المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية
أخبار يوم
02 كانون الثاني/2010

إنجيل القدّيس يوحنّا 31-27:14

أَلسَّلامَ أَسْتَودِعُكُم، سَلامِي أُعْطِيكُم. لا كَمَا يُعْطِيهِ العَالَمُ أَنَا أُعْطِيكُم. لا يَضْطَرِبْ قَلْبُكُم ولا يَخَفْ! سَمِعْتُم أَنِّي قُلْتُ لَكُم: أَنَا ذَاهِبٌ ثُمَّ آتِي إِلَيْكُم. إِنْ تُحِبُّونِي تَفْرَحُوا بِأَنِّي ذَاهِبٌ إِلى الآب، لأَنَّ الآبَ أَعْظَمُ مِنِّي. قُلْتُ لَكُم هذَا الآنَ قَبْلَ حُدُوثِهِ، حَتَّى إِذَا حَدَثَ تُؤْمِنُون. لَنْ أُحَدِّثَكُم بَعْدُ بِأُمُورٍ كَثيرَة، لأَنَّ سُلْطَانَ هذَا العَالَمِ يَأْتِي، ولا سُلْطَةَ لَهُ عَلَيَّ، ولكِنْ، يَجِبُ أَنْ يَعْرِفَ العَالَمُ أَنِّي أُحِبُّ الآب، وكَمَا أَوْصَانِي الآبُ هكَذَا أَفْعَل. قُومُوا نَذْهَبْ مِنْ هُنَا.

 

طالبوا البطريرك صفير بالاسراع في إعلان التجمع المسيحي الجديد  

قادة الاغتراب يدعون الحريري لإعادة تصويب مساره الوطني

لندن - كتب حميد غريافي: السياسة

دعت قيادات لبنانية اغترابية في "المجلس العالمي لثورة الارز" و"الاتحاد الماروني العالمي" في واشنطن رئيس الحكومة في بيروت سعد الدين الحريري الى "اعادة النظر فورا" في مواقفه الجديدة المفاجئة التي اتخذها منذ خوضه غمار الترشح لرئاسة الوزراء نحو مسايرة وممالأة الطرفين الايراني والسوري, وخصوصا بعد زيارته الدراماتيكية لدمشق التي اصابت قوى "14 آذار" بصدمة مريرة وأليمة بدأت تداعياتها تظهر في حدوث انشقاقات عميقة وعمليات نزوح واسعة عنها كما يجري راهنا في صفوف مسيحيي "ثورة الارز" الذين حملتهم تلك المفاجآت السلبية في مسار زعيم "تيار المستقبل" و"لبنان اولا" "على تشكيل تجمع مسيحي جديد على غرار تجمع "قرنة شهوان" بقيادة البطريركية المارونية في مطلع الالفية الثالثة, خشية الا يتوقف تحول الحريري عند حدود ثوابت هذه الثورة التي اقتلعت المحتل السوري للبنان من جذوره وأوصلت الحريري نفسه الى رئاسة الحكومة وشعبيته الى ذروة لم تبلغها شعبيات سنية لبنانية في تاريخ لبنان الحديث, بل قد يتجاوز تلك الحدود تحت رحى مسؤولياته الرسمية التي كبلت مساره الوطني وحدت من زخمه وانطلاقته بصورة مضنية جعلت اقرب المقربين اليه وفي مقدمهم تياره الواسع يتخذ مواقف تبدو متنافرة مع توجهه الجديد المدجن كما حدث في اخر اجتماع لهذا التيار, قبل ثلاثة ايام حين اصدر بيانا عنيفا ضد خطاب حسن نصر الله العاشورائي وضد منع المحققين القضائيين اللبنانيين من الاقتراب من مربع حزبه الامني في الضاحية الجنوبية للتحقيق في انفجار مكتب حركة "حماس" الا بعد مرور 19 ساعة وتغيير معالم التفجير والعبث باثاره".

وحضت القيادات اللبنانية الاغترابية من واشنطن رئيس الحكومة الجديدة الذي وصفته ب¯ "الشاب الوطني النظيف والمخلص للبنان", على "التخلص السريع من فكي الكماشة السورية - الايرانية المتمثلة بوليد جنبلاط ونبيه بري اللذين يعملان لصالحيهما الشخصيين والخروج من تحت تأثيرات مضاحضاتهما وخداعهما له الاول باللهاث للعودة الى الفيء السوري وزيارة دمشق وتقبيل بشار الاسد الذي مازال الشارع الدرزي يتهمه حتى اشعار اخر بمحاولة اغتيال الوزير السابق مروان حمادة والضغط الهائل طوال اربع سنوات للوصول الى رأس جنبلاط نفسه, والثاني (بري) بمحاولاته الاستمرار في تقديم الفواتير الى نظامي دمشق وطهران بعدما اقفل مجلس النواب بأمرهما اكثر من 18 شهرا واحتل مع حليفه "حزب الله" قلب العاصمة لشل البلد وضرب اقتصاده".

وذكرت القيادات الاغترابية الحريري ب¯ "الغضب الذي اعتراه لدى اعلان جنبلاط مفاجأته بالانسحاب من قوى 14 آذار والانقلاب عليها, ما حمله على قطع استشاراته الوزارية والاعتكاف في فرنسا طوال عشرة ايام تعبيرا عن مرارته من خيانة هذا الحليف المتقلب" داعية اياه الى "عدم التمثل برئيس الحزب التقدمي الاشتراكي المطبوع على الانقلاب في المواقف والى عدم الوقوع مثله تحت رحى الرعب من 7 مايو العام 2008 على يد حزب الله, والى العودة الى مواقفه الوطنية الثابتة قبل ان يجد نفسه امام انشقاق هائل في قيادات ثورة الارز وتعريته من حلفائه المسيحيين وعدد كبير من السنة انفسهم يشعرون بنفس المرارة كما يشعر معظم الدروز حيال تغييرات جنبلاط التي لا تحتمل".

ودعت قيادات "المجلس العالمي لثورة الارز" و"الاتحاد الماروني العالمي" البطريرك نصر الله صفير وقياداته المارونية الوطنية المتقيدة بتوجيهاته وثوابته الى الاسراع في اعلان التجمع المسيحي الجديد قبل حدوث مفاجآت أخرى لان الثقة "بالطرف المترنح" داخل 14 اذار اهتزت كثيرا ولم تعد هناك ضمانات من بعض قياداتها بأنها مستمرة على طريق بكركي المستقيمة, ولان اي خلل اخر ترتكبه هذه القيادات قد يودي بالبلاد الى الانفجار".

وطالبت القوى الاغترابية قوى ثورة الارز المسيحية ب¯ "الانضمام الى التجمع الجديد عبر شخصيتين او ثلاث اغترابية بارزة مستعدة للمشاركة في هذا التجمع بما يؤمن له وجهه الخارجي ودعمه من المجتمع الدولي, وهذا دور لعبه قادة الاغتراب بجدارة وقاد الى صدور القرارات الدولية التي انقذت لبنان من الاحتلال السوري العام 2005 ومن الحرب الاسرائيلية العام 2006". كذلك نصحت القوى الاغترابية البطريرك صفير والقادة المسيحيين في ثورة الارز الى "الافساح في المجال امام اهلنا وحلفائنا في الطوائف الاخرى ممن يكابدون نفس مراراتنا ويحملون نفس سبيلنا لانقاذ لبنان, للانضمام الى هذا التجمع رغم طابعه المسيحي واطلاق اسم "تجمع ثورة الارز عليه".

 

البطريرك صفير ترأس قداس رأس السنة: نتمنى السلام

للبلد والتوفيق لجميع ابنائه وان يعم الوئام بين كل الناس

وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير قداس رأس السنة في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي عاونه فيه النائب البطريركي العام المطران رولان ابو جودة، المطران شكر الله حرب، امين سر البطريرك الخوري ميشال عويط، القيم البطريركي العام الخوري جوزف البواري، وشارك في القداس رئيس المؤسسة المارونية للانتشار الوزير السابق ميشال اده، النائب السابق سمير عازار، ممثل رئيس الجمهورية في الفرانكوفونية الدكتور خليل كرم وحشد من الفعاليات والمؤمنين.

العظة

وبعد الانجيل المقدس القى البطريرك صفير عظة تابع فيها الحديث عن رسالة البابا بنديكتوس السادس عشر في "اليوم العالمي للسلام لسنة 2010"، جاء فيها:

"اذا أردت بناء السلام حافظ على الخليقة

1- في مطلع هذه السنة الجديدة، أودّ أن أوجّه تمنياتي الحارّة بالسلام الى جميع الطوائف المسيحية ، والمسؤولين، عن الأمم، والى الرجال والنساء ذوي الأرادة الصالحة في العالم كله. لقد اخترت كموضوع لهذا اليوم العالمي للسلام: اذا اردت بناء السلام ، حافظ على الخليقة. ان احترام االخليقة يرتدي أهمية كبرى ، لأن " الخلق هو بدء جميع أعمال الله وأساسها" 1. واليوم يصبح انقاذه جوهريا لوجود البشرية السلمي . واذا كانت ،في الواقع، بسبب قساوة الانسان على الانسان ، كثيرة هي التهديدات التي تضع السلام، ونمو الانسان التام الكامل الصحيح في حروب، ونزاعات دولية وأعمال ارهابية، وانتهاك حقوق الانسان المتولّدة عن عدم الانتباه وحتى الانتهاكات تجاه الأرض والخيور الطبيعية ، التي هي عطايا الله، ليست أقلّ دعوة الى الاهتمام. ولهذا السبب لا بدّ من أن تجدّد البشرية " التحالف وتقوّيه بين الانسان والمحيط الذي يجب أن يكون مرآة محبة الله الخالق ألذي منه أتينا واليه نعود".

2- في الرسالة المحبة في الحقيقة، لقد شدّدت على أن التطوّر البشري المتكامل مرتبط كل الارتباط بالواجبات التي تنبع من علاقة الانسان بالبيئة الطبيعية، المعتبرة كهبة من الله قدّمها لجميع الناس التي يترافق استغلالها مع مسؤولية شاملة تجاه البشرية، وبخاصة تجاه الفقراء والأجيال الطالعة. لقد لاحظت، ما عدا ذلك، أنه عندما تعتبر الطبيعة، وفي أول درجة، الكائن البشري، ببساطة كثمرة الصدفة او حتمية التطوّر، فان وعي هذه المسؤولية يجازف بأن يتناقص في العقول.3 وخلافا لذلك، ان اعتبار الخليقة كعطية من الله للبشرية يساعدنا على تفهّم دعوة الانسان وقدره. ومع صاحب المزامير بامكاننا أن نهتف، ونحن في عجب كبير :" إني أرى عمل أصابعك والقمر والكواكب التي كوّنتها. ما الانسان حتى تذكره، وابن البشر حتى تفتقده"؟ ( مز 8: 4-5). ان التأمّل في جمال الخلق يساعدنا على الاعتراف بمحبة الخالق ، وهي محبة ،كما كتب دانتي الغياري " تحرّك الشمس وباقي النجوم" .

3- منذ عشرين سنة، ان البابا يوحنا بولس الثاني ، عندما كرّس رسالة اليوم العالمي للسلام لموضوع السلام مع الله الخالق، السلام مع كل الخليقة، لفت الانتباه الى علاقتنا مع الكون الذي يحيط بنا، بوصفنا مخلوقات الله. " في الساعة الحاضرة، نتأكّد ،على ما كتب، من وعي أكبر للتهديدات التي تثقل السلام العالمي... بسبب امتهانات الاحترام الواجب للطبيعة. وأضاف الى أنه يجب الاّ يلجم الوعي البيئي ، لا بل أن يشجع " بحيث يتطوّر بالأحرى وينضج بأيجاده في المناهج والمبادرات العملية التعبير اللأئق" 5. قبلا، من بين أسلافي من أشاروا الى العلاقة القائمة بين الانسان والبيئة. مثلا سنة 1971 في مناسبة مرور اربع وثمانين سنة على رسالة لاوون الثالث عشر الشؤون الجديدة شدّد بولس السادس على أن" الانسان باستغلاله الأرض استغلالا دونما رويّة يخشى أن يحطّمها، وأن يكون بدوره ضحية هذا التدهور". وأضاف أنه " هكذا لا تصبح البيئة المادية تهديدا دائما: تلوّث، ونفايات، وأمراض جديدة، وقوّة تحطيمية دائمة فقط، ،بل أيضا ان المحيط البشري الذي لا يسيّره الانسان بعد، فيخلق هكذا للغد بيئة قد لا يطيقها : مشكلة اجتماعية كبيرة تتعلّق بالعائلة البشرية بكاملها".

4- ان الكنيسة، "الخبيرة بالانسانية"، وان تحاشت أن تدخل في حلول تقنية خاصة، تسارع الى لفت الانتباه بقوّة الى العلاقة بين الخالق والكائن البشري والخليقة. في سنة 1990 تحدّث بولس الثاني عن " أزمة بيئية" وشدّد على أن لهذه طابعا أخلاقيا ، وأشار الى "ضرورة تضامن جديد وهي ضرورة أدبية عاجلة ". وهذا النداء هو اليوم أكثر الحاحا ، أمام طلائع متنامية لأزمة يكون من عدم المسؤولية ألاّ تؤخذ بجدية في الاعتبار. كيف يصحّ أن نبقى لامبالين أمام مشاكل تنبع من ظواهر مثل تغيير المناخ، والتصحّر، وتدهور انتاجية مساحات زراعية، وتلوّث الأنهر، والمياه الجوفية، وفقر الكائنات الحيّة ، وازدياد الظواهر الطبيعية الشديدة، واتلاف الأحراج في المناطق الاستوائية ذات الحرّ الشديد؟ وكيف أهمال المظاهر المتنامية لما يسمّى " لاجئي البيئة" : هؤلاء الأشخاص ، الذين بسبب تدهور البيئة التي يعيشون فيها، يجب عليهم أن يغادروها - غالبا ما يكون ذلك مع ما يملكون- ليواجهوا مخاطر انتقال أكرهوا عليه، وهم يجهلون ما يخبّئه لهم؟ وكيف لا ينتفضون أمام النزاعات الحقيقية والمحتملة المرتبطة ببلوغ الموارد الطبيعية؟ لكل هذه المسائل وقع عميق على ممارسة الحقوق الانسانية ، مثل حق الحياة، والغذاء، والصحة، والتطوّر.

5- وبعد، يجب اعتبار أن الازمة البيئية لا يمكن حصرها منفصلة عن المسائل المتعلّقة بها، لأنها مرتبطة ارتباطا عميقا بمفهوم التطوّر وبرؤية الانسان وعلاقاته مع أشباهه ومع الخليقة. من الحكمة اذن أن نقوم بمراجعة عميقة وواعية لطريقة التطوّر وبالتفكير أيضا في معنى الاقتصاد وأهدافه، لإصلاح ما يعتوره من خلل وظيفي وخلل. ووضع الصحة البيئية للكرة الأرضية يتطلّب ذلك. وأزمة الانسان الثقافية والأخلاقية تقضي بذلك أيضا، وخاصة انها أزمة بدت عوارضها واضحة منذ زمن في كل مكان من العالم .والبشرية في حاجة الى تجدد ثقافي عميق، و في حاجة الى اكتشاف القيم التي تشكّل الأساس المتين الذي يبنى عليه خير مستقبل للجميع .ان الأوضاع المتأزمة التي تمرّ بها اليوم - من طبيعة اقتصادية، وغذائية، وبيئية، أو اجتماعية - هي في عمقها ازمات أخلاقية مترابطة. وهي تكره المرء على اعادة التفكير بمسيرة الناس المشتركة. وتجبرهم، خاصة، على تبنّي طريقة حياة قائمة على التقشّف والتضامن، مترافقة مع قواعد جديدة وصيغ التزام تقوم بثقة وشجاعة على الاختبارات الوضعية الماضية، وترفض رفضا باتا الاختبارات السلبية. وهكذا فقط ، تصبح الأزمة الحالية فرصة للتمييز ولتخطيط جديد.

6- أفليس صحيحا أنه في بدء ما ندعوه "الطبيعة" في معناها الكوني، هناك" مخطط محبة وحقيقة؟ ان العالم" ليس ثمرة ضرورة ، ولا قدر أعمى أو صدفة ...ان العالم يأخذ أصله من ارادة الله الحرّة، وهو أراد أن يشرك الخلائق في كيانه ، وحكمته، وجودته". ان كتاب التكوين في صفحاته الأولى يعود بنا الى مشروع الكون، وهو ثمرة فكر الله، الذي وضع الرجل والمرأة في قمّته، وقد خلقا على صورة الخالق ومثاله " ليملأا الأرض " ويخضعاها "كقيّمي" الله بعينه (راجع تكوين 1: 28). ان الانسجام بين الخالق، والبشرية والخلق، الذي وصفه الكتاب المقدس ، قد أفسدته خطيئة آدم وحوّاء ، الرجل والمرأة، اللذين رغبا في أن يأخذا مكان الله، ورفضا الاعتراف بأنهما خليقته . وبالتالي ،ان مهمة " اخضاع" الأرض و"حراثتها وحفظها" قد فسدت ، وولد صراع بينهما وبين سائر الخليقة (راجع تك 3: 17-19) . والكائن البشري ترك محبة الذات تسوده، وبفقدانه معنى التكليف الألهي وبعلاقته مع الخليقة، تصرّف تصرّف مستغلّ يريد أن يمارس على هذه الخليقة سيادة مطلقة. وبعد، ان معنى وصية الله الأولى الصحيح الذي أبرزه سفر التكوين لا يقوم على أعطائه ببساطة سلطانا، بل بالأحرى على دعوة الى تحمّل المسؤولية. وبعد، ان حكمة القدماء كانت تعترف بأن الطبيعة هي في تصرّفنا، ليس "ككومة من الأشياء منتشرة بالصدفة". فيما الوحي الكتابي أفهمنا أن الطبيعة هي عطية من الخالق، الذي عيّن لها القواعد الضمنية، ليتمكّن الانسان من أن يستخرج التوجّهات الضرورية " ليحافظ عليها ويحرثها" ( راجع تكوين15:2) 11 . وان كل ما هو موجود، هو لله، الذي وكله الى الناس ، ولكن ليس ليتصرّفوا به كيفيا. وعندما يقوم الانسان مقام الله، بدل أن يقوم بدوره كمساعد له، فهو ينتهي بأن يثير عصيان الطبيعة " التي يغتصبها بدلا من أن يحكمها" 12. على الانسان واجب اذن وهو أن يمارس حكما مسؤولا عن الخليقة بالمحافظة عليها ورعايتها".

7 - لسؤ الطالع، يجب أن نتحقق من أن عدة أشخاص ، في مختلف البلدان ومناطق الكون، يواجهون صعوبات متنامية دائما بسبب الاهمال أو رفض الكثيرين السهر بطريقة مسؤولة ، بسبب الاهمال أو رفض الكثيرين السهر سهرا مسؤولا على البيئة. ان المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني ذكّر بأن " الله خصّص الأرض وكل ما تحتويه لاستعمال جميع الناس وجميع الشعوب" . وميراث الخليقة يعود اذن الى االبشرية جمعاء. وخلافا لذلك ، ان وتيرة الاستغلال الحالية تضع في دائرة الخطر امكانية استعمال بعض الموارد الطبيعية، ليس فقط بالنسبة الى الأجيال الحاضرة، بل خاصة بالنسبة الى الأجيال المستقبلية . ليس من الصعب اذن أن نتحقق من ان تدهور البيئة هو عادة حصيلة غياب مشاريع سياسية طويلة الأمد، أو متابعة مصالح اقتصادية عمياء تتحوّل ، لسوء الطالع، الى تهديد جدّي للخليقة. ولمقاومة هذه الظاهرة، بالاعتماد على واقع أن " كل قرار اقتصادي له نتيجة ذات طابع خلقي" ، من الضروري أيضا أن يكون النشاط الاقتصادي أكثر احتراما للبيئة. وعندما نستعمل موارد طبيعية ، يجب الاهتمام بالمحاظة عليها، بملاحظة ثمنها مسبقا- بتعابير بيئية واجتماعية - تقدّرعلى أنها مظهر جوهري لأثمان النشاط الاقتصادي. وعلى الجماعة الدولية والحكومات في كل بلد، أن تعطي تعليمات صحيحة لتقاوم مقاومة فعّالة طرق استغلال البيئة التي هي مضرّة بها. ولحماية البيئة ، وللمحافظة على الموارد والمناخ ، يليق من جهة، العمل ضمن نطاق احترام القواعد المحدّدة، أيضا من ناحية قانونية واقتصادية ، ومن جهة ثانية، الأخذ بعين الاعتبار التضامن الواجب مع الذين يقطنون مناطق من الأرض أكثر فقرا، والأجيال المستقبلية.

8- ان قيام تضامن صادق بين الأجيال يبدو في الواقع ملحّا. والأثمان الناتجة عن استعمال الموارد البيئية المشتركة لا يمكنها أن تكون على عاتق الأجيال المستقبلية : " علينا واجبات، بوصفنا ورثة الأجيال الغابرة ومستفيدين من عمل معاصرينا، لا يمكننا ، تجاه الجميع ، ولا يمكننا أن نبدي عدم انتباه الى الذين يأتون بعدنا ليوسّعوا حلقة العائلة البشرية. والتضامن العام الذي هو واقع ، ومكسب لنا، هو أيضا واجب. وهي مسؤولية يجب أن تقوم بها الأجيال الحاضرة تجاه الأجيال الطالعة، وهي مسؤولية تقع على عاتق الدول فرديا وعلى الأسرة الدولية " . ويجب أن يكون استخدام الموارد الطبيعية استخداما لا تعود معه الفوائد الآنية بعواقب وخيمة على الأجيال الطالعة، بشرية كانت، أم سواها، حاضرة ومستقبلية, و لا تقفنّ المحافظة على الملكية الخاصة عائقا في وجه غاية الخيور الكوني. ولا يفسدّن تدخّل الانسان خصب الأرض، لخير اليوم والغّد. وما عدا تضامنا صادقا يقوم بين الأجيال، فان الضرورة الأدبية الملحّة الى تضامن في داخل الأجيال المتجدّدة يجب أن تتأكّد ، خاصة في ما خصّ العلاقات بين البلدان التي هي في طريق التطوّر والبلدان المصنّعة كليّا: "من واجب المجتمع الدولي اللازم ايجاد الطرق المؤسساتية لتنظيم استغلال الموارد التي لا تتجدّد ، وذلك بالاتفاق مع البلدان الفقيرة لكي يخطّطوا معا للمستقبل". و تظهر الأزمة البيئية ضرورة الاسراع في التضامن الذي ينتشر في المكان والزمان".ومن الأهمية بمكان أن نقرّ ، بين أسباب الأزمة البيئية الحالية ،بمسؤولية البلدان التاريحية، المصنّعة. والبلدان التي هي أقلّ تطوّرا، وبخاصة البلدان الحديثة الظهور ليست معفاة من مسؤوليتها الخاصة بالنسبة الى الخليقة ،لأن عليها جميعا يقع واجب تبنّي، تدريجيا، وسائل وسياسات بيئية ناجعة. وهذا بامكانه أن يتمّ بأكثر سهولة ، اذا كانت هناك حسابات أقلّ انتفاعا في المساعدة واستعمال تقنيات تحترم البيئة.

9- لا شكّ في أن احدى النقاط المهمّة التي يجب على الجموعة الدولية أن تواجهها ، انما هي قضية الموارد المتعلّقة بالطاقة بايجادها خطط مشتركة، وطويلة الأمد، لسدّ حاجات هذا الجيل والأجيال المقبلة الى الطاقة. ولهذه الغاية، لا بدّ من أن تكون الشركات المتقدمة تقنيا مستعدّة لمساندة تصرّفات أكثر اعتدالا ، فتخفّف من حاجاتها الى الطاقة، وتحسّن شروط استعمالها . وفي الوقت عينه، يحسن العمل على تقدّم البحث عن الطاقات وتطبيقها بحيث يكون وقعها البيئي أقلّ، و"اعادة توزيع الطاقات الكونية ...بحيث ان البلدان التي لا طاقة عندها يصبح بامكانها أن تصل اليها .ان الأزمة البيئية تقدّم اذن مناسبة تاريخية لصياغة جواب جماعي معدّ لتحويل طريقة التطوّر الشامل وفق اتجاه يكون أكثر احتراما للخليقة، وفي صالح التطوّر البشري المتكامل ، ويستلهم القيم الخاصة بالمحبة في الحقيقة. واني أتمنى اذن تبني مثال تطوّر قائم على طبع الكائن البشري الأساسي ، وعلى تطور الخير العام وتقاسمه، وعلى المسؤولية ووعي تغيير لا بدّ منه في طريقة الحياة ، وعلى الفطنة، وهي فضيلة ترشد الى الأفعال التي يجب القيام بها اليوم، تحسّبا لما قد يحدث غدا .

10- لقيادة البشرية نحو ادارة جماعية أبقى على الزمن، تتعلّق بالبيئة وموارد الكرة الأرضية، ان الانسان مدعو لتوظيف عقله في حقل البحث العلمي والتقني وفي تطبيق الاكتشافات الناتجة عن ذلك. و" التضامن الجديد" الذي اقترحه البابا يوحنا بولس الثاني في رسالته ليوم السلام العالمي لسنة،1990، والتضامن العالمي الذي أنا دعوت اليه في رسالتي ليوم السلام العالمي لسنة 2009، هي مواقف جوهرية لتوجيه الجهود بغية الحفاظ على الخليقة بنظام لادارة موارد الأرض أكثر تنظيما على الصعيد الدولي، خاصة في الوقت الذي تظهر فيه ، بطريقة دائما أكثر وضوحا، العلاقة المتينة القائمة بين كفاح التدهور البيئي، والعمل على تقدّم التطوّرالبشري الشامل. وهذه دينامية واجبة ، لأن " تطوّر الأنسان الشامل لا يمكنه الا أن يترافق وتطوّر البشرية المتضامن. كثيرة هي اليوم الامكانات العلمية وطرق التجدّد الممكنة ، التي بفضلها يمكن تقديم حلول مرضية ومنسجمة لعلاقة الانسان بالبيئة. مثلا، يجب تشجيع الأبحاث الموجّهة نحو اكتشاف وسائل أنجع لاستعمال امكانات الطاقة الشمسية الكبيرة. ويجب توجيه انتباه مستمرّ الى مشكلة ستكون كونية، وهي مشكلة المياه ومجموعة النظام المائي الذي ترتدي دورته أهمية كبرى بالنسبة الى الحياة على الأرض ، والذي يخشى أن تهدّد التغييرات المناخية استقراره تهديدا كبيرا . وكذلك، ان تنظيمات معيّنة تتناول التطوّر الريفي، المركّز على المزارعين الصغار، وعائلاتهم، يجب أن تستغّل، وكذلك يجب اعداد سياسات مناسبة لادارة الغابات، واتلاف النفايات، وتثمين التعاون القائم بين حيلولة التغيير المناخي وكفاح الفقر. ويجب أن يكون هناك سياسات وطنية طموحة ، يرافقها التزام دولي يحمل منافع مهمة خاصة على المديين المتوسط والبعيد. ومن الضرورة، أخيرا، الخروج من منطق الاستهلاك الوحيد لتنشيط أشكال الانتاج الزراعي والصناعي، الذي يحترم نظام الخليقة ويرضي حاجات الجميع الجوهرية. ويجب ألا تواجه المسألة البيئية فقط بسبب الأمكانيات المخيفة التي يرسمها في الأفق التدهور البيئي . ان البحث عن تضامن صادق على الصعيد العالمي، تدعو اليه قيم المحبة والعدالة والخير العام، وتدفع اليه خاصة. وبعد، كما تأتى لنا أن نذكّر بذلك، أن "التقنية لم تكن يوما تقنية فقط"، وهي تظهر الانسان ورغباته في التطوّر ، وتعرب عن ميل العقل البشري الى التخطّي المتنامي لبعض حالات مادية. "ان التقنية تتقيّد اذن بالرسالة القائمة على حراثة الأرض والمحافظة عليها" ( راجع تكوين 2: 15).وهذه مهمّة وكلها الله الى الانسان , ويجب أن تسعى الى تمتين العهد بين الانسان والبيئة ، وهو مدعو الى أن يكون انعكاسا لمحبة الله " .

11- ويبدو دائما بوضوح متزايد أن موضوع التدهور البيئي يحكم تصرّف كل منا ،وأساليب الحياة، وطرق الاستهلاك والانتاج السائدة الآن، وغالبا ما لا يستطاع الدفاع عنها من الناحية الاجتماعية ، والبيئية، وحتى الاقتصادية. ويدفع تغيير واقعي للعقلية كلا من الناس الى تبنّي نمط حياة جديد ، بحيث" تكون العناصر التي تحدّد اختيار الاستهلاك ، والادّخار، والتوظيف ، البحث عما هو حق، وجميل، وجيّد، والمشاركة مع باقي الناس من أجل نموّ مشترك" يصبح لا بدّ منه مستقبلا. يجب دائما الاستزادة من تعليم الناس على بناء السلام انطلاقا من اختيار واسع على الصعيد الشخصي، والعائلي، والجماعي، والسياسي. إننا جميعا مسؤولون عن حماية الخليقة والاعتناء بها. وهذه المسؤولية لا تعرف حدودا. ووفقا لمبدأ الاستطراد ، من الأهميّة بمكان أن يلتزم كل من الناس على مستواه، بالعمل على التعالي عن فوائده الشخصية. ويقع خاصة على عاتق مختلف أفراد المجتمع المدني والمنظّمات غير الحكومية، واجب التوعية والتثقيف، هذه المنظّمات تبذل جهدها عن قصد وتصميم وبسخاء في سبيل امتداد مسؤولية بيئية تكون دائما أكثر التزاما باحترام "علم الاحياء". ويجب، فضلا عن ذلك ، التذكير بمسؤولية وسائل الاعلام في هذا المجال باقتراح أساليب وضعية يمكن استلهامها. يتطلّب الأهتمام بالبيئة اذن رؤية عن العالم واسعة وشاملة، وجهدا مشتركا ومسؤولا لاجتياز منطق مركّز على الفائدة الوطنية المستأثرة، الى رؤية تشمل دائما حاجات جميع الشعوب. ولا يمكننا أن نبقى غير مبالين بما يحدث حولنا، لأن تدهور أي جزء من الكرة الأرضية يقع علينا. والعلاقات بين الأشخاص، والمجموعات الاجتماعية، والدول ، كما بين الأنسان والبيئة ، مدعوة لاتخاذ طابع من الاحترام، و" المحبة في الحقيقة" . وفي هذا النطاق الواسع، يرجى أكثر من أي وقت مضى، أن تتجسّد وتلقى اجماعا جهود المجموعة الدولية الرامية الى الحصول على نزع السلاح تدريجيا، وعلى عالم منزوع الأسلحة النووية - التي يهدّد وجودها حياة الكرة الأرضية وعملية التطوّر الشامل الخاص بالبشرية حاضرا ومستقبلا .

12- على الكنيسة مسؤولية تجاه الخليقة، وهي تفكّر بأن تمارسها، أيضا في النطاق العام، لتدافع عن الأرض، والمياه، والهواء، وهي عطايا الله الخالق للجيمع ، لتحمي الانسان من خطر تدميره الذاتي. وتدهور الطبيعة، في الوقع، مرتبط كل الارتباط ، بالثقافة التي تصوغ المجتمع البشري، ولهذا " عندما يكون علم البيئة البشرية" موضوع احترام في المجتمع، فان علم البيئة يستفيد هو أيضا من ذلك". ولا يمكن أن نطلب من الشبان أن يحترموا البيئة ، اذا كنا لا نساعدهم ، في العائلة والمجتمع، على أن يحترموا نفوسهم. : ان كتاب الطبيعة هو مفرد، في ما خصّ البيئة والأخلاق الشخصية، والعائلية، والاجتماعية. والواجبات تجاه البيئة تنبع من واجبات الانسان تجاه الشخص البشري المعتبر بحد ذاته، وفي علاقة مع الآخرين. واني أشجّع بطيبة خاطر التربية على مسؤولية بيئية، التي هي ، كما أشرت الى ذلك في الرسالة المحبة في الحقيقة ، تحافظ على" بيئة بشرية" صحيحة ، وتؤكّد بالتالي، عن اعتقاد متجدّد، عدم انتهاك الحياة البشرية في جميع مراحلها، وأيا تكن حالتها، وكرامة الشخص البشري، ورسالة العائلة التي لا بديل لها، العائلة التي يتعلّم فيها الولد محبة القريب، واحترام الطبيعة. وتجب المحافظة على تراث المجتمع البشري. وهذا التراث من القيم له أصله وهو مكتوب في الشرعة الطبيعية التي هي في أساس احترام الشخص البشري والخليقة.

13- واخيرا، هناك أمر له مغزاه يجب ألا ننساه، وهو أن كثيرين يجدون الطمأنينة والسلام ويشعرون بأنهم يتجدّدون ويتقوّون عندما يكونون في تماس مع جمال الطبيعة وانسجامها. وهناك نوع من التبادل : إذا كنا نهتم بالطبيعة، نتأكّد من أن الله ، بواسطة الخليقة، يهتمّ بنا. وعلاوة على ذلك، ان مفهوما صحيحا لعلاقة الانسان بمحيطه ، لا يقود الى اطلاق صفة المطلق على الطبيعة، ولا الى اعتبارها كأنها أكثر أهمية من الانسان عينه. واذا كان تعليم الكنيسة يعرب عن ارتباكه أمام مفهوم البيئة يستلهم الوسط البيئي، وعلم الطبيعة، والقيم الأخلاقية، فهو يفعل ذلك لأن هذا المفهوم يحذف الفارق الكياني ، والقيم الأخلاقية القائمة بين الشخص البشري وسائر الكائنات الحيّة. وبهذه الطريقة، نصل الى حذف هويّة الانسان ودعوته السامية ، بايثار رؤية تساوي " كرامة" كل الكائنات الحيّة. ونصل هكذا الى حلولية لها صدى وثني جديد يعمل على مجيء خلاص الانسان من الطبيعة عينها ، بمعناها الطبيعي البحت. والكنيسة تدعو، خلافا لذلك، الى مقاربة المسألة بطريقة متوازنة، في احترام " الغراماطيق" الذي كتبه الخالق في عمله ، بايكاله الى الانسان دور الحارس والمدير المسؤول عن الخليقة، وهو دور يجب ألا يستهين به ، ولكنه لا يستطيع التهرّب منه. وفي الواقع، ان الموقف المخالف الذي يعصم التقنية والقدرة الانسانية ، ينتهي بأن يكون طعنة نجلاء ليس فقط للطبيعة، بل أيضا للكرامة الانسانية عينها .

14- اذا شئت السلام حافظ على الخليقة. وان بحث الناس من ذوي الارادة الصالحة عن السلام، سيسهّله، ولا شكّ، اقرارهم المشترك بالعلاقة التي لا سبيل الى حلّها والقائمة بين الله ، والكائنات البشرية والخليقة بأجمعها. والمسيحيون، وقد استناروا بالوحي الألهي، وتبعا لتقليد الكنيسة، يقدّمون مساهتمهم الخاصة. وهم يعتبرون الكون وعجائبه على ضؤ عمل خلق الله، وافتداء المسيح، الذي بموته وقيامته " صالح الكل... على الأرض وفي السماوات" ( كولوسي 1: 20) مع الله. والمسيح ، المصلوب والقائم من الموت، أعطى البشرية روحه المقدّس، الذي يقود مجرى التاريخ، بانتظار اليوم الذي فيه تدشّن عودة المسيح المجيدة " سماء جديدة وأرضا جديدة" ( 2 بطر 3 : 13)، حيث تسكن الى الأبد العدالة والسلام. من واجب كل انسان اذن أن يحافظ على البيئة الطبيعية ليبني عالما مسالما. وهذا تحدّ ملحّ يجب رفعه بالتزام مشترك متجدّد. وهذه أيضا فرصة جادت بها العناية لكي نقدّم للأجيال الطالعة امكانية مستقبل احسن للجميع. وعلى المسؤولين عن الأمم وعلى جميع الذين تهمّهم مصائر االبشرية على كل المستويات، أن يعوا ذلك: ان المحافظة على الخليقة وتحقيق السلام حقائق مرتبطة كل الارتباط في ما بينها! لذلك، اني أدعو جميع المؤمنين ليرفعوا صلواتهم الحارّة الى الله، الخالق الكلي القدرة، والأب الرؤوف، ليرنّ هذا النداء الملحّ في قلب كل رجل وامرأة ، ويكون مقبولا ومعاشا: وهو اذا أردت أن تبني السلام، حافظ على الخليقة.

