المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية
أخبار يوم 02/04/2010

إنجيل القدّيس لوقا 22/1-23

وكانَ عِيدُ الفَطِيرِ الَّذي هوَ عِيدُ الفِصْحِ يَقْتَرِب. وكانَ الأَحْبَارُ وَالكَتَبَةُ يَبْحَثُونَ كَيْفَ يَقْضُونَ عَلَى يَسُوع، لأَنَّهُم كانُوا يَخَافُونَ مِنَ الشَّعْب. ودَخَلَ الشَّيْطَانُ في يَهُوذَا المُلَقَّبِ بِالإِسْخَرْيُوطِيّ، وَهُوَ مِنْ عِدَادِ الٱثْنَي عَشَر، فَمَضَى وَفَاوَضَ الأَحْبَارَ وقَادَةَ حَرَسِ الهَيْكَلِ كَيْفَ يُسْلِمُ إِلَيْهِم يَسُوع. فَفَرِحُوا، وٱتَّفَقُوا أَنْ يُعْطُوهُ فِضَّة. فقَبِلَ، ثُمَّ رَاحَ يَتَلَمَّسُ فُرْصَةً مُؤَاتِيَة، لِيُسْلِمَهُ إِلَيْهِم بَعِيدًا عَنِ الجَمْع. وحَلَّ يَوْمُ الفَطِير، الَّذي يَجِبُ أَنْ يُذبَحَ حَمَلُ الفِصْحِ فِيه، فَأَرْسَلَ يَسُوعُ بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا قَائِلاً: «إِذْهَبَا فَأَعِدَّا لَنَا عَشَاءَ الفِصْحِ لِنَأْكُلَهُ». فقَالا لَهُ: «أَيْنَ تُرِيدُ أَنْ نُعِدَّهُ؟».

فقَالَ لَهُمَا: «مَا إِنْ تَدْخُلا المَدِينَةَ حَتَّى يَلْقَاكُمَا رَجُلٌ يَحْمِلُ جَرَّةَ مَاء، فٱتْبَعَاهُ إِلى البَيْتِ الَّذي يَدْخُلُهُ. وَقُولا لِرَبِّ البَيْت: أَلْمُعَلِّمُ يَقُولُ لَكَ: أَيْنَ القَاعَةُ الَّتي آكُلُ فِيهَا عَشَاءَ الفِصْحِ مَعَ تَلامِيذِي؟

وَهُوَ يُريكُمَا عِلِّيَةً كَبِيرَةً مَفْرُوشَة، فَأَعِدَّاهُ هُنَاك». فذَهَبَا وَوَجَدَا كَمَا قَالَ لَهُمَا، وأَعَدَّا عَشَاءَ الفِصْح. ولَمَّا حَانَتِ السَّاعَة، ٱتَّكَأَ يَسُوعُ وَمَعَهُ الرُّسُل، فقَالَ لَهُم: «شَهْوَةً ٱشْتَهَيْتُ أَنْ آكُلَ هذَا الفِصْحَ مَعَكُم قَبْلَ آلامي! فَإِنِّي أَقُولُ لَكُم: لَنْ آكُلَهُ بَعْدَ اليَومِ إِلَى أَنْ يَتِمَّ في مَلَكُوتِ الله». ثُمَّ أَخَذَ كَأْسًا، وَشَكَرَ، وَقَال: «خُذُوا هذِهِ الكَأْسَ وٱقْتَسِمُوهَا بَيْنَكُم. فَإِنِّي أَقُولُ لَكُم: لَنْ أَشْرَبَ عَصِيرَ الكَرْمَة، مُنْذُ الآن، إِلى أَنْ يَأْتِيَ مَلَكُوتُ الله». ثُمَّ أَخَذَ خُبْزًا، وَشَكَرَ، وَكَسَرَ، وَنَاوَلَهُم قَائلاً: «هذَا هُوَ جَسَدِي الَّذي يُبْذَلُ مِنْ أَجْلِكُم. إِصْنَعُوا هذَا لِذِكْرِي». وكَذلِكَ أَخَذَ الكَأْسَ بَعْدَ العَشَاءِ وَقَال: «هذِهِ الكَأْسُ هِيَ العَهْدُ الجَدِيدُ بِدَمِي، الَّذي يُهْرَقُ مِنْ أَجْلِكُم. ولكِنْ، هَا هِيَ يَدُ الَّذي يُسْلِمُنِي مَعِي عَلى المَائِدَة. فٱبْنُ الإِنْسَانِ مَاضٍ كَمَا هُوَ مُقَرَّر؛ إِنَّمَا ٱلوَيْلُ لِذلِكَ الإِنْسَانِ الَّذي يُسْلِمُهُ!».

فٱبْتَدَأَ الرُّسُلُ يَتَسَاءَلُونَ فِيمَا بَيْنَهُم: «مَنْ تُرَى مِنْهُم هُوَ المُزْمِعُ أَنْ يَفْعَلَ هذَا؟».

 

لأنها لم تتقيد ببروتوكول وقف الحملات على دمشق

صحف وفضائيات مؤيدة ل 14 آذار وتيار المستقبل معرضة للتوقف بعد إقفال حنفيات الدعم الشهري لها

بيروت خاص بموقع المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

02 نيسان/2010

قد تحمل التحولات السياسية الداخلية التي طرأت على الساحة اللبنانية ودشنها زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في آب الماضي بانتقاله إلى "منزلة ما بين منزلتين"، معارضة 8 آذار وموالاة 14 آذار ثم تبعه رئيس الحكومة سعد الحريري بزيارة دمشق الدراماتيكية وعودة عملاء الاستخبارات السورية من لبنانيين إلى الخروج فجأة من أوكارهم لبلبلة الأوضاع الهشة ونشر القلق والخوف في صدور اللبنانيين من جديد – قد تحمل هذه التحولات عدداً من الصحف ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة المؤيدة للدولة ولتيار المستقبل الحريري بشكل خاص على التوقف عن الصدور أو البث بعد انقطاع مفاجئ دون سابق إنذار للدعم المالي الشهري الذي يؤمن استمرار دفع رواتب موظفيها وعمالها ومطابعها وبدلات البث الفضائي بحيث بدا المشهد الإعلامي التابع لتيار المستقبل و14 آذار في أسوأ حالات الفوضى والتخبط فيما بدأت بعض وسائل الإعلام هذه تجس نبض الأطراف المعارضة الأخرى مثل حزب الله وحركة أمل والتيار العوني للانتقال إلى ضفتها "الإيرانية" ذات الدعم المالي المستديم الذي لا ينقطع أو ينضب.

وتضاربت تكهنات وبعض المعلومات "المؤكدة" داخل أجواء تلك الصحف والفضائيات والإذاعات اللبنانية المؤيدة بقوة ل 14 آذار حول أسباب إقفال "جماعة المستقبل" حنفيات الدعم المالي الشهري بصورة كاملة بعدما كانت بدأت تتقطع منذ زيارة الحريري دمشق في كانون الأول الماضي ولقائه بشار الأسد حيث ذكرت تلك المعلومات أن "هناك محاولة ضبط مشددة من تيار المستقبل للأنباء والأخبار والتعليقات المتعلقة بمهاجمة سوريا ونظامها بعدما كان رئيس الحكومة وعد مضيفه السوري بوقف الحملات الإعلامية عليه وعلى دولته لكن تلك الوسائل الإعلامية اللبنانية لم تتقيد بهذا الوعد أولاً لأنها لم تعلم به وثانياً لأنها لا تعتبر زيارة الحريري لدمشق نهاية المعركة بين البلدين قبل اكتشاف قتلة والده.

وقال أحد رؤساء تحرير الصحف الموالية للحكومة ورئيسها إن قرار "تجميد الدعم الشهري" إتُخذ على نطاق معاوني الحريري الذين "يريدون وقف أي كلمة ضد سوريا من الآن وحتى انتهاء زيارته الثانية إليها المتوقعة خلال أسابيع بعدما كان هو شخصياً طلب من وزرائه ونوابه بتيار المستقبل وتجمع لبنان أولاً الامتناع عن التصريحات التي تتعرض لدمشق من قريب أو بعيد"

"وبما أن بعض وسائل الإعلام لم تفهم طبيعة وخلفيات المرحلة الجديدة التي دخلها الحريري وتياره الواسع مسايرة لبشار الأسد وحزب الله وتحوُّل وليد جنبلاط ونبيه بري وميشال عون حيث استمرت في حملاتها عليهم فقد اقترح المقربون من الحريري عليه "إقفال حنفية الدعم الشهري عن الجميع لفترة تشعرهم بما هو مطلوب منهم تجاه التقارب الجديد مع سوريا" حسب رئيس التحرير الذي أناط اللثام عن "أن نواباً ومسؤولين في حزب الله وحركة أمل والتيار العوني بدأوا معنا محاولات ما زالت في أولها للانتقال إلى الشاطئ الآخر من البحر المتلاطم بين طرفي النزاع".

وقال الإعلامي اللبناني في اتصال به في بيروت أمس إن "صحيفتين على الأقل واحدة يومية والأخرى أسبوعية كانتا أصلاً تضربان بسيف الوصاية السورية في لبنان طوال عهد الاحتلال ثم تحولتا إلى "فيء الحريري الوارث" بعد عام 2005 تلقتا هذا الأسبوع دعوتين مستقلتين لزيارة دمشق من أحد حلفائها في بيروت مع وعد منه بدعوتين أخريين خلال فترة وجيزة بزيارة طهران حيث "المن والسلوى" ". وقال رئيس التحرير اللبناني إن الصحف ووسائل الإعلام التابعة لتيار المستقبل في بيروت "لم تقبض شهر آذار الماضي وبعضها لم يقبض المبلغ المخصص له شهرياً منذ مطلع شباط فبراير بحجة عدم إتمام موازنة العام 2010 المخصصة للإعلام والمقدرة بعدة ملايين من الدولارات سنوياً يقال أنها في نهاية المطاف تُدفع كلها من خارج لبنان وليس من موازنة تيار المستقبل".

 

كيري يطالب سورية بوقف تدفق الأسلحة إلى "حزب الله"

دمشق - د ب أ - أ ش أ: أكد رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي السيناتور جون كيري, أمس, أن دمشق لاعب محوري في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة, داعياً إياها إلى وقف تدفق الأسلحة إلى "حزب الله", فيما حذر الرئيس السوري بشار الأسد من خطورة الممارسات الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية المحتلة وخطورة استمرارها في رفض القبول بمتطلبات السلام. وقال كيري عقب محادثات مع الأسد بدمشق إن سورية "لاعب محوري في تحقيق الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة", وأن "لسورية والولايات المتحدة مصلحة مشتركة في تبادل وجهات النظر والتصدي للاختلافات في الرؤى". وأضاف أنه "ينبغي أن تكون كل الجهود منصبة على تحقيق السلام الشامل في المنطقة, وينبغي أن نتمكن من العمل معا", لافتاً إلى أن "تسمية إدارة الرئيس باراك أوباما سفيرا لها في دمشق, دليل على أن الانخراط في سورية يشكل أولوية للإدارة الأميركية".

وذكر في بيان, قرأه أمام وسائل الاعلام قبل أن يستكمل محادثاته بمقر وزارة الخارجية السورية, مع الوزير وليد المعلم, "لقد أجريت والأسد محادثات إيجابية بشأن التحديات الكبيرة التي تواجه المنطقة, واتفقنا على أن هناك عددا من الوسائل التي يمكن لبلدينا وبلدان أخرى في المنطقة, أن تسهم من خلالها في تغيير الأوضاع القائمة حاليا, وهدفنا هو التصدي لبعض المشكلات العالقة التي تم استغلالها من قبل البعض والتي من شأنها أن تحقق اختلافات كبيرة في حياة الناس, وسنعمل على تسوية الخلافات من أجل دعم السلام والاستقرار والرخاء في هذه المنطقة". وأعرب كيري عن مخاوف بلاده العميقة "إزاء استمرار تدفق الأسلحة من خلال سورية إلى "حزب الله"", داعياً إلى توقف ذلك من أجل تدعيم الاستقرار والأمن في المنطقة, مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تدعم الجهود السورية لتطوير العلاقات الديبلوماسية مع لبنان وكذلك بين الشعبين السوري واللبناني.

ورأى أن "الانخراط السياسي مع سورية يمكنها من أن تلعب دورا هاما في تحقيق السلام الشامل في المنطقة, وفي وضع حد لخمسة عقود من الصراع أثرت على حياة الناس في هذه المنطقة, وهذا هو التحدي الذي نواجهه ونحن ملتزمون بالعمل على التصدي له". من جانبها, ذكرت الرئاسة السورية في بيان أن الأسد أكد موقف بلاده الساعي لتحقيق السلام العادل والشامل, مشدداً على أهمية الدور الاميركي الداعم للدور التركي في عملية السلام. وأضافت أن المحادثات تناولت العلاقات الثنائية وآفاق السلام والمستجدات في المنطقة وأن الجانبين السوري والاميركي أكدا ضرورة مواصلة الحوار البناء بين البلدين المبني على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة للوصول الى حلول ايجابية للقضايا ذات الاهتمام المشترك. وفي ما يتعلق بالموضوع العراقي, أعرب الرئيس السوري والسيناتور كيري عن أملهما في أن تشكل الانتخابات العراقية انطلاقة جديدة لتحقيق امن واستقرار العراق ووحدته.

 

تعاون "حزب الله" مع التحقيق والمحكمة مغلف بجدار من الشروط والإملاءات

 نصر الله وقع في تناقضات ونجح في تحقيق أهداف عدة

 "السياسة" - خاص: فاجأ الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله المستمعين إلى حديثه أول من أمس, بأمر واحد فقط, وهو الكشف عن عدد المستدعين من أفراد حزبه للشهادة أمام مكتب الادعاء في المحكمة الدولية, وقد بلغ حتى الآن 12 شخصا, وسيبلغ الرقم 18 قريباً, في حين كانت المعلومات تتحدث عن ستة فقط.

أما ما تبقى من الحديث فقد كان تكراراً لمواقف سابقة من حيث انتقاد لجنة التحقيق الدولية, مروراً بالحديث عن الشهود والضباط الأربعة, وصولاً إلى إعادة إنتاج الموقف الأساسي الرافض لقيام المحكمة أصلاً. اللافت في مداخلة نصر الله هو ما بدا في بداية الحديث موقفاً إيجابياً في التعاون مع التحقيق الدولي, ولكن سرعان ما توضحت الصورة, عندما أشار إلى أن استدعاء مرؤوسيه تم بصفتهم شهودا, والحزب لا يرضى ويقبل بأن يتم اتهامهم, أي أن ما لم يقله نصر الله, هو أن موافقته على خضوع هؤلاء للتحقيق جاءت بعد التأكد من عدم وجود اتهام. والسؤال الذي شغل الأوساط السياسية, وقد وجهه بالفعل محاور نصر الله إلى ضيفه, هو لماذا التجاوب مع لجنة تحقيق لا يثق بها "حزب الله", ولماذا التعاون مع محكمة رفضها الحزب منذ البداية?  من الواضح أن الحزب اكتشف, في هذه المرحلة من التحقيق, أن لا اتهام له ولأفراده. وكل الحديث الذي أفضى به نصر الله عن مسار اتهامي واحد تعمل عليه المحكمة لأهداف سياسية, ليس دقيقاً, لأن التحقيق ركز في إحدى المراحل خلال رئاسة القاضي الألماني ديتليف ميليس للجنة التحقيق الدولية الأولى, خصوصاً على النظام الأمني اللبناني السوري, من ضمن مسارات أخرى, ولم يشر أحد في ذلك الوقت إلى الحزب, ثم ركز التحقيق في مرحلة سيرج برامرتس على المسار الأصولي المتطرف, أيضاً من ضمن مسارات أخرى, ولم يشر أحد أيضاً في ذلك الوقت إلى "حزب الله". ومنذ تولى دانيال بلمار التحقيق, تشعب البحث في مسارات عدة, والدليل على ذلك طلب المدعي العام عشرات الشهود الجدد, وإجراء تحقيقات تقنية جديدة, وطرق أبواب لم يطرقها المحققان ميليس وبرامرتس.

أما لماذا وصل التحقيق إلى الحزب الآن, فبسبب التقارير الصحافية التي نشرت معلومات مستقاة من مصادر سياسية واستخبارية, ومن واجب المحققين الدوليين أن يتفحصوها للخروج بإحدى نتيجتين, فإما المضي بها أو إهمالها. لقد وقع نصر الله في تناقض أساسي في حديثه عندما نسف كل عمل لجنة التحقيق الدولية وكل مصداقية المحكمة الدولية, ومن ثم قبل بالتعاون معهما. والأحرى أن تقرأ المسألة معكوسة, أي أنه أعلن تعاونه في بداية الحديث ومن ثم استفاض في تهشيم الهيئة التي يتعاون معها, وكأنه يقول: أنا أتعاون طالما لا يوجد اتهام, لا اليوم ولا غداً, وإلا فإن الحملة على المحكمة جاهزة.

لم تتبن أي جهة سياسية في لبنان اتهام "حزب الله" بجريمة اغتيال الرئيس الشهيد الحريري, وقد صدر موقف رسمي واضح من "كتلة المستقبل", أكثر المعنيين بالقضية, يدين ويستنكر التسريبات والإيحاءات والاتهامات. ولم يأت نصر الله بذكر هذا الموقف الايجابي, بل بالعكس عاد إلى الوراء ليعيد اتهام بعض القوى السياسية "بفبركة الشهود الزور للنيل من سورية", في إشارة غير مباشرة إلى الطاقم السياسي والأمني والقضائي والإعلامي المستهدف باستنابات جميل السيد السورية, أي فريق رئيس الحكومة سعد الحريري.

نجح نصر الله في إصابة أهداف عدة, فهو ظهر للرأي العام بأنه متعاون مع التحقيق الدولي, وفي الوقت نفسه رسم حدوداً لهذا التعاون, ووجه رسائل سياسية متعددة العناوين, إلى القوى السياسية اللبنانية ومعها الدول المعنية بالشأن اللبناني, بأن الاتهام السياسي والإعلامي ممنوع تحت طائلة قلب الطاولة, وإلى المحكمة الدولية نفسها, بأن مصداقيتها مطعون بها سلفاً, وأن الفرصة الأخيرة ممنوحة لها بشروط وإملاءات صارمة وغير قابلة للتحقق, مثل نقض كل عمل لجنة التحقيق الدولية في مراحلها المختلفة, وضرورة إعطاء صكوك براءة قبل بدء المحاكمات.

 

سعيد: 3 مفاصل في كلام نصر الله

 بيروت - "المركزية": توقف منسق الامانة العامة لقوى "14 آذار" النائب السابق فارس سعيد عند ثلاثة مفاصل في كلمة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله وهي:

المفصل الاول اعتراف الامين العام لحزب الله بالاستدعاءات التي حصلت, والثاني محاولة تصوير المحكمة الدولية بأنها مسيسة, والثالث وهو الاهم اعلان التعاون المشروط مع المحكمة. وجدد سعيد التأكيد بأن موقف قوى "14 آذار" واضح "فنحن نعتبر أن هذه المحكمة هي فوق التسييس وفوق الترسيمات السياسية الداخلية وحتى الاقليمية, وتعمل بشكل مهني رفيع المستوى وعلى جميع القوى اللبنانية والاقليمية التعاون مع لجان التحقيق من دون اي شرط او قيد".

 

تنفيذ حكم الإعدام قريبا في السعودية بلبناني متهم بالشعوذة

نهارنت/أفادت محامية لبناني محكوم بالإعدام في السعودية بتهمة الشعوذة الأربعاء ان حكم الإعدام سينفذ في موكلها هذا الأسبوع، داعية المسؤولين ومنظمات الدفاع عن حقوق الانسان الى التدخل لمصلحته. وقالت المحامية مي الخنسا لوكالة فرانس برس "تلقينا معلومات الليلة الماضية عبر قنوات غير رسمية مفادها انه سيتم قطع رأس علي سباط خلال 48 ساعة".

وأضافت "انني اقوم باتصالات مع المسؤولين اللبنانيين بمن فيهم الرئيس ميشال سليمان والسفير اللبناني في السعودية للتدخل من اجل استئناف قضيته". وحكمت محكمة سعودية على سباط (48 عاما) في تشرين الثاني الماضي بتهمة "ممارسة السحر والشعوذة وقراءة الطالع" على قنوات تلفزيونية فضائية. وقد دخل سباط السعودية في ايار 2008 لاداء العمرة، واوقفه عناصر "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر". وقالت الخنسا "من المهم جدا ان ننقذ حياة هذا الشخص، فهو ليس مجرما". واشارت الى ان عائلة سباط "مصدومة" وان والدته في وضع صحي سيء جدا. وعبرت منظمات مدافعة عن حقوق الإنسان عن قلقها ازاء قضية سباط وغيرها من القضايا المماثلة العالقة في المحاكم السعودية.

 

الاب جوزف سويد يتحدث عبر kataeb.org عن البعد الروحي ليوم خميس الأسرار

المسيح أعطانا جسده ودمه خبزاً للحياة وفي الغسل علمّنا التواضع وفي ساعة السجود علينا تنفيذ توصيات الله

في خميس الاسرار ُيخيّم الصمت، والصلاة تملأ المكان للتأمل بسّر آلام وموت وقيامة سيّدنا يسوع المسيح ، بهذه الكلمات نختصر هذا اليوم المقدس او الخميس العظيم من أسبوع آلام الرب لنحيّي الذكرى التي اجتمع يسوع خلالها مع تلاميذه وقضى معهم الأوقات الأخيرة حين تقاسموا وكسروا الخبز معاً في الاجتماع الأخير خلال العشاء السّري فحوّل يسوع الخبز إلى مأكل والخمر إلى دم.

كاهن رعية مار تقلا – سد البوشرية الاب جوزف سويد يشرح عبر kataeb.org البعد الروحي لهذا اليوم العظيم فيقول :" في خميس الاسرار حصلت المشاركة بين يسوع وتلاميذه في عمل الفداء، والتلاميذ الذين أخذوا من جسد الرب أعطوا هذا الجسد بدورهم إلى الآخرين، فأسسوا الكنائس وشاركوا الناس ، ومشاركة الإنسان في عمل الفداء هو تعبير عن محبة الإنسان للمسيح الفادي، ونحن اليوم نشارك يسوع في سر الخلاص خصوصاً عندما نشعر أن مشاركتنا فعّالة وليست فقط بحضورنا انما في عملنا الدائم والمتواصل مع يسوع ، كي نصل إلى القيامة منتصرين على أخطائنا.

وقال الاب سويد " أثناء العشاء السرّي أراد يسوع أن يشارك تلاميذه، فقال لهم: "خذوا كلوا هذا هو جسدي"، وكان احدهم يشعر بعدم استحقاقه في هذه المشاركة،اذ سمع من يسوع "أن واحداً منكم سوف يسلّمني، واحد منكم سيخون هذه المشاركة ومن يغمس يده في الصفيحة معي هو سيسلمني"، وتابع الاب سويد " يسوع يعرف الذي لا يشاركه، الذي يبيعه بالرخيص؛ وعدم المشاركة تعني أن الإنسان غير مستعد ليدخل فرح الرب، كما تعني النكران لمحبة الله ، ومن الصعب جداً أن يرى الرب واحداً من أولاده يمتنع عن مشاركته.

وتحدث عن خميس الغسل قائلاً " غسلَ يسوع أرجل التلاميذ ومسحها بمنديل كان متآزراً به كي يجعلهم أنقياء ، فأجلسهم على مائدته وأحنى رأسه أمامهم ، والسلطة بالنسبة للمسيح كانت خدمة غايتها بنيان الذات والآخر ،مشيراً الى ان السلطة كما فهمها المسيح تؤدي حتماً إلى حياة أفضل للذات والآخر، لذا طلب من تلاميذه ان يغسلوا أرجل بعضهم البعض كي يتواضعوا، واضاف " من بعد العشاء السرّي والغسل توّجه يسوع الى بستان الزيتون ليصّلي وهناك صار يعرق دماً فطلب من تلاميذه ان يسهروا معه ولو ساعة واحدة ، ومن هنا حدثت ساعة السجود والصلاة كي نعمل جميعاً على توصيات الله في هذه الليلة وتأمين ما طلبه يسوع من الرسل . وعن التقليد الديني بزيارة سبع كنائس في يوم خميس الاسرار، قال الاب سويد " هذه الزيارات كانت قائمة قديماً عبر محطات في اورشليم حيث كان المؤمنون يطوفون الشوارع حاملين الشموع ليتذكروا العمل الخلاصي ليسوع ، اذ كانوا يشكرون الرب في كل كنيسة عن الاسرار التي ترتكزعلى موت وقيامة السيّد المسيح . وختم " البعد الرّوحي لليلة خميس الأسرار يتطلّب منّا تقبّل البركة التي تمثّلها الإفخارستيّا، في تذكار الخلاص بأن الله يجعل الفرح العميق يولد في داخلنا من جديد، وبإن المسيح أعطانا جسده ودمه، مأكلاَ حقّاً، مشرباً حقّاً، خبز حياة، وعربون قيامة نهائيّة للعبور بفرح الى الحياة .

صونيا رزق - Kataeb.org Team

 

عاشوري رداً على نصرالله: السرية أولوية في عملنا

المستقبل - الجمعة 2 نيسان 2010 -ردت الناطقة باسم مدعي عام المحكمة الخاصة بلبنان راضية عاشوري على اتهام أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله لمكتب المدعي العام القاضي دانيال بلمار بالوقوف وراء التسريبات بشأن عمل المحكمة الخاصة بلبنان، وأكدت في حديث أمس الى محطة "العربية" "اننا نتعاطى مع عملنا بمنتهى الحرفية، وسرية التحقيقات أولوية قصوى بالنسبة الينا". وشددت على أن "مكتب المدعي العام ليس في وارد التعاطي مع التحقيقات عبر الصحافة، وعندما يكون لديه ما يقوله يعلنه على الملأ أو عبر مكتبه".

 

مي شدياق "بطلة لحرية الصحافة"

المستقبل - الجمعة 2 نيسان 2010 اختار معهد الصحافة الدولي الصحافية اللبنانية مي شدياق التي اصيبت بجروح بالغة في اعتداء استهدفها عام 2005 "بطلة حرية الصحافة في العالم" الرابعة والخمسين. وقال مدير المعهد ديفيد دادج في بيان ان "رفض مي شدياق بصفتها صحافية الرضوخ لتهديد العنف كاد يكلفها حياتها، لكنه جعلها تكسب اعجاب العالم بأسره لشجاعتها ومثابرتها". ونقل المعهد عن الصحافية قولها تعليقا على خبر اختيارها البطلة الرابعة والخمسين لحرية الصحافة في العالم "لن أندم يوما على قول ما انا مقتنعة به. علي ان اكون صوت الذين غابوا. هذه باتت مهمتي. ولا يمكن ان يمنعني اي شيء بعد الان من قول الحقيقة وما ينبغي ان يقال". ومي شديان صحافية معروفة بمواقفها المناهضة بشكل صريح للوجود السوري في لبنان سابقا، وقد اصيبت في تفجير سيارتها في ايلول/سبتمبر 2005 وبترت يدها وساقها وخضعت لعمليات جراحية كثيرة. ووقعت محاولة الاغتيال ضمن سلسلة من التفجيرات والاغتيالات اودت بعدد من السياسيين والاعلاميين اللبنانيين وادت بشكل اساسي الى مقتل رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري في شباط/فبراير 2005. قتل في موجة الاغتيالات هذه صحافيان معروفان في جريدة النهار هما مديرها العام جبران تويني والصحافي سمير قصير.وفي تموز/يوليو 2006 استأنفت مي شدياق برامجها في الـ"ال بي سي" لتنشط حوارا اسبوعيا بعنوان "بكل جرأة" قبل ان تستقيل من الشبكة في مطلع 2009 على خلفية خلاف مع ادارتها. وستقلد مي شدياق الوسام في ايلول/سبتمبر خلال المؤتمر العالمي لمعهد الصحافة الدولي الذي سيحتفل في فيينا وبراتيسلافا بمرور ستين عاما على تأسيسه. كذلك اختار المعهد ثلاثة صحافيين اخرين "ابطال حرية الصحافة في العالم" وقد اغتيلوا جميعا بسبب عملهم الصحافي، وهم التركي الارمني الاصل هرانت دينك والروسية انا بوليتكوفسكايا والسريلانكي لاسانتا ويكريماتونغي. وسيختار المعهد كل شهر وحتى انعقاد مؤتمره "بطلا لحرية الصحافة في العالم" على ان يكرم جميع الفائزين في ايلول/سبتمبر (ا ف ب)

 

قمة سرت: رفض خيارات "حزب الله" و"حماس"

لبنان دولة مواجهة وسوريا دولة مساندة

عبد الكريم أبو النصر/النهار

وصف مسؤول عربي كبير القمة العربية الثانية والعشرين التي انعقدت في مدينة سرت الليبية يومي 27 و28 آذار الماضي بانها "قمة التواضع العربي" إذ إنها كشفت أن المسؤولين العرب قادرون على النقد الذاتي والمصارحة أحياناً لكنهم ليسوا قادرين على تأمين الإمكانات والوسائل اللازمة لإستعادة الأرض المحتلة والحقوق المغتصبة وليسوا قادرين على تجاوز خلافاتهم جدياً من أجل تحقيق المصالحة الفلسطينية لتعزيز صمود الفلسطينيين وتقوية موقفهم التفاوضي ومن أجل تحقيق المصالحة العربية الضرورية التي تتطلّب التراجع عن الممارسات الخاطئة والتخلي عن المصالح الذاتية والحسابات الضيقة. وأثبتت قمة سرت أن المسؤولين العرب ليسوا قادرين على التفاهم على إستراتيجية موحدة جدية وفاعلة وقابلة للتطبيق للتأثير جدياً على إسرائيل أو على إيران أوعلى الدول الكبرى من أجل تأمين المصالح الحيوية العربية المشروعة وحماية المنطقة أوبعض دولها من أخطار وتهديدات حقيقية مختلفة قد تتعرض لها في المرحلة المقبلة.

وأفادت مصادر ديبلوماسية أوروبية وثيقة الإطلاع في باريس أن التقارير التي تلقتها جهات ديبلوماسية أميركية وأوروبية معنية بالأمر عما جرى في إجتماعات القمة العربية وفي المشاورات والإتصالات بين عدد من الزعماء والمسؤولين العرب في سرت، شددت على المسائل والنقاط الآتية:

أولاً: بدا واضحاً أن الدول العربية المعتدلة والواقعية تشكل الغالبية العظمى وانها هي التي توجه مسار الأحداث وتحدد توجهات القمة الأساسية، وأن الدول الممانعة والمتشددة أقلية صغيرة محدودة التأثير وليست قادرة فعلاً على دفع القمة الى اتخاذ أي قرار مهم ينسجم مع تصوراتها وسياساتها وأهدافها.

ثانياً: إن الغالبية العظمى من الدول العربية ترفض فعلاً تقديم أي نوع من الدعم المادي والعسكري والسياسي للمقاومة المسلحة اللبنانية التي يعتمدها "حزب الله" أو للمقاومة الفلسطينية التي تعتمدها "حماس" وتنظيمات أخرى مرتبطة بالمحور السوري - الإيراني، كما ترفض تأمين تغطية عربية رسمية وشرعية للخيار العسكري في التعامل مع إسرائيل لأنها ليست راغبة في التضحية بخيار السلام ولأنها على اقتناع بأن قدرات هذه المقاومة اللبنانية والفلسطينية محدودة جداً وانها لن تستطيع وحدها تحرير أي أرض محتلة أو إستعادة حقوق مغتصبة ما دامت دول أخرى لا تشاركها في المواجهة المسلحة. وترفض هذه الدول دعم "حزب الله" على حساب الدولة اللبنانية وسلطتها الشرعية، كما ترفض دعم "حماس" على حساب السلطة الوطنية الفلسطينية، وهي تؤيد دعم صمود لبنان وفلسطين وتعزيز قدراتهما الدفاعية وترفض دعم أي طرف يعطي ذرائع لإسرائيل لإشعال الحرب في هذه الساحة أوتلك. وعلى أساس هذه الإقتناعات اتفق الزعماء والمسؤولون العرب في قمة سرت على أن السلام العادل والشامل هو خيارهم الإستراتيجي وقرروا مساندة جهود إدارة الرئيس باراك أوباما وباقي الجهود الدولية لتأمين إنطلاق المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية شرط وقف الإستيطان الإسرائيلي واستجابة حكومة بنيامين نتنياهو لمتطلبات السلام، كما اتخذوا مجموعة قرارات وإجراءات سياسية وديبلوماسية ومادية لدعم القدس الشرقية وأهلها منها تخصيص 500 مليون دولار لها والعمل على وقف النشاطات والممارسات الإسرائيلية الهادفة الى تغيير الوضع القانوني لهذه المدينة المحتلة، والتمسك بها عاصمة لدولة فلسطين.

الفارق بين تركيا وإيران

ثالثاً: أحبطت دول عربية بارزة عشية إنعقاد قمة سرت مساعي بذلتها دولتان عربيتان بالتنسيق مع إيران من أجل سحب مبادرة السلام العربية أو تجميد العمل بها بسبب وصول عملية السلام الى طريق مسدود في هذه المرحلة. وأكدت الغالبية العظمى من الدول العربية في القمة ضرورة مواصلة التمسك بمبادرة السلام العربية والتحذير من انها لن تبقى على الطاولة الى الأبد، من جهة لأن هذه المبادرة تستند الى الشرعية الدولية ومبادئها ومرجعياتها وأصبحت جزءاً من قرارات مجلس الأمن ومن مطالب المجتمع الدولي ولأنها تدفع الدول الكبرى الى مواصلة جهودها لتحقيق السلام ولوبصعوبة وتشجعها على الضغط على الإسرائيليين، ومن جهة ثانية لأن التمسك بهذه المبادرة يحرج إسرائيل التي تفضل تخلي العرب عنها وعن خيار السلام لتواصل احتلالها الأراضي العربية، ومن جهة ثالثة لأن الدول العربية ليست مستعدة للحرب أو راغبة فيها ولأن خيار اللاحرب واللاسلم ليس لمصلحة العرب.

رابعاً: بدا واضحاً في قمة سرت أن الغالبية العظمى من الدول العربية ترفض دعم مشروع "حماس" الإنقلابي الإنفصالي في قطاع غزة وهو مشروع يلقى مساندة من سوريا وإيران، كما بدا واضحاً أن هذه الدول تدعم شرعية الرئيس الفلسطيني محمود عباس ومنهجه وتوجهاته لتأمين المطالب الفلسطينية المشروعة وتؤيد تحقيق المصالحة الفلسطينية وإنهاء سيطرة "حماس" على غزة من أجل إعادة توحيد الأرض الفلسطينية المحتلة وتعزيز الموقف الفلسطيني في التعامل مع إسرائيل والدول الكبرى. وفي هذا المجال أوضح لنا مسؤول عربي مطلع إن دولة عربية بارزة تدخلت لدى الرئيس بشار الأسد قبل بدء أعمال القمة لإقناعه بالتخلي عن فكرة دعوة خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" الى القمة وهي فكرة أثارها الرئيس السوري مع الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي الذي أبلغه تأييده لها. وشددت هذه الدولة العربية في اتصالها مع الأسد على أن مشاركة مشعل في القمة ستعزز الإنقسام الفلسطيني وتضعف الجهود المصرية لتحقيق المصالحة الفلسطينية وتوحي بوجود تأييد عربي لسيطرة "حماس" على غزة وتعرقل أعمال القمة وتنعكس سلباً على قراراتها. واستجاب الأسد والقذافي لهذا المطلب العربي ولم يدع مشعل الى سرت. كما أحبطت دول عربية بارزة اقتراحاً يقضي بتشكيل لجنة رباعية تضم السعودية ومصر وسوريا وقطر للعمل على تحقيق المصالحة الفلسطينية لأنها أدركت إن هدف هذا الإقتراح هو ضرب الدور المصري. وقد عارضته السعودية بشدة وأكدت تأييدها للجهود المصرية وطالبت الدول العربية بدعم هذه الجهود وهو ما أقرته ووافقت عليه قمة سرت.

خامساً: رفضت الغالبية العظمى من الدول العربية تأمين تغطية عربية رسمية لخطط إيران النووية التسلحية ولسياساتها الإقليمية الخطرة، ذلك انها عارضت إقتراحاً قدمه عمروموسى الأمين العام للجامعة العربية ودعمته سوريا وقطر يدعو الى إجراء حوار رسمي منتظم مع الجمهورية الاسلامية. وتمسكت الغالبية العظمى من الدول العربية برفض إجراء أي حوار رسمي منتظم مع إيران بسبب سياساتها المهددة للمصالح العربية الحيوية وبسبب تدخلاتها السلبية الخطرة في عدد من الدول أبرزها العراق ولبنان وفلسطين واليمن ومصر وبعض الدول الخليجية وبسبب رفض النظام الإيراني التفاوض مع الدول الست الكبرى من أجل التوصل الى حل سلمي للمشكلة النووية العالقة تطمئن المجموعة العربية والمجتمع الدولي الى أن الجمهورية الإسلامية لن تعمل على امتلاك السلاح النووي وتجر المنطقة الى مواجهة عسكرية مدمرة. وكما قال مسؤول عربي بارز لزعيم أوروبي: "إن الدول العربية عموماً تؤيد التحاور والتقارب الوثيق مع تركيا وتعزيز العلاقات معها في مختلف المجالات لأن القيادة التركية تعمل من أجل تحقيق الأمن والإستقرار والسلام في المنطقة وتمتنع عن التدخل سلباً في الشؤون العربية وتحترم المصالح العربية الحيوية وهي ليست راغبة في الهيمنة على المنطقة أو في فرض مطالبها وتصوراتها على دولها. أما إيران، فإنها تفعل عكس ذلك تماماً إذ انها تريد فرض مطالبها وشروطها على العرب وتأمين مصالحها على حساب المصالح العربية وتعمل على زعزعة الأمن والإستقرار وتفجير النزاعات في عدد من الساحات العربية. وفي الوقت الذي تتعاون تركيا مع السلطات الشرعية في الدول العربية فإن إيران تتعامل وتتعاون مع تنظيمات وقوى مسلحة معادية للسلطة الشرعية في عدد من الدول العربية. وعلى هذا الأساس رفضت قمة سرت تبني إقتراح عمرو موسى المتعلق بالحوار مع إيران".

رفض خياري "حزب الله" و"حماس"

ولكن ما هي الأسباب التي تدفع الغالبية العظمى من الدول العربية الى رفض تبني ودعم خياري "حزب الله" و"حماس" والتنظيمات المسلحة الأخرى المرتبطة بالمحور السوري - الإيراني؟ مسؤول عربي بارز أجاب صراحة عن هذا السؤال مركزاً على الأمور الآتية:

أولاً: إن الدول العربية المؤيدة لخيار المقاومة المسلحة، وهي أقلية صغيرة وعلى رأسها سوريا، لم تطرح هذا الموضوع جدياً خلال المشاورات التي جرت في قمة سرت أوقبل إنعقاد القمة ولم تقدم ورقة عمل أوخطة محددة مدروسة تتضمن إقتراحات وتصورات وأفكاراً عملية لاعتماد خيار المقاومة المسلحة أو الخيار العسكري في التعامل مع إسرائيل قابلة للتطبيق وتؤمن نتائج إيجابية ملموسة وتحقق ما عجزت عن تحقيقه جهود السلام. بل إن هذه الدول اكتفت برفع شعار تأييد المقاومة المسلحة.

ثانياً: إن نظام الأسد الداعم علناً مع إيران خيار المقاومة المسلحة على أساس انه الخيار الإستراتيجي الملائم للفلسطينيين والعرب في هذه المرحلة يتصرف في الواقع على أساس إن سوريا دولة مساندة للمقاومة وليست دولة المقاومة أودولة المواجهة العسكرية مع إسرائيل، إذ إن القيادة السورية ترفض منذ عام 1974 السماح بتنفيذ عمليات فدائية أو عسكرية ضد الإسرائيليين إنطلاقاً من جبهة الجولان وتتمسك باستعادة أرضها المحتلة من طريق المفاوضات والجهود الديبلوماسية وحدها. وفي المقابل، يريد نظام الأسد أن يكون لبنان وكذلك أرض فلسطين ساحتي المواجهة العربيتين الوحيدتين مع إسرائيل على رغم أن القدرات العسكرية اللبنانية والفلسطينية محدودة جداً بل ضئيلة بالمقارنة مع قدرات الدولة العبرية العسكرية الهائلة وأنها أضعف بكثير من قدرات سوريا الحربية والقتالية. وكما قال مسؤول عربي بارز: "ليس مقبولاً أن تكون سوريا القوية عسكرياً دولة مساندة وأن يكون لبنان دولة مواجهة مع إسرائيل. وليس مقبولاً عربياً أن يدفع لبنان وفلسطين وحدهما ثمن العجز العربي عن محاربة إسرائيل أوعن تأمين الإمكانات اللازمة لاستعادة الحقوق المغتصبة. والغالبية العظمى من الدول العربية على اقتناع تام بأن عمليات المقاومة المسلحة إنطلاقاً من لبنان وغزة لن تحرر أي أرض محتلة ولن تعزز الموقف التفاوضي الفلسطيني والعربي في ظل موازين القوى العسكرية القائمة مع إسرائيل، بل إنها ستعطي الحكومة الإسرائيلية ذرائع إضافية للتصلب أكثر فأكثر وللتملص من متطلبات السلام ومن الضغوط الدولية عليها، كما إنها ستظهر أن العرب عاجزون عن خوض حرب حقيقية مع الدولة العبرية وإنهم يكتفون بدفع الضعفاء منهم الى القتال نيابة عنهم".

ثالثاً: الغالبية العظمى من الدول العربية على اقتناع بأن التمسك بخيار السلام وبمبادرة السلام العربية، على رغم المصاعب والعقبات، والعمل سياسياً وديبلوماسياً على تأمين الدعم الأميركي والدولي للمطالب الفلسطينية والعربية المشروعة، أفضل بكثير من تفجير حروب صغيرة مع إسرائيل محدودة التأثير تلحق الدمار والخراب بلبنان وفلسطين من غير أن تؤمن أياً من المطالب والحقوق الفلسطينية واللبنانية والعربية المشروعة. ذلك إن التخلي عملياً ومن خلال الممارسة عن خيار السلام والإكتفاء بالمقاومة المسلحة اللبنانية والفلسطينية من دون فتح جبهات عربية أخرى يخدمان في الواقع مخططات حكومة بنيامين نتنياهو التي ستستغل هذا الموقف العربي الضعيف العاجز عن شن حرب حقيقية، فترفض الاستجابة للجهود الديبلوماسية الأميركية والدولية وتعمل لتوسيع نطاق البناء الإستيطاني في الضفة الغربية والقدس والجولان والتعامل بعدوانية متزايدة مع الفلسطينيين ومع جهات عربية أخرى من دون أن يتمكن العرب من أن يفعلوا شيئاً ضد الدولة العبرية. وفي المقابل، إن تمسك الدول العربية بخيار السلام يجب أن يشمل لبنان بحيث يكون هذا البلد فعلاً جزءاً من التوجه العربي العام لحل النزاع سلمياً مع إسرائيل، وهوما يتطلب التوقف عن التضحية به وخوض حروب بديلة من الحرب الحقيقية على أرضه خدمة لأهداف هذا الطرف الإقليمي أو ذاك.

 

 في ضوء المواقف الأخيرة لـ"حزب الله" ومن أجل مناقشة في العمق للخلاف المركزي

قوة 14 آذار في "لبننة" قضية الديموقراطية

المستقبل - الجمعة 2 نيسان 2010 - وسام سعادة

يحتاج كل من فريقي 8 و14 آذار في لبنان إلى "الفكرة" التي يمكن بها تدبّر الظرف الرّاهن المحكوم بـ"إعادة خلط" الأوراق على صعيد المنطقة.

حتى الساعة يمكن القول إنّ فريق 8 آذار سبق فريق 14 آذار في تطوير "الفكرة"، بالشكل الذي ظهر فيه هذا الفريق أكثر قدرة على "التأقلم". فكرة هذا الفريق مستوحاة بشكل أو بآخر من "عقيدة بريجنيف" في "السيادة المحدودة" كما طرحت أواخر الستينيات من القرن الماضي بقصد تبرير التدخل لحماية الإشتراكية في أي بلد من بلدان المعسكر الشرقي تتهدّده القوى المناهضة للإشتراكية من الداخل. الإشتراكية كانت بالنسبة إلى "عقيدة بريجنيف" قضية "فوق سيادية"، ولا تحتاج لأي "إجماع وطنيّ"، وليس هناك من "سيادة وطنية" يمكنها أن تحمي الحركة المناهضة لها في أي بلد. لزم إذاً أن تأتي السيادة الوطنية محدودة ومراقبة، أي محصورة في باب "الجزئيات".

وكما حال "الإشتراكية" في "عقيدة بريجنيف"، كذلك حال "المقاومة" في حال "البريجنيفيين الجدد"، أي قوى "8 آذار". هنا أيضاً لا حاجة لأي "إجماع وطنيّ". هنا أيضاً ليس من "سيادة وطنية" يمكنها أن تحمي الحركة المطالبة بسيادة حكم القانون على أراضي الجمهورية اللبنانية. هنا أيضاً يفترض بالسيادة أن تجيء محدودة ومراقبة، أوّلاً بارتباطها بفكرة "الممانعة" على الصعد الوطنية والعربية والدولية كافة، وثانياً من خلال الحؤول دون أي مناقشة لمسألة "العنف الخارج عن سلطة الدولة"، وثالثاً من خلال حصر السيادة الوطنية، المحدودة، والمراقبة، في باب "التفاصيل والجزئيات".

وبهذا المعنى، فإنّ "عقيدة بريجنيف" تطرح نفسها بديلاً عن "الميثاق الوطني" وعن "الدستور". كما أنّ هذه العقيدة التي انبعثت من قبر "الحرب الباردة" لتفرض نفسها على اللبنانيين رغم نتائج انتخابات 7 حزيران، إنّما تسوّق لنفسها على قاعدة أنّ العين الدولية صرفت النظر نهائياً عن لبنان، وأنّ القرارات الدولية قد انفك سحرها، وأنّه لا يسع اللبنانيين الآن إلا المناقشة في تحسين شروط تطبيق العقيدة البريجنيفية.

وهكذا أخذ شبح البريجنيفية يخيّم فوق لبنان، الأمر الذي انعكس إحباطاً لكثيرين ممن تفاءلوا بإمكانات التطوّر المدني الديموقراطي للبنان بعد 2005. تركت "البريجنيفية الجديدة" تأثيراتها في كل مكان، كنتيجة واقعية للعجز عن الإحتكام إلى نتائج انتخابات 7 حزيران.

وأخطر تأثير في هذا المجال هو إيهام ديموقراطيي لبنان واستقلالييه بأنّهم، في هذه المرحلة، لا قدرة لهم على التأثير في الأحداث، ولا مجال لهم سوى اعتناق عقيدة "السيادة المحدودة".. أو التعرّض لـ"العزل" و"الإستهداف".

لكنّ المنطق يقول إنّه عندما يتطوّر "الوضع الإقليميّ"، باتصالاته وعلاقاته، بإتجاه مزيد من التهدئة والرويّة والإعتدال، فهذا في مصلحة أهل التهدئة والرويّة والإعتدال وليس في مصلحة أهل التطرّف. وإذا صحّ ذلك فإنّ اتجاه الأمور عربياً إلى مزيد من التهدئة والرويّة والإعتدال يفترض أن يصب أوّلاً في مصلحة الفرع اللبناني للإعتدال العربيّ، هذا بشرط أن ينجح هذا الفرع، ودون أي تردّد، في إظهار صفته العضويّة في الإعتدال العربيّ أوّلاً، وموقعه المتقدّم على خارطة التهدئة والرويّة ثانياً.

وهذا لا يعني أبداً أن يتقاسم الفرع اللبناني للإعتدال العربيّ عقيدة بريجنيف في "السيادة المحدودة" مع "قوى 8 آذار". على العكس تماماً. هذا يعني أنّه على هذا الفرع أن يطوّر أكثر من أي وقت مضى فكرته التي تضمن تمايزه سواء داخل الإعتدال العربيّ أو في ظلّ المرحلة العربية الراهنة المحكومة بفتح الصفحات الجديدة.

فإذا كانت "السيادة المحدودة" هي الفكرة الأثيرة لدى بريجنيفيي 8 آذار، وجب أن تكون "الديموقراطية في بلد واحد" هي الفكرة التأسيسية الجديدة للمشروع الدستوريّ الإستقلاليّ اللبنانيّ. تعني هذه الفكرة أنّ اللبنانيين يسعون لتطوير ديموقراطيتهم الخاصة، والطابع "الخاص" لديموقراطيتهم (الطائفية)، ولا يسعون بأي شكل من الأشكال وراء منطق تصدير نماذجهم في الحياة السياسية وفي الحريات الثقافية. لقد دفع اللبنانيون مطولاً أثمان "تصدير" لم يفكروا به حقيقة إلا لماماً، إمّا تحت ضغط "الهروب إلى الأمام" وإمّا بفعل التأثّر بقراءات معيّنة لحركة التاريخ في المنطقة والعالم.

إنّ نظرية "الديموقراطية في بلد واحد" هي الردّ الوحيد على نظرية "السيادة المحدودة"، والسند الأساسي لمنطق "العبور إلى الدولة".

 

مالك مجبل الباطون في جعيتا رد على عون والـ"OTV": المجبل مستوف للشروط ولا قرار قضائيا بحقنا 

  ١ نيسان ٢٠١٠

اصدر المهندس جورج خديج بصفته مالكا لمجبل الباطون في جعيتا بيانا رد فيه على الاتهامات التي وردت على لسان العماد ميشال عون ومحطة OTV حول ما سمي مصادرة ونهب املاك دير مار الياس الراس - جعيتا على مساحة 18 الف متر، موردا الوقائع الاتية:

اولا: ورد على لسان العماد ميشال عون ومحطة OTV اتهامات مفادها، اننا نصادر وننهب املاك دير مار الياس - الراس ونعمل في مجبل الباطون من دون مسوغ قانوني، وعليه فاننا نعتبر هذا الكلام بحقنا تجنيا يتخلله القدح والذم والتشهير، لأنه عار عن الصحة ومبني على كيدية سياسية لا علاقة لنا بها، وهذا جرم يخضع لملاحقة قضائية يعاقب عليها قانون العقوبات.

ثانيا: نؤكد ملكيتنا لمجبل الباطون في جعيتا الذي يعمل منذ سنتين مستوفيا الشروط القانونية المرعية الاجراء، وملكيتنا للمجبل المذكور موثقة بمستندات رسمية قانونية سبق وابرزناها للقضاء.

ثالثا: لم يصدر بحقنا شخصيا اي قرار قضائي، جزائي او مدني، بإخلاء المأجور، وان ما يتم تداوله عن حكم قضائي يقضي بإخلاء ورثة الشيخ هيكل الخازن، فقد تم تنفيذه من سنوات واستكمل منذ اشهر عدة، بعد ان وقع النائب والوزير السابق فريد هيكل الخازن تعهدا بإخلاء المكان والذي لا صلة قانونية لمؤسستنا به.

رابعا: تقدم دير مار الياس - الراس بشكوى جزائية ضدي شخصيا، موضوعها اغتصاب عقارات الدير ومخالفة تدابير قضائية تسجلت في النيابة العامة الاستئنافية في جبل لبنان تحت رقم اساس 3101، وطلب فيها وكيل الدير المحامي الاستاذ شوقي بويز بالزامي اخلاء العقارات، وهذه الشكوى احيلت من النيابة العامة الى حضرة القاضي المنفرد الجزائي في كسروان وهي قيد المتابعة القضائية الابتدائية ولم يتم لغاية تاريخه اصدار اي قرار بحقي بالاخلاء، لا بهذه الدعوى ولا بأي دعوى اخرى عالقة بموضوع اشغالي شخصيا العقارات المذكورة.

ودعا المهندس خديج العماد عون وتلفزيون ال OTV الى ابراز اي قرار قضائي صادر بحقه يقضي بإخلاء العقارات موضوع النزاع، نافيا اي تقصير من القوى الامنية بتنفيذ اي قرار قضائي طالما انه غير موجود اصلا.

 

تسعون صفير: لا تنحّي.. الى أن يحين الوقت

ملاك عقيل/ ليبانون فايلز

في 21 نيسان المقبل ينتقل البطريرك صفير الى الفاتيكان للانضمام الى اجتماع الكرادلة للقاء البابا بنديكتوس السادس عشر. محطة روتينية في سلسلة زيارات صفير الى حاضرة الفاتيكان حيث ستحضر الهموم اللبنانية بكل تشعباتها، خصوصاً تلك التي لا ينفك سيد بكركي يدعو الى معالجتها على المستوى الوطني، وفي مقدمتها الوجود السوري "السياسي" في لبنان. في الخامس عشر من شهر ايار المقبل يحتفل سيّد بكركي بميلاده حيث سيبلغ التسعين من عمره (قضى 24 عاماً منها في سدة البطريركية). ليس من ربط بين المناسبتين سوى خيط رفيع يحلو لمناهضي سياسة البطريرك "الزمنية" ان يتمسكوا به في المفاصل الحاسمة. هنا تدور تساؤلات يكتسب بعضها الإطار الجدي: هل يذهب البطريرك الى الفاتيكان ليضع البابا في أجواء تنحيه القريب عن سدة البطريركية؟ هل تكون ذكرى ميلاده التسعين محطة لتسليم العصا البطريركي الى خليفته بالانتخاب؟

منذ مدة تتردّد شائعات حول قرب انكفاء البطريرك الى الخطوط الخلفية. تسنّى لسيّد بكركي الرد مباشرة على مطلقي هذه الشائعات في أكثر من مناسبة، آخرها في حديثه الشامل الى جريدة "الشرق الأوسط" حين قال "فليقولوا ما يريدون، أنا لست قيّماً على السنة الناس". وحين سئل عن الاستقالة او التنحي أجاب "حين يحين الوقت". هنا تكمن المسألة الأساسية... هو "الوقت الذي لم يحن بعد"، ليترك سيد بكركي رعيته، وملفاتها الشائكة. منذ عودة عقارب الساعة اللبنانية الى الوراء، الى "الزمن التوافقي" والتموضعات "المدوزنة"، أبقى البطريرك صفير على جدول أعماله الثابت. يتمسك بالثوابت، يحذّر من انسحاب سوري "غير مكتمل"، ويشير بالأصبع الى خطورة وجود سلاح غير سلاح الدولة... ويواظب أيضاً على استقبال شخصيات تصنّف من صقور 14 آذار. تجد شكاوى هؤلاء صدى واسعاً وفضاءّ رحباً في بكركي التي تنصحهم بأن "يطوّلوا بالهم"... لأن لكل شيء نهاية".

يتصرف سيّد الصرح على هذا الأساس. المقرّبون منه يجزمون بأنه "أب" الانسحاب السوري من لبنان، ولولا نداء أيلول من العام 2000 ونداءات بكركي لم يكن ليحصل هذا الانسحاب، لكن في قناعاته "المهمة لم تنته بعد". فسوريا، يقول هؤلاء، موجودة اليوم بقوة عبر حلفائها، وحتى عبر الزيارات اللبنانية "المشبوهة" لبعض الشخصيات التي توحي بأن زمن الوصاية "عن بعد" قد عاد". وكما كان "أم الصبي" في عودة الوصي الى بلاده، يضيف هؤلاء، سيكون كذلك في ما خص سلاح "حزب الله" إذ أن البطريرك عندما يتكلّم السياسة يضع هذا الأمر في صدارة أولوياته، وقد لا يصل الأمر الى حدّ صدور نداء شبيه بـ "نداء أيلول" إلا ان صفير يتصرف عملياً على أساس أن السلاح هو تهديد حقيقي للوجود المسيحي في لبنان".

إنطلاقاً من هذا الواقع، يرفض صفير الاستقالة او التنحي في هذه المرحلة المصيرية التي يمر بها لبنان. زوار بكركي ينقلون عنه تمسكه بلقاء قوى 14 آذار "بمن حضر، لأن العدد غير مهم، بل الأهم هو رفع الصوت أمام مشاريع قد تغيّر وجه البلد". في هذا الاطار تنفي المصادر وجود أي مسعى لترتيب العلاقة بين بكركي و"حزب الله"، مع الإشارة أن أبواب بكركي مفتوحة للجميع، "لكنّ من يدقّ الباب.... سيسمع الجواب".  

 

 الموقوف في عشقوت بتهمة العمالة ينتمي الى أحد التيارات المسيحية الرئيسة في "8 آذار"

علم موقع "القوات اللبنانية" الالكتروني من مصادر امنية ان المواطن الذي اوقف في بلدة عشقوت من قبل مديرية المخابرات في الجيش للاشتباه في تعامله مع الاستخبارات الإسرائيلية ينتمي الى أحد التيارات المسيحية الرئيسة في قوى "8 آذار". وتساءل بعض المراقبين لماذا لم تسلط بعض وسائل الاعلام الضوء على الانتماء السياسي للموقوف الذي يعمل ميكانيكياً وهو ناشط في صفوف هذا التيار المسيحي البارز في قوى "8 آذار"، والذي أقرّ بما هو منسوب إليه، في حين ان هذه الوسائل لا تنفك على التلميح من قريب او بعيد الى اي موقوف قد يكون من منطقة محسوبة سياسياً على قوى "14 آذار" وإن لم يكن ملتزماً سياسياً او ناشطاً. موقع القوات اللبنانية

 

في أقوى ضربة توجهها CIA إلى إيران: العَالِم النووي الإيراني المختفي هو في عهدة الولايات المتحدة 

١ نيسان ٢٠١٠ /طارق نجم

بعيداً عن الأضواء وخلف الكواليس، تخوض أجهزة الإستخبارات الغربية والإسرائيلية من جهة والإستخبارات الإيرانية ومن يدور في فلكها من جهة أخرى حرباً ضروساً حيث يتركز النزاع حول الحصول على المعلومات السرية والقيام بعمليات لمكافحة التجسس وحتى إستمالة من يعملون في معسكر "الأعداء" لتسهيل إنتقالهم من معسكر إلى آخر، وربما القيام بعمليات الإغتيال إذا تطلب الأمر ذلك. ومنذ الفضيحة التي طالت إيران حول تخصيبها اليورانيوم سراً في منشأة "قم"، يبدو أن الضغوط التي تمارس على إيران بأشكالها الشتى من إقتصادية إلى تهديدات عسكرية لم تكن وحدها في ساحة المعركة مع طهران بل العامل الأمن الإستخباراتي كان الضلع الثالث في الحربة الموجهة إلى نظام الملالي، وهذا ما يؤكده ما أعلن اليوم عن إنضمام العالم الإيراني المختفي منذ العام 2009 إلى صفوف الولايات المتحدة الأمريكية. فكيف حصل ذلك؟

شهرام أميري: إختفى خلال الحج وأنتقل إلى الولايات المتحدة

في تقرير بث اليوم، أعلنت شبكة ABC News ان شهرام أميري، وهو العالم النووي الإيراني الشاب الذي اختفى خلال الحج إلى مكة المكرمة بين أواخر أيار و مطلع حزيران من العام الماضي، يعيش الآن في الولايات المتحدة بعد أن تم استدراجه إلى هناك من قبل اجهزة الاستخبارات الاميركية.

اختفاء الدكتور اميري بحسب المعلومات الإستخبارية التي حصلت عليها شبكة التلفزة الأمريكية، كانت جزء من عملية واسعة النطاقة وطويلة الأمد كانت مقررة مسبقاً قامت بها وكالة المخابرات المركزية CIA لتسهيل قدوم أميري واستقراره على الأراضي الأمريكية. فقد اتصلت وكالة الاستخبارات المركزية بالعالم الايراني خلال وجوده في بلده من خلال وسيط قدم له عرضاً لتحوله لصالح الولايات المتحدة.

في العام الماضي، اتهم وزير الخارجية الايراني، منوشهر متكي، ومسؤولون إيرانيون آخرين الولايات المتحدة بخطف أميري بالتواطؤ مع الأمن السعودي. فقد نقلت وكالة فارس الإيرانية بتاريخ 7 تشرين الأول 2009 عن الوزير متكي أنّ " هناك وثائق تثبت التدخل الأمريكي في إختفاء أميري خلال وجوده في السعودية".

وقد نظر إلى قضية اختفائه كجزء من عملية "تجفيف الأدمغة" التي تبنتها وكالة المخابرات المركزية CIA منذ عام 2005، والتي تهدف الى جذب المواهب النووية الايرانية خارج البلاد وإفراغ ايران من قدراتها البشرية في هذا المجال، بحسب ما كانت ذكرته صحيفة يدوعوت أحرانوت في العام 2009. وقد جاء في الصحيفة العبرية أنّ إسرائيل والولايات المتحدة قد إتفقتا على التخلص من الجهاز البشري الذي يعمل في مجال البرنامج النووي الإسرائيلي بكل الوسائل الممكنة".

جملة من الحوادث أثبتت هذه النظرية خلال حادثتين على الأقل. فقد شكل اختفاء علي رضا أصغري، وهو النائب السابق لوزير الدفاع والقائد في الحرس الثوري، نوعاً من الانشقاق الذي لم يعلن عنه بعد، حيث تتضارب التقارير المختلفة في أن تكون إسرائيل أو الولايات المتحدة التي لعبت دوراً قيادياً في ذلك.

وفي كانون الثاني من هذا العام، قتل خبير نووي إيراني آخر، هو مسعود علي محمدي، خارج منزله في طهران بإنفجار دراجة نارية مفخخة. وكان لمحمدي دور منظم للاحتجاجات المعارضة مما ألمح إلى ان النظام الإيراني كان وراء قتله. كما ذكرت وسائل اعلام الحركة الخضراء، الناطقة بإسم الإصلاحيين في إيران، أن محمدي قد عمل في برامج الدفاع الايرانية وقد وجهت أصابع الإتهام بطريقة غير مباشرة إلى أحد عناصر حزب الله اللبناني الذي تواجد في مكان الجريمة.

وبحسب صحيفة التايمز اللندنية، أثار توقيت اختفاء الدكتور أميري تكهنات بانه قدم القطعة الأخيرة المطلوبة في الفسيفساء للتأكد من محتويات البناء السري لمحطة تخصيب اليورانيوم الثانية، في "فوردو"، بالقرب من مدينة قم المقدسة. وابلغت ايران الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن مصنع "فوردو" في أيلول 2010، قبل أيام فقط من كشف واشنطن عن المكان.

أهمية الضربة الإستخباراتية: أميري عمل في منشأة "قم" النووية

وبحسب تقرير الشبكة الأمريكية ABC News فإن متحدث باسم وكالة المخابرات المركزية إمتنع عن التعليق عن موضوع أميري. ولكن في الوقت عينه رفعت سي آي أي CIA تقريرها السنوي السري الى الكونغرس، والذي ذكرت به الوكالة الفدرالية "أنّ ايران لا زالت تعمل على خيار تطوير اسلحة نووية على الرغم من أننا لا نعرف ما اذا كانت طهران سوف تصل إلى إمكانية انتاج هذه الاسلحة النووية".

أميري، وهو فيزيائي نووي في الثلاثينات من عمره، أعلن في عداد المفقودين في حزيران الماضي بعد ثلاثة أيام من وصوله الى المملكة العربية السعودية لاداء فريضة الحج، وفقاً للحكومة الايرانية. العالم الإيراني كان يعمل في جامعة طهران- مالك بن الأشتر، ويعتبر خبيراً في مجال النظائر المشعة ومرتبط ارتباطا وثيقا بالحرس الثوري الايراني، وفقا لوكالة الأسوشيتد برس. وقد علق وزير الأمن الداخلي الأمريكي السابق والخبير في مكافحة الأرهاب ريتشارد كلارك على الموضوع قائلاً "إن أهمية التحول الذي قام به أميري يعتمد على مدى معلومات العالم حول البرنامج النووي الايراني".

ووفق المعلومات الإستخباراتية، فقد تم استخلاص كم كبير من المعلومات من أميري منذ انشقاقه عن طريق وكالة الاستخبارات المركزية CIA. كما قدم أميري مساعدة مهمة لتأكيد تقديرات الاستخبارات الاميركية حول البرنامج النووي الايراني. وهذا ما ما يفسره الإعلان الذي صدر في أيلول الماضي على لسان الرئيس باراك أوباما الذي أكد أن لدى الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا ادلة على ان ايران "تقوم ببناء منشأة سرية لتخصيب اليورانيوم بالقرب من مدينة قم منذ عدة سنوات." وهذه المعلومة أكدها سابقاً أحد المواقع الإيرانية المعارضة الذي أفاد أن أميري عمل لفترة من الوقت في منشأة "قم" النووية ("فوردو") قبل انشقاقه.

من الواضح أنّ هناك جهدا استخباراتياً متضافراً موجها إلى البرنامج النووي الإيراني، وأنه كان العنصر الأكثر نجاحا للسياسة الغربية تجاه هذا الموضوع في السنوات الأخيرة، مع فشل موجات العقوبات والتهديدات العسكرية في لجم طموحات طهران. الحملة الإستخباراتية الأمريكية أدت إلى اكتشاف محطة تخصيب اليورانيوم المخفية في "قم"، مما وجه ضربة خطيرة للآمال الايرانية في إنتاج وقود اليورانيوم بشكل سري. وفي يوم السبت الماضي، أعلن كل من المخابرات الامريكية ومفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية من خلال صحيفة نيويورك تايمز انهم يراقبون موقعين آخرين مشتبه بهما.

إن نجاح الجهود الاستخباراتية حتى الان قد تفسر لماذا إسرائيل قد صرحت بشكل متعمد لمرات عدة عن عزمها شن غارات عسكرية على المنشآت النووية الايرانية. وربما يعود التردد الإسرائيلي في ضرب منشآت إيران لجملة عوامل منها الضغوط الأمريكية وكذلك عواقب إندلاع نزاع لا يعرف أين سيكون مؤداه بالإضافة إلى إنتظار ربما لنتائج العقوبات. ولكن من المؤكد أن هذا التأجيل في العملية العسكرية الإسرائيلية هو وجود سلاح يعمل سراً ضد الإيرانيين ويخوض حرباً إستخباراتية صامتة.

المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

كوشنير: ما جاء في "در شبيغل" عن رابط بين "حزب الله" واغتيال الحريري مجرد رأي صحافي 

١ نيسان ٢٠١٠   موقع 14 آذار/

أكد وزير خارجية فرنسا برنار كوشنير أن "حزب الله ليس خارج العدالة"، معرباً عن أعتقاده بأنَّ ما جاء في مقال مجلة صحيفة "در شبيغل" الألمانية التي تحدثت عن "رابط" بين الحزب وبين اغتيال الرئيس رفيق الحريري "لا يدخل في سياق العدالة، وانما هو مجرد رأي صحافي"، وقال: "ليس علينا اتخاذ موقف. علينا أن نكون محايدين وأن نترك لهم (المحققون) القيام بالتحقيق".كوشنير، في حديث إلى صحيفة "الحياة" شدد على أنَّ المحكمة الخاصة بلبنان "محكمة دولية تم انشاؤها بتصويت في مجلس الأمن، وهي منفصلة تماماً عن أي خلفية سياسية وأي سياسيين متورطين في لبنان. وبالتالي، إنها محكمة حرة، وهم (المحققون) يقومون بمهمات التحقيق". وسأل: "هل هدف هذه المحكمة هو ضرب استقرار لبنان؟ لا، اطلاقا".

وأضاف كوشنير: "لقد تحدثنا مع رئيس الوزراء سعد الحريري، وهو تحدث مع (الرئيس السوري) بشار الأسد، ونحن تحدثنا مع الأسد. فلندع الحكم والعدالة الدولية تسير إلى الأمام. نحن لسنا جزء من ذلك. فلو كنا نريد أن نكون جزء لكان الأمر سيئاً للغاية، ذلك أنه يجب عدم التدخل في العدالة". وأكد أن من يقومون بالتحقيق "أحرار" ومهمتهم القاضية بالتحقيق في مسألة من اغتال رفيق الحريري "ليست سهلة". وتطرق كوشنير إلى موضوع توقيت طرح مشروع قرار العقوبات على إيران في مجلس الأمن، فقال: "الكل يريد الصفقة، بما في ذلك الرئيس (الاميركي باراك) اوباما. الكل يريد السرعة إنما في الوقت الحاضر، لا أعرف". و تساءل: "هل هي مسألة اسابيع؟ نعم، هذا في حال سارت الامور جيداً. هل هي مسألة شهور؟ لا أعرف". ورداً على سؤال حول الصعوبة التي يواجهها مجلس الأمن في إصدار قرار يفرض العقوبات على إيران بسبب رفضها تنفيذ القرارات الدولية، بعد فشل الاسرة الدولية في الاتفاق على إجراءات عقابية بحق إسرائيل لخرقها القرارات التي تعتبر الاستيطان غير قانوني؟، أجاب كوشنير: "هذه نقطة لافتة إنما الهدف هو خفض التوتر". وتابع "الوضع خطير جداً والتطرف على الجانبين يقوي بعضه البعض".

 

 سعيد لنهارنت: جنبلاط لم ينتقل الى 8 آذار وأطّر زيارة سوريا بالخصوصية الدرزية

رأى منسّق الأمانة العامة ل"14 آذار" فارس سعيد أنّ رئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط "أحسن بتنظيمه مؤتمرًا صحافيًا للكلام عن زيارته الى سوريا، حتى لا يدع مجالا للتكهنات والتأويلات بشأن هذه الزيارة". ونوّه سعيد في حديث خاص لنهارنت، بتأكيد جنبلاط على "نيل المحكمة الدولية إجماعًا من كل الأطراف، كما تشديده على أنّ العلاقات اللبنانية ـ السورية ستكون مؤسّساتية رسمية من دولة الى دولة, بناءً على ما تمّ في اتفاق الطائف". كما اعتبر أنّ وضع جنبلاط لزيارته في إطار الخصوصية الدرزية، تختلف عن رئيس الحكومة سعد الحريري، الذي وظّف هذه الزيارة في إطار المصالحات العربية". وردًّا على سؤال عمّا إذا كان جنبلاط النتقل من الوسطية الى 8 آذار، أجاب سعيد أنّ "جنبلاط بقي في موقعه الوسطي، ولم ينتقل الى الضفة الأخرى". وكان سعيد قد أكّد في حديث لصحيفة "اللواء" ثقته بالمحكمة الدولية، وبكل شيء يصدر عنها، مشدداً على العمل المحترف والمهني الذي تقوم به، مؤكداً على ضرورة تعاون جميع الأطراف مع المحكمة وبشكل غير مشروط لكشف الحقيقة. واعتبر النائب السابق مصطفى علوش والقيادي في تيّار "المستقبل" ان معظم ما قاله نصر الله كان منطقياً، مشيراً بنوع خاص إلى استمراره في الرغبة بالتعاون مع المحكمة معتبراً انه "معطى ايجابي". 

 

وقاحة وهّاب...الى أين؟ 

١ نيسان ٢٠١٠ /سلمان العنداري/موقع 14 آذار

يستفيق الوزير الأسبق السيد وئام وهّاب على موقف، وينام على آخر في اطار "الحملات التافهة" التي يسوقها، على حد قول رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان. فتارة يصوّب مدافعه الصوتية باتجاه رئيس الدولة ويطالبه بالاستقالة مبشّراً بآخر ايام الرئاسة، وتارةً اخرى يؤكّد حرصه على دوره، ويصف مواقفه بالشجاعة والداعمة للمقاومة، (في انتظار تحديد موعد له في قصر بعبدا). يطمئن "معاليه" الناس ان مصير طاولة الحوار التي عادت الى الانعقاد من جديد هو "الفشل"، وسينتهي كما بدأ، دون الوصول إلى أي نتائج تذكر، في اشارة الى ان الاستراتيجية الدفاعية لن تصل الى خواتيمها، وان حزب الله سيبقى صاحب الكلمة الفصل فيما يختص بقرار الحرب والسلم. فما يقوم به القادة اللبنانيون اليوم في هيئة الحوار الوطني لا طعم له ولا لون. انه باختصار "مجرد تقطيع للوقت ليس أكثر".

يطلعنا "ابن الجاهلية" كل يوم بمواقف "ملفتة" ودسمة أمنياً وسياسياً، فتجد في تصريحاته الكثير من التهديدات المبطّنة والرسائل على اكثر من مستوى واكثر من صعيد. فيصف المحكمة بأنها مسيسة ومفلسة وتخدم المشروع الاميركي، ويحذّر من تداعيات خطيرة سنتعرض لها، ومن انعكاسات سلبية على المؤسسات الداخلية، وتلك الدولية الموجودة في لبنان، و"ان الامور لن تبقى تحت سيطرة احد في ذلك الوقت". يربط وهّاب مسار عمل المحكمة الدولية بالقوات الدولية المتواجدة في الجنوب، معتبراً ان تسييس المحكمة سيجعل من اليونيفل صندوق بريد "قد يكون متبادل"، "خاصةً اذا ما اختارت الولايات المتحدة المحكمة الدولية كصندوق بريد تتولى به الضغط على حزب الله والجمهورية الاسلامية الايرانية بعدما فشلت في الضغط على سوريا خلال السنوات الماضية". هل اراد السيد وهّاب القول ان القوات الدولية والمجتمع الدولي والسفارات الاجنبية والغربية في لبنان ستكون عرضة للهجوم والاعتداء في حال استمرت المحكمة بالعمل الجاد من اجل بلورة الصورة الواضحة والكاملة لاغتيال الرئيس الحريري؟. وهل اراد الايحاء بأن لا قيمة للمحكمة وما سينتج عنها عبر وصفها "بأنها اداة اميركية تخريبية لا اكثر"؟. وهل صحيح ان التحذيرات التي اطلقها باستهداف المحكمة، خلفيتها الوحيدة فقط الحفاظ على استقرار لبنان وعدم إدخاله في مغامرات جديدة لأهداف خارجية؟، ام انها محاولة لنسف المحكمة واعادتها الى الجدل الداخلي اللبناني بعد ان اصبحت في عهدة الامم المتحدة في لاهاي بعيداً عن كل نقاش وجدل وتجاذب؟.

لماذا يطلعنا الوزير وهّاب بمواقفه اليومية التصعيدية؟. ومن يقف وراء هذه التصاريح النارية والتهكمية على الرئاسة والمحكمة واليونيفل؟. ومن نصّب الوزير وهاب ليعكّر التوافق الداخلي، وليشوّش على دور رئاسة الجمهورية، ويطلق التحذيرات، وينعي المحكمة الدولية؟. وهل يستعمل وهّاب نفسه صندوق بريد للرسائل الداخلية والدولية والاقليمية ؟. انه سؤال مشروع في ظلّ "الانفلاشة الاعلامية الوهّابية". خلاصة القول، ان مواقف وهّاب لا ولن تساهم في بناء وطن. لا ولن ترقى الى مستوى الخطاب السياسي المطلوب والهادىء والمتّزن. فهي خطابات موتورة، (ومدروسة في آن)، وطنّانة، تزعزع الاستقرار، وتزيد من التوتر الداخلي، وتهدّم المؤسسات وصورة الدولة وهيبتها لا اكثر ولا اقل. فلماذا التهويل يا معالي الوزير الأسبق؟ المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

 جنبلاط يصف زيارته دمشق بالمحطة التاريخية المهمة ويؤكد على دعم وحماية المقاومة 

تقرير موقع المنار - احمد شعيتو 

01/04/2010  "محطة تاريخية مهمة" هي الزيارة التي قام بها النائب وليد جنبلاط الى سوريا بالأمس بحسب وصفه هو اليوم في مؤتمر صحفي تناول فيه الزيارة. شكرٌ لمن ساهم بالوصول الى هذه اللحظة وهذا اللقاء حيث خص السيد حسن نصر الله وحزب الله، وتأكيد على الثوابت ومنها دعم وحماية المقاومة، مع اشارة الى ان الرئيس الاسد "طلب وتوافقنا" على التأكيد على الثوابت. المؤتمر الصحفي لجنبلاط حمل تكرارا التأكيد على مسألة الثوابت ودعم المقاومة وحمل ايضا غزلا بالرئيس السوري وبسوريا كون الاسد ودمشق بحسب قول جنبلاط حريصة على الاستقلال والتنوع اللبناني وان العلاقة معها بنيت بالدم والتضحيات المشتركة واوصلت للطائف. وكان لافتا اشارة جنبلاط الى اننا عندما نحتاج سوريا بالنسبة لمواجهة الاستعمار او اسرائيل فنحن بنفس الخندق معها. كما لفت في المؤتمر الصحفي وتعليقا على كلام الامين العام لحزب الله ، تأكيد جنبلاط انه اذا صدر لاحقا في موضوع التحقيق شيء معين يهدد الاستقرار علينا ان نبحث كيف نؤكد على الاستقرار بالتوازي مع العدالة.

فقد اكد جنبلاط ان اهمية الزيارة الى سوريا تأتي للتواصل الطبيعي بين لبنان وسوريا وبين العرب الدروز في لبنان وسوريا ككل لانه يعطي افق الانفتاح للبنانيين والعرب الدروز بلبنان للخروج من الانعزال. وعن مضمون اللقاء قال: دخلنا في اللقاء الى صلب الموضوع وهو التاكيد في الثوابت وتحدثنا في الماضي ولن ادخل في تفاصيل هذا الأمر. واشار الى ان الثوابت هي دعم وحماية المقاومة والعلاقة بين الدولتين وامكانية تنفيذ مواضيع الاجماع مثل ترسيم الحدود.

واضاف: تحدثنا طويلا عن الواقع الفسطيني داخل لبنان وضرورة معالجة الشقين السياسي والمعيشي، وتحدثنا عن امكانية البدء بترسمي الحدود ابتداء من المناطق التي ليست تحت الاحتلال.  واشار جنبلاط الى ان النقطة الاساس التي يركز عليها الرئيس الاسد بناء الثقة بين الدولتين والمسؤولين وهذا يعتمد على لغة واحدة في التعاطي.

وتابع: انتقلنا لموضوع التواصل بين العرب الدروز فلسطين واخوانهم في لبنان وضرورة ان تقوم سوريا بالمساعدة في هذا الموضوع ودعم هذه العلاقة لما لها من ايجابيات وفك الحصار عن العرب الدروز في فلسطين. واذ شكر جنبلاط جميع الذين ساهموا في الوصول الى ما وصفها هذه المحطة التاريخية المهمة قال: اخص السيد نصرالله وحزب الله الذين قاموا بكل الاجراءات السياسية واللوجستية للوصل الى هذا اللقاء. ولفت الى انه لن يكون اللقاء الاخير وسيكلف الوزير غازي العريضي بالاستمرار بتعزيز هذه العلاقة مع القيادة السورية.

حوار

وفي حوار مع الصحفيين اعتبر جنبلاط ان الثوابت هي ليست وليدة اليوم بل الماضي القريب والبعيد. واضاف: عندما نحتاج الى سوريا بالنسبة لمواجهة الاستعمار او اسرائيل نحن بنفس الخندق وسوريا تحترم الاستقلال اللبناني والتنوع اللبناني. واكد ان الرئيس بشار الاسد وسوريا مهتمة بالاستقرار وعلينا الاستمرار ببناء الثقة من اجل الاستقرار.

واكد جنبلاط ردا على سؤال ان الموضوع ليس الانتقال من موقع لاخر بل التاكيد على الثوابت وهي دعم وحماية المقاومة والاستمرار في تحرير الارض وترسيم الحدود ثم بناء علاقات سياسية صحية وفق اتفاق الطائف بين الدولتين.

وردا على سؤال اخر قال ان الرئيس الاسد طلب وتوافقنا على التاكيد على الثوابت وعندما نؤكد عليها فهذا افضل ضمانة للعلاقة مع سوريا . واضاف: عند الضرورة ساطلب مساعدة من السيد نصر الله وكذلك وضعنا الية تواصل مباشر.

جنبلاط رد على سؤال حول بعض ما ورد في مقابلة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بالامس وقال ان السيد نصر الله كان له ملاحظات حول التحقيق، لا املك المعطيات التي يملكها ولم اتكلم يوما عن التحقيق بشكل تفصيلي. واضاف: قال السيد نصر الله انه متجاوب مع التحقيق لكشف الحقيقة وهذا ايجابي وان الذين استدعوا هم شهود وليسوا متهمين وهذا جدا ايجابي للاستقرار. واشار الى ان السيد نصر الله اكد انه مستمر في التعاطي مع لجنة التحقيق محذرا من بعض الجوانب التي لا املك معطياتها.

واشار جنبلاط الى انه سبق وكان موضوع المحكمة البند الاول للاجماع في حوار 2006 وكان اسهل واسرع بند بالاجماع، واضاف:  لاحقا علينا جميعا - اذا ما صدر شيء معين يهدد الاستقرار- ان نبحث كيف نؤكد على الاستقرار بالتوازي مع العدالة ، وفي الوقت الحاضر لا زلنا بمرحلة استماع لشهود كما قال السيد نصر الله.

وعما اذا كان من الممكن ان يزور ايران رد جنبلاط: اذا جاءتني دعوة اذهب.

 

 كيري تكراراً بعد لقائه سليمان والحريري لن يكون ثمة حلّ في المنطقة على حساب لبنان

النهار/جدّد رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي السناتور جون كيري ان اي حل في المنطقة "لن يكون على حساب لبنان". استقبل رئيس الجمهورية ميشال سليمان في بعبدا امس، السناتور كيري، يرافقه وفد، في حضور السفيرة الاميركية ميشيل سيسون. وتناول اللقاء دور لبنان وعلاقاته العربية ولاسيما منها مع سوريا وكذلك العلاقات الثنائية اللبنانية – الاميركية ووجوب تعزيزها. واكد كيري "استمرار دعم الولايات المتحدة للبنان". ورفضها ان يكون اي حل في الشرق الأوسط على حسابه او بتوطين اللاجئين الفلسطينيين فيه. ودعا سليمان الولايات المتحدة الى ممارسة مزيد من الضغوط على اسرائيل لحملها على الاقتناع بالتسوية السلمية. واذ شكر لكيري مساعدة بلاده للبنان. حمله تحياته الى الرئيس باراك اوباما والمسؤولين الاميركيين. اثر المقابلة قال كيري: "انه لمن دواعي سروري زيارة لبنان مجدداً. وقد عقدت لقاء ممتازاً مع الرئيس سليمان، واصغيت بانتباه الى تقويمه لأهمية علاقاتنا الثنائية، والى التحديات المتعلقة بعملية السلام على المسارين الفلسطيني – الاسرائيلي والسوري – الاسرائيلي. وأود ان أؤكد نيابة عن الحكومة والكونغرس الاميركيين، اننا ملتزمون بعمق سيادة لبنان واستقلاله، وحكومته الديموقراطية، ونحن نحترم مواجهتكم للتحديات، واعتقد ان هناك لحظة أمل حالياً اذ يمكننا ان نحقق تقدماً في العلاقة مع سوريا، كما في العلاقة بين اسرائيل والفلسطينيين، مما سيساعد بشكل كبير الاستقرار في المنطقة. أجدد شكري للشجاعة التي يتحلى بها الشعب اللبناني، ونحن نتعاون في العديد من المواضيع، وهناك مساعدات اميركية تقارب مليار دولار اقرت منذ عام 2006 تصل تباعاً الى لبنان، واعدكم بأن كل ما نقوم به في ما خص عملية السلام في المنطقة، لن يكون على حساب لبنان".

عند الحريري

والتقى كيري رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري. وصرح بعد الاجتماع الذي تخلله غداء عمل، "انها سعادة كبيرة لي ان التقي دولة الرئيس الحريري وابحث معه في عدد من القضايا. نحن ممتنون جدا لحس القيادة الذي اظهره، ليس في لبنان فحسب، وانما كذلك على مستوى السلام والاستقرار في المنطقة. سأنتقل الى سوريا للقاء الرئيس السوري بشار الاسد للبحث في مسائل تتعلق بقضايا المنطقة، ولكني اود ان أؤكد لاصدقائنا في لبنان ان اي تحرك تقوم به الولايات المتحدة لن يكون على حساب لبنان حر ومستقل وديموقراطي. نحن متحمسون للخطوات التي اتخذها لبنان خلال الاعوام الماضية وخروجه من الصعوبات السياسية الجمة التي واجهها، وقد حقق تقدما هائلا على الصعيد الاقتصادي وعلى الصعد الاخرى عموما. وكما يعلم الجميع، فان المنطقة تواجه توترات وثمة قضايا لا بد من معالجتها. نحن نتطلع قدما الى مواصلة العمل مع الحكومة اللبنانية في مجالات السلام والاستقرار وتطبيق القوانين وغيرها.

احرز مرة اخرى اؤكد ان الشعب الاميركي ملتزم بقوة، وثمة روابط متينة بين عدد كبير من الجماعات الموجودة في الولايات المتحدة ولبنان، ونحن نتوقع الاستمرار في الدعم المالي للبنان، اذ قدمنا زهاء مليار دولار منذ عام 2006، ونحن فخورون جدا لمشاركتنا الى حد كبير في جهود الاستقرار في هذا الجزء من العالم. نشكر صبركم ونأمل بقوة في ان نتمكن خلال الاسابيع المقبلة، من ايجاد طريق للتقدم على صعيد القضية الوحيدة والاهم من اجل استقرار المنطقة والتي هي عملية السلام بين اسرائيل والفلسطينيين. انه الموضوع الاساسي في محادثاتي مع الرئيس الاسد، والذي يشكل، كما هو واضح، اهم الاولويات بالنسبة الى الرئيس الاميركي باراك أوباما".

 

الحوت : لا أحد فوق العدالة بمن فيهم "حزب الله" .. والمحكمة ما زالت بعيدة عن الشبهات 

الخميس 1 نيسان 2010/لبنان الآن

وصف النائب عماد الحوت مقابلة الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله أمس بـ"الهادئة"، معتبراً أن هذه المقابلة "كانت مخالفة للتوقعات، إذ حاولت أن تعطي انطباعاً بأن "حزب الله" ليس قلقاً من هذه الأمور ويتعاطى معها بهدوء، وجرى التأكيد أن الحزب سيتعاون مع المحكمة الدولية ضمن ضوابط". الحوت، وخلال مقابلة مع الـ "LBC"، دعا إلى "ترك المحكمة تسير في مسارها القضائي بعيداً عن الاتهامات السياسية"، كاشفاً في هذا السياق عن أن "التسريبات التي صدرت في هذا الخصوص، جاءت من مصدر قريب من "حزب الله" وليس بعيداً عنه، وآخرهم كان حديث الوزير السابق وئام وهاب، فمن هنا بدأ التسريب". الى ذلك، رأى الحوت أن "الهدف من التسريبات هو اتاحة الفرصة لـ"حزب الله" في حركة استباقية كما حصل أمس، ووضع ضوابط لمسار المحكمة في التعامل مع "حزب الله" ووقف اتهام الحزب في اغتيال الرئيس رفيق الحريري، بالإضافة ً إلى عدم استعمال المحكمة كورقة ضغط في ميزان القوى الداخلي اللبناني"، وأضاف: "لا اعتقد أن حزب الله له أي علاقة بإغتيال الحريري، وهذا ما صرّح به الرئيس سعد الحريري سابقاً".

وأكد الحوت "أننا جميعا نريد محكمة غير مسيسة "، معتبراً أنها مازالت بعيدة عن الشبهات ونريد أن ننتظر النتائج المهنية والقضائية والموضوعية، ولا أحد فوق العدالة بما فيهم حزب الله"، ورأى أن "المحكمة الدولية معرضة للخروج عن مسارها "، داعياً في الوقت عينه الى "تحصين هذه المحكمة من تحويلها الى أداة ضغط والى اخراجها من البزار السياسي الداخلي حتى تستطيع أن تكمل مسارها". وفي سياق متصل، اعتبر الحوت أن "المحكمة حتى هذه اللحظة تتعامل بمهينة قضائية جيدة وعلينا اعطائها الفرصة لكي تعمل وهي موضع ثقة "، لافتاً الى أنه "ليس هناك من سبب للتشكيك بهذا الأمر"، مضيفاً: "نصرالله لم يشكك في نزاهة المحكمة ومازال هناك خط رجعة في هذا التصريح".

وإذ انتقد "شهود الزور التي هي من النقاط السلبية التي شابت التحقيق"، اوضح الحوت أنَّ "محاكمة شهود الزور ليست من صلاحية المحكمة الدولية، وهذا ليس مطروحاً ويجب التنبه لهذا الأمر"، لافتاً الى أن "اثارة موضوع المحكمة هو مجرد فورة وبعد ذلك تنطفئ كما جرى في الحملة على رئيس الجمهورية ميشال سليمان، التي حققت أهداف معاكسة ودعمت موقع الرئيس"، ومؤكداً أن "الحوار هو الخيار العقلاني الوحيد أمامنا وهو أفضل من باقي الخيارات الأخرى". وفي موضوع الانتخابات البلدية اعتبر الحوت أن "الطريقة التي قدمت فيها النسبية معقدة وأعتقد أنها غير واردة في هذه الإنتخابات" مشيراً الى "أن هناك أجواء توحي بتأجيل الإنتخابات شهر أو شهرين تحت ما يسمى "تأجيل تقني"، لادخال بعض الاصلاحات تحصيناً لهذا الاستحقاق الدستوري"، املاً في أن "تكون الإنتخابات النيابية أول محطات النسبية". وختم الحوت معلناً أن "الطرف الأقرب  للجماعة الاسلامية في التحالف في الانتخابات البلدية هو تيار "المستقبل" وهناك حوار جدي جار في هذا الاطار"، مشدداً على  أن "تقسيم بيروت غير وارد وهو مضر بالعيش المشترك ومن يقرر هم أهل بيروت فلنترك الأمر لهم ".

 

مصادر مسيحية في 14 آذار تسأل على خلفية ملابسات احتفال «القوات»:

هل أصبح المسيحيون أهل ذمة في هذا الوطن ؟ ولماذا التعامل بمبدأ صيف وشتاء تحت سقف واحد؟

الديار/ ماري حدشيتي

استغربت بعض الاوساط السياسية المسيحية في 14 آذار المواقف التي تصدر عن كل الاطراف السياسية في البلد، متسائلة هل اصبح المسيحيون في هذا البلد اهل ذمة يحق لغيرهم ما لا يحق لهم؟

وتتابع هذه الاوساط بالتساؤل لماذا تم سحب ممثلي رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان ورئيس المجلس النيابي نبيه بري وقائد الجيش العماد جان قهوجي من الاحتفال الذي اقامته القوات اللبنانية في ذكرى حل الحزب في 23 آذار 1994 على خلفية بعض الكلمات التي القيت في هذه المناسبة، بينما ما يسمى بالشركاء في هذا الوطن يصرحون ويتخذون مواقف علنية هي اكثر سلبية من بعض المواقف التي اطلقت ولا تقوم الدنيا او تقعد لمواقفهم، مذكرة هذه الاوساط بالموقف الذي صدر على طاولة الحوار في اجتماعها الاخير في قصر بعبدا برعاية وحضور رئيس الجمهورية وحضور الاعضاء كافة لدراسة الاستراتيجية الدفاعية والتي تميز فيها موقف رئيس كتلة تيار المستقبل ورئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة والذي طالب علناً ومن القصر الجمهوري تحديداً بشطب كلمة المقاومة حيث لم يتصد له الا رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب الحج محمد رعد، بينما مواقف الافرقاء الآخرين بقيت في خانة الصمت.

مع العلم ان سحب الممثلين من البيال تزامن مع الاحتفال التكريمي الذي اقامه النائب سمير الجسر في مطعم الشاطئ الفضي في طرابلس عاصمة الشمال على شرف الرئيس السنيورة وعقيلته وفي حضور العديد من الشخصيات السياسية والدينية والاجتماعية وفي مقدمهم الرئيس نجيب ميقاتي وممثل رئيس الحكومة سعد الدين الحريري الوزير محمد الصفدي ونائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري اضافة الى مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار.

هذا العشاء التكريمي للسنيورة الذي اقل كلمة قيلت فيه هي اكثر حدة من الكلام الذي صدر في احتفال القوات اللبنانية.

وتتابع المصادر لماذا التعامل بطريقة صيف وشتاء تحت سقف واحد في هذا الوطن.

كما تضيف هذه الاوساط انها ليست المرة الاولى التي يتصدى الفرقاء للقوات اللبنانية ورئيسها او لاي شخصية لبنانية وتحديداً المسيحية فيها، بل الاغرب من ذلك انه في حال زارت السفيرة الاميركية ميشال سيسون اي شخصية او مرجعية او وزير من الطائفة الاسلامية فان المكاتب الاعلامية لهذه الشخصيات والمرجعيات تدرج زيارة سيسون تحت بند المساعدة والتنسيق والبروتوكول بينما تدرج زياراتها الى شخصيات مسيحية تحت بند التواطؤ بل فيها الكثير من علامات الاستفهام التي توجّه سريعاً باتجاه الشخصية المسيحية التي تستقبل سيسون.

وقد اوضحت هذه المصادر المذكورة بانه لو كانت الادارة الاميركية حريصة على المسيحيين تحديداً وهي تسعى حسب رأي الآخرين الى ان تكون هذه الطائفة هي العصب الاميركي في المنطقة، فكان بالاحرى على من يدعي ذلك ان يدرك تماما ان الادارة الاميركية لو كانت تسعى الى ان تكون هذه القاعدة لها في لبنان لما كان حصل الذي يحصل الآن للقوى المسيحية خاصة بعد حالة التشرذم التي يعيشها المسيحيون.

وتضيف الاوساط ألا تستطيع سيسون جمع شمل المسيحيين في بوتقة واحدة ليكونوا عصباً متيناً وثابتاً للادارة الاميركية في هذا البلد وذلك من خلال تشكيل جبهة مسيحية موحدة من القوات والكتائب والامانة العامة لقوى 14 آذار والكتلة الوطنية وميشال معوض وغيرهم من التيارات والاحزاب المسيحية.

اما ان يستهدف المسيحيون وبشكل دائم دون الالتفاف صفاً واحداً في وجه الهجمات التي تصيبهم، فان ذلك يعني بان الادارة الاميركية ليست على استعداد للملمة شمل الساحة السياسية المسيحية، بل اكثر فانها تزيد هذه الطائفة تفككاً بعكس ما يحصل مع الطوائف والقيادات والمرجعيات السياسية الاخرى.

لذا يبدو وحسب المصادر بانه في حال بقيت الحالة السياسية والمواقف العلنية او الخفية تجاه المسيحيين بالشكل الذي تتم عليه الآن، فان الساحة المسيحية معرضة اكثر واكثر للمزيد من التفكك، خاصة ان الادارة الاميركية يهمها اولاً واخيراً مصالحها في الشـرق الاوسـط وتحديداً في لبنان ولا يهمها المسيحيين او غيرهم.

وتختم المرجعية قولها بأن القـرار المسيـحي الحـر بـات مقيداً وقد يزداد تعقيداً في الاسابيع القليلة المقبلة ان لم ينتبه المسيحيون الى ما يحوكه ضدهم الفرقاء كافة.

 

سامي الجميل: على "حزب الله" التخلي عن "الفوقيّة" والنزول إلى مستوى بقية اللبنانيين 

الكتائب" تتمسك بالاصلاحات في قانون الانتخابات البلدية شرط ألا تتم على حساب المهل الدستورية

موقع 14 آذار/١ نيسان ٢٠١٠

  شدد منسق اللجنة المركزية في حزب "الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميل على "تمسك الكتائب بالاصلاحات في قانون الانتخابات البلدية، شرط الا تتم على حساب المهل الدستورية لأن اجراء الانتخابات يبقى هو الاساس". وفي حديث لمجلة "الشراع" ينشر غداً، وصف الجميّل حكومة الوحدة الوطنية بالفاشلة جداً، داعيًا لتحويلها الى حكومة ازمة او مؤتمر وطني لبحث الحلول للقضايا الكبيرة، وللبحث في انتاج صيغة حكم او نظام جديد يحافظ على حقوق الجميع، معتبراً ان اي تعديل للطائف لا يمكن ان يتم الا عبر المؤسسات الشرعية الديموقراطية.

واكد الجميّل التزام لبنان بالمحكمة الدولية التي تشكل فرصة يجب عدم اضاعتها لمعرفة الذين ارتكبوا الجرائم في لبنان ومحاكمتهم.

واعتبر أن سوريا "لم تخرج من لبنان لتعود، كجيش ونظام هي خرجت، اما بالنسبة الى حلفائها فهم لم يخرجوا حتى يعودوا.. ما زالوا موجودين". مشيرًا الى انها "لن تعود لأن الشعب اللبناني كله تضامن لإنهاء تلك الحالة ولن يسمح بالعودة الى مرحلة الديكتاتورية التي ولت ولن تعود".

وتمنى الجميل على دولة الرئيس سعد الحريري معالجة الملفات العالقة مع سوريا وأهمها اربع، ملف المعتقلين في السجون السورية، ترسيم الحدود، المنظمات الفلسطينية المسلحة خارج المخيمات الموالية لسوريا والمعاهدات والاتفاقات التي تحتاج الى اعادة نظر.

وإذ اعتبر أن وجود سلاح "حزب الله" يعرقل قيام الدولة ويعطل النظام وتطويره، شدد على ان "لا مشكلة مع الطائفة الشيعية ولا مع حزب الله، بل مع وجود السلاح هذا ومع استخدامه في الداخل وجر لبنان إلى حروب مع الخارج". لافتًا الى أنه "لا يحق لأحد ان يتخذ قراراً بمعزل عن الدولة اللبنانية ويلزم سائر اللبنانيين به". داعيًا "حزب الله" للنزول إلى مستوى بقية اللبنانيين وعدم الاستمرار بالتعاطي بفوقية معهم وبتهديدهم في استقرارهم.

وبالنسبة الى طاولة الحوار، قال: "علينا أن نناقش في الأساس، أي في الاستراتيجية الوطنية، وفي موقع لبنان في الصراع العربي الإسرائيلي، أي قبل الوصول إلى الاستراتيجية الدفاعية علينا أن نحصن لبنان دبلوماسياً في مرحلة أولى".

 

الرابطة المارونية تعلن اليوم لائحتها التوافقية

وكالات/تعلن ظهر اليوم اللائحة التوافقية لرئيس ونائب رئيس وخمسة عشر عضوا للمجلس التنفيذي الجديد للرابطة المارونية، حيث تنعقد الجمعية العمومية للمنتسبين الى الرابطة ممن سددوا اشتراكاتهم يوم السبت الواقع في العاشر من الشهر الجاري في مجمع الفوروم لانتخاب المجلس الجديد وتضم اللائحة التوافقية سبعة اعضاء جدد حلوا محل اعضاء آثروا عدم الترشح مجددا، مقابل عشرة يخوضون الانتخابات مجددا بمن فيهم رئيس الرابطة ونائبه. وجاءت اللائحة التوافقية التي تمثل اوسع شريحة من الموارنة على الشكل الآتي: جوزف طربيه رئيسا وفرنسوا باسيل نائبا للرئيس وينتخبان مباشرة من الجمعية العمومية، والاعضاء السابقون هم: السفير السابق سمير حبيقة،المحامية عليا بارتي زين، الصحافي حكمة ابو زيد، المحامي شوقي قازان، الدكتور عبده جرجس، السيد انطوان واكيم، السيد شارل حاج، السيد انطونيو عنداري،. اما المرشحون الجدد فهم: النقيب السابق انطوان اقليموس، النقيب السابق سمير ابي اللمع، رئيس جمعية الصناعيين نعمة افرام، الدكتور حافظ زخور، السيد طلال الدويهي، المحامي فارس نعمة الله ابن نصر، الدكتور انطوان بستاني.

 

فتفت مستغرباً كلام نصرالله: حلفاؤه أثاروا الضوضاء بشأن استجواب أعضاء في الحزب 

لبنان الآن/الخميس 1 نيسان 2010/أبدى عضو تكتل "لبنان اولاً" النائب أحمد فتفت استغرابه لكلام الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، مشيراً إلى أن "من أثار الضوضاء في موضوع أستجواب اعضاء في "حزب الله" من قبل المحكمة الدولية، هو أحد حلفائه". فتفت وفي مداخلة عبر محطة "اخبار المستقبل" قال أن المحكمة استدعت أكثر من 300 شخص، وهناك أكثر من مسار اتخذته هذه المحكمة، وهذا يعطينا ثقة أكبر بها"، مضيفاً "نحن لا ندري ماذا يحصل في التحقيق ولسنا راغبين بمعرفة ذلك". وذكّر بان "الاتهام كان سياسياً، ووجه إلى ضباط كانوا مسؤولين لحظة عملية الاغتيال، وعندما يخرج الحكم من دون بينات وقرائن قضائية، حينها نحكم على ذلك"، مشيراً إلى انه "حتى الآن لم يتم توجيه أي اتهام من قبل فريقنا السياسي، أو من قبل "فريق 14 آذار" لـ"حزب الله" في أي مرحلة من مراحل التحقيق". ولفت فتفت إلى أن "كل ما قيل عن اتهام لـ"حزب الله" بالاغتيال موجه من قبل الصحف الاجنبية واسرائيل، ونحن غير معنيين بذلك، ونسعى للوصول إلى الحقيقة التي يحتاجها لبنان". واشار فتفت أخيراً إلى أن "كلام السيد نصرالله عن تعاونه مع التحقيق، يناقض ما ذكرته صحيفة "الاخبار" عن 7 آيار سياسي، وأنا معني بكلام السيد نصرالله وليس بكلام الصحافيين"، لافتاً إلى أن الامين العام لـ"حزب الله" كان "متوتراً ومتجهماً بعض الشيء نتيجة حديثه عن الضوضاء الذي أثارها بعض حلفائه".

 

بعدما أوضح الأسد موقف بلاده من وضع المزارع

لا ترسيم حدود في شبعا ولا تمليك ولا حلّ إلا مع الجولان

اميل خوري/النهار 

هل يمكن القول ان الرئيس بشار الاسد حسم في حديثه الى قناة "المنار" الجدل حول مزارع شبعا بالقول رداً على سؤال حول سبب عدم تقديم سوريا ورقة تثبيت لبنانية هذه المزارع: "لأنك لا تمنح ورقة لا تمتلكها، وتمتلكها بعد أن تقوم بإجراءات قانونية تحدد ملكيات أصحاب الاملاك ومن منح هذه الملكية سوريا أم لبنان، قبل الاستقلال وبعده الى آخره، وبعد الانتهاء من هذه الاجراءات تقوم بعملية ترسيم على الواقع وعندها يتم انهاء الموضوع. أما ان نمنح ورقة لأسباب سياسية فهذا كلام غير منطقي"...

هذا الموقف الصريح والواضح للرئيس الاسد ينقض كلاماً سابقاً صدر عنه وعن مسؤولين سوريين أمام مسؤولين لبنانيين منهم الرئيس سليمان والرئيس السنيورة والرئيس الحريري، وهو "أن مزارع شبعا هي لبنانية" وعندما تنسحب منها اسرائيل "تتم عملية ترسيمها ولا خلاف عندئذ على ذلك، وما دامت هذه المزارع محتلة فلا يمكن القيام بذلك".

الواقع إن الرئيس بشار الاسد عاد بموقفه الجديد هذا الى حديث صحافي سابق لوالده اعتبر فيه ان لمزارع شبعا وجهين: وجه سياسي ووجه قانوني. وقد فسّر في حديثه معنى الوجهين.

ان الموقف الجديد المعلن للرئيس السوري يفهم منه الآتي:

أولاً: ان اجراءات ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا لن تشمل مزارع شبعا ما دامت محتلة من اسرائيل.

ثانياً: ان سوريا لن تستجيب طلب لبنان ارسال كتاب خطي الى الأمم المتحدة تعترف به بملكية لبنان لمزارع شبعا كي يستطيع المطالبة بانسحاب القوات الاسرائيلية من أراضٍ هي ملكها كما انسحبت من أراضٍ كانت تحتلها في الجنوب، وذلك بعد ان تخضع المزارع للقرار 425 الذي يقضي بذلك وليس للقرار 242 الذي يدعو الى اجراء مفاوضات مع اسرائيل، خصوصاً ان الموفد الخاص للأمين العام للأمم المتحدة الى عملية السلام في الشرق الاوسط تيري رود - لارسن كان قد أكد في تصريح له "ان مجلس الأمن حدد مزارع شبعا كأراضٍ سورية محتلة ولا أحد ممن يحترم القوانين الدولية وقرارات مجلس الأمن يستطيع قول غير ذلك". ورد وزير الخارجية السوري على رود - لارسن في حينه بالقول: "فليعمل رود - لارسن على تثبيت لبنانية هذه المزارع لدى الأمم المتحدة إذا ما كان غيوراً على لبنان ومتعاطفاً مع الحوار اللبناني - اللبناني (...) وليتفضل ويسحب اسرائيل منها وعندها لن تكون هناك من مشكلة. أما أن يقال ان هذه المزارع هي لبنانية أو سورية، فإنها الآن لا لبنانية ولا سورية (...) انها تحت الاحتلال الاسرائيلي، وإذا كان السيد لارسن يريد فعلاً الخير للبنان، فما عليه الا أن يقدم خدمة يحمل بها اسرائيل على الانسحاب وعندها لن تكون هناك من مشكلة، فنحن مع كل ما يتوافق عليه اللبنانيون لكن أن يكون توافقاً جدياً (...)".

وعام 2009 أكد المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان مايكل وليامس في حديث صحافي انه عندما التقى في دمشق الوزير وليد المعلم قال له بوضوح ومن دون أي التباس ان مزارع شبعا لبنانية، فقلت له: "إن عليّ إعداد تقرير لمجلس الأمن. هل أستطيع أن أذكر هذا الامر؟". فأجاب بنعم، وعندما سئل وليامز: هل يمكن الافادة من هذا الكلام لاثبات لبنانية شبعا؟"، فأجاب: "هذا الكلام يساعد كثيراً، فالأمم المتحدة أجرت عملاً واسعاً من خلال رسام الخرائط الدولية وقد سمحت له الحكومة اللبنانية بالاطلاع على خرائطها وأرشيفها ووجد ايضا خرائط ووثائق كثيرة في الأرشيف الفرنسي، وأتاحت له اسرائيل زيارة مزارع شبعا ميدانياً، ونريد مزيداً من التعاون من سوريا لأننا نعتقد ان ثمة وثائق عن شبعا في الارشيف السوري، اذ ان محادثات لبنانية – سورية حول شبعا حصلت مرتين. الاولى عام 1946 والثانية في اطار لجنة حدود مشتركة عامي 1963 و1964 ووقّع الطرفان محضرها، وبعض الوثائق العائدة الى هذه الاجتماعات ضاعت في لبنان، وهذا يحصل في اي بلد وفي افضل ارشيف، ونحن متشوقون لمعرفة ما اذا كانت سوريا تملك بعض هذه الوثائق وهو ما سيكمل العمل العلمي المنجز حتى الآن، وان سوريا قالت لنا ان مزارع شبعا لبنانية لكن الحل النهائي في هذا المجال ينتظر حلاً اقليمياً مع اسرائيل (...) اضف ان الرئيس الاسد في لقائه مع الامين العام بان كي - مون والوزير المعلم ومعي أشارا الى ان المحادثات غير المباشرة بين سوريا واسرائيل والتي علقت بسبب حوادث غزة، يفكران في جعلها مباشرة وانه بعد حصول اتفاق سلام بين سوريا واسرائيل يمكن حل مسألة مزارع شبعا، واعتقد ان هذا هو الموقف السوري الرسمي".

ثالثا: هذا الموقف السوري السابق اذا ما اضيف الى ما اعلنه الرئيس الاسد في حديثه التلفزيوني الاخير يؤكد حقيقة الجواب السوري للرئيس السنيورة عندما طالب بترسيم الحدود في المنطقة، وهو ان الترسيم "يعني  غثيان" اذ كيف نحددها واسرائيل تحتل المنطقة؟"، وعلّق الرئيس السنيورة على هذا الموقف في حينه بالقول في حوار له مع هيئة تحرير صحيفة "الشرق الاوسط": "ان الموقف السوري الداعي الى ارجاء ترسيم الحدود بين البلدين الى أن يتحرر الجولان، يعني ابقاء الاحتلال الاسرائيلي وابقاء السلاح بأيدي مجموعة من اللبنانيين، ويعني أن الدولة لا تستطيع ان تكون صاحبة السلاح الاوحد في البلاد". وختم بالقول رداً على سؤال انه "لا يستجدي زيارة سوريا لكنه يرغب في اقامة علاقات مبنية على الثقة والندية مع سوريا، اذ آن الاوان لأن يعتاد اللبنانيون على حكم انفسهم بأنفسهم وأن تعتاد سوريا على رؤية لبنان مستقلا وسيد امره، فلبنان الحر المستقل أقدر على مساعدة نفسه وسوريا والعرب من لبنان التابع".

وهكذا يتبين من الموقف السوري ولا سيما من الموقف الاخير للرئيس الاسد في حديثه التلفزيوني، ان ترسيم الحدود لن يشمل مزارع شبعا وهو ترسيم له الاولوية لدى لبنان لأن الاسد يرفض الضغط الخارجي عندما يكون الأمر يخص لبنان وسوريا وهو ما جعله يرفض القرار 1680 المتعلق بذلك، واسرائيل لن تنسحب بدورها من هذه المزارع كي توضع في عهدة الامم المتحدة تطبيقا للقرار 1701. لذلك، فان حل موضوع مزارع شبعا بات مرتبطاً بحل موضوع الجولان، وهذا من شأنه ان يعيد التلازم بين المسارين اللبناني والسوري. وقد تأكد ذلك بقول الرئيس الاسد في حديثه الى قناة "المنار": "ان الانطلاق في عملية السلام يتطلّب وجود لبنان الى جانب سوريا".

والسؤال: هل تصبح مزارع شبعا ورقة تفاوض ومساومة مع اسرائيل ثم ورقة تفاوض ومساومة بين لبنان وسوريا؟ وهذا ما جعل الرئيس امين الجميل يطلب توضيح كلام الاسد عن المزارع.

 

دفاعاً عن كلّ اللبنانيين

إيلي فواز/ الاربعاء 31 آذار 2010

قيل الكثير وكُتب الأكثر عن المحكمة الخاصة بلبنان التي انشئت لمحاكمة قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وانطلقت اعمالها باجماع كل اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم الطائفية والحزبية. لكن بعد مدة وجيزة تساءل كثر عن جدواها، فيما شكك آخرون في وصولها الى نتيجة ما. وتوقع فريق ثالث ان تنتهي جريمة 14 شباط من العام 2005 الى ما انتهت اليه جرائم طالت رؤساء جمهورية ونوابًا ووزراء ومفتيًا وكتابًا، من دون الكشف عن الفاعلين. الا انه كلما اقترب موعد صدور القرار الاتهامي علا الضجيج حولها أكثر فاكثر وبدأ التهديد بالويل والثبور وعظائم الامور .

بالطبع تابع اللبنانيون تشويش البعض على عملها عبر تلطيخ سمعة من ترأسها في مرحلة اولى. او من خلال النيل من هيبتها وهيبة المؤسسة الدولية التي ترعى عملها، على اساس ان لا قيمة لقرارات الامم المتحدة التي لم تستطع ارجاع حقوق العرب المهدورة طوال اكثر من ستين عاماً على اندلاع الصراع العربي ـ الاسرائيلي.

كما حاول البعض استغلال قرار المحكمة اطلاق سراح الضباط الاربعة، معتبرين انها لا تملك من المعطيات ما يخولها متابعة عملها. ثم كان الكلام عن شهود الزور، فالاخبار الصحافية المبثوثة هنا وهناك وفي اكثر من مطبوعة إنما تهدف إلى زعزعة الثقة بعمل المحكمة وفريقها واثارة القلاقل حولهما.

وطبعا نصّب البعض نفسه مقررا لها وبات يتحفنا بنظريات عند كل استقالة تعلنها المحكمة عن احد اعضائها او عند كل تقرير للمدعي العام. وجاء اخيرا من يقول لنا ان المحكمة ستشعل فتنة مذهبية بين السنة والشيعة، على اساس انها لم تحصل في 7 ايار، او كأن اغتيال الرئيس رفيق الحريري لم يكن بحد ذاته مشروع اندلاع اكثر من فتنة مذهبية. كما لو أنّ قرار اغتيال الرئيس الحريري وسائر شهداء "ثورة الارز" اتخذ بقرار طائفي.

وللتذكير لمن نسي، فالكلام الذي اطلق في هذا السياق هو نفسه الذي اطلق عندما أنشأ مجلس الأمن الدولي "المحكمة الجنائية الدولية الخاصة بيوغسلافيا السابقة" لتتولى إجراءات التحقيق والمحاكمة في ما يخص جرائم الإبادة الجماعية. وهو نفسه التحذير من فتن قد لا تبقي و لا تذر في البلقان. و لم يتصور احد ان يرى الرئيس الصربي معتقلا واقفًا مكبل اليدين امام قاضي التحقيق ويخضع لمحاكمة عن الارواح البريئة التي زهقت جراء قراراته المجنونة.

في لبنان وعلى الرغم من الترهات والشائعات التي احاطت وستحيط عمل المحكمة الخاصة بلبنان، فان هذه المحكمة تواصل عملها بصمت وبعيدا عن الضوضاء، وتفتش عن الخيوط والدلائل حسب الاصول والقواعد، بعيدًا عن المتغيرات الاقليمية التي ظن كثر انها ستطيح بها.

الارجح ان الذين ينعون عملها في كل مناسبة ومحطة، انما يريدون ادانتها سلفا بالتسييس.. على هذا يجدر بنا ان نتوقع من سيطل علينا، استباقا للمضبطة الاتهامية التي قد تطال اكثر من طرف محلي او اقليمي، بأن المحكمة انشئت لتنال من محور "الممانعة والصمود (الايراني ـ السوري)" وسلاح "حزب الله". وبالتالي سيرشق كل من سيطالب بالحقيقة بتهمة العمالة والتصهين، وسنسمع كلاما عن انتهاك المحكمة لعزتنا وكرامتنا، على اساس ان الكرامة لا تحفظ الا اذا اطلقنا بضعة صواريخ على اسرائيل وتلقينا بالمقابل الالاف منها اكثر تدميرا وفتكا. وعزتنا لا تشمخ الا متى وقفنا على انقاض وطننا وجثث اطفاله. اما شرفنا فلا يحفظ الا اذا عطلنا الحياة في اسرائيل لايام واجبرنا سكانها على الاحتماء بالملاجىء، بينما مئات آلاف اللبنانيين من اهلنا مشردين من دون مأوى، وينتظرون صدقة من هنا او هبة من هناك كي يسدوا الافواه الجائعة. وسيأتي من يملي علينا مصيرنا ويقول ان لا قدسية تعلو فوق قضية الصراع مع اسرائيل. ولكن اذا كان الدفاع عن الوطن واجب في الحد الادنى، فالحفاظ على حياة اللبنانيين وأمنهم وسلامتهم وورزقهم هو المقدس. وتحقيق العدالة في لبنان هو اهم بكثير من انتظار وهم زوال اسرائيل. ولأنّ "العدالة تكسر حلقة العنف والحقد والمعاقبة الخارجة عن إطار القانون" على حد تعبير رئيس المحكمة الدولية أنطونيو كاسيزي، لذا فان كرامة كل اللبنانيين لا تحفظ الا بمعرفة من قتل رفيق الحريري ولماذا قُتل وكل قادة لبنان؟ ولأن "العدالة ضرورية لإعادة بناء علاقات سلمية وطبيعية بين أبناء شعب عاش في ظل نظام رعب"، علينا معرفة من اغتال حقداً مثقفي وصحافيي البلد خصوصا ان حرية الكلمة سمة لبنان وسكانه؟ نعم لا شرف للبنان الا اذا منعنا ماكينة القتل من العبث بمصائرنا. ولا عزة للبنان الا اذا حمينا قادتنا ومفكرينا وأبنائنا من بربرية القتل وهمجية القتلة. ان الدفاع عن المحكمة وعملها وشفافيته هو دفاع عن كل اللبنانيين، كي لا يُغتال منهم رفيق حريري آخر.

 

من محاكمة أنطون سـعاده إلى محاكمة سـميـر جعجع 

بقلم وائل خير/النهار

في ثبت القضاء في لبنان صفحات مشرقة وددنا منها المزيد، لكنه يزخر بما نتمنى لو لم يكن. على رأس السجل الاول نقف على رد المحكمة اللبنانية شكوى دو كايلا على مجلة "المعرض" عام 1926 والزامها الحاكم العسكري الفرنسي بالنفقات. يجد مراجع تاريخ القضاء في لبنان خروجا عن مناط العدالة في احوال ثلاث: محاكمة انطون سعادة المختصرة والتي انتهت باعدامه عام 1949 ومحاكمة القوميين السوريين عام 1963 وحل حزب القوات اللبنانية ومحاكمة سمير جعجع. لكن سواد الصفحتين الاوليين لا يخلو من ضياء افتقدناه في الحالة الثالثة، ذلك ان القاضيين شارل تيان وجورج سيوفي عضوي لجنة العفو، طردا الدراج الذي مر بمنزلهما ليلا لتوقيع الحكم ونقله لرئيس الجمهورية. ويحتسب في الحالة الثانية لقاضي التحقيق عبد الباسط غندور استعفاؤه من مواصلة التحقيق للمخالفات الفادحة فيه.

القضية الثالثة كانت الاشد اسرافا في الظلم ذلك انها كانت محض افتراء دون ان يصاحبها موقف شجاع من الهيئة القضائية لا بل تواطأت تلك الهيئة كل التواطؤ مع الأجهزة بشكل سافر ودون حمرة خجل. هي تكرار لتدبير النازيين حرق الرايخستاغ في 27 شباط 1933 واتهام الشيوعيين به واعتماده ذريعة لحل الحزب الشيوعي.

ما هي المبادىء العامة للعدالة؟ ما هي الحقوق القضائية التي نص عليها الاعلان العالمي لحقوق الانسان؟ ما هي الانتهاكات لهذه الحقوق الاصيلة والثابتة في حل حزب القوات اللبنانية وتوقيف المتهمين والتحقيق معهم، والمحكمة والمحاكمة والحكم وتنفيذ الحكم؟

نظرت جميع الأديان في مسألة العدالة لكنني سأتجاوزها لما فيها من سجال وجدل واستقي تعريفها من الفلسفة اليونانية والتشريع الروماني. ففي الكتاب الاول من "الجمهورية" لأفلاطون محاورة بين سقراط وثراسيماخوس حول العدالة. يرفض سقراط ويفند تعريف ثراسيماخوس للعدالة بأنها "ليست أكثر من مصلحة الاقوى" ويردها الى مثال "العدالة الثابت والذي لا يتبدل بتبدل الظروف والاشخاص". استعانت العبقرية الرومانية بالفلسفة اليونانية واضافت اليها مبدأ "القانون الطبيعي" الذي للعقل البشري ان يفقهه وتسنّه سلطة صالحة اطلق الرومان عليها نعت "ماجستاس" اي سيدة.

تتبوأ الحقوق القضائية مكان الصدارة في الاعلان العالمي لحقوق الانسان ذلك ان سبع مواد اي ربع الحقوق، تتناول منع التعذيب وعدالة المحاكمة وحقوق المدعى عليه. وقد انتهكت محاكمة اعضاء القوات اللبنانية بصورة فادحة المواد 5 (حول التعذيب) و7 و8 و9 و10 و11 فقرة 1.

في 27 شباط 1994 انفجرت عبوة في كنيسة سيدة النجاة في زوق مكايل اودت بحياة 11 شخصا وجرحت 64 من المصلين. سرت اثر الحادث شائعات تقطع بأن القوات اللبنانية وراء التفجير. في 23 آذار وخارج صدور ادانة قطعية بمسؤولية القوات، لا بل قبل استكمال التحقيق أو التوسع فيه، صدر قرار بحل حزب القوات اللبنانية. واعتبرت السلطة الفعل الجرمي مسقطا لقانون العفو وفتح التحقيق بكل ما يمكن ان ينسب الى القوات اللبنانية من ارتكابات في فترة قيادة الدكتور سمير جعجع لها. والاشد غرابة انه بعد صدور حكم بعدم ثبات مسؤولية القوات عن الانفجار لم تعد السلطة عن قرار الحل وهو مؤسس عليه، ولا اعادت تطبيق قانون العفو الذي ينص على اسقاطه في حال ارتكاب جرائم لاحقة عليه.

تلك هي الفترة التي تم بها توقيف رئيس الهيئة التنفيذية الدكتور سمير جعجع والمئات من اعضاء حزب القوات اللبنانية، وأخضعوا دون استثناء الى ألوان من التعذيب فاق كل ما تختزنه الذاكرة اللبنانية. حسبنا ان نذكر موت فوزي الراسي اثناء التحقيق والتعذيب الجسيم، المثبت بتقرير الطبيب الشرعي بحق انطوانيت شاهين وايضا جرجس الخوري اللذين تبنت قضيتهما منظمة العفو الدولية. امام من تبقى من مئات الموقوفين فقد عانوا التعذيب والاذلال طوال اشهر قبل الافراج عنهم.

ابقى الدكتور جعجع معاناته في صدره ولم يشِ بشيء مما مر به. غير انه مما توافر لدينا ولدى مؤسسات حقوق انسان اخرى عُنيت بتلك القضية، وجدنا في معاملة السلطات له انتهاكاً جلياً لأحكام المادة 5 من الاعلان العالمي لحقوق الانسان اذ اتسمت معاملته بـ"اللاانسانية، والوحشية والقاسية". ثم كانت المحاكمة.

طغى على محاكمة الدكتور جعجع عدد من الانتهاكات تلكم بعضها:

-1 أحيلت القضية على المجلس العدلي للنظر والحكم فيها. والمجلس العدلي محكمة خاصة وهي لون من الوان التنظيم القضائي تزخر به الانظمة السلطوية ولا محل له في الديموقراطيات حيث القضاء العادي يفصل في شتى النزاعات.

-2 القرار الاتهامي بلغ حضيضا فاق كل حضيض. ابتدأ بتجريم المتهم لرأي دستوري له، ساق بعده شتى انواع التهم.

-3 عمدت النيابة العامة الى الضغط المعنوي على شهود الدفاع وتهديدهم ازاء صمت القضاء الجالس. وفي جميع احوال الشكوى من انتزاع الاعترافات تحت التعذيب لم توقف المحكمة سير الدعوى للبت بصحة الادعاء وهو موقف يخالف اصول المحاكمات، اذ لو صح الادعاء بالتعذيب لوجب على المحكمة صرف النظر عن مفاعيل تلك الجزئية. اما ان استمرت في المحاكمة دون جلاء ذلك الاتهام تكون المحكمة تؤسس لحكم يقوم على جزئية باطلة.

4- المحاكمة – وهي على درجة واحدة – فما من مظهر للتحامل على المتهمين لم تعمد اليه منها ان الدكتور جعجع احتج لرئيس المحكمة ان اوراقه التي اعدها للدفاع عن نفسه قد صودرت منه. فبدلا من الأمر باعادتها اليه قال القاضي: "يا دكتور انت معروف بالذكاء فما حاجتك الى الاوراق؟".

وانتهى النظر في معظم التهم بصدور حكم بالاعدام يخفض الى المؤبد ثم كان السجن الذي استمر 11 عاما وانتهى بالافراج عن الدكتور جعجع في 26 تموز 2005.

تميزت فترة السجن بانتهاكات هذه بعضها:

1- احتجاز الدكتور جعجع في اقبية وزارة الدفاع وهي ليست على اللائحة التي حددت السجون، اضيفت لاحقا اليها وان افتقدت مواصفات السجون حسب الاتفاقيات الدولية.

2- ابقائه ما يزيد على 11 سنة في الانفراد وهي معاملة غير انسانية تخالف بروتوكول اسطنبول والتي لا توقع الا كإجراء تأديبي اثناء المحكومية ولفترة محددة لا تتعدى الاربعين يوما.

3- عدم الاذن له بالانفراد مع احد من زواره دون استثناء سر الاعتراف ما أثار استهجان المرجع الديني وخروجه دون الاستماع الى سر الاعتراف واعطاء الحل.

4- التعذيب النفسي والحط من كرامة القلة التي سمح لها بزيارته.

5- الحق بالخروج من الزنزانة الى الهواء الطلق غالباً ما كان مزاجياً.

حري بكل لبناني ان يخجل من معاملة اشهر سجينين في تاريخنا الحديث وربما الغابر: سمير جعجع وجريس الخوري لطبقيته وعنصريته. فلو انحدر رئيس الهيئة التنفيذية من السلالات السياسية او من الطبقة الموسرة ما عومل بما عومل به بل ربما ما كان احيل على المحاكمة اصلا. كذلك جريس الخوري، فلسطيني مسيحي. فلا الفلسطينيون اكترثوا له لمسيحيته ولا المسيحيون انتصروا له لفلسطينيته.

بعد عرضنا بقدر كبير من الايجاز لهذا الفصل القاتم في تاريخ العدالة في لبنان نتساءل:

- هل هي ذكرى غابرة ام هي ممارسة قائمة؟

- هل من حاجة الى اجراءات تحول دون تكرارها؟

- ما هي هذه الاجراءات؟

ما زال تجاهل القانون وانتهاك احكامه شائعا في لبنان. ففي العام 1997 اوقف ثم اعتدي بالضرب على الصحافي بيار عطاالله الذي فر بحياته الى فرنسا حيث حاز حكما من محكمة فرنسية أولته حق اللجوء السياسي وهي ادانة من قضاء محترم لنضوب حرية التفكير والتعبير في لبنان. اهمية الحكم انه ما كان كيديا بل صدر في ذروة العلاقات الحسنة بين بيروت وباريس.

تعدى التعذيب المحاكمات السياسية اخيراً ليطول النزاعات المالية. فقد اتصل بنا منذ اسبوع من ابلغنا انه اوقف لنزاع مالي قرابة الاسبوعين بطريقة تخرج عن الاصول وعذب اثناء توقيفه لاسقاط حقوقه المالية لكنه وفّق بطبيب شرعي ذي جرأة اعد تقريراً طبياً برضوضه واصفاً اثار التعذيب على جسده.

اما الحاجة الى اجراءات وقائية لحماية حكم القانون ووقف التعذيب فضرورية وحالة خاصة وان لبنان على حافة هاوية وبداية منزلق يعيده الى ما خرج منه بعسر شديد وثمن مرتفع.

كيف يكون العمل؟ بتعبئة المجتمع المدني، خط دفاع لبنان الاخير، فالمجتمع المدني، وهو خاصة من خصائص لبنان، ما زال به نبض وان تراجع اخيرا بعض الشيء.

على جميع من يرجون وطناً خليقاً بالانسان ان يحشدوا انفسهم ويعبئوا طاقاتهم وراء القيم المعاصرة، قيم حقوق الانسان والشرائع الدولية المنبثقة عنها ويخرجوا الى العلن دفاعاً عن حكم القانون وصوناً لمفهوم المواطنية وإلا باتوا رعايا بدلا من مواطنين.

عليهم ايضاً ان يعمموا مفاهيم حقوق الانسان، ما هي حقوق كل شخص بشري وما هي طبيعة هذه الحقوق. هل هي اصيلة وثابتة ام هي مضافة ومتحولة؟ عليهم ان يدركوا انها تتقدم القانون الوضعي وتسمو عليه، بل أكثر. ان حقوق الانسان معيار صحة القوانين والمراسيم والقرارات بحيث ان خالفتها كانت القوانين غير شرعية وغير ملزمة. على الجميع ان يكون في صلب يقينهم ان التعذيب مخالف لحقوق الانسان وان اتفاقيات تفصيلية وضعت بشأنه انضم لبنان اليها في العام 2000.

 التعذيب واسع الانتشار في اماكن التوقيف والتحقيق وعلى ضحاياه ان يرفعوا الصوت وان يُداعوا مرتكبيه فان لم ينصَفوا محليا عمدوا الى القضاء الدولي. وقد بدأت طلائع المداعاة بالتعذيب تظهر، وثمة حكم، ولو خفر، صدر بحق مرتكبه.

عندها لا بد لمرتكب التعذيب ان يعيد النظر في ما يقترف عند معرفته بالملاحقة المحلية والدولية – في حال التعذيب الجسيم او المتمادي – مما يوقع الخشية في نفسة ويغل يده.

حضّ نقابة الاطباء ان تتخذ قراراً جريئاً على غرار مثيلاتها في اميركا اللاتينية بمعاقبة كل طبيب يثبت وجوده في اماكن التوقيف ومراكز التحقيق ذلك ان التعذيب الجسيم لا تجرؤ اية سلطة على ارتكابه الا في حضور طبيب يوجه خطواتها.

واخيراً علينا ان نبقى على ايماننا بالحرية. الله الذي يكرم الانسان بخلقه حراً يحترم الحرية ويقف على باب كل انسان يقرعه ولا يقتحمه، وضع في كل منا مِنعة تهزم كل عتي جبار.

(باحث في القانون) 

 

يد سعيد

عـمـاد مـوسـى

الخميس 1 نيسان 2010

لبنان الآن

زار رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الوزير السابق وئام وهاب  في دارته في الجاهلية، في محاولة منه لترطيب الجو مع رئيس تيار التوحيد والوقوف على خاطره بعدما نُمي إلى فخامته أن معاليه منزعج من التهجم الرئاسي عليه، وقد خرج الرئيس سليمان من المقابلة مرتاحاً، ومنوهاً بسعة صدر الوزير وهاب وتفهمه لظروف الرئيس.

نجح إعلامي معروف في ترتيب مناظرة تلفزيونية على إحدى الفضائيات تجمع العماد ميشال عون والنائب السابق فريد هيكل الخازن، ووافق الطرفان على احترام الوقت المتساوي المعطى لكليهما وعلى تقديم كشوفات حساباتهما على الهواء وعلى عدم التفوه بكلام يخدش الحياء العام.

أثنى "حزب الله" على حرفية مدّعي عام المحكمة ذات الطابع الدولي القاضي دانيال بيلمار وبراعته في جمع الأدلة، ووعد الحزب بالتعاون غير المشروط مع طلبات مسيو بيلمار ومتطلبات التحقيق مهما كان الثمن.

وصلت إلى مرفأ بيروت أول دفعة من السيارات والآليات العاملة على الأشعة الشمسية، وبينها سيارات دفع رباعي وجرّافات، ورافعات.

زار النائب السابق إميل جونيور رئيس الهيئة التنفيذية الدكتور سمير جعجع في معراب موفداً من والده، لدعوته إلى حضور حفل توقيع كتاب جديد للرئيس إميل  لحود، وتمنى النائب السابق على جعجع رعاية الحفل وإلقاء كلمة في المناسبة.

تعلن وزيرة المال ريا الحسن في خلال 48 ساعة عن سلسلة تدابير إدارية منها: وقف مخصصات النواب والوزراء الحاليين والسابقين وإلزامهم دفع الرسوم على سياراتهم كما سائر المواطنين، وخفض ضريبة الـ"تي في آ" إلى الـ 1% كـ"سمحة نفس" ورفع الحد الأدنى للأجور إلى مليون و200 ألف ليرة.

إفتتح حزب الكتلة الوطنية مركزاً  للحزب في  زوطر الشرقية  بحضور وفد مشترك من قيادة أمل وحزب الله.

وجهت حكومة إسرائيل ـ عبر لجنة الهدنة ـ رسالة اعتذار إلى وزير السياحة فادي عبود عما بدر منها تجاه أحقية لبنان بصحن الحمص بطحينة.

أكد المحامي كريم بقرادوني خبر انضمامه إلى الأمانة العامة لـ14 آذار بصفة عضو متمرّن، وسيذيع بيان الأمانة العامة الأسبوع المقبل.

إتصل الرئيس الأميركي باراك حسين أوباما بدارة النائب وليد جنبلاط للتحدث إليه بعد عودته من الشام، فأحالوه إلى المقدم شريف فياض، وبدوره أحاله المقدم فياض إلى دريد ياغي، فحولوه من مكتب ياغي ـ الذي رفض التحدث إلى أوباما ـ إلى مكتب الزميل رامي الريس الذي اعتذر منهsorry it 's a wrong number.

أعلن متحدث باسم جاد المالح أنه سيتوجه هذا الصيف إلى بيروت لإحياء سلسلسة حفلات يرعاها تلفزيون المنار.

أكد وزير الأشغال العامة والنقل غازي العريضي أنه مع حلول شهر أيار سيكون كل لبنان "مزفّت" بطرقاته الفرعية  وأوتستراداته وقادوميات البغال.

وصلت مياه الشرب إلى أدما وجرود الهرمل في هذه اللحظة بالذات.

بناء على ما سبق . أتقدم من كذابي أول نيسان بأطيب التمنيات

 

هل ممنوع على السنّة أن يعرفوا من قتل زعيمهم؟  ابراهيم جبيلي

(الديار)، الخميس 1 نيسان 2010

القرار الدولي 1559 والمحكمة الدولية متشابهان، فهما خرجا من أروقة مجلس الأمن وكان لوقوعهما في أحضان اللبنانيين دوي عظيم، فارتبك اللبنانيون وبدوا انهم لا يستطيعون تلقي التداعيات الناتجة عنهما.

ففي القرار 1559، وقف لبنان عاجزاً عن تنفيذ كامل البنود الواردة فيه، خصوصاً عندما تعلق احدها بنزع السلاح، فسارع اللبنانيون الى ترحيله الى أجل غير مسمى ولأجل متوفر.

ومثله فعلت المحكمة الدولية التي أوصلت اللبنانيين الى مرحلة حرجة، خصوصاً عندما بدأت مراحل الادانات والقرارات الظنية تطل برؤوسها، وتوصل اللبنانيين الى ذروة الإحراج عندما تروي هذه القرارات الظنية الوقائع والتفاصيل بالأسماء مع نشر أرقام الهواتف وآخر الاتصالات التي سبقت استشهاد الرئيس رفيق الحريري.

جميع القوى السياسية في لبنان أدركت في السابق، ولمست باليقين جسامة الاحداث الامنية التي رافقت انشاء المحكمة.

ثم ارتاحت هذه القوى عندما تشارك الجميع في حكومة الوحدة الوطنية لأنها أزاحت عنهم سيف الإحراج الذي سلّطته المحكمة الدولية، وتوافق الجميع في 14 و8 آذار انها أصبحت خارج الحدود وانها شأن دولي، ينتظر الجميع احكامها لينصاع اليها ا ذا تأكد للجميع ان الاحكام جنائية مثبتة بالقرائن وليست سياسية ذات أهداف مبيتة.

اذا في هذه المرحلة، دخل الجميع في لبنان في عنق الزجاجة، فأخرجوا ما ملكت أياديهم في المعمعة الحاصلة خصوصا ان طلائع الاتهامات بدأت ترد من العاملين في لاهاي، فعمدت المعارضة الى التهديد وأشاعت الأخبار عن رفضها حضور الشهود لما يمثل هؤلاء من رمزية في مقاومة اسرائيل.

وفي المقابل فإن الموالاة تشيد بالمهنية العالية التي تعمل المحكمة على أساسها، وذكرت بالبيانات التي صدرت عنها تؤكد فيها على الحيادية والمهنية العالية وهذا يقطع الطريق عن اي تأويل او تلميح او اتهام.

هذا الكلام يبقى في اطاره الديبلوماسي والعام، وهو نتاج عصر التهدئة المسيطر منذ اتفاق الدوحة، لكن بعض التفاصيل المقلقة التي تعتمل في النفوس، هي ان بعض المعارضين يسرّب «الأسماء المحرمة» ويندد بالاستدعاءات المشبوهة لبعض القياديين في حزب الله.

والبعض جنح كثيراً حين سوّق احد خيارات الاكثرية، بأن تلصق التهمة بالشهيد عماد مغنية.

بدورها الأكثرية التي تترنح باعدادها وأرقامها، بعدما خرج منها النائب وليد جنبلاط، تعتبر ان القرارات الصادرة عن المحكمة الدولية لا تعنيها وبعيدة كلياً عن تأثيراتها، خصوصاً بعدما انتهت مراحل الشاهد الملك واشكالية الشهود، ودخل الجميع في الاستحقاق الجدي والاسئلة الكبرى التي تتردد في أذهان المحققين الدوليين: لماذا اغتيل الشهيد الحريري؟ ومن ولماذا اغتيل الشهيد وسام عيد؟

وفيما الجميع في لبنان، حذر وقلق، يراقب ويستمع الى الاخبار المسربة، يقوم المعنيون في المحكمة الدولية الى التوضيح واعادة الامور الى نصابها الطبيعي، فيشرح ان الاستدعاءات النوعية هي لزوم التحقيقات المكثفة التي اجريت في السابق، وان التصوير الثلاثي الابعاد، هو احدى التقنيات العالمية المعتمدة في هكذا جرائم، ويؤكدون ان الاتهامات لا تزال بعيدة جداً، وان جلسات التحقيق تقتصر على الشهادات التي يقدمها المستدعون بصفة شاهد.

ويضيف المعنيون والاعلاميون المرافقون لأعمال المحكمة الدولية، ان الاستدعاءات شملت العديد من الاعلاميين والسياسيين، وعدداً كبيراً من المحيطين بالرئيس الشهيد، خصوصاً اولئك الذين التقوا به قبل 24 ساعة من استشهاده.

ويضيف هؤلاء.

ان الاخبار التي راجت عن اسماء واستدعاءات وسيناريوات مختلفة هي غير صحيحة، وتدخل كلها في الصراع السياسي الداخلي الدائر على الساحة اللبنانية ولا علاقة البتة بأعمال المحكمة الدولية.

لكن يبقى ان البعض في لبنان بات يخشى من الاحكام التي سوف تصدرها المحكمة الدولية لأن تداعيات الأحكام تصيب الصيغة اللبنانية وسوف تترك ندوباً وجراحاً مذهبية لن تستطيع أية احداث امنية ان تخفيها، كما حصل في 7 أيار.

ففي احد اللقاءات التي عالجت وناقشت التداعيات الاتهامية للمحكمة الدولية، استغرب احد الاكثريين امام البعض المعارض وتسأل: ألا يستطيع اهل السنة البكاء، مجرد البكاء على شهيدهم خصوصا حين يكتشف المحزونون السنّة من قتل زعيمهم.

فكان جواب المعارض: نخشى ان تكون 7 أيار نزهة في الحروب المذهبية التي ستخلفها المحكمة الدولية.

 

لا أحد يعرف وكل المواعيد التي حدّدت سابقاً... سقطت"

ما سرّ الغموض في ما يُثار حول المحكمة الدولية ؟سمير منصور     

النهار/كان من الطبيعي استطلاع "الرأي الآخر" في كل ما قيل ويقال عن عمل المحكمة الدولية. وقد حاول كثيرون تقصي موقف الرئيس سعد الحريري من الضجة التي اثيرت في الفترة الاخيرة في هذا المجال ومعرفة معلوماته عما يقال حول تحقيقات تجرى ومواعيد محددة لصدور القرار الظني للمحكمة، ولكنهم لم يوفقوا سواء مع الحريري او مع اي من معاونيه الاقربين الذين يمتنعون كليا عن التعليق او الدخول في سجال، لانهم، من جهة لا يعرفون، ويقولونها صراحة، ومن جهة اخرى يلتزمون تعليمات صارمة من "دولة الرئيس" بعدم التطرق الى كل ما يمت الى المحكمة بصلة، لا من قريب ولا من بعيد، تلميحاً او تصريحاً، وهذه التعليمات كانت بمثابة تعميم على الجميع بمن فيهم بالطبع نواب "كتلة المستقبل".

