المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة أخبار يوم 26 كانون الأول/2008

 

إنجيل القدّيس متّى .15-11:11

الحَقَّ أَقولُ لَكم: لم يَظهَرْ في أَولادِ النِّساءِِ أَكبَرُ مِن يُوحَنَّا المَعمَدان، ولكنَّ الأَصغَرَ في مَلَكوتِ السَّمَواتِ أَكبرُ مِنه. فمُنذُ أَيَّامِ يُوحنَّا المَعْمَدانِ إِلى اليَومِ مَلَكوتُ السَّمواتِ يُؤخَذُ بِالجِهاد، والمُجاهِدونَ يَختَطِفونَه. فَجَميعُ الأَنبِياءِ قد تَنَبَّأوا، وكذلك الشَّريعة، حتَّى يُوحَنَّا. فإِن شِئتُم أَن تَفهَموا، فهُو إِيلِيَّا الَّذي سيَأتي. مَن كان لَه أُذُنانِ فَلْيَسمَعْ !

 

الجيش يفكك سبعة صواريخ كاتيوشا موجهة نحو اسرائيل

عثرت قوة من الجيش اللبناني في الناقورة اليوم (الخميس) على سبعة صواريخ كاتيوشا مجهزة للاطلاق وموجهة باتجاه اسرائيل. وعلى الفور، عمدت القوة الى تفكيكها وفرضت طوقا امنيا على المنطقة. وهذه ليست المرة الاولى التي يعثر فيها وحدات الجيش على صواريخ موجهة باتجاه اسرائيل، وسبق أن فكك الجيش خلال العام 2007 العديد منها.

 

الجيش يجري تفتيشا واسعا بعد العثور على 8 صورايخ كاتيوشيا شمال الناقورة

وطنية-25/12/2008 (أمن) صدر عن قيادة الجيش- مديرية التوجيه البيان التالي: بعد ظهر اليوم عثرت قوى الجيش في المنطقة الواقعة شمال الناقورة على ثمانية صواريخ من نوع كاتيوشا، من مختلف الاحجام والعيارات، مجهزة للاطلاق وموجهة نحو الاراضي الفلسطينية المحتلة. قام الخبير العسكري بتعطيلها، ومن ثم نقلها من مكانها. اجرت قوى الجيش تفتيشا واسعا في المنطقة المذكورة وفي محيطها، وتم التأكد من خلوها من صواريخ اخرى. كما ان هذه القوى ستقوم بعمليات تفتيش لاحقا، وفي نطاق أوسع، مع قوات الامم المتحدة "اليونيفيل".

 

بوزيان : "اليونيفيل" تعاونت مع الجيش اللبناني في مسألة

نزع الكاتيوشا وغراتسيانو على اتصال بالجيش والجانب الاسرائيلي

وطنية-25/12/2008 (امن) اعلنت الناطقة عن قوات الطوارئ الدولية، العاملة في الجنوب "اليونيفيل" ياسمين بوزيان،"ان الجيش اللبناني، عثر اليوم شمالي شرق الناقورة، على ثمانية صواريخ، معدة للاطلاق موجهة جنوبا". واشارت الى "ان اليونيفيل" ارسلت الى المنطقة فرق نزع المعدات المتفجرة، ووضعتها بتصرف الجيش اللبناني ،الذي عمل على تفكيك الصواريخ. كما ارسل فريق ميداني لمساعدة الجيش اللبناني في التحقيق بالحادثة". واوضحت ان "اليونيفيل" والجبش اللبناني نشرا قوات اضافية وعززا دورياتهما لضبط الامن.مشيرة الى ان قائد قوات "اليونيفيل" اللواء كلاوديو غراتسيانو، ظل على اتصال مع كبار ممثلي الجيش اللبناني والجانب الاسرائيلي بهذا الشأن".

 

طائرات خاصة وزوارق سياحية تنقل السلاح والعتاد إلى "حزب الله" في مطار بيروت والساحل الجنوبي

"لأن الدولة اللبنانية سقطت أمنيا في اجتياح بيروت" 

لندن - كتب حميد غريافي/السياسة

تقاطعت معلومات أوساط أمنية لبنانية سابقة في بيروت, مع تقرير استخباري أوروبي في لندن امس حول "استمرار حزب الله في تلقي اسلحة ومعدات وذخائر عبر ثغرات خطيرة, في مطار بيروت ومواقع يسيطر عليها الحزب على شاطئ الاوزاعي امتداداً الى معظم الساحل اللبناني الجنوبي وهي "اسلحة وذخائر ومكونات الكترونية للمراقبتين النهارية والليلية" حسب التقرير جرى شراؤها مباشرة من شركات اوروبية شرقية وغربية على يد تجار سلاح ووسطاء لبنانيين وعرب واجانب يشكلون شركات وهمية عدة في قبرص وايطاليا واليونان وهنغاريا بتمويل من الحزب مباشرة او من البعثات الديبلوماسية الايرانية فيها".

وكشفت الاوساط اللبنانية النقاب ل¯ "السياسة" في اتصال بها من لندن امس عن ان "طائرات نفاثة صغيرة ومتوسطة الحجم يمتلكها بعض هؤلاء التجار والوسطاء, وبعضهم خليجي عربي, تهبط في احد مدارج مطار رفيق الحريري الدولي الملاصق لاحد المربعات الامنية التابعة لحزب الله في الضاحية الجنوبية من بيروت حيث تنقل حمولاتها من المعدات العسكرية الى شاحنات مدنية ومن هناك الى مواقع الحزب في الضاحية وان احد اجهزة امن المطار الرسمية يغطي بعدد من عناصره هذه العمليات التي كان اخرها في الثاني من هذا الشهر, بعد اخلاء نهاية المدرج المذكور من اي حركة جوية او موظفين امنيين او مدنيين في المطار".

وقال التقرير الاوروبي الاستخباري الذي اطلعت "السياسة" على بعض ما ورد فيه حول عمليات التهريب هذه, "ان نقل السلاح والمعدات المشتراة من الدول الاوروبية والقابعة عبر تلك الطائرات الخاصة الى مطار الحريري وبواسطة زوارق متوسطة الحجم وبعضها سياحي مملوك من اثرياء شيعة في افريقيا واوروبا وبعض العواصم الخليجية تفرغ حمولاتها ليلا في بعض الثغور البحرية الممتدة من الاوزاعي حتى اقصى الجنوب مرورا بالمركز الاساسي قرب بلدة الجية الساحلية, تضاعف (نقل السلاح) عدة مرات منذ السابع من (مايو) الماضي الذي شهد اجتياح المئات من عناصر الحزب وحركة امل والمجموعات السورية التابعة لهما وخصوصا الحزب السوري القومي الاجتماعي وحزب البعث بيروت على اثر فشل الحكومة اللبنانية في السيطرة على شبكات الاتصال التي انشأها على مختلف اراضي البلاد, ما منحه الهيمنة التامة على جزء من مطار بيروت بعد اخفاق الحكومة الثاني في نقل مدير امن المطار اللواء رفيق شقير اثر العثور على كاميرا مزروعة في قلب المطار لمراقبة الحركة الجوية والطائرات والركاب القادمين والمغادرين, وانه مذ ذاك الحين زرع حزب الله في ارجاء المطار اكثر من عشر كاميرات مراقبة".

واكدت المصادر الامنية اللبنانية السابقة ان "الدولة اللبنانية سقطت امنيا بكل ما للعبارة من معنى منذ غزوتي 7 مايو لبيروت وبعض الجبل الدرزي بدليل ان القوى اللبنانية المسلحة لم تتدخل ضد الاجتياح ولم تفتح حتى الان بعد مضي نحو سبعة اشهر اي تحقيق حول مفاعيله وتداعياته, ما جعل حزب الله يستغل هذا التقصير المخيف لفرض امنه الخاص على مرافق الدولة الحساسة وابعاد اي تدخل لها في عملياته اللوجستية حتى في مناطق جنوب الليطاني التي حظر القرار 1701 عودة عناصره اليها".

ونقل احد المسؤولين البريطانيين في شعبة مكافحة الارهاب في لندن عن قادة في الفرقتين العسكريتين الايطالية والاسبانية المنتشرتين في جنوب لبنان وعن ملحق عسكري الماني في احدى العواصم الاوروبية تأكيدهم ان "وتيرة تهريب السلاح من سورية الى حزب الله في مناطق البقاع الغربية والوسطى والشمالية ارتفعت بحدة منذ اب (اغسطس) الماضي بعدما عرضت اسرائيل عضلاتها في مناوراتها المتكررة على الحدود اللبنانية تحسبا لان تشن حربا على لبنان, وان عمليات التهريب تلك تضمنت لاول مرة انظمة دفاعية صاروخية من طراز ارض - جو المضادة للطائرات كانت ايران اماطت عنها اللثام خلال مناوراتها هي الاخرى التي اجرتها في الاشهر القليلة السابقة قبالة دول الخليج وفي مياهه".

وقال المسؤول البريطاني ل¯ "السياسة" ان جماعات حزب الله "تمكنت من نصب ما لا يقل عن ست قواعد اطلاق صواريخ ارض - جو منذ اغسطس في المنحدرات الجبلية باتجاه البقاع على سلسلة الجبال اللبنانية الغربية التي تفصله عن الساحل رغم الحملة التي اثارها عدد من قادة 14 اذار يومذاك على تواجد تلك الجماعات في مرتفعات جبيل ومنحدرات عيون السيمان وصولا الى اقصى الشمال اللبناني".

وذكر المسؤول ان الاسرائيليين "ابلغوا حلفاءهم الاوروبيين وقيادة حلف شمال الاطلسي بمواقع بعض هذه القواعد الصاروخية المضادة للطائرات, مؤكدين لهم ان هذا العمل يشكل الخرق الاكثر دراماتيكية للقرار 1701 الذي اوقف حرب (يوليو) 2006 ويعرض مؤسسات الدولة اللبنانية العسكرية والامنية والسياسية لشمولها بأي حرب جديدة لان تلك المؤسسات - حسب الاسرائيليين - تعلم علم اليقين بوجود البطاريات الصاروخية هذه ولا تفعل حيالها اي شيء".

 

العلم السوري ارتفع على السفارة السورية واصبحت جاهزة للإفتتاح

المنار/ ذكر تلفزيون "المنار"، التابع لحزب الله، أنه رفع اليوم العلم السوري على مقر مبنى السفارة في شارع المقدسي في الحمرا, ايذانا بانطلاق الاعمال رسمياً يوم غد الجمعة بعد انتهاء وضع اللمسات الأخيرة عليه. فالعلم السوري رفع اخيراً فوق المبنى الذي تقع فيه السفارة السورية في لبنان في شارع المقدسي بالعاصمة بيروت بعد ان خضع للمسات الاخيرة قبل رفعه. عمال من الجالية السورية جهدوا حتى ساعة متأخرة من مساء الخميس لانجاز أعمال "التشطيب" النهائية.

وعلى مدخل السفارة لوحة تحمل اسم الجمهورية العربية السورية, وسارية تجهز على مستوى الطابق الأول ليرفع عليها العلم. وفي الداخل استكملت التجهيزات من ناحية الاضاءة والترتيبات المكتبية حسبما علمت "المنار" من المتعهد السوري المشرف على الأعمال, وكل شيء بات جاهزا للافتتاح الرسمي للسفارة بحدود يوم الاثنين المقبل بعد انقضاء عطلة عيد الميلاد في كلا البلدين. وفي الختام كان رفع العلم في سماء بيروت فوق أول سفارة سورية في لبنان.

 

اسرار الصحف الصادرة صباح اليوم الخميس 25 كانون الاول 2008 (عيد الميلاد المجيد

كل عام وانتم بخير

الشرق

وزير من خارج المجلس النيابي اعترف امام مناصريه ان الخط السياسي الذي يمثله يراهن على الفوز في الانتخابات المقبلة والا "سيكون مصيره الاندثار"!

حزبي توقع اندفاعة مغتربين باتجاه لبنان للمشاركة في الانتخابات النيابية جراء الضغوط النفسية التي يتعرضون لها من أكثر من جانب سياسي حزبي.

سياسي شمالي يتحدث عن تحالفات انتخابية مختلفة جذرياً عما حصل في انتخابات العام 2005

السفير

قال مرجع كبير سابق تعليقاً على اجتماعات هيئة الحوار في القصر الجمهوري إنه يستغرب البحث في قضايا السياسة الدفاعية بغياب المجلس الأعلى للدفاع وغياب وزير الدفاع وقائد الجيش.

تلقت مصادر وزارية معلومات أن دولة خليجية قررت إرسال لجنة خاصة لمتابعة أكثر من قضية خاصة وعامة حول أموال أرسلت إلى مؤسسات دينية ومؤسسات رسمية.

لم تتوصل اتصالات بين شخصيات محسوبة على جهة سياسية كبـيرة وأخرى مستقلة إلى الاتفـاق على تشكيل لائحة إحدى دوائر جبل لبنان الانتخابية.

النهار

اغتنم الرئيس ميشال سليمان مناسبة اتصاله بالبطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير لمعايدته للتحدث معه عن زيارة النائب السابق سليمان فرنجيه لبكركي لان هذه الزيارة تمهّد لاستكمال المصالحة المسيحية - المسيحية.

يعتقد ديبلوماسي عربي ان السلام بين سوريا واسرائيل قد يتحقق قبل ان يتوصل المتحاورون في لبنان الى اتفاق على "الاستراتيجية الدفاعية" التي لا مال متوافراً لها حتى في حال الاتفاق عليها.

تبين من الحوار الذي جرى في لقاء بين جنبلاط وارسلان وقول الاخير انه طلب من سوريا منع وئام وهاب من الترشح في بعبدا، ان سوريا لا تتدخل في الانتخابات!!

المستقبل

تردد ان جهات امنية حزبية تحقق منذ فترة طويلة مع مرافق لوزير سابق من فريق حليف على خلفية ارتباط المرافق بجهة استخباراتية معادية.

ذكر ان حزباً كبيراً يمرر معلومات تتعلق بمهربين وتجار ممنوعات الى ضابط مقرّب وذلك بهدف تعزيز الضابط وموقعه الوظيفي.

اكدت اوساط متابعة ان تصوراً استراتيجياً طرحه رئيس فريق من الاكثرية مؤخراً اربك رئيس احد التيارات ما انعكس على تعليقات نواب من كتلته.

البيرق

تجري مساع بعيدا عن الاضواء لتطويق ازمة بين مرجع كبير وقطب بارز

اللواء

همس تستعد دولة خليجية لإصدار أكبر موازنة في تاريخها، تتضمن شراء الأسهم المتعثّرة في إمارة تابعة لها!·

غمز نجحت اتصالات متجدّدة في بيروت ومراكز قرار أخرى بالحؤول دون القيام بأي تجمع أمام سفارة دولة عربية ذات تأثير!·

لغز قابل قيادي في حزب بارز المعلومات عن تجدّد الاتصالات لعقد اجتماع على مستوى رفيع مع حزب في الأكثرية بقلة اهتمام!·

البلد

قال وزير محايد إن "الحديث عن انقلاب او نقض لتفاهم معين اثنا? انتخاب اعضا? المجلس الدستوري في ساحة النجمة غير دقيق لكن الامر يصبح كذلك عندما يمنع مجلس الوزرا? من اكمال اعضائه".

لاحظ المراقبون ان "الخطاب السياسي اللبناني في ما خص مأساة غزة يأتي ضمن مقاربتين الاولى تدعو الى نصرة حماس والثانية تشير الى انقاذ الفلسطينيين جميعاً".

دار حديث جانبي على هامش لقا? بين عضوين من طاولة الحوار حول "طرح توسيع نطاق عمل القوات الدولية حتى الاولي كاستراتيجية دفاعية ولتأمين غطا? جنوبي واسع".

 

البطريرك صفير ترأس قداس الميلاد في بكركي والتقى المهنئين بالعيد والرئيس سليمان رعى في خلوة المصالحة بين سيد بكركي وفرنجية

البطريرك الماروني:ما من احد يجهل الصعوبات التي تعترضكم والوطن

وطنية- 25/12/2008 (سياسة) ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير قداس الميلاد في كنيسة السيدة في الصرح الطريركي في بكركي، عاونه المطارنة: رولان ابو جودة، سمير مظلوم وشكر اله حرب، امين سر البطريركية المونسنيور يوسف طوق، القيم البطريركي العام الخوري جوزف البواري، امين عام البطريركية الخوري ريشار ابي صالح، امين سر البطريرك الخوري ميشال عويط والاب مارون حرب، في حضور في حضور رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وعقيلته، وزير الداخلية زياد بارود، النائب سمير عازار، النواب السابقين: منصور البون، كميل زيادة وفارس سعيد، المستشار السياسي لرئيس الجمهورية ناظم الخوري، رئيس الرابطة المارونية جوزف طربيه، مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي جان فهد، الوزير السابق يوسف سلامة، قائد الحرس الجمهوري العميد وديع غفري، قائد الدرك العميد انطوان شكور، قائمقام كسروان الفتوح ريمون حتي، رئيس جمعية تجار جونيه وكسروان الفتوج جاك حكيم، مدير عام مؤسسة كهرباء لبنان كمال حايك، المحامي العام الاستئنافي في بيروت القاضي جوزف صفير، مدير المراسم في القصر الجمهوري السفير مارون حيمري، ممثل رئيس الجمهورية في الفرانكوفونية الدكتور خليل كرم، المدير العام لرئاسة الجمهورية السفير ناجي ابي عاصي، المدير العام الدكتور ايلي عساف، الامين العام في القصر الجمهوري الدكتور انطوان شقير وحشد من المؤمنين.

بعد الانجيل المقدس القى البطريرك صفير عظة بعنوان "ولد لكم اليوم مخلص، هو المسيح الرب، في مدينة داوود"، قال فيها:" بهذه العبارة بشر الملاك رعاة بيت لحم بمولد السيد المسيح". واضاف:" وهذه علامة لكم: تجدون طفلا، مقمطا، مضجعا في مذود". ويقول لوقا:" وانضم فجأة الى الملاك جمهور من الجند السماوي يسبحون الله، ويقولون:" المجد لله في العلى، وعلى الارض السلام، والرجاء الصالح لبني البشر".

وكان الله قد وعد البشرية بالمخلص، على ما جاء في انجيل القديس مرقس:"وعندما بلغ ملء الزمن، ارسل الله ابنه، مولودا من امرأة، مولودا في حكم الشريعة، لكي يفتدي الذين هم في حكم الشريعة، حتى ننال البنوة". (غل 4:4) لقد اراد السيد المسيح ان يظهر في يوم مولده تواضعه، وعظمته في وقت معا، فولد كأحقر ما يولد بشر. ولد في مغارة، ولف باقمطة، كسائر الناس، ووضع في مذود بقر. ولكن في الوقت عينه ظهرت فجأة من السماء جوقة من الملائكة تسبح الله. وتنشد:" المجد لله في العلى، وعلى الارض السلام، والرجاء الصالح لبني البشر".

لقد اراد السيد المسيح منذ الدقيقة الاولى لوجوده فيما بيننا ان يعطينا امثولة في التواضع، والكفر بمقتنى الدنيا، وغناها. فولد في مذود، وشعر بما نشعر به من عوامل الطبيعة فلف باقمطة، اتقاء البرد القارس في هذه الايام في بيت لحم، واضجع في مذود بقر، وهو سيد الكون، وما فيه من كائنات.

والمسيح هو الذي يقود الكنيسة "لانها، في وقت معا، منظورة وروحية، وجماعة فيها تراتبية، وهي جسد المسيح السري. وهي واحدة مؤلفة من عنصرين بشري والهي، وهذا هو سرها الذي لا يقبله الا الايمان وحده. والكنيسة هي في هذا العالم سر الخلاص، وعلامة الاتحاد بالله والناس، واداته" على ما جاء في تعليم الكنيسة الكاثوليكية (عد 779 -780) واتباع يسوع المسيح يعني الاشتراك مع يسوع القائم من الموت. كانت هذه حال الرسل الذين لم يظلوا على علاقة مع الرجل الذي اسمه يسوع، بل اصبحوا في شراكة كاملة معه بالايمان بكلمته. وقد اوضح لهم ذلك بقوله:"انا امضي، وتطلبونني، وتموتون في خطيئتكم حيث اكون انا لا تقدرون انتم ان تأتوا". (يو 8:21). واتباع يسوع معناه اولا الايمان به. والشهادة له، والعمل باقواله. واتمام رسالته يكون بالاقتداء به، كما قال: "كما ارسلني الاب، ارسلكم انا ايضا" (يو 20:21). انا نسأله تعالى ان يجود علينا بان نقوي ايماننا به، مدركين انه ما من امر يحدث في الدنيا الا باذنه وسماحه. ومهما تأزمت الامور، وادلهمت الاحداث، فهو على استعداد لمد يده الينا كما فعل مع التلاميذ الذين كانوا في السفينة، واوشكوا على الغرق، وصرخوا جميعا، فيما كان يسوع نائما في مؤخر السفينة، قائلين: يا رب نجنا فنحن نهلك فقال لهم: ما بالكم خائفين، يا قليلي الايمان؟ حينئذ قام وزجر الرياح والبحر، فحدث هدوء عظيم. فتعجب الناس وقالوا: "من هو هذا حتى يطيعه البحر نفسه والرياح؟". وان ما فعله مع التلاميذ، في مقدوره ان يفعله معنا ومع سوانا، فهو هو دائما والى الابد، شرط الا يتزعزع ايماننا به وبقدرته على اسكات كل العواصف التي تهب علينا من انى اتت.

والعواصف في هذه الايام كثيرة، وفخامتكم وكل معاونيكم وجميع العاملين في الحقل السياسي يعرفون ذلك. غير ان ثقة اللبنانيين بحكمتكم، وشجاعتكم، وبعد نظركم، يدخل الى جميع القلوب الواجفة ما تحتاج اليه من اطمئنان. ما من احد يجهل ما هي الصعوبات التي تعترض سبيلكم وسبيل الوطن، ويقتضي لتذليلها الكثير من الصبر، والجرأة، وطول الاناة، وهذه صفات اتاكم الله اياها، وستستخدمونها لارجاع الوطن الى دائرة الضوء. وما زياراتكم الى مختلف البلدان شرقا وغربا غير دليل على همتكم العالية وتصميمكم على ارجاعه، بما تكتسبون له من صداقات دولية، وتجهدون لجمع جميع ابنائه حولكم وحول الجمهورية، على اختلاف طوائفهم ونزعاتهم ومشاربهم الى سابق عهده من الطمأنينة والازدهار. اخذ الله بيدكم وكلل مساعيكم بالنجاح، واعاد الله على فخامتكم وعلى جميع اللبنانيين اعيادا عديدة ملؤها الخير والبركات".

وكان الرئيس سليمان وصل الى الصرح البطريركي في بكركي عند الثامنة وعشرين دقيقة، حيث كان في استقباله الاب ميشال عويط على المدخل الخارجي للصرح، ثم توجه على الفور الى الصالون الكبير حيث كان البطريرك صفير في استقباله. وبعد السلام وتبادل التهاني بالاعياد عقدت خلوة بين الرئيس سليمان والبطريرك صفير في مكتب البطريرك الخاص انضم اليهما بعد 15 دقيقة الوزير السابق سليمان فرنجيه حيث رعى رئيس الجمهورية المصالحة التي كان وعد بها.

وعند التاسعة وخمس دقائق، غادر الوزير فرنجيه مكتفيا بالقول ردا على اسئلة الاعلاميين، "اليوم عيد ولن نقول شيئا".

واكتفى رئيس الجمهورية بالقول في خلال توجهه الى الكنيسة للمشاركة في قداس العيد، "ينعاد عليكم، خير، خير".

اما النائب محمد قباني وبعد ان قدم التهاني الى البطريرك صفير أوضح "ان اللقاء كان للمعايدة بالاعياد والتمني بان تكون الأشهر المقبلة سنة خير على لبنان ككل، وهنا لا بد من التنويه بالدور الوطني الذي تقوم به بكركي من أجل تنقية الأجواء ومن أجل وحدة جميع اللبنانيين مسيحيين ومسلمين وهو الدور التاريخي الذي يستمر غبطة البطريرك بالقيام به". أضاف:" طبعا هناك حاجة لاستمرار العمل من أجل تعزيز الحياة الديموقراطية ومن أجل إبقاء أي خلافات سياسية طبيعية ضمن هذا الإطار الديموقراطي بحيث نحفظ لبنان في هذه الظروف الخطيرة التي يعيشها العالم خصوصا في الجانب الاقتصادي والمالي".

ومن أبرز المهنئين بالاعياد سفير منظمة فرسان مالطا في الاردن الشيخ وليد الخازن، الوزير السابق عمر مسقاوي، النائب السابق اوغست باخوس، الوزير السابق عدنان طرابلسي على رأس وفد، المدير العام للتجهيز المائي والكهربائي فادي قمير، وفد تجمع اللجان والروابط الشعبية برئاسة معن بشور، رئيس "التيار الشيعي المستقل" الشيخ علي سعدون زعيتر، المهندس جو صوما، رئيس مؤسسة البطريرك صفير الدكتور الياس صفير، المحامي جان حواط، آمر فصيلة جونيه في قوى الامن الداخلي الرائد روبير رحال، مدير عام الشؤون العقارية في لبنان بشارة قرقفي، رئيس اللجنة الدولية لمهرجانات المغتربين فادي بو داغر، رئيس حزب البيئة العالمي ضوميط كامل، مدير عام مستشفى البوار الحكومي الدكتور شربل عازار ووفود شعبية من مختلف المناطق اللبنانية.

 

البطريرك صفير استقبل الوزير المر وتلقى اتصالات تهنئة من الرئيسين السنيورة والحسيني وقائد الجيش

الوزيرالمر:المهم ان نريح الناس من موجة سرقة السيارات التي تحصل

وطنية - 25/12/2008 (سياسة) استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير مساء اليوم، وزير الدفاع الوطني إلياس المر، الذي قال بعد اللقاء الذي استمر قرابة الساعة: "الزيارة للتهنئة بالأعياد المجيدة، ولأخذ بركة غبطته, وفي هذه المناسبة، أوجه التهاني للبنانيين جميعا والمسحيين خصوصا بعيد الميلاد، ونأمل ان يحمل العام الجديدالخير والبركة لجميع اللبنانيين".

سئل: هل أطلعت غبطته على نتائج زيارتك الى روسيا؟

أجاب: لقد أطلعته على نتائج الجولة وبكامل تفاصيلها، وقد لمست إرتياحا من غبطته لنتائج هذه الجولة.

سئل: بالأمس رأينا الجيش ينفذ عملية أمنية في البقاع، مع العلم أن طبيعة هذه العملية هي من صلاحيات قوى الأمن الداخلي؟

أجاب:الأهم أن نريح اللبنانيين من موجة سرقة السيارات التي تحصل، إضافة الى عمليات النشل والمخدرات، هذا هو الأساس، ويمكن أن يكون هذا الموضوع ليس من طبيعة عمل الجيش، ولكن إذا كانت قوى الأمن الداخلي في هذه الفترة من الأعياد "مشغولة" في تأمين حركة المواطنين بسلام وحرية، فإن الجيش قادر على القيام بهذه العمليات الأمنية، وهو قام بها بنجاح وهو مستمر, وأوجه الشكر في مناسبة الأعياد لقيادة الجيش والضباط والعسكريين، الذين يقومون بواجبهم، في ظل الأجواء المناخية السيئة. وبالتالي نحن نقوم بواجباتنا.

سئل:ولكن عندما كنت وزيرا للداخلية، كانت طريقة عمل قوى الأمن الداخلي غير اليوم؟

أجاب: الظروف تتغير، والمهم أن ينال اللبنانيون النتائج المرضية، ولكن في النهاية جميعنا نعمل ونقوم بواجباتنا، "وما حدا مقصر".

وكان الوزير المر زار راعي أبرشية بيروت للروم الأرثوذكس المطران إلياس عودة, في دار المطرانية في الأشرفية، مهنئا بالميلاد المجيد، وأطلعه على نتائج

البطريرك صفير تلقى سلسلة اتصالات هاتفية مهنئة بالأعياد، أبرزها من: قائد الجيش العماد جان قهوجي، شيخ عقل طائفة الموحيدن الدروز نعيم حسن, الرئيس فؤاد السنيورة, الرئيس حسين الحسيني، ونائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان.

 

المطران عودة ترأس قداس الميلاد في كاتدرائية القديس جاوارجيوس: الا نخجل من طريقة التخاطب المتداولة خصوصا من قبل من يسوس الناس

وطنية - 25/12/2008 (متفرقات) ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران إلياس عودة، قداس عيد الميلاد، في كاتدرائية القديس جاورجيوس في ساحة النجمة. بعد قراءة الإنجيل المقدس ألقى المطران عودة العظة الآتية: "المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة

أيها الأحباء، الإنسان أحد مخلوقات الله، لكنه مختلف عنها كلها، بل هو أرقاها. كلها كانت بكلمة من الله. ليكن جلد، ليكن ماء ... أما الإنسان فقد جبله الله من تراب، بيده الطاهرتين، ونفخ في أنفه نسمة حياة: "جبل الرب الإله آدم ترابا من الأرض، ونفخ فيه نسمة حياة فصار آدم نفسا حية" (تك 2:7)، وقال الله:" نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا" ... فخلق الله الإنسان على صورته، على صورة الله خلقه، ذكرا وأنثى خلقهم" (تك 1:26-27).

منذ الخلق إذا ميز الله الإنسان عن سائر المخلوقات، كما ميزه الله بأن جعله سيدها، يسودها ويطلق عليها أسماءها. وكرمه بأن جعله خليلا له وكليما، وملكا على الكائنات كلها، وحرا في اختيار ما يريد. لكن الله منع الإنسان عن أمر واحد، إمتحانا لمحبته لخالقه وطاعته له.

قداسة الإنسان تبدىء بالطاعة. وسقوط الإنسