المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الإثنين 12 /04/10

من انجيل يوحنا 20/19-30

وفي مساء ذلك الأحد، كان التلاميذ مجتمعين والأبواب مقفلة خوفا من اليهود. فجاء يسوع ووقف بينهم وقال: سلام عليكم. وأراهم يديه وجنبه، ففرح التلاميذ عندما شاهدوا الرب. فقال لهم يسوع ثانية: سلام عليكم! كما أرسلني الآب أرسلكم أنا. قال هذا ونفخ في وجوههم وقال لهم: خذوا الروح القدس. من غفرتم له خطاياه تغفر له، ومن منعتم عنه الغفران يمنع عنه..

وبَعْدَ ثَمَانِيَةِ أَيَّام، كَانَ تَلامِيذُ يَسُوعَ ثَانِيَةً في البَيْت، وتُومَا مَعَهُم. جَاءَ يَسُوع، والأَبْوَابُ مُغْلَقَة، فَوَقَفَ في الوَسَطِ وقَال: «أَلسَّلامُ لَكُم!». ثُمَّ قَالَ لِتُومَا: «هَاتِ إِصْبَعَكَ إِلى هُنَا، وٱنْظُرْ يَدَيَّ. وهَاتِ يَدَكَ، وضَعْهَا في جَنْبِي. ولا تَكُنْ غَيْرَ مُؤْمِنٍ بَلْ كُنْ مُؤْمِنًا!».أَجَابَ تُومَا وقَالَ لَهُ: «رَبِّي وإِلهِي!». قَالَ لَهُ يَسُوع: «لأَنَّكَ رَأَيْتَنِي آمَنْت؟ طُوبَى لِمَنْ لَمْ يَرَوا وآمَنُوا!». وصَنَعَ يَسُوعُ أَمَامَ تَلامِيذِهِ آيَاتٍ أُخْرَى كَثِيرَةً لَمْ تُدَوَّنْ في هذَا الكِتَاب.وإِنَّمَا دُوِّنَتْ هذِهِ لِكَي تُؤْمِنُوا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ المَسِيحُ ٱبْنُ ٱلله، ولِكَي تَكُونَ لَكُم، إِذَا آمَنْتُم، الحَيَاةُ بِٱسْمِهِ

 

البطريرك صفير التقى وفدا من عيون ارغش: الدفاع عن ارضكم حق مشروع ونأمل بحل يرضي الجميع

فريد الخازن:اتمنى ان نقرب الانتخابات البلدية من الانماء ونبعدها عن السياسة

وطنية - بكركي - 11/4/2010 استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير وفدا من ال طوق من بلدة عيون ارغش والاهالي اطلعوه على حقيقية ما جرى في البلدة. والقى الخوري هاني طوق كلمة باسم الوفد اكد فيها "الالتزام بالجيش ومؤسسات الدولة والقوى الامنية". وقال:" لاننا طلاب سلام وعشاق حرية، جئنا اليك اليوم غبطة ابينا البطريرك مار نصر الله بطرس صفير، جئنا لنتبارك بمحبتك انت يا من تغني الكثيرين بصلابتك وحكمتك وقوة بصيرتك".

اضاف:" في الصعاب انت القائد الملهم، وفي الرحاب انت الاب الحنون، وفي الملمات انت الصخرة الصلبة وحجر الزاوية. جئناك اليوم كبارا وصغارا واطفالا وشيوخا لنضع بين يديك ما يختلج في صدرنا من خمسين سنة الى اليوم. قبل ان تكون الامة، كنا هناك، قبل ان يتحدد الوطن، كنا هناك، قبل كل الاحزاب والتيارات والانتماءات كنا في عيون ارغش، شعب عنيد، مؤمن تعلق بارضه حتى اخر قطرة دم، ارضنا بالعرق جبلناها، بالقهر والعذاب، بالصلاة والتسابيح، بالدم والشهادة، برائحة البخور والطلبات، ارضنا زرعت في عقولنا فكونتنا وكوناها، مساحة للحرية ولتجليات الاهنا، عند كل صباح، في كل ذبيحة مرفوعة على المذبح المقدس، عند كل مساء على كل صخرة وعين ماء، شاكرين الساكن في الاعالي، تواقين الى ملاقاته متسلقين جبال حبه الى فوق الى عرين السباع ومرتع النسور".

وتابع:" للخير نحن هنا، لم نعتد يوما، للمحبة نحن هنا للصداقة نحن هنا للعيش معا كعائلة واحدة تحت سقف هذا الوطن، لا نبغي الا الوفق والسلام، لا نصبو الا الى الخير والوئام، لا نسعى الا الى افضل العلاقات مع جيراننا واهلنا ومع كل العشائر والعائلات، ولكننا لم نرض ولن نرضى ان نؤخذ بالعنف ولا بالتجني ولا بتلفيق الاكاذيب من اي مصدر اتت، وتاريخنا شاهد على ذلك، التزامنا بالجيش ومؤسسات الدولة والقوى الامنية، ارتباطنا بهذا الكيان الغني التعددي، الرسالة في هذا الشرق لا رجوع عنه الى يوم القيامة".

غبطة أبينا البطريرك اولا: نحن قوم متمسك ومتشبث بارضه وبوجوده، متمسك بكامل حقوقه، رغبتنا جامحة ان نستمر متعايشين ومتوافقين بسلام واحترام متبادل مع جيراننا. ثانيا: لنا حق في الدفاع عن انفسنا في منطقة بعيدة كل البعد وقد اوكلنا نواطير وحراس لهذا الغرض، لا سيما في ظل عدم وجود نقاط ثابتة وقوية للقوى والامنية تتولى هذه المهمة. ثالثا: لنا ارض ملك لنا هجرناها منذ اربعين عاما ولم نبع مترا واحدا منها ورغبتنا ايضا هي الرجوع اليها كما في سابق الايام لنعيش مع جيراننا بوفق وسلام. رابعا: لنا الحق بالحفاظ على كياننا وعلى وجودنا وعلى استمراريتنا وعلى ايماننا دون التعدي على احد ودون الخوف من احد.

سيدي البطريرك هناك كنا وهناك نحن الان وهناك سنبقى".

رد البطريرك ورد البطريرك صفير بكلمة قال فيها:" اهلا وسهلا بكم، اننا عرفنا من الصحف والاذاعات ما يجري في عيون ارغش واسفنا له شديد الاسف، واننا نعرف انكم دافعتم في الماضي وتدافعون عن حقكم وعن اراضيكم وهذا شيء مشروع لكم، اننا نأسف ان تحصل مثل هذه الوقائع بين جيرانكم واهل وطنكم، ولكن علينا جميعا ان يدافع كل منا عن حقه وهذا شيء مشروع. اننا نأمل ان يصل المسؤولون الى حل يرضي الجميع، فتبقى ارضكم لكم ويبقى عنفوانكم لكم ويبقى كذلك لسواكم ما يصبون اليه وهو ان يبقوا في ارضهم اعزاء مثلما انتم اعزاء".

وختم قائلا:" نسأل الله ان يوفقكم الى كل خير واهلا وسهلا بكم".

استقبالات ثم استقبل البطريرك صفير وفدا من مصلحة المعلمين في "القوات اللبنانية" برئاسة صبحي داوود الذي اكد "الالتزام بمواقف البطريرك، املا ان يكون عيد القيامة مناسبة لقيامة لبنان من ازماته".

وشكر البطريرك للوفد عاطفته، مؤكدا "ان ليس عند الله من امر عسير".

فريد الخازن واستقبل البطريرك صفير النائب السابق فريد هيكل الخازن الذي اعتبر بعد اللقاء "ان الشكل والاسلوب والطريقة التي تحصل فيها الانتخابات البلدية هي فعلا عملية مخدر متعمد ضد الشعب اللبناني". وقال:" افتراضا اي مرشح او اي لائحة تريد ان تعرض برنامجها للناس لكي يقترعوا على اساسه فلم يعد هناك من وقت وهذا سببه النظام السياسي، حيث لدينا مشكلة حقيقية في هذا النظام فسقطت السلطة وسقطت المعارضة ومعادلة السلطة تحكم والمعارضة تعارض".

اضاف:" لبنان لا يمكن ان يسير في اسلوب الكسر بين السلطة والمعارضة، والمطلوب حد ادنى من التوافق حول القضايا والشؤون الوطنية الاساسية وانما مسالة الاجماع الدائم حول كل النقاط وكل التفاصيل وكل الامور يوميا اكان في مجلس الوزراء او في مجلس النواب مسألة تعطل عجلة الحكومة والعهد والسلطة السياسية".

سئل: اين انتم من انتخابات بلدية جونيه؟ اجاب: "في الايام القليلة المقبلة سنقوم بحركة ناشطة جدا بهدف حصول توافق بشكل من الاشكال يحفظ كرامة الجميع ويرضي الجميع".

سئل: هل تلتقي مع كل القوى السياسية في قضاء كسروان، التنوع للتوصل الى توافق بالنسبة لبلدية جونيه؟ اجاب:" سأسعى جديا للتوافق خصوصا في جونيه، واتمنى ان نقرب الانتخابات البلدية من الانماء ونبعدها قدر المستطاع عن السياسة، لانه تبين ان لا نتائج سياسية من الانتخابات البلدية فلا احد استطاع ان يحصد نتائج سياسية من الانتخابات البلدية وليس صحيحا ان من يربح الانتخابات البلدية يربح الانتخابات النيابية او العكس، فهذه المعادلة اثبتت التجربة انها فاشلة وغير صحيحة. فلذلك سنحاول ليس فقط في جونيه بل في كل القرى والمدن الكسروانية التوصل الى وفاق لكي يستطيع المجلس البلدي ان يضم اكبر عدد من الاطراف العائلية او السياسية والاحباء كي لا يعرقل العمل البلدي في الداخل".

سئل: لماذا تحملون دائما المسؤولية للسلطة والعهد والحكومة في حين ان الحكومة ووزارة الداخلية قد اعلنوا منذ اكثر من ستة اشهر ان الانتخابات في موعدها؟ اجاب:" لا احد يزايد علي في موضوع العهد ورئيس الجمهورية لا يوفر جهدا في ملء الفراغ الذي يمر فيه النظام السياسي في البلد والمسؤولية ناتجة عن اتفاق الدوحة فتوازن القوى الدقيق والمرعب اكان داخل الحكومة او داخل المجلس النيابي هو الذي يعطل عجلة الحكم والنظام السياسي، فمن هنا يجب في اول جلسة لطاولة الحوار واول مناقشة تحصل في المجلس النيابي وكيفية ادارة الدولة ومسألة الانتخابات النيابية كما هي اليوم لم تحصل في تاريخ لبنان".

وردا على سؤال قال:" ما لقيصر لقيصر وما لله لله، في السياسة نقاتل، ونصالح في السياسة. اما في الانماء فلنعمل انماء وسنحاول تسهيل الامور وفي قلب مفتوح".

جمعية القربان المقدس بعد ذلك استقبل البطريرك صغير وفد جمعية القربان المقدس برئاسة منى نعمة التي القت كلمة شكرت فيها البطريرك على رعايته القداس، وقالت:" لا نريد يوما ان نتوقف عن احترام تقاليدنا الايمانية الروحية والاجتماعية، لاننا نعتبرهما الثوابت الاساسية والضمانة الوحيدة لاحياء الكنيسة وللمحافظة على الوطن وابقائه شامخا كارزتنا المشهورة".

اضافت:" من هنا صاحب الغبطة، نريد ان نعبر لنيافتكم بان مشاركتنا بالذبيحة الالهية سنويا، في هذا الصرح المبارك، هي لنا بمثابة اعادة ذكرى العشاء السري حيث يدعونا الاب لاعطائنا التوجيهات والبركة كحافزا لنا لتحمل المسؤولية وتطويرها حسب حاجات الظرف. لا يخفاك ياصحب الغبطة، بان عالمنا اليوم يتخبط بعتمة جهل عاداتنا القديمة، والتخلي عنها، التي جعلت مجتمعنا يتميز بالفضائل والقيم الاخلاقية والروحية، والجهود الجبارة المتوجبة على كل لبناني ان يقوم بها لقد اعطى لبنان الابجدية، ليس الحرف فقط انما المنهجية لتطبيقه وعيشه بجوهره، وجمال ايمانه الساطع وفقا لما قدمه المولى تعالى له من قدرة وقوة ومعرفة وشجاعة لتثقيف هويته كابن الله وتنمية رسالته البهية كوريث لقدسه".

وتابعت:" نحن اصدقاء القربان، ندق الجرس لتوعية الجميع على مسؤولتنا السامية، حيث كلنا اصدقاء الرب، وابناء عائلة واحدة غنية بالتعددية، انما حقا عظيمة بوحدتها في قلب الرحمة الالهية، واتى هذا العيد المبارك اليوم بالذات ليذكرنا باننا كلنا نمكث في قلب واحد، مكان واحد، الا وهو بيت القربان الذي شرع ابوابه ليستقبلنا دون تفرقة تدق الاجراس لنتنادى ونتذكر تلك الحقيقة الرائعة، ولا معنى لوجودنا دونها، ونرنم سويا المسيح قام حقا قام، تعالوا لنشهد على ذلك هللويا".

وختمت بالقول:" نعم يا صاحب الغبطة نحن نأتي اليك لنلتمس من الرب الرحوم القائم من بين الاموات، ان يقبلنا في قلبه المحب، وان يحفظك لنا شمعة مضيئة تنير دربنا المعرقلة وتقودنا بمواكبة اصحاب السيادة والاباء الاجلاء والعائلات المكرسة للخدمة الكهنوتية وجميع من يحمل مسؤوليته بضمير وصدق واخلاص ومثابرة ورجاء بالرحمة الالهية ورضى امنا مريم واشراف الروح القدس".

رد البطريرك ورد البطريرك صفير بكلمة قال فيها:" نشكر لكم مجيئكم في هذا اليوم مثلكم في كل سنة لكي تشاركوا في الذبيحة الالهية وتسألوا الله ان ينشر سلامه في قلوبنا وفي ربوعنا، ان عبادة القربان المقدس هي عبادة عريقة وعلينا ان نعرف ان سيدنا يسوع المسيح هو موجود في هذا القربان ولذلك سمي سجين القربان وعلينا نحن ان نذهب اليه بين الحين والحين لنسأله ما نحن نحتاج اليه لخلاص نفوسنا".

اضاف:" ان القربان في ما بيننا وهذا يعني ان الله يقيم في ما بيننا، واذا كان الله معنا فمن علينا يقول الكتاب المقدس لذلك نسأل الله ان يبقى دائما وابدا معكم ما دمتم انتم مع القربان المقدس وان يحفظكم ويشدد خطاكم الى الخير والتوفيق".

ومن زوار الصرح البطريركي وفد من جامعة ال خويري برئاسة جورج الياس الخويري الذي قدم للبطريرك درع الجامعة تقديرا لمواقفه الوطنية، ثم رئيس حزب الاصلاح الجمهوري شارل الشدياق فوفد سياحي سويسري.

القداس وكان البطريرك الماروني الكاردينال صفير قد ترأس قداسا على نية جمعية القربان المقدس، عاونه فيه النائب البطريركي المطران شكر الله حرب والقيم البطريركي الخوري جوزف البواري، في حضور رئيسة الجمعية منى نعمة والاعضاء ووفد من اهالي عيون ارغش وحشد من المؤمنين.

العظة بعد الانجيل المقدس القى البطريرك صفير عظة تحدث فيها عن المرأة الزانية ومما جاء فيها: وانحنى وراح يكتب مجددا على الارض:" وبعد ان سمعوا هذه الكلمة، وشعروا بان ضميرهم يوبخهم، انسحبوا الواحد تلو الاخر، والشيوخ في مقدمتهم ثم الباقون، ثم الباقون، بحيث ان يسوع بقي وحده مع المرأة التي كانت في الوسط".

اضاف:" الشيوخ اولا.. وفرض عليهم جميعا هذه المرة نعمة الوعي، وكان يعرف اعداؤه القوة التي كان يملكها للقراءة في القلوب. وشعر كل منهم بان الفعل السري يتحرك فيه، والذي كان يخبئه عن الانظار منذ سنوات، والعادة، والشيء المخجل. ولو ان الناصري راح يصرخ فجأة:" انت هناك؟ الا تذهب؟ ماذا كنت تصنع البارحة، في تلك الساعة، وفي ذلك المكان"؟

وتابع:" ظل اذا يسوع وحده مع المرأة، وبعد، لم يكن قاضيها الطبيعي. لان شاكينها اختفوا، وكان بامكانها ان تستفيد من ذلك لتهرب، هي ايضا، ولكي تكون في مأمن. ظلت جيث هي، تلك التي هذه الليلة ايضا استسلمت لملذات جريمتها، وكانت قد تألمت كثيرا، وكافحت ذاتها كثيرا، قبل ان تسقط. واذا هي لم تعد تفكر على الاطلاق بحبها، ولا باحد الناس، الا بذلك المجهول الذي يلفت اليها وهي كذلك تنظر اليه، وهي ملأى خجلا، ولكنه ليس الخجل نفسه، واخذت تبكي بسبب الشر الذي فعلته والشهرة انسحبت منها لنفسها وفجأة ساد في قلبها ولحمها، هدوء كبير: ايها الدم الذي هدأ باقل سهولة من بحر طبريا. ولم يكن هناك امر انساني يغيب عن هذا الناصري، ولكن بما انه الله، كان يعرف ما لا يمكن ان يعرفه اي ذكر: هذا الضعف الذي لايقاوم لدى المرأة، هذه المخلوقة المستلقية والزاحفة التي تصبح في بعض الساعات امام بعض الكائنات وهذا سيكون في دهر الدهور، اكثر نصر لابن الانسان واكثر عادية ايضا، واكثر انتشارا، بحيث انه لم يعد بصعقنا. وهو سيقوم لدى ملايين النساء القديسات بمطالبة الخاص مقام مطلب دمائهن".

وقال:" كان سيدا لتلك المرأة، وسألها:" ايتها المرأة، اين هم الذين يشكونك؟ وهل ما من احد حكم عليك؟ فاجابت:" ما من احد، يارب". فقال لها يسوع:" انا لا احكم عليك كذلك اذهبي ولا تخطأي البتة". وابتعدت ولكنها سترجع او بالاحرى لم تكن في حاجة الى الرجوع. كانوا متحدين من الان والى الابد:" وهكذا جمع المسيح تحت ستار من اخفاقه الذريع، زبائن من الطبقة الرديئة وجمع ثروة سرية مع هذه القلوب، هذه الحثالة، مع تقيؤ العالم. ولم يكن في حاجة الى غصن بندق لكي يكتشف في الناس، على الرغم من كل التعاسات المرئية، هذا الينبوع من الالم والرقة الذي كان له عليه سلطان".

مساو للاب وكان ذلك هدنة في ذلك القتال الذي لا رأفة فيه، والذي كان يخوضه اذ ذاك، والذي لن يتنهي في تلك الساعة الثالثة، قبيل السبت، والذي كان يلفظ فيه لهاثه، مرة اخيرة، من الجرح الوحيد الذي كان جسده، ولم يعد يراعي شيئا، وكان يكافح مكشوف الوجه وحده، (وكان تلاميذه قد ظلوا الى الوراء بعض الشيء) في المدينة التي كان يسود فيها العدو والفريسي والكاهن، وحيث كانت الاوامر قد اعطيت لتعذيبه، وحيث لم يبق بينه وبين الصليب الا هذه الكلمة المعبودة التي جمدت الجنود الذين جاوؤا لتوقيفه، مكانهم. لم يكن في الامر اية فصاحة، ولا اية موهبة انسانية، وكانت سلطة لم يستطع اي رجل اخر الحصول عليها من قبله، ولا المس باعمق خصوصية الانسان والذهاب توا اليها، والنفاذ الى سر كل خليقة. والشماعدين الاربعة الكبيرة التي انيرت، في اول ليلة من ليالي عيد المظال، في رواق النساء، لم تكن لتشتعل. وفي ساحة الكنز صرخ يسوع "انا نور العالم"، وبما ان اليهود استهزأوا بهذه الشهادة التي جاد بها على ذاته، رمى امام وجوههم سر طبيعيتيه "اذا كنتم تعرفونني تعرفون ايضا ابي".

اضاف:" ان الجريمة التي ارتكبها بانه جعل نفسه مساويا الله، لم يعد باستطاعته ان يفتح فاه، دون ان يرتكبها ولكن اليهود الذين كانوا يعرفون ما يبحثون عنه قد ارادوه ان يعترف بكلمات واضحة فالقوا عليه هذا السؤال:" انت من انت"؟ وهو رد بقوله:" انا البداية الذي يكلمكم". اما الان وقد انتزع القناع عنه، وان الله الذي فرغ صبره، يواجه شلة مخلوقاته، فهو لم يعد يتأفف لكي يحدثهم عن هذا العرش المخيف الذي يلامسه بيد لا ترجف، "عندما ترفعون اين الانسان تعرفون انذاك من انا"، والتلاميذ توهموا في عنادهم ان هناك ارتفاعا اخر غير ارتفاع الصليب، وما هو هذا الملكوت الذي كانوا سيبلغونه؟ وماذا وراء الباب الذي بات نصف مفتوح. وردد المعلم:" ان حقيقتي تجعلكم احرارا". وبما ان اليهود احتجوا بقولهم انهم لم يكونوا يوما عبيدا، اسكتهم بهذا التأكيد الذي يعرف كل منا نحن معشر المسيحيين انه صحيح، ونعرف ذلك من جراء اختبار قاس ومبارك:" الحق الحق اقول لكم، من ارتكب الخطيئة كان عبدا للخطيئة، واذا حرركم منها ابن الانسان ستكونون حقا احرارا".

وتابع:" هناك سر اخر كشف اخيرا عن قدرته على كثير من الناس" بامكانهم ان يشكوا وينكروا، ويجدفوا، وبامكانهم ان يهربوا منه، وهم يعرفون انه وحده بامكانه ان يحررهم وهم لا يتركونه الا ليضعوا نفوسهم تحت النير، وليديروا الرحى الخاص بهم، الذي هو قدرهم، وما من قوة في العالم استطاعت ان تحررهم منه، غير هذااليسوع الذي يصلبونه ويعبدونه. وبهذا، ولكن بمعنى ضيق، يمكن ان نسلم مع نيتشه بان المسيحية، ان لم تكن ديانة عبيد، هي على الاقل ديانة معتقين".

