي، ومشروع المقاومة والممانعة فيها، هو في حال صعود، والمشروع المعادي في حال تراجعٍ وضعف... وبالتالي، فإن علينا الاستمرار والصمود في هذا الخط، لأن للباطل جولة وللحق ألف جولة وجولة. أما لبنان، فلا يزال في دوامة الركود الرسمي الذي يحاكي أوضاع المنطقة بالمزيد من الانشداد إلى عقلية المراوحة وذهنية الجمود التي يغيب فيها الاهتمام بقضايا الدولة والناس لحساب القضايا الشخصية والذاتية، في وقت يحاول البعض الخروج من دائرة الجمود التي تلفّ حركة الدولة والحكومة بالدخول في دوامة فرض المزيد من الضرائب، لتتبخر الوعود باعتماد الأولويات التي تخص الناس، ليدخل الجميع في متاهات أرقامٍ متصاعدة للفقر من خلال مستويات جديدة للقيمة على الضريبة المضافة، ولتكون الحلول المعتمدة على طريقة لحس المبرد، والهروب من الاستحقاقات السياسية والأمنية والاقتصادية بملاحقة الطبقات المحرومة في لقمة عيشها وحاجياتها الأساسية. على جميع المسؤولين الحذر من العودة إلى خيارات كهذه على حساب الناس واستقرارهم وأمنهم الاجتماعي والاقتصادي، وندعو الجميع إلى تحمّل مسؤولياتهم في دراسة أفضل السّبل لتحصين الوضع السياسيّ، باحترام أولويات الناس الاجتماعية والاقتصادية وما إلى ذلك.

جنبلاط: زيارة عون لا تندرج في اطار لقاءات

المصالحة و"الوطني الحر" يصفها بـ"التاريخية"

نهارنت/وصف رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط زيارة رئيس تكتل الاصلاح والتغيير النائب ميشال عون بانها لا تندرج في سياق لقاءات المصالحة أو ما شابه ذلك، قائلاً "المصالحة غير مطروحة أصلا، وخصوصا أنها تمت في العام 2001 في الجبل، ويومها كان حاضرا ممثل التيار الوطني الحر". وأضاف في حديث لصحيفة "السفير" عشية الزيارة المرتقبة: "إن "التيار" له موقعه الأساسي على المستوى الوطني العام، وله موقعه وحضوره أيضا على مستوى الجبل، واللقاءات السابقة بيننا كانت في سياق المصارحة". وكشف جنبلاط أنّه سيتم في اللقاء البحث في الشأن العام إضافة إلى ما يتصل بالجبل، وسيحتل موضوع المهجرين الحيز الأهم في اللقاء وخصوصا لناحية ضرورة البحث في إكمال هذا الملف واستعراض ما تبقى على صعيد العودة والمراحل التي قطعتها، إلى جانب التحضيرات الجارية بين التيار والحزب الاشتراكي في ما خص برنامج العودة على طريق طي الملف بشكل كامل. وفي المناسبة، دعا"التيار الوطني الحر" أبناء الجبل إلى أوسع مشاركة في اللقاء الذي سيجمع النائبين عون وجنبلاط في مقر المطرانية المارونية في بيت الدين، واصفاً اللقاء بـ"التاريخي". وجاء في بيان وزعه "التيار" الخميس حول برنامج الزيارة: "يزور النائب عون قصر المختارة السبت، على رأس وفد من نواب التكتل ومسؤولين من التيار تلبية لدعوة النائب جنبلاط. وإذ خلا البرنامج من زيارة ضريح الراحل كمال جنبلاط، تضمن زيارة أضرحة كل من الرئيس الراحل كميل شمعون وداني شمعون وأفراد عائلته في دير القمر قبل زيارة كنيسة سيدة التلة ولقاء مع أهالي الدير، ويعقب ذلك زيارة جنبلاط في قصر المختارة، ويلي ذلك لقاء شعبي في دار مطرانية بيت الدين بدعوة من راعي أبرشية صيدا المارونية المطران الياس نصار. ويتخلل الاستقبال كلمة لكل من راعي الأبرشية والنائب جنبلاط والعماد عون.

أنطوان نصرالله: زيارة عون الى ضريح داني شمعون ليست تحد للوطنيين الأحرار

نهارنت/إعتبر القيادي في التيار الوطني الحر أنطوان نصر الله، أنّ "زيارة رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون الى الجبل والمختارة غدًا، تدخل ضمن إطار طي صفحة الحرب نهائيًا وفتح صفحة السلام". وكشف نصر الله في حديث الى "المركزية" أنّ "زيارة عون برمزيتها لن تنتهي هنا، وإنّما هناك لجان من الطرفين تعمل على إقفال ملف العودة وتعزيزها، وعلى ازالة كافة العوائق من أمامها، أكانت مالية او اقتصادية او اجتماعية او حتى نفسية"، مؤكّدًا أنّ "العلاقة بين الحزب التقدمي الاشتراكي والتيار الوطني الحر لم تنقطع يومًا على الأرض، على الرغم من كل التباينات السياسية التي كانت سائدة بين الطرفين، إذ أنّ عون وجنبلاط يحرصان على تحييد الجبل وتحييد مناطق التواجد المشترك عن أي نزاع".

وعمّا إذا كان يعتبر أنّ زيارة عون الى دير القمر ووضع إكليل من الزهر على ضريح الشهيد داني شمعون استفزاز لرئيس حزب الوطنيين الأحرار النائب دوري شمعون، أجاب نصر الله أنّ "زيارة ضريح المرحوم داني تعود الى عام 2005 عند عودة النائب عون الى لبنان، ويومها ولأسباب أمنية ولوجستية لم تتم هذه الزيارة، وجميعنا يعرف علاقة العماد عون بآل شمعون وخصوصا بالشهيد داني. من هنا، ليست الخطوة رسالة لدوري شمعون ولا استفزازا له ولكنها رسالة وفاء لداني وللعلاقة التاريخية ما بين التيار الوطني الحر وحزب الوطنيين الأحرار". أمّا عن رفض بعض نواب "اللقاء الديموقراطي" المشاركة في استقبال عون في المختارة، أكّد نصر الله أنّ "هذه المواقف هي انتخابية محض ولا علاقة لها بالمصالحة التاريخية، فالمصالحة هي مصالحة وطنية لا علاقة لها بالسياسة الصغيرة ولا بالانتخابات، من هنا يجب قياسها على هذا الحجم بغض النظر اذا حصل تحالف انتخابي غدا ام لم يحصل، ويدرك جميع النواب في قرارة نفسهم أنّ هدف الزيارة ليس إزالة أحد، وليست لهدف انتخابي، وانما تأتي في سياق "ترييح" عودة المسيحيين الى الجبل واستثمار قطار المصالحات. ونتمنى ان تكون الحكومة الحالية هي آخر حكومة تضم وزارة شؤون المهجرين.

وهاب: الردود على خطاب نصر الله لم تقرأه جيدًا أو اتخذت مواقف مسبقة منه

نهارنت/رأى رئيس تيار "التوحيد" وئام وهاب أنّ "بعض الردود على خطاب أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصر الله الأخير لم تقرأه جيدًا، أو أنها تتخذ مواقف مسبقة من كل ما يقوله سماحة السيد وكل ما يصدر عن المقاومة". وأضاف بعد استقباله سفير كوبا في لبنان مانويل سيرانو كوستا، الى أنّ "هذا الأمر يجب أن يعالج بشكل جذري وأساسي، والا تستمر هذه الردود على أمور كبيرة بهذه الخفة، وعلى الجميع أن يعلم أنّ نصر الله قال ما ستفعله المقاومة إذا ما اعتدت إسرائيل، وليكن الأمر واضحا انه إذا كان هناك من احد في لبنان يريد لنا أن نستسلم أمام الاعتداءات أو أن نقف مكتوفي الأيدي، أو أن نتخاذل فما عليه إلا أن يغادر لبنان، وأقول، ربما البعض يفكر هكذا حتى لا يعتبر كلامي هذا تهديدا إلى أي يكن".

كما اعتبر أنّ "إقرار موضوع قانون البلديات أمر ايجابي ويشكل انطلاقة جيدة للدولة، وان يتم إقرار النسبية في البلديات، رغم أن البعض يعتبر أن هذه النسبية قد تعطل عمل البلديات، إلا أنه في المحصلة فإن النسبية أمر ايجابي خصوصا إذا استكمل بقانون للانتخابات النيابية على أساس النسبية من اجل الإصلاح في لبنان، ولن يبدأ التغيير إلا من هذا المنطلق من اجل إلغاء عامل المال، وعلى أساس دوائر كبرى على مستوى كل لبنان، هذا هو الباب الوحيد للاصلاح ولإدخال دم جديد إلى المجلس النيابي والحياة السياسية في لبنان وإعطاء فرص للشباب حتى لا تبقى الديناصورات المالية تتحكم والسياسية مسيطرة كما هو واقع اليوم". أمّا عن العلاقة مع سوريا، فشدّد وهّاب على أنّ "ما تناوله رئيس الحكومة سعد الحريري حول العلاقات اللبنانية - السورية، إذ انه قد قام بخطوة جريئة باتجاه هذه العلاقات، ولكنني اربأ به أن يعتبر أن هذا الأمر تم بناء لتدخل عربي معين أو لأمر عربي، ولا اعتقد أن رئيس حكومة لبنان يمكن أن يكون هكذا أو يمكن أن الأمر قد فهم خطأ. رئيس حكومة لبنان يجب أن يكون قد ذهب إلى دمشق بملء إرادته وليس بأمر من احد ومن يكون هذا الأحد. والزيارة إلى سوريا يجب أن تكون لان مصالح لبنان تقتضي ذلك وان تكون العلاقات بين البلدين على أفضل ما يرام، وحتى لا يفسر هذا الكلام أن الرئيس الحريري قد ذهب دون أن يكون مقتنعا بضرورة هذه العلاقة، ونحن نعلق الآمال على تطورها وتقدمها، وعلى ما يقوم به الرئيس الحريري ولتطوير العلاقات وتأمين الاستقرار للحكومة وللبنان بشكل عام".

باسيل: التقنين عائد للهدر الفني وغير الفني نتيجة السرقة وعدم تحقيق الجباية

نهارنت/اعلن وزير الطاقة والمياه جبران باسيل ان الهدر يسبب التقنيين في المياه لافتاً الى أنّ هناك هدر فني وهدر غير فني نتيجة السرقة والجباية غير المحققة.

وقال باسيل في مؤتمر صحفي تناول فيه قطاع المياه "اننا نظريا من دون سدود ولدينا نسبة مياه اكثر من الطلب ولكن في المقابل يبلغ التقنين 60% بسبب الهدر، مشيراً الى أنّ نسبة الجباية تبلغ 53,6% فقط وهناك تفاوت كبير في نسبة الجباية حيث نسبة الجباية عالية في مناطق مثل البترون وبيروت وزغرتا بعكس مناطق اخرى. وكشف باسيل ان مشكلة الجباية ليست مناطقية وليست طوائفية، بل هي مشكلة عامة بحاجة للمعالجة على صعيد البلد ككل، مشيرا الى ان كلفة انتاج المياه في لبنان عالية جدا ونفقات المؤسسات 153 مليار في العام الماضي صيانة وتشغيل ونسبة الاستثمار قليلة.

رئيس الجمهورية الى روسيا بين 24 و26 الحالي تلبية لدعوة رسمية

نهارنت/صدر عن مديرية المراسم في رئاسة الجمهورية بالتزامن مع رئاسة التشريفات في قصر الكرملين، مقر الرئاسة الروسية، البيان جاء فيه: "يقوم رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بزيارة رسمية لجمهورية روسيا الاتحادية بين 24 و26 شباط 2010، وذلك تلبية لدعوة رسمية من نظيره الروسي ديمتري ميدفيديف". ويحل الرئيس سليمان ضيفا في قصر الكرملين التاريخي، مقر الرئاسة الروسية، ويعقد قمة مع نظيره الروسي كما يلتقي عددا من كبار المسؤولين الروس الزمنيين والروحيين إضافة الى أبناء الجالية اللبنانية في روسيا".

ماروني: ضروري مشاركتنا في قمة ليبيا فالحريري تعالى على جراحه وذهب الى سوريا

نهارنت/تمنى النائب إيلي ماروني الا تكون الإصلاحات في النتخابات البلدية ذريعة، لمن لا يريدون إجراء الإنتخابات في موعدها، مشيراً الى أن الإصلاحات خطوة مفيدة للعمل البلدي وللعمل الإداري في لبنان وآملاً أن تجري الإنتخابات في موعدها لأن في ذلك رسالة الى العالم العربي والدولي وهي أن "لبنان قادر على مواجهة كافة الإستحقاقات بنجاح".

ورأى ماروني في حديث لـ"صوت الشرق" في موضوع النسبية حلاً من الحلول الاصلاحية التي تتيح المجال أمام فرقاء وقوى عديدة للتمثل في القرية أو في البلدة"، متمنيا الا تؤخذ ذريعة لتأجيل الإنتخابات ولافتا الى انه "يمكن إجراء الإنتخابات وفقا للقانون الحالي على ان تقر النسبية في المستقبل". وعن مشاركة لبنان في القمة العربية، قال:"لقد تعالى الرئيس الحريري على جراحه وذهب الى سوريا لإسماع كلمة لبنان، سائلا "أليس من الأجدى ان يكون رئيس لبنان في ليبيا ويقول كلمته في موضوع الإمام موسى الصدر بالذات ويطالب بكشف الحقيقة حول مصيره"، وأشار الى أن لافتا الى ان "الأجواء تشير الى ان التمثيل اللبناني سيكون منخفضا وهذا ليس جيدا للبنان". وتعليقا على خطاب السيد نصر الله قال هو "جعل اللبنانيين يعيشون في أجواء الحرب وكأنها واقعة غدا وغيب الدولة اللبنانية ، مضيفاً "كان الأجدر ان يترك للدولة وللجيش وللقوى الأمنية أمر تحديد أماكن القصف وأماكن الرد". ورأى ماروني أن اللقاء الذي عقده رئيس الحكومة سعد الحريري مع كتلة زحلة هو تأكيدٌ جديدٌ بأننا نقف الى جانبه في مسعاه لبناء الدولة اللبنانية بكامل مؤسساتها ولتهنئته بنجاح ذكرى 14 شباط بعد المزاعم التي أطلقت حول فشلها أو تفشيلها أو الإنتقاص من حضورها السياسي والشعبي في لبنان وأيضا للتباحث في شؤون زحلة وحاجاتها الخدماتية والإنمائية.

الحريري يقترح ذكرى بشارة العذراء عيدا وطنيا مشتركا والوزراء يوافقون

نهارنت/اقترح رئيس الحكومة سعد الحريري عقب جلسة مجلس الوزراء العادية مساء الخميس من خارج جدول الاعمال اتخاذ قرار باعتبار يوم 25 آذار عيدا وطنيا وعطلة رسمية في مناسبة عيد بشارة العذراء، قائلاً: "إن السيدة العذراء تعني المسلمين كما تعني المسيحيين في القرآن كما في الانجيل، ويجب أن يكون هذا اليوم عيدا مشتركا"، ولاقى هذا الاقتراح استحسان الوزراء. وفي سياق منفصل،أعرب الحريري عن ارتياحه لما تم التوصل اليه في موضوع النسبية في الجلسة السابقة. واوضح وزير الداخلية زياد بارود الخميس انه اعد مسودته بصيغتها النهائية لقانون الانتخابات البلدية والاختيارية والتي سيضع عليها مجلس الوزراء لمساته الاخيرة في جلسة 27 شباط. ولاحظ ان النسبية قد توجد بعض الصعوبات على مستوى فرز الاصوات، اما على مستوى التصويت فهي اكثر سهولة. وإذ أشار بارود الى جهوزية الوزارة لاجراء الانتخابات، لفت الى ان المهل تضيق وانه اذا كانت ثمة رغبة حقيقية في المضي في هذه الاصلاحات فيجب البدء بذلك قبل موعد الانتخابات المفترض في ايار وحزيران المقبلين. وإليه فقد كرر وزير الطاقة جبران باسيل في مستهل الجلسة، طلبه ان تبادر الحكومة الى سحب مشروع القانون المتعلق بخفض سن الاقتراع من مجلس النواب، الا ان طلب باسيل لم يلق استجابة من الحريري الذي آثر عدم استغراق مجلس الوزراء بهذا العنوان على اعتبار انه من خارج جدول الاعمال. وقال الحريري بهذا الصدد: "نحن كحكومة قد اتخذنا قرارنا في هذا الشأن، ولا نستطيع ان نتراجع عنه او ان نشكل سابقة في هذا المجال، ولذلك المشروع موجود امام مجلس النواب ولنتحمل مسؤوليتنا. نحن أخذنا قرارنا ولن نسترد المشروع". ما عرض الحريري امام المجلس نتائج التقرير الذي اطلع عليه من فريق التحقيق الدولي الذي زاره في السرايا فور وصوله الى بيروت، وتم الاتفاق على ابقاء مضمونه سريا. وأفاد وزير الاعلام طارق متري بعد الجلسة ان الحكومة ستصدر تقريرها الشامل منتصف الاسبوع المقبل بعد اطلاع ذوي الضحايا على المعلومات الكاملة المتوافرة لديها. وشدد على الصفة الاولية لتقرير اللجنة الفنية، قائلا ان هذا "ليس التقرير النهائي الذي يلزمه وقت أطول". كما أكد عدم اتخاذ قرار بوقف عمليات البحث عن الضحايا.