ويبدو من خلال حديث بعض هؤلاء ان الحريري نفسه لا يعرف ولا يدخل في التفاصيل، ويقولون ان المحكمة في عهدة الامم المتحدة ولا احد يعرف اكثر مما تعلنه في بياناتها الرسمية حول ما تقوم به في اطار التحقيقات. ويستغربون ما يحكى عن مواعيد وتواريخ لصدور القرار الظني لافتين الى ان التسريبات غالبا ما تواجه بنفي من المحكمة، وهي ليست جديدة، بل منذ ما قبل الانتخابات النيابية قبل سنتين، اذ كنا نسمع كل يوم عن موعد صدور القرار الظني للمحكمة، قبل الانتخابات ثم بعدها، ثم عن مواعيد اخرى في ايلول الماضي، وكلها سقطت، ومرت اشهر ليعود الحديث عن مواعيد جديدة.

وبدا واضحا أن الحريري اكتفى بما قاله في المؤتمر الصحافي المشترك مع نظيره البلغاري بويكو بوريسوف في صوفيا قبل يومين، والارجح انه ما كان ليتطرق الى الموضوع لولا طرح سؤال عليه حول حقيقة ما تردد عن "احتمال وقوع حوادث امنية ردا على قرارات محتملة للمحكمة الدولية"، وقد اجاب باختصار معبّر: "لا مجال للعب بالموضوع الامني. والقوى العسكرية ستتصدى بشكل صارم لأية محاولات في هذا الصدد"، مجدّداً الثقة بالمحكمة الدولية التي "تعمل بجدية وثبات توصلا الى معرفة الجهات التي تقف وراء اغتيال الرئيس رفيق الحريري وسائر شهداء الاغتيال السياسي"، ومكررا: "نحن سنقبل بأي قرار يصدر عن المحكمة" واكتفى بهذا القدر متجنباً الدخول في سجالات "لا طائل منها ولا تؤدي الى اية نتيجة".

ولا يعني ذلك ان الحريري لا يتتبع كل ما يثار حول المحكمة الدولية وبأدق التفاصيل، وإن يكن ما يقال "مستغرباً وغير مفهوم في معظم الحالات" وفق مصادر متابعة. وهكذا يبدو واضحاً ان ثمة حلقة مفقودة قد يكون ممكنا من خلال معرفتها، تفسير الضجة المثارة والهواجس التي عبرت عنها تصريحات ومواقف كثيرة في الفترة الاخيرة. ولعل الكلام الاكثر وضوحاً في هذا المجال، يمكن ان يكون اليوم من خلال الحديث الذي سيدلي به الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله مساء اليوم، وقد مهد له نائبه الشيخ نعيم قاسم اذ اكد ان "لا ناطق رسميا من الآخرين باسم حزب الله" و"نحن نمتلك الشجاعة الكافية لنعبرّ عن رأينا عندما تدعو الحاجة ونسمع تصريحات ومواقف يجعلون منها مسائل كبرى ونصل في نهاية الامر الى قنابل صوتية اعلامية" وان "احدهم تحدث عن موقف رئيس الجمهورية وآخرين عن معطيات قالوا انها صحيحة عن المحكمة الدولية ونحن كحزب لسنا عاجزين عن التحدث عن موقفنا ولكن هناك بعض القضايا التي لا فائدة منها والتي نربأ بأنفسنا التحدث عنها".

هل يفهم من هذا الكلام ان كل ما قيل وتضمن ايحاءات حول مواقف معينة لـ"حزب الله" من المحكمة الدولية لم يكن اكثر من "قنابل صوتية"؟

والملاحظ ان نواب "حزب الله" امتنعوا عن الخوض في كل ما قيل بناء على قرار حزبي تقاطع في مكان ما مع قرار الرئيس سعد الحريري بعدم التعليق او الدخول في سجالات سياسية واعلامية بعضها ذهب بعيدا في الفترة الاخيرة الى حد وضع "خريطة طريق" للآتي و"الأعظم" واحيانا مع تحديد الأزمنة والأمكنة!

وبعيداً من اي تقويم لما قيل في هذا الصدد، فقد بات في كل الحالات يستوجب توضيحاً لطمأنة الناس ولوضع الامور في نصابها الطبيعي، لكون التسريبات و"السيناريوات" التي حكي عنها وضعت البلاد في جو من التوتر "غير المبرر او اقله غير الواضح" على حد تعبير مصادر معنية.

ومن غير الجائز، بل "حرام" توزيع الاتهامات يمنة ويسرة رحمة بالناس واحتراما لعقولهم، كما انه من غير الجائز وضع الضحية امام خيارين احلاهما مر... ويدرك اصحاب الشأن قبل غيرهم ان حسابات الدول تخضع للمصالح اولا واخيرا، ولا قيمة للحق امامها بل انها تجتاحه اذا اعترضها.

وثمة امثلة كثيرة في التاريخ الحديث حول عمليات مقايضة وصفقات يسهل عقدها على حساب الحلقات الاضعف ولبنان واحد منها.

ومن المفترض ان اصحاب الشأن جميعا في لبنان يدركون ان الهيكل اذا انهار فسيسقط على رؤوس الجميع ولا احد "فوق رأسه خيمة" خلافا لما قد يعتقد كثيرون. وما اكثر السذّج!

سمير منصور     

 

القرار الظني بجريمة اغتيال الحريري لن يصدر قبل نهاية الـ2010

مصادر ديبلوماسية : توريط «اليونيفيل» يطرح تساؤلات عن العوامل الخارجية المتداخلة في عمل لجنة التحقيق

الديار/ فادي عيد

يرتدي كلام رئيس الحكومة سعد الحريري عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان طابعا بالغ الاهمية كونه يتزامن مع عودة قوية للتجاذب الداخلي حول تطورات التحقيق بجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وتأثير المعلومات الصحافية المتداولة حول عمل لجنة التحقيق الدولية على الاستقرار العام من جهة، وعلى العلاقات ما بين الاطراف الداخلية من جهة اخرى.

وبرأي مصادر دبلوماسية مطلعة فإن الجو السياسي كما الاعلامي الذي رافق عمليات الاستماع الاخيرة التي قام بها المحققون الدوليون لبعض الشخصيات، ساهم في تسليط الضوء بشكل سلبي على عمل المحكمة وتوتير النفوس، خصوصا في ظل ما تردد عن تداعيات سياسية وامنية خطيرة قد تنتج مع تقدم مسار التحقيقات في الفترة المقبلة.

وفي هذا الاطار لفتت المصادر الى ان القرار الظني في الجريمة لن يصدر في وقت قريب او على الاقل ليس قبل اواخر العام الحالي.

معتبرة ان محاولة اطراف سياسية دفع ملف المحكمة الدولية والقرار الظني الى واجهة الاحداث يهدف الى تحويل الانظار عن كافة الانشغالات الداخلية بملف الحوار حول الاستراتيجية الدفاعية وما اثاره من ردود فعل محلية وخارجية طاولت العلاقات ما بين رئيس الجمهورية ميشال سليمان ودمشق ودور وموقع الرئاسة على اكثر من مستوى.

ووسط هذا الانشغال فإن كل ما يجري الحديث عنه عن تزخيم للعمل القضائي الدولي واعادة التحقيقات منذ نقطة البداية في مجال التصوير الميداني لموقع الانفجار، رأت فيه المصادر عملا روتينيا لم يتوقف ويقوم به افراد اللجنة بشكل دوري وبالتالي فإن تصوير عمل هذه المحكمة بالخطر الامني على الاستقرار الداخلي يخفي في طياته استدراجا لبذور الفتنة ومحاولة لاعادة تجربة الاصطفاف الى الساحة الداخلية تحت عنوان «عمل المحكمة» وتوجيه اصابع الاتهام من خلال ايحاءات مقصودة الى اطراف داخلية يعتبرها الجميع فوق الشبهات.

وفي الوقت الذي لا تخلو فيه المواقف المتدرجة منذ الاسبوع الماضي حول هذه القضية من السخونة مع اشاعة معلومات عن استماع لجنة التحقيق لعناصر من «حزب الله» من دون ان يكون هذا الموضوع قد تم، نبهت المصادر الدبلوماسية الى خطورة التهويل لاستهداف قوات «اليونيفيل» في حال تم تسييس عمل المحكمة الدولية.

مشيرة الى ان بداية التسييس تكون عبر توجيه عمل التحقيق القضائي باتجاهات سياسية من خلال استباق اي خطوة قد تقوم بها اي لجنة وتعتبرها اطراف معينة مدرجة في سياق سياسي بعيدا عن مجريات التحقيق.

واكدت ان تبادل الرسائل على اكثر من مستوى داخلي ودولي من خلال بوابة المحكمة الدولية وبواسطة «اليونيفيل» يكرس معادلة العوامل الخارجية المتشابكة في جريمة اغتيال الرئيس الحريري ويطرح تساؤلات حول العلاقة ما بين دور قوات «اليونيفيل» في الجنوب والقرار الظني المرتقب في هذه الجريمة، مع العلم ان «اليونيفيل» سبق ان تعرضت لاكثر من تهديد لم يقتصر على الكلام فقط، بل استهدفت بتفجيرات ارهابية وقفت ضدها كل الاطراف الداخلية من دون استثناء.

واضافت المصادر ان المصلحة العليا تقتضي استمرار التوافق بين كل القوى السياسية الداخلية بصرف النظر عن كل ما يثار حول عمل لجنة التحقيق.

معتبرة ان ما من جهة توافق على وضع اي جهة داخلية اخرى في دائرة التشكيك لان التأويلات والتحليلات المسبقة، والتي غالبا ما تكون في غير محلها، تزرع التوتر ولا تخدم اي طرف لبناني، لان استغلال عمل هذه اللجنة لتحقيق اهداف سياسية يجعلها تحيد عن مهمتها ويحولها الى اداة بيد السياسيين سواء كانوا في الداخل او الخارج، ويحول دون ان تصل الى الحقيقة.

واعتبرت هذه المصادر ان الموقف الاخير لرئيس الحكومة قد رسم الحدود لكل ما يتناول اعمال لجنة التحقيق، كما ان الامين العام لـ«حزب الله» سيجيب عن كل التساؤلات التي طرحت وقد تطرح مستقبلا حول ما يحكى عن استماع اللجنة لاشخاص قريبين من «حزب الله».

 

ميشال سماحة يشرح حسن نصرالله باتهامات أوضح وبرسالة "تسليم"الى الحريري

 الأربعاء, 31 مارس 2010 22:28

في ما يأتي نص الحوار الذي جرى مع ميشال سماحة بالتزامن مع الحديث الذي أجراه الأمين العام ل"حزب الله"السيد حسن نصرالله.المصدر:التلفزيون العوني.

س: دير شبيغل وما بعدها أدت اليوم الى إما تسريبات وإما معلومات عن توجه المحكمة الى اصدار اتهام ما او قرار ظني ما قد يكون موجهاً الى حزب الله؟

ج: اولا الحدث والموقف الليلة ليس على هذه الطاولة على هذه الطاولة يوجد قراءة، الحدث هو عند السيد حسن نصر الله حماه الله في ما سيقوله مما قد يفرج عنه من معلومات ولا اعتقد انه سيفرج عن كل المعلومات وما سيوجه من خلال الموقف الذي سيتخذه. واتصور ان الموقف سيكون حازما وهادئاً، بالاتجاهات، العنوان هو الفتنة وليس الحرب الاهلية اسوأ من الحرب الاهلية، الفتنة وهذا العنوان يلاحقنا وتلاحقنا به اسرائيل وبعض الدوائر الغربية وبعض الدوائر العربية.

منذ ما بعد سقوط بنظرهم وهزيمة ونكسة 67 وكانت دائما مسرحها لبنان، اليوم لا اريد العودة الى الماضي، نحن امام ماذا؟ محكمة فقدت مصداقيتها وسأشرح لماذا؟ بالنسبة لي فقدت مصداقيتها تتجه بمحاولة من المحاولات المتكررة لضرب القدرة الحقيقية التي بنيت في لبنان لردع اسرائيل وهي بنية المقاومة في لبنان عبر ادخال الفتنة.

س: يعني لاضعاف حزب الله؟

ج: جربوا دم الشهيد رفيق الحريري بالاغتيال ليدخلوا الفتنة الى  البلد، لكنها لم تدخل، احتاجوا الى الاحتيال الكبير هو في انتخابات 2005 الحلف الرباعي ليأخذوا منطقة بعبدا ونوابها وليأخذوا الاكثرية الشرعية لهم، في تلك الفترة نجحوا وكانوا يتكلمون كلامين، كلام في الداخل عن حماية المقاومة والوقوف معها وكلام يقوله لشيراك والاميركان وفي تلك الايام كان دوره اساسي  بول ولفوفيتس مع ابرامز وهؤلاء الجماعات مع فيلتمان هنا، إنه بعد الانتخابات وبعد ان نخرج معنى الشرعية ننقض شرعاً وتساعدنا على حزب الله لم تنجح، انتقلوا الى العمل المباشر الاسرائيلي مع المساعدات الاميركية في ظل اسوأ حكومة سيئة الذكرى في تاريخ لبنان، حكومة فؤاد السنيورة والتي سنعود اليها بالاتفاقات ونتساءل في 2007 وفي غياب رئاسة الجمهورية في لبنان الولويات المتحدة الاميركية انتقلت من مبلغ المساعدات 50 مليون الى 750 مليون وهذه الاتفاقيات التي يجب معرفتها وليست فقط الاتفاقية الموجودة مع قوى الامن الداخلي بل جميع الاتفاقيات من 750 مليون وما اعقبه، ذلك على نسيج الدولة اللبنانية وكل المؤسسات اللبنانية في الاتفاقات  ونذهب الى مكان آخر، قتلوا في الحرب ودفعوا مالاً في الاتفاقيات لكي يؤمنوا بنسبة تقود الداخل وتتعامل مع الخارج، وهدفها المقاومة وتحضير فتنة، حضرت الفتنة بما سبق 5 ايار، اخذ القرار في 5 ايار واجهز هذا القرار في 7 ايار وما تلاها وبنيت موازين القوى.؟

س: هل الفتنة سنية ـ شيعية؟

ج: نعم الفتنة تبدأ سنية ـ شيعية، وتنتشر لانشغال الشيعة وحزب الله في الداخل اللبناني وضرب قدرتهم وجهوزيتهم الكاملة في موضوع مقاومة اسرائيل وردع اسرائيل عن ان تقوم بالاهداف التي لها في لبنان باتجاه حزب الله وباتجاه التوطين الفلسطيني لأن الهدف الأساسي لا زال.

إذا تابعنا بدقّة ما يجري اليوم داخل إسرائيل من نقاشات وما يجري في القدس من إغتصاب لها عبر المستوطنات وبإزالة المعالم الإسلامية والمسيحية لتهويد القدس ولتهويد الضفة الغربية وكل أرض إسرائيل، عندما أُعلنت إسرائيل دولة يهودية، الدولة اليهودية لها مقوّمات وما زالت موجودة أراضيها في يهوذا والسامرة أي الضفة الغربية وفي ما حول ذلك.

أتت المحكمة الدولية تحضّر. ما يحدث اليوم من خلال القرار الذي اتّخذ في 29 نيسان 2009 بإخلاء الضباط الأربعة وإسقاط التهم عنهم وبالتالي إسقاط التهم عن الضباط وعن سوريا.

تلك الليلة ظهر سماحة السيّد على التلفزيون ومن بعده ظهرت أنا على تلفزيون "المنار". قال سماحة السيّد إن هناك بلمار الأول وبلمار الثاني وبلمار الثالث، يجب أن نعرف ماذا سيفعل بلمار الثالث.

وتخوّفنا من أن هذا الملف الفارغ الذي اتّخذت فيه قرارات فارغة، حُميَ 4 سنوات، شهوده زور، يريد أن يصدّق مصداقية من هذا القرار ليحضّر قراراً فتنوياً آخر أو ليسير بالتحقيق كما يجب.

السير بالتحقيق كما يجب عنوانه الأساسي أولاً ملاحقة شهود الزور ومفبركي شهود الزور.

س: أين أصبحوا شهود الزور حالياً؟ كالصدّيق مثلاً؟

ج: موجودون، الصدّيق مسجون في أبو ظبي وترفض السلطات في أبو ظبي تسليمه حتى هذه اللحظة.

س: ألا يجب أن يكون مسلّماً للمحكمة؟

ج: لقد فاجأتنا المحكمة بمطلع الصيف بقرار اتّخذته بأنها لن تلاحق شهود الزور، أي بعد 4 سنوات من إدخال مشروع الفتنة الأول بإتهام الضباط وإتهام سوريا وإساءة العلاقات الشيعية – السنية في لبنان ومحاولة زرع الفتنة ومحاولة إساءة العلاقات اللبنانية – السورية، ولا يريدون الإعتراف بحقيقة شهود الزور ومن فبركهم ومن حرّف التحقيق.

س: ما صحة المحكمة الدولية عندما تقول إنها لن تلاحق وليس لها علاقة بشهود الزور؟

ج: ليس لها أي حجّة، عندما أخذت هذا القرار أسقطت مصداقيتها، وقلتي إن تيار المستقبل ينتظر، كلاّ تيار المستقبل ليس منتظراً، فلقد أصدر أمس بياناً يقول إن إختلاق أخبار حول أعمال التحقيق في الجريمة وإطلاق العنان لاستنتاجات وتوقّعات هما عمل مُدان ومشبوه يستهدف تشويه الحقائق والتهويل على الناس واستباق النتائج والنيل من التضامن الوطني من حول المحكمة. هل يحقّ لتيار المستقبل إصدار هكذا كلام؟

كل الفبركة التي فبركوها والقصص التي نشروها عن التحقيق وعن تجريم الضباط الأربعة وعن تحقيق عبر التلفزيون عن طريق فارس خشّان في تلفزيون المستقبل، وعن تحت الأرض وفوق الأرض في تلك الفترة. ألم يكن كل هذا تشويه لعمل القضاء والتحقيق؟ هم مسؤولون ويجب أن يُلاحقوا في ذلك.

لماذا لم يتوقّفوا على ما نشرته دير شبيغل، لأن هناك أشخاصاً من فريقهم أعطوا دير شبيغل. دير شبيغل صدرت أول مرة في صحيفة "لوفيغارو" في 2006 ومن ثم في 25 أيار وذلك مباشرة قبل الإنتخابات كي تُحدث فتنة في لبنان، وهناك قصة إذا سمح الوقت سأرويها حدثت معي في باريس مع مسؤولين كبار قبل أن تصدر دير شبيغل واعتبروا صدور دير شبيغل بداية الفتنة ستؤدّي إلى فتنة أو إلى إلغاء الإنتخابات لأن المعارضة كان ممكن أن تفوز بها، وإما إلى قلب الموازين.

صدرت في 25 أيار قبل الإنتخابات وذلك نهار السبت، وعادة كانت دير شبيغل تصدر باللغة الإنجليزية نهار الإثنين، عندها أصدروها السبت كي يبدأ المشكل نهار الأحد. لكن نهار الأحد لمّ المشكل شخص إسمه وليد جنبلاط من المختارة، قدّم تصريحاً قاسياً وقال إنها الفتنة وعلينا أن لا نتعاطى معها ولا نتفاعل معها. بعدها صدرت أثناء وجود الرئيس الحريري في زيارة رسمية إلى باريس في جريدة "لوفيغارو" مؤخّراً. لم نسمع "المستقبل" أدانها لأنها تفبرك الأخبار، ذلك لأن هناك أشخاصاً منهم منذ 2006 أمنيين وغيرهم يفبركون هذه الأخبار.

س: لم تتغيّر الأجواء والمعطيات، قالوا إن هناك صفحة جديدة؟

ج: في هذه القضية لا يوجد صفحة جديدة، في هذه القضية الصفحة الجديدة يجب أن تُمارس ولا يُحكى عنها، هذه المحكمة التي لم تستطع ملاحقة من زوّر التحقيق بمقتل والد رئيس الحكومة وملاحقة شهود الزور.

يشيدون بالمهنية العالية التي تعمل المحكمة على أساسها وخاصة ما صدر عنها من بيانات في الفترة الأخيرة، وتؤكّد حيادية ومهنية عالية وهو ما يقطع الطريق على أي تأويل أو تلميح أو إتهام.

س: الرئيس سعد الحريري قال إنها ذات مصداقية كبيرة.

ج: أنا لا أقبل كلامه، وسأتكلّم عن نفسي، لو كنت ممن ستطلبهم المحكمة للتحقيق معهم.

أضاف: لو طلبتني المحكمة للتحقيق معي فأنا لن أذهب لأن لا مصداقية لهذه المحكمة لأنها محكمة إدخال الفتنة، وأنا أتهمها بأنها أداة من أدوات الغرب تريد إدخال الفتنة إلى لبنان عبر إتهام لبنانيين قبل أن تعطي مصداقية لذاتها بملاحقة شهود الزور.

س: هي إستدعت صحافيين؟

ج: لم تستدعِ بل زارت صحافيين في مكاتبهم ولهم أن يقولوا ما جرى ولكن بكلمة أقول إنهم لم يقتنعوا أبداً بأن الوقت الذي أمضوه معهم كان مفيداً لأي تحقيق.

أضاف: أنا لا أرضى أن أستقبل ولا أرضى أن أذهب ليُحقِّق معي هؤلاء الذين حتى إشعار آخر يحمون شهود الزور. هذه محكمة أخذت قراراً بحماية شهود الزور وأسقطت مصداقيتها.

س: ماذا عن حزب الله؟

ج: لا أعرف، سنسمع كلام السيّد فيتحدّث عن موقفه. فأنا لا أستطيع أن أتكهّن لكن أنا أقول رأيي وقلته سابقاً وأكمل به. لا أحد يستطيع أن يغيّر رأيي إلاّ إذا لاحقت المحكمة شهود الزور، أما أن تصل إلى لبنان الأسبوع الماضي غربان غربية وأميركية كنا نراها أيام الحرب الأهلية في لبنان فتظلّ ثلاثة أو أربعة ايام لتركّب قصصاً تساعد في إدخال الفتنة من جهة وتصوير حزب الله على أنه ليس حركة مقاومة ولكن أداة إجرام في لبنان والعالم. عندما أرى ما أشاهده، وبهذه المناسبة أقول للناس أنه في الأيام والأسابيع المقبلة هناك من يحضر أن يُدخل الفتنة مكان الحرب. جرّبنا كل أنواع الفتن وكان لدينا ناس يريدون أن يكونوا أمراء سلاح وأمراء حروب وأمراء سلطة. إستغلوكم بالذهاب إلى عصبكم المذهبي خارج الدين لأن الدين ليس كذلك ليجعلوكم أدوات. في لبنان سقط أكثر من مئتي ألف شهيد لبناني من كل الشرائح والمناطق وخاصة من العائلات الروحية. وسقط في مواجهة إسرائيل آلاف المجاهدين الشرفاء لاستعادة كرامتنا وحقوقنا وردع إسرائيل ودفعنا أثماناًً كبيرة في الممتلكات ولقمة العيش وغيرها.

أتوجّه الآن إلى الفقير والعائلة والبورجوازي وللمصرفي من كل العائلات الروحية وفي كل المناطق: هذه المحكمة تريد أن تُدخل الفتنة إلى لبنان، الفتنة ندفع ثمنها من أجسادنا ومن وجع أولادنا ومن خوفهم وخوف نسائنا ومن لقمتنا وضرب مصادر عيشنا ومن أن يقف عمل التاجر وأن يتوقّف الإصطياف القادم ومن أن تُضرب المواسم التي نحضّرها ويرجعوننا إلى أسوأ ما يمكن أن نكون نحن عليه إلى غرائزنا الحيوانية المذهبية لأنها غرائز حيوانية وليس بشرية إنسانية بما أراده الله لنا.

س: هل أنت خائف إلى هذا الحدّ من الفتنة؟

ج: أنا أراها تدخل ولكن من جهة أخرى فأنا أتحدّث إلى الناس ليفهموا السياسيين الذين يمكن أن يكونوا أدوات لأخذنا إلى الفتنة بالكلام عن المحكمة وعن مصداقية المحكمة. هذه المحكمة عندما تغطي شهود الزور الذي فوتوا فرصاً على لبنان وفتحوا أبواب لبنان لكل المهانات طوال أربع سنوات، عندما تغطي على الزور وشهوده ومفبركي شهود الزور من لبنانيين وأجانب، هذه المحكمة لا مصداقية لها ولو أتت من الأمم المتحدة أو غيرها. نحن نعرف المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومن يحرّك هذه القوى الكبرى لمصالحها ولمصالح إسرائيل في المنطقة. وبالتالي وقبل أن يتحدّث سماحة السيّد، الشهيد المهم في لبنان أن نحوّل شهداءنا إلى مجرمين ونحوّل مجتمعنا إلى مجتمع مشحون بكل عناصر الفتنة والحقد تجاه بعضه ونرجع معامل الخوف إلى العمل، فمن يعمل في هذه المحكمة وهو في لاهاي أو في أميركا أو أجنبي يحقّق اليوم ويغادر غداً فهو غير مبالٍ لنا. نحن الوجع والدمعة والذين نمشي خلف ضحايانا وشهدائنا إلى مثواهم الأخير، ونحن من تُخرب بيوتنا وارزاق أرباب عائلاتنا.

س: ألا يدرك تيار المستقبل ذلك وهل يعرف رئيس الحكومة إلى ماذا ستؤدّي هذه الفتنة؟

ج: برأيي ما هو آتٍ هو أول مسمار مهمّ إذا دخل إلى البلد في مستقبل سعد الحريري كرئيس حكومة في الوقت الحاضر وفي المستقبل.

نحن نريد أن ينجح سعد الحريري في حكومة الوفاق الوطني، نريد أن تنجح حكومة الشيخ سعد الحريري وهنا التغيير.

س: ماذا يستطيع أن يفعل إذا أصدرت المحكمة إتهاماً ظنّياً؟

ج: هل رفيق الحريري هو أبي؟ أنا أحترمه للرئيس الحريري فكنت وزيراً مشاكساً في حكومته الأولى ووزيراً متعاوناً في حكومته الثانية.

نريد للشيخ سعد الحريري أن ينجح في حكومة الوفاق الوطني ونريد لحكومته النجاح وهنا التغيير.

س: ماذا يستطيع أن يفعل إن أقرّت المحكمة الدولية إتهاماً ظنّياً؟

ج: هل أبي رفيق الحريري؟

أنا أحترمه للرئيس الحريري وكنت وزيراً مشاكساً في حكومته وكنت وزيراً متعاوناً بحكومته الثانية واعتبرت أن اغتياله حلّ زلزال في لبنان، ولكن كيف لا يريد أن يعلم من فبرك له على مدى 4 سنوات شهود زور أخفوا التحقيق باتجاه معاكس.

س: لماذا برأيك لا يريد أن يعلم؟

ج: هذه أسئلة أرفض أن أجاوب عليها. وحتى لا أريد إن كنت أفكّر بشيء أن أقوله.

س: هي محكمة حقيقية ذات صدقية كبيرة تعمل جدّياً من خلال إثباتات والحقائق لكي نغلق هذه الصفحة السوداء في لبنان ويعتبر أن الحقيقة هي الإستقرار.

ج: وأنا أعتبر أن الحقيقة هي الإستقرار ولكن ليس هذا طريق الحقيقة. حتى الآن لم تثبت هذه المحكمة إطلاقاً أن لها مصداقية وكمواطن لبناني متابع بدّقة، أريد معرفة من قتل الرئيس الحريري ولكن لا أثق بهؤلاء وبالذين يفعلونه وبالشكل الذي يقومون به. ما هي هذه المسرحية التي أقيمت الأسبوع الماضي؟

تكلّمت مع العديد من التقنيين والمهنيين بعد 4 سنوات يأتون بتصوير ثلاثي الأبعاد لمكان لم يعد مسرح جريمته. أنا لست تقنياً ولأنني أبحث تكلّمت مع أناس يعملون بهذه التقنيات من الخارج. فليصرّح أحد من عند بلمار أو المحكمة ويطلعوننا عن هذا العمل الذي يريدون إبهارنا من خلاله ويحضّرون مسرح من مجموعة تحقيقات وثلاثي الأبعاد. يريدون أن يأكلوا رأسنا بثلاثي الأبعاد، إن صوّرت ذاك المسرح الجريمة كما تسميه أو ساحة ساسين في ثلاثي الأبعاد فما هو الفرق؟ فليشرح لنا أحد الفرق بهذا الموضوع بعد 5 سنوات.

س: برأيك المحكمة هي مؤامرة.

ج: المحكمة هي أداة من الأدوات التي استعملت في مجلس الأمن واستعملت أدوات عديدة في مجلس الأمن واستعملوه ليذهبوا إلى العراق ويستخدمون مجموعة أدوات للنفاذ بمهام لأهداف معينة.

وهذا كتاب 34 DAYS أيام الحرب وعندما أقرأه منذ الصفحة 191 وما بعد والكتّاب إثنين من الإسرائيليين كانوا موجودين بمركز القرار أثناء حرب 34 يوم إثنين من كبار صحفيي إسرائيل.

أفهم تماماً ما تريد عمله المحكمة الدولية بالشيء الذي لم تستطع تحقيقه إسرائيل بالحرب.

س: مجلس الأمن هو مجلس أمن لإسرائيل ويعمل لمصلحته.

ج: أميركا وحلفائها في مجلس الأمن عند من يعملون في الشرق الأوسط.

س: إن قالت المحكمة اليوم أنا محكمة بقرار بغطاء من مجلس الأمن، كيف تتصرّف واستدعت ميشال سماحة.

ج: أنا لا أذهب والآن سأرتكب الجريمة أنا أدعو من ستستدعيهم لينتفضوا من أجل الحق ولن نذهب عند "كذابين" وعند حماة شهود زور.

س: لماذا ذهبت سوريا وهي حليفة لحزب الله، ذهبت وتعاونت وأرسلت تحقيقاً منذ بداية المحكمة الدولية؟

ج: هناك شهود زور يعرفونهم جميع الناس وتعرفهم المحكمة، هؤلاء الشهود الزور لديهم كمية من الأسرار والوقائع لحرف التحقيق، هناك دول واشخاص ومسؤولين في لبنان فعلوا هذه القصة، وليس أناس عاديين قاموا بشهود الزور وما كان الهدف من ذلك قبل القول باتهام أحد آخر.

إشرح لي كيف تخطئ 4 سنوات وتسير بشهود الزور وبعد 4 سنوات تُفرج عن الضباط الاربعة ومحاولات فتنة في لبنان وأخرى بين لبنان وسوريا وبعد 4 سنوات هناك قرار أنا لا ألاحق شهود الزور؟

س: القضاء اللبناني مجموعة الـ 13 الذين اعترفوا أولاً وتراجعوا لاحقاً ثم الحكم عليهم بغير قصة الإغتيال؟

ج: أنا لا أريد الخوض بالتفاصيل وأترك لسماحة السيّد وحزب الله اليوم هذا الموضوع.

س: هل سيتعاون حزب الله مع المحكمة؟

ج: الآن نسمع سماحة السيّد ونعلم.

س: كيف اتجاهك؟

ج: أنا آخذ موقف عن نفسي والليلة لا أتوقّع إنما ممكن أن نضيف أشياء بعد سماع سماحة السيّد نصر الله. وعند قراءتك هذا الكتاب تدركين لماذا يوجد في لبنان لجنة مانحين وطاولة مانحين لضبط الحدود اللبنانية – السورية التي أنا أرفض المانحين وأرفض تدريباتهم ولا أقبل جواسيسهم على حدودي وخاصة على حدودي الشمالية لأنني أعتبر أن وجودهم في 1701 وفقاً لهذا الكتاب على حدودي الجنوبية ليس لحماية لبنان إنما لحماية إسرائيل.

س: السياسة الكويتية التي هي برأيكم جريدة تابعة تقول إن إسرائيل أوقفت حرب على وشك حرب إسرائيلية – سورية لولا تدخل الخارجية الأميركية وطلبت من سوريا توقيف تسريب السلاح إلى حزب الله.

ج: لا اريد الخوض كثيراً في هذا الموضوع وأريد القول إننا رأينا صورة إجتماع دمشق التي هي صورة دول الممانعة والمقاومة مع أطراف المقاومة لردع الحرب وتثبيت الإستقرار إلى التمكّن من الذهاب إلى مفاوضات جدّية تعيد الحقوق وإذا لم نتمكّن "لاحقين" على موضوع الحرب كما قال الرئيس الأسد في الأسبوع الماضي، بالتالي من يتحضّر لتحصين الذات وردع الحرب طبيعي أن يقوم بمناورات وأن يتسلّح. لماذا مسموح لإسرائيل بالتسّلح ولماذا كانت كونداليزا رايس عندما كانت تقبّل فؤاد السنيورة في لبنان أثناء الحرب وفي ذات النهار كان "يمجقها" وتجتمع في السفارة مع أدواتها في ذلك الوقت، كانت تشحن القنابل الذكية إلى إسرائيل لتضرب لبنان وطلبت من أدواتها في غداء الـ"سندويش" في عوكر التظاهر ويقومون بقطع الطرقات ويمنعون المقاومة التحرّك ويقومون بانتفاضة داخلية على المقاومة أي أن هذه الأدوات لم تكن على قدر الحمل. وفي 7 أيار لم تكن على قدر الحمل التي وُعدوا فيها.

س: هل هناك 7 ايار سياسي كما يتوقع؟

ج: أنا برأيي حتى 7 ايار ليست بحاجة له يعني الفتنة مشروع ولكن غير قابل للتنفيذ في لبنان يستطيع شحن النفوس ويصبح هناك فتن صغيرة، وحتى هذه الفتن التي تضرب الاستقرار يجب تكبير العقل.

س: من سيقوم بالفتنة فعلى الارض اناس مسلحين وآخرين غير مسلحين؟

ج: من قال غير مسلحين جميع الناس تسلَّحت.

وانا لا اقبل ان اساهم بشحن النفوس وانا اقول بكل واقعية لكل الناس، هناك احد ما قتل لك اخيك او أبيك، المحققين اشتغلوا بك 3 سنوات ونصف بشهود زور ليعودوا ويقولون: لا، خبريتهم ليست صحيحة الا تتساءل عن مصداقية هؤلاء المحققين  وعن مصداقية المحكمة؟

س: بعدما قلتم بان هذه المحكمة قد فقدت مصداقيتها الزيارة التي قام بها جنبلاط الى دمشق ولقائه الرئيس السوري بشار الاسد وقوله إن الرئيس الاسد نجح بكسر هيبة اللقاء بعد طول القطيعة وماذا تغير هذه الزيارة في المعادلة؟

ج: انا استعمل كلمة غيَّر هيبة اللقاء رهبة اللقاء او رهبة بداية اللقاء يعني وليد جنبلاط الذي سمع مباشرة من الرئيس الاسد قبل ان يذهب الى دمشق في حواره التلفزيوني على المنار الاسبوع الماضي توصيف موقفه بأنه اهلا وسهلا به بعد ان كان جزءً من المشروع الذي سقط وهو عائد الى الموقع الوطني في حمايته للمقاومة. وما اعلمه عن اللقاء انه جرى بين رئيس دولة وزعيم لبناني مباشرة وشخصيا وقبل ان يحكي غدا وليد بك لا اعتقد أن لأحد الحق ان يتكلم عن مضمون اللقاء، ما اعرفه عن الجو ما بعد اللقاء انه كان ايجابياً صحيح وصريح الى ابعد الحدود واستراتيجي، في ما سمع وليد جنبلاط وقال وليد جنبلاط للرئيس الاسد وان ذلك اراحة الاثنين، الرئيس الاسد ووليد جنبلاط وان وليد جنبلاط لن يكون في المرحلة المقبلة رماديا كما اراه إنما سيكون حاسماً في موضوع حماية المقاومة والوحدة الداخلية اللبنانية، عروبة لبنان، مواجهة اسرائيل، ووليد جنبلاط هو من سيقول اين سيكون كموقع سياسي. اما في المواقف  والمضامين بالتأكيد لن يكون في المكان الذي كان فيه سابقا ولن يكون في الوسط.

س: هل هناك وسط؟

ج:  انا في الاساس لا أعتبر ان هناك وسط، لا وسط بين الباطل والحق.

لا يوجد وسط بين الأبيض الحقيقي والأسود الحقيقي.

س: لا يوجد لون رمادي إذاً؟

ج: هناك مواضيع لا يوجد فيها لون رمادي، إما أن نكون مع المشروع الأميركي الذي سقط ويتهاوى وكما وصف الرئيس الأسد أن الكثير من الدول المتمسّكة بالفولاذ ولكن إكتشفت أنها لا تمسك شيء وكانت تطمئن من تصاريح ولكن لا مفاعيل عملية لها. وهنا أريد أن أقول إن أهمية عدم الغرق في المستنقع اللبناني والزواريب والكلام الداخلي اللبناني، هناك منطقة بكاملها تتغيّر وعالم يتغيّر، ووراء هذا التغيير، وكما يقول الرئيس الأسد "الذات" التي أنتجت المقاومة والصمود لدى الدول والتي غامرت في هذا الإطار ولم تغامر على الآتي من بعيد وتسلّمه قرارها وتسير في مشروعه الذي سقط، هذه المقاومات غيّرت المعادلات. فالجنرال بترايوس قائد القيادة الوسطى في الجيش الأميركي المسؤول عن كل أماكن الإنتشار الواسع للجيش الأميركي، في شهادته أمام الكونغرس الإثنين ما قبل الماضي، لأول مرة يقول قائد عسكري ومسؤول ميداني ضخم أن تصرفات إسرائيل ومواقفها أصبحت تضرّ بالأمن القومي الأميركي، أي أن أميركا بدأت تشعر أنها تدفع أزمات باهظة من دم أولادها في ميادين عديدة لخدمة مصالح إسرائيل. وهذا بفعل المقاومات على الأرض كالمقاومة العراقية في العراق والمقاومة الفلسطينية في فلسطين، المقاومة اللبنانية في لبنان ولكن خاصة الفكر المنتشر والذي يقاتل الأميركيين وحلف الناتو في منطقة أفغانستان والذي أسقط هيبة الدولة في باكستان بالتالي، وفي هذا الإطار هناك أمور عديدة تغيّرت ووليد جنبلاط من القارئين الجيّدين لهذه الأمور.

س: عندما سُئل الرئيس الأسد الأسبوع الماضي عن أنه كان على خلاف مع الجنرال.

ج: الجنرال عون فضيلته سواء كان خاطئاً أو غير خاطئ أنه لم ينتمِ إلى أي مشروع خارجي ولم يتماهى مع أي مشروع خارجي.

س: هل كان النائب وليد جنبلاط منتمياً إلى مشروع سياسي؟

ج: عندما تحدّث الرئيس الأسد الأسبوع الماضي وقع الموقف الذي أخذه وليد جنبلاط ضمن ذاك المشروع. اليوم ما حصل أنه طويت الصفحة.

 

سمير جعجع: "الخيل والليل والبيداء تعرفنا، نموت واقفين لكننا لن نركع"

30 آذار 2010 غسان سعود /النشرة

منذ إطلاق سراحه في 26 تموز 2005 حاول رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع أن يفرض نفسه واحداً من اللاعبين السياسيين الأساسيين.

هدد سلاح حزب الله وتوعده وها هو يشارك اليوم في حكومة لا تملك قرار الحرب والسلم. توقع عزلة سورية وها هي سوريا تستعيد أنفاسها الإقليمية وحضورها اللبناني. بالغ، دون استفادة من العبر، في الرهان على قيمة "ثورة الأرز" عند الإدارة الأميركية. نسي "الشادور" و"جمهورية المثالثة" فور إقفال صناديق الاقتراع وصار "الآخر" فجأة شريكاً له في الوطن. سقطت كل مواعيده لإسقاط رئيس الجمهورية العماد إميل لحود وسقطته كل "لاءاته" بشأن انتخاب رئيس توافقي. ورغم تهديده ووعيده، ها هو يشارك في حكومة تملك المعارضة فيها الثلث المعطل. ويضاف إلى كل ذلك انفعال جعجع مرات كثيرة يعيد خلالها إبراز القوات المليشيا رغم الجهد المبذول لتجاوز مآثر تلك القوات.

في السنوات الماضية لم يقل جعجع شيئاً وحصل... إلا الإغتيالات.

حين أصابت توقعات الحكيم..

• سوريا عاقدة العزم على وقف انشاء المحكمة الدولية. أنا بتقديري يمكن ان تحصل عمليات استهداف للوزراء وأستفيد من هذه المناسبة لأقولها للملأ وخصوصا لأتوجه للوزراء ليأخذوا كل احتياطاتهم. (18 تشرين الأول 2006)

• "تلقيت تهديدات"هيتشكوكية" بالقتل هذه السنة في رسالتين او ثلاث رسائل. (28 تشرين الأول 2006)

1. أنا دائماً قلق من حدوث اغتيالات سياسية. وفي هذه المرحلة التي تفصلنا عن تشكيل المحكمة ذات الطابع الدولي والانتخابات الرئاسية، أخشى من اغتيالات تطال وزراء ونواباً. (19 كانون الثاني 2007)

• أنا أخشى كثيراً كثيراً كثيراً حصول اغتيالات في صفوف الوزراء والنواب. على كل النواب والوزراء خصوصاً أن يأخذوا كل الاحتياطات اللازمة لأنهم مستهدفون. (21 كانون الثاني 2007)

التهديد بعمليات الاغتيال لا يزال موجوداً في كل لحظة وسيكون موجوداً أكثر وأكثر في الأشهر المقبلة. (16 آذار 2007)

• خطر الاغتيالات مازال موجودا لا بل انه يزيد مع اقتراب موعد انتخابات رئاسة الجمهورية. (8 أيلول 2007)

• اتوقع ان تحصل اغتيالات من جديد عندما تسمح الظروف للذين يقومون بهذه الاغتيالات. بنظري، المخابرات السورية تقف وراء هذه الاغتيالات او محاولات الاغتيال. (8 نيسان 2008)

الوزير بيار الجميل اغتيل في 21 تشرين الثاني 2006، النائب وليد عيدو اغتيل في 13 حزيران 2007 والنائب أنطوان غانم اغتيل في 19 أيلول 2007.

عن حزب الله: "ممنوع خوض حرب ضد إسرائيل"

• لا يجوز ان يبقى السلاح لدى حزب الله حتى ولو كان غير ظاهر لأنه يعرض الشعب اللبناني للخطر. (18 آب 2006)

الأداء التكتيكي لمقاتلي حزب الله في بعض القرى لا يعني أننا ربحنا المعركة، نظراً للخسائر الفادحة التي تكبدها لبنان بشرياً ومادياً. (18 آب 2006)

• صواريخ حزب الله لم تحقق توازن الرعب مع إسرائيل. (18 آب 2006)

• حزب الله ليس اداة لإيران، هو وجه لبناني للثورة الاسلامية في ايران ويتناغم في المواقف معها. (23 آب 2006)

• الرهان على الاحتفاظ بالسلاح بالقوة رهان خاطئ. (24 أيلول 2006)

• قبل أن يكون هناك مارون الراس والخيام وبنت جبيل، كان هناك عين الرمانة والأشرفية وقنات وزحلة. نحن المقاومة نحن بيا واما وولادا واحفادا. (24 أيلول 2006)

أنا بالجوهر مع السيد نصر الله بما يتعلق بالوضع الحالي، بمعنى يجب أن نكون جميعا متضامنين لنتمكن من مواجهة الوضع المستجد. ولكن كي نكون متضامنين يجب أن نتابع ويجب أن نكون جميعا مشاركين في القرار. (12 تموز 2006)

• أقول لحزب الله وحركة أمل، نحن جميعاً على المحك، وإذا كانت القضية مطلبية سياسية، أتصور أن ما حصل بعد ظهر اليوم (اغتيال الوزير بيار الجميل) يستأهل أن ننساها في الوقت الحاضر، وليعودوا عن استقالاتهم لتكمل الحكومة عملها كما يجب (...). لا يمكن لمجتمع أن يقوم بجزء واحد من شعبه. ويد واحدة لا تصفق. (21 تشرين الثاني 2006)

• لم يعد هناك أي مبرر لوجود السلاح في أي مكان لا في شمال الليطاني ولا في جنوبه. (11 شباط 2007)

• ممنوع خوض حرب ضد إسرائيل سواء أكانت شيطاناً أم لا. (11 شباط 2007)

• نحترم سيد المقاومة لأنه طيلة تاريخنا كنا أسياداً للمقاومة وكما نحترم يجب أن نُحترم كما أننا لا نقلل من قيمة أحد على الإطلاق وكيف بالحري اذا كانوا أشخاصاً عندهم تاريخ وخاضوا معارك في وقت من الأوقات كانت مهمة. (23 نيسان 2007)

• حزب الله اغتال عدد من مسؤولي الحزب الشيوعي ومنظمة العمل الشيوعي وضباط الجيش اللبناني والأمن الداخلي في البقاع عام 1986 كالعقيد مظلوم (قائد القاعدة الجوية في رياق) والعقيد زيادة. (23 نيسان 2007)

• إنهم (حزب الله) يحاولون تجنب الحساسيات مع الطائفة السنّية فيستهدفوننا. (25 نيسان 2007)

• نذكر حزب بالله بمآثره من حروب اقليم التفاح ومشغرة والضاحية الجنوبية وقتل الضباط اللبنانيين وكوادر حركة أمل والحزب الشيوعي اللبناني وخطف الرهائن الاجانب. (23 كانون الثاني 2008)

• السيد حسن نصر الله لا يريد الحرب الاهلية، لكن الحرب الأهلية يمكن أن تندلع إذا استمرت المعارضة في تحركها. (26 كانون الثاني 2008)

• نهاجم حزب الله لأن جسمه لبيس. (6 شباط 2008)

• بدل أن نبقى كلٌ يخاطب جمهوره لتبيان الخيط الأبيض من الخيط الأسود أدعوك يا سيد لمناظرة تلفزيونية، ولو غير مباشرة، ولنترك اللبنانيين والعرب والعالم بأجمعه يحكمون. (22 شباط 2008)

• من أتى على ضهر الحرس الثوري الايراني اي "باسدران" هو الذي سيغادر معهم، أما نحن فقد أتينا مع يوحنا مارون ولا نترك هذه الارض. (3 آذار 2008)

• (...) كل ذلك لا يعدو كونه فصلاً جديداً يؤكد رغبة الفريق الآخر في تعطيل المحكمة الدولية، مما يزيدنا قناعة بأن هذا الفريق يقف وراء اغتيال الرئيس الشهيد الحريري، وكل عمليات الاغتيال ومحاولات الاغتيال التي حصلت منذ عام 1975 حتى الآن. (11 نيسان 2008)

• تصريحات الأمين العام لحزب الله هي اعلان الحرب على الرغم من محاولة تغليفه بشكل ذكي. (8 أيار 2008)

• الإشاعات بأن للقوات علاقة بالمعارك هي نتيجة لمحاولة حزب الله استعادة حضوره الاسلامي. وهو لا يستطيع ذلك إلا من خلال أن يصور ان المعركة بينه وبين المسيحيين. (8 أيار 2008)

• لا نعتبر ان هزيمة عسكرية وقعت، ولن نعترف بنتائج هزيمة عسكرية، لأنها لم تحصل، لم تكن بحاجة لكثير من الذكاء لمعرفة ان "حزب الله" في بيروت هو الوحيد المسلح والمدرب وعنده قوة عسكرية كبيرة بمواجهة ناس عاديين. ليست هزيمة عسكرية وليس انتصارا عسكريا وليس له تداعيات بالنسبة لنا. (20 أيار 2008)

أفضل بكثير أن يحصل تصادم بين الجيش وحزب الله من ترك المواطنين على بعضهم، بنهاية المطاف هل الجيش موجود من أجل لبنان؟ أم لبنان من أجل الجيش؟ تصرف الجيش في الأحداث الأخيرة غير مقبول. (20 أيار 2008)

• أهمية وثيقة الدوحة أنها لم تطلق ولاول مرة تسمية مقاومة على حزب الله. (25 أيار 2008)

• هناك مصالح موضوعية بين حزب الله وإسرائيل، لأنهما الوحيدان اللذان فسّرا البيان الوزاري بنفس القراءة. (20 آب 2008)

• خلافنا الرئيسي مع حزب الله ليس مع السلاح بحدّ ذاته. (30 كانون الأول 2009)

• أتساءل ما هي الأسباب التي قد تدفع إسرائيل أو أية دولة أخرى الى الهجوم الأحادي غير المبرر على لبنان، فيما لو وضع حزب الله سلاحه بتصرّف الجيش اللبناني المدعوم من اليونيفيل؟(30 كانون الأول 2009)

• أي تفجير سيطالنا سببه سلاح حزب الله. (21 كانون الثاني 2010)

"الانتخابات ستجري بين مشروعين تقريباً متناقضين"........"أصبحنا بعد الإنتهاء من الانتخابات شعبا واحدا ومستقبلنا واحد في وطن واحد"

• أرادوها مواجهة فلتكن.. قوى الخير والسلام في مواجهة قوى الباطل والإجرام. (23 تشرين الثاني 2007)

• اننا في مواجهة كبرى لا تتعلق بمقعد وزاري، بل بهوية لبنان واستراتيجيته وحرياته وسيادته. (23 كانون الثاني 2008)

• ما يجري يأتي في أطار المواجهة الكبيرة الحاصلة في لبنان بين مشروعين كبيرين، بين لبنانيين كبيرين، لبنان ثورة الارز الذى نناضل من أجله منذ ثلاث سنوات ولبنان الاخر الذى كان موجودا طيلة الـ15 عشرة سنة الماضية. (1 تموز 2008)

• الإنتخابات المقبلة هي استفتاء فعليّ بين لبنان وآخر. لو ربح الفريق الآخر ماذا سيحصل؟ سيكون لا صوت يعلو فوق صوت المعركة وسيبدأ الإصلاح والتغيير بالحريات العامة وسيطال الإصلاح والتغيير وسائل الإعلام، وسيشهد لبنان ترشيقاً لسياسته الخارجية فيبقي فقط على علاقاته الخارجية لا سيما مع ايران وسوريا(..). (30 أيار 2009)

• إذا وصلت قوى 8 آذار الى الحكم في لبنان سيكون لبنان في صميم المواجهة القائمة بين إيران والغرب. (2 حزيران 2009)

إذا ربحت قوى 8 آذار فصورة الدولة ستكون كما كانت بين 1990 و2005 ولا صوت يعلو فوق صوت المعركة". (2 حزيران 2009)

• يجب أن ننكب نحن والآخرون على بناء وطننا، لأننا أصبحنا بعد الإنتهاء من الانتخابات شعبا واحدا ومصيرنا واحد ومستقبلنا واحد في وطن واحد. (9 حزيران 2009)

 عن العلاقات اللبنانية - السورية: "من المستحيل ان تحصل صفقة سورية - سعودية"

• سوريا خرجت من لبنان فليس من المنطقي او المقبول ان تبقى في بعبدا. (23 شباط 2006)

• المشكلة الاساس في ما يتعلق بلبنان أن شقيقته الكبرى سوريا، لا تعترف بكيان لبنان دولة مستقلة، وما زالت منذ عشرات السنين تتعاطى مع لبنان كأنه محافظة. (23 آب 2006)

الذين يريدون حكومة وحدة وطنية لا يمكنهم أن يعتزوا بصداقتهم مع سوريا، لأن سوريا لا تريد في لبنان لا حكومة ولا وحدة ولا وطنية. (24 أيلول 2006)

نحن نقول يومياً إننا لا نريد أن تتدخل سوريا في شؤوننا، ولا نريد التدخل في شؤونها، بغضّ النظر عن موقفنا من النظام السوري. ليس من حقي التدخل في ما يجري داخل سوريا. (18 تشرين الأول 2006)

• الحوار بين لبنان والنظام الحالي في سوريا صعب نظراً الى طبيعة هذا النظام وطروحاته وخلفياته العقائدية ونظرته الى لبنان. (18 تشرين الأول 2006)

• عين لبنان تقاوم مخرزك (النظام السوري) ولقد قاومته وستقاومه حتى قيامة لبنان الحقيقي، لبنان الدولة، لبنان التاريخ. (14 شباط 2007)

• السوريون الذين لا يتقبّلون خروجهم من لبنان، ولا يتقبّلون أن يكون لبنان بلداً مستقلاً مسؤولين عن الوضع الراهن في لبنان. (14 آذار 2007)

• ما حصل في الأيام الأخيرة، هو محاولة جدية لقلب الأوضاع، وإعادتها الى ما كانت عليه قبل 14 آذار 2005. فتبدأ فتح الإسلام بعمليات مخلة بالأمن كي يداهمهم الجيش في المخيمات، حيث في كل مخيم هناك مجموعة مرتبطة بالمخابرات السورية أو ما يسمّى بفصائل سوريا. وعندما يلاحقهم الجيش تبدأ جماعة سوريا بتأليب الرأي العام الفلسطيني بأن الجيش يهاجم المخيمات، وعندما تأخذ هذه الموجة مجراها يتدخل فلسطينيو سوريا مباشرة، أي القيادة العامة من الناعمة ومن قوسايا أو من حلوة، وأيضاً تنظيمات جند الشام، وعصبة الأنصار في مخيم عين الحلوة، وبالتالي لا تعود منظمة التحرير قادرة على استيعاب الوضع، لذا تضطر إلى أن تسير في الموجة نفسها ومن ثم عود على بدء. فتح الإسلام تديرها المخابرات السورية مباشرة، والبعض يقول إن القائد الفعلي لها هو مسؤول سوري اسمه ابو مدين. لو استهدفت بدلاً من عين علق القوات الدولية أو سفارة أجنبية، لكان يمكن القول إنها حركة أصولية.(23 أيار 2007)

• هناك واقعتين جديدتين تحثنا على اتهام النظام السوري باغتيال النائب وليد عيدو: الأدلّة والبراهين التي توافرت عن عملية اغتيال الرئيس (رفيق) الحريري، والتي ظهرت في آخر تقرير للمحقّق سيرج براميرتس، حيث أشارت بإصبع الاتهام الى سوريا، والى تفجير عين علق واعتقال مرتكبيه الذين تبيّن أنهم من منظمة فتح الإسلام. (15حزيران 2007)

• الرئيس (السوري) بشار الأسد ضعيف في الديبلوماسية، والجميع يدعوه إلى عدم التدخل كونهم يعلمون بأن المجموعات التي تضع المتفجرات وتقوم بالاغتيالات تعود الى النظام السوري. (17 تموز 2007)

اللعبة خطيرة في ظل دولتين جارتين لهما أطماع كبيرة بلبنان، وإحداهما لا تعترف بوجود وطن على حدودها. (30 آب 2007)

كما أطالب سوريا باحترام سيادة لبنان واستقلاله وأرفض تدخلها في الشؤون اللبنانية، لا أتدخل أنا في الشؤون السورية. (18 تشرين الأول 2007)

نحن نميز بين النظام السوري وبين الشعب السوري الذي يعاني بقدر ما نحن نعاني من هذا النظام. (23 كانون الثاني 2008)

• خطة 8 آذار هي تقويض كل المؤسسات الدستورية للوصول الى الفراغ، وبالتالي عودة الوضع الى ما كان عليه عام 1975، الامر الذي يستدعي قوات ردع عربية (قوات سورية)، وعندها تعود سوريا من الباب العريض او يعاد بناء المؤسسات الدستورية كما كانت قبل ثورة الارز. (1شباط 2008)

• السوريين لا يريدون ان تحصل انتخابات وهم يعملون مع حلفائهم لعدم حصولها، وهدفهم الرئيسي من ذلك منع المحكمة الدولية. (21 شباط 2008)

• رهان السوريين على ادارة أميركية جديدة، خاطئ وفي غير مكانه. (16 آذار 2008)

• لا بد من العيش الطيب مع أبناء سوريا. (1 نيسان 2008)

• اذا اشاد الرئيس الاسد بالعماد سليمان فعلى الاخير أخذ الحذر. (29 نيسان 2008)

• الشعب اللبناني كان ينتظر من سوريا مقاربة اكثر جدية للعلاقات اللبنانية ـ السورية بعد العزلة التي فرضتها الاسرة الدولية على دمشق من جراء سياستها في لبنان. (23 تموز 2008)

• تصريح الرئيس السوري بشار الاسد خطير جدا وبمثابة تمهيد للتدخل مجددا عسكريا في لبنان. لا يوجد أي عنف في شمال لبنان وليس هنالك أي تطرف يشكل خطرا على لبنان أو على سوريا. (1 تشرين الأول 2008)

ثورة الأرز استرجعت القرار اللبناني الحر من فم الأسد تحت ضربات الحديد والنار الموجعة، والاغتيالات القاتلة والتفجيرات والتهديدات التي لم تنته حتى الآن. (4 نيسان 2009)

• من المستحيل ان تحصل صفقة سورية - سعودية. (9 تشرين الأول 2009)

• لبنان لن يعود الى السجن (السوري) الكبير لأن التاريخ لا يعود الى الوراء. (17 كانون الأول 2009)

• الاستنابات القضائية تمنع تطبيع العلاقات مع سوريا. (17 كانون الأول 2009)

• أي تقدم أميركي ـ سوري لن يحصل على حساب لبنان. (17 كانون الأول 2009)

• علينا كقوى لبنانية أن نسعى الى دعم زيارة الحريري إلى دمشق والى محاولة تطبيع العلاقات اللبنانية ـ السورية. (17 كانون الأول 2009)

• إننا لا نُخاصم سوريا بالمطلق، فبيننا كلبنانيين وبين السوريين قضايا إنسانية وسياسية لا تزال عالقة، وأية زيارة أقوم بها الى سوريا، فيما لو تطلبّت منّي صفتي الرسمية ذلك، يجب ان تلبّي المتطلّبات الوطنية، وتدخل ضمن إطار إيجاد الحلول لمشكلات البلدين العالقة. (30 كانون الأول 2009)

عن الولايات المتحدة الأميركية: " أعد الولايات المتحدة بأننا سنواصل النضال"

• التدخل الاميركي هو كناية عن مجموعة مواقف اميركية باكثريتها تتلائم مع المصلحة اللبنانية العليا كما نراها نحن وهذا ليس تدخلاً. (15 كانون الثاني 2006)

• الخطة خطتنا نحن كلبنانيين، ولكننا نسعى من خلال صداقة اميركا لكي يساعدوننا في الضغط على الافرقاء الخارجيين لوقف تعطيل الانتخابات. (20 كانون الأول 2007)

• يجب ان نشكر الولايات المتحدة الاميركية لأنها بشكل من الاشكال تفرض نوعا من التوازن في حال أراد اي فريق خارجي ان يسبب فوضى في لبنان. الولايات المتحدة الاميركية ساعدت ثورة الارز كثيراً ولولاها لما كان لبنان كما هو اليوم. (3 آذار 2008)

• لبنان استراتيجيا دولة صغيرة ولكنه كبير بشعبه وبتاريخه، فإنه يحتاج الى دعم اصدقائه في الخارج ولا سيما الولايات المتحدة. أسعى من خلال زيارتي للولايات المتحدة إلى الحصول على ضمانة اميركية لإبعاد لبنان عن الصراعات الاقليمية التي لا قدرة له ان يتحملها نظرا الى بنيته وتاريخه وجغرافيته ونظامه وتركيبته السياسية. (10 آذار 2008)

• أحببت أن أتأكد من الموقف الأميركي في ما يتعلق بتوطين الفلسطينيين في لبنان. ولكن على كل المستويات أكدوا أنهم ضد توطين الفلسطينيين في لبنان لأنهم يعرفون وضع لبنان وتوازناته الدقيقة. لذلك فان موضوع توطين الفلسطينيين في لبنان أصبح نكتة بائخة. (11 آذار 2008)

• اذا ارادت الاداراة الاميركية التعاطي ولو بعد 50 سنة، ولاي سبب من الاسباب مع سوريا فسيتعاطون معها بشكل مستقل عن علاقتهم مع لبنان.