استقبالات

بعد القداس استقبل البطريرك صفير في صالون الصرح المؤمنين المشاركين في الذبيحة الالهية.

كما التقى قنصل بريطانيا الفخري رئيس جامعة ابو جودة وليم زرد ابو جودة في زيارة للتهنئة بالاعياد.

ومن المهنئين ايضا راعي ابرشية دمشق المارونية المطران سمير نصار، ثم نقيبة المحامين في بيروت أمل حداد.

وهنأ البطريرك صفير اللبنانيين بالاعياد المجيدة وقال:" نتمنى السلام للبلد والتوفيق لجميع ابنائه وان يعم الوئام بين كل الناس".

سئل: بعد اللقاءات والمصالحات التي حصلت هل تعتبر ان الوضع السياسي سيكون ايجابيا؟

أجاب البطريرك:" تفاءلوا بالخير تجدوه".

سئل: هل انت مطمئن؟

أجاب:" الى حد ما والله موجود وهو يسير عقول الناس وآراءهم وأفكارهم".

سئل: ماذا يتمنى البطريرك صفير في مطلع هذا العام؟

أجاب:" نتمنى السلام والخير والوفاق لجميع الناس".

 

الأمن الداخلي: لا ضحايا خلال ليلة رأس السنة

أعلنت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي ـ شعبة العلاقات العامة في بيان لها الجمعة، انه" لم يسقط أي ضحية في خلال سهرة رأس السنة إبتداءً من التاسعة من ليل 31 كانون الاول 2009 ولغاية صباح الجمعة الاول من كانون الثاني 2010 باستثناء إصابة 5 مواطنين وتضرر 3 سيارات اثر إطلاق النار إبتهاجاً وجرح 8 مواطنين اصابتهم طفيفة اثر 4 حوادث سير".

 

الحوار في آذار ولا حسم بشأن المشاركين

يشكل الحوار الوطني عنوان الحركة الرئاسية في العام الجديد، ورجحت اوساط سياسية لصحيفة "النهار" ان تتبلور في خلال كانون الثاني الجاري المعايير الجديدة التي ستعتمد لاختيار المشاركين في طاولة الحوار على أسس التمثيل السياسي والحزبي والنيابي وكذلك مشاركة ممثلين لقطاعات المجتمع المدني في هذا الحوار. واوضح وزير قريب من رئيس الجمهورية لصحيفة "السفير" ان "سليمان بصدد القيام في القريب العاجل بجولة واسعة من المشاورات مع القوى السياسية، تمهيدا لوضع اسس طاولة الحوار التي من المرجح أن تعقد في آذار المقبل". ونقلت صحيفة "الشرق الاوسط عن مصادر مقربة من سليمان أن "لا شيء نهائيا بشأن المشاركين في طاولة الحوار حتى الآن".

وكانت بعض المصادر قد أشارت إلى أن "رئيس الجمهورية ميشال سليمان كلف فريق عمله من المستشارين للإعداد لطاولة الحوار، وفق المعايير المعلنة"، وأضافت أن "أركان طاولة الحوار السابقة سيعود منهم 9 من أصل 14"، ورجحت "توسيع إطار هذه الطاولة لتضم ممثلين عن جميع الكتل البرلمانية والأحزاب السياسية والجمعيات الأهلية والحقوقية والاجتماعية".

 

توقيف عنصري "حماس" الجريحين والتحقيق لا يسقط فرضية وجود العبوة اصلا في مكان انفجارها

اظهرت التحقيقات في انفجار الضاحية الجنوبية وعملية الاستماع الى الشهود والجريحين (ي·ف·) و(م·ر·) أن الشهادات الأولى لم تكن دقيقة، وان الحيثيات تغيرت بعد التعمق في التحقيق مع الأشخاص الذين تم طلبهم للاستماع إليهم. واوضح مصدر أمني لصحيفة "اللواء" انه على الرغم من التأخير والعوائق التي حالت دون الكشف فوراً على المكان، فقد تمكن القضاء العسكري من إحضار الكثير من الأدلة التي كان صعبا طمسها. وأشار المصدر الى ان الإشارات التي أظهرها التحقيق الأولي في مكان حصول الانفجار تدل على أن المرتكبين قد لا يكونوا غرباء عن الجهة التي استهدفت. وأكدت مصادر مطلعة لصحيفة "الحياة"، أن "التحقيق لم يسقط فرضية ان تكون العبوة التي انفجرت موضوعة في طرد"، مشيرة الى ان "التحقيق يعمل على فرضيات أخرى ومنها ان تكون العبوة موجودة اصلاً في المكان الذي انفجرت فيه او تم احضارها الى المكان المذكور".

وأوضحت المصادر ان "القاضي رهيف رمضان طلب من الشرطة العسكرية الاستماع الى مزيد من الشهود من سكان المحلة التي شهدت الانفجار وكذلك سماع عناصر المركز التابع للحركة الذي وقعت فيه الحادثة". وكان القاضي رمضان الذي يتولى التحقيق في القضية أوقف الجريحين على ذمة التحقيق حفاظاً على سلامته، مع الاشارة الى انه تم نقل أحدهما إلى المستشفى العسكري والاخر إلى مقر الشرطة العسكرية ووضعا تحت الحراسة.

ولفتت مصادر مطلعة ل "الحياة" الى أن "توقيف العنصرين على ذمة التحقيق، يأتي في ضوء نتائج التحقيق الأولي وما تم استقصاؤه من معلومات حول الانفجار".

ورفضت المصادر الكشف عما أفاد به الجريحان اثناء استجوابهما، لكنها لمحت الى ان "المعطيات التي توافرت للتحقيق استدعت توقيفهما".

وتوقعت المصادر للصحيفة ان ينتهي التحقيق الأولي في الحادثة مطلع الأسبوع المقبل على أن يودع لدى رمضان للادعاء على من يثبت تورطه في حصول الانفجار الذي ادى الى مقتل القياديين في الحركة باسل جمعة وحسن الحداد ونقل وحيازة المتفجرات والقيام بأعمال ارهابية، اذا ما ثبت ان وراء الانفجار عملاً تخريبياً.

إلى ذلك، أعلنت "حماس" في بيان، أن ممثلها في لبنان اسامة حمدان تلقى برقية عزاء من رئيس الجمهورية ميشال سليمان، مؤكداً "ان الدولة اللبنانية مصممة على كشف ملابسات هذه الحادثة المؤلمة بما يعزز الأمن والاستقرار في لبنان". وكان مصدر أمني لبناني رفيع المستوى اعلن لصحيفة "الشرق الأوسط" الخميس، ان الإشارات التي أظهرها التحقيق الأولي في مكان حصول انفجار الضاحية الجنوبية في بيروت السبت الماضي تدل على أن المرتكبين ليسوا غرباء عن الجهة التي استهدفت".

وأضاف ان "ما بينته التحقيقات يشير إلى ذلك بنسبة 95%، لذا نضع هذه الأرجحية. إلا أن التأكيد لا يتم إلا بعد اكتمال عناصر الجريمة من خلال الأدلة واستجواب الشهود".

ونفى المصدر ما نشرته بعض الوكالات عن سقوط ضحايا لحزب الله. وقال "هناك تذاكٍ واستباق للأمور. فقد سقط في الانفجار قتيلان من حركة حماس، بالإضافة إلى ثلاثة جرحى لا يزالون يتلقون العلاج، وشخصين كانت إصاباتهما طفيفة فعولجا وغادرا المستشفى".

وردا على سؤال عن منع الأجهزة الرسمية المختصة من الوصول إلى مكان الانفجار، اكتفى المصدر بالتأكيد أنه "وعلى الرغم من التأخير والعوائق التي حالت دون الكشف فورا على المكان، فقد تمكن القضاء العسكري من إحضار الكثير من الأدلة التي كان صعبا طمسها. كما أن عملية الاستماع إلى الشهود بينت أن الشهادات الأولى لم تكن دقيقة. وبالتالي فقد تغيرت الحيثيات بعد التعمق في التحقيق مع الأشخاص الذين تم طلبهم للاستماع إليهم".وأضاف "حاليا يستطيع أي كان أن يصل إلى المكان".

وعن طبيعة المواد المستخدمة في التفجير، قال"لم تكن مواد يصعب الحصول عليها، فهي من الأشياء المتوافرة أينما كان"، مضيفا ان "التحقيقات تستغرق وقتا، وقاضي التحقيق لم ينهِ عمله ليضع تقريره. ما زلنا نستمع إلى الشهود". وفي حين تواصل "حماس" تقبل التعازي في قتيلي الانفجار وتتحفظ مصادرها عن إعطاء أي معلومات، نقل عن أحد المقربين من الحركة أن «ممثلها في لبنان أسامة حمدان بقي في حال من الارتباك والإحباط منذ لحظة الانفجار حتى عقده مؤتمره الصحافي، حيث كان يحاول تجاوز الصدمة. ولولا مساعدة الأجهزة المختصة في حزب الله وتوليها الأمر، لكانت الأوضاع أصعب بكثير على مسؤولي حماس الذين يقيمون، أصلا، في حماية الحزب». وفي حين لم يستبعد "الخرق الأمني الإسرائيلي داخل حماس"، قال " لا أظن أن حماس تستطيع أن تعلن حقيقة ما حصل على الرغم من وجود شهود أحياء".

 

توقعات ميشال حايك للعام 2010: نمو اقتصادي ومصالحات وتوترات امنية

عسكت التوقعات التي اطلقها ميشال حايك نموا اقتصاديا سيشهده لبنان وتوقع:

- تسهيلات مالية غير عادية تمكّن كلّ راغب لبناني من إمتلاك شقّة سكنية رغم إرتفاع أسعار العقارات

- مشروع يهدف لإستبدال السيارات القديمة لمن يرغب بسيارات جديدة ضمن تسهيلات فريدة من نوعها ولأوّل مرّة في لبنان.

- المرأة اللبنانية لها تألق كبر من خلال بروزها في مناصب عليا ومن خلال قيادتها لحركات وأحزاب.

- تعزيز السياحة الدينية في لبنان.

- لبنان مسرح لأهم دور الأزياء العالمية.

- بداية توسيعية بحرية تمتدّ من لبنان الأخضر الى لبنان الأزرق ونهضة عمرانية فوق المياه.

- إعادة النظر في عدد من الإتفاقيات بين لبنان وسوريا.

- المصالحات ستعمّ بين عدة إتجاهات وستكبر وسنرى جسر وطيد ويمتدّ ببطء بين الضاحية ومعراب.

- نقرأ إسم الرئيس ميشال سليمان في سجل الجوائز والتقديرات حتى العالمية.

- الإنتخابات البلدية القائمة يتخللها مدّ وجزر وخلافات كبيرة.

- خارج المحكمة الدولية يتابع اللبنانيين وقائع محاكمة ملفتة بمضمونها.

- موارنة لبنان على موعد من الإستحقاقات مسارية ومصيرية.

- يتمّ الكشف عن مصائر كانت مجهولة من زمان.

وفي التوقعات على الصعيد السياسي :

- بداية تحوّل جديد بمصير الجبهة الشعبية الفلسطينية وأحمد جبريل.

- إهتزاز كيان شخصية عسكرية ذات رتبة.

- إستعداد لبنان وسوري لزيارة الزعيم وليد جنبلاط ولكن...

- لن يطول نوم ما يُعرف بالخلايا النائمة والتي تستيقظ برأيي، تارة لمحاولة القيام بأعمال أمنية وتارة أخرى للقبض على بعض عناصرها.

- الغليان لن يبقى داخل التيار الوطني الحرّ إنّما يمتدّ لمساحة واسعة من حوله.

- جهة مخابراتية غير لبنانية تتصّل بالسلطات الأمنية المحلية لتعلمها بوجود مخطّط لعملية كبيرة على الأراضي اللبنانية.

- تستعدّ الطائفة الأرمنية الكريمة لإجراء تغييرات دقيقة وحساسّة ببعض المواقع.

- وجه مشهور يرتبط إسمه بطائرة يلفّها الغموض ووجه آخر معروف يلقي القبض عليه على أرض أحد المطارات.

- إثارة ضجّة حول طائرة على متنها ومحيطها مشهد مسلّح.

- تسارع أحداث وأسماء على خط بكفيا - بتغرين.

- إقالة تأخذ شكل إستقالة (ليست واضحة لديّ) من منصب عالي بضغوط ذات خلفيات مثيرة للجدل.

- ولادة حركة أصولية بقلب الجبل الدرزي.

- بلبلة واسعة تُثار حول مجيء شخصية معروفة الى لبنان تصل لدرجة الضغط على السلطات لعدم إستقبالها.

- إعتداء على أبناء عائلة لبنانية من الوسط المعروف.

- قلق شعبي جماهيري على شخصية تحمل لقب رئيس.

- ضجّة واسعة على الخط السرّي بين لبنان واسرائيل إثر إنكشاف الهوية الحقيقية لوجه يتنقّل بين البلدين بمهمات خاصة.

- معراب وبعض الرموز المرتبطة بها برسم المراقبة العدائية الشديدة.

- بصورة مفاجئة وبالقوة يتمّ إغلاق مركز تعليمي.

- حركة بالقشرة الأرضية تهددّ مجموعة من البيوت وتخرّب بعضاً من المعالم الأثرية.

- محاولة اسرائيلية بحرية إنتقامية.

- بانتظار الوزير زياد بارود شريط من المواجهات الصعبة تصل الى حدّ التصلّب تنذر بالسوء، والبعض منها يؤثر على صحّة الناس.

- حلقات جديدة من مسلسل المظاهرات في بعض المواقع اللبنانية.

- المردة الى توسّع بذكاء ومن دون تمرّد ومواقف النائب سليمان فرنجية تشكّل حلّ لعقبتين كبيرتين بينما تساهم بتأزيم العقدة الثالثة واللوحة هذه لا تخلي من بعض الخطر.

- فضيحة في كيان ديني تهزّ شريحة من المجتمع.

- ينشغل التيار الوطني الحرّ بمتابعة قصة ذات إرتباط بالنائب ابراهيم كنعان وبأحد الوجوه المعروفة.

- يتصدّر الإنتربول واجهة الإهتمام إثر مواجهته مجموعة من المتورطين.

- قضية قضائية عدلية لا تخلو من مشاكل عنفية.

- رصد عملية البعض يسميّها عملية تهريب والبعض الآخر بعملية مشبوهة.

- تلعب القوات اللبنانية دوراً بارزاً على ساحة العلاقات الدولية.

- أرى الإستاذ نادر الحريري في صورة ذات إطار إستفزازي.

- موكب محاط بحالة من الذعر الشديد.

- الوزير جبران باسيل تحت أقسى درجات الضغط السياسي والكهربائي لكن نسبة النور ترتفع بلبنان بعد موجة مشاكل وفترة من العتم.

- يخّذ الوزير باسيل قرارات جريئة وغير مسبوقة تصل لوضه في مواجهة الخطر.

- علامات إستفهام حول بيت الوسط وبعض الغيوم الرمادية في السماء الزرقاء.

- يتعرّض العديد من أهل السياسة وأهل الفن من بينهم وجوه جديدة لمشاكل صحيّة ملفتة.

- يشكّل إسم مدينة زحلة وإسم النائب نقولا فتوش عنوانين لمرحلة جديدة من المواجهة الدقيقة.

- زيارتين مهمتين لهما علاقة بحزب الله أحداهما منه والثانية باتجاهه، والزيارتين تثيران تساؤلات المجتمع

المحلي والدولي.

- أصداء جديدة ترافق إسم الشيخ نعيم قاسم.

- محاولات غادرة كبيرة لطعن علم حزب الله لكنّه سيبقى ظاهراً رغم خطورة الحدث.

- عمليات نوعية ودقيقة محورها دم عماد مغنية.

- الحدود اللبنانية - إسرائيلية على موعد من الدم والشهادة.

- رغم وجود قوات اليونيفل والخط الأزرق والقرارات الدولية يبقى المجال مفتوح أمام كمائن وعمليات من الطرفين اللبناني والإسرائيلي.

- لبنان ملتقى رؤساء العالم والعرب من بينهم الملك عبدالله عبد العزيز والرئيس بشار الأسد.

- بيروت تبقى شغل الشاغل للعالم رغم كتل الحديد والنار. 

 

بارود: الوزارة تلتزم إجراء الانتخابات البلدية في موعدها

أكد وزير الداخلية زياد بارود ان "الوزارة اتخذت منذ حزيران 2009 موقفا واضحا تجاه التزامها باجراء الانتخابات البلدية في موعدها". ولفت بارود في حديث ل"السفير" الجمعة، الى ان "أي تأجيل لهذه الانتخابات ليس من صلاحية وزارة الداخلية، وهو يستوجب قانونا يصدر عن مجلس النواب". واكد ان "الاستعدادات اللوجستية للانتخابات البلدية جارية على قدم وساق، وخصوصا على مستوى اعداد القوائم الانتخابية". كما شدد على "ضرورة ادخال تعديلات ملحة على قانون الانتخابات البلدية والاختيارية". ومن جهة ثانية، ذكرت "السفير" ان وزير الداخلية في طور انجاز ملف تشكيلات مجلس قيادة قوى الامن الداخلي، بصورة تعتمد الكفاءة". وبمناسبة رأس السنة ذكرت الوكالة الوطنية أن بارود هنأ، قوى الأمن الداخلي والدفاع المدني وإطفاء بيروت، على المهام الاستثنائية التي تولتها في هذه ليلة، "مما ترك إرتياحا عاما وخلق جوا من الأمان والسلامة". كما توجه بالشكر إلى الجيش وأمن الدولة والأمن العام، مثنيا على "تجاوب المواطنين ووعيهم، الأمر الذي سمح، في ظل التدابير المتخذة، بتجنب وقوع ضحايا في حوادث سير قاتلة" متمنيا أن "تنسحب هذه النتائج على سائر أيام السنة".

 

المطران عوده ترأس قداس رأس السنة في كاتدرائية القديس جاورجيوس: نسأل الرب أن يجعل السنة المقبلة سنة خير ورفاه واستقرار بحفظ الطبيعة يجب ان نغير نمط عيشنا ونتخلص من عادات سيئة للحصول على نوعية حياة أفضل

وطنية - ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الاورثوذكس المطران الياس عوده قداس رأس السنة، في كاتدرائية القديس جاورجيوس في ساحة النجمة، في حضور حشد من المؤمنين. وبعد الإنجيل المقدس، ألقى المطران عوده العظة التالية: "اليوم، بعد نهاية خدمة القداس الإلهي، سنتلو دعاء وطلبات بمناسبة رأس السنة، ومنها: "يا مبدع الخليقة بأسرها، يا من وضعت الأوقات والأزمنة بذات سلطانك، بارك إكليل السنة بصلاحك يا رب، واحفظ بالسلام حكامنا ومدينتك، بشفاعات والدة الإله وخلصنا". بهذه الكلمات سنتوجه إلى الرب الخالق لنسأله البركة في بداية السنة، وسنطلب إليه أن يجعل السنة المقبلة سنة خير ورفاه واستقرار بإرسال الأمطار في أوقاتها، وانتظام الرياح، واعتدال الفصول وسائر أسباب الخصب ووفرة الغلال، كما سنسأله أن يوطد روح السلام في العالم أجمع، ويثبت كنيسته المقدسة ويؤيدها، مبعدا عنها كل خلل وتشوش، وحافظا إياها من الأعداء المنظورين وغير المنظورين". نطلب إذا في هذا اليوم الأول من السنة أن يبارك الرب الأوقات والأزمنة، كما نسأله أن يحفظ الحكام بالسلام، وأن يوطد روح السلام في العالم، وأن يحفظ المدينة أو المكان الذي نسكن فيه وأن يحفظ كنيسته المقدسة.

لكن اللافت في هذا الدعاء أننا نسأل الرب مبدع الكون أن يجعل السنة المقبلة سنة خير ورفاه واستقرار بحفظ الطبيعة "بإرسال الأمطار في أوقاتها وانتظام الرياح واعتدال الفصول وسائر أسباب الخصب ووفرة الغلال"، لأنه إذا اختل نظام الطبيعة اختل الوجود بأسره. لطالما كان انتظام الكون موضع تساؤل وتعجب عند العلماء، وغير المؤمنين منهم بشكل خاص. ولطالما فتش الملحدون عن سبب علمي لهذا التناغم العجيب الفريد في الطبيعة وما زالوا، وجوابنا نحن معشر المؤمنين بالله الواحد أنه هو تعالى من خلق هذا الكون على هذا الشكل المنسق، وهو من ملك الإنسان عليه. ولكن ماذا فعل الإنسان؟ عوض أن يحافظ على البيئة التي يعيش فيها، لكي يحافظ على نفسه، على حياته وحياة ذريته، راح يعيث فيها خرابا.

الإنسان مبدع خلاق حين يشاء، وأناني هدام في معظم الأحيان، يسخر كل شيء لمصلحته، غير عابئ بالنتائج السلبية لأعماله، وغير مهتم بمن سيأتي بعده. هكذا، على مر الأجيال، وبسبب تعديه على الطبيعة، بدأ نظام الطبيعة يتبدل، فلم نعد نشهد فصولا أربعة، وارتفعت حرارة الأرض وعم الجفاف والتصحر والتلوث، فانقرضت أنواع نباتية وحيوانية، وزالت غابات كثيرة، وكثرت العواصف والإعصارات والفيضانات، ونتج عن هذه الكوارث الطبيعية تشريد الملايين، فشهدنا بعد لاجئي الحروب لاجئين بسبب الكوارث الطبيعية، وبعد الجوع بسبب الفقر جوعا بسبب شح الموارد الطبيعية. وهناك من يبشرنا بخطر ذوبان الكتل الجليدية إذا استمرت حرارة الأرض بالإرتفاع، بسبب إنبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري، مما سيؤدي إلى ارتفاع منسوب مياه البحر وربما إلى زوال بعض الجزر والبلدان.

صورة سوداوية بلا شك، تجلت بشكل واضح بعد قمة كوبنهاغن التي تلاقى خلالها مسؤولو الدول لمعالجة مشكلة هذا الكوكب الفريد الذي نعيش عليه. نحن لا نعرف الكثير عن بقية الكواكب، والأمر العجيب أن الإنسان يحاول اكتشافها ويهدر الوقت والمال من أجل ذلك، ولم يع إلا متأخرا أن عليه الإهتمام بكوكبه، بالأرض، وحمايتها بكل ما تختزنه من خيرات وما تحويه من تنوع بيئي، وأن عليه الحفاظ على توازنها ليحافظ على الحياة عليها. إن تأمين بيئة حية نظيفة مسؤولية مشتركة علينا جميعا نحن البشر أن نتحملها، وأعتقد أنه يتوجب علينا تغيير نمط عيشنا والتصرف بذكاء والتخلص من العادات السيئة للحصول على نوعية حياة أفضل.

وهناك أمور بسيطة للغاية، إذا حاولنا القيام بها، نكون قد ساهمنا في الحفاظ على بيئتنا ومددنا يد العون للمسؤولين الذين نطالبهم بالكثير وقد نبخل عليهم بالقليل مما هو في مقدورنا. فماذا يكلفنا إذا زرع كل منا شجرة في أرضه أو شتولا على شرفة منزله، وإذا خفف من هدر الماء أو الطاقة، وإذا تجنب صيد الطيور لتبقى سيمفونية زقزقتهم تملأ السماء، أو توقف عن قطع الأشجار أو التسبب في حرق الغابات أو تلويث الهواء؟ ولم لا يكون كل منا صديقا للبيئة فلا يستعمل ما هو مؤذ لها ويستبدله بما هو مفيد؟ لم لا نستعمل مثلا الطاقة الشمسية عوض مصادر الطاقة الأخرى، وقد حبانا الله مناخا تشرق فيه الشمس كل يوم تقريبا؟ ولم لا نستعمل مصادر الطاقة المتجددة التي يكثر الحديث عنها في أيامنا كالرياح والمياه والشمس لتوليد الكهرباء عوض الإتكال على المعامل أو المولدات التي تنفث سموما في الهواء؟ ولم لا نزرع الأشجار في مواقع الكسارات والمقالع التي استنزفناها، وكلنا يعرف أن الشجرة تختزن الكربون الذي يسبب الإحتباس الحراري وتعطي الأوكسجين الذي ينقي الهواء؟ ولم لا نفرز النفايات ونستفيد منها عوض تكديسها في بعض الأماكن وتشويه البيئة وإيذائها؟ ولم لا نحافظ على المساحات الخضراء عوض هدرها من أجل بناء الأبراج وتكديس الباطون؟

الأمثلة كثيرة ومعظمها في متناول الجميع، ومتى عم الوعي البيئي وخف الجشع وتحسن السلوك البشري، ربما خف أنين الطبيعة وخف الضرر الذي يلحق بالإنسان وبسائر الكائنات الحية. ربنا خلق الكون وما فيه، ثم خلق الإنسان ملكا على الكون، ومن واجب الإنسان الحفاظ على نفسه وعلى بيئته، وكلها نعم سماوية، لذلك درجت العادة على تقديم بواكير الأرض للخالق، عربون شكر وتمجيد. رب قائل ما بالك مهتم بالطبيعة والبيئة والإنسان في بلدي قد لا يجد من يهتم به. في القديم قيل صاحب الحق سلطان. لا أدري إن كان هذا المثل ينطبق على اصحاب الحق في أيامنا لأن بعضهم، بعض أصحاب الحق، قد لا يجدون من يعترف بحقهم أو يدافع عنهم للوصول إلى حقهم. وأنا أقول هذا القول بمرارة لأني أعرف بعض هؤلاء. إن لم يكن الإنسان محترما في وطنه فهل يحترم هذا الوطن؟ نحن نفترض أن احترام الإنسان وحقوقه أولوية الأولويات، وهو موضوع غير قابل للنقاش، والأديان السماوية جميعها دعت إلى ذلك، ودساتير البلدان الراقية تصون حقوق الإنسان وحريته، لذلك كان حديثنا اليوم عن الطبيعة التي يشوهها الإنسان.

دعائي في هذا اليوم الأول من السنة أن تكون السنة القادمة سنة سلام وخير وبركة، سنة مباركة بحضور الله الدائم في قلوب البشر، سنة عدل يتم فيها إعطاء كل ذي حق حقه، ويعامل الجميع خلالها على أساس الكفاءة والجدارة لا المحسوبية أو قوة الذراع. كما نسأل الله أن يبلسم قلوب الحزانى، ويشفي المرضى، ويحرر الأسرى ويحتضن المظلومين برحمته ويزرع محبته في قلوب الجميع لكي يعم السلام في القلوب أولا ثم على وجه الأرض. ولا ننسى طبعا من فارقنا من الأحباء، ونصلي من أجل أن يغمرهم الرب الإله برحمته وحنانه ويسكنهم مع الصديقين والأبرار. حفظكم الرب الإله من كل شر وحزن ووجع ومن الأعداء المنظورين وغير المنظورين، وأعاد عليكم هذه المواسم المباركة إلى سنين عديدة".

 

اجتماع طارئ للجنة الحوار استنكارا للتعرض للمطران مطر

وطنية - أعلنت لجنةالحوار المسيحي -الاسلامي، في بيان مساء اليوم، أنها ستعقد اجتماعا طارئا مع رئيس اساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر "تضامنا معه واستنكارا للتعرض اليه بالاساءة من قبل صحافي في جريدة عكاظ السعودية"، وذلك في العاشرة من قبل ظهر غد السبت في دار مطرانية بيروت للموارنة في الاشرفية شارع مدرسة الحكمة.

 

الشيخ قبلان:على اللبنانيين ان يفتحوا صفحة جديدة من التعاون ويعملوا مخلصين منصفين لمصلحة الوطن وينظروا الى الأمور بواقعية وجدية

وطنية - ألقى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان خطبة الجمعة التي استهلها بالقول: "أعيادنا مواسمنا فنلتقي في هذه المناسبات لنعزز الوحدة وأواصر المحبة والتواصل بالتعاون في ما بيننا، وفي أول يوم من السنة الميلادية وبعد حلول السنة الهجرية فإننا عشنا محطة تاريخية تمثلت في ذكرى عاشوراء التي لا يمكن لأي عاقل ان ينساها لأنها حبلى بالمآسي والأحزان، فالدنيا محطة للبلاء والأحزان وذكرى الإمام الحسين تنسينا كل الذكريات سواء أكانت سعيدة او حزينة وعلينا ان نستفيد من هذه الذكريات معرفة وحكمة وصلاحا لا سيما ان رأسمال المؤمن حب أهل البيت وعنوان صحيفته حب أهل البيت، لذلك علينا ان نلتزم بالعمل على نهج أهل البيت لان في نهجهم حصانة وسلامة، ان اهل البيت نعمة الله على الأرض ولولاهم لساحت الأرض بأهلها فهم ملح الأرض والتعاطي معهم يكون بصدق وإحسان ومودة، فنمد الجسور ونمتنها على ارض صلبة لتكون هذه الجسور ممتدة منا لأهل البيت فهم حبل من الله والناس وعندما نقرأ سيرتهم ومعاناتهم نرى أنهم مركز اختبار ومعدن لا يشوبه غبار، ولقد أحيينا ذكرى السيد المسيح الذي كان عبدا صالحا ونبيا يشدنا اليه تواصله مع الله لذلك فان الله رفعه اليه ومنع الطواغيت من الوصول اليه فكان النبي عيسى في حصانة الله ورعايته. وفي هذه الذكريات والمناسبات فان علينا ان نخلص في تواصلنا مع الله ونحسن في أعمالنا ونعمل لما يرضي الله ويقربنا لأهل بيت العصمة، ان هذه المناسبات محطات إيمانية كبرى يجب ان نتعلم منها ونستثمرها ونستفيد منها ولا سيما ان البشرية تمر بمراحل ملؤها الكد والتعب والشقاء ولكن المؤمن يصبر على البلاء ويستفيد ويتعلم ويمتن علاقته مع الله ومع اهل البيت الذين أمرونا ان نتقي الله فنكظم الغيظ ونبسط العدل، وعلى الخارجين عن نهج الاستقامة والمجرمين في الداخل والوصوليين في الخارج ان يتركوا المعاصي، فمن اكبر المعاصي قتل النفس التي حرمها الله والإساءة للناس وتحدي الخط المستقيم لذلك علينا ان نبتعد عن كل اهانة وإساءة وظلم فما يجري في البلاد الإسلامية والعربية من إرهاب وتكفير وقتل للأبرياء وتحد للناس ما انزل الله به من سلطان، وعلينا ان نكون عيونا مبصرة ويقظة نحارب الفساد والاضطهاد وقتل النفوس البريئة، فما يجري في العراق لا يقره دين ولا يقبل به ضمير فالعقل ينكره والعرف والشرع يدينه، وعلينا ان ندعو الى الخير ونأمر بالمعروف وننهى عن المنكر لان الفساد ظهر في البر والبحر وعلينا ان نلغي الفساد ونحجم دائرته لنكون في مأمن ومعزل عنه".

وراى الشيخ قبلان "ان بعض الناس في غفلة عما يعملون من أعمال منكرة كالقمار والفساد واللهو المحرم، فهذا الانحلال الخلقي والانحطاط الاجتماعي لا يقبله عقل ولا دين، فالإسلام وضع موازين ورسم معالم يسير على ضوئها الإنسان فيتعاطى مع الأمور بحكمة وبصيرة، فالإسلام جمع كل الأديان والالتزام بالإسلام التزام بالمسيحية والعيسوية والموسوية وكل الشرائع السابقة فالدين عند الله هو الإسلام، فإذا كان الإنسان مسلما فانه يلتزم بمسيرة الأنبياء التي رسمها الله الواحد الأحد التي تتضمن الاستقامة والعقلانية والحكمة والتربية والأدب، إن الأديان جاءت لحماية الإنسان من التدين والعيوب والمنكرات والفساد وعندما نكون مسلمين فإننا نسلم من العاهات والآفات وعندما نسلم لله تعالى فإننا نتبع كل الأديان ونكون محمديين وعيسويين وموسويين، وعندما نلتزم الإسلام نلتزم الحقيقة،و نحن نريد ان يكون الإنسان شفافا مستقيما صادقا فالمشاكل التي تمر بها بلاد المسلمين يحتاج حلها الى وقفة ضمير وتبصر بالأمور ودراسة وافية".

وهنأ الشيخ قبلان "اللبنانيين بحلول سنة جديدة وعليهم ان يفتحوا صفحة جديدة من التعاون ويفتحوا الجسور في ما بينهم ويعملوا مخلصين منصفين لمصلحة الوطن، ان لبنان بلد عزيز على أبنائه، وعليهم ان يحفظوه، وبعد تشكيل الحكومة ونيلها الثقة فلا عذر المسؤول بعد اليوم وعلى الحكومة ان تشمر عن ساعد الجد وتعمل لمصلحة الشعب وحمايته وإنقاذه، فالدولة مسؤولة عن الصغيرة والكبيرة شرط أن تصوب المسار فتعمل لما يرضي الله ويحقق منفعة الناس، وعلينا ان نتحرك جميعا لنكون في خط الاستقامة فنبتعد عن الفوضى والإساءة والظلم، وعلى الحكومة ان تبتدىء بالمشاريع لحماية الأرض والإنسان، وعلى اللبنانيين ان يكونوا يدا واحدة يعملون لمصلحة الإنسان في لبنان فلا يجوز ان يعادي احد من اللبنانيين أحدا، ونحن لن نتخلى عن الوحدة الوطنية والشراكة الوطنية ونريد مصلحة الشعب اللبناني مسلمين ومسيحيين فيجتمع جميع اللبنانيين ليتشاوروا ويتقاربوا وينبذوا الأحقاد، وعلى بعض اللبنانيين ان ينظروا الى الأمور بواقعية وجدية".

وأكد قبلان "ان ما يجري من مظاهرات ضد النظام الإسلامي غير مقبولة، ونستنكر الأعمال التي حاولت زعزعة النظام الإسلامي في إيران، فهذه الأعمال هي خروج عن القانون تدعمها وتشجعها القوى الخارجية المعادية لإيران، ويجب ان نحصن النظام الإسلامي في إيران وندعمه ولا سيما ان المقالات الفاسدة والإشاعات المغرضة كثرت وعلى العلماء والعقلاء ان يدرسوا الوضع بدقة ويعالجوا الأمور بنظرة إسلامية صحيحة تعمل لحماية البلاد وتصون العباد ، وندعو الشعب الإيراني الى التلاحم وتحصين الداخل ومواجهة ما يجري بحكمة وصبر وروية وبما يرضي الله تعالى".

ورأى "ان ما يجري في فلسطين من نكبات وكيد وظلم لم تشهده امتنا، لذلك علينا ان نبادر لفعل الخير والتصدي للظلم الذي يلحق بالشعب الفلسطيني، وعلينا ان نعمل لإنقاذ الشعب الفلسطيني من الظلم الإسرائيلي، فإسرائيل تعتز وتفخر بإجرامها وهي اختارت رجل العام في كيانها الغاصب، رجلا إرهابيا يعتز بقطع رؤوس الفلسطينيين وارتكاب المجازر ضد الفلسطينيين، فيما يجب ان يحاكم هذا الإرهابي علنا ويحاسب على إجرامه".

 

المطران الراعي ترأس في جبيل قداس "اليوم العالمي للسلام": نحن مدعوون للتربية على سلام البيئتين البشرية والطبيعية

وطنية - جبيل- احتفل راعي ابرشية جبيل رئيس اللجنة الاسقفية لوسائل الاعلام المطران بشاره الراعي باليوم العالمي للسلام ، وتراس قداسا احتفاليا في كاتدرائية مار يوحنا مرقس- جبيل ، عاونه فيه رئيس الانطش الاب مارون القدوم ولفيف من الكهنة، وحضره حشد من المصلين .

بعد تلاوة الرسالة من الدكتور نبيل خليفة ، القى المطران الراعي عظة تحدث فيها عن معنى السلام ومقتضياته ، واشار الى ان "المسيح هو سلام الانسان والشعوب والعالم وان هذا السلام هو عطية من الله الى البشرية اذ على كل فرد منها ان يبنيه في قلبه وعائلته ووطنه وان يحافظ على الخليقة اي البيئة الطبيعية والبيئة البشرية " ، وشرح مضمون رسالة البابا بنديكتوس السادس عشر حول السلام ، واعتبر ان السلام يعني كل ما يوفر الله من خيرات مادية وروحية وثقافية ومعنوية من اجل ان يعيش الانسان بطمانينة وامان وفرح خصوصا وان الله اقام عهدا ميثاقيا بين الانسان والبيئة الطبيعية عندما سلمه في بداية الخلق ان يحرس الارض ويحرثها اذ ينبغي على البشرية تجديد هذاالعهد وتقويته وبالتالي تحمل المسؤولية المشتركة عن استثمار خيرات هذه الارض حتى ينعم بها كل الناس وبخاصة الفقراء والاجيال القادمة ، مؤكدا على ضرورة تربية الضمير البيئي الذي يمكن كل كائن بشري من وعي العلاقة التي تربطه بالبيئة الطبيعية فيحسن استثمار الارض من اجل ترقية الانسان الذي لا يمكنه ان ينعم بالسلام اذا لم تتم حمايته من تهديدات ومخاطر الازمة البيئية ، مشددا على ان التدهور البيئي هو حصيلة مشاريع سياسية تضعها السلطات سعيا الى مصالح اقتصادية عمياء تتحول الى تهديد خطير لكل الخليقة لان المسؤولية تقتضي بان يتمتع كل قرار اقتصادي بطابع اخلاقي يحترم الانسان وقيمته وحياته وان يلتزم خلال استخدام الموارد الطبعية بحماية هذه الموارد وليس العمل على افنائها .

وقال: لقد فقد اللبنانيون ابتسامتهم وارتسمت على وجوهم علامات الهموم ، ولا يمكننا ان نقف مكتوفي الايدي حيال ما نعاني منه ، لذا نحن مدعوون الى التصرف بذهنية جديدة ترتكز الى التربية على سلام البيئتين البشرية والطبيعية على المستويات الشخصية والعائلية والجماعية والسياسية ، لان السلام يتوفر للجميع اذا التزمنا جميعنا حماية البيئة الطبيعية والبيئة البشرية على اساس الوعي والمحبة واللالتزام الشخصي بالصالح العام ، ولذلك نحن نصلي من اجل وسائل الاعلام لانماء البيئة البشرية على القيم والبيئة الطبيعية على البرامج التي رسمها قداسة البابا في رسالته.

 

العلامة النابلسي: أمريكا وإسرائيل تعتمدان سياسة التضليل الإعلامي حيال إيران وقوى المقاومة

وطنية - اكد العلامة الشيخ عفيف النابلسي في خطبة الجمعة التي ألقاها في مدينة صيدا "ان أمريكا وإسرائيل ومعهما العديد من الدول الغربية والعربية تواصل سياسة تعتمد التضليل الإعلامي والضغط السياسي والحصار الاقتصادي على الجمهورية الإسلامية الإيرانية وعلى قوى المقاومة في لبنان وفلسطين. وفي ظنهم جميعاً أن مثل هذه السياسات يمكنها أن تقلب المشهد العام في المنطقة، وأن تحتوي هذ المد الناهض والمتصاعد الرافض للاحتلال الأجنبي وللوجود الصهيوني السرطاني". اضاف:" رغم الأخطار المتزايدة فإن الأيام القادمة ستثبت دوراً أكثر فاعلية لإيران والقوى المقاومة. وإن المؤامرات التي تُحاك من الشرق والغرب لن يكون مآلها إلا الفشل.

ولا شك أن جانباً من المؤامرة يطال بشكل بشع، غزّة الأليمة والمحاصرة، بمقتض قانون الصمت العربي، والجبن العربي. فأي قانون وأي منطق وأي شريعة تلك التي تبرر لمصر الإسلاميّة أن تكون شريكة للعدو الإسرائيلي في حصار شعب مسلم أعزل. وما نعتقده على ضوء هذا المشهد المشين أن النظام المصري قد اصابه الغرور والخيلاء والمكابرة وأخذته العزة بالإثم، فراح يبرر إغلاقه للمعابر بأنّه أمر سيادي تقتضيه المصلحة القومية المصرية. لذلك نحن نطالب القيادة المصرية أن تصحح فهمها وعلاقتها بالأمة. وأن تدرك أن أمن مصر وسيادتها وقوتها وعظمتها هي في انتمائها إلى قرآنها وإلى أمتها لا الارتماء في أحضان من يقتاتون على أشلاء ودماء شعوبنا".

 

شمعون: فلتان سلاح "حزب الله" يعرّض كل اللبنانيين للخطر

المصدر : المستقبل

١ كانون الثاني ٢٠١٠

شدد رئيس حزب "الوطنيين الأحرار" النائب دوري شمعون على مقولة ان سوريا لن تعود الى لبنان كما كانت في السابق، "فالامور تغيرت على الصعيد الاقليمي والدولي، ولا صفقات على حسابنا، فدمشق بدورها بدأت تغّير في سياستها نوعاً ما، وبالتالي لن تتمكن من وضع يدها مجدداً على البلاد ولن نعود ابداً الى عهد الوصاية السابق الذي دام لسنوات في ظل عدم الاعتراف بلبنان دولة سيدة مستقلة، ولهذا نشدد على اهمية طي صفحة الماضي والتطلّع الى المستقبل شرط تغيير النظرة السورية تجاه لبنان وشعبه".

اما في موضوع الانتخابات النيابية الاخيرة، اعتبر شمعون في حديث لصحيفة "المستقبل" أن الانتخابات النيابية من الناحية الدستورية والسياسية شكّلت الحدث الابرز الذي طبع احداث السنة المنصرمة، "الا ان نتائج هذه الانتخابات ذهبت مع الريح بفعل عدة عوامل، وقد تمظهر ذلك في اعادة تموضع البعض وفي طريقة تأليف الحكومة الاخيرة التي لم تظهّر حجم الاكثرية الحقيقية في المجلس النيابي، وبالتالي فالديمقراطية الحقيقية لم تنتصر لأنها اضحت مشوّهة ولم تعبّر عن تطلعات الشعب الذي يعاني منذ عدة سنوات من التخبّط السياسي والاقتصادي". وأكد ان بقاء سلاح "حزب الله" على ما هو عليه خارج اطار الدولة اللبنانية وسيادتها يعرّض كل اللبنانيين للخطر وما هي احداث ايار 2008 الا وشاهد على "فلتان هذا السلاح"، ولهذا لا بد من خطة وطنية تعالج هذه المسألة بأسرع وقت".

 

الحجار: الحريري لن يساوم على دم أبيه.. ونصرالله جندي في ولاية الفقيه

١ كانون الثاني ٢٠١٠

  أكد عضو كتلة "المستقبل" النيابية النائب محمد الحجار، أن زيارة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري الى دمشق لا تعني مساومة على دم أبيه رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري، مشددا على أن محاكمة قتلة الحريري "ستتم في أسرع وقت، حسب تأكيدات المحكمة الدولية الجنائية".

وقال الحجار في حديث لصحيفة "الراي" الكويتية ان "قبول كتلة المستقبل تأليف حكومة ائتلافية دعمته ظروف خاصة"، مشيرا الى "تغييرات عدة جرت على الساحة اللبنانية" من بينها تراجع "التيار الوطني الحر"، وخروج النائب وليد جنبلاط من تحالف "14 آذار"، وكشف خلية "حزب الله" ومخططاتها في مصر، الأمر الذي رفضه الحجار بشدة، مؤكدا أن ذلك "تم تنفيذا للمخطط ايراني يريد زيادة نفوذه الاقليمي وتوسيعه"، مؤكدا في هذا السياق ان الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله هاجم مصر لأنه جندي في ولاية الفقيه».

وفي ما يلي نص الحوار:

• ما توصيفك للعام المنصرم من الزاوية الاقليمية والدولية قبل أن ننتقل الى الشأن اللبناني، الذي يؤثر ويتأثر بهما؟

- 2009 كان بتقديري عاما ساهمت أحداثه في تشكيل حالة يمكن أن يطلق عليها «حالة انتظارية» تمر بها المنطقة ويمر بها الوطن العربي، وأعني أنها (الحالة الانتظارية) مرحلة انتقالية ترجع أسبابها في تقديري الى ظروف وعوامل متعددة، منها: المصالحات العربية التي حدثت انطلاقا من المصالحة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في قمة الكويت الاقتصادية، والانفتاح تجاه سورية في محاولة جذبها الى الحضن العربي أو اعادتها الى هذا الحضن، بعدما ذهبت بعيدا بتحالفها مع ايران، وهو التحالف الذي تحاول من خلاله ايران تحقيق نفوذ اقليمي معين في المنطقة.

أما العامل الثاني في هذه «الحالة الانتظارية»، فيتمثل في حال التخبط الذي تعيشه الادارة الأميركية، وهو ما كان واضحا في سياستها في المنطقة، وعدم تمكنها من الوفاء بوعودها أو المضي بخطوات أسرع وأوقع باتجاه انشاء الدولة الفلسطينية. أضف الى ذلك ما يحدث في العراق وأفغانستان وباكستان. فكل هذه الدول والمناطق تشهد أزمات متلاحقة ومتكررة.

الى جانب ذلك، فهذه الادارة لاتزال بالنسبة لما يعنينا في شكل مباشر وما يعني القضية الفلسطينية تكيل بمكيالين: مكيال يناسب العدو الاسرائيلي، وآخر يستعمل مع العرب أو مع ما تسميه «أصدقاءها العرب».

ويأتي العامل الثالث متمثلا في العودة السورية الى المجتمع الدولي أو الحوار الذي فتحت أبوابه ما بين سورية والأوروبيين والزيارات التي يقوم - وأين العرب من هذه الصورة؟

• هذا الصراع الدائر على ايجاد موقع نفوذ في المنطقة العربية سواء من قبل أميركا المتحالفة مع العدو الاسرائيلي أو من قبل ايران التي تحاول أن تستعيد أمجاد امبراطوريات غابرة عبر السعي الى امتلاك أوراق في هذه المنطقة وحولها، كما يحدث في اليمن والعراق وفلسطين وأفغانستان وغيرها.

- ايران تجمع الأوراق لتعزز موقعها في الحوار على ملفها النووي، ومن منطلق هذه الصورة، يتأكد لنا غياب واضح للاستراتيجية العربية التي يمكنها أن تنمي فرص نجاح المصالحة العربية في مواجهة هذه المحاور المتنافسة، ولا يفوتنا في هذا السياق الدور التركي المتنامي والعائد هو الآخر بقوة الى الساحة في الشرق الأوسط.

 

• نعود الى المشهد اللبناني، ونسألك عن رأيك في هجوم الأمين العام لـ «حزب الله» على مصر أثناء حرب غزة، اضافة الى كشف مصر ما يعرف بـ «خلية حزب الله»...

- «حزب الله» معروف بعلاقاته مع ايران، والسيد حسن نصرالله قال انه يفخر بأن يكون جنديا في ولاية الفقيه، ومعروف أن ولاية الفقيه هي الطريقة التي ينفذ منها النفوذ الديني لايران، وتمارس من خلاله سلطاتها أو تحاول أن تبسط من خلاله سلطاتها على المنطقة العربية والدول الاقليمية التي لها فيها أعوان وحلفاء. وبالنسبة لنا، فـ «حزب الله» هو فريق لبناني وهناك عدد لا بأس به من اللبنانيين، وتحديدا من الطائفة الشيعية يؤيدون هذا الحزب، ونعلم تماما أن «حزب الله» ينتمي بالتوزيع السياسي اللبناني الى طريق الأقلية.

• وهل لهذه الأقلية قوة نافذة؟

- قوة «حزب الله» الأساسية على الساحة اللبنانية تكمن في امتلاكه للسلاح، وهذا السلاح نرى فيه أنه يعمل على فقدان التوازن على الساحة الداخلية اللبنانية، طالما لم يكن تحت امرة الدولة اللبنانية، وللأسف هذا السلاح استخدم ضد الداخل اللبناني. سلاح «حزب الله» كان مع اللبنانيين جميعا عندما كانت وجهته الأساسية العدو الاسرائيلي. وعندما تحول هذا السلاح الى الداخل في أحداث 7 مايو 2008، كاد أن يثير فتنة (...) لولا حكمة زعيم «تيار المستقبل» سعد الحريري وقتها ورفضه الانجرار الى مخطط الفتنة المذهبية والطائفية، ومنع استفحال الأمر في ذلك الوقت عبر اطلاق شعارات المصالحة، وكان معه حينها رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، وقاموا في هذا التوقيت باطلاق شعارات المصالحة لدرء هذه الفتنة، وأطلقنا شعارا بعد ذلك على أساسه خضنا انتخابات يونيو 2009، وهو «العبور الى الدولة»، لأننا نريد للدولة أن تكون، وأن تقوم، وأن تأخذ دورها.

• قبل أن نذهب الى الانتخابات والى جنبلاط وموضعه السياسي الجديد، ما انعكاسات هجوم نصرالله على مصر على الساحة اللبنانية؟

- أعلنا في وقتها سواء بالنسبة للخطاب أو بعد اعلان الأمن المصري كشفه خلية تابعة لـ «حزب الله» وقلنا ان التدخل في الشؤون الداخية لأي بلد عربي أمر مرفوض، وما قام به السيد حسن نصرالله، وتحريضه للجيش المصري على الانتفاض على النظام أكدنا أنه مرفوض جملة وتفصيلا لأننا نعتبره تدخلا في الشؤون الداخلية لبلد عربي شقيق، ونحن نحكي عن مصر التي لها مكانة خاصة

في قلب وعقل ووجدان اللبنانيين.

وما جاء بعد ذلك باكتشاف خلية كانت تخطط لعمليات - حسب ما جاء في وثائق الادعاء الصادرة عن النيابة المصرية - في قناة السويس، وفي مناطق أخرى، قالوا في «حزب الله» ان الهدف هو امداد الفلسطينيين في غزة، ونحن نقول ان كان هذا أو ذاك فالأمر من أساسه مرفوض، لأنه عمل ضد القانون في بلد عربي، فكيف الحال عندما يكون هذا البلد هو مصر المعروف تاريخها بمقارعة الاحتلال الاسرائيلي، ومصر دفعت مئات الآلاف من الشهداء والجرحى في حروب متعددة ضد اسرائيل، لذلك فالمزايدة على الدور المصري في هذا الصدد أمر مرفوض وغير مقبول.

• أنتم تطالبون «حزب الله» بالتخلي عن سلاحه، ما وسيلتكم في هذا؟

- الآلية أو الوسيلة هي الحوار. نحن نقول ان المقاومة الاسلامية التي يتزعمها «حزب الله» أنتجت هذا التحرير للأراضي اللبنانية المحتلة العام 2000، ولكن هذه المقاومة لم تأت من فراغ، بل كانت نتاج لحالة تكاملية لبنانية منذ أيام المقاومة الوطنية في العام 1967 وما قبلها، وصولا الى مقاومة الاجتياحات الاسرائيلية عامي 1972 و1982، وبعد ذلك المقاومة المدنية التي جسدها الشعب اللبناني الملتف حول المقاومة في مقاومة العدو الاسرائيلي، التي كان عنوانها الرئيسي الشهيد رفيق الحريري، بما قام به من جهد والكل يشهد به، والتاريخ سيبقى دائما شاهدا له، وما قام به في صد العدوان الاسرائيلي عامي 1993 و1996.

• ما الذي يدفع «حزب الله» لكي يتخلى عن سلاحه؟

- لسبب بسيط. هذا السلاح حسب ما يقول «حزب الله» معد لمقاومة العدو الاسرائيلي عندما كانت الدولة اللبنانية غائبة ومفككة، وهذا ما جاء على لسان رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في خطاب القَسَم، عندما أكد أن المقاومة وجدت عندما لم تكن هناك دولة.

والآن وأنت تدير الدولة وأجهزة الدولة اللبنانية موجودة، ومؤسساتها والأجهزة الشرعية العسكرية اللبنانية موجودة، فالمقاومة يجب أن تنخرط بشكل أو بآخر في ظل هذه الأجهزة بالطريقة التي سيتم التوافق عليها في مؤتمر الحوار أو في جلسات الحوار أو عند الجلوس على طاولة الحوار.

• وما الموعد المقبل للحوار؟

- طاولة الحوار من المنتظر أن يدعو اليها رئيس الجمهورية خلال الشهرين المقبلين، وهدفها بل عنوانها الوحيد سيكون هو بحث الاستراتيجية الدفاعية للبنان، والاستفادة من خبرات هذه المقاومة في شكل يكون فيه القرار الأول والأخير للدولة بأجهزتها الشرعية الدستورية.

• لكن... خلال العام 2009 لم يحقق الحوار الوطني شيئا؟

- لأنه لم يكن منتظما، ومع ذلك تمت تهيئة الأجواء لانجاز الانتخابات النيابية التي جرت في يونيو 2009، لكن قبل هذا العام كان هناك حوار وطني في مارس 2006 تم خلاله الاتفاق على مجموعة عناوين، منها موضوع التبادل الديبلوماسي بين لبنان وسورية، الذي تحقق العام 2009، الى جانب موضوع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، وموضوع تحديد وترسيم الحدود.

• احدى أهم علامات العام المنصرم لبنانيا، الفوز الذي حققه تحالف «14 مارس» في الانتخابات النيابية واخترتم شعارا براقا وهو «العبور الى الدولة»، ما مغزى هذا الشعار؟

- «العبور الى الدولة» يعني أن الدولة بمؤسساتها هي التي تمتلك القرار: قرار الحرب، وقرار السلم، وقرار السيادة، وممارسة هذه السيادة على الأراضي اللبنانية، ويتماشى مع ذلك الاحتكام الى اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب اللبنانية، والى الدستور اللبناني والعمل على تنفيذه وتنفيذ مقتضيات هذا الاتفاق، وتحديدا في ما يخص النظام الديموقراطي البرلماني اللبناني، الذي ارتضيناه جميعا، وعدم القبول باستمرار مفاعيل اتفاق الوحدة، الذي جاء بعد حوادث مايو بالشكل الذي كان يريده «حزب الله» وحلفاؤه.

• اللبنانيون اختاروا الدولة وبناء الدولة يحتاج رجال دولة، كيف تنظر الى دور رئيس الحكومة سعد الحريري وما يواجهه من تحديات في لبنان؟

- الكل يعلم أن سعد الحريري هو زعيم الأكثرية النيابية، وهو الرجل الذي ورث تيارا سياسيا، وزعامة سياسية في وقت صعب جدا، وورثه من شخص ليس عاديا وهو الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وبالتالي، فمجرد ذكر هذا الاسم بحد ذاته يجعلك تتخيل حجم وجسامة الأمور الملقاة على عاتق هذا القائد الشاب الذي استطاع في فترة قياسية أن يثبت جدارته على الصعد كافة، داخليا وعربيا ودوليا، وتجد في كل الزيارات التي يقوم بها الى مختلف دول العالم مدى الاحترام المتزايد والتقدير له والمكانة التي يكتسبها دوليا وعربيا ومصريا على وجه التحديد في ضوء العلاقة المتميزة التي تجمع القيادة المصرية والرئيس حسني مبارك بالحريري الى جانب دول

عربية أخرى في مقدمتها السعودية.

وأكثر من ذلك، وقبله، المكانة التي يتمتع بها لبنانيا عندما استطاع هذا القائد أن يخوض انتخابات كانت جميع التوقعات لقوى الخصم تقول انها هي التي ستكسب، فاستطاع الحريري أن يخوض معركة انتخابية طويلة عريضة جرت في يوم واحد على الأراضي اللبنانية كلها ليحصل على ثقة الشعب اللبناني بأكثرية «14 مارس»، وينال الثقة من الشعب بهذه الأكثرية بعدما قيل سابقا انها أكثرية وهمية، وأنها ولدت باتفاق رباعي الى جانب كثير من الافتراءات التي أطلقت، الا ان الحريري استطاع أن يثبت أن هذه الأكثرية حقيقية، وتعبر عن ضمير الشعب اللبناني، وما يريده هذا الشعب لوطنه بأن يكون الدولة العربية الحرة المستقلة الديموقراطية ذات السيادة.

وهذه الأكثرية رشحت الحريري ليكون في موقع رئاسة مجلس الوزراء، كما أثبتت فترتا التكليف التي انتجت هذه الحكومة جدارته ومقدرته الفائقة على ادارة الحوار السياسي البناء بين اللبنانيين، لأن الذي جرى وقت تأليف الحكومة بحد ذاته ومضمونه وعمقه له مغزى سياسي عريض بالشكل الذي خاضه مع الأطراف والقوى السياسية كلها، واستطاع أن ينتج هذه الحكومة.

• وهل حكومة المخاض العسير قادرة على مواجهة التحديات اللبنانية؟

- بالنسبة لنا، نعلم تماما أن تأليف الحكومة كان من مخاض عسير جدا، لكن اصرار سعد الحريري على المضي الى آخر مدى في محادثاته لتأليف هذه الحكومة، وهذا الاصرار أنتج هذه المؤسسة الدستورية. مؤسسة القرار الدستوري، والذي كانت هناك أطراف محلية وخارجية لا تريد أن تعود هذه المؤسسة الى الحياة من جديد بعدما تم تعطيلها وشلّها في مراحل سابقة، ونحن نعلم أن هذه الحكومة هي نتيجة تسوية أراد زعيم الأكثرية أن تكون حكومة ائتلافية، وقال ذلك في يوم الانتصار (7 يونيو)، ولا نغفل أن حجم التحديات الأمنية والسياسية والعسكرية والاقتصادية، وعلى رأسها التحدي الاسرائيلي يستلزم منا ربط الصفوف، ونحن كأكثرية نستطيع أن نؤلف حكومة نظريا لا نقول عمليا، لكن الرئيس الحريري أراد أن تؤلف هذه الأكثرية حكومة ائتلافية تكون قادرة على مواجهة التحديات، ونجح في تأليف هذه الحكومة، لكن هذه التسوية التي حدثت، وكما قال الحريري نفسه، فان هذه الحكومة الائتلافية أملتها الظروف التي يمر بها لبنان، ولا يجب بأي شكل من الأشكال أن تكون قاعدة، فالقاعدة هي أن تحكم الأكثرية، وتعارض الأقلية، وليست القاعدة أن تكون هناك حكومات ائتلافية وتتحكم الأقلية في قرارات الأكثرية، ونأمل في المرحلة المقبلة (...) ألا تنشئ هذه الحكومة في ما بين أعضائها متاريس تعرقل العمل الحكومي.

وهذا كان يحدث في حكومات الرئيس الراحل رفيق الحريري ورئيس الوزراء السابق فؤاد السنيورة، وهناك وزراء يسمون بالوزراء المشاكسون كانت مهامهم منع العمل بالحكومة.

• ومن أبرز المشاكسين الذين خرجوا من الحكومة؟

- في حكومة الرئيس السنيورة كان معروفا وقتها مدى ضغط النظام السوري على حلفائه في فريق (8 مارس)، لأن حكومة السنيورة الأولى كانت بها قوى «8 مارس» وقوى «14مارس»، وكان فريق «8 مارس» فريقا مشاكسا لا يريد وقتها لحكومة السنيورة أن تنتج، وحدثت محاولات عدة لفرط الحكومة. الا أننا نتمنى الآن ونستبشر خيرا في الفترة المقبلة، أن ينمو الاحساس الوطني اللبناني نموا أكثر وأكثر، وأن يتم تغليب مصالحة الوطن على أي أمر آخر.

 

• العام 2009 شهد نقلة نوعية في ملف المحاكمة الدولية لقتلة الحريري، وبالفعل عقدت أولى جلساتها الاجرائية في أبريل الماضي، كيف تقيم هذا التطور؟

- بالنسبة لنا، يمثل موضوع المحكمة الدولية - التي أنشأها القرار الدولي الرقم 1757الصادر عن مجلس الأمن، أمرا شديد الأهمية، ويجب أن نقول هنا انها نشأت بقرار دولي، لأننا لم نستطع لظروف عدة انشاءها بقرار من المؤسسة الدستورية اللبنانية ولأسباب معروفة. هذا القرار المنشئ للمحكمة عندما حدد اعتبرناه انتصارا لجهود ومطالبات الشعب اللبناني، الذي كان بكل المحطات يركز على أهمية معرفة الحقيقة في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه الذين استشهدوا معه، والذين لحقوا بهم في تفجيرات أخرى، ومن ثم الكل يريد تطبيق العدالة.

وهذه المحكمة أصبحت واقعا قائما. ورئيس لجنة التحقيق الدولية أصبح مدعيا عاما لهذه المحكمة، ومؤسسات هذه المحكمة وهيئات هذه المحاكمة تم الانتهاء منها، وننتظر الآن وحسب ما قال المدعي العام للمحكمة - في آخر زيارة له لبيروت عندما سئل من جانب احدى عائلات الضحايا عن موعد قرار الاتهام - انه سيكون في أسرع ما يكون، ونتمنى أن يشهد العام 2010، بل بدايات هذا العام، هذا القرار الاتهامي الذي من المفترض أن يضع النقاط فوق الحروف ويشفي غليلنا وتطبيق العدالة والقصاص العادل حسبما تقول جميع الشرائع السماوية من هؤلاء المجرمين كائنا من يكونون، وفي أي موقع كانوا.

• البعض زعم ان زيارة سعد الحريري لسورية مساومة على دم أبيه، فما رأيك؟

- قطعا لا... قطعا لا... وهذا أمر غير وارد، وموضوع المحكمة الدولية ليس لأحد دخل فيه، ولا أحد يقدر عليه، والموضوع في عهدة المجتمع الدولي وليس في قدرة أحد السيطرة على هذا القرار. وهنا نتحدث عن المجتمع الدولي بمؤسساته، وفي مقدمها مجلس الأمن والمحكمة ذاتها، وأقول الى من ذهبوا الى هذا التفسير ان موضوع المحاكمة لم يبحث أصلا في اللقاء الذي جمع الحريري بالرئيس السوري بشار الأسد.

• وهل سيشهد العام المقبل حلحلة في ملف العلاقات اللبنانية - السورية بما يسمح بترسيم الحدود وغيرها من الأمور؟

- بالتأكيد، كان التبادل الديبلوماسي بين لبنان وسورية، الذي تم هذا العام أحد انجازات انتفاضة الاستقلال، وثورة الأرز، ويعني الاعتراف - حتى لو جاء متأخرا - من سورية بلبنان ككيان موجود وبنهائية هذا الكيان، وبالتأكيد هذا الانجاز ليس نهاية المطاف، لكن هناك خطوات لاحقة يجب أن تستكمل تثبيتا لدعائم هذه الممارسة للسيادة اللبنانية، وهناك خطوات على طريق ترسيم الحدود، وكان أحد الموضوعات التي بحثت بين الحريري والأسد، ونتمنى أن يتم الانتهاء منه العام 2010، ويبقى معه أمر أساسي ومهم جدا لنا كلبنانيين، وهو ملف المعتقلين في السجون السورية والمفقودين.

• خروج وليد جنبلاط من فريق «14 مارس» واعادة تموضعه السياسي في شكل يميل أكثر الى الفريق الآخر أحد أهم مفاجآت العام السياسي في لبنان... كيف تقرأ هذا «المنحى الجنبلاطي»؟

- وليد جنبلاط كانت له قراءته الخاصة في ما يتصل بالمتغيرات التي تحدثت بها في بداية الحوار، وموقف جنبلاط يرجع الى عاملين: الأول أنه يرى وفق قراءته الخاصة للمتغيرات على المستوى الاقليمي يستلزم اعادة تحديد جديد للمواقف السياسية والوضع السياسي، أما العامل الآخر فهو أنه يخشى الفتنة المذهبية، والحرب الأهلية وبخاصة بعدما حدث في 7 مايو، وظهور بوادر حرب أهلية في لبنان نتيجة توجيه سلاح «حزب الله» الى الداخل اللبناني وما حدث في 7 مايو أقلقه كثيرا، وأثار لديه الكثير من المخاوف من العودة الى الحرب الأهلية.

وبتقديره الشخصي، فان اعادة التموضع السياسي - حسب التوصيف الذي استخدمته في سؤالك - من الممكن أن يبرد الأجواء، ويخفف من التجاذبات الحادة على الصعيد الداخلي.

• هل كانت مفاجأة بالنسبة لكم في تحالف «14 مارس»؟

- كانت مفاجأة بالنسبة للبعض، والبعض الآخر كان يتوقعها نتيجة معلومات متوافرة لديه، لكن لم يكن أحد يتوقع أن تتم بهذا الشكل السريع.

• الفارق الواضح بين النتائج التي حصل عليها العماد عون في انتخابات يونيو، وبين الانتخابات السابقة... هل يعني خروج «الظاهرة العونية» من المعادلة في لبنان؟

- لاشك أن الانتخابات النيابية الأخيرة أفرزت تراجعا مهما لشعبية العماد عون وشعبية «التيار الوطني الحر»،الذي يتزعمه، والكل يعرف الطريقة التي تمت بها زيادة عدد نواب عون داخل البرلمان، وأن كتلته داخل مجلس النواب كتلة تركيب، كأن يأتي الوزير سليمان فرنجية ومعه كتلة فينضم الى كتلة عون، وأيضا النواب المسيحيون الناجحون مع «حزب الله» ينضمون الى كتلة عون، وهكذا... لكن هذا لا يعني أن العماد عون لم يعد موجودا، فالتيار موجود على الساحة المسيحية، لكنه ليس كما كان موجودا من قبل، وبدا واضحا أن المزاج المسيحي يميل أكثر الى الخط الاستقلالي، الخط الوطني، الخط الديموقراطي، الذي يمثله «14 مارس».

 

النهار" عن تقرير دولي: الأسد وافق على ترك لبنان يعالج شؤونه بنفسه

١ كانون الثاني ٢٠١٠

 سجل تقرير دولي جديد نشرته صحيفة "النهار" أن "التقارب بين السعودية وسوريا أدى الى تغيير ملموس في سياسة النظام السوري حيال لبنان، وأكد، استنادا الى معلومات مسؤولين عرب، أنه تم التوصل الى اتفاق بين الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس السوري بشار الاسد خلال قمة دمشق في تشرين الاول الماضي يقضي بترك اللبنانيين يعالجون شؤونهم ومشاكلهم الداخلية بأنفسهم ويمارسون سلطتهم من دون تدخلات خارجية، كما يقضي بحماية لبنان من انعكاسات النزاعات الاقليمية، في اشارة ضمنية الى احتمال حصول مواجهة عسكرية بين اسرائيل وايران. وهذا الاتفاق هو الاول من نوعه منذ الانسحاب السوري من لبنان في نيسان 2005.

ويتناول التقرير المؤلف من 35 صفحة السياسة الخارجية لسوريا استنادا الى معلومات مسؤولين سوريين وعرب وأميركيين وأوروبيين وقد أصدرته "مجموعة الازمات الدولية"، عن مسؤولين سوريين قولهم ان الاسد أكد في اجتماع مغلق لقيادة حزب "البعث" أن المصالح السورية في لبنان مرتبطة بالحفاظ على "أمن سوريا" وليس أكثر، مما يعني ضمنا أن النظام السوري مستعد للتخلي عن مطالبه القصوى في التعامل مع لبنان وأنه "يقبل" ان يمارس اللبنانيون سيادتهم وان يتحملوا مسؤولياتهم بأنفسهم اذا لم يؤد هذا الاستقلال الى "اضعاف سوريا وعزلها" على حد قول مسؤولين سوريين". وأشار التقرير الى ان "النظام السوري تقبل نتائج انتخابات السابع من حزيران الماضي التي أسفرت عن فوز فريق 14 آذار وحلفائه وأنه مستعد للتكيف مع هذه النتائج. ونقل عن مسؤول سوري إشارته الى أننا "اتفقنا مع السعودية على ترك اللبنانيين يتحملون مسؤولياتهم من دون تدخلات وعلى ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية، لكننا لم نتفق معا بالطبع على طريقة تشكيل الحكومة وتوزيع الحقائب الوزارية فيها".

وذكر التقرير ان "هذا الاتفاق السعودي - السوري يؤمن للبنان استقرارا داخليا سياسيا وأمنيا مما يساعد على تعزيز الدولة ومؤسساتها الشرعية وتنفيذ الاصلاحات الاساسية وتحسين الاوضاع الداخلية الصعبة وهو ما يؤدي الى تقوية استقلال هذا البلد وسيادته".

وشدد على ان "عمل المحكمة الخاصة بلبنان المكلفة النظر في جريمة اغتيال رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري ورفاقه وفي جرائم سياسية اخرى، يجب ان يستمر ويتواصل بلا عقبات، ونسب الى مستشار للأسد "أن اشراك حزب الله في حكومة وحدة وطنية يشكل فرصة ملائمة لتعزيز علاقة الحزب بالدولة ولجعل هذا الحزب مسؤولا تجاه الدولة كما ان هذه المشاركة قد تدفع الحزب الى ابداء اهتمام أقل بالانخراط في المواجهة الاقليمية". وقد أدرك نظام الاسد ان مصلحته تتطلب التقارب مجددا مع السعودية لان تحالفه مع ايران انعكس سلبا على علاقاته مع الكثير من الدول العربية ولأن ايران، وفقا للتقرير، "ليست بديلا من المظلة العربية التي تحتاج اليها سوريا وتؤمن الدعم لها" وخصوصا فيما يواجه السوريون تحديات اقليمية ودولية مهمة بل خطرة ويعانون مشاكل اقتصادية واجتماعية حادة.

وأكد التقرير الدولي "وجود مخاوف سورية جدية من احتمال نشوب حرب جديدة مع اسرائيل وخصوصا اذا قصف الاسرائيليون المنشآت النووية والحيوية الايرانية. وقال ان المسؤولين السوريين رأوا في الحرب الاسرائيلية على غزة في نهاية 2008 تحذيرا لهم ولحلفائهم، ذلك ان هذه الحرب أظهرت عجز ايران عن تقديم مساعدات عسكرية كافية لحركة "حماس" تؤمن الحماية لغزة، كما أظهرت فشل الجهود الديبلوماسية الايرانية لوقف هذه الحرب بسرعة. ونقل عن شخصية سورية مقربة من النظام "أن إقدام الحكومة الاسرائيلية على شن هجمات مكثفة وبالغة القسوة والخطورة على غزة لم يكن عملا موجها الى حماس وحدها بل كان ايضا بمثابة تحذير واضح لسوريا و"حزب الله" من ان جولة القتال المقبلة مع أي منهما ستكون شديدة القسوة ومدمرة". كذلك نقل التقرير عن محلل سوري مطلع قوله: "لم يعد ثمة مجال لحروب صغيرة في المنطقة. وبالنسبة الى مستقبل العلاقة بين سوريا واسرائيل فاما ان يتحقق السلام بين هذين البلدين، واما ان تقع مواجهة عسكرية كبرى بينهما". ونبهت شخصية سوريا الى انه "اذا ما تعرضت ايران لهجوم عسكري اسرائيلي او غير اسرائيلي فانها سترد في لبنان وغزة والعراق وأفغانستان واليمن، وثمة احتمال أن تكون سوريا حينذاك مستهدفة من الاسرائيليين او ان تشارك بشكل او بآخر في هذه الحرب".

وجاء في التقرير الدولي ان "النظام السوري يحاول الخروج من استراتيجية المواجهة وزعزعة الامن والاستقرار في المنطقة التي يعتمدها حاليا من أجل اقامة علاقات جيدة ومستقرة مع الدول العربية المعتدلة ومع الولايات المتحدة والدول الغربية عموما، اذ انه لم يعد يملك "وسائل وأدوات فاعلة ومؤثرة" للضغط على اسرائيل من أجل استعادة الجولان المحتل، في ما عدا تفجير حرب واسعة معها وهو ما ليس واردا في حسابات القيادة السورية".

ورأى التقرير ان "نظام الاسد يريد السلام مع اسرائيل ويحتاج اليه ويدرك أهمية تحقيقه، لأن السلام يؤدي الى تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة ويؤمن المصالح الوطنية السورية ويعزز شرعية الحكم السوري". ونقل عن ديبلوماسي سوري انه "اذا ما تحقق السلام بين سوريا واسرائيل فان حزب الله سيتحول حزبا سياسيا. أما بالنسبة الى حماس فان الوضع أكثر تعقيدا لأننا لن نستطيع ان نطلب من هذه الحركة ومن منظمات فلسطينية أخرى التخلي عن المقاومة المسلحة ما دامت الاراضي الفلسطينية محتلة. ولن يتبدل الوضع اذا ما طلبنا من خالد مشعل مغادرة اراضينا". لكن النظام السوري ليس مستعدا لدفع الثمن الذي تطالب به اسرائيل لتحقيق السلام. وقال محلل سوري مقرب من النظام انه "اذا كانت اسرائيل تريد من طريق المفاوضات معنا اخراج سوريا من المعادلة الاقليمية كي تتصرف بحرية مع ايران وحزب الله وحماس وليس كي يتم تحقيق السلام الشامل، فان هذه المفاوضات ستفشل لان قبول هذا التوجه الاسرائيلي خطأ استراتيجي كبير لن يرتكبه المسؤولون السوريون". ويدرك المسؤولون السوريون، وفقا للتقرير، أن اميركا والدول الغربية عموما "مهتمة بسوريا نظرا الى علاقاتها الوثيقة مع ايران وحزب الله وحماس".

ويؤكد التقرير ان "نظام الاسد يرفض اجراء تغييرات في سياساته وتوجهاته الاقليمية تبعده عن ايران وحلفائه المتشددين، كما تريد الدول الغربية والدول العربية المعتدلة، لأن منطقة الشرق الاوسط غير مستقرة بل انها تقف عند مفترق طرق، ذلك ان هذه المنطقة قد تشهد في المرحلة المقبلة "الحرب او السلام او استمرار النزاعات" على حد قول مسؤول سوري. وأضاف: "لن تجري القيادة السورية تغييرات عميقة وجذرية في سياساتها قبل ان يتضح المشهد الاقليمي وقبل ان تعرف هذه القيادة الى أين تتجه المنطقة وما هو موقع سوريا فيها وما هي المكاسب التي سيحققها السوريون سواء على صعيد استعادة الجولان، أو على صعيد العلاقات الثنائية مع الدول البارزة، كما على صعيد الدور السوري الاقليمي".

وتحدث التقرير عن "وجود تعاون واسع بين سوريا وايران في مجالات عدة اقتصادية وتجارية وعسكرية وأمنية وسياسية وغيرها، كما تحدث عن وجود خلافات بين البلدين على عدد من القضايا المهمة. فقد استخدمت ايران طوال سنوات علاقاتها الوثيقة مع سوريا لايجاد موقع لها في لبنان وفي ساحة النزاع العربي - الاسرائيلي ولتأمين تغطية عربية "لدورها الاقليمي التوسعي". لكن ايران أصبحت في الفترة الاخيرة قادرة على أن تقوم بأدوار ونشاطات مختلفة في المنطقة بالاستقلال عن سوريا، كما أصبح لها مخططها الخاص، ونقل عن شخصية سورية مقربة من النظام "أن ثمة مخاوف جدية من ان تؤدي مساعي النظام الايراني للهيمنة على المنطقة الى محاصرة سوريا وتطويقها من جانب الايرانيين"، ولفت التقرير الى تناقض في المصالح والاهداف بين سوريا وايران في ما يتعلق بملف النزاع العربي - الاسرائيلي، ذلك ان سوريا تريد حل النزاع سلميا مع اسرائيل بينما تعارض ايران ذلك، كما ان ايران تساند "حماس" و"الجهاد الاسلامي" وذلك "لأسباب عقائدية ومن أجل تعزيز نفوذها في المنطقة". أما سوريا، فانها تدعم هذين التنظيمين في اطار مساعيها لاحياء عملية التفاوض مع اسرائيل وحل النزاع سلميا معها. ولاحظ مسؤول سوري بارز ان سوريا تقيم علاقات جيدة مع ايران، لكنها تحرص في الوقت عينه على التمسك بقرارها المستقل حين يتعلق الامر بمصالحها الوطنية الحيوية". وروى التقرير ان النظام الايراني أراد تشكيل لجنة مشتركة سورية - ايرانية للتحقيق في عملية اغتيال القائد البارز في "حزب الله" عماد مغنية في دمشق في شباط 2008، لكن المسؤولين السوريين رفضوا هذا الاقتراح فلم تشكل لجنة التحقيق هذه ولم يعرف من اغتال مغنية.

وأكد التقرير وجود "خلافات عميقة" بين سوريا وايران على مسار الاوضاع في العراق وركز على الامور الاساسية الآتية:

أولا - ايران أبدت ارتياحا الى الغزو الاميركي للعراق عام 2003 لان ذلك أدى الى تفكيك البلد واضعاف الدولة وقيام نظام طائفي يسمح للشيعة بممارسة دور مهيمن في الساحة العراقية. وفي المقابل، يرى نظام الاسد ان العراق الطائفي الضعيف اكثر خطورة من العراق القوي ويمكنه أن يشكل تهديدا لوحدة سوريا وسلامتها الاقليمية.

ثانيا - سوريا قلقة من تنامي النفوذ الايراني في العراق لان نظام الاسد يريد القيام بدور "مركزي ومهم" في هذا البلد وتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية من خلال تعاونه مع نظام عراقي غير مرتبط بطهران. كما ان النظام السوري يريد ان يبقى العراق جزءا من المجموعة العربية وليس امتدادا للنفوذ الايراني. ويتخوف المسؤولون السوريون من أن يؤدي الانسحاب الاميركي من العراق الى "اندلاع القتال على نطاق واسع بين الافرقاء العراقيين بل الى حرب أهلية اكثر خطورة من الحرب الاهلية اللبنانية". ونقل التقرير عن شخصية سورية قولها: "حين اندلعت الحرب الاهلية في لبنان عام 1975 حصلت سوريا على ضوء أخضر دولي اقليمي للتدخل في هذا البلد ولوقف القتال فيه. لكن سوريا لن تحصل على أي تفويض دولي للتدخل في العراق اذا ما اندلعت الحرب الاهلية فيه".

ثالثا - سوريا تعارض بشدة مشروع تحويل العراق دولة كونفيديرالية، وهو مشروع تدعمه ايران ويرى نظام الاسد انه يؤدي الى تقسيم البلد، كما يرى ان من الضروري والحيوي الحفاظ على وحدة العراق واقامة نظام غير طائفي فيه.

رابعا - نظام الاسد يشعر بقلق جدي من وجود عراق ضعيف ومفكك لان ذلك سيشجع الاكراد العراقيين على اقامة كيان خاص بهم مستقل الى حد كبير عن السلطة المركزية في بغداد. ومثل هذا التطور الخطر، في حال حصوله سيشجع الاكراد السوريين على التمرد على السلطة المركزية في دمشق وعلى اثارة الاضطرابات في سوريا.

وأورد التقرير ان "المسؤولين الاميركيين والأتراك يتفقون على القول "ان نظام الاسد يرغب في تقليص اعتماده على ايران ولذلك يعمل على تعزيز علاقاته مع تركيا ومع دول أخرى كالسعودية، لكن النظام السوري ليس راغبا في قطع علاقاته مع الجمهورية الاسلامية او وقف تعاونه معها". وأوضح الفوارق بين العلاقة السورية - الايرانية والعلاقة السورية - التركية فقال: "ان نظام الاسد لا يزال يعتمد على ايران ويرى فيها شريكا ليس ممكنا الاستغناء عنه نظرا الى الاوضاع الاقليمية المضطربة وحاجة السوريين الى الدعم العسكري والاقتصادي الايراني وحاجتهم كذلك الى استغلال علاقتهم مع ايران لتعزيز موقفهم التفاوضي مع الدول الكبرى ولتدعيم علاقاتهم مع القوى المتشددة في المنطقة. وفي المقابل يحتاج نظام الاسد الى تعزيز وتقوية علاقاته مع تركيا لتقليص اعتماده على ايران تدريجا وللتقارب مع الغرب ولمحاولة تقوية موقعه في الساحة الدولية وللتعامل مع اسرائيل بطريقة غير مباشرة ولتحسين اوضاع سوريا الاقتصادية والمعيشية". 

 

سعيد: نصرالله وعد المسيحيين بمصير مشابه لمسيحيي العراق إن لم يخضعوا له

الجهة التي طرحت إلغاء الطائفية السياسية فاقدة للأهلية

١ كانون الثاني ٢٠١٠

وصف منسق الأمانة العامة لفريق "14 آذار" النائب السابق فارس سعيد كلام الامين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله "المتوتر", لأن هناك رأياً مختلفاً عن رأيه في موضوع السلاح, لدرجة يمكن أن يتحول هذا التوتر الى تهديد المسيحيين, بأنهم اذا لم يخضعوا لشروطه, فان مصيرهم سيكون مثل مصير المسيحيين في العراق, "عازياً أسباب هذا التوتر", الى تحسس نصر الله بالخطر الخارجي الداهم من العدو الاسرائيلي, وأن كل ما فعله في الداخل غير كافٍ, وهو مضطر أن يستخدم نبرة تهديد في مواجهة المتغيرات, أما السلاح الذي يملكه, فقد تحول الى مصدر ضعف وليس مصدر قوة, ولأن التركيبة اللبنانية لا تشبه تركيبة العراق.

سعيد وفي حوار مع "السياسة", عدد مجموعة من العناصر التي زادت من توتر نصر الله, ومنها الانفتاح السوري على تركيا, والمفاوضات المرتقبة بينها وبين اسرائيل, وزيارة الرئيس الحريري الى الشام, وانتقال ميشال عون من بوابة طهران الى بوابة دمشق.

واعتبر زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري الى سورية "اعلان نوايا", أما الثقة وفق قوله "فتأتي من السلوك والنتائج", لافتاً الى أن "حزب الكتائب" صاحب حق بتلويحه اللجوء للطعن في موضوع السلاح, لأن هناك ازدواجية في ادارة هذا السلاح, بين الدولة وبين "حزب الله", كاشفاً عن تخوفه من شن اسرائيل عدوان عسكري ضد لبنان, في وقت تسعى فيه الى تشكيل حكومة وفاق وطني, المتزامن مع تقارب روسي - أميركي, ما يُدخل المنطقة في مرحلة من العنف العسكري والسياسي.

سعيد أبدى عدم موافقته على سلوك رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط بعد الثاني من اغسطس, لكن ما يربطه به على المستوى الأخلاقي والسياسي والصداقة والنضال المشترك, لا يسمح له بأن ينتقده بأي وسيلة اعلامية, مبدياً دهشته لمشاهدته رئيس الجمهورية ميشال سليمان يجلس على المقعد نفسه في المساواة مع العماد عون, لأن هذه المناسبة بالعرف هي تكريم لرئيس الجمهورية ورسالة يقدمها بطريرك الموارنة للبنانيين من خلال الرئيس الماروني, مجدداً مطالبته باجراء مصالحة على أساس الدولة, وبشروطها وليس بشروط طائفة غالبة على حساب الطوائف الأخرى تحت عنوان هذه الطائفة مسلمة, بما يؤكد بأننا أهل ذمة ونريد الاحتماء بمن له القدرة على الأذية. وفي موضوع الغاء الطائفية السياسية برر سعيد اعتراضه, لأن الجهة التي طرحت هذا الموضوع فاقدة الأهلية, ومارست السياسة بحد أقصى من الطائفية والانقسام الطائفي

 

 منسق الأمانة العامة لـ"14 آذار" اعتبر الجهة التي طرحت إلغاء الطائفية السياسية فاقدة للأهلية  01/01/2010

فارس سعيد لـ" السياسة ": نصرالله وعد المسيحيين اللبنانيين بمصير مشابه لمسيحيي العراق إن لم يخضعوا له

 القرار 1559 له منطقه ومناسبته السياسية والكلام عن إلغائه غير منطقي

 زيارة الحريري إلى سورية إعلان نوايا... أما الثقة فتأتي من السلوك والنتائج

بيروت - صبحي الدبيسي: السياسة

 وصف منسق الأمانة العامة لفريق "14 آذار" النائب السابق فارس سعيد كلام الامين العام ل¯ "حزب الله" السيد حسن نصر الله "المتوتر", لأن هناك رأياً مختلفاً عن رأيه في موضوع السلاح, لدرجة يمكن أن يتحول هذا التوتر الى تهديد المسيحيين, بأنهم اذا لم يخضعوا لشروطه, فان مصيرهم سيكون مثل مصير المسيحيين في العراق, "عازياً أسباب هذا التوتر", الى تحسس نصر الله بالخطر الخارجي الداهم من العدو الاسرائيلي, وأن كل ما فعله في الداخل غير كافٍ, وهو مضطر أن يستخدم نبرة تهديد في مواجهة المتغيرات, أما السلاح الذي يملكه, فقد تحول الى مصدر ضعف وليس مصدر قوة, ولأن التركيبة اللبنانية لا تشبه تركيبة العراق.

سعيد وفي حوار مع "السياسة", عدد مجموعة من العناصر التي زادت من توتر نصر الله, ومنها الانفتاح السوري على تركيا, والمفاوضات المرتقبة بينها وبين اسرائيل, وزيارة الرئيس الحريري الى الشام, وانتقال ميشال عون من بوابة طهران الى بوابة دمشق.

واعتبر زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري الى سورية "اعلان نوايا", أما الثقة وفق قوله "فتأتي من السلوك والنتائج", لافتاً الى أن "حزب الكتائب" صاحب حق بتلويحه اللجوء للطعن في موضوع السلاح, لأن هناك ازدواجية في ادارة هذا السلاح, بين الدولة وبين "حزب الله", كاشفاً عن تخوفه من شن اسرائيل عدوان عسكري ضد لبنان, في وقت تسعى فيه الى تشكيل حكومة وفاق وطني, المتزامن مع تقارب روسي - أميركي, ما يُدخل المنطقة في مرحلة من العنف العسكري والسياسي.

سعيد أبدى عدم موافقته على سلوك رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط بعد الثاني من اغسطس, لكن ما يربطه به على المستوى الأخلاقي والسياسي والصداقة والنضال المشترك, لا يسمح له بأن ينتقده بأي وسيلة اعلامية, مبدياً دهشته لمشاهدته رئيس الجمهورية ميشال سليمان يجلس على المقعد نفسه في المساواة مع العماد عون, لأن هذه المناسبة بالعرف هي تكريم لرئيس الجمهورية ورسالة يقدمها بطريرك الموارنة للبنانيين من خلال الرئيس الماروني, مجدداً مطالبته باجراء مصالحة على أساس الدولة, وبشروطها وليس بشروط طائفة غالبة على حساب الطوائف الأخرى تحت عنوان هذه الطائفة مسلمة, بما يؤكد بأننا أهل ذمة ونريد الاحتماء بمن له القدرة على الأذية. وفي موضوع الغاء الطائفية السياسية برر سعيد اعتراضه, لأن الجهة التي طرحت هذا الموضوع فاقدة الأهلية, ومارست السياسة بحد أقصى من الطائفية والانقسام الطائفي, وهذا نص الحوار:

كيف تفسر دعوة الأمين العام ل¯"حزب الله" السيد حسن نصر الله المسيحيين للتحاور فيما بينهم, بشأن مستقبلهم في لبنان, وما رأيك بالنبرة العالية التي تميزت بخطابه وخطاب رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد?

  قدر هذا البلد, أن يخرج من كل مرحلة, وهناك من يحدد له هويته وفقاً لشروطه. لقد حاول المسيحيون أن يحددوا هوية هذا البلد وفقاً لشروطهم. وحاول السنة أن يحددوا هوية هذا البلد وفقاً لشروطهم واليوم يحاول الشيعة تحديد هوية هذا البلد وفقاً لشروطهم.

الكلام الذي سمعناه أخيراً من السيد حسن نصر الله, هو حقيقة كلام متوتر, متوتر, بمعنى الذي استطاع أن يصنع الحكومة كما يريد الذي استطاع أن ينتزع الثلث المعطل, واستبدال "الطائف" ب"اتفاق الدوحة", والذي هو محمي بهذه الجماهير الهادرة, لماذا يتوتر? لأن هناك رأياً مختلفاً عن رأيه في موضوع السلاح, لدرجة يمكن أن يتحول هذا التوتر الى تهديد المسيحيين, بأنهم اذا لم يخضعوا الى شروط "حزب الله" والى تحديد هوية لبنان وفقاً لشروط الحزب, فمصيرهم يكون مثل مصير المسيحيين في العراق.

هذا التوتر مقلق, وسببه تحسس السيد حسن نصر الله, من ان هناك خطراً خارجياً داهماً من العدو الاسرائيلي, وأن كل ما فعله في الداخل من "اتفاق الدوحة" الى استخدام السلاح, الى البيان الوزاري, الذي يناسبه الى فرض شروط على رئيس الحكومة غير كافٍ, وبالتالي هو مضطر الى أن يستخدم نبرة تهديدية في مواجهة هذه المتغيرات. ويؤكد مرة جديدة, ان السلاح الذي يمتلكه, وهذا الفائض من القوة الذي يدعي أنها بين يديه هي مصدر ضعف وليس مصدر قوة, لأن التركيبة اللبنانية لا تشبه العراق, ولبنان ليس العراق. والمسيحيون في لبنان حددوا موقفهم بشكل واضح, بما يختص بعملية هوية لبنان, وبعملية ارتباط لبنان بالنظام العربي, وأهمية موقع لبنان في الصراع العربي - الاسرائيلي. هذا الكلام مرفوض رفضاً باتاً, وبالنسبة لنا يؤكد مرة جديدة, بأن الحزب هو في دائرة القلق الشديد وهو متوتر.

  ما تفسيرك لهذا التوتر بعد حملة مبرمجة لالغاء القرار الدولي رقم 1559? ولماذا يريد "حزب الله" والمعارضة الغاء هذا القرار?

  يحاول "حزب الله" الاستفادة من وضع معين, من الغاء البند المتعلق بالميليشيات, والقول ان موضوع الستراتيجية الدفاعية, أصبح على طاولة الحوار. وبالتالي فالقرار الدولي رقم 1559 قد نفذ. وكأن هذا القرار يمكن الغاؤه بشطبة قلم من الحكومة اللبنانية. بما يعني أن ذهنية تعاطي "حزب الله" مع قرارات الشرعية الدولية, تتناقض تماماً مع طبيعة قرارات الشرعية الدولية. هذه القرارات التي تصدر عن مجلس الأمن لها منطقها, ولها مناسباتها السياسية, ولها آليتها التنفيذية. وبالتالي الغاء القرار 1559 كلام غير منطقي, وهو اشارة اضافية لتوتر الحزب, وهذا التوتر معروف... الانفتاح السوري على تركيا يوتر "حزب الله", المفاوضات المرتقبة بين سورية واسرائيل توتر "حزب الله".

  العلاقات السنية - السورية, بعد زيارة سعد الحريري الى الشام توتر "حزب الله"?

  انتقال ميشال عون من بوابة طهران الى بوابة الشام يوتر "حزب الله".

لجهوزية العدائية الاسرائيلية الدائمة توتر "حزب الله", وبالتالي هذا الحزب يضع نفسه اليوم في دائرة القلق, ويحاول التعويض عن هذا القلق بنبرة عالية, لكي يوجه رسالة الى المسيحيين, مهدداً بأنهم سينقرضون من لبنان. ويحاول أيضاً أن يقول للسنة في لبنان, ان هناك فريقاً حاول زرع الفتنة بيننا وبينكم, وبالتالي عليكم أن تهدأوا وأن تخضعوا الى الأمر الواقع. نحن الأقوى, "هيهات منا الذلة", نحن القادرون على مواجهة اسرائيل. وبالتالي عليكم أن تخضعوا فقط الى وجهة نظرنا.

  هل تعتبر توتر السيد نصر الله, محاولة للالتفاف على زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري الى سورية, وما رأيك بهذه الزيارة?

  اذا كانت هذه الزيارة تأتي تحت عنوان "اعادة ترتيب البيت العربي", فأعتقد بأن زيارة الرئيس الحريري الى سورية, مطلوبة, واذا كانت تحت عنوان "تصحيح العلاقات اللبنانية السورية", فان تصحيح العلاقات اللبنانية السورية, لا يتم بهذا الشكل. تتم بشكل مختلف من خلال الانجازات والنتائج لهذه الزيارة, وهذا الموضوع هو اليوم في مرحلة اختبارية, أنا أريد أن أصدق بأن هناك محاولة حقيقية لاعادة ترتيب البيت العربي وربما أن تعود سورية الى عروبتها والى الحضن العربي, والمشاركة في اعادة ترسيم المصلحة العربية الكبرى, بظل التحولات التي تحصل.

تحت هذا العنوان أفهم تماماً ما فعله سعد الحريري تجاه سورية. أما بكلام لبناني - لبناني, فان الزيارة شكلت صدمة على المستوى النفسي لجمهور عريض من اللبنانيين, لأنها أتت بشكل غير مفهوم, ليس بموضوع التوقيت, أو بموضوع الزيارة بحد ذاتها, أعتقد بأنها يجب أن تفسر أكثر على مستوى الجمهور, وأن تُعطي في الاطار الأصح.

  هل وضعكم الرئيس الحريري في أجواء هذه الزيارة بعد عودته من الشام?

  نحن تكلمنا مع دولة الرئيس الحريري, ووضعنا بتفاصيل هذه الزيارة, ونحن باركنا ما قام به الرئيس الحريري, شرط أن تكون هذه المرحلة تحت عنوان الاختبار بيننا وبين سورية, لذلك يمكن القول: ان هذه الزيارة هي زيارة اعلان نوايا, أما الثقة فلا تأتي من اعلان النوايا, الثقة تأتي من السلوك وتأتي من النتائج.

  "حزب الكتائب" لوح باللجوء الى الطعن في البند المتعلق بسلاح المقاومة, فهل توقيت هذا الطعن بمحله?

  بغض النظر عن الأسلوب المستخدم من "حزب الكتائب" ونحن معه, اذا كان دستورياً أو غير دستوري, أراد "حزب الكتائب" أن يسجل نقطة بهذا الاتجاه, بأنه يعترض على موضوع السلاح. حاول أن يظهر اعتراضه من خلال التحفظ, ويحاول أن يظهر اعتراضه مرة ثانية, من خلال الطعن أمام المجلس الدستوري.

هناك انقسام في وجهات النظر لدى غالبية اللبنانيين, والفقهاء في الدستور يرون, ان هذا الطعن غير مناسب, أما في المفهوم السياسي لفلسفة هذا الطعن, أراد "حزب الكتائب", وهو صاحب حق في هذا الموضوع, أن يقول: أن ازدواجية ادارة السلاح في لبنان بين الدولة من جهة, وبين الحزب من جهة أخرى, هو مناقض للدستور, ومناقض أخرى, هو مناقض للدستور, ومناقض أيضاً لمفهوم العيش المشترك.

  كيف تجد صورة الوضع في المستقبل بعد هذه المواقف المتناقضة?

  نحن في صلب مرحلة انتقالية, ولبنان مجدداً في عين العاصفة, ليس على المستوى الداخلي, بل على المستوى الاقليمي, وتتجاذبه رياح اقليمية متعددة. من جهة الانتقال المحسوب من الجانب السوري, ومن الحضن الايراني الى الحضن العربي, اعادة الانفتاح بين سورية وتركيا هو جديد, وقد يكون له انعكاسات على الداخل اللبناني.

موضوع المفاوضات الايرانية - الأميركية التي تنتهي بعد أيام, أيضاً يُفسح في المجال لحقبة جديدة من العلاقات الاسلامية - الاسلامية في المنطقة. وموضوع المفاوضات العربية - الاسرائيلية هو موضوع أيضاً جديد, لذلك أنا أخاف دائماً عندما تكون هناك محاولة لتشكيل حكومة وفاق وطني في اسرائيل, وتتزامن هذه المحاولة الاسرائيلية مع تقارب روسي - أميركي وكلما حصل تقارب روسي- اميركي شكلت حكومة وفاق وطني في اسرائيل, هذا يعني أن المنطقة تدخل في مرحلة جديدة من العنف, أما العنف السياسي, عقوبات اقتصادية, أو عقوبات سياسية على بعض البلدان, أو الى مرحلة من الحروب الاقليمية, والموضوع ينعكس على الداخل اللبناني.

أما أن يكون الرئيس سعد الحريري على رأس هذه الحكومة, هو جزء من شبكة أمان داخلية, حتى لا تنعكس أحداث المنطقة على لبنان.

  بعد الانتخابات النيابية, سُجل الكثير من الملاحظات على السلوك السياسي للأمانة العامة ل¯"14 آذار", هل باشرتم ورشة اصلاح داخل الأمانة العامة, من أجل تطوير العمل, ام ستبقى الأمانة العامة متنفساً للخلافات والتباينات السياسية بين قيادييها?

  دور الأمانة العامة, ليس أن تكون فقط متنفساً للخلافات الاعلانية, أو الاعلامية, بل لتوحيد القراءة السياسية داخل أفرقاء "14 آذار", يعني بدلاً من أن ينظر المسيحيون بعين مسيحية الى ما يحدث في المنطقة, وبدلاً من أن ينظر السنة بعين سنية الى ما يحدث في المنطقة, والدروز والشيعة, كل واحد على حدة, مهمة الأمانة العامة أساساً هي أن تطرح توحيد القراءة السياسية, في ظل ما يجري, ليتسنى لأوسع اصطفاف وائتلاف سياسي من ضمن لبنان, أن يواجه بشكل موحد, وليس بشكل منفرد, أخطر شيء على لبنان, أن تعود الطوائف الى المربعات الأمنية, وأن تبحث عن حلول ذاتية بمعزل عن حلول الآخرين. هذا الموضوع لن يعطي نتائج لهذه المحاولات ولا يخدم الوحدة الداخلية اللبنانية.

اذا كنا نتكلم عن تحولات اقليمية كبرى وانعكاسها على لبنان, اليوم اللبنانيون هم أحوج من أي لحظة مضت أن يكونوا موحدين لمواجهة التحولات الكبرى, ليس أن ينظر كل بمفرده, ما هو موقع طائفته أو حزبه أو نفوذه, في ظل هذه التحولات.

من الأمور التي هي موضوع انتقاد على سلوك وليد جنبلاط مثلاً محاولته أن يقرأ هذه التحولات, وأن يستخلص النتائج, انطلاقاً من المربع الخاص, وهذا يفسح في المجال أن تقوم كل جماعة في لبنان, بقراءة خاصة ذاتية, لها علاقة بمصالح الطوائف وبمصالح نفوذ الأحزاب.

الأمانة العامة تذهب بشكل منفصل ومعاكس, اذا كانت هناك تحولات اقليمية, وسيكون لها انعكاسات على الداخل اللبناني, وأنا أكيد ان لها انعكاسات على الداخل اللبناني, انما علينا أن نوحد القراءة السياسية وأن نواجه هذه التحولات عند اللبنانيين غير المنضوين في حزب معين, أو فئة معينة لها حساباتها الخاصة.

  على ذكر وليد جنبلاط, كيف وجدت سلوكه منذ الثاني من اغسطس الماضي حتى اليوم?

  أنا لا أوافق وليد جنبلاط على سلوكه منذ 2 اغسطس حتى اليوم, انما ما يربطنا بوليد جنبلاط على المستوى الأخلاقي وعلى المستوى السياسي, وعلى مستوى الصداقة وعلى مستوى النضال المشترك, لا يسمح بأن أنتقد وليد جنبلاط بأي وسيلة اعلامية, أنا أكتفي بالقول بأنني لا أوافق وليد جنبلاط على ما فعله لسبب واحد, في 14 مارس عام 2005, تكلم وليد جنبلاط باسم غالبية اللبنانيين, في 2 اغسطس 2009, تكلم باسم فريق من اللبنانيين, حتى في داخل هذا الفريق هناك انتقاد على سلوكه, وبالتالي على وليد جنبلاط أن يجري حساباته هو يقدِر ما قام به. أعتقد بأن هذه العائلة اللبنانية التي ولدت من رحم الانتفاضة التي اسمها "14 آذار", والتي عباءتها هي عابرة لكل الطوائف. هذه العباءة تؤمن لوليد جنبلاط ولغير زعماء المناعة الكافية لمواجهة هذه المتغيرات الاقليمية, بينما اذا كان كل واحد قد قام بحساباته الخاصة منفرداً, فهذا لا يؤمن له ولا لجماعته المناعة ويضرب أيضاً الانجاز السياسي الذي تقدم به اللبنانيون في "14 آذار".

  كيف تفسر اللقاء في بكركي الذي جمع البطريرك صفير الى رئيس الجمهورية ميشال سليمان والعماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع, وما رأيك بالمصافحة بين عون وجعجع?

  لا شيء, كنت أتمنى أن تظل هذه المناسبة, أي نهار الميلاد, مناسبة كي يوجه بطرك الموارنة رسالته الى الجمهورية اللبنانية عبر حضوره وألا ينافس رئيس الجمهورية في بكركي أي زعيم. لقد دهشت لأن الرئيس سليمان جلس على المقعد نفسه في المساواة مع ميشال عون. كنت أتمنى أن يبقى الرئيس رئيساً على كرسي متقدمة في داخل الكنيسة, وأن تتعامل معه الكنيسة المارونية كرئيس أو ليس فقط كزعيم من زعماء الموارنة. رئيس جمهورية ليس زعيم الموارنة, هو رئيس جمهورية كل اللبنانيين, وهذه المناسبة بالعرف كانت ويجب أن تبقى مناسبة يكرم فيها رئيس جمهورية لبنان, ورسالة يقدمها بطرك الموارنة للبنانيين من خلال الرئيس الماروني.

  تشيع بعض الأوساط عن قرب مصالحة مسيحية - مسيحية, فهل هذا صحيح?

  لا علم لي أبداً بهذا الموضوع, برأيي انقسام المسيحيين ليس انقساماً على الأمور الشخصية, الانقسام المسيحي هو بشأن الخيارات السياسية, هناك فريق حتى هذه اللحظة ينتقل الى مكان آخر ويمثله العماد ميشال عون, يقدم مصلحة الموارنة من خلال تحالف مع أقلية اسلامية في العالم الاسلامي, ويعتبر بأن مبادرة العبور الى المنطقة من بوابة طهران, وهناك فريق آخر من المسيحيين, يرى بأن يكون لبنان مرتكزاً على فكرة العيش المشترك التي تضم كل الطوائف اللبنانية, وليس الثنائيات الطائفية على حساب العيش المشترك. وأن لبنان جزء لا يتجزأ من هذه المصالح العربية المشتركة, وبالتالي هذا الخلاف ليس بجديد, البعض من المسيحيين يحاول استسهال المواقف ويقول, بأن المسيحيين منقسمون بين مسيحيين سُنة ومسيحيين شيعة. وبرأيي قبل بروز النفوذ السني والنفوذ الشيعي, كان هناك انقسام مسيحي.

في العام 1943, كان الانقسام المسيحي بين الانتداب الفرنسي وبين الاستقلال. في العام 1958 كان الانقسام المسيحي بين حلف بغداد والعروبة بزعامة جمال عبد الناصر, في العام 1968 كان الانقسام المسيحي بين الحلف والنهج, وصولاً الى العام 1975 بين من يدعم القضية الفلسطينية, والثورة من يعتبر بأن تهديد الجمهورية يأتي من منظمة التحرير ومن الوجود الفلسطيني في لبنان.

برأيي هذا الانقسام هو انقسام سياسي وليس انقساماً على المستوى الشخصي, وما يقوله المسيحيون بموضوع المصالحات هو الابتعاد من الواقع, اذا كان هناك من مصالحة يجب أن تكون على أساس الدولة وبشروط الدولة, وليس بشروط طائفة غالبة على حساب الطوائف الأخرى تحت عنوان بأن هذه الطائفة مسلحة, أو هذا الحزب مسلح, يجب أن نكون إلى جانبه كي نسلم من ضرره.

هذا الكلام يؤكد على أننا أهل ذمة ونريد الاحتماء بمن له القدرة على الايذاء. أعتقد أن حماية اللبنانيين ومن ضمنهم المسيحيون, تكون من خلال بناء الدولة الواحدة, وعلى رأسهم الكنيسة المارونية كما تفعل أن تخوض معركة بناء الدولة في لبنان. هكذا تكون الحماية المسيحية وحماية لبنان.

  في ظل هذا الخطر المذهبي الداهم المتأتي عن صراع سني - شيعي في المنطقة وانعكاسه على لبنان, طرحت مسألة الغاء الطائفية السياسية, لكنها جوبهت بمعارضة من قبل مسيحيي "14 آذار". لماذا تعترضون على الغاء الطائفية السياسية?

  الجهة التي طرحت هذا الموضوع, فاقدة الأهلية لأن توقيت طرح هذا الموضوع مشبوه. والجهة التي تطرح هذا الموضوع, مارست السياسة بحد أقصى من الطائفية والانقسام الطائفي وبأن التوقيت مشبوه, كلما طرحنا موضوع السلاح نواجه دائماً بموضوع الغاء الطائفية السياسية وكأن هناك مقايضة معروضة, اذا أردتم أن نُلغي موضوع الطائفية السياسية, عليكم أن تتوقفوا عن اثارة موضوع السلاح.

نحن نطالب بتطوير النظام في لبنان, والوصول الى الدولة المدنية, وآليات الوصول الى هذه الدولة موجود في اتفاق "الطائف", أي اعطاء الضمانات لطوائف لبنان من خلال انشاء مجلس شيوخ واعطاء الحقوق لكل الأفراد اللبنانيين بتنفيذ القانون وتنفيذ الدستور.

 هذه هي أسباب توتر نصر الله:

المفاوضات المتوقعة بين سورية وإسرائيل وزيارة الحريري لدمشق وانتقال عون من بوابة طهران إلى بوابة دمشق

 الانقسام المسيحي هو حول الخيارات السياسية..

 نعم... أتخوف من عمل إسرائيلي ضد لبنان