المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية
أخبار يوم
10  شباط/2010

إنجيل القدّيس يوحنّا 12/23-30

فَأَجَابَهُمَا يَسُوعُ قَائِلاً: «لَقَدْ حَانَتِ السَّاعَةُ لِكَي يُمَجَّدَ ٱبْنُ الإِنْسَان. أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّ حَبَّةَ الحِنْطَة، إِنْ لَمْ تَقَعْ في الأَرضِ وتَمُتْ، تَبْقَى وَاحِدَة. وإِنْ مَاتَتْ تَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِير. مَنْ يُحِبُّ نَفْسَهُ يَفْقِدُهَا، ومَنْ يُبْغِضُهَا في هذَا العَالَمِ يَحْفَظُهَا لِحَيَاةٍ أَبَدِيَّة. مَنْ يَخْدُمْنِي فَلْيَتْبَعْنِي. وحَيْثُ أَكُونُ أَنَا، فَهُنَاكَ يَكُونُ أَيْضًا خَادِمِي. مَنْ يَخْدُمْنِي يُكَرِّمْهُ الآب. نَفْسِي الآنَ مُضْطَرِبَة، فَمَاذَا أَقُول؟ يَا أَبَتِ، نَجِّنِي مِنْ هذِهِ السَّاعَة؟ ولكِنْ مِنْ أَجْلِ هذَا بَلَغْتُ إِلى هذِهِ السَّاعَة! يَا أَبَتِ، مَجِّدِ ٱسْمَكَ». فَجَاءَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ يَقُول: «قَدْ مَجَّدْتُ، وسَأُمَجِّد». وسَمِعَ الجَمْعُ الحَاضِرُ فَقَالُوا: «إِنَّهُ رَعد». وقَالَ آخَرُون: «إِنَّ مَلاكًا خَاطَبَهُ». أَجَابَ يَسُوعُ وقَال: «مَا كَانَ هذَا الصَّوْتُ مِنْ أَجْلِي، بَلْ مِنْ أَجْلِكُم.

 

جبهة أميركية فرنسية لتمرير قرار في مجلس الأمن خلال أسابيع بعد مباشرة "ناتنز" تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة 

إسرائيل تحذر واشنطن من تحمل تبعات "الكارثة" في الشرق الأوسط إذا لم تفرض "فوراً" عقوبات "تشل" إيران حتى من دون روسيا والصين

 طهران: سننتج شهرياً ضعف حاجتنا من اليورانيوم عالي التخصيب ولن نتراجع خطوة واحدة

عواصم - ا ف ب, رويترز: حذرت إسرائيل واشنطن من أنها أول من سيتحمل تبعات "الكارثة" التي ستحصل في الشرق الأوسط في حال عدم التحرك لفرض عقوبات مؤلمة "تشل" إيران, التي باشرت, أمس, إنتاج اليورانيوم العالي التخصيب في منشأة ناتنز تحت إشراف مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية, الأمر الذي دفع الولايات المتحدة إلى تسريع جهودها بالتعاون مع الدول الغربية لتمرير عقوبات ضد الجمهورية الإسلامية في مجلس الأمن خلال الأسابيع القليلة المقبلة.

ودعا رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الأسرة الدولية الى فرض "عقوبات تشل" ايران, قائلاً في لقاء مع سفراء الاتحاد الاوروبي ان "إيران تسرع الخطى صوب إنتاج اسلحة نووية, وأعتقد ان المطلوب حاليا هو تحرك قاس من جانب المجتمع الدولي", مضيفاً "هذا لا يعني عقوبات معتدلة أو مخففة, هذا يعني فرض عقوبات تؤدي الى الشلل, ويجب أن تفرض هذه العقوبات فورا". بدوره, قال وزير تنمية المناطق الاسرائيلي سيلفان شالوم, نائب نتانياهو, ان "الشهر المقبل سيكون حاسماً, حان الوقت لتفرض الاسرة الدولية عقوبات مؤلمة على ايران حتى لو لم تنضم اليها روسيا والصين", مضيفاً "على الأسرة الدولية ان تقرر ان كانت ستستمر في أوهامها بشأن تعاون ايراني مزعوم, او ستفرض عقوبات فعلية على ايران وبرنامجها النووي". واعتبر ان "أي تردد اضافي سيسمح لايران بامتلاك القدرة على إنتاج أسلحة نووية".

من جهته, وجه وزير الصناعة والتجارة الاسرائيلي بنيامين بن اليعازر نداء الى الولايات المتحدة حضها فيه على التحرك.

وقال بن اليعازر, وهو وزير دفاع سابق, ان "على الولايات المتحدة ان تعي هول الكارثة التي ستحصل في الشرق الأوسط, خصوصاً وأنها ستكون أول من سيتحمل تبعاتها".

وجاء الموقف الاسرائيلي, بعد ساعات على توقع وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس صدور قرار دولي يمهد الطريق أمام فرض عقوبات جديدة على ايران "في غضون أسابيع وليس اشهر". وقال المتحدث باسمه جيف موريل للصحافيين في ختام زيارة غيتس إلى باريس ان الوزير "يعتقد أن الامر هو مسألة أسابيع وليس أشهر", كما "يعتقد اننا بحاجة (الى قرار يمهد لعقوبات) وانه يمكننا التوصل اليه في هذه المهلة", مشيرا إلى أن غيتس شدد خلال كل لقاءاته مع المسؤولين الفرنسيين على "ضرورة التحرك بشكل عاجل".

وفي ختام لقائهما مساء اول من امس, اتفق غيتس والرئيس نيكولا ساركوزي على أن "الوقت حان لتبني عقوبات قاسية" على إيران أملاً في استئناف الحوار معها, "لأن اليد الممدودة (من قبل الغرب لطهران) لم تجد من يمسك بها". وفي مقابلة بثتها شبكة "فوكس نيوز" الأميركية, أول من أمس, اعتبر غيتس أن "الأمر سيستغرق أسابيع وليس أشهر, لنرى إن كنا سنتوصل إلى قرار جديد" في مجلس الأمن يتيح فرض عقوبات على إيران. ولا تزال الصين التي تملك حق الفيتو في مجلس الامن, تعارض فرض عقوبات على ايران, حيث جددت أمس, دعوتها إلى التحاور مع الجمهورية الاسلامية, كما يحتمل أن تتبنى دول ذات اقتصادات ناشئة من الأعضاء غير الدائمين في مجلس الأمن حالياً, الموقف ذاته حيال إيران.

وفي طهران, قال رئيس المنظمة الايرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي لوكالة الأنباء الطلابية "بدأنا اعتباراً من اليوم (الثلاثاء) تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة في سلسلة (اجهزة طرد مركزي) منفصلة في ناتنز (وسط إيران)", موضحاً أن هذه السلسلة المؤلفة من 164 جهاز طرد مركزي والتي تصنف "بمستوى مختبر" أكثر منها بمستوى مصنع, "ستنتج 3 إلى 5 كلغ من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة في الشهر لمفاعل الأبحاث في طهران, ما يمثل ضعف حاجاتنا".

وأضاف "نقوم في الوقت الحاضر بنقل اليورانيوم الضعيف التخصيب من حاويات سعتها طنان إلى حاويات أصغر سعتها خمسون كيلوغراماً".

وبالتزامن, أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن فريقاً من مفتشيها موجود في موقع ناتنز لمراقبة عمليات تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة, موضحة أن الوقت ما زال مبكراً لإعطاء تفاصيل بشأن العناصر التي يلاحظها المفتشون على الارض, على أن يدرجوا ملاحظاتهم واستنتاجاتهم في تقرير يرفع الى هيئة الحكام.

إلى ذلك, قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية رامين مهمانبرست, في مؤتمره الصحافي الأسبوعي أمس, "ان الولايات المتحدة وفرنسا مخطئتان, فالعقوبات لن تساعد في الخروج من المأزق", مضيفاً "انهما يخطئان إن كانا يظنان أن شعبنا سيتراجع خطوة واحدة بسبب مثل هذه الاجراءات".

وأكد في الوقت نفسه استعداد بلاده لمبادلة اليورانيوم المخصب بالوقود مع الدول الكبرى, قائلاً "ما زلنا على استعداد لعملية تبادل إذا تم الاخذ بمطالبنا, فالباب لم يغلق وإن كانت (الدول الكبرى) مستعدة, فيمكن إتمام ذلك في أي وقت". وكانت طهران بررت إطلاق عملية تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة بعدم التوصل الى اتفاق مع مجموعة الست (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا والمانيا) من اجل تسليمها الوقود النووي الذي تحتاج إليه لتشغيل مفاعل البحث الطبي في العاصمة.

وفي حين أن اليورانيوم الضعيف التخصيب بنسبة تتراوح بين 3 و5 في المئة الذي تنتجه إيران حاليا يستخدم كوقود في المحطات النووية, فإن اليورانيوم المخصب بنسبة 90 في المئة يستخدم لصنع قنبلة ذرية, تشتبه الدول الغربية بأن الجمهورية الإسلامية تسعى لإنتاجها.

 

الفساد ينخر صفوفه وكوادره يعملون لمصالحهم

عائلتا نجم الدين وكركي المعتقلين في باكو تشكوان من معاملة "حزب الله" غير اللائقة

"السياسة" - خاص:

كشفت مصادر لبنانية مطلعة ل¯"السياسة", أمس, أن أفراد عائلتي كادري" حزب الله" علي نجم الدين وعلي كركي المسجونين في أذربيجان منذ ما يقارب العامين بتهمة التخطيط لاستهداف السفارة الاسرائيلية في العاصمة باكو, يتذمرون من الطريقة الفظة والمعاملة غير اللائقة التي يتلقونها من قيادة الحزب.

وأشارت المصادر إلى أن "حزب الله" "نسي أو تناسى أمر السجينين وأن عائلتيهما لا تلقيان ما تستحقان من رعاية وعناية في ظل غياب رب الأسرة, علاوة على انهما لم تشهدا أية جهود فعلية من قبل الحزب أو إيران للتخفيف من عقوبة السجن لمدة 51 عاماً التي فرضتها المحكمة الاذرية على نجم الدين وكركي, كما لم تلحظا اية خطوات فعلية لتحسين ظروف سجنهما".

وأكدت المصادر أن "حزب الله" يحاول كبت هذه التذمرات التي تجاوزت نطاق عائلتي السجينين وأخذت تتفشى في مختلف صفوف كوادره, حيث باتت تتردد على الألسن عبارات منها أنه "لو كان عماد مغنية على قيد الحياة لما كان التعامل مع العائلتين يتم بهذا الشكل غير اللائق" و"ان الاجواء السائدة في "حزب الله" تدل على انعدام شخصية القائد واتباع سياسة التهرب من المسؤولية". ونقلت المصادر عن كوادر في الحزب قولهم "ان الحالة المزرية التي وصل اليها "حزب الله" في الآونة الاخيرة مردها الى ان أغلب كوادره القيادية باتت تعمل من اجل مصلحتها الشخصية وان الحزب على اختلاف مؤسساته وأجهزته بات مطية لتحقيق مصالح وارباح شخصية, وان التلاعب بالميزانيات وكشوف الحسابات والمصاريف بات يتم من دون وجل او خجل", مشيرة الى ارهاصات افلاس رجل الاعمال اللبناني صلاح عز الدين التي كشفت حيزاً بسيطاً من الاموال الطائلة التي بات يملكها كوادر الحزب, واصفة ذلك كأحد اعراض المرض الخطير الذي ينخر صفوف الحزب ألا وهو الفساد, الأمر الذي تجاوز الحزب لكي يؤثر على الطائفة الشيعية بأكملها.

واضافت المصادر ان "المحاولات التجميلية التي قام بها الامين العام  حسن نصر الله أخيراً لتحسين صورة كوادر الحزب والدعوات التي اطلقها من على اكثر من منبر للتخفيف من المظاهر الاستعراضية, من قيادة السيارات الحديثة ذات الدفع الرباعي أو اقتناء وبناء البيوت الفاخرة, لن تجدي نفعاً طالما بقي هؤلاء يتصرفون بالاموال الايرانية التي تصل الى الحزب, بلا حسيب ولا رقيب".

 

البطريرك صفير أطلق السنة اليوبيلية لمار مارون بعد 1600 سنة على وفاته في قداس ترأسه في مار جرجس بيروت في حضور رئيس الجمهورية ورئيسي المجلس والحكومة:

نسأل الله أن يكون هذا اليوبيل موسم خير وبركة على كنيستنا وأبنائها فيحافظوا على إيمان آبائهم وأجدادهم وقيمهم الدِّينيَّة والوطنيَّة والاخلاقية

المطران سعاده:التزام الايمان والحرية يفرض استخدام الجغرافيا لتوجيه التاريخ من هنا معنى تعلقنا بوطننا النهائي -الرسالة للحفاظ على كرامة الإنسان الحر

المطران مطر:الكنيسة المارونية وإن انطلقت مع شفيعها من جبال قورش في سوريا إلا أنها ترعرعت في لبنان وفيه صارت شجرة كبرت وتعششت فيها طيور السماء

وطنية /09 شباط/2010/- أطلق البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير السنة اليوبيلية لمناسبة مرور 1600 عام على وفاة القديس مارون خلال قداس احتفالي ترأسه عند الحادية عشرة قبل ظهر اليوم في كاتدرائية مار جرجس المارونية - وسط بيروت ودعت إليه اللجنة البطريركية لاحتفالات يوبيل مار مارون، في حضور رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، رئيس مجلس النواب نبيه بري، رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، السيدة صولانج الجميل، السيدة منى الهراوي، السيدة جويس الجميل، السيدة نايلة معوض، الرئيس حسين الحسيني، الرئيس فؤاد السنيورة، نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، الوزراء: جان اوغاسابيان، زياد بارود، منى عفيش، سليم الصايغ، ابراهيم نجار، حسن منيمنة، بطرس حرب، فادي عبود، ابراهام دده يان ومحمد رحال، ممثل الدولة الإسبانية وزير خارجية اسبانيا ميغيل انخيل موراتينوس، سفراء اليونان، رومانيا، فرنسا، روسيا، السودان، سلطنة عمان، إيطاليا، مصر، والامارات والنواب: نهاد المشنوق، محمد قباني، ابراهيم كنعان، ايلي عون، عاطف مجدلاني، غسان مخيبر، مروان حماده، فؤاد السعد، هنري حلو، انطوان زهرا، هادي حبيش، نبيل دي فريج، نعمة الله ابي نصر، فريد الخازن، جورج عدوان، عبداللطيف الزين، أحمد فتفت، نديم الجميل، عصام صوايا، ميشال حلو، تمام سلام، سيرج طور سركيسيان، دوري شمعون، فادي الهبر، آغوب بقرادونيان، محمد الحجار، زياد القادري، سامر سعادة وآلان عون.

كذلك حضر رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع،قائد الجيش العماد جان قهوجي، المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي، المدعي العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا، رئيس المجلس الاقتصادي الاجتماعي روجيه نسناس، النائب السابق لرئيس مجلس الوزراء اللواء عصام أبو جمرا، الوزراء السابقون:كرم كرم، الياس حنا، سليم تقلا، جو سركيس، طوني كرم، يوسف سلامة، محمد يوسف بيضون، ماريو عون، ناجي البستاني وإدمون رزق، النواب السابقون: غطاس خوري، صلاح حنين، ميشال ساسين، كميل زيادة، ناظم الخوري، بيار دكاش، بشارة مرهج، ميشال الخوري، سمير فرنجية، فارس سعيد، سمير عازار، عثمان الدنا ونهاد سعيد، رئيس الرابطة المارونية الدكتور جوزف طربيه، رئيس مجلس الاغتراب الماروني الوزير السابق ميشال اده، رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، نقيب الصحافة محمد بعلبكي، نقيب المحررين ملحم كرم، نقيبة المحامين في بيروت أمل حداد، نقيب الاطباء جورج افتيموس، مدير المخابرات ادمون فاضل، مدير المراسم في القصر الجمهوري مارون حيمري، المدير العام لوزارة التربية فادي يرق، رئيس صندوق المهجرين فادي عرموني، المستشار الاعلامي في القصر الجمهوري اديب ابي عقل، مستشار الرئيس سعد الحريري داوود الصايغ، مديرة "الوكالة الوطنية للاعلام"السيدة لور سليمان، رئيس "حركة التغيير" ايلي محفوظ، نائب رئيس "حركة التجدد الديموقراطي" الدكتور انطوان حداد، رئيس بلدية بيروت عبدالمنعم العريس، رئيس حركةالاستقلال ميشال معوض وعضو الأمانة العامة لقوى 14 آذار ايدي ابي اللمع، عضو لجنة الحوار الإسلامي - المسيحي محمد السماك.

بداية، دخل البطريرك صفير الى الكنيسة يحيط به المطارنة الموارنة باللباس الابيض يتقدمهم حملة الصليب على وقع ترنيمة "مجد لبنان اعطي له" انشدتها جوقة الكسليك التي قامت بخدمة القداس. وعاون البطريرك صفير في القداس المطارنة:بولس اميل سعادة، بولس مطر، رولان ابو جودة، شكرالله حرب والمونسنيور اغناطيوس الاسمر، وبمشاركة بطريرك السريان الكاثوليك اغناطيوس بوغوص الثالث،البطريرك نرسيس بدروس، المطران كيغام كاتشريان ممثلا البطريرك آرام كشيشيان،متروبوليت بيروت لطائفة الروم الملكيين الكاثوليك المطران يوسف كلاس ممثلا البطريرك غريغوريوس الثالث لحام، السفير البابوي في لبنان المونسنيور غبريالي كاتشا، متروبوليت بيروت لطائفة الروم الارثوذكس المطران الياس عودة، مطران اللاتين بولس دحدح، النائب البطريركي للروم الكاثوليك ميشال أبرص، المطارنة : يوسف درغام، بشارة الراعي، سمعان عطالله، فرانسوا عيد، انطوان نبيل الحاج، فرنسيس البيسري، مارون صادر، الياس نصار وأنطوان نبيل عنداري ،مدير المركز الكاثوليكي للاعلام عبدو ابو كسم، الامين العام لمجلس البطاركة والاساقفة الخوري ريشار ابي صالح، الامين العام للمدارس الكاثوليكية الاب مروان تابت، وحشد من الكهنة والرهبان والراهبات.

المطران سعادة واستهل القداس بكلمة لراعي ابرشية البترون المارونية المطران بولس إميل سعاده الذي القى كلمة باسم اللجنة البطريركية لاحتفالات يوبيل مار مارون قال فيها: "يسعدني ان ارحب بكم باسم اللجنة البطريركية لاحتفالات يوبيل مار مارون لنحتفل معا بافتتاح سنة اليوبيل 1600 لأبينا القديس مارون في يوم عيده بقداس يرأسه غبطة ابينا السيد البطريرك مار نصرالله بطرس صفير الكلي الطوبى".