التحذير الاميركي لسوريا بتوجيه ضربة عسركية لهم إذا استمروا في التدخل في الشؤون اللبنانية ليس جديدا، فمنذ اكثر من 3 أو 4 سنوات وهم يقومون بتوجيه رسائل تحذيرية إلى السوريين، وهذا ما دفعهم لاخراج جيشهم من لبنان. ان اميركا ستبقى الى جانب لبنان في كل المحافل الدولية وستمنع اي طرف من عرقلة قيام الدولة في لبنان، حتى وان اجبرتها الظروف على مساعدته ولو كان بالقوة. (13 آذار 2008)

• لبنان هو الواجهة التي تعكس مبادئ العالم الحر في العالم العربي. (...) نحن نمشي برؤوس مرفوعة في العالم أجمع. نحن الأبطال الذين نقاتل من أجل الحرية في الشرق الأوسط. جئت باسم كل اللبنانيين الذين أمثل لأعبّر عن خالص شكري للشعب الأميركي ولكل فروع الإدارة الأميركية لمساعدتنا ونحن في طريق الحرية. أعد الولايات المتحدة بأننا سنواصل النضال لتحقيق لبنان حر، سيد، ديموقراطي، مزدهر وعصري. (14 آذار 2008)

• شرحت للمسؤولين الأميركيين على المستويات كافة أنه مهما حاول الخارج إدخال الديموقراطية إلى الشرق الأوسط أو إدخال نمط جديد للتعاطي الاجتماعي فهذا لن يجدي نفعاً اذا لم يكن عبر بوابة واحدة وهي لبنان. إذا كان للحرية أن تنتشر في الشرق الأوسط لا يمكن أن تحصل إلا من لبنان. (19 آذار 2008)

• ان الاميركيين يقولون ان مشكلة اللاجئين معقدة ولسنا ندري كيفية معالجتها، فتكون تارة بطرح التعويضات وتارة اخرى بطرح حلول بديلة. (1 نيسان 2008)

• لمست نية اميركية جدية لحل قضية مزارع شبعا التي تحتلها اسرائيل. (19 حزيران 2008)

• بعد المواكبة الكبيرة والطويلة للقوى الإقليمية والدولية، هل يتصور أحد انني سأكون مغشوشاً وافترض انه يمكن الرهان على أي قوة خارجية؟(21 كانون الثاني 2010)

عن رئاسة الجمهورية: "لا مجال للمساومة في انتخاب رئيس ليس من صفوف 14 آذار"

• رئيس جمهورية ضعيفاً لا يفيد احداً ولا يخدم احداً خلافاً لما يفكر فيه البعض. (17 تشرين الأول 2005)

• نحن في صميم معركة رئاسية ستغير وجه البلد بكامله. (19 شباط 2006)

• من غير المقبول ان يكون رئيس الجمهورية على صورة الرؤساء السابقين في السنوات الاخيرة. (23 شباط 2006)

• حبذا لو يلبي الرئيس لحود الدعوة التي أطلقها للموظفين فلا يذهب الى عمله كي ترتاح البلاد. ( 1 كانون الأول 2006)

لسنا في وارد الانتخاب بالنصف زائدا واحدا في الوقت الحالي. (20 كانون الأول 2007)

• أيها القابع في قصر بعبدا ما من ظالم، ما من طاغية، ما من مستبدّ، ما من مستأثر إلا وأخذ التاريخ حقه منه. عطّل ما شئت. عرقل ما استطعت. تآمر ما تمكنت لكنك سترحل. عند نهاية ولايتك الممددة قسراً وزوراً سترحل الى مزبلة التاريخ. (14 شباط 2007)

• لا أتصور لبنان بدون انتخابات رئاسية. حتماً سيترك لحود قصر بعبدا، وكيفما تكون الانتخابات تبقى أفضل من الفراغ. (25 نيسان 2007)

• قوى 14 آذار تصر على أن يكون الرئيس المقبل منها. ونحن مستعدين للتوافق على البرنامج لا على الشخص. (8 أيار 2007)

• انتخاب رئيس الجمهورية لن يتعطل، فهناك أكثرية نيابية تجتمع وتنتخب الرئيس. (8 أيار 2007)

• الانتخابات رئيس الجمهورية حلان لا ثالث لهما: إما إجراء الانتخابات الرئاسية او انتقال صلاحيات رئاسة الجمهورية الى الحكومة. (10 أيار 2007)

• هناك ضرورة لاستبعاد المرشّح التوافقي لرئاسة الجمهورية، لأن منحاه أشبه بمنحى أبو ملحم. (13 أيار 2007)

• انتقال صلاحيات رئيس الجمهورية الى الحكومة الحالية في حال عدم حصول انتخابات رئاسية، والإتيان برئيس ضعيف شبيه بالرؤساء الذين حلوا طيلة الـ15 عاما الماضية، هما خط احمر. سنرفضهما ونواجههما للحظة الاخيرة. (17 تموز 2007)

• لن نقبل إلا برئيس يكمل الحقبة التاريخية التي بدأت في 14 آذار. سيكون لنا رئيس للجمهورية في 24 تشرين الثاني. (5 تشرين الأول 2007)

أنا مصر على أن يخرج الرئيس الجديد للجمهورية من قوى 14 آذار. ولا مجال للمساومة في انتخاب رئيس ليس من صفوف 14 آذار. (18 تشرين الأول 2007)

اختيار رئيس توافقي، لا من 14 آذار ولا من 8 آذار يعني انتخاب رئيس لا لون له ولا طعم، ويضع رئاسة الجمهورية في الفراغ مجدداً. (18 تشرين الأول 2007)

• الانتخابات ستجري بالنصف زائداً واحداً، وثمة أسماء جاهزة إذا لم يرض المرشحان الحاليان بالنصاب.(19 تشرين الأول 2007)

• فريق 14 آذار اختار الرئيس التوافقي العماد ميشال سليمان بناء على رغبة ومطلب من فريق 8 آذار. (1شباط 2008)

• انتخاب رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان رئيساً من دون تعديل الدستور يعد مخالفة دستورية. (25 أيار 2008)

حكومة الوحدة الوطنية: "إذا فزنا في الانتخابات لن نعطي الثلث المعطل للمعارضة"

• يمكن القبول بحكومة اتحاد وطني وفقاً لموازين القوى داخل المجلس النيابي. (25 نيسان 2007)

• إذا فزنا في الانتخابات لن نعطي الثلث المعطل للمعارضة. (2 حزيران 2009)

لا عودة أبداً إلى تجربة الثلث المعطل التي أثبتت فشلها على كل المستويات، وان حكومة اتحاد وطني لا تعني حكومة ثلث معطل لأي كان. (9 حزيران 2009)

• توزير الراسبين سيفتح الباب على مسألة نحن في غنى عنها. (1 تشرين الأول 2009)

• لا مشكلة في الإنتظار اسبوعا أو أكثر لتشكيل الحكومة، ولكن يجب ان يكون هناك حد زمني معين، وبعدها اذا لم يتم تشكيل حكومة إئتلاف وطني علينا الإنطلاق في تأليف حكومة وفقاً للدستور لأنه لا يجوز ترك البلد بلا حكومة. (9 تشرين الأول 2009)

عن القوات اللبنانية: "الخيل والليل والبيداء تعرفنا"

• نحن جماعة المهمات الصعبة وسنبقى، فخلال الحرب كنا نذهب حيث لا يجرؤ الآخرون، وكذلك بالسلم ذاهبون حيث لم يجرؤ الكثيرون. (10 شباط 2006)

• ما بيصح إلا الصحيح ومرة من جديد بالتاريخ ما صح إلا الصحيح. حُبسوا هم وتحررت القوات انهزموا هم وانتصرت القوات وبقي لبنان. (24 أيلول 2006)

ما دمتم أنتم موجودين فلا خوف على أي شي، لا خوف على لبنان. (24 أيلول 2006)

الخيل والليل والبيداء تعرفنا، نموت واقفين لكننا لن نركع. (14 شباط 2007)

• بالضغط والإكراه لا يتأمل أحد الوصول الى أي شيء. (26 شباط 2007)

• سلاح الفكر أقوى سلاح. القوات هي المقاومة، بكل ما للكلمة من معنى. (27 شباط 2007)

• عندما سقطت القوات اللبنانية، سقط لبنان. وفي 23 كانون الثاني الفائت، نشلت القوات البلد من الغرق. (27 شباط 2007)

• نحن نفتخر بالأحكام الصادرة بحقنا. (23 نيسان 2007)

• نحن غير معنيين بأي شكل من الاشكال بكل عمليات التسلح ونتائجها. (5 تشرين الأول 2007)

نحن أبناء حق، فلا يحاولن أحد المحال. لن نخاف، لن نهاب شيئاً، لن نتعب، لن نرضخ، لن نستسلم، لن نستكين حتى وقف الإجرام في لبنان. (23 تشرين الثاني 2007)

• البعض يحاول اعادة عقارب التاريخ الى الوراء، ولبنان الى ما كان عليه قبل ربيع 2005 ولكن التاريخ لم يعد ولو مرة واحدة الى الوراء. (4 كانون الثاني 2008)

لا يزايدن أحد علينا لا بالمقاومة ولا بالقتال ولا بالشجاعة. (23 كانون الثاني 2008)

• لم يكن في حوزة عناصر القوات الذين نزلوا الى الشارع الثلاثاء الماضي سلاح. ولولا هؤلاء لكانت قوى 8 آذار انتصرت. (26 كانون الثاني 2008)

• سننزل في 14 شباط لنؤكد أننا نحن من يحدد مسار الأمور في لبنان، وقد انتهى الوقت الذي فيه يأكل الفاجر مال التاجر. (7 شباط 2008)

• على الفريق الآخر التوقف عن التهديد والوعيد، ولا سيما أن ميزان القوى أصبح معلوماً للجميع. (15 شباط 2008)

• هم من بدأوا بالسباب والشتائم والتحديات وقطع الطرقات وحرق الدواليب منذ 7 أشهر والبادئ أظلم. (15 شباط 2008)

• القوّات لا تقوم ولا تؤمن ولن تؤمن بالتسلح مادامت الدولة قائمة. (21 شباط 2008)

• لم نشعر يوماً بأننا مضطرون للدفاع عن انفسنا. (16 نيسان 2008)

• في كل حرب يمكن ان تحدث تجاوزات، ونحن نعتذر من الاخوة الفلسطينيين الذين حصلت معهم مثل هذه التجاوزات. (18 نيسان 2008)

• في حال سقطت ثورة الارز لا سمح الله فلا حزب ولا أي شخصية منا سيبقى لها أي وجود. (24 آذار 2009)

لم نكن نحن المسيحيين بحاجة خلال كل تاريخنا لحماية من أحد. (2 حزيران 2009)

• ما تقوم به مجموعة القوات اللبنانية اليوم أكبر بكثير مما قام به أجدادنا. (27 كانون الأول 2009)

عن البيت الداخلي: "سعد الحريري يعمل لمصلحة المسيحيين في لبنان"

• سعد الحريري ووليد جنبلاط أعطيا المسيحيين فرصة أن يكون رأي المسيحيين هو المرجّح في اختيار رئيس الجمهورية، وهذا ما افتقدناه طيلة 15 عاماً، أن يختار المسيحيون رئيسهم. (18 تشرين الأول 2006)

• حياد المسيحيين هو بمثابة وصفة طبية لموت المسيحيين سياسياً في لبنان. (14 آذار 2007)

• سعد الحريري يعمل لمصلحة المسيحيين في لبنان عشرة ملايين مرة أكثر من إميل لحود المسيحي. (16 آذار 2007)

• مشكلتنا ان السوسة تنخر فينا في بعض الامكنة، لانه بالمقارنة مع قيادات الطوائف الاخرى تجد ان اداء هذه القيادات مقبول في حدود معينة على عكس ما يحصل داخل طائفتنا. (20 كانون الثاني 2008)

• لا استطيع الحكم على نوايا العماد عون لكن مواقفه تخدم النظام السوري في لبنان. (23 كانون الثاني 2008)

• أقول لكل السياسيين الذين يستعملون مسألة التوطين كسلعة بشكل رخيص جداً ويستعملون الشعب اللبناني ايضاً عبر وضعهم حجراً فوق رأسه، فوق كل الأحجار الموضوعة موضوعياً نتيجة الأحداث، ان ذلك حرام ولا يجوز. (18 نيسان 2008)

هناك فريق مسيحي غائبا عن الوعي تماماً وضائعا عن المشكلة الفعلية، ويسبب خطرا على مستقبل لبنان كله بهذا الطرح. اما فيما يتعلق بحزب "الطاشناق" الذي نكنّ له كل الاحترام والتقدير، تموضعهم الاستراتيجي مدمر بالنسبة لنا، لا يمكننا أن نتحمل ان يتحكموا بالصوت المسيحي بسبب تموضعهم الاستراتيجي الحالي. (20 أيار 2008)

• عون يرفع دائما سقفه بغض النظر عن وضع البلد ووضع الناس، ويحاول طرح طروحات لا أعرف ما إذا كانت مدروسة. (18 حزيران 2008)

• انا مع تحديد موقع وصلاحيات نائب رئيس الحكومة لكن استشهاد الرئيس الحريري أدى إلى اختلاط المسيحي بالمسلم فهل من الضروري خلق مشكلة اسلامية مسيحية هي غير مطروحة أصلاً ويمكن حلها من دون صراخ؟(20 آب 2008)

جعجعيّات: "في الجوهر لم يعد هناك مهجرون"

مراجع دينية مسيحية هي التي اختارت إلغاء عطلة عيد الجمعة العظيمة واستبداله بآخر. (9 تموز 2007)

• لا بد من التوضيح أن ملف المهجرين وضعت خطوطه العريضة فعلياً والحلول قد ترجمت، إنما هنالك بعض الموازنات الواجب تأمينها لإقفاله نهائياً، ففي الجوهر لم يعد هنالك مهجرون، ولا أي فريق مهجّر، والذي ما زال بعيداً عن قريته فبسبب البنية التحتية التي لم تنجز بعد في هذه القرى، أو لأنه لا يريد العودة في الوقت الحاضر. (22 آب 2007)

• فشل الحوار الجاري في الدوحة يجعل طلب ارسال قوة عربية الى لبنان امراً ملحاً. فقد تلقى الحوار ضربة من المعارضة. (19 أيار 2008)

• المحكمة الدولية لم تعد مجرد قرارات حبر على ورق وستكون في حزيران المقبل واقعاً ملموساً وقائماً، وسيتحول رئيس لجنة التحقيق الدولية الى مدع عام وعندها البكاء وصريف الأسنان. (6 شباط 2008)

• 14 شباط هو أكثر من تاريخ للذكرى لأنه يشكل المفصل الأساسي للتحولات اللبنانية الكبرى. (7 شباط 2008)

• إذا أجرينا مسحا للشمال لوجدنا أن 99 في المئة من سكانه معتدلون، وأصر على ذلك، وهم معتدلون جدا ولديهم انتماءات سياسية واضحة المعالم. (1 تشرين الأول 2008)

• تشكيل الحكومة في لبنان من اختصاص اللبنانيين فحسب، وان الفرقاء الداخليين يتحملون مسؤولية تشكيلها أو عدمه. (1 تشرين الأول 2009)

 

البعد الجديد في خطاب سمير جعجع 

 ١ نيسان ٢٠١٠

مصطفى علوش

هبوني عيداً يجعل العرب  أمة وسيروا بجثماني على دين برهم

سلام على كفر يوحد بيننا  وأهلاً وسهلاً بعده بجهنم

(الشاعر القروي)

"قد يكون من السهل تصيد الأخطاء لأنها غالباً ما تكون ظاهرة للعيان أما الحقيقة فلا يعرفها إلا القلة من الناس"

القومية العربية:

لم تكن الفكرة القومية مسألة واضحة عند العرب. فقد كان مفهوم الأمة السائد بعد قيام الاسلام هو القوم الذين يجمعهم الدين الاسلامي العابر للحدود والأتنيات وحتى الأجناس. وقد تكون بداية احتكاك العالم العربي مع الفكر القومي من خلال حملة "بونابارت" على مصر في أوائل القرن التاسع عشر، وقد حاول محمد علي باشا التأسيس لقومية مصرية من خلال شخصيات أمثال الشيخ رفاعة الطهطاوي الذي حاول ان يطرح أفكاراً عن المواطنية بعد تجربته العيش في باريس في بعثة رسمية.

لكن ولادة فكرة العروبة كانت في أواسط القرن التاسع عشر في لبنان على يد المعلمين بطرس البستاني وناصيف اليازجي اللذين اعتبرا اللغة العربية الركن الأهم في جميع شعوب المنطقة في مواجهة حملات التتريك التي كانت تحاول فرضها الحكومات العثمانية في ذلك الوقت. وقد تأسست جمعيات أدبية وخلايا في بيروت ودمشق منها "الجمعية السورية" أسسها بطرس البستاني وناصيف اليازجي سنة 1847 و"الجمعية العربية السرية" سنة 1875 و"جمعية حقوق المملكة العربية" سنة 1881 وهي كانت تهدف الى وحدة المسلمين والمسيحيين و"جمعية رابطة الوطن العربي" اسسها نجيب عازوري سنة 1904 في باريس وألف كتاب "يقظة العرب". و"جمعية الوطن العربي" ظهرت سنة 1905 أسسها خيرالله الذي نشر كتاب الحركة الوطنية العربية. ومن بعدها ظهرت جمعيات أخرى منها "الجمعية القحطانية" وجمعية العربية الفتاة و"الكتلة النيابية العربية" و"حزب اللامركزية" و"المؤتمر العربي" في باريس و"حزب المعهد" و"جمعية العلم الأخضر" و"جمعية العلم" وكلها ظهرت بين 1910 و1914.

ومن الواضح والمعروف أن رواد هذه الحركة بأكثريتهم كانوا من المسيحيين المشرقيين الذين كانوا يسعون الى بناء قواسم مشتركة مع محيطهم المسلم حتى يتمكنوا من ارساء شراكة غير مرتبطة بعوامل الدين التي غالباً ما كانت تشكل عوامل تصنيف وتفرقة بين عامة الناس، في حين أن فكرة المواطنة أو الانتماء القومي غير الطائفي كانت ستشكل عاملاً جامعاً لكل الطوائف التي شكلت وتشكل موزاييك الشرق الأوسط.

ولم تأخذ هذه الفكرة بعداً عند بعض المسلمين الا بعد قيام الحرب العالمية الأولى ومن خلالها الثورة العربية التي انطلقت بدعم وتشجيع بريطاني وكانت تهدف الى جمع شمل العرب تحت راية مملكة توحدهم، والتي أجهضتها اتفاقية "سايكس بيكو" المعروفة، والتي قسمت العالم العربي كما هو معروف.

ومع ذلك فقد بقيت الأوساط الاسلامية الأصولية تعتبر ان هذه الحركة القومية مؤامرة على الأمة الاسلامية لأنها تعتمد مبادئ وعقائد وتشريعات مختلفة عن الأصولية الاسلامية وتعتبر رابطة اللغة والجنس أهم من رابطة الدين.

وقد اعتبرها الكثيرون صدى للدعوات القومية التي ظهرت في أوروبا مما يعني غزوها للعالم الاسلامي نوعاً من الغزو الفكري.

كما ان الشيخ ابن باز اعتبرها: "دعوة جاهلية إلحادية تهدف الى محاربة الاسلام والتخلص من أحكامه وتعاليمه، أحدثها الغربيون لمحاربة الاسلام والقضاء عليه بداره بزخرف من القول... فاعتنقها الكثير من العرب من أعداء الاسلام واغتر بها كثير من الأغمار ومن قلّدهم من الجهال وفرح بذلك أرباب الإلحاد وخصوم الإسلام في كل مكان، فهي دعوة باطلة وخطأ عظيم ومكر ظاهر وجاهلية نكراء وكيد ساخر للإسلام وأهله". (نقد القومية العربية، عبد العزيز بن باز). في حين أن دعاة العروبة على اختلاف توجهاتهم كانوا يحلمون بوطن قائم على ما تجمعه اللغة والدم والتاريخ والأرض والآلام والآمال المشتركة، وهم يرون أن العرب أمة واحدة تعيش على أرض واحدة هي الوطن العربي الذي يجب أن تزول بين أقطاره الحدود فيصبح للعرب حكومة واحدة على أساس غير ديني.

ومن هنا انطلقت شعارات مثل الدين لله والوطن للجميع التي تدعو الى تغليب رابطة المواطنة على روابط الدين كما دعت الى تحرير الإنسان العربي من الخرافات والغيبيات والتعصب.

المفارقات:

ولكن في الوقت الذي أغرقت فيه الأصولية الإسلامية في عدائها للفكر القومي لدرجة أنها تعاونت في كثير من الأوقات مع الغرب لمحاربة التحركات السياسية القومية في العالم العربي في أواسط القرن العشرين ونعتت معتنقيها بالكفر، تحولت معظم الحركات القومية العربية في نفس الفترة الى احزاب متعصبة وشمولية. كما أن هذه الحركات حملت معها كل آفات الشمولية واتهمت كل من تسول له نفسه بطرح التساؤلات بالخيانة.

في نفس الفترة، ورغم تاريخ مثقل بحجم الدماء المهدورة على أساس الطبقة والدين والقومية، تمكنت أوروبا من كسر احتكارات الدين والقومية لتبني رابطاً ابتدأ مع المصالح الاقتصادية المشتركة وتواصل مع بناء ثقافة الديموقراطية وقبول الآخر.

لقد تمكن الأوروبيون من الوصول الى قناعات تجعل من المواطن مفتخراً ومتمسكاً ببلده وبأوروبيته في الوقت نفسه ولكن دون تعصب ودون عقائد تجعله ينعت من يخالفه الرأي بالخيانة.

التجربة اللبنانية:

لقد مر اللبنانيون على مدى القرن الماضي في مزيج من التجارب التي سبقت، مما أدخلهم في صراع دائم مع ذاتهم ومع شركائهم في الوطن. ولكن يوم الرابع عشر من آذار كان اليوم الفيصل الذي وضع حداً لهذا الصراع عند معظمهم بحيث أصبح المسلمون أكثر أصالة في لبنانيتهم مع حفاظهم على عروبتهم وأصبح المسيحيون أكثر قرباً من العروبة مع حفاظهم على لبنانيتهم وهذا بالذات هو أساس شعار لبنان أولاً الذي جمعهم من جديد في وطنية غير متعصبة ومنفتحة على عروبة حديثة تجمعها المبادئ الإنسانية والحرية وحقوق الإنسان وتجمعها أيضاً المصالح والآمال المشتركة، وبالتأكيد تجمعها قضية فلسطين.

وهذا بالذات ما سيحاول تجاهله الكثيرون من مدعي العروبة والدفاع عن فلسطين في الخطاب النوعي المتقدم الذي قدمه الدكتور سمير جعجع في كلمته الأخيرة في احتفال "القوات اللبنانية" التي جاء فيها: "الكل يعرف مدى ايماننا وتعلقنا بشعار لبنان أولاً. لكن لبنان أولاً لا يعني بأي حال من الأحوال لا تقوقعاً ولا انعزالاً، خصوصاً عن عالمنا العربي الأوسع.

إن نظرتنا نحن كقوات لبنانية للقضية الفلسطينية لا تنبع لا من الايديولوجيا ولا من الدين ولا من العرق، بل من شعور عميق واعٍ بالحق وبوقائع التاريخ والجغرافيا كما بالحقائق الإنسانية الكبرى.

ليس مقبولاً في القرن الحادي والعشرين أن يعيش شعب بأكمله مشتتاً بعيداً عن أرضه ودون دولة، من جهة أخرى لا نعتقد لحظة بأنه يمكن حل أي من مشاكل الشرق الأوسط قبل قيام دولة فلسطينية مستقلة حرة".

لقد أتت هذه الكلمة في سياق الوعي الذي نشأ بعد الرابع عشر من آذار وتمكن لأول مرة من بناء نظرة لبنانية وطنية وإنسانية نحو العروبة ونحو فلسطين خارج إطار التعصب والتبعية والشمولية والمتاجرة بالقضية المقدسة وبشعبها.

* نائب سابق وقيادي في تيار "المستقبل"

 المصدر : المستقبل