المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الجمعة 23 أيار/ 2008

نجيل القدّيس يوحنّا .21-18:15

إِذا أبغَضَكُمُ العالَمُ فَاعلَموا أَنَّه أَبغَضَني قَبلَ أَن يُبغِضَكم. لو كُنتُم مِنَ العالَم لأَحَبَّ العالَمُ ما كانَ لَه. ولكِن، لأَنَّكم لَستُم مِنَ العالَم إِذ إِنِّي اختَرتُكم مِن بَينِ العالَم فلِذلِكَ يُبغِضُكُمُ العالَم. أُذكُروا الكَلامَ الَّذي قُلتُه لَكم: ما كانَ الخادِمُ أَعظمَ مِن سَيِّده. إِذا اضطَهَدوني فسَيَضطَهِدونَكم أَيضاً. وإِذا حَفِظوا كلامي فسيَحفَظونَ كَلامَكم أَيضاً.

لا بَل سيَفعَلونَ ذلكَ كُلَّه بِكُم مِن أَجْلِ اسمي لأَنَّهم لا يَعرفونَ الَّذي أَرسَلني.

 

 

كوشنير يشكك في التوصل إلى السلام قبل نهاية العام الحالي

مصادر فلسطينية ومصرية تؤكد فشل المفاوضات بين القاهرة و»حماس« حول التهدئة في غزة

القدس - رام الله - غزة - (وكالات): عبر وزير الخارجية الفرنسي, برنار كوشنير, عن شكوكه ازاء فرص التوصل الى اتفاق سلام بين اسرائيل والفلسطينيين قبل نهاية العام الحالي, مؤكدا ان الاستيطان الاسرائيلي يشكل عقبة امام السلام. وقال كوشنير في حديث لصحيفة الايام الفلسطينية في رام الله, انه اذا تم النظر الى الوضع الميداني, فلدينا اسباب للتشكيك, مضيفاً ان »الحياة اليومية لا تتغير الا ببطء شديد ما خلق استياء وفي الوقت نفسه يقول لنا القادة ان المفاوضات تتيح بحث كل مسائل الوضع النهائي, اعتقد ان الشعبين الاسرائيلي والفلسطيني والعالم اجمع بحاجة لتقدم تاريخي«. واعلن كوشنير الذي وصل مساء الاربعاء الى المنطقة في زيارة تستمر ثلاثة ايام الى اسرائيل والضفة الغربية, ان مواصلة الاستيطان الاسرائيلي تشكل احد ابرز العراقيل امام السلام.

وقال ان »فرنسا مثل الولايات المتحدة وكل المجموعة الدولية تطالب رسميا اسرائيل بوقف كل انشطة الاستيطان لاظهار التزامها الفعلي في سبيل اقامة دولة فلسطينية قابلة للاستمرار وبالسلام في الشرق الاوسط«. وفي سياق متصل دان رئيس دائرة شؤون المفاوضات الفلسطيني صائب عريقات, قرار الحكومة الاسرائيلية, بناء 286 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة »بيتار ايليت« قرب بيت لحم بالضفة الغربية, قائلا: ان استمرار الاستيطان الاسرائيلي يعني استمرار الاحتلال. واكد عريقات مجددا - في تصريح لإذاعة »صوت فلسطين« ان السلام والاستيطان خطان لايلتقيان.. مشيرا الى انه جرت اتصالات مكثفة مع الرباعية الدولية حول هذه القضية وان اسرائيل لم تواجه موقفا دوليا حازما وقادرا على الزامها بوقف استيطانها.

على صعيد عملية التهدئة التي ترعاها مصر في قطاع غزة - اعلن رئيس الوزراء الفلسطيني المقال اسماعيل هنية امس, ان الفصائل الفلسطينية لن تقيم تهدئة مع اسرائيل مالم تستجب لمطالب وقف العدوان ورفع الحصار. وقال هنية في كلمة خلال مؤتمر للعلماء في غزة بمناسبة الذكرى الستين ل¯ »النكبة الفلسطينية« التي تواكب تأسيس اسرائيل: »إن الفصائل الفلسطينية لم ولن تعطي التهدئة عن ذلة ولن تقدمها ما لم تستجب اسرائيل لمطالب رفع الحصار وفتح المعابر ووقف العدوان«. واكد هنية ان مقترح التهدئة مع اسرائيل الذي وافقت عليه حركة حماس والفصائل الفلسطينية »جاء بطلب من وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس بعد فشل العمليات العسكرية الاسرائيلية على قطاع غزة«. وقال: »جاء عرض التهدئة من الطرف الاميركي والاسرائيلي بعد فشل اخضاع قطاع غزة والقضاء على مقاومته وقد رأينا نحن ان في ذلك ما يمكن ان يحقق مصالح الشعب الفلسطيني خصوصا في رفع الحصار وفتح المعابر ووقف العدوان ودون ذلك لن يكون هناك تهدئة«. واشار رئيس الوزراء المقال الى ان وفد حركة حماس اجتمع في القاهرة مع مدير المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان ليستمع الى الموقف الاسرائيلي والردود حول اقتراح التهدئة, لافتا الى ان الوفد سيعرض ما سمعه في القاهرة على الفصائل لدراسته وتحديد الموقف بشكل نهائي.

تزامن ذلك مع تأكيد مصدر مصري وآخر من »حماس«, ان مباحثات القاهرة لم تسفر عن نتائج ايجابية.

وقال المصدر المصري الذي رفض الكشف عن اسمه ان وفد قادة »حماس« في الخارج برئاسة نائب رئيس المكتب السياسي للحركة موسى ابو مرزوق غادر القاهرة بسبب اصطدام المباحثات بتأكيد المسؤولين المصريين, ان التهدئة مع اسرائيل لا تضمن فتح معبر رفح, الذي اوضحت القاهرة انه سيعمل وفقا لاتفاق المعابر الموقع في العام 2005 . وقال مصدر »حماس« ان وفد الحركة الذي عقد اجتماعين مع مدير المخابرات المصرية, الوزير عمر سليمان لبحث الرد الاسرائيلي لم يتوصل الى نتائج ايجابية, تشير الى قرب تحقيق التهدئة. وقال المصدر ان »حماس« ستبلور ردا على المقترحات الاسرائيلية, يسلم الى اللواء سليمان, يتمحور حول رفض اسرائيل لعملية التزامن بين التهدئة وفتح المعابر والتوقيت الدقيق لفتح معبر رفح في حال الاعلان عن التهدئة ونوعية البضائع التي ستسمح اسرائيل بادخالها الى قطاع غزة. امنيا, اكدت متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي ان شاحنة مفخخة انفجرت صباح امس شمالي قطاع غزة عند معبر بيت حانون على الحدود مع اسرائيل ما اسفر عن مقتل سائقها الفلسطيني. وقالت المتحدثة ان الانفجار وقع عند مدخل المعبر على الجانب الفلسطيني منه مشيرة الى ان الانفجار لم يسفر عن سقوط اي قتلى بخلاف منفذه ولكنه تسبب بخسائر مادية. وكانت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي وكتائب الاقصى, مجموعات ايمن جودة, التابعة لحركة فتح قد اعلنتا مسؤوليتهما المشتركة عن العملية التي استهدفت المعبر. ونقلت وكالة »معا« الفلسطينية المستقلة للانباء عن شهود عيان ان انفجاراً كبيراً هز المعبر صباح امس مشيرة الى ان المعبر تعرض لاطلاق قذائف صاروخية وهاون قبل انفجار الشاحنة.

 

خفايا الأزمة الصامتة بين سورية وحزب الله

الأسد ألح على بدء المفاوضات مع إسرائيل بعد انفراد نصر الله بحسم المعادلة عسكرياً في بيروت

السياسة/أكدت مصادر اسرائيلية مطلعة ان توقيت الاعلان عن بدء  المفاوضات بين سورية واسرائيل بوساطة تركية في اسطنبول, جاء بطلب واضح وملح من الجانب السوري, قائلة ان قرار الرئيس بشار الاسد, توقيت الإعلان عن استئناف المفاوضات, بعد الاعلان عن نجاح مؤتمر المصالحة اللبنانية في الدوحة, جاء بهدف توجيه رسالة الى الامين العام لحزب الله حسن نصرالله, على خلفية الازمة الصامتة بين الطرفين, منذ ان قرر نصر الله قلب موازين القوى في بيروت بقوة السلاح. ونقل موقع »الحقيقة« السوري عن المصادر قولها ان المعلومات الاستخبارية والديبلوماسية الاسرائيلية تشير الى ان الامين العام لحزب الله »اتخذ قرارا باللجوء الى السلاح لحسم الموقف وكسر الجمود في لبنان بمعزل عن رأي الجانب السوري الذي كان يرفض خطوة حزب الله العسكرية, ليس لانه يرفض هذا الاسلوب, ولكن لانه كان يريد استمرار الازمة اللبنانية معلقة حتى اشعار آخر, وريثما  تنضج الظروف الاقليمية والدولية بحيث يستطيع  توظيف الساحة اللبنانية, لاسيما حزب الله, كورقة في مساوماته«.

واضافت المصادر ان الامين العام لحزب الله »اقدم على عملية تنطوي على ذكاء سياسي ستراتيجي, بالنظر لانه قرر حسم الموقف لصالحه في لبنان, وتشكيل حكومة وحدة وطنية يكون له فيها حق الفيتو على جميع المسائل والقرارات الستراتيجية, فور ان تبلغ معلومات بقرب استئناف المفاوضات الاسرائيلية - السورية, وقبل ان يصل النظام السوري الى مرحلة من الاستحقاقات يكون قادرا فيها على اللعب بالورقة اللبنانية, لاسيما ورقة حزب الله, بالطريقة التي تخدم مصالحه الخاصة«. وقالت هذه المصادر »ان نصر الله قطع الطريق على الاسد وحرمه من ذلك. ولا يغير من حقيقة الامر شيئا ما اعلنته دمشق بلسان وزير خارجيتها عن ترحيبها باتفاق الدوحة, وما اظهرته من ابتهاج بالتطورات الميدانية في لبنان خلال الايام الاخيرة«.

وأكدت المصادر ان »قرار الحسم العسكري الذي اتخذه نصر الله في بيروت كان من القرارات النادرة التي يتخذها  دون استشارة دمشق وطهران اللتين فوجئتا بما جرى, وان تكن طهران اكثر غبطة بالنتائج المتحققة اكثر من دمشق, على الاقل لان ما جرى شكل ضربة لواشنطن وحلفائها«.

 على صعيد متصل, نسب موقع الحقيقة الى مصدر اسرائيلي رسمي قوله ان استئناف المفاوضات السورية - الاسرائيلية لا قيمة عملية له, وهو مجرد تقطع للوقت من قبل الرئيس السوري ريثما تنتهي الحقبة البوشية (نهاية ولاية الرئيس بوش), وهروب للامام من قبل اولمرت من الملاحقة القانونية التي اصبحت قريبة جدا على اتهامات بالفساد, مشبها الامر ب¯¯ »أعمى يتعكز على اعرج«, ولا يهم هنا من الاعرج ومن الاعمى, سواء اكان اولمرت ام الاسد.

 من جهة اخرى نقل الموقع عن مصادر رسمية اسرائيلية ان الوفد الاسرائيلي المفاوض, يتألف من مستشاري رئيس الحكومة بورام توربوفيتش وشالوم ترجمان.

 وفي حين ذكرت وسائل اعلام مختلفة ان المستشار القانوني في وزارة الخارجية السورية, رياض الداوودي يترأس الوفد السوري نفى الداوودي هذه المعلومات.

 وكشف موقع »الحقيقة« ان الوفد السوري يضم الدكتور سمير التقي, منسق الاتصالات مع اسرائيل وموظفين من رئاسة الجمهورية, ومستشاراً امنياً من المخابرات العسكرية. مضيفاً ان الوفدين السوري والاسرائيلي اقاما في فندق كونراد الواقع على بولفار بابا روس, في الشط الغربي, من المدينة.

وفي اتصال ل¯¯ »الحقيقة« مع السيدة ديلارا اوزتيكين Dilara Oztekin مديرة قسم »المؤتمرات والانشطة« في مجموعة فنادق كونراد - هيلتون في اسطنبول اكدت انها تلقت طلبا مساء الاحد الماضي من وزارة الخارجية التركية لحجز »تسع غرف« في الفندق باسم وزارة الخارجية لصالح ضيوف سوريين واسرائيليين«, لكنها رفضت الافصاح عن اسماء الضيوف, الا ان مصدرا ادارياً اخر في الفندق كشف عن ان الغرف التسع هي »لجميع افراد الوفدين, بما في ذلك المرافقون والسكرتاريا«.

 

سورية وإسرائيل اتفقتا على لقاءات دورية في اسطنبول

أولمرت اعتبرها واجباً وطنياً... وليفني تشترط توقف دمشق عن دعم إيران و»حماس« وحزب الله

 أنقرة - (وكالات): أعلن وزير الخارجية التركي علي باباجان امس, ان مفاوضات السلام غير المباشرة بين سورية واسرائيل, والتي اختتمت جولتها الأولى في اسطنبول مساء الأربعاء, قد ارضت الطرفين, وستستمر على أساس لقاءات دورية. وقال الوزير التركي للصحافيين ان »الطرفين راضيان لكون المفاوضات التي جرت على مدى ثلاثة أيام الاثنين والثلاثاء والأربعاء في اسطنبول سمحت بايجاد ارضية تفاهم مشتركة«. وقالت شبكة »سي . إن. إن«  الأخبارية الناطقة بالتركية ان رئيس الوفد السوري رياض داودي وهو المستشار القانوني لوزارة الخارجية السورية غادر تركيا الليلة قبل الماضية دون الرد على أسئلة الصحافيين.

 من جانبه توقع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت ان لا تكون المفاوضات سهلة او بسيطة, مشيراً الى انها قد تستغرق وقتا طويلا, حتى يتم التوصل لاتفاق سلام«.  وقال أولمرت في تصريحات نشرتها الإذاعة الاسرائيلية صباح أمس »إن هذه المفاوضات تنطوي على تنازلات ليست بالسهلة ستقدمها إسرائيل«, مضيفا »أن الحدود الشمالية مع سورية ولبنان هي مصدر القلق الرئيسي لحكومته خشية ان تودي الى انزلاق إقليمي«. وأعتبر ان استئناف المفاوضات مع سورية هو واجب وطني يجب استنفاده على غرار ما كان يعتقده اسلافه رؤساء الوزراء اسحق رابين وبنيامين نتانياهو وايهود باراك مؤكداً »ان هؤلاء كانوا على استعداد لتقديم تنازلات مؤلمة بهدف تحقيق السلام مع سورية«. وفي حين رحب وزير الدفاع ايهود باراك بالاعلان عن بدء المفاوضات مع الجانب السوري قائلا»أن اخراج سورية من دائرة العداء, هي خطوة مهمة لكنها ليست جديدة بالنسبة لاسرائيل«, قالت وزيرة الخارجية تسيبي ليفني ان على سورية ان تنأى بنفسها عن حركة حماس وحزب الله وإيران, اذا ما كانت تريد لمفاوضات السلام ان تنجح.

واوضحت ليفني للصحافيين قبل لقائها بوزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنيري في تل أبيب ان »اسرائيل تجاهد دوما من أجل التوصل الى سلام مع جيرانها إلا أن على السوريين ان يفهموا ضرورة التوقف عن دعم إرهاب »حماس« وحزب الله وإيران«. وفي ردود الفعل الاسرائيلية المعارضة, رأت رئيسة كتلة ميريتس« زهافا غلؤون , ان اعلان اولمرت اجراء مفاوضات غير مباشرة مع سورية, هو مجرد حيلة اعلامية لالهاء الرأي العام عن التحقيقات الجارية معه.

ونقل راديو »صوت اسرائيل« عن غلؤون قولها إن حكومة أولمرت ليست مخولة اخلاقيا لدفع عملية سياسية مهمة مثل عملية التفاوض مع سورية وذلك بسبب خضوع أولمرت لتحقيق في عدة قضايا.  ودعت رئيسة كتلة »ميريتس« رئيس الوزراء الاسرائيلي الى تعليق مهامه مؤقتا, وقالت»إن عملية التفاوض يجب ألا تتوقف وعلى من يخلف أولمرت أن يواصلها«. وانتقد يوفال شتاينتز, عضو الكنيست الاسرائيلي عن حزب الليكود, رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت لاقدامه على بدء مفاوضات سلام مع سورية. وقال شتاينتر في تصريح لقناة »العربية« الاخبارية »إنه يبدو ان أولمرت فاسد للغاية, حيث لم يكتف بتلقي الأموال في مظاريف فحسب ولكنه على استعداد للتنازل عن مرتفعات الجولان أيضاً«.  واتهم عضو الكنيست الاسرائيلي اولمرت ب¯»التخلي عن مصالح اسرائيل الحيوية في محاولة للحفاظ على منصبه من التحقيقات الجنائية التي تجرى معه«.  من جهتها أكدت صحيفة »هاآرتس« الاسرائيلية« ان اسرائيل وسورية ستبدآن بعد بضعة اسابيع مفاوضات تهدف الى التوصل الى اتفاق سلام شامل بين البلدين.

 

المجلس النيابي ينتخب الاحد سليمان رئيسا في جلسة هي العشرون بعد الفراغ

شاشات اضافية في البرلمان لتمكين الحضور من المتابعة

المركزية - يلتئم المجلس النيابي عند الخامسة بعد ظهر الاحد المقبل بكامل اعضائه الـ127 في جلسة انتخابية هي العشرون لانتخاب رئيس الجمهورية التوافقي العماد ميشال سليمان بعد فراغ رئاسي دام قرابة الستة اشهر. وكانت تكثفت اليوم الاجراءات الامنية التي تتطلبها جلسة الانتخاب وترافق ذلك مع تحضيرات واجتماعات جدية هذه المرة كسرت جليد التسع عشرة جلسة السابقة والمؤجلة. وقبل توجيه رئيس المجلس النيابي نبيه بري الدعوة الى النواب كان امين عام المجلس عدنان ضاهر عقد سلسلة اجتماعات بناء للتوجيهات مع مسؤولي التشريفات والبروتوكول كما عقد اجتماعا امنيا مع مسؤولي الامن في المجلس النيابي لوضع اللمسات النهائية على الترتيبات اللازمة.

المجلس النيابي سيشهد الاحد المقبل جلستين متتاليتين لا يفصل بينهما اكثر من ربع ساعة الاولى لانتخاب الرئيس التوافقي تمر في خلالها صندوقة الاقتراع على 127 نائبا من اصل 128 بعد استشهاد النائب انطوان غانم وتبدأ بتلاوة اسماء النواب الغائبين ثم الوقوف دقيقتي صمت حدادا على النائب غانم والنائبين السابقين نديم سالم وصبحي ياغي ثم تتلى المواد 49 و73 من الدستور والمواد 11 و12 من النظام الداخلي المتعلقة بانتخاب رئيس الجمهورية.

اما الجلسة الثانية فهي ستكون مخصصة لقسم اليمين. فبعد عملية الانتخاب وفرز الاوراق التي يتولاها اصغر النواب سنا وهما هادي حبيش وجواد بولس يعلن الرئيس بري نتيجة الاقتراع ويتوجه لاصطحاب الرئيس المنتخب ويعلن بعدها افتتاح جلسة القسم. وبعدما يؤدي الرئيس المنتخب القسم يلقي خطابا يتوجه فيه بالشكر للنواب وللذين ساهموا في انضاج التوافق اللبناني. ثم يلقي الرئيس بري كلمة يرحب فيها بالرئيس المنتخب وبالحضور مرة ثانية وبالرؤساء والقادة العرب والاجانب والسفراء المعتمدين في لبنان.

وعلم هنا ان من بين المدعوين المؤكد حضورهم امير قطر الشيخ حمد بن جاسم بن خليفة، رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم آل ثاني، الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، ووزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير، وزير خارجية ايطاليا ماسيمو داليما، وممثل الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا ووزير خارجية اسبانيا ميغيل انخيل موراتينوس فضلا عن وزراء الخارجية العرب الثمانية اعضاء لجنة الوساطة العربية وأمين عام جامعة الدول العرية عمرو موسى.

وتوقعت مصادر ادارية في المجلس النيابي ان تكون القاعة المخصصة للضيوف مكتظة بالرؤساء والزعماء المدعوين والشخصيات الديبلوماسية والنقابية والاعلامية والاجتماعية المحلية والاجنبية الامر الذي دفع المسؤولين عن الترتيبات الادارية واللوجستية الى تأمين شاشات عملاقة في مكتبة المجلس في المبنى الملحق وفي قاعة الصحافة لتمكين الحضور من متابعة وقائع الجلسة التي ستنقل مباشرة على الهواء.

بعد انتهاء الجلسة يتلقى الرئيس المنتخب العماد ميشال سليمان التهانئ في مكتب رئيس المجلس قبل ان يغادر الى قصر الرئاسة في بعبدا يرافقه رئيس المجلس.

وتوقعت مصادر نيابية ان يقدم الرئيس السنيورة استقالة حكومته مساء الاحد المقبل على ان تبدأ الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس الحكومة الجديد يوم الاثنين المقبل ويومي الثلثاء والاربعاء على ان يبدأ رئيس الحكومة المكلف استشاراته في المجلس النيابي حول شكل الحكومة والحقائب الوزارية تمهيدا لاعلان حكومة الوفاق الوطني.

 

قادة ومسؤولون عرب واجانب يشهدون انطلاقة العهد الجديــد

جلسة الانتخاب الرئاسي عصر الاحد بمشاركة نيابية لا مثيل لها

دولة"الحق والعدل والقانون" نهج الرئيــــس العتيـــــد

المركزية - الخامسة عصر الاحد 25 أيار 2008 سيكون للبنان رئيس جمهورية ينهي عهد "فخامة الفراغ" المتربع في السدة الاولى منذ ستة أشهر ويضع حدا لحال التسيب والفوضى المستشرية في البلاد منذ أكثر من سنتين بفعل الصراع والتجاذب السياسي بين فريقي الموالاة والمعارضة والذي تحول عسكريا حاصدا القتلى والجرحى والخراب والدمار، وأقفل على النهاية السعيدة المرتجاة من الشعب اللبناني والتي توجت باتفاق الدوحة" ليدخل لبنان عهدا جديدا من الاستقرار والازدهار المنشودين منذ أمد بعيد.

مفعول اتفاق الدوحة يبدأ سريانه اعتبارا من الاحد في جلسة الانتخاب الرئاسية التي دعا اليها الرئيس بري لانتخاب الرئيس التوافقي قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية وفق ما تقتضيه الاصول والاعراف الدستورية بمشاركة نيابية كثيفة لم يشهد لها مثيلا وحضور محلي وعربي ودولي لافت من حيث الشكل والمضمون، تأكيدا على دعم العهد الجديد وخطوات رئيسه المقبل حيث ان مهمات كثيرة وصعبة ستلقي على عاتقه ليس اقلها مواجهة المرحلة المقبلة الدقيقة والحساسة في اكثر من مفصل في ظل تسويات داخلية واقليمية تنتظرها المنطقة.