وليد بيك هل تهرب من زرع اخضر رويته بعرقك ويديك؟

المصدر : الشراع / ١٩ شباط ٢٠١٠

هذي الجموع الزاهرة الطالعة اشجاراً باسقة كنت يا وليد بيك راويها وساقيها، فاستحالت من بذور او شتل اخضر يافع الى ظلال وارفة كانت وأصبحت قادرة على توريد الفيء والانتعاش الى رئتيك لمواجهة اية حالة حصار أو اختناق. هذه الاصوات الهادرة بالاستقلال والسيادة والحرية.. هي صدى دعواتك من على منابرها، وكم كنت صادقاً وراقياً ومعبراً حين تلوتها امامها ورددت خلفك استلهاماً ودعماً. هذه المناسبة الفاجعة التي حولتها يا وليد بيك الى مهرجان فرح.. والله انه الفرح باللقاء بالشعار بالاستذكار بالقوة بالقدرة.. كله صنع يديك، بما انجزت وهو بحر كبير. هذا البناء الشامخ نحو السماء المتمادي فسحاً على الارض، المتعمق جذوراً في التربة، المستطيل حتى يشمل كل الوطن هو هندستك ونظريتك.. وانظر ثباته وعطاءاته. هذا الحضور من كل لبنان، هذا التجاوز للطوائف والمذاهب، هذا العابر للأحزاب والمنظمات والعصبيات، هذا الصدق في المشاعر، هذا التحدي للمخاطر، هذا الصبر على المكاره، هذا الإيثار في المغانم، هذا البحر الهادر المتلاطف في العواطف المندفع بلا اعصار، المتهادي بلا ابطاء، الداعم بلا انتظار، المتحمل بلا سؤال، المتلهف بلا حساب، المستعد بلا عقاب.. هذه الناس التي لا تكل ولن تلين، لا تمل ولا تستكين، هذه الجموع المتلهفة للقائك يا وليد بيك كنت انت معلمها وقائدها، وانظر كيف كانت وما زالت تحمل الصليب وترفع القرآن ولا تسأل الزعيم عن ايمانه او تدينه.. بل تسأله سبيلاً للاستمرار للوصول الى الغاية المنشودة حيث الدين هو الضمير وهي الاخلاق، وهو خلاص الناس وانعتاقها وقد كسرت القيود وحطمت الاغلال. هؤلاء الابرياء، يسألونك كيف تمر بنا يا وليد بيك ولا تلقى بالابناء؟ كيف لا ترمقنا ولو بنظرة حانية واعدة عرفناها منك طيلة السنين العجاف؟ كيف لا تقف لنحييك لنهتف باسمك لنقول لك نحن لم ولن نتغير معك، فليس بيننا عاق، وليس بيننا ناكر للجميل؟ نحن مقتنعون انك لم تغير مواقفك منا، حتى لو اجتهدت في السياسة، فنحن الذين نعطي للسياسة معنى وللزعامة اي زعامة مكاناً، ورونقاً.. يا وليد بيك نحن اولاً.. نحن لبنان، نحن الذين ضحينا من اجل العروبة.. وغيرنا لم يفهم من العروبة الا دعم الاستبداد حرفاً للعروبة عن مقصدها.. فلا مجال للاجتهاد حيث النص واضح: العروبة هي الديموقراطية.. هذا نحن اذن، وليس غيرنا بعد ان ذبحوا الديموقراطية.

العروبة تعني الحرية.. هذا نحن اذن وليس غيرنا بعد ان وأدوا كل حرية، العروبة تعني فلسطين وليس مثلنا من ضحى لأجلها، وغيرنا ما زال يريدنا كبش فداء، او كيس ملاكمة او جاروفة الغام او حوائط صد عن نفسه ونظامه. نحن لا نصدق ان وليد بيك يتخلى عنا ونحن جنده، يقودنا من أجل مرتزقة يقودونه! نحن لا نصدق ان وليد بيك قائد بني معروف حيث الكرامة والشهامة والمناقبية والعنفوان، يتخلى عن اعظم قيم الانسان الروحية السامية، ليستكين لمن لم يفهم الكرامة او الشهامة وهو بين بني معروف نكرة او جلباً او احدى المحميات البريطانية او المستعمرات الصهيونية! نحن نصدق امراً واحداً ان وليد جنبلاط يعرف في صدق سريرته انه ليس هو من يتكلم الآن، واذا تكلم فهو غير مقتنع، وانه يستخدم شجاعته النادرة في رهان يدعو هو ان يكون صحيحاً.. فإذا خسر الرهان كسب هو وكسبناه نحن.

لماذا النجاح مع الحريري والفشل مع الصدر؟

المصدر : الشراع/ ١٩ شباط ٢٠١٠

المشترك في مسألتي تغييب الإمام موسى الصدر (31/8/1978 في ليـبيا) واغتيال الرئيس رفيق الحريري (14/2/2005 في لبنان) حتى الآن هو غموض مصير التحقيقات التي اجريت حول الجريمتين، بل ويكاد يكون اليأس من امكانية الوصول الى تحديد الجهة الفاعلة في التغييب والجهة الفاعلة في الاغتيال هو المسيطر عند جمهور كل منهما.. حتى لا نتجاوز ونتحدث عن موقف القيادات. غير ان هذا المشترك في الغموض، يقابله مشترك آخر ايضاً هو الوضوح في توجيه الاتهام ضد ليـبيا في التغييب، وضد سوريا في الاغتيال.

ويطل علينا مشترك آخر، وطالما الحديث في السياسة مستمر، هو الدور الايراني المباشر او غير المباشر في تغييب الإمام موسى الصدر وفي اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

بل يزداد هذا المشترك موضوعية في الحالتين، ان النظام الايراني الذي كان على وشك الظهور مع تغييب الإمام الصدر عام 1978 خرج المستفيد الاول في هذه الجريمة حتى لو تمت على الارض الليـبية وبمعرفة او بموافقة او بمشاركة او بالثلاثة معاً سلطات ليـبيا الحاكمة حتى الآن، وان هذا النظام الايراني نفسه خرج المستفيد الاول من اغتيال الرئيس رفيق الحريري حتى لو تم على الارض اللبنانية وبمعرفة او بموافقة او بمشاركة او بتخطيط وأمر السلطات السورية التي كانت حاكمة لبنان قبل ومع وبعد لحظة اغتيال رفيق الحريري.

والمشترك في شخصيتي الإمام المغيب والرئيس المظلوم انهما جاءا من خارج التقليد السياسي اللبناني في رسم الزعامات والقيادات والرؤساء، فلم يكن احدهما ابن عائلة سياسية، ولم يكن احدهما في الاساس سياسياً، فالأول رجل دين.. ونادراً ما ادى رجال الدين ادواراً اساسية في طوائفهم او في وطنهم كتقرير مصير طائفة او مذهب او تشكيل مرجعية سياسية، بوجود مرجعيات سياسية متنوعة ومتعددة وضاربة الجذور في التربة الشعبية خاصة في الريف، وتحديداً في جبل عامل (زعامة آل الاسعد وآل عسيران وآل الخليل وآل الزين ثم صفي الدين والفضل). والثاني (رفيق الحريري) رجل اعمال ونادراً ما ادى رجال الاعمال ادواراً سياسية اساسية في وطنهم او في طوائفهم، او تشكيل مرجعية سياسية، بوجود مرجعيات سياسية متنوعة ومتعددة وضاربة في الاصول الاجتماعية الفقيرة والمتوسطة الحال خاصة في المدن الساحلية (سلام في بيروت، كرامي في طرابلس.. وفي الدرجة الثانية الحص في بيروت والبزري في صيدا، اما في حال رياض الصلح المفكر والسياسي والرائد العربي فهو ابن مناخ سياسي عروبي تراجع مع الايام، وهو بطل الاستقلال الاول).

ثم بالممارسة والمناخات المستولدة وكاريزما القيادة والصفات الشخصية والقدرات المتنوعة، مالاً او عصبية مذهبية، ألغى او كاد كل منهما يلغي، او يحجم المرجعيات التي سبقت اياً منهما، ليصبح هو مرجع الطائفة او المذهب الذي ينتمي اليه.. او يكاد.

المشترك الآخر ان الإمام موسى الصدر شكّل بمجيئه الى لبنان عام 1959 مدخلاً لبدء ترسيخ حالة مذهبية صارخة عبّر عنها بسعيه الحثيث لاستعادة الجمهور اللبناني العروبي من الحالة القومية والأممية التي كان اساسها الى حالة مذهبية ما لبثت ان سادت ليس في الوسط الشيعي فحسب بل في كل اوساط الجماعات اللبنانية الاخرى، فتبلورت قيادات ذات طبيعة مختلفة تماماً عمن سبقتها في كثير من قيم السياسة اللبنانية التقليدية.

بينما جاء رفيق الحريري الى الوسط السني بعد ان أُشبع السنّة إنهاكاً وضرباً وتحجيماً على المستوى الشعبي وتراجع قيادات المدن حتى الاستكانة كسليم الحص في بيروت وعمر كرامي في طرابلس، وانقراض زعامة البزري وسعد في صيدا الى حالات المراهقة السياسية او الوظيفة الادارية.

شكّل رفيق الحريري رافعة السنة في لبنان، بعد ان اشبعوا تحجيماً منذ بدء الحرب الاهلية عام 1975 الى ان استولد النظام السوري ممثلين امساخاً في عدد من المناطق اللبنانية وبيروت، فاستعاد الحريري للسنة مكانتهم ووجدوا فيه قائدهم الذي لم ينازع حتى بعد اغتياله ووراثة نجله سعد للقيادة والمكانة.

نعم، مع تغييب الإمام موسى الصدر نجح الورثة بمعاونة النظام السوري في جعل حركة ((امل)) ممثلة الشيعة الى زمن طويل قبل ان يقرر النظام الايراني ان يلعب على المكشوف ويستتبع معظم الشيعة سياسيين وجمهوراً وحزباً لارادته وقراراته وها هو جمهور رفيق الحريري يعطي تياره ونجله راية سيف الزعامة وإلى زمن طويل إنما استناداً الى عصبية المواجهة او الانتقام او النكاية بالنظام السوري وفيما بعد الايراني بسبب سعيهما للتنكيل به واطلاق آلات الإرهاب ضده.

فلماذا إذن؟

لا يتم التعامل مع مسألة تغييب الإمام موسى الصدر سياسياً ورسمياً وشعبياً وقضائياً بالاهتمام الشامل نفسه الذي يتم به التعامل مع مسألة اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

قد يكون بدء القول بأن الإمام الصدر كان في اضعف حالاته شعبياً حين اختفى وان قضيته تصاعدت بعد جريمة الاخفاء في ليـبيا لاعتبارات سياسية سورية في الدرجة الاولى وان رفيق الحريري كان في اقوى حالاته شعبياً حين اغتيل وان قضية اغتياله تصاعدت شعبياً ووطنياً لاعتبارات سياسية أهمها اتهام النظام السوري في اغتياله بالدرجة الاولى. (طبعاً عدا الاعتبارات العاطفية وطبيعة علاقة الرجل بجماهيره الفقيرة في كل الارض اللبنانية).

قد يكون بدء القول هذا مدخلاً صحيحاً.. لماذا؟ لأن جمهور الإمام موسى الصدر وقياداته والنظام السوري وجهوا تهمة الخطف او الإخفاء ضد النظام الليـبي وشخص زعيمه معمر القذافي.. وهذا صحيح سياسياً وأخلاقياً ومنطقياً.. لكن النظام الليـبي بدأ الإنكفاء عملياً بعد هذه الجريمة التي تمت على ارضه، حتى اخذ قراراً بالخروج نهائياً من لبنان مع اخراج اسرائيل للمنظمات الفلسطينية وزعيمها ياسر عرفات من بيروت صيف 1982.. وبالتالي لم يعد يشكل قوة ضغط على مشاعر الشيعة وجمهور الصدر، ولم يكن له لسنوات طويلة سفارة في لبنان، ولم يعد نظام القذافي موجوداً على خارطة السياسة او الاعلام او الفعل لعقود، ولم يعد يستفز احداً إلا بالسخرية والطرافة والغرابة المضحكة.

اما النظام السوري فإنه شكّل وما زال يشكل لجمهور رفيق الحريري ومعظم اللبنانيين استفزازاً وإرعاباً يولدان كراهية متعمقة ومتجذرة في نفوس اللبنانيين نتيجة 30 سنة من الوصاية الكريهة، فضلاً عن ان الجمهور اللبناني ما زال مقتنعاً في الصميم ان هذا النظام لم ولن يغير سلوكه تجاه لبنان الى ان يقضي الله أمراً كان مفعولاً.

فاستتباع النظام السوري للقيادات التي جاءت بعد الإمام موسى الصدر او لصداقتها معه، او لمصلحتها أياً تكن التسمية منعت بالدرجة الاولى تصعيد قضيته الى اكثر من احتفال جماهيري يقام في 31/8 من كل عام.. وهذا الاحتفال الجماهيري يتراجع عاماً بعد عام بسبب مرور السنين والبعد وتقلبات السياسة وانصراف البعض إلى هموم وانتماءات أخرى، ودخول حزب الله على الخط الذي كاد يسرق حتى احتفال الصدر لحساباته الإيرانية والمحلية..

أما ثبات العصبية ضد النظام السوري في لبنان في مجموعة قضايا تعني الوطن والمجتمع والسيادة والاستقلال.. فجعل قضية اغتيال الحريري متصاعدة لارتباط تغييبه مثلاً بمفاهيم الحرية والسيادة والاستقلال.. خاصة ان هذه لم يتم تحقيقها بالكامل بعد. وما زالت موانعها هي نفسها.. سلوك النظام السوري تجاه لبنان.

وفي المجال نفسه

فقد اندرج تغييب الإمام موسى الصدر عقاباً له على مسعاه الجدي للانفتاح الشيعي على كل العرب، مشرقاً ومغرباً، في وقت تلقى فيه نصيحة سورية بألا يبتعد عن دمشق خاصة وانها بدأت تعاني العزلة الأولى في عهد حافظ الأسد بعد ذهاب أنور السادات إلى القدس عام 1977، وبدء تحرك الاخوان المسلمين ضده في الداخل.

بينما جاء قتل رفيق الحريري، عقاباً له أيضاً على توسيعه مروحة علاقاته العربية والدولية، ولم تقتصر يوماً على دمشق وحدها.

وفي حين استكان الجمهور الشيعي إلى المساندة السورية حتى أوصلته إلى وهم حكم لبنان.. كما يبدو الآن، فإن جمهور رفيق الحريري حمّل النظام نفسه في عهد الوريث الابن، مسؤولية ليس فقط قتل زعيمه، بل وأيضاً محاولة تسعير مذهبية ضده في سباق إثبات الوجود الذي لم يعد بالإمكان إلغاؤه.

النجاح الآخر لجمهور رفيق الحريري انه استند إلى عصبية لبنانية لا يمكن مواجهة منطقها الاخلاقي ولا قيمها التاريخية، وهي أولاً دم رفيق الحريري الذي ما زال طازجاً وسخناً.. وثانياً حق كل شعب في أن يحكم نفسه بنفسه بحرية وأن يتمتع باستقلال ناجز وأن يكون سيداً في وطنه وأن يمارس الديموقراطية ونظام الحكم الذي صنعه وعاشه وارتآه مناسباً له.. وكلها تندرج في خانة المواجهة مع من يعتبره اللبنانيون مانعاً له وهو النظام السوري.

بينما طال الزمان على قضية الإمام الصدر، وإذا كانت المسألة الاخلاقية طاغية في حتمية التعامل مع هذه الجريمة، فإن العصبية اللبنانية تراجعت أو قل تم الاستئثار بها بما يؤذي ليس فقط قضية الإمام الشخصية والانسانية، بل وأيضاً قضيته السياسية أيضاً.

فجمهور رفيق الحريري سعى منذ اليوم الأول لاغتياله.. بل هي طبيعة الحال ان يحاط ويحيط نفسه بأوسع تأييد ممكن من اللبنانيين في كل دار وطائفة ومذهب ومنطقة، وما زال حريصاً على هذا الاحتضان والتحريض عليه لإبقاء جذوة قضيته وطنية بامتياز منذ ان بدأت، لا بل ان خيار الرئيس الحريري توفير الغطاء المسلم الواسع لدعوة الاستقلال التي أطلقها المطارنة الموارنة منذ 20/9/2000، وشكل لها البطريرك العاقل مار نصرالله بطرس صفير جبهة سياسية مسيحية بدءاً من قرنة شهوان..

ما زال هو المعتمد في السياق السياسي والشعبـي والوطني، ربطاً لمصيره الوطني بمصير الآخرين وربطاً لمصيرهم أيضاً بقراراته، وهكذا اندلعت ثورة الأرز وفق هذا المعطى واستمرت حتى الآن مشتعلة وبقوة على المستوى الوطني الشامل.. حتى مع تراوح موقف الثنائية الشيعية بين العداء والتحفظ أو على الاقل عدم الارتياح بعد التخوين وإسقاطات العمالة..

أما قضية موسى الصدر، فرغم ان الرجل نجح في إحاطة نفسه وقضيته وهو حي بأوسع مشاركة نخبوية من المسيحيين في لبنان، فإنها فقدت مرتكزها الوطني وتحولت إلى ولاّدة لعصبية مذهبية راحت نكاية بالآخرين تغلق الأبواب على نفسها حتى ذبلت دون أن تظل قضية وطنية وأخلاقية بالدرجة الأولى.

الآن ماذا على لبنان أن يفعل لجعل قضية الإمام المغيب موسى الصدر مساوية بالاهتمام لقضية الرئيس المظلوم رفيق الحريري؟

يضع القادة الشيعة ظهورهم إلى الحائط وهم يطالبون بمطلب حق، وهو كشف مصير أحد قادتهم المختفي منذ 32 سنة، فيطالب معظمهم بمقاطعة حضور لبنان القمة العربية بسبب انعقادها في ليبيا حيث يتحمل حاكمها ونظامها مسؤولية اختفاء هذه الشخصية اللبنانية الكبيرة. وهو موقف ضعيف قد يستجيب لنوازع شخصية بفشة الخلق، أو رفع التكليف أو أداء الواجب وكفى. بينما المطلوب كشف المستور ومعاقبة المجرم أو المجرمين.

صحيح انه لم يعد ممكناً طلب تشكيل محكمة دولية خاصة بلبنان كما هو الحال في المحكمة التي شكلها المجتمع الدولي لمحاكمة قتلة الرئيس رفيق الحريري، وهي محكمة وللأسف ما زالت عرضة للاتهام والاسقاطات والتشكيك من جانب القيادات الشيعية لأسباب سورية ومذهبية، وطالما عمل القادة الشيعة في لبنان على منع قيامها، بل وجرت اغتيالات عديدة وتهديدات وإسقاطات على جوانبها وفي مراحلها المختلفة.

نعم ولكن يمكن للبنان أن يخطو نحو العدالة بخطوات لم يسع إلى طرقها سابقاً.. واستناداً إلى تحقيقات قضاة ايطاليا الذين أثبتوا ان الإمام موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدرالدين لم يدخلوا الأراضي الإيطالية مثلما زعمت السلطات الليبية يومها (بعد 31/8/1978).

كيف؟ عندما زار الرئيس سعد الحريري دمشق أعلن انه كان يتهم نظامها بقتل والده الرئيس المظلوم رفيق الحريري اتهاماً سياسياً.. وهذا لم يغير موقفه الذي لا يملك أن يؤثر على سير العدالة لأن المحكمة الدولية التي تبحث في جريمة قتل والده خرجت من أيدي لبنان واللبنانيين وأصبحت تحت امرة مجلس الأمن الدولي..

نعم ليس هناك محكمة من أجل الإمام الصدر، لكن الاتهام السياسي ما زال قائماً.. وضد ليبيا.

إذن المسألة في السياسة.. فلماذا لا يعود لبنان وبتحريض من قادة الشيعة إلى بحث الاتهام ضد مختطفي الإمام الصدر.. بالسياسة وليس بالقضاء.

فمن كان له مصلحة في اختفاء الإمام الصدر.. إذا كانت ليبيا فلماذا؟ ولمصلحة من؟

وكيف استفادت إيران من تغييب الإمام الصدر بالتخلص من مكانته كرجل دين مؤثر داخل إيران بسبب دوره في حركة تحرير إيران التي حاربها النظام الجديد مباشرة بعد إخفاء الإمام في ليبيا؟ وكيف استفاد النظام السوري بتشكيل أو بتحويل حركة أمل إلى أداة طيعة في يده حاربت نيابة عنه في كل مكان ولمصلحته حتى ساد على كل لبنان؟

وفي السياسة ودون اتهام أحد.. لماذا لا يطلب القادة الشيعة من الدولة اللبنانية ان تتوجه الى الدولة السورية للحصول من قادتها، او من تبقى من قادتها الذين عاصروا اختفاء الامام، على معلوماتهم الامنية الاكيدة حول هذا الاخفاء؟

ثم وبالتفصيل: لماذا لا يتوجه قادة حركة امل برئاسة الرئيس نبيه بري الى دمشق للاطلاع على معلوماتهم الاكيدة في هذه القضية؟

ثم يتوجه قادة حزب الله برئاسة السيد حسن نصر الله الى طهران للاطلاع على معلوماتهم الاكيدة في القضية نفسها؟

فالجميع يعرف ان هناك اربعة معنيين بكشف مصير الامام الصدر، او بمعرفة مصيره وزميليه هم:

1- النظام الليـبي.

2- المنظمات الفلسطينية التي كانت في لبنان وفي ليبيا.

3- النظام السوري الذي كان في جبهة صمود وتصدٍ مع ليبيا وعلى علاقة شبه عضوية بحركة امل بعد اخفاء الامام.

4- النظام الايراني لاعتبارات دينية وأخلاقية وسياسية خاصة وان هذا النظام في عهد الامام الخميني رفض بحث قضية الامام الصدر حتى لا تؤثر على علاقته مع النظام الليـبي الذي كان يمده بالسلاح خلال الحرب العراقية – الايرانية.

نعتقد الآن ان كشف مصير الامام الصدر ورفيقيه لن يحدث زلزالاً مهما كانت الحقيقة قاسية ومرة، فربما لم يعد معظم المسؤولين عن اخفاء الصدر ورفيقيه احياء.. او لم يعد معظمهم في السلطة.. الا معمر القذافي، وهو بارع في التملص من الجرائم التي يرتكبها نظامه او رجاله.. طالما الادمان على النفط وماله مستشرياً ويستطيع شراء كل شيء حتى حياة 270 راكباً سقطوا فوق لوكوربي وكان القذافي كريماً حتى دفع 10 مليارات دولار اميركي (الرقم المعلن هو 7, 2 مليار دولار).

ليس معنى هذا شراء حياة الامام الغالية ورفيقيه بالمال، او ان ردود الفعل على كشف الحقيقة لن ترتقي الى مستوى الرجل ومكانته.

بل اننا ندعو الى الحقيقة والعدالة ايضاً شرط ان يحسن قادة الشيعة الوصول الى الباب المطلوب وطرقه.. كما احسن قادة الاستقلال الثاني في لبنان في الوصول الى الباب المطلوب وطرقه للوصول الى الحقيقة والعدالة في قضية اغتيال المظلوم الحريري..

اما الغياب عن القمة العربية.. والتحريض عليها.. فهذا باب الضعيف.. ويجب التوقف عن طرقه

قطوع الجدَيْدة وراءه احتيال..الله سَتَر!

المصدر : المسيرة /١٩ شباط ٢٠١٠

في العنوان العريض، كان مقررا أن يكون اللقاء الذي دعا إليه حزب الله في مدرسة الحكمة- الجديدة لقاء في الحوار المسيحي- الإسلامي.

في المضمون يتحول في اللحظات الأخيرة مهرجاناً خطابيًا لإحياء ذكرى شهداء الحزب، في العام الثاني على اغتيال القيادي العسكري عماد مغنية!

لماذا اختار حزب الله مقر مدرسة الحكمة في الجديدة لإقامة المهرجان؟

لماذا استعمل وحليفه التيار الوطني الحر "الحيلة" في استعمال عنوان الحوار المسيحي- الإسلامي؟

كيف "تورطت" إدارة المدرسة وتجاهلت مسألة التدقيق في برنامج المهرجان واسماء الخطباء، وإن حمل عنوان الحوار المسيحي- الإسلامي؟ ومن يبررالإنتشار الأمني الكثيف لعناصر الإنضباط في "الحزب" وتكليفهم بالتدقيق في هويات الحضور وحتى في بطاقات الإعلاميين وتوقيف غير المرغوب فيهم وسحب كاميرات التصوير واقتيادهم لاحقا في حافلات تابعة للجيش اللبناني إلى أحد مراكز المخابرات؟

وهل صار الفكر المسيحي واللاهوتي وصلب السيد المسيح وشهر الصوم المبارك مادة سياسية دسمة في خطاب نواب التيار الوطني؟

ما حصل في مدرسة الحكمة عصر الإثنين 15 شباط ليس إلا فاول سياسي، والمقاربة البدعة في الكلام عن السيد المسيح، لا تجوز!

كان من الممكن أن تمر مناسبة تكريم الشهداء التي اقامها حزب الله وحليفه السياسي التيار الوطني الحر على بعد أمتار من مكان اغتيال النائب بيار الجميل بصمت، وبالطريقة التي "تسلل" فيها المدعوون إلى القاعة حاملين برنامج الدعوة إلى لقاء حوار مسيحي- إسلامي.

وكان من الطبيعي أن يقدر الرأي العام السبب الضمني للعنوان الأساسي للمهرجان في منطقة يقدر عدد السكان الشيعة فيها (الرويسات والزعيترية) بـ 30 ألفا. لكن المشهد الذي أحاط بمكان المهرجان فتح باب السجال، خصوصا في ظل الكلام الذي أثير لاحقا عن وجود حيلة ما انطلت على إدارة المدرسة، والعذر أقبح من ذنب، ومحاولة تحميل رئيس بلدية الجديدة الأستاذ أنطوان جبارة من جهة مسؤولية عدم الإطلاع على مضمون المهرجان وإدارة مدرسة الحكمة من جهة أخرى، إلى الإنتشار الأمني الكثيف لعناصر الحزب في محيط المدرسة.

ماذا في التفاصيل؟ يؤكد رئيس بلدية الجديدة أنه تلقى اتصالا من أشخاص تابعين لحزب الله طلبوا فيه تأمين صالة لإقامة ندوة عن الحوار المسيحي ـ الإسلامي، وهذه ليست المرة الأولى التي تعقد فيها اجتماعات مماثلة بحسب جبارة، إذ جرت العادة أن تنظم شخصيات في المجتمع المدني من الطائفتين المسيحية والشيعية لقاءات مماثلة تعقد في صالون كنيسة مار أنطونيوس في الجديدة. لكن هذه المرة قالوا أن عدد المدعوين يفوق العادة. فاتصل برئيس مدرسة الحكمة وطلب منه حجز مسرح المدرسة على أساس أن هناك لقاء مسيحيًا- إسلاميًا، ولم يأت أحد على ذكر المهرجان.

ما لم يفهمه رئيس البلدية، كما سكان المنطقة، هو لماذا لم يدقق مدير المدرسة في تفاصيل الحدث الذي وافق على إقامته في حرم مدرسته. "أنا لم يكلموني بشيء. طلبوا مني فقط تأمين قاعة كبيرة لهم. والواضح أن الأب المدبر سلمهم القاعة انطلاقا من عامل الثقة وبحسن نية. لكن النتائج أثارت استفزازا عند أهالي المنطقة نظرا إلى الحساسيات الموجودة". أما أسباب محاولة تلبيسه تهمة "الطبخة"، في هذا الظرف وهذا المكان الذي لا يزال يسأل عن قتلة النائب بيار الجميل، فمعروفة. "هناك أولا الإنتخابات البلدية. وقد ظن البعض بأنهم بذلك يحاولون النيل من سمعتي وشعبيتي في المنطقة بعدما فشلوا في الإنتخابات السابقة، عن طريق زرع الفتنة والعداء مع أطراف سياسيين وحزبيين. لكن حيلهم ما عادت تنطلي على أحد حتى على اقرب الناس إليهم".

صحيح أن مظاهر الإحتفال بالمهرجان الخطابي اختفت في الخارج. لا صور لزعماء الحزب والشهداء المكرمين في المهرجان، ولا شعارات مرفوعة ولا حتى مكبرات للصوت، "لكن الظاهر أن البعض كان يحضر لفتنة ما. وتردد أن مجموعة كانت تتحضر للنزول إلى الشارع وهي مدججة بالجنازير، وتم توقيفها".الكلام بقي طي الكتمان، ولم يأت أحد على ذكر الحادث بحسب مصدر مسؤول في المنطقة. وتردد لاحقا أن أحد النواب في فريق 8 آذار اشتغل ليلا على خط الإتصالات للإفراج عن المجموعة. طابور ثالث أم رابع؟ المسالة لا تحتمل الكثير من التأويلات، وإن كان الغطاء الذي أمّنه حليف حزب الله السياسي في المنطقة يأتي تحت عنوان الإنفتاح وقبول الآخر. لكن هل يبرر ذلك الممارسات الميليشياوية في عمق المناطق المسيحية، ويكرس سابقة في ظرف لا يحتاج إلى أكثر من فتيل لإشعال فتنة ما؟

يختصرالنائب الثاني في حزب الكتائب الأستاذ جوزف أبو خليل ما حصل في مدرسة الحكمة الجديدة بالفاول السياسي حتى لا نقول أكثر من ذلك. وقد سعى إليه حزب الله ومن ساهم معه في هذه العملية. فالكل يعلم أن هذه الخطوة تشكل استفزازا بدليل الإنتشار الأمني الكثيف للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي. ولو كانت المناسبة تقتصر على ندوة كما ادعى الحزب وأوهم إدارة مدرسة الحكمة، لما استوجب الأمر كل هذا الإنتشار الأمني لتأمين الحماية وحفظ الأمن.أما التبرير الصادر عن إدارة المدرسة لجهة عدم توضيح الجهة الحزبية لمضمون المهرجان، "فغير واضح ولا يبرر ما حصل. وكان يفترض بإدارة المدرسة التقصي عن حقيقة المهرجان والدخول في ادق التفاصيل لا سيما أنه يقام داخل صرحها التربوي وفي منطقة معروفة بحساسيتها الجغرافية وطبيعة الوجود السكاني فيها". ولفت أبو خليل إلى حصول إشكالات مع بعض الشبان الذين استفزهم المشهد ومضمون الحدث. و"هذا طبيعي" في رأيه،" لكن الله ستر ولم تتطور، فقد كان هناك وعي عند المسؤولين حال دون تطور الإشكالات". وسأل أبو خليل: "هل الدعوة إلى الحوار والتهدئة تبدأ بخطوات إستفزازية مماثلة؟" معتبرا أن التغطية التي أمنها التيار الوطني الحر تهدف إلى إبراز دوره وحجمه في المنطقة وقدرته على أخذ الناس إلى حيث يشاء. وقد تجلى ذلك في الحضور داخل قاعة المسرح التي بقيت ثلث مقاعدها فارغة. في النهاية هناك أخطاء كثيرة بدأت تتراكم، لكن لا يجوز إعطاء الحدث أكثر مما يستحق لأن هناك استحقاقات أهم. المهم أن يدرك كل فريق حجمه ودوره وقدرته على المونة على الآخر".

الثابت أن قاعدة التفاهم والحوار وقبول الآخر التي انطلق منها منظمو مهرجان الحكمة ليست مقنعة بحسب الأمين العام لحزب الأحرار الياس أبو عاصي "فلا يمكن أن أغتصب حرية أحد وآخذه إلى الحواربالقوة. أكثر من ذلك أعطى الحزب أسبابا تخفيفية من خلال إيهام إدارة المدرسة بأن اللقاء تحت عنوان الحوار المسيحي- الإسلامي، وهذا في حد ذاته تحدٍ واستفزاز. ولو كانوا واضحين وصريحين منذ البداية لفتشنا عن سبل معالجة هذا التحدي والاستفزاز. أما أن يُضاف عنوان استغباء الآخر الى الاستفزاز السياسي فليسمحوا لنا بذلك".

ولفت أبو عاصي إلى المسؤوليات التي تتحملها إدارة المدرسة، خصوصا أن هناك قرارًا صادرًا عنها يمنع بموجبه إقامة أي نشاط سياسي أو حزبي أو حتى مهرجان أو حفلة من تنظيم حزبي في حرمها. فماذا تغير اليوم؟ وإذا سلمنا جدلا بأن هناك حيلة انطلت على الإدارة، كان من الأولى أن تطّلع على برنامج المهرجان وإن كان مدرجا تحت عنوان الحوار المسيحي – الإسلامي، لأن الكلمة في حد ذاتها مطاطة، فكيف إذا كانت مدرجة في عنوان من تنظيم حزب الله وفي منطقة حساسة جغرافيا وفي ظل وضع سياسي مأزوم؟ من هنا كان يفترض بإدارة المدرسة أن تدخل في حيثيات البرنامج ومعرفة أسماء الخطباء في الحفل".

حجة الإدارة أن هناك حيلة انطلت عليها وهذا جرم في حد ذاته يدرج في خانة التحايل على القانون بهدف توريط الآخر أي إدارة الحفل، والكلام لأبو عاصي. لكن كان يفترض أن تكون هناك تدابير مسبقة من الإدارة ورأس الهرم، أو تأجيل الحفل". وعن مضمون الكلمات التي ألقيت وتحديدا ما ورد في كلمة النائب نبيل نقولا لجهة مقاربة شهادة السيد المسيح بالمقاومة واعتباره المقاوم الأول الذي استشهد على يد الإسرائيليين، قال أبو عاصي: "فتشوا عن ثقافة المتكلم وخلفياته وأهدافه قبل التعليق على مضمون خطابه. فقد سبق وسمعنا كلاما أخطر من ذلك على لسان رئيس التكتل الذي ينتمي إليه النائب نقولا، والظاهر أنه في تماديه حيال المقامات الدينية أعطى الضوء الأخضر لنوابه للتطاول على الفكر المسيحي وابناء الكنيسة."وإذا كان رئيس البيت بالدف مغرمًا، فكل أهل البيت شيمتهم الرقص".

حتى الساعة لم يصدر أي رد من إدارة المدرسة أو توضيح باستثناء أن الإدارة وافقت على تأجير مسرح المدرسة على أساس أن اللقاء يندرج تحت عنوان "الحوار المسيحي – الإسلامي"، فإذا به يتحول مهرجاناً لتكريم شهداء حزب الله في الذكرى الثانية لاغتيال عماد مغنية، وليس خطأ أن يكرم الشهداء، فكلنا أبناء قضية وندرك قيمة الشهادة. لكن لماذا وقع الإختيار على مسرح مدرسة الحكمة، ولماذا لم يصدر أي توضيح من رأس الهرم؟. يجيب أبو عاصي: "نادرا ما تعالج الكنيسة مواضيع مماثلة في العلن. والكلام الذي يصدر في هذه المسائل غير مباح. لكن أعتقد بأن هناك تدابير معينة ستتخذ لتحديد المسؤوليات وتفادي تكرار الحادث".

إذا صح أن الهدف من إقامة مهرجان تكريمي لشهداء المقاومة في عمق المناطق المسيحية هو لتقريب وجهات النظر بإيعاز من أحد ركائز الحدث الإستفزازي أي التيار الوطني الحر، فالنتيجة على الأرض لم تعط ثمارها. والنقزة والمرارة في الشارع المسيحي ـ باستثناء الحاقدين المنتمين إلى التيار الوطني نكاية بالآخر- لا تسهلان حتما عملية غسل القلوب وتقريب وجهات النظر، بحسب أبو عاصي. حتى الحراك السياسي ورحلات الحج تساهم في تأجيج الأمور عندما لا يشاطرونهم الرأي. وختم: "المهم أن المسألة مرت على خير ونأمل بألا تتكرر، لأن تراكم مشاعر الإستفزاز يؤدي إلى ما لا تُحمد عقباه. ولا يتمنى أحد ذلك".

ما حصل في مسرح مدرسة الحكمة شكل سابقة في محاولة لتثبيتها، والمفروض ألا يتكرر أو على الأقل ألا تتحول اساليب الحيلة التي اعتمدت في هذا المهرجان عرفاً يطبق تحت عنوان تقريب وجهات النظر وغسل القلوب. فلا شيء يتم بالقوة، ولا شيء يغسل خطأ توريط إدارة مدرسة الحكمة بمعطيات خاطئة، إلا اعتذار من الجهة المنظمة للحفل. فهل يحصل ذلك؟ومن يغسل قلوب الشارع المسيحي الذي تلقى صفعة الغدر على غفلة؟

يؤكد الإختصاصي في علم الإجتماع الدكتور عبده قاعي أن "لا شيء يعوض عن الصراحة، ولو أعلنت الجهة المنظمة للحفل صراحة عن مضمون المهرجان من دون لف أو دوران لاختلف الأمر في الشارع المسيحي، وكذلك بالنسبة إلى إدارة المدرسة، لأن هناك أسئلة غامضة تتمحور حول قبولها بتنظيم مهرجان مماثل داخل حرمها، إلا إذا كانت المعلومة وصلت سلفا وتكتمت عليها لتفادي الإحراج واستفزاز الرأي العام. وكل الحجج والتبريرات التي صدرت لاحقا غير مقبولة".

في علم الإجتماع قبول الآخر يعني "ان نتقبل ذاكرته وعلاته. عندها يمكن أن نتكلم عن أجواء حوار وانفتاح. لكن حتى اللحظة يمكن القول أن الجراح لا تزال مفتوحة عند الطرفين، وهناك عقد أساسية لا تزال عالقة. من هنا لا يمكن التكلم عن أجواء حوار والقيام بمبادرات من شأنها أن تذكي هذه الجراح. أما إذا افترضنا أن الأمور تسير في هذا الإتجاه، فيجب أن يقوم الطرف الآخر بمبادرة مماثلة وتكون لديه الجرأة للتقدم بطلب لتنظيم مهرجان مماثل في المناطق الخاضعة لسيطرة حزب الله. فلبنان لجميع أبنائه ولا يفترض أن تكون هناك سياسة صيف وشتاء على فئة أو جهة سياسية أو حزبية ما. وبغض النظر عن النية التي كانت تخفيها الجهة المنظمة لمهرجان حزب الله في مدرسة الحكمة، يجب أن تكون هناك صراحة ونجرؤ على وضع الإصبع في الدملة ونقول الأمور على حقيقتها".

المقاربة التي ضمنها النائب نبيل نقولا كلمته عززت أجواء النفور والإستفزاز، وإن كان كلامه سياسيا كما أوضح الأب الدكتور يوسف مونس، ولا علاقة له برسالة الخلاص والفداء التي تشكل أساس رسالة يسوع المسيح. "من هنا يجب عدم التوقف عند أي كلام يقصد به تأمين غطاء للفكر الديني". ويضيف مونس: "المسيح جاء مخلصا وليس مقاوما لأي طرف أو فئة، ولا يجوز تغيير الجوهر او التلاعب عليه لأن كلام الكتاب المقدس مختلف تماما". وعن مقاربة شهر الصوم بالمقاومة سأل مونس:" متى قالت الكنيسة إن شهر الصوم هو شهر مقاومة؟ فهذا الشهر له مدلولات لاهوتية وقراءة واحدة في الفكر الديني ولا يجوز أن نقرأ معاني الصوم بعيدا عن فكر الكنيسة واللاهوت. ومن الخطأ أن ننجر إلى هذا الكلام والأفضل ألا نتوقف عنده إذا كنا نتقن القراءة في الفكر اللاهوتي والكتاب المقدس، علينا أن نفهم ماذا تريد الكنيسة وماذا يقول الكتاب المقدس وليتكلم الباقي بما يريد".

ليس المسيحي وحده الذي طعن مع صلب السيد المسيح، "كلنا مجروحون، مسلمين ومسيحيين. واليهودي لا يزال على بطشه. من هنا لا تجوز مقاربة صلب السيد المسيح بالمقاوم الأول، أو اعتبار شهر الصوم شهر مقاومة. قد يكون هذا الشهر أقرب إلى المقاومة الروحية لكن المقاربة لا تجوز". ويختم قاعي: "يجب أن يعودوا جميعا إلى المدرسة، مسيحيين ومسلمين، حتى يقرأوا جيدا في مضمون المقاومة الروحية وحقيقة الفكر الديني واللاهوتي عند كل الأديان".

أزمة الترقيات والمحسوبيات أوصلت الخلافات في وزارة الخارجية إلى الذروة: حضر هيثم جمعة الاجتماع فانسحب وليم حبيب واعتكف في مكتبه

مصادر الشامي توضح : للوزير الحق في استدعاء من يشاء والسفير حبيب تعرض للمساءلة

كتب ابراهيم جبيلي/الديار

الاتصالات الهاتفية التي وردت في الامس تستفسر عن المعلومات التي نشرتها «الديار» عن الترقيات في وزارة الخارجية وتشير الى خلل ما يعتري الاداء الذي كان رفيعا وعريضا في وزارة الخارجية، وفيما البعض شدد على صحة المعلومات فإن البعض الآخر ومنهم اوساط مقربة من التيار السياسي لوزير الخارجية علي الشامي تعتبر ان بعض المرتكبين داخل الوزارة هم كانوا المصدر لمعلوماتنا. ومما جاء في معلومات المصادر المقربة التي تؤكد ان لوزير الخارجية كامل الصلاحيات في اشراك من يريد من المديرين العامين في الاجتماعات للمناقشة في اية جلسة تعنى بشؤون وزارته. ويوضح المصدر ان الوزير علي الشامي ارسل كتاب مساءلة ادارية للسفير وليم حبيب يطالبه شرح الاسباب المسلكية التي دفعته الى الاعتكاف داخل مكتبه وان السفير وليم حبيب تضيف المصادر قد وضعته دوائر الوزير تحت شبهة المرتكب في سلوكه «الوظيفي»، وانه عاد الى مزاولة اعماله بعدما استلم مراسلة الشامي والخشية ان تسلك الامور المسالك الصعبة. اما بخصوص الملحقين الاغترابيين فإن المصدر المقرب من التيار السياسي الذي ينتمي اليه الوزير يوضح ان بعض هؤلاء استلموا مهامهم، وبعض منهم استلم القنصليات في سفارات لبنان في الخارج.

هذا الكلام رفضه جملة وتفصيلا الديبلوماسيون في وزارة الخارجية الذين طلبوا بإلحاح عدم ذكر اسمائهم واعتبروا ان «الملحقين المغتربين هم نوعان بعضهم دخل بواسطة الامتحان والبعض الاخر بحكم القانون، والاثنان ينطبق عليهما انهما دخلا بفعل الواسطة السياسية، وان ازمة الترقيات هي التي ادخلت الخلافات الى الذروة، لانه حين طرحت مداولات الترقيات على بساط البحث قامت لجنة ادارية برئاسة الامين العام للوزارة بالوكالة السفير وليم حبيب ومدير الشؤون السياسية والقنصلية هو ايضا السفير حبيب بالاضافة الى مدير الشؤون الادارية والمالية ميشال بيطار.

قامت هذه اللجنة بدراسة جميع الملفات المقدمة وصنفت اصحاب الكفاءات ورفعت تقريرها الى الوزير علي الشامي وخلال الاجتماع كان الوزير موافقا على التقرير الذي قدمته اللجنة وانفض الاجتماع بانتظار اصدار القرارات اللازمة، وقبل مغادرة المشاركين مكان الاجتماع دخل المدير العام لوزارة المغتربين هيثم جمعة طالبا المناقشة، وهذا ما دفع بالسفير حبيب الى الاحتجاج معتبرا ان صلاحية مدير عام المغتربين لا تخوله المشاركة لان المداولات «سرية» خصوصا انها تعنى بالشأن الوظيفي والشخصي للعاملين في الوزارة، ويؤكد بعض الدبلوماسيين ان مشادة كلامية حصلت بين جمعة وحبيب، وانكفأ الاخير الى مكتبه رافضا الاستمرار بممارسة عمله.

وتضيف المعلومات التي استقتها «الديار» من بعض الديبلوماسيين الذين رفضوا بإصرار ذكر اسمائهم، ان الوزير علي الشامي عندما سافر الى قبرص برفقة رئيس الجمهورية اصدر مذكرة حوّل فيها بريد الوزارة الى احد مستشاريه، فيما الاصول والتراتبية الوظيفية تفرضان ان يحال البريد الى الامين العام للخارجية.

وتعتبر اوساط الديبلوماسيين ان قرار جمعة المشاركة في اجتماع ليس من اختصاصه او من صلاحيته كان لاسباب محض حزبية لان كريمة احدى المرجعيات السياسية لم تكن مدرجة على جدول الترقيات، فكان لحضور جمعة اثر كبير في تغيير القرارات التي اتخذتها اللجنة. وتعتبر اوساط هؤلاء الديبلوماسيين ان الضغوط فاقت بأحجامها الكبيرة مقدرة السفير حبيب على مقاومتها، فبدأت التوضيحات ترسل الى وسائل الاعلام وكلها تشير الى حق الوزير في ترقية من يشاء وتضع السفير حبيب في خانة المعرقلين. وفي النتائج، فإن الامور حسمت لصالح الوزير الشامي وفريقه السياسي، وخصوصا ان معظم الموظفين الذين التحقوا بوزارة الخارجية من وزارة المغتربين خلال عملية الدمج هم من لون سياسي واحد، وان الوزارة محسومة للون سياسي واحد بعد ان تعاقب عليها وزراء من لون سياسي واحد. وهنا يوجه بعض الدبلوماسيين سؤالا الى الفاعليات السياسية وخصوصا رئيس تكتل الاصلاح والتغيير العماد ميشال عون الذي رفض المحسوبيات الطائفية داخل بلدية بيروت، اقله ان يشمل موقفه ملف الترقيات الطائفية داخل وزارة الخارجية وان يطرح هذا الموضوع على حلفائه وخصوصا ان بعضهم معني بهذا الملف.

سوء تطبيق النسبية البلدية قد يتحوّل الى كارثة وطنية

فؤاد أبو زيد/الديار

من غير المستغرب ان تجابه الاصلاحات التي اقترح الوزير زياد بارود ادخالها على قانون الانتخابات البلدية، برفض من بعض الوزراء، او بتأييدها ودعمها من وزراء اخرين، لأنه اصبح مألوفاً في لبنان بعد سنوات الحرب، وبعد فترة الوجود السوري، وبعد تغيّر الديموغرافيا في العديد من المناطق، وبعد نشوء حزب الله، والقدرة العسكرية والمالية والشعبية التي راكمها منذ تأسيسه في العام 1982، والتي لا يتمتع بمثلها اي فريق سياسي او مذهبي آخر على الساحة اللبنانية، بعد كل هذه التحوّلات الجذرية في البيئة اللبنانية، اعتاد اللبنانيون على الاختلاف بين بعضهم بعضاً حتى على أبسط الامور، لأن النظرة الى القضايا التي يواجهون لم تعد واحدة، فهي خليط من الفئوية والطائفية والمصلحية والعقائدية والاقليمية، والحزبية، وحلّ الحذر وعدم الثقة بين مكوّنات الشعب الواحد، ما ادّى في النتيجة الى عرقلة عمل الحكومات والوزارات والمؤسسات العامة وفي طليعتها مجلس النواب، ولهذه الاسباب تسطّح قانون الانتخابات النيابية في العام 2008 وتجوّف بانتزاع الاصلاحات التي اقترحتها الهيئة الوطنية برئاسة الوزير السابق فؤاد بطرس، وانتخب اللبنانيون في العام 2008 نوابهم على اساس قانون هرم يعود الى العام 1960، ولم يرَ فيه البعض ما يسيء، لأن لبنان ما زال حتى اليوم يطبق قوانين تعود الى الحكم العثماني او الانتداب الفرنسي.

النسبية، والكوتا النسائية، والشهادات العلمية، وانتخاب رئيس البلدية ونائبه مباشرة من الشعب، هي بعض الاصلاحات التي اقترحها الوزير بارود، والكل أدلى بدلوه بهذه الاصلاحات سلباً او ايجاباً، انما التخوّف على غياب او ضعف التمثيل المسيحي في عدد من البلديات الكبيرة كبيروت وطرابلس، كان تقريباً موحّداً عند الوزراء المسيحيين في مقاربة اعتماد النسبية، وكان لافتاً ان معظم الذين قاربوا هذا الموضوع الحسّاس، لم يكن عندهم الاجوبة الكاملة الشافية حول فاعلية النسبية، وكلهم اكدوا على وجوب انتظار نتائج هذه التجربة الجديدة ليصبح ممكناً الحكم عليها في شكل نهائي، انما المهم بالنسبة الى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، ورئيس الحكومة سعد الحريري، ووزراء الرابع عشر من آذار، كان ضرورة اجراء الانتخابات في موعدها الدستوري، محافظة على مبدأ تداول السلطة، وهو مبدأ في صلب النظام الديموقراطي، ولاعطاء دفع الى عمل الحكومة التي لم تنطلق بعد بانطلاقتها المرجوة بسبب تكبيلها بشروط الديموقراطية التوافقية، وقد عجّل التكبيل في شيخوختها قبل ان تبلغ حتى سن الشباب، والاكثر اهمية في اجراء الانتخابات البلدية على قاعدة النسبية انها ستكون امتحاناً للنيّات الطيّبة حول حرص الافرقاء جميعاً على احترام صيغة العيش المشترك في البلدات والقرى المختلطة، لان استبعاد فريق عن المشاركة في ادارة بلدته والمساهمة في انمائها، سوف يكشف مدى خطورة الغاء الطائفية السياسية مستقبلاً، بحيث يمكن ان تسيطر على البلد سياسياً واقتصادياً وامنياً، الديموقراطية العددية التي تفرض على الآخر رأيها ونمط عيشها وتوجّهاتها السياسية والطائفية، خصوصاً ان الخلل الديموغرافي مستمر بقوة لمصلحة المسلمين، امّا عن طريق التجنيس العشوائي غير المتوازن، وامّا عن طريق الهجرة المتنامية لاسباب اقتصادية وامنية، مع الاخذ في الاعتبار ايضاً عامل الانجاب الذي هو امر طبيعي شرعي ومفهوم.

يبقى في نهاية البحث سؤال الوزير الصديق زياد بارود عن سبب عدم تضمين سلّة اصلاحاته اعطاء المقيمين في مدينة ما، او بلدة ما، منذ اكثر من عشر سنوات، الحق في انتخاب المجلس البلدي لهذه المدينة او البلدة، خصوصاً ان هؤلاء يدفعون ما هو متوجب عليهم للبلدية ويحق لهم ابداء رأيهم انتخابياً في مشاريع هذه البلدية، كالطرقات والبيئة والنظافة، وشؤون الماء والكهرباء والمدارس وغيرها من الخدمات التي يشاركون فيها سكان البلدة او المدينة الاصليين، وربما تكون مشاركتهم في الانتخابات البلدية خطوة متقدمة في ازالة الطائفية من النفوس قبل النصوص، وتحديد اقامتهم بعشر سنوات واكثر في مكان غير مسقط رأسهم، ينسجم مع القوانين التي تحدد لبنانية اي شخص بعشر سنوات اقامة، لتحق له المطالبة من حيث المبدأ بالجنسية اللبنانية.

المهم اولاً واخيراً عدم فرملة مسيرة العهد بوضع عصي تعطيل الاستحقاقات الدستورية.

فؤاد ابو زيد

نديم لطيف وبسام الهاشم ينضمان إلى أبو جمرا

"كرة ثلج" أزمة التيار العوني تصل إلى تلفزيون "أو تي في"

بيروت - خاص:السياسة

كبرت دائرة الاحتجاج داخل "التيار الوطني الحر" على الطريقة الديكتاتورية التي يعتمدها العماد ميشال عون في القيادة, مع انضمام كوادر جدد إلى حركة الرافضين للأسلوب الفوقي المعتمد في معالجة أزمة التيار. وعلمت "السياسة" أن اللواء عصام أبو جمرا يعقد اجتماعات بعيدة عن الإعلام مع قيادات بعض المناطق للتشاور في إمكان الإعلان رسمياً الخروج من التيار وتأسيس حركة جديدة, بعد أن وصل الحوار الداخلي إلى طريق مسدودة. ويأخذ المعارضون على عون أنه شكل لجنة من الموالين له لدراسة الوضع التنظيمي وإيجاد حل ما, ولم يشرك فيها المعارضة, فكانت النتيجة أن اللجنة تجاهلت في لقاءاتها واجتماعاتها الكوادر المعنيين, كما تجنبت الخوض في لب المشكلة.

وانضم في الآونة الأخيرة إلى حركة المعارضة اللواء نديم لطيف الذي كان المسؤول الأول عن التيار في لبنان أثناء وجود عون في فرنسا, وكذلك مسؤول التثقيف السياسي في التيار بسام الهاشم. في سياق متصل, تفجرت أزمة أخرى داخل الهيئة المشرفة على تلفزيون التيار "أو تي في", على خلفية التحريض الذي مارسته المحطة ضد "تيار المستقبل", عبر الإساءة إلى ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري, وقد اضطر التيار إلى إصدار بيان تبرأ فيه مما أذاعته المحطة. ويعود سبب الخلاف الأساسي إلى وجود جناحين داخل التلفزيون العوني الأول يقوده رئيس مجلس الإدارة روي الهاشم, صهر عون, والثاني يضم مجموعة من الإعلاميين المخضرمين وأصحاب التاريخ الطويل في التيار العوني. وقد أقصى الجناح الأول عددا من الوجوه البارزة عن التلفزيون مثل الفنان غسان الرحباني (الذي ترشح على اللائحة العونية في المتن وسقط), والإعلامي شربل خليل الذي كان عون قد عينه مديراً للبرامج. وثمة حديث عن إبعاد قريب للإعلامي جان عزيز (عضو سابق في "القوات اللبنانية") بسبب عدم التزامه الحرفي سياسة عون.

النائب بلال فرحات: "حزب الله" مع تأخير الانتخابات حتى يرضى الجميع

١٩ شباط ٢٠١٠ / ناتالي اقليموس

بعدما القى امين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله خطابه في ذكرى قادة المقاومة، وتصاعدت ردود الفعل حوله، كان لعضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب بلال فرحات موقفاً اعرب عنه، فقال "نرى ان الاراء التي تناولت خطاب امين عام الحزب متنوعة، وهذا ليس مستغرباً، فحتى ان وجهات النظر تتعدد في وجه التهديدات الاسرائيلية التي يتعرض لها لبنان، الا ان الاجواء العامة ككل تؤكد انها داعمة لخطاب السيد". فرحات انتقد، في حديث خاص لموقع "14 آذار" الالكتروني، الاراء المعارضة لخطاب امين عام حزب الله قائلاً: "مخطئ من يظن لوهلة اننا نقدم ذريعة لاسرائيل كي تعتدي على لبنان، فهي "تسرح وتمرح" يومياً فوق اراضيه، وليكن واضحاً لدى الجميع ان اسرائيل تبحث عن تحقيق مصلحتها من دون انتظار اية ذريعة مسبقاً". وعن مستوى الثأر لعماد مغنية الذي ألمح اليه السيد حسن نصرالله، قال فرحات: "نحن لا نترك اسرانا ولانترك شهداءنا، والوقت سيترجم المستوى الذي نتحدث عنه".

وفي هذا الاطار، نفى فرحات ما اشار اليه وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك، موضحاً: "السيد نصرالله لا يتعرض الى ضغوطات داخلية، وهنا ربما علينا ان نسأل باراك عن اية ضغوطات داخلية يتحدث؟". وتابع فرحات: "لاشك ان مسؤولية كبيرة تقع على كاهل السيد حسن نصرالله، وهي حماية لبنان، الا انها ليست بمثابة ضغوطات".

من جهة اخرى، أعرب فرحات عن موقف كتلته من اقرار مبدأ اعتماد النسبية، فقال: "هذه العملية ممتازة، ولا شك في اننا صوتنا من اجلها لانها تقيم العدالة في لبنان، لكن لا ننكر اننا في انتظار التفاصيل المرفقة باعتماد هذا المبدأ والتي سيتم مناقشتها في الجلسة القادمة". واضاف فرحات: "اننا نتوق الى تطبيق النسبية على مستوى اوسع ولما لا؟".

وعما اذا كان يرى خلف الاتفاق على "النسبية" تلوح رغبة في تأجيل انتخابات البلدية، أجاب فرحات: "لسنا متخوفين من تأجيلها، لكن ما من مشكلة في ما لو تأخرت الى وقت معين وفق مصلحة البلد، وهنا اود ان اسأل لماذا الخوف من تأجيل انتخابات البلدية؟ ماذا سيستجد في ما لو تأجلت؟ ما المانع في تأخيرانتخابات البلدية حتى انجاز عملية انتخابية ترضي الجميع؟". واضاف: "نحن مع تأخير الانتخابات البلدية في ما لو تخدم الائتلاف الوطني، لكن اذا كانت ستولد الانتخابات المشاكل نفضل ان نؤخرها حتى يرضى الجميع".

اما في ما خص حادثة سقوط الطائرة الاثيوبية، اعترض فرحات عما اشارت اليه صحيفة "السياسة" الكويتية حول وجود اجهزة تشويش تابعة لـ حزب الله تم استخدامها تزامناً مع سقوط الطائرة، فقال: "نجد بعض الصحف تنطق بلسان اسرائيل اكثر من الاسرائيليين انفسهم، "لماذا سيشوش حزب الله على هذه الطائرة بالذات؟ لما لم تتمكن اجهزة الطائرات من كشف ذبذبات التشويش في ما لو كان الامر صحيحاً؟". واضاف فرحات: "كلام جريدة "السياسة الكويتية" يذكرنا بتحقيق نشرته مجلة "دير شبيغل الالمانية" وتطرقت اليه صحيفة Le Monde، فهذه الوسائل الاعلامية تحاكي مصالح اسرائيلية بامتياز".

وعن توقُع تحديد العقوبات على ايران في شهر آذار، قال فرحات: "سبق ان صرح الرئيس الايراني احمد نجاد انه كل ما يسعى اليه هو من اجل اهداف علمية صرفة فلماذا علينا منع دولة تتمتع بالقدورات الكافية من اجل تطوير علمها؟". في هذا الاطار قال فرحات: "لقد سبق ان ذكرت مصادر متعددة اوروبية واميركية انه لا يتغير شيء في ما لو امتلكت ايران قنبلة نووية، وبدوري لا ارى ان شيئا سيتغير على واقع الارض في هذا الامتلاك، فالقضية مسألة تكنولوجيا وتطور علمي". ولدى سؤالنا اين مصلحة لبنان في هذا التصويت؟ اجاب فرحات: "لاشك في اننا ضد وضع عقوبات على ايران وهذا ينبع من تجربتنا السابقة، ففي صيف 2006 ابرز الجهات التي ساعدتنا ايران، وهي لم تلعب يوماً دوراً سلبياً في الاوقات الحرجة التي عاشها لبنان". المصدر : خاص موقع 14 آذار

ساسين ساسين: دعوة نجاد لنصرالله ازالة اسرائيل ما هو الا الدليل الساطع على ولاء الحزب لايران

١٩ شباط ٢٠١٠ /قال مستشار رئيس حزب الكتائب المحامي ساسين ساسين ان دعوة الرئيس الايراني احمدي نجاد للامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لتستعد المقاومة بهدف محو اسرائيل اذا اعتدت هذه الاخيرة على لبنان ما هو الا الدليل الساطع على ولاء الحزب لايران. واعتبر ساسين في حديث خاص الى موقع "14 آذار" الالكتروني ان كلام نجاد دليل فاضح على التدخل الايراني في لبنان وفي السياسات الوطنية اللبنانية على مختلف الاصعدة مما يؤكد مجدداً ان طهران لا تعترف بهذا البلد وطناً نهائياً له كيانه واستقلاله وسيادته وقراره الحر. واكد ساسين ان ايران تثبت مرة اضافية انها لا تحترم المؤسسات اللبنانية وانها قادرة على التحكم بقرار الحرب والسلم من خلال حزب الله بمعزل عن الدولة ومشيئة اللبنانيين وعن مصالحهم في اي مكان وزمان. واشار ساسين الى ان الخطاب الذي القاه السيد نصرالله في ذكرى شهداء الحزب يؤكد مرة جديدة ان هذا الحزب لا يعترف بوجود دولة في لبنان الى جانب دولته حيث نسف نصرالله في خطابه هذا المؤسسات الدستورية كافة وحسم بقوله انه وحده يمتلك قرار الحرب والسلم وان مهمة الدفاع عن الوطن منوطة بحزبه دون سواه في محاولة لتبرير استمراره في حمله لسلاحه خارج نطاق الدولة والمؤسسات الشرعية العسكرية والامنية.

واعتبر ساسين ان كلام نصرالله الممتلىء تهديداً ووعيداً من شأنه ان يعرض لبنان للخطر الشديد حيث يقتنص العدو الاسرائيلي اي فرصة تسنح له للانقضاض على الشعب اللبناني.

وبرأي ساسين ان خطاب نصرالله ينسف ايضاً اي فرصة قد تسنح امام الحكومة اللبنانية لاطلاق عجلة الاصلاح وتفعيل الدورة الاقتصادية اضافة الى تناقضه التام مع البيان الوزاري لناحية التأكيد على مسؤولية الدولة في الدفاع عن الوطن وحصر السلاح بها وحدها من دون اي منازع او منافس. وسأل ساسين عما اذا كان ضرورياً ان يكون هناك كم هائل من التزلف من قبل التيار الوطني الحر لارضاء اسياده وان على حساب كل المباديء والمعتقدات الايمانية قبل تلك الدنيوية فقط لاستجلاب هذا الرضى وكان كلام النائب نبيل نقولا في الجديده خير تعبير عن ذلك حيث وصل الانبطاح الى حد الزج بالسيد المسيح في مهزلة مماثلة؟ وقد شدد ساسين على ان ما اتته العناصر الامنية التابعة لحزب الله في الجديده خير دليل على الاعتداء الفاضح على الكرامات وعلى استباحة القانون ودور الدولة الامر الذي يتكرر فصولاً باستمرار.

الى ذلك اكد ساسين ان الانفتاح العربي والدولي على سوريا لن يفضي الى صفقة على حساب لبنان. واشار ساسين الى ان الدبلوماسية المتبعة من قبل العالمين العربي والدولي تنقل الرسائل والتطمينات باستمرار الى المسؤولين اللبنانيين. واكد ساسين ان اعتماد النسبية في الانتخابات البلدية والاختيارية على سائر الاراضي اللبنانية جاء تحقيقاً للموقف الثابت للكتائب الذي تقدم بمشروع متكامل لتعديل قانون الانتخاب. واشار ساسين الى انه من شأن اعتماد النسبية ان يؤمن صحة التمثيل لمختلف شرائح المجتمع سواء في المدن ام في القرى والبلدات معتبراً ان هذه الخطوة تندرج في سياق الوصول الى تطبيق اللامركزية الادارية الموسعة التي نص عليها خطاب القسم للرئيس ميشال سليمان والبيان الوزاري للحكومة الراهنة والمشروع الذي طرحته الكتائب في الانتخابات النيابية في العام الماضي.

واكد ساسين ان ربط حصول الانتخابات البلدية بتقسيم بيروت تحديداً الى 3 دوائر انتخابية غايته تعطيل هذا الاستحقاق ادراكاً من الاطراف التي طرحت هذا الامر انها لن تحقق اي فوز لصالحها. وعن موقف هذه الاطراف بعد اعتماد النسبية قال ساسين:الاكيد ان هذه الاطراف ستعمد الى المماطلة لوضع العصي في الدواليب وايجاد اي مبرر قد يفضي الى تأجيل الانتخابات البلدية في نهاية المطاف. الا ان ساسين واثق من ان كل هذه الذرائع ستسقط وستجابه بالاصرار على اجراء هذا الاستحقاق في موعده الدستوري مهما وضعت امامه من عراقيل. واكد ساسين ان مشروع قانون تخفيض سن الاقتراع لن يمر في الجلسة الاشتراعية في الاسبوع المقبل اذ لا مؤشرات على ان رئيس مجلس النواب نبيه بري سيمشي بربط هذا المشروع بالمشروع الذي سيتيح للمغتربين المشاركة في الاقتراع حيث يقيمون خارج لبنان.

ورداً على سؤال عن الذكرى الخامسة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري قال ساسين:ان الحشود الشعبية التي زحفت الى ساحة الحرية يوم الاحد الماضي فاجأت الفريق السياسي الذي يراهن على انفراط عقد الاكثرية السيادية و الذي يتطلع الى تغيير معالم التحالفات والتوازنات على الساحة اللبنانية للعودة بعقارب الزمن الى ما قبل 14 آذار 2005 مع ان هذه الحقبة قد ولت الى غير رجعة. واضاف ساسين:ان المباديء التي اجمعت عليها القوى السيادية في تحالف 14 آذار ثابتة ولا يمكن لاي منا ان يتزحزح عنها.

المصدر : خاص موقع 14 آذار

بان: عدم احترام الـ1701 يهدد أمن واستقرار لبنان.. والتواجد الدولي في الجنوب لا يمكن ان يستمر إلى الأبد

الجمعة 19 شباط 2010/وجه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون رسالة إلى مجلس الأمن الدولي عبر رئيسه الحالي الفرنسي، أكد فيها أنّ "وجود قوات الطوارئ الدولية "يونيفيل" في لبنان لا يمكن ان تستمر إلى الأبد"، داعياً في المقابل كلاً من إسرائيل ولبنان إلى "تحمل المسؤولية". وحذر بان في رسالته من أنَّ "عدم احترام القرار 1701 من شأنه أن يهدد الأمن والاستقرار في لبنان".

محمد عبيد : أنا لا أعترف ببشير الجميّل

المدير العام السابق لوزارة الإعلام ومستشار الرئيس نبيه برّي محمد عبيد : أنا لا أعترف ببشير الجميّل وبكل مرحلة ال82 وبشير إنتخب بالدبابات الإسرائيلية التي إستجلبها وإستحضرها. يبدو أن هذا المدير العام "السابق" والشيء الجيد الوحيد في الموضوع أنه "سابق"، نسي أن بشير الجميّل أبقى له بلداً إسمه لبنان يدّعي الآن بالدفاع عنه وأن شهداء حزب الكتائب هم من ضحوا بأغلى ما عندهم للوقوف بوجه الفلسطيني والسوري وكل المؤامرات التي كانت تحاك لتحويل هذا البلد الى مستوطنات فلسطينية ومقاطعات سورية يوم كان هو ومرؤوسيه يدعمون هذه القوى التي كانت تقصف الأشرفية والمتن وكسروان وتدمر المناطق والبيوت وتقتل الأبرياء والنساء والأطفال. وللسيد محمد عبيد نقول : نحن نفتخر بشهدائنا ونفتخر برئيسنا بشير الجميّل ونقول لك أننا لسنا بحاجة الى شهادتك ولا إلى إعترافك أو رأيك بالرئيس الشهيد لأن هذا الشيء أكبر منك ولست في المستوى المطلوب لتعطي رأيك لا ببشير الجميّل ولا بشهداء الكتائب والتاريخ المجيد والمشرف من عام 1943 الى الآن. ولكل الناس نقول : بشير بيار الجميّل باق رئيساً للجمهورية اللبنانية وصورته باقية في قصر بعبدا وإسمه في سجلات القصر الجمهوري هو شرف بحدّ ذاته لبلد يفتقد ما يفتقده الى هذا البشير الذي قيل عنه في يوم من الأيام : الحلم

Kataeb.org Team

نوفل ضو: حزب الله يدفع بلبنان إلى حرب جديدة ومن المؤسف أن يتلقى نصرالله توجيهاته من نجاد

١٩ شباط ٢٠١٠ /حاوره غسان عبد القادر:

تخوف عضو الأمانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار نوفل ضو من أن الواقع يشير إلى أنّ حزب الله يسير بالبلاد إلى وضع يشبه إلى حدّ كبير ما جرى في حرب تموز 2006. واشار ضو في حديث خاص لموقع "14 آذار" الألكتروني أنّه من المؤسف أن يتضح أن السيد حسن نصرالله يتلقى توجيهاته من الرئيس الإيراني أحمدي نجاد، ويضع بشكل منفرد مشاريع عسكرية منتهكاً بذلك الدستور اللبناني والسلطة الشرعية لحكومة الوحدة الوطنية.

في مرد تعليقه على تصريح أحمدي نجاد وإتصاله الهاتفي بأمين عام "حزب الله" امس والذي أعلن فيه عن ضرورة أن يكون الحزب في أعلى حالات الجهوزية لمواجهة وازالة إسرائيل من المنطقة، قال ضو "نحن نأسف أن يكون حزب الله في موقع من يقبل بما يقوله الرئيس الإيراني أحمدي نجاد. فمنذ سنوات، كان الخطاب العلني لحزب الله على الأقل يقول، أنه لا يتلقى أي أوامر من إيران وهو عملياً ينفذ سياسة لبنانية صرفة، بحسب زعمه. ولكن ما سمعناه أمس إنما يظهر للعلن أن نجاد هو من يعطي التوجيهات لحزب الله، وهو من يتحدث إلى أمينه العام ويقول له ماذا يجب أن يفعل وكيف على المقاومة أن تتصرف. هذا موضوع لايليق بحزب الله ويسيء إلى كل خطابه السياسي ويؤكد الشكوك التي تحدثت أن ما يظهر للعلن هو شيء وما يضمر في الخفاء هو مسألة مغايرة تماماً".

أما فيما خص خطاب أمين عام حزب الله الأخير، قال ضو "يبدو أن نصر الله أعلن على الملأ، ومن دون إستشارة أحد من اللبنانيين، مشروعاً عسكرياً متكاملاً لمواجهة إسرائيل حدد فيه الأهداف والوسائل وهو رسم لوحده الخطة العسكرية للمواجهات، متجاوزاً بذلك المؤسسات الشرعية والدستورية، ورأي الآخرين من اللبنانيين. وهذا هو بالتحديد لبّ المشكلة في لبنان. فنحن لا زلنا نتخبط في عمق الأزمة الناجمة عن هذا الخلاف في وجهات النظر حول رأينا من جهة ورأي نصرالله من جهة أخرى بخصوص موضوع القرار السياسي للحرب والسلم في لبنان. إذ لاخلاف أنّ الدستور اللبناني يعطي لمجلس الوزراء مجتمعاً حق وضع سياسة الدولة في مختلف المجالات، ولكن من خلال خطاب نصرالله نجد أن حزب الله يتفرد في رسم سياسة عسكرية من دون العودة إلى الشركاء في الوطن".

ولدى سؤالنا عن معنى قيام حكومة الوحدة الوطنية في ظل هكذا ممارسات من قبل الحزب، أجاب ضو "على كل حال حزب الله كان صادقاً مع نفسه منذ اليوم الأول حين وصف الحكومة الحالية بأنها دورها هو أن تتعاطى فقط بأمور المواطنين اليومية وبالخدمات، أي كأنه يقول ضمناً أنّ القضايا المتعلقة بالسياسة الدفاعية هي من صميم عمله هو ويكون بذلك قد حدد موقع لبنان في الصراع العربي الإسرائيلي وفي صراعات المنطقة. وهذا واقعنا للأسف". وشدد نوفل ضو على أهمية وضرورة دعوة فخامة رئيس الجمهورية إلى طاولة الحوار بأسرع وقت ممكن لكي تضع هذه الطاولة مجتمعة يدها على هذا الملف ويتم التوصل، بتوافق اللبنانيين، إلى وجهة نظر واحدة لهذه القضايا الخطيرة.

وتابع "المؤشرات تشير أن الجميع يستعد للحرب وبكل أسف الجميع يقرع طبول الحرب ولا أحد يدق أجراس السلام. فنحن على نفس المنوال الذي عشناه في حرب تموز ولكن ليس باليد حيلة. وعلينا أن نستمر في تشجيع الدولة اللبنانية ومحاولة إقناع حزب الله أن هذه السياسة لن تصل به إلى نتيجة بل على العكس ستؤدي إلى المزيد من خراب والدمار في لبنان. يجب أن نكمل من دون أن نستسلم مع رفعنا للصوت عالياً وتقديمنا للنصح لمختلف الأطراف لأننا شركاء في هذا الوطن ولنا كلمة في كل السياسات. بل ونحن في النهاية ندفع الأثمان مثلنا مثل غيرنا في حال تعرض لبنان لا سمح الله لأي خطر".

وبخصوص قوى 14 آذار والواجب الوطني التي يقع على عاتقها، رأى ضو "أنّ المطلوب منها بالدرجة الأولى الوقوف وراء رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والمؤسسات الدستورية في لبنان لتتمكن من إستعادة دورها وصلاحياتها والقيام بواجباتها. وثانياً، التمسك بموقفها في سبيل عودة العمل بالمؤسسات الشرعية للإمساك بالقضايا التي لها علاقة بالسياسة العامة للدولة اللبنانية مع الإصرار على تطبيق الدستور والقوانين. فخلال الأزمات، يجب أن يعلو هذا الصوت أكثر للدلالة على أن الحلّ هو في يد اللبنانيين وفي يد الدولة".

المصدر : خاص موقع 14 آذار

بالتقسيط المريح

١٨ شباط ٢٠١٠

عـمـاد مـوســى

قالوا قبل 14 شباط. ثم قيل بين 14 و18، ثم آخر الشهر. ثم لا أحد يعرف حتى الآلهة. وقيل مرة إن الخطوة الأولى تمت. وبعد أول خطوة قفزة نوعية. قطع ربع الطريق. ثلث الطريق. صار بنصف الطريق. رجلٌ بالمصنع ورجل بشتورة. تتم زيارة وليد حنبلاط إلى سورية على دفعات، أي أن روح أبي تيمور إنتقلت إلى سورية والجسد في الطريق إلى عاصمة الأمويين. قيل إن حديث وليد جنبلاط إلى صحيفة "السفير" الشامل والمتضمن ما يشبه التبرّوء من كلام سابق نقله ديفيد إغنانيوس للواشنطن بوست قبل 4 أعوام كان المؤشر بأن جنبلاط قطع كل الطريق بعدما قطع شعرة معاوية. وقيل إن نشر الصحافة السورية لمقتطفات من المقابلة يشير إلى رضى القيادة السورية. وقيل إن مسلسل المصالحات الذي دشنه وليد بك مع الزميل وئام وهاب المُستتبع بطلب المغفرة من محمد رعد عن الأخطاء والخطايا وإتمام مصالحة الشويفات برعاية عطوفة المير طلال وحنانه والإنفتاح على العماد ميشال عون وسليمان بك فرنجيه وتجديد العلاقة التاريخية والإستراتيجية مع الرفقاء حدادة وحردان وأحمد جبريل "أند كومباني" وتعميق "الحميمية" مع السيد نصرالله ، وإرسال الرسائل في اتجاه البعث والشعبي الناصري... كلها خطوات مشكورة ومباركة وتصب في مصلحة الزيارة.وقيل إن القيادة السورية طلبت إعتذاراً. وقيل إنها لم تطلب شيئاً وهي فقط تراقب تحولات أبي تيمور. وجنبلاط نفسه صرّح للعربية أن لا شروطاً لزيارة دمشق وأن "الأمر الذي يريح دمشق سوف يريحني".. يا رجوتي شو هني! قيل إن وسطاء الخير عملوا ما في وسعهم لإقناع الرئيس السوري أن وليد الأول تحوّل. وأنهم لمسوا منه ما يشبه الرضى على عودة "الإبن الضال" وعلى خطابه الجديد وابتعاده عن مسيحيي 14 آذار. قيل قبل شهرين إنتظروا وليد بك مع غسان بن جدو على الجزيرة.

وقيل بعد ذلك إن حديث "السفير" هو ما كان منتظراً. لم يعد جنبلاط يطل إلاّ في "السفير" و"الأخبار" و"الجديد" و"المنار". وقيل إن هذه الإستراتيجية الإعلامية تعطيه علامة A+. وصار يسلّف مواقف "وطنية" بكميات تزيد عن حاجة السوق. ينتقد "القطرية" وينادي بالقومية ويسوّق في الشارع بضاعة خالصة مدتها.

قيل إن كثيرين فاتحوا الرئيس الأسد بموضوع وليد: نبيه بري الذي أوجز لسيادة الرئيس "قدي وليد عم يتعذب"، وطلال إرسلان الذي وظف صداقته مع الرئيس السوري من أجل طي الصفحة. وسليمان بك فرنجيه عمل أيضاً من أجل تبييض سجل أبي تيمور، والشغل الكبير أخذه على عاتقه السيد نصرالله، بمعنى أن أصدقاء سورية فلشوا البحص ورشوا المياه وحدلوا الأوتستراد إلى الأفق العربي الوسيع واتكلوا على السيد بفلشة الزفت. قيل إن السيد نصرالله وحده من يتولى تهيئة ظروف الزيارة وتعبيد الطريق أمام رئيس اللقاء الديمقراطي.

وقيل إن أياماً تفصل وليد بك عن الزيارة. وزق لسان المقدم فياض وقال ساعات. ثم قيل إن الموعد تحدده القيادة السورية وعلى مهلها وبحسب ظروفها. فوليد جنبلاط ليس في موقع من يشترط: اليوم فيي لكن غداً مشغول. الثوب الذي يفصلونه يلبسه. إنه قدره. إنه خياره. والصحيح في كل ما قيل عن زيارة الشام أنها تمت وتتم على طريقة التقسيط المريح... لسورية.

المصدر : موقع "لبنان الآن"

ماتت الدولة.. فعاش السلاح

محمد سلام، الخميس 18 شباط 2010

صدق دولة الرئيس نبيه بري في كل ما قاله. ولكن هل قال كل الحقيقة؟ قال دولته مخاطبا مؤتمرا طبيا إن الدولة التي كانت تحكمنا سقطت. صحيح. بل صحيح جدا. وانطلاقا من ذلك تنادي حركة 14 آذار بالعبور إلى الدولة. ولكن الرئيس بري لم يقل كيف سقطت الدولة ومن أسقطها. لماذا يا ترى. هل لأنه شارك بإسقاطها يوم أقفل المجلس النيابي لأكثر من عام تضامنا مع من سعى لإسقاط العدالة بمقاطعة الحكومة منذ سعت إلى إقامة المحكمة الدولية؟

الدولة سقطت. نعم وألف نعم. ولكن الرئيس بري لم يقل إنها سقطت عندما فشلت في إرسال جيشها إلى الجنوب بعدما انسحبت إسرائيل منه في أيار العام 2000.

الدولة سقطت. نعم ومليون نعم. ولكن الرئيس بري لم يقل إن الدولة سقطت يوم هاجمت ميليشيا مسلحة الشعب اللبناني في أيار العام 2008، ولم تهب الدولة لحماية شعبها الأعزل الذي قتل منه 56 ضحية مدنية غير مسلحة في بيروت فقط. معه حق الرئيس بري. كلنا نعترف أن الدولة سقطت لأنها ليست بمستوى "دولة" إمارة دبي التي كشفت قتلة المبحوح فيما لم تستطع دولتنا أن توقف قتلة الزيادين، ولم تستطع أن توقف قاتل الرائد حنا، ولم تستطع أن توقف قتلة جنود الجيش اللبناني الأربعة وضابطهم في البقاع مع أنهم يقيمون "على عينك يا تاجر" في بعلبك، ولم تستطع أن توقف مرتكب جريمة زحلة مع أنه معروف، ومعروف مقر إقامته. ولم تستطع أن تحل لغز اغتيال سياسي واحد منذ اغتيال رئيس بلدية صيدا معروف سعد قبل إندلاع الحرب الأهلية... وحتى الآن. لا أدري عن الغد، ولكن المؤشرات ما زالت غير مشجعة في ضوء ما يثار عن فضائح مستودع أدوية السرطان المزورة وعدم القدرة على ضبطه كاملا. معه حق الرئيس بري، الدولة سقطت لأنها لم تحقق في مسألة جوازات السفر المزيفة التي استخدمت لضرب استقرار مصر، كما حققت بريطانيا في مسألة جوازاتها التي استخدمت لقتل مبحوح حماس.

معه حق فعلا الرئيس بري تلك الدولة سقطت لأنها تنازلت عن السيادة، وما زالت تتنازل عنها. ففي العام 1969 منحتها للسلاح الفلسطيني غير الشرعي بموجب إتفاق القاهرة، ثم منحت الدولة سيادتها لقوات الردع العربية التي لم تجدّد مهمتها وبقي منها فقط الجيش السوري في لبنان حتى نيسان العام 2005 بموجب صيغة "الشرعي والمؤقت" التي كان الرئيس بري أحد منظريها. ومعه حق فعلا الرئيس بري، الدولة ما زالت متنازلة عن السيادة لحملة السلاح في سجد، والضاحية، وقضاء جزين، وجنوبي الليطاني، والبقاع، إضافة إلى زارعي المتفجرات في بعل محسن. أصاب الرئيس بري أيضا في الإعراب عن الأمل في التوصل إلى "وطن نتشارك فيه ونتساوى". رائعة ومبدئية جدا قصة المساواة هذه. ولكن هل يستطيع أن يقول لنا الرئيس بري كيف يمكن أن يتساوى اللبنانيون العزل مع مسلحين؟ ما لم أفهمه من كلام الرئيس بري هو ما قاله عن تلك المسماة "مقاومة".

قال: "إن المقاومة تساعد ... على استمرار استخدام الأراضي والمياه واستخراج النفط المؤكد من مياهنا".

طيب كيف؟ يعني يمكن إستخدام صواريخ رعد وزلزال وما شابه لحفر آبار النفط والغاز في مياه البحر؟ أو يمكن استخدام قاذفات الصواريخ لمد شبكة أنابيب من أسطواناتها بعد تفكيكها؟

يبدو أن قطاع النفط الموجود في مياهنا، وما زال بحاجة لمن يكمل استكشافه ويستخرجه، هو القطاع الاقتصادي الوحيد الذي لا يهدده، حتى الآن، السلاح.

أم هل يقترح الرئيس بري أن تشمل رعاية هذا السلاح حقول نفطنا كما تضمن هذه الرعاية، وفي لحظة إيرانية صافية لا علاقة لنا بها، تدمير مطار بن غوريون ومصانع إسرائيل ومدنها لقاء تدمير إسرائيل مدن لبنان وضواحيه ومطار رفيق الحريري؟السلاح، وفق التجربة التي مررنا بها منذ احتلال قوات الثورة الفلسطينية سرايا بنت جبيل في العام 1969 وحتى الآن، لم يضمن يا دولة الرئيس سوى الدمار. حتما لا يوجد لبناني واحد يريد لفضائل الدمار المسلح أن تلحّف آبار نفطنا، حتى قبل حفرها. لا نريد قتل "الحلم" النفطي اللبناني يا دولة الرئيس، كي لا ينتهي إلى مجرد أوبريت تغنى من على أخشاب المسارح كما أوبريت الحلم العربي. أما الطائفية السياسية التي يريد الرئيس بري التفكير بوسائل إلغائها، فهناك من يعتقد بأن الوباء الذي أصابها ليس منها، بل من السلاح الذي أثقل كواهل الطوائف. كلما تسلّحت طائفة، تحت أي عنوان كان، يسقط النظام. ليس لأنه طوائفي، بل لأن أحد أطراف العقد الاجتماعي قرر أن يُخضع غيره بالسلاح. السلاح، يا دولة الرئيس، ما عاد زينة لا للرجال ولا للنساء أيضا. أثبتت التجارب الكثيرة التي خاضها الشعب اللبناني المعذب بأن آلامه بدأت مع السلاح... تستمر مع السلاح، ولا تنتهي إلا بانتهاء السلاح غير النظامي. الدولة ماتت فعلا... كي يعيش السلاح ويعشش على طاولة حوار بدأت الشكوك تحوم حول مصيرها... ومسارها. الدولة انتحرت يا دولة الرئيس بري يوم اعتدى حرس سلطتها التشريعية على الآمنين في رأس النبع، والبسطا، والنويري، وعائشة بكار والصنائع. لن نذكر شارع فردان ومنطقة عين التينة، فهما ضمن الأمن الاستراتيجي لمقر رئيس المجلس النيابي، تماما كما كان لبنان ضمن الأمن الاستراتيجي للنظام السوري حتى 26 نيسان العام 2005.

إذا كان حرس المشرعّين يعتدي، فعن أي دولة يتحدث دولة الرئيس بري؟ فالدولة الميتة لا سلطة تشريعية لها، ولا تنفيذية ولا قضائية، ولا مؤسسات، لا مدنية ولا عسكرية.

تذكرني هذه الدولة الميتة بما يتعلمه كل ضباط الجيش في الكليات الحربية، وما يتعلمه بعض المحامين في كليات الحقوق.

يذكر أن الإمبراطورية الرومانية كانت تمنع جيشها (النظامي) العائد منتصرا من المعركة من دخول روما. كان الجيش يعسكر قرب نهر يفصل روما عما بعدها، ويأتي أحد المشرعين الرومان (سيناتور) في عربة تجرها الجياد ليصطحب قائد الجيش للقاء القيصر كي يقلده وسام النصر. وفي الطريق لملاقاة القيصر، كان السيناتور يردد على مسامع قائد الجيش المنتصر العبارة التالية: تذكر أنك ما انتصرت إلا لأن روما شرّعت لك القوانين. أيها اللبنانيون تيقنوا أن الدولة ماتت يوم انتصر السلاح على الشرائع.

جنبلاط لا يعقد صلحاً منفرداً مع الأسد

التسوية التاريخية لتكريس الاستقلال عن سوريا

عبد الكريم أبو النصر/النهار

"أفاد مسؤولون ومبعوثون غربيون تباحثوا في الفترة الأخيرة مع رئيس "اللقاء الديموقراطي" وليد جنبلاط ومع شخصيات سياسية لبنانية ذات اتجاهات مختلفة، أن الزعيم الدرزي ليس راغباً في عقد صلح منفرد مع نظام الرئيس بشار الأسد على حساب الحركة الاستقلالية ومبادئها ومقوماتها وانه لن يعتذر للسوريين عن مواقف لم يتخذها وعن كلام لم يقله، لكنه مستعد لتوضيح بعض مواقفه المعادية لسياسات نظام الأسد والرافضة لها والتي جاءت في اطار مواجهة لبنانية – سورية واسعة وصاخبة لها ظروفها وأسبابها الداخلية والخارجية. وأوضح هؤلاء أن جنبلاط يريد أن يكون في موقعه الجديد جسر تواصل بين الأفرقاء اللبنانيين وبين لبنان وسوريا ويرغب في اقامة علاقات ودية بل متينة مع القيادة السورية، لكنه يرفض التوجه راضخاً مستسلماً الى دمشق كما يحاول بعض حلفائها الايحاء بذلك. ووفقاً لهؤلاء المسؤولين والمبعوثين فان جنبلاط على اقتناع بأنه لم تعد ثمة مبررات لابقاء حال العداء بين لبنان وسوريا ولكن ليس وارداً لديه في الوقت عينه العودة الى مرحلة ما قبل الانتفاضة الشعبية السلمية التي شارك مع الاستقلاليين في تفجيرها اثر اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه وأدت الى انهاء الهيمنة السورية على لبنان". هذا ما افضت به الينا مصادر ديبلوماسية أوروبية وثيقة الاطلاع في باريس وقالت ان المعلومات التي حصلت عليها من هؤلاء المسؤولين والمبعوثين الغربيين عن توجهات رئيس "اللقاء الديموقراطي" ومواقفه الجديدة تركز على الامور والمسائل الأساسية الآتية:

أولا: يريد جنبلاط أن يكون، بابتعاده عن الاطار التنظيمي لفريق 14 آذار، مستقلاً سياسياً لكن مع بقائه ضمن الحركة الاستقلالية، ذلك انه ليس راغباً في الانفصال عنها، وهو لم ينقلب في مواقفه الجديدة على مبادىء الاستقلاليين وثوابتهم الاساسية بل يرى أن انفتاحه على سوريا وعلى فريق 8 آذار تطور طبيعي منسجم مع تاريخه واقتناعاته ومع المتغيرات اللبنانية والسورية والاقليمية والدولية والتي أدت الى حصول انفراج في العلاقات اللبنانية - السورية والى تطور ايجابي في مواقف نظام الأسد من هذا البلد الذي كان خاضعا لوصايته. ولاحظ ديبلوماسي أوروبي مطلع "أن جنبلاط فخور بنضاله من أجل استقلال بلده وسيادته، لكنه متمسك أيضاً بعروبة لبنان وبدفاعه عن القضية الفلسطينية وبرفضه الانعزال عن القضايا العربية. ويدخل تقاربه مع سوريا ضمن هذا الاطار".

ثانياً: يريد جنبلاط الانفتاح على سوريا وعلى حلفائها الذين قاتلهم سابقاً وقاتلوه، لكنه ليس راغباً في الانضمام الى فريق 8 آذار أو الى جبهة سياسية قد يرغب نظام الأسد في انشائها لمحاولة تعزيز نفوذه في لبنان. فليست لجنبلاط تالياً أي مصلحة سياسية أو شعبية أو ذاتية في أن يعقد صلحاً منفرداً مع النظام السوري على حساب القوى الاستقلالية، بل انه يريد المساهمة في تعزيز العلاقات بين الاستقلاليين ودمشق في اطار احترام نظام الاسد لبنان المستقل. وكما قال ديبلوماسي أوروبي مطلع "ليس ممكناً أن يخرج جنبلاط من الحركة الاستقلالية في الوقت الذي تم تثبيت استقلال لبنان وسيادته وتكريسهما عربياً واقليمياً ودولياً، بل ان جنبلاط يرى أن نجاح القوى الاستقلالية في تحقيق أهدافها ومطالبها الاساسية، منذ الانسحاب السوري حتى اليوم، يعطي مبررات للسعي الى وقف المواجهة مع سوريا واقامة علاقات جديدة معها ومع حلفائها، وخصوصاً اذا كان النظام السوري يرغب فعلاً في تحسين العلاقات مع لبنان المستقل المتحرر من هيمنته".

ثالثاً: تكمن قوة جنبلاط الأساسية في تحالفه المستمر مع زعيم الغالبية سعد الحريري ومع بعض القيادات الاستقلالية وليس في انفتاحه على دمشق وحلفائها، ذلك ان الزعيم الدرزي يظل بمثابة "ضيف شرف" على فريق 8 آذار لا أكثر. وهذا ما يجعله يؤكد باستمرار انه ابتعد عن فريق 14 آذار لكنه متمسك بتحالفه الوثيق مع الحريري وبالبقاء ضمن الغالبية، ويشدد على أن المصالحة مع خصوم الأمس لن تجعله يبدل "أدبياته" ومواقفه السياسية الأساسية. ويرفض جنبلاط أن يستخدمه فريق 8 آذار لمحاولة اضعاف الاستقلاليين.

رابعاً: ما يجعل جنبلاط يتمسك أيضا بالبقاء ضمن الغالبية، بقطع النظر عن اتخاذه بعض المواقف المختلفة عنها في عدد من القضايا الداخلية المعيشية والاقتصادية والاجتماعية، هو أنه أدرك نتيجة تجربة الأشهر الأخيرة انه ليس قادراً على انشاء " قوة سياسية ثالثة " بين فريقي 14 و8 آذار، من جهة لأن الرئيس نبيه بري الذي شجعه على الابتعاد عن 14 آذار ليس راغباً اطلاقاً في الخروج من هذا الفريق، ومن جهة أخرى لأن قيادات 14 آذار ليست راغبة في الانضمام الى جنبلاط في مسيرته الجديدة بل تفضل التعامل مع سوريا من موقعها داخل فريقها.

التسوية التاريخية

ويرى المسؤولون والمبعوثون الغربيون أن جنبلاط يتحرك في الساحة السياسية على أساس اقتناع قوي بأن لبنان دخل مرحلة "التسوية التاريخية" مع سوريا وأن هذه التسوية انطلقت فعلاً، وفي ظل رعاية سعودية - عربية - دولية مع زيارة سعد الحريري لدمشق في كانون الأول 2009 ومحادثاته الصريحة والطويلة مع الأسد والتي تتكامل مع جهود الرئيس ميشال سليمان واتصالاته المختلفة مع الرئيس السوري. ويريد جنبلاط أن يكون جزءاً من هذه "التسوية التاريخية" وأن ينفتح على سوريا في اطارها مما يجعله خارج سياق ومنطق تعامل فريق 8 آذار مع دمشق. وهذه "التسوية التاريخية" تقوم، استناداً الى جنبلاط والقيادات الاستقلالية، على الركائز والعناصر الآتية:

أولاً: ان هذه التسوية تنطلق من حقيقة أساسية هي أن سوريا خرجت عسكرياً وأمنياً من لبنان وأنها لم تعد تحكم هذا البلد وان عهد الوصاية السورية عليه قد انتهى. والحوار مع النظام السوري يهدف الى تكريس هذا الواقع وليس الى اخضاع لبنان مجدداً للهيمنة السورية. ويرفض جنبلاط وجهة نظر حلفاء دمشق القائلين "انه أعيد تلزيم سوريا مجدداً ادارة "الملف اللبناني" لأن ذلك يتناقض كلياً مع الحقائق والوقائع، ويتفق في هذا الشأن مع المسؤولين العرب والاميركيين والاوروبيين القائلين بأن الدول البارزة والمؤثرة تشجع نظام الأسد على تحسين وتطوير علاقاته مع لبنان المستقل السيد وتحرص على ابلاغه باستمرار أنها ترفض اخضاع هذا البلد للهيمنة السورية لأن ذلك يتناقض مع حق اللبنانيين المشروع المدعوم دولياً وعربياً في الاستقلال والسيادة ومع مصلحة الأمن والاستقرار فيه وفي المنطقة ومع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

ثانياً: هذه "التسوية التاريخية" تتطلب بناء علاقات ثقة واحترام متبادل ومن دولة الى دولة بين لبنان وسوريا بعيداً من المزايدات ومنطق التحريض المتبادل وبحيث يفيد البلدان من أخطاء مرحلة الهيمنة السورية على لبنان ويعملان معاً على تصحيحها ومنع تكرارها.

ثالثاً: "التسوية التاريخية" تتطلب التمسك باتفاق الطائف المتضمن ثوابت أساسية عدة أبرزها: التأكيد أن "لبنان وطن سيد حر مستقل وطن نهائي لجميع أبنائه" وانه "جمهورية ديموقراطية برلمانية " وانه "عربي الهوية والانتماء"، وتأكيد صيغة المناصفة في الحكم وفي ادارة شؤون البلد بين المسلمين والمسيحيين، وتأكيد ضرورة بسط سيادة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية، وتأكيد ضرورة اقامة علاقات مميزة بين لبنان وسوريا "في اطار سيادة واستقلال كل منهما وبما يحقق مصلحة البلدين الشقيقين"، وتأكيد التمسك باتفاق الهدنة في التعامل مع اسرائيل وتنفيذ باقي قرارات مجلس الأمن القاضية بازالة الاحتلال الاسرائيلي. وهذه كلها مطالب يتمسك بها الاستقلاليون ومنهم جنبلاط ويدافعون عنها.

رابعاً: "التسوية التاريخية" ليس معناها التخلي عن المحكمة الخاصة بلبنان، بل ان جنبلاط كسائر القيادات الاستقلالية يتمسك بالمحكمة ويدافع عنها وينتظر قراراتها ويقول في شأنها: "نريدها أن تحد من الاغتيال السياسي وأن توقفه وتعطي كل صاحب حق حقه في ما يتعلق بالجرائم المرتكبة وأن تأتي بالحقيقة وتكون عنواناً للاستقرار". ويتفق جنبلاط في موقفه هذا مع مواقف القادة الاستقلاليين الذين يرون ان تحقيق العدالة هو الذي يؤمن الاستقرار وليس تجاهلها أو تجاوزها أو الابتعاد عنها.

خامساً: "التسوية التاريخية" يجب أن تترافق مع تعزيز السلم الأهلي في لبنان وهو ما يسعى جنبلاط الى تحقيقه من خلال انفتاحه على حلفاء دمشق، وهو ما يجعله تالياً يرفض ضمناً استخدام السلاح في الداخل لمحاولة تحقيق مطالب سياسية أو للضغط على اللبنانيين كما فعل "حزب الله" مع بعض حلفائه في 7 أيار 2008، لأن ذلك يمكن أن يفضي الى حرب أهلية.

سادساً: "التسوية التاريخية" تتطلب أيضاً العمل على انهاء دور لبنان كساحة مواجهة مفتوحة مع اسرائيل تستخدمها سوريا وايران لمحاولة تعزيز مواقعها التفاوضية مع الدول الكبرى أو لمحاولة تحقيق أهدافها الذاتية. وتمسك جنبلاط باتفاق الهدنة يعني رفضه الضمني بقاء لبنان ساحة مواجهة مفتوحة واصراره على ضرورة معالجة مشكلة سلاح "حزب الله" في اطار مؤتمر حوار وطني يرعاه الرئيس سليمان. وذكر ديبلوماسي أوروبي مطلع أنه "بقدر ما يدعم جنبلاط المقاومة، يرفض استخدام سلاحها في الداخل".

سابعاً: "التسوية التاريخية" تفترض أن يتخلى نظام الأسد عن فرض مطالبه وشروطه على اللبنانيين واعطاء الأولوية لتأمين مصالحه، وتتطلب أن تقوم بين لبنان وسوريا علاقات تعاون في المجالات المختلفة على أساس الاحترام المتبادل الحقيقي لاستقلال وسيادة كل من البلدين وهو ما يؤمن المصالح المشروعة لهما ولشعبيهما.

توضيح لا اعتذار

يبدو واضحاً من تصريحاته ومواقفه العلنية ومما يقوله لزواره العرب والأجانب أن جنبلاط يرفض أن يفتح صفحة جديدة مع سوريا "بأي ثمن" وبما يجعله يخسر موقعه المستقل والاستقلالي. وهذا ما تؤكده مواقفه من ثلاث مسائل يعلق عليها النظام السوري أهمية خاصة كما شرحها وحددها في مقابلة أجرتها معه الزميلة "السفير" ونشرتها يوم 9 شباط الجاري. وهذه المسائل هي الآتية:

أولاً: يرفض جنبلاط اعفاء نظام الاسد من المسؤولية عن الاضطرابات والتوترات التي شهدها لبنان بعد صدور قرار مجلس الأمن الرقم 1559 في أيلول 2004 بل انه يتبنى الى حد كبير موقف الحركة الاستقلالية في هذا الشأن اذ يقول ان اقدام الأسد "على حصر الخيار الرئاسي" بالتمديد للرئيس اميل لحود " فجر القرار 1559"، ويضيف: "ربما كان صدور القرار 1559 حتمياً وربما كان يمكن تفاديه". ويشدد على أنه "لو كانت قناة الاتصال أفضل بيني وبين القيادة السورية آنذاك وبين رفيق الحريري والقيادة السورية لأمكن ربما تفادي ما وقع". وموقف جنبلاط هذا يتناقض مع موقف النظام السوري الرافض تحمل أي مسؤولية في الاحداث المفجعة التي شهدها لبنان منذ تمديد ولاية لحود الى مرحلة اغتيال الرئيس الحريري وما تلاها من تطورات واغتيالات.

ثانياً: أكد جنبلاط في هذه المقابلة تمسكه بالتحقيق الدولي وبالمحكمة الخاصة بلبنان وجعل عملية اغتيال الحريري القضية المحورية الأساسية التي فجرت المواجهة الواسعة بين الغالبية العظمى من اللبنانيين ونظام الأسد اذ قال: "ان حجم هذه الجريمة أدى الى هذا الهيجان الغريزي الذي شهده لبنان"، مضيفاً أن شعار سمير قصير " ربيع دمشق " كان له " صدى في الشارع اللبناني بسبب تراكم أمني – سياسي لم يكن في مستوى العلاقة اللبنانية – السورية ".

ثالثاً: رفض جنبلاط الاعتذار عما نسب اليه من انه طالب في مقابلة مع صحيفة "الواشنطن بوست" مطلع 2006 الأميركيين بغزو سوريا بل أكد انه قال في هذه المقابلة: "كما ساعدتم الغالبية على أن تصل الى الحكم في العراق فلماذا لا تفعلون الشيء نفسه في سوريا؟". وأوضح جنبلاط في المقابلة مع "السفير" انه لم يقصد دعوة الأميركيين الى غزو سوريا" لأن من غير المنطقي أن أطلب ذلك "بل انه أراد" تحسين شروط العيش في سوريا وتحسين الأوضاع فيها". وتمنى أن يكون كلامه "التوضيحي" هذا كافياً لمحو "الاساءة" الى الشعب والقيادة في سوريا. وخلص ديبلوماسي أوروبي مطلع الى أن جنبلاط يريد التلاقي مع سوريا المنفتحة على لبنان المستقل وليس مع سوريا التي تحلم باخضاع هذا البلد مجدداً لوصايتها.

بقلم عبد الكريم أبو النصر

النائب سامي الجميل عبر كلام الناس: مقتنعون بالتحالف مع تيار المستقبل والرئيس الحريري بما يمثلاه من اعتدال لكننا لسنا خرافًا وعلى 14 آذار وقف التنازلات

Kataeb.org : أكد منسق اللجنة المركزية في حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل أن مشاركة حزب الكتائب في ذكرى 14 شباط كانت واضحة من حيث الاعلام الكتائبية التي كانت مرفوعة والوفود الحزبية المشاركة، لافتا إلى أن بيت الكتائب هو غرفة العمليات في مثل هكذا التظاهرات، لذلك كان مولجًا من قبل الحزب، انطلاقًا من كونه منسقًا للجنة المركزية بمتابعة الامور من البيت المركزي.

النائب الجميل وفي حديث لكلام الناس عبر LBC، أشار إلى أن كل لبناني يعبر عن رأيه بطريقته الخاصة، رافضا رفع اي علم على الاراضي اللبنانية غير العلم اللبناني او علم مؤسسة حزبية او رياضية او اجتماعية لبنانية.

وعن موقفه من فريق 14 آذار، قال:" ثمة جانب ايجابي في هذا الفريق وجانب آخر نسجل ملاحظاتنا فيه. فمن الناحية الاولى، نعتبر ان مبادئ 14 آذار هي مبادئ حزب الكتائب، كما نعتبر ان الذين يشكلون هذا الفريق يمثلون اعتدالاً معينًا وخصوصًا الرئيس سعد الحريري وتيار المستقبل لذلك نحن مقتنعون بالتحالف معهما، لكننا في الوقت نفسه، نعتبر ان حزب الكتائب بما يمثله من تاريخ وشهداء وقاعدة شعبية يحق له، لا بل من واجباته الاعلان عن الامور غير المقتنع بها."

وشدد على " أنه اذا كان المطلوب وجود خراف في هذا الفريق فلن يكون حزب الكتائب، وانما اذا كان المطلوب وجود شركاء، فهو سيكون حاضرًا لأنه حزب لديه تمثيله الجماهيري والشعبي."

وعن زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري الى سوريا، أشار إلى أن حزب الكتائب يدعم هذه الزيارة انطلاقًا من وجوب ان تكون العلاقة بين البلدين محصورة من دولة الى دولة، الا انه كان يجب ابقاء العبارات التي استخدمت في اثنائها الى وقت لاحق لأن الملفات بين البلدين لم تعالج بعد وبالتالي فإن حزب الكتائب يرفض مقولة طي الصفحة مع سوريا قبل اقفال هذه الملفات.

ومن الناحية الثانية، ابدى النائب الجميل ملاحظاته على الصعيد التنظيمي الاداري لـ14 آذار اذ ثمة اخطاء وملاحظات يجب ان تعالج، معتبرا " أنه يحق لحزب الكتائب التعبير عن رأي مختلف عن آراء الاخرين في بعض الملفات التي يعتبرها اساسية. وبالتالي يرفض الحزب ان يملي عليه الاخرون كيف يتصرف وماذا يقول"، مؤكدا وفاء حزب الكتائب لمن صوت له في الانتخابات ولكل من شارك في ثورة الارز، مشيرا إلى أن الجمهور السني والدرزي والمسيحي الذي كان موجودًا في 14 آذار 2005 غير راض عن البيان الوزاري الاخير. داعيًا بالتالي فريق 14 آذار إلى وقف التنازلات."

وعن إحتفال حزب الله بذكرى شهدائه في مدرسة الحكمة - الجديدة، قال الجميل:" استفزنا هذا الاحتفال لان حزب الله كان يدرك حساسية هذا الموضوع والا لما كان اعتمد هذا الاسلوب في حجز قاعة الاحتفال." ووصف ما حصل بالخداع إذ بلّغ رئيس البلدية ومدير المدرسة والمطران مطر بأن قاعة المدرسة ستستخدم لمحاضرة حول الحوار الاسلامي المسيحي فتبين لاحقًا ان الموضوع هو الاحتفال بذكرى شهداء حزب الله."

وأضاف:" ثمة قرار بمنع السياسة في المدرسة الرسمية والخاصة." مؤكدًا "رفض وسيلة الغش التي اعتمدت ورفض وجود عناصر انضباط حزب الله في منطقة الجديدة لضبط الامن، فنحن لسنا بحاجة الى اي عناصر حزبية في هذه المنطقة، لأننا فخورون بأننا تحت سلطة الدولة والقوى الشرعية كما لا نقبل بوجود اي مظاهر ميليشياوية تفرض سلطتها على الناس."

واشار الى ان وفدًا من طلاب الكتائب الثانويين كان يلتقي مدير المدرسة قبل الاحتفال للاستفسار حول هذا الموضوع فتم توقيفه من قبل عناصر من حزب الله وحصل تلاسن مما ادى الى تدخل الجيش اللبناني وتهدئة الامور."

ورفض النائب الجميل مقارنة الرئيس بشير الجميل بشهداء حزب الله، عازيا ذلك لكونه رئيسا للجمهورية اللبنانية باعتراف الدولة، موضحا انه يمكن المقارنة بين شهداء حزب الله وحزب الكتائب انطلاقًا من مقارنة عناصر حزبية استشهدت في سبيل قضية خاصة بها، معتبرا أن الرئيس بشير الجميل لديه صفة مغايرة لصفة شهداء حزب الله لذلك لا تجوز المقارنة."

وفي السياق نفسه، رأى أن اساس المشكلة مع امل وحزب الله هو تخوينهما لما تمثله المقاومة اللبنانية الممثلة بكميل شمعون وبشير الجميل والقوات والكتائب والاحرار... مشيرا إلى " أنه لا يمكن بناء الوطن اذا استمر هذان الفريقان بوصف الشريحة الكبيرة من المجتمع اللبناني التي نمثلها بالخائنة، لافتا إلى أنه اذا اراد الفريق الاخر بناء الوطن يجب ان يعترف بالاخرين وبتاريخهم والا سيبقى هذا البلد منقسمًا".

وتابع:" اعترفنا بشهداء حزب الله فيما هو لم يبادر بذلك تجاهنا، ورغم انني انتقدت على ذلك الا انني مقتنع بما قلته. بالنسبة الينا قام حزب الله بدوره وقاوم وهو صاحب قضية بغض النظر ان كنا مقتنعين بها ام لا،" معتبرا " ان الاعتراف بتاريخهم واجب كما ان الاعتراف بتاريخنا وبمقاومتنا بوجه السوري والفلسطيني واعتبارنا كنا ندافع عن منازلنا واجب على الفريق الاخر ايضًا".

وعن مشاركة لبنان في القمة العربية في ليبيا، أعلن عن دعمه اللبنانيين ضد اي عنصر آخر، مشيرا إلى أنه لا يمكن غض النظر عن شعور اي قسم من اللبنانيين، لافتا إلى أن حزب الكتائب يحترم موقفهم وشعورهم في هذا الاطار".

وفي سياق أخر، شدد على أن ما يهم حزب الكتائب هو محافظة كل فئة من اللبنانيين على تاريخها وكرامتها وحقها، مؤكدا أن الحزب عندما يتحدث عن تطوير النظام انما يعترف بتصحيح الغبن اللاحق بالطائفة الشيعية.

وأكد أن لا مشكلة لحزب الكتائب مع حزب الله كطائفة شيعية وهو لا يدعم الحريري كطائفة سنية او موجود في فريق 14 آذار ضد الطائفة الشيعية، معتبرا أن المشكلة في لبنان هي في خلط الامور ببعضها البعض، والاستناد الى العاطفة في العلاقات السياسية، بين سوريا ولبنان أو بين الاطراف اللبنانية ...مطالبا الأفرقاء السياسيين بالاعتياد على بناء الامور على اسس متينة وليس على العواطف، موضحا أن مشكلة حزب الكتائب محصورة بالسلاح ولا تمس بالطائفة، كاشفا أن الرئيس أمين الجميل دعا الى استكمال المشهد المسيحي الدرزي السني بمشهد لبناني جامع في خطاب 14 شباط.

وأوضح "أن حزب الكتائب لا يرفع الشعارات الفارغة او للمزايدة، مؤكدا " وقوف الحزب الى جانب أهل الجنوب ضد اي غريب"، لافتًا من جهة اخرى الى "أن الفريق الاخر يمنع اللبنانيين من التحدث عن السلاح."

ورفض النائب الجميل تعرض لبنان للمجازر والدمار، معتبرا أنه يحق للبنانيين الاخرين ان يكون لديهم خطة اخرى غير خطة حزب الله في موضوع الاستراتيجية الدفاعية، مشددًا على انه لا يحق لاي فريق اتخاذ اي قرار بمعزل عن رأي اللبنانيين الاخرين، داعيا حزب الله إلى طرح خطة على اللبنانيين ليتحملوا المسؤولية معًا، مشيرا إلى أن ثمة مجلسًا للنواب وآخر للوزراء يمثلان الشعب اللبناني الذي انتخب هذه السلطة الشرعية وبالتالي لا يحق لاي فريق اخذ قرار السلم والحرب باسم لبنان.

واكد انه لا يريد لا سوريا ولا اميركا ولا ايران، داعيا الى حوار وطني لكل اللبنانيين ليتحاوروا مع بعضهم البعض وللتفكير بالمشكلة الداخلية، متمنيا لو توجه السيد نصرالله الى الرئيس الايراني بالقول انه لبناني وبالتالي احد لا يملي عليه ماذا يجب ان يفعل، وانطلاقًا من ذلك يجب ان يرفض هذا الامر وان يضع مصلحة لبنان قبل اي شيء آخر، لافتا إلى أن الشعب اللبناني وكّل المجلس النيابي باتخاذ قرار السلم والحرب ولم يوكل اي فريق آخر بذلك.

وردًا عن سؤال، اعلن النائب الجميل أن حزب الكتائب يطالب بتطبيق القرار 1559 منذ اقراره وهو متمسك به.

وعن موضوع إقرار الإصلاحات في الإنتخابات البلدية، قال النائب الجميل:" انا فخور بما حصل في مجلس الوزراء، لأن ثمانين في المئة من الاصلاحات التي قدمتها في اقتراح مشروع قانون البلديات اعتمد في مجلس الوزراء".

وعن موضوع إعتماد النسبية، شدد على أنها مهمة كثيرا ومعتمدة في كل دول العالم، لافتا إلى أن اللوائح المطبوعة سلفًا تضبط الغش وعملية الضغط على المواطن في اثناء الاقتراع.

وعدد النائب الجميل الاصلاحات الواردة في مشروع قانونه والتي اقرت في مجلس الوزراء، وهي مبدأ تمثيل الـ 10% في اللائحة والكوتا النسائية والسماح بالاساتذة الثانويين بالترشح. وأكد ان اعتماد هذه الاصلاحات يصب في المصلحة العامة وليس في المصلحة الحزبية.

وتمنى الجميل اعتماد الصوت التفضيلي الذي اقترحه حزب الكتائب في موضوع التشكيل المسبق للائحة.

وعن انفتاحه على التيار الوطني الحر، قال:"اذا كنا نكسر الحواجز مع المسيحيين الاخرين فهذا لا يعني تغيير المواقع." مؤكدًا استمرار التحالف "مع الافرقاء الذي يشاطروننا المبادئ نفسها التي خضنا الانتخابات الماضية على اساسها."

وعن المصالحة بين جنبلاط وعون قال:" نتمنى الا يسيس ملف العودة والمصالحة في الجبل والا يأخذ الموضوع طابعًا سياسيًا او ان تكون هناك محسوبيات، بل ان يشارك الجميع بهذا الملف ليشعر اللبنانيون العائدون بالارتياح".

ووصف العلاقة مع تيمور جنبلاط بالممتازة والعلاقة الشخصية بين الرئيس الجميل وجنبلاط بالممتازة ايضًا لافتًا الى وجود خلاف سياسي بينهما.

وعن موضوع الطائرة الأثيوبية المنكوبة، أعلن عن استعداده لكل ما يطلبه اهالي الضحايا من دون اي مزايدات، مواسيًا اياهم ومعلنًا وقوفه إلى جانبهم في هذه المأساة في اي مساعدة يحتاجون اليها.

وعن إغتيال الضابط سامر حنا، قال النائب الجميل:" لدي معلومات في هذا الموضوع والتحقيق مع الشخص الذي سلّم يشير الى شيء، فيما صدر عن الجيش شيء آخر. إذ إن الجيش اللبناني كان يجري تدريبات في تلك المنطقة، وقد حدث اطلاق النار على المروحية بعد عشرة ايام. ولكن أحد لم يشر الى هذه المعلومات خصوصًا أن حزب الله كان يعلم بشأن التدريبات، كما أن اطلاق النار على المروحية حصل في اثناء الاقلاع وليس الهبوط." فشدد على أنه من غير المقبول خروج قاتل ضابط في الجيش اللبناني بعد عشرة اشهر من السجن في حين يسجن اي شخص قتل فردًا في حادث سير غير مقصود لأكثر من سنة.

وفي موضوع الغاء الطائفية السياسية، أعلن أن حزب الكتائب لم يتبن طرح الفدرالية، موضحًا انه قال ان الغاء الضمانات سيؤدي بفريق معين الى المطالبة بها.

وفي موضوع تطوير النظام، أكد أن حزب الكتائب لا يستحي بذلك لا بل يطالب به علنًا ويدعو الى مؤتمر مصالحة ومصارحة لطرح الهواجس والافكار من اجل البناء للمستقبل، داعيا إلى تحويل مجلس الوزراء الى طاولة حوار او الى مؤتمر وطني شرط المساواة بين الافرقاء المتحاورين انطلاقًا من عدم وجود اي سلاح بحوزة اي فريق".

مضمون قانون الإنتخابات البلدية أهم من موعد إجراء الإنتخابات.العماد عون: لسنا خائفين من سن 18 بل نخاف على الحريات السياسية

موقع التيار/عقد تكتل التغيير والإصلاح لقاءه الأسبوعي في الرابية برئاسة العماد ميشال عون. وبعد الإجتماع عرض العماد عون للقضايا التي درسها التكتل، وشدّد على أنّ مضمون قانون الإنتخابات البلدية أهم بكثير من موعد إجرائها وأن اعتماد النسبية يفي الى حد ما بالتمثيل لكنه لا يفي بالخدمات التي تحتاجها البلدات.

وقال: "اليوم كان اللقاء الأسبوعي وكالعادة بحثنا المواضيع الحالية المطروحة في مجلس الوزراء في الإصلاحات البلدية، ودار نقاش حولها.

عرضنا برنامج الزيارة الى الشوف. وبحثنا مشاريع القوانين المطروحة في الجلسة التشريعية يوميّ الإثنين والثلاثاء المقبيلن. في المجمل تفاهمنا على مضمون هذه المواضيع وان شاء الله "بيمشي الحال"، وتحصل بعض الإصلاحات المقبولة في الإنتخابات البلدية. لأنه عندما نتحدث عن الإصلاحات يقولون لنا التاريخ، ذكّرونا بإنتخابات العام 2005 "تنذكر ما تنعاد". هم يقولون التاريخ والمهم أن تحصل الإنتخابات، ونحن نقول إن مضمون القانون أهم بكثير من تاريخ إجرائها وهذا من أجل صحة الإنتخابات. وكانت النتيجة أنهم مددوا قانون 2000 لل 2005 ولل 2009... نحن نقول دائمًا إن مضمون القانون أهم بكثير من تاريخ إجراء الإنتخابات، وهذا لا يعني أننا نريد إلغاء الإنتخابات. عندما يأتي الإستحقاق، من هو جاهز يربح الإنتخابات ومن ليس جاهزًا لا يربحها. ونحن شعبيتنا ليست بانخفاض أبدًا، نرى الصراخ من كل حدب وصوب وكأن هناك أشخاصاً أضاعوا الإتجاه. نتمنى أن ينتهوا من قانون الإنتخابات وأن يصل الى المجلس ويصدّق عليه في الوقت الملائم ونجري الإنتخابات البلدية، وأدعو كل التيار الوطني الحر الى البدء بتحضير المعطيات، كل شخص في بلدته حتى نتمكن من أخذ القرارات المناسبة فيما يتعلّق بهذا الموضوع.

ثم أجاب عن أسئلة الصحفيين:

س: بما أنك دعوت التيار الى البدء بالتحضير، ما هي تحضيرات التيار الوطني الحر للإنتخابات البلدية؟

ج: بالتأكيد نحن عندنا برنامجًا إصلاحيًا وهذا مركزي، من ناحية المبادىء نحن من سيضعه، وندعو الجميع للتعاون معنا. لأنه مهما كان البرنامج الإصلاحي الإنمائي، أكان في القرية أو على مستوى الوطن، من يريد أن يعمل فيه ويطبّقه، فيجب أن يكونوا متعاونين.

فإذًا نطلب التعاون مع الجميع، بصرف النظر أحيانًا عن فئتهم السياسية، نحن مستعدون الى تخطيها في سبيل إجراء برنامج "مرتّب" لكل بلدة.

لذلك سنتعاطى بإيجابية مع كل الناس الذين يحبّون التعاون معنا في سبيل هذا البرنامج.

س: بالنسبة لموضوع بيروت، هل النسبية كافية أو أن التيار سيستمرّ في النقاش بموضوع التقسيم مع النسبية كما طرح البعض من التيار؟

ج: النسبية تفي الى حد ما بالتمثيل ولكن لا تفي في مواضيع الخدمات، فبيروت تحوي عددًا كبيرًا من السكان ولا يمكن لبلدية واحدة أن تقدّم الخدمات اللازمة لكل الناس بالتساوي. المدن الكبرى يوزعونها على دوائر مع خدماتها أيضًا، فعندما نقول باريس فهناك دائرة شرطة وأحوال شخصية وإقامة وكل شيء... هكذا يضبط السكان.

أنا أتحدى أكبر جهاز معلومات أن يعرف الناس في كل حيّ وأين يسكنون، فليأخذوا مثلاً برج حمود. من يعرف من هم سكانها؟ من يعرف من هم سكان الأشرفية؟ من يعرف من هم سكان بيروت؟ لماذا؟ لأن ليس هناك آلية بلدية عملها محصور حتى تحصي سكانها التي تقدم لهم الخدمات أو يدفعون الضرائب. لا معطيات في لبنان، هذا بلد التقدير، بلد الربع ساعة والنصف سنتيمتر.

فهذا التقدير الذي يتحدثون عنه كله "عنفصة" وعدم تقدير وعدم مسؤولية تجاه الناس الذين يقدمون لهم الخدمات وتجاه السكان وتجاه أمن وطنهم.

ليس هناك من مدينة في العالم لا تعلم أجهزة الأمن من يسكن فيها الا عندنا نحن، والبرهان على ذلك أنهم يجدون دومًا خلايا جديدة. لماذا؟ لأنه لا المواطنين يساهمون مع السلطات لكشف هذه المواضيع الأساسية، ولا السلطات عندها إمكانية الكشف والتأكد وذلك بسبب الحجم.

إدارة الحجم شيء مهم، فالشخص يمكنه أن يحمل 5 كلغ، لماذا تريدون تحميله 50 كلغ؟

لا يمكن أن تتحسّن الخدمات في بيروت ببلدية واحدة، ولا بأي بلدية كبيرة. هناك قياسات وأجهزة يجب أن تعمل، والا لماذا لا نحوّل الكون كله الى دولة واحدة؟ لماذا يضعون الحدود؟ المخافر والبلديات لها حدود، كل شيء له حدود. ولكن الحمدالله مصابون أحيانًا بأمراض مستعصية ومزمنة صعب أن يشفى أحد منها.

عندما تقول سنقوم بشيء جديد، فيجد الآخر أنه ليست من مصلحته فيعطيه مئة نية ونية، الا النية الحقيقة لطالبها.

س: اعتبر كلامك الأسبوع الماضي عن رفض إجراء الإنتخابات البلدية من دون اصلاحات، بأنه مؤشر لعدم رغبتك بإجرائها؟

ج: كما كل شيء يُجتزأ في لبنان، وهنا تأتي النية السيئة للصحافي الذي ينقل أو يعلّق على الخبر أو الكلام الناقص.

أنا قلت، بالحرف الواحد وكل شيء مسجّل هنا والحمدالله، إنني لا أوافق على الإنتخابات دون الإصلاحات، ولكن هناك أكثرية إذا أرادته، فيكون لي شرف المحاولة بحيث أنني لم أوافق على شيء أعتبر خطأ. ولكن الإنتحابات تحصل بالأكثرية، وهذا لا يعني إني قلت إنني أريد ايقاف الإنتخابات، فلا إمكانية لي لوحدي أن أوقفها. ولكن أنا أدعو الآخرين ليأخذوا هذا الموقف. إذا وافقوا أو لا فذلك موضوع آخر، لأنني لم أتشاور معهم، ويمكن أن يكونوا موافقين.

هذا ما قلته، ولم أقل عدم رغبة، على العكس. أعطوا الآن النسبية وأصبح هناك عدالة بالتمثيل ولكن بالخدمات لا وألف لا، لن تحصل. وإذا قبلنا بالشيء الذي طرح حاليًا فلأنه لدينا رغبة في الإنتخابات، ومن لا يصدق فليتفضّل ويجري استطلاعًا للرأي فيعرف من يربح ومن يخسر، وبالتأكيد لن يجلبوا طائرات للناخبين من الخارج لكي يعدّلوا.

س: البعض اعتبر أن الموافقة على النسبية من جميع الأطراف هي سبب شرعي لتأجيل الإنتخابات، كيف تعلّق على الموضوع؟

ج: أنا لا أعرف هذا المنطق. أنا درست مدرسة سقراط وأفلاطون وأرسطو، في هذه المدارس لم أرى منطقًا يقول إنه إذا وافقنا جميعًا على شيء ما فهذا يعني إننا نريد تأجيله! وإلا لكنا وافقنا على التأجيل منذ البدء.

س: بالنسبة للثقافة، شهدنا في الفترة الأخيرة نموذجين في الجامعات، الأوّل يتعلّق بالدكتور باسكال لحود، والثاني حصل أثناء سفرك حصل إشكال في مدرسة الجديدة حول محاضرة ووقع الكثير من اللغط وسمعنا الكثير من الكلام، ما هو تعليقك على ما حصل في الجديدة؟

ج: تلقّى نواب المتن دعوة لحضور المحاضرة. لا المدرسة مدرستنا، ولا هي تحت سلطتنا الإدارية، فهناك سلطة إدارية مسؤولة أعطت الترخيص للمحاضرة وما من شيء يدعو الى وقوع المشاكل. أضف الى أننا لم نرَ في المحاضرة إعتداءً على أحد. نحن مع ممارسة الحريّة الفكريّة في كلّ مكان. وأذكر أنّه في السابع من تشرين الأول من العام 2004، وجدنا مكاناً للتجمّع في الضاحية وهو تابع لملكيّة تتعلّق بحزب الله، وقد قمت بمحاضرة عبر الهاتف. وقد اجتمع أناس من الحدت، من الضاحية، من الشيّاح... وكانت المحاضرة سياسية وأنتم تعرفون كيف كان الوضع السياسي يومها. لا أعرف ماذا يمكن لمن ليس من رأينا السياسي أن يقول عمّا حصل في مدرسة الحكمة؟ فماذا يمكن ان يقول؟ وأعتقد أنّ كلّ شيء كان معلنا، والجميع يعلم هدف المحاضرة. كما أنّ اللغط الذي حصل حول هذه الواضيع وما نراه على المواقع الإلكترونية، ويأتي في سياق الكذب المنظّم والإنحدار الخلقي وتزوير الحقائق، بالكلام وغير الكلام، هو شيء غير مقبول، بتنا في سوق نخاسة إعلامي، على الصعيدين الخاصّ والعامّ.

هل من الممكن ألا يقوم أي أحد بتحقيق بسيط ليعرف كيفيّة وقوع حادث؟ أو وجب علينا قراءة 20 وسيلة إعلامية للتمييز بين الكذب والحقيقة؟ منذ فترة، ولدى تشبيهنا شهادات وآلام حرّف حديثنا كثيرون. قلنا لهم إن القول "هذا الصحن أبيض مثل الثلج والثلج ابيض مثل الصحن"، لا يعني أن الثلج هو الصحن أو الصحن هو ثلج، فقالوا لا، إنّه يقول "الصحن ثلج والثلج صحن".

إذاً، كلّ شيء معقول، لذلك وجب علينا تطعيم الناس لئلا يتأثّروا من اليوم وصاعداً بالكذب، لأنّ الكذب السياسي والإعلامي والإعلاني بات مهنة لمحترفين في لبنان. هؤلاء من لا يقوَون على العيش إلا منعزلين عن العالم، أي في غياهب التاريخ الذي يعارض كل انفتاح أو حضارة. ما هي ثقافتهم؟ وما هو مستقبلهم؟ أن يخلقوا أجواء صدامية بين الناس ومع محيطهم ومع الخارج؟ نريد أن نعلم ما هو هدفهم؟ أين الفعل الإيجابي الذي يخدمون من خلاله مجتمعهم ووطنهم؟ أتمنّى أن اقرأ يوماً ما تعداداً لما حقّقوه إيجابيّاً، هل حقّقوا السلام أو الإستقرار أو مشرعاً إصلاحيّاً... ماذا لديهم غير الكذب والشتائم بحقّ الآخرين؟ هل هذا ما يبني المجتمع؟ هل هذا ما يقرّب الشعوب لبعضها البعض؟ كلاّ. هناك إنكار لحضارتنا الأساسية ولقواعد إيماننا جميعاً، لذلك اتمنّى على كلّ المواطنين أن يتحفّظوا على ما يقرأوه على المواقع الإلكترونية التي أسمّيها معادية، إذ أتمنّى لو كانت منافسة أو حتّى مخاصمة لنا بالسياسة، ولكنّها باتت معادية لأنّها مليئة بالكذب والإحتيال والدّجل.

س: إن لم تنسحب الحكومة اليوم أو طلبت إسترداد مشروع خفض سن الإقتراع قبل جلسة 22، ما هي المخارج الممكنة في الجلسة لحلّ هذا الموضوع؟

ج: لنعرف ما سيحصل في الجلسة أوّلاً، وبعدها هناك مجلس للنوّاب قد يبتّه، وبالنتيجة، إن مرّ على جلسة مجلس الوزراء يكون قد مرّ، أو إذا سحبته الحكومة فيتأجّل، وليست بالمشكلة. نحن لسنا خائفين من سنّ الثامنة عشرة، نحن خائفون على الحريات السياسية وعلى الثقافة الحرّة في السياسة، وعلى الثقافة الأخلاقية في مجتمعنا. فبالنسبة لنا، نحن لا نستبعد الأخلاق عن المهنية، يجب أن يحظى كلّ موظّف بسلوكين اثنين، الأوّل مهني جيّد وممتاز، وإلى جانبه سلوك أخلاقي، فلا نستطيع ان نخرّج أطبّاءً لا يملكون "deontologie" الطبيب، لا نستطيع ان نخرّج سياسيين لم يعرفوا في صباهم وبعملهم السياسي غير الكذب والتّربية على العنف والحقد. مجتمع بدون سلّم قيم لا يستطيع أن يبني نفسه.

ما قيل ذاك اليوم في الأنطونية كان نقلاً عن مجلّة ولم أكن اعلم بذلك، وبعد أن اطّلعت على الموضوع، رأيت انّهم قالوا في المجلّة أنّ المجتمع اللبناني مجتمع فاسد، وقد تناولوا أسماء أشخاص ما دفع البعض الى "الأخد على خاطرن"، ولكن من يجب أن "يأخذ على خاطره" هو كلّ المجتمع اللبناني، إذ يجب ان ينظر الى نفسه، وإن كان ما قيل شتيمة وجب على كلّ لبنان التظاهر، ولكن المجتمع اللبناني بكامله قبل الإهانة، فلمَ قبل الإهانة؟ لأنّه بات لا يتأثّر، يقول عن السارق "هذا جيّد هذا شاطر، هذا ذكيّ، هذا "دبّر حالو"، وعن "الأدمي" "هذا حمار " إن كان سلوكه جيّداً ولم "يدبّر حالو"، لم يستفد، إذ السرقة تحوّلت لاستفادة، وإن أراد أن يعترف، لا يقول هناك سرقات في الإدارة، يقول هناك هدر بالأموال، يلطّفونها لتتحوّل الى ألفاظ مقبولة. لطالما قلتها: أنّني أخشى ان يكون قد أصبح مجتمع الفساد أكثر وأكبر من مجتمع الإصلاح. فلم عندما نتكلّم عن شيء ما يسوده الفساد، لا تنشره الجرائد؟ عن ملفّات الوزارات التي قدّمناها، ولكن بالعكس، انتقدونا وحاربونا ولم يدافع أيّ أحد عمّن يهاجمون الفساد، فالّذين يهاجمون الفساد يكونون مشعوذين، وخارج إطار مجتمعهم الحالي.

من المسؤول؟ كل من يكتب كلمة، كل من يظهر على التلفزيون، كل من يقول وعظة في الكنيسة أو على منبر لا يحكي عن الفساد ومقاومة الفساد. أين هو سلّم القيم الذي سيربط المجتمع. كل المجتمعات التي لا يربطها سلّم القيم تتفكّك. لماذا؟ ولماذا تسقط الإمباراطوريات وتتفكّك؟

ليس كل شيء مربوطاً بالإقتصاد، الإقتصاد طبعًا هو بنيان مهم ولكن اين الروابط التي تصل المجتمع فيما بينه وتبقيه متضامن. على ماذا سنتضامن؟ الا نعرف أنه لدينا مرض عضال ومزمن.

كنت بصدد كتابة مقالة عن أولويات اللبناني، وتخيلت سيناريو أن هناك من يسأل مواطناً لبنانياً ما هي الحاجيات التي تعطيها الأفضلية الأولى؟ هل يمكن أن تعطيني سلّم أولويات. لم أتمكن من أيجاد اي حاجة لها الأفضلية الأولى. ثم فكّرت وقلت إذا سألته صباحًا وهو يغسل وجهه، سيقول لي المياه. صباحًا يقول لي يريد المياه، عندما يذهب الى عمله وهو في سيارته يقول لي السير، عندما يصادف الحفر على الطرقات يقول لي الزفت.... هذه أولويات ثلاث ولم يصل بعد الى العمل. ثم يرى مشكلاً في الشارع وينتظر قوى الأمن التني تتأخر فيقول الأمن، يذهب الى المحكمة ويرى ما يراه فيقول العدل، يعود الى منزله فيقول الكهرباء..... ولا زلنا نجدد للأشخاص أنفسهم الذين حرمونا من كل هذه الحاجيات