وقال:" في اواخر ايام حياته، اظهر بوضوح تسليمه بحيث ان الذين لا يعرفونه يقترفون في نظره جريمة:" لماذا لا تعترفون بلغتي؟ سأل ابن الله، بعد ان خلع القناع ببعض الغيظ. وشكا لهم الى الكذاب الذي كانوا ينتسبون اليه، ابى الكذب هذا الشيطان، ولو لم يكونوا للشيطان، لكانوا عرفوا المسيح في هذه الايام التي لم تكن فيها طبيعته الانسانية سوى مظهر، والبرهان هو انه ما من احد وجد ما يقوله عندما سألهم:" من منكم يثبت على خطيئة"؟.

وتابع:" لا ليس لهم مايقولونه، ولكن كاولاد يردون الشتيمة:" لست ابله، انت ابله... واحتجوا، انت يسكنك شيطان. وهناك كثير من القلوب الحائرة وقد اختلطت بهذا الجمع المجدف، ارتجفت حبا في اقصى طرف من الحقيقة، وقد شعر الرب بها تنبض مع قلبه، وفجأة وهو لا يبالي بالاهانات الوفيرة القى في الميزان الوعد العجيب، الذي انتهى بان اكسبه احباءه. الحق اقول لكم:" اذا حفظ احد كلمتي، لن يذوق الموت". وبكلمة، اجتاز مرة جديدة حدود الطبيعة المائتة، وهوذا هذا الابن، المعرى من انسانيته وهو اكثر عريا مما سيكون عليه جسده على الصليب المعرض لكل الانظار في غير حشمة الله. ابراهيم ابوكم اهتز فرحا منذ ان كان عليه ان يرى يومي، ورأى وفرح فقال له اليهود:" ليس لك بعد خمسون سنة، وقد رأيت ابراهيم. فاجابهم يسوع:" الحق اقول لكم، قبل ان يكون ابراهيم انا كائن. حينئذ اخذوا حجارة ليرجموه، لكن يسوع اختبأ وخرج من الهيكل. ولم يلاحقوه، وحق المحاكمة والحكم كان للرومان، والناصري لم يقل صراحة انا هو المسيح، وكان يجب على رؤساء الكهنة ان يحتجوا بهذا التجديف المخزي ليجعلو الحكم عليه قابلا شرعا للتنفيذ وكانوا يترددون اذن. ولكن كان يظن ان ابن الانسان في حاجة الى سخطهم، وكان يغذي هذا السخط كمن يخشى ان نخف النار. ولم يختر صدفة يوم السبت ليشفي الاعمى منذ ولادته".

الاعمى منذ ولادته وكان اليهود يسأل بعضهم بعضا، وقد عرفوا هذا الرجل الذي كان يمشي وحده في الشارع: "افليس هذا الذي كان يشحذ، تعرفون هذا الاعمى"؟ ولكن الشحاذ عينه يخبر ما حدث معه:"ان المدعو يسوع، وضع طينا على عيني، وقال لي ان اغتسل في عين شيلوحا.. وردد على مسامع الفريسيين القصة عينها، وضع لي طينا.. واغتسلت.. واضطرب بعضهم على الرغم من الخطيئة ضد السبت لهذه الاعجوبة، وسأل احدهم من حدثت له الاعجوبة،"اكد انه نبي".. هل كان عليه ان يخبر قصته لكل المدينة؟

لقد اتى الاحبار بوالديه اللذين، وهما خائفان، تهربا: انه ابننا وهو اعمى منذ مولده، اما الباقي فهو بالغ وبامكانه ان يرد عليكم، اسألوه" ومثل ثانية، وبدت بساطة الحمامة في اجوبته: وقف امام هؤلاء الثعالب كسائر الضعفاء، الذي يغطيهم الروح باجنحته"، مجد الله انا نعرف ان هذا الرجل هو خاطىء، فاجابهم: اذا كان خاطئا، لا ادري، اني اعرف فقط اني كنت اعمى، واني الان ابصر فقالوا له" ماذا صنع لك؟ كيف فتح عينيك؟ اجابهم:" قلت لكم ذلك سابقا ولم تسمعوا: لماذا تريدون ان تسمعوا ذلك مرة اخرى؟ هل انتم ايضا تريدون ان تصبحوا له تلاميذ"؟.

وختم بالقول:" منذ ان اصبح وحده مع المرأة الزانية لبرهة، لم يكن لابن الانسان هدنة في هذا الصراع المميت الذي كان يقابله. وهوذا ايضا قلب بسيط بامكانه ان يرتاح اليه، حافة بئر يجلس عليها، في هذه الطلعة الشاقة، فقير ليس لانه في حاجة الى احد الناس، بل لانه المحبة. والشحاذ المطرود خرج بتودة من المدينة وفجأة رأى الرجل على الطريق والذي اجترحت الاعجوبة لصالحه، لم يعرف انه لا يزال اعمى، وان هناك نورا اخر، غير نور الشمس، وكان فقط قلبا نقيا، وقبل ان يشفيه الرب، نبه تلاميذه انه ليس من اجل خطاياه ولا من اجل خطايا والديه اصيب هذا الاعمى بالعمى، ولكن لكي يظهر مجد الله، ولم يكن في ذاك المكان من الطريق احد وسأله يسوع: - هل تؤمن بابن الله؟ - واجاب الرجل: من هو يا رب لكي اؤمن به. وهو على الرغم من بساطته، عرف من هو وكانت نفسه ملتهبة فيه، وخذلته ركبتاه، وضم يديه. - انه الذي يكلمك. - اني اؤمن يا رب. وانطرح على قدميه وعبده، وبعد هنيهة فقط.. ولكن ذلك كان كافيا لكي يستعيد الحب الحي لهاثه".

 

شمعون:سمعت أن سوريا طلبت من جنبلاط أن يسمح بنصب صواريخ لحزب الله في الشوف

 الأحد, 11 أبريل 2010

يقال نت/قال رئيس حزب الوطنيين الأحرار النائب دوري شمعون انه سمع خبرا لا يعرف ما اذا كان صحيحا أو لا، «مفاده ان السوريين طلبوا من رئيس اللقاء الديموقراطي وليد جنبلاط ان يسمح لحزب الله بأن ينصب صواريخ على أعالي القمم الجبلية في الشوف».

اضاف: «اذا كان هذا الأمر صحيحا فهل يعني ان سوريا لا تزال تتعامل بالأسلوب نفسه الذي اعتاده اللبنانيون».

شمعون: تحالفنا مع قوى 14 أذار في الانتخابات البلدية هو في راس سلم أولوياتنا شدد رئيس الوطنيين الأحرار النائب دوري شمعون على ضرورة مقاربة الإنتخابات البلدية لما يصب في مصلحة المبادئ "التي فطرنا كوطنيين أحرار على العمل لإجلها". وإذ لفت إلى دقة التعامل مع هذه الإنتخابات لتداخل الإعتبارات المناطقية مع العائلية والسياسية، أكد على ان التحالف مع قوى "14 أذار" هو في راس سلم الأولويات "مع الأخذ في عين الإعتبار السعي الى التوافق أولا، إذ انه الخيار الأنسب للناخب في ظل العامل العائلي القوي في العديد من المناطق".

ورأى شمعون خلال العشاء السنوي الذي أقامه فرع سن الفيل في "حزب الوطنيين الأحرار" أن المرحلة التي نعيشها اليوم هي من أصعب المراحل التي مرت على لبنان، وشدد على أهمية إنتصار منطق الدولة صاحبة السيادة على كل شبر من أراضيها في وجه كل الصعوبات والتحديات "وما أكثرها هذه الأيام والتي تواجه بشراسة قيام هذه الدولة".

وذكّر شمعون بتاريخ هذه المنطقة وما اعطته للبنان ليبقى لبنان سيدا حرا مستقلا. مستعرضاً المعارك والإنتصارات التي خاضها مقاومو الأحرار في هذه المنطقة بالذات "والتي ولولا الإنتصار فيها، لكان وجه لبنان تغيّر بالتأكيد ولما كنا هنا الآن".

حضر العشاء مجموعة من فعاليات المتن وأعضاء من المجلس السياسي في الوطنيين الأحرار وحشد من المواطنين.

المصدر: وكالات

 

النائب نديم الجميل للشرق الاوسط: إذا كان لدى الفريق الذي يطالب بتقسيم بيروت مشروع متكامل كان الأجدى بهم تقديمه وكنا مستعدين لمناقشته 

استغرب عضو كتلة الكتائب النائب نديم الجميل «المماطلة التي اعتمدت وأهدرت الوقت على الناس من خلال طروحات متعددة لا غرض لها إلا إثارة العصبيات الطائفية». وتساءل الجميل في اتصال أجرته معه «الشرق الأوسط» كيف «أن فريقا يطالب بتقسيم العاصمة من دون أن يقدم مشروعه وتفسيره ورؤيته وأهدافه من هذا التقسيم؟ ولماذا الإصرار على تقسيم بيروت لثلاث دوائر وليس 10 أو 12 دائرة مثلا إذا كان الهدف إنمائيا؟». وقال: «إذا كان لديهم مشروع متكامل كان الأجدى بهم تقديمه وكنا مستعدين لمناقشته، أما إذا كانوا يريدون منا أن نقدم نحن مشروعا تقسيميا للعاصمة فلن نقبل بذلك». وأكد الجميل أن «المراد من طروحاتهم بتقسيم العاصمة إلى ثلاث دوائر هو مجرد اللعب على الوتر الطائفي، وهذا التقسيم إذا حصل لا يخيفنا». وذكر «أن بيروت قسّمت في الانتخابات النيابية وفق الصيغة التي يريدونها اليوم وربحنا في تلك الانتخابات وسنربحها في الانتخابات البلدية حتى لو اتفق على تقسيمها أيضا، لأن وضعنا شعبيا بات اليوم أفضل من العام الماضي».  الشرق الأوسط

 

النائب جنبلاط عرض الاوضاع مع مخزومي والاسعد وسلام

وطنية- المختارة - 11/4/2010 استقبل رئيس اللقا الديموقراطي النائب وليد جنبلاط في قصر المختارة ظهر اليوم رئيس حزب الحوار الوطني فؤاد مخزومي والسيد رياض الاسعد ونقيب المهندسين السابق عاصم سلام، بحضور النائب نعمة طعمة والسيدة نورا جنبلاط، وجرى استعراض عدد من القضايا والمواضيع العامة. واستبقى النائب جنبلاط الحضور الى مائدة الغداء.

 

إحياء الذكرى ال 40 لظهور طيف السيدة العذراء في منطقة المصيطبة
المتروبوليت كورية: لنحافظ على عيشنا المشترك ووحدتنا ونصون عاداتنا الصالحة

وطنية - 11/4/2010 أحيت منطقة المصيطبة، الذكرى الأربعين لظهور طيف السيدة العذراء على قبة كاتدرائية مار بطرس وبولس للسريان الأرثوذكس في المنطقة، بقداس ترأسه متروبوليت بيروت للسريان الأرثوذكس مار إقليموس دانيال كورية، وحضرته فاعليات وشخصيات دينية واجتماعية وحشد من أبناء الطائفة ومؤمنون.

وبعد تلاوة الانجيل المقدس، ألقى المتروبوليت كورية، عظة عن المناسبة، قال فيها: "قبل أربعين عاما، وفي العاشر من نيسان العام 1970، وبعد عطلة عيد القيامة المجيد، كان تلامذة ثانويتنا، ثانوية مار سويريوس الملاصقة لكنيسة مار بطرس وبولس، يتلقون دروسهم الإضافية عصرا، عندما أطلت إحدى الطالبات من نافذة الصف في اتجاه الباحة، وإذا بنور يدور حول قبة الكنيسة لدقائق فنادت معلماتها وزملائها لتتأكد من حقيقة ما ترى وانه ليس خيالا بل هو طيف السيدة العذراء مريم، فدقت أجراس الكنيسة فرحا وارتفعت زغاريد النسوة ابتهاجا وتجمع الجيران والناس من مختلف الطوائف والمذاهب والأديان - منهم إيمانا ومنهم تشكيكا ومنهم استطلاعا - وبقي هذا الطيف يظهر ويختفي لمدة شهرين على قبة الكنيسة، وخلالها كانت الجموع تأتي ليلا ونهارا جالسة على الأرصفة وعلى الأرض وعيونها شاخصة محدقة إلى القبة ومنهم من كانوا ينامون داخل الكنيسة وخارجها من مرضى وأصحاء لينالوا البركة والشفاء لأرواحهم ونفوسهم وأجسادهم".

تابع: "وبقيت هذه الذكرى حية في القلب والبال إلى أن بدأت الحرب الأهلية اللبنانية العام 1975، فكانت تقام الصلوات وزياح صورة العذراء في كل أحد جديد أي الأول الذي يلي عيد القيامة داخل الكنيسة. ومع انتهاء الحرب الأهلية، حمل فوج مار سويريوس الكشفي هذه المهمة على عاتقه إكراما وإجلالا لأطهر وأنقى نساء العالمين وبدأ ينظم احتفالات بهذه المناسبة، منها الضخمة ومنها المتواضعة - بحسب الظروف الأمنية - ولاسيما وأن تأسيس هذا الفوج كان في شهر نيسان العام 1988، واليوم يحتفل بذكرى تأسيسه الثانية والعشرين".

أضاف: "وفي هذا العام بالتحديد، صار لكل مناسبة واحتفال وتكريم للسيدة العذراء مريم في لبنان نكهته الخاصة، إذ وللمرة الأولى في العالم أجمع، يعيد مواطنون مسيحيون ومسلمون عيدا واحدا جامعا مشتركا ورسميا، دينيا ووطنيا، هو عيد البشارة، كمساهمة لبنانية رائدة في الحوارات بين الحضارات والأديان، ولأن السيدة العذراء مريم تريدنا أن نعمل كلنا معا، مسيحيين ومسلمين، بيد واحدة وقلب واحد وفكر واحد: لنحافظ على عيشنا المشترك ووحدتنا الوطنية، وأن نعمل على حفظ تاريخنا وتراثنا وعاداتنا الصالحة وتقاليدنا الأصيلة وأن نورثها للأجيال القادمة، فنحن اليوم لسنا في حاجة لنعاين بعيون الجسد طيف المسيح يسوع أو أحد الأنبياء أو القديسين أو العذراء مريم، فهم معنا وبيننا بالروح دائما وفي كل وقت وحين، وسيبقون معنا حتى منتهى وانقضاء الدهور".

وختم بالقول: "إننا أمام العذراء مريم وصورتها، نذوب حبا وخجلا من أنفسنا وأعمالنا، وأشعر بالنورانية الحلوة التي تشع من بهاء وجهها البريء الجميل الطاهر، فما علينا هو أن ننظر لا إلى طيفها بل إلى سيرتها المقدسة العطرة فنتمثل ونقتدي بإيمانها وحياتها، من محبة وتواضع ووداعة وعفة وطهارة وتسليم لمشيئة الله".

وبعد انتهاء القداس اقيمت مسيرات كشفية تابعة لجمعية الكشاف السرياني، اضافة الى مسيرة بالمشاعل وزياح لصورة السيدة العذراء وسهرات قدمت فيها الضيافات القروية.

 

رئيس مجلس النواب الارميني وصل الى لبنان في زيارة رسمية يبدأها مساء اليوم بمحادثات مع الرئيس بري وتوقيع اتفاقية تعاون

وطنية - 11/4/2010 وصل رئيس مجلس النواب الارميني هوفيك ابراهاميان، ترافقه عقيلته وعدد من اعضاء البرلمان الارميني، الى مطار رفيق الحريري الدولي - بيروت، عند السادسة من مساء اليوم، في زيارة رسمية تلبية لدعوة من رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي كان في استقباله على أرض المطار، إضافة الى سفير لبنان في أرمينيا غابي جعارة وسفير ارمينيا في لبنان آشوت كوشاريان والنواب: عبد اللطيف الزين، آغوب بقرادونيان، سيرج طورسركيسيان، أرتور نظاريان وميشال موسى. ويجري الرئيس بري ونظيره الارميني محادثات مساء اليوم، يتخللها توقيع اتفاقية تعاون بين البرلمانين، ثم يقيم الرئيس بري مأدبة عشاء على شرف الضيف والوفد المرافق، يتبادلان خلالها الكلمات. ومن المقرر ان يزور وزير الخارجية علي الشامي، عند العاشرة والنصف من صباح غد الاثنين، رئيس مجلس النواب الارميني في مقر إقامته في فندق "لو بريستول". كذلك يستقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الضيف الارميني عند الثانية عشر والنصف في قصر بعبدا، لينتقل بعدها الى زيارة ضريح الشهيد رفيق الحريري، ثم يلتقي في الثانية رئيس الحكومة سعد الحريري في السرايا الكبيرة. ويلتقي ابراهميان ابناء الجالية الارمينية الذين سيقيمون حفل استقبال تكريما له وللوفد المرافق

 

النائب حسين الموسوي: لا مصلحة لاحد في إحداث مشكلة مع طرف آخر من يوجه السهام نحو حزب الله في هذا التوقيت يضع نفسه في خدمة الأميركي

وطنية - بعلبك - 11/4/2010 رأى النائب حسين الموسوي خلال احتفال تأبيني في بلدة مقنة - قضاء بعلبك في حضور النائب علي المقداد وفاعليات، ان "لا مصلحة لاحد في لبنان في احداث مشكلة مع طرف آخر" معتبرا ان "الخلافات السابقة لم تكن بين طائفة واخرى، بل بين فريقين سياسيين يضم كل منهما الطوائف والمذاهب كافة، مع بعض التفاوت في نسبة تواجد طائفة معينة في هذا الفريق او ذاك". وتطرق النائب الموسوي الى حادثة عيون ارغش سائلا عن "سبب اطلاق الصواريخ على اناس كانوا يتناولون طعامهم"، سائلا "الذين تحاملوا على منتقدي الحادث عن توجيههم السهام نحو "حزب الله" في هذا التوقيت"، ومعتبرا انهم بذلك "يضعون انفسهم في خدمة الاميركي وهو منتحر ونحن لسنا منهم بل في مواجهة مشاريع الادارة الاميركية". وأكد ان "الانتخابات البلدية والاختيارية حاصلة في الاوقات التي حددت اذا لم يحصل اي طارىء". وقال: سنخوض الانتخابات رغم اننا كنا نفضل التريث بانتظار قانون انتخابي جديد يراعي تمثيلا افضل ويتضمن اصلاحات". ودعا النائب الموسوي الى مزيد من الوعي، مشددا على "ضرورة اختيار اصحاب الكفاءات وتجنب النزاعات والخلافات بين الاهل والاخوة".

 

القنبلة في مخيم البص صوتية

وطنية - صور - 11/4/2010 أفاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام في صور جمال خليل، أن مجهولين ألقوا قرابة الثامنة من مساء اليوم، قنبلة يدوية أمام مدارس "الأونروا" في مخيم البص قرب مدينة صور، ما أدى إلى إصابة السوري هيثم محمد رحال، بجروح طفيفة تم تضميدها في مستشفى صور الحكومي، ثم غادر رحال المستشفى.

ولاحقا ذكر مندوب الوكالة حيدر حويلا، إن القنبلة صوتية، وقد ألقيت بالقرب من مدرسة "نمرين" لجهة مستشفى سعدالله الخليل سابقا، في مخيم البص.

 

أزمة سكود» تنذر باندلاع حرب شاملة بين إسرائيل و«حزب الله»؟

 أجهزة غربية رصدت تدريب دمشق الحزب على صواريخ موجودة في ترسانتها 

الرأي العام/11 نيسان/2010

هو طراز صواريخ «سكود» التي مررتها سورية الى «حزب الله»، والتي ادت في الايام القليلة الماضية الى اندلاع ازمة في الكواليس تشبه ازمة نشر صواريخ سورية في البقاع اللبناني في مطلع الثمانينات؟ هذا هو السؤال الذي تعرف واشنطن الاجابة عنه وتتكتم عليه، وهذا ما ينذر باندلاع حرب شاملة بين اسرائيل و«حزب الله»، في اي لحظة، فيما تعمل الديبلوماسية الاميركية في الخفاء على ايجاد مخارج وحلول للازمة، التي يبدو انها تزداد تعقيدا مع مرور الساعات. المتوافر من المعلومات في العاصمة الاميركية اشار الى ان الاستخبارات الاسرائيلية، واجهزة غربية، رصدت، الصيف الماضي، تدريب سورية لمقاتلين من «حزب الله» على استخدام عدد من الصواريخ الموجودة في الترسانة السورية، وهي تتضمن صواريخ ارض جو مضادة للطائرات، وصواريخ «سكود» متوسطة وبعيدة المدى تطول معظم ارجاء اسرائيل. وابلغت المصادر الاميركية «الراي»، مطلع هذا العام، ان اسرائيل وجهت الى سورية تحذيرات غير مباشرة، عبر الاتراك والقطريين، مفادها انها «ستقصف اهدافا لبنانية وسورية، في حال عبرت الصواريخ الحدود بين لبنان وسورية، ووجدت طريقها الى ايدي مقاتلي حزب الله». وسادت اجواء في واشنطن، منذ ذلك الحين، ان سورية امتثلت الى التحذيرات الاسرائيلية، ولم تسمح بتمرير الصورايخ الى «حزب الله» حتى فترة قريبة، ما اثار حفيظة تل ابيب، التي ابلغت واشنطن انها «ستتحرك في حال لم تجد الولايات المتحدة حلولا لما تعتبره الدولة العبرية مساسا بامنها».

واستدعت وزارة الخارجية الاميركية السفير السوري في واشنطن عماد مصطفى، وطلبت منه ان «يبلغ حكومته مدى خطورة الوضع، في حال عبرت الصواريخ الحدود، ورغبة اميركا والاطراف الاخرى في التوصل الى حل سلمي للازمة وتفادي امكان اندلاع الحرب». هنا تتضارب المعلومات في واشنطن بين من يؤكد ان الصواريخ عبرت الحدود الى داخل لبنان، وبين من يعتبر عكس ذلك. وطار السناتور الديموقراطي جون كيري، وهو من اشد المتحمسين للانفتاح على سورية والتوصل الى اتقاقية سلام سورية اسرائيلية، الى دمشق واثار الموضوع مع الرئيس السوري بشار الاسد. اوساط كيري تتكتم عن الافصاح عن اجابة الاسد، مع ان اوساط مطلعة قالت ان الاسد «نفى التقارير». الا ان نفي الرئيس السوري لم يبد مقنعا لدى الاميركيين، وتكوّن اقتناع، شبه كلي، في العاصمة الاميركية، مفاده ان دمشق قامت فعلا بتزويد «حزب الله» بالصواريخ، وان ذلك قد يدفع المنطقة الى حافة الحرب، خصوصا في حال قررت اسرائيل تنفيذ وعودها بقصف اهداف لبنانية وسورية. وحتى كتابة هذه السطور، ما زالت التقارير متضاربة حول طراز صواريخ «السكود» التي دخلت الى لبنان، وما زالت الازمة تزداد تعقيدا من دون حلول منظورة في الافق.

 

 جعجع بعد لقائه الحريري لـ"النهار": أؤيـد جهوده الجبّــارة مـع سـوريـا

إسرائيل تجتاز نهر الوزاني وتعطّل جرافة لبنانية  

النهار/برزت امس معطيات تفيد أن مجلس الوزراء في جلسته الاستثنائية غداً في قصر بعبدا ذاهب الى إقرار آلية التعيينات الادارية التي كانت موضع أخذ ورد في الاسابيع الماضية، مما يفسح في المجال أمام صدور تعيينات تملأ الشواغر في الادارات والمؤسسات العامة.

وفي الوقت عينه بقيت الانظار متجهة الى الاجتماع الثاني لهيئة الحوار الوطني الخميس المقبل برئاسة رئيس الجمهورية ميشال سليمان. وبدا واضحاً ان هذا الاجتماع سينعقد على وقع أحداث قوسايا وما أثارته من اهتمام متجدد بالسلاح الفلسطيني خارج المخيمات وبنده الذي لم ينفذ بعد على رغم مرور أعوام على الاتفاق العام عليه.

الحريري - جعجع

وخرق الجمود السياسي أمس استقبال رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري في "بيت الوسط" مساء رئيس الهيئة التنفيذية لحزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، وعرض معه آخر المستجدات السياسية والاوضاع العامة.

وصرّح جعجع لـ"النهار" بعد اللقاء: "وضعني دولته في جو زيارته لسوريا وأنا مؤيد للزيارة التي يحضّر لها. واعتقد ان الرئيس الحريري يقوم بجهود جبارة، وحتى أكثر من قدرته، في محاولة لترتيب الاوضاع بين لبنان وسوريا ويتصرف كرجل دولة بكل معنى الكلمة. وكل ما يحضّر لطرحه على السوريين له علاقة بالاوضاع بين الدولتين وليس لامور لها علاقة بوضع شخصي، كما يفعل ويا للاسف آخرون كثر. اقول انه الوحيد من بين القيادات اللبنانية الذي يتعاطى مع سوريا بما يخسّره على مستوى زعيم سياسي أو رئيس تيار لكي يربح لبنان. فهو يحضّر مشاريع اتفاقات أكانت تجارية أم بيئية أم سياحية وفي كل المجالات التي فيها تعاون، اضافة الى المشاكل المزمنة مثل مشكلة السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وموضوع ترسيم الحدود وموضوع المعتقلين والمفقودين في السجون السورية وغيرها من المواضيع ذات الصلة. لذا، فأنا داعم للرئيس الحريري في هذا التوجه".

واضاف: "من جهة أخرى وضعته في حقيقة أجواء حادثة عيون أرغش وما حيك حولها من مؤامرات وتخيّلات وتصورات وهي للأسف أكاذيب وصلت الى حد ان نائب الامين العام لـ"حزب الله" (الشيخ نعيم قاسم) إما انه تبناها وإما انطلت عليه فتكلم فيها في الوقت الذي هي أبعد ما تكون عن الحقيقة. وأعطي مثلاً صغيراً على سبيل المثال لا الحصر هو المواطنان اللذان ادعى عليهما مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية فقط لحيازة اسلحة غير مرخّصة واطلاق النار، ولم يدَّعِ عليهما لا بتشكيل خلايا عسكرية ولا بحيازة مخدرات واتجار بها. وعلى رغم كل ذلك لا يزال الفريق الآخر يصر على اختلاق تشكيل خلايا أمنية واتجار بالمخدرات مما يؤكد ظننا السابق بتركيب القصص والروايات في محاولة منهم للنيل من القوات اللبنانية".

وتابع: "كما تناول البحث العمل الحكومي وضرورة تذليل العقبات من امامه وتفعيله، وخصوصاً لجهة التعيينات. واخيراً تكلمنا على بعض المشاريع الانمائية".

آلية التعيينات

وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية محمد فنيش اعرب امس عن اعتقاده ان "الجو مؤات" لاقرار آلية التعيينات غداً، فيما قالت مصادر لـ"النهار" ان التعيينات نفسها "تحتاج الى مزيد من الوقت بعكس الاتفاق على آليتها".

اما وزير العدل ابرهيم نجار فقال لـ"النهار" ايضاً إن ملف التعيينات القضائية التي تتم بمرسوم هو "قيد العمل على قدم وساق وأنا مهتم بانجازه".

وعلم أن ثمة عدداً لا بأس به من المراكز الشاغرة في القضاء، سواء تلك التي شغرت نتيجة التعيينات السابقة بين القضاة، او لجهة رؤساء الغرف في ديوان المحاسبة، او استكمال هيئة التفتيش القضائي التي تتألف من رئيس و10 مفتشين ومفتشين عامين. ذلك ان التعيينات الاخيرة شملت تعيين رئيس التفتيش القاضي اكرم بعاصيري، في حين ان في الهيئة حالياً قاضيين هما سمير حاطوم وايلي بخعازي. ومن الاسماء المرشحة لتولي المراكز الشاغرة الرئيس الاول لمحكمة الاستئناف في الشمال عبد اللطيف الحسيني مفوضاً للحكومة لدى مجلس شورى الدولة، وفي التفتيش القضائي رشح تسمية القضاة: حافظ العيد، رين مطر، محمد مصري، مارلين الجر وانطوان فرحات.

ويجري الكلام على تعيينات قضائية في مراكز شاغرة اخرى، إلا ان هذه الخطوة التي تتطلب ايضاً مرسوماً لن تتخذ قبل انتهاء السنة القضائية الحالية في تموز المقبل. ورشح في هذا السياق تسمية قاضي التحقيق العسكري سميح الحاج نائباً عاماً استئنافياً في الجنوب خلفاً للقاضي عوني رمضان الذي عيّن اخيراً رئيساً لديوان المحاسبة.

السلاح الفلسطيني

وتوقف المراقبون باهتمام امس امام استمرار التصعيد السياسي لـ"الجبهة الشعبية – القيادة العامة" التي ارتبطت الاحداث الاخيرة في قوسايا بسلاحها الذي يصنف بأنه خارج المخيمات، وتالياً يجب إزالته.

ورأى هؤلاء ان الاتهامات التي وجهها مسؤول الاعلام المركزي في هذه المنظمة أنور رجا الى النائب عن زحلة في كتلة "المستقبل" عقاب صقر هي بمثابة رسالة صوتية تلت الرسالة الميدانية التي تمثلت بالقنبلة في ساحة شتورة اول من امس والتي وضعت قبالة عيادة النائب الدكتور عاصم عراجي الذي ينتمي ايضاً الى الكتلة نفسها عن تلك المنطقة. وهذا يمثل إنذاراً لنواب المنطقة التي تجاور مربع قوسايا بألا يطرحوا ملفه على بساط البحث في المحادثات المرتقبة في دمشق.

الجنوب

في المقابل، أفادت مراسلة "النهار" في مرجعيون رونيت ضاهر ان عشرات الجنود الاسرائيليين خرقوا فجر امس الخط الازرق فاجتازوا مجرى نهر الوزاني الى الجانب اللبناني وعمدوا الى تعطيل جرافة كانت تعمل منذ يومين على الجانب اللبناني من النهر لانشاء متنزه "حصن الوزاني" بحجة انزعاجها منها، وابلغت ذلك الى القوة الدولية. وعلى الأثر شهدت المنطقة انتشاراً للقوة الدولية والجيش الذي أجرى مسحاً وتحقيقا في الحادث، ولاحقاً شوهدت قوة عسكرية اسرائيلية من ثمانية جنود بمحاذاة النهر مع اعتدتهم العسكرية كاملة وبدا أحدهم يحمل آلة لم يعرف نوعها ووضعها فوق إحدى الصخور.

 

 لبنان أمام ثلاثة «اختبارات» محلية - إقليمية 

 كلام «كواليس» عن مفاجآت في الانتخابات البلدية 

الرأي العام/تتجه بيروت نحو ثلاثة «اختبارات» مهمة من شأنها تظهير ملامح المرحلة المقبلة و«توازناتها»، وهي: الزيارة الثانية «المعلّقة» لرئيس الحكومة سعد الحريري لسورية و«ملابسات» موعدها، الجلسة الثانية لـ «طاولة الحوار» حول الاستراتيجية الدفاعية ومصير سلاح «حزب الله»، والانتخابات البلدية التي يحسم تحديد موعد دفعتها الاولى (في جبل لبنان) في الثاني من الشهر المقبل، كلام «الكواليس» حول إمكان تأجيلها.

وتكتسب المحطات الثلاث «حساسيتها» لاختلاط المحلي والاقليمي فيها، في لحظة «ضبابية» تعيشها المنطقة انطلاقاً من السمة الانتقالية في العلاقة اللبنانية - السورية وفي التحالفات في العراق، وفي تتمات مشروع المصالحة العربية - العربية، والرؤية الاميركية حول السلام في المنطقة، اضافة الى المبارزة الأكثر حماوة على جبهة الملف النووي الايراني.

ولمجمل هذه المعطيات احتلت الزيارة الثانية، التي لم تتم للحريري لسورية، مكانة بارزة في ضوء ما اشيع عن امتعاض سوري من اداء الحريري أخّر موعد الزيارة، الامر الذي دفع الى دخول سعودي - تركي على الخط، على النحو الذي ساهم في تبديد «تحفظات متبادلة» دفعت رئيس الحكومة اللبنانية الى القول انه سيزور سورية قريباً.

وترددت امس في بيروت، معلومات عن ان هذه الزيارة ستتم بعيد عودة الحريري من محادثات سيجريها في روما خلال زيارة تستمر ليومين في 19 و20 الشهر الجاري، وان هذه الفسحة الزمنية ستكون كفيلة بإنجاز الجانب اللبناني ملاحظاته على الاتفاقات السابقة المعقودة مع دمشق، وتصوراته لاتفاقات جديدة تتناول مجالات البيئة والتجارة والمصارف وما شابه.

وثمة من تحدث في هذا السياق عن ان ضغوط سورية لـ «قبض الثمن» في لبنان من السعودية نتيجة الدور الذي لعبته في العراق اخيراً في اطار تعزيز الدور السياسي للسنّة استجابة للتفاهم مع الرياض، وان الثمن الذي تريده دمشق يتمثل في «تفويضها» من جديد في ادارة الوضع في لبنان ولو عن بعد.

اما في شأن الحوار حول الاستراتيجية الدفاعية، فإن اقتراب موعد انعقاد «هيئة الحوار الوطني» في 15 الجاري اطلق مجموعة من الاسئلة المرتبطة بمصير السلاح الفلسطيني خارج المخيمات اثر الصدامات الاخيرة داخل معسكرات لـ «القيادة العامة»، وبالمواقف التي «تحظر» مناقشة مصير سلاح «حزب الله»، وهو ما ألمح اليه اخيراً زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي رأى انه لا بد من سحب هذا الملف من التداول السياسي والاعلامي.

وتتجه قوى «14 مارس» على هذا الصعيد الى طرح استراتيجيتها لـ «حماية لبنان» على طاولة الحوار، وتلفت اوساطها الى ما كان قاله الحريري خلال زيارته الاخيرة لاسبانيا حين اكد ان السلام يردع التطرف، وان الجواب على المأزق الحالي للسلام هو مزيد من التمسك بالسلام وان سلام لبنان من سلام المنطقة، مشيرة الى ان هذه المعادلات هي جزء من الاستراتيجية التي سيتم طرحها على طاولة الحوار. وعلى خط الانتخابات البلدية، وغداة إعطاء وزير الداخلية والبلديات زياد بارود ما يشبه «الصفارة النهائية» لانطلاق السباق في الانتخابات البلدية والاختيارية بتحديد مواعيد مراحلها في جبل لبنان في 2 مايو، وبيروت والبقاع في 9 مايو، والجنوب والنبطية في 23 منه والشمال في 30 منه، برز ما نقلته «وكالة الانباء المركزية» عن ان في كواليس المعارضة ما يوحي بعكس إجراء الانتخابات في بيروت، وقد نقلت عن مصادر سياسية متابعة دعوتها الى الانتظار اسبوعاً او أقل وتحديداًً الى ما بعد انعقاد جلسة مجلس الوزراء المقبلة لتحديد التوجهات، معربة عن اعتقادها ألا يتم الاستحقاق البلدي في المواعيد المحددة، ولافتة الى «إجماع غير ظاهر وغير معلن لدى جميع الأطراف على تأجيل الانتخابات أشهراً»، ومتوقعة ان تأتي المبادرة بالتأجيل من الحكومة وعبر وزراء المعارضة الذين سيطرحون الموضوع داخل الجلسة.

على ان حركة الماكينات على الأرض عكست إدارتها بسرعة قصوى، اذ رفعت مختلف القوى السياسية جهوزيتها. وبعد إبرام «حزب الله» وحركة «امل» اتفاق شاملاً حول الانتخابات يشمل كل الاراضي اللبنانية ووقعّه السيد حسن نصر الله والرئيس نبيه بري، اعطى «التيار الوطني الحر» الذي يتزعّمه النائب العماد ميشال عون إشارة الانطلاق لـ612 ماكينة انتخابية في المناطق المسيحية، رافعاً سقفاً لأي تحالف يقوم به وعنوانه محاربة الفساد.

وفي حين تأكدت المعلومات عن حصول تحالف في زحلة بين النائب السابق إيلي سكاف والوزير السابق خليل الهرواي تجري اتصالات لينضمّ اليه النائب نقولا فتوش، بدأت الاتصالات على اعلى المستويات لرسم خريطة التحالفات لانتخابات جبل لبنان التي تشكّل «الاختبار المسيحي» الأبرز في الاتنخابات البلدية اولاً نظراً الى الثقل المسيحي في هذه المحافظة ثم الى «الموزاييك» السياسي المتنوع الذي تضمّه والذي افضى في الانتخابات النيابية الماضية الى معارك «على المنخار» حسمها في أقضية عدة إما العامل الشيعي (كما في بعبدا وجبيل) او الارمني (كما في المتن).

ويذكر انه في الجبل الدرزي، فان الاتفاق الذي اُعلن بين «الحزب التقدمي الاشتراكي» برئاسة النائب وليد جنبلاط وبين النائب طلال ارسلان شكّل خطوة متقدّمة، في حين لم يتضح اذا كان جنبلاط سيتحالف مع أطراف في «14 مارس» او مع «التيار الوطني» في القرى والبلدات المختلطة (درزيا - مسيحياً) وإن كان قياديون فيه اكدوا امكان التحالف او التنسيق مع اي فريق سياسي سواء في الرابع عشر من مارس او «التيار الحر» وغيرهم.

اما في بيروت، فلا يزال النقاش دائراً حول امكان خوض الانتخابات بلائحة تضم مختلف الأفرقاء، على قاعدة ان يتقاسم المقاعد الـ 24 لبلدية العاصمة المسيحيون والمسلمون على ما كان ارساه الرئيس الشهيد رفيق الحريري. الا ان العقبة تبقى تمسك عون بالحصول على ستة من المقاعد المسيحية علماً ان تقارير تحدثت عن ان الحريري اعطى عون حصة له ولحلفائه الارمن من خمسة مقاعد، الا ان عون رفض ذلك وبقى مصرا على ان تكون حصته نصف عدد المقاعد على اقل تقدير، وهو ما اعتبرته «14 مارس» مخالفاً لنتائج الانتخابات النيابية التي حقق فيها هذا التحالف نتائج ساحقة في الدوائر المسيحية في العاصمة. وشهد مقر رئيس الهيئة التنفيذية لـ «القوات اللبنانية» سمير جعجع سلسلة لقاءات تتصل بالاستعدادت للانتخابات البلدية، اذ زار جعجج وزير الدولة لشؤون مجلس النواب ميشال فرعون الذي بحث معه في انتخابات بيروت، معتبرا أن «فرقاء 8 مارس، كالتيار الوطني الحر، غير ممثلين بين نواب بيروت وبالتالي لن يؤثر عدم وجوده على اللائحة الائتلافية».

 

المحكمة الخاصة بلبنان.. نموذج للعدالة بلا قاضي تحقيق 

  فرانسوا رو/السفير

لنقلها بوضوح. بعد 10 سنوات قضيتها في الدفاع أمام المحاكم الدولية، في دعاوى تسير، في الأساس، وفق إجراء انغلوسكسونية، أعلن أنني لست مؤيداً لغياب قاضي التحقيق (عن هذا النوع من المحاكم).

الحفاظ على منصب قاضي التحقيق في المحكمة من اجل الخمير الحمر في كمبوديا، يعزز الفكرة التي بموجبها يصبح هذا النظام (القضائي) حامياً لحقوق الدفاع وحقوق الضحايا على السواء، فضلاً على أنه مخول تحريك الدعاوى بطريقة أسرع.

وعليه، من المثير التدقيق في نظام أحدث محكمة دولية أنشئت حتى الآن، وهي المحكمة الخاصة من أجل لبنان، المكلفة بمعاقبة المسؤولين عن اغتيال (الرئيس) رفيق الحريري.

الأمر يتعلق حتماً بالنظام الذي تم التوصل إليه حتى يومنا هذا، في مسعى لفهم النظامين القضائيين الشائعين، القانون العام «كومون لو» (إجراءات الاتهام وفق الطريقة الانغلوسكسونية) والقانون الروماني الألماني (إجراءات استقصائية في ظل وجود قاضي تحقيق).

ليس في هذه المحكمة قاضي تحقيق، لكنها تتمتع بقاضٍ يملك سلطة تأطير تحقيقات فريقي الدفاع والاتهام، وحتى مساعدة هذه الفرق على إجراء هذه التحقيقات (الحجز، والتفتيش، والدعاوى والشهود). وخلافاً لما يجري وفق القانون العام، الصارم، يعدّ هذا القاضي، ملف الدعوى، الذي تم إعداده من قبل هذه الفرق، تحت إشراف مجلس القضاة.

ويتعين على الفرق، الاتهام والدفاع، إعداد تحقيقاتهما الخاصة بأنفسهما، الأولى في منحى اتهامي، والثانية في منحى دفاعي.

الأمر غير المسبوق بالنسبة لهذه المحكمة هو إنشاؤها، للمرة الأولى في تاريخ المحاكم الدولية، مكتباً للدفاع، وهو جهاز مستقل، يكون ملحقاً بمكتب الوكيل، ويزوّد فرق الدفاع المستقبلية بمساندة قضائية وتقنية لتمكينها من إقامة توازن مع فريق الاتهام.

ذلك يجري بالطبع وفق وسائل تمويلية لاحقة، ستسمح بحصول كل متهم على فريق حقيقي مؤلف من محامين، ومساعدين، ومحققين، ومكلَّفي إعداد الملفات، ومستشارين وخبراء، وذلك في إطار المساعدة القضائية.

لنكن واقعيين: إلغاء قاضي التحقيق يجعل من هذا النوع من المحاكم مكلفا مرتين أكثر، لأنه، لحين الوصول إلى جلسة المحاكمة، سيكون هناك تحقيقان مختلفان، يتعين على أن يكونا، في ما لو أردنا الحفاظ على محاكمة عادلة، على القدر نفسه من المساواة.

أما في ما يتعلّق بالمحاكمة، فينص النظام على أن يقرر القضاة بأنفسهم الطريقة التي ستسير فيها الدعوى: رئيس تدخلي، يسأل الشهود المقدمين من قبل كل فريق (وفق القانون المدني)، أو رئيس عرفي يسهر على حسن سير عمليات التحقيق والدفاع، التي يجريها المحقق وفريق الدفاع. هي عملية يفترض أنها تهدف إلى إظهار الحقيقة (القانون العام). وطبقاً للقاعدة المنصوص عليها في كل المحاكم الدولية، بإمكان القضاة كتابة رأي خارجي، لدى صياغتهم للحكم.

وحده التطبيق سيحدد ما إذا كانت توليفة هذين النظامين قابلة للتحقيق. إلى حينه، من الواضح أن مقرري النظام أملوا في توجيه رسالة واضحة بشأن دور الدفاع والوسائل التي يتعين أن يتمتع بها، في نظام حيث لا وجود لقاضي التحقيق، في ما لو أردنا فعلاً إحقاق العدالة المتوازنة والمجردة.

وجميعنا نعرف أن لدى المحاكم الدولية طموحات لترسيخ معايير قضائية، ستدعى الدول لانتهاجها... لاحقاً.

([) فرانسوا رو محام، يرأس مكتب الدفاع عن المحكمة من أجل لبنان.

(عن صحيفة «لوموند»)

ترجمة: جنان جمعاوي

 

 "السياسة" تنشر الرواية السورية لأسباب الانزعاج من رئيس الحكومة اللبنانية  

مستشار خادم الحرمين في دمشق خلال أيام لترتيب زيارة الحريري

السياسة/لماذا أرجأت سورية زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري إلى دمشق والتي كانت مقررة في 13 الجاري على رأس وفد وزاري?

في الشكل, كان أمين عام المجلس الأعلى اللبناني-السوري نصري خوري قد نقل إلى الرئيس الحريري أن رئيس الحكومة السورية ناجي العطري سيكون خارج دمشق في زيارة رسمية إلى الجزائر في 13 ابريل.

أما في المضمون, فإن هناك مؤشرات عن تعمد سوري بتأجيل الزيارة إلى أجل غير مسمى لحسابات سورية غير معلنة حتى الآن.

في بعض الروايات المتداولة, أن الموقف السوري من الرئيس الحريري ما زال غير مطمئن, وأن المسؤولين في العاصمة السورية يراقبون بدقة متناهية سلوك الرئيس الحريري وفريقه ونوابه والمحسوبين عليه, بهدف معرفة مدى ما يعتبرون التزام الرئيس الحريري تنفيذ موجبات ما اتفق عليه مع الرئيس السوري بشار الأسد خلال زيارته الأولى إلى العاصمة السورية في ديسمبر الماضي.

وبحسب رواية منسوبة إلى قيادات لبنانية مقربة جداً من دمشق, فإن المسؤولين السوريين أبلغوا مجدداً المملكة العربية السعودية امتعاضهم من استمرار فريق الرئيس الحريري بالسلوك السابق الذي يعتبرون أنه تحريضي, إن على المستوى الداخلي في لبنان أو ضد سورية, ولهذا فإن دمشق ستستمهل في استقبال الرئيس الحريري مجدداً ريثما يقتنع بضرورة حسم خياراته ويتخذ الإجراءات لضبط فريقه وإعلامه.

ووفقاً للرواية, التي نقلها مقربون من دمشق ل¯"السياسة", أن مسؤولاً سورياً رفيعا زار العاصمة السعودية الأسبوع الماضي حيث التقى كبار المسؤولين السعوديين وشرح لهم تحفظات دمشق على أداء الرئيس الحريري, خصوصاً في مهرجان "القوات اللبنانية" الذي أقيم في ذكرى حلها وتخلله كلام على المنبر ضد سورية استدعى يومها سحب ممثلي رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس المجلس النيابي نبيه بري وقائد الجيش العماد جان قهوجي, في حين بقي ممثل الرئيس الحريري حاضراً ولم يصدر عنه فوراً أو عن الرئيس الحريري أو عن "تيار المستقبل" لاحقاً ما يشير إلى أي اعتراض أو انزعاج أو تحفظ على ما قيل من كلام ضد الرئيس الأسد.

وأعرب المسؤول السوري عن خشيته من أن تنجح "القوات اللبنانية" ورئيسها سمير جعجع في جر الرئيس الحريري و"تيار المستقبل" مجدداً إلى خياراتها السياسية المعادية لسورية, خصوصاً أن كثيراً من مسؤولي "تيار المستقبل" ونوابه باتوا على علاقة شخصية وشبه يومية مع جعجع وهم يتأثرون بمواقفه وطروحاته السياسية.

وتضيف الرواية أن الرياض التي بلغت درجات التنسيق مع دمشق أعلى مستوياتها على خط متابعة الانتخابات العراقية, أبدت تفهماً للموقف السوري ووعدت بمتابعة الموضوع مع الرئيس الحريري.

وعلى هذا الأساس, وفقاً للرواية, فإن نجل خادم الحرمين الشريفين ومستشاره الأمير عبد العزيز بن عبد الله سيزور العاصمة السورية خلال الأسبوع الجاري, للعمل على إعادة الأجواء الإيجابية بينها وبين الرئيس الحريري.

لكن الواضح أن المسؤولين السوريين باتوا يضعون شرطاً أساسياً لاستئناف ما بدأ في العلاقة بين الرئيس الأسد وبين الرئيس الحريري بضمانة المملكة العربية السعودية, ويقضي بأن يبدأ "تيار المستقبل" فك ارتباطه مع "القوات اللبنانية", علماً أن رئيس الحكومة أعلن غير مرة أن الموت وحده يفرقه عن حلفائه في قوى "14 آذار", وهو ما أزعج سورية التي راكمت مزيداً من التحفظات منذ ذلك الحين حتى مهرجان "القوات" في ذكرى حلها, ثم في المواقف التي تلته إلى يوم أمس, وخصوصاً أيضاً ما صدر من مواقف عن نواب في "كتلة المستقبل" النيابية بشأن حادثة قوسايا وما تضمنته من تلميحات مباشرة إلى سورية بشأن السلاح الفلسطيني خارج المخيمات.

من كل ذلك يمكن الاستنتاج أن السبب المعلن لتأجيل زيارة الرئيس الحريري إلى دمشق بقرار سوري وليس لانشغال سوري, ما يعني أن الزيارة ستبقى معلقة إلى حين حصول دمشق على ضمانة جديدة من السعودية بشأن أداء الرئيس الحريري السياسي, وربما تحديداً لجهة مصير تحالفه مع "القوات اللبنانية", خصوصاً أن سورية باتت مرتاحة إلى وضعها اللبناني بعد أن نجحت في استدراج رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" النائب وليد جنبلاط الذي عاد إلى موقعه القديم قبل انتفاضة "14 آذار", وكذلك بعد أن نجحت في "تطويع" رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بعد تطويقه, بحيث أعلن عملياً التزامه والتصاقه الكامل بسورية.

لكن الإشكالية التي يبدو أنها ستشكل حجر الزاوية في إمكانية إصلاح مسار العلاقة المستحدثة بين سورية والحريري, هو في مدى قدرة الأخير على فك ارتباطه ب¯"القوات اللبنانية", وما إذا كانت المملكة ستوافق أصلاً على طلب سورية التي بعثت إليها رسائل انزعاج غير مباشرة بشأن ما تردده بعض الأوساط القريبة منها, بأن "القوات اللبنانية" ما تزال تتلقى دعماً مالياً سعودياً عبر دولة عربية وسيطة, وكذلك الأمر بالنسبة ل¯"حزب الكتائب".

 

يرفض التخلي عن حلفائه  

الحريري لن ينفصل عن جعجع نزولاً عند رغبة دمشق

بيروت - خاص:السياسة

أكدت أوساط سياسية قيادية في "تيار المستقبل" لـ"السياسة", امس, أن الحملات التي تشنها بعض قوى فريق "8 آذار" ضد "القوات اللبنانية", بهدف تشويه سمعتها, والتي يراد من خلالها فك التحالف القائم بينها وبين قوى الغالبية, وتحديداً "تيار المستقبل", لن تدفع رئيس الحكومة سعد الحريري إلى السير بهذا الاتجاه, وهو الذي أكد في أكثر من مناسبة أن الموت وحده يفصله عن حلفائه في قوى "14 آذار", ما يعني بكثير من الوضوح, أن أحداً لن يستطيع أن يفرق بين الحريري و"تيار المستقبل" وبين سائر مكونات الأكثرية, ومن بينهم "القوات اللبنانية" التي تربطها بسائر قوى الغالبية روابط متينة لا يقوى أحد على فكها.

وشددت الأوساط على أن الرئيس الحريري واضح في خياراته السياسية, سواء من موقعه كرئيس للحكومة أو كزعيم ل¯"تيار المستقبل" ولقوى الأكثرية, وبالتالي فإنه حريص على علاقاته مع رئيس الهيئة التنفيذية ل¯"القوات اللبنانية" سمير جعجع وقيادات قوى "14 آذار" كافة, وليس بهذه السهولة زعزعة هذا التحالف المتماسك وإيجاد شرخ بين قياداته, كما يسعى البعض إلى ذلك من خلال ترويج الحملات المغرضة التي تستهدف وحدة الغالبية بعد الإنجازات الكبيرة التي حققها خلال السنوات الخمس الماضية.

واعتبرت الأوساط أن التصويب السوري المدعوم من حلفاء دمشق في لبنان, لن يشكل عامل ضغط على الحريري لدفعه نحو تقديم تنازلات سياسية جديدة تريدها دمشق, بالابتعاد عن مسؤولي "14 آذار" وتحديداً "القوات" ورئيسها, وأنه إذا كان أراد فتح صفحة جديدة مع سورية انطلاقاً من موقعه كرئيس لحكومة كل لبنان, إلا أنه في المقابل, لا يمكن أن يتخلى عن حلفائه ورفاق دربه في مسيرة الاستقلال والسيادة, بعد الجريمة التي أودت بحياة الرئيس الشهيد رفيق الحريري, وأن هناك اتفاقاً لاستمرار العمل من أجل تحقيق كل أهداف "ثورة الأرز".

 

توقعات بخسارة عونية مدوية

 بيروت - "السياسة": قالت أوساط عليمة في قوى "8 آذار" إن العماد ميشال عون يتجه إلى خسارة كبيرة في الانتخابات البلدية إذ لم يستدرك الأمر سريعاً وينسج التحالفات الضرورية التي قد تنقذه في بعض المناطق. وأكدت أن خسارة عون في مدن وبلدات وقرى هذه المنطقة محسومة إذا لم يتحالف مع النائب ميشال المر و"حزب الطاشناق", كما أن خسارته في جونيه مؤكدة. أما في جبيل فإن المستقلين سيفوزون بدعم من قوى "14 آذار". ويبقى في جبل لبنان قضاء بعبدا حيث لن يستفيد عون من الصوت الشيعي كما في الانتخابات النيابية ليواجه منفردا تحالف مسيحيي "14 آذار". وفي الشمال, يضمن الوزير بطرس حرب الفوز بالتحالف مع "القوات اللبنانية" في منطقة البترون, وفوز "تيار المستقبل" بزعامة نائب رئيس مجلس الوزراء فريد مكاري وقوى "14 آذار" في الكورة. أما في زحلة فيتوقف النجاح على إمكان قيام تحالف الياس سكاف ونقولا فتوش والتيار العوني, وهو ليس بالأمر المتيسر حالياً.

أما في الجنوب, فإن جزين لن تكون مضمونة للجنرال هذه المرة لأن هناك تحالفاً جديداً بدأت تظهر بوادره بين النائب السابق سمير عازار المحسوب على الرئيس نبيه بري, وبين خصوم الأمس, والنائب السابق أدمون رزق وبعض رموز "14 آذار".

 

وسط تحركات غير اعتيادية في المناطق المسيحية 

"أم المعارك البلدية" في جونيه وزحلة وصيدا وجبيل وجزين

بيروت - "السياسة": بعد أن حسم المسؤولون الجدل القائم بشأن الانتخابات البلدية والاختيارية بالتأكيد على إجرائها في موعدها المقرر ابتداءً من الثاني من مايو المقبل, بموجب القانون القديم النافذ حالياً, استنفرت جميع القوى السياسية ماكيناتها الانتخابية, التابعة لها في معظم المناطق اللبنانية, استعداداً لهذه المعركة التي تعتبر بالنسبة إليهم نوعاً من الاستفتاء بشأن تكريس زعاماتهم في هذه المناطق التي قد تبدو سهلة في بعضها ومعقدة إلى حد التصادم الانتخابي في بعضها الآخر.

وفي هذا السياق رصدت "السياسة" تحركات غير اعتيادية في المناطق المسيحية التي تتنافس فيها القوى المسيطرة على الشارع المسيحي ك¯"التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" و"حزب الكتائب" والأحزاب الأخرى والمستقلين. ففي محافظة بيروت, يبدو أن التنافس على أشده بين القيادات المسيحية المستقلة المتمثلة بنواب الدائرة الأولى: ميشال فرعون ونديم الجميل ونائلة تويني والنواب الأرمن في مواجهة "التيار الوطني الحر" الذي يسعى رئيسه العماد ميشال عون لأخذ حصته في العاصمة بعد سقوط مشروعه بتقسيم بيروت إلى ثلاث بلديات. وفي وقت يصر النواب المسيحيون على عدم إعطاء العماد عون حصة في بيروت بعد خسارته في الانتخابات النيابية الأخيرة, لأن الناس قالت كلمتها, علمت "السياسة" أن رئيس الحكومة سعد الحريري يقوم باتصالات بعيداً عن الأضواء مع العماد عون للاتفاق معه على حصة معينة في البلدية, وأنه يحاول إقناع حلفائه بذلك عن طريق توسيط شخصيات روحية وتاريخية, وحتى الآن لم تصل الأمور إلى خواتيمها المنشودة. أما في منطقة المتن الشمالي فيبدو أن الأمور تتجه إلى إقامة نوع من التوافق وتقاسم المغانم في كل بلديات القضاء, ساحلاً وجبلاً. أما في قضاء كسروان, فيبدو أن الأمور حتى الآن هي عكس ما يشتهيه رئيس "التيار الوطني الحر" عون, وخصوصا ما يتعلق ببلدية مدينة جونيه, التي لا تزال خاضعة حتى الآن لنفوذ خصوم عون النائبين السابقين فريد هيكل الخازن ومنصور غانم البون.

وما يجري في كسروان يجري مشابهاً له في جبيل, حيث تتحكم القوى السياسية المتنافسة بقرار هذه المنطقة, ومن المؤكد بأن بلدية عمشيت مسقط رأس رئيس الجمهورية ميشال سليمان, حسمت باعتبارها محسوبة عليه. وفي ما يخص المناطق الشيعية, فإن الأمور محسومة بما يشبه الإجماع لصالح "حزب الله", وفي قرطبا مسقط رأس منسق الأمانة العامة في "القوات اللبنانية" فارس سعيد, فيبدو أن الأمور فيها تسير لصالحه, إضافة إلى القرى المجاورة.

وفي قضاء البترون, يجري الحديث عن تنسيق غير معلن بين "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" لتجنب المعارك الحادة.

أما في قضاء الكورة, فبالرغم من شدة التنافس السياسي بين فريقي ( 14 و8 آذار) في هذه المنطقة, يبدو أن هناك قواسم مشتركة في موضوع الانتخابات البلدية والاختيارية, وأن العائلات الكورانية متفقة في كل البلدات والقرى على إعطاء موضوع الإنماء المناطقي أهمية تتجاوز التنافس السياسي.

وكذلك الأمر في قضاء زغرتا الذي شهد في الأيام الماضية, توتراً مسلحاً على خلفية الإشكالات القائمة ما بين أنصار "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية وأنصار رئيس "حركة الاستقلال" ميشال معوض نجل الرئيس الراحل رينيه معوض, حيث تتجه الأمور إلى معركة حادة في هذا القضاء, على عكس الصورة في قضاء بشري التي تبدو محسومة لصالح "القوات اللبنانية".

أما في زحلة فيرى المراقبون بأن المدينة ستشهد تنافساً مسيحياً - مسيحياً, قد يصل إلى حدود معركة كسر العظم بين أنصار النائب السابق الياس سكاف وتحالف "14 آذار" المتمثل بحزبي "القوات اللبنانية" و"الكتائب". وفي جزين يبدو أن "التيار الوطني الحر" يصر على حسم المعركة لصالحه, كما جرى في الانتخابات النيابية.

وعلى خط التنافس السني-السني, فيبدو أن "تيار المستقبل" استنفر ماكيناته الانتخابية في كل لبنان وبالأخص في الشمال, حيث تتجه الأمور إلى إبقاء الوضع على ما هو عليه في طرابلس وعكار, باستثناء تغيير بعض الوجوه. وفي مدينة صيدا, ستكون المواجهة صعبة بين تحالف الحريري - السنيورة, ضد النائب السابق أسامة سعد ورئيس البلدية الحالي عبد الرحمن البزري.

 

الحريري ودمشق و"الخطوة خطوة"...

/النهارسمير منصور    

ليس في الأجواء المحيطة بالرئيس سعد الحريري ما يوحي وجود مشكلة مستجدة مع دمشق. وأما ما يحكى عن شروط وعقبات تعترض زيارته الثانية بعد الأولى "التاريخية" التي فتحت صفحة جديدة بعد المصالحة مع القيادة السورية، فتنفي الأوساط المواكبة لرئيس الحكومة وجودها أو على الأقل علمها بها، أو تضعها في إطار تسريبات واستنتاجات، لافتة الى احتمال وجود متضررين من علاقة جيدة بين الحريري والرئيس بشار الأسد خصوصاً، وربما بين لبنان وسوريا عموماً.

ولا يعني ذلك بالضرورة عدم وجود ملاحظات أو مآخذ سورية في مكان ما، مباشرة أو غير مباشرة من لبنان وقد باتت معروفة وتتناول شقين: الأول يتعلق ببعض التحالفات السياسية اللبنانية الداخلية، والثاني بتصريحات بين الحين والآخر من نواب في كتلة "المستقبل" أو قريبين من الحريري لا تبدو متناغمة مع ما يقوله أو مع مرحلة ما بعد زيارة دمشق.

وقد انحسر هذا الجانب بشكل شبه كلي، سياسياً وإعلامياً بناء على تعليمات مباشرة من الحريري. وأما الجانب الآخر والذي يتصل بمآخذ على بعض التحالفات من خلال قوى 14 آذار وتحديداً مع "القوات اللبنانية" فيبدو انه في طور المعالجة. وتعبر عن ذلك تصريحات من هؤلاء مؤيدة وداعمة للخطوات التي يقوم بها رئيس الحكومة في اتجاه دمشق ولكل الخطوات المتبادلة نحو علاقات أفضل بين لبنان وسوريا. وكذلك، يبدو الفارق واضحاً بين الخطاب السياسي للحريري في هذا الصدد، والذي تبدل كلياً بعد زيارته التاريخية لدمشق - وهي الأولى ولم تكن هناك قبلها معرفة شخصية بينه وبين الرئيس بشار الأسد - وبين خطاب بعض الأطراف في الداخل في "14 آذار" وتحديداً رئيس "حزب القوات" سمير جعجع. ولعل "أخذ جعجع الى سوريا"، أفضل من قطع العلاقة معه، وهذا من باب الاستنتاج ليس إلا، ولا يلزم أحداً. ومن غير الصعب تلمّس حرج لدى الرئيس سعد الحريري من جهة إزاء بعض حلفاء الأمس أو اليوم، ومن جهة أخرى حول وضعه أمام خيار الوفاء لهؤلاء أو الاختيار بينهم وبين دمشق.

لقد اختار الحريري دمشق، دون أن يتخلى عمن باتوا يشكلون إحراجاً له في مواقف كثيرة وإن كانوا في الوقت نفسه يشكلون عصب "الموالاة" في مواجهة "المعارضات" على تنوعها. ويبقى أن هذا الواقع الصعب يجعله في حاجة الى بعض التفهم من الجميع، ولاسيما أنه وضع خطاً فاصلاً بين مواقفه ومواقف الآخرين في قوى 14 آذار، ولا يجوز تحميله مسؤولية كل كلمة يقولها هؤلاء. ولا بد في مكان ما من سياسة "الخطوة خطوة".

وبدا واضحاً أن الحريري تعمد الرد في تصريحات أدلى بها خلال زيارته لاسبانيا على ما قيل ويقال حول زيارته المتوقعة لدمشق على رأس وفد وزاري إذ أكد أن الزيارة قريبة لافتاً الى "ايجابيات كبيرة" لمسها من الرئيس الأسد خلال لقائهما الأول والى أن "نقاط التلاقي أكثر بكثير من نقاط التباين" وأن "ما يجمعنا أكبر بكثير"، وداعياً الى التعاطي مع العلاقات اللبنانية - السورية بعيداً من الاعلام، في إشارة واضحة الى التسريبات والملاحظات المشار اليها آنفاً وفي إقرار بوجودها.

الزيارة قريبة نعم، وهذا ما أكده الحريري شخصياً، ولكن موعدها لم يحدد بعد، وستحدد بالتنسيق وبما يتلاءم مع التزامات الجانبين وجداول مواعيدهما. وبناء عليه لن تكون قبل الاسبوع الأخير من نيسان الجاري، فرئيس الحكومة السورية محمد ناجي العطري المعني مباشرة بزيارة نظيره اللبناني، مرتبط بزيارة للجزائر هذا الاسبوع. والرئيس الحريري مرتبط باجتماع هيئة الحوار الوطني الخميس المقبل 15 نيسان، وفي 19 منه مرتبط بزيارة لروما. ولا يبدو ان هذه المواعيد تدخل في إطار ملاحظات أو شروط أو عقبات بين بيروت والشام!

 

البلبلة تهدّد بمحاذير تنال من صدقية الدولة وبمكاسب وخسائر بين الأفرقاء

الهبة الأميركية بين اتفاق واتفاقية ومعاهدة وهجوم مسيّس ودفاع ضعيف

روزانا بومنصف/النهار

في منتصف التسعينات سعى لبنان بقوة من اجل رفع الحظر الاميركي الذي كان مفروضاً على الرعايا الاميركيين اليه، ووافق الاميركيون بعد جهد على ان يبحثوا في موضوع امن مطار بيروت لرفع الحظر الذي كانت فرضته الولايات المتحدة خلال الحرب. وقد قدمت نصيحة الى المسؤولين اللبنانيين انه وبما ان الاميركيين وافقوا على البحث في موضوع مطار بيروت ان يسعوا الى الحصول منهم على نحو مسبق على رفع الحظر عن بعض المواد التي كانت تحتاج مثلا الى اوروبا كممر عبور او ما شابه ذلك . الا انه في خلال البحث في الموضوع زار وفد ديبلوماسي اميركي بيروت وأبلغ موافقة لبنان على عقد اجتماعات امنية مع الاميركيين من اجل التثبت من امن مطار بيروت بما يسمح برفع الحظر المفروض على سفر الاميركيين والرحلات الجوية الاميركية الى بيروت. وقامت على الاثر حملة اعلامية وسياسية عنيفة تشبه في جوانب كثيرة منها الحملة التي شنت على الهبة الاميركية الى قوى الامن الداخلي. وكانت تلك الحملة تساق تحت عنوان ان الاجتماعات الامنية تهدف الى فصل المسارين اللبناني والسوري، وما الى ذلك من اتهامات. وكان ان اتصل رئيس الجمهورية الراحل الياس الهراوي بنظيره السوري الرئيس الراحل حافظ الاسد وابلغ اليه ان ما يجري يتخطى الاطار المتفق عليه بين لبنان وسوريا لجهة الحملة التي تشن على الاجتماعات الامنية الهادفة الى اعادة الاعتبار الى مطار بيروت بما يعنيه ذلك على اكثر من مستوى. فكان ان وعده الرئيس الاسد بأن تتوقف الحملات خلال 48 ساعة اي الوقت اللازم ليتم تعميم الموقف على حلفاء سوريا اصحاب الحملات. فاعطى الرئيس الهراوي اوامره بان تبدأ الاجتماعات الامنية بين لبنان والاميركيين حتى لو لم تهدأ الحملات باعتبار ان الامر سيتم وهو ما حصل واسفرت هذه الاجتماعات لاحقا عما اسفرت عنه من رفع للحظر عن سفر الاميركيين الى لبنان.

والسؤال يطرح مجددا في شأن الهبة الاميركية الى قوى الامن الداخلي باعتبار ان الجدل في شأنها في لجنة الاعلام والاتصالات لم يفض الى نتيجة ولم يقنع اي من الطرفين المدافع عنها او المعترض عليها الاخر في حين ان ما يحصل واقعا يكتسب معاني متعددة . فمن جهة تستمرالحملة الاعلامية والسياسية من اجل الغاء الهبة او مضامينها علما ان ثمة خلافات حولها مع اتجاهات تغرق في دفع الامور نحو ايجاد حل للموضوع بتعديلها في وقت لا يبدو واضحا حتى في كلام المتحاملين عليها ما اذا كانت تتضمن تعاونا مخابراتيا او بنودا "ملغومة"، وهل هي مختلفة عن الهبات السابقة او تلك المقدمة الى الجيش اللبناني، او هي تستهدف "حزب الله" وخصوصاً ان في كلام الرافضين لها التباساً ان من جهة اعتبار ان حصيلة التعاون مع الاميركيين ستذهب حكما الى الاسرائيليين او في اضفاء الطابع السياسي على الموضوع من خلال القول ان المرحلة المقبلة ستكون لانهاء اي شيء له علاقة بما سمي هيمنة اميركية . وفي هذين الاعتبارين اللذين يعودان الى مسؤولين في "حزب الله" انطباع ان المسألة سياسية اكثر منها واقعية، اقله وفق الحجج المقدمة وعلى اساس ان اي امر مع الاميركيين مشبوه وتاليا تحريم التعامل معهم والافساح في المجال لان يدور لبنان فقط في فلك ايران وسوريا وما يقدمه البلدان دون سواهما تحت وطأة الاتهام بالعمالة وما شابه، وان باسلوب مخفف عن المرحلة الماضية علما ان هذه الحملات وفق السياق الذي تأتي به ومن اطراف معينين ايضا لا تنفي صفة الغرضية السياسية غير البريئة ايضا.

ومن جهة اخرى لم يبدُ دفاع الاكثرية  عن هذه الهبة قويا لاقتصار الدفاع على النواب دون سائر المسؤولين الآخرين باعتبار ان الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله ادلى بدلوه في الموضوع وكذلك يفعل نائبه في حين ان رئيس الحكومة سعد الحريري لا يخوض في نقاشات يمكن ان تعيد تقسيم البلاد بين طرفي 14 و8 اذار لترؤسه حكومة وفاق وطني. واي دفاع من رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة لن يكون مقبولا في ظل حملة مسبقة قادها افرقاء في المعارضة ضده. ومع ان رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان اكد في معرض تعليقه على الموضوع ان احدا لن يسمح باستهداف " حزب الله"، فان الامر لم يؤخذ في الاعتبار. فضلا عن ان قوى الاكثرية لم تحسن الدفاع عن موضوعها شأنها في ذلك شأن الكثير من المعارك السياسية التي خاضتها في الاعوام القليلة الماضية وخسرتها لافتقارها الى القدرة على الدفاع عن قضاياها حتى لو كانت محقة. علما ان موضوع الجدل راهنا اي الهبة الاميركية التي تحولت اتفاقية او اتفاقا او معاهدة وفق تعابير تلقى في الاعلام اللبناني من دون اي قيمة للكلام مع ان لكل من هذه التعابير شروطها وكل منها مختلفة عن الاخرى.

وفي حال كانت الحملة السياسية والاعلامية لغايات سياسية محض وهي اقفال باب التعاون مع الولايات المتحدة فان ذلك سيسبب ضررا بالغا للبنان ولا يعتقد ان الولايات المتحدة ستسكت عن ذلك فضلا عن الانتصار الذي ستسجله قوى المعارضة سابقا تحت عنوان ان المواجهة التي خاضتها من اجل حق التعطيل كانت في محلها ومن اجل ردع الاكثرية عن اخطاء تقع فيها ويمكن ان تقع في اي لحظة بالاضافة الى ما يتركه ذلك من انطباعات احباط لدى جمهور قوى الاكثرية المحبط راهنا لاكثر من سبب.

فلماذا لم يتم ايلاء الموضوع الى متخصصين من غير النواب والوزراء من الفريقين كون مواقفهم غير موضوعية في اي حال من اجل مقارنة شروط هذه الهبة مع الهبات الاميركية السابقة كانت ثمة بنود مضمرة او ملغومة لكي يبنى على الشيء مقتضاه حتى لو ادى ذلك الى التنازل عن الهبة والتخلي عنها علما ان الامر يكون مشروعا عندئذ؟ اما في ما عدا ذلك فثمة الكثير من الاذية تلحق بصدقية لبنان امام مواطنيه  في الداخل، وهي اصلا ليست على مستوى مرتفع، كما في الخارج ولن تنفع كل الجهود والزيارات الى دول العالم  لتحسين صورته.

روزانا بومنصف  

 

 

 

الرئيس الجميل في لقاء الكوادر: اي خروج عن مستلزمات السيادة هو انتحار للجميع ونداؤنا عبر الحوار ان تكون هناك مصارحة بعيدا عن الطريقة الفوقية      

11 Apr. 2010   

Kataeb.org: وصف رئيس حزب الكتائب اللبنانية الرئيس امين الجميل لقاء اليوم بالمميز لان النخبة المجتمعة تجدد الايمان والتصميم. وتوجه الى المشاركين في لقاء الكوادر بالقول "حضرتم من كل لبنان وانتم تجسدون الوحدة لخدمة لبنان كله وتجديد الوعد." معتبرًا انهم كوادر تشكل سبع عقود من التضحية وحمل الرسالة الى المقيمين والمغتربين والنضال المستمر في خدمة لبنان وقد اعطوا الدم والدموع ليبقى لبنان.

ورأى أن الكوادر واكبت المسيرة ولبنان الكرامة والحداثة والمسيرة من الدم والدموع.

واضاف:" يجب ان نركز على وضعنا ككتائبيين وعلى بيتنا الداخلي وعلى سر استمرارية الحزب."

وأكد ان ما يحقق ديمومة الحزب والمسيرة ثلاثة قيم : "الايمان بلبنان وهذا نذر التزمناه وكان المحرك الاساسي للحركة الكتائبية، وايماننا بلبنان هو ايمان بالانسان اللبناني ذي الجبين الناصع ونؤكد اليوم هذا الايمان من خلال مواجهة المخاطر والتحديات.فالكتائب بالمرصاد لمواجهة المخاطر الداخلية والخارجية."

أما القيمة الثانية، فهي "التضامن الرفاقي الذي حافظنا عليه في وجه كل التحديات والمخاطر فكان الرفيق واحدًا في كل لبنان."

واضاف:" في اي معركة كانت، نرى كل الرفاق قد هبوا للمساعدة والتضامن مما حفظ الحزب وابقانا رأس حربة في الدفاع عن لبنان وهذه المحبة تعمدت بالدم والدموع والانتصارات. "لافتًا الى أن القيمة الثالثة هي الانضباط الذي علمنا التقيد بالقانون.

وشدد على أن الحفاظ على الحزب يكون بالتقيد والتمسك بالتقاليد الجامعة بيننا والتي اسست للمدرسة الكتائبية. إذ إن هذا الانضباط امّن تداول السلطة في الحزب ونموّه.

اضافة الى أن تداول السلطة على كل المستويات حققه التضامن والمحبة وحرصنا على استمرارية النضال.

ودعا الكوادر اليوم الى اعادة التفكير في "قيمنا: الايمان بلبنان والانسان والتضامن والانضباط. " وقال:" انطلاقا من هذه القيم نحدد مسارنا السياسي وذلك عبر العودة الى الينابيع والمدرسة التي ارساها الشيخ بيار الجميل."

واكد الرئيس الجميل أن الكتائب حزب التجدد والاجيال الطالعة والتداول بين الاجيال و"الامانة بايديكم".

وتابع:" ننظر الى العمل السياسي بكل ضمير وطني ولا مصلحة لنا الا مصلحة الوطن ومواقفنا تكون انطلاقا من المصلحة الوطنية وتمسكنا بالقيم."

وعن الانتخابات البلدية، اعتبر ان البلدية هي الخلية الاساسية في المؤسسات الوطنية لافتًا الى المشروع المتطور الذي قدمه حزب الكتائب، واضاف:" اذا تعثر سنستمر بالسعي الى تحقيقه لتنظيم العمل المؤسساتي ولكي لا تكون المؤسسات عدوة للمواطن."

وتابع:"سنخوض المعركة لانها استحقاق دستوري وكنا نصر على اجرائها في موعدها ويبدو ان الامور حسمت في 2 ايار."

وشدد على ضرورة خوض الانتخابات البلدية انطلاقا من مبدأ الانماء مصرًا على ان تكون ذات طابع انمائي ووطني بامتياز وذلك لتبني اللامكزية الموسعة فيكون تجمع البلديات خطوة نحو طريق تحقيق اللامركزية.

وعن سير المؤسسات، قال:"نلمس تعثرا دائما في عملها فلا الرئيس يستطيع ان يلعب دور الحكم ولا الحكومة تحقق طموحات الناس ولا المجلس يحقق المشاريع المطروحة وهذا غير مقبول."

ودعا الرئيس الجميل لحوار فعال ولتحمل المؤسسات مسؤوليتها لحماية المواطن.

اما على صعيد الامن، قال:" حدث ولا حرج والاحداث الامنية سببها الشتاء والصيف تحت سقف واحد. طالما ان هناك فئات تحمي نفسها بحصانة لا نعرف من اين وطالما ان لا عقاب في ظل وجود جماعات خارجة عن قرار الدولة وطالما هناك محميات فكيف سينتظم الامن ويلتزم الناس بالقانون؟"

وتابع:" يجب ان ندفع بديناميكية كاملة لتقوم المؤسسات بدورها ولكي لا تكون هناك اي موانع امام الاجهزة في تحركها على كل مساحة الوطن والا ستبقى الامور في مهب الريح والبلد على كف عفريت."

وطالب الرئيس الجميل بأفضل علاقات مع سوريا وذلك عبر تحقيق مطالب اساسية. معتبرًا ان سوريا تقوم بخطوات فعلية لتحسين العلاقة، مشجعًا خطوات الحريري في هذا المجال ولكن يبقى على سوريا ان تجاوب مع الخطوات اللبنانية.

واكد ان " يدنا ممدودة ومستعدون لاي خطوة لمعالجة القضايا العالقة مع سوريا. مشددًا على انه يجب ان تنحصر العلاقة معها في اطار العلاقات الحكومية."

وفي موضوع حزب الله، شدد الرئيس الجميل على أن القضية ليست غرائزية او طائفية بل "نعالج سلاحه عبر مستلزمات السيادة فهل نريد ان يبقى لبنان ساحة الصراعات على ارضنا؟"

واشار الى ان استعادة العافية اللبنانية تكون عبر الدولة القوية والمؤتمنة عبر السيادة.

واضاف:" كل اعتراضنا هو على الازدواجية في السلطة والاباحية في بعض الاماكن التي تفتح المجال للبؤر التي تسبب الكوارث للفلسطينيين وتخلق المشاكل لاهالي القرى المجاورة للمعسكرات.

وسأل:" هل قررنا ان نلزم امننا والدفاع عن وطننا لاطراف خارجة عن الشرعية مما ينعكس على مستقبل البلد ومصداقيته."

واضاف:"نعتبر ان اي خروج عن مستلزمات السيادة هو انتحار للجميع ونداؤنا عبر الحوار ان تكون هناك مصارحة بعيدا عن الطريقة الفوقية."

وختم قائلا:" بالمحصلة ، ليس صدفة ان حزب الكتائب صمد والطريق لا تزال طويلة والمخاطر كبيرة. طمأنا المسيحيين في مراحل كثيرة ولا زلنا واذا اردنا ان نقوم بواجبنا الوطني علينا ان نحسم امرنا ونعترف ان لا خلاص للبنان الا اذا عادت الكتائب واحدة موحدة وقوية."

Kataeb.org Team

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

النائب سامي الجميل في لقاء الكوادر

- احيّ جميع المسؤولين الحزبيين، بدءًا من فريق البيت المركزي بالأمانة العامة والمصالح والمجالس الى جميع الأقاليم والأقسام الكتائبية.

- بعد 15 سنة من التغييب القسري بقي الكتائبيون ينتظرون عودة القضية للحزب ليعودوا الى الحزب والفضل كان للشهيد بيار الجميل

- ما ان حقق المصالحة وعاد الى البيت حتى ظنوا انهم يستطيعون قطع رأس الحزب الذي هو منظم اكثر من اي وقت آخر والذي يتطور يوميًا بخطى ثابتة وخطة واضحة وهو المعروف بتنظيمه ونظامه وانضباطه فعاد ليرفع التحدي من اقصى الجنوب الى الشمال

- كثيرون يسألون عن استمرارية حزب الكتائب والجواب انه عمّر على قيم لا تموت مع الوقت وهي قيم دائمة ولا تموت وهي التي تفسر والتي تعطينا امثولة حول كيفية التعاطي مع بعضنا والدولة ومجتمعنا

- اولا آمنت الكتائب بالانسان واعطته القدرة على تحقيق طموحه من خلال الحزب فكان الالية التي تدفع الانسان اللبناني الى ايصال افكاره وتحقيق طموحاته الشخصية المشروعة وليس تلك التي يضحى بالبلد من اجلها ومن اجل الكرسي

- اعطينا الفرصة لكل كتائبي التدرج في حزب الكتائب وان يصل ويصبح نائبًا ووزيرا فتدرجوا وتطوروا وتسلموا المسؤوليات ووثق الحزب بهم

- فخضعوا لامتحان كبير وهو ثقة الشعب ومنهم ماروني والصايغ ولويس ابو شرف وادمون رزق وجورج سعادة وهم رفاق كتائبيين ومن خلال الحزب عملوا لمصلحة لبنان وتحملوا المسؤوليات وحققوا ايضًا طموحهم الشخصي

- آمنا بالانسان ولكن الدولة لم تؤمن بالانسان بل تستعبده وتدفعه الى الركع والتسول وهذا نرفضه لان بناء الدولة الحقيقية هي ان يكون الانسان فيها محترمًا لاي طائفة وحزب انتمى

- نعمل يوميًا لافراغ الانسان من الشعارات الفارغة

- بعض المسؤولين يريدون ان يظهروا ان الانسان اللبناني لا يرى ولا يفكر ونحن نريد ان نثبت العكس وندرب الكتائبيين اولا وسنعود مجتمعنا ان يرى الحقيقة كما هي

- نعدكم اننا سنبيعكم نضال وتضحيات وحقيقة وليس شعارات

- نحترم اخصامنا وحلفائنا وكل انسان ولسنا بحاجة الى تشويه صورة اخصامنا لنكبر فوحده الانسان الصغير يستعمل هذه الاساليب.

- حزب الكتائب هو حزب التنظيم وكل مؤسسات الحزب عادت ولكن الدولة!

- الدولة تسير بلا خطة وكل مسؤول لديه خطة لنفسه ولا خطة مركزية.

- وسأل ما هي الخطة الاقتصادية والاجتماعية لضمان شيخوخة ووقف هجرة الشباب؟

- ما هي خطة الكهرباء لئلا تنقطع عندنا ؟

- العلة الكبيرة ان الحلول موجودة ولكن احد لا يستعملها فوزارة التخطيط عملها التخطيط لكل وزارات الدولة ولكنها على الرف

- وزارة الاشغال تزفت الطريق، فتأتي وزارة الاتصالات وتمد قساطل فتضطر وزارة الاشغال التزفيت مجددًا فبعدها تأتي وزارة الطاقة!! فوزارة التخطيط تخطط بين هذه الوزارات وتوفر على خزينة الدولة وهذه الاموال التي يدفعها بعض اللبنانيين الذين يدفعون الضرائب.

- الشفافية والمحاسبة: نحكي كل شيء بشفافية ونقدم مسؤولينا للرأي العام

- ليحاسبونا ونحن نطلب من الكتائبيين محاسبتنا والقول ماذا يريدون وهكذا نتصرف مع الرأي العام ونقدم حقيقتنا وعليه هو ان يحاسبنا ويحكم علينا.

- ولكن اين شفافية الدولة والمحاسبة فيها. من هو المسؤول عن الدين العام؟ اين ذهبوا الاموال ومن هو المسؤول؟ واللبنانيون يدفعون افلا يحق لنا معرفة مصيرهم؟

- بالنسبة الى القضايا المنسية، التي يثيرونها ولا ندرك كيف انتهى الموضوع. هل تذكرون بنك المدينة؟ ورنا قليلات؟ ماذا حصل في التحقيق؟

- ماذا حصل في قضية افلاس عز الدين؟ او لا نستطيع التحدث فيها لان لها علاقة بالمقاومة وبالتالي هي قضية عليا.

- ماذا حصل في قضية شبكة الاتصالات؟ يقال انها اوصلت لبنان بسوريا وايران. نظام تكنولوجي خارج اطار الدولة.

- ماذا حصل في التحقيق بقضية جوزف صادر وماذا نقول لعائلته؟

- ماذا حصل في المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية؟ ماذا تفعل الدولة لتستردهم؟

- ماذا حصل في قضية الطائرة الاثيوبية؟ ماذا حصل في الصندوق الاسود؟

- ممنوع علينا ان نعرف شيئًا وعلينا العيش في الاوهام ونصدق كل ما يقال لنا. وهل تذكرون قضية كوتونا.

- ماذا حصل في قضية مار ميخايل ومن اطلق النار على الجيش؟

- ماذا حصل في شاكر العبسي؟ ولماذا سمحوا لزوجته بالرحيل؟

- بيار وانطوان وسليم ونصري قدموا انفسهم من اجل لبنان. فماذا تفعل الدولة اللبنانية؟

- الدولة اللبنانية حتى الان لم تنظر الى عائلات الشهداء

- لو لم يكن لبيار الجميل عائلة من كان ليعيّش اولاده؟

- كل ما نعرفه ان البلد يعيش على الشعار والاقاويل والاسلوب الاخير هو اسلوب المصادر لان الجبناء لا يذكرون اسماءهم ويستعملون المصادر

- وأخر خبرية ان حزب الكتائب باع البيت المركزي. وبوضوح تام. هؤلاء 3500 كتائبي مستعدون اعطاء حياتهم دفاعًا عن البيت المركزي لئلا نقول كل الكتائبيين في كل انحاء البلد.

- حزب الكتائب يؤمن بكرامة الانسان والوفاء لقضيته ونفتخر ان نسير بعكس السير

- نحن لا نسير عكس السير لكننا اوفياء فلا نقول شيئًا قبل الانتخابات وننسى بعد الانتخابات. فكرامتنا تسقط ان تخلينا عن شهدائنا والمعتقلين في السجون السورية الذين هم جزء من كرامتنا

- ولكن كرامة الدولة اين؟

- يدعون الى بناء علاقات ممتازة مع سوريا وذلك لان مصلحة لبنان تقتضي بذلك وبعلاقة ندية من دولة الى دولة ويجب ان تكون علاقة احترام متبادلة ولكن لماذا الزحف والمزايدات؟

- المشكلة في فتح اوتوستراد طريق الشام وعودة هذه العادة ونعتبر انه يجب ان تختصر من دولة الى دولة ورئيسا الجمهورية والحكومة هما المسؤولان عن هذه العلاقات.

- احد لا يحترم الشعب بلا كرامة ولا الدولة بلا كرامة.

- فاذا اهنا ولم نجب فنكون بلا كرامة

- الصدق: هو قيمة اساسية للحزب.

- نحن نقول ما نفكر به وننفذه

- اللوفكة واللعب على الناس والكذب هذه ليست من عاداتنا فنحن صادقون مع انفسنا ومع من انتخبنا وان انزعج البعض.

- لا يمكن ان نقول اننا لا نشرع سلاح حزب الله ومن ثم نشرعه. فمصداقيتنا عند الناس اهم شيء عند حزب الكتائب

- يقولون انه لا يمكن العمل هكذا في السياسة لانه اما يقتلوك او يهمشوك او يحاصروك ويجب السير بمبدأ اليد التي لا تستطيع عليها قبلها وادعي عليها.

- كل واحد موجود بالحزب يخاطر بحياته وهو يؤمن بالقضية إذا لم تكن في الحزب لقول الحقيقة امام كل الناس فذلك لا يستحق المخاطرة

- نحن هنا لنكون صادقين مع الناس ولن نحيد عن المبادئ الاساسية وقول الحقيقة كما هي وسنبقى كما كنا في الماضي في خدمة لبنان والتعددية في لبنان

- واذا كانت السياسة لعب ولوفكة فنحن حزب وطني وسنبقى كذلك

- ليس حزب الله المشكلة وانما سلاحه وسأقول انه ما من اعظم من المقاومة اللبنانية سلاحًا وتنظيمًا وعتادًا لم يحصل في تاريخ لبنان. نحن لم نممن احد من اللبنانيين بتضحياتنا وتقديماتنا. شبابنا نزلوا بايمانهم ومسلحين بايمانهم بان لبنان مقدس ومستعدون للموت من اجله. بعد كل هذا التاريخ عندما انتهت الحرب كان المسيحيون والكتائب اول من سلموا سلاحهم للجيش.

- سيأتي يوم، وسيقفل اوتوستراد المطار بسلاح وصواريخ وعتاد باتجاه وزارة الدفاع وسيكون يوم تسليم سلاح حزب الله للدولة اللبنانية وهذا اليوم لا مهرب منه وحتى تحقيق ذلك يجب ان ننظم ونعمل في مجلس الوزارة والنواب وفي بلداتنا لنقوي الوجود في القرى ونعمل على احضار الاكفاء والجيدين والذين سيحولون قرانا الى جنة

- وسنتعاون مع كل ابناء قرارنا من اجل مصلحتها وسنتعاون مع الجميع لاننا لم نضع يومًا مصلحتنا قبل مصلحة مجتمعنا. وميزتنا اننا لم نخض معركة في المكان المناسب

- التاريخ وحده يستطيع الحكم على امين الجميل.

- الرئيس امين الجميل عبر بفترة معينة عن الروحية الكتائبية التي نؤمن فيها اليوم. في مرحلة حساسة عندما خيّر بين مصلحة المسيحيين وحزب الكتائب قرر الهجرة وتسليم بيوت الكتائب لئلا تسقط دم مسيحي.

- نؤمن في هذا الخط ولا نريد الكراسي ومستعدين للتضحية بذاتنا وبالحزب من اجل مصلحة لبنان العليا ونمد يدنا لكل من يريد تطوير المناطق ولبنان وسنعمل على توحيد الصف المسيحي وهذا ليس بشعار

- اذا استمررنا في تخوين بعضنا البعض فكيف سنحقق الوحدة المسيحية؟

- هذا التحدي سنسير به الى النهاية من دون التنازل عن مبادئنا وثوابتنا.

- اريد التوجه الى الجميع بالقول ان اليد لا تصفق وحدها. على رغم قهركم والقرف واليأس ولكننا شعب لبناني ولسنا ايّ شعب واثبتنا قدرتنا على الانتفاضة والثورة على الذات وحزب الكتائب يقدم نفسه للتطور وندعو الى اختبار التجربة الكتائبية وتعيشوا التجربة الديمقراطية بالحزب وانطلاقة الحزب الجديدة ونتعاون لنحقق احلامنا ولا تتركوا احدًا يوهمكم العكس لان لا ارادة تعلو على ارادة الشعب اللبناني والانسان اللبناني شرط وحدة الاحرار في لبنان وتضامنهم ليخلقوا التطور وندعوهم لاختبار التجربة الكتائبية ونبني البلد على مستوى شبابنا والاجيال الطالعة وننظر الى المستقبل بأمل وعنفوان وصدق ومعنويات عالية وانطلاقًا من الحقيقة

 

 

 

اتفاق ثلاثي : المر ــ الجميل ــ القوات حسم رئاسة الإتحاد في المتن

 الأحد, 11 أبريل 2010 01:21

عادت لتطل برأسها من جديد، وعقب بأن المعركة ستحتدم في المناطق المسيحية كما حصل أثناء الانتخابات النيابية، فالأطراف الشيعية تفاهمت وتقاسمت معظم البلديات في مناطقها، وكذلك أنهى الدروز والسنة انتخاباتهم قبل ان تبدأ.

هذا الكلام ان دل على شي، فعلى ان الانتخابات واقعة لامحالة في المناطق المسيحية، خصوصاً ان أقطابها بدأوا في الحراك الانتخابي عبر اللقاءات وبلورة تحالفات جديدة او إحياء تحالفات قديمة.

النائب ميشال المر، الذي يرتبط اسمه دائما بالاستحقاقات الانتخابية ومعاركه، بدا في استقبالاته التقليدية اثناء عيد الفصح، التي جمعت حوله عدداً كبيراً من المهنئين بالمناسبة ،من المناصرين والمؤيدين «المريين» ورؤساء البلديات المتنية مرتاحاً ومتحمساً للانتخابات البلدية، حتى انه مازح أحد المشكوك بولائه: أهلاً بك يا يوضاس.

يقول العارفون في اللعبة المتنية ان المر على ما يبدو أنجز مسودة تحالفاته مع النائب سامي الجميل وحزب القوات اللبنانية، وان الاتفاق حسم ايضاً رئاسة الاتحاد لكريمته ميرنا المر.

الاتفاق الثلاثي لا يضيره كما تقول أوساط متنية انضمام الكتلة الأرمنية إليه، او ان تدور في فلكه، خصوصاً ان لدى الطاشناق اليوم حسابات مختلفة عن الحقبة الماضية.

ونوعية هذه التحالفات في حال ثباتها ، سوف تسبب إشكالية لدى التيار الوطني الحر، لأن حليف العماد عون في المتن هو الحزب القومي الذي يرفض كل اشكال التحالف مع حزبي الكتائب والقوات اللبنانية.لذلك قرر التيار إعادة وضع استراتيجية انتخابية يحاكي فيها الناخب المتني خصوصاً بعد ان تأثر هذا الناخب بعدة أحداث لم تأت في مصلحة التيار ولا سيما ان مهرجان الحكمة الذي دعا إليه أحد نواب التيار سبب إحراجاً للمحازبين المتنيين، وطرح علامات استفهام في حينه حول جدوى وفوائد يجنيها التيار من مهرجانات مماثلة في عمق المنطقة المسيحية.

وقد حملت «المظاهر» التي سادت في بعض المناسبات الدينية مؤخراً، وفي قداديس الفصح وما رافقها من عظات دينية وتصفيق للبطريرك صفير دلالات واضحة حول مجرى الانتخابات مما دفع بعض الناشطين والمسؤولين في التيار الى التحرك بسرعة باتجاه الرابية لإنقاذالخطة العونية الموضوعة للانتخابات وحصرها بالمنسقين الذين عينتهم الرابية، وهؤلاء يملكون حيثيات مقبولة في المتن ولدى الفريق الآخر.

ويكشف أحد نواب المتن عن «حماوة» بلدية في المتن لا تقل بضراوتها عن الانتخابات النيابية الماضية بين الأقطاب المتنيين، الذين يتطلعون لإثبات حيثياتهم السياسية.

فرئيس الجمهورية السابق إميل لحود يتطلع الى المشاركة في المجلس البلدي في بلدته بعبدات ويعتبر ان الائتلاف سيكون على قاعدة إنمائية وليس سياسية، وبالتالي يطرح اسم ابن شقيقه نصري كنائب للرئيس او ابنه رالف.

ويضيف النائب ان الصورة المتنية لا تزال الى حدٍ ما ضبابية، لكنها تؤشر الى معركة حاسمة وقاسية على غرار المعارك التي سبق ان اشتهر بها القضاء، خصوصاً ان كل فريق في المتن له أهدافه وتطلعاته الاستراتيجية والسياسية ، فالعماد عون يريد إثبات ان انتصاره النيابي في المتن الشمالي كان «صافياً» ومن رصيده الشعبي فقط، اما المر فيتطلع الى تعرية انتصار عون من الدعم الأرمني وكشف حجمه الحقيقي كما يرى المر ، وانه ترك لأنصاره حرية الإئتلاف الحزبي او الإنمائي في البلدات والقرى، في حين ان فريق القوات ومعه حزب الكتائب لديهما حسابات مختلفة ويعتبران المعركة سياسية بامتياز واستمرار لمشروعهما السياسي ذاته، وان تساهلهما في مسألة رئاسة الاتحاد إلا محاولة لترسيخ التحالف مع المر.

إبتسام شديد

 

النائب قباني: زيارة الرئيس الحريري إلى سوريا مقررة وتحتاج إلى تحضير لتثمر

وطنية- 11/4/2010 اكد عضو "كتلة المستقبل" النائب محمد قباني ان "زيارة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري إلى سوريا مقررة من حيث المبدأ، وما يحصل الآن هو التحضير لها". وقال النائب قباني في حديث إلى قناة "أخبار المستقبل" اليوم ان "الزيارة المرتقبة للرئيس الحريري الى سوريا هي زيارة عمل، ولها مواضيع وملفات بحاجة الى تحضير لتكون مثمرة" وأوضح "ان الكلام الذي يعلن عن زيارة الرئيس الحريري الى سوريا في 13 و 14 نيسان الحالي هو كلام صحافي، إذ لم يصدر تأكيد له من اي جهة رسمية لا سورية ولا لبنانية". من ناحية اخرى، قال النائب قباني ان "مواعيد الانتخابات البلدية اعدت وأعلنت" وشدد على "ضرورة ان يصدق الشعب اللبناني أن المواعيد المعلنة والقانونية لاي استحقاق امر يجب ان يحترم". ووصف النسبية بأنها "نظام انتخابي جيد ومعمول به في الكثير من الانظمة الديموقراطية في العالم", إلا انه لفت الى "ان هناك بعض الصعوبات في التطبيق العملي لهذا المبدأ في لبنان". ودعا الى "التمييز بين السلاح الفلسطيني والسلاح اللبناني". وذكر ب"القرار الواضح الذي أخذ في هيئة الحوار بنزع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وبتنظيم السلاح داخلها بحسب المقتضيات الامنية لسكان المخيم". والح على"ان العنوان العريض للسلاح اللبناني هو الاستراتيجية الدفاعية، وهي الموضوع الوحيد الذي يجب ان يناقش بثقة متبادلة بين اللبنانيين لوضع مصلحة الوطن والشعب في الدرجة الاولى". واشار إلى"ان الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان امر متكرر ودائم". وقال: "اسرائيل تجتاح سماء لبنان بشكل يومي، وهذا اعتداء على القرار 1701 وعلى لبنان وعلى القرارات الدولية". ورأى ان "العدو الاسرائيلي لا يستطيع ان يعيش بسلام، وبالتالي هو يسعى دائماً الى الحرب لتوحيد الصفوف السياسية والعسكرية خلف سياسة الحكومة الاسرائيلية".

 

النائب فريد حبيب طالب النيابة العامة التمييزية بتسطير مذكرة توقيف بحق انور رجا

وطنية - 11/4/2010 استنكر عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب فريد حبيب ما تضمنه كلام المسؤول الإعلامي في الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة أنور رجا من استباحة فاضحة لهيبة الدولة اللبنانية ولكرامة أبنائها، معتبرا أن كلام رجا وقاحة في التعاطي مع الدولة واعتداء صريح على سيادتها، وذلك على قاعدة رضي القتيل ولم يرضى القاتل، مشيرا الى أنه وبناء على ما تقدم، أطلّ هذا الأخير من جديد بسمومه ليوزع اتهاماته يمينا ويسارا باتجاه فئة واحدة من اللبنانيين مما يوضح خلفية كلامه ومن يقف وراءها، متسائلا عن الصفة التي خوّلت رجا الإدلاء بما أدلى به وهو لا يتجاوز كونه حلقة من سلسلة مجموعات مسلحة متمردة على السلطات اللبنانية وعلى القضية الفلسطينية الأم، تهدد بالعمق أمن لبنان واللبنانيين وتعبث به قتلا وخطفا، وتمارس باستخفاف إرهابها. واضاف النائب حبيب: أن السلاح المتواجد خارج المخيمات موجود في الموقع المشبوه كونه يقع في بقعة جغرافية لا تمت الى المواجهة مع اسرائيل بصلة، عدا عن ان مواجهة اسرائيل على الاراضي اللبنانية هي مهمة الدولة اللبنانية وليس احد سواها، لافتا الى أن هذا السلاح معروف الأهداف بحيث يُنقل من خارج الحدود بعد تدريب حامليه وتوجيههم نحو الأراضي اللبنانية لغاية ما عادت خافية بأبعادها على أحد . وفي سياق متصل، أدان النائب حبيب التهديد المباشر الذي أطلقه أنور رجا بحق النائب عقاب صقر وبحق مؤسسة قوى الأمن الداخلي وفرع المعلومات فيها، لافتا الى أن تطاول رجا على النائب عقاب صقر هو تطاول مباشر على المجلس النيابي ككل، مطالباً النيابة العامة التمييزية بالتحرك وتسطير مذكرة توقيف بحق المدعو رجا نظرا لما يلي : أولا ـ تهديد أمن الدولة اللبنانية بشكل خاص وأمن اللبنانيين بشكل عام . ثانيا ـ تهديد أمن نائب في البرلمان اللبناني بشكل مباشر والإفتراء عليه بسلسلة من التلفيقات التي لا صحة لها سوى في أذهان أسياده . ثالثا ـ التحامل على مؤسسة قوى الأمن الداخلي واتهام مدير فرع المعلومات فيها بالوقوف وراء أحداث قوسايا وكفرزبد . رابعا ـ إرتكاب أعمال القتل والتخريب على الأراضي اللبنانية . خامسا ـ احتجاز مواطنين لبنانيين واخوة فلسطينيين واشخاص آخرين عنوة وبدون وجه حق ودون أي وازع أو رادع، خاصة وأنه غير ذي صفة تخوله لا هو ولا غيره القيام بأعمال مماثلة.

 

المفتي الجوزو حيا الرئيس اردوغان والامة التركية

وطنية - 11/4/2010 نوه مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو في تصريح اليوم، بالمواقف "المشرفة والتاريخية لرئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، التي لفتت انظار العالم، وبدات اسرائيل تحسب لها حسابا كبيرا، ما يؤثر على مجريات الامور في المنطقة كلها". وقال: "الان والامة كلها تشتعل على ارضها الحروب، وتهددها اسرائيل من اقصى الشرق الى اقصى الغرب، انتفضى المارد التركي ليلعب دوره التاريخي في الدفاع عن حضارة هذه الامة، وعن ارضها المقدسة في فلسطين ليعيد الحق الى اصحابه".

وحيا المفتي الجوزو الدور التركي الرائد، وناشد "الامة التركية العظيمة وعلى رأسها الجيش التركي ان تلتف حول هذا القائد التاريخي الكبير لاعادة امجاد تركيا، وربطها بالعالم العربي والاسلامي من جديد، ومعها العدالة والاعتدال، والاسلام العاقل الحكيم". واشار الى "ان الامة العربية تقدر كل التقدير تحية الرئيس اردوغان، وتؤكد ان تاريخ الامة العربية ارتبط ارتباطا وثيقا بتاريخ تركيا، وان الخلافة العثمانية كان لها دورها في الدفاع عن ارض فلسطين، وبخاصة من قبل السلطان عبد الحميد الذي لم يفرط بحبة تراب من ارض فلسطين".

وختم المفتي الجوزو موجها التحية للامة التركية، و"جميعنا وراء هذا القائد الذي يذكرنا بامجادنا التاريخية".

 

سعيد حاضر في بشري عن الشؤون الداخلية ووضع 14 آذار وثورة الارز:

استهداف القوات هو استهداف كل الأحزاب والتيارات الموجودة في 14 آذار

تأييدنا للمحكمة الدولية ليس من باب تصفية الحسابات بل لتثبيت العدالة

وطنية - بشري - 11/10/2010 نظمت القوات اللبنانية - بشري محاضرة لمنسق الأمانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار الدكتور فارس سعيد عن "القراءة السياسية العامة للشؤون الداخلية اللبنانية والإقليمية، ووضع حركة 14 آذار وثورة الأرز"، وذلك في اطار دورات الجامعة الشعبية في قاعة أوتيل بالاس في بشري.

استهلت المحاضرة بالنشيد الوطني فنشيد القوات، ثم كلمة ترحيب وتعريف لمنسق القوات في بشري المحامي رولان طوق، فحدد مواضيع المحاضرة، واشار الى أنها "تأتي في سياق اللقاءات الدورية للجامعة الشعبية"، منتقدا ما " تتعرض له مدينة بشري والقوات اللبنانية من حملات تضليل ومحاولات تشويه لصورتهما".

سعيد

حيا الدكتور فارس سعيد في كلمته ابناء بشري المقاومين والمدافعين عن لبنان في أحلك الظروف وقال:" إن ما حصل لا يطال القوات اللبنانية فقط أو سمير جعجع بل يطال كرامة بشري ، ونحن ندرك تماما ما يحصل من مشاكل على حدود منطقة عيون أرغش والبقاع منذ مئات السنين ، وما حصل لا يعني بأن بشري كما يحلو للبعض تصويرها بأنها تتعامل مع اسرئيل وبأن أبناءها يتخلون عن وطنيتهم . لذلك لا يجب السكوت عن هذا الموضوع بروية وهدوء، لأن ما حصل استهداف ليس فقط لبشري إنما لكل جبالنا وقرانا التي رفعت رأسها بقرع أجراسها وبصمودها ، ويجب علينا أيضاً التحرك ليس فقط كقوات لبنانية خصوصاً وإن ما حصل كان استهدافاً لكل عائلات بشري التي تقول دائماً نحن دائماً أحرارا".

وتابع:" لذلك جئت اليوم حاملا معي رسالة تضامن من جميع الناس الذين نتفاعل معهم من جزين الى زحلة ومن بيروت الى بشري مؤكدين وقوف الجميع الى جانب أبناء هذه المنطقة الصامدة . لا تخافوا قفوا وقولوا للجميع الأمور كما هي للحفاظ على كراماتكم وأرضكم".

وعن الوضع السياسي العام تحدث الدكتور سعيد عن مواضيع ثلاث أولها صمود قوى الرابع عشر من آذار على مبادئها وقال:" نحن في مرحلة دقيقة من تاريخ لبنان مرحلة صعبة جداً انتقالية بين انسحاب الجيش السوري من لبنان والمحاولات الدائمة من قبلها لعودة نفوذها الى لبنان . انتقالي بين مرحلة اللا دولة وبين محاولاتنا الدائمة لبناء الدولة ، انتقالي بين مرحلة عربية انهار فيها النظام في العراق وخوف الأنظمة الأخرى على أنظمتها وبين مجموعة من الناس انطلقت عبر نزولها الى ساحة الشهداء في الرابع عشر من آذار لتعبر عن عدم رضاها لما كان يحصل ، وهذا الوضع الإنتقالي جعل الصورة ضبابية وقليلون يرونها على حقيقتها ويعملون بما يملي عليهم ضميرهم ، ومن هنا بات الدكتور سمير جعجع محط أنظار الكثيرين خصوصاً بعد محاولة إلغاء القوات اللبنانية وإدخاله السجن".

اضاف:" حاولنا في قرنة شهوان كقوى مسيحية المطالبة بخروج الجيش السوري من لبنان ، ولكن أهدافنا لم تتحقق إلا بعد إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وتحالفنا الإسلامي المسيحي وتضامننا من أجل إخراج الجيش السوري من لبنان . وهذا الموضوع شكل صدمة للسوري، برأيي لغاية اليوم لم يتمكنوا من الخروج منها . وطبعا لديهم نوايا في محاسبة كل من ساهم أو سعى لإنجاح هذه الإنتفاضة وتأمين هذه اللحمة المسيحية الإسلامية وراهنوا بعد خروج الدكتور سمير جعجع على فصل هذه اللحمة التي تضمن الوجود المسيحي والوجود اللبناني وعدم عودة السوري الى لبنان ولكن للأسف هناك أفرقاء يغلبون مصالحهم الشخصية على المصلحة الوطنية العامة ومستعدون للتحالف ليس فقط مع بشار الأسد بل مع أحمدي نجاد أيضاً . وبالتالي فإن هناك فريقاً راهن على الشراكة الداخلية وفريقاً آخر يراهن على الإستقواء بالخارج ، فريقنا لم ولن يراهن إلا على الشراكة الداخلية والإلتحام الإسلامي المسيحي خصوصاً وإننا عشنا مرحلة عصيبة من الإنفصال الداخلي وانتقل العنف وقتها الى داخلنا الى داخل قرانا وبلداتنا. أما بعد تلاحمنا أنجزنا خروج الجيش السوري من لبنان ، أنجزنا قيام المحكمة الدولية ونتأمل أن تكون في مراحلها الأخيرة لنكتشف من اغتال الرئيس الحريري ورفاقه ليس من باب تصفية الحسابات إنما من باب تثبيت مفهوم العدالة للبلد خصوصا وإنها إذا طبقت العدالة مرة ستطبق دائما".

وتابع:" كل هذه الإنجازات في حاجة الى حماية خصوصا وإن هناك دائماً محاولات لفك الإرتباط الإسلامي المسيحي ، وكنا نقول قبل الإنتخابات أننا نريد نيل الأكثرية كي نتمكن من إقامة توازن بين الديموقراطية من جهة وبين السلاح من جهة أخرى . وبفوزنا بالأكثرية في حزيران 2009 تمكنا من إقامة التوازن ولو بالحد الأدنى ونحن مستمرون ليبقى هذا التوازن بيننا وبين منطق السلاح في لبنان".

وأشار سعيد الى "موضوع انتقاد البعض لزيارة الرئيس الحريري الى سوريا ومحاولة البعض لفك إرتباط قوى الرابع عشر من آذار ، لكن الدكتور سمير جعجع أدرك ما يحصل آنذاك وبادر الى مباركة زيارة الرئيس الحريري الى سوريا ودعمها ضمن المبادىء المتفق عليها ، وبذلك مر قطوع فك الشراكة الإسلامية المسيحية ووصلنا الى لقاء البريستول في 14 شباط 2010 حين قال الرئيس الحريري جملته الشهيرة ، " لا يفصلنا عنكم إلا الموت " ، وبالمقابل قال الدكتور سمير جعجع " نحن نتفهم الظروف التي أنتم فيها ونتفهم التقارب السوري السعودي وندرك ما يحصل في المنطقة ومنطق الدولة يجب أن يبقى سائداً وأنت تمثل كل اللبنانيين وسنكون دائماً الى جانبك " . هذا الكلام أزعج السوريين فحاولوا فرط قوى الرابع عشر من آذار ولم يفلحوا، إنتقلوا الى استهداف فريق القوات اللبنانية واستهداف الدكتور جعجع بالتحديد لتشويه صورة القوات اللبنانية وإعادة ربط صورتها بأحلك صورة خلال الحرب الأهلية في لبنان وتشويه صورة الدكتور سمير جعجع عبر كل وسائل الإعلان التي تدور في فلك سوريا وعبر كل الشخصيات التابعة، والهدف من كل ذلك تخويفنا وتيئيسنا. إني أؤكد لكم أننا في العام 2010 ولسنا في 1994 كلنا وراء القوات اللبنانية إذا تم استهدافها، وكلنا في قوى 14 آذار نعتبر أن استهداف القوات اللبنانية يستهدف كل فرد من هذه القوى وكل الأحزاب والتيارات والشخصيات الموجودة في 14 آذار وبالتالي علينا أن ندرك تماماً بأن كل ما يحصل من ضغوطات إعلامية يهدف الى فك هذا الإرتباط ويهدف الى ضرب المعنويات علينا أن ننتفض وأن نقول أن معنوياتنا قوية ومستمرة وأن تحالفنا بيننا وبين المسلمين لم ولن يفك في لحظة من اللحظات". وعن الإستحقاقات الثلاث التي تتحكم بالمسرح السياسي اللبناني قال سعيد:" هذه الإستحقاقات ليس لنا كلبنانيين أي تأثير عليهم أو لدينا أي معلومة عنهم نحن فقط في موقع المتبقي. لسنا مشاركين في صياغتهم أو في توقيتهم إنما سنتلقاهم أولها موضوع المحكمة الدولية وانعكاساتها على الداخل اللبناني ، وثانيها موضوع ترأس لبنان للمرة الأولى المجموعة العربية في مجلس الأمن الذي سيصدر العقوبات بحق إيران وسيكون موقف السفير اللبناني محرجاً في حال مشاركته أو غيابه وسينعكس ذلك طبعاً على الداخل اللبناني في الحالتين . وثالث استحقاق موضوع السلام في المنطقة ، السلام العربي - الإسرائيلي والذي يشكل انعكاساً أيضاً على الداخل . أنا أؤكد أن اللبنانيين في موقع المتلقي وهم غير مشاركين فيها . هناك موضوع واحد وهو موضوع المحكمة الدولية الذي يشكل بالنسبة لنا إنجازاً كبيراً حققه الشعب اللبناني وفريق 14 آذار . ولكن منذ إنشاء هذه المحكمة وباتت بعهدة المجتمع الدولي والأمم المتحدة لم يعد من تأثير لبناني عليها وبالتالي من يدعي بأن هذه المحكمة مسيسة هو من يخاف المحكمة الدولية ومن يدعي التسريبات هو أيضاً خائف منها . نحن كلبنانيين بشكل عام ومسيحيين بشكل خاص داخل 14 آذار لا تأثير لنا ولا ارتباط ولا أي علاقة ولا نعرف ماذا يجري في أروقة المحكمة الدولية ونحن نقبل بأحكامها أياً تكن هذه الأحكام ، أما غيرنا فيعتبرها مسيسة بحسب رغبته . واليوم نرى البعض منهم يتنصل من النقطة الإجماعية التي اتفقنا عليها على طاولة الحوار في العام 2006 ويحاولون تحت عنوان تسريب المعلومات أو الكلام عن الإستدعاءات التفلت من هذه المحكمة، ومن تكلم عن إستدعاء عناصر من "حزب الله" الى تحقيق في المحكمة الدولية ليس أي شخص من 14 آذار بل من 8 آذار".

وقال:" كل ما نريده هو أن تستكمل المحكمة الدولية عملها ونرفض المعادلة التي يحاول "حزب الله" وضعها أمامنا اما السلم الأهلي أو العدالة . لأن العدالة وحدها تجعل من المجتمع اللبناني مستقراً هكذا قالت الكنيسة المارونية وهكذا قال البطريرك الماروني وهكذا تعلمنا منذ ألفي سنة وحدها العدالة تؤمن استقرار المجتمعات ".

وعن موضوع العقوبات على إيران قال:" إن إيران تسعى لأن تكون دولة فاعلة وأن تدخل في النادي النووي في العالم لتمتد بنفوذها على سائر المنطقة ، ولكن نحن لا نريد أن يستخدمنا أحد صندوق بريد ويستبيح أرضنا ويجعل بلدنا غير مستقر . فقط بوحدتنا الداخلية وتلاحمنا الإسلامي المسيحي نتمكن من تحييد لبنان عن الصراع الإقليمي الدولي ".

وعن المبادرة العربية للسلام نوه الدكتور سعيد بخطاب الدكتور سمير جعجع خلال الإحتفال الذي أقيم في البيال وطرحه موضوعاً متقدماً جداً حول القضية الفلسطينية وقيام الدولة الفلسطينية، " كان حكيماً ولا يزال في هذا القول أولاً لأن هذا القول حق وثانياً لأنه ربطه ليس فقط بشأن سياسي إنما أيضاً بشأن إنساني وثالثاً لأنه أراح شريكه المسلم . وقال الدكتور جعجع جملة إضافية "إنني أنتمي الى حركة وطنية إسلامية مسيحية إسمها 14 آذار وهذه الحركة هي جزء من 14 آذار عربي". وقال "أن كل من يؤمن بعملية السلام ومن يدفع إليها هو جزء من 14 آذار عربي، وكل من يؤمن بالشرعية الدولية هو جزء من 14 آذار عربي ، وكل من لا يؤمن بذلك هو جزء من 8 آذار عربي". وبالتالي يكون الدكتور جعجع قد خرج من بيئته البشراوية المارونية اللبنانية الى بيئة أوسع ووضع نفسه شريكاً من الموقع الموجود فيه مع زعماء العالم العربي قائلاً إنني أتقاسم معهم نظرة سياسية واحدة لحل قضية فلسطين ولحل موضوع الصراع العربي- الإسرائيلي". اضاف:" أتصور بأن هذا الموقف متقدم جدا وذكي، تقدم به فريق مسيحي من قوى 14 آذار خصوصا وأنه أراح في مرحلة استهداف الإرتباط المسيحي الإسلامي الشريك الإسلامي . لم يقل أنه مع فلسطين ويريد إلغاء لبنان ، لم يقل أنه مع فلسطين ويريد إلغاء القوات، إنه رجل شريف يريد أن يضع يده بيد الأشراف في لبنان وبيد كل الأشراف في الوطن العربي هكذا تصنع السياسة".

وختم:" هذا الموقف يجب أن يكون محط انظار لنا جميعا وعلى الجامعة الشعبية وعلى الكوادر السياسية فيها أن تتنبه الى هذه المحطات الثلاث استكمال المحكمة الدولية وما سينتج عنها. إستكمال ما يحصل بين المجتمع الدولي وإيران وانعكاس ذلك على لبنان، واستكمال ما يجري بموضوع الصراع العربي - الإسرائيلي . وإذا فهمنا ذلك يسهل علينا معرفة ما يجري داخل لبنان . هناك زيارة مرتقبة للرئيس سعد الحريري الى سوريا نحن ندعم هذه الزيارة لأنه سيذهب اليها كرئيس لحكومة لبنان وعلى رأس فريق وزاري ليبحث مواضيع لها علاقة بالإتفاقية الثنائية بين بلدين كما تحصل بين أي بلدين"، مستغربا "الاحداث التي حصلت في كفرزبد والعبوة التي اكتشفت في شتورة والمشاكل في قوسايا قبل الزيارة رغم وجود هذه الأماكن تحت سيطرة حزب فاعل لديه القدرة على ضبط كل الأحداث. وسأل هل كل هذه الإشارات تسهل موضوع العلاقات اللبنانية - السورية ؟ وهل تسهل عمل رئيس الحكومة وطرحه العلاقات مع الجانب السوري من كل جوانبها ؟ لذلك أكرر علينا أن نفهم ما يجري حولنا من أحداث كي نفهم ما يجري في الداخل".

 

المنار تسأل :هل ستحصل زيارة الحريري الى دمشق؟ ... متى وما هي التحضيرات لذلك ؟ 

المنار/هل ستحصل زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري الى دمشق ومتى؟ وماذا عن التحضيرات السورية واللبنانية في هذا المجال ؟

رئيس الحكومة سعد الحريري حسم  قضية زيارته لسوريا، مؤكداً حصولها قريباً لكن دون الاعلان عن اي موعد... موقف مستغرب كونه لم يأت بجديد بهذا الصدد ، اذ انه اعلن عن نيته القيام بهذه الزيارة منذ اشهر من مقر السفارة اللبنانية في سوريا، لكن الموقف قد يكون معللاً، بالنظر الى ما تردد عن معوقات سياسية وتقنية تحول دون حصولها، وان هذه المعوقات استدعت تدخلاً سعودياً، كان من نتائجه كلام الحريري من اسبانيا، وهو كلام سبقه اتصال بين الاخير والقيادة السورية، بحسب معلومات المنار.

عضو كتلة المستقبل النيابية النائب عمار حوري قال " اعتقد انه في وقت معقول ستتم هذه الزيارة وفق ما اعلن حتى هذه اللحظة  لكن لم يحدد موعدها , ربما هناك بعض المتضررين من تحسن العلاقات اللبنانية السورية يحاولون في مكان ما  ان يعبروا عن انزعاجهم من هذا التحسن . بكل بساطة  العلاقات هي باتجاه صحيح , قرار الرئيس سعد الحريري بفتح صفحة جديدة  هو قرار استراتيجي لا عودة عنه" .

ومن جانبه الامين العام للمجلس اللبناني السوري الاعلى نصري خوري  قال ان " الجانب السوري يريد ان يعرف ماذا يحمل الجانب اللبناني من اقتراحات حتى يصار الى اتفاق على جدول أعمال , وبالتالي إلى مناقشة الأمور  وفق سلة متكاملة , من المؤكد ان الجانب السوري يعرف ان هناك الكثير من الكلام في وسائل الإعلام وليس على الصعيد الرسمي حول تعديل المعاهدة , فالجانب السوري يريد ان يعرف الموقف الرسمي بهذا الموضوع , وهل هناك اقتراحات ما تتعلق  بتعديل المعاهدة ام لا" . 

 لكن المفارقة ان كلام رئيس الحكومة الايجابي من مدريد، رافقه كلام سلبي ضد دمشق من لبنان، من قبل بعض نواب تيار المستقبل، في ازدواجية لعلها هي التي تؤخر عملية بناء الثقة على خط السراي الكبير - قصر الشعب.

وبهذا الصدد قال النائب حوري "بالعكس نحن كفريق سياسي موقفنا واضح , ربما هناك بعض الملاحظات الجزئية من هذا النائب او ذاك او وزير,  لا اكثر".

 بأي حال، الزيارة التي ربطت بجدول اعمال لم ينجز منه لبنان الا الجزء اليسير حتى الان، تحتاج الى تحضير على مستويات عدة.

خوري قال للمنار ان الخطوة الأولى هو اجتماع تحضيري أولي يصار خلاله الى طرح كل جانب ما لديه , ويصار خلال الى اتفاق  على جدول اعمال ومن ثم  تحدد مواعيد  لانطلاق اجتماعات تحضيرية  بشكل مكثف لانجاز  المواضيع التي ستطرح للتوافق على كيفية مقاربتها , ولن يكون هناك أي نوع من اتخاذ القرارات , فترفع الاقتراحات الى الاجتماع الاساسي الذي سيعقد برئاسة رئيسي مجلسي الوزراء .وبحسب ما علمت المنار، من المفترض ان تعقد في دمشق منتصف الاسبوع المقبل، اولى الاجتماعات التحضيرية للزيارة ، بمشاركة من الجانبين اللبناني والسوري.

 

صراع بين خطوط بيانية

محمد سلام، السبت 10 نيسان 2010

إذا كان البلد منقسما استراتيجيا، فكيف يمكن أن يتوحد تكتيكيا؟

وإذا كان البلد منقسما حيال السياسة الخارجية، بشقيها الإقليمي والدولي، فكيف يمكن أن يتوحد في السياسة الداخلية التي تستخدم منصة لتبادل إطلاق النار السياسي على خلفية الخلافات الخارجية؟ في البلد من يؤيد تفعيل العمل العربي المشترك لتعزيز قدرات العرب وحماية وجودهم، كما في البلد من يؤيد استحداث إطار إقليمي للشراكة يضم إلى العرب إيران وتركيا.

في البلد من يرفض ضم إيران إلى الشراكة العربية لأن الدولة الفارسية، بذلك، ستحقق اختراقها التاريخي للقرار العربي وتصبح، أقله شريكا موازيا لكل العرب، أو شريكا "معطلا" للقرار العربي الجامع. وفي البلد أيضا من يرفض ضم تركيا إلى الإطار الإقليمي المرفوض من العرب على خلفية رفض الشراكة مع إيران، ولكن هذا البعض يرفض ضم تركيا إلى الشراكة لأن وجودها في القرار سيؤثر على فعالية ومدى القرار الإيراني. وفي البلد من يتمسك بمبادرة السلام العربية منطلقا لحل أزمة الشرق الأوسط وصولا إلى إقامة دولة فلسطينية مقابل دولة إسرائيلية وإحلال السلام. فيما يرفض الطرف الآخر مبادرة السلام العربية انطلاقا من رفضه مبدأ السلام من أساسه مع العدو الصهيوني.

في البلد فريق يريد علاقة طبيعية متوازنة بين الدولة اللبنانية والدولة السورية، ولكن في البلد أيضا من يريد علاقة مميزة مع سوريا تمر عبر "المقاومة"، وفق ما ظهّره بوضوح رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في مؤتمره الصحافي الشهير إثر عودته من اجتماع المصالحة الشهير مع الرئيس السوري بشار الأسد عبر التشديد على أن "الخط البياني" للعلاقة مع سوريا يمر عبر "المقاومة". عند هذه النقطة تحديدا يقع الالتباس.

برأي قوى 14 آذار، الخط البياني الطبيعي للعلاقة مع سوريا يمر عبر الدولة اللبنانية ويصب تحديدا في الدولة السورية بحيث يكون القرار السيادي في سوريا هو ملك دمشق حصرا والقرار السيادي في لبنان هو ملك بيروت... حصرا. ولكن الخط البياني الممانع يرى أن العلاقات اللبنانية مع سوريا تمر عبر انسجام قرار الدولة اللبنانية مع قرار "المقاومة".

على هذه الخلفية أطلق جنبلاط دعوته، بل تحذيره، "لسحب" موضوع سلاح "حزب السلاح" من التداول.

فهل يعني ذلك أنه لا يعود للبنان وحده البحث في شأن هذا السلاح غير القانوني الموجود حصرا على الأرض اللبنانية؟

سوريا الرسمية لا تقول ذلك، ولكن ما قاله جنبلاط العامل على إعادة ترتيب أولوياته إثر لقاء الأسد .. لا يعني سوى ذلك!!!

هذا الالتباس غير الملتبس في المعنى سيتم تظهيره، بنسبة أو بأخرى، في الاجتماع الثاني لمؤتمر الحوار الوطني بقصر بعبدا في 15 نيسان الجاري عندما يجد المشاركون أنهم أمام استراتيجيتين للدفاع الوطني، تتناقض أولوياتهما... جذريا.

-استراتيجية قوى 14 آذار التي تنطلق من حماية البلد من أي اعتداء إسرائيلي عبر ربطه بالمطلق بمبادرة السلام العربية.

-إستراتيجية "حزب السلاح" التي ترفض التسوية السلمية وتربط البلد بمحور الحرب الدائمة عبر التحالف مع محور "شعوب المقاومة" التي ستغير وجه المنطقة وتلغي إسرائيل من الوجود.

ولكن سوريا، التي استضافت أحمدي نجاد صاحب نظرة إلغاء إسرائيل والسيد حسن نصر الله الساهر على تطبيق هذا "الوعد الآلهي"، تريد سلاما مشرفا مع إسرائيل يعيد لها جولانها المحتل منذ العام 1967.

فما هي المسافة التي ترغب سوريا فعلا في قطعها مع محور "الممانعة"، وما هي أسس الخط البياني للعلاقة مع دمشق عبر معبر "المقاومة" وفق دعوة جنبلاط، وهل يمكن إيجاد تسوية للتناقض الحاصل بين أولويات الاستراتيجيتين الدفاعيتين؟؟؟

بغض النظر عن مضمون الإجابة عن كل من التساؤلات، تبقى العلاقة الطبيعية والسوية بين الدولتين اللبنانية والسورية مطلبا أساسيا يترجم بالسعي الجدي من قبل الحكومة اللبنانية لرسم خطه البياني... بغية تحقيقه، ما يتطلب توافقا وطنيا على الاستراتيجيات لا نزاعا ممسوكا على التكتيكات.

 وإذا تصاعد النزاع التكتيكي، سيفقد لبنان فرصة تحديد استراتيجيته الوطنية بالمطلق، وليس الدفاعية فقط، ليدخل في نفق صراع عنفي بين الخطوط البيانية للمنطقة بأسرها.

ولن يخرج لبنان من مثل هذا الصراع... كما كان قبله.

 

لقاء "كوادر الكتائب 2010" في ورشة تنظيمية لهيكلية الحزب

الرئيس الجميل: الحزب باق وإلى الأمام ولبنان ثابت ولن تقوى عليه التجارب سنخوض الانتخابات البلدية تحت شعار "الإنماء والتوافق" بقدر الإمكان

نشجع تحرك رئيس الحكومة نحو سوريا ونتمنى على سوريا ان تتجاوب مع مسعاه سلاح حزب الله قضية مبدئية والمعالجة تبدأ بالاعتراف بحق الدولة الإمساك بالقرارات

النائب سامي الجميل: المشكلة ليست مع حزب الله وانما مع سلاحه المقاومة اللبنانية كانت اعظم مقاومة ولم تمنن اللبنانيين بتضحياتها

الدولة تسير بلا خطة مركزية وكل مسؤول لديه خطته الخاصة

وطنية - 11/4/2010 أقام "حزب الكتائب" اليوم لقاء "كوادر الكتائب 2010"، في "فوروم دو بيروت"، في حضور اكثر من 3500 مسؤول كتائبي، تقدمهم رئيس الحزب الرئيس امين الجميل، نائب رئيس الحزب الوزير سليم الصايغ، النواب: ايلي ماروني، فادي الهبر، سامي الجميل، نديم الجميل وسامر سعادة، نائب الرئيس الاول للحزب شاكر عون، الامين العام الدكتور ابراهيم ريشا ونائبه المحامي وليد فارس واعضاء المكتب السياسي ورؤساء الاقاليم والمصالح والندوات ورؤساء الاقسام واللجان التنفيذية ورؤساء المجالس.

هدف اللقاء الى "تنظيم هيكلية الحزب وصياغة مستقبله، فجمع القيادة الكتائبية مع قاعدتها في نقاش ديموقراطي مستمد من عشرات الاف الاستمارات التي وزعت على المحازبين للادلاء بآرائهم، واجراء عملية احصاء لكل الاجوبة ليصار الى اتخاذ توصيات بحسب نتائجها على ان تصبح توجهات الحزب المستقبلية، وذلك بهدف تفعيل الديموقراطية بالفعل لا بالكلام".

الرئيس الجميل افتتح الاحتفال بالنشيد الوطني والنشيد الكتائبي بتوزيعه الموسيقي الجديد، بعدها القى الرئيس امين الجميل كلمة فإستهلها بالترحيب ب"الرفاق"، وقال: "إجتماعنا هذا ليس ككل الاجتماعات: كوادر كتائبية تمتد على مساحة لبنان ال10452 كلم2. فتجسد انتشار الحزب ووحدة لبنان، كوادر كتائبية تشكل استمرارا لسبعة عقود من النضال الحزبي المتواصل، في السراء والضراء، وفي الميادين شتى.

كوادر كتائبية، أعطت ما أعطته من عصارة أفكارها، وعرق جبينها، ومن دم شهدائها من أجل بناء وطن ذي نظام مميز في المنطقة والعالم، يواكب الحداثة، يحقق رسالته الحضارية والإنسانية، ويواجه العواصف من دون كلل أو تعب، وكأنها مشيئة القدر. فكانت الكتائب حاضرة دائما لتروضه وتجعله في خدمة لبنان.

ثلاث قيم تجمعكم اليوم، وكل يوم، أيها الرفاق الأحباء:

القيمة الأولى هي الايمان بلبنان، وكأنه نذر، تعهدتموه، وبه التزمتم حتى الرمق الأخير، فكان هذا الإيمان المحرك الأساسي لكل مسيرتكم الحزبية.

ومفهومنا للإيمان بلبنان، يشمل الايمان بالإنسان اللبناني الذي يأبى أن يعيش إلا بكرامته، وبرأسه المرفوع، وبجبينه الناصع. كما يأبى أن يعيش إلا في بلد حر، سيد، صاحب دور في محيطه، وحامل رسالة إنسانية لا مثيل لها.

بقدر ما واجه لبنان المخاطر والتهديدات والتعديات بغية تغيير وجهه، وهويته، وسياسته، وتوجهاته، وحرف نظامه عكس إرادة شعبه، كانت الكتائب بالمرصاد لهذه المحاولات، تدافع عن مصالح لبنان وتحافظ على خصوصيته في منطقة، غرق معظمها، على مر التاريخ المعاصر، في دوامة التسلط والقمع والتطرف وعدم الاعتراف بالآخر، والأحادية العقائدية والسياسية.

القيمة الثانية هي التضامن الرفاقي، فهو الذي جمع وجمع الكتائبيين بروح الإلفة والمحبة، حيث كان ما يصيب رفيقا في أقصى الجنوب، يحرك مشاعر كل الرفاق في أقصى الشمال، وما يفرح رفيقا في جبل لبنان، يفرح الآخرين في البقاع وبيروت. وليست هذه المشاعر مجاملة أو عابرة، بل هي إحساس عميق بأن روح الرفقة هذه هي اللحمة التي تزخم الحزب وتوقد شعلة النضال في سبيل القضية اللبنانية التي حضنتها الكتائب ورفعت رايتها في كل محفل. لقد تعمدت هذه الرفقة بالدموع والدم، بالأفراح والانتصارات، ومجد الشهداء.

وحدها المحبة تجمع وتحفظ العهد وتزود الإنسان بما يحتاجه من قوة في الأوقات الصعبة، في المحن والملمات.

القيمة الثالثة هي الانضباط الذي من دونه لا يحرز أي تنظيم أي تقدم. فلا تستخفوا مثلا بتقليد قرع الجرس مرتين أمام باب قاعة المكتب السياسي كل يوم اثنين منذ أكثر من خمسين سنة: الخامسة إلا خمس دقائق، والخامسة تماما: فيبدأ الاجتماع. هذا تقليد لم نحد عنه، ويدل على احترام دقة المواعيد والتقاليد حتى في أحلك الظروف.

وهكذا دواليك، بالنسبة للاجتماعات والمناسبات الحزبية على أنواعها. فأضحى يضرب المثل بالتوقيت أو الساعة الكتائبية، عطفا على إدارة الاجتماعات وتنفيذ القرارات بدقة وأمانة.

هذا الانضباط حفظ المسيرة الحزبية وفعلها، وحصن الهيكلية الحزبية من رأس الهرم إلى قاعدته. هذا الانضباط عزز "الديمقراطية التواصلية" والشبكة النظامية والحركة السياسية أيضا، هذا الانضباط أمن تداول السلطة الحزبية على كل المستويات في جو من التضامن والتكامل والأخوة.

سر صمود الكتائب إذن هو: إيمانها بلبنان الدور والرسالة، روح التضامن والمحبة بين الرفاق، التربية على احترام القوانين والأنظمة، والانضباط في الممارسة الحزبية.

هذا الدور مستمر، والتزامنا القضية اللبنانية لا يزال هو هو، لا بل يتزايد مع تكاثر التحديات. لكن تجاربنا السابقة تمكننا من مقاربة هذه التحديات بثبات أكبر.

هذه المبادىء تشكل الإطار الطبيعي لكل موقف أو تحرك أو مبادرة حزبية. وبمواجهة الاستحقاقات الراهنة، لن تحيد الكتائب عن مسارها التاريخي.

نلخص هنا موقفنا من بعض الاستحقاقات:

موضوع انتخابات مجالس البلديات والمخاتير

مؤتمر الحزب الأخير، اقر بضرورة تطوير النظام اللبناني، واعتماد اللامركزية الموسعة، وإعطاء دور أكبر للمؤسسات الوسيطة والمحلية كمجالس البلديات، وتقريب الإدارات العامة من الناس، لا سيما في القرى حيث يعاني المواطن الأمرين في تعاطيه مع الادارات العامة البعيدة عنه والتي لا تتفهم حاجاته.

وإن تأخر إقرار المشروع الإصلاحي الذي تقدمنا به من أجل تطوير العمل البلدي، سنستمر بالجهد البرلماني من أجل إقراره كخطوة أولى على طريق تحقيق اللامركزية التي أصبحت مطلب الجميع. سنخوض هذه الانتخابات تحت شعار "الإنماء والتوافق" بقدر الإمكان.

أما التفاصيل، فستبحث مع المسؤولين محليا مع الأخذ بالاعتبار خصوصية كل قرية وبلدة، وسنسعى للوفاق في الدرجة الأولى.

في عمل الدولة والأمن

يشكو المواطنون من حال الشلل التي تعاني منها مؤسسات الدولة رغم انتخاب رئيس جمهورية جديد، ومجلس نيابي جديد، وتأليف حكومة جديدة، وانطلاق هيئة الحوار. فلا رئيس الجمهورية قادر على ممارسة دوره كحاكم أو حتى كحكم ولا على تحقيق بعض من مطالب وردت في خطاباته مع أنه انتخب بالتوافق. ولا الحكومة التي تجاهل تأليفها نتائج الانتخابات النيابية وضمت كل الأفرقاء تتمكن من إقرار مشاريع القوانين والتعيينات الشفافة ومن إقرار الموازنة العامة. ولا مجلس النواب المنتخب بعد انتخابات حرة إلى حد واسع باشر ورشة الإصلاح. ولا هيئة الحوار تبشر ببلوغ نتائج سريعة أو مرضية استنادا إلى مواقف عدد من المشاركين فيها أوالمعنيين بإنجاحها أو تفشيلها.

ووسط هذا الواقع المؤسساتي والدستوري المزعج، تشهد مختلف المناطق اللبنانية موجة من اللاأمن الداخلي على خلفيات متعددة الأسباب الأخلاقية والحزبية والسياسية. كما أن التنظيمات الفلسطينية، غير الخاضعة بعد لسلطة الدولة اللبنانية والتي لم يجمع سلاحها رغم قرارات إتخذت بالاجماع، باتت تشكل خطرا داهما على أمن البلاد وسلامة الناس وهيبة الدولة. لذا لا بد لأجهزة الدولة كافة أن تولي الأهمية القصوى لمعالجة كل هذه الظواهر حسب أخطارها بعيدا عن سياسة الاستنساب أو الاستهداف، وما رأيناه في جريمة اغتيال الضابط سامر حنا وما رافقها من ملابسات فولكلورية تكشف هذه الاستنسابية.

في القضايا السيادية

نتوقف عند موضوعين: العلاقات اللبنانية- السورية، وسلاح حزب الله. إننا نؤيد إقامة أطيب العلاقات مع سوريا تحت سقف سيادة الدولة وكرامة الشعب وخصوصية النظام اللبناني. وبقدر ما نتقدم في تحقيق هذه المبادئ، بقدر ما تتحسن العلاقات اللبنانية- السورية.

إن الكتائب تعتبر أنه من واجب الدولة، لا سيما من واجبات رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، ومجلس الوزراء مجتمعا أن يحددوا الإطار الصحيح لهذه العلاقات. ولا بد للحكومة أن تضع ورقة عمل واضحة تتعلق بطريقة معالجة الأمور العالقة أو المختلف عليها. وبالتالي إن تفرد أي فريق أو سياسي لبناني بالتفاوض مع سوريا بمنأى عن الدولة اللبنانية وعلى حساب شرعيتها، لا يجدي نفعا، لا بل يعقد الأمور، ونود ان نؤكد تشجيعنا لتحرك رئيس الحكومة نحو سوريا وتحمله كل التضحيات ونتمنى على سوريا ان تتجاوب مع مسعى رئيس الحكومة.

أما في ما يتعلق بموضوع سلاح حزب الله، فهي قضية مبدئية تتخطى الصراع السياسي أو الحزبي الدائر على الساحة اللبنانية. إن هذه الإشكالية تطرح التساؤل عما يريده اللبنانيون: هل يريدون بناء دولة سيدة مسؤولة عن مصير هذا الوطن وعن كرامة مواطنيه ومستقبلهم، أم أنهم يريدون تلزيم هذه المسؤولية لغيرها؟ هل يريدون أن يلعب لبنان دوره كاملا في المحافل الإقليمية والدولية، أم أنهم يريدونه مجرد ساحة مفتوحة لكل صراعات المنطقة؟ هذا بكل إختصار هو التساؤل الوطني.

نرى أن أول الطريق لمعالجة هذه المشكلة هي في الاعتراف البديهي للدولة بحقها وواجبها بالإمساك بالقرارات السيادية الوطنية وكل مستلزماتها. عندما نقر بهذا المبدأ، تصبح الأمور الأخرى سهلة المعالجة.

هذا ما أردت أن أقوله لكم أيها الرفاق والرفيقات في هذه الخلوة الموسعة. هذه مبادئ حزبية ووطنية أضعها أمامكم للتفكير والعمل بهديها من أجل مستقبل الحزب، وهو على عتبة الاحتفال بيوبيل السنة الخامسة والسبعين على تأسيسه، ومن أجل مستقبل لبنان، وهو على عتبة متغيرات هامة وواعدة لأجيالنا. من حقكم أن تقلقوا اليوم، ولكن لا تخافوا غدا. الحزب باق وإلى الأمام، ولبنان ثابت ولن تقوى عليه التجارب.

التقرير الاداري

وعرض نائب الامين العام وليد فارس التقرير الاداري عن "انجازات الحزب منذ ان استعاد خطه التاريخي بعد نفي وتغييب لقياداته التاريخية وبعد تأسيسه الثاني على يد الوزير الشهيد بيار الجميل"، متوقفا عند "اهمية اشراك القاعدة الكتائبية في القرار"، وعرض ل"أكبر عملية استمزاج رأي حصلت في تاريخ الاحزاب اللبنانية، وذلك عبر توزيع 40000 الف استمارة على الكتائبيين، تحمل في طياتها اسئلة استطلاع للرأي واخرى سياسية وتنظيمية وحزبية مختلفة، في اوسع عملية ذات طابع ديموقراطي تشهدها البلاد والحياة الحزبية اللبنانية، والتي تعمل راهنا على دراستها لجان جامعية متخصصة لاستخلاص نتائجها".

وعدد فارس عناوين "خطة عمل 2010"، وذلك بناء على النتائج المستخلصة منها، والتي بلغت احدى عشرة نقطة. وقد توقف حول ما اثير من "شائعة بيع البيت المركزي"، مؤكدا بان الاخير هو ك"الوقف الذي لا يشترى او يباع".

ريشا

ثم كانت كلمة الامين العام الدكتور ريشا الذي شدد على "مضمون تمحور هذا الاجتماع حول اللحمة التنظيمية لحزب الكتائب اللبنانية، وذكرى يوبيله ال75 والواقع الميداني للحركة الحزبية ضمنا بحيث تقوم شروط العبور اليوبيلي الجديد على: وعي الوحدة والقيم والامانة والمثل، وبالتالي ترسيخ اسس وعي الخيارات التاريخية المسيحية والمترافقة مع شروط التحديث والكتائب المتجددة التي تحمل مسؤولية اهمية استباق الاحداث والاعداد لها بروية واضحة وايجابية دون ضجة مزيفة او اعلام صاخب، والتركيز على ضرورة العمل الوقائي والتحضير للمتغيرات واستخدام المعرفة والتجربة والتمرس والتمكن من جدلية التراث والتحديث والامن والاستقرار والثقافة العامة الانسانية والديموقراطية والاجتماعية، كما العمل على ارساء اسس وعي المسلمات، وذلك من ضمن اطر الحركة الكتائبية ومفهوم التجذر، وفاء لمن سبقنا على طريق الشهادة للحق والحرية والديموقراطية".

وثائقي ثم تم عرض شريط وثائقي عن الحرب اللبنانية والمراحل التي عاشها حزب الكتائب وناضل من اجلها.

النائب الجميل

بعدها القى منسق اللجنة المركزية في الحزب النائب سامي الجميل كلمة، فوجه التحية الى "جميع المسؤولين الحزبيين، بدءا من فريق البيت المركزي بالأمانة العامة والمصالح والمجالس الى جميع الأقاليم والأقسام الكتائبية". وقال: "بعد 15 سنة من التغييب القسري بقي الكتائبيون ينتظرون عودة القضية للحزب ليعودوا ويناضلوا من صفوفه، والفضل في ذلك كان للشهيد بيار الجميل الذي ما ان حقق المصالحة وهم بالعودة الى البيت الكتائبي ليعيد الحزب الى الساحة الوطنية، حتى ظنوا انهم يستطيعون قطع رأس الحزب الذي هو اليوم منظم اكثر من اي وقت مضى، والذي يتطور يوميا بخطى ثابتة وخطة واضحة وهو المعروف بتنظيمه ونظامه وانضباطه، فعاد ليرفع التحدي من اقصى الجنوب الى الشمال".

اضاف: "كثيرون يسألون عن استمرارية حزب الكتائب، والجواب هو انه عمّر بفضل قيم لا تموت مع الوقت، وهي قيم دائمة تعطينا امثولة حول كيفية التعاطي مع بعضنا البعض ومع الدولة ومع مجتمعنا. الكتائب اللبنانية آمنت بالانسان واعطته القدرة على تحقيق طموحه من خلال الحزب، فكان الالية التي تدفع الانسان اللبناني الى ايصال افكاره وتحقيق طموحاته الشخصية المشروعة وليس تلك التي يضحى بالبلد من اجلها ومن اجل الكرسي. اعطينا الفرصة لكل كتائبي بالتدرج في حزب الكتائب والوصول ليصبح نائبًا ووزيرا ولدينا امثلة عن مسؤولين تدرجوا وتطوروا وتسلموا المسؤوليات ووثق الحزب فيهم، فخضعوا لامتحان كبير وهو ثقة الشعب ومنهم النائب ايلي ماروني والوزير سليم الصايغ ولويس ابو شرف وادمون رزق وجورج سعادة الذين هم رفاق كتائبيين عملوا من خلال الحزب لمصلحة لبنان وتحملوا المسؤوليات وحققوا ايضا طموحهم الشخصي".

وتابع: "آمنا بالانسان ولكن الدولة لم تؤمن فيه، بل تستعبده وتدفعه الى الركوع والتسول وهذا ما نرفضه لان بناء الدولة الحقيقية يكون باحترام الانسان لاي طائفة وحزب انتمى. حزب الكتائب يعمل يوميا على تحرير الانسان من الشعارات الفارغة. ان بعض المسؤولين يريدون اظهار الانسان اللبناني كأنه لا يرى ولا يفكر فيما نريد ان نثبت العكس ونحن ندرب الكتائبيين اولا وسنعود مجتمعنا ثانيا على ان يرى الحقيقة كما هي".

ووعد ب"النضال والتضحيات وقول الحقيقة وليس الشعارات"، مؤكدا "احترام الاخصام والحلفاء على حد سواء"، معتبرا "ان حزب الكتائب ليس بحاجة الى تشويه صورة اخصامه او تخوينهم لينجح لأن الانسان الصغير والضعيف هو الذي يستعمل هذه الاساليب الصغيرة".

واعلن "أن حزب الكتائب هو حزب التنظيم وقد عادت مؤسسات الحزب"، سائلا "ماذا عن الدولة؟" مشيرا الى "أن الدولة تسير بلا خطة وكل مسؤول لديه خطته الخاصة من دون وجود خطة مركزية". وسأل "ما هي الخطة الاقتصادية والاجتماعية؟ ما هي خطة الكهرباء لئلا تنقطع عندنا؟ العلة الكبيرة هي ان الحلول موجودة، انما احد لا يستعملها. إذ إن عمل وزارة التخطيط يقوم على اعداد الخطط لكل وزارات الدولة لكنها موضوعة على الرف".

واعطى الجميل مثالا على ذلك، فقال: "تؤهل وزارة الاشغال الطريق، فتأتي وزارة الاتصالات لتمد القساطل مما يدفع بوزارة الاشغال الى التزفيت مجددا، بعدها تأتي وزارة الطاقة لتمد الامدادات!"

واشار الى ان "دور وزارة التخطيط يقوم على التنسيق بين هذه الوزارات مما يوفر على خزينة الدولة المزيد من الضرائب التي يدفعها بعض اللبنانيين دون سواهم".

وعن "الشفافية والمحاسبة"، أكد "ان حزب الكتائب يعلن عن كل شيء بشفافية ويقدم مسؤوليه امام الرأي العام"، داعيا اياه الى "المحاسبة"، وقال: "نطلب من الكتائبيين محاسبتنا والاعلان عما يريدون. وكذلك الرأي العام الذي نقدم امامه حقيقتنا وندعوه الى محاسبتنا والحكم علينا".

وسأل "اين شفافية الدولة ودور المحاسبة فيها؟ من هو المسؤول عن الدين العام؟ اين ذهبوا بالاموال؟ اللبنانيون يدفعون الضرائب وبالتالي الا يحق لهم معرفة مصير اموالهم؟

وتحدث النائب الجميل عن "القضايا المنسية، التي تثار من حين الى آخر من دون الكشف عن نهايتها". فذكر ب"بنك المدينة والتحقيق مع رنا قليلات". وسأل عن "قضية افلاس عز الدين الذي يمنع التحدث عنها لارتباطها بالمقاومة واعتبارها قضية عليا".

وسأل ايضا "ماذا حصل في قضية شبكة الاتصالات؟ والتي يقال انها توصل لبنان بسوريا وايران والتي تعتبر نظاما تكنولوجيا خارج اطار الدولة؟ وماذا حصل في التحقيق بقضية جوزف صادر وماذا نقول لعائلته؟ وماذا حصل بمصير المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية؟ وماذا تفعل الدولة لاستردادهم؟ وبالنسبة الى قضية الطائرة الاثيوبية ومصير الصندوق الاسود". وذكر ب"قضية طائرة كوتونا".

اضاف: "ممنوع علينا ان نعرف شيئا وعلينا العيش في الاوهام وتصديق كل ما يقال لنا. فماذا حصل في قضية مار ميخائيل ومن اطلق النار على الجيش؟ وماذا حصل في قضية شاكر العبسي؟ ولماذا سمحوا لزوجته بالرحيل؟"

وتابع: "بيار وانطوان وسليم ونصري قدموا انفسهم من اجل لبنان، فماذا تفعل الدولة اللبنانية تجاه عائلاتهم؟ فهي حتى الان لم تنظر الى عائلات شهداء لبنان".

واعتبر "أن كل ما نعرفه هو ان البلد يعيش على الشعار والاقاويل"، وقال: "الاسلوب الاخير المعتمد هو اسلوب المصادر، لان الجبناء لا يذكرون اسماءهم ويستعملون المصادر".

وتحدث عن "خبرية بيع بيت حزب الكتائب المركزي"، فقال: "3500 كتائبي موجودون هنا، مستعدون لتقديم حياتهم دفاعا عن البيت المركزي، وكذلك جميع الكتائبيين في كل انحاء البلد. حزب الكتائب يؤمن بكرامة الانسان والوفاء لقضيته".

وردا "عمن يتهم الكتائب بالمشي عكس السير"، قال: "نحن نفتخر بذلك. ونحن لا نسير عكس السير لكننا اوفياء فلا نقول شيئا قبل الانتخابات وننساه بعدها. إذ إن كرامتنا تسقط ان تخلينا عن شهدائنا والمعتقلين في السجون السورية الذين يشكلون جزءا من كرامتنا".

وسأل عن "كرامة الدولة" قائلا: "ندعو الى بناء علاقات ممتازة مع سوريا لان مصلحة لبنان تقتضي بذلك ونطالب بعلاقة ندية معها من دولة الى دولة وان تكون علاقة احترام متبادلة. ولكن لماذا الزحف والمزايدات؟"

اضاف: "المشكلة تكمن في فتح اوتوستراد طريق الشام مجددا، فيما نعتبر انه يجب ان تختصر هذه العلاقة من دولة الى دولة يتولاها رئيسا الجمهورية والحكومة".

واعتبر أن "احدا لا يحترم شعبا بلا كرامة ولا دولة بلا كرامة. فاذا وجهت الينا الاهانة ولم نجب فنكون عندها بلا كرامة".

وتحدث النائب الجميل عن "الصدق" معتبرا "انه قيمة اساسية للحزب"، مشددا على ان حزب الكتائب "يقول ما يفكر فيه وينفذه".

اضاف: "اللوفكة واللعب والكذب على اللبنانيين ليست من عاداتنا، فنحن صادقون مع انفسنا ومع من انتخبنا وان انزعج بعضهم من ذلك. لا يمكن ان نقول اننا لا نشرع سلاح حزب الله ومن ثم نشرعه. فمصداقيتنا عند الناس اهم شيء عندنا. يقولون انه لا يمكن العمل هكذا في السياسة لانه اما ان يقتلوك او يهمشوك او يحاصروك. كل كتائبي يخاطر بحياته مجرد وجوده في حزب الكتائب وهو ينتمي الى الحزب لانه يؤمن بالقضية. نحن هنا لنكون صادقين مع الناس ولن نحيد عن المبادئ الاساسية وقول الحقيقة كما هي وسنبقى كما كنا في الماضي في خدمة لبنان والتعددية في لبنان. فإذا كانت السياسة لعبا ولوفكة فنحن حزب وطني وسنبقى كذلك".

تابع: "ان المشكلة ليست مع حزب الله وانما مع سلاحه. ان المقاومة اللبنانية كانت اعظم مقاومة، سلاحا وتنظيما وعتادا في تاريخ لبنان. وهي لم تمنن احدا من اللبنانيين بتضحياتها وتقديماتها. شبابنا نزلوا الى الشارع بايمانهم، مسلحين بايمانهم بان لبنان مقدس وهم مستعدون للموت من اجله. وبعد كل هذا التاريخ وعندما انتهت الحرب، كان المسيحيون والكتائب اول من سلم سلاحه للجيش. سيأتي يوم يقفل فيه اوتوستراد المطار بالسلاح والصواريخ والعتاد باتجاه وزارة الدفاع، وسيكون ذلك اليوم، يوم تسليم سلاح حزب الله للدولة اللبنانية. فهذا اليوم لا مفر منه، وحتى تحقيق ذلك، يجب ان ننتظم ونعمل في مجلس الوزارء والنواب وفي بلداتنا لنقوي الوجود في القرى، فنعمل على ضم الاكفاء والجيدين الذين سيحولون قرانا الى جنة. وسنتعاون مع كل ابناء قرانا من اجل مصلحتها، وسنتعاون مع الجميع لاننا لم نضع يومًا مصلحتنا قبل مصلحة مجتمعنا. فميزتنا اننا لم نخض معركة الا في المكان المناسب. ان التاريخ وحده يستطيع الحكم على الرئيس امين الجميل الذي عبر بفترة معينة عن الروحية الكتائبية التي نؤمن فيها اليوم. إذ عندما خير في مرحلة حساسة بين مصلحة المسيحيين وحزب الكتائب، قرر الهجرة وتسليم بيوت الكتائب لئلا يسقط دم اي مسيحي. نحن نؤمن بهذا الخط ولا نريد الكراسي ونحن مستعدون للتضحية بذاتنا وبالحزب من اجل مصلحة لبنان العليا، ونمد يدنا لكل من يريد تطوير المناطق ولبنان، وسنعمل على توحيد الصف المسيحي وهذا ليس بشعار". وسأل "كيف سنحقق الوحدة المسيحية اذا استمرينا في تخوين بعضنا البعض"؟ مشددا على "السير بهذا التحدي، الذي هو توحيد المسيحيين الى النهاية من دون التنازل عن المبادئ والثوابت".

وختم متوجها الى "اللبنانيين الاحرار": "ان اليد لا تصفق وحدها. على رغم قهركم والقرف واليأس انما نحن شعب لبناني ولسنا ايّ شعب آخر، واثبتنا قدرتنا على الانتفاضة والثورة على الذات وحزب الكتائب يقدم نفسه للتطور. فندعو الى اختبار التجربة الكتائبية وعيش الديمقراطية فيها وانطلاقة الحزب الجديدة. وندعو الى التعاون لتحقيق احلامنا فلا تتركوا احدًا يوهمكم بالعكس لان لا ارادة تعلو على ارادة الشعب اللبناني والانسان اللبناني شرط وحدة الاحرار في لبنان وتضامنهم ليخلقوا التطور. ندعوكم ايضًا الى اختبار التجربة الكتائبية وبناء البلد على مستوى شبابنا والاجيال الطالعة والنظر الى المستقبل في أمل وعنفوان وصدق ومعنويات عالية وانطلاقا من الحقيقة".

كلمات

ثم عرضت اشرطة وثائقية للشهداء الرئيس بشير الجميل والوزير بيار امين الجميل والنائب انطوان غانم، وعرض جان بيار ملكي "برنامج الخدمات الصحية" واعلن "اطلاق الحزب للضمان الصحي"، وشدد على "ضرورة متابعة الامور الحياتية المتعلقة بالمواطن بصورة عامة". ثم تحدث وديع جبران عن "الاكاديمية السياسية"، بعدها عرض مسؤول الموقع الالكتروني في الحزب نديم بو يزبك "التحضيرات للموقع الالكتروني الجديد".