أضاف: "انها مناسبة مقدسة تطرح علينا جميعا، مسؤولين ومواطنين وفي ظروفنا الصعبة، اسئلة مصيرية. ذلك ان المطروح على لبنان واللبنانين، بالامس واليوم وغدا، كان ولا يزال، ليس مع من او ضد من يجب ان نكون بل ان نعرف الغاية التي من اجلها يجب ان نكون. هذه الغاية عاشها مار مارون منذ ستة عشر قرنا وارسى عليها بناء كنيسته ومصير ابنائه: انها كرامة الشخص البشري التي تبررها وتجسدها حرية الانسان امام وجه الله وامام اخيه الانسان. انها اهم شيء ليس في تاريخ كنيستنا فقط بل في مسار التاريخ البشري كله. لذا علينا اكتشافها دائما في كل انسان واحترامها والدفاع عنها في كل لحظة ولدى كل جماعة او طائفة وفي كل مكان وفي كل مؤسسة وفي كل موقع وموقف".

وتابع: "هذا الالتزام العميق والكامل والنهائي للايمان والحرية يفرض علينا حكما ان نستخدم الجغرافيا لتوجيه التاريخ. ومن هنا معنى تعلقنا بلبنان النهائي الوطن - الرسالة للحفاظ على كرامة الانسان اللبناني الحر والمشرقي الحر بكل مكوناته وابعاده الدينية والمذهبية والفكرية في وجه كل قوى الظلم والتسلط والاصولية والشمولية والتعصب".

وختم المطران سعاده: "اجل، ان الروحانية التي اطلقها القديس مارون الناسك تجمع بين الانسانية والايمان لتجعل منهما قوة سلام لا قوة عنف. ان شعبنا وبلدنا يمران بزمن الشدة ولكن علينا جميعا ان نتسلح بالايمان والوعي والرؤية والرجاء، متمسكين بقول قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر "ان الايمان هو الرجاء" ومستعيدين قول بولس الرسول "ان الشدة تلد الصبر، والصبر يلد الرجاء، والرجاء لا يخيب صاحبه".

ثم بدأت الذبيحة الالهية، حيث قرأ الدكتور نبيل خليفة رسالة بولس الى أهل كورنتس.

البطريرك صفير وبعد الإنجيل المقدس، الذي تلاه المطران سمعان عطاالله، ألقى البطريرك صفير عظة بعنوان "لا تخف، أيها القطيع الصغير، لأنه قد حسن لدى أبيكم أن يعطيكم الملكوت" (لو 12، 32)"، وقال فيها: "الاحتفال بعيد القدِّيس مارون مصدر فرح ورجاء وقوَّة، وهذا ما أعرب عنه القدِّيس لوقا بقوله: "لا تخف، أيها القطيع الصغير، لأنَّه قد حسن لدى أبيكم أن يعطيكم الملكوت".

أضاف: "عيد القدِّيس مارون مصدر فرح: لأنَّ لنا أبًا يشفع بنا لدى الله، منذ ألف وستماية سنة. وهو قد ألهم الموارنة وغيرهم من المؤمنين أن يعيشوا على مثاله عيشة أرضوا معها الله والنَّاس، وذلك باتِّباعهم النَّصيحة الإنجيليَّة: "إنْ شئت أن تكون كاملاً، اذهب وبع مقتناك، وأعطه المساكين، فيكون لك كنز في السَّماء، وتعال اتبعني" (متى 19: 21). ويقول إنجيل القدِّيس متَّى: "فلمَّا سمع الشَّاب هذا الكلام، مضى حزينًا، لأنَّه كان ذا مال كثير" (متى 9: 22). والقدِّيس مارون جسَّد قول المسيح هذا، فترك كلَّ ما يملك من شؤون الدُّنيا، وانقطع إلى عبادته تعالى بالصوم والتقشف والفقر. والنَّاس غالبا ما يتعبون ويجهدون ليجمعوا ثروات كبيرة، وفي آخر المطاف يأتيهم صوت الرَّبِّ قائلاً ما قاله للغنيِّ: "إنَّ نفسك تؤخذ منك هذه الليلة، وهذا الذي أعددته لمن يكون؟".

وتابع: "عيد القدِّيس مارون هو مصدر رجاء: إنَّ بولس الرَّسول يقول: "إنْ كنَّا نرجو المسيح في هذه الدُّنيا فقط، فنحن أشقى النَّاس أجمعين" (كور 15: 19). والقدِّيس مارون عاش في ظلِّ هذه التَّعاليم الإلهيَّة، فاعتزل الدُّنيا ونذر حياته لعبادة الله في العراء، مكتفيًا بالقوت والكسوة، منتظرًا اليوم الَّذي يدعوه فيه الرَّبُّ لملاقاته. ويقول أحد مؤرِّخيه القدامى: "عزم مارون أن يقضي حياته في العزلة، فأمَّ جبلاً كان محجَّة لأهل الفساد. وبعد أن كرَّس هيكلاً كان هناك للأبالسة، نصب فيه مظلَّة من جلود كان يتَّقي فيها شدَّة البرد. واشتهر بتقشُّفاته الخارقة، وذاع صيته في كلِّ الأصقاع، فأقبلت الجماهير عليه من كلِّ صوب. وكان يشفي أمراض الجسد، ويعالج النُّفوس بأدوية تناسبها، حتَّى كثر عدد تلاميذه".

اضاف البطريرك صفير: "ذاع صيت القدِّيس مارون في حال حياته. فالتفَّ حوله نفر من التلاميذ الَّذين أرادوا أن يأخذوا أخذه في الحياة، وكانوا النواة الأولى للكنيسة الَّتي حملت اسمه فيما بعد واستمرَّت تطلب شفاعته لدى الله على الدَّوام، وهي الكنيسة الَّتي أعطاها ربُّها أن تشهد على مدى تاريخها وفي أمكنة تجذُّرها، لقيم المحبَّة والحرِّيَّة والكرامة الإنسانيَّة والعيش المشترك الودود بين المسيحيِّين والمسلمين ولا سيَّما على أرض لبنان الحبيب. ويقول أحد المؤرِّخين أنَّهم لقبُّوه بمارون الأسمى، أو العظيم، أو الإلهي. وبعد وفاته في أوائل القرن الخامس، تنازع أهل الجوار على جثمانه، والَّذين أخذوه بنوا عليه هيكلاً. وبني بعد ذلك دير تدريجًا إلى جانب كنيسة جاورها جمهور من تلامذة هذا القدِّيس. ويقول المؤرِّخون: "كان ديرًا كبيرًا من الأديار الكثيرة القائمة في مقاطعة أفاميا في سورية الثانية، تأسَّس في الرُّبع الأوَّل من القرن الخامس. وكان دير مار مارون أهمَّها،وله الاولوية عليها".

وتابع: "نفتتح في هذا العيد الفضيل اليوبيل المئويَّ السَّادس عشر لانتقال القدِّيس مارون إلى السَّعادة الأبديَّة، وقد انتشر أبناؤه في لبنان وعلى صدر المعمورة، وكان من بينهم قدِّيسون نكتفي بذكر القدِّيس شربل من بينهم ونعمة الله الحرديني والقدِّيسة رفقا والطُّوباوي يعقوب الكبُّوشي، فيما ننتظر إعلان الأخ اسطفان نعمه اللحفدي طوباويا في مطلع الصَّيف القادم، فنسأل الله أن يكون هذا اليوبيل الَّذي نحتفل به على مدى سنة في لبنان وفي بلدان الانتشار، أن يكون موسم خير وبركة على كنيستنا المارونيَّة وعلى أبنائها في كلِّ أمكنة توطُّنهم، فيحافظوا على إيمان آبائهم وأجدادهم وعلى قيمهم الدينية والوطنية والاخلاقية حيث هم".

وختم البطريرك صفير: "إنا إذ نهنىء أبناءنا الموارنة وجميع اللُّبنانيِّين، على أرض الوطن وفي المنطقة وبلدان الانتشار بعيد أبينا القدِّيس مارون وبهذا اليوبيل المبارك، نسأله تعالى، بشفاعة هذا القدِّيس، أن يؤتينا أيَّامًا خيرًا من هذه الأيام التي نعيشها، وأن يعيد عليكم جميعا أعيادا عديدة ملؤها الخير والسلام وأن يسكب عليكم فيضا من نعمه وبركاته".

وقبل تلاوة الكلام الجوهري، عزفت موسيقى الحرس الجمهوري لحن التعظيم ثم قرأ النوايا الاب مروان تابت، الدكتور انطوان الخوري حرب والدكتور انطوان سعد والمحامي رشيد الجلخ.

المطران مطر وفي ختام القداس، ألقى رئيس اساقفة بيروت المارونية المطران مطر كلمة قال فيها: "باسم أبينا وسيِّدنا صاحب الغبطة والنِّيافة الكردينال مار نصرالله بطرس صفير الكلي الطوبى، الَّذي ترأَّس هذا الاحتفال اليوبيليَّ المهيب، وباسم أصحاب الغبطة والسِّيادة بطاركة الكنائس الشقيقة ومطارنتها، وباسم إخواني مطارنة الكنيسة المارونيَّة، وباسم أبرشيَّة بيروت كهنةً وعلمانيِّين نتقدَّم بالشُّكر الخالص من فخامة رئيس الجمهوريَّة العماد ميشال سليمان لحضوره على رأس المصلِّين قدَّاس عيد شفيع كنيستنا وافتتاح اليوبيل المئويِّ السادس عشر لانتقاله إلى فرح السَّماء. ونقدِّم خالص شكرنا إلى دولة رئيس مجلس النوَّاب الأستاذ نبيه برِّي وإلى دولة رئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد الحريري لحضورهما المحبِّ، وإلى أصحاب الفخامة والدَّولة والمعالي والسَّعادة وإلى السُّفراء ممثِّلي الدُّول وإلى الهيئات القنصليَّة والسُّلطات القضائيَّة والقيادات العسكريَّة والمراجع المدنيَّة لمشاركتهم هذا الشَّعب المؤمن بفرحة العيد".

أضاف: "لقد كان للقائنا اليوم في بيروت بالذَّات أكثر من دلالة، لأنَّه يحمل إلى المنطقة والعالم بأسره رسالة لبنان. فالكنيسة المارونيَّةالتي انطلقت مع شفيعها وراعيها من جبال قورش في شماليِّ سوريَّا، ترعرعت في لبنان وفيه صارت تلك الشجرة الَّتي يقول عنها الإنجيل أنَّها كبرت وراحت طير السَّماء تعشِّش في أغصانها. ولئنْ كانت المناطق النَّائية قد استهوت القدِّيس الشَّفيع لمناجاة الله وعبادته العبادةَ الحقَّ، واستقبلت أديار الكنيسة المارونيَّة وصوامعها عبر القرون، فارتفعت منارات هدايةٍ ومحبَّة وسلام، إلاَّ أنَّ بيروت وهي اليوم وريثة إنطاكية ومدينة كلِّ الكنائس، قد صارت بامتياز مساحة التَّلاقي الأرحب بين المسيحيَّة والإسلام، ومكان الحوار البنَّاء الَّذي راح يأخذ أبعاده العالميَّة بين الأديان والحضارات. وقد تجلَّت في هذا الوطن عاصمة فريدة متألِّقة بين العواصم، كما صار لبنان أكثر من وطن وانبرى رسالة في العيش الواحد بالحرِّيَّة والكرامة والمساواة بين الجميع، ورمزًا من رموز التَّقدُّم في طريق الانسجام والتفاهم بين دول الأرض في كل أقطارها".

وختم المطران مطر: "كان الله بعونك يا فخامة الرَّئيس وألهمك والَّذين يحملون معك وزر لبنان الحبيب إلى ما فيه خير هذا الوطن وتحقيق رسالته الوطنيَّة والقوميَّة والإنسانيَّة، ولتكن هذه الذِّكرى المئويَّة السَّادسة عشرة للقدِّيس مارون حافزًا لنا جميعًا لاستلهام قيم الماضي واستيعاب قضايا الحاضر واستشراف آفاق المستقبل بالحقِّ والعدالة والسَّلام. وإنَّنا مدعوُّون جميعًا في هذه المناسبة العزيزة إلى أن نشدَّ على يد غبطته وأصحاب الغبطة والسِّيادة وتقدمة التهاني، وذلك في قاعة الكنيسة على مدخلها الشَّرقيِّ، بعد نيل البركة الأخيرة في ختام الاحتفال بالعيد، أعاده الله علينا وعليكم باليمن والخير وسكب على جميعنا فيضا من نعمه وبركاته".

وبعد القداس، تقبل البطريرك صفير والمطارنة التهاني بالعيد في صالون الكنيسة.

وكانت اتخذت القوى الامنية والجيش اجراءات مشددة منذ الصباح الباكر في المحيط المؤدي الى الكاتدرائية وعملت على تنظيم السير ودخول الرسميين الى القداس. واصطفت ثلة من الحرس الجمهوري وموسيقى الجيش، وادت التحية لرئيس مجلس الوزراء عند وصوله الى المكان، ثم الى رئيس مجلس النواب فرئيس الجمهورية، وكان في استقبالهم امام مدخل الكاتدرائية المطرانان مطر وسعاده ورئيس المجلس الماروني العام وديع الخازن. وازدانت الكنيسة بحلة العيد وبالازهار باللونين الاصفر والابيض وسط اجراءات بروتوكولية.

 

البطريركية المارونية وزعت نبذة عن حياة مار مارون

نعِِمَ بصيت القداسة في حياته

بكركي/09 شباط/2010/نالسي جبرايل يونس: لمناسبة عيد القديس مارون، صدر عن البطريركية المارونية نبذة عن حياة الناسك مارون، أب الطائفة المارونية في رسالة تحت عنوان <لا تخلف ايها القطيع الصغير> وجاء فيها: أن القديس مارون يذكرنا بالمسيرة الطويلة التي قام بها الموارنة منذ حال حياة القديس مارون حتى يومنا هذا·

وقد ولد مارون في القسم الثاني من القرن الرابع، أي حوالى سنة 350م، رقي إلى الدرجة الكهنوتية وانتقل إلى السماء سنة 410م، عاش في وادي نهر العاصي قرب حماة في سوريا، وكتب سيرة حياته المطران تيودور بطوس الذي عاش في القسم الأوّل من القرن الخامس بعد المسيح·

وقال فيه هذا الاسقف: أن مارون كان ينعم بصيت قداسة في حياته، واجترح الكثير من العجائب، ولدى موته، نشب قتال بين أهل تلك المنطقة على جثمانه، فكان أهل كل قرية مجاورة يدّعون بأن لهم الحق فيه ليدفنوه في قريتهم، ولكن أهل اقرب قرية عاش في جوارها، اتوا وأخذا جثمانه وحافظوا عليه محافظتهم على كنز ثمين، وبنوا له معبداً دفنوه فيه، ويقول أسف تلك المحلة <أما نحن فاننا ننعم ببركته، ونكرم ذكراه، مكتفين بمقامه في ما بيننا>·

وقام بعدئذ دير مار مارون في منطقة حماة في سوريا، على ضفاف نهر العاصي، وبنيت حول الدير ما يقارب الثلاثمائة قلاية للرهبان الذين اخذا نمط القديس مارون في حياة الصلاة والتقشف ونكران الذات، وقد بلغ عددهم نحو ثمانمائة راهب، فعرفوا يومذاك ببيت مارون، أو الموارنة·

وشارك الموارنة في الجدل اللاهوتي الذي قام في عهدهم، وكانوا من أشدّ المدافعين عن مجمع خلقيدونية المسكوني الرابع الذي انعقد في أواسط القرن الرابع، وصدم أصحاب المشيئة الواحدة في المسيح·

وقد انزل البطريرك ساويروس سنة 517م برهبان مار مارون، بالاتفاق مع الامبراطور اتاناسيوس الأوّل، اضطهاداً قوياً، وقتل أصحاب المشيئة الواحدة منهم 350 راهباً·

وتحتفل الكنيسة المارونية بعيد استشهادهم في 31 من تموز من كل عام·

وأضافت الرسالة: ما كان اتكال الموارنة يوماً على القوة الغاشمة، عبر تاريخهم الطويل، وقد اظهروا شجاعة في سبيل المحافظة على ايمانهم ومبادئهم وعاداتهم السليمة متكلين أولاً وآخراً على ربهم، فعبدوه العبادة الصادقة وجعلوا معتمدهم عليه، وغالباً ما رددوا ما يقوله صاحب المزامير <إنك ضللت رأسي يوم السلاح>، وكان لواء العذراء مريم بيرقهم يمشون في ظله إلى النصر، وهم يرددون مع صاحب المزامير أيضاً· <اذا قام علي قتال ففي ذلك ثقتي لأنك معي، والرب حصّن حياتي ممن اخاف>·

وهكذا انقسم الموارنة على ذاتهم واختلفوا في ما بينهم، دارت الدوائر عليهم، وتغلب عليهم الطامعون بهم، والتاريخ شاهد، وكلما جمعوا صفوفهم، ووثّقوا عرى التعاون في ما بينهم، صحت احوالهم وازدهرت واكتسبوا احترام مواطنيهم على اختلاف مذاهبهم·

 

خطف امرأة في تعلبايا

نهارنت/خُطفت المواطنة هناء يوسف أبو ديب ، زوجة التاجر عبد الله سلوم، من أمام منزلها في بلدة تعلبايا مساء السبت بحسب ما ذكرت صحيفة الاخبار.

وفي التفاصيل ادّعى الزوج سلوم أمام مخفر درك شتورة أنّ أربعة أشخاص مجهولين اختطفوا زوجته من أمام منزله. في هذا الإطار، نقلت الصحيفة نفسها عن مسؤول أمني اطّلع على إفادة الزوج أمام رجال الدرك، أنه تلقى في اليوم التالي لعملية الخطف، اتصالاً هاتفياً من زوجته عبر هاتفها الخلوي، أبلغته فيه أنها بصحة جيدة. وذكرت الزوجة أنها لم تتعرض لأي ضغوط نفسية أو جسدية، لافتة إلى أن الخاطفين يطالبون بفدية مالية، تُحدّد قيمتها لاحقاً مقابل الإفراج عنها. لكن الزوج الذي صرّح في ادّعائه بأنّ هناك فدية يطلبها الخاطفون، رفض الدخول في تفاصيل اختفاء زوجته، مكتفياً بالقول: "ليس لديّ شيء لأقوله في الوقت الحاضر". ونقلاً عن أهالي البلدة فإنّ سلوم استُدعي قد يوم الاثنين إلى مركز فرع المعلومات في زحلة للاستماع إلى إفادته، وذلك للوقوف على مزيد من التفاصيل، علّه يصار في ضوئها إلى جلاء غموض القضية. وفور التقدّم بالادعاء، باشرت القوى الأمنية بالتنسيق مع القضاء المختص، إجراء الاستقصاءات والتحريات اللازمة، للتوصل إلى معرفة مصير الزوجة وكشف هوية الخاطفين وإجراء المقتضى القانوني بحقهم. وفور شيوع خبر عملية الخطف، سرت شائعات بين أهالي البلدة، يتحدث بعضها عن وجود خلافات عائلية كانت تحصل من وقت إلى آخر بين سلوم وزوجته. وهذا ما نفاه أحد أقارب الزوج مؤكداً متانة العلاقة بين سلوم وأفراد عائلته. وتجدر الإشارة إلى أن أوضاع الزوج المادية جيدة، فهو يملك معمل أحجار صخريّة، فضلاً عن تجارة الرخام والغرانيت المستوردين من الخارج. 

 

توقيف خال الشيخ محمد المجذوب

نهارنت/اوقفت امس مديرية المخابرات في منطقة البقاع وسام المجذوب خال الشــيخ محمد المــجذوب الموقوف الذي دبر عملية اختطاف وهمية لنفسه. ونقل وسام الى مديرية المخابرات في وزارة الدفاع في بيروت للتوسع في التحقيق. وكان المجذوب قد استدعي من قبل مخابرات البقاع، ومن ثم تم نقله الى بيروت. 

 

مغاوير الجيش استأنفوا البحث عن ضحايا الطائرة المنكوبة

وطنية - اعلنت مديرية التوجيه في الجيش اللبناني ان غطاسي فوج المغاوير استأنفوا عمليات الغطس صباح اليوم للبحث عن ضحايا الطائرة المنكوبة، والعمل على انتشالهم، في حين تتابع السفينة الاميركية "يو اس ان اس غرابل"، البحث عن الصندوق الاسود.

 

كارلوس إده يسأل الأسد: كيف تدعم لبنان "حكومة وشعبا"؟

النهار/أدلى عميد حزب الكتلة الوطنية كارلوس اده امس بتصريح قال فيه: "أكد الرئيس السوري بشار الاسد اثر استقباله رئيس مجلس النواب نبيه بري "الدعم السوري للبنان حكومة وشعبا في حال مهاجمته من اسرائيل". كنا نتمنى بالطبع لو كان الرئيس السوري أوضح في كلامه على طبيعة الدعم الذي يقصده. فهل يعني ذلك انه سيقوم بهجوم مضاد على اسرائيل انطلاقا من الجولان او أنه سيؤمن "للبنان حكومة وشعبا" التغطية الجوية الضرورية لحمايته من غارات الطيران الاسرائيلي؟ أم انه يقصد فقط انه سيبطىء زخم مفاوضات السلام التي يجريها مع اسرائيل ويسمح للبنانيين باستعمال مطار دمشق للهرب في حال اعتداء اسرائيلي على بلدهم؟ وفي الذكرى السنوية الرابعة لتوقيع ورقة التفاهم بين "حزب الله" و"التيار الوطني الحر"، اعتبر العماد ميشال عون ان هذه الورقة قد "سمحت بالوصول الى الاهداف التي حددت لها". ولكن الجنرال نسي انه ينقص تلك الورقة فقرة عن التحديد والترسيم النهائيين لحدود لبنان مع سوريا والتي رفض "حزب الله" الموافقة عليها. إلا أن الاهداف الاساسية للورقة التي تحققت فعلا، وقد يكون العماد عون متواضعا جدا للاعتراف بها، هي الدفاع عن السلاح الايراني لـ"حزب الله" وعرقلة "ثورة الارز" ومحاولة اخراجها عن مسارها، وتعطيل المؤسسات الديموقراطية ثلاث سنوات، واعادة ادخال السياسة السورية الى لبنان، وأخيرا وليس آخرا وعلى الصعيد الشخصي، الدعم الهائل الذي تلقاه العماد عون من الطرف الآخر لورقة التفاهم على مستويات عدة".

 

موراتينوس نقل رسالة اسرائيلية استفزت سورية فردت عليها بـ"الحرب الشاملة".. ودمشق أكدت أنّها لا تعتبر تصدير السلاح إلى حزب الله تهريبًا"

مصادر عسكرية معنية: جهود سورية - لبنانية - إيرانية أثمرت تخريج فرق بكاملها جاهزة لخوض حرب طويلة الأمد مع إسرائيل

لبنان الآن/محمد شمس الدين، الجمعة 5 شباط 2010

هل يتطور الخطاب السوري الحربي الذي أطلقه وزير الخارجية وليد المعلم ردا على التهديدات الإسرائيلية الى الدفاع عن المقاومة في غزة بعد تبني الدفاع عن مقاومة "حزب الله" في لبنان؟. تقول مصادر عسكرية معنية إن "القرار السوري قد اتخذ منذ ما بعد حرب العام 2006 على لبنان بدعم حركات المقاومة في المنطقة وليس في لبنان فقط، وهذا القرار كان النتاج الفعلي لإرادة العزل الدولية التي حاولت الضغط عل سورية من أجل السير في مشروع الشرق الأوسط الذي تبنته إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش ولم تنجح في فرضه بفعل الرفض السوري و"روافده" في لبنان وفلسطين امتدادا الى الجمهورية الإسلامية في إيران"، مشيرة الى أن كلام المعلم شكل "الإعلان الرسمي السوري" عن نية المواجهة، بعد أن كان الرئيس بشار الأسد قد عبر قبل ذلك عن إدخال النموذج "المقاوم" الذي أثبت نجاح تجربته في 2006 الى قوى الجيش السوري "الذي تدرب بشكل فعلي على اعتماده في خوضه لأية عمليات عسكرية مقبلة إن في حالات الدفاع أو حتى في استراتيجيات الهجوم التي قد ينفذها عند اندلاع اية مواجهات على الجبهة السورية الإسرائيلية".

وتضيف هذه المصادر العسكرية المعنية أن "جهودا مشتركة سورية - لبنانية - إيرانية أثمرت في تخريج فرق بكاملها جاهزة لخوض حرب طويلة الأمد معتمدة على اقل الإمكانيات بالرغم من توفرها بشكل كبير"، مشيرة الى أن ما قاله وزير الخارجية السوري "ما كان ليصدر لولا وثوق سورية من وصولها الى هذا الحد من الجهوزية، وهو بالطبع ما تعرفه إسرائيل جيدا، وهذا الأمر بالتحديد ما أثار حفيظة المسؤولين الإسرائيليين الذين سارعوا للرد في جو مرتبك ومتباين بين التصعيد والسعي الى تهدئة الموقف بعد سلسة التهديدات التي اطلقوها في الفترة الأخيرة في كل الاتجاهات وصولا الى دمشق التي لم ترد سابقا حتى على بعض الإعتداءات التي شنها الطيران الحربي الإسرائيلي، كتلك التي حصلت على قرية "عين الصاحب" عام 2003 وكسرت محرمات استمرت لأكثر من 30 عاما منذ فك الاشتباك بين سورية والكيان الصهيوني، أو كالغارة التي نفذتها اسرائيل في عام 2007 على موقع "الكبر" قرب مدينة "دير الزور" في سورية والتي زعمت اسرائيل أنه موقع نووي عسكري".

المصادر العسكرية المعنية نفسها رأت أن تلك الاعتداءات "لم تعتبر في حينها نقطة تحول حاسم في مجريات الحالة التي تتلبس المنطقة على شكل غير مسبوق، وإنما ما يعتبر تحولا حاسما هو الموقف السوري الأخير الذي بنت عليه تل ابيب بشكل كبير، ما سيجعلها فعلا تعيد حساباتها واحتساب اعداد الصواريخ التي تعدها على "حزب الله" في لبنان، لتحصل على النتيجة الواقعية في الربح والخسارة إذا ما أرادت أن تقدم على اي فعل عدواني جديد ضد لبنان أو سورية أو على غزة، باعتبارها النقطة الأضعف في الحسابات العسكرية الإسرائيلية"، مضيفةً: "لكن ما تجهله إسرائيل أن غزة قد دخلت في الحسابات السياسية والعسكرية مرة أخرى بعد الحرب التي شنتها إسرائيل عليها مطلع العام الماضي، وأنه لم يعد أمامها من مجال لشن الحروب المنفردة أو ما يعرف بتجزئة الحرب التي اعتُمدت في المرحلة السابقة واعتُبرت طريق الذهاب نحو تحقيق إنجاز إقليمي بالتزامن مع الغزو الأميركي للعراق. وهذا ما ستظهره الفترة المقبلة وفق برنامج سياسي وعسكري أُعِدّ بعناية لهذه الغاية". 

أما عن التوقيت الذي اختارته سورية للإعلان عن نواياها الحربية، فيعود بحسب معلومات المصادر العسكرية المعنية المستقاة من اخرى ديبلوماسية، الى ما تبلغته من وزير الخارجية الإسباني ميغيل أنخيل موراتينوس من أن "إسرائيل قد أعدت العدة لشن حرب على "حزب الله"، وأن سورية لن تبقى خارج دائرة الخطر باعتبارها ممرا "آمنا" للسلاح الذي يُهرّب لـ"حزب الله"، ما يخل بالتوازن الإستراتيجي في المنطقة لا سيما أن الحزب ليس دولة يمكن الوثوق بقراراتها أو ضبط إيقاعه على الوتيرة السياسية المتعارف عليها والسائدة منذ زمن بعيد بين إسرائيل والدول العربية، خصوصا تلك التي تشكل "طوقاً" حول الدولة العبرية، الأمر الذي استفز دمشق وجعلها تطلق تلك التصريحات النارية امام مورايتنوس نفسه لإبلاغه رسالة واضحة وغير ملتبسة، مفادها أن موقف سورية ثابت ولا مجال للمساومة عليه وهي ماضية فيه الى النهاية"، وفي هذا السياق أكدت دمشق أن "السلاح الذي يُصدّر الى "حزب الله" لا يعتبر بالنسبة اليها تهريبا، ولا هي تخجل به، وأنه جزء من سياستها ومن منظومتها الدفاعية في غياب الفرص الحقيقية للسلام والنوايا العدوانية لتل ابيب التي لا تنفك تهدد وتتوعد في كل زمان ومكان".

كارلوس اده تمنى توضيح كلام الاسد عن طبيعة الدعم السوري للبنان ورقة التفاهم حققت اهدافها بالدفاع عن سلاح حزب الله وعرقلة ثورة الارز

وطنية - رأى عميد حزب "الكتلة الوطنية" كارلوس إده في تصريح له، ان "الرئيس السوري بشار الاسد أثر استقباله رئيس مجلس النواب نبيه بري اكد الدعم السوري للبنان حكومة وشعبا في حال مهاجمته من قبل اسرائيل".

اضاف:" كنا نتمنى بالطبع لو كان الرئيس السوري أوضح في كلامه حول طبيعة الدعم الذي يقصده. فهل يعني ذلك أنه سيقوم بهجوم مضاد على اسرائيل إنطلاقا من الجولان أو انه سيؤمن للبنان حكومة وشعبا التغطية الجوية الضرورية لحمايته من غارات الطيران الاسرائيلي؟ أم انه يقصد فقط أنه سيبطىء من زخم مفاوضات السلام التي يجريها مع اسرائيل ويسمح للبنانيين بإستعمال مطار دمشق للهرب في حال اعتداء اسرائيلي على بلدهم؟". وقال:" لمناسبة الذكرى السنوية الرابعة لتوقيع ورقة التفاهم بين "حزب الله" و"التيار الوطني الحر"، أعتبر العماد عون أن هذه الورقة قد سمحت بالوصول الى الأهداف التي حددت لها. ولكن الجنرال قد نسي أنه ينقص تلك الورقة فقرة عن التحديد والترسيم النهائيين لحدود لبنان مع سوريا والتي رفض "حزب الله" الموافقة عليها. الا أن الأهداف الأساسية للورقة التي تحققت فعلا، وقد يكون العماد عون متواضع جدا للاعتراف بها، هي: الدفاع عن السلاح الإيراني لحزب الله، عرقلة ثورة الأرز ومحاولة اخراجها عن مسارها، تعطيل المؤسسات الديموقراطية مدة ثلاث سنوات، إعادة ادخال السياسة السورية الى لبنان وأخيرا وليس آخرا وعلى الصعيد الشخصي، الدعم الهائل الذي تلقاه العماد عون من قبل الطرف ألاخر لورقة التفاهم على مستويات عدة".

 

ابوعاصي لموقعنا: هذا ما يميّز 14شباط 2010 عن نظيراتها 

٩ شباط ٢٠١٠ /ناتالي اقليموس

ايام قليلة تفصلنا عن ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري، على وقع التحضيرات المرافقة لهذه المناسبة، كان لموقع "14 آذار" الالكتروني حديث خاص مع عضو امانة العامة في 14 آذار، الدكتور الياس ابو عاصي الذي وضعنا في اطار اللمسات الاخيرة قبل بدء احياء الذكرى، الساعة العاشرة من صباح الاحد القادم، في ساحة الشهداء.

في هذا الا طار أكّد ابوعاصي "ان 14 شباط مناسبة عزيزة على قلوبنا، وشعار "مستمرون" الذي نرفعه في هذا العام له ابعاد جمّة لايمكن الا ان يتوحد حوله الشعب اللبناني كافة". وعن عن مسار الاستعدادات، قال ابوعاصي: "يحيط تحضيرات المرافقة ليوم 14 شباط 2010 نفحة من العفوية، في صراحة لايمكنني اخفاء ما نلمسه لدى الشعب اللبناني عموماً وجمهور 14 آذار خصوصاً من اندفاع لاحياء المناسبة، الى حد لا اجد فيه من الضروري تذكير الناس بأهمية 14 شباط ، فرغم مرور 5 سنوات لايزال استشهاد الحريري يحز في قلوب اللبنانيين".

ولدى سؤالنا ما الذي يتغير من ذكرى الى اخرى؟ اجاب ابوعاصي: "بصرف النظر عن الانجازات التي حققتها ثورة الأرز منذ انطلاقها وحتى اليوم، لا يمكننا تجاهل انها من عام الى آخر تحرز تقدماً نوعياً، لا يستهان به، في اتجاه الهدف المنشود اي العبور الى الدولة، بالاضافة الى تقدم المحكمة الدولية وفق مسارها الصحيح بعيداً عن التجاذبات السياسية، كما لا ننسى خروج الجيش السوري، والتوصل الى قيام علاقات دبلوماسية بين البلدين". ويضيف ابوعاصي موضحاً: "لاشك في ان العور الى الدولة لايعني فقط جمهور 14 آذار، الا ان هذه الحركة الاستقلالية بمثابة محرك اساسي وجسر عبور الى هذه الدولة الحاضنة".

وعن كيفية حماية مكتسبات "14 آذار"، قال ابو عاصي: "لا املك جواباً سوى ان الحماية تكون من قبل الدولة، اي الدستور والمؤسسات الرسمية وارادة الشعب اللبناني".

وعن الفئات المعنية في احياء الذكرى، قال ابوعاصي: "ليس فقط جمهور ثورة الارز انما كل مواطن يشعر بانه معني باهداف الدولة اللبنانية الحاضنة والسيدة المستقلة، لابد منه ان يشارك". وفي هذا السياق، اوضح ابوعاصي: "يدهشنا البعض كيف يربط مشاركته بالحيثية الوطنية لهذه المناسبة، في الوقت الذي تحتكم فيه "14 آذار" الى الدولة القانون والمؤسسات والى ثقة الشعب اللبناني. فهل هناك من وطنية اكثر؟ ". وعن تردد الرئيس نبيه بري في المشاركة يوم 14 شباط في ساحة الشهداء، علّق ابو عاصي: "لابد ان نكون صريحين، هناك من يسعى الى تحويل ذكرى استشهاد الحريري الى مناسبة لاطعم لها ولا لون، اي مناسبة اجتماعية يتبادل فيه رجال الدين الصلاة بالاضافة الى نشيد الوطني اللبناني ودقيقة صمت. لذا هناك بعض النوايا غير صافية في هذه المسألة وتسعى الى تفريغ الذكرى الخامسة من مضمونها". وتابع ابوعاصي: "لاشك اننا نخشى على الوحدة الوطنية بدورنا وعلى والعيش المشترك، انما من خلال الثوابت التي لا اعتبرها شعارات وكلمات فارغة". وعما اذا سيتم حصر الكلمات في ما سيقوله الرئيس سعد الحريري، قال ابوعاصي: "على الارجح ستكون الكلمات قياساً مع المناسبة ومع اخذ في الاعتبار تزامن الذكرى واحد المرفع لدى بعض الطوائف المسيحية، لذا ستكون الكلمات اقل من اية ذكرى اخرى، ولكن لن يتم حصرها بكلمة رئيس الحكومة".

في الختام تمنى ابوعاصي التركيز على معنى كلمة "الوطنية"، فقال: "اذا كان الدستور اللبناني، الوحدة الوطنية والعيش المشترك ومنطق الدولة لا الدويلات، فانا في انتظار لو يقدم لي احدهم - بما فيهم الرئيس نبيه بري- تعريفهم الخاص لمعنى "الوطنية".  المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

النائب شمعون: قداس البطريرك صفير هو الاحتفال الوحيد وأي احتفال آخر هو نوع من لعبة سياسية ومتاجرة بالقديس مارون

وطنية - أكد رئيس حزب الوطنيين الأحرار النائب دوري شمعون أن "هناك احتفالا واحدا بعيد مار مارون وهو الذي يقدس فيه البطريرك صفير ونشارك فيه وليس هناك احتفال آخر بل هو نوع من لعبة سياسية ومتاجرة بمار مارون, ولسوء الحظ يوجد بعض السياسيين في لبنان, الوصولية والظهور بالصورة من ضمن أخلاقهم، وفي اعتقادهم ان في ذهابهم الى سوريا في مار مارون انفتاحا مسيحيا جديدا وانفتاحا على المشرق وهو عمل سياسي". ورأى في تصريح اليوم أن "الإنقسام ليس بجديد بيننا وبين جماعة 8 آذار الذين لديهم رؤية مختلفة, فهم يقبلون بالسلاح غير الشرعي الذي لا نقبل نحن به, وهم لديهم اسلوب وتبرير لإستعماله بالداخل وهو مرفوض كليا, ولا يهمهم إن كان على يد سوريا المهم الوصول الى الكراسي"، وقال: "حكومة الوحدة الوطنية لم نعطها الثقة لأننا تحفظنا على البند السادس الذي يسمح بسلاح "حزب الله" الذي أنا ضده وغير موافق عليه".

وعن العلاقة مع سوريا قال النائب شمعون: "أنا غير متفائل بعلاقة جيدة مع سوريا لأنها لم تعترف ولا مرة بضرورة وجود علاقات طبيعية بيننا وبينها وكانت تحاول دائما التدخل في شؤوننا الداخلية ولا يمكن أن يكون تحسن سلوكها خلال هذه الفترة. نتمنى ذلك لكنني آراها بعيدة لأنها لا تزال تتدخل في شؤوننا ولا زالت هناك جماعة تحج الى سوريا لكسب مساندتها ويحاولون إقناعنا انه لا غنى عنها". وعن المشاركة في ذكرى 14 شباط قال: "14 آذار هي حالة سياسية ونحن في اجتماع 14 آذار جمعتنا المصيبة ولبنان كان محتلا ومحكوما بالحكومات التي لا صلة لها بالديموقراطية ورأي الشعب اللبناني وهذا ما نعمل على تصحيحه وهذه رمزية 14 آذار لأننا نريد بناء دولة حديثة, دولة ديموقراطية, نريد احتراما للدستور, نريد دولة القانون". وعبر عن مشاركته في 14 شباط "لأن الوضع لم يتغير وتقتضي الضرورة المشاركة والتعبير عن الرأي، وهناك أشخاص يرون ان التدخل السوري في الشؤون اللبنانية أمرا طبيعيا ومقبولا". وعن صورة الشارع اللبناني في منطقته قال: "هناك فئة لديها الوعي الكافي لمتابعة المسيرة, وهناك فئة أخرى لا تدري أي اتجاه تسلك، ومثلما يوجهونها تسير". وختم النائب شمعون ردا على سؤال عن مشاركة اللقاء الديموقراطي في 14 شباط: "طبعا نسبة مشاركتهم تؤثر، وما يزعجني انه لم نعد نجد أي عذر شرعي لتصرفات رئيس اللقاء الديموقراطي وليد جنبلاط بالنسبة إلى الموضوع".

 

الوزير نجار: الاحتفال بعيد مار مارون في سوريا هدفه تغطية سياسية وهناك ما ينذر بعودة التأثير السوري الواضح في السياسة الداخلية اللبنانية

وطنية - اعرب وزير العدل ابراهيم نجار، عن اعتقاده "ان هناك إرادة سورية واضحة لإبراز قوة دمشق ومدى تأثيرها في لبنان"، معتبرا "ان هذا الموضوع سياسي بامتياز"، مشيرا الى "ان هذا الامر ينذر بعودة التأثير السوري الواضح في السياسة الداخلية اللبنانية". ورأى في حديث ل"صوت لبنان"، "ان الاحتفال بعيد مار مارون في سوريا هدفه تغطية سياسية، ولكن الشعب اللبناني يعي هذه الامور ويعلم ان مركز ثقل الموارنة هو في لبنان". وشدد على "ان ليس هناك ارادة للحكومة لتأجيل اي انتخابات بل كل ما يحصل اليوم هو للتأكيد على اجراء الانتخابات البلدية في موعدها"، لكنه اشار الى "ان البعض يحاول العودة الى الساحة من خلال اطلاق شعارات الاصلاح".

 

الرئيس الحريري التقى وزير الخارجية الاسباني في بيت الوسط

موراتينوس:الوقت قد حان من أجل التوصل الى سلام نهائي في المنطقة ندعم إنشاء مركز للأبحاث في بيروت في إطار الاتحاد من أجل المتوسط

وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري العاشرة من قبل ظهر اليوم في "بيت الوسط" وزير الخارجية الاسباني ميغيل أنخيل موراتينوس والوفد المرافق، في حضور مدير مكتب الرئيس الحريري نادر الحريري، المستشارين محمد شطح وهاني حمود، وجرى عرض لاخر التطورات السياسية في لبنان والمنطقة.

موراتينوس بعد اللقاء، قال موراتينوس: "انا متاثر جدا بهذا اللقاء الاول الذي عقدته مع رئيس الوزراء سعد الحريري من الناحية الشخصية، نظرا لانني عملت مع والده الرئيس رفيق الحريري لسنوات طويلة خلت، من اجل مساعدة لبنان على ايجاد طريق الامل والاستقرار والامن، وقد كان اجتماع اليوم بالنسبة لي حدثا مهما".

اضاف: "لقد عقدت اجتماعا ناجحا جدا ومثمرا مع رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، وكما تعلمون لقد حضرت برفقة جلالة الملك خوان كارلوس، لمناسبة تعيين الجنرال أسارتا قائدا جديدا لليونيفيل. وقد اغتنمت الفرصة ايضا لألتقي المسؤولين اللبنانيين من أجل المحافظة على الحوار والتعاون بين لبنان واسبانيا التي ترأس حاليا الاتحاد الأوروبي. ونود أيضا تعزيز التعاون الثنائي ليس بين اسبانيا ولبنان وحسب، بل أيضا بين لبنان والاتحاد الأوروبي".

وتابع: "بحثنا أيضا الوضع في كل الشرق الأوسط، الذي يشكل اولوية كبيرة للرئاسة الاسبانية للاتحاد الأوروبي التي تدعم عملية السلام وقيام مناخ سياسي افضل في المنطقة، والتحضير في شكل مناسب للقمة الثانية للاتحاد من اجل المتوسط والتي ستعقد في برشلونة، وقد وجهنا دعوة للرئيس الحريري للمشاركة فيها، كما انه قد يزور اسبانيا قبل القمة من أجل استمرار الاتصالات والحوار بين البلدين والمساهمة في ضمان نجاح القمة". اضاف: "لقد أبلغت الرئيس الحريري نتائج زيارتي إلى المنطقة، والتي شملت إسرائيل وفلسطين وسوريا. وكلانا يعرف أن الوقت قد حان من أجل التوصل الى سلام نهائي في المنطقة، وكانت وجهات النظر بيننا متطابقة بان عملية السلام طويلة ومخيبة للامال، وأن الوقت الان هو للعمل على اعادة اطلاق العملية وللقرار السياسي، وعلى جميع الأطراف الان ايضا الانخراط في محادثات جدية، ونأمل في معاودة المفاوضات والمحادثات الإسرائيلية - الفلسطينية، وكذلك انطلاق بداية جديدة لمفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وسوريا، خصوصا وان الطرفين يعتبران أن دور تركيا أساسي جدا". وقال: "اود ان اشير ايضا الى عنصر اساسي تطرقنا اليه خلال المحادثات، وهو اننا ندعم إنشاء مركز للأبحاث والتكنولوجيا في بيروت في إطار الاتحاد من أجل المتوسط، وستدعم الرئاسة الاسبانية هذا المركز الجديد وكذلك اسبانيا من خلال تقديمات معينة". سؤال: هل بحثتم مع الرئيس الحريري التهديدات الإسرائيلية ضد لبنان؟ اجاب: "نعم، لقد أبلغت الرئيس الحريري أنني أجريت محادثات ايجابية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو ووزير الدفاع ايهود باراك. ووجدت أنهما يريدان التوصل الى التزام سلمي وايجابي مع جميع الأطراف وجميع الدول. وأنا مدرك أنه كانت هناك بعض التصريحات وقد أوضحتها، وعندما كنت في دمشق اتصلت بوزير الدفاع الإسرائيلي باراك الذي قال لي أنه يريد فعلا المحافظة على الالتزام الايجابي مع جميع الأطراف، لذا اعتقد انه علينا التحرك في بيئة سلمية وايجابية من أجل التوصل الى نتائج جيدة".

 

ملك اسبانيا تفقد كتيبة بلاده في الجنوب

وطنية - امضى ملك اسبانيا خوان كارلوس عدة ساعات اليوم في قاعدة ميخل دي سيرفانتيس العائدة للكتيبة الإسبانية في سهل بلاط، تفقد خلالها وهو يرتدي البزة العسكرية القوة الإسبانية العاملة ضمن اليونيفيل المعززة في جنوب لبنان واطلع على الأوضاع من مختلف نواحيها في المنطقة الحدودية اضافة الى العلاقة التي تربط كتيبة بلاده بالسكان المحليين . وكان الملك الإسباني وصل الى القاعدة الإسبانية بواسطة مروحية دولية وبرفقته وفد رسمي ضم وزيرة الدفاع كارمي شاكون، رئيس القصر الملكي البرتو آزا، قائد الجيش الإسباني الجنرال خوليو رودريغو، واستقبله عند مهبط المروحيات في القاعدة الإسبانية قائد اليونيفيل في جنوب لبنان الجنرال الاسباني البيرتو اسارتا، قائد القطاع الشرقي في اليونيفيل الجنرال سان خوان مارتينيز وحشد من كبار الضباط الدوليين. ومن القاعدة استقل سيارة عسكرية لليونيفيل حتى ساحة القاعدة حيث كان في انتظاره محافظ النبطية محمود المولى، قائمقام حاصبيا وليد الغفير وحشد من رؤساء البلديات وفعاليات مدنية وعسكرية. وبعدما ادت للمك التحية العسكرية ثلة من الجنود قام بوضع اكليل من الزهر على النصب التذكاري لشهداء الكتيبة الإسبانية الذي سقطوا في جنوب لبنان خلال عمل تخريبي في سهل الخيام منذ ثلاث سنوات حيث عزفت موسيقى الموت واطلقت 40 طلقة رصاص تحية لهؤلاء الشهداء، بعدها استعرض الملك خوان كارلوس فرقا تمثل مختلف كتائب القوة الإسبانية على مدى حوالي خمس دقائق في ظل تساقط الأمطار ، وانتقل بعدها الى اجتماع مغلق ضمه وقائد اليونفيل الجنرال اسارتا وكبار ضباط الكتيبة الإسبانية حيث كانت جولة حول الوضع العام في الجنوب من مختلف جوانبه العسكرية والأمنية والسياسية ومهمات اليونيفيل وما تواجهها من مشاكل، اضافة الى العلاقة بينها وبين السكان المحليين ،على ان يتناول طعام الغداء مع جنود بلاده ويغادر في وقت لاحق من بعد ظهر اليوم الى العاصمة بيروت.

 

موراتينوس التقى النائب جنبلاط واكد العمل من اجل استقرار لبنان والسلام في المنطقة

وطنية - استقبل رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط في حضور نائبه للشؤون الخارجية دريد ياغي قبل ظهر اليوم في منزله في كليمنصو، وزير الخارجية الاسباني ميغيل آنخيل موراتينوس وبحث معه في تطورات الوضع في المنطقة في ضوء تسلم اسبانيا رئاسة الاتحاد الاوروبي. بعد اللقاء، قال موراتينوس: "لقد بدأت هذا الصباح بزيارة الى صديقي ورفيقي وليد جنبلاط لاطلع على الوضع اللبناني وتحديد أولويات الرئاسة الاسبانية للاتحاد الاوروبي .كما تعلمون، فاسبانيا قد اصبحت رئيسة الاتحاد الاوروبي بالمداورة والشرق الاوسط من أهم أولويات برنامج عملنا. لقد زرت الاسبوع الماضي اسرائيل، فلسطين وسوريا، واليوم انا هنا برفقة الملك خوان كارلوس لحضور احتفال تعيين قائد جديد لقوات الامم المتحدة العاملة في لبنان، الجنرال الاسباني اسارتا. سأتصل بمختلف أقطاب السياسة في لبنان وقادة المناطق المختلفة، كما سألتقي برئيس الوزراء اللبناني ووزير الخارجية. اننا راضون للغاية على الطريقة التي ينظر لبنان بها للمستقبل لناحية الاستقرار والتأكيد على الأمل والوصول الى حل نهائي في معضلة السلام في الشرق الاوسط. هذا هو برنامج عملي وبرنامج الاتحاد الاوروبي وسنعمل جميعا مع اصدقائنا، وسأحاول دعم هذا الوضع الايجابي في لبنان" .

 

درغام: جنبلاط يخلط بين تكتيكات سياسية وقضايا وطنية مصيرية

وطنية - رد رئيس حركة الناصريين المستقلين "المرابطون" محمد درغام على تصريح النائب وليد جنبلاط بالنسبة لمشاركته وحجمها في 14 شباط الذكرى الخامسة لإستشهاد الرئيس رفيق الحريري، فقال: "في ماضي الحروب اللبنانية كان الأستاذ وليد جنبلاط يفاجىء الجميع بمواقف غريبة تتغير كماً ونوعاً وعياراً من مرحلة إلى أخرى، إعتقدنا أن تلك التكتيكات كانت ضرورة للإستمرار والبقاء في جوً حكم ضباط مخابرات للبنان. لكننا فوجئنا مجدداً بمواقف للزعيم الدرزي تخلط بين تكتيكات سياسية تقليدية وقضايا ومواقف وطنية مصيرية.

كلام وليد جنبلاط عن ترك قرار مشاركته وحجمها في 14 شباط، الذكرى الخامسة لشهادة الرئيس رفيق الحريري، لا يمكن أن تمرّ بدون تعليق وقراءة معمقة لمعرفة خلفية هذا الموقف إن كان عتبا وزعلا من معاملة سعودية أو لبنانية ما، أو أنه خوف على أمن شخصي، أو أنه يأس سياسي من إمكانية إنتصار مشروع ثورة الأرز مقابل الإمكانيات اللوجستية والسياسية لمشروع إيران؟. نتناول هذ الكلام من غيرتنا على ذكرى الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفضنا أن تدخل في البازارات السياسية ومن حرصنا على الرفيق وليد جنبلاط الذي لا نقبل له الخوف أو اليأس، ننتظر الجواب من نجل كمال جنبلاط زعيم المختارة وجبل لبنان والحركة الوطنية اللبنانية".

 

وهاب يهدد بإسقاط مئات الصواريخ على تل أبيب!

المستقبل/أشار رئيس تيار "التوحيد" وئام وهاب الى أنه "يشفق على الذين ينتظرون اجتياح لبنان بعدوان إسرائيلي بعد التهديدات الأخيرة، معتبرا أنه "جزء من هذه المقاومة، وإذا وقعت الحرب ستكون مئات الصواريخ هي وجبةً أولى على تل أبيب". وأوضح بعد منحه قلادة الدولة الفاطمية من المجمع العلمي الفاطمي - أكاديمية الكوفة في احتفال أقيم في دارته في الجاهلية أمس، أن "الصواريخ لن تسقط في أماكن أخرى داخل فلسطين المحتلة، اننا لن نوفر أي مدينةً من المدن المحتلة المغتصبة، ولن يبقى شبر داخل فلسطين المغتصبة إلا وستطاله صواريخ المقاومة، لأن المعادلة اليوم أضحت مارون الراس وعيناتا وكل قرية لبنانية مقابل تل أبيب، وليست بيروت مقابل تل أبيب". وقال: "قبلنا بالجميع شركاء، حتى ببعض من كان لديه سجل اسود في التعامل مع إسرائيل، والمقاومون قبلوا بالتعاون مع كل اللبنانيين من دون العودة إلى الماضي". وتمنى على "الآخرين أن يأخذوا من الماضي عبرة من أجل أن يبدأوا مرحلة جديدة من التعاون من أجل بناء دولة لا ميزة فيها بين لبناني وآخر إلا ميزة الكفاءة والولاء للوطن". أضاف: "نحن اخترنا الوقوف إلى جانب سوريا التي تتعرض لبعض التهديدات الإسرائيلية، وإلى جانب قائدها الداعم للمقاومة".

 

النظام... وعائلة السلطة

محمد سلام، لبنان الآن

 الاثنين 8 شباط 2010

 يقول أنصار نظام "المقاومة" في لبنان وغزة وسوريا وإيران إنهم "انتصروا" على إسرائيل بنقل الحرب إلى داخلها. أي أن "حماس" و"حزب السلاح" نجحا في قصف الداخل الإسرائيلي.

هذا، برأيهم، من شأنه أن يلحق الهزيمة بالعدو خصوصا إذا تم تصعيده. وقد بنيت خطط "المقاومة" بالاستناد إلى هذه الفرضية. النظرية مفهومة وهي ترجمة للسعي إلى إيجاد توازن رعب مع العدو. ولكن توازن الرعب، في علم الإستراتيجيا العسكرية، هو ما يعتمد عليه لمنع نشوب حرب، لا لخوض حرب. يعني ذلك أن أنصار خيار "المقاومة" لا يريدون حربا مع إسرائيل. بل يريدون إبقاء شبح الحرب للمحافظة على بقائهم وسطوتهم. ولكن... ماذا لو قرررت إسرائيل أن تنقل الحرب إلى داخل مجتمعات المقاومة "الممانعة"، والمقصود هنا ليس مجتمع "حماس" البائس في غزة وليس مجتمع لبنان البائس الذي توافق على أن تقتله إسرائيل كي لا تقتله "المقاومة". بل المقصود نقل إسرائيل الحرب إلى داخل مجتمع "السلطة السورية" وداخل مجتمع "السلطة الإيرانية". إسرائيل العدوة، كما نعلم، دربت جيشها، ومجتمعها، وأعلنت عن هذا التدريب، على مواجهة الهجمات النارية في الداخل. وأعلنت إسرائيل أيضا عن القبة الفولاذية وبطاريات الصواريخ الاعتراضية ومدافع الليزر، وكلها لمواجهة الهجمات النارية على الداخل الإسرائيلي. وأعلنت إسرائيل أيضا عن مناورات دفاع مدني شاملة على كامل مساحتها للتعامل مع هجمات نارية على الداخل الإسرائيلي. كل ما سبق "أعلنته" إسرائيل. فهل كل الاستعدادات الدفاعية التي سبق الإعلان عنها هي ما أعدت، وتعد، إسرائيل قواها له؟

يعني ذلك: هل تقتصر إستعدادات إسرائيل على "الدفاع" أم أنها أعدت خطة هجومية أيضا؟ الحكمة تقتضي التساؤل عما إذا كانت إسرائيل تعد أيضا لنقل الهجمات النارية إلى داخل مجتمع سلطة الممانعة السورية وداخل مجتمع سلطة المواجهة الإيرانية. ألمهم هنا ملاحظة الفارق بين مجتمع النظام ومجتمع السلطة. إسرائيل بدأت تفكر باستهداف مجتمعي السلطة في سوريا وإيران. المؤشرات الثقافية، نعم الثقافية، توحي بأن إسرائيل تجهز لمثل هذه النقلة.  أسطورة الماسادا، أي الانتحار في القلعة المحاصرة، التي عاش عليها المجتمع الإسرائيلي منذ قيام دولته في العام 1948 "وشحذ" بناء عليها عطف الغرب بعدما غذاها الغباء العربي بنظرية إلقاء اليهود في البحر، دخلت مستودع التاريخ في إسرائيل.

النظام الثقافي الإسرائيلي برمته ينظّر للمرة الأولى لحق "الشعب اليهودي في إبادة أعدائه" ما يعني أن الدولة الإسرائيلية تعد لنقل المعركة إلى حيث تؤلم فعلا، إلى داخل "المجتمعات المفصلية" التي تستند إليها السلطتان في سوريا وإيران. تستطيع إسرائيل، ومن دون عناء كما من دون سلاح جو، أن تستخدم غواصات الدولفين الألمانية الصنع لقصف عمق مجتمع السلطة الإيرانية، وعمق مجتمع السلطة السورية. لم نتحدث هنا عن العمق الإيراني أو العمق السوري. تحدثنا عن "عمق مجتمع السلطتين" ولم نتحدث عن عمق مجتمع النظامين. ما قد يعني ضرب مقومات أو أسس سلطة إيران وسلطة سوريا. المجتمعان اللبناني والغزاوي "فراطة" أو فرق عملة، لا يحتسبان في المواجهة، أقله من وجهة النظر الإسرائيلية.

وإسرائيل تدرك أن ضرب مجتمع نظام طهران، كما مجتمع نظام دمشق، أيضا لا يؤثران في استقرار أي من النظامين.

ولكن...ماذا إذا استهدفت إسرائيل مجتمعات أهل السلطتين الإيرانية والسورية؟ على خلفية هذا التساؤل نفهم تهديد وزير الخارجية الإسرائيلية أفيغدور ليبرمان للرئيس السوري بشار الأسد بأنه في حال الدخول في مواجهة مع إسرائيل "فلن يخسر الحرب فحسب بل سوف يخسر السلطة أيضا، هو وعائلته". إنها المرة الأولى التي تهدد فيها إسرائيل "عائلة السلطة" السورية. واختيار ليبرمان لمفرداته مخيف حقا. فهو لم يهدد النظام، بل هدد بإسقاط "العائلة" من السلطة، ما قد يعني... الكثير. هل تفكر إسرائيل في ضرب مجتمعات أهل السلطة معتبرة أن من شأن ذلك استثارتهم ضد عائلة السلطة؟ ما يعني فتح نافذة أمام أهل النظام كي يتهموا السلطة بأنها تقامر باستقرار النظام. هكذا تحافظ إسرائيل على نظام يؤدي لها خدمات على أرضه وتتخلص من سلطة تزعجها على أراضي الآخرين. على هذه القاعدة، قد تخطط إسرائيل للحفاظ على نظام الولي الفقيه في إيران، لأنه بملاليه لا يزعجها، وضرب "عائلة" الحرس الثوري، أي السلطة الفعلية، لأنها بفيالقها الخارجية... تزعجها. هذه مقاربة جديدة في المنطقة... ومخيفة جدا جدا. معادلة إسرائيل الجديدة، على ما يبدو، هي ضرب السلطة والإبقاء على النظام... في سوريا، وإيران. أما غزة ولبنان، فالنظام في كل منهما معلّق بانتظار البت بمصير... الحاكم بأمر السلاح.

 

توضيح من النائب يوسف خليل حول موقفه من مشاركة لبنان في القمة العربية

وطنية - صدر عن المكتب الاعلامي للنائب الدكتور يوسف خليل التوضيح التالي : "في سياق الحوار الصحفي الذي أجرته صحيفة "الأنباء" الكويتية مع النائب الدكتور يوسف خليل وفي معرض رده على سؤال حول مشاركة لبنان في القمة العربية المنوي عقدها في ليبيا، قال النائب خليل أن موضوع مشاركة لبنان قد يكون في مكان ما "قنبلة موقوتة" بين الفرقاء اللبنانيين، معرباً في المقابل عن إيمانه بأن منع إنفجار تلك القنبلة يعود الى حكمة اللبنانيين وفي كيفية تعاطيهم معها. وقد أثنى النائب خليل على حكمة الرئيس بري بترك الأمر الى فخامة رئيس الجمهورية، مؤكدا إن الرئيس سليمان وإن قرر حضور لبنان على طاولة القمة العربية التي يصادف إنعقادها هذه المرة في ليبيا في 27 و28 من آذار المقبل، لن يكون حضوره بهدف ابرام الصفقات مع النظام الليبي وإنما لمشاركة القادة العرب في القرار العربي الموحد، مضيفاً إن مشاركة لبنان في هذه القمة تحديداً لا تعني إطلاقا تنازله عن حقه في مطالبة ليبيا في الكشف عن مصير الإمام المغيب موسى الصدر ورفيقيه. لذلك فإن ما جاء في سياق الحديث من فصل بين المشاركة وموقف لبنان الرسمي من قضية الامام موسى الصدر إنما أراد منه النائب خليل في حديثه التأكيد على أنه إذا قرر لبنان المشاركة لسبب من الاسباب في القمة فإن ذلك لن يعني أبداً إعطاء النظام الليبي صك براءة في قضية اختفاء الإمام الصدر ورفيقيه أو التخفيف من أهمية هذه القضية الوطنية التي تخص كل اللبنانيين وليس طائفة منهم فحسب، بل تعني المشاركة في القرار العربي الموحد. وبالتالي فإن حديث النائب خليل إنما أتى من باب الحرص على قضية الإمام المغيب ورفيقيه التي يعتبرها قضية لبنان بأسره و قضية كل طائفة من طوائف لبنان الكريمة،لا بل هي قضية الأحرار في كل زمان ومكان. لذا يهمنا أن نوضح ما ذكر، متمنين على الجميع توخّي الدقة والموضوعية خدمة للحق ونصرة للحقيقة".

 

وليد بيك يعرف ماذا عليه أن يفعل لزيارة سوريا.. ولن نرد على الأسلوب الرخيص لوئام وهاب"

إرسلان "يقدر عاليًا" الدور الذي يضطلع به الرئيس الحريري بهذه المرحلة.. وزيارته "بيت الوسط" تهدف إلى "ترسيخ التفاهم الوطني"

محمد بركات، الثلاثاء 9 شباط 2010

أكدت مصادر النائب طلال أرسلان أنّ "ما حصل في الشويفات وجرح مسؤول تيار "التوحيد" في المنطقة منذر الجردي لا علاقة للحزب الديمقراطي به على الإطلاق"، وأنّ ما جرى هو "حادث فردي بين شخصين ينتميان إلى التيار نفسه". وشددت هذه المصادر لـ"nowlebanon.com" على أنّ "الحزب الديمقراطي ليس ميليشيا، ولم يتعوّد منذ نشأته حتى تاريخه على استخدام أساليب ميليشياوية في التعاطي مع الآخرين، وكل الإتهامات التي وردت هي ملفّقة، والحزب الديمقراطي لا دخل له أبدا بهذا الموضوع"، واصفةً الأسلوب الذي استخدمه الوزير السابق وئام وهاب بحق المير وما حمله من تهديد له، بأنه "أسلوب رخيص لا نردّ عليه في العادة لأنّه خارج عن المألوف في التعاطي السياسي".

وفيما خصّ الزيارة المرتقبة لرئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط إلى دمشق إكتفت مصادر النائب طلال إرسلان بالقول: "وليد بيك يعرف ما الذي يجب عليه أن يفعله لتتمّ زيارته إلى سوريا"، مؤكدةً أنّ "الكرة ما زالت في ملعب جنبلاط". أما عن "دور المير" في إتمام هذه الزيارة فقالت إن "هذا الموضوع يتم التعاطي معه بعيدًا عن الإعلام". 

وعن الزيارة الأخيرة التي قام بها النائب ارسلان إلى "بيت الوسط"، فوضعتها مصادره في إطار "ترسيخ التفاهم على المستوى الوطني، والتشاور والتواصل الدائم لبحث كل القضايا الوطنية، ولتعزيز مسيرة الإستقرار والتفاهم بين اللبنانيين، والعمل على بناء الدولة على قاعدة مؤسساتية"، وأضافت: "نحن نعتقد أن الرئيس الحريري اليوم يبذل مجهودا جيدا في هذا الإطار، وبالتالي كان لا بدّ من شكر الشيخ سعد الحريري على المواقف التي أطلقها أخيرا حول المقاومة وتعزيز دور لبنان وعلاقاته الإقليمية والعربية، وهو ما يؤدي إلى تعزيز العلاقة بين تيار المستقبل والحزب الديمقراطي اللبناني، بعد اللقاء بين قيادات الطرفين قبل أسبوعين".

وإذ نقلت "تقدير النائب طلال إرسلان عاليًا الدور الذي يضطلع به الرئيس سعد الحريري في هذه المرحلة، خصوصا المواقف التي أطلقها أخيرا في مصر وفي أوروبا وتركيا"، لفتت المصادر نفسها إلى أنّ "النهج الذي يسلكه الرئيس الحريري في هذه المرحلة، خصوصا بعد الزيارة التاريخية التي قام بها إلى سوريا، إنما هو نهج مؤيّد ومبارك من جميع اللبنانيين".

وعشية ذكرى 14 شباط، قالت مصادر النائب طلال إرسلان: "نحن في هذه المناسبة نتقدم من جمهور الرئيس الحريري ومن تيار المستقبل بأحرّ التعازي، ونعتبر أنّ استشهاد الرئيس رفيق الحريري كان في سبيل لبنان ووحدته وحماية مقاومته في مواجهة إسرائيل"، معربةً عن أملها في أن "تكون هذه المناسبة وطنية جامعة لأنّ الرئيس رفيق الحريري هو شهيد لبنان كلّه ويجب أن يكون التعاطي مع مناسبة استشهاده خارج الإطار الفئوي أو السياسي الضيّق، نظرًا لكون الرئيس الشهيد يتمتع بمكانة كبرى على المستوى الوطني والعربي، ومن المفيد أن تجمع هذه المناسبة اللبنانيين كلّهم من دون استثناء".

 

الوطني الحر: الخلل الديموغرافي فاضح ولن نرضى ان يختاروا ممثلينا

«المستقبل»: اقتراحات عون من أجل ردّ الاعتبار بعد هزيمته في العاصمة

صونيا رزق/الديار

يشير مناخ المواقف السياسية الى عدم الاتفاق على أي من التعديلات المقترحة على قانون الانتخابات البلدية، في انتظار جلسة مجلس الوزراء الحاسمة الأربعاء المقبل علها تتوصل الى مخرج معين، في وقت يصرّ فيه الجميع على ضرورة اجراء الانتخابات البلدية في موعدها، وحالياً يبرز السجال البلدي حول تقسيم بيروت الى ثلاث دوائر وهذا الاقتراح مطروح بقوة من «التيار الوطني الحر»، فيما يرفضه تيار «المستقبل» ويعتبره محاولة لعودة بيروت الى زمن الانقسامات الطائفية ويصرّ على المناصفة في عضوية المجلس البلدي للعاصمة.

السجال سيد الساحات البلدية بانتظار الكلمة الأخيرة التي ستفصل بين المتناحرين على الرغم من افتتاح المعارك الانتخابية في معظم المناطق اذ بدأت التحضيرات على نار حامية لكن وراء الكواليس البلدية التي تنتظر التحالفات وان كانت معالمها قد توضحت في بعض المناطق.

مصدر نيابي في «التيار الوطني الحر» أشار الى ان التيار قدم اقتراحاً بتقسيم بيروت الى ثلاث دوائر بما معناه لكل دائرة مجلس بلدي يجتمع في اتحاد بلديات او في بلدية واحدة يترأسها شخص واحد ويكون المجلس للمناطق الثلاث، مع اقتراحات عدة بهدف تحقيق التمثيل الصحيح الذي يعبّر عن ارادة الناخب لأن هذا هو المبدأ الأساسي.

وحول رفض تيار «المستقبل» والرئىس سعد الحريري لاقتراح تقسيم بيروت لأنه سيؤدي الى زيادة الشرخ وسيبعد الانصهار الوطني، قال: «أعتقد ان طروحاتنا لا تخالف القواعد الديمقراطية والوفاق يكون باحترام ارادة كل ناخب في العاصمة بيروت، ولفت الى ان «التيار» لا يدعو الى تقسيم العاصمة بالمعنى الذي يراه البعض، لكن عندما يقوم فريق معيّن باختيار ممثلين لفريق آخر فهذا بحدّ ذاته يدعو الى القضاء على التعايش لأن على كل فريق ان يختار ممثليه وهذا لن نقبل به.

ورداً على سؤال حول اعتماد النسبية في المدن الكبرى، قال: «لا شيء يمنع من اعتماد النسبية لكن علينا ان نطلع على مجمل التفاصيل في هذا الاطار، مشدداً على ضرورة ان يتمتع كل قانون انتخابي بالتمثيل الحقيقي».

وأكد المصدر النيابي ان «التيار» سيدافع عن هذا الخيار لتحقيق حسن التمثيل، وقال: «هناك 24 عضواً في مجلس بلدية بيروت غير معروفين من قبل أهالي العاصمة، وفي حال أردنا تطبيق اللامركزية الادارية على المجلس البلدي ان يمثل الناس الذين انتخبوه، وهناك خوف لعدد كبير من اللبنانيين بسبب طغيان فئة على أخرى لذا لا يجب ان تبقى العاصمة كما هي اليوم بسبب وجود خلل ديموغرافي فاضح، والتيار يدعو الى تقسيم بيروت كما كانت في الانتخابات النيابية وكما أقرّها اتفاق الدوحة»، واشار الى ان شريحة كبيرة من المجتمع البيروتي لا تمثلها التيارات الموجودة، معتبرا انه في حال كانت هناك ارادة بتمرير بنود اصلاحية فلا شيء يمنع من احالة هذه البنود الى مجلس النواب ليقرّها خلال اسبوع ونكون بذلك قد احترمنا الموعد او أرجأناه شهرين على اقصى حد، متمنياً ألا تكون هناك ارادة لتعطيل هذا الاستحقاق. بدوره، اعتبر مصدر نيابي في تيار «المستقبل» ان «التيار الوطني الحر» يتمسك بالتقسيمات للتعويض عن الهزيمة التي مُنيَ بها في الانتخابات النيابية في الدائرة الاولى في الاشرفية اي في الرميل والصيفي ويحاول اللعب على وتر الحساسيات الطائفية التي نحن بغنى عنها في بيروت،و واتهمه بأنه يريد السير بتقسيم بيروت حتى ولو أدى ذلك الى المثالثة بدل المناصفة، ورأى ان البعض يريدنا ان نعود الى الوراء حين كانت بيروت منقسمة جغرافياً ونحن لا نريد العودة الى ذلك الماضي الأليم. وأكد المصدر ان تيار «المستقبل» مصمم على اجراء الانتخابات البلدية بأسرع وقت ممكن لان هذا الاستحقاق حق من حقوق المواطنين، ولفت في الوقت عينه الى امكان حصول توافق سياسي حول ادخال تعديلات معقولة على قانون البلديات على سبيل المثال النسبية وانتخاب رئيس البلدية مباشرة من الشعب، وهو ما لا يؤثر على الجانب التقني في العملية الانتخابية، علماً انه اذا توافر القرار السياسي بالتوافق على هذه التعديلات فان اقرارها سيكون سريعاً.

وأكد المصدر ان اقتراحات «التيار الوطني الحر» تواجه بمعارضة قوية من رئيس الحكومة سعد الحريري وأكثرية الوزراء نظراً لانعكاساتها السلبية على مفهوم العيش المشترك والحفاظ على مكانة بيروت كعاصمة واحدة وموحدة لكل لبنان. ولاحظ المصدر ان التعديلات التي اقترحها وزير الداخلية زياد بارود لم تتضمن اشارة واضحة الى تقسيم بيروت لكن اقتراحه باعتماد النسبية في البلديات التي يزيد عدد اعضائها عن 21 عضواً، من شأنه ان يطيح بالتوازن الطائفي الدقيق الذي وضعه الرئيس رفيق الحريري لانتخابات بلدية بيروت في عامي 1998 و2004، معتبراً ان البعض يطرح التعديلات في سبيل وضع العصيّ في الدواليب ولمحاولة خفية لتأجيل الانتخابات بطلب من حلفائه.

 

 ما هي أسباب انتساب رشاد سلامه الى التيار الوطني الحر؟   

٩ شباط ٢٠١٠ /ماري حدشيتي

سأل احد المصادر في الامانة العامة لقوى "14 آذار" هل ان الحظ هو الذي يحالف العماد ميشال عون في هذه الايام ام انها مصادفات "عجائبية" تستحق التوقف عندها لمعرفة السر الكامن داخل شخصية جنرال الرابية. فبعد الانسحاب العلني لرفيق دربه اللواء عصام ابو جمرا من صفوف "التيار الوطني الحر" والذي امضى عقوداً وهو يناضل الى جانب تكتل "التغيير والاصلاح"، هذا الانسحاب اعلنه ابو جمرا وقد انسحب معه العديد من صفوف "التيار" الذين وجدوا ان اللواء قد لحق به ظلم العماد.

بعد هذه الخسارة التي حلت بالعونيين، فجأة وبلمح البصر، استعاض الجنرال بربح يعتبره اكثر دسماً، والكلام للمصدر المسؤول، حيث انضم الى صفوف "التيار الوطني الحر" نائب رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" سابقاً رشاد سلامه، ويبقى الكلام للمصدر، بأن التوقيت قد جاء في الوقت غير المناسب حيث لا انتخابات نيابية قريبة حتى يقال ان رشاد سلامه هو مرشح "التيار" في منطقة جزين، ولا الحكومة عرضة للرحيل، حيث انها حديثة العهد، حتى يكون سلامه ساعيا الى منصب وزاري قد يخلعه عليه "الجنرال".

لكن الاستحقاق القريب هو الانتخابات البلدية، فهل قرر رشاد سلامه الاستعاضة عن منصب نائب رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" الذي فقده ليحصل على منصب رئيس بلدية قرية بيت الدين اللقش؟ خصوصا بعد المعركة الانتخابية التي خاضها عون في منطقة جزين ضد حليف حليفه الرئيس نبيه بري وانتهت بفوز عون بلائحة كاملة من ثلاثة اعضاء ينعمون حاليا في جنة المجلس النيابي العتيد وهم الذين يرفعون اليوم الصوت عاليا لرئيسهم مطالبين النائبة بهية الحريري ان لا تشمل في اي مشروع انمائي في مدينة صيدا قرى جزين خاصة ان غالبية البلديات لمنطقة جزين تراجع في مشاريعها السيدة الحريري وتتناسى نوابها الثلاثة الذين ربما لا حول لهم ولا قوة.

ويضيف المصدر متسائلا عن هذه الخطوة التي اقدم عليها سلامه وهل هي مؤشر على ان "التيار الوطني الحر" يحاول سد الفراغ في صفوفه بوجوه جديدة بعد التململ عند عناصره الشابة والطموحة بسبب عناد الجنرال واصراره في مرحلة تشكيل الحكومة الحالية على توزير صهره الوزير الذي خرج من الاتصالات الى طاقة الكهرباء والمياه جبران جرجس باسيل الغائب عن السمع وحرمان الغالبية من شباب التيار بتبوؤ مناصب لم يكونوا محسوبين على العائلة العونية، ويقصد بهم المصدر على سبيل المثال آلان عون، ماريو عون وسليم عون وغيرهم ممن كانوا مرشحين لدخول الوزارة، وهل ان التيار يسعى كي يضم في صفوفه فئات عمرية جديدة هي مثل رشاد سلامه ام ان سحراً ما يكمن في شخصية العماد عون؟

ويكمل المصدر: ان المرحلة الحالية هي مرحلة ترقب وانتظار للمنتسبين الجدد الذين ستكر سبحة اعدادهم قبل موعد انتخابات البلدية والاختيارية وبالاخص اصحاب الالقاب السابقة امثال رشاد سلامه. او ان المرحلة ستكون "عجائبية" جديدة ستظهر في صفوف "التيار" بعد اغلاق عدة مكاتب في الاشرفية ومناطق عدة وبالاخص منطقة اللواء عصام ابو جمرا.

لكن السؤال الآن: ما هو مصير اللواء عصام ابو جمرا وجماعته في هذه المرحلة؟ هل سيشكلون حركة تصحيحية ام سيتقدمون من الوزير زياد بارود بطلب العلم والخبر لانشاء تيار او حزب جديد؟ ام ان هناك من الاحزاب والتيارات من يستوعب ابو جمرا وجماعته بين صفوفهم؟ ويختم المصدر بالقول فلننتظر ان الغد لناظره قريب. المصدر : الديار

 

ابراهيم السيد: لتقديم بيانات واضحة عن كل مجريات حادثة الطائرة الوثيقة بين "حزب الله" و"التيار" تحت الشمس وتحت الضوء وفوق الطاولة

وطنية - اقيم احتفال تأبيني بذكرى اسبوع شقيقة مسؤول العلاقات العربية في "حزب الله" الشيخ حسن عز الدين في بلدة معروب، في حضور وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية محمد فنيش، عضوي كتلة الوفاء للمقاومة النائبين حسن فضل الله ونواف الموسوي، مسؤول وحدة العمل الاجتماعي في "حزب الله" الشيخ عبد الكريم عبيد، اعضاء المجلس السياسي في الحزب الشيخ خضر نور الدين، الشيخ محمد كوثراني، الدكتور احمد ملي وممثلين عن الاحزاب، القوى الوطنية اللبنانية وشخصيات سياسية، رؤساء بلديات وفاعليات ولفيف من العلماء.

وطالب رئيس المجلس السياسي في "حزب الله" السيد ابراهيم أمين السيد المعنيين في السلطة، ب"ان يقدموا بيانات واضحة عن كل مجريات حادثة الطائرة الاثيوبية"، مجددا الحرص على "ان تكون سمعة لبنان في الثقة والتحقيق مضيئة وناصعة، في مقابل الاضطراب الاداري في لبنان الذي رافق كارثة الطائرة والذي وضع الكثير من التساؤلات وخيبة الامل عند اهالي الضحايا"، معبرا عن "الاسف والالم ان نقف في لبنان كمتسولين الى الدول الاخرى حتى تقدم لنا العون والمساعدات جراء أي كارثة في الوقت الذي استدان لبنان 50 مليار دولار".

وحول الذكرى السنوية لوثيقة التفاهم بين "حزب الله" و"التيار الوطني الحر"، قال: "ان هذا التفاهم تحت الشمس وتحت الضوء وفوق الطاولة، لم نخجل به ولا نستحي منه ولم نندم فيه على أي فقرة من فقراته، بينما نرى في لبنان تفاهمات غير علنية وغير رسمية وخفية بين مجموعات في الداخل واطراف في الخارج، تتعلق بتبادل الخدمات السياسية".

واشار الى "ان هناك اطرافا وقوى خارجية تتحدث عن المقاومة وسلاحها وعن سوريا وايران وتقوم بزيارات مفتعلة ومصطنعة الى لبنان، وتطلق مواقف بمناسبة او غير مناسبة لتدعم هذا الفريق او هذه المجموعة، في مقابل ان من في هذه المجموعات في لبنان يرتلون في كل يوم اناشيد في مراكزهم ومواقعهم حول المقاومة وسلاحها".

 

الحركة الخارجية والتعثر في مقاربة الملفات الخلافية يحتمان استعادة طاولة الحوار لمواجهة الظروف الإقليمية

النهار/هيام القصيفي

تحول الجولات الخارجية التي يزمع القيام بها كل من رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة سعد الحريري دون اعادة اطلاق عجلة الحوار الوطني قريباً بعدما توقف في اول حزيران عام 2008 عشية الانتخابات النيابية. ورغم ان المسؤولين اللبنانيين يولون هذه الاتصالات الخارجية اهمية قصوى لحشد الاهتمام الدولي تطويقا لاي انعكاسات ترتد على لبنان عند اي خضة اقليمية، الا ان ثمة ابعادا داخلية للمسار الاقليمي لا تزال بعيدة عن التداول، وتبدو ثمة خشية متزايدة في مقاربتها على طاولة حوار مكشوفة.

حين دعا رئيس مجلس النواب الى طاولة الحوار الاولى في الثاني من  آذار عام 2006، كان لبنان يعيش ارتدادات اغتيال الرئيس رفيق الحريري، مما جعل موضوع الطاولة الاساسي تشكيل المحكمة الدولية، في وقت كان المحقق سيرج برامرتس يرفع اول تقاريره عن عمل لجنة التحقيق الدولية الى الامين العام للامم المتحدة آنذاك كوفي انان. وكذلك تركزت نقاشات المتحاورين عن القرار 1559 الذي فتحت المعارضة قبل وقت قصير ملف الغائه. لم تحل طاولة الحوار التي تميزت بحضور الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، والصور التي التقطت للضحكات العريضة التي طبعت وجوه المشاركين الاضداد، دون تأجيل الحوار اسبوعا تلو آخر من آذار الى نيسان فايار فحزيران، وكان الارجاء الاخير خلال البحث في ملف الاستراتيجية الدفاعية، الى 29 تموز الذي اطاحته حرب 12 تموز 2006، ودخول البلاد في اتون النار لتخرج منها على وقع القرار 1701.

وتأتي اعادة طرح طاولة الحوار، بحسب اوساط سياسية، على قاعدة انها مساحة ضرورية لا يوفرها مجلس الوزراء المحكوم بسقف اتفاق الدوحة ومفاعيل 7 أيار، في وقت ترتفع النبرة الاسرائيلية - السورية  والكلام المتزايد في باريس وواشنطن وتركيا عن احتمالات الحرب. وتشير الى ان من شأن الانشغال بشكل الطاولة وتمثيل المشاركين ان يضيع البوصلة الحقيقية لهدف الحوار الذي اعيد اطلاقه بعد انتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية. فأهمية الطاولة  انها تعيد انتاج  مناخ تهدئة داخلي بعيدا من التكتيكات الحكومية في الملفات الادارية، وكون الاطراف المشاركين في الطاولة هم الذين يمثلون اركان الصراع الداخلي واصحاب القرار الفعلي، من دون حصص وسطية ومن دون وزراء بالوكالة عن اي طرف حزبي. وفي اعتقاد هذه الاوساط ان ثمة متغيرات اقليمية يجب مواكبتها داخليا، بعدما بدأت الرياح الاقليمية تشتد تباعا عبر تبادل كلامي ترتفع حدته وينخفض بما يبقي باب الاحتمالات مفتوحا على كل انواع التطورات.

وتلفت هذه الاوساط الى ان الاشارات التي انطلقت من دمشق في الايام الاخيرة لا تزال توحي بان العاصمة السورية لا تزال تتعامل مع لبنان والمنطقة بخطوط متوازية. فهي رفضت عرضا فرنسيا للحلول محل تركيا في المفاوضات غير المباشرة مع اسرائيل، وتركت اعلان ذلك لرئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان. وكشفت اخيرا ان واشنطن ابلغتها بتعيين سفير اميركي لديها ، فيما لم يكن جف بعد حبر الرسالة التي نقلها الى الرئيس السوري بشار الاسد موفد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي فيليب ماريني. وتوقيت الاعلان السوري لم يكن مصادفة، فالرسالة في العرف الديبلوماسي رسالة موثقة وتتعدى اطار نقل الافكار والمشاورات الكلامية. وبهذا المعنى فان الرد السوري على الرسالة الفرنسية اتى بمثابة اشارات ملتبسة اعتادت سوريا تقديمها حين تكون على مفترق اقليمي حساس، عشية التحضير لزيارة رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون الذي كان واضحا خلال زيارته الاخيرة لبيروت وفي لقاءاته مع لبنانيين في باريس،  في حرصه على تمييز الموقع اللبناني في مفكرته.

وينقل تقرير اميركي موثوق به ان واشنطن التي استغرقت عاما كاملا قبل ان تعلن انها سمت السفير الجديد، الذي قد لا يصل قريبا الى دمشق، قد تكون تهدف الى الضغط على سوريا اكثر فأكثر في شأن علاقتها مع ايران، وخصوصا على ابواب فتح ملف العقوبات الاقتصادية على خلفية البرنامج النووي الايراني. ويشير الى ان الغاية من تسمية السفير حاليا استكشاف مدى قدرة دمشق على التجاوب في الضغط على "حزب الله" و"حماس" والتشدد على الحدود مع العراق.

وبحسب الاوساط اللبنانية، فإن سوريا تريد الافادة من النافذة الاميركية التي فتحت لها،  للاطلالة مجددا على دور لها في لبنان. لكن التحدي يكمن في كيفية اقناع دمشق حليفتها طهران بأنها لم تتخل عنها، في وقت تكثف التقارير الغربية الحديث عن مسؤولية دمشق في كشف شحنات اسلحة كانت مرسلة الى "حزب الله" . وجاء كلام وزير الخارجية السوري وليد المعلم  في رده التصاعدي على تل ابيب، وتهديده بحرب شاملة تصل الى القرى الاسرائيلية، بمثابة اول رد تطميني لايران. ويتلخص الموقف السوري بأن سوريا لا تزال في محور واحد يجمعها ولبنان - او بالاحرى حلفائها فيه - وغزة وطهران رغم دخولها في مفاوضات غير مباشرة مع اسرائيل، ومباشرة مع الرياض، ورغم العروض الفرنسية والاوروبية عبر زيارة وزير الخارجية الاسباني ميغيل انخل موراتينوس، وقرار تسمية السفير الاميركي الجديد الذي كان المبعوث الاميركي جورج ميتشل ابلغه الى الرئيس الاسد. 

من هنا يصبح لفتح الحوار الداخلي مجددا في لبنان ابعاد اخرى تتعدى الملف التقني للاستراتيجية الدفاعية الذي توقف التقدم فيه منذ حزيران 2006، ومن ثم في 2009، ولا يزال متوقفاً، فيما ملأ "حزب الله" منذ انتهاء حرب تموز، مخازنه بالاسلحة القتالية والدفاعية واعاد صوغ استراتيجيته الخاصة. وبحسب مصادر وزارية في الاكثرية، فإن سلاح الحزب الذي كان عنوانا رئيسيا على طاولة الحوار لم يعد مطروحا في الشكل الذي كان عليه سابقا، وخصوصا ان المجتمع الدولي بات واثقا من ان الدولة اللبنانية غير قادرة على حل هذه المشكلة. ولكن ثمة تحديات تتعلق بالحرب والسلم ودور الجيش وحزب الله في اي تطور عسكري باتت تفرض الدخول، ولو من دون توقعات ايجابية مسبقة، في مواجهة الملفات مباشرة بدل الهروب منها ومقاربة جدية للاسئلة التي يطرحها المجتمع الدولي والاقليمي حول تقديم لبنان  ذرائع تعيد اشعال الحرب فيه.

 

تقلّص النفوذ الإنتخابي لحلفائه في الدوائر البلدية يدفع التيار الوطني لعرقلة الإنتخابات

اللواء/معروف الداعوق

<لا يمكن إعتماد النموذج الإنتخابي الذي يطبّق في باريس ولندن لأن العاصمتين المذكورتين تختلفان كلياً مع بيروت مساحة وتنوعاً سكانياً ودينياً>

يُنتظر أن تحدد جلسة مجلس الوزراء المقبلة مصير الانتخابات البلدية والاختيارية وكيفية الاتجاه الذي ستسلكه في ضوء المواقف التي سيعلنها الوزراء داخل الجلسة، بعدما استنفدت المناقشات المطوّلة لهذا الاستحقاق حيزها الطبيعي وأدلى كل طرف بموقفه وباتت المهل الدستورية لإجراء هذه الانتخابات في نهايتها، وبالتالي لم يعد ممكناً إطالة النقاش حول هذه المسألة الى ما لا نهاية من دون اتخاذ مجلس الوزراء قراراً نهائياً، إما بتحديد موعد لإجراء هذه الانتخابات أو الإعلان عن تأجيلها الى موعد لاحق·

ولذلك، أصبح مجال المناورة أما كل طرف سياسي لإعلان موقفه من إجراء الانتخابات محدوداً، وبالتالي لم يعد ممكناً إبقاء هذا الموقف غامضاً وغير معروف ومغطى بشعارات وحجج غير مقنعة كما حصل خلال مناقشة هذا الموضوع في الجلسات السابقة، وإنما أصبح كل طرف ملزماً بإعلان موقفه بصراحة في هذه الجلسة ليعرف هذا الموقف على حقيقته من دون مواربة ولكي يعرف اللبنانيون من هي الأطراف السياسية التي تسعى لعرقلة إجراء هذه الانتخابات وتعطّل المسار الديمقراطي والتنموي لخشيتها من خسارتها بسبب عدم قناعة الناخبين بصوابية مسلكها السياسي الذي يخالف توجهات ومشاعر هؤلاء الناخبين·

وانطلاقاً مما حصل في الأسابيع القليلة الماضية، لم تعد الشعارات التي طرحت لتأجيل الانتخابات البلدية والاختيارية مقنعة لمعظم اللبنانيين باستثناء قلة منهم، كشعار تقسيم العاصمة بيروت إلى ثلاث دوائر انتخابية، كما طالب بذلك التيار الوطني الحر وجنّد لذلك حملة سياسية واعلامية معللاً مطلبه هذا بأسباب عديدة كانت كلها تدور حول ما يسمى بصحة التمثيل المسيحي داخل مجلس بلدية بيروت، في حين أن هدفها الحقيقي يخالف هذا الادعاء وإنما يصب في النهاية بتكريس قاعدة التقسيم الطائفي والمذهبي لدوائر العاصمة، بما يمهد للانتقال إلى تعميم هذا التقسيم انطلاقاً من هذه القاعدة إلى مدن وبلدات ومناطق أخرى في المستقبل، وهو ما يؤدي في النهاية إلى تحقيق هدف فرز الطوائف والمذاهب، كل في منطقته وضمن حدود معينة وهو ما يهدد صيغة العيش المشترك بين اللبنانيين ويسهل تنفيذ ما عجزت الحرب الأهلية المشؤومة بتقسيم لبنان الى دويلات وكانتونات طائفية ومذهبية لاضعاف لبنان كدولة ووطن كما سعت اسرائيل لذلك في الماضي ولا تزال تسعى الى هذا الهدف في المستقبل·

واذا كان التيار الوطني الحر يعلل ظاهرياً اسباب مطالبته بتقسيم بيروت الى ثلاث دوائر انتخابية، بهدف تحقيق صحة التمثيل لكل طائفة ومذهب واتاحة الفرصة لناخبي هذه الطوائف لاختيار ممثليها في الجلس النيابي الجديد وتحديدا المسيحيين منهم بحرية اكثر ومتذرعاً بما يحصل في عواصم عالمية مهمة كلندن وباريس مثلاً، الا ان الهدف الحقيقي للتيار يكمن في إبعاد تأثير الناخبين المسلمين المتحالفين مع خصومه المسيحيين، اعتقادا منه بإمكانية الحصول على ارجحية في هذه الانتخابات لصالح المرشحين المحسوبين عليه او المتحالفين معه في حال تحقق ما يطالب به في هذا الخصوص·

ولكن طرح التيار الوطني بتقسيم بيروت لا يتطابق مع واقع تقسيم باريس ولندن، كون العاصمتين المذكورتين تختلفان كلياً مع بيروت لناحية المساحة والتنوع السكاني والديني على حد سواء، ولذلك لا يمكن اعتماد النموذج الذي يطبق انتخابياً فيهما على مدينة بيروت·

أما الأهم من كل ذلك، والذي يدحض كل ما يطالب به التيار الوطني الحر في هذا الخصوص، فيكمن في حدث الانتخابات النيابية التي جرت قبل اشهر معدودة في لبنان، وكانت العاصمة بيروت مقسمة الى ثلاث دوائر انتخابية استجابة لمطلب والحاح من النائب ميشال عون الذي استطاع تحقيق ما يسعى اليه في الدوحة تحت ضغط سلاح حزب الله الذي اجتاح بيروت في الثامن من ايار عام 2008، وقد جرت الانتخابات النيابية على هذا الاساس في حزيران الماضي وفشل جميع مرشحي التيار العوني بالفوز بأي مقعد نيابي في الدائرة الانتخابية التي طالب عون برسمها وتضم ارجحية للصوت المسيحي على سائر اصوات الناخبين التابعين للطوائف الاخرى ولا سيما منها الاسلامية·

وليس وضع العاصمة الحالي في الانتخابات البلدية وحده هو الذي يقلق التيار العوني، لانه يعرف سلفاً انه حتى لو قسمت بيروت الى ثلاث دوائر، فإن فوزه بأكبر عدد من المقاعد البلدية لن يتحقق في ضوء التحالفات السياسية القوية لخصومه السياسيين المسيحيين مع تيار المستقبل، بل انه يتخذ من شعار تقسيم العاصمة تارة والدعوة لاعتماد النسبية التي لن تبدل النتائج التي يروج اليها تارة اخرى، ذريعة لتأجيل الانتخابات البلدية الى اجل غير مسمى، لان مبعث قلقه الحقيقي يكمن في عدم قدرة حلفائه التقليدين في دعمه بالاصوات الناخبة المطلوبة لتوفير حظوظ النجاح لمرشحيه، كون الدوائر الانتخابية البلدية تختلف عن دوائر الانتخابات النيابية·

 

ثكنة" جلّ البحر

ميرفت سيوفي/الشرق

المطلوب بسيط وواضح، إعادة الشاطئ في منطقة جلّ البحر إلى ما كان عليه قبل أن يرسل وزير الأشغال جرافاته لتحفر الشاطئ البيروتي، وتشوّه المتنفّس الوحيد للمدينة، التي "ركب" الكلّ على ظهرها باعتبارها "العاصمة" ولم يتركوا لأبنائها شبراً يتريضون فيه أو ليصطحبوا أبناءهم ليتنزهوا فيه، رغم أنها على ما يبدو "العاصمة - السائبة"!! والمطلوب أيضاً بسيط، موقف واضح من المسؤولين عمّا يحدث، ففي أي دولة لا يتجرّأ وزير على إصدار بيان ليقول فيه "أن هناك اتفاق بينه وبين رئيس مجلس الوزراء"، على اعتبار أن القرارات تأخذ في مجلس الوزراء ولا تتمّ عبر اتفاقات جانبية لا يعرف المواطن - البيروتي تحديداً - عنها شيئاً، وذكرها في بيان صادر عن وزير يثير الشبهات!!

 ومن غير المقبول، أن يظنّ فريق لبناني أنّه باستطاعته أن يكون "حمامة" في مجاورة الضاحية مثلاً، وأن "يُوطّي" حائطه وكلامه ونبرته خوفاً حتى الانحناء، ثم أن يقتحم الفريق عينه قلب بيروت ومتنفسّها البحري الذي لا متنفّس لها سواه، على اعتبار أنه صاحب الوكالة الحصريّة لوزارة الأشغال العامة!! الآن بات واضحاً لماذا تمسّك هذا الفريق بيديه وأسنانه بهذه الوزارة؟ "تاري" الحكاية فيها مرفأ يشوّه قلب بيروت، كأنّ هذه المدينة لم تشبع منهم ومن "خوازيقهم" النضالية، وآخرها كان في 7 أيار؟!

 يحتاج أهل بيروت إلى تفسير واضح، لطبيعة هذا الاتفاق الذي "نخر" رأسنا به "احتراماً" بالأمس وزير الأشغال، وهو يتسامى خالطاً شعبان برمضان، زاجّاً  بالطائرة الأثيوبية المنكوبة، والحزن على الضحايا، والاتفاق مع رئيس مجلس الوزراء، الذي نسمع به للمرة الأولى، ثمّ نفاجأ بشباب الحزب الاشتراكي يتهجمون على نائب من بيروت يحاول فضّ اشكال!!

 لا تتوقف الحياة في أي دولة من دول العالم إذا ما أصيبت بكارثة سقوط طائرة حزناً ليستخدمه الوزراء للهروب إلى الأمام من مسؤولياتهم، فلا يلغي متابعة وزير الأشغال لأعمال البحث عن حطام الطائرة المنكوبة ولا أعمال الغطس لانتشال جثث الضحايا، دوره في ما يحدث في جلّ البحر، عملياً، لا متنفّس لبيروت سوى هذا الشاطئ، وهي مفاجأة صادمة لأهل بيروت أن "ينخروا" صخور شاطئها لإقامة مرفأ سمك، يبعد أمتاراً قليلة عن مرفأ عين المريسة، وأمتاراً قليلة عن مرفأ الأوزاعي، كأنها عملية "قلع" لعين بيروت على البحر، مع كلّ ما يحمله معه هذا المرفأ من روائح السمك وزفارة وزنخة وقرف... ويبدو هذا أمراً مدبّراً ومتعمداً على شاطئ بحري أكثر من خمس نجوم بمبانيه. شاطئه هو ملتقى لكل الطبقات الاجتماعية ليلاً ونهاراً، فلماذا يستهدف غازي العريضي النائب عن بيروت، شاطئ المدينة التي حملته إلى النيابة، والتي نظنها تعلّمت من خطئها، الذي توجّست منه خيفة منذ حملته على رئيس الوزراء السابق فؤاد السنيورة، بعد فشل تمرير صفقة الباصات الشهيرة!!

لم تعد بيروت، تلك المدينة الموزّعة مناطقها حصصاً على الميليشيات في زمن الحرب، ومنذ 14 شباط العام  2005 لم يعد أهلها يخافون أحداً، ولم يعودوا يتحدّثون في سرّهم، ثمة حالة سخط كبير ممّا يفعل على شاطئ بيروت، فهم يشاهدون متنفسّهم الوحيد يسلب منهم، فيما نوابهم في حالة صمت، فلماذا هذا الصمت المريب، وهذا الاحتجاج الخجل؟ ثمّ ما هو هذا الاتفاق الذي يخصّ قلب العاصمة ولا يعرف أهل المدينة عنه شيئاً؟ هل هو صفقة أو ترضية سياسية؟! وهل يحتاج من وراء وزير الأشغال إلى مورد دخل جديد ليزيد مكاسبه الشخصية؟

 لايزال أهل بيروت يذكرون من غير اليوم - ما كان يُسمّى - "ثكنة" جلّ البحر، اليوم لا بيروت مشاع لتقسيمها جوائز ترضية، ولم تعد جل البحر ثكنة للحزب الاشتراكي، فما حاجته إلى مرفأ عند منتصف الشاطئ البيروتي، ولو خرج فجأة هذا المشروع تحت عنوان "مرفأ للصيادين"، على اعتبار أن خصوصية الطائفة تحتاج إلى مرفأ!!

 على أبواب الذكرى الخامسة لاغتيال الشهيد الرئيس رفيق الحريري، يتحسّر أهل بيروت على غيابه، لو كان هنا لما تجرّأ احد على نبش قلب بحرها بالجرافات، لتحويل واجهتها البحرية التي تحدّث عن أهميتها وضرورة الاهتمام بها وتأهيلها الراحل كثيراً، والتي "طقّ" قلبنا حتى أنجزت تجميلها بلديّة بيروت، لو كان هنا لما تجرّأ على قلب بيروت وشاطئها من حملهم أهل بيروت إلى النيابة، ولكن، كلّ آتٍ قريب، فلا النيابة تدوم ولا الوزارة تدوم، ولا من يلمس أهل بيروت قلّة وفائه لها يكررون خطأهم ويحملونه مجدداً إلى المجلس النيابي، وكلّ آتٍ لناظره قريب!!

 

انصار القذافي في لبنان طالبوا الحكومة بالمشاركة في القمة العربية المقبلة في ليبيا

وطنية - عقد المجلس السياسي لأنصار القذافي في لبنان اجتماعه الدوري في مقره في بيروت، اصدر على اثر بيانا، اكد فيه "إن ليبيا الثورة وليبيا عمر المختار لا تحتاج ولن تحتاج أبدا الى براءة ذمة من أحد، لاسيما لما قدمته من حضن دافىء لفصائل منظمة التحرير الفلسطينية ومن دعم للقوى الوطنية على الساحة اللبنانية ومساهمتها الأساس في انطلاقة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية". وتابع المجلس في بيانه، "اما مواقف ليبيا حيال دعم وتسليح دول الطوق ضد العدو الإسرائيلي الغاصب مشهود لها، لذلك نطلب من إخواننا في الوطن أن نفتش و نعمل جميعا على النقاط الجامعة، وخصوصا في هذا الوقت بالذات، ونتنبه أكثر للخطر المحدق والآتي على لبناننا من قبل العدو الإسرائيلي عدو الشعب والدين، وندعو الحكومتين الليبية واللبنانية بالعمل على إعادة العلاقات الطبيعية بين البلدين للمحافظة على مصالح الشعبين الشقيقين". وختم المجتمعون، مطالبين الحكومة اللبنانية ب"المشاركة في القمة العربية المقبلة التي ستعقد في الجماهيرية الليبية، خصوصا وان لبنان من الدول المؤسسة للجامعة العربية وهو في حاجة لمساعدة كل القوى العربية الشقيقة، للصمود في وجه اعتى قوة عسكرية في المنطقة".

 

النائب قبيسي جدد رفض حركة "أمل" مشاركة لبنان في القمة العربية بليبيا: نقول للاسرائيليين انتم عاجزون عن اجتياز الشريط الشائك بين لبنان وفلسطين المحتلة

وطنية - أحيت حركة "أمل" اقليم الجنوب - المنطقة السادسة ذكرى اربعينية الامام الحسين باحتفال حاشد اقيم في بلدة قعقعية الصنوبر، تخللته مسيرة كشفية جابت شوارع البلدة وصولا الى النادي الحسيني وشارك فيها فرق رمزية من كشافة "الرسالة الاسلامية" وعناصر الدفاع المدني وحملة الاعلام اللبنانية وأعلام حركة "أمل" والرايات الحسينية، في حضور عضو كتلة "التنمية والتحرير" النيابية النائب هاني قبيسي، وفد قيادة اقليم الجنوب في الحركة وقيادة كشافة "الرسالة الاسلامية" وحشود شعبية من قرى منطقة الزهراني.

واستهل عضو كتلة "التنمية والتحرير"النيابية النائب هاني قبيسي كلامه عن انطلاقة الحركة التي أطلقها سماحة الامام السيد موسى الصدر في أجواء ذكرى أربعين الامام الحسين في العام 1975، لافتا الى ان ذكرى السادس من شباط لهذا العام تصادف ايضا مع ذكرى اربعينية الامام الحسين، ومذكرا بان انتفاضة السادس من شباط التي أطلقها وقادها الرئيس نبيه بري نقلت بنتائجها لبنان من العصر الاسرائيلي الى العصر الوطني والعربي.

وتطرق النائب قبيسي الى التهديدات الاسرائيلية ضد لبنان قائلا:" نقول للاسرائيليين الذين يغتصبون فلسطين والذين استطاعوا الوصول الى بيروت في غضون ثلاثة ايام عام 1982. انكم اليوم عاجزون عن اجتياز الشريط الشائك الفاصل بين لبنان وفلسطين المحتلة وذلك بفضل سواعد المقاومين وبفضل ثقافة الامام السيد موسى الصدر"، مشيرا الى "ان هذه التهديدات تؤكد على ان كل الشعارات التي تطلقها اسرائيل حول السلام هي شعارات فارغة واسرائيل لا تريد الا استسلام العرب".

وقال:" ان هذه التهديدات لا تخيفنا ولا تردعنا عن التمسك بحقنا وأرضنا ومقاومتنا". وعن مشاركة لبنان في القمة العربية المزمع عقدها في ليبيا، جدد قبيسي رفض حركة "أمل" لمشاركة لبنان في هذه القمة قائلا:" في الوقت الذي نتحدث فيه عن الامام السيد موسى الصدر نحن امام محطة سياسية أساسية وهي قمة عربية تعقد في ليبيا، ليبيا التي أخفت الامام الصدر ورفيقيه قبل ثلاثة عقود، والآن يدعو القذافي العرب الى عقد قمة في ليبيا وهو الذي لم يقدم شيئا للقضية العربية، موقفنا في هذا المجال لا نحيد عنه ابدا. وهنا نذكر رئيس الجمهورية حامي الدستور ورئيس مجلس النواب راعي الدستور ورئيس مجلس الوزراء وكل أركان الدولة ان معمر القذافي مطلوب للقضاء اللبناني بموجب مذكرة توقيف صادرة عن القضاء اللبناني فكيف يعقل ان يكون هنالك وفد رسمي الى قمة يرأسها رجل مطلوب للعدالة والقضاء اللبناني". واختتم الاحتفال بالسيرة الحسينية العطرة.

 

الأمين العام للخارجية يعتكف بعد تهجّم جمعة عليه أمام الشامي 

النهار علمت "النهار" ان الامين العام لوزارة الخارجية بالوكالة السفير وليم حبيب بدأ امس اعتكافه احتجاجاً على تهجّم مدير المغتربين في الوزارة هيثم جمعة عليه لتدخله في مسائل ليست من اختصاصه، وذلك خلال اجتماع عقد السبت الماضي في مكتب وزير الخارجية والمغتربين علي الشامي وبرئاسته، وكان مخصصاً لدرس الترفيعات من رتبة سكرتير سفارة الى مستشار في مرحلة اولى ومن مستشار الى سفير في مرحلة ثانية. وبهذا الاعتكاف، حصل خلل فعلي في التوازن الطائفي في عمل الوزارة للمرة الأولى في تاريخها.

ولم يعد هناك من مركز رئيسي للطائفة المارونية في الادارة المركزية بعدما كان إما في الامانة العامة للوزارة واما في مديرية الشؤون السياسية. ويشار الى ان الطائفة الارثوذكسية ممثلة بمدير الشؤون المالية والادارية السفير ميشال بيطار، والاقليات بمدير المراسم السفير جورج سيام. كيف بدأ الخلاف الحاد؟ لدى طرح الشامي لوائح اسمية للتصنيف والترفيع في السلك من رتبة سكرتير الى مستشار، اقترح الشامي تصنيف 20 ديبلوماسياً برتبة سكرتير، فاعترض حبيب لأن هؤلاء لم يخضعوا لمباراة ينظمها مجلس الخدمة المدنية، وهناك ديبلوماسيون من جميع الطوائف لهم الحق في التصنيف قبل ديبلوماسيي وزارة المغتربين، اذ انهم كانوا فيها قبل دمجها بوزارة الخارجية ولا يمكن ترفيعهم قبل اولئك الذين اجتازوا مباراة، وهم منذ سنوات ينتظرون دورهم. عندئد ارتأى الشامي ان يستدعي جمعة الذي حضر الاجتماع وهو ليس عضواً في اللجنة الادارية للوزارة، ويكون الوزير بذلك ارتكب خطأ. وانبرى جمعه يدافع عن حق العشرين،  فعارضه حبيب للاسباب التي ذكرت، فعلا صوت مدير المغتربين حتى اخترق ابواب مكتب الوزير، عندئذ ردّ عليه حبيب: "كيف تتحدث بهذه اللهجة وأنا الأمين العام للوزارة بالوكالة؟"، فاستمر جمعة برفع صوته دون ان يتدخل الشامي ليضع حداً للأمر. عندئذ انسحب حبيب احتجاجاً وقرر الاعتكاف. وأحدثت هذه المواجهة بين حبيب وجمعة في مكتب الشامي استياء كبيراً لدى الديبلوماسيين على كل المستويات والانتماءات، لأن ذلك سيوقف البحث في التشكيلات المطلوبة، وسيستمر الشغور من السكرتير في السفارة الى السفير، علماً ان ثمة 16 مركز سفير شاغراً لبلوغهم السن القانونية، وهناك 6 سفراء سيحالون هذه السنة على التقاعد. وتجدر الاشارة الى ان التشكيلات ملحوظة في البيان الوزاري، وبعد مرور أكثر من شهرين وصل التداول الى الطريق المسدود.

 

السفير» تحاور جنبلاط: على الطريق إلى دمشق

«لم أطالب بغزو سوريا ... وأتمنى أن يمحو توضيحي الإساءة إلى الشعب السوري» «يجب استثمار زيارة الحريري ببناء علاقة ثقة وإعادة الجمهور إلى العروبة وفلسطين»

السفير 09/02/10

أجرت « السفير» حواراً شاملاً مع رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط وصفه بأنه «حوار للتاريخ»، وهو في طريقه الى دمشق، حيث قطع كل الطريق إليها ولم يبق إلا الجانب التقني، المتصل بكيفية توجيه الدعوة إليه وإبلاغه بموعد الزيارة.

ضبط جنبلاط حواره على إيقاع نقدي، لم يستثن نفسه منه ولا بعض حلفائه في 14 آذار، كما كل الطبقة السياسية التي استفادت من مرحلة «الوصاية السورية»، قائلاً «نعم لقد أدخلنا السوري في الأزقة اللبنانية وهو دخل معنا في مرحلة معينة في الأزقة والمصالح».

مر الحوار مع وليد جنبلاط على أبرز وقائع السنوات الأخيرة، وخاصة لحظة صدور القرار 1559، ومن ثم اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، واستعرض تلك المرحلة بكلّ ما اعتراها، بما لها وما عليها.

أراد جنبلاط الحوار تأسيسياً لفتح نافذة على المستقبل، على قاعدة الاستفادة من المرحلة السابقة، بحسناتها وأخطائها وصولاً إلى تبديد رواسبها وتوضيح الالتباسات التي علقت في الذاكرة.

ومن هنا، وعبر «السفير» تحديداً، مدّ وليد جنبلاط يده الى سوريا، وخاطبها قيادة وشعباً بالماضي المشترك كما بالمستقبل، وقال: نحن معكم فوق كل الاعتبارات السابقة.

ما أراد جنبلاط توضيحه للشعب السوري هو حقيقة ما دار بينه وبين الصحافي الأميركي في «الواشنطن بوست» ديفيد أغناثيوس في مطلع كانون الثاني 2006، فقال إنه لم يطالب أبداً بغزو سوريا من قبل الجيش الأميركي، «فمن غير المنطقي أن أطالب بغزو سوريا، فهذا ضرب من الجنون».

اضاف: «ربما أكون قد اعتقدت بأن يُصار إلى تحسين شروط بعض المعارضة في سوريا، وربما كان لدينا وهم، لكنني لم أطلب أبداً غزو سوريا، واذا كان كلامي آنذاك قد فهم من قبل القيادة السورية ومن قبل الشعب السوري بأنني طالبت بغزو سوريا، فأتمنى ان يكون كلامي التوضيحي اليوم، محواً لتلك الإساءة تجاه الشعب السوري وتجاه القيادة السورية».

ورفض جنبلاط التحريض المستمرّ ضد دمشق من قبل بعض فرقاء «14 آذار»، وقال: «لا أرى موجباً لذلك، خصوصاً أن التسوية التاريخية بدأت فعلاً مع زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري الى دمشق». وأعرب عن اعتقاده في ان خلف التحريض محاولة لشطب او لتناسي أن الحريري زار دمشق.

ورأى جنبلاط ضرورة كبرى في ان تتم ترجمة تلك التسوية لاحقاً بعلاقات أمنية، تحفظ الامن اللبناني من أي اختراق اسرائيلي او غير اسرائيلي موجه ضد سوريا، وبعلاقات سياسية، نعيد من خلالها التذكير بالعدو الإسرائيلي وبالصديق العربي وبالعمق العربي، فحتى الآن، مع الاسف، هناك شرائح معينة من الشعب اللبناني إسلامية ومسيحية لا ترى هذا الأمر.

وردا على سؤال، قال جنبلاط انه بعد انسحاب الجيش السوري لم يتوقف مسلسل الاغتيالات ونحن كنا نوجه الاتهام السياسي الى النظام السوري، ولكن ربما كان هناك من يريد صبّ الزيت على النار من خلال الدخول على خط الاغتيالات، لان الارض مخترقة.

ورأى جنبلاط ان مشكلة لبنان هي في الانعزال وفي الرجعية الاسلامية، واعتبر ان الوضع الداخلي ما يزال هشاً وان البلد ما يزال عرضة لأية حادثة، كما حصل مع الشيخ الذي خطف نفسه في بلدة مجدل عنجر، وكاد أن يفجر حرباً أهلية.

وحذر من ان لبنان والمنطقة ما يزالان يرزحان تحت خطر التفتيت الاميركي الاسرائيلي.

ودعا جنبلاط الى الخروج من الحلقة المفرغة داخلياً، وقال «دعونا نضع قانوناً انتخابياً يعطي المتنفس للقوى والنخب السياسية الجديدة التي ربما تنتج تغييراً ما في يوم ما». وسأل «هل هناك حل بديل؟ من داخل التركيبة الطائفية لا يمكنك أن تفعل شيئاً. القوى الطائفية تعطّل بعضها البعض».

ورداً على سؤال حول تعطيل أعمال الحكومة، قال جنبلاط «هناك جدول أعمال ولا بد أن تكون الأولوية للشأن الحياتي مثل الكهرباء والمياه وبناء السدود ومحاولة منع المزيد من تشويه العاصمة بيروت، إذا استطعنا، ثم المواضيع الكبرى. وقد اتفقنا أن تبقى على طاولة الحوار ولا أدري إذا كانت طاولة الحوار ستعود أم لا تعود. لكن لا بدّ من عودتها».

وقال جنبلاط: «الكلّ يريد ضرب المقاومة في لبنان ومن يدعمها من ايران الى سوريا، وأنا لا أرى في الأفق الا التضامن مع المقاومة في لبنان ومع سوريا، لأن الجنون الإسرائيلي قد يعيد المغامرة في أية لحظة ويقوم بتمرين عسكري أكبر في لبنان، ولذلك اقول نحن مع القيادة السورية فوق الاعتبارات السابقة في مواجهة العدو الإسرائيلي».

وتمنى جنبلاط لو أن إحياء ذكرى الرئيس الشهيد رفيق الحريري في 14 شباط تم في اطار جامع يضم كل الفرقاء اللبنانيين بلا استثناء، مؤكداً أنه سيشارك في الذكرى، وأنه سيحدّد شكل مشاركته وكيفيتها في الوقت المناسب، «لكن هناك مع الأسف من يحاول ان يعزلنا عن الذكرى وبناء جو عدائي ضدنا ومن دون أي مبرر».

وأكد جنبلاط أنه سيلتقي الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله قريباً.

 

جعجع: من ذهب لبراد يخجل بعلاقاته السياسية ويريد غطاء مارونيا ما لتحالفه 

٨ شباط ٢٠١٠/اكّد رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع ان الموارنة في لبنان لا يحتاجون أي حماية من أحد وهم موجودون في لبنان منذ 1400 عاما، متأسفا ان زيارة براد هي زيارة سياسية والكنيسة المارونية في لبنان هي التي تحيي ذكرى مار مارون.

وشدد جعجع في حديث لـ"اخبار المستقبل" على ان هناك ذكرى واحدة لمار مارون، ولكن من جهة هناك مشهد البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير وحوله اللبنانيون يحتفلون بالعيد بينما هناك بعض الزعماء واركان السوريين واستخباراتهم يعيّدون في براد في سوريا. واذ اعتبر ان الذكرى الفعلية هي التي سيقيمها رأس الكنيسة الماروني شئنا ام ابينا، اوضح ان ما سيجري في مار جرجس لن يكون سياسيا بل انه الامر الذي من الطبيعي ان يحدث.

جعجع، لفت الى ان من ذهب الى براد في سوريا لم يذهب لإحياء ذكرى مار مارون بل للإستفادة من مار مارون لأن له علاقة سياسية يخجل بها وهو يريد غطاء مارونياً ما لتحالفهم السياسي. واذ اعلن ان التنافس السياسي موجود بين كل المجموعات على الأرض اللبنانية، اشار الى ان بعض المجموعات تلجأ الى القوى الخارجية لتوسيع مجال وجودهم. واضاف "لدينا رؤية معينة للبنان علينا أن نقنع القيادة السورية بها رويداً رويداً وأنا مع كل تواصل سياسي ولكن من دون تغيير القناعات والثوابت".

واشار جعجع ردا على سؤال الى انه ليس لوحده مستهدفا، متابعا "لست مؤمنا انني خارج السرب لأن اكثر من نصف الشعب اللبناني لا يريد السير به وقد ظهر هذا الامر في الانتخابات النيابية في الديمقراطية اللبنانية وهذا هو السرب الحقيقي". وشرح ان بعض قيادات 14 آذار مضطرة ان يمتلكوا ادبيات معينة نظرا لمواقعهم ولكنه ليس مضطرا لذلك.