تحرير الاجندات: وافساحا في المجال للمشاركة العربية والدولية في جلسة الانتخاب الرئاسية وبعد مشاورات واتصالات أجراها الرئيس نبيه بري بعدد من المسؤولين العرب والاجانب تمهيدا لتحرير اجنداتهم من الارتباطات المسبقة تم تحديد الخامسة عصر الاحد موعدا للجلسة ليتسنى لهؤلاء المشاركة شخصيا على مستويات رفيعة حيث رصدت حتى الساعة مشاركة كل من امير قطر حمد بن خليفة آل ثاني وعدد من المسؤولين القطريين، المنسق العام للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا ووزراء خارجية كل من فرنسا برنار كوشنير وايطاليا فرانكو فراتيني واسبانيا ميغال انخل موراتينوس فيما ترددت معلومات عن مشاركة وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس لترجمة دعم بلادها لمسيرة الرئيس العتيد.

وعلى وقع ورش الترتيبات والتجهيزات التي انطلقت مواكبة للحدث في القصر الجمهوري والمجلس النيابي لاستقبال الضيف الكبير يعكف العماد سليمان على وضع اللمسات الاخيرة على خطاب القسم الذي سيلقيه بعد انتخابه في المجلس والمتوقع في السادسة مساء. وعلمت "المركزية" ان هذا الخطاب سيكون مميزا وخارجا عن الاطار التقليدي يعكس عقلية وذهنية الرئيس ومنهجيته المتماشية مع روح الشباب وهو لن يتضمن وعودا براقة بل سيأتي واقعيا الى اقصى الدرجات ليكرس دولة الحق والقانون شعارا للعهد الجديد.

وفور انتهاء الانتخاب وتقبل التهانئ ينتقل الرئيس الى قصر بعبدا محاطا برئيسي المجلس النيابي والحكومة ويتسلم من مدير المراسم مارون حيمري الوشاح الاكبر على ان يعكف بدءا من يوم الاثنين المقبل على التحضير للاستشارات النيابية تمهيدا لتشكيل الحكومة بعدما يكون رئيسها فؤاد السنيورة قدم استقالتها اليه ودخل مرحلة تصريف الاعمال. وفيما تلقى العماد سليمان منذ يوم امس سيلا من اتصالات التهنئة من شخصيات سياسية محلية وعربية اكدت مصادر مقربة منه ان منهجا جديدا من التعاطي مع القضايا الوطنية سيدمغ عهده مقدما العمل على القول خصوصا بعدما تكرست مصالحة الافرقاء اللبنانيين التي من شأنها فتح صفحة جديدة تقفل الباب على آلام وجراح الماضي وتعبد الطريق امام ارساء علاقات داخلية وخارجية على أسس متينة ومن ضمنها تنظيم العلاقات مع سوريا.

 

استكمال عملية إزالة الخيم من وسط بيروت

 المركزية - استكملت لليوم الثاني على إعلان الدوحة عملية رفع اعتصام المعارضة من وسط بيروت باشراف محافظ مدينة بيروت بالوكالة ناصيف قالوش.

وقامت الفرق الفنية وفرق التنظيمات بازالة الحواجز والعوائق الحديدية والاسلاك الشائكة من وسط المدينة عموما ومن محيط السراي الحكومي والخط الممتد بمحاذاة ساحة الحرية وجامع محمد الامين خصوصا، اي الخط الذي كان يفصل ساحتي الشهداء ورياض الصلح التي لا تزال اعمال ازالة الخيم الحديدية الكبيرة مستمرة فيها.ومن المتوقع ان تخلو الساحة من الخيم والمستوعبات عند الثامنة مساء. اشارة الى ان مجهودا كبيرا يقوم به عمال وآليات شركة "سوكلين" لمحو كل الآثار التي خلـّفها الاعتصام. وأفادت المعلومات ان المحال والمؤسسات تستعد لاعادة فتح ابوابها واستئناف العمل تحضيرا للاحتفالات التي ستنظم ابتداء من هذه الليلة في كل ارجاء مدينة بيروت.

 

الاقليات المسيحية طالبت برفع التهميش عنها: اقله ان يكون مقعدنا في دائـــرة مسيحيـة

 المركزية - اعلنت الاقليات المسيحية رفضها للتهميش والالغاء والتغييب، مطالبة "على الاقل بأن يكون المقعد النيابي التابع لها في دائرة مسيحية".

عقد لقاء في مقر الرابطة السريانية، ضم ممثلين عن طوائف الاقليات المسيحية الست ناقش تقسيم بيروت حسب اتفاق الدوحة، واثر نقاش طويل صدر بيان اذاعه باسم لقاء الاقليات المسيحية حبيب افرام فقال: ""نحن ناشطون وسياسيون ومثقفون من ست طوائف مسيحية هي السريان الارثوذكس، السريان الكاثوليك، الاشوريون، الكلدان، اللاتين، الاقباط، اي نصف الطوائف المسيحية بكل ما يمثلون من تراث وحضارة وتاريخ وامتداد يحشرهم النظام السياسي اللبناني اصلا بالتسمية فيجعلهم اقليات مسيحية. نحن ست طوائف لها مقعد واحد في بيروت على الرغم من انها طالبت بانصافها بأن يكون لكل منها نائب او على الاقل بتمثيل اوسع. نحن 50 الف ناخب بين بيروت وزحلة والمتن لم يؤخذ رأي لقياداتها في أي تقسيم، نحن صرنا ننتخب ولا ننتخب. نحن 26 ألف ناخب في بيروت موزعين في دوائرها، لم ينصفنا النظام في اي وزارة، لم نمثل مطلقا منذ الاستقلال. نحن لسنا أيتاما، ولا نقبل ألا يكون لنا صوتنا.

نحن نرفض تهميشنا وإلغاءنا وتغييبنا وقهرنا. إن وضعنا في الادارة سيء، لا أحد يسأل عن حقوقنا. نطالب على الاقل بأن يكون مقعدنا في دائرة مسيحية حيث يمكن المنافسة ضمن تياراتنا وأحزابنا ونحمل كل القيادات المسيحية مسؤولية ابقاء المقعد في المناطق المسيحية". أضاف:" ونسأل في قانون 1960 كان المقعد في الدائرة الثانية، في قانون الوزير سليمان فرنجية المقعد في الدائرة الاولى. في قانون الوزير فؤاد بطرس المقعد في الدائرة الاولى، فكيف بسحر ساحر، وبليلة ظلماء سرق المقعد الى حيث لا انتخابات والنتائج معروفة سلفا والنائب يعين؟ نحن نرحب بالحل الذي أنهى الازمة اللبنانية، ونؤيد بقوة انتخاب الرئيس العتيد العماد ميشال سليمان ونطالبه بأن يحمل هذه القضية بين يديه فلا يبدأ عهده وست طوائف تشعر بالغبن والحرمان واللامساواة. فهل يقبل أن يشعر نصف الطوائف المسيحية بالقهر؟"وختاما: "اتفق المجتمعون على بدء تحرك سياسي وشعبي وإعلامي باسم اللقاء وأبقى جلساته مفتوحة، ودعوا أبناء الاقليات المسيحية الى الاتصال والمشاركة الفاعلة في رفع الصوت من اجل رفع الغبن، فهل يمكن ان يؤخذ ممن ليس له؟"

 

 سركيس: مشروع الدولة ربـح في قطر وسنذهب لانتخاب سليمان داعمين عهده

المركزية - إعتبر وزير السياحة جو سركيس أن "مشروع الدولة قد ربح في قطر مقابل المشروع الآخر". ولفت إلى أن " موضوع "حزب الله" سيكون الملف الابرز في المرحلة المقبلة. واعتبر في حديث تلفزيوني ان ما طرح بالنسبة لقانون الانتخاب كان عناوين رئيسة، اما التفاصيل فهي من شأن مجلس النواب حيث سيتم البحث به والتصويت عليه وقال: كنا نتمنى اعتماد النظام النسبي ولكن للاسف تم الاتفاق على النظام الاكثري.

ولفت الى أنهم كقوات لبنانية ذاهبون نهار الاحد الى انتخاب العماد سليمان رئيسا للجمهورية وسندعم هذا العهد. وأكد ان الحضور سيكون جديا في الحكومة المقبلة. ولفت الى ان "الحوار مع سوريا مقطوع والسبب ان سوريا لا تريد ان تعترف بلبنان. نحن نريد صداقة كل دول العالم ولكن من دون مقابل".

ورأى أنه من "حقنا ان نتمثل في الحكومة المقبلة من وزيرين الى أربعة وزراء اذا فعلا انعكست حقيقة الواقع من حيث نتائج النقابات والجامعات والاحصاءات التي برهنت ان الواقع المسيحي تغير عما كان عليه في انتخابات العام 2005. ورأى بأن الجميع سيلتزمون بالاستشارات النيابية بما يخص تكليف رئيس جديد للحكومة وهذا ما اتفق عليه في الدوحة. كذلك أمل من المستثمر السياحي ان يعاود نشاطه في لبنان بعد ثبات الوضع الامني وعودة الامور الى طبيعتها.

وأشار الى أنه بعد المصالحة التي تمت في قطر بين جميع القيادات ولا سيما بين القادة المسيحيين، نأمل في ان يجتمع هؤلاء في بكركي في أقرب وقت تحت رعاية البطريرك صفير.

 

الرئيس الجميل عرض مع سيسون التطورات ونتائج اتفاق الدوحة: اتفاق الدوحة فتح الباب أمام مرحلة جديدة وأوقف المأساة

ولنضع مشروعا للمستقبل يطور نظامنا ويحصن الساحة اللبنانية

وطنية - 22/5/2008 (سياسة) إلتقى الرئيس أمين الجميل، عند الرابعة من بعد ظهر اليوم في دارته في بكفيا، القائمة بالأعمال الأميركية ميشيل سيسون على مدى الساعة والنصف، وجرى البحث في تطورات الأوضاع على الساحة اللبنانية ونتائج إتفاق الدوحة، ثم غادرت سيسون من دون الإدلاء بتصريح.

الرئيس الجميل

بعد اللقاء تحدث الرئيس الجميل الى الصحافيين، فقال: "انها مرحلة جديدة من تاريخ لبنان، وأتمنى أن تشكل الوثيقة التي طرحت في الدوحة مدخلا يتم التركيز عليه للنظر الى المستقبل، وأشكر الجهود التي بذلها أمير قطر (حمد بن خليفة آل ثاني) ورئيس الحكومة القطرية (حمد بن جاسم آل ثاني) والجامعة العربية مع الأمين العام عمرو موسى والوزراء العرب لمساعدة اللبنانيين للانكباب على شؤونهم الداخلية والتحضير للمستقبل".

اضاف: "يهمنا إنتخاب الرئيس (الجمهورية) في اسرع وقت، ونحن في إنتظار الخطاب الرئاسي الذي نأمل أن يحدد الخطوط العريضة للسياسة المستقبلية ويؤكد ضرورة بسط سيادة الدولة على كل أراضيها وإنهاء المسائل التي كنا نعاني منها، وخصوصا الإزدواجية على صعيد السيادة وسلطة الدولة ومسؤوليات الأمن في البلد".

واعتبر "إن الإتفاق الذي حصل في الدوحة فتح الباب أمام مرحلة جديدة. والمطلوب اليوم من أصدقاء لبنان وأشقائه أن يدعموا المساعي الجديدة لبناء المستقبل. وبمعزل عن تقييم هذا الإتفاق بسلبياته وإيجابياته فإنه أعطى نفسا جديدا للشعب اللبناني وأوقف المأساة، فعاد الشعب الى الوسط التجاري والى كل المناطق. لكن إذا لم يثبت هذا الشيء بتدابير سياسية واضحة تطمئن بأننا لن نعيش نفس المأساة مرة ثانية، فإننا نكون عدنا الى نقطة الصفر. يجب ان نستخلص عبر هذه المرحلة التي بينت أن هناك ثغرات في النظام اللبناني، يجعل المأساة تتكرر كل فترة. ويجب أن نضع مشروعا للبنان المستقبل يطور نظامنا في شكل يحصن الساحة اللبنانية".

سئل: هل السلبيات الموجودة في إتفاق الدوحة هي نفسها التي سببت الخشية لأطراف 14 آذار ولدى الطرف المسيحي بأنه خرج ربما مغبونا من الإتفاق؟

أجاب: "أكيد لم نخرج مغبونين، ولكن لم يكن هذا الكمال الذي طمحنا اليه، تم في الإتفاق التركيز على موضوع السلاح وخصوصا على تجربة الأيام الأخيرة، وكان هناك جوابا واضحا بضرورة بسط سلطة الدولة على كل الأراضي اللبنانية، وبعدم العودة الى شرعنة سلاح غير سلاح الدولة، وهذا أمر جديد في المواثيق أو القرارات العربية أو اللبنانية. ما من ذكر سوى لبسط سلطة الدولة على كل الأراضي اللبنانية، ونحن مرتاحون وسنعمل مع الرئيس الجديد لتثبيت هذا المفهوم نهائيا". اضاف: "أما بالنسبة الى قانون الإنتخاب فقد كنا نؤكد على ضرورة إعتماد القضاء، وعلى إيجاد قانون إنتخاب عادل وهذا ما حصلنا عليه. كنا فضلنا أن نتساعد لتمثيل مسيحي أوسع خصوصا في منطقة بعلبك الهرمل، وكنا فضلنا إعطاء المسيحيين في منطقة دير الأحمر القدرة على إنتخاب ممثليهم، وكذلك في منطقتي حاصبيا ومرجعيون، ولكن ما حصل هو خطوة أولى لتحسين الوضع، والمعارضة بما فيها الطرف المسيحي لم تتجاوب معنا ولم تساعد حتى يكون التمثيل المسيحي أفضل. ونأمل ان ينتقل المقعد الماروني في طرابلس الى منطقة أخرى لتحقيق تمثيل ماروني أشمل، وسنقوم بما في وسعنا في مجلس النواب عند دراسة القانون لتحسين الوضع المسيحي قدر المستطاع. كان طرحنا متطورا أكثر، كنا نريد إصلاحات أوسع وتمثيل مسيحي اشمل وتشبث المعارضة في الجنوب والبقاع أعاق المطالب لتحسين الموقع المسيحي في المجلس النيابي".

سئل: هل أخذتم تطمينات بأنكم ستتداولون مجددا بموضوع البند الخامس؟

أجاب: "كل شيء مطروح، الحكومة ستبحث في الوضع العام في البلد، وفي بسط سيادة الدولة وهذا بند اساسي في ورقة الفينيسيا وفي بيان الدوحة، ويطرح لأول مرة في هذا الشكل، وهذه خطوة أولى. ويبقى للحكومة أن تبحث في الأمر، ولدي طرح خاص بالنسبة للمقاومة على ضوء القرار 1701 الذي جعل منطقة دولية عازلة على الحدود اللبنانية السورية ويجعل سلاح "حزب الله" من دون جدوى، هذا موضوع نبحثه في الوقت المناسب، في مجلس الوزراء ليكون هناك موقف وطني في هذا الخصوص".

سئل: ما هو تعليقك على المفاوضات التي تجري بين سوريا وإسرائيل وما هو تأثيرها على لبنان؟

أجاب: "يحق للشاعر ما لا يحق لغيره يحق لسوريا أن تتفاوض بمعزل عن الإنسجام والتضامن العربي وتجري مفاوضات من تحت الطاولة مع إسرائيل وتذهب لبعيد فيها، ولكن إذا فكر لبنان لحظة بمصالحه الذاتية وضرورة تحصين سيادته وإستقلاله، فنبدو وكأننا خائنون لقضيتنا وقضايا العرب. على كل حال نتمنى التوفيق لهذه المفاوضات، فما من شك بأنها تعزز مسار السلام، الذي يساعدنا في لبنان على حل مجموعة من المشاكل طالما أننا ندفع ثمن الصراع العربي الإسرائيلي".

سئل: لمن الحظ الأكبر في رئاسة الحكومة؟ أجاب: "مرشحنا لرئاسة الحكومة هو (رئيس تيار كتلة المستقبل النيابية النائب) الشيخ سعد الحريري لأنه رئيس أكبر كتلة في مجلس النواب ومن الطبيعي أن يكون رئيس مجلس الوزراء ونحن ندعمه في هذا الإطار".

 

"مجلس الكنائس" رحب باتفاق اللبنانيين وهنأ العماد سليمان باختياره رئيسا توافقيا

وطنية- 22/5/2008(سياسة) أصدر مجلس كنائس الشرق الأوسط بيانا اليوم جاء فيه: "أخيرا، وبعد طول معاناة، أشرقت بشائر السلام على لبنان بالاتفاق الذي أعلن في الدوحة.  ان مجلس كنائس الشرق الأوسط إذ يرحب باتفاق اللبنانيين على استعادة سلمهم الأهلي ووحدتهم الوطنية، والتعهد بعدم الاحتكام الى السلاح لحل الخلافات السياسية. وإذ يترحم على الشهداء الأبرار الذين سقطوا في المواجهات المسلحة، برفع التهنئة القلبية لقائد الجيش العماد ميشال سليمان، باختياره رئيسا توافقيا للبنان، بإجماع دولي واقليمي ولبناني، راجيا أن يعود لبنان الى سابق عهده من أمان واستقرار وازدهار

 

قداس في ذكرى استشهاد رمزي عيراني

وطنية - 22/5/2008 (سياسة) أقام اهل الشهيد رمزي عيراني ورفاقه واصدقاؤه، قداسا وجنازا لراحة نفسه في كنيسة الآباء اللعازاريين في الأشرفية.

وترأس الذبيحة الإلهية الأب رمزي جريج وحضرها لفيف من الأهل والأصدقاء، إضافة الى حشد من رفاق الشهيد في "القوات".

تخلل القداس عظة القاها الأب جريج ركز فيها على معنى الشهادة المسيحية منوها ب"تضحيات رمزي ورفاقه الشهداء الذين سقطوا دفاعا عن قيم الحرية والإنسان في لبنان".

 

إشاعات مغرضة

غسان شربل

الحياة - 22/05/08//

راجت في الآونة الاخيرة إشاعات تعكس غيرة العدو الصهيوني الغاشم من حالة الوفاق التي يرفل الوطن اللبناني في حريرها ما دفع الشعب اللبناني الى اصدار التوضيح التالي:   

ينفي الشعب اللبناني ما تردد عن ان مطار بيروت كان مقفلاً ويؤكد ان حركة الملاحة عادية وان المطار يفتح قلبه وذراعيه لكل الاشقاء والاصدقاء الراغبين في تمضية عطلة جميلة في ربوع لبنان لإراحة أعصابهم من التوترات القائمة في المنطقة.

ينفي الشعب اللبناني ما تردد عن ان العلاقات بين العائلات السجينة داخل الـ10452 كيلومترا مربعا تعرضت لانهيار مريع، وان الانهيار دفع الى الاحتكام الى السلاح ما تسبب في فوضى عارمة وسقوط ضحايا وحدوث انتهاكات. ولا حاجة الى سوق الأدلة ان ذلك لم يحدث مطلقا وانه يتنافى مع ابسط تقاليد التعايش التي ارتضاها لبنان ويعيش في ظلها منذ ردح من الزمن.

ينفي الشعب اللبناني ما روجت له جهات مغرضة عن أنه أمضى وقتا غير قصير في ظل «حكومة بتراء» وتوج متعته باعتصام على شفير السراي فيما اصيب المجلس النيابي بسكتة دماغية مديدة لم تمنع بعض فتيانه الميامين من كشف مفاتن الاعجوبة اللبنانية على الفضائيات.

ينفي الشعب اللبناني ما تردد عن ان الموالاة لا تحرك ساكنا الا في ضوء املاءات كوندوليزا رايس وان المعارضة لا تنبس ببنت شفة الا بعد تلقيها التعليمات من «محور الشر». هذا كلام يصعب تصديقه لأن التسليم به يعني ان عدد العملاء سيقترب في مثل هذه الحالة من عدد الشعب اللبناني وهذا يعني ايضا التعامل مع الطوائف والمناطق بوصفها «خلايا نائمة».

لا صحة لما تردد عن ان القادة اللبنانيين عجزوا عن الاجتماع على ارض وطنهم. وانهموا انتقلوا الى عاصمة عربية ليتيسر لهم التحلق حول طاولة واحدة وان الفضل في ذلك يعود الى الطب العربي واعتماده على الاعشاب. وانهم بلغوا في الغنج والدلال حد استنزاف وقت امير البلاد التي استضافتهم في تقسيم الدوائر الانتخابية في بيروت وحدود منطقة الباشورة ومصير منطقة المدور.

ينفي الشعب اللبناني ما تردد عن ان ديبلوماسية الطوابق والاجنحة وصلت اكثر من مرة الى طريق مسدود ما استدعى من البلد المضيف الاحتكام الى ترسانة علاقاته الاقليمية لاقناع المتحاورين بالعودة الى جادة الصواب والاشفاق على بلدهم.

دأبت جهات مغرضة على القول إن فتنة مذهبية اطلت برأسها وان لبنان يخطو سريعا نحو العرقنة وان حدة الانقسامات توفر فرصة ذهبية لـ «القاعدة» وان الايام المقبلة ستكون مدججة بالجنازات والانتحاريين.

ووصلت هذه الجهات الى حد القول إن اللبنانيين لا يتعلمون من حروبهم ولا من حروب الآخرين وان من طبيعة التعايش الذي ارتضوه ان يقدموا كل عقد تقريبا على مغامرة دموية تدمر ما انجزوه بعد الوجبة السابقة وفي انتظار موعد الجولة المقبلة.

روّج مغرضون ان الدولة اللبنانية ليست اكثر من خيمة شفافة منصوبة فوق الطوائف والمذاهب وان مؤسساتها تصاب بالشلل عند أول احتكاك وتعجز عن حماية الافراد والمؤسسات الاعلامية ايضا وان لا حل امام اللبنانيين الذين يبادرون الى اقتلاع اوتاد الخيمة غير حفر الانفاق والمسارعة اليها كلما لاح في الافق مشروع مجازفة يناقض الحقائق اللبنانية التي تلجم الانتصارات وترمم مواقع المهزومين.

يزعم بعض الروايات بأن لبنان ليس وطنا بما تعنيه هذه الكلمة وليس دولة وفق الاصول المتعارف عليها وان قدره هو ان يكون ساحة مفتوحة يتم من خلالها تبادل الرسائل المفخخة او الملتهبة وانه الارض المناسبة لتفجير الاحتباس الاقليمي فضلاً عن ان طبيعته مواتية لكل فنون التخصيب.

راجت في السنوات الاخيرة إشاعات مفادها ان شخصيات لبنانية مرموقة تعرضت لعمليات اغتيال ولا يخفى على القارئ اللبيب ان الغرض من ترويج هذه الاشاعات النيل من وحدة اللبنانيين التي تقض مضجع العدو خصوصا بعدما بدت في الشدائد كالبنيان المرصوص.

ان الشعب اللبناني اذ يستنكر ما تبثه المطابخ المسمومة يطمئن الاشقاء والاصدقاء الى ان لا اساس لما يروج وان اللبنانيين غارقون في الود المتبادل ووحدتهم هي ضمانتهم الاولى والاخيرة وان ما يحدث بين حين وآخر لا يتعدى الخلافات التي تحدث داخل العائلة الواحدة ويهيب بالجميع تحري الدقة لدى تناول التجربة اللبنانية الفذة. رحم الله الشهداء وأسكنهم فسيح جناته

 

يجنب الإتفاق السياسي في لبنان قيام حرب أهلية، ولكنه يشرّع نفوذ "حزب الله" المتزايد

نفوذ "حزب الله"

لوس أنجلس تايمز ، الخميس 22 أيار 2008

يبدو أن الأفرقاء اللبنانيين حالوا دون قيام حرب أهلية كانت وشيكة – في الوقت الحاضر على الأقل- عبر الاتفاق الذي عقد الأربعاء في قطر بين حكومة فؤاد السنيورة المدعومة من الغرب من جهة، وميليشيا "حزب الله" الشيعية المدعومة من سوريا من جهة أخرى. غير أنه من غير المنصف تسمية اتفاق السلام هذا بالتسوية، ذلك أن "حزب الله" ربح، وقد توج بربحه هذا نصره العسكري الساحق الذي أحرزه في وقت سابق من هذا الشهر أمام أعين الجيش اللبناني الذي التزم الحياد فيما كان "حزب الله" يستولي على بيروت الغربية، وعلى أهم الطرق المؤدية الى سوريا. الأمر الذي دفع حكومة السنيورة الى الاستسلام لقوة "حزب الله" العسكرية، وبالتالي الدخول معه في مفاوضات بواسطة دولة قطر ذات العلاقات المقربة من سوريا.

نظرياً، يعكس هذا الاتفاق قبول الأمر الواقع المفروض سياسياً وعسكرياً، أو يعتبر هزيمة أليمة لحركة 14 آذار العلمانية والديمقراطية، التي أدت الى طرد السوريين من لبنان. وهو في كلتي الحالين يعتبر صفعة للولايات المتحدة، التي هلّلت لثورة الأرز على اعتبار أنها انتصار للديمقراطية، ومدّت لبنان بعون عسكري كبير على أمل الحؤول دون عودة سوريا اليه. أما الآن فباتت تنظر الى "حزب الله" كجماعة إرهابية، أكثر خطورة من منظمة القاعدة في نواحٍ معينة، تعلن انتصارها في لبنان بعد أقلّ من سنة على سيطرة حركة حماس على قطاع غزة.

هذه النتيجة كانت حتمية بشكل من الأشكال، إذ لطالما رزح الشيعة تحت ضغط كبير في السياسة اللبنانية، نتيجة عجز زعيمهم الروحي، السيد حسن نصرالله، عن ترجمة شعبيته الكبيرة وقوته العسكرية الى قوة سياسية، ولكنه الآن ترجمها. فالاتفاق هذا يمنح "حزب الله" حق نقض قرارات الحكومة اللبنانية، مقابل تعهده عدم استخدام سلاحه لتسوية الخلافات السياسية، أي أنه لم يلزم "حزب الله" بتسليم سلاحه، كما جاء في مطالب قرار الأمم المتحدة الفاقدة لأدوات التطبيق.

غير أن نصر الله وبتوجيه سلاحه الى الداخل، الأمر الذي تعهد بعدم القيام به أبدًا، فقد الكثير من مصداقيته لدى اللبنانيين الذين كانوا يعتبرونه المقاوم الأول لاسرائيل. وهنا يكمن الأمل بأن يبرز من يمكنه أن ينافس نصرالله في قيادة الشيعة يوماً ما. فلو كان "حزب الله" قد بدأ بتعزيز دوره في الحكومة منذ سنوات عدة، لكان قد توصل اليوم الى احراز نفوذ كبير في لبنان، ولكنه عوضاً عن ذلك، قاطع الحكومة، وأخذ المجلس النيابي كرهينة، ومنع انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وقتل أعدادً كبيرة من اللبنانيين ليبرهن عن قوته العسكرية. أما الآن وقد حصل على النفوذ السياسي الذي لطالما كان يتوق إليه، فهل سيستخدمه للعمل على توحيد لبنان وإعادة بنائه؟ لا يسعنا المراهنة على ذلك. إذ من المرجح أن تحتفل كل من طهران ودمشق بالنصر الكبير الذي حققتاه، في حين واشنطن تفكّر وتحلّل ملياً معنى هزيمة أحد أهم حلفائها في الشرق الأوسط على يد حركة إسلامية وإن كانت تحظى بشعبية ولكنها عنفية. 

 

«حزب الله» يضع ثلاث طوائف في مواجهة طائفته! 

الأربعاء 21 مايو

 الشرق الاوسط اللندنية -هدى الحسيني

صار سلاح «حزب الله» على الطاولة، رغب الحزب أم رفض. كل اللبنانيين مصرون على معالجة هذا السلاح، لم يعودوا واثقين من وجهته. عام 2006 كانت وجهته اسرائيل. ثم جاء القرار 1071، وانتشرت القوات الدولية في الجنوب، فصارت وجهة ذلك السلاح الداخل اللبناني.

الحزب راهن على رفض سوريا وايران أن يمس اللبنانيون سلاحه. الدولتان غير مهتمتين حتى لو احرق هذا السلاح لبنان. لكن بحرق لبنان تُغير الدولتان كل معالم المنطقة. لذلك لم يعد الموضوع متعلقاً بلبنان فقط. فاذا سيطرت ايران على لبنان فانها تتسبب بتحول استراتيجي على مستوى المنطقة كلها. فهل يتحمل العرب والاوروبيون والغرب مثل هذا التحول؟ وهل يبقى الأمن القومي للدول العربية محمياً في هذه الحالة؟ اللبنانيون لم يعودوا يحتملون ان يكونوا رأس حربة لمشروع ايراني في المنطقة. اما بالنسبة الى القضية الفلسطينية فان اللبنانيين تبنوا موقفاً واضحاً، هم جزء من الأسرة العربية، وما تقرره يسيرون به. والأسرة العربية اصدرت عام 2007 «إعلان الرياض» الذي جاء فيه ان السلام هدف استراتيجي للامة العربية، كما يحكي عن التعدد والتنوع وحقوق المرأة وحقوق الانسان. لبنان مع هذا البيان، مع الاجماع العربي. ويقول النائب اللبناني سمير فرنجيه: «إن اول من يحدد طبيعة الصراع العربي ـ الاسرائيلي هم الفلسطينيون، واول قرار يلتزم به اللبنانيون هو قرار الاجماع العربي. اذا قرروا الحرب فنحن شركاء فيها، لكن نرفض شن حرب بالنيابة عن اي طرف آخر».

الآن، اذا لم يتفق القادة اللبنانيون في الدوحة، فان انعكاس عدم الاتفاق سيكون على كل المنطقة، اذ سيعمل «حزب الله» على مواصلة مشروعه ولا بد من ان يتحمل العالم مسؤولياته. ويقول النائب سمير فرنجيه :«إن حزب الله حاول في هجومه على بيروت، ومن ثم على الجبل، ان يحسم ويفرض أمراً واقعاً على الطريقة «الغزاوية»، الا ان لا طوائف في غزة. لقد حمى لبنان من هجوم حزب الله وجود الطوائف، والذي حمى لبنان دائماً من الانقلابات العسكرية هو الانقسام المجتمعي فيه. واذا عدنا من الدوحة من دون اتفاق، فان حزب الله امام خيار كبير، فاذا واصل فانه سيصطدم «بالزجاج»، واذا توقف، فان الناس سيربتون على كتفيه متسائلين: الى اين اخذتنا؟ ان حزب الله صاحب المشروع، واللبنانيين ضحايا مشروعه».

مع الاحداث التي وقعت في بيروت وعاليه والشوف تركزت الانظار على «حزب الله»، ثم ظهر النائب غسان تويني على التلفزيون اللبناني ليقول ان رئيس مجلس النواب نبيه بري، رئيس حركة «أمل»، كلفه مع بدء الاحداث ان يطلب من قائد الجيش العماد ميشال سليمان «القيام بانقلاب عسكري وتسلم كل المؤسسات». الا ان «حكمة» العماد سليمان ابت عليه القيام بهذا الدور. استغرب كثيرون منطق رئيس مجلس النواب، الذي ارسل مقاتلي «امل» مع مقاتلي «حزب الله» الى بيروت الغربية. قد يبدو ان «حزب الله» يسيطر على حركة «امل»، لكن بري رئيسها، وفي الوقت نفسه رئيس مجلس النواب، فهل أراد إنقاذ نفسه بانقلاب عسكري؟

«اذا ما اتفقتوا ما ترجعوا» هذا حال كل اللبنانيين تجاه زعمائهم السياسيين، لكن هناك شعورا، لدى البعض، بأننا كلبنانيين صرنا عامل ازعاج للعالم. وحول هذا يجيبني فرنجيه، النائب في البرلمان اللبناني، المغلق بأمر من رئيسه نبيه بري: «للإنصاف، نحن نزعج العالم صحيح، لكن العالم يزعجنا ايضاً، لأن كمية المعارك التي تُخاض على ارض لبنان لا علاقة للبنانيين بها». ويعدد المعارك بدءاً من الدور الاقليمي لسوريا، الدور الاقليمي لايران، وكل مسائل التفاوض السوري ـ الاسرائيلي. إن معارك الآخرين على ارض لبنان ولدت لدى كافة اللبنانيين شعوراً بأنهم لم يعودوا قادرين على تحمل ما يجري.

ويرغب هؤلاء إبلاغ العالم كله بأن الحلف الاستراتيجي بين «حزب الله» وايران وسوريا اكبر من قدرة لبنان على التحمل. فرنجيه يرى ان على اللبنانيين عدم التوجه الى الخارج، انما الاعلان عن موقفهم. ويرفض «تهمة» ان اللبنانيين سينقسمون، لأنه ليس المطلوب منهم تبني كل مواقف «14 آذار»، انما اتخاذ موقف ضد مسألة العنف، واستخدام السلاح لأي سبب من الاسباب واعتبارهما خطاً احمر.

مع أحداث بيروت والجبل، صار الحديث عن الطوائف في لبنان مبرراً، وبرز مفهوم جديد يقول ان سلاح «حزب الله» صار عبئاً على الطائفة الشيعية في لبنان. ورغم كل الكلام الانتصاري لـ«حزب الله» تشعر الطائفة الشيعية بأنها منعزلة اليوم. لقد حمّل الحزب الطائفة الشيعية أعباء فتنة لم يكن لها اي خيار فيها. ويقول فرنجيه: «ليس الشيعة من أخذ قراراً باجتياح بيروت او بخوض معارك في الشوارع. انهم ضحية، كما بقية الشعب اللبناني. ولذلك المطلوب من كل اللبنانيين إسماع صوتهم، لأن الخلافات السياسية امر طبيعي في كل مجتمع، اما معركتنا في الداخل اللبناني فستكون حول رفض الاحتكام للسلاح».

لكن هذا يتطلب تقوية الهوية الوطنية وإضعاف الهوية الطائفية وتنامي التيارات العلمانية. يقول فرنجيه: «اذا كان الفرد متمسكاً بطائفته، وهو غير علماني، فان مصلحة طائفته تقتضي ان يتوجه سلمياً. من يحب طائفته لا يعرضها للخطر، ولا يضعها على خلاف مع كل طوائف لبنان ولا يؤسس لمشكلة قد يدفع اولاد اولادنا ثمناً لها. من يحب طائفته يعرف ان حمايتها تأتي من علاقتها الجيدة مع الآخرين. هذا ينطبق على الطائفي، فكم بالحري المتمسك بالهوية الوطنية».

وأسأله: إن هجرة المسيحيين المتكاثرة تدفع الى التساؤل عما اذا كانوا لا يزالون يؤمنون بلبنان. وفي الاحداث الاخيرة ردد البعض ما مفاده ان «ورقة التفاهم» بين «التيار الوطني الحر» و«حزب الله» انقذت المنطقة المسيحية، وقد رفض هذا الطرح كثيرون. فـ«حزب الله» لم يكن قادراً على إسقاط كل اقنعته دفعة واحدة، او على فتح ثلاث جبهات داخلية في وقت واحد. فرنجيه نفسه يرفض هذا الطرح «وكأن المسيحيين أهل ذمة في لبنان في بلدهم".

ويضيف: «ان الانجاز الذي حققه المسيحيون ما بين عامي 2000 و2005 كان عندما اعتبروا ان استعادة سيادة وحرية واستقلال لبنان لا تتحقق إلا بالتعاون والمشاركة مع المسلمين وانجزوا «معركة الوصل» مع المسلمين قبل اغتيال الرئيس رفيق الحريري، بعد الاغتيال انتقلت المعركة الى السنّة وصار شعار لبنان اولاً، شعاراً كيانياً اساسياً عندهم».

هل تكون معركة بيروت وعاليه والشوف نقطة الفصل بالنسبة الى الطائفة الشيعية.. لقد تأكد وجود شعور كياني عميق جداً لدى الطوائف اللبنانية، اما «حزب الله» فانه لا يتجرأ على الكشف عن مشروعه. يتلطى مرة بقانون انتخاب في وقت يردد فيه أمينه العام السيد حسن نصر الله: ان الحزب لا يريد السلطة. ثم يتحدث عن الثلث المعطل رغم انه شل البلاد من دون هذا الثلث، وشن حرباً على اسرائيل. يشعر فرنجيه ان «حزب الله» صار يبدو وكأنه «حالة اجنبية تعيش في لبنان، اذا اعتبرنا انه يمثل نصف الطائفة الشيعية، والشيعة نصف المسلمين، وكل المسلمين نصف اللبنانيين. اذن اين صار الحزب مع مشروع لا يجرؤ على الكشف عن تفاصيله واهدافه؟». المأساة أن الحزب اخذ نصف الطائفة رهينة، وسبب ازمة في النسيج الطبيعي التقليدي في لبنان مع وجود 250 ألف شخص من سنّة وشيعة متزوجين من بعضهم البعض، وهؤلاء مثل بقية اللبنانيين تعبوا من طروحات «حزب الله»، وبلغ هذا التعب مرحلة المطالبة بالانفصال. ثلاث طوائف في لبنان ترفض ما يقوم به جزء من الطائفة الرابعة، وهؤلاء بدأوا يقترحون ان يأخذ الحزب منطقة في لبنان ويعلن فيها دولة «ولاية الفقيه»، و... يحل عن ظهرهم!

 

البرلمان الاوروبي: أمن لبنان منوط بنزع سلاح الميليشيات لا سيما "حزب الله"

وكالات/اصدر البرلمان الاوروبي قرارا بشأن لبنان اليوم رحب فيه باتفاق الدوحة داعيا جميع القوى السياسية في البلاد الى احترام الجيش اللبناني ونزع السلاح غير الشرعي. وتبنى البرلمان الاوروبي القرار بأغلبية 520 صوتا مقابل ستة اصوات معارضة خلال الجلسة في الدورة التي عقدت في ستراسبورغ مرحبا بما توصل اليه الفرقاء في اتفاق الدوحة بشأن انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية يوم الاحد المقبل وتشكيل حكومة وحدة وطنية واعتماد قانون انتخابي. ودعا جميع الاطراف المعنية الى دعم الجيش اللبناني ليتمكن من تأدية مهامه بالكامل وفرض الأمن والقانون والنظام بما يكفل سيادة واستقرار لبنان.

واكد قرار البرلمان الاوروبي ان "أمن البلد والشعب اللبناني بأسره يعتمد على نزع سلاح كافة الميليشيات المسلحة لا سيما حزب الله". واعرب رئيس البرلمان الاوروبي هانز - غيرت بوترينغ قبل التصويت على مشروع القرار عن "ارتياحه الكبير" لتوصل القادة السياسيين اللبنانيين الى الاتفاق الشامل في الدوحة مؤكدا ان "البرلمان الاوروبي يدعو جميع الاطراف الى التنفيذ الكامل لهذا الاتفاق".

 

محفوض: المطلوب حل جذري ونهائي لموضوع السلاح خارج اطار الشرعية

وكالات/أشار رئيس "حركة التغيير" ايلي محفوض إلى أن هناك موضوعا اساسيا وملحاً يقض مضاجع اللبنانيين وهو موضوع السلاح خارج إطار الشرعية، ونقول لـ"حزب الله" برحابة صدر ان هذا البلد فيه 18 طائفة ولا يقدر هو ان يهضم حقوق الآخرين، وعليه ان يعلم ان هذا السلاح صار سلاح فتنة مذهبية وينبغي ان يسلم فورا الى الجيش اللبناني، ولا نقول نزعه. ودعا محفوض "الحكومة المقبلة الى ان تعالج هذا الموضوع، لان المطلوب اليوم هو ايجاد حل جذري ونهائي لهذا السلاح، وهذا ما يجب ان يتضمنه البيان الوزاري". محفوض، وبعد لقائه مفتي طرابلس والشمال الشيخ الدكتور مالك الشعار، قال: "لقد أثنينا في هذا اللقاء على موقف الرئيس فؤاد السنيورة الذي كان رجل دولة بكل معنى الكلمة، ونتمنى بعدما تم الاتفاق مؤخرا في الدوحة على ترطيب الاجواء ان تكون الهدنة طويلة الامد".

 

نعيم حسن: لتطبيق إتفاق الدوحة بكل بنوده تلافيا للعودة إلى الأحداث المؤسفة

وكالات/رحّب شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن بانطلاقة مسيرة التوافق بين اللبنانيين، ونتطلع لأن يؤسس اتفاق الدوحة إلى مرحلة سياسية ووطنية جديدة يكون عنوانها الشرعية والدولة والمؤسسات بحيث تعكس كل القوى السياسية المسؤولية الوطنية ووعيها الذي جسدته في قطر من خلال اجراءات متتالية لترجمة الاتفاق والذهاب نحو إعادة بناء الثقة والمصداقية وإعادة العافية إلى الحياة السياسية والدستورية.

وقال: "إن اللبنانيين يتطلعون بكثير من الأمل لتطبيق إتفاق الدوحة بكل بنوده تلافيا للعودة إلى الأحداث المؤسفة والمؤلمة التي مرت بها البلاد خلال الأسبوع المنصرم، وبالتالي تأكيد العيش المشترك والسلم الأهلي". أضاف: "ان البدء الفوري بتنفيذ اتفاق الدوحة من شأنه أن يكسر الحلقة المفرغة التي دخلت فيها البلاد خلال الأشهر القليلة الماضية لا سيما لناحية تعطيل المؤسسات، وذلك من خلال انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان الذي تولى مسؤولية المؤسسة العسكرية في أحلك الظروف السياسية وأصعبها، والذي يتطلع اللبنانيون بأمل كبير لقيادته الحكيمة". ونوّه بالجهود التي بذلتها دولة قطر والجامعة العربية لإنجاح التوافق بين القوى السياسية اللبنانية، داعيا إياهما لمواصلة هذه الجهود في المرحلة المقبلة التي ستشهد تطبيق الاتفاق بما يضمن وصول لبنان الى شاطىء الأمان والاستقرار الداخلي والسلم الأهلي.

 

مصر تجدد استمرار دعمها للبنان بكافة مكوناته

وكالات/جددت مصر اليوم استمرار التزامها بدعم لبنان بكافة مكوناته معتبرة ان الاتفاق الذي تم توقيعه في الدوحة لانهاء الازمة السياسية في لبنان يكرس بشكل واضح القاعدة الاساسية للتوافق اللبناني الداخلي. وأوضح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية في بيان صحافي ان هذا التعهد ورد خلال عدد من الاتصالات اجراها وزير الخارجية احمد ابوالغيط على مدار اليوم مع السياسيين اللبنانيين لتهنئتهم على التوصل لاتفاق الدوحة. وأشار المتحدث الى ان ابوالغيط اكد في حوارته مع السياسيين اللبنانيين تقدير مصر الكبير لروح المسؤولية التي تحلوا بها في سبيل انهاء الازمة السياسية مشيدا بما تضمنه الاتفاق من انتخاب فوري لرئيس للبلاد. ونوه أيضا بالتأكيدات التي وردت بالاتفاق الخاصة بعدم اللجوء الى السلاح لحسم اي خلافات سياسية موضحا ان اتصالات ابوالغيط شملت كلا من رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ورئيس مجلس النواب نبيه بري وزعيم تيار المستقبل سعد الحريري ورئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع ورئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط.

 

القوات اللبنانية ترد على بعض ما تناقلته وسائل الاعلام وتوضح موقفها من انتخاب سليمان

موقع القوات/صدر عن المكتب الاعلامي لرئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع: "تناقل بعض وسائل الاعلام خبرا مفاده ان القوات اللبنانية تحفظت على آلية انتخاب العماد ميشال سليمان. ان هذا الكلام غير دقيق ولايعبر حقيقة عن موقف القوات اللبنانية فالعماد ميشال سليمان هو مرشحها التوافقي منذ ان اعلنت قوى 14 آذار هذا الموقف ولكنها طالبت بتعديل الدستور لانتخابه حرصا منها على تطبيق الدستور بكافة بنوده كما انها لم تتحفظ على اتفاق الدوحة بل ايّدته تأييداً كاملا. إن المكتب الاعلامي يتمنى علي وسائل الاعلام تو خي الدقة في نقل الاخبار، حرصا على مصداقية العمل الاعلامي في هذا الظرف الدقيق الذى يمر به وطننا لبنان. ايضا وتوضيحاً لموقف القوات اللبنانية أدلى النائب انطوان زهرا بالتصريح التالي : تناقل بعض وسائل الإعلام أن القوات اللبنانية متحفّظة على إنتخاب العماد ميشال سليمان بحيث اثار هذا الموضوع لغطاً لا بدّ من توضيحه: بدايةً عندما طلبت اللجنة العربية توقيع الأطراف اللبنانية على الاتفاق سجّل الدكتور جعجع تحفّظه على الآلية الدستورية لانتخاب العماد سليمان مطالباً بتعديل الدستور لإتمام العملية الانتخابية وفق الأسس الدستورية اللازمة. وجدد زهرا التأكيد على موافقة القوات اللبنانية على كل بنود اتفاق الدوحة وعلى موقفها الداعم لترشيح العماد ميشال سليمان كرئيس توافقي لرئاسة الجمهورية منذ ستة اشهر حتى هذه اللحظة ، وختم زهرا مهنئاً الشعب اللبناني بهذا الاتفاق التاريخي الذي سيكون منطلقاً لمرحلة مستقرة ومزدهرة للبنان. كذلك نفت النائب ستريدا جعجع ما تناقلته بعض وسائل الإعلام عن ان نواب القوات اللبنانية لن يقدموا على انتخاب العماد سليمان رئيساً للجمهورية. وأكدت في بيان أن هذا الخبر عارٍ عن الصحة جملاً وتفصيلاً، موضحةً أن لدى القوات اللبنانية تحفظاً مبدئياً من ناحية آلية التعديل الدستوري ولا علاقة للأمر بإنتخاب العماد سليمان. كما دعت النائب جعجع وسائل الاعلام الى توخي الدقة واستقاء الأخبار من مصادرها مباشرة.

