المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الجمعة 8 شباط 2008

 

إنجيل القدّيس متّى .34-25:6

«لِذلكَ أَقولُ لكُم: لا يُهِمَّكُم لِلْعَيشِ ما تَأكُلون و لا لِلجَسَدِ ما تَلبَسون. أَلَيْسَتِ الحَياةُ أَعْظَمَ مِنَ الطَّعام، والجَسدُ أَعظَمَ مِنَ اللِّباس ؟ أُنظُرُوا إِلى طُيورِ السَّماءِ كَيفَ لا تَزرَعُ و لا تَحصُدُ ولا تَخزُنُ في الأَهراء، وأَبوكُمُ السَّماويُّ يَرزُقُها. أَفَلَسْتُم أَنتُم أَثْمَنَ مِنها كثيراً؟ ومَنْ مِنكُم ، إِذا اهْتَمَّ، يَستَطيعُ أَن يُضيفَ إِلى حَياتِه مِقدارَ ذِراعٍ واحِدة؟ «ولماذا يُهمُّكُمُ اللِّباس؟ إِعتَبِروا بِزَنابقِ الَحقْلِ كيفَ تَنمو، فلا تَجهَدُ ولا تَغزِل. أَقولُ لكُم إنَّ سُلَيمانَ نَفسَه في كُلِّ مَجدِه لم يَلبَسْ مِثلَ واحدةٍ مِنها. فإِذا كانَ عُشبُ الحَقْل، وهُوَ يُوجَدُ اليومَ ويُطرَحُ غداً في التَّنُّور، يُلبِسُه اللهُ هكذا، فما أَحراهُ بِأَن يُلبِسَكم، يا قَليلي الإيمان! «فلا تَهْتَمُّوا فَتقولوا: ماذا نَأكُل؟ أوماذا نَشرَب؟ أو ماذا نَلبَس؟ فهذا كُلُّه يَسْعى إِلَيه الوَثَنِيُّون، وأَبوكُمُ السَّماويُّ يَعلَمُ أَنَّكم تَحْتاجونَ إِلى هذا كُلِّه. فَاطلُبوا أَوَّلاً مَلَكوتَه وبِرَّه تُزادوا هذا كُلَّه. لا يُهِمَّكُم أمرُ الغَد، فالغَدُ يَهتَمُّ بِنَفْسِه. ولِكُلِّ يَومٍ مِنَ العَناءِ ما يَكْفِيه.

 

تلخيص سياسّي حول آخر التطوّرات ليوم الخميس 7 شباط

1- يتضمنّ المؤتمر الصحافيّ الذي عقده رئيس "تيّار المستقبل" سعد الحريري اليوم كما البيان الصادر عن قيادة 14 آذار أمس، في الذكرى الثالثة لإستشهاد الرئيس رفيق الحريري، توجّهات سياسيّة "حازمة":

a-في إعلان أنّ ما يواجهه لبنان هو مشروع سوريّ – إيرانيّ للسيطرة عليه.

b- وفي إعتبار انّ "المعارضة" أداة لبنانيّة لتنفيذ هذا المشروع.

c- وفي إعلان انّ 14 آذار التي "إنتصرت بصمودها" خلال السنوات الثلاث الماضية، مستعدّة ل"المواجهة". وهذا ما ورد على لسان الحريري إذ قال "إذا كان قدرُنا المواجهة فنحن لها".

2- بناءً على ما تقدّم، يمكن قول الآتي:

a-  ثمّة إنتقالٌ لدى 14 آذار إلى "الهجوم".

b- وفي هذه "النبرة الهجوميّة" شدّ واضح ل"عصب" 14 آذار، يساهم في التحشيد يوم 14 شباط المقبل.

c- غير انّ السؤال الذي يُطرح هو الآتي: كيف يمكن أن يُصرف هذا الشدّ في السياسة؟ أي ماذا يعني انّنا سنواجه أو انّنا لن نقف مكتوفي الأيدي؟.

3- في معرض توصيف 14 آذار للوضع، تؤكد انّ البلد يتعرّض لحرب على نظامه وعلى مؤسساته:

a- كيف نواجه هذه الحرب إن لم يكن بالذهاب إلى إنتخاب رئيس الجمهوريّة؟

b- وإذا كانت 14 آذار لدى مبادرتها إلى ترشيح العماد ميشال سليمان قد "علقت" حقها في الإنتخاب "بالنصف +1"، تحت عنوان "التوافق" من جهة لكن تحت عنوان انّ "النصف +1" يؤدّي إلى تصادم من جهة أخرى، فهل تستمّر 14 آذار بدون الذهاب إلى "النصف +1" فيما الصدام حاصل فعلاً؟.

4- تستند الفقرة 3 في أسئلتها إلى الآتي:

a-  المعلومات عن اتفاق سعوديّ – مصريّ إمّا على مقاطعة قمّة دمشق أو على تمثيل منخفض فيها، إحتجاجاً على النظام السوريّ وتعطيله في لبنان.

b- المعلومات عن تشاور سعوديّ – مصريّ في شأن الخطوات الضاغطة على نظام الأسد.

c- المعلومات عن اتصالات عربيّة – دوليّة وضعت تحت عنوان "إستعجال إنتخابات الرئاسة ووقف العرقلة".

d- هذه المعلومات جميعها، والواردة في الاعلام نقلاً عن مصادرها، تفيد انّ ثمّة توجهاً دولياً – عربياً للقبول "بالنصف +1" إذا إستمر تعطيل المبادرة العربيّة.

5- أمّا بالنسبة إلى المقابلة المشتركة للأمين العام لحزب الله حسن نصرالله والجنرال ميشال عون مساء أمس، فيمكن تسجيل الآتي:

a-  في "الشكل"، كانت المقابلة بين أستاذ "معلم" هو نصرالله وتلميذ هو عون.

b- هذا "الشكل" هو في القواقع "مضمون" أيضاً إذ يعكس العلاقة "التراتبيّة" ضمن "المعارضة".

c- كانت المقابلة محاولة فاشلة ل"تعويم" عون مسيحياً عبر محاولة تعويم أو تبيض صفحة "التفاهم".

d- وكانت من جهة أخرى، محاولة من جانب نصرالله للقول انّ إختراق "حزب الله" للوضع المسيحيّ عبر عون لا يزال حيّاً، وأن ليس صحيحاً انّ ما حصل في عين الرمانة يوم "الأحد الأسود" لم يغيّر شيئاً.

e- والمحاولتان من جانبِ عون ونصرالله لم تنجحا. والدليل، انّ التعليمة السوريّة أعطيت من جديد لسليمان فرنجيّة الذي جدّد اليوم هجومه على بكركي والبطريرك، في محاولة "يائسة" لتعويم عون.

f- بيدَ انّ الحملة على البطريرك تعطي باستمرار نتائج عكسيّة. والبطريرك ماضٍ في المعركة وفي إطلاق المواقف الحازمة.

 

البطريرك صفير التقى النائبين حرب وفرنجية وفارس سعيد وشخصيات:

الوضع صعب جدا وعلى اللبنانيين مواجهة المصائب المحيطة بلبنان

وطنية - بكركي - 7/2/2008 (سياسة) كرر البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير امام زواره في بكركي "ان هناك من يعمل لتفتيت البلد وشل مؤسساته بدءا برئاسة الجمهورية الى الحكومة والمجلس النيابي والمجلس الدستوري، واصفا وضع البلد بالصعب جدا، معولا على إرادة اللبنانيين الصلبة في مواجهة المصائب التي تحيط بلبنان، مشيرا الى ان في لبنان 18 طائفة يجب ان تعيش بسلام فلا تطغى طائفة على أخرى".

وكان البطريرك صفير استقبل على التوالي: المهندس انطوان المعوشي، رئيس جمعية القربان المقدس منى نعمة لشكره على ترؤسه القداس الالهي الذي أقيم في بكركي في مناسبة منحها وساما بابويا تقديرا لعطاءاتها الاجتماعية والدينية والانسانية، وفد من حركة شباب البقاع برئاسة عماد رفعت قزعون، ثم وفد من جمعية تجار زحلة برئاسة رئيس الجمعية علي شلهوب.

نواب

ثم التقى البطريرك صفير النائب بطرس حرب وعرض معه التطورات والمستجدات، فالنائب سمير فرنجية والنائب السابق فارس سعيد وأنطوان الخواجا، وتم عرض الأوضاع والمستجدات على الساحة الداخلية. بعد اللقاء، اكتفى سعيد بالقول: "نحن مع انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية وسنسعى بكل الوسائل لانتخابه".

على صعيد آخر، يترأس البطريرك صفير في التاسعة من صباح السبت المقبل القداس الاحتفالي في مناسبة عيد القديس مارون في كنيسة السيدة في الصرح البطريرك في بكركي.

 

وفد نيابي لبناني التقى البابا ورئيس حكومة ووزير خارجية الفاتيكان

البابا أكد أهمية إحلال السلام والعدالة في العالم وفي الشرق الاوسط خصوصا

وطنية - 7/2/2008 (سياسة) زار وفد نيابي لبناني العاصمة الايطالية - روما، والتقى البابا بنديكتوس السادس عشر، في مقره في الفاتيكان، بدعوة من مؤسسة IPALMO، ترأس الوفد النائب عبد اللطيف الزين وضم النواب السادة: روبير غانم، سمير الجسر، ميشال موسى، عاطف مجدلاني، محمد قباني، جيلبيرت زوين، علي بزي، نوار الساحلي ونعمة الله ابي نصر. وشدد البابا في كلمة على اهمية احلال السلام والعدالة في العالم وفي الشرق الاوسط خصوصا.

والقى النائب الزين كلمة باسم الوفد ناقلا تحيات رئيس المجلس النيابي نبيه بري واعضاء البرلمان لقداسة البابا ودولة الفاتيكان، مؤكدا "اهمية العيش المشترك في لبنان الذي وصفه البابا يوحنا بولس الثاني بأنه رسالة اكثر من دولة". كما التقى الوفد رئيس حكومة ووزير خارجية الفاتيكان، وامل رئيس الحكومة تجاوز لبنان ازمته الراهنة وسائر الازمات في المنطقة كي يعم السلام والاستقرار والامان.

 

تلخيص سياسّي حول آخر المستجدّات ليوم 6 شباط

حول آخر المستجدّات

1-قدّم الأمين العام للجامعة العربيّة عمرو موسى عودته إلى مساء غدٍ الخميس بدلاً من الجمعة.

2-ويعود موسى بموقف "عال" عبّر عنه في تصريحات صحافيّة صدرت في صحف اليوم وفيها "أعمل للبنان ولإنهاء أزمته ولستُ عند أحد".

3-على أنّ الأهم انّ موسى يعود مسبوقاً بموقفين متشدّدين مصري وسعوديّ:

a- بحسب مصادر مصريّة رفيعة، أبلغ الرئيس المصريّ حسني مبارك وزير خارجيّة النظام السوريّ وليد المعلم الذي سلمه دعوة لحضور القمّة المقبلة في دمشق انّ مشاركة مصر في القمّة على مستوى رفيع مرهونّة بتغيّر السياسة السوريّة في لبنان وبقيام سوريّا بالضغط لإنهاء الأزمة اللبنانيّة. كما حمّل مبارك النظام السوريّ مسؤوليّة في ما يحدُث في فلسطين وآثاره على مصر.

b- وتأكد في مصر انّ ثمّة اتفاقاً مصرياً – سعوديّاً بشأن القمّة. والمملكة لن تشارك فيها، على مستوى القيادة، بالعلاقة مع الموقف السعوديّ من التعطيل السوريّ في لبنان.

c- والموقفان المصريّ والسعوديّ يشيران إلى تشدّد حيال النظام السوريّ أي إلى مستوى أعلى من الضغط العربيّ "السياسيّ" عليه.

4- تتزامن عودة موسى إلى بيروت أيضاً مع ما صرّح به المستشار القانونيّ للأمين العام للأمم المتحدة نيكولا ميشال بشأن المحكمة الدوليّة:

a-  في تصريحه إلى جريدة "الحياة" اليوم يتوّقع ميشال "الانتقال من التحقيق إلى الإدعاء" بحلول منتصف حزيران المقبل.

b- و"يهدّد" بانّ الدولة التي سترفض تسليم مشتبه بهم عليها أن تدرك انّهم سيحاكمون غيابيّاً.

c- وفي إشارة إلى انّه يقصد سوريّا يقول انّ سوريّا هي التي أعلنت انّها لن تسلم "مواطنين سوريين".

d- وهذا معطى دوليّ مهمّ "مضاف" إلى الضغوط الأخرى على النظام السوريّ.

5- ولا بدّ من تسجيل أهميّة بيان مجلس المطارنة الموارنة اليوم:

a-  كشفُه ل"المشروع" الهادف إلى تعطيل الجيش.

b- ربطُه بين تعطيل الجيش و"النيل من الكنيسة".

c- بعد رسالة الصوم الأحد الماضي التي أكدّت على اتفاق الطائف وتطبيقه، وتطويره باتجاه الدولة المدنيّة، يمثل البطريرك "الموقف المسيحيّ".

6- كلام للعماد ميشال سليمان اليوم مهمّ لأنّه يحتفظ ب"صلابته":

a-  تشديده على وحدة الجيش.

b- تأكيده على "واجب" الحفاظ على أمن الشعب.

c- قوله انّ "الحياد" لا يعني تخلي الجيش عن دوره في حماية السلم الأهلي لأنّ "الفتنة خط أحمر".

غداً: حول مواقف السّيد حسن نصرالله والجنرال ميشال عون

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 7 شباط 2008

البيرق

تجري دوائر بارزة اتصالات في اتجاهات عدة بعيدا عن الأضواء لتقصي حقيقة موقف جهة فاعلة من ملف حساس .

الشرق

نائب في تكتل معارض اعترف ان بوسعه الجزم بان معظم زلائه اعلنوا صراحة انهم ضد اية حركة في الشارع واكدوا تخوفهم من اصرار جهة فاعلة على اقحام المحسوبين عليها في تصرفات يمكن ان تفرض عليها .

حزبيون في قوى 8 آذار ضاعفوا من اجراءات حمايتهم الشخصية واعادوا ذلك الى معلومات وصلتهم من جهة خارجية ونصحتهم بضرورة الحيطة والحذر .

سياسي مخضرم قال ان بوسعه التأكيد ان الاكثرية لن تبقى مكبلة سياسيا وشدد على ان الانتخابات الرئاسية بالاغلبية المطلقة ليست بعيدة التنفيذ .

البلد

لاحظ مراقبون غيابا اعلاميا لعدد من الزملاء عن بعض الشاشات وفي وقت واحد , في موازاة الاطلالات المكثفة لهم في حين آخر .

سرت شائعات بعد ظهر امس عن وجود متفجرات بالقرب من مؤسسة كهرباء لبنان في كورنيش النهر ووزارة البيئة في ستاركو .

يبدو ان الثالث من آذار الموعد المقترح للجلسة 14 لانتخاب رئيس جديد يصادف مع بداية الصوم الكبير لدى الطوائف المسيحية التي تعتمد التقويم الشرقي .

النهار

بات موضوع حماية الشهود في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه وكل من يتابع بخبرته ملف هذه الجريمة، الشغل الشاغل للحكومة والمحكمة بعد اغتيال الرائد وسام عيد.

لوحظ ان موقف اركان المعارضة ليس واحداً بالنسبة الى الجيش ومهمة عمرو موسى وكذلك بالنسبة الى اعتبار العماد ميشال سليمان مرشحاً توافقياً.

أبدى حزب معارض استياءه من حصول تعيينات في مؤسسة حساسة من دون الوقوف على رأيه في شأنها.

السفير

أجرت مؤسسة أميركية استطلاعاً للرأي في لبنان تبيّن بنتيجته أن شعبية التيار الوطني الحر في ازدياد في أكثر من مكان.

تبلغ لبنان عن زيارات كثيفة خلال المرحلة المقبلة لأعضاء في مجلس الشيوخ الاميركي لاستطلاع أوضاعه بعد التقرير الاخير للاستخبارات الاميركية.

طرح أحد الوزراء سؤالاً عن الجهة التي ستتسلم الدعوة السورية الى القمة العربية في دمشق في أواخر آذار المقبل.

المستقبل

تساءلت أوساط ديبلوماسية اوروبية حول ما اذا كان عدم التوصل الى إقامة محكمة دولية في مقتل بوتو في باكستان يحمل مؤشرات حول مستوى التعامل الدولي مع قضايا شائكة في المنطقة في المرحلة المقبلة.

لاحظت مصادر حدودية ان هناك صعوبة لدى من يتعاطى تهريب المازوت من الشمال والبقاع في استيعاب الاجراءات التي تقوم بها الدولة لمنعه.

قالت مصادر ديبلوماسية ان طريقة نظر الامم المتحدة في كتاب شكوى لبنان ضد اسرائيل على خلفية قتل لبناني وجرح آخر الاحد الماضي تعتمد على التحقيق الذي تجريه "اليونيفل" في المسألة.

اللواء

قال مصدر قيادي ان 11 شباط بالتأكيد سيكون موعداً فاصلاً بين مرحلتين في حياة الأزمة·

كشف وزير مقرّب من مرجعية روحية أن الحكومة ملتزمة بأن لا تُقدم على تعيينات ما لم تحظ بمباركة وإجماع وطنيين·

لاحظ وزراء مستقيلون أن رئاسة مجلس الوزراء تتجاوب مع طلبات السلف التي يحتاجون إليها لتسيير وزاراتهم!·

 

الرئيس بري استقبل موسى في عين التينة

وطنية - 7/2/2008 (سياسة) استقبل رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري، في السادسة والدقيقة العاشرة مساء اليوم في عين التينة، الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى والوفد المرافق، في حضور النائب علي حسن خليل لوقت قصير، ثم عقدت خلوة بين الرئيس بري وموسى، استمرت ساعة ونصف ساعة.

وبعد اللقاء، لم يدل الامين العام بأي تصريح.

 

العماد سليمان استقبل موسى والسفيرة الاوسترالية والسفير التركي

وطنية- 7/2/2008 (سياسة) استقبل قائد الجيش العماد ميشال سليمان في مكتبه في اليرزة، الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، وتناول البحث الأوضاع العامة ومسائل تتعلق بالاستحقاق الرئاسي. كما استقبل سفيرة اوستراليا ليندل ساكس والسفير التركي ايرفان جلال أكار في زيارة وداعية.

 

النائب جنبلاط التقى السفير السعودي والقائمة بالأعمال الأميركية

وطنية - 7/2/2008 (سياسة) استقبل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط القائمة بالأعمال الأميركية في لبنان ميشال سيسون، في منزله في كليمنصو - بيروت، حيث تم بحث واستعراض الأوضاع الراهنة.

كما استقبل سفير المملكة العربية السعودية عبد العزيز خوجه، واستبقاه إلى مائدة الغداء

 

جعجع التقى النائب حرب ووفدا من قيادة "حركة التغيير" ووصف حوار السيد نصرالله والعماد عون ب"مسرحية جميلة"

وطنية - 7/2/2008 (سياسة) التقى رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع، اليوم في معراب، النائب بطرس حرب لساعة ونصف ساعة.

بعد اللقاء، قال النائب حرب: "هدف زياتي اليوم لبكركي ومعراب يكمن في البحث عما يمكن تقديمه من حلول للخروج من الازمة التي تتخبط بها البلاد، لأن هناك محاولة في ادخالها دهاليز لا تسمح لها بالاستمرار، وفقا للنظام الديموقراطي القائم فيها، ولا سيما حين تربط الاستحقاقات التي يحددها الدستور بتحقيق شروط، كأنها شروط تتعلق بتحقيق هذا الاستحقاق، مما يفسح المجال في المستقبل امام كل استحقاق دستوري بأن تطرح شروط تعقد امكان حصول هذا الاستحقاق، كالقول مثلا إنه يجب ان يتفق في ما بين القوى السياسية على امور مطروحة قبل اجراء انتخاب او لا يحصل هذا الاخير. ان رئيس الجمهورية لا يملك صلاحيات تمكنه من تجسيد ارادته، علما انه يتمتع بصلاحية سياسية كرئيس للجمهورية في نظامنا، ولا يمكن تشكيل حكومة بدون موافقته او توقيعه مرسوم تشكيلها، وهذا سلاح مهم جدا في يده وفعال في عملية سير الدولة. وان إمرار ما تم الاتفاق عليه يعتبر بمثابة قلب النظام الدستوري القائم في لبنان وصلاحيات رئيس الجمهورية وجعله شاهد زور على ما يمكن ان يتفق عليه الافرقاء".

أضاف: "لم يفت الاوان بعد لندرك اننا في معرض المراهنة على لبنان ووحدته، وان كل يوم يمر ونحن في حال انعدام السلطة هو يوم يعرض وحدة لبنان وامنه ومستقبله للخطر، ولا سيما بعد الاحداث الاخيرة التي حصلت في الشياح بين الجيش وبعض المتظاهرين، والتي دخل عليها عناصر ادت الى اندلاع اشتباكات وسقوط ضحايا، مما اضطر الجيش الى القيام بتحقيق. وصدرت مواقف تتهم الجيش وبعض ضباطه وعناصره بعدم الولاء الى مؤسستهم".

ورأى "أن المخاطر كبيرة اليوم"، مشيرا إلى "ضرورة التمسك ببعض المواقف، تفاديا لاسقاط الدولة والوقوع في المجهول".

وحيا "أصدقاء لبنان الذين يبذلون جهدا من أجل مساعدة اللبنانيين على حل مشاكلهم"، معربا عن أسفه "حيال ما يظهره اللبنانيون من حاجة ليذكرهم الآخرون بكيفية عدم تدميرهم لوطنهم، كأننا شعب لا ندرك اهمية بلدنا".

ولفت إلى "أن الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى يقوم بمسعى مستمر لحل مشكلة الرئاسة في لبنان، ولكنه يصطدم بشروط تطرحها المعارضة تعيق عملية انتخاب رئيس للجمهورية". وقال: "لا اعتقد ان الظروف او الاتصالات بين زيارته الاولى وزيارته اليوم حسنت الوضع وخلقت خرقا ما في الازمة القائمة بين الاطراف السياسية. ولا اعلق الكثير من الآمال على هذه الزيارة مع تمنياتي لحصول خرق يمكننا من انتخاب رئيس جديد للجمهورية".

وأعلن "أن قوى 14 آذار تتدارس الخطوات المقبلة لمواجهة المرحلة اذا ما استمرت الازمة الراهنة"، وقال: "هناك افكار مطروحة لن نعلن عنها الآن".

واعتبر "أن الموقف السياسي لبعض البلدان العربية المتعلق بعدم المشاركة في القمة العربية هو بمثابة ضغط على سوريا وقوى المعارضة في لبنان لتسهيل عملية الانتخاب فيه".

جعجع

من جهته، قال جعجع: "14 شباط هو اكثر من تاريخ للذكرى لأنه يشكل المفصل الاساسي للتحولات اللبنانية الكبرى، وما يعنيه لجهة رمزيته بعدما اختصر مسافات طويلة نحو التحرر من الوصاية واطلاق دينامية غير مسبوقة. ونحن ندعو القوات اللبنانية واللبنانيين والمحازبين والاصدقاء الى المشاركة الايجابية في لقاء ساحة الشهداء، في العاشرة من قبل ظهر الخميس في 14 الجاري".

وأكد "ضرورة مشاركة كل مواطن ليس فقط لاستعادة ذكرى شهدائنا الذين سقطوا، بل لنقول لهم "كفى" تدميرا للبنان، و"كفى" شل الحياة الوطنية والسياسية فيه وتعطيل مؤسساته الدستورية ومحاولة شل حياته الاقتصادية، بدءا باحتلال وسط العاصمة الذي مر عليه نحو سنة ونيف، وليس انتهاء بشل الانتخابات الرئاسية"، وقال: "لبنان هو وطننا جميعا، ومن المهم ان يسمع من في الداخل والخارج صوتنا بغية تحقيق اهدافنا وحل القيد الذي يأسر لبناننا حاليا، فنخرجه من المأزق الذي يتخبط به، ونوصله الى شاطىء الامان".

وكشف "أن المشاركة هي لتحديد مسار لبنان في المستقبل لا لأمر آخر".

وردا على سؤال، اعلن جعجع "ان محاولات قوى 14 آذار لحلحلة الازمة، اعتبرها الفريق الآخر ضعفا من جهتنا، وأنهم يحددون مسار البلد. سننزل في 14 شباط لنؤكد لهم انهم ليسوا الاقوى، وأننا من يحدد مسار الامور في لبنان".

وقال: "إن خطاب مناسبة ذكرى 14 شباط سيعبر عن الواقع، ولن يكون تصعيديا. انتهى الوقت الذي يأكل فيه الفاجر مال التاجر. منذ ثلاث سنوات حتى اليوم، قمنا بخطوات كثيرة منها، وشكلنا للمرة الأولى سلطة وطنية مستقلة تأخذ قرارتها وحكومة سيدة حرة، على رغم بعض ثغرها. على الأقل هذه الحكومة لا تسأل لا في عنجر ولا في الشام ولا في واشنطن ولا في باريس".

كما وصف الحلقة المتلفزة للأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله ورئيس "التيار الوطني الحر" النائب العماد ميشال عون بالامس ب"مسرحية جميلة"، متسائلا "عما يؤدي حوار بين شخصين متحالفين؟ على ماذا يتحاوران؟"، لافتا إلى ان "هذا الحوار ما هو الا "ردات زجل". وقال: "حين تحتاج وثيقة التفاهم الى تفسير، فهذا مؤشر الى هشاشتها".

وأعلن "أن خطوط التماس سقطت منذ العام 1990 لا اليوم"، مؤكدا "ان ما قام به الجيش أتى في اطار منع الفتنة". وسأل: "اين كانت ورقة التفاهم حين تحطمت السيارات في عين الرمانة؟".

وشرح جعجع "حيثيات الديموقراطية التوافقية التي يلحظها الدستور"، مذكرا بأنها "وجدت بين المسيحيين والمسلمين، لا بين المذاهب والفئات والاحزاب" ومستبعدا "توصل المبادرة العربية الى النتيجة المرجوة في ظل قرار فريق 8 آذار بعدم اجراء انتخابات رئاسية".

"حركة التغيير"

وكان جعجع استقبل وفدا من مجلس قيادة "حركة التغيير" برئاسة ايلي محفوض، الذي قال: "بحثنا والدكتور جعجع في الهم الضاغط على كل اللبنانيين، والخلل الحاصل في لبنان منذ 14 شباط يوم اغتيال الرئيس الحريري، مرورا بكل الاغتيالات التي حصلت. يتساءل اللبنانيون الى متى سنظل نتلقى الضربات وجماعة قوى 14 آذار كأنها "تتفرج" على ما يحصل".

وانتقد بعض القيادات المسيحية التي "ساهمت وشاركت في ضرب كل المعاقل والمراجع المسيحية في لبنان. كما ان الاتهامات التي طالت بكركي اخيرا من زغرتا، بعدما سبقتها سهام من الرابية حين قيل عن البطريرك الماروني الكادرينال مار نصرالله بطرس صفير إنه مواطن عادي وغير منتخب، بينما العماد عون منتخب من الشعب".

اضاف: "إن أبشع صورة شاهدتها على خلفية احداث الشياح، وقوف ضابط سابق او قائد سابق للجيش مع ميليشيا أيا كانت هذه الميليشيا ضد الجيش، والأبشع من ذلك ان زميلا له، رفيق السلاح وجه نداء الى الجيش بالتصرف بحكمة". هذا الزمان رديء كما قال غبطته ان ينبري ضباط كنا نعتقد انهم يمكن ان يخسروا كل شيء، الا المناقبية".

وتابع: "كانوا من الفئة التي شنت هجمات وحروبا على "القوات اللبنانية"، على اعتبار انها ميليشيا ويجب توحيد البندقية. منذ 17 عاما كان المشهد أن قائد الجيش دعا اللبنانيين الى توحيد البندقية، فوقفنا بجانبه ضد ميليشيات، على اساس انه يمثل الشرعية والجيش. وبعد 18 عاما، يتكرر المشهد فيتعرض الجيش من قبل "زعران". استخدمت هذا التوصيف على خلفية المشاهد التي شهدناها ولا تشرف الجمهورية اللبنانية. واخيرا، ينتهي الامر بالجيش ك"كبش محرقة".

ولفت إلى أن "قائد الجيش العماد ميشال سليمان امام خيارين: اما ان يكون قائدا لجيش قوي، وبالتالي يحسم امره افضل بكثير من ان يكون رئيس جمهورية منتظرا ومكبل اليدين".

وأعلن محفوض عن "عقد مؤتمر صحافي للحركة الاحد المقبل، سيصار خلاله إلى عرض حرفية احداث عين الرمانة بالصور والارقام على اللبنانيين".

وانتقد "وثيقة التفاهم بين "التيار الوطني الحر" و"حزب الله" التي قيل عنها انها تحمي المسيحيين"، متسائلا: "ممن تريد حمايتهم؟"، مشيرا إلى أن "العماد عون وقع وثيقة مع فئة لمس انها تشكل خطرا على المسيحيين"، لافتا الى انه "تم "الدوس" عليها منذ أسبوعين بين مار مخايل وبين ابواب عين الرمانة، ولولا حكمة ابناء عين الرمانة وتصرف الجيش كان يمكن وقوع مجزرة". وختم: "نأسف لسقوط الضحايا الذين تهجموا على الجيش، وكانوا يبغون ان يتعرض لاطلاق الرصاص ووابل من الرجمات الحجارية من دون الدفاع عن نفسه. ندعو كل الرفاق إلى التعبير، مرة اخرى، في ذكرى 14 شباط عن استمرار ثورة الارز".

 

التقدمي: الحزب لن يغطي أي اعمال مخلة بالأمن او خارجة عن القانون ويدعو الاجهزة المعنية الى القيام بواجباتها كاملة في أحداث دوحة عرمون

وطنية- 7/2/2008 (سياسة) صدر اليوم عن الحزب التقدمي الاشتراكي البيان التالي: "يجدد الحزب التقدمي الاشتراكي التأكيد انه لم ولن يغطي أية أعمال مخلة بالأمن أو خارجة عن القانون في أي منطقة من المناطق، لأنه متمسك بقيام مشروع الدولة بكل ما يعنيه ذلك من بسط لسلطتها وضبط للأمن وتطبيق الأنظمة والأصول المرعية الاجراء بما يعزز الاستقرار الداخلي والسلم الأهلي. لذلك، يدعو الحزب الأجهزة الأمنية والعسكرية والقضائية المعنية الى القيام بواجباتها كاملة في أحداث دوحة عرمون التي لا بد من محاسبة المسؤولين عنها بالكامل. كما يدعو الى ضم الشريط التلفزيوني الذي بثته إحدى محطات التلفزة الى التحقيق وإجراء المقتضى القانوني اللازم".

 

النائب الحريري استقبل الامين العام للجامعة العربية

وطنية - 7/2/2008 (سياسة) استقبل رئيس كتلة "المستقبل" النيابية النائب سعد الحريري مساء اليوم في قريطم الامين العام لجامعة الدول العربي عمرو موسى في حضور الرئيس الاعلى لحزب الكتائب الرئيس امين الجميل, نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري ,النائب باسم السبع, والسيد نادر الحريري

وتم خلال الاجتماع الذي تخلله مادبة عشاء عرض للجهود التي يقوم بها الامين العام للجامعة مع الاطراف اللبنانية لتنفيذ المبادرة العربية لحل الازمة في لبنان.

 

الشيخ قاسم: إذا لم تعملوا للمشاركة في لبنان فليس أمامكم أي حل

حررنا الجنوب من أجل لبنان وذنب إيران أننا أعجبناها في مقاومتنا

وطنية - 7/2/2008 (سياسة) نظمت المستشارية الإيرانية في الذكرى التاسعة والعشرين لانتصار الثورة الإسلامية في إيران ندوة تحت عنوان: "دور المرأة في الانتصار"، في حضور سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان محمد رضا شيباني، والمستشار الثقافي السيد محمد حسين رئيس زاده، والقائم بأعمال السفارة الإيرانية السيد مجتبى فردوسي بور، وفاعليات نسائية.

وفي المناسبة، ألقى نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم كلمة اعتبر فيها "أن إيران خطت خطوة في دعم حركات التحرر في العالم من منطلق مبدئي لم تخطوها البلدان الأخرى، فكثير من البلدان تعاملت مع حركات التحرر كعملاء، يعني يقرِّرون لهم أن يقاتلوا ويقررون لهم أن يتوقفوا. أما إيران فدعمت حركات التحرر في المنطقة لتأخذ حركات التحرر قراراتها بمعزل عن إيران تماما. وهذه نقطة إيجابية عظيمة سلكتها إيران في دعم حركات التحرر، وكنا ك"حزب الله" من حركات التحرر التي دعمتها إيران، ونحن نفتخر بذلك".

أضاف: "أخذنا من إيران ما نريده لوطننا وشعبنا، ولم تأخذ إيران منا شيئا، ولو مدت الدول الأخرى يدها لتعطينا لأخذنا إذا كان العطاء من دون شروط، ولكنهم حجبوها عنا كي لا نكون مقاومة بينما أعطتنا إيران، ولم تسألنا عن شيء. فكنَّا نصنع سيادتنا بإرادتنا، نحن حرَّرنا الجنوب من أجل لبنان لا من أجل إيران، وحرَّرنا إرادة الشعب اللبناني من أجل أطفالنا ونسائنا وشيوخنا، وحررنا قرارنا كي لا نكون أتباعا لا لأميركا ولا لأوروبا ولا لإسرائيل ولا لغيرها. وفي كل هذا المسار، لم تطلب إيران منا شيئا، إذا ما ذنبها؟ ذنبها أننا أعجبناها في مقاومتنا، فدعمتنا بدعم حقِّ الشعوب بالإستقلال".

وتابع: "إذا كان البعض ينزعج من هذا، ويعتبر أنه يتَّهمنا بتلك العلاقة مع إيران، أقول لكم اتهمونا في كل يوم أننا على علاقة مع إيران. فهذا برد وسلام علينا لأننا نفتخر بهذه العلاقة، وأن نكون على علاقة مع إيران فهذا مفخرة. أمَّا أن تكونوا على علاقة مع أميركا فهذه مفسدة وانحراف وإساءة، لأن من كان مع إيران يرفع رأسه، أمَّا من كان مع أميركا فهي تريده أداة لها. وبالتالي، نحن مع إيران أعجب البعض ذلك أو لم يعجبه، فإذا اتَّهمتم أن العرب يلتقون مع الفرس، ومن قال لكم أنهم ينزعجون إذا قلتم أنهم فرس، فهم فرس في سبيل الله تعالى، ونحن عرب في سبيل الله تعالى، فأهلا للعلاقة العربية الفارسية في المقاومة والتحرير والنصر".

وقال: "للأسف هم لم يتعودوا على أن يكونوا أصحاب كرامة وأصحاب شأن، لماذا ينزعجون من قوة "حزب الله" في لبنان؟ وهل استخدم "حزب الله" قوته إلا للتحرير في سنة 2000 وللانتصار في سنة 2006 وللدفاع عن كرامة لبنان ومعنويات لبنان؟ لماذا ينزعجون من قوة "حزب الله"، ولا ينزعجون من قوة إسرائيل وعدوانها وخطرها وهم يرونها أمامهم؟ فهل يا ترى وعد البعض أميركيا بأن ترأف به إسرائيل بطريقة أو بأخرى؟".

أضاف: "إن استمرارنا في طريقنا وخطِّنا هو استمرار لمقاومتنا وإرادتنا، وليعلم من يبحث عن السر أن سر قوتنا أننا مستقلون ومؤمنون، وأننا نثق بشعبنا أنه يحمل الخير الكثير. ولذا هذا النموذج لا يمكن أن يهزم، وأقول لكم أنكم مهما حاولتم، ومهما فكرتم، إذا لم تعملوا للمشاركة في لبنان فليس أمامكم أي حل. هذه المقاومة التي انتصرت على الجبروت الإسرائيلي، بإمكانها أن تنتصر بسهولة على بعض الذين ينطقون نيابة عن الآخرين لأنهم مكلفون بالنطق. وعلى كل حال، أعذرونا إذا لم نرد على كل الذين يتحدثون عنا لأننا أحيانا نرى في كلامهم ما يسعدنا ويريحنا، فأخطاؤهم تدل عليهم وحدها، وكلماتهم تسيء إليهم وحدها، فإذا كانت الإساءة منهم وفيهم، فلماذا نتدخَّل لنخفِّف عنهم، بينما مقاومتنا تكلَّمت أو لم تتكلَّم، فهي نور يسري بين الناس، ويكفي أنكم أنتم جمهور المقاومة، ولنا الفخر بأن يكون جمهور المقاومة من أمثالكم حتى لو ابتعد البعض ممن يشرفنا أن يكون معنا".

 

التغيير والاصلاح": وحدها حكومة الوحدة تشكل الحصانة للرئيس

هدف الحملة على المعارضة التسويغ لإجهاض المبادرة العربية

النائب كنعان:التفاهم بين المعارضة والموالاة يؤسس الى استقرار لبنان

وطنية- 7/2/2008 (سياسة) عقد "تكتل التغيير والاصلاح" إجتماعه الأسبوعي برئاسة العماد عون في منزله في الرابية، وتدارس الأوضاع والمستجدات وأصدر بيانا تلاه النائب ابراهيم كنعان، وفيه:

"أولا: يجدد التكتل موقفه من المبادرة العربية القائم على قراءة المعارضة لها كونها واحدة بكل بنودها، لاسيما البندين الأول والثاني اللذين توحد بينهما صفة الفورية، انطلاقا من حرصه على الحل الكامل والراسخ للأزمة، لأن الاكتفاء بانتخاب رئيس توافقي للجمهورية يفسح المجال للمناورة والمماطلة وابتكار العقبات أمام تأليف حكومة الوحدة الوطنية التي تشكل وحدها الحصانة والضمانة للرئيس والآلية القادرة على وضع الحلول لمختلف مكونات الأزمة الوطنية ومعالجة تداعياتها السياسية والاقتصادية والأمنية.

ثانيا: يرى التكتل في الحملة المبرمجة والتصعيدية على المعارضة التي دأبت عليها قوى الموالاة في أعقاب المواجهة التي حصلت في الشياح ولا تزال مستمرة، والاتهامات التي استهدفت وتستهدف قوى المعارضة، إنما يقصد من ورائها التسويغ لإجهاض المبادرة العربية عشية عودة الأمين العام للجامعة عمرو موسى لاستئناف مهمته في لبنان، وتحميل المعارضة مسؤولية إفشالها. وفي هذا السياق يتبنى التكتل مضمون اللقاء الذي جمع رئيسه العماد عون والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مساء أمس لاسيما تجديد دعوتهما الى الحوار والتفاهم والتوافق بين مختلف الأطراف اللبنانيين، بحيث يأتي الحل للأزمة لبنانياً داخلياً بعيداً من التجاذبات وصراع المصالح الخارجية والإقليمية والدولية.

ثالثا:مع اقتراب الذكرى السنوية الثالثة لجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري وعزم قوى فريق السلطة على حشد تظاهرة شعبية واسعة في الرابع عشر من شباط الجاري، يجدد التكتل إدانة هذه الجريمة وكل الجرائم والتفجيرات التي تلتها، ويؤكد احترامه حق التظاهر والتعبير السلميين، داعيا الجيش والقوى الأمنية الى القيام بواجبها في حماية المواطنين ومنع أعمال الشغب والتعديات على الحقوق والأملاك الخاصة والعامة والمحافظة على الأمن في البلاد.

وفي هذه المناسبة يستغرب التكتل عجز هذه السلطة المطبق عن اكتشاف أي خيط من خيوط سلسلة الجرائم والتفجيرات التي تضرب لبنان منذ نحو ثلاثة أعوام، فيما قطع التحقيق في حوادث "الأحد الأسود" شوطاً م في خلال بضعة أيام، آملاً باستكماله وتحديد المرتكبين والمتورطين وإحالتهم على القضاء المختص في أسرع وقت ممكن، ما يشكل حماية للمؤسسة العسكرية ونأيا بها عن كل تجاذب أو استغلال سياسي.

رابعا: دعا التكتل حكومة الأمر الواقع الى الكف عن التلاعب بأسعار المحروقات السائلة، لاسيما مادتي البنزين والمازوت اللتين تنعكسان على مختلف جوانب الأزمة المعيشية التي يعانيها المواطنون، خصوصاً في فصل الشتاء وفي ظل التقنيين الحائر للتيار الكهربائي. كما حثّ هذه السلطة على المبادرة الى التعويض عن الأضرار البالغة التي تسببت بها موجة العواصف والصقيع التي ضربت لبنان مؤخراً وأوقعت خسائر كبيرة في المزروعات في مختلف المناطق اللبنانية".

النائب كنعان

ثم دار حوار بين النائب ابراهيم كنعان والصحافيين سئل في مستهله: هل لديكم معلومات عن تفسير جديد للمبادرة العربية يحمله عمرو موسى؟ وماذا عن احتمال حصول لقاء رباعي ثاني؟

اجاب: لن نستبق الأمور، موسى وصل الى لبنان وسنستمع اليه، مواقفنا محددة. آخر اجتماع لوزراء الخارجية العرب حدّد المبادرة العربية ككل من دون أي اجتزاء، بل ترك مسألة التفاهم على مسألة حكومة الوحدة الوطنية للبنانيين وبالتالي نحن بانتظار الجديد في مبادرته.

سئل: السفير الإيراني تحدث عن جو جديد بالنسبة الى المعارضة؟

اجاب: من الأساس هناك ترحيب بالمبادرة على أساس حيادتيها وبنودها المتكاملة، وذلك من خلال انتخاب الرئيس التوافقي وتأليف حكومة الوحدة الوطنية من دون أي ترجيح أو تعطيل والاتفاق على قانون انتخابي. هذا موقفنا، وهو ايجابي ونحن نؤيد روحية المبادرة العربية، ونحن ننتظر من السلطة أن تستوعب أن حل الأزمة وفقا للمبادرة العربية يحتاج الى سلة متكاملة. فانتخاب رئيس فقط لا يحل المشكلة، ونحن نعرف أن انتخابات جرت في الماضي وشكلت حكومة وأسس المجلس النيابي من دون رؤية أو تفاهم أو احترام معايير الديمقراطية.

المطلوب اليوم العودة عن الخطأ وتصحيح الخلل من خلال احترام روحية المبادرة العربية والعودة الى المعايير الديمقراطية، والتفاهم بين المعارضة والموالاة هو الذي يؤسس الى الاستقرار في لبنان.

التفاهم اللبناني اللبناني، صنع في لبنان هو الأساس، أما أي تسوية خارجية من دون أن تؤخذ بعين الاعتبار الأولويات اللبنانية هي قرار صنع خارج لبنان.

سئل: هل لا زلتم متمسكون بالرئيس التوافقي العماد ميشال سليمان، فهناك الكثير من الكلام اليوم عن أن المعارضة لم تعد متمسكة بالعماد سليمان؟

اجاب: أريد أن أقول شيئا هنا، يجب أن نوقف قليلا الاستماع الى المكنات الإعلامية في البلد ولنستمع قليلا الى المرجعيات. أعتقد أنه بالأمس كان هناك لقاء مهم جدا لبنان كله كان يشاهده، كان الجنرال عون والسيد حسن نصرالله. وأعتقد أنه صدر موقف مشترك بأن هنالك تأكيد على الالتزام بالمبادرة بترشيح المرشح التوافقي العماد ميشال سليمان ضمن الرؤية السياسية التي طرحتها المعارضة.

فإذا لا جديد في هذا الموضوع ولا تغيير، كل المطلوب هو أن تتجاوب هذه السلطة وتوقف عملية المناورة وتسجيل النقاط وتعتبر بأن هنالك بلد ووطن أزمته بحاجة الى حل، والحل سياسي. فلتحترم المبادرة العربية، نحن جاهزون وفق شروط ومضمون هذه المباردة. لم يتغير شيء في هذا المجال. أما الأقاويل والتحاليل ومكنات "البروباغندا" التي تطالعنا كل يوم بأشياء جديدة، فنحن لسنا مسؤولين عنها. لا يمككنا أن نبقى طوال النهار ننفي كلاما منسوبا الينا ونحن لا علاقة لنا به.

سئل: الا تعتقدون أن هذا تسليم غير مباشر بعودة موسى الى فشل المبادرة العربية، خصوصا أنه سيعيد الحوارات واللقاءات ولا يحمل معه شيئا جديدا؟

اجاب: إذا أجبتك بالإيجاب على هذا الموضوع نصبح وكأننا ننعى المبادرة العربية. نحن في هذا الموضوع مسؤولين.

طرحت عودة الأستاذ عمرو موسى وفق بنود المبادرة العربية، أهلا وسهلا به ولكن قبل أن يصل ونتكلم نحن وإياه لا يمكنني أن أعطي موقفا.

سئل: هل سيكون الجنرال غدا في مجلس النواب ويلبي دعوة اللقاء الرباعي؟

اجاب: في وقتها تعرفون إذا كان هناك من لقاء وإذا كان الجنرال عون سيلبي. هذا الموضوع يعود طبعا الى مجريات الأمور وظروف اللحظة بحد ذاتها.

سئل: إذا اقترح عمرو موسى أن يكون هناك انتخابات رئاسية جمهورية انتقالية، هل أنتم معها؟

اجاب: انتظروه ليصل ومن ثم نحكي. أريد أن أضيف شيئا، سمعنا بعض التعليقات اليوم على المقابلة التي حصلت بالأمس على OTV ونقلتها المنار، في موضوع لقاء الجنرال عون والسيد حسن نصرالله. وفهمنا أن هناك بعض الناس يتكلمون عن الآمر الناهي في هذا اللقاء، وأن السيد حسن نصرالله ظهر على هذا النحو وأن هنالك أيضا انتقاص من دورنا والدور المسيحي وغيره... لهؤلاء أقول، أتمنى لكم 10% من الحضور الذي تمكن من تأمينه الجنرال عون وتكتله وتياره في قلب المعارضة. "يا ريت" لو أنكم كنتم مشاركون إن كان باختيار الرئيس التوافقي الذي هو العماد سليمان، إن كان بموضوع إلغاء الجمعة العظيمة، إن كان بالتحالف الرباعي بحد ذاته والذي لم يذكركم كرقم... لا أريد أن أكمل.

أريد أن أقول كفى مزايدة فارغة، فلننظر الى الأمور بجدية.

أعتقد أن الشراكة التي نحققها والتي نسعى الى تحقيقها في هذا البلد إن كان على الصعيد المسيحي أو على الصعيد الوطني، هي جديرة بالاهتمام وبأن تتظافر كل الجهود لإنجاحها. وليس هذا الكلام العابر والذي بالحقيقة لا يعبر الا عن موقف شخصي. أعتقد أن اللبنانيين يريدون تجاوزه وتهمهم المصلحة الوطنية والمصلحة العامة أكثر مما تهمهم المواقف الشخصية فقط لا غير.

 

فرنجيه رد على "محاولة تحريف الواقع في البيان الأخير للمطارنة الموارنة": غطيتم الطائف الذي جرد رئيس الجمهورية من صلاحياته ثم بكيتم على الاطلال

كما غطيتم دخول الجيش السوري الى قصر بعبدا عام 1990 لضرب العماد عون

وطنية - 7/2/2008 (سياسة) صدر اليوم عن رئيس "تيار المرده" الوزير السابق سليمان فرنجيه بيان جاء فيه: "لأننا أبناء الكنيسة وحرصاء عليها، التزمنا الصمت انسجاما مع بيان المطارنة الموارنة الصادر في تاريخ 19/01/2008 ورغبة بعض الاساقفة الاجلاء ومع تمنيات السفارة البابوية التي نحترم، غير ان استمرار الكلام اليومي ومحاولة تحريف الواقع في البيان الأخير للسادة الاساقفة وتحويل الكلام من رد على الشخص الى اتهامنا بمحاولة النيل من الكنيسة التي هي اكليروس وعلمانيون، ونحن جزء اساس منها، يدفعنا الى الخروج عن الصمت، لان السكوت عن الخطأ خطيئة ونورد، احتراما منا لذاكرة شعبنا، المحطات التي نرى فيها اضعافا لدور الكنيسة وتهميش المسيحيين وتيئييس اللبنانيين.

1-غطيتم الطائف سنة 1989 الذي جرد رئيس الجمهورية من صلاحياته وبعدها بكيتم على الاطلال.

2-غطيتم دخول الجيش السوري في 13 تشرين الاول 1990 الى قصر بعبدا مركز الرئاسة الاولى لضرب العماد ميشال عون بحجة ان المرحلة تقتضي ذلك، وتقولون انكم خصوم سوريا، انتم حلفاء الغرب فاذا خاصموا سوريا خاصمتموها واذا حالفوها وافقتموها.

3-عام 1992، انتخب مجلس للنواب قاطعتموه سنة كاملة ومن ثم اعترفتم ومشيتم.

4-غطيتم التمديد للرئيس الراحل الياس الهراوي عام 1995 واجتمعتم في السفارة البابوية مع وليد جنبلاط، لأن جنبلاط رفض زيارة بكركي ولم تجرؤوا على فرض الزيارة عليه. مددتم ثم بكيتم.

5-وفي مرسوم التجنيسن ارسلتم الرسائل واللوائح وحين بات واقعا شكلتم لجنة للتصحيح "ولت ساعة مندم".

6-عام 2001، اعطيتم صك براءة في ما سمي مصالحة الجبل لمن هجر أبناء الجبل، ولليوم لم يعودوا ولا يزالون مهجرين.

7-عام 2005، ناديتم بقانون القضاء الذي عملنا عليه انقاذا للصوت المسيحي وشهدت ساحة الصرح للمرة الاولى حالة وحدة مسيحية فتنصلتم منه وتنكرتم له ومن ثم بكيتم القضاء على قانون القضاء.

8-عام 2006، اعترفتم بانه بات للمسيحيين ممثل ثم ارتضيتم عدم اشراكه او مشاركته في الحكومة امعانا في تهميش المسيحيين".

 

واضاف: "قبل كل ذلك، كيف للمسيحي ان ينسى النيل فعلا من الكنيسة حين استشهاد المونسنيور خريش ورمي جثته التي جمعت أشلاء في ما بعد من دون ان تكلفوا خاطركم عناء الادعاء على القاتل او على الاقل الاصرار على كشفه. وكيف للمسيحي ان ينسى دوركم المتفرج على التقاتل المسيحي–المسيحي الذي شهدته الطائفة مدى سنوات، وبدل التحصن في بكركي والاستشهاد اذا دعت الحاجة، غادرتم بكركي ليلا وتوجهتم الى الديمان هربا ام تنصلا.

وهل ما حدث معكم في 1989، والذي تذكرون به في كل حين، دفعكم الى تغطية الدخول السوري الذي تم بتغطية دولية الى قصر بعبدا مركز الرئاسة الاولى ومركز المسيحيين الاول؟

وكم نتخوف ان تؤدي هذه المواقف الملتبسة وهذه المحطات المتلاحقة الى تغطية مشروع

التوطين الأخطر على لبنان.

وكم نتمنى ونحن أبناء الكنيسة الحرصاء عليها، وتاريخنا شاهد، ان نردد مع السيد المسيح "بيتكم بيت صلاة فلا تجعلوه مغارة للصوص". وكل ما نتمناه ان تعيدوه بيتا للصلاة وليس مغارة لبعض اللصوص، مع ايماننا بأن ابواب الجحيم لن تقوى على الكنيسة. وكلامنا ليس مرحليا انما نضعه أمام شعبنا والتاريخ".

 

الوزير فتفت: فشل المبادرة العربية سيؤدي الى الفتنة والتدويل ونجاحها يتوقف على كيفية تعاطي دمشق والطرف المعارض الموالي لها

مشاركتنا في تجمع 14 شباط سلمية وسياسية والامن منوط بالجيش وقوى الامن

وطنية - 7/2/2008 (سياسة) قال وزير الشباب والرياضة احمد فتفت في حديث الى محطة "العربية"، تعليقا على زيارة الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الى بيروت وما يقال عن أنه يحمل جديدا وهو ضمانات لكل الافرقاء السياسيين في لبنان: "بكل صراحة، من جهتنا كأكثرية وكحكومة لبنانية لا نطالب بأية ضمانات، نحن موافقون على كل ما جاء في بنود المبادرة العربية ونسعى بشكل كامل لإنجاحها ولا أعتقد ان الطرف الآخر، المشكلة ليست مشكلة ضمانات ولا حتى مشكلة أعداد، الجميع يدرك الآن، وقال موسى ان الموضوع أبعد من الأعداد هو موضوع سياسي بالعمق ويخرج خارج الحدود اللبنانية. الكل يدرك الآن ان هناك قرارا مهما يجب ان يأتي من دمشق باتجاه المعارضة لكي يوافقوا على حل وتسوية، علما أنهم بدأوا يرفضون تقريبا كل بنود المبادرة. كانوا في السابق يتحدثون عن إشكاليات في البند الثاني حول تقاسم السلطات في الحكومة، والآن بدأوا يشككون حتى بالبند الأول بمبدأ انتخاب فوري للعماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية".

سئل: هل وضعتم في أجواء التنسيق السعودي - الفرنسي الأخير؟

أجاب: "هناك دائما تعاون بأطراف عديدة إهتمت بالملف اللبناني، والفرنسيون سبق واهتموا بالملف اللبناني، وعندما ظهرت المبادرة العربية ودعم الجامعة العربية لها، أبدى الفرنسيون تعاونا وثيقا ودعما للمبادرة العربية، وهذا إيجابي. أما التعاون السعودي - الفرنسي فبالتأكيد الحكومة اللبنانية على إطلاع وتتابعه عن كثب، ووضعت في أجواء هذا التعاون الذي ينسجم مع المبادرة العربية".

سئل: احدى الصحف نسبت الى مصادر فرنسية ان الوزير سعود الفيصل يحمل رسالة وصفت بالحازمة من العاهل السعودي، مفادها انه ينبغي إستخلاص النتائج من فشل كل المحاولات التي بذلت لإقناع سوريا بالاضطلاع بدور في حل الأزمة الرئاسية في لبنان؟

أجاب: "أولا انا لست على علم بهذا الموضوع بالتحديد وبرسالة بهذا المعنى، وبالتالي يصعب علي التعليق على الموضوع، وإنما بالتأكيد هناك مسؤولية مباشرة على دمشق وعلى النظام السوري تجاه كل ما يجري من معوقات أمام الحل للتسوية في الداخل اللبناني. والتشكيك الذي ظهر أخيرا ليس بموضوع المشاركة بل حتى بموضوع العماد ميشال سليمان، وبدأ التشكيك بموضوع الجيش، وكأن هناك من يسعى الى استمرار الفراغ في لبنان. وأذكر ان هناك أطرافا سياسيين في لبنان مثل الوزير السابق سليمان فرنجية والوزير السابق طلال ارسلان والمرتبطين مباشرة بالنظام السوري، نعوا المبادرة العربية، نعوا زيارة عمرو موسى، وهم أصحاب فكرة الملك الفراغ منذ زمن طويل، فبالتالي المشكلة لم تعد مخفية ولم تعد إتهامات. من الواضح هناك جبهة سورية في لبنان يمثلها على الأقل هذان الوزيران السابقان وأطراف أخرى تسعى جاهدة لإفشال المبادرة العربية ولإستمرار حالة الفراغ، عل ذلك يؤدي الى سقوط للواقع القائم حاليا، واقع الحركة التي ظهرت بعد إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وبعد حركة 14 آذار من حركة سيادية وإستقلالية في الداخل".

سئل: هل زيارة موسى هذه المرة الى بيروت مختلفة أم يتوقع ان يكون الحال كما هو عليه كباقي الزيارات السابقة؟

أجاب: "نحن سنسعى لإنجاح هذه المبادرة، المشكلة لا تكمن في طرفنا أو في طرف الأكثرية النيابية، المشكلة تكمن بكل صراحة، كيف ستتعامل دمشق وكيف سيتعامل الطرف المعارض الموالي لدمشق في لبنان، فبالتالي هل ستفشل هذه المبادرة. أعتقد ان فشل هذه المبادرة سيؤدي الى مخاطر كبيرة والى بوادر فتنة تظهر في الشارع، وربما كما قيل في السابق الى موضوع تدويل وهذا لا مصلحة لأحد فيه لا موالاة ولا معارضة".

سئل: قوى 14 آذار دعت الى تجمع حاشد سلمي في 14 شباط، هل تضمنون ان تسير الأمور بشكل سلمي؟

أجاب: "نعم بالتأكيد نحن سبق وحشدنا عدة مرات حشودا ضخمة، وحشدنا بالاساس في هذا الوقت هو حشد سياسي محض، نحن لا نؤمن بأي إشكاليات أمنية ولا نؤمن أبدا بأي تعامل من هذا القبيل، هذا ليس دورنا، نحن نعمل على الصعيد السياسي، الدور الأمني مناط بمؤسسات أمنية مثل الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي. أما دورنا فهو محض سياسي، ونحن ندعو الشعب اللبناني، وفي الاصل جزء كبير من دعوتنا هو للمحافظة على السلم الأهلي ولمنع الفتنة، يجب ان نبرز هذا الدور السياسي. ومن هنا نناشد الشعب اللبناني المشاركة كثيفة وهي مشاركة سياسية بحتة".

 

علوش: عون كان ينظر دائماً لوجه نصرالله في لقائهما وكأنه ينتظر موافقة

وكالات/علق عضو كتلة "المستقبل" النائب مصطفى علوش على اللقاء التلفزيوني الذي جمع مساء أمس الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله ورئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون ملاحظاً أن الأخير كان "ينظر طيلة اللقاء إلى وجه السيد نصرالله" مستنتجاً أن "من يدير المسألة هو السيد نصرالله أما العماد عون فينتظر موافقة منه". علوش، وفي مداخلة عبر تلفزيون "أخبار المستقبل"، اعتبر أن "ميشال عون يعاني بشكل جدي في شارعه المسيحي بالنسبة لما حصل يوم الأحد الماضي وكان بحاجة إلى جرعة من شد العصب خلال مقابلته والسيد نصرالله" معربا عن اعتقاده أن "لا شيء سيتغير على الأرض". وأكد علوش أن هناك رغبة كبيرة لدى المواطنين بالمشاركة في التجمع الشعبي في الرابع عشر من شباط وفاء لرئيس الحكومة الأسبق الشهيد رفيق الحريري معرباً عن اعتقاده أن "المشاركة ستكون كثيفة".

 

سعيد: ملء الفراغ في رئاسة الجمهورية الخطوة الأولى لمعالجة الأزمة

طالبنا بطرح قضية اللبنانيين في السجون السورية داخل مجلس الوزراء 

وكالات/استقبل رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، صباح اليوم في السرايا الحكومية، النائب وائل أبو فاعور والنائب السابق فارس سعيد وجرى عرض التطورات. بعد اللقاء، قال سعيد: "جئنا موفدين من قبل الأمانة العامة لقوى 14 آذار للتباحث في الوضع الراهن والنقاط التي تشغل بال اللبنانيين. كما تطرق البحث إلى زيارة الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى وعودته إلى بيروت، وموضوع إعادة إحياء المبادرة العربية على قاعدة إعادة تنفيذها، والتي تؤكد ضرورة انتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية. وكان قد تم التوافق على ان يكون هذا الرئيس العماد ميشال سليمان. كما بحثنا أيضا في ما ورد بالأمس في بيان مجلس المطارنة الموارنة حول ضرورة الأخذ في الاعتبار الإجحاف الذي يطال الذين فازوا في مباراة كتاب العدل وضرورة معالجة هذا الموضوع من الحكومة اللبنانية. وقال الرئيس السنيورة ان الوزير شارل رزق يهتم بالموضوع ويأخذ على عاتقه تسوية هذا الوضع ويتم التنسيق بينه وبين الحكومة اللبنانية من اجل عودة الحق الى الذين فازوا في هذه المباراة.

كما تطرق الحديث الى موضوع الحديث التلفزيوني الذي ورد أمس حول موضوع المعتقلين في السجون السورية، وفوجئنا من مرجعية سياسية رفيعة المستوى في لبنان وهي الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله عندما يقول ان الرد السوري كان ان لا وجود لمعتقلين لبنانيين في السجون السورية وأنهم بمثابة مفقودين في سوريا وبان هناك مفقودين سوريين أيضا في لبنان، كما ان هناك مفقودين إيرانيين في لبنان، وبالتالي هذا الربط بين المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية وبين موضوع المفقودين خلال الحرب الأهلية في لبنان هذا موضوع يسيء الى هذه القضية الإنسانية البالغة الأهمية.ونحن نعرف ان الرئيس السنيورة كان شكل لجنة للاهتمام بهذا الامر ولم تصل الى أي نتائج. كما نعرف ان هناك متابعة من قبل عائلات وجمعيات أهلية تتابع، وطالبنا كقوى 14 آذار الحكومة اللبنانية بإعادة طرح هذا الموضوع داخل مجلس الوزراء ومعالجة هذا الموضوع ليس فقط على مستوى إعادة إحياء اللجان المشتركة اللبنانية -السورية انما أيضا بالتوجه إلى المحافل الدولية بدءا من الجامعة العربية وان تأخذ الجامعة علما بهذا الموضوع وان تبادر الى طرح هذه القضية".

واضاف: "كما وضعنا دولة الرئيس في أجواء الوفد الذي ستشكله قوى 14 آذار والذي سيشارك في أعمال اللجان البرلمانية في بروكسيل في المجموعة الأوروبية. وسيطرح الوفد أيضا المشاكل وموضوع الأزمة اللبنانية، وسيتمنى على المجموعة الأوروبية ان يصدر البرلمان الأوروبي توصية لها علاقة بالأزمة اللبنانية تدفع في اتجاه ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية فورا في لبنان، لأن ملء الفراغ على مستوى رئاسة الجمهورية يمثل بالنسبة الينا الخطوة الأولى من اجل تصحيح الأمور ومن اجل معالجة هذه الأزمة الوطنية".

سئل: ماذا تتوقعون من زيارة عمرو موسى، لا سيما اننا سمعنا من خلال الاعلام ان الطرف الآخر طلب منه تقريب هذه الزيارة؟

أجاب: "من الجيد ان يكون الطرف الآخر قد أدرك انه هو الذي يعطي إشارات مختلفة، من جهة، الرئيس نبيه بري يقول ان على الأمين العام لجامعة الدول العربية العودة فورا الى بيروت من اجل معالجة هذا الأمر وتنفيذ المبادرة العربية. ومن جهة أخرى، الإعلام على الأقل، والذي يدور في فلك الثامن من آذار يشكك في هذه المبادرة ويضع العصي في الدواليب. نحن كفريق 14 آذار نؤكد التزامنا هذه المبادرة وضرورة تسهيل تنفيذها والتعاون التام والكامل مع الامين العام للجامعة العربية من اجل تنفيذ هذه المبادرة وتنفيذ البند الأول المتعلق بالانتخاب الفوري لرئيس جمهورية لبنان".

 

الغرق في أوهام إدارة المخاطر

رفيق خوري

لسنا في حاجة الى تقرير مايك ماكونيل مدير جهاز الاستخبارات الوطني الأميركي لندرك حجم الأخطار في لبنان وعليه. لا بالنسبة الى (نشاط القاعدة، ومواصلة مجموعات مسلحة، بعضها مرتبط بالقاعدة، تهديد الأمن الداخلي). ولا بالنسبة الى (عودة الميليشيات السابقة الى التسلح والتدريب، وتزايد التوترات السياسية الطائفية التي تزيد من إمكان عودة الحرب الأهلية). ولا بالطبع (الى فشل الجهود العربية والدولية لضمان انتخابات رئاسية لن تمنع، ولو تمت، بقاء قضايا وأسباب للنزاع). فاللعبة المكشوفة على الأرض والمستورة في الكواليس أخطر. والصورة التي يراها مجلس المطارنة الموارنة تتجاوز الخطر الأمني الى الخطر الوجودي، عبر (مخطط لإفراغ البلد من مقوماته وتيئيس اللبنانيين من وضعهم)، حيث (المؤسسات معطلة، وهناك محاولات لتعطيل الجيش والنيل من الكنيسة). وليس من أبواب التطمين أن يصبح لبنان بنداً دائماً في التقارير الأميركية أو سواها. فالوضع الأفضل هو ألا يكون لنا مكان في تقارير الكبار في المنطقة والعالم والذين يديرون صراعاتهم ومصالحهم بلا رحمة، لأن معنى ذلك أننا في وضع طبيعي سليم. والباب المهم للاطمئنان، بصرف النظر عن الرهانات على المبادرة العربية وسواها، هو أن ننتقل نحن من توصيف المخاطر والتحديات الى التفاهم على مواجهتها بسياسة وطنية. فلا الرهان على الخوف من العودة الى الحرب أو على (خط أحمر) يكفي لمنع الانزلاق اليها. ولا استمرار الوضع الحالي أقل خطورة من الحرب، على افتراض أنه ليس حرباً بالتقسيط. ذلك أن من الوهم مواجهة المخاطر بالخلافات في (لا دولة) أو بالشروط والشروط المضادة التي تمنع حتى إعادة تكوين السلطة بدءاً برئاسة الجمهورية والحكومة. والوهم الأكبر هو تصور أي طرف أنه يستطيع (توظيف) المخاطر والأزمات في إيصاله الى وضع يسمح له بالربح أو تسجيل نصر. فكيف اذا كنا نحاول تعطيل الجيش. ونحن ندعي محاربة الارهاب ومواجهة زعزعة الأمن ومحاولات التجزئة والتوطين? وكيف إذا كنا نهمل الحوار ونقرع طبول العصبيات الطائفية والمذهبية، ويلجأ كل طرف الى مخاطبة جمهوره وحده من دون الحرص على مخاطبة الآخرين أو أقله على الامتناع عن إيذائهم بالكلام الجارح والهابط?

أكثر من ذلك، فإن ما يسميه الرئيس السابق لبنك الاحتياط الفيديرالي الأميركي آلان غريسنبان (إدارة المخاطر) في أمور المال والاقتصاد، ليس مضموناً في الشؤون الوطنية والسياسية. فلا نحن قادرون على (إدارة المخاطر) بالرؤوس الحامية. ولا العرب قادرون عليها بالحسابات الباردة. والوقت حان لأن نوقف الانهيار، إذا أردنا أن يبقى لنا بلد.

 

لئلا نبقى نطرح الأسئلة

الهام فريحه

الخميس المقبل، في مثل هذا اليوم، تحل الذكرى الثالثة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري، وكما في العامَين الماضيين، ستُحيي قوى 14 آذار الذكرى بمهرجان حاشد في ساحة الشهداء، بدأ التحضير له. وتدعو قيادات 14 آذار جمهورها الى المشاركة في احياء الذكرى. مسألةُ الحشد لم تَعُد من المسائل الأساسية، فهذه القيادات لها جمهورها وهي قادرة على حشده، كما لقوى الثامن من آذار جمهورها وهي قادرة ايضا على حشده. المسألة ليست هنا بل في السياسة، أي كيف ستخاطب هذه القوى جمهورها وما هو (الخطاب السياسي) الذي سيتم توجيهه? ماذا سيُقال للحلفاء وللخصوم؟ ماذا سيُقال للداخل والخارج؟ الإستحقاق الحقيقي يكمن في مضمون الكلام، فاللبنانيون بحاجة إلى أجوبة عن أسئلة بعضها عمره ثلاث سنوات، والبعض ثلاثة أشهر والبعض الآخر ثلاثة أسابيع... بل هناك اسئلة عمرها ثلاثة أيام، ومَن يدري فقد تطرأ أسئلة قبل ثلاث ساعات من المهرجان. من الأسئلة (المزمنة) لماذا لم تُكمِل (الموجة) يومها إلى قصر بعبدا؟ هل يُعقل أن تقوم ثورة الأرز وتُطيح مَن تُطيح ويبقى رأس الدولة ورمز المرحلة السابقة في مكانه؟ لماذا تُركَت الحكومة مبتورة بعد استقالة الوزراء منها؟ ولماذا لم يتم تفعيلها بالإنصراف إلى الشؤون التي تهم الناس؟ كيف تدهورت الأوضاع من مطلب تقصيرولاية رئيس الجمورية إلى إنه لن يبقى دقيقةً بعد إنتهاء ولايته، إلى حتمية انتخاب رئيس من 14 آذار ثم تأييد مرشح من الوسط، إلى الوقوع في الفراغ الى الحديث عن ان الاستحقاق الرئاسي لن يتم قبل إجراء الإنتخابات النيابية. الجميع يعلم ان قوى الرابع عشر من آذار تتعرَّض لهجمات شرسة ومتلاحقة تُعيق تحركها، لكن مع ذلك يجب تقديم أجوبة للبنانيين لئلا تحل الذكرى الرابعة ونبقى في مدار طرح الأسئلة.

 

المجلس الأعلى للروم الكاثوليك دعا لابقاء الجيش بمنأى عن السجالات السياسية

وبذل كل الجهود لملء الفراغ الحاصل في المؤسسات الدستورية بالسرعة القصوى

وطنية-7/2/2008 (سياسة) عقدت الهيئة التنفيذية للمجلس الأعلى للروم الملكيين الكاثوليك اجتماعها الشهري في المقر البطريركي في الربوة برئاسة البطريرك غريغوريوس الثالث, وفي حضور نائب الرئيس الوزير ميشال فرعون والأمين العام السفير فؤاد الترك الذي تلا اثر الاجتماع البيان الآتي:

1-يعبر المجلس الأعلى عن أقصى درجات القلق لما آلت إليه أحوال البلاد وبخاصة المنحى الخطر الذي تتجه فيه المؤسسات الدستورية بدءا بالفراغ الحاصل في رئاسة الجمهورية رمز وحدة الوطن والساهرة على الدستور وعلى حسن سير شؤون الدولة، إلى الشلل الذي أصاب مجلس النواب وعدم تمكنه من ممارسة مهماته التشريعية والرقابية، إلى الوضع الحكومي غير السليم، إلى تعطيل المجلس الدستوري. هذا فضلا عن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها المواطن نتيجة البطالة والغلاء وشطف العيش المؤدي إلى الهجرة، وانعكاس الأوضاع السياسية والأمنية عليها.

أمام هذه الصورة القاتمة للمشهد اللبناني لا يرى المجلس الأعلى أمامه الا رفع الصوت عاليا ودق ناقوس الخطر ووضع القيادات والقوى السياسية أمام مسؤولياتها التاريخية، فمصير لبنان لا بل مقومات كيانه تتعرض للاهتزاز وهي على المحك، ويناشدها تغليب مصلحة لبنان العليا على المصالح الفئوية والآنية، وبذل كل الجهود لملء الفراغ الحاصل في المؤسسات الدستورية بالسرعة القصوى استباقا لما قد يكون أدهى وأخطر.

2- توقف المجلس الأعلى عند الوضع الأمني وبخاصة التفجيرين الأخيرين اللذين استهدفا سيارة السفارة الأميركية ثم الرائد في شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي وسام عيد وبعدهما الأحداث الأليمة التي شهدتها منطقة مار مخايل - الشياح، وهو إذ يتقدم بتعازيه إلى أسر الشهداء وذوي الضحايا متمنيا للجرحى الشفاء العاجل، يشدد على ما للأمن من أهمية في إشاعة الثقة والطمأنينة عند الناس وبالتالي فإن السهر عليه أولى الأولويات، مما يستدعي الكشف عن الأيادي الإرهابية واستكمال التحقيقات الموضوعية لتحديد المرتكبين ومعاقبتهم.

3- يدعو المجلس الأعلى إلى إبقاء الجيش بمنأى عن السجالات السياسية ليستمر صمام الأمان وحارس الأمن والإستقرار والحدود.

4- يأسف المجلس الأعلى للمستوى الذي انحدر إليه الخطاب السياسي ويدعو إلى خطاب يعزز التوحد والوئام والحوار ويوقف التصعيد والتهديد والإرهاب الفكري ويساعد على الوصول إلى الحلول الإنقاذية التي يتطلع إليها اللبنانيون.

5- كما يأسف لفشل المبادرة الفرنسية والمساعي الأوروبية وسائر المساعي حول الاستحقاق الرئاسي ويتطلع إلى تعاون الجميع لإنجاح المبادرة العربية إطارا أخويا داعما ومساعدا، وقد سبق لغبطة البطريرك غريغوريوس الثالث أن وجه كتابا بشأنها إلى مجلس وزراء الخارجية العرب وتلقى جوابا عليه من الأمين العام لجامعة الدول العربية، كما أصدر مجلس أساقفة الطائفة بيانا حول اللبناني الراهن لاقى الدعم الكامل وكل التجاوب من قبل المجلس الأعلى.

6- يدعو المجلس الأعلى إلى تنفيذ الحكم الصادر عن مجلس شورى الدولة المنطوي على إعادة مدير عام الزراعة، الموضوع بتصرف رئيس مجلس الوزراء، إلى مركزه، خصوصا وأن هذا المركز ما زال شاغرا وكان يشغله أحد أبناء الطائفة.

 

النائب حوري: هناك منع لانتخاب رئيس للجمهورية نتيجة قرار سوري

صيغة لا غالب ولا مغلوب بالمفهوم السوري "فيتو" على المبادرة العربية

الأكثرية لن تتفرج على موقع الرئاسة شاغرا وعلى هدم المؤسسات في لبنان

وطنية - 7/2/2008 (سياسة) قلل عضو كتلة "المستقبل" النيابية النائب عمار حوري، في حديث ل"اذاعة لبنان" ضمن برنامج "لقاء الأسبوع، "من أهمية ما أعلنه الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله والعماد ميشال عون من تمسكهما بالعماد ميشال سليمان مرشحا توافقيا لرئاسة الجمهورية".

وقال انه "لا يعول على تفاصيل هذا الموقف بشكل أو بآخر، أنما ما يعول عليه هو كلمة السر التي سيجيب بها رمزا المعارضة السيد نصرالله والعماد عون في اتجاه السيد عمرو موسى. ان ما يعول عليه الموقف الذي ستعكسه المعارضة ترجمة للموقف السوري المعرقل او ربما المسهل للمبادرة العربية في لبنان".

وذكر بما "كان يسمعه موسى في دمشق من كلام تسهيلي وايجابي وكيف تتغير الأجواء عندما يأتي الى بيروت، مما يؤكد ان كلام المعارضة اللبنانية هو صدى للموقف السوري". وأعطى مثلا على ذلك "عندما أعتقد السيد موسى في زيارته السابقة ان هناك موقفا ايجابيا طرأ في دمشق، لكن الرئيس نبيه بري استبق عودته الى بيروت بموقف تعطيلي حين قال ان المعارضة متمسكة بصيغة 10+10+10".

وردا على تصريحات نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في شأن مساعدة سوريا على تنفيذ المبادرة العربية وفق صيغة "لا غالب ولا مغلوب"، قال: "عندما يتكلم المقداد على صيغة لا غالب ولا مغلوب فإنه لم يأت بجديد، لأن هذه الصيغة بالمفهوم السوري هي 10+10+10 وصيغة حق الفيتو للمعارضة على كل القرارات وصيغة الغاء الأكثرية والغاء النظام الديموقراطي، وبالتالي صيغة لا غالب ولا مغلوب بالمفهوم السوري هي صيغة فيتو على المبادرة العربية".

وقارن بين الموقف الذي أعلنته قوى 14 آذار في اجتماعها أمس وبين المواقف التي صدرت عن السيد حسن نصرالله والعماد ميشال عون في اللقاء التلفزيوني، فقال: "ان البلاد شهدت أمس مشهدين مختلفين تماما بحيث كانت صورة السيد نصرالله مع العماد عون صورة باهتة لا تشتمل على الكثير من المضمون في ما عدا نقطتين او ثلاث يمكن التوقف عندها تؤكد استمرار صلاحية وثيقة التفاهم بينهما. وفي المقابل كانت الصورة لدى اجتماع 14 آذار صورة تتحدث عن المستقبل وتقول للبنانيين جميعا: تعالوا لنشارك في 14 شباط بذكرى استشهاد الرئيس الحريري، رافضين الاغتيال وإننا نجتمع لنقول لن نتخلى عن الحقيقة والعدالة، لا للحرب الأهلية، المحكمة آتية وان رئاسة الجمهورية لن تبقى شاغرة".

وردا على سؤال عن امكان عودة 14 آذار الى خيار الانتخاب بالنصف زائدا واحدا، قال: "ليس سرا ان خيار النصف زائدا واحدا كان ويبقى وسيبقى خيارا دستوريا مئة في المئة"، موضحا ان "الأكثرية لم تلجأ الى هذا الخيار في السابق لأنها لم تحظ بغطاء بكركي وغبطة البطريرك صفير وهو الموقع الماروني الروحي الأول في لبنان. اما اليوم، فان الاكثرية ستنتظر وستعطي كل الفرص لنجاح المبادرة العربية"، مشيرا الى انها "لن تنتظر الى ما لا نهاية وهي تتفرج على موقع الرئاسة شاغرا وعلى هدم المؤسسات في لبنان. واذا اضطررنا في وقت لاحق الى الذهاب في اتجاه خيار النصف زائدا واحدا فلأنه خيار دستوري، ولكن هذا الخيار ليس مطروحا في هذه اللحظة ولكنه في يدنا ومن حقنا". وعن موضوع الضمانات التي طرحتها الجامعة العربية في بيان وزراء الخارجية العرب الاخير أعرب عن اعتقاده أنها "نقطة ايجابية لو حسنت نيات فريق المعارضة". وردا على سؤال عن وثيقة التفاهم بين "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" رحب ب"أي صيغة تفاهم بين فريقين سياسيين في لبنان "، وتساءل في ما لو كان صحيحا ان وثيقة التفاهم بين الحزب والتيار قربت بين اللبنانيين، فلماذا حدث ما حدث "الأحد الأسود" في عمق منطقة عين الرمانة من فريق محسوب على "حزب الله"؟". وعن إمكان ان تنعكس الأزمة اللبنانية على مؤتمر القمة العربية أوضح "ان العالم العربي منقسم اليوم، بحيث نجد كل العالم العربي في جهة، في مقابل النظام السوري، في جهة أخرى، بسبب الموقف السوري من عدم تسهيل الحل في لبنان"، معربا عن اعتقاده بأنه "ربما ستقاطع مصر والسعودية هذا المؤتمر وكذلك بعض الدول العربية الأخرى التي ستتناغم مع الموقف السعودي -المصري مما سيؤدي اما الى الغاء القمة او نقلها من دمشق او إنعقادها بشكل هزيل وفاشل في دمشق". وردا على سؤال قال: "ان سوريا لا تريد تسهيل الحل في لبنان بحيث لا يزال النظام السوري في عقله الباطني يضع لبنان هدفا أساسيا استراتيجيا لا بد ان يحاول العودة اليه على رغم كل البدائل المطروحة، فبالنسبة اليه لبنان قبل الجولان وقبل لواء الاسكندرون وقبل أية أمور أخرى متعلقة بالعراق وتركيا".

وعن الموقف الاميركي من المبادرة العربية نفى ان "تكون الولايات المتحدة تتحفظ عن المبادرة العربية"، معربا عن رأيه أن "واشنطن والاتحاد الاوروبي والأمم المتحدة قدمت وما زالت دعما كاملا للمبادرة العربية". وختم: "إن هناك منعا لانتخاب رئيس للجمهورية في لبنان نتيجة لقرار سوري"، مشيرا الى ان "هناك محاولات لحرف الأمور عن مسارها بتوجيه الاتهامات في اتجاه آخر غير سوريا"، مؤكدا ان "الأكثرية والحكومة اتخذتا كل القرارات انطلاقا من اقتناعات وطنية".

 

عرض صفقة على الجيش مقابل تغطية قاتل مسؤول "أمل"

"حزب الله" هدد ضباطاً وقضاة لاستعادة أسلحة صودرت من عناصره

السياسة الكويتية

وجه مسؤولون كبار في "حزب الله" تهديدات صريحة لعدد من ضباط الجيش اللبناني, وبعض القضاة وفي مقدمهم قاضي التحقيق العسكري الاول رشيد مزهر, على خلفية مداهمة الجيش عددا من منازل عناصر الحزب, قبل اسابيع, في وقت كشفت مصادر مطلعة, ان التحقيقات توصلت الى ان مسؤول »حركة امل« احمد حمزة الذي توفي خلال احداث »الاحد الاسود«, قتله شخص ينتمي الى »حزب الله«, الذي بدأ مسعى لابرام صفقة مع الجيش, تقضي بتغطية الجريمة, مقابل التراجع عن الحملة ضد المؤسسة العسكرية. وعلمت »السياسة« من مصادر شديدة الخصوصية, ان مسؤولي الحزب لم يكتفوا بالتهديدات, وانما طلبوا من القاضي العسكري رشيد مزهر, ان يعيد الجيش الاسلحة والاموال التي صادرها اثناء مداهمته بيوت عدد من عناصر الحزب قبل بضعة اسابيع, وذكرت المعلومات ان »حزب الله« كان على اهبة الاستعداد لتصعيد الوضع اثر المداهمة التي وصفها بعض قيادييه ب¯»الخط الاحمر«.

واشارت المصادر الى ان المستشار السياسي للامين العام للحزب حسين خليل, تلقى توجيهات من مستشار الرئيس السوري بشار الاسد للشؤون الامنية, اللواء محمد ناصيف خير بك, بضرورة تهدئة الاوضاع في الشارع اللبناني خلال هذه الفترة, كون دمشق ستبدأ بتسليم القادة العرب, دعوات لحضور القمة العربية المقررة الشهر المقبل في سورية, لافتة الى ان اللواء آصف شوكت وجه, في الوقت عينه, رسائل مماثلة الى باقي جهات المعارضة, والجهات الاصولية في لبنان, بما فيها »فتح الاسلام«. واوضحت ان اهمية الحادثة بين الجيش والحزب, تنبع من الخطوات التي يقوم بها »حزب الله« وسورية فيما يتعلق بموضوع الاستحقاق الرئاسي, ومن الخطوة السورية القطرية لطرح اسم فارس بويز كمرشح لتولي منصب الرئاسة اللبنانية, في مسعى لضرب الدور السعودي في لبنان من جهة, وقائد الجيش ميشال سليمان من جهة اخرى, بغية الضغط عليه لتقديم تنازلات فيما يتعلق بتشكيل الحكومة وسلاح الحزب.

وخلصت المصادر الى التأكيد على ان دمشق والدوحة تعرفان تماما ان بويز لا يملك اي فرصة حقيقية للحصول على تأييد الاكثرية والمعارضة, مشيرة الى انه وقع الاختيار عليه لكي يكون مطرقة تضرب في آن, على السندان السعودي, وعلى ميشال سليمان. من جانب آخر, اورد موقع »يقال.نت« الالكتروني اللبناني, ان المسؤول في »حركة امل« احمد حمزة والذي توفي خلال احداث الاحد الاسود, قتله شخص ينتمي الى »حزب الله«, وهو احد الثلاثة الذين تبحث عنهم السلطات الامنية, بعد ان باتت اسماؤهم بحوزتها. واشارت المصادر الى ان قيادة الجيش مصرة على توقيف هؤلاء الاشخاص, وانها ابلغت ذلك الى قيادة الحزب التي انكرت صلتها بهم, لافتة الى ان التحقيقات اظهرت عدم اطلاق اي رصاصة من محلة عين الرمانة على المحتجين في منطقة مار مخايل. وكشفت ان الحزب بدأ اخيرا, مفاوضات مع قيادة الجيش تهدف الى اخفاء دوره في الجريمة, مقابل ان يتراجع كليا عن الحملة التي شنها على الجيش, وان يكتفي بما اتخذه القضاء حتى الآن, مشيرة الى ان اهتمام سياسيي »حزب الله« ووسائل اعلامه تراجع بالفعل, حيث تم الانتقال الى التركيز, دفعة واحدة, على تعويضات اعادة اعمار ما تهدم خلال حرب يوليو الاخيرة.

 

فرنسا والسعودية تتحركان دوليا لدعم حكومة السنيورة واستعجال انتخابات الرئاسة ووقف العرقلة

نصرالله وعون يعيدان تأكيد تحالفهما و14 آذار تحشد لذكرى اغتيال الحريري

باريس، القاهرة، دمشق، بيروت - رنده تقي الدين- الحياة     - 07/02/08//

فيما جدد الامين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله وزعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون تحالفهما وتمسكهما بورقة التفاهم بينهما، وعشية عودة الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى الى بيروت لمحاولة إيجاد مخرج من مأزق استمرار الفراغ الرئاسي والتأزم المتفاقم بين الأكثرية والمعارضة حول تطبيق خطة الحل العربي للأزمة اللبنانية، تسارعت المواقف والاتصالات الداخلية والخارجية من أجل البحث عن أفكار تتيح إحداث اختراق في الجمود الحاصل، بعدما تداخلت العوامل المحلية والإقليمية وباتت الخلافات العربية حول لبنان ترخي بظلالها على القمة العربية المنتظر انعقادها في دمشق أواخر شهر آذار (مارس) المقبل.

وأجرى وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل محادثات مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في باريس مساء أول من أمس الثلثاء. وعلمت «الحياة» انها تدخل في اطار جولة عالمية يقوم بها الوزير السعودي لمساعدة لبنان على الخروج من أزمته.

وقالت مصادر مطلعة في باريس ان الأمير سعود الفيصل حمل «رسالة حازمة» من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مفادها انه «ينبغي استخلاص النتائج من فشل كل المحاولات التي بذلت لاقناع سورية بلعب دور ايجابي في لبنان، بما فيها المحاولات الاخيرة للمملكة العربية السعودية». وذكرت المصادر ان المحادثات مع ساركوزي «تناولت كل المساعي الفرنسية والسعودية والعربية التي اصطدمت كلها بالموقف السوري الذي يرفض التجاوب مع كل الأسرة الدولية». وأشارت الى ان الجانبين السعودي والفرنسي بحثا في كيفية مساعدة الحكومة اللبنانية، وانهما «اتفقا على العمل على تعزيز حكومة فؤاد السنيورة والقوى الشرعية ممثلة بالجيش وقوى الأمن الداخلي، وحضّ الأسرة الدولية على اتباع هذا النهج، لأن سورية تريد إضعاف هذه المؤسسات من خلال الاغتيالات وعرقلة انتخابات الرئاسة». وأضافت المصادر ان فرنسا والسعودية «عازمتان على بذل كل الجهود لحضّ الأسرة الدولية على دعم كل المؤسسات الشرعية اللبنانية عبر الزيارات ورسائل التأييد على الصعيد السياسي، وأيضاً على الصعيد الاقتصادي عبر الاتفاقية المالية التي سيوقّعها وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير في بيروت، أو السنيورة في باريس».

وأشارت الى ان فرنسا تقدم ايضاً مساعدة للمؤسسة العسكرية اللبنانية عبر التجهيز والتدريب، وستستمر في ذلك. واستناداً الى هذه الأجواء اعتبرت المصادر انه «لا يمكن لدول مثل السعودية ومصر ان تحضر القمة العربية المرتقبة في دمشق التي من الصعب ان تعقد في ظل الحال الراهنة من التعطيل في لبنان».

وذكرت انه تم التفاهم على ان تسعى فرنسا مع دول الاتحاد الأوروبي الى التحدّث بصوت واحد تجاه سورية. كما أكدت ان لا بد من الإسراع في انشاء المحكمة الدولية وأن فرنسا ستدفع 6 ملايين يورو في هذا الاطار. ولفتت المصادر الى ان «الذهنية الحالية المخيمة على السوريين ليست من النوع الذي يجعلهم يعملون على حل، وأن من المرجح ان يؤدي ذلك الى استمرار الوضع القائم على حاله، وطالما بقيت الأمور كذلك سيكون من غير الوارد لفرنسا ان تتّصل بسورية، خصوصاً انها سبق ان أعلنت انها تترقب من الجانب السوري نتائج على صعيد الوضع اللبناني». وفي موازاة ذلك أكد السفير السعودي في بيروت الدكتور عبدالعزيز خوجة ان من ثوابت السياسة السعودية «عدم التدخل في الشأن الداخلي لأي بلد آخر» مؤكداً وقوف الرياض «على مسافة واحدة من الجميع»، وأنها تسعى عربياً الى «ترتيب البيت العربي وإزالة الخلافات لا تأجيجها».وباشرت السفيرة الأميركية الجديدة في لبنان ميشال سيسون لقاءاتها امس مع المسؤولين فالتقت وزير الخارجية المستقيل فوزي صلوخ ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة ثم رئيس المجلس النيابي نبيه بري. وقالت سيسون ان الرئيس الأميركي جورج بوش ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس طلبا منها ان تنقل الى السنيورة ان التزام بلادها بلبنان قوي سيد ديموقراطي ومزدهر لا يزال صارماً ولم يتغيّر.

نصرالله وعون

في هذا الوقت، اعتبر الامين العام لـ «حزب الله» ان «الحكومة الاسلامية لا تفرض بالقوة، وان النظام الاسلامي لا يمكن اسقاطه على شعب لبنان المتنوع طائفيا». واضاف «اي انسان مسلم يعتقد ان قمة العدالة تحققها دولة اسلامية، مثل اي علماني بالنسبة له الدولة العلمانية هي قمة العدالة، لكن رؤيتنا ان النظام الاسلامي لا يفرض فرضا». وكان نصرالله يتحدث هو والعماد عون في لقاء خاص مع تلفزيون «او تي في» التابع لـ «التيار الوطني الحر» اجراه الزميل جان عزيز لمناسبة مرور عامين على التفاهم بين الحزب والتيار. ورداً على سؤال عن بقاء سلاح «حزب الله» قال عون: «هناك شرطان يجب ان يتحققا: مزراع شبعا والاسرى، والشرط الثالث تحديد الاستراتيجية مع باقي الاطراف كي تعتمدها الحكومة رسميا. حق المقاومة حق مقدس تستطيع ان تقوله في اوروبا وفي كل العالم وهذا ليس موضوعاً دينيا. مزارع شبعا هي ارض لبنانية حتى وفق القانون الدولي. سنة 1989 اعترضت، وكنت رئيس حكومة، على احتلال آخر مزرعة.

واضاف: «بالنسبة الى الاسرى لا يمكن تركهم والتخلي عنهم، وهم كانوا يقاومون. وترسانة الاسلحة هي لحماية لبنان. هناك استراتيجية لحماية لبنان وقد هوجمت في الاعلام لانني قلت ان حادثاً حدودياً لا يسبب حرباً. وقد تناقشت مع السفيرين الفرنسي والاميركي عن هذا الموضوع. تصوري لاستراتيجية الدفاع بعد تحرير مزارع شبعا وبعد تحرير الاسرى اننا سنكون في وضع دفاعي وليس في وضع التحرير. اتكلم عن التنسيق لان عمل المقاومة يختلف عن عمل القوات الرسمية واتكلم عن الدفاع المشروع عن النفس. في هذه الحالة لا احد يضع لنا حدود الدفاع عن النفس. دور السلاح الدفاعي يبقى دائما ويجب عدم تعطيله. اذا لم يكن بيد المقاومة يكون بيد الجيش. ولا يحق لاحد الحد من مدى السلاح. لنا الحق في ان يكون عندنا سلاح يطال اي هدف. نحن نلتزم شرعة الامم المتحدة في حال الهدنة والسلام. نحن موافقين على مبادرة السلام ولكن لها شروط عندما تتحقق نحن والدول العربية متوافقون».

المعتقلون في سورية

وفي ما يخص المعتقلين اللبنانيين في سورية، قال نصرالله «تابعت هذا الموضوع، والاخوة في حزب الله تابعوا، والجواب كان من السوريين انهم غير موجودين في سورية، وطلبوا تشكيل لجنة لبت موضوع المفقودين في البلدين بشكل نهائي. وهذه اللجنة يجب ان تكون من اختصاص السلطة».

وقال عون تعليقا على الموضوع نفسه: «يجب على الدولة ان تتعاطى مع دولة، ويجب ان تبذل الحكومة جهداً للتحقيق في هذا موضوع تسليم مخطوفين الى المخابرات السورية، على ذمة الاحزاب». واضاف «يجب انهاء هذا الموضوع. الميت ميت والمفقود مفقود والمسجون يجب ان يعود، ولكن الموضوع ليس بحل شخصي. يجب ان ينتهي هذا الملف، وهذه الحالة الانسانية كان يجب ان تعالج منذ ما قبل خروج الجيش السوري».

وعقب نصرالله «نحن نساعد، ولكن الجهة الرسمية يجب ان تتحمل مسؤوليتها والسلطة هي المعنية. المفقودون في الحرب ليسوا من مسؤوليتي انا والجنرال عون، السلطة هي المسؤولة. الايرانيون الذين فقدوا في لبنان لم يتحرك احد بشأنهم. حتى الاسرى في السجون الاسرائيلية السلطة لا تتحرك من اجلهم، ولكن هذا الملف يجب ان يكون له خاتمة لانه موضوع انساني كبير». وتحدث الامين العام لـ»حزب الله» عن اللبنانيين الذين لا يزالون موجودين في اسرائيل، فقال «هما صنفان، صنف متورط قليلاً وآخر متورط بأعمال قتل. الصنف الاول لا يوجد مشكلة معهم. آلاف اللحديين على بوابة فاطمة كانوا يتعرضون لاطلاق النار من قبل اسرائيل، ونحن لم نقتل احدا ولم نعمل قضاء مقاومة. المقاومة الفرنسية أعدمت الالاف، ولكننا لم نتعاط مع احد بل سلمناهم الى القضاء اللبناني. العائلات رجعت ولم يتعاط معها احد. اما الذين ارتكبوا جرائم قتل فالقضاء هو من يحاسبهم

 

ستحمل اسم العذراء ولن تعلوها الصلبان

جدل حول افتتاح أول كنيسة بقطر: البعض "اشمأز" وآخرون يدافعون

العربية

يدور جدل في قطر حول الافتتاح المتوقع الشهر المقبل لاول كنيسة في هذا البلد, ففيما ارتفعت اصوات عبرت عن "الاشمئزاز" ازاء ارتفاع صرح مسيحي في بلد مسلم, دافع آخرون عن حق حوالى 100 الف مسيحي في قطر بالحصول على دور عبادة.

 وذهب الكاتب في صحيفة "العرب" القطرية لحدان بن عيسى المهندي الى حد القول بان الكنائس في قطر امر "يثير الاشمئزاز". وقال في مقالة تم نشرها قبل اسبوعين "لا ينبغي ان يرتفع الصليب في سماء قطر ولا ينبغي ان يسمع قرع النواقيس في الدوحة".  من جانبه قال المهندس راشد السبيعي في رسالة لصحيفة "الوطن" القطرية "لا يجوز لهم (المسيحيون) بناء دور عبادة" ولو انه اقر بانه يجب السماح للمسيحيين بإقامة شعائرهم "ولكن وفقا للاداب العامة ومن دون الحاجة الى اعطائهم تراخيص لاقامة معابد (..) اما المجاهرة والاعلان فلا".  والكنيسة الكاثوليكية التي سيتم افتتاحها منتصف الشهر المقبل في قطر، التي يتبع معظم مواطنيها المذهب الوهابي, هي الاولى بين سلسلة كنائس للطوائف المسيحية وافقت قطر على بنائها. ونقلت صحيفة "الراية" عن الاب توماسيتو فينيراثيون المسؤول في مركز الرعية الكاثوليكية في الدوحة قوله ان "الكنيسة التي ستحمل اسم العذراء مريم لن تعلوها صلبان, وهي ستكون مجرد مكان للصلاة الجماعية" علما ان المسيحيين يحتفلون حاليا بشكل معلن بشعائرهم في منازل او في مدارس.

 من جانبه قال الاب سلفرج من رعية الدوحة الكاثوليكية ان "الكنيسة ستفتتح في 15 مارس برعاية الكاردينال ايفان دياس مبعوثا من الفاتيكان". ونشرت صحيفة "الراية" تحقيقا مطولا حول استعداد الجاليات المسيحية في قطر "للاحتفال بتدشين اول كنيسة يتم اقامتها في البلاد منذ 1400 عام".

 الى ذلك, قال الاب فينيراثيون ان "تكلفة الكنيسة بلغت حوالى 18 مليون دولار عدا كلفة الأرض" التي منحت للكنيسة بموجب عقد طويل الامد مع السلطات. من جانبه, قال الموقع الكتروني تابع للفاتيكان "ان قطر تستعد لافتتاح اول كنيسة كاثوليكية على ارضها منذ الف واربعمائة سنة بعدما وصل عدد المسيحيين فيها الى مائة الف". ومعظم المسيحيين في قطر من الوافدين الاجانب, خصوصا الهنود والفيليبينيين واللبنانيين اضافة الى الغربيين.

 من جهته, تصدى العميد السابق لكلية الشريعة واصول الدين في قطر الدكتور عبد الحميد الانصاري لمعارضي بناء الكنائس في قطر عبر مقالات مرحبة بافتتاح الكنيسة. وقال الانصاري ان "اقامة دور عبادة لمختلف الاديان حق اساسي من حقوق الانسان كفله الاسلام قرآنا وسنة".

 واضاف ان "مرد الجدل الدائر هو الثقافة التعصبية بسبب تعليم ديني كاره للاخر وعادات واعراف مجتمعية انتقصت من حقوق غير المسلمين لمبررات قديمة سياسية وامنية انتفت الان".  يرد الانصاري بقوة على معارضي اقامة كنيسة لاسباب شرعية, لاسيما على الكاتب لحدان المهندي الذي يبني معارضته على "خصوصية شرعية قررها الرسول محمد" مستشهدا خصوصا بحديث نبوي يقول "لا يجتمع دينان في جزيرة العرب".

 وقال الانصاري ان "هذا الاستشهاد لا يفيد منع الكنائس في قطر لان جمهور الفقهاء يرون ان المقصود به الحجاز ومكة والمدينة بالذات". ودعا العميد السابق لكلية الشريعة واصول الدين الى "ان نرحب جميعا بوجود كنائس في قطر اعلاء للتسامح الاسلامي واظهارا للاخاء الانساني".

 من جهته يقول الداعية الاسلامي القطري الشيخ علي القرداغي لوكالة فرانس برس "لا ارى مانعا في وجود اماكن عبادة خاصة لكن بناء كنيسة او اي معبد اخر قد يكون امرا فيه اشكال". لكن الاب فينيراثيون الذي يثمن جهود الحكومة القطرية, يؤكد ان الكنيسة الجديدة "لن تكون منطلقا لاي نوع من انواع التبشير".

 إلى ذلك, اعترض وزير العدل القطري السابق نجيب محمد النعيمي على بناء الكنيسة "من زاوية قانونية ومجتمعية". وقال النعيمي "يجب ان نعلم اولا ان قطر دولة اسلامية وليست علمانية بحسب دستورها وبالتالي كان يجب استفتاء الناس على اقامة هذه الكنائس لضمان القبول الاجتماعي لها".

 لكن الانصاري رأى ان "قطر اذ تسمح بها انطلاقا من مبدا عقلاني يلتزم بمواثيق حقوق الانسان ويترجم نص دستورها الذي يكفل حرية العبادة للجميع ويحقق المصلحة العامة".  وتحتضن الدوحة منذ 7 سنوات مؤتمرا سنويا للحوار بين الاديان السماوية الثلاثة، وتحضره رموز الاسلامية ومسيحية ويهودية, كما تحتضن العاصمة القطرية مركزا لحوار الأديان. واكد الاب توم فينير ان "المسيحيين عموما والكاثوليك خصوصا سيحتفلون بعيد الفصح في مارس المقبل في كنيسة العذراء مريم" التي ستتبع من الناحية الإدارية والمالية لاسقف الخليج الكاثوليكي الذي مقره ابوظبي ويشرف على الكنائس في الإمارات وسلطنة عمان والبحرين واليمن.

 

د. ابتهال الخطيب تدعو لـ" فينوغراد" في حزب الله

ناشطة شيعية كويتية: كفّروني لانتقادي السيد حسن و"نصره الالهي"

العربية

تحدثت ناشطة وأكاديمية شيعية كويتية عن حملة تهديد وتخويف تلاحقها وصلت إلى حد اتهامها بـ"الخروج عن ملتها"، وذلك عقب سلسلة من المقالات التي نشرتها في صحف ومواقع كويتية انتقدت فيها الأمين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله، داعية للفصل بين القيادة والسياسية والمقام الديني، ومنتقدةً عبارة "النصر الإلهي فيما البنية التحتية مهدمة ودماء الأطفال لم تجف"، على حد تعبيرها. وقالت الدكتورة ابتهال عبد العزيز الخطيب، التي توصف بأنها من الشخصيات الليبرالية والمحاضرة في جامعة الكويت، لـ"العربية.نت" إنها لم تقصد "السخرية" من حزب الله وزعيمه، وإنما نقد رفع شعار النصر الالهي في الوقت الذي تنقل وسائل الاعلام مشاهد جثث الأطفال في قانا.   وهذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها الأستاذة الجامعية لحملات تهديد كانت تتبع مقالاتها دائما في صحف كويتية، وإن لم تكن بحجم الحملة الأخيرة. وتعتبر من الوجوه النسائية البارزة بالكويت، والتي نددت بقانون منع الاختلاط بالكويت، معتبرة أنه كارثة على الجامعات الكويتية.

 "أين فينوغرادنا؟"  وفي مقالة لها في صحيفة "أوان" اليومية الكويتية تحت عنوان "أين فينوغرادنا؟"، نُشرت منذ يومين، انتقدت الخطيب "تمجيد العرب للقيادات أياً كان توجهها أو تصرفاتها. والمصيبة تتضاعف عندما يكون للقيادة صبغة دينية، حيث تأخذ صفة التقديس الذي يجعل من الناقد خارجاً عن الملّة وآثماً عظيماً. وتقرير إلياهو فينوغراد لم يتعرض للجرائم التي ارتكبها النظام الاسرائيلي في لبنان، لم يحاسب الجيش على القتل أو التخريب المروع للبنى التحتية للبنان، وهذا متوقع من تقرير عسكري لكيان قائم من أساسه على تمييز ديني بغيض، يمارس منذ أن قامت قائمته التطهير العرقي والديني الواضحين.. ولكن ما ميز التقرير هو محاسبته الجادة للقادة الأساسيين في الجيش..".

 وتابعت: ونحن، ماذا فعلنا؟ احتفل حزب الله “بالنصر الإلهي” في شوارع الضاحية الجنوبية وسط الخرائب والموت والدمار، وعندما حاولنا أن ننقد الوضع.. ماذا حصل؟ أتحدث عن تجربة شخصية، فبعد عدد من المقالات حول الموضوع أحمّل فيها حزب الله مسؤولية قرارات رأيتها غير مسؤولة وجرّت البلد الى ويلات الحروب، توالت علي الاتصالات والايميلات التي تتهمني بالخروج عن الملة والخيانة و“اليهودية” . وإن كان السيد حسن نصرالله ليس محل نقد بسبب مقامه الديني، إذن فليبقَ بعيداً عن السياسة حفاظاً على مقامه وعلى الدين الإسلامي من أن يدخل في دائرة النقد، ولكن إن أراد أن يكون قائداً سياسياً فسيكون مادة للنقد شئنا أم أبينا.

 المضايقات طالت عائلتها

 وأكدت الخطيب لـ "العربية.نت " تلقيها كما هائلا من الرسائل عبر البريد الالكتروني وكذلك اتصالات هاتفية، "احتوت تهديدا وإنذارات مبطنة، إضافة إلى التكفير وإخراجي عن الملة، لأني أنحدر من عائلة شيعية".

 وأضافت " اعتبر أصحاب هذه التهديدات أنه لا يجوز أن أهاجم السيد حسن نصرالله والمفروض مساندته، بينما أنا كنت أتكلم عنه كقائد سياسي بصرف النظر عن كونه سنيا أم شيعيا ونقدي له كان سياسيا.. وامتدت المضايقات لوالدي وعائلتي وهي مضايقات مستمرة حتى اليوم".

 وأوضحت موقفها: ما قلته ليس سخرية من حزب الله وإنما من العقلية العربية، ففي حروب سابقة كان العرب يعلنون الانتصار و لا توجد وسائل اعلام تؤكد أو تنفي هذا الكلام. وأما اليوم نرى في قانا أطفالا دماؤهم لم تجف بينما حزب الله يحتفل بالنصر الالهي وهذا تناقض.. وما هو تعريف النصر إذا كانت هناك خسائر في الأرواح وبنية تحتية مهدمة، في حين مجرد منع اسرائيل في الدخول إلى لبنان هو تصدي للعدوان ولكن ليس انتصارا ".

 تهديدات من سنة وشيعة

 ويبدو أن حملة التهديد هدفت إلى حصار الخطيب في مجتمعها، حيث أكدت للعربية.نت أن التهديد والمضايقات والتكفير أصبحت تصدر حتى من "الاصدقاء والمجتمع المحيط بها فضلا عن الأوساط السياسية والاجتماعية".

 وقالت "لم يصل الوضع للخوف الجسدي، الذي يدفعني للشكوى لدى الشرطة، ولم يحصل اعتداء حتى الآن ولكن أشعر باقترابه".

 وأشارت إلى أن الهجوم عليها وتهديدها جاء من جهات غامضة في مجتمعها الكويتي "اعتبرت أن كلامي لفصل السياسة عن الدين يسيء للدين.. وبالتالي هذا أكد أنهم ينقادون وراء الزعماء تبعا للملة وليس إيمانا بسياساتهم بدليل أن من تهجم علي اعتبر أني تحدثت عن حسن نصر (السيد) وليس القائد السياسي".

 ولفتت أيضا إلى أن التهديدات وصلتها أيضا من جهات سنية "بسبب التأييد الذي يتمتع به السيد نصر الله في الوسط الاسلامي" على حد كلامها.

 وقالت الخطيب "ليست أول مرة يتهم تهديدي فيها، ولكن أول مرة أُكفر فيها بالخروج عن الملة معتبرين أنني استهدفت مقاما دينيا. ورأيي إذا كان لدى الشخص مقام ديني يجب ألا يعمل في السياسة لأن رجل السياسة هو رجل عام ومن حقنا أن ننتقده وليس لدي ضده السيد نصر الله أي شيء شخصي".

 

فنيش ينذر حايك؟!

وكالات/أفادت معلومات خاصة الى موقع "القوات اللبنانية" أن وزير الطاقة المستقيل محمد فنيش اتصل برئيس مجلس إدارة- المدير العام لمؤسسة كهرباء لبنان كمال حايك طالبا منه بلجهة قريبة الى الإنذار التوقف عن إصدار بيانات في كل ما يتعلق بمواضيع تخص منطقة الضاحية الجنوبية. وتبيّن أن أكثر ما أزعج فنيش كان البيان الذي أصدرته المؤسسة يوم حوادث الأحد الأسود حين أكدت أن التيار الكهربائي كان موصولا الى المنطقة عند اندلاع أعمال الشغب. كما أن فنيش أبدى انزعاجا شديدا من البيان الذي أصدرته مؤسسة كهرباء لبنان وتحدثت فيه عن أن سبب انقطاع التيار عن الضاحية يعود الى التمادي في التعدي على الشبكة والتعليق عليها ما يؤدي الى احتراق المحولات.يذكر أنها المرة الأولى التي "يحاول" فيها فنيش ممارسة صلاحياته الوزارية منذ استقالته في 11/11/2006

 

مروحيتان عسكريتان سوريتان تغطان على جزيرتي الأرانب ورامكين قبالة طرابلس

وكالات/ أكدت المعلومات الامنية لموقعنا أن مروحيتين عسكريتين سوريتين حلقتا يوم امس الثلثاء قبالة منطقة الشاطئ الفضي في طرابلس، وحطتا في جزيرتي الارانب ورامكين. وكانت ردارات الجيش رصدتهما تحلقان قادمتين من ناحية جنوب طرابلس. وعملت وحدات من مغاوير البحر بتمشيط المنطقة حيث حطت الطائرتان.ويشكل الحادث انتهاكا خطيرا للسيادة اللبنانية، وهو الأول بهذا الحجم منذ الانسحاب السوري في 26 نيسان 2005، إذ إن الطائرتين حطتا على أرض لبنانية. كما تتوقع المصادر الأمنية أن يسبب هذا الخرق الفاضح إشكالا بين السوريين والقوات الدولية العاملة على مراقبة الحدود البحرية اللبنانية

 

 الى العماد ميشال سليمان إنْ سقطت سقطنا

جورج ناصيف

حضرة العماد ميشال سليمان،

لا اعرفك شخصاً، ولم يسبق لي ان وجدتك رمزاً لوحدة البلاد في يوم من الايام. لكن سلوكك منذ أَجزتَ انتفاضة 14 آذار وما سبقها من تظاهر في 8 آذار، مرورا بالدم الطهور الذي سكبه الجنود تحت قيادتك في وجه العدو الاسرائيلي، ثم في وجه الارهابيين، أحلّك لديّ حلولا كريما، لأنك نزعت عن الجيش ثلاث صور بغيضة لازمته منذ أمد بعيد:

- صورة الجيش الشليل، المطأطئ الرأس امام العدو الاسرائيلي.

- صورة الجيش الذي لم يتعمد بالنار، ولا أبلى قتالا.

- صورة الجيش المنحاز، طورا بعد طور، الى أحد الفرقاء السياسيين او الطائفيين، فهو حيناً من الدهر، جيش المسيحيين، وحينا آخر الجيش المؤتمر من دمشق.

بسنوات قليلة، أعدت تقديم الصورة المشتهاة عن الجيش، جيش الجميع، جيش الكرامة الوطنية، وجيش الانصات الى نبض الناس.

ثم طرحتك الأكثرية مرشحاً توافقيا لرئاسة البلاد، وذهبت الاقلية الى الموافقة بعد لأي وتلعثم واندهاش وبعض تشكيك تصاعد لاحقا.

في الاشهر الأخيرة، إزددت يقيناً انك الرئيس الصالح لأنك علوت على الشقاق السياسي الداخلي، ولزمت الثوابت الوطنية الكبرى: معاداة اسرائيل، تقديم الولاء للوطن كلا على الولاء لفريق، الحرص على علاقة طيبة مع دمشق من غير حصرية معها او مجافاة لسائر العرب والعالم.

لكن ما بدا صائباً وحكيماً في عينيّ وعيون جموع اللبنانيين، لم يكن كذلك في عيون البعض، ممن يريدك صورة عن سلفك في قيادة الجيش، فيما انت صورة عن نفسك، لا اكثر ولا اقل. لذلك يصليك هذا البعض نارا.

لا ادعوك، سيدي العماد، الا ان تبقى ما انت: هادئاً، متوازناً، حازماً، مشدوداً الى الوطن كله، طائفة طائفة ورقعة رقعة.

سيوغر البعض صدرك على من يعيقون وصولك الى الرئاسة. لست من هؤلاء. فبقاؤك متعالياً على الانقسامات خير لنا، نحن الاستقلاليين، من تحولك فريقا، الان بذلك فقط يبقى لبنان.

أعرف ان ما ينتظرك شاق في بلد الشقاق. اعرف انك تسير على حبل رفيع لو انقطع لهويت. ان سقطت سقطنا. وتحلّل لبنان.

من دون جيشك الموحد، سيفترس كواسر الطوائف بعضهم بعضاً، ويفترسوننا، لن يبقى منزل آمن على رؤوس اصحابه. من دون جيشك ستغدو الشوارع متاريس وخنادق.

إبقَ قائدا للجيش، لا مرشحاُ محتملاً للرئاسة. خاطب الجميع من شرفة جيشك الواحد، لا باعتبارك تحتاج الى مرضاة احد.

دع السياسيين يهرعون اليك، ساعة تغلق الابواب. فبعد طول السفر، سيعودون اليك الا اذا كانت وجهتهم صوب لبنان آخر.

سيدي،

انت اليوم، وفي غد آتٍ رئيسنا ونحن شعبك.

لسبعة ايام متتالية، طوّق القراء الاحباء عنقي بشلال من الرسائل الالكترونية والاتصالات والرسائل الهاتفية، لمناصرة ما تضمنته الرسالة التي وجهتها الى قيادة "حزب الله" مما جعلني انحني امامه شكرانا واحساساً بالعجز أمام حب مجاني يمنحك اياه الناس، انت غير المستحق. وأبهجتني كثيرا تلك الرسائل الناقدة التي شاءت على قلتها، ان تدفع الحجة بالحجة في حوار رصين. جوهر موقفها ان الاستقامة الاخلاقية تملي عليّ الا "اقصر نقدي على اداء "حزب الله"، وأتعامى عن مثالب القوى السياسية المناهضة.

لهذه الاصوات الناقدة بلا تشنج او ابتذال، اقول: كاتب هذه السطور هو من كتب: "لنفصل بين الاخطاء المتراكمة لقوى 14 آذار وهي تستدعي نقدا لا يرحم بادر اليه بعض قادتها، ولحظة التأسيس الاولى كلحظة وطنية جامعة اعاد فيها اللبنانيون اكتشاف ما يوحدهم". (14 آذار 2007)

وهو من كتب: اننا لا نريد انفسنا ورقة في استراتيجية اميركية لمواجهة الثنائي السوري – الايراني. استراتيجية اسقطت الكذبة الديموقراطية وراحت تعمّم الفوضى لتوليد شرق اوسط "جديد" لن يكون جديده سوى المزيد من الدموع والحروب والتفتيت والدويلات المذهبية" (4 تموز 2007)

وهو من دعا الاكثرية الى تسوية تاريخية مع سوريا كاتبا: "ينبغي على الاكثرية الاستقلالية التي بسطت يدها من اجل تسوية تاريخية لبنانية شجاعة ان تصوغ تسوية تاريخية لبنانية – سورية تكون بديلا من الاستغراق في المزيد والمزيد من استدعاء مظلة دولية، والمزيد المزيد من القطيعة السورية – اللبنانية" (4 تموز 2007). ولكن، ولكن، هل يتعين على الكاتب، في كل مقال، ان يكرر ثوابته الفكرية والسياسية التي التزمها لعشرات السنين، (منذ ان باشرت الكتابة عام 1975)؟ وهل ان كل منتقد لـ"حزب الله" هو نصير بالضرورة لتيار "المستقبل"؟ هل كل نقيصة يسجلها على "التيار الوطني الحر" يجب ان يرفقها بهجاء لـ"القوات اللبنانية" كيلا يحسب انه من دعاتها؟ أليس في مستطاعك، في هذا البلد الموبوء، ان تكون حرا، ولا يافطة على جبينك، بشرا سويا حين تهجو وحين تمدح؟

صفوة القول اننا نبصر بعينين اثنتين. نلتزم اهداف حركة 14 آذار، حركة الشهداء، في السيادة والحرية والاستقلال، من دون ان نبرىء كثيرين من قادتها من مفاسد اياديهم، امس او اليوم. ولكن، دعونا نسأل: هل يمارس اصدقاؤنا الكتبة من 8 آذار ما نمارسه نحن، فينتقدون زعماءهم ساعة يتوجب ذلك. ويمتدحون خصومهم ساعة يصيبون؟ هل يخلعون معاوية ام يطالبنا البعض بأن نخلع علياً فقط؟

 

أهلاً بعمرو موسى في النار !

علي حماده     

اليوم يعود الينا الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الذي سمع اثر زيارته الاخيرة لبيروت وحسمه تفسير الخطة العربية كلاما غير لائق من نوع "عليه ان يتعلم العربية قبل ان يأتي الينا". يعود موسى وقد شهدت البلاد تطورا على جانب كبير من الخطورة يتمثل في بدء تحريك الشارع ردا على الخطة العربية، من اجل اغراق مرشح التوافق ميشال سليمان الذي، والحق يقال، تعرض لضغوط كبيرة في المرحلة الاخيرة، وهو يعرف قبل غيره ان السوريين يرفضونه رئيسا للجمهورية، مما يفسر بكل بساطة كل هذه العراقيل التي رميت في طريق وصوله الى الرئاسة، مثل الاصرار على الاتفاق على الحكومة، ورئاستها، والتعيينات الامنية والادارية الاساسية قبل انتخاب الرئيس الجديد، بما يمكن ان يجعله مجرد واجهة لحكم الآخرين. وفي مطلق الاحوال يصير اقل تأثيرا ونفوذا من "رئيس الطائف" باشواط.

يعرف ميشال سليمان ان سبب رفض السوريين وبالتالي اعوانهم في لبنان لمجيئه رئيسا يتصل مباشرة بالمعركة التي تدور على ارض لبنان في معرض محاولة اعادة الوصاية لا بل الاحتلال السوري السياسي الى لبنان، بعد ثلاث سنوات على الاستقلال الثاني.

كذلك يعرف سليمان ويعرف عمرو موسى ان لا طائل من التفاوض محليا مع قوى لا تملك حرية قرارها، وهي بالكاد تتجشم عناء اخفاء تبعيتها العمياء.

اليوم يأتينا موسى والعرب منقسمون حول لبنان. فهناك من جهة معظم النظام العربي الرسمي الراغب في رؤية لبنان مستقلا ومتمتعا بالاستقرار وسط توازن داخلي معقول، ومن جهة اخرى سوريا المدعومة من دولة عربية وحيدة والمسكونة بعقدة العودة الى لبنان. ويحار المرء لرؤية بعض اللبنانيين يقدمون اجسادهم وقوتهم ومستقبل اولادهم قرابين على مذبحها.

ويأتينا موسى والارض اللبنانية اكثر خصوبة للعنف والتصادم بين مشروع الاستقلال والمشروع الآخر.

من هذا المنطلق نسأل: هل يملك عمرو موسى جديدا يعرضه في لبنان؟

غالب الظن ان موسى قادم لملاحظة الازمة مرة جديدة. وهو بصفته ممثلا للاسرة العربية يعجز عن المضي قدما في اتجاه التفسيرات التي قدمها، وخصوصا في ضوء الخلافات التي عصفت بالاجتماع الوزاري العربي، وارفقها حلفاء سوريا برسالة دموية عندما دفعوا مدنيين ابرياء ليقتلوا على الطرق ليغرقوا ترشيح سليمان في الدماء، ويعطلوا ماكينة الجيش لحفظ الاستقرار. ترى اي رسالة تنتظر موسى في بيروت؟

ان الازمة باقية ما بقي هذا النظام قائما في دمشق. والازمة قائمة ما دامت في لبنان فئة مدججة بالسلاح لا ترسم في افق ابناء هذه البلاد سوى مشاهد الموت، ولا تنشر سوى معاني الحقد والكراهية. فهل لنا ان ندرك اخيرا اين تكمن حقيقة المشكلة؟

 

باريس مقتنعة بأن دمشق تخلق وضع الانقسام في لبنان لأنها لم تبلع انسحابها منه

اغتيال المبادرة العربية بعد الفرنسية

المستقبل - الخميس 7 شباط 2008 - أسعد حيدر

اغتالت دمشق المبادرة الفرنسية. جاء الآن دور اغتيال المبادرة العربية. باريس سلمت بيديها وبإرادتها وبكلّ النوايا الطيبة مبادرتها الى "مقصلة" دمشق. وحدها باريس فوجئت بما حصل. الآخرون توقعوا هذه النتيجة لأنهم يعرفون طرق وأساليب "التاجر الدمشقي" الذي اعتاد دائماً المقايضة من كيس غيره.

لعبة الآخر

الخلاف الذي صعد الى سطح يوميات الحياة السياسية الفرنسية بين برنار كوشنير وزير الخارجية وكلود غيان أمين عام الرئاسة "الرجل الظل" للرئيس نيكولا ساركوزي، يدل على عافية ديمقراطية. هذا الخلاف العلني لا ينقص درجة من الديبلوماسية الفرنسية. النقاش حتى العلني منه على هذا المستوى يعني الاستعداد لتقبل الخطأ لاصلاحه او تجنبه في المرات القادمة. ربما يدفع برنار كشونير ثمن صراحته، فيخرج قريباً من الوزارة، لكن لن يكون هذا هو السبب فقط. من الآن التعقيدات الداخلية وانعكاساتها على سياسة "الانفتاح الساركوزية" هي الأهم.

واضح أن فشل المبادرة الفرنسية وقع لأن كلود غيان المشدود الى دمشق عبر العلاقات الأمنية مع قيادات أمنية بارزة، قد ذهب بعيداً في تفسيراته لهذه العلاقة. يبدو أنه لم يعرف أن دمشق تعتبر هذه العلاقة محصورة في اطار "خدمات متبادلة"، اما الباقي فكل "قطعة" لها ثمن، خصوصاً اذا كان الأمر يتعلق بلبنان. للبنان حسابات أهم لدى دمشق بكثير من كل الحسابات الأخرى. هذا الفهم النوعي لمسار دمشق في التعامل او التفاوض هو الذي دفع كوشنير للقول: "ما كان يجب على البعض منا ان يذهبوا الى دمشق ليلعبوا فيها لعبتهم". واضح جداً ان الفارق كبير بين أن تفاوض وأنت تلعب لعبتك وفي ملعبك، وأن تلعب في ملعب الطرف المفاوض وتبعاً لقواعده وشروطه المنظورة وغير المنظورة.

مهما كان هذا الاعتراف قاسياً، الأهم منه "الدروس" المستخلصة من نتائجه. باريس اصبحت على مختلف مستوياتها مقتنعة بأن دمشق:

* "تخلق وضع الانقسام بين اللبنانيين الى درجة وصوله الى مستوى الاستقرار نفسه".

* لم تتقبل ارساء علاقات طبيعية بعد مع لبنان.

* "لم تتقبل بعد انسحابها منه". وإذا ما جرى استكمال هذه الخلاصة فالمعنى واضح وهو انها تعمل كل جهدها لإلغاء هذا القرار.

* "لديها همّ أمني أو همّ المحكمة الدولية". وهو فعلاً بيت القصيد في جميع مواقفها.

هذه القناعة زائد عدم وجود قرار جديد بإعادة وصل ما انقطع بين دمشق وباريس، أدت الى عدم وجود أيّ رغبة باريسية بعودة كوشنير الى المنطقة حالياً، وتسليم الوضع كله للمبادرة العربية. ومما يعزز هذا الابتعاد الفرنسي عن حمل همّ الأزمة اللبنانية باليدين، أن باريس ستكون مشغولة لفترة غير محدّدة حالياً بالأزمة التشادية. هذه الأزمة تعنيها أمنياً وسياسياً وجيواستراتيجياً مباشرة. لا بل ان خطراً حقيقياً يقوم حالياً من مواجهة غير مباشرة فرنسية ـ سودانية حول التشاد بديلاً من المواجهة المباشرة المستحيلة.

بورصة الأرقام

الآن جاء دور المبادرة العربية، في البداية اعترضت المعارضة لأنها تريد الثلث الضامن أو المعطل مع قبول علني بالمرشح الوفاقي العماد ميشال سليمان. جرى اغراق المبادرة في بورصة الأرقام الوزارية. تعطلت لغة الكلام. ووقع "الأحد الأسود".

استحقاق القمة العربية اصبح قائماً والعد العكسي له بدأ أمس. لم يعد لدى دمشق الكثير من الوقت لتراهن عليه. دخلت على خط المفاوضات مباشرة وأعلنت نفسها "العراب" الحقيقي. هذا يمرّ وهذا لا يمر. اعطونا زيارة للعماد المرشح سليمان الى دمشق وتطمينات رسمية وخذوا "الثلث الضامن". نحن نضمن لكم ذلك. أما أين مطالب المعارضة وشراسة مواقفها، فهذا ليس مهماً. القرار في دمشق ونقطة على السطر.

اللعبة مكشوفة جداً. دمشق لا تريد انتخابات رئاسية ولا حكومة جديدة ولا انتخابات نيابية. ليبقَ الفراغ حتى تبدأ المفاوضات مع الادارة الجديدة في واشنطن. حتى ولو قبلت قوى 14 آذار بالمثالثة في الحكومة العتيدة بعد انتخاب رئيس الجمهورية، فإنه سيتم اغراق المبادرة العربية هذه المرة في بورصة الحقائب أولاً. وعلى عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية أن يصبر طويلاً أمام عقدة الحقائب. وإذا نجح في حلّ هذه العقدة فسيتم تخريج عقدة جديدة هي الأسماء. هذه الحقيبة لهذا القطب، وتلك لذاك النجم الصاعد. ومن الطبيعي ان المشكلة المزدوجة ستعطل المبادرة وتجعلها في خبر كان.

الاغتيال مثل الهدم، فعلٌ سهلٌ اذا كان العقل المدبر عقلاً لا يهمه تعداد الخسائر خصوصاً اذا كانت دائماً من كيس غيره. واغتيال المبادرتين الفرنسية والعربية يعني السقوط مسافة أعمق في الحفرة. ولأن كلّ ذلك سينعكس حكماً على مسار انعقاد القمة العربية التي طالما انتظرتها دمشق تبعاً لترتيب الأبجدية، فإن عليها الانتظار أكثر حتى يحين دورها مرة أخرى، ولذلك كله فإن التصعيد سيكون سيّد الأحكام. والسؤال ما هي طبيعة التصعيد وتوجهاته؟.

التصعيد في الشارع يبدو وكأنه أخذ موقعه الحقيقي. فإذا كان الجميع لا يريد السقوط في أتون الحرب الأهلية، فلمَ الانزلاق نحو كمين المصادمات التي تبدأ بمظاهرات منظمة وممسوكة وتنتهي بالافلات من أيدي القوى المنظمة تحت ضغط الاختراقات الأمنية في الأحياء والقوى الشعبية والحزبية المنظمة؟.

إذا كانت هذه القناعة قد وقعت فعلاً لدى القوى والأحزاب المؤثرة والمؤطرة والفاعلة، فإن اللجوء الى الشارع وخصوصاً ان بعضه ما زال محفوراً في الذاكرة الشعبية مثل خط الشياح ـ عين الرمانة وقد أكد "الأحد الأسود" ان اللعب بالنار على أطراف مثل هذه الشوارع مهما كانت الحجج والأساليب لعب بالنار، يجب ان يكون خارج التداول، ثم إن العودة مرة أخرى الى الشارع تصبح جريمة عن سابق تصوّر وتصميم.

الأهم أيضاً القناعة المطلوب حصولها بإلحاح وهي ان اللعب على وحدة الجيش تحت أي تسمية أو ادعاء أو مطلب اغتيال مدبّر ضد الوطن، لأنه اذا كان الفراغ قد بقي منظماً حتى الآن، فإن تفريغ الجيش من وحدته هو نهاية للبنان، ولن يقوم له قائمة حتى ولو انعقدت عشر "طوائف" لانقاذه.

لن تنعقد جلسة الحادي عشر من شباط الحالي، ولن يتمّ انتخاب رئيس للجمهورية. رغم ذلك فإن مجيء عمرو موسى الى لبنان ضروريّ لأنه يؤكد ان بعض العرب وهم من أفضلهم ما زالوا يريدون انقاذ لبنان، بانتظار حلول استحقاقات أخرى مثل تشكيل المحكمة الدولية وبدء أعمالها تأكيداً لأن العالم ما زال مصرّاً أيضاً على انقاذ لبنان. أما اللبنانيون فما عليهم سوى الاستمرار في الرقص فوق صفيح القلق والخوف معاً.

 

المروّجون لمحاولة اغتياله يعودون الى الواجهة بالتزامن مع معلومات عن إعداد عملية جديدة بدوافع كثيرة

الياس المر: شبح 12 تموز يحوم مجدداً.. ولكن

المستقبل - الخميس 7 شباط 2008 - فارس خشّان

من ضمن الشخصيات السياسية اللبنانية التي يحوم خطر الاغتيال حولها، يبرز نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الياس المر.

المعلومات الأمنية تشير الى ذلك، والتقارير ذات الصلة موضّبة حيث يجب، وتتم متابعتها كما يجب، خلافاً لسابقة العام 2005 التي نجا منها المر بأعجوبة.

المتابعة كما يجب، لا تعني الملاحقة المستحيلة للقتلة المفترضين ـ بفعل تمتعهم بمظلة البؤر الأمنية ـ فحسب، بل تعني أيضاً التدقيق في التهجمات والاتهامات التي يتعرّض لها المطلوب تصفيته جسدياً.

في العام 2005، كانت ثمة فجوة تفصل بين القاتل المتحرّك وبين السياسي المحرّض. فجوة سبّبها موقع الياس المر العلني. ظاهرياً كان قيادياً بارزاً في فريق رئيس الجمهورية آنذاك أميل لحود، وتالياً فحمايته كان يُفترض أن تنبع حصرياً من "انتمائه" السياسي. كان يستشعر الخطر في التقارير الأمنية الرسمية التي تصل إليه بصورة غير رسمية، وكان يُتابع بدقة الحملة التي تستهدفه، في مقابل الإهمال العمدي الذي كان فيه، فلا وقاية توافرت له، ولا رفعاً للصوت دفاعاً عنه في "الغرفة السوداء"، بل شروط كانت تنهمر عليه من كل حدب وصوب، حتى فهم حين استيقظ من صدمة انفجار النقاش في الثاني عشر من تموز، أنه كان "محلّلاً للذبح" إن لم يندمج بشروط "بيت الطاعة"، حيث لا مكان إلا لنوعين من البشر: العدو أو العميل.

حالياً اختلفت الأمور، فالخطر ليس قدراً لا مفر منه، بل لعبة يمكن مجاراتها حتى الانتصار. موقع المر السياسي لم يكن واضحاً كما هو عليه حالياً. المروّجون لقتله لم يعودوا قادرين على الاختباء وراء مبرر حرية التعبير عن الذات والعواطف والطموحات والأحجام، والمتحركون بسيارتهم المفخّخة لا تُستجدى إنسانيتهم في الكواليس التي كانت متصلة بالقصر الجمهوري، بل باتت تُجابه بعمليات ميدانية لا تهدأ.

في العام 2008، لا يُتابع الياس المر التحقيق في جريمة محاولة اغتياله بمعادلات العام 2005 بل بقواعد اللعبة المكشوفة على الحاضر. في ذهنه لا تستطيع لجنة التحقيق الدولية أن تكتفي بالسؤال عن الدوافع الى تفجير سيارته في دفاتر ذلك الزمن فحسب، بل عليها أن تبنيها أيضاً من حواضر اليوم، لأن المنفّذ قد يكون اختفى أو أُخفي في بلاد الجريمة الواسعة، ولكن أولئك الذين وفّروا له أرضية العمل عادوا ليحوموا حول ضحيتهم، فليس ضرباً من العبث أن يكون أولئك الذين يعملون على الإطاحة به اليوم بالتزامن مع توافر المعلومات عن عملية اغتيال تستهدفه، هم أنفسهم أولئك الذين اقتلعوه من وزارة الداخلية بخطة مدروسة جداً بعد حملة اتّهمته ببيع "رأس المقاومة الى الأميركيين" ومن ثم "التآمر مع الرئيس رفيق الحريري" ومن ثم "تحريض لحود بفاكس مُرسل من جنيف على فك ارتباطه بقادة الأجهزة الأمنية وإقالتهم والموافقة على تشكيل لجنة تحقيق دولية".. قبل أن يطلوا من على باب المستشفى التي نُقل إليها ليُتاجروا بدمه في محاولة ـ باءت بالفشل ـ لتبرئة أنفسهم من دماء رفيق الحريري وباسل فليحان وسمير قصير وجورج حاوي وقبلهم جميعاً "زميل التجربة" مروان حمادة.

وحده الياس المر يستطيع أن يُقاطع الشروط التي تمرّد عليها بالأمس فأباحت دمه، بالشروط التي يرفضها قطعياً اليوم فاستدعت اشتهاء دمه.

في التحليل يمكن التوقف عند معادلات في شخصيته وأدائه جاذبة للقتلة، فالياس المر هو تقاطع مسارات، ففيه شيء من التحقيق وشيء من الأمن وشيء من الرئاسة وشيء من انتخابات العام 2009.

في التحقيق في قضيته، هو شاهد ملك على اللعبة المتكاملة للأمنين اللبناني والسوري، كما في قضية الحريري كما في قضية مروان حمادة التي سُحب الاستقصاء من عهدته بعدما حدّد البقعة الجغرافية التي فيها تحضّر المجرمون.

وفي الأمن، هو وزير للدفاع يتحمّل مسؤولية كاملة في بلورة القرار وفي اتخاذه وفي متابعته. مسؤوليته واضحة في مقاومة الخط الأحمر الذي ارتسم على "فتح الإسلام" في مخيّم نهر البارد، وفي متابعة رسم الجسر الجوي الذي وفّر للجيش اللبناني ما كان ينقصه من ذخائر، وفي الدفع باتجاه توفير ما تحتاجه المؤسسة العسكرية من دعمين مادي ومعنوي، وفي "تقنين" رخص حمل السلاح التي كانت "فالتة"، وفي مراقبة رخص التنقل الحر لمن كان بحاجة الى غطائها، وفي متابعة تنفيذ القرار 1701، وغيرها الكثير مما تعتبره أطراف إنجازات وتجد فيه أطراف أخرى.. خيانات.

وفي الأمن أيضاً وأيضاً، لا يُحاسب الياس المر على ماضيه، بل على مستقبله، ككل من اختارهم الإجرام أهدافاً.

وفي الرئاسة، يقف الياس المر بقوة الى جانب ترشيح قائد الجيش العماد ميشال سليمان. كان على طول الخط إلى جانبه. بدا منذ زمن طويل على معرفة بخصاله وبميزاته التفاضلية. واجه كثيرين في الطبقة السياسية ممن كانوا يُحاولون رسم صورة مغلوطة عن قائد الجيش. كبت عواطفه السياسية، فلم يفجّر مواقف كان من شأنها أن ترتد عكساً على صورة الجيش الحيادي. مسح بجلده أخطاء تقييمية كانت ترده من مرجعيات الحسم الميداني في المؤسسة العسكرية. يقف بصلابة الى جانب الجيش اللبناني الذي انتصر في نهر البارد بتكلفة عالية وممنوع "مرمغة" جبينه في شوارع الاضطرابات السياسية. البعض يهمس عارفاً: طريق سليمان الى بعبدا يجب أن تمر على جسد المر.

وفي النيابة، حصر الإرث السياسي انتهى. المخضرم ميشال المر اتّخذ القرار بالنسبة للعام 2009، ولكنه لم يرفع يده عن "الملكية"، لأنه الأدرى بطريقة نقلها الهادئة والفاعلة الى من تأكد أنه يستحقها، ليس بالصلة فحسب بل بالجدارة أيضاً. فعل ذلك، بعدما تفوّق في منع أي كان من إقفال بيته السياسي، وبعدما أفهم، قبل أشهر بالملموس، من حاول أن يتزعّم المتن أنّه وحده الزعيم، فكميل خوري لم تصل إليه اللوحة الزرقاء إلا لأن ميشال المر سار مع ميشال عون. الجميع فهم هذه الرسالة: السفراء الذين يتوافدون إليه، المبعوثون الدوليون والعرب الذين يتناوبون على زيارة منزله، وميشال عون الذي لا يستطيع أن يعبّر مباشرة عن غيظه، فيستخدم لذلك من يتوافر له من حلفاء، وهو على الأرجح سيندم لأنه فعل ذلك.. إن لم يكن قد ندم بالفعل.

الياس المر في خطر؟ بالتأكيد، ولكن ثمة وحدة حال بين من هم في خطر وبين وطن.

 

مؤكّداً وضع برنامج فعّال لحماية الشهود وإمكان توسيع نطاق الاختصاص

نيكولا ميشال لـ"النهار": لا عوائق أمام المحكمة الدولية

المحاكمة ستكون لأفراد وليس لدول وسيلاحق كل مرتكب

يصادف 14 شباط 2008 الذكرى الثالثة للتفجير الارهابي الذي اودى بحياة رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، وأدى الى مقتل 21 شخصا آخر. ومنذ ذلك الوقت، يعاني لبنان عدم الاستقرار السياسي الذي يعتبر البعض انه مرتبط بالمحكمة الخاصة بلبنان التي انشئت بموجب الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة ووفقا للقرار 1757 الذي اعتمده مجلس الأمن في 30 أيار 2007. في مقابلة مع "النهار" في مكتبه في مقر الأمم المتحدة في حضور السيدة راضية عاشوري الناطقة باسم المحكمة الخاصة بلبنان، قال مساعد الأمين العام للشؤون القانونية والمستشار القانوني للأمم المتحدة نيكولا ميشال ان "مجموع العناصر الأساسية الضرورية لإنشاء المحكمة بات متوافراً. لا يمكن الرجوع عن عملية إنشاء المحكمة الخاصة بلبنان. وقد تحقق تقدّم مهم حتى الآن نحو توافر المعايير التي يجب أن يأخذها الأمين العام في الاعتبار كي يحدّد الموعد الذي ستباشر فيه المحكمة عملها، بما يتماشى مع القرار 1757". وهنا وقائع المقابلة:

• ما الذي يعرقل حتى الآن وضع المحكمة الخاصة بلبنان حيّز التنفيذ؟

- ليست هناك عراقيل. فعملية إنشاء المحكمة تتقدّم بسرعة. كان هناك بعض المسائل التي وجب إيجاد حل لها مثل اختيار البلد الذي سيستضيف المحكمة، واختيار المدّعي العام والقضاة، والاتصال بالمساهمين الماليين. وقد حقّقنا تقدماً سريعاً على كل هذه الجبهات. بالتأكيد ما زال يجب تحقيق تقدّم على جبهات عدّة، لكن ليست هناك أي صعوبة تشكّل عائقاً كبيراً.

• ما هي المجالات التي يجب إحراز تقدّم فيها؟ هل يمكنكم أن تحدّدوها؟

- لا يزال علينا مثلاً أن نتابع تشكيل مجموعة الأشخاص الذين سيكونون مسؤولين عن المحكمة. نشارف اختيار كاتب للمحكمة. وسوف نختار أيضاً مسؤولاً عن مكتب الدفاع. وبعد تعيين الكاتب، يجري الاهتمام بإرساء إدارة المحكمة. وهناك جانب آخر يتعلق بتجهيز المبنى. المبنى الذي وجدناه مناسب جداً. إنه مبنى جديد نسبياً، لا حاجة إلى أشغال أساسية. يجب فقط إجراء بعض الأعمال المحدودة، بما في ذلك تحضير قاعة للحضور. ويجب أن نحقّق أيضاً تقدّماً في مجال التمويل.

• لمّح الهولنديون أيضاً إلى أن المكان لن يجهز قبل نهاية سنة 2008. هل يمكن أن يؤدّي ذلك إلى تأخير إنشاء المحكمة؟

- لا، على الإطلاق، لأن المبنى جديد وقد شيد قبل 15 عاماً وكانت تشغله حتى الآونة الأخيرة أجهزة تقوم بنشاط على صلة بالأمن. لا شك في أن هناك بعض الأشغال التي يجب القيام بها ولا سيما في ما يتعلق ببناء قاعة للحضور. لكن إذا احتجنا لسبب أو لآخر إلى قاعة حضور قبل بناء القاعة في المحكمة، فلن نجد أي صعوبة في الحصول على واحدة إما من المحكمة الخاصة بيوغوسلافيا وإما من محكمة الجنايات الدولية.

• في ما يتعلق بتمويل المحكمة، هل تظنون أن البلدان التي امتنعت حتى الآن عن المساهمة تفعل ذلك لأسباب سياسية؟ وهل هناك علاقة بين تمويل المحكمة والسياسة؟

- لقد أعرب عدد من البلدان عن استعداد واضح لدعم المحكمة مالياً. نعتقد أن بعض البلدان يريد أن يتأكّد قبل أن يقدّم مساهماته من أن عملية إنشاء المحكمة تسير كما يجب، ومن طريقة إنفاق الأموال. ونظن أن لدى هذه الدول الآن عناصر كافية للاقتناع بأنه لا عودة عن إنشاء المحكمة، وبأن العناصر الأساسية باتت متوافرة، ويمكنها من هذا المنطلق أن تقدّم مساهماتها المالية.

وفي ما يتعلق بالشق الثاني من السؤال، أود أن أوضح أمراً للمرة الأولى هو أن الأموال لن تُدفَع لصندوق ائتمان تابع للأمم المتحدة بل ستوضَع مباشرة في عهدة المحكمة. والنتيجة هي أن هذه الأموال لن تدار من هيئات تابعة للأمم المتحدة بل من لجنة إدارة مؤلّفة من المساهمين الأساسيين. ويعني ذلك أنه سيكون لهؤلاء المساهمين الحق في الاطّلاع على الطريقة التي تُنفَق بها أموالهم والتأكّد من أنها تُنفَق بفاعلية ومن دون تبذير. ولن يكون لهم تأثير على الآلية القضائية ولكن سيكون في إمكانهم التأكّد من وجهة استعمال الأموال التي يضعونها في تصرّف المحكمة.

• لماذا لم تدفع بعض البلدان العربية حصتها بعد؟

- انطلاقاً مما سمعناه من عدد كبير من هذه البلدان، لدينا سبب كافٍ للاعتقاد أنها تدعم المحكمة. وليست لدينا أسباب إذاً لنشك في صدقها. نعتقد أنه انطلاقاً من الوقائع التي ذكرتها لك، سوف تعتبر هذه البلدان في المستقبل غير البعيد أن الوقت حان كي تساهم. نحن واثقون من ذلك. وسوف تدرك هذه البلدان أن من مصلحتها المساهمة من دون كثير من التأخير لأنه يجب اتخاذ عدد من القرارات المهمة الآن في شأن إدارة المحكمة. وكلما اسرعت هذه البلدان في المساهمة، اشتركت بسرعة اكبر في هذه القرارات المهمة.

• هل تضمن كلام الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في القاهرة في رأيكم، تلميحاً الى خطر تسييس  عملية تمويل المحكمة؟

- لطالما أظهرت الأمانة العامة للأمم المتحدة، وبطريقة جديرة بالثقة، أنها تضطلع بتفويضها بمهنية، أي إنها في صدد إنشاء هيئة محض قضائية وليس أداة سياسية، وإنها حريصة على استقلالية الآلية وحيادها. وما نسعى وراءه هو الحقيقة والعدالة، ولن نتأثّر باعتبارات أخرى.

الأمين العام يقرّر

• متى في رأيكم سيتمكن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي - مون من الإعلان رسمياً عن مباشرة المحكمة أعمالها وفقاً للقرار 1757؟

- أنت محقة في الإشارة إلى أن الأمين العام هو الذي يقرّر، والقرار يعود اليه وحده. وسوف يقرّر بالاستناد إلى ثلاثة عناصر. أولاً التمويل ثم الاستشارات مع الحكومة اللبنانية، وأخيراً التقدّم الذي تحرزه لجنة التحقيق في عملها. وأنا على يقين من أن الأمين العام يجمع المعلومات بكفاية عالية جداً حول كل من هذه العناصر الثلاثة، وسوف يتحمّل مسؤوليته عندما يحين الوقت.

• في ما يتعلق بلجنة التحقيق، هل تعتقدون أن التقرير المقبل لدانيال بلمار الرئيس الجديد للجنة والمتوقّع صدوره في آذار المقبل، سيكشف أسماء بما أن التحقيق أحرز تقدّماً مهماً؟ وهل ستعلن الأسماء على الملأ؟

- لجنة التحقيق، هيئة مستقلّة. تماماً مثل المحكمة، وتحرص الأمانة العامة للأمم المتحدة، ولا سيما الأمين العام وأنا، على احترام استقلاليتهما، لأنه شرط أساسي لتمتّع اللجنة والمحكمة على السواء بالصدقية. لو كنت قادراً على الإجابة عن سؤالك، لكان هذا مدعاة للقلق في شأن استقلالية اللجنة.

"العدالة شرط أساسي للسلام"

• هل هناك خطر بأن تؤدي الأزمة السياسية في لبنان إلى التسبب بخلل في سير عمل المحكمة؟

- نأسف أشدّ الأسف لاستمرار المأزق الذي يجد لبنان نفسه فيه. ونأمل أن يتحلى القادة السياسيون في أسرع وقت بالحكمة الضرورية ليضعوا البلاد من جديد على طريق السلام بما يحقّق مصلحة الشعب بكامله. ونأمل أن تساهم المحكمة وإنشاؤها في إرساء سلم أهلي في المدى الطويل لأننا نعتبر أن العدالة هي شرط أساسي للسلام. في المقابل، أصبحت مجموعة العناصر الأساسية الضرورية لإنشاء المحكمة متوافرة. وقد اتخذت السلطات اللبنانية القرارات التي يجدر بها اتخاذها. بمعنى آخر، وعلى رغم من أن الوضع الحالي في لبنان مؤسف جداً لكنه لا يخلق عوائق على الطريق نحو إنشاء المحكمة.

• وجّه الرئيس السابق للجنة التحقيق الدولية ديتليف ميليس انتقادات قاسية الى العمل الذي قام به خلفه سيرج برامرتس متهماً إياه بعدم إحراز أيّ تقدّم في التحقيق مما أفقده حيويته وأدّى إلى تأخير إنشاء المحكمة الدولية. هل من تعليق على هذا الكلام؟

- القاضيان اللذان تعاقبا على رئاسة اللجنة بارعان جداً في مهنتهما. وكانت لديهما مقاربتان مختلفتان، وهذا مفهوم نظراً إلى الطبيعة المختلفة لتفويض كل منهما. ما عدا ذلك، لست مخوّلاً التعليق على عملهما.

"حماية الشهود من الأولويات"

• هل ستبقى هوية الشهود في لبنان أو أي بلد آخر طي الكتمان؟ كيف ستؤمَّن حمايتهم ويُضمَن أمنهم في وجه الأخطار التي قد يتعرّضون لها؟ وهل أصبحوا خارج لبنان؟

- من الضروري أن تكون حماية الشهود إحدى أولويات اللجنة والمحكمة. ويمكنني أن أؤكّد لك أننا عملنا كثيراً على الموضوع. لقد جرى وضع برنامج لحماية الشهود، وأفدنا عند إعداده من الدروس المستمدّة من أعمال المحكمة الجنائية الدولية الخاصة بيوغوسلافيا السابقة والمحكمة الجنائية الدولية الخاصة برواندا، وكذلك المحكمة الخاصة بسييراليون. وسيكون برنامج حماية الشهود الذي وضعناه خاصاً بالمحكمة لكنه سيكون مفيداً أيضاً للجنة. لقد قطعنا شوطاً كبيراً نحو إقراره. فنحن ندرك أنه من دون حماية فعّالة للشهود، سيكون عمل اللجنة والمحكمة في غاية الصعوبة.

• في ما يتعلّق بالقضاة اللبنانيين، هل ستعلنون أسماءهم؟ وكيف ستحمونهم وتحمون عائلاتهم في حين أنه يمكن تخمين هوياتهم من خلال استبعاد الاحتمالات؟

- في ما يتعلق بالإعلان عن الأسماء، سوف نتعامل مع القضاة السبعة الدوليين والأربعة اللبنانيين على قدم المساواة. لم نعلن بعد الأسماء لأننا نريد حمايتهم وحماية عائلاتهم بطريقة فعّالة. أظن أنه من الأنسب ألا أعطي مزيداً من التفاصيل حول هذا الموضوع لأسباب أمنية، لكنني أستطيع أن أقول لك إننا نعتبر هذا الجانب أساسياً ولا نفكّر فقط في القضاة إنما أيضاً في عائلاتهم.

• هل هناك بلدان أعربت عن رغبتها في استقبال الاشخاص الذين سيحكم عليهم؟

من المعروف انهم لن يمضوا عقوبتهم في هولندا. لقد تعهدت الامم المتحدة لهولندا ان تبذل اقصى جهودها كي تجد في الوقت المناسب بلداناً يمضي فيها المحكوم عليهم عقوبتهم. ويتطلب هذا العمل حذراً وتكتماً ووقتاً ايضاً. انها عملية متكاملة ونحن ملتزمون اياها وما زلنا في حاجة الى بعض الوقت لإنجازها. في مخلتف الاحوال، نكون واهمين اذا اعتقدنا ان في امكاننا ان نختم جهودنا في هذا الاطار قبل ان تصبح لدينا فكرة عن عدد المهتمين وجنسياتهم.

• هل ستنطلق المحكمة قبل نهاية 2008؟

- لا يمكنني ان احدد توقيتاً. وما يمكنني قوله هو انني لا اشك ابداً في ان المحكمة ستكون جاهزة مئة في المئة لمباشرة اعمالها عندما يقرر الامين العام ذلك.

• اذا تبين ان هناك انظمة او حكومات او دول مذنبة، فهل تستطيع المحكمة محاكمتها؟

- لن تحاكم المحكمة سوى افراد. ولن تحاكم دولاً. ومن المؤكد ان المحكمة تستطيع ملاحقة كل من يعتبر مرتكباً للجريمة، اياً تكن جنسيته، ومحاكمته.

• ما هي القضايا التي تدخل ضمن اختصاص المحكمة؟

- حالياً اختصاص المحكمة هو النظر في قضية رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري ومن قضوا معه. ويستطيع القضاة ان يقرروا توسيع اختصاص المحكمة ليشمل اياً من الهجمات المرتكبة بين الاول من تشرين الاول 2004 و15 كانون الاول 2005 او كل واحد منها. وهناك مجموعة ثالثة من القضايا التي يمكن ان تدخل ضمن اختصاص المحكمة، وهي الهجمات التي وقعت بعد 15 كانون الاول 2005، ولكن في هذه الحال يجب التوصل الى اتفاق بين الامم المتحدة والحكومة اللبنانية الى جانب الحصول على موافقة مجلس الامن.

• هل سيكون في امكان وضع حد للافلات من العقاب؟

- في ما يتعلق بالافلات من العقاب، اظن ان السبب الاساسي الذي دفع بالحكومة اللبنانية الى طلب المساعدة من الامم المتحدة هو انها اعتبرت ان النظام القضائي الجزائي اللبناني غير قادر على النظر في هذه القضايا، بقطع النظر عن نوعية هذا النظام. فحجم القضايا والتهديدات التي قد تعرّض حياة القضاة للخطر حتّمت اللجوء الى المساعدة الدولية. وكان الهدف الاساسي بالتأكيد عدم القبول بالافلات من العقاب. والامم المتحدة ملتزمة في هذا المجال. فإنشاء المحكمة الخاصة بلبنان هو جزء من هذه الثقافة الجديدة التي تهدف الى وضع حد للافلات من العقاب والتي هي احد العناصر الاساسية في تطوّر الثقافة الدولية اليوم، هذه الثقافة التي نجد سوابق لها في محكمة نورمبرغ ومحكمة طوكيو، وتتمثل آخر تجلياتها بانشاء المحكمة الدولية الخاصة بيوغوسلافيا، والمحكمة الدولية الخاصة برواندا. كما شهدنا على انشاء محاكم اخرى مثل المحكمة الخاصة بسيراليون، والمحكمة الخاصة بالخمير الحمر في كمبوديا. هذا كله جزء من هذه الثقافة. فالفكرة السائدة الآن هي ان العدالة والسلام لا ينفصلان. ولا يمكن ان يكون هناك سلام من دون عدالة. ولن يتمكن لبنان من استعادة اسس السلم الاهلي الدائم اذا استمر الافلات من العقاب.

نيويورك – من سيلفيان زحيل     

 

النائب فضل الله علق على مواقف الرئيس السنيورة حول ملف التعويضات: لم يستطع التغطية على مخالفات ولم تسعفه الوقائع فعمد إلى القفز فوقها

وطنية - 7/2/2008 (سياسة) علق النائب حسن فضل الله في بيان على المواقف التي صدرت عن رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة باسمه وباسم الهيئة العليا للاغاثة حول ملف التعويضات، فقال: "بعد انتظار خمسة أيام على إثارة هذا الملف لم يستطع السيد السنيورة التغطية على الارتكابات والمخالفات غير القانونية، فلجأ إلى محاولة تعمية الحقائق، لكن لم تسعفه الوقائع والأرقام فعمد إلى القفز فوقها. لكن ما دام هدفنا إنصاف المواطنين المتضررين واستعادة حقوقهم فإننا لن ننجر إلى لغة الرئيس السنيورة ومفرداته "بالتشدق والتخرصات" وسواها، فهي تعبر عن شخصية مطلقها الذي لن "يرف له جفن، وينام مرتاح البال" بينما عشرات الآلاف من اللبنانيين خارج بيوتهم ينتظرون قبض مستحقاتهم المسجونة بقرار سياسي من السيد السنيورة ليتمكنوا من إعادة إعمارها.

إننا إزاء ما أورده السيد السنيورة في خطابه وبيان الهيئة العليا للاغاثة نسجل الآتي:

أولا: من ادعى نفاد الأموال للدفعة الأولى والثانية هو رئيس الهيئة العليا للاغاثة السيد يحيى رعد المنشورة تصريحاته في الصحف اللبنانية، وبالتالي، فإن الحديث عن حملات تهدف إلى إثارة التشنج والتوتر وتخويف المتضررين على حقوقهم مصدرها فريق السيد السنيورة الذي بادر إلى إعلان خطير يهدد مصير مئات آلاف من المواطنين المتضررين ويفترض مساءلته ومحاسبته على ما أثاره، ولماذا اختار هذا التوقيت قبل أن يضطر للتراجع عنه.

ثانيا: إن السيد السنيورة يقر مباشرة أو عبر بيان الهيئة بأن الأموال للدفعة الثانية متوافرة ل268 قرية و47 عقارا متضررة من العدوان، وهذه الدفعة تستحق مباشرة بعد ستة أشهر من قبض الدفعة الأولى حسب القرارات الصادرة عن السيدة السنيورة نفسه من دون ربطها بأي معاملة أخرى، ويستطيع مراجعة القرارين 130 و146 الصادرين عنه، فلماذا يمتنع السيد السنيورة عن إعطاء المستحقين هذه الدفعة بعد مرور سنة على قبضهم الدفعة الأولى بتأخير ستة أشهر بكل ما يرتبه ذلك من أعباء، فإذا كان الأوتوستراد العربي يحتاج إلى 40 مليون دولار كفارق أسعار وقد اقتطع المبلغ من المساعدة السعودية، فكم يحتاج هؤلاء المتضررون من أموال كفارق أسعار بسبب رفض إعطائهم مستحقاتهم لإكمال إعمار بيوتهم.

ثالثا: تجاهلت بيانات السيد السنيورة الوقائع والأرقام التي كشف النقاب عنها في كيفية تحويل صرف المساعدات المخصصة للمناطق المتضررة، والتي تمت بناء على قرارات صادرة عن حكومة السنيورة، ومنها أموال البلديات المتضررة من العدوان.

وللتذكير فإن البنك الدولي قدم هبة للمساعدة في إعمار ما هدمه العدوان وخصص جزء منها للبلديات المتضررة قبل أن يحول صرفها وجزء آخر حول لصالح بلديات خارج إطار أضرار الحرب ولمشروع استشاري لإصلاح الكهرباء وسواها، ونحيل السيد السنيورة على محاضر جلسات حكومته بتاريخ 25/10/2007 و27/10/2007 وعلى القرارات والتقارير التي طلب فيها تغيير وجهة استعمال المال ليكتشف أن ما قاله عن تنفيذ تعليمات الواهب، والذي تحول في بيان الهيئة إلى الصرف بمعرفته وموافقته، إنما يتم بناء على توجيهاته.

وفي هذا الإطار، فإن الدول والجهات المانحة تستطيع أن تعلن بنفسها أنها قررت تغيير وجهة مساعداتها من إعمار ما هدمه العدوان إلى مشاريع أخرى ليتطلع الرأي العام على هذا الأمر.

رابعا: إننا بمعزل عن صحة الأرقام المقدرة للاعمار التي تعلنها الهيئة العليا للاغاثة، وهي هيئة وهمية تستخدم كعنوان غير مشرع قانونيا، فإن السيد السنيورة يقر عبرها أن الأموال متوافرة للقرى المتبناة، وأن ما اضطرت حكومته لالتزامه يصل إلى 270 مليون دولار، وقد تم دفع 134 مليون دولار من أصل هذا المبلغ أي ان العجز الذي يحتاج إلى تغطية هو 136 مليون دولار، فهل هذا يبرر حجز مئات الملايين لبقية المتضررين أم أن هناك قرارا سياسيا وكيدية سياسية ضد أصحاب الحقوق لزيادة معاناتهم؟".

 

النائب سكر: أقترح على موسى معادلة حكومية جديدة والا الثلث الضامن للمعارضة وللاكثرية الثلث نفسه

وطنية - 7/2/2008 (سياسة) صدر عن النائب نادر سكر بيان قال فيه: "بعد عودة الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الى بيروت، لا يسعني الا الترحيب به، واقتراح عليه معادلة حكومية جديدة، تقضي بإعطاء 11 حقيبة لرئيس الجمهورية وعشر حقائب للاكثرية وتسع للمعارضة. وان صوت الرئيس فيها هو المسقط والمرجح في آن معا، واذا اتفق مع المعارضة يشكلان ثلثي المجلس، وفي حال حصول ذلك مع الاكثرية يتأمن الثلثان زائدا واحدا.

اما اذا رفض هذا الاقتراح، فلا ارى إمكان التوصل الى حل الا في حال توافر الثلث الضامن للمعارضة وللاكثرية الثلث نفسه، بغض النظر عن الاعداد داخل الثلثين، وهكذا تعتبر اصوات الرئيس لا ترجح ولا تسقط في حال اتفاقه مع اي من الطرفين. وفي هذه الحال، فأي قرار يحتاج ثلثي الاعضاء، بات الاتفاق عليه ملزما بين طرفي الموالاة والمعارضة، فما يتم التوافق عليه يقر وما يختلف عليه يعاد طرحه لاحقا بإنتظار التفاهم". وأقترح ان يسري مفعول هاتين المعادلتين حتى انتخابات ال2009 فقط".

 

لجنة متابعة أحزاب المعارضة دعت موسى الى "العمل على الحل التوافقي": الكشف عن كل حقيقة ما حصل الاحد الاسود يحصن المؤسسة العسكرية ويحميها

وطنية - 7/2/2008 (سياسة) عقدت لجنة المتابعة للاحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية اجتماعا في مقر حزب البعث العربي الاشتراكي في بيروت، وناقشت المستجدات السياسية وأصدرت بعد الاجتماع البيان التالي:

"أولا- يؤكد اللقاء ان ما آلت اليه التحقيقات بخصوص جريمة الأحد الأسود، تشكل خطوة أولى لا بد أن تستكمل وصولا الى الكشف عن كامل حقيقة ما حصل لناحية الجهات المخططة والمدبرة لهذه الجريمة المروعة، من أجل تحصين المؤسسة العسكرية الوطنية وحمايتها وعدم زعزعة الثقة بها وضمان بقائها ضمانة حماية الوحدة الوطنية والسلم والاستقرار، وبالتالي احباط مخطط الفتنة الذي سعى الى النيل من هذا الدور ومحاولة احداث التصادم بين الجيش والمقاومة واسقاط التفاهم بين "حزب الله" والتيار الوطني الحر. ان وعي القيادات الوطنية المعارضة وادراك أبعاد المخطط الجهنمي، قطع الطريق على الأهداف المدبرة حتى ارتكاب مجزرة الاحد الأسود وكشف للبنانيين حقيقة الدور الذي تقوم به قوى "14 شباط" لصب الزيت على النار من خلال بياناتها التي عملت على تغذية الفتنة آخرها تصريحات جعجع لزج الاخوة الفلسطينيين.

ثانيا - ان اللقاء اذ يرحب باستمرار الجهود العربية لحل الازمة، يدعو السيد عمرو موسى الى العمل على دعم الحل التوافقي الذي يقوم على ضمان مشاركة كل اللبنانيين في القرارات المصيرية لحفظ الثوابت الوطنية وفي مقدمتها المقاومة التي تحمي لبنان وعروبته في وجه الاحتلال الصهيوني واعتداءاته على السيادة والارض اللبنانية. ويهم اللقاء ان يؤكد مجددا ان الحل التوافقي هذا لا يمكن بلوغه ما لم يتوقف التدخل الاميركي المعطل للتسوية والذي أطلق النار على المبادرة العربية، الامر الذي يستدعي بالضرورة ان يكف فريق "14 شباط" عن تنفيذ التوجهات الاميركية التي تصب في خدمة الشرق الاوسط الجديد والاهداف الاسرائيلية.

ثالثا- يدين اللقاء بشدة استمرار ميليشيات السلطة في الاعتداء على بعض رموز و قوى المعارضة في محاولة لارهابها والتي كان آخرها القاء قنبلة على منزل الدكتور فتحي يكن وممارستها الميليشيوية في دوحة عرمون.

رابعا- ان العدوان الصهيوني المتواصل على الشعب الفلسطيني وخصوصا في قطاع غزة المحاصر حيث لا يتوان عن ارتكاب المجازر بحق النساء والشيوخ والاطفال، انما يحصل على مرأى من العالم أجمع، وفي ظل صمت عربي رسمي مريب يكشف حجم التواطؤ مع العدوان الاميركي الاسرائيلي الذي يسعى الى القضاء على المقاومة الفلسطينية وفرض الاستسلام على الشعب الفلسطيني وشطب حقوقه الوطنية والقومية، وفي هذا الاطار يشيد اللقاء بالعملية الاستشهادية في ديمونة والتي كشفت قدرة المقاومة على كسر الحصار العسكري، كما كسرت جماهير الشعب الفلسطيني الحصار الاقتصادي باقتحام معبر رفح. ويدعو اللقاء الى استمرار التحركات الشعبية العربية لنصرة شعب فلسطين وفك الحصار المضروب على غزة، بمشاركة من بعض الانظمة العربية المرتبطة بالمشروع الاميركي الاسرائيلي في المنطقة".

 

العماد عون استقبل القائم بالأعمال البولوني و"لقاء الهوية والسيادة"

وطنية - 7/2/2008 (سياسة) استقبل النائب العماد ميشال عون، اليوم في الرابية، السفير الإيراني محمد رضا شيباني، في حضور مسؤول العلاقات الديبلوماسية في "التيار الوطني الحر" ميشال دوشدارفيان. ووصف السفير شيباني اللقاء التلفزيوني الذي جمع العماد عون والأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله ب"الحدث الذي يعبر عن تجلي جمال لبنان التاريخي والذي يدل على العيش المشترك". وأكد موقف بلاده الثابت لجهة أن "يتوصل اللبنانيون الى إجماع داخلي لعبور الأزمة السياسية"، وتمنى للأمين العام لجامعة الدول العربية "النجاح في مبادرته"، مشيرا الى أن ايران "على استعداد دائم لدعم كل المساعي الخيرة من أجل مساعدة لبنان".

القائم بالأعمال البولوني

واستقبل العماد عون القائم بالأعمال البولوني.

"لقاء الهوية والسيادة"

وزاره الوزير السابق يوسف سلامة على رأس وفد من "لقاء الهوية والسيادة"، في حضور مسؤول العلاقات السياسية في التيار جبران باسيل.

وأكد سلامة عقب اللقاء أنه تم "البحث مع العماد عون في مضمون التصور لمشروع حل الأزمة في لبنان".

 

الحريري: مستعدون للنزول الاثنين الى المجلس وانتخاب العماد سليمان والبدء بتشكيل حكومة وحدة وطنية تتولى اعداد قانون للانتخابات على اساس القضاء

وطنية- 7/2/2008 (سياسة) أبدى رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري استعداد قوى الرابع عشر من آذار للنزول يوم الاثنين المقبل الى مجلس النواب لانتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية وللمباشرة بعد ذلك فورا بتشكيل حكومة وحدة وطنية تتولى اعداد قانون جديد للانتخابات على اساس القضاء.

وقال: "لقد هبت قبل وصول الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى الى بيروت رياح التعطيل والعرقلة في سياسة باتت مفضوحة لاخماد أي بارقة امل في الانفراج ،وهو ما سنتصدى له بكل الوسائل السياسية ودائما بما يؤدي الى حماية المبادرة العربية وتعزيز فرص النجاح لها".

كلام النائب الحريري جاء خلال مؤتمر صحافي عقده عصر اليوم في قريطم في حضور نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري وحشد نيابي كبير وفاعليات تيار المستقبل في مختلف المناطق ونقيب الصحافة محمد البعلبكي ونقيب المحررين ملحم كرم وعدد كبير من رجال الصحافة والاعلام.

واضاف النائب الحريري: "ان لبنان يتعرض لهجوم مضاد يستهدف انتفاضة الاستقلال ونحن امام فيلم سوري -ايراني طويل بدأ في 8 آذار 2005 ،واذا كان قدرنا المواجهة فنحن لها والمسؤولية الوطنية بل الواجب الوطني يفرضان علينا مواجهة هذا المخطط الاسود وهو ما سنقوم به من دون تردد ومعنا اكثرية الشعب اللبناني.

سننزل في الرابع عشر من شباط لنرفع الصوت عاليا مدويا ضد عودة النظام السوري للامساك بقرار لبنان ولنجدد عهد الوفاء والتزام الدفاع عن لبنان و النظام الديموقراطي باسم رفيق الحريري وسائر شهداء مسيرة الحرية و الاستقلال ولنؤكد ان مسيرة المحكمة الدولية لن تتوقف وهي مستمرة بقوة وتتحرك نحو الهدف الذي قامت من اجله،وان المجرمين القتلة سيقفون يوما وراء قضبانها ليواجهوا باسم لبنان وكل العالم القصاص العادل،وسننزل الى ساحة الشهداء لنوجه رسالة صريحة وقاطعة الى الجميع،بان طريق رئاسة الجمهورية،تمر من بيروت ومن المجلس النيابي اللبناني ،ولا تمر من دمشق او من طهران او من أي عاصمة في العالم".

استهل المؤتمر بالنشيد الوطني، ثم دعا النائب الحريري الحضور للوقوف دقيقة صمت عن روح الرئيس الشهيد رفيق الحريري وسائر شهداء مسيرة السيادة والاستقلال وشهداء الاحد الاسود، ثم تلا رئيس كتلة "المستقبل" البيان التالي:

"أيها الاخوة والاخوات،

أيها الاصدقاء الكرام،

السيدات والسادة ممثلو الصحافة ووسائل الاعلام،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

أرحب بكم بداية، في دارة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وأتوجه عبركم الى اهلنا في كل مكان من لبنان، ونحن على أبواب الذكرى الثالثة لجريمة الاغتيال، التي أودت بحياة حبيب اللبنانيين، ومعه النائب الشهيد باسل فليحان ورفاقهما الابرار.

والذين يفتقدون رفيق الحريري هذه الايام، يرسمون حجم الخسارة التي ألمّت بلبنان، وأصابت العالم العربي، وألقت بصداها الكبير في غير مكان من العالم.

كثيرون، كثيرون جدا، افتقدوا فيه الرمز الوطني والزعيم السياسي ورجل الخير ورجل الاعمال، والصديق الوفي، وسواها من الصفات التي قيلت فيه وكتبت عنه، وصارت جزءا من سيرته وتاريخه واسباب نجاحه.

أما نحن، عائلته الصغيرة، زوجته وأولاده واحفاده وشقيقته وشقيقه، فإننا نشعر بمذاق شديد المرارة، لفقدان الزوج والاب والجد والأخ. مرارة تختزل مرارت الأحبة والأصدقاء والأهل والمناصرين جميعا، وكل الذين تعرفوا اليه أو عرفوا عنه في أي مكان من الدنيا.

اليوم اشعر بالحاجة اليه، الى صدره، إلى صبره،إلى حكمته، إلى قلبه، إلى عقله، إلى عينيه.

أشتاق الى صوته في الصباح أو آخر الليل... واستغفر الله العلي العظيم، وأحمد الله، وادعو اليه جلّ جلاله، ان يمنحني القدرة على متابعة المسيرة، وحمل لواء الدفاع عن لبنان وحريته وعروبته، لواء رفيق الحريري.

أيها الأخوة والأخوات،

الذكرى لهذا العام، تكتسب ابعادا إضافية، في ظل تفاقم المخاطر التي تهدد المصير الوطني، وتجعل البلاد في مواجهة مباشرة ومكشوفة، مع المشروع السوري- الايراني المشترك وادواته المحلية، لوضع اليد على لبنان من جديد، وفرض الحصار الارهابي والامني والسياسي على مؤسساته الدستورية.

نتأهب للاحتفال بذكرى 14 شباط بعد اسبوع، وقد انضمّ منذ احتفال العام الماضي الى قافلة الشهداء، شهداء انتفاضة الاستقلال، مجموعة غالية من وجوه لبنان، فيها الحبيب الشهيد النائب وليد عيدو، ومعه نجله خالد، والشهداء الرقيب الاول فارس ديب، والمجند سعيد شومان، ولاعبا النجمة حسين دقماق وحسين نعيم، والمحامي غسان داوود.

وفيها الصديق الشهيد النائب انطوان غانم، ومعه الشهداء نهاد جورج الغريب، وأنطوان ضو، وسامية مدلج، وشارل شيخاني، وعين الحياة عبد الكريم.

وفيها البطل الشهيد اللواء فرنسوا الحاج ومعه العريف الشهيد خير الله هدوان. والبطل الشهيد الرائد وسام عيد، ومعه الشهداء المعاون اسامة مرعب، وآلان صندوق، والمحامي ايلي فارس، وسعيد عازار ورجا المغربي.

وفيها شهداء تفجير الكرنتينا، وتفجير الـ A.B.C، وتفجير ذوق مصبح، وتفجيرات بيروت طرابلس، من الشهيدين الزيادين، الى الشهيدة ليلى مقبل، والشهيد بيار الدهيني، والشهداء غسان علي الحسين، وجوزيف خوري وفؤاد كمال عبس.

وفيها لائحة شرف وطني من 163 عسكريا لبنانيا و42 مدنيا ، سقطوا في معركة الدفاع عن كرامة لبنان وسيادة الدولة في نهر البارد.

لجميع هؤلاء الابطال، ووفاء لكل الشهداء الذين سقطوا في ساحات الحرية والاستقلال والسيادة ، ومواجهة العدوان والارهاب ، نلتقي اليوم، لنعلن دعوة اللبنانيين في كل المناطق، إلى المشاركة في ذكرى 14 شباط، ولتأكيد العزم على مواصلة حماية لبنان، ورد الهجمة المضادة التي تستهدف الاستقلال الثاني، واعادة عقارب الساعة إلى الوراء لتعمل وفقا لتوقيت النظام السوري.

في 14 شباط القادم، سنشهد من جديد لانتفاضة الاستقلال، وسنرفع الصوت عاليا مدويا، ضد عودة النظام السوري للامساك بقرار لبنان.

في 14 شباط، سننزل من جديد الى ساحة الشهداء، إلى الساحة التي دفعناهم للخروج منها، سننزل كي لا يعود لبنان ساحة ابدية لاحلام النظام السوري.

في 14 شباط، سننزل الى ساحة الشهيد رفيق الحريري، ساحة شهداء الحرية، لنقول معا، ان شعب لبنان أقوى من الارهاب، وان مسلسل التفجير والاغتيال، لن يتمكن من كسر شوكة اللبنانيين، وان كل محاولات التهديد والوعيد والتهويل، لن تجدي نفعا في دفعنا للتنازل عن حقوقنا الوطنية.

سننزل الى ساحة الشهداء، لنجدد عهد الوفاء، والتزام الدفاع عن لبنان والنظام الديموقراطي، باسم رفيق الحريري، وباسل فليحان، وسمير قصير، وجبران تويني، وجورج حاوي، وبيار الجميل، ووليد عيدو، وانطوان غانم، واللواء فرنسوا الحاج ، والرائد وسام عيد، وكل الشهداء الذين سقطوا معهم على دروب السيادة الوطنية.

سننزل الى ساحة الشهداء، لنؤكد ان مسيرة المحكمة الدولية لن تتوقف، وهي مستمرة وتتحرك بقوة، بإذن الله، نحو الهدف الذي قامت من اجله، وان المجرمين القتلة، في أي موقع كانوا، سيقفون يوما وراء قضبانها، ليواجهوا باسم لبنان وكل العالم، القصاص العادل.

في 14 شباط القادم، سننـزل من كل المناطق والساحات، من الشمال والجنوب والجبل والبقاع، إلى قلب بيروت، لنصرخ صرخة لبنان واحد : نريد رئيسا للجمهورية يجسد إرادة التوافق الوطني، وينقل البلاد من دوامة الابتزاز والتهويل بوقوع الخراب الكبير، إلى آفاق الحل والمصالحة الحقيقية.

سننزل الى ساحة الشهداء، لنوجه رسالة صريحة وقاطعة الى الجميع، بأن طريق رئاسة الجمهورية، تمرّ من بيروت ومن المجلس النيابي اللبناني، ولا تمر من دمشق أو من طهران أو من أي عاصمة في العالم.

أيها الأخوة والأخوات، أيها اللبنانيون في كل مكان،

اليوم عاد الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد عمرو موسى، وقد هبّت قبل وصوله بأيام، رياح التعطيل والعرقلة، في سياسة باتت مفضوحة، لاخماد أي بارقة أمل في الانفراج، وهو ما سنتصدى له بكل الوسائل السياسية، ودائما بما يؤدي إلى حماية المبادرة العربية، وتعزيز فرص النجاح أمامها.

ونحن على استعداد في هذا السبيل، للنـزول يوم الاثنين الى مجلس النواب لانتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية، وللمباشرة بعد ذلك فورا، في تشكيل حكومة وحدة وطنية، تتولى اعداد قانون جديد للانتخابات على اساس القضاء.

نحن اخترنا طريق الحرية والنظام الديموقراطي، واردنا ان نجعل من الكارثة التي حلت بلبنان في 14 شباط، منطلقا للتحرر من قبضة النظام السوري، وتجديد الثقة بوطننا ودولتنا ومؤسساتنا.

وهم أرادوا ان يتخذوا من الكارثة، مناسبة لاعلان هزيمة لبنان، وارضا خصبة لمواصلة سياسات التعطيل والفوضى، وانهاك البلاد بمسلسل لم يتوقف من أعمال التفجير والترهيب، ونشر ثقافة الفتنة، المتنقلة بين الطوائف والمناطق.

يبدو لي، أننا أمام وجود سياسي وأمني وارهابي مقنّع للنظامين السوري والايراني في لبنان.

هذه هي الحقيقة الجارحة التي تسطع أمامنا في الذكرى الثالثة لجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري . حقيقة ان هناك في لبنان، من يريد بقاء هذا البلد، رهينة سياسية وأمنية في يد حكام دمشق وطهران.

ولذلك، لا خيار أمامنا، في هذه المرحلة من تاريخ الوطن، سوى الصمود والثبات والتضامن، في سبيل منع سقوط لبنان في فخ النظامين السوري والايراني.

ان لبنان يتعرض لهجوم مضاد يستهدف انتفاضة الاستقلال، وكل لبناني نزل للمشاركة في 14 آذار 2005، مسؤول هذه الايام عن حماية هذه الانتفاضة.

اننا امام فيلم سوري - إيراني طويل بدأ في 8 آذار 2005.

كل خطوة يقومون بها، هدفها الانتقام من 14 آذار، والانتقام من قيام المحكمة الدولية، والانتقام لاخراج القوات السورية من لبنان.

ممنوع على لبنان أن يكون حرا عربيا مستقلا.

وممنوع على الدولة ان تقوم، أو أن تبسط سلطتها في كل المناطق.

وممنوع على لبنان أن يكون له رئيس للجمهورية.

وممنوع على لبنان ان تكون له حكومة تعمل.

وممنوع على لبنان ان يكون له مجلس نيابي يجتمع ويقرر ويحاسب ويشرّع

ممنوع على لبنان أن يكون له قلب عاصمة، وممنوع عليه ان يشعر بالاستقرار والامان.

قائمة طويلة عريضة من الممنوعات، لن نقف في مواجهتها مكتوفي الايدي، لنتفرج على اهتراء لبنان، مؤسسة وراء مؤسسة ، ومنطقة بعد منطقة.

إذا كان قدرنا المواجهة، فنحن لها، والمسؤولية الوطنية، بل الواجب الوطني، يفرضان علينا مواجهة هذا المخطط الاسود، وهو ما سنقوم به من دون تردد، ومعنا أكثرية الشعب اللبناني.

لقد صمد الشعب اللبناني، طوال السنوات الثلاث الماضية، وصمدت معه الحركة الاستقلالية، بشكل غير مسبوق. هذا الصمود هو الانتصار في حد ذاته، وهو اصرار على مواصلة الطريق نحو قيام دولة حرة عربية مستقلة.

صمدنا في وجه الارهاب، وانتصرنا عليه في نهر البارد، ولم ننكسر امام هجمات الاغتيال والتفجير والترويع.

لقد صمدنا وانتصرنا، في وجه الضغوط السياسية، والتهديد باستخدام الشارع، وبقي القرار الوطني، حيث يجب ان يكون، في ايدي المؤتمنين على الشرعية والدستور في السراي الحكومي.

صمدنا في وجه حملات التخريب، وعمليات ارسال المخربين الى الاراضي اللبنانية، وانشاء معسكرات متخصصة في اثارة الفتن والنـزاعات الاهلية.

صمدنا في وجه جحافل المال الطاهر، وما ادراكم ما المال الطاهر، وكيف يصرف على تعميم الفوضى وتأجيج الفتنة، واعداد الفرق الخاصة لخرق الطوائف والمذاهب والتيارات السياسية،وعلى انتاج زعامات مزيَّفة.

صمدنا، وما كان لهم، بحمد الله، ثم بإرادة اكثرية اللبنانيين، ان يتمكنوا من اعادة تسليم القرار الوطني اللبناني المستقل، الى النظام السوري، واجهزته الكامنة في المربعات الامنية والحزبية.

ما كان لهم، وبحمد الله، أن ينالوا من وحدة الرابع عشر من آذار، أو من صلابتها في مواجهة المخاطر والتحديات.

ايها الاصدقاء، يا أهلنا، في كل مكان من لبنان،

عندما تعالت أصوات اللبنانيين، لتنادي برفع يد النظام السوري عن بلدنا، جمعوا الصفوف لتنظيم مسيرة وفاء لهذا النظام.

لم تكن مسيرة وفاء لبشار الأسد فحسب، بل كانت قرارا بتزوير عواطف اللبنانيين، أو بجر فئة من اللبنانيين الى سلوك سبيل العواطف الزائفة، التي وضعوا من خلالها حجر الاساس للانقسام الاهلي القائم.

لقد اتقنوا فنون التعطيل بامتياز. وجعلوا من التعطيل ثقافة عامة، تطال كل شيء.

تعطيل السلطة، وتعطيل الدستور، وتعطيل الاقتصاد، وتعطيل البرلمان، وتعطيل الاسواق، وتعطيل الحكومة، وتعطيل الامن، وتعطيل الطرقات، وتعطيل الحوار، وتعطيل المبادرات، وتعطيل المنطق، وتعطيل الرئاسة... واخيرا تعطيل الجيش وتعطيل باريس-3 الذي امن للبنان مبلغ 7,3مليار دولار بسبب تعطيل المجلس النيابي. حتى الجيش اللبناني أصبح في دائرة الشك، لم يعد فؤاد السنيورة أو سعد الحريري أو أي قيادي في 14 آذار في دائرة الاتهام والتخوين والشك.

الآن جاء دور الجيش، ودور قيادة الجيش، ودور بعض الضباط، الذين يؤخذ عليهم، انهم تجاوزوا الخطوط الحمر لمنطقة نفوذ أحد الاحزاب.

لا ندري اذا كان هناك خط أحمر، أو خط أزرق، في بعض المناطق، ممنوع على الجيش اللبناني ان يتخطاه.

ولا نعلم اذا كانت هناك دولة داخل دولة لبنان، يمكن ان تحدد في هذا الزمن، شروط حركة الجيش على الاراضي اللبنانية.

عندما نقول ان الجيش يجب ان يبقى في موقع الضمانة للسيادة الوطنية وللاستقرار العام، فهذا لا يعني ان يعملوا على جرّ الجيش من شارع الى شارع، وان تصبح وظيفة الجيش، مطاردة أعمال الشغب واطفاء الحرائق والاطارات في الساحات.

إذا كان دور الجيش هو اخماد الفتنة المذهبية والطائفية، فإن استدراج الجيش الى الشوارع هو الفتنة بعينها.

لقد قام الجيش بواجبه الوطني والأمني، طوال الفترة الماضية، ونجح في عدم احراق أصابعه في الصراع الداخلي، ولم يسلم اوراقه لأي طرف، وجسّد الوحدة الوطنية وارادة التوافق بأفضل ما يمكن. بمجرد ان أصبحت قيادة الجيش عنوانا للتوافق، بدأوا الانقلاب عليها، وبدأت سياسة احراق هيبة الجيش، على مرأى ومسمع من جميع اللبنانيين. الآن، هناك حملة على بعض كبار الضباط، تطال بشكل خجول، وربما بشكل غير خجول، قائد الجيش. كما تطال بشكل مباشر رئاسة الاركان، وآخرين.

قبل فترة، سمعنا لائحة شروط سياسية، غريبة عجيبة، بينها وجوب الاتفاق على قائد الجيش الجديد، ومدير المخابرات الجديد، ورؤساء الاجهزة الامنية كافة. وخوفي، في المستقبل ان أي ضابط في المؤسسة العسكرية اللبنانية، لن يكون مقبولا لقيادة الجيش أو لرئاسة أي جهاز أمنى، الا اذا كان مواليا لحزب البعث، أو مواليا للحرس الثوري في ايران، بينما المطلوب هو ان يكون مواليا للبنان، وليس لشيء آخر غير لبنان.

إن نظرتهم إلى الشراكة السياسية والوطنية، هي نظرة تلغي عمليا مبدأ الشراكة من الاساس، وتفتح الابواب أمام أزمات مفتوحة، لا نهاية لها على مستوى ادارة السلطة والشأن العام. نحن نريد مشاركة حقيقية، على كل مستويات القرار الوطني، لا مشاركة على قياس فئة او حزب أو جهة طائفية.

نحن نريد مشاركة تنطلق من مسلمات اتفاق الطائف، لا مشاركة تستهدف النيل من وثيقة الوفاق الوطني، وطرح معادلات سياسية جديدة، من شأنها تحويل لبنان الى اقطاعيات طائفية أبدية. نريد مشاركة تقدم الى اللبنانيين، فرصة مسؤولة لتعزيز النظام الديموقراطي، وارساء قواعد سليمة ومستقرة لتطبيق الدستور، لا مشاركة تعيد تكبيل هذا النظام بمجموعة من الأعراف التي لا تمت بأي صلة الى روح الدستور.

نريد مشاركة توفّر مقومات الرعاية الكاملة لدور الجيش والأجهزة الأمنية على كل الأراضي اللبنانية، لا مشاركة تضع الشروط المسبقة على دور القوى الأمنية والعسكرية، وترسم الخطوط الحمر لمهماتها. نريد مشاركة، تساعد اللبنانيين على حماية قرارهم الوطني المستقل، لا مشاركة تفتح نوافد التدخل السوري والايراني في شؤون لبنان. نريد مشاركة تساعد فعلا وقولا، في منع التوطين، لا مشاركة تغطي مشاريع استيطان الارهاب والتنظيمات المسلحة في العديد من المخيمات والمعسكرات. نريد مشاركة تجدد الثقة بدور الدولة ومؤسساتها، وتساعد على بسط سلطتها في كل الاراضي اللبنانية، لا المشاركة في سلطة وظيفتها تقديم خدمات استراتيجية لبعض الانظمة الاقليمية. نريد مشاركة في كل ما يتصل بإدارة الشأن العام، لا مشاركة تشكل ممرا حكوميا وقانونيا وماليا، لادارة الشؤون الخاصة للطوائف والاحزاب.

هذه هي روح المشاركة التي نريد ان نعمل لها مع شركائنا في الوطن، وهي روح المشاركة التي أرادها اتفاق الطائف، ورسمت خطوطها العريضة في دستور البلاد، وهي نفسها روح المشاركة التي عاشها الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وسقط على دروبها كل شهداء لبنان.

اننا، ايها الاخوة والاخوات، لن نستسلم لليأس، مهما استخدموا من وسائل ترهيب وقتل وتهديد، لن نخلي الساحة لمشاريع السيطرة على لبنان.

قرارنا هو حماية العيش المشترك، واعطاء الفرصة تلو الفرصة، لكل مبادرة، تعيد الاعتبار للمؤسسات الدستورية وفي مقدمتها رئاسة الجمهورية ، ولا تكون ممرا لجعل لبنان ساحة دائمة لتصفية الحسابات الاقليمية والدولية. إنني، أدعو أخوتي وأخواتي وأهلي في كل المناطق اللبنانية، إلى المشاركة في يوم الوفاء للشهيد الرئيس رفيق الحريري، وكل شهداء مسيرة الحرية والسيادة ، يوم الخميس في 14 شباط المقبل، الساعة العاشرة قبل الظهر، نلتقي معا في ساحة الشهداء لنجدد عهد الولاء للبنان. هذه دعوة باسم روح الشهيد رفيق الحريري وأرواح الشهداء الذين سقطوا معه، إلى أهلنا جميعا في العاصمة التي لن تركع بيروت، وفي طرابلس وعكار، والضنية والمنية والقلمون وبشري وزغرتا والكورة والبترون وكلّ جهة من جهات الشمال الحبيب، دعوة إلى الأهل في الجنوب، كلّ الجنوب من صيدا الصابرة إلى شبعا الصامدة، وإلى الأهل في البقاع الغربي وراشيا والبقاع الأوسط والبقاع الشمالي، بلدة بلدة وعشيرة عشيرة، وإلى الأهل والأصدقاء والحلفاء في جبل لبنان، جبل البطريرك مار نصر الله بطرس صفير، وجبل وليد جنبلاط والقوات اللبنانية والكتائب والأحرار والكتلة الوطنية والتجدّد الديموقراطي، جبل الشوف والاقليم والمتن وكسروان وكلّ الأصدقاء الأوفياء في 14 آذار، أدعوكم لاعتبار هذا اليوم، يوما لكل بيت لبناني، لكل رجل وشاب وفتاة وسيدة وطفل، لكل عامل وفلاح ومثقف وطالب ونقابي ورجل أعمال، يوما لكل من يشعر بواجب رد الهجمة عن لبنان، وتجديد الرهان على قيام الدولة، وحماية السلم الأهلي، والانتصار على اليأس. إن باب الخلاص قريب، بإذن الله، ودولة لبنان هي التي ستنتصر في النهاية".

 

حزب الله تعامل مع المقاومين اليساريين مثل إسرائيل.. هجّر عائلاتهم وصفّي الكثير منهم

حوار: أنور عقل ضو .. يعيش اليسار اللبناني حالة من الاحتضار جعلته اسير حركة الاصطفاف الطائفي والمذهبي، بدلاً من ان يكون صمام أمان لنزع فتيل التوترات الطائفية، ووسط السجال الذي استمر سنوات بين الرعيل الأول من اليساريين القدامي والجيل الشاب الاكثر انفتاحاً والذي استمر سجالاً عقيماً يبحث عن جنس الملائكة، أصبح اليساريون خارج دائرة الفعل علي الساحة المحلية ...

حزب الله تعامل مع المقاومين اليساريين مثل إسرائيل.. هجّر عائلاتهم وصفّي الكثير منهم

منير بركات رئيس الحركة اليسارية اللبنانية ل الراية :

المعارضة تحاول الإطاحة بما تبقي من صلاحيات لرئيس الجمهورية

تهديد السلم الأهلي في لبنان لمصلحة دول إقليمية تريده

تجربة الثورة البلشفية وسلطة الحزب الواحد كانت مغالطة تاريخية كبري

الحزب الشيوعي الكلاسيكي أدي خدمته بشرف وعليه الزوال

تاريخ المقاومة لم يعط حقه في لبنان وهناك جزء أساسي منه مزور

أمريكا رفضت إعطاء مساعدات للمعارضة السورية بطلب من إسرائيل

النظام السوري غير قادر علي تطبيق القرار الذي يلتزم به

حوار: أنور عقل ضو .. يعيش اليسار اللبناني حالة من الاحتضار جعلته اسير حركة الاصطفاف الطائفي والمذهبي، بدلاً من ان يكون صمام أمان لنزع فتيل التوترات الطائفية، ووسط السجال الذي استمر سنوات بين الرعيل الأول من اليساريين القدامي والجيل الشاب الاكثر انفتاحاً والذي استمر سجالاً عقيماً يبحث عن جنس الملائكة، أصبح اليساريون خارج دائرة الفعل علي الساحة المحلية.

هذا الأمر دفع باتجاه نشوء حركات يسارية من نوع جديد، تدأب لتأكيد حضور متمايز بعيداً عن صنمية المعتقدات الكلاسيكية الجامدة والمقولبة، في عصر تبدلت فيه معايير النضال واندثرت مصطلحات الماضي في ظل العولمة التي فرضت معطيات جديدة علي مختلف اوجه الحياة من السياسة الي الفكر والمعتقد والثقافة.

ومن اجل الاحاطة بما يجري علي مستوي اليسار اللبناني الذي شكل تاريخيا عامل نهوض وتطوير لبنية النظام، التقت الراية رئيس الحركة اليسارية اللبنانية منير بركات، وكان الحوار التالي الذي اضاء مسائل فكرية وسياسية علي نبض الراهن من احداث في لبنان والمنطقة.

وفي ما يلي نص الحوار:

# لنبدأ من مسألة مهمة، علي صلة بتراجع اليسار الدولي عقب انهيار الاتحاد السوفييتي ومنظومة الدول الاشتراكية، إذ اننا نري انكم مصرون علي المضي في مشروع يساري وسط ظروف غير مؤاتية عربيا ودولياً، فكيف تفسرون هذا الاندفاع نحو تأكيد ما تطمحون اليه استناداً إلي التجربة التي انتهت بانتهاء الاتحاد السوفييتي كمثال ونموذج؟

لكي نؤسس للخارطة الجديدة لمفهوم اليسار علي المستويين الدولي والمحلي، يجب أن نقدم قراءة سريعة لتاريخ هذه الحركة علي الأقل بعد وصولها الي السلطة عقب الثورة البلشفية الكبري سنة 1917، فقد تبين أن هذه الثورة كانت تراهن علي تحصين نفسها وحماية نفسها في ظل متغيرات كانت تشهدها اوروبا، وتحديداً في المانيا والمجر كحديقة خلفية للثورة البلشفية، فاوروبا - رغم التطور الصناعي فيها والحضور الكبير للطبقة العاملة - خذلت الثورة الروسية لجهة عدم امكانية تحقيق اي تحول او اي انجاز علي هذا المستوي، فانتقل الحزب الشيوعي الروسي والثورة البلشفية الي التحالف مع الشرق، من خلال التحالف مع الحركات القومية، وتحديداً في الصين وايضاً في تركيا مع مصطفي كمال اتاتورك ومصر وسوريا لاحقاً، وكان يطغي التحالف علي اساس التحرر القومي علي حساب العامل الطبقي الاجتماعي والعامل الوطني، بمعني انه وقع التباس وخلط ما بين الولاء الأممي وبين العلاقة القومية الطبقية الوطنية. وتبين أن تجربة الثورة البلشفية التي وصلت الي السلطة وضربت الرأي المخالف وأكدت علي سلطة الحزب الواحد وعلي العنف الثوري في الانتقال لثورة كانت مغالطة تاريخية كبري، وقف ضدها الكثير من الاحزاب الشيوعية الكبيرة في فرنسا وإيطاليا، بينما الاحزاب الصغيرة او اليسار الموجود في بلدان صغيرة كلبنان وغيره، كانت مواقفه مواقف نقدية خجولة لا تؤثر علي مسار الحزب الشيوعي الروسي والسوفييتي لاحقا، ولا تؤثر علي قرارات الكومنترن (القيادة العليا للأحزاب الشيوعية)، وغير قادرة علي تحديد هوية مستقلة عن الكومنترن بسبب صغر حجمها وحاجتها الي الدعم السياسي والمادي ووهج الثورة الاشتراكية في تلك الفترة، فيما علي المستوي النظري كان المطلوب أن يحصل التحول بشكل ديموقراطي علي غرار تجربة الحزب الشيوعي الايطالي بزعامة برلنغوير الذي اكد علي التسوية التاريخية بين الطبقة العاملة والرأسمالية وان هناك امكانية للتعايش بين المصالح، ويحصل التحول علي هذا الاساس. أعني بذلك أنه لانهاء العنف الثوري والتحول القسري وسلطة الحزب الواحد، يجب ان نؤكد مقاربة ما بين انتقال السلطة الرأسمالية من رحم الاقطاع بشكل طبيعي بعد تكوُّن الصناعة والطبقة العاملة، وأن يتم الانتقال بقانون واضح من المجتمع الرأسمالي بتشكل علاقات اشتراكية داخل المجتمع الرأسمالي من اجل الانتقال باتجاه المجتمع الاشتراكي، وهذا ما لم يحدث في تاريخ حركات اليسار، وأصبح اليسار ملحقاً بالموقف الاممي ومصالح الاتحاد السوفييتي، والدليل علي ذلك ان ثمة الكثير من المصالح الوطنية لكل دولة بما فيها لبنان تتناقض مع مصالح الاتحاد السوفييتي كان يتم اجهاضها، وأعطي مثلاً انه في لبنان عندما حصل اضراب عمال الكهرباء ضد حكومة الرئيس الراحل رشيد كرامي في الستينيات، تبين ان موقف الاتحاد السوفييتي من الاضراب كان سلبياً لانه اعتبره اضراباً سياسياً ضد حليفه آنذاك رشيد كرامي، لذلك وقف الحزب الشيوعي اللبناني والذي كان يعتبر أساس وطليعة اليسار في تلك الفترة ضد الاضراب العمالي، وفي الكثير من القضايا التي كانت تتناقض مع القضايا الوطنية والطبقية كان اليسار ينفذ مصالح الاتحاد السوفييتي. هذه قراءة تأسيسية أولية لم تأخذ حقها بعد من النقاش.

# توالد حركة اليسار الديموقراطي الممثلة في البرلمان اللبناني بالنائب الياس عطالله، ومن ثم انبثاق "الحركة اليسارية اللبنانية" لا يمكن توصيفه علي أنه ظاهرة صحية بقدر ما هو انعكاس لأزمة اليسار الدولي والعربي عموماً واللبناني بشكل خاص، لا سيما وأن اليسار اللبناني شكل رافعة أساسية للنهوض بالعمل القومي في مراحل تاريخية معينة، فيما نراه اليوم يعاني تشرذماً علي مستوي الفكر والأهداف والتطلعات، هل ثمة قراءة نقدية علي مستوي حركتكم توجز أسباب هذا التراجع؟

أردت ان اقدم هذه المطالعة النقدية السريعة، لكي اسحب هذا المدخل في القراءة التاريخية علي الوضع اللبناني، دون اغفال بأنه عندما كان يقمع الشيوعيون واليسار علي يد مصطفي كمال في تركيا لم يحرك الاتحاد السوفييتي ساكناً، وكذلك الأمر عندما تعرض الشيوعيون للقمع في مصر وفي سوريا، او عندما ضربت وسحقت الحركة الوطنية في لبنان، كان ثمة توافق سوفييتي - امريكي - اسرائيلي علي الدخول السوري الي لبنان، واؤكد ان مصالح هذه الدول ولو تضاربت تظل هي الاساس في تحديد الخيارات السياسية، وانهار هذا المفهوم بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، وتغيرت الكثير من المسائل وطفت الي السطح التغيرات الجذرية في المفاهيم الفكرية والسياسية والتنظيمية وصولاً الي اسم اليسار نفسه، الذي كان يتجسد في الشيوعية بقرار قسري من الكومنترن، حيث فرض علي كل الاحزاب اليسارية الالتزام ببنود محددة بما فيها الاسم، فالحزب الشيوعي اللبناني علي سبيل المثال كان قد تأسس باسم حزب الشعب آخذا بعين الاعتبار العوامل الدينية والموضوعية في المنطقة العربية، الا ان الكومنترن رفض القبول باسم الحزب، وهنا اؤكد علي وصاية مركز القرار الاممي علي حرية الاحزاب الصغيرة، انطلاقاً من ذلك عاش اليسار اللبناني حالات نهوض كبيرة في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، وجاءت الثورة الفلسطينية كعامل خارجي عن العامل الوطني لتكون المحرك الاساس للخطة السياسية لليسار، وهنا كانت ثمة خطيئة كبري وليس حالة نهوض - كما اسميتها في السؤال - لانه تبين اننا دفعنا ثمن المراهنة علي المستوي الفوق وطني المرتبط بالعامل القومي وتحديداً الفلسطيني، تماما كما كان الولاء اكبر للعامل الاممي سابقاً، فالعامل الفلسطيني الذي نهضت بين ظهرانيه الحركة الوطنية اللبنانية واليسار، تم الاستقواء به من اجل التغيير الداخلي والانتصار علي الاطراف الآخرين، خصوصاً في ظل نظام المحاصصة الطائفية الذي كان قائماً.

# بعد هذه المطالعة النقدية، ما هو الجديد في خطابكم اليساري؟

الجديد في خيارنا اليساري كان تصدر القضية الوطنية خطنا السياسي، الذي له علاقة ببناء الدولة، هناك مفهوم لتحديد الهوية الوطنية يبدأ اولا بترسيم حدود لبنان وبناء الدولة، وثانيا هناك عامل آخر وهو حق الامم بتقرير مصيرها، وينطبق علي الواقع اللبناني مفهوم الامة، باللغة المشتركة، التاريخ المشترك، الوحدة الاقتصادية والثقافة رغم التنوع، ولذلك أي مس بعامل من هذه العوامل من ضمن هذه المعادلة يؤدي الي انهيار الكيان. وجاءت القراءة بنتيجة بعد ان وافق عليها الفريق الآخر المسيحي، بأن لبنان عربي الانتماء والهوية، وهذه مسألة كانت موضع التباس وحمالة اوجه، ووافق المسيحيون ايضاً علي ان اسرائيل بلد عدو ووافقوا علي التخلي عن الامتيازات الطائفية لمصلحة المشاركة بالمناصفة في لبنان، واصبح القرار مشتركا بين المسلمين والمسيحيين في السلطة التنفيذية، اي مجلس الوزراء.

# بعيداً عن القضية الوطنية، لقد شهدت ساحة الصراع بين قوي اليسار اللبناني نزاعاً بين تيار متشدد وآخر منفتح، ولكن هذا الصراع بدلاً من أن يبلور صيغة للتعايش وفق قواسم مشتركة، ساهم في هدم البنيان فوق رؤوس الجميع. اين انتم الآن كحركة يسارية لبنانية؟

بذور الحركة اليسارية اللبنانية كانت موجودة، وقناعتنا أن الحزب الشيوعي الكلاسيكي أدي خدمته بشرف وعليه الزوال، ليس بالضرورة بقرار ميكانيكي، بمعني كما قال الامين العام السابق للحزب الشهيد جورج حاوي بان "إكرام الميت دفنه"، وانه يجب رسم خارطة جديدة لليسار بالاسم والخط السياسي والتنظيم والفكر، والتراكمات التاريخية التي عرضت بعضاً منها، هي سبب من الاسباب غير المباشرة لانتاج حركة يسارية من نوع جديد، ولكن الاسباب المباشرة مرتبطة بموضوع القضية الوطنية بشروط وعناصر بناء الوطن، بان لبنان اولاً، ربطاً بموضوع الدولة وترسيم الحدود والعلاقات الدبلوماسية معسوريا والموضوع المتصل بقرار السلم والحرب المفترض ان يكون منوطاً بالسلطة المركزية والجيش الواحد. ووجدنا أن الاحزاب الكلاسيكية ومن بينها الحزب الشيوعي اللبناني ما زال يضع العربة امام الحصان، اعني بذلك تماماً كما فعل الحزب الشيوعي الجزائري الذي تحول الي "حزب الطليعة والاشتراكية" عندما كان غير منخرط بمواجهة الفرنسيين في ثورة المليون شهيد، فدعا في ظل المعركة ضد الاحتلال الفرنسي الي معركة مطلبية من اجل تخفيض سعر اللحوم. وهذا حال الحزب الشيوعي اللبناني الذي لم يطرح المواجهة معركة الاستقلال والسيادة في مواجهة السوريين وان يكون في قلبها، نراه يطرح موضوع الغاء الطائفية السياسية او تغيير الصيغة اللبنانية، فبدلاً من ان يكون في قلب معركة السيادة والاستقلال من قوي الوصاية التي تهدد استقلال لبنان ومقومات استمراره، نراه ما يزال خارجها.

# نعلم انك كنت في فترة من الفترات مسؤولاً عن الخلايا العسكرية النائمة التي تشكلت قبيل الاجتياح الاسرائيلي 1982 كحدث متوقع، بتكليف مباشر من امين عام الحزب الشيوعي الراحل جورج حاوي، وشكل اليسار طليعة المواجهة ضد اسرائيل وقدم قافلة كبيرة من الشهداء والاستشهاديين، قبل ان يتراجع ويختفي دوره عن ساحة العمل العسكري لصالح المقاومة الاسلامية بقيادة "حزب الله"، ما هو سبب هذا التراجع؟

اؤكد في هذا المجال ان تاريخ المقاومة لم يعط حقه في لبنان، وهناك جزء اساسي منه مزور، نعم، اسسنا باشراف القائد الشهيد جورج حاوي جهازا سريا سمي ب "القوات السرية القتالية" وكنت المسؤول المباشر عن هذه القوات في محافظة جبل لبنان وهي تشكل صلة الوصل بين الجنوب وبيروت والبقاع، وكان حاوي قد استشرف نتيجة الصراع مع العدو الاسرائيلي بأنه سيأتي يوم وتحتل فيه اسرائيل لبنان، ولا بد من تشكيل نواة قائمة وجاهزة للتصدي لهذا الاحتلال، وهذا ما حصل، فهذه الخلايا النائمة كانت جاهزة ومستعدة، وكانت خارج اطار العمل السياسي والحزبي، وبعد الاجتياح كانت المواجهات مع العدو الاسرائيلي، وهذا ما قاله الشهيد جورج بعد قرار طردي من الحزب الشيوعي اللبناني بعد مشاركتي مع مجموعة من الكوادر بانتفاضة 14 آذار، في صحيفة "صدي البلد" اللبنانية قبيل استشهاده، بانه كان المشرف المباشر علي عملي كمسؤول في جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، وبدأت المعارك في الجبل حتي قبل دخول الجيش الاسرائيلي الي العاصمة بيروت، وقبل ان تطلق جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية التي تم الاعلان عنها بعد العملية العسكرية الاولي في بيروت في بيان مشترك صاغه الشهيد جورج حاوي وامين عام منظمة العمل الشيوعي محسن ابراهيم من منزل الشهيد كمال جنبلاط في 16 سبتمبر 1982، فيما كانت العمليات العسكرية ضد الاحتلال قد انطلقت عندما كان الجيش الاسرائيلي يحاصر بيروت لمدة تسعين يوماً، وهي كانت تمثل حركة ثورية من نوع جديد. أما لماذا تراجع عمل جبهة المقاومة ووصلنا الي ما وصلنا اليه، فقد اتخذ قرار اقليمي سوري ومن السلطة اللبنانية السابقة الموالية لسوريا، بأنه يجب ان تكون الوكالة الحصرية - بالاضافة الي ايران، للمذهب الشيعي ول "حزب الله"، وذلك لكي يعطوا المقاومة طابع المشروع المذهبي، كي لا تتمكن جبهة المقاومة اللبنانية بعد الانتصار من أن يتجمع حولها الشعب اللبناني بكل مكوناته، للحؤول دون ولادة هوية وطنية جديدة ونظام سياسي تلتف حوله كل الطوائف والقوي السياسية، وتطويب الانتصار والتحرير ل "حزب الله" كان الهدف منه ايضاً استنفار الطوائف الاخري علي اساس مذهبي بهدف تأبيد الصراع الداخلي في لبنان لصالح الدول الاقليمية، اي تأبيد التفكك والتفتت والصراع المذهبي...

# ثمة من يقول انكم تعرضتم لاعتداءات خلال اداء مهمات عسكرية في الجنوب من قبل المقاومة الاسلامية؟

نعم، "حزب الله" الذي نعترف بدوره البطولي الذي استكمل عمليات المواجهة ضد الاحتلال الاسرائيلي التي بدأتها جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية وتمكنت من تحرير ثلثي الاراضي المحتلة، تعامل مع المقاومين اليساريين كما تعامل مع العدو الاسرائيلي، وقام بتهجير عائلات المقاومين وبتصفية الكثير من المقاومين بعد تنفيذهم العمليات العسكرية، وهناك اسماء كثيرة لشهداء قضوا بعد عودتهم من مهمات عسكرية، من بينهم الشهيد خضر جوني الذي نفذ عملية داخل احد مركز الاحتلال الاسرائيلي، وفي طريق العودة عبر مدينة صور الي بلدته العباسية تم اغتياله علي طريق البلدة. والهدف كله كان واضحاً، وهو استخدام لبنان من قبل قوي اقليمية علي حساب مصالحه.

# أين انتم ورغم هذا التاريخ النضالي في جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية من المواجهة مع العدو الاسرائيلي؟

قلنا ان اول من انتج المقاومة هو اليسار اللبناني، ونحن كنا في قلب هذه المقاومة، ولكن منعنا بقرار سياسي ومالي وامني من قبل ايران وسوريا والسلطة اللبنانية السابقة المتحالفة معهما، وعبر "حزب الله" من ان نقوم بدورنا، ونحن لدينا موقف واضح من هذا العدو الصهيوني بما يمثل من جسم مصطنع غريب زرع في منطقتنا العربية، ونحن في موقف رافض لما يتعرض له شعبنا المقاوم في غزة الجريحة، ونعتبر مراهننا الآن علي الدولة، ولا سيما بعد ان لعب الجيش اللبناني دورا اساسياً في معركة التحرير وفي رفد المقاومة في معركة التحرير سنة 2000 بالصمود والدفاع عن الاراضي اللبنانية، ونحن نطالب بان يكون الدور الاساسي للجيش ولقوي المقاومة التي يمكن ان تكون جزءاً لا يتجزأ من الجيش بآليات معينة وتركيب تنظيمي معين نتفق عليه كلبنانيين، ويكون قرار الحرب والسلم بيد السلطة، بمواجهة العدو الاسرائيلي في غياب الدور الاقليمي بما فيه الدور السوري الذي يمارس التطبيع غير المعلن مع اسرائيل، الذي يريد وبكل اسف في كل مكان وزمان ان يكون الوضع اللبناني متفلتا داخلياً وعلي مستوي الحدود لكي يحسن شروطه بالتفاوض، أعني بذلك انه يريد ان يقاتل بنا ويفاوض عنا، فلماذا الشعب اللبناني عليه ان يدفع الثمن؟ ولا يعني ذلك ان اسرائيل لم تعد عدواً، ونستغرب ايضاً انه علي صعيد ما تبقي من اراض لبنانية محتلة في مزارع شبعا، يتوافق الاسرائيلي والسوري علي عدم اعطاء صك واعتراف بانها ارض لبنانية، وكل منهما علي حدة، الاسرائيلي يرفض الترسيم من قبل المختصين من الامم المتحدة، والسوري يرفض اعطاء وثيقة مرتبطة بقانون قائم في الامم المتحدة لتأكيد لبنانية المزارع لكي نتمكن من نزعها بقوة السلاح وتبرير المقاومة المسلحة او نتمكن من استرجاعها بالطرق الدبلوماسية.

# استطراداً، ما هي الافكار المكونة للحركة اليسارية اللبنانية؟

حركتنا بالاساس حركة سياسية، وننهل من كل الافكار وكل الفلسفات الايجابية، وجزء منها الماركسية علي قاعدة قانون الجدل والتفاعل، من اجل انتاج خطتنا السياسية، بمعني اننا لم نلتزم بجبريات قانونية وحتميات حادة كالتي تطرحها بعض القوانين الماركسية، لان الدخول في نفق الفكر موضوع عميق جداً ويؤدي الي البلبلة وعدم الاستقرار، لذلك ارتأينا ان تكون حركتنا اليسارية مرتبطة بتحديد مفهومنا اليساري الذي له علاقة ببناء الدولة والمواطنية وصولاً للعلمنة مروراً باستقلالية القضاء ونظام ضرائبي عادل، بمعني ان تكون حركتنا اولا وجهتها حركة سياسية وثانياً ننهل من كل الافكار من فكر ماركس وجمال عبد الناصر وكمال جنبلاط.

# يؤخذ عليكم انكم ملحقون بالنائب وليد جنبلاط، حتي ان الفنان اليساري زياد الرحباني نعتكم في مقالة له في احدي الصحف المحلية باسم "منير جنبلاط بركات"، كيف تردون علي من يصنفكم في هذه الخانة؟

لقد حاول البعض توظيف الحضور المؤثر للرحباني وغيره لرشق الحجارة علي شجرتنا المثمرة، نحن ما زلنا نحافظ علي التراث اليساري في لبنان بالعلاقة مع كمال جنبلاط...

# لكن ثمة فارقاً بين كمال جنبلاط وقيادة نجله النائب وليد جنبلاط في السياسة والمعطيات المحلية؟

هناك نقاط اتفاق ونقاط خلاف مع النائب وليد جنبلاط، ولكن وليد جنبلاط وضع القضية الوطنية اللبنانية واستقلال لبنان وسيادته في صدارة موقفه السياسي، ويتبين ان الحزب الشيوعي الذي كان الاولي بهذا الموضوع لا يزال في المكان الآخر وفي نفق الحرب القديمة، ولا يزال متمسكاً بالشعارات الخشبية المرتبطة بالممانعة والتحرير والوحدة، والمؤسف انني اريد ان اتوجه بسؤال الي قوي 8 آذار في لبنان، ونحن قمنا بانتفاضة علي الحزب الشيوعي واسسنا حركتنا لاننا اعتبرنا ان انتفاضة 14 آذار تمثل منعطفاً ومفصلا تاريخياً في حياة لبنان وثمة محاولات مستمرة لمصادرته وتقسيمه، كيف تدعي قوي 8 آذار باننا موالون لامريكا واسرائيل، في وقت هناك اثباتات جدية كيف ان رئيس وزراء العدو ايهود اولمرت حامي النظام السوري الذي يشكل المرجع الاساس بالنسبة اليكم.

# بأي معني؟

صدر أكثر من تصريح عن القيادة الاسرائيلية قبل "انابوليس" وبعدها، يقول بان النظام السوري يجب ان تكون اولوية الحل معه، وهو الاقل خطراً من غيره، والنظام السوري هو وحده القادر علي خنق "حزب الله" وترتيب الوضع في لبنان، والنظام السوري يهمه لبنان اكثر من الجولان، فضلاً عن ان امريكا رفضت اعطاء مساعدات للمعارضة السورية بطلب من اسرائيل. ونريد تفسيراً حول دور ابراهيم سليمان وايرلين سبيكتر الذي يؤكد ويشجع علي حل بالاولوية لمصلحة سوريا علي حساب العراق ولبنان وفلسطين...

# لبنان امام منعطف خطير، وثمة مخاوف حقيقية من الوصول الي الانفجار خصوصاً بعد فشل كل المبادرات وبعد فشل المبادرة العربية الاخيرة، ما هي رؤيتكم كحركة سياسية علي صلة بتداعيات المشهد السياسي الحالي؟

لقد تبين خلال المبادرة الفرنسية، ان النظام السوري غير قادر علي اتخاذ قرار منفرد لانه اصبح هناك "لوبي" ايراني داخل بنية النظام، من حركة التشيع الي الاموال بمراكز القوي داخل السلطة ووجود الحرس الثوري وشبكات الصواريخ حول دمشق، فاصبح هناك تأثير جعل من النظام السوري غير قادر علي تطبيق القرار الذي يلتزم به، فضلاً عن ان هذا النظام والقوي الموالية له بلبنان يريد اسقاط المحكمة الدولية او الفراغ، ويريد الثلث المعطل للتحكم بمفاصل السلطة او الفراغ، ويريد عودة نفوذه واما الفراغ. لذلك عندما نفكر بالحل في لبنان بما في ذلك مبادرة الدكتور عمرو موسي، يتبين ان المثالثة (علي مستوي تشكيل الحكومة) التي تم طرحها في المبادرة هي من اجل منع الاكثرية من اتخاذ القرار ومنع الاقلية من التعطيل واعطاء العنصر الوازن والراجح لرئيس الجمهورية، فتبين أن المعارضة رفضت ايضاً هذا الحل، وتحاول الاطاحة بما تبقي من صلاحيات لرئيس الجمهورية. بالرغم من ان العماد ميشال سليمان يعتبر رئيساً توافقياً وعلي مسافة واحدة من الجميع، ولعب دوراً وطنيا كبيراً ضد اسرائيل وعصابات "فتح الاسلام" في نهر البارد. لذلك في حال تم نسف مبادرة عمرو موسي التي هي الآن عند حافة الهاوية، فان لبنان مهدد نتيجة تداخل الكثير من العناصر الاقليمية والدولية فيه. ونحن نطالب ونصر علي السلم الاهلي، وتهديد السلم في لبنان هو لمصلحة دول اقليمية، تريده ساحة استباقية لمواجهة اسرائيل وامريكا، واي تعديلات اساسية في اتفاق "الطائف" ستعيد اسباب الحرب الاهلية الي لبنان.

# هل تتخوفون علي السلم في لبنان؟

قد نصل الي انفجارات امنية كالسابق، يمكن ان تؤدي الي حرب، وهذه مسألة مرتبطة بالتسوية في المنطقة (...).