اما في ذكرى 14 شباط، اكد جعجع ان 14 شباط هي اللحظة التأسيسية لـ14 آذار، مؤكدا الحاجة لجهد أكبر للحشد في 14 شباط وخصوصاً بعد خروج النائب وليد جنبلاط جنبلاط من هذا الفريق والوضع السياسي الحالي. ودعا جعجع اللبنانيين للنزول جميعاً الى الساحة في 14 شباط لنفس الأهداف والحلم التي شاركنا لاجلها في 14 آذار 2005، مذكرا ان "المقاومة السلمية والبريئة التي نقوم بها هي التي تجعلنا نتقدم بخطوات بطيئة نحو أهدافنا".

واعتبر ان العبور الى الدولة في لبنان مسألة ليست سهلة ويجب العمل باستمرار للوصول الى الاهداف المرتجاة.

وردا على سؤال عن غاية المشاركة، سأل جعجع "هل الدولة قائمة كلياً في لبنان، فعلى المدى المنظور هناك خطر كبير على لبنان، فالحدود لم ترسم، والسلاح الفلسطيني خارج المخيمات ما زال موجوداً". واوضح "نحن متكلون على وعي جمهور 14 آذار بكل تنوعه وتمسكه بالقضية".

وشدد على ان رفيق الحريري لم يمت بحادث عادي بل اغتيل بناء على معطيات سياسية، مضيفا "نحن نتمنى أن تكون المناسبة جامعة، وإن كانوا فعلاً يريدون ذلك، فليتفضلوا وينزلوا معنا الى الساحة في 14 شباط".

ولفت رئيس الهيئة التنفيذية في القوات الى ان "ليس هناك تحد لسوريا وحزب الله من خلال الدعوة لإحياء ذكرى 14 شباط ولكن فيها تأكيد على ثوابتنا ومشروعنا السياسي الذي استشهد من أجله الرئيس الحريري". وكشف جعجع ان علاقته بالرئيس الشهيد رفيق الحريري بدأت منذ 1988 حيث امضيا عطلة نهاية اسبوع في اوروبا كما اعلن ان الحريري تناول الغداء في المجلس الحربي بعد انتخابات الكتائب عام 1992. وردا على سؤال عن علاقته بالرئيس سعد الحريري، قال جعجع ان علاقته بالحريري قريبة جدا، مؤكدا انه لم يجر الاختلاف على طريقة احياء ذكرى 14 شباط.

وعن العلاقات اللبنانية-السورية، اعلن جعجع انه يضم صوته لصوت البطريرك في قوله انه يؤيد العلاقات اللبنانية – السورية على أساس مصلحة البلدين وليس من أجل زيادة شعبية سياسي معين. واشار الى ان خطوة على طريق الاستقلال الناجز هي في اجماع جميع اللبنانيين على هذا الاستقلال، معربا عن اسفه أن شخصية كالرئيس نبيه بري ذهب الى سوريا في الأجواء الموجودة ليقول انه يشكر القيادة السورية على جهودها في لبنان.

واوضح جعجع "ليس هدفنا عزل سوريا وإنما استقلالنا وسيادتنا وكل البلدان الذين يفتحون علاقات مع سوريا هي على أساس سيادة واستقلال لبنان".

اما عن احتمالات المواجهة في المنطقة، اكد جعجع انه عندما يحصل أي شيء في لبنان، "فكل المناقشات ستتوقف وسنصبح جميعاً صفاً واحداً ولكن هل من الضروري أن ننتظر أن يُضرب لبنان".

ورأى ان التعقيدات الموجودة حاليا قد تؤدي الى مواجهة في السنتين المقبلتين وكان من الممكن أن يكون لبنان بمنأى عن هذه المواجهات لولا وجود حزب الله في وضعه الحالي كجزء من المنظومة الإيرانية. وسأل "هل يجوز أن يجر حزب الله لبنان الى حرب لا مصلحة له فيها ولا نفع؟".

وتابع جعجع قائلا ان المواجهة "الجهنمية" قادمة مع إيران، ولبنان بحد ذاته ليس هدفاً إنما حزب الله، مضيفا "سنكون جميعاً مع حزب الله لو كان التعدي على حزب الله فقط". وشدد على ان قرار الحرب والسلم يجب أن يكون في يد الحكومة لمصلحة حزب الله بالدرجة الأولى وأهالي الجنوب واللبنانيين عموماً والحكومة، متسائلا "لماذا لا يشكَّل مجلس وزراء مصغّر من رئيسي الجمهورية والحكومة وبعض الوزراء ليقرروا السلم والحرب؟ لكن هل يجوز أن يظل حزب الله هو من يقرر ويقول إلحقوا بنا وإلا فأنتم خونة؟ طبعًا هذا لا يجوز". ولفت الى انه قبل بناء الجسور يجب معرفة كيفية تجنب الحرب. وتمنى جعجع على رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة سعد الحريري أن ينكبا على موضوع سلاح حزب الله اذ ان "هناك مصير مجتمع بأكمله في أعناقنا".اما عن اداء الرئيس سليمان، اعتبر جعجع ان الاخير رئيس توافقي وبالتالي فانه لا يجب ان يكون اقرب الى اي فريق من فريق آخر لكنه في الفترة الاخيرة يتبنى طروحات اقرب الى فريق 8 آذار. واشار الى انه يتبنى وجهة نظر فريق على حساب فريق آخر وعليه ان يتحمل مسؤولياته في هذا الاطار.

واعتبر ان الخطر الوحيد الداهم على المسيحيين هو الشك الذي يساورهم في بعض الأوقات، مشيرا الى انه من الكافي ان يكون لديهم إيمان بنفسهم لدرء الأخطار عنهم. ولفت الى ان وجود المسيحي في لبنان وتمسكه بالحرية يشكل قوته الفعلية. واوضح جعجع ان لا خلاف بينه وبين النائب ميشال عون، متسائلا "هل خلافي مع عون هو الذي أدى الى حرب تموز 2006 أو الى إقفال الوسط التجاري".

 

النائب جعجع: ردنا على المراهنين على انهاء حركة 14 آذار سيكون بالمشاركة الوطنية الواسعة في 14 شباط

وطنية - اعتبرت النائب ستريدا جعجع في بيان اليوم، "ان ذكرى 14 شباط هي مناسبة لتجديد الرهان ِعلى انتفاضة الاستقلال والتمسك بمبادئها ، والوفاءِ للشهداء اجمعين، من الرئيس رفيق الحريري الى جميع شهداء ثورة الارز"، داعيا الجميع "الى المشاركة الكثيفة في هذه الذكرى، خصوصا وان قيادات 14 آذار جددت التأكيد على الثوابت وعلى تماسكها وصمودها". كلام النائب جعجع جاء خلال تمثيلها رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع في العشاء الذي أقامته القوات اللبنانية في البقاع الغربي-راشيا لمناسبة عيد مار مارون في مطعم الأنتي روزا في ضبيه، وقد حضره النواب: جمال الجراح، انطوان سعد، الدكتور امين وهبة وزياد القادري وجوزف غانم ممثلا النائب روبير غانم ورؤساء البلديات والمخاتير وفاعليات وممثلي الاحزاب في البقاع وشخصيات اجتماعية واقتصادية واعلامية، بالاضافة الى حشد من مناصري القوات اللبنانية. وقالت النائب جعجع: "لقد راهن كثيرون وما زالوا على انهاء حركة 14 آذار، لكننا قلنا وسنقول لهم غدا "يخيطوا بغير هالمسلة"، فـ14 آذار مستمرة، وكلنا نريد معرفة الحقيقة في اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه، أما الأخطر فهو أنهم يريدون تنفيذ اغتيال من نوعٍ آخر، يريدون اغتيال الرئيس سعد الحريري سياسيا واثارة العقبات لافشالهِ كرئيسٍ للحكومة ، لكن رهانهم سيسقط لأننا لن نسمح لهم بتحقيقه" . واضافت: "أما ردُنا المباشر ، فسيكون في المشاركة الوطنية الواسعة في 14 شباط ، مشاركة تعبر عن الشراكة الاسلامية المسيحية الحقة التي أخرجت الدبابة السورية من لبنان ، كما تعبر عن التمسك بمضمون 14 آذار السياسي وبعدها الوطني".

 

التنافس على خط دمشق يوحي بعـودتها مرجعية تعميم انطباع داخلي أكثر منه خارجياً يرتّب محاذير

روزانا بومنصف /النهار

تشكل الحركة السياسية والديبلوماسية في اتجاه لبنان ومنه الى الخارج عبر زيارات كل من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس الحكومة سعد الحريري للدول المؤثرة وبعضها الجديد سيحصل قريبا هذا الشهر، متنفسا حقيقيا وفق ما يأمل البعض في وجه ما تحاول جهات الايحاء به من اعادة لبنان الى الفلك السوري عبر زيارات المسؤولين دمشق ومحاولة اعادة العلاقات بين البلدين الى مسلكها القديم. ويعتقد بعض المهتمين ان ابقاء لبنان على توازن معقول في العلاقات من شأنه ان يحفظ له توازنه نسبيا على الصعيد السياسي في الداخل والخارج وفي علاقاته الدولية باعتبار ان تراجعه في اولويات الدول الصديقة لا يعني بالنسبة اليها عودته الى رمي نفسه في احضان سوريا او دفعه الى ذلك بذريعة مماثلة في حين ان هناك خشية من استيعاب سوري مجددا للوضع اللبناني في ظل عاملين:

الاول التنافس الذي يقوم به مسؤولون او زعماء تيارات واحزاب على خط دمشق في محاولة لاظهار خصوصية في العلاقة تتقدم على محاولة رأب الصدع في العلاقات التي يتولاها جانب آخر. وهذا التنافس يسري الكلام عليه في المجالس الخاصة في معرض انتقاده باعتبار ان تواتر نسبة الاتصالات بين المسؤولين السوريين والرئيس السوري باتت تثير مخاوف مراقبين ديبلوماسيين كثر اذ لن يكون ممكنا الضغط على سوريا او مطالبتها بالحد الادنى الممكن مما هو مطلوب منها دوليا بالنسبة الى لبنان في ظل علاقات مماثلة. وهذا التنافس من شأنه ان يعيد الى سوريا مرجعيتها في شكل او في آخر لحل الاشكالات التي تقوم بين مختلف الافرقاء على الاقل في ظل اللجوء المنهجي اليها في معرض التنافس او التسابق الحاصل او خوفا على موقع او علاقة وخصوصا ان بعض ما تشهده الصورة السياسية هو مواقف لأفرقاء سياسيين ينتقدون الحكومة في حين انهم جزء فاعل فيها ومن اصحاب العرقلة الاساسية لقراراتها. وتتناول التحفظات السياسية والديبلوماسية في شكل اساسي مواقع مرجعيات كما اطراف مسيحيين باتت سوريا محجة لهم اكثر من اي فريق آخر من الطوائف الاخرى اقله علنا ولو بذرائع مختلفة.

فهذا التنافس ينظر اليه بريبة كبيرة ولو ان هناك اقتناعا بان علاقات جيدة بين البلدين امر يصب في مصلحة لبنان. لكن الانطباعات التي يخلفها ذلك على مستويات عدة ديبلوماسية وسياسية وحتى شعبية امر سلبي وله تداعيات خطرة الى حد كبير من حيث الايحاء ان لبنان يعود الى الوراء بدلا من ان يتقدم على صعيد تصحيح العلاقات على نحو نهائي ما دامت الفرصة متاحة له ولا تزال تحظى مطالبه بصدى معين اقله في ظل قرار دولي هو القرار 1701. اضف الى ذلك تسعير هذا التنافس على خلفية اشاعة عدم رضى دمشق على هذا المسؤول او ذاك في ظل الخوف من ان تأتي علاقة مرجع ما او مسؤول على حساب مرجع آخر او علاقة طائفة ما على حساب طائفة اخرى علما ان دمشق اتقنت ممارسة هذه اللعبة في لبنان ولا تزال تمارسها من خلال الاستقبالات التي تنظمها للسياسيين اللبنانيين تباعا والتي تهدف في خلاصتها الى اعادة امساكها بالوضع اللبناني وتنصيب نفسها مرجعية له.

وبمقدار ما استفز كلام الرئيس السوري الى احد الصحافيين الاميركيين حول النظام اللبناني اللبنانيين فان الامر يتعلق في العمق بما ساهمت سوريا نفسها في ارسائه في اتفاق الطائف وضياع المرجعيات تكريسا لنفسها كمرجعية لهذا وهنا في البلد حين كرست وضع يدها عليه في ذلك وجعلت نفسها وصياً ولاحقا من خلال تدخلها من اجل حكومة وفاق هي وصفة لتعطيل النظام بدلا من تسهيله وفق كل المؤشرات.

العامل الآخر يتصل بتعميم الانطباعات بان الامر عاد ليستتب للعاصمة السورية في لبنان نفوذا قويا وامتدادا عبر العلاقات مع المسؤولين ورؤساء احزاب وتيارات في ظل الصيغة الحكومية التي رست عليها التسوية في هذا الشأن. وهذا الانطباع محلي اكثر منه ديبلوماسيا باعتبار ان ديبلوماسيين غربيين كثرا يرون دائما ان اللبنانيين يعطون سوريا دورا اكبر في حياتهم ويومياتهم مما يمكن ان يكون لها او تستطيع التأثير عليه اقله وفق رؤية الخارج. هذا لا ينفي ان اعادة انفتاح الخارج على سوريا لاسباب واعتبارات مختلفة ساهمت في التأثير على الوضع اللبناني لهذه الجهة من حيث حاجة لبنان الى عدم ترك علاقته بسوريا عرضة للاهتزاز، لكن الامر يتعلق بقدرة اللبنانيين على "دوزنة" علاقاتهم بدمشق وفق القواعد الجديدة التي ارسيت وليس نسف هذه القواعد وفق ما يظهر حتى الان من مثل عدم اعتماد اي مسؤول السفارة السورية مرجعا له تحضيرا لزيارته لدمشق اللهم باستثناء عقد الرئيس سعد الحريري مؤتمرا صحافيا في مقر السفارة اللبنانية في دمشق حين زار الرئيس السوري اخيرا. 

 

الأسد والنظام اللبناني

 زياد ماجد/لبنان الآن

يصعب فهم الجوانب الدستورية أو المؤسساتية أو حتى التطبيقية للنظام السياسي اللبناني التي يرى الرئيس السوري ضرورة تغييرها تجنّباً لاندلاع حرب أهلية في لبنان لا تحتاج نيرانها لأكثر من أيام لتشتعل، على ما قال في مقابلته مع سيمور هيرش في مجلة نيويوركر.  فإن كان الضروري تغييره بنظر الرئيس الأسد هو كل ما يتّصل بالديمقراطية التوافقية التي يقوم على أساسها نظام الحكم في لبنان، فالمسألة تحتاج لنقاش مستفيض حول البدائل المتاحة وحول تجارب المحيط العربي مع هذه البدائل ومؤدّياتها. وإن كان المقصود هو السمة الطائفية للنظام وتجلّياتها الثقافية والمسلكية، فالأمر يحتاج أيضاً لبحث عن سبل التعاقد الوطني وشروطه وعمّا إذا كان إشهار الطائفية من خلال توزيع المناصب أسوأ أم ممارستها من خلال الاستئثار بالحكم وتغليف هذا الاستئثار بشعارات العلمنة والمواطنة.

وإن كان المطلوب إعادة النظر فيه هو الطابع المدني للسلطة السياسية في لبنان، فمن المفيد التقصّي عن الخيارات الأخرى المطروحة، العسكريتارية أو الثيوقراطية أو العائلية، التي يمكن تقييمها إذ هي موجودة منذ عقود على امتداد خريطة المنطقة. أما إن كان تغيير القوانين التي تتيح الحريات والتعدّد والتنوّع هو المعنيّ بالقول الرئاسي السوري، فربما المقارنة مع نظم الطوارئ والمحاكم العسكرية تفيد للإضاءة على التبعات السياسية والاقتصادية والثقافية (والصحافية) للنموذجين، وأيّهما واجبٌ تغييره.

والحقيقة، بمعزل عمّا قاله الرئيس الأسد وما أدلى به بعض من تجرّأ من سياسيين لبنانيين على الردّ، هي أن النظام اللبناني هو فعلاً نظام مأزوم ويصعب استمرار الرهان على قدرته على إدارة الأوضاع في ظلّ التبدّلات الدائمة في موازين القوى الديموغرافية والسياسية والاستراتيجية للجماعات الطائفية، وفي ظل إصرار كل جماعة معنية بالتبدّل على ترجمة المتغيّرات داخل النظام والحصص في مؤسساته. كما أنه عاجز عن التطوّر حالياً في ظل قدرة أحد الأطراف على تهميش أكثر آلياته والعمل على فرض توجّهات وتدابير على اللبنانيين جميعاً، لامتلاك هذا الطرف الأسلحة وقرارات الحرب والسلم المتأتية منها. لكن تشخيص المواجع في النظام والبحث في سبل إصلاحه التي لا تسبّب أزمات جديدة شيء، والحديث عن التغيير والانقلاب على القائم شيء آخر. فقد علّمتنا التجارب حتى الآن أن لا بدائل جذرية تبدو ممكنة في ظل هشاشة الإجماعات الوطنية بين اللبنانيين، وفي ظل التداخل بين الوضع اللبناني الداخلي وبين أوضاع المحيط الإقليمي وسعي أطراف هذا المحيط الى اعتماد لبنان ساحة رسائل أمنية وسياسية...

على أن باب القصيد في قول الرئيس الأسد قد يكون أكثر بساطة ومباشرة من كل ما ذُكر: جعل اللبنانيين يعيشون ما يعيشه السوريون منذ أوائل الستينات.

ذلك أنه بعد الفشل في سياسة الضمّ والابتلاع ثم العودة المظفّرة من خلال الانتخابات النيابية، صار المطلوب اليوم إرسال إشارات تتذرّع بالحرص على العلاقات المتجدّدة بين البلدين بعد "حفلة المصالحات" لتوجيه النقد للنظام اللبناني (صحيفة "تشرين" من فترة، والتصريح الرئاسي بالأمس) والمطالبة بتغييره ليس لما فيه من مساوئ، بل تحديداً لما فيه من حسنات، والحرية أوّلها، فيصبح حينها أكثر شبهاً بنظام البعث، وتكتمل إذ ذاك الأخوّة بين البلدين.  واكتمالها بهذا المعنى يعني أن تستكين السياسة في لبنان لصالح "الأمن" وأجهزته، وتتلاشى منابر التعبير المستقلّ، وتتنهي احتمالات انتقال "إرهاصات" التحرّر بالعدوى، في زمن الفضائيات والإنترنت والفايسبوك والتجارة والعمّال الوافدين وغيرها مما تتطلّب مراقبته وقمعه جهوداً يحبّذ الإستبداد توفيرها لأمور أخرى ولأوقات أكثر شدّة...  أما إن تعذّر ذلك، فلا بأس حينها بالقول إن الحرب يمكن أن تندلع (بسبب الحرّيات) بأي لحظة، ليحلو الحديث من بعد في الاستقرار والتباهي بشروطه...