 

ايار موعدا لانتخاب رئيس جديد للبنان

وكالات/حدد رئيس مجلس النواب نبيه بري الاحد المقبل في الخامس والعشرين من ايار/مايو الحالي موعدا لانتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا للبنان على ما جاء في بيان صادر عن البرلمان الخميس. وسيجري الانتخاب عند الساعة 17,00 بالتوقيت المحلي (14,00 تغ) وفق بيان صادر عن الامانة العامة لمجلس النواب تلقت وكالة فرانس برس نسخة عنه. وجاء في البيان "قرر رئيس مجلس النواب نبيه بري تقريب موعد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية اللبنانة من يوم الثلاثاء الواقع في 10 حزيران/يونيو 2008 الى يوم الاحد المقبل الواقع في 25 ايار/مايو 2008 في تمام الساعة الخامسة مساء". وياتي الانتخاب تطبيقا لاتفاق الدوحة الذي انجز الاربعاء بين الموالاة التي يدعمها الغرب ودول عربية بارزة والمعارضة التي تساندها دمشق وطهران. يذكر بان بري اعلن عند تحديد موعد العاشر من حزيران/يونيو انه "في حال التوصل الى نتيجة ايجابية من خلال الحوار سيصار الى تقديم موعد الجلسة فورا". وبذلك سيتم انتخاب العماد سليمان رئيسا في الموعد الواحد والعشرين الذي يتقرر لملء هذا المنصب. وكان بري قد حدد عشرين موعدا حتى اليوم منذ بدء المهلة الدستورية لانتخاب الرئيس في ايلول/سبتمر الماضي. ولا يزال مقعد الرئاسة شاغرا منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق اميل لحود في الرابع والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.

 

بوش يؤكد للبطريرك صفير دعم لبنان

وكالات/التقى البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير الرئيس الاميركي جورج بوش في البيت الابيض، بحضور وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس، ورئيس مكتب الرئاسة جيف بولتون، والناطقة الرسمية باسم البيت الابيض دانا بيرينو، ومستشار الامن القومي ستيفن هادلي، ونائب مستشار الامن القومي اليوت ابرامس، ورئيسة مكتب سوريا ولبنان في الامن القومي جين غافيتو، ورئيسة مكتب الامن القومي لنائب الرئيس سامنتا رافيتش.

وذكر البطريرك صفير لـ"النهار" انه اثار مع الرئيس الاميركي والمسؤولين في ادارته موضوع لبنان، مبدياً ارتياحه الى ما طرأ من تحسن على صعيد التفاهم بين اللبنانيين في مؤتمر الدوحة، مشيرا الى "انهم (الاميركيون) مع اي لقاء يجمع اللبنانيين ولا يفرق"، وقدم ايجازاً للنقاط التي تضمنتها المذكرة التي سبق ان قدمها في نيويورك الى الامين العام للامم المتحدة بان كي - مون ومندوبي الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن، والتي تتلخص بالآتي:

اولاً: ممارسة ضغط على اسرائيل لوقف انتهاكها الاجواء اللبنانية.

ثانياً: بذل جهود دولية لترسيم الحدود بين لبنان وسوريا، استنادا الى قرارات دولية سابقة، مع الحرص الشديد على اقامة علاقات ديبلوماسية وعلاقات مميزة بين لبنان وسوريا. ثالثاً: ايجاد حل للقضية الفلسطينية عبر تأمين دولة تكفل عودة اللاجئين الفلسطينيين الى اراضيهم، نظرا الى عدم قدرة لبنان على استيعاب المزيد من اللاجئين، وتنفيذا لرفض الفلسطينيين واللبنانيين أي شكل من اشكال التوطين. رابعاً: بت موضوع مزارع شبعا لازالة اي فتيل يوتر الوضع في المنطقة، واعلان لبنانيتها رسميا، استنادا الى موقف حكومي. خامساً: دعم لبنان في المرحلة المقبلة استناداً الى ما حصل في اليومين الاخيرين، وتأمين كل ما يلزم لمساعدته في النهوض من الازمة التي يتخبط فيها. سادساً: حث الدول المؤثرة على مساعدة لبنان، أكان على صعيد التنمية، ام على الصعيد الديبلوماسي، لتمكينه من استعادة دوره في المحافل الدولية. واستمر الاجتماع 45 دقيقة ووصفه البطريرك بانه كان ايجابياً. وتطرق الحديث أيضاً الى موضوع الحل الذي افضت اليه المبادرة العربية. وكان ارتياح الى امكان وصولها الى نتيجة ايجابية. وأكد الرئيس جورج بوش للبطريرك استمرار دعم لبنان، داعياً الى ضرورة ان يتولى الجيش اللبناني "وحده" الامن في كل المناطق. ودعا في الوقت نفسه الى ان يتولى اللبنانيون دورهم في هذا المجال. وأضاف ان الولايات المتحدة ستدعم، مع دول اوروبية أخرى، الجيش ليتمكن من الاضطلاع بكل المهمات التي تسند اليه. وأبدى ارتياحه الى ان المستقبل سيكون افضل. ورد بوش على اشارة البطريرك الى موضوع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، فقال انه يؤيد اقامة دولة فلسطينية ويعمل على ذلك، وهذا ما قد يسهل اعطاء الفلسطينيين جوازات سفر تمكنهم من التنقل بحرية.

وكان البطريرك صفير وصل الى واشنطن، آتيا من هيوستن في ختام زيارته لولاية تكساس. وكان في استقباله في المطار سفير لبنان في واشنطن انطوان شديد، والسكرتيرة الاولى في السفارة كارلا جزار، والمطران منصور، وعدد من ابناء الجالية.  ويختتم زيارته للولايات المتحدة الاميركية اليوم ويتوجه الى اسبانيا محطته الرابعة الاخيرة في جولة شملت، الى الولايات المتحدة، قطر وجنوب افريقيا. ويلتقي غدا الجمعة العاهل الاسباني الملك خوان كارلوس وعددا من المسؤولين الاسبان.

 

اتفاق الدوحة تسوية متوازنة الرابح فيها هو لبنان

وكالات/اعتبرت صحف لبنانية الخميس ان اتفاق الدوحة الذي انجز الاربعاء بين الموالاة المدعومة من الغرب والمعارضة التي تساندها سوريا وايران شكل تسوية متوازنة بين الطرفين مركزة على ان الرابح الاكبر فيها هو لبنان. وكتبت صحيفة "السفير" المعارضة "يقر الطرفان ان ما تم من تسوية على الطريقة اللبنانية لم يخرج فيها احد منتصرا بالكامل او مهزوما بالكامل". واضافت "الموالاة اعتبرت انها حققت مكسبا باعادة بناء الدولة وجعل سلاح حزب الله موضوعا حاضرا في كل نقاش واجتماع, والمعارضة اعتبرت انها استطاعت الفوز بقانون انتخاب يشكل مدخلا الى تصحيح التمثيل واعادة التوازن الى السلطة".

وعنونت صحيفة "النهار" الموالية "الاتفاق يكرس توازن المكاسب والتنازلات". ورأت "النهار" ان المعارضة "حصلت على مطلبها الجوهري المتمثل بالثلث المعطل (في الحكومة)" فيما نالت الغالبية "مطلبها الجوهري ايضا المتمثل ببند الامتناع عن العودة الى استعمال السلاح واطلاق الحوار حول حصر السلطتين الامنية والعسكرية بيد الدولة, وان قانون الانتخاب شكل منعطفا رضائيا للفريقين". واضافت انه اتفاق "كفيل بنقل لبنان من حقبة الى اخرى بل من عصر سياسي الى عصر اخر". واوجد الاتفاق الذي انجز بمشاركة وضمانات عربية حلا لانتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا وتشكيل حكومة وحدة وطنية تتمتع فيها المعارضة بالثلث المعطل الذي طالما اصرت عليه ورفضته الموالاة, اضافة الى التوافق على قانون انتخابي. ووضع الاتفاق كذلك آلية للبحث في قضية السلاح غير سلاح الدولة, اي سلاح حزب الله, التي انطلقت في الدوحة ويستكملها الرئيس الجديد بمشاركة الجامعة العربية.

من ناحية اخرى ركزت الصحف اللبنانية على اجواء الفرح التي سادت بعد اعلان الاتفاق وعلى رهان المواطنين على تحسن الوضع الاقتصادي خصوصا مع موسم الصيف. وكتبت النهار "بيروت تتحرر من الاعتصام والبورصة تقفز ورياح الانفراج تعد بموسم اصطياف زاهر". واضافت "انقلب المشهد ايذانا بانفراج سياسي وامني واقتصادي وسياحي على مشارف صيف واعد". وعنونت صحيفة "الاخبار" المعارضة "اللبنانيون يحتفلون وينتظرون الحكومة". وكتبت صحيفة "البلد" المقربة من الاكثرية في صدر صفحتها الاولى "لبنان ينهض من جديد". اما صحيفة "الديار" المعارضة فتساءلت "لو وافقت الاكثرية على مطالب المعارضة لكان الحل قبل ستة اشهر" اي مع انتهاء ولاية الرئيس السابق اميل لحود.

 

الحريري: الحوار حول سلاح "حزب الله" سينطلق قبل وضع البيان الوزاري

الشرق الأوسط

 رأى رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري أن السعودية " لعبت دورا اساسيا في التوصل الى اتفاق الدوحة"، مؤكدا ان الملك السعودي سيدعن أ اتفاق يتوصل إليه اللبنانيون. الحريري، وفي حديث إلى صحيفة "الشرق الأوسط"، لفت إلى ان الموالاة قبلت بإعطاء المعارضة "الثلث المعطل" داخل الحكومة لأنها لم تعد خائفة على المحكمة الدولية، مشيرا إلى أن اتفاق الدوحة أعاد تثبيت الجمهورية اللبنانية بعد أن كانت هناك "مخاوف من ضرب اتفاق الطائف".

وحذر من أن عمق الجرح في بيروت بحاجة الى وقت كي يندمل، مشيرا إلى أن "هذا الاتفاق هو البداية وهناك الكثير من الامور تبقى بحاجة الى معالجة ".

وشدد الحريري على ان أمورا كثيرة ستتغير بعد انتخاب رئيس الجمهورية، لافتا إلى " أن حوارا طويلا حول سلاح حزب الله سينطلق قبل وضع البيان الوزاري وتقرير كيف سيتعاطى مع سلاح حزب الله".

 

 العماد ميشال سليمان : اللبنانيون اختاروا طريق الحياة

القبس/ أعلن قائد الجيش العماد ميشال سليمان في تصريح لـ"القبس" أن "اللبنانيين، كل اللبنانيين، وبالرغم من المراحل الصعبة والخضات الكبيرة كانوا في كل مرة يثبتون انهم فوق الجراح وفوق الألم بدعم من أشقائهم العرب وأصدقائهم في كل العالم" ، معبراً عن "تفاؤله بمستقبل مشرق للبنان لأن اللبنانيين اختاروا طريق الحياة". وعبر العماد سليمان عن "امتنانه وشكره العميق للجهود التي بذلتها دولة قطر والجامعة العربية واللجنة الوزارية العربية، وكذلك كل الدول الشقيقة والصديقة التي أثبتت بالدليل القاطع حرصها على وحدة لبنان ومصلحة شعبه". وأكد العماد سليمان انه "سيعمل على حماية الديمقراطية اللبنانية والمكتسبات الدستورية، وسيكون مع السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية إلى جانب حماية حرية الرأي وحرية التعبير". ولفت الى أن "عدونا واحد هو إسرائيل والشعب كل الشعب مع المقاومة لأن العدو الإسرائيلي لا يفرق بين لبناني وآخر". ووجه العماد سليمان عبر "القبس" رسالة إلى الكويتيين والخليجيين والعرب جميعاً مفادها ان "لبنان بلدكم ونعاهدكم على أن نبقى أقوياء وعلى الخط العربي، وسيبقى لبنان داعماً لقضايا العرب" ، مشيراً إلى أن لبنان إذ يشكر الدعم العربي فإنه يأمل أن يستمر هذا الدعم لأن لبنان بحاجة إلى أشقائه العرب".

 

موسى أكد انه سيبدأ العمل قريبا لتصحيح العلاقات اللبنانية-السورية

الشرق الأوسط/ أكد الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أن اتفاق المتحاورين اللبنانيين في الدوحة "شامل ونهائي وليس هدنة"، مشير إلى وجود "حضانة دولية وإقليمية" لما حصل لافا إلى انه لم يكن اتفاقا داخليا فقط. موسى، وفي حديث إلى صحيفة "الشرق لأوسط"، كشف أنه سيتحرك قريبا من أجل العمل على تصحيح العلاقات اللبنانية-السورية وفقا لما أوصى به مجلس وزراء الخارجية العرب معتبرا أن هذا الامر "أكثر من ضروري" وسيباشر به فور بدء تنفيذ اتفاق الدوحة. وحول موضوع السلاح في لبنان لفت موسى إلى أن "الإتفاق واضح في ما خص ان الدولة اللبنانية وحدها تتحمل مسؤولية الامن في الداخل وان الفرقاء اللبنانيين اتفقوا على عدم استعمال السلاح كبديل عن الحوار السياسي".

 

الاكثرية متمسكة بالسنيورة وسترشحه في الاستشارات النيابية

اللواء/ذكرت مصادر مطلعة لـ"اللواء" ان "رئيس الحكومة فؤاد السنيورة استخدم تعبير "هذه هي وصيتنا للعمل"، في اشارة الى احتمال عدم عودته الى رئاسة الحكومة العتيدة". إلا ان هذه المصادر اشارت الى ان "هذه العبارة ربما كانت وردت سهواً لان قوى الاكثرية ما زالت متمسكة به، وسترشحه في الاستشارات النيابية التي سيجريها رئيس الجمهورية مباشرة بعد انتخابه الاحد، وتقديم الحكومة الحالية استقالتها". ويفترض عملياً ان تبدأ هذه الاستشارات الاثنين او الثلاثاء على أبعد تقدير، لكي يتمكن رئيس الحكومة التي سيكلف بموجبها الى اجراء مشاوراته لتشكيل الحكومة والتي بدأ منذ الآن حديث عن توزيع الحقائب الاساسية ولا سيما الداخلية والمال والعدل والخارجية، وان كان ثمة معلومات تشير الى رغبة رئيس الجمهورية بأن تكون حقيبة الداخلية من حصته، فيما تحتفظ الاكثرية بالمالية والعدل، وتعطى الخارجية للمعارضة".

 

الرئيس الجميل: يجب التعاون مع الرئيس العتيد لحل باقي القضايا العالقة

وكالات/رأى الرئيس أمين الجميل أن "شريحة كبيرة من الرأي العام ارتاحت بعد الاتفاق، لأنه أوقف الاقتتال والخلاف وفتح صفحة جديدة". الجميل قال: "الاتفاق الذي حصل هو المدخل لحل القضايا العالقة، ويجب التعاون بعد انتخاب الرئيس كي نكمل معالجة القضايا التي وردت خطوطها العريضة في ورقة الدوحة، ويبقى آلية التنفيذ، والمشوار طويل، إنها هدنة مديدة ومحصنة، والعبرة في التنفيذ".

وأضاف الجميل: "يهمنا بأسرع وقت ان ينتخب الرئيس نهار الأحد، وأن نلتف حول هذا الرئيس كي ننقذ الوطن المعذب، فموقع الرئاسة له رمزية خاصة، وعلينا التركيز على مهمات الرئيس، فهو سيدعو لاستشارات لتسمية رئيس الحكومة وتشكيل حكومة على قدر طموحات الناس". وتابع: "التحليل في من ربح ومن خسر لا يهمنا، ما يهمنا هو الشعب الذي يشعر بالجوع والألم. يجب دعم الرئيس لإطلاق حوار جدي بين كل القيادات، فنحن لم نحل كل المشاكل في قطر، لذا يجب استكمال الحوار المنتظر على الصعيد الوطني والسياسي والاقتصادي والاجتماعي، خصوصا ان هناك مأساة اجتماعية ومعيشية".

واعتبر الجميل أن "موضوع قانون الانتخابات صعب للغاية فمن خلاله سيعاد تكوين السلطة، ونحن بذلك حددنا الآلية التي ستعتمد لإيصال المؤسسات الى عملها من جديد". وقال: "كان الجبل وبيروت يحترقان، فكان من المهم جداً ان نعيد بناء الحد الأدنى من الثقة بين بعضنا البعض وأن نتواصل مع بعضنا البعض، والأزمة التي مررنا بها أظهرت ثغرات مهمة في النظام اللبناني، وهذا سيكون محور بحث مع الرئيس العتيد، والمطلوب تطوير النظام، وأعتقد أن حماية لبنان من أزمات جديدة تكمن في تطوير النظام من خلال ورشة عمل دؤوبة".

 

السفير السعودي:نسأل الله ان يكون اتفاق الدوحة بداية ممتازة وان يعود لبنان الى ازدهاره نموذجا للتعددية والثقافة والحرية

وكالات/استقبل الرئيس السنيورة السفير السعودي عبد العزيز خوجة الذي قال على الاثر:

"اللقاء كان لأبارك لجميع اللبنانيين في ما تم من اتفاق. ونسأل الله ان تكون بداية ممتازة وجيدة وان يستمر هذا الامر الى الابد، إن شاء الله، وان يعود لبنان، مرة اخرى، الى ازدهاره وقوته ووحدته ونموذجا ومثالا جميلا للتعددية والثقافة والحرية الحقيقية والديموقراطية التي كنا نفخر بها. ونحن نتوق جدا الى ان يعود لبنان الى ما كان وان يكون الصيف المقبل مزدهرا وحيويا ويعود اليه جميع المصطافين العرب والاجانب ونرى المناطق السياحية والاصطياف مزدهرة ومزدحمة وكل الوجوه تبتسم وتضحك، وإن شاء الله كل الجراح تلتئم".

سئل: هل الدور الذي اخذته قطر يعني ان المملكة العربية السعودية جلست جانبا واخذت قطر دور السعودية في لبنان؟

اجاب: :"لا، لا، قطر دولة صديقة وشقيقة عضو في مجلس التعاون، واول من دعا الى عقد اجتماع لمجلس لوزراي في القاهرة كانت المملكة العربية السعودية ومصر. وتم الاجتماع وقرر الوزراء تشكيل لجنة برئاسة قطر اتت الى لبنان ثم انتقلت الى قطر. هناك تنسيق كامل بين قطر والمملكة والاتصالات مستمرة بين الشيخ حمد والامير سعود الفيصل. وعلى كل حال نكمل بعضنا. المهم ان يعود لبنان وتعود الوحدة فيه. نحن لسنا في صدد صراع، المهم ان يتم العمل سواء في الدوحة او في الرياض او في القاهرة او في الرباط او في اي مكان كان، والحمد الله، لقد أثبت العمل العربي انه مهم جدا، كما اثبت نجاح العمل العربي المشترك. والحمد الله لقد اثبتت الجامعة العربية مقدرتها تماما على العمل والجهد الذي قام به الامين العام على مدى شهور طويلة سابقة اثمر ثمارا طيبة. هناك تراكم لعملية بنائية تمت، والمبادرة العربية كانت هي الاساس لهذا الحل، والحمد الله، نجحت المبادرة العربية ونجح العمل العربي المشترك. هذا ما يجب ان نفخر به وما يجب ان نردده. العمل ليس ان تنافس دولة دولة اخرى، نحن كلنا كدول عربية واحد ونكمل بعضنا البعض، المهم اننا نجحنا، ونجح العمل العربي المشترك وهذا امر نفخر به ولم نحتاج الى اي دول اخرى، جلسنا مع بعضنا ونجحنا. وهذا ما نفخر به ويجب ان يفخر بذلك لبنان، ويجب ان ننسى الماضي وكل ما سبب هذه الجروح".

سئل: يوم الاحد هناك جلسة لانتخاب رئيس، هل هناك تمثيل للسعودية في هذه الجلسة وهل دعي احد من المملكة؟

أجاب: "لا، لم يتصل بي حتى الان احد، وحتى الان لا اعرف كيف سيكون الترتيب وكيف البروتوكول وكيف ستكون الجلسة ولا أدعي أي شيء".

 

 السنيورة يتلقى تأكيداً من المسؤولين العرب على دعم اتفاق الدوحة

وكالات/تابع رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، اليوم، اتصالاته بالمسؤولين العرب لوضعهم في نتائج مؤتمر الحوار في الدوحة وأبعاد الاتفاق الذي تم التوصل إليه. وقد أجرى لهذه الغاية اتصالات بكل من: ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة، ملك الأردن عبدالله الثاني، الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبو مازن"، رئيس وزراء الكويت الشيخ ناصر محمد الأحمد الجابر الصباح، وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي، وزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف، وزير المال العماني احمد عبد النبي مكي، ووزير النفط القطري عبدالله العطية.

اتصالات

كما تلقى الرئيس السنيورة اتصالات من كل من: وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، مفوض الأمن والشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا، الرئيس اسماعيل هنية، مستشار الرئيس الفرنسي جان ديفد ليفيت، السفير الإيراني محمد رضا شيباني الذي توجه بالتهنئة الى الرئيس السنيورة على انجاز اتفاق الدوحة معربا عن دعمه وتأييده لهذا الاتفاق. وقد تركزت الأحاديث خلال الاتصالات على "تأكيد تهنئة لبنان بالاتفاق وبدعمه والعودة إلى انتظام عمل المؤسسات الدستورية انطلاقا من انتخاب رئيس الجمهورية الجديد وتأكيد أهمية ما ورد في اتفاق الدوحة ولا سيما ما يتعلق بسيادة الدولة على كل أراضيها.

لقاءات

من جهة أخرى، استقبل الرئيس السنيورة، اليوم في السرايا الحكومية، ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان عباس زكي وعرض معه الاوضاع.

بعد الاجتماع، قال زكي: "نقلت تهاني الرئيس الفلسطيني ابو مازن والقيادة الفلسطينية الى الرئيس السنيورة، وكذلك تهاني كل ابناء الشعب الفلسطيني في لبنان بنتائج الحوار اللبناني اللبناني برعاية عربية في دولة قطر الشقيقة. وهذا ما ترك ارتياحا على قسمات وملامح الشعب اللبناني الذي يستحق بالفعل كل وسائل الدعم والتنمية والاستقرار. ودعاؤنا كان دائما ان يكون لبنان قويا موحدا وان تكون هناك دولة. وان شاء الله سيتحتفل لبنان يوم الاحد بانتخاب رئيسه القائد ميشال سليمان، وهذا سيكون بداية لمرحلة جديدة تبدد كل الشكوك وتعطي كل مرتكزات القوة والتقدم على صعيد الوحدة والتنمية والاقتصاد وسيادة القانون".

اضاف: "كما بحثنا في اليات وامكانات نجاح مؤتمر 23 حزيران الذي سيعقد في فيينا من اجل اعادة اعمار مخيم نهر البارد وتعويض الفلسطينيين ومن تضرر خصوصا اننا نمر الان بذكرى بداية احداث البارد. وهذا يعتبر احد اهم الانجازات الا يكون هناك قلق على المستقبل سواء على الفلسطينيين او اللبنانيين. واكدت اننا في داخل القطار الفلسطيني كنا قد اتخذنا سياسة الحياد الايجابي وهذا ما جعل لنا فرصة ان نبدأ الحوار في المستقبل، الحوار اللبناني - الفلسطيني بهدف انجاز ما كان على الروزنامة من حاجات لوضع العلاقة الفلسطينية - اللبنانية في مستواها المطلوب".

مجلس أمناء المقاصد

واستقبل رئيس مجلس الوزراء وفدا من مجلس أمناء جمعية المقاصد الخيرية الاسلامية في بيروت برئاسة رئيس الجمعية امين محمد الداعوق الذي قال: "تشرفنا بزيارة الرئيس السنيورة بعد رجوعه من الدوحة وبعد انتهاء المحادثات والحوار الذي جرى هناك، واطلعنا منه على مجرى الامور في الحوار ووقفنا معه عند المواقف الوطنية التي دارت في الحوار، وهنأناه ورفاقه على مواقفهم الوطنية في الوصول الى الاتفاق من تداولات وترتيب الامور، بحيث ان كل المطالب التي كانت موجودة نفذت وتوصلنا الى الاتفاق، كما هنأنا الرئيس السنيورة على ثباته الوطني والعروبي وعلى تثبيت علاقاته مع جميع الأشقاء العرب، خصوصا الشقيقة سوريا التي يكن لها كل احترام من موقعها العربي والعروبي. وتمنينا عليه أن يتابع الوضع بنفس القوة والعناد لكي نتوصل فعلا الى بر الأمان. وعبره شكرنا للمملكة العربية السعودية وقطر الجهود الكبيرة من اجل وصول لبنان الى الاتفاق، كما تكملنا عن جميع الأفرقاء الذين كانوا معه، النائب سعد الحريري والرئيس بري وغيرهم الذين كانوا يتعاطون بالأمر الذين هم ايضا برؤيتهم الوطنية أوصلوا لبنان الى ما وصل اليه وانهوا الوضع المأسوي الذي كان في لبنان والوصول، إن شاء الله، الى وضع مستتب ووضع وطني صالح. وان شاء الله تجرى انتخابات رئاسة الجمهورية بكل امان وفي أسرع وقت وتعود المؤسسات الدستورية والوطنية الى عملها، كما يتمنى دولة الرئيس وهو دائما يقول انها هي الاساس، ويعود الوطن احسن ما كان وبرؤية مستقبلية آمنة".

 

 بري أخر الاتفاق لرفضه تعديل الدستور لانتخاب سليمان

النهار/ ذكرت صحيفة "النهار" ان رئيس المجلس النيابي نبيه بري أخّر الإنتهاء من وضع الإتفاق حتى الساعات الأولى من فجر أمس عبر إصراره على عدم اجراء تعديل دستوري لانتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان لرفضه إعداد مشروع قانون تحيله الحكومة على المجلس باعتبار أن الحكومة "ليست دستورية" وأن اقتراحه لانتخاب الرئيس من دون تعديل دستوري هو الأسلوب الأمثل من الناحية الدستورية في هذه الظروف الإستثنائية. وقبلت الغالبية بذلك بناء على رغبة امير قطر. هذا وأكدت مصادر المشاركين في المؤتمر للصحيفة عينها، أن اتفاق الدوحة اتسم بتوازن واضح في المكاسب والتنازلات. فالمعارضة حصلت على مطلبها الجوهري المتمثل بالثلث المعطل، فيما نالت الغالبية مطلبها الجوهري أيضا المتمثل ببندي الإمتناع عن العودة إلى استخدام السلاح وإطلاق الحوار حول تعزيز سلطات الدولة على كل أراضيها وحصر السلطتين الأمنية والعسكرية بيد الدولة. أما قانون الإنتخاب فشكل منعطفا رضائيا للفريقين وخصوصا في ضوء الاتفاق على تقسيمات بيروت.

 

وزير الخارجية الكندي: نشجع الاطراف على تطبيق بنود اتفاق الدوحة كافة

وكالات/وزعت السفارة الكندية بيانا، اعلنت خلاله "ان وزير الخارجية الكندي ماكسيم برنييه علق على اتفاق الدوحة واكد "ان هذا الاتفاق يسمح بحل الازمة السياسية التي تشل لبنان ووضع حيز التنفيذ المراحل الضرورية للتوصل الى المصالحة". وقال:"نشجع الاطراف على تطبيق كافة بنود هذا الاتفاق بما في ذلك انتخاب فوري لرئيس الجمهورية وحظر اللجوء الى الاسلحة لاهداف سياسية. ان هذه الاجراءات الايجابية من شأنها ان تحفظ الهدوء فيما تسعى الاطراف الى وضع حد للانقسامات المذهبية وبين الفصائل". واضاف:"نطلب ايضا من الحكومة اللبنانية السعي الى تطبيق كامل لكافة قرارات مجلس امن الامم المتحدة بما في ذلك نزع سلاح كافة المجموعات غير الحكومية. ان كندا مستعدة لمساعدة الحكومة اللبنانية بالوسائل المتاحة كافة". 

 

طبارة وميقاتي والصفدي أسماء متداولة لرئاسة الحكومة المقبلة

البلد/علمت "البلد" أن "اسم الوزير الاسبق النائب بهيج طبارة هو في عداد الأسماﺀ المتداولة لرئاسة الحكومة كذلك رئيس "التكتل الطرابلسي" الوزير محمد الصفدي ورئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي". وأشارت المعلومات الى أن "الحكومة الثلاثينية ستشهد وجوهاً جديدة حليفة لسوريا مثل رئيس الحزب "الديمقراطي" الوزير الأسبق طلال ارسلان ورئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية او من يمثله ويتوقع ان يسمي رئيس الجمهورية ثلاثة وزراﺀ من حصته أبرزهم وزير الدفاع الحالي الياس المر اذا تجاوز "فيتو" المعارضة وربما النائب الاسبق ناظم الخوري". ويتوقع ان "يدخل رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" النائب وليد جنبلاط تغييرات على اسماﺀ وزرائه في الحكومة ويسمي وزراﺀ جدداً، كذلك سيفعل رئيس "كتلة المستقبل" النائب سعدالحريري وكل من "حزب الله" وحركة "أمل" حيث لن تقتصر حصتهما بالضرورة على المقاعد الشيعية بل سيكون لهم وزراﺀ من طوائف أخرى، وينتظر ان يتمثل "تكتل التغيير والاصلاح" الذي يرأسه النائب العماد ميشال عون بوزير ماروني او أكثر ووزير كاثوليكي وآخر ربما أرمني من حزب "الطاشناق"، فيما تتمثل "القوات اللبنانية" بوزير ماروني وآخر ربما يكون ارثوذكسياً، وستعود "الكتائب" الى الحكومة بوزير ماروني علماً ان الحكومة الثلاثينية ستضم 6 وزراﺀ لكل من الموارنة والسنة والشيعة و4 وزراﺀ للارثوذكس و3 لكل من الدروز والكاثوليك و2 للأرمن او واحد للأرمن وواحد للأقليات".

 

لأنه يعيد لبنان إلى المؤسسات ويضعُ مشكلة السلاح على طاولة الحوار ويرفع احترام القانون إلى مرتبة ميثاقية

"اتفاق الدوحة" مفصليّ و14 آذار أمام مرحلة جديدة من الوحدة

المستقبل - الخميس 22 أيار 2008 - نصير الأسعد

خلّف "إتفاق الدوحة" ارتياحاً كبيراً ليس فقط لانه يمثل استجابة لتطلب اللبنانيين العودة إلى حياة طبيعية آمنة وإستئناف دورة الأمل بمستقبل أفضل، بل لاعتبارات سياسية ـ وطنية رئيسية أساساً.

العودة إلى المؤسسات.. بمرتبة ميثاقية

فما يعلنه الاتفاق عبر بنوده ونقاطه كافة، هو العودة بلبنان إلى المؤسسات الدستورية الشرعية ويعلن نهاية "مشروع الفوضى" المرتكز الى إفراغ المؤسسات. ومع أهمية الاتفاق على إنتخاب رئيس الجمهورية فوراً وعلى تشكيل "حكومة وحدة وطنية" وعلى نقاط في قانون الانتخاب، فانّ البند الأهم هو الذي ينصّ على "حظر اللجوء إلى إستخدام السلاح والعنف في الخلافات السياسية وتحت أي ظرف من الظروف بما يضمن عدم الخروج على عقد الشراكة الوطنية".

إنّ ما يقوله هذا البند غاية في الوضوح. فهو لا يحظر أيّ إنقلاب في المستقبل وحسب لكنه يُبطل إنقلاب 8 أيار أيضاً ويعتبره لاغياً سياسياً. والأكثر أهمية هو أن هذا البند في "إتفاق الدوحة" يعيد الإعتبار لمسألة ميثاقية بإمتياز، إذ يعتبر انّ إستخدام السلاح في الخلاف السياسي "خروج على عقد الشراكة الوطنية" أي انه يرفع إحترام المؤسسات إلى مرتبة ميثاقية.

سلطة الدولة..والسلاح على الطاولة

وإذا كان ما تقدّم يؤكد انّ إنقلاب 8 أيار فشل نتيجةً لرفضين لبناني وعربي، فإنّ بنداً آخر في "إتفاق الدوحة" يكتسب أهمية كبرى هو الآخر. هذا البند هو الذي ينصّ على "حصر السلطة الأمنية والعسكرية بالدولة" وعلى "تطبيق القانون وإحترام سيادة الدولة في كافة المناطق بحيث لا تكون هناك مناطق يلوذ اليها الفارون"، وينصّ على انّ الحوار الذي بدأ في الدوحة "يتمّ إستئنافه برئاسة رئيس الجمهورية فور إنتخابه وبمشاركة اللجنة العربية".

لهذا البند من الإتفاق معانٍ عميقة كثيرة، أهمها إثنان. الأول هو انّ السلاح صار موضوعاً على طاولة الحوار ولم يعد النقاش فيه محرّماً. والثاني هو انّ "مسألة السلاح" ليست شأناً لبنانياً فقط إنما هي شأن عربي أيضاً. فاللجنة العربية ستشارك في الحوار بعنوان "تعزيز سلطات الدولة اللبنانية على كافة أراضيها"، تأكيداً على الموقف العربي الداعم لسيادة لبنان ولسيادة دولته على أرضه، وتشديداً على الضمانة العربية ضد استخدام القوة في السياسة.

فاعلية "النظام العربي"

من هنا، فانّ "إتفاق الدوحة" يُعدّ إنتصاراً للبنان الوطن ولبنان الدولة. وهو بهذا المعنى إنتصارٌ لـ"النظام العربي" الذي أكد من مدخل الأزمة في لبنان قدرته على أن يكون فاعلاً وفعّالاً. وليس بسيطاً أن يعتبر الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى في نهاية مؤتمر الدوحة انّ الإتفاق الصادر عنه نجاحٌ لـ"العمل العربي المشترك" بل أول نجاح منذ سنوات طويلة.

مرحلة جديدة بسمات إنتقالية.. و"مساكنات"

"الحكمة" الشائعة تقول إنّ "العبرة في التنفيذ". وهذه "الحكمة" صحيحة تماماً. بيد أنّ ما لا يمكن تجاهله هو انّ مرحلة لبنانية جديدة بدأت مع "إتفاق الدوحة". صحيحٌ انّ لهذه المرحلة الجديدة سمة "إنتقالية" لفترة من الزمن وربما حتى العام 2009. ذلك انّ ثمّة أسابيع أو شهوراً من "المساكنة" بين الدولة و"الدولة الموازية"، وانّ ثمّة "مساكنة" بين فرقاء لم ينتهِ الخلاف أو الخصومة السياسية بينهم داخل مؤسسة القرار في مجلس الوزراء. غير انّ الصحيح أساساً هو انّ العهد الجديد، عهد الرئيس ميشال سليمان لا بدّ، وهو مدعومٌ بقوة عربياً ودولياً فضلاً عن التقاطع اللبناني عليه، أن يُطلق ديناميات تعزيز الدولة وسلطاتها و"إنتشارها".

بإختصار، يؤسس "إتفاق الدوحة" بجوانبه الرئيسية المشار إليها آنفاً لمرحلة جديدة ولو أن فيها قدراً من السمات "الإنتقالية".

لكن "الإتفاق" الذي يُنهي الصراع في "الشارع" وإستخدام السلاح لا يُنهي الصراع السياسي "السلميّ" ضمن المؤسسات. ومن الطبيعي أن يتواصل الصراع السياسي سلمياً وديموقراطياً.

14 آذار: الإنتخابات المقبلة معركة سياسية أساسية

في هذا الإطار، من المهمّ لفت أنظار فريق 14 آذار إلى أمرين جوهرييّن.

الأول هو انّ صمود 14 آذار طيلة المرحلة السابقة ووحدتها السياسية، كانا ـ الصمود والوحدة ـ العاملين الرئيسيين في تمكينها من العبور بنسبة عالية من "السلامة" إلى المرحلة الجديدة. فواجهت موحّدة ووقّعت التسوية موحّدة.

أمّا الأمر الثاني فهو انّ وحدة 14 آذار ضرورة للمرحلة الآتية التي ستُحسم خلالها قضايا الإستقلال التام وقيامة الدولة وترسّخ النظام الديموقراطي، وهي تنطلق نحو هذه المرحلة بمكاسب متحققة للبنان باتفاق الدوحة.

وأن تكون وحدةُ 14 آذار شرطاً من شروط المرحلة الآتية، فذلك يعني أنّ الأسس التي نهض عليها هذا التحالف الاستقلاليّ لا تزال قائمة. ويعني أنّ زمن "خلط الأوراق" لم يحِن. ويعني أنّ الانتخابات النيابيّة المقبلة معركة سياسيّة بعناوين واضحة ولا مجال لـ"بين البينَين".

جراح الحريري وواجب "حزب الله" أمّا وقد دخل "إتفاق الدوحة" حيّز التنفيذ، وسيكون العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية بعد غد الأحد، فلا بدّ من تسجيل "نقطة" أخيرة. في ختام مؤتمر الدوحة، وفي موازاة توقيعه على الاتفاق، قالَ زعيم "تيّار المستقبل" سعد الحريري كلاماً "مؤثراً"، فيه أنّه لا يزال "مجروحاً" وأنّ بيروت "مجروحة"، وأنّه سيعمل جاهداً للتغلّب على الجراح. يستحقّ كلام الحريري، من أجل أن يبلسم جراح بيروت، أن يتوجّه "حزب الله" الى الحريري والى بيروت بموقف شجاع بأنّه يأسف لإنزلاقه الى ما إنزلق إليه، ويعتذر عن كلّ جرح أو ضرر لحقا بالعاصمة... هذا إذا كان راغباً بالفعل بتجاوز الصفحة السوداء.

السنيورة كبيرٌ من لبنان أمّا "الكلمة" الأخيرة، فهي بلا شكّ الى الرئيس فؤاد السنيورة رجل الدولة ورجل المرحلة الصعبة، ورمز الصمود والشجاعة، ورمز الدفاع عن الشرعيّة الدستوريّة وحصونها، فقد سجّل إسمه في لائحة كبار لبنان

 

اتفاق الدوحة" أخرج رقبة لبنان من تحت المقصلة بفعل حصانة دولية وفّرتها قوى 14 آذار

ميشال سليمان رجل المرحلة .. وابنها

المستقبل - الخميس 22 أيار 2008 - فارس خشّان

غصة الأحداث الدامية ستبقى في القلب... لا بل يُفترض أن تبقى على كل شفة ولسان، الى أن يُبدي "حزب الله" ندمه على ما قام به.

حتى الساعة، وعلى الرغم من "اتفاق الدوحة"، فان "حزب الله" ينكر أن يكون قد استعمل "سلاح المقاومة" في الداخل.

وستبقى الغصة قيد المعالجة، الا أنها على جوهريتها لا تُقابل الا بحل سياسي يؤسس لأمان وطني شامل. وهذا كان قدر لبنان بعد حرب أهلية عاصفة. وهذا هو خِيار لبنان بعد "غزوة قاتلة".وهنا بالذات، تكمن أهمية "إتفاق الدوحة"، بندا بندا. أبرز ما في هذا الإتفاق أنه أخرج لبنان من حِقبة الفراغ الرئاسي. هذا الفراغ لم يكن عفويا بل كان فعلا عمديا له أهداف كثيرة، أبرزها تكسير لبنان وتخريبه، من خلال الانقضاض، معنويا أو فعليا، على كل شرعية فيه. التفوّق على الفراغ لم يكن مجرد نزهة، بل كان عملا جبارا وشاقا. وراء هذا الفراغ وقفت سوريا وإيران وتستّرتا خلف أطراف لبنانيين. وبهذا المعنى، فإن مجرد الإتفاق على إملاء هذا الفراغ وإعادة الرئاسة الى الجمهورية، يؤكد أن صفحة خطيرة قد طُويت.

طي هذه الصفحة في هذا التوقيت الإقليمي بالذات، هو الأهم. وهنا يكمن فضل قوى الرابع عشر من آذار التي وفّرت للبنان من البوابتين العربية ـ الاسلامية والغربية حصانة من الصفقات التبادلية القذرة. قبل هذه العلاقات، كانت "رقبة لبنان" على السكين، لأن لبنان كان سيُترك لقدر "شريعة الغاب" فيذهب "فرق عملة" لمصلحة النظام السوري. وهذا ليس تفصيلا مهملا، بل هو جوهر القضية، لا بل كل القضية.

وفي هذه الوضعية الإنقاذية الكبرى، يأتي موقع "فخامة التوافق" العماد ميشال سليمان. أحد لا يُنكر، وسليمان كذلك، أن ما حصل في بيروت والجبل أساء الى صورته والى صورة الجيش. أحد لا يُنكر، وهو لا يُنكر ان هناك كثيرين لم "يُزلغطوا" لوصوله العتيد الى القصر الجمهوري في بعبدا، ولكن الإنصاف يقضي بإعادة قراءة "غزوة بيروت والجبل". الجيش كان يضع خطة فصل بين المناطق والأحياء وليس خطة مواجهة في حرب شوارع مفتوحة. في مكان ما الجيش ـ كما صورة العماد ميشال سليمان ـ كان ضحية "عجز" استخباراتي كبير. "عجز" عن معرفة الأسباب الحقيقة لهذا التدافع الى إيجارات منازل في الأحياء البيروتية وغيرها. من البديهي القول إن هناك "تقصيرا فادحا" حصل على مستوى بعض المواقع الأمنية، ولكن من الإنصاف التأكيد أنه حيث صمد الأهالي 24 ساعة، كما هي عليه الوضعية في منطقة الطريق الجديدة، تمكن الجيش اللبناني من حماية الأهلين.

في واقع الحال، العماد ميشال سليمان هو رجل هذه المرحلة وابنها الشرعي.لم يأت الى التوافق من صراعات خاضها ولا من شعارات نظّر لها ولا من تسخير للمؤسسات. لم يكن لديه جميل السيد ولا فؤاد عون (صاحب كتاب الجيش هو الحل) ولا ترسانة إعلامية. هو الوحيد بين كل "المرشحين" من "تساوى" بالإنتقادات وبالمديح من كل الجهات، على التوالي. لم ينم يوما رئيسا ليصحو في منزله رجلا عاديا. نام، كل يوم رجلا عاديا، ليصحو رئيسا للجمهورية.عندما أُغلقت امامه الطريق بين اليرزة وبعبدا، لم يُهدد بانقلاب، بل بالذهاب الى منزله. لم يلهث وراء المجد مدّعيا أنه "كرة نار"، بل عرف أن الرئاسة تستحق أوجاعها. لم يستغل قيادة الجيش ليحفر لنفسه تمثال البطل التاريخي، بحيث يأخذ المؤسسة لاحقا معه ـ وكأنها ملك ورثه ـ بل خاض أعنف المعارك وكان قليل الكلام. تحمّل الضيم، حتى من المحسوبين عليه، ولكنه لم يبادل شتيمة بشتيمة، بل كان دائما يُبقي باب داره مفتوحا نصف فتحة "لأن الحبيب حتما سيعود". أتى الى قيادة الجيش في الزمن السوري، ولكنه لم يضرب أحدا بهذا السيف، بل ردّه، حين استطاع، عن رقاب كثيرين. صفاته الحميدة كثيرة، ورجاؤه أن تُذكر في آخر سنة من ولايته الرئاسية لأن التعظيم هو قدر كل الصاعدين، فهو "مهنة" كل الطامحين.

وبهذا المعنى، ميشال سليمان لا يستقوي على ضعيف لأنه أصبح قويا، ولا يستغل قويا ليضرب ضعيفا. هذه صفة إنسانية شخصانية، ولكنها في غاية الأهمية حين تتم ترجمتها في السياسة، لأن لا قوي دائما في لبنان ولا ضعيف أبديا في لبنان، فالمتغيّرات ثوابت، فيبقى من يحمي القوي حين يضعف ويرد القوي حين يتجّبر.

أجمل ما في ميشال سليمان شعاراته الطبيعية. لا هو يمد يده على المال العام ولا يُهدد بقطع تلك التي يظن أنها سوف تنافسه على ذلك، ولا هو يمجّد حليف اليوم ومن ثم يهجوه عندما يُصبح خصما.

هذا ما يحتاجه لبنان. يحتاج الى رئيس يريد تحويل لبنان الى هونغ كونغ الشرق الأوسط والى مونتي كارلو أخرى على شاطئ البحر المتوسط. يحتاج الى رئيس يسهر على تفوق المؤسسات لا الى رئيس يسهر على استغلالها. يحتاج الى رئيس يبكي لآلام الناس لا الى رئيس يستخف بها ويركب موجتها تحقيقا لأحلام صغيرة.

ميشال سليمان بهذا المعنى، هو رجل فصل التحقيق الدولي عن العلاقة مع سوريا، وهو رجل حماية المقاومة طالما هي مقاومة، وهو رجل عينه شاخصة الى القرار 1701، وهو رجل يعرف أن التحريض على سعد الحريري لا يأتي إلا بأسامة بن لادن، وهو رجل يعرف أن المسيحيين قدرهم الاقامة تحت مظلة الدولة وليس الإندحار تحت مظلة الأنا المضخمة، وهو رجل لا يتنكر لله حتى يحصل على رضى طائفيين من نوع آخر، وهو رجل لا يستهزئ بكنيسته حتى يسهل عليه ضرب كل المواقع الروحية. رجل بهذا المعنى، يحتاج الى حماية كبيرة كما يوفر للبلاد حماية كبيرة. هو يحمي الوطن من ثلث لن يجرؤ على التعطيل، وهو يبحث عن حماية في انتخابات نيابية لا تحوّل الرئيس الى مجرد "ورقة فيتو". مع ميشال سليمان لطاولة الحوار المزمع عقدها "طعمة"، فالرئيس ضمانة التنفيذ. ضمانة الإستراتيجية الدفاعية الشاملة. ضمانة مصلحة "لبنان أوّلا".

 

ردود فعل مرحبة باتفاق الدوحة: إنجاز للبنان يفتح صفحة جديدة .. والعبرة بالتنفيذ

المستقبل - الخميس 22 أيار 2008 - لاقى الاتفاق الذي توصل إليه القادة اللبنانيون في الدوحة برعاية دولة قطر ومشاركة جامعة الدول العربية، ترحيبا كبيرا من رؤساء ووزراء ونواب وشخصيات واحزاب، رأوا فيه "فرصة تاريخية يتوجب تثبيتها بالاداء واليقين"، معتبرين انه "انجاز للبنان، ويفتح صفحة جديدة، اذا عرفنا كيف نوظفه، وتبقى العبرة بالتنفيذ".

* قال رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" أمين الجميل لـ"المؤسسة اللبنانية للارسال" امس: "سأقول مبروك عند التنفيذ. هذه صفحة مهمة، فتحنا صفحة جديدة، وأتمنى أن تكون مشرقة. ثمة تضحيات متبادلة، ونحن مطمئنون الى نواحي كثيرة، خصوصا في الشق المتعلق بالسلاح وبسط سيادة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية وكل مصير السلاح في لبنان. هذا الموضوع كان أولوية بالنسبة إلينا، وأعتقد أنه أخذ حيزا مهما من هذا الإتفاق. هذا انجاز للبنان، ولكن العبرة بالتنفيذ، وألا يبقى الإتفاق على الورق".

أضاف: "لدينا تطمينات بأن قطر والوفد الوزاري العربي سيتابعان هذا الأمر معنا، وهذه نقطة ايجابية. والنقطة الثانية هي في بناء المؤسسات في أسرع وقت ممكن. إذا قدمنا تنازلات أو خطوات في اتجاه الآخر، فذلك لإنقاذ المؤسسات الدستورية في لبنان ووضع حد لمأساة الشعب اللبناني".

ورأى ان "المهم هو انتخاب الرئيس التوافقي في أسرع وقت ممكن، وأن تكون الحكومة الجديدة مسؤولة وتنكب على تفسير هذا الإتفاق بكل بنوده لطي صفحة الماضي وبلسمة الجرح العميق الذي خلفته الحوادث الأخيرة والسابقة في لبنان من حيث سقوط شهداء في مكان وزمان غير مناسبين"، مشيراً الى ان "الحوادث الأخيرة أظهرت أن النظام اللبناني يحتاج إلى اعادة نظر، وعلينا التوقف عند ثغراته في حوار جدي وورشة عمل تطمئن اللبنانيين إلى مستقبلهم وتحصن المؤسسات الدستورية".

* بارك الرئيس نجيب ميقاتي "للبنان واللبنانيين الاتفاق الذي تحقق، وفيه انتصر الوفاق والتوافق، عسى أن يكون ما حصل عبرة للمتخاصمين ليقتنعوا أخيرا بأن لبنان لا يقوم على منطق الاكثرية والأقلية ونهج الغالب والمغلوب والعناد والمكابرة، بل على الاعتدال والشراكة الحقيقية لجميع اللبنانيين في ادارة شؤون الوطن".

ووصف ما تحقق بأنه "بداية إيجابية ينبغي تحصينها واستكمالها من خلال العمل لإعادة اللحمة بين جميع اللبنانيين، وردم الهوة التي سببتها ألاحداث الدموية الاخيرة وما سبقها من أحداث مماثلة. والمطلوب من كل الافرقاء الاقتناع بالحلول المنجزة وعدم اعتبار ما حصل عملية مصطنعة بهدف ربح الوقت او الرهان على متغيرات خارجية لقلب المعادلات والموازين".

* رحب الرئيس سليم الحص بالاتفاق "مع التحفظ على بعض مندرجاته". وقال: "كنا نتمنى لو اعتمد مضمون اتفاق الطائف في ما يتعلق بقانون الانتخاب، اي بتبني المحافظات دوائر انتخابية".

واعتبر "ان اعتماد القضاء دائرة انتخابية مع تقسيم بيروت على النحو الذي كان، فإن ذلك سينتج مجلسا يطغى عليه الطابع الطائفي والمذهبي، وبذلك نكون سجلنا قفزة الى الوراء في السعي الى تجاوز الحالة الطائفية ونكون بذلك خرجنا عن اتفاق الطائف مرتين: مرة باعتماد القضاء بدل المحافظة دائرة انتخابية ومرة ثانية في تجاهل مطلب تجاوز الحالة الطائفية على مراحل وفق ما نص عليه اتفاق الطائف".

ورأى "ان الاتفاق أغفل ما يجب ان يتضمنه قانون الانتخاب من ضوابط لدور المال السياسي ولدور الاعلام والاعلان الانتخابيين، يا حبذا لو تم التوافق على تبني مشروع اللجنة الخاصة برئاسة فؤاد بطرس".

* وصف وزير الإعلام غازي العريضي الاتفاق بأنه "انتصار للبنان ككل وليس لفريق على آخر"، داعيا اللبنانيين إلى "رمي كل الاحقاد خلف ظهورهم".

واشار إلى أن "ما جرى في السنتين الماضيتين كان خطيرا جدا إن كان على مستوى الازمة العميقة التي تحكمت بالعلاقات بين اللبنانيين أو على مستوى الخطاب السياسي والإعلامي الذي حمل كل الأحقاد والتشنجات والتي كنت احذر منها ومن مخاطرها في شكل دائم".

وشدد على ضرورة "الذهاب لترجمة هذا الاتفاق والعمل على أن تتم إعادة إطلاق عمل المؤسسات بشكل طبيعي وجيد لخدمة اللبنانيين ولحماية نظامهم الديموقراطي البرلماني ولإعادة بناء ما تهدم على مستوى الثقة أو على مستوى الوضع الاقتصادي والمالي الخطير الذي يهدد كل لبنان".

وقال: "لسنا في حالة عداء مع سوريا، والخلافات الكثيرة التي حدثت بين البلدين في الفترة الماضية هي أزمة حقيقية في العلاقات"، معرباً عن اعتقاده "ان ما يحكم العلاقة بين البلدين هو اتفاق الطائف".

* أبدى وزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ ارتياحه الى وصول الحوار الى اتفاق، معتبرا انه "انجاز وطني كبير لكل لبنان".

* اعتبر الامين العام لـ"الجماعة الإسلامية" المستشار الشيخ فيصل مولوي "ان اتفاق الدوحة، جاء تسوية سياسية لخلافات لبنانية قديمة ومتجددة، لكن الحل الجذري لا يكون الا عند التوافق على صيغة مناسبة تنظم العلاقة مع المقاومة، تحت سقف الدولة".

اضاف: "كانت هذه الصيغة الجديدة صعبة في الماضي، لكنها اليوم أكثر صعوبة بكثير، بعد ان جرى اقحام سلاح المقاومة ورجالها في معارك داخلية، خلافا لاستراتيجيتها المعلنة، ولما كان ينتظر منها. بالرغم من الصعوبة الهائلة، ليس امامنا خيار آخر، أملنا بالله كبير، وأملنا بعودة العقول الى رؤوس اصحابها كبير ايضا".

* وجه نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان رسالة تهنئة إلى اللبنانيين مباركا فيها لهم هذه المرحلة، وشكر لقطر والجامعة العربية والوزراء العرب مساعيهم لعلاج المشكلات. ودعا القادة والملوك والوزراء العرب الى "ان نعمل سويا لحل المشكلات ابتداء من لبنان ومرورا بالعالم العربي لتصل الحلول الى العراق وفلسطين".

* اكد العلامة السيد محمد حسين فضل الله "أن التسوية التي خرجت بعملية قيصرية لم تكن لتتم لولا تضافر الكثير من العوامل الخارجية والداخلية التي شكلت منطلقا للخروج إلى فضاء سياسي جديد نأمل أن يطل على مرحلة أكثر رحاب"، آملاً أن تمهد "لوفاق شامل لينتقل البلد من مرحلة المراوحة السياسية إلى مرحلة الإنتاج السياسي الحقيقي، الذي يرفع عن البلد كاهل الضغط الاقتصادي والمعيشي والتوتر الأمني".

* رأى النائب روبير غانم ان إنجاز الدوحة "فرصة تاريخية لإعادة لبنان إلى ضمير شعبه وإلى ضمير العالم"، معتبراً ان "ثمة حاجة حتمية الى تمييز السعي الكياني عن الكماليات الشكلية". واشار الى "ان الإتفاق فرصة تاريخية ويتوجب تثبيته بالأداء وباليقين، ومهما كانت الخلافات عميقة وبعدما لفحت الفتنة الجهنمية وجوه اللبنانيين بنار تهدد كيانهم، المطلوب أن يتركز القرار على إعادة توليد الوحدة الوطنية من خلال الشرعية المؤسساتية".

* رأى عضو كتلة "المستقبل" النائب هاشم علم الدين "ان اللبنانيين جميعا انتصروا بهذه النتائج والمقررات، بحيث لم تنفع لغة التهديد والفتنة والاقتتال". وقال: "نحن في المنية والضنية والشمال كنا دائما نعمل على وأد الفتنة في مهدها". وامل "ان يكون هذا الحل بداية لتعافي لبنان وخروجه من ازمته محافظا على وحدته الوطنية وسلمه الاهلي".

* اعتبر عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار حوري أن اتفاق الدوحة "بصيغة لا غالب ولا مغلوب هو الأقرب إلى العقل والمنطق" لافتا الى "أن كل الافرقاء يشعرون بالرضا عنه وبأنهم قدموا شيئا ما وأخذوا شيئا ما".

وأكد "أن الاتفاق ليس اتفاقا عابرا بل مهما جدا يؤسس لمرحلة جديدة ووضع النقاط على الحروف"، مشددا على "أن المسؤولية كبيرة علينا لمنع تكرار ما حصل وأن يكون الخيار الديموقراطي هو الوسيلة الوحيدة للنقاش".

* قال النائب جورج قصارجي: "لا يسعنا الا المباركة لشعبنا بهذه النتائج الحميدة التي تضع بلدنا على سكة الحلول الدائمة المؤاتية لما اخترناه من ديموقراطية توافقية تجعل من حقوق كل لبناني موضع تكريس دائم".

* إعتبر أمين سر تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ابراهيم كنعان "أن هناك على الاقل ضمانة بأن التمثيل سيكون عادلا ومتفاهما عليه، لكن سيعود التمثيل الصحيح للمسيحيين في السلطة". واشار الى "ان التفاصيل تبقى تفاصيل والأساس هي الوحدة الوطنية".

* لفت عضو تكتل "التغيير والاصلاح" النائب نعمة الله ابي نصر الى "ان التجارب أثبتت أننا عاجزون عن الإجتماع والحوار وإستنباط الحلول من دون وسيط أو رقيب أو وصي. إن أسوأ ما وصلنا إليه اليوم هو اعتراف اللبنانيين وعلى رأسهم السياسيون بعجزهم وتسليمهم بمقولة أن حل الأزمات اللبنانية لم يعد بيد اللبنانيين بل بيد الدول الأخرى".

* وصف النائب انور الخليل الاتفاق بأنه "طبيعي ومنطقي والوحيد للأزمة التي كانت تعيشها البلاد منذ ثلاثة أعوام"، معتبراً "ان منطق الوفاق الوطني هو المنطق الذي خرج منتصرا بعد هذه الأعوام العصيبة".

* رأى النائب السابق سليمان فرنجية في اتفاق الدوحة "انتصاراً للبنان وللديموقراطية والعدالة الاجتماعية". وأوضح انه بالرغم من تفاؤله "سيبقى يشعر بالخوف"، منوها بقيادات الموالاة لاسيما النائب سعد الحريري الذي "برهن على انه رجل دولة ولو لم يقدم تنازلات لما أمكن التوصل الى اتفاق". واكد استعداده لملاقاة خصومه السياسيين في منتصف الطريق"، مشددا على "التمسك بالتحالف الاستراتيجي مع حزب الله".

* اكد الوزير السابق عمر مسقاوي ان الاتفاق "يفتتح مرحلة جديدة لأمل يعيد البلاد الى وحدة مسار وطني يرتكز على أسس للمواطنية تتجاوز الانتماءات الطائفية". وشكر لقطر والجامعة العربية "الانجاز التاريخي لمستقبل وطن بات يتطلع للخروج الى مدى أرحب في تحديد مفهوم العيش المشترك".

* شدد النائب السابق تمام سلام على "ان السلم الاهلي في لبنان في حاجة الى حسن تنفيذ هذا الاتفاق والعمل على تحقيق بنوده واحدا تلو الآخر، بدءا بانتخاب فوري لرئيس الجمهورية في الايام المقبلة"، معرباً عن ثقته بأن "القوى السياسية اللبنانية كافة ستكون على محك التزام هذا الاتفاق الذي تهيأت له كل الظروف الاقليمية الدولية لانقاذ لبنان".

* اعتبرت الرابطة المارونية "أن هذا الإتفاق جواز مرور الى حال أفضل تفتح الآفاق أمام قيام حوار دائم هو وحده المفتاح والمعبر الى تثبيت السلم الأهلي وبناء دولة المؤسسات". ورأت "أن لبنان لا يحكم إلا بصيغة لا غالب ولا مغلوب، وأن الحل الذي تم التوصل اليه في الدوحة يعكس بدقة هذه المعادلة التي تتلاءم مع تركيبة لبنان المتعددة والمتداخلة".

* امل المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان "أن يؤدي الاتفاق إلى انطلاقة حقيقية وجدية باتجاه حل المشكلة اللبنانية وفق مرتكزات وطنية ثابتة ترسخ صيغة العيش المشترك وتقطع الطريق في وجه كل محاولات الفتن الطائفية والمذهبية".

* توجه الامين العام للمجلس الإسلامي العربي في لبنان العلامة السيد محمد علي الحسيني، بالشكر الى "اللجنة العربية على جهودها المشكورة في حل الأزمة اللبنانية"، مرحباً بانتخاب المرشح التوافقي العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية.

* هنأت رابطة النواب السابقين اللبنانيين في بيان اثر اجتماعها برئاسة شفيق بدربـ"توافق السياسيين على الانتقال من مرحلة التقاتل الى مرحلة ارساء الامن والسلام". واملت "ان تنفذ الخطوات التي تم الاتفاق عليها من أجل تحقيق السلام في لبنان".

* اعلن "الحزب الديموقراطي الليبرالي ـ الرامغافار" ان "الطائفة الارمنية مع تنوعها السياسي تهنئ جميع اللبنانيين على هذا الانجاز الوطني الكبير الذي تحقق". وتوجهت بالشكر "العميق الى الاشقاء العرب على الجهد المتواصل في انجاز هذا التوافق".

* اعرب المكتب السياسي لـ"الحركة اللبنانية الديموقراطية" بعد اجتماعه برئاسة جاك تامر عن ارتياحه الى "عودة السياسيين المتخاصمين الى أصالتهم، التي أدت الى اتفاقهم على انقاذ لبنان وشعبه من حالة القلق واليأس والخوف على المصير". ونوه بموقف رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري "الذي أصر على عدم العودة الى لبنان الا بعد الوصول الى اتفاق".

* هنأ رئيس ممثلية منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان عباس زكي، اثر لقائه في مجدليون النائب بهية الحريري، اللبنانيين "بنجاح الحوار في الدوحة وبعودة لبنان الى دائرة الهدوء والاستقرار". وقال: "ان الشعب الفلسطيني يريد ان يكون لبنان موحدا".

* تمنى رئيس "التيار الشيعي الحر" الشيخ محمد الحاج حسن العمل على "بلسمة الجراح "، مشدداً على "ضرورة استكمال الحوار البناء والعقلاني لايجاد حل عاجل لمشكلة السلاح الذي انتشر بكثافة". وحيّا "النائب سعد الحريري على شجاعته وصلابته"، معتبرا انه "تكرس زعيما وطنيا اسلاميا لا يقهر".

 

"اتفاق الدوحة انتصار للجميع ولا يتجزأ"

عون: أنا مسرور لأني لست رئيساً للجمهورية وسيكون للتكتل 5 وزراء في الحكومة المقبلة

المستقبل - الخميس 22 أيار 2008 - العدد 2964 - شؤون لبنانية - صفحة 6

اعتبر رئيس تكتل "التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون "ان المنتصر الاكبر في اتفاق الدوحة هو لبنان بمسلميه وبمسيحييه، انتصار للعودة الى الميثاق الوطني والشراكة"، مؤكداً ان الاتفاق الدوحة هو "إنتصار للجميع والإنتصار لا يتجزأ، فالإستقرار السياسي والإجتماعي والإقتصادي والأمني يشمل الجميع، قد يكون هناك أفراد خاسرون لكن لبنان حتماً من الرابحين".

وقال في حديث الى محطة "او. تي .في" ضمن برنامج "الحق يقال" امس ردا على سؤال عن سبب تنحيه عن الترشح لرئاسة الجمهورية: "بين الموقع والدور أفضل دائماً الدور ورئاسة الجمهورية هي فقط موقع". واشار الى انه في موقعه الحالي "يشعر بالحرية المطلقة لانه لو كان في موقع الرئاسة لكان مقيَدا".

اضاف: "انا مسرور لأني لست رئيساً للجمهورية وحريتي هذه تفرحني كثيراً، في قطر كان هناك ديبلوماسي يقول اني سأفشّل الحل لأني أريد الرئاسة وقبولي بالإتفاق جعله يُصدم". وذكّر بموقفه من اتفاق الطائف الذي "كان يحتاج الى حكم، وان قاعدته كانت مكان رأس الهرم ورأسه مكان القاعدة"، معتبراً "أن الطائف يحمل عيوباُ كثيرة ولا بد من تطويره". ورأى ان "ما حققّناه في قطر جيّد لكنّه لا يلبّي كلّ طموحي، نريد التطوير أكثر في قانون الإنتخاب بشكل يحمي كل الطوائف"، واصفاً الاداء القطري بأنه "كان حيادياُ وايجابياً والقيادة القطرية لم تصغ الى الضغوطات الاجنبية".

واشار الى ان رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط "كان يريد تسوية وحلاً للازمة اللبنانية التي كانت ستجر الى اخطار اخرى لو لم يولد الاتفاق".

وعن المرحلة المقبلة وتشكيل الحكومة، قال: "سيكون لتكتل "التغيير والاصلاح" 5 وزراء في الحكومة المقبلة، والمشاورات النيابية هي التي ستفضي الى من سيكون رئيس الحكومة المقبل"، معتبراً ان موضوع عودة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الى رئاسة الحكومة "تخطّاه الزمن، والواقعية تفرض عدم عودته". ووصف قول رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع عن وضع المناطق المسيحية بأنه "كلام معيب، والضفدع لا يمكنه ان يكون ثوراً، فحزب الله لم يكن بوارد التحرّك عسكرياً داخل المناطق المسيحية، وإستمرار تخويف المسيحيين من جعجع لن يخدع احداً لأنه يعيش في الماضي بينما الحياة تتطور". وقال: "على البطريرك (الماروني نصر الله بطرس صفير) الا يتخطى دوره الديني ويتعاطى بالشأن السياسي كطرف في النزاع، نحن من نضع الخيارات السياسية لا هو".

 

طائرة الفينيق" من الدوحة الى بيروت

المستقبل - الخميس 22 أيار 2008 - علي مطر

حين يتم الحكم والاحتكام إلى لغة المدن تصدر القرارات ممهورة بالنزوع الإنساني. بيروت ـ الدوحة. عاصمتان عربيتان، حاضرتان خصبتان بالتطلع إلى مدى عربي جديد يرتسم من خلاله مستقبل زاهر للإنسان العربي بشكل عام. طائرة قطرية تحمل سياسيين متاخصمين وتعيدهم متفقين ولو على الحد الأدنى كما قال الجميع تقريبا، لهو شيء يلامس المعجزة. لكنه حوار المدن الذي انتصر على حروب الفتن. إنها صرخة بيروت المدينة صاحبة الذراعين المفتوحتين على الحب والأمل والعطاء. إنها سماء بيروت المسالمة التي أمطرت دموعا سماوية ليلة بدء "الحريق" الفتنوي فذكرت الجميع أن لبيروت رباً يحميها. وهي الدوحة التي اسمها وحده يكفي لكي تظهر كواحة للحوار فافترشت البساط الأحمدي لأشقاء تنازعوا "فضغطت" عليهم بالود والأخوة والصداقة والعرفان أن اتفقوا لاجل لبنانكم الجريح، أن أدركوا أن الوطن لا يعوض، أن اعرفوا أن من يتنازل هو القوي والمحب والمتسامح.

هذه المرة حط طائر الفينيق في الدوحة. عبّر الرئيس نبيه بري عن شيء من الأسى كيف أن الـ10452 كلم مربع لم تكفنا لكي نجتمع ونتفق وفعلت ذلك طائرة قطرية. شعور في محله. لكن ثمة شيئا من طائر الفينيق في تلك الطائرة المحايدة بين الأرض والسماء. لطالما تساءل اللبنانيون جميعا عما يخلفهم أهو أقوى مما يجمعهم.؟ الأرض أقوى واللغة والحدس المشترك والبحر والماء التي يشربونها جميعا، أقوى بالتأكيد من خلاف حول كرسي هنا ومنصب هناك. هذا كان خلاصة تصريح دولة الرئيس ميشال المر للصحافة والإعلام اللبناني والعربي والعالمي. ثم ان الدم الذي حرر الأرض من العدو الأول المتمثل بالصهيونية ألا يجب أن يحفظ ويصان لكي يظل يضيء المعركة ضد ذاك العدو وفقط ضده.؟ هذا ما استوحيته من كلام النائب الدكتور حسين الحاج حسن لـ"أخبار المستقبل" مع الزميل سلمان سري الدين وهذا بحد ذاته تحية خير وفاتحة حضارية أن يعود القادة السياسيون إلى أصول اللعبة السياسية ومن ضمنها حضورهم في كل المحطات من أجل مخاطبة كل جمهور سياسي على اساس أنه جمهور لبناني على السياسي أن يتوجه إليه كأنه جمهوره كما قال الحاج حسن.

إنه مناخ الدوحة الجنائني الموصول برائحة العطاء البيروتية. فيما مظلة الرعاية العربية تمنع أي نيزك مدمر أن يصل إلى طاولة الحوار. ولا نحسب أن دعوة الرئيس فؤاد السنيورة التي بلغت حد الرجاء لجميع الأطراف أن يحتكموا إلى المنطق الديمقراطي والمؤسساتي تجد معارضة من أحد بل إننا نجد لتلك الكلمة أصولا في كل ما كان أرساه الإمام المغيب موسى الصدر الذي أجده دائما حاضرا في موائد الإلفة بين اللبنانيين مع كل أولئك الشهداء الذين عملوا على خلاص لبنان وفي مقدمهم الشهيد الرئيس رفيق الحريري. قد أكون ابالغ لكنني شعرت أن أرواح أولئك الكبار وأجنحتهم المعنوية ترفرف في الدوحة وفي قاعات الحوار وأروقة الحوار تحث الأخوة على الإتفاق، فلا شيء يستأهل من أجله، تقول الأرواح اللبنانية، أن يضيع الوطن، وأن يعاني شعب مسالم ويلات الحروب في حين أن لديه كل المؤهلات لكي يزدهر ويتقدم ويعمل في خدمة القضايا المحقة، العربية والعالمية، وفي مقدمها القضية الفلسطينية.

أمير قطر ورئيس وزرائها وكل الفريق المساعد الذي قام بما يشبه المعجزة، مع الرائع عمرو موسى أمين عام جامعة الدول العربية، ومجلس الوزراء العرب واللجنة المنبثقة عنه برئاسة قطر ودعم السعودية ومصر كل هؤلاء المحبين للبنان وشعبه بنوا جسرا واسعا من الود والثقة وقالوا للبنانيين أعبروا إلى سلامكم أو على الأقل إلى العتبة الأولى على طريق السلام، فلا تنسوا أنه قبل صيفين لا أكثر دمر العدو الصهيوني جسور لبنان وشرد أهله ودمر مدنه وقراه وخرّب فيه كما يفعل الخنزير البري في واحة غناء. وإن كان جرح بيروت كبيرا فإنه مع من تجري دماء رفيق الحريري في عروقه، مع سعد رفيق الحريري سوف يبلسم ذلك الجرح "فمن لنا سوى بعضنا البعض" كما قال نائب بيروت العاصمة، التي تعصم الجميع من الشر والحقد والتيه. بيروت الدوحة بيروت عسى أن يتسع جسر الوفاق لتسير الأمة العربية كلها إلى خير يعم الجميع. ثمة بداية جديدة في لبنان فإلى قصر بعبدا حيث سيقيم فيه رجل قائد احترم نفسه واحترم الجميع فحظي باحترامهم. فلماذا لا نرفع ذلك الشعار ونطبقه: الواحد للكل والكل للواحد. ما الذي ينقصنا ؟ لا شيء.

 

خيمة" الوطن تزيل خيم الاعتصام

المستقبل - الخميس 22 أيار 2008 - عمر حرقوص

انتهى الاعتصام، هكذا قالت امرأة تجلس في دكان على جسر سليم سلام. الاعتصام الذي امتد عاماً ونصف عام وواحداً وعشرين يوماً من الاغلاق، بدأ أصحابه بفك خيمهم منذ الحادية عشرة والنصف صباحاً. يوم تاريخي بالنسبة لأصحاب المؤسسات في منطقة وسط بيروت، وهو كذلك بالنسبة للشعب اللبناني. الخيم التي قطعت أوصال البلد منذ الأول من كانون الأول 2006 بدأت تنهار تحت ضربات أصحابها، بعد إعلان اتفاق الدوحة، وطلب رئيس المجلس النيابي نبيه بري تطبيق أولى الخطوات العملية لتنفيذه.

صوت المنشار الحديدي يمتزج مع أغنية "وطنية"، المنشار الذي يقوم بقصّ الخيم الحديدية من أرض مواقف السيارات، فيما بدأ الناس يتجمعون من فوق جسري الرينغ وفؤاد شهاب، الاعلاميون من كافة محطات التلفزة المحلية والعالمية إضافة إلى مندوبي وسائل الاعلام المكتوبة والمصورين ووسائل الاعلام المسموعة يتنقلون داخل المخيم الذي ظنّ الناس أن لا نهاية له، الكل يدور بين الخيم والحديث دائماً هو حول ما حصل في الدوحة، والسرعة التي أُخذ فيها قرار الانسحاب من وسط بيروت.

بداية فكّ الاعتصام كانت من جهة مخيم "حركة أمل"، حيث قام مناصرو الرئيس نبيه بري بسحب معداتهم من برادات ومكيفات هواء ومواسير مياه وشوادر الخيم ووضعها داخل سيارات شحن صغيرة لنقلها إلى مستودعات في مناطق بعيدة. في مخيم "الحركة" المقابل لمبنى الأمم المتحدة، ظهر بسرعة شكل الأرض التي اختفت تحت الكثير من الخيم، فيما تأخر عناصر "حزب الله" في فك مخيمهم الأقرب إلى السرايا الحكومية بانتظار قرار من قيادتهم. بقوا جالسين أو يتحركون مستطلعين أوضاع المخيمات الأخرى ومتنقلين بين الناس القادمين من مناطق بيروت لرؤية ما يحدث.

في مخيم "الحركة" ظهرت أحواض زراعة شتول البندورة والنعناع ودوار الشمس واللوبياء، إلى جانب صورة مهترئة بسبب المطر وشعاع الشمس.

موظفوا الأمم المتحدة وقفوا في غرفهم يقومون بتصوير إخلاء المنطقة، تجمعوا لساعات في انتظار نهاية المخيم، كذلك فعل موظفو المصارف الذين نزل البعض منهم واقتربوا من الاعتصام علّهم يسجلون اللحظة الأخيرة لرحيل مخيم كاد يقضي على الأمل بعودة الحياة إلى البلد.

عند الواحدة ظهراً بدأ عناصر "حزب الله" التحرك باتجاه مخيمهم الواقع تحت السرايا الحكومية، بدأوا بفك خيمهم المكونة من أخشاب ومن قطع بلاستيكية بيضاء كبيرة، تأخروا بفك الخيمة الأساسية التي غطوها باللون الأزرق، ولكن بعد وصول رجل يلبس ثياباً رسمية وحديثه معهم أكملوا عليها. أخرج من هذه المنطقة وحدها ستة ثلاجات طعام، وعدد كبير من المكيفات وأجهزة الكومبيوتر ومراوح الهواء، إضافة إلى الفرش الاسفنجية التي رميت بعيداً.

في الوسط وأمام تمثال رياض الصلح كان أصحاب ملهى "البودا بار"، يفتحون الأبواب ليدخلوا إلى مؤسستهم التي أغلقوها قبل عام ونصف، يقول أحد العاملين في المكان انهم يعملون لتهيئة المكان بسرعة لاستقبال الزبائن بعد هذه الغيبة، ويمكن أن يفتحوا اليوم ليحتفلوا مع الناس بعودة الحياة إلى منطقتهم.

في مبنى اللعازارية يفتح أحد أصحاب مؤسسات بيع الألبسة الرياضية أبواب مؤسسته ومعه عدد كبير من العمال، المحل الفارغ من كل شيء إلا الرفوف وسماكة الغبار سيكون جاهزاً هذه الليلة (أمس) لاستقبال البضائع، على ما يقول صاحبه. يتوقف قليلاً أمام المكان الذي تركه منذ عام ونصف وقبل أن يدخل إليه، يؤكد ان الأمل هو الذي يدفعه كما باقي اللبنانيين لإعادة افتتاح مؤسسته، فهو واثناء سماعه أخبار ما يحصل في قطر قرّر المجيء إلى وسط بيروت، وصل فيما كان بري يعلن رفع الاعتصام، وكانت الفرصة المناسبة للبدء بجولة على المنطقة قبل فتح المؤسسة والبدء بتنظيفها، يقول الرجل ان "الحرب لا تناسب أحداً فكلنا فيها خاسر، والضحايا الذين سقطوا خلال الأسبوع المنصرم كان أفضل أن يحيوا ويقدموا خدمات تنعش اقتصاد بلدهم، بدل أن يكبر الحقد بين الناس".

موظف في أحد المطاعم، يقول انه يشبه مهجر عاد إلى بيته بعد غياب طويل، يهبط عدد من العمال من سيارة "فان" ويدخلون لبدء العمل في تنظيف المطعم، كانت التحضيرات بالنسبة لهم تسابق الوقت، فهم يريدون استقبال الناس الذي غابوا عنهم منذ عام ونصف.

تصل شاحنات لشركة "سوكلين" تحمل عدداً كبيراً من العمال إضافة إلى جرافات صغيرة وسيارات تنظيف الطرق، اللون الأخضر ينتشر بسرعة بين الناس وتبدأ إزالة بقايا المخيمات، فيما الجرافات الصغيرة تقوم بإزالة حجارة الباطون التي تغطي عدداً كبيراً من جوانب الخيم.

يجلس بعض الشبان إلى كراسٍ، فيما يقوم البعض بتوزيع وردية الغداء عليهم، انها الثانية من بعد الظهر، بعضهم يطلب "أراكيل ديليفيري"، من أمكنة قريبة. وآخرين يجلسون أمام محل لبيع السندويشات قرب مبنى المركزية، صاحب المحل شاب من برج البراجنة، يقول ان خسائره في هذا الإغلاق تعدت الـ130 مليون ليرة لبنانية، ويتخوف من الهدنة مع انه يؤمن ان البلد سيتحسن بسرعة خلال الفترة القادمة. ويراهن على الأمل عبر ما يقرأه من مانشيتات الجرائد التي باع منها اليوم أكثر مما كان يبيعه سابقاً. يخبر انه كان يعمل لديه أكثر من 16 موظفاً قبل الاعتصام، والآن هم ستة فقط.

في ساحة الدباس، يقوم عدد من أصحاب خيم الاعتصام بإخراج أغراضهم من الساحة التي كانت في السابق موقفاً للسيارات، تنتظرهم سيارات "سوكلين" جانباً لتبدأ تنظيف المنطقة. يقومون بجمع الأخشاب وقطع الحديد التي بنيت منها الخيم، فيما عدد من السيارات التي تقوم بجمع الخردة تدور في المكان بحثاً عن غنيمة.

الشعارات التي على جدران المنطقة تختلف من مكان لآخر، فأحدهم يناجي الجنة وآخر يناجي حبيبته وآخر يكتب السجن للرجال ويا حبال المشانق أين أنت. وأحدهم كتب اسمه الكامل مع رقم هاتفه وجمل مثل التي تكتب على سيارات الأجرة مثل: ألف عين تبكي ولا عين أمي تدمع، أو أحبك يا أمي يا أميرة الليل.

مخيم "التيار" بالقرب من جسر الرينغ تم فكّه بسرعة، واختفى أصحابه من المنطقة، ومعهم مخيم "تيار المردة" و"القوميين"، فيما بقيت مداخل المخيم تغطيها حواجز عناصر "حزب الله"، التي تدقّق في سيارات الداخلين إلى المنطقة. من هناك تظهر ساحة الشهداء ومبنى جريدة النهار، والجدار الفاصل بين الساحتين ما زال مكانه. السيارات تتجمع فوق الرينغ في ازدحام كبير وينزل أصحابها ليشهدوا نهاية مرحلة سيئة من التاريخ اللبناني.

مجدداً أمام اللعازارية، عدد جديد من المحال فتح أبوابه، وبعضها يشهد حركة تنظيف سريعة. شارع المعرض يستعيد عافيته سريعاً، مطاعم ومقاهي الرصيف تستقبل أوائل اللبنانيين الذين قدموا لاستطلاع المنطقة بعد غيابهم القسري عنها. أصحاب المطاعم مشغولين بمتابعة التنظيفات وطلب الخضار بالجملة من السوق، إضافة إلى كل ما تحتاجه مطاعمهم للافتتاح عند المساء، الجميع يتوقع حركة كبيرة خلال ساعت وهو ما حصل منذ بعد الظهر.

مجموعة من الأشخاص يجلسون لشرب القهوة وبعضهم للغداء، تقول واحدة منهم واسمها لميس ان مجيئها بهذه السرعة إلى المكان هو لتشجيع قرار التهدئة في البلد، وتتمنى البقاء في لبنان من دون اضطرارها للهرب. وليد يقول انه يريد الاحساس بمتعة أن يشرب المرء عصيراً في وسط بيروت، فأتى بعد غياب طويل عن المكان ليكون أول من ذاق هذه المتعة. أما سينتيا فهي مشتاقة للأجواء التي افتقدتها منذ زمن ولذلك كانت من أول الواصلين إلى وسط بيروت.

ساحة النجمة تشهد حركة غير طبيعية نسبة للأشهر الطويلة التي مرّت، حركة العاملين في المقاهي هناك لا تهدأ من كثرة الطلبات، يقول أحد الموظفين هناك ان الجميع أصيبوا "بشدّ العضل" بسبب الركض لتأمين طلبات الزبائن، فالمكان لم يهدأ، والموظفين منذ مدة طويلة جداً لم يعملوا هكذا.

أحد الشبان الساكنين في شارع الحمرا يقول انه خرج من بيته عند بدء الهجوم على بيروت، وهو لم يعد إليه، سيعود اليوم ولكن قبل ذلك أتى إلى وسط بيروت لأن إرادة الحياة أقوى من الموت، فيما لينا تقول انها تنتظر المشاركة في عيد الموسيقى في 21 حزيران، تتمنى أن يتنقل هذا العيد في كل بيروت ليثبت اللبنانيين حبهم العيش على طريقتهم.

فيما كانت الشاحنات تقوم بإفراغ المخيم من بقايا الأخشاب والحديد وغيرها من القطع المنزلية، كان أصحاب المؤسسات يقومون بتعبئة مطاعمهم بالمواد اللازمة للسهرة، إنها بيروت التي تختلف فيها الرواية كل مرّة، فمنذ أسبوع كان الوجوم والقلق يقتل الناس خوفاً من الرصاص والقذائف، فيما أمس كانوا يحتفلون بإعادة الحياة كأنهم نسوا أو تناسوا ما حصل لهم.

بالقرب من الوسط التجاري، كانت منطقة سليم سلام تستعيد حركتها التجارية، فالمؤسسات افتتحت أبوابها فيما بقي أصحابها يطلّون برؤوسهم صوب ناحية الاعتصام بحثاً عن بوادر نهايته لإعادة وصلهم بوسط بيروت.

في الأشرفية من جهة الرينغ سيطر الازدحام فكل من يمر من هناك يريد أن يرى بعينيه التحول الذي طرأ فجأة على المكان الذي أوقف الحياة الاقتصادية للعديد من اللبنانيين، يتقدم شرطي سير ويدعو أصحاب السيارات لإزالتها من على الجسر لأن اختناق السير وصل حدود منطقة برج المرّ.

شارع الحمرا تغير منذ الصباح، عدد من الاعلاميين الغربيين يقفون على رصيف الشارع ويقومون بتسجيل رسائلهم، عند الظهر يتجمع الناس أمام المؤسسات التي فيها أجهزة تلفاز ليشهدوا على توقيع اتفاق الدوحة من جهة وفك مخيم الاعتصام من الجهة الثانية.

رأس النبع ما زالت على حالة الخوف التي كانت عليها، فصور الرئيس السوري بشار الأسد ما زالت مرفوعة على جدران الحي، ينتظر الأهالي تغيرات أكبر حتى يعودوا إلى بيوتهم، فالكثير منهم مازالوا بعيدين عن المنطقة لأن هناك من يسأل عنهم ويوصي حراس الأبنية بإبلاغهم عند عودة أي شاب إلى بيته.

طريق المرفأ تزدحم بسرعة باتجاه كورنيش المنارة وعين المريسة، بعض أصحاب السيارات يرفعون صوت أجهزة الراديو ليستمعوا إلى الأخبار جيداً، في اللحظة التي أعلن فيها عن توقيع الاتفاق في الدوحة أطلق العديد منهم العنان لأبواق سياراتهم فرحين. إنها بيروت التي تعرف معنى العيش، وترفض منطق الحرب والقتال، بيروت التي انتصرت يوم أمس بتهدئة الأزمة السياسية والانتقال من الحوار إلى انتخاب رئيس للجمهورية، وإلى انتظار موسم صيف حافل بالزوار من أبناء الوطن القادمين من مختلف جهات الدنيا، وكذلك أبناء الدول العربية الذي غابوا عن لبنان منذ حرب تموز 2006.

 

سلسلة حوادث طويلة خيّرت الجيش بين أولى مهماته الوطنية الداخلية وبين الانهيار العاجل ...

اتفاق الدوحة ... هل يحمل إلى قصر بعبدا رئاسة جمهورية مقيّدة ؟

وضاح شرارة-الحياة- 22/05/08//

في بيانها الذي أذاعته في 19 أيار (مايو) بالدوحة، قالت كتل 8 آذار (مارس) ان انتخاب العماد ميشال سليمان «تتويج» الاتفاق على «وزارة المشاركة» وعلى قانون انتخابات 1960، وأن لا انتخابات رئاسية إلا على هذه الشاكلة. وكان بيان اللجنة الوزارية العربية، قبل ثلاثة أيام، صور انتخاب قائد الجيش مدخلاً الى الاتفاق العتيد، ولحظ علاقة الدولة بـ «التنظيمات» بنداً رابعاً من بنوده. وانتهى التحكيم العربي – القطري، صبيحة 21 أيار، الى «التتويج» هذا. فختم به، فعلاً، نزول كتل 14 آذار عن حصانة الحكومة بوزير واحد يزيد عن الثلثين، وتخليها عن بعض ما كانت تأمله في انتخابات بيروت، لقاء «إشارة» الى السلاح. وقلص الحل المَرْضي حصة العماد والرئيس العتيد الوزارية من الثلث، او من التتمة المرجحة في تصويت مجلس الوزراء، الى العشر (3 وزراء من 30 وزيراً). وعلى هذا، تأخر انتخاب رئيس الإجماع المفترض من مقدمة الحل وبابه الى محصلته وذيله. وصاحب التأخير هذا تقليص حصته أو عهدته ثلاثة أضعاف. فإذا انحاز وزراء العهدة الى واحد من القطبين لم يغيروا شيئاً في ميزان القرار الحكومي.

ولعل هذا من مترتبات «الهرجة» العسكرية، أو «الثورة» (على ما كان يقال في «حوادث» 1958 اللبنانية والأهلية و «الناصرية») التي نظمها «حزب الله» وقادها، في 8 أيار، على جمهور كتل 14 آذار وأهالي الكتل هذه أو بعضها. فالوجه الأهلي من الهرجة هذه – وهو الهجوم الذي شنته القوات المسلحة المتحالفة، تحت جناح المنظمة الخمينية, على احياء السنّة ببيروت وبعض عكار ومرافق «تيار المستقبل» (الحريري) الإدارية الخيرية والإعلامية، وعلى بلدات الدروز بعاليه والشوف – الوجه الأهلي هذا رافقه ولازمه شرط سياسي عسكري هو حمل الجيش اللبناني، وعلى رأسه مرشح الإجماع المفترض، على التزام «الحياد»، والإحجام عن حماية أمن مواطني الدولة والوطن.

وكان الناطق باسم الحزب الخميني المسلح في 8 أيار، سوغ رفضه، والقيادات الشيعية المجتمعة قبل يوم واحد، قراري الحكومة التحقيق في شبكة اتصالات الحزب العسكري («سلاح إشارته» على قوله) ونقل عميد «أمن» المطار، بحماية أمن «المقاومة الإسلامية» طبعاً، وبالحؤول دون ضرب الجيش اللبناني النظامي بقوات الجيش «الإسلامي» الذي يأتمر بأمر الحزب الخميني. وإخراج الجيش النظامي من النزاع بين الحكومة وبين القوة الأهلية الشيعية، أو بين الحكومة وبين أي قوة أهلية أخرى، يؤدي حكماً واضطراراً الى الاقتصاص من الحكومة، ومن قواعدها الأهلية وجمهورها الناخب والشعبي.

وهذا ما صنعته فعلاً الهرجة الحزب اللهية والأملية (الشيعية)، وما أرادته. وهذا ما دعت الجيش و «عماده» إليه، وقسرته عليه، وانقاد إليه طوعاً وكرهاً، على ما علل الجيش الأمر في بيانه الأول غداة بلوغ الهرجة غايتها. وأغفل حسن نصر الله ونبيه بري عمداً دعوة حكومة فؤاد السنيورة الى الاستقالة. فتركا الدعوة، العابرة، الى عبدالأمير قبلان وميشال عون. واستقام في منطق الهرجة السياسي استهداف الحكومة من دون استهداف جيشها، واستهداف الأهالي وبعض مرافق منظمات سياسية (وأهلية) من دون استهداف المسؤولين السياسيين الرسميين وأهل الحكم. ورضخ الجيش، بذريعة الحفاظ على وحدته، الى تخييره بين حماية المدنيين، والمرافق المدنية والممتلكات وبين الانهيار والتصدع.

وحملت الحماية، وهي في صلب مهمات القوات المسلحة الوطنية، على عدوان على «المقاومة». وحمل الانهيار والتصدع، آجلاً إن لم يكن عاجلاً، على «حماية ظهر المقاومة». وخلط الأمور على هذا النحو جزء من تصديع أركان فهم الناس بعضهم عن بعض وتفاهمهم ومخاطبتهم بعضهم بعضاً. وتهوين فداحة الأمر، تارة بالزعم ان الخلاف و «التأديب» سياسيان وليسا مذهبيين وتارة أخرى باستعارة مجازات طبية (عملية موضعية، الليزر...)، إنما يحاول التستر على أصداء التأديب العربية والإقليمية: فسنّة بيروت وعكار وطرابلس (والبقاع الغربي والأوسط وإقليم الخروب وصيدا) الذين يقتلون ويهانون ويكمون، الى دروز بيروت وعاليه والشوف، ليسوا من صنف سنّة دمشق وحمص وحماه وحلب، ولا من صنف دروز ضواحي دمشق والجولان وجبل العرب. فهم سنّة ودروز «أميركيون» و «متصهينون»، ولا بأس بقتلهم ما دام قتلهم «سياسياً». وكان هذا الخلط صوَّر قتلة «القاعدة» و «الجيش الإسلامي» وفرق الاغتيال البعثية في العراق «مقاومة». ولا يزال يصورها على هذه الشاكلة. وتأليب «إخوان» مصر والأردن وفلسطين وبعض «الدعاة» المحليين، باسم «المقاومة»، أجهزة وقتلة، على السنّة اللبنانيين، واللبنانيين الوطنيين عموماً، جزء من حماية أهلية داخلية تحتاج إليها قيادات إقليمية تتربع على أنظمة أهلية ومذهبية.

وتخيير الجيش بين القيام بأولى تبعاته ومهماته الوطنية وبين الانهيار العاجل حلقة في سياسة انتهجتها القوة الخمينية المسلحة منذ بعض الوقت. وهي تستأنف السياسة التي انتهجتها الوصاية السورية في «بناء» الجيش الوطني، وعهدت بها الى وزراء دفاع صوريين توالوا على المهمة هذه. وكانت محصلتها إلحاق القوات المسلحة الوطنية ذيلاً بـ «المقاومة» المفترضة، ورديفاً. فـ «الدولة» التي انشئت القوات المسلحة على الولاء لها، ليست دولة الشعب اللبناني، بل «دولة المقاومة»، أو ولايتها وإمارتها الفرعية. وجاز الالتباس ما أقامت القوات المسلحة في عهدة الفريق السوري – اللبناني الحاكم. فلما طويت العهدة، وقامت حكومة وطنية، وقعت القيادة العسكرية في ورطة توالت فصولها المحرجة والمأسوية مذذاك. وكان فصل حرب نهر البارد، وتحريك «فتح» الإسلام، أبرز هذه الفصول.

وفاقم اختيار كتل 14 آذار العماد ميشال سليمان، في أواخر صيف 2007، الورطة التي رمي فيها الجيش، وجر إليها. فإحجامه عن قمع التظاهرات الشعبية التي أخرجت القوات السورية من لبنان وقوضت حكم الفريق السوري – اللبناني، ومبادرته الى خوض معركة مخيم نهر البارد على رغم تبعاتها الطائفية والمذهبية و «القومية» والإقليمية (الفلسطينية والإيرانية)، نهضا قرينتين على وطنية الجيش اللبناني ورجحا احتمال تماسكه على الدور والموقع هذين. ولا يسع كتل 8 آذار، و «راعييها» الإقليميين (والمذهبيين)، قبول الدور والموقع. ومذذاك تزاحمت المحن التي توجتها محنة 8 أيار (وامتحانه). ورمت كلها الى إخراج الجيش الوطني من تولي مهماته، وقسره على التمسك بوحدة السلك الشكلية من غير وظائف السلك الوطنية والداخلية.

فعشية بدء دورة المجلس النيابي الانتخابية الرئاسية، قتلت فرق الموت المحترفة، على ما وصفها قاضي التحقيق الجديد الدولي دانيال بيلمار، النائب انطوان غانم (في 19 ايلول/ سبتمبر 2007). وهو رابع نواب 14 آذار القتلى، والأخير الى اليوم. وكان اغتيال نائب دائرة عاليه – بعبدا الماروني والكتائبي الإيذان بصفحة اغتيالات من صنف آخر، طاولت الجيش الخارج منتصراً ومثخناً من مخيم نهر البارد. ففي 12 كانون الأول (ديسمبر) 2007، اغتالت الفرق نفسها العميد فرنسوا الحاج، مدير العمليات في الجيش، وخلف العماد سليمان المتوقع في قيادة الجيش.

ولم يشك المراقبون، ولا شك سليمان نفسه، في دلالة الاغتيال. فهو «كافأ» الرجل الذي تولى قيادة حرب المخيم الميدانية، وهزم ميليشيا «فتح الإسلام» التي شاء محركوها صبغها بصبغة الالتباس (وهي منها «براء»، على قول الظواهري). واختبر الاغتيال رئيسَ العميد الركن الحاج، أي قائد الجيش ومرشح الإجماع الذي رضيت به كتل 14 آذار مترددة، وردَّه على اغتيال مساعده وخلفه، وعلى اصحاب الاغتيال. فأظهر الممتحن صبراً «جميلاً»، ولم يحر جواباً.

 بعد هجوم مسلحي «حزب الله» على بيروت 

وغداة شهر ونصف الشهر على قتل فرق الموت المحترفة قائد شعبة العمليات، اغتالت الرائد وسام عيد، رئيس القسم الفني في شعبة المعلومات في قوى الأمن (إلى خمسة آخرين بينهم مرافق عيد)، في 26 كانون الثاني (يناير) 2008. ونسب الى الرائد القتيل (والسني) سهم راجح في الكشف عن شبكة قتلة اغتالت بعين علق، قبل نحو السنة، ثلاثة ركاب حافلة نقل على إحدى طرق المتن. وظهر من بعد انه نبه باكراً، في ضوء التحقيق في جريمة عين علق، الى تداخل شبكة اتصالات الحزب الخميني وجيشه مع الشبكة العسكرية والأمنية السورية، وعملهما شبكة متصلة وواحدة في بعض أجزائهما. وأصابت الضربة مسعى الحكومة الوطنية والاستقلالية في بناء جهاز استخباري وأمني خارج أشباه أو نتف الأجهزة المتضاربة والملحقة بأقطاب الفريق السوري – اللبناني الحاكم التي تعمد الساسة السوريون إنشاءها في لبنان، وندد بها المحقق الأول في اغتيال رفيق الحريري، فيتزجيرالد. ولم يستهدف الاغتيال الجيش مباشرة، ولكن مناعة الأشخاص والهيئات والأسلاك كلها امتحنها الاغتيال وأضعفها. وغداة اغتيال الرائد عيد، أي في 27 كانون الثاني، انفجرت حوادث مار مخايل – الشياح – عين الرمانة، على تخوم الضواحي الجنوبية، حيث قامت طوال عقد ونصف العقد حدود «تماس» حجزت بين الشيعة وبين المسيحيين. وكان الانفجار من صنع محرضين اعدوا للأمر عدته، وتعمدوا استفزاز القوات المسلحة المنتشرة على حدود الدائرتين السكنيتين، وحمل ضباطها (المسيحيين منهم أولاً) على الخوف والتهور واستعمال السلاح الوطني والنظامي في «الدفاع» عن أهلهم المهددين. وتولت حملة سياسية وتحريضية إعلامية عنيفة التشكيك في قيادة الجيش، والتستر على المحرضين، والطعن في حق العسكريين المرابطين بوسط أهلي (مذهبي) في الدفاع عن أنفسهم. وأجبر العماد سليمان على التحقيق «الجنائي» في مسلك مرؤوسيه، وألزم إفشاء التحقيق. ونسي الأمر، والضحايا السبعة، غداة الحادثة والحملة التي تذرعت بها، وأتت أكلها المعنوي القبيح.

ومذذاك الى اليوم، نيط بالجيش السهر الموادع، وغير المسلح، على «أحوال» الأمن في شارع محمد الحوت برأس النبع، وفي محلة بربور بالمزرعة، وأحياء النويري والبسطة والخندق الغميق. وبعض الأحياء هذه مختلط، وتقيم فيها أقلية شيعية متعاظمة العدد بجوار غالبية سنية متضائلة. ونشأت «الأحوال» عن إقدام ناشطين مسلحين، بعضهم في جهاز حرس مجلس النواب، أي رئيسه، على تهديد أهالي «المحلات»، وبعضهم من منتسبي «تيار المستقبل» وحرس مكاتبه، وجلهم من الأهالي السنّة «العاديين»، إذا جازت العبارة. وأوقعت الحوادث المفتعلة عشرات الجرحى. واستدعى بعضها، في منتصف شباط (فبراير)، دعوة «لجنة أمنية» من ممثلي المنظمات «السياسية» الى المداولة، والنظر في أحوال الأحياء والمحلات هذه. وروَّع الناس قبول الجيش، ومندوبه، لقاء مندوبي المنظمات الأهلية المسلحة (ما عدا «تيار المستقبل») على قدم المساواة، وعلى مثال لقاءات خالها الناس طويت وفاتت. والحق ان هذا ما رمت إليه تحرشات المنظمات المسلحة الفظة، ولم تفلح قيادة الجيش في تفاديه.

وفي الأثناء، وعلى وجه الدقة في 30 آذار (مارس) المنصرم، أمرت دورية إيطالية من قوات الأمم المتحدة (اليونيفيل) على طريق جنوب صور الشرقي، أي جنوب الليطاني، شاحنة اشتبهت في نقلها السلاح، وواكبها مسلحون، بالتوقف. فلم يمتثل سواقو الشاحنة، ولا مواكبوها. وفي حال مثل هذه، يُفترض في الجيش اللبناني معالجة أمر المسلحين المنتهكين القرار 1701، ومساندة القوة الدولية. فلم تبادر القوة الإيطالية الى إعمال «قواعد الاشتباك» (وتردد صدى الإحجام في خطب رئيس الوزراء الإيطالي الجديد بيرلوسكوني ووزير دفاعه). ولم يعمد الجيش الى «معالجة» الانتهاك الصريح. والحادثة تفصيل ضئيل في عملية انتهاك متصلة ومتعاظمة جددت تسليح «المقاومة» الشيعية، وانتشارها، وجاهزيتها لشن حروب «دفاعية» عن الآباء الشرعيين (على قول سفير طهران السابق بدمشق محمد حسن أختري) في طهران، ووسطائهم السوريين. وهذا ينسب القوات المسلحة الوطنية اللبنانية الى «وطن المقاومة» وليس إلى دولة الشعب اللبناني، أو «الأمة اللبنانية» على قول القسم الرئاسي.

والامتثال للدور السياسي هذا يقيد الجيش، وقائده الرئيس العتيد، بقيود من صنف القيود السورية على شبه الدولة التي بنتها «قوات الردع» واستطلاعها في أثناء أعوام الاستيلاء («الوصاية»). فالدولة التي تولت السياسة السورية «رعاية» انبعاثها، حرصت على إنشائها على نحو يجمع صورة الدولة السوية والمتعارفة، بانتخاباتها الدورية وهيئاتها ومداولاتها وبشطر على الأقل من المنازعات العلنية والحريات، الى الدولة المقيدة السيادة الخارجية والداخلية بأسر وصاية ومراقبة شديدتين ومتعنتتين. فكانت الانتخابات معروفة النتائج سلفاً الى حد بعيد.

وكان الوزراء يعينون ويسمون على مقادير معلومة، والقرارات متوقعة ومرسومة... وكان الخطأ «ممنوعاً»، وسوء الفهم باهظ التكلفة، وجزاؤه مميتاً. ولكن الحرص على «شكليات» الدولة الخارجية كان شديداً. فلا ينبغي محاسبة سلطة الانتداب (الذاتي) على ما يرتكب على أراضي الدولة المستتبعة والملحقة. وعلاج هذا هو تجويف الدولة الشقيقة من قواها السياسية الفاعلة، وإماتة هذه القوى وقصرها، هي والهيئات، على أدوارها المسرحية والتمثيلية.

ولعل هذا ما حصل مع الجيش وقائده منذ تنسم ترشيحه الى رئاسة الجمهورية، على مثال الحروب الملبننة والطويلة في النصف الثاني من العقد الثامن وطوال العقد التاسع من القرن الماضي. فإذا لم يكن بد من انتخاب عماد القوات المسلحة الوطنية، على مضض ظاهر وربما باطن، الى الرئاسة الأولى، فالأحرى ان يبلغ السدَّة، الثانوية نسبياً، بعد ابتلائه وامتحانه، وألا يبقى من دور قواته إلا الدور الاستعراضي. وهذا درس «كبير» تعلمته السياسة السورية، ومن بعدها السياسة الإيرانية، من سابقة «المقاومة الفلسطينية» بلبنان، وقبله بالأردن. ويفيد الدرس هذا ان تخفف القوة الأهلية المسلحة، مهما بلغت قوتها وفاعليتها، من ثوب الدولة، واطراحها إياه لتبدو عارية في جلد «دولة مارقة»، يعرض القوة الأهلية للتدمير، ويبيح للأعداء حربها من غير اعتبار قوانين الحرب. وعلى هذا، فـ «حزب الله» لا يزال محتاجاً الى دولة لبنانية شكلية و «دستورية». وهذا من دروس حرب 2006 الطازجة.

وترئيس ميشال سليمان، في أعقاب إقامته الطويلة، والجيش معه، في «مطهر» الاغتيالات وحفظ الأمن والحياد بين «المتقاتلين»، لا يخرج عن سنن مختبرة.
* كاتب لبناني

 

المنتصرون في لبنان

زهير قصيباتي

الحياة- 22/05/08//

فجر 21 أيار (مايو) 2008 أنقذ لبنان الكيان والجمهورية من موت بدا حتمياً، مع عودة صور الحرب الأهلية وحرائقها الى كل بيت وشارع، إنما هذه المرة بنار مذهبية مقيتة.

تحققت «المعجزة» إذاً، سيتوقف التحريض والتخوين، يمكن الغالبية كما المعارضة ان تعلن انتصارها، لكن النصر الحقيقي هو للبنان التعددية الذي سيحتاج سنوات طويلة للتخلص من مرض «نقص المناعة»، عبر تعلم كل موالٍ وكل معارض أن أرقى أشكال السياسة، وأرقى مراتب الوطنية هو التزام معيار وحيد: قدسية التعايش مع الآخر ورأيه، والدفاع عن حريته كأنها حريته ورئته هو. في الدوحة، حيث اضطر الراعي القطري لمؤتمر الحوار الوطني اللبناني، الى الخوض في مفردات قواميس الغالبية والمعارضة، والغوص في تفاصيل من نوع الأحياء أو المناطق الانتخابية، فانجر الى سابقة في تاريخ الوساطات لفض النزاعات في العالم، انبلج فجر لبناني يستطيع معه راعي المؤتمر ان يحتفل بانحياز أقطاب الحوار الى لغة السلم، وحشرهم في لحظة القرار والاختيار: إما لبنان للجميع وإما انهيار شامل لا يبقي انتصاراً لأحد، لا يحفظ تضحية لأي فريق ولا هوية لأي سلاح حين يعمّ الخراب.

اتفاق الدوحة، أكثر من هدنة بالتأكيد إذا التزم طرفا الصراع والصلح، ما وقّعاه، وسيلتزمانه حتماً إذا صحّ القول بإدراكهما مجرى المتغيرات الإقليمية والدولية... من دون الانهماك مجدداً في مطاردة الأصابع التي أشعلت شرارات أيار اللبناني، فكاد ان يحرق الجميع. ولكن، أليس بديهياً التساؤل عن «مصادفات» إقليمية متسارعة تؤرخ لمرحلة جديدة في المنطقة بدءاً بالعراق مروراً بلبنان وانتهاء بسورية وإيران... بعد شكوك مريرة في تكرار الرئيس الأميركي جورج بوش اثناء جولته، دعمه اللفظي لحكومة الرئيس فؤاد السنيورة، وتمنياته بإنقاذ الديموقراطية اللبنانية؟ في العراق تنجح واشنطن في دعم جيشه لدخول مدينة الصدر بعد تحجيم النفوذ الإيراني في البلد، والتحضير لمرحلة ما بعد المحاصصة الطائفية - العرقية. فيما إدارة بوش تتجاهل حاجة طهران لاستئناف الحوار حول أمن بلاد الرافدين.

في غزة يستبق اسماعيل هنية نتائج مؤتمر الدوحة بتمني دور للجنة الوزارية العربية لتحقيق المصالحة بين «حماس» والرئيس محمود عباس، كما فعلت مع الأقطاب اللبنانيين. وفي 21 أيار 2008، وقبل ان يحزم هؤلاء الأقطاب حقائبهم لمغادرة الدوحة، بعد خمسة أيام مريرة من معركة الصلح، يتزامن تصريح رسمي سوري مع بيان لمكتب ايهود أولمرت حول استئناف المحادثات السورية - الإسرائيلية غير المباشرة برعاية تركية. ولأن أحداً لا يجهل حقيقة ان هذه الرعاية تعود الى نحو سنة، لا يبقى سوى الالتفات الى ما ورد في التصريح عن «النية الحسنة» و «متابعة الحوار بجدية».

هو إذاً تحريك جدي لمسار السلام السوري - الإسرائيلي قد يشهد قريباً اجتماعات للجان في تركيا، وسيسرّع عملياً فصل المسارين السوري والإيراني إقليمياً، إلا إذا كان ما يحصل بدءاً من بوشهر مروراً بإخماد الحريق اللبناني وانتهاء بفتح دمشق نوافذها لمرحلة جديدة من المفاوضات «الجدية» مع إسرائيل، هو توطئة لتفاهمات إقليمية - دولية تعيد رسم الأدوار. وإذا كان لطهران ألا تكتم مخاوفها، فتبدي استياءً قبل ساعات من ولادة وفاق المؤتمرين في الدوحة، لأن «مشاكل لبنان يجب حلها بواسطة الأطراف اللبنانيين»، وترفض «تجريد المقاومة منْ قدرتها الدفاعية»، فذاك قد يوجه الأصابع مجدداً الى ما يسمى الريبة الناشئة بين جناحي التحالف السوري - الإيراني... فيما تسارع دمشق الى الترحيب بصلح 21 أيار. أما الذي سيبدله هذا الصلح، فليس أقله محاولة سد نوافذ من الخارج كانت رايتها «إحباط المشروع الأميركي الصهيوني» في لبنان، في وقت تلح طهران على حوار مباشر مع إدارة بوش. الذي تغيّر فجر أمس، هو شارة انطلاق لوقف انهيار كل المؤسسات الدستورية في لبنان, وإحياء البرلمان لطي صفحة «حوارات» الشارع.بداية أخرى، قبل موت جمهورية بضربة مذهبية قاضية

 

أحمدي سعيد»

حسان حيدر

 الحياة- 22/05/08//

يرتبط اسم المعلق المصري الشهير أحمد سعيد بهزيمة العرب في حرب 1967 التي كان أوحى بربحها من وراء مذياعه في «صوت العرب» وهو «يسقط» الطائرات الاسرائيلية و «يدحر» الجيش الصهيوني و «يسترجع» مدناً ومناطق فلسطينية. وكان ان استفاق العرب بعد أيام ليجدوا الاسرائيليين عند ضفة قناة السويس وقد اجتاحوا سيناء والقدس والضفة الغربية وهضبة الجولان السورية مجتمعة، فيما الجيوش العربية المتفاجئة والمتهالكة تعيش هول الصدمة والخسائر، والانظمة الغافلة مذهولة تفتش عن مبررات وذرائع تنقذ بها ماء الوجه وتضمن استمرارها.

الهزيمة تلك تركت تداعيات وولّدت تفاعلات لا تزال المنطقة العربية تعيش آثارها حتى الآن، وإن استطاعت حرب 1973 ان تعكس نتائجها جزئياً. لكن الداعي الى تذكرها ليس فقط مرور ستين عاماً على انشاء الكيان الغاصب واستمرار الاحتلال الاسرائيلي لأراضٍ عربية، بل ايضاً ظهور «خليفة» للإذاعي الراحل في شخص الرئيس الايراني احمدي نجاد الذي أكد قبل ايام ان اسرائيل «تحتضر» وان الاحتفالات التي تقيمها «لن تنقذها من الموت»، متوعدا بأن «شعوب المنطقة ستقتلعها في أول مناسبة»، وهو كان دعا قبل ذلك الى «محو اسرائيل عن الخريطة».

الأكيد ان شعوب المنطقة التي تستمع الى نجاد وهو يتحدث بإسمها من دون تفويض، لا تصدق شيئا من عنترياته ولا مبالغاته الزجلية التي لا تعكس الواقع والامكانات، كما انها لا تؤمن باستراتيجيته القائمة على الصدام والمواجهة الدائمين، وخصوصاً أن امامها تجربتين خاضتهما قوتان تمولهما ايران وتسلحهما وتتحكم باسلوب عملهما وقرارهما الى حد بعيد، هما «حزب الله» في لبنان وحركة «حماس» في غزة.

ففي الحالة اللبنانية، وبعدما كان «حزب الله» يتمتع بحرية حركة واسعة على جبهة الجنوب اللبناني منحه اياها «اتفاق نيسان»، وكان قادرا على الدخول في مناوشات وشن عمليات عسكرية محدودة ضد اسرائيل في كل مرة يرى فيها، هو او من وراءه، انها تخدم مصالحه وتعزز موقعه في التجاذب الاقليمي، بات بعد حرب صيف 2006 وانتشار القوات الدولية والجيش اللبناني عند الحدود بموجب القرار 1701 أقل قدرة على تنفيذ السياسة الايرانية، بل بات محرجاً امام جمهوره نفسه بعدما أدت الحرب الى إلحاق اذى كبير به عبر تدمير بلدات وقرى الجنوب وضاحية بيروت الجنوبية، فضلا عن الخسائر الفادحة التي لحقت بالبنية التحتية والوضع الاقتصادي في لبنان كله، وهو أمر يتطلب تعويضه واصلاحه سنوات طويلة.

اما التجربة الفلسطينية المتركزة في قطاع غزة فليست أحسن حالاً، فالقطاع محاصر وسكانه يكابدون، ولا تستطيع بضعة صواريخ تطلق على المدن الاسرائيلية وتوقع اصابات مدنية ان تغير في ميزان القوى المختل تماماً لمصلحة اسرائيل، ثم ان هناك تهديدا فعليا بعملية عسكرية كبيرة لن تقوى «حماس» على مواجهتها ولا على تحمل نتائجها السياسية والانسانية، وسيدفع الفلسطينيون في غزة مجددا ثمن سيطرة الحركة بالقوة على قرارهم.

هناك استراتيجية عربية للتعامل مع اسرائيل اقرتها مؤسسة القمة العربية مبنية على القناعة بأن استعادة الحقوق لا تتم بالخطابات والشعارات التي خضعت للتجريب طوال عقود، بل بالسعي الى سلم عادل يستند الى وحدة الموقف وسلامة التقويم، وهذا خيار يلقى بالتأكيد دعم شعوب المنطقة التواقة الى الاهتمام بمستقبل أفضل لأجيالها. وما «نتعات» نجاد الا تكرار ممجوج لخطاب سبق ان سمعناه من صدام حسين عندما هدد بمحو اسرائيل، فإذا به يدخل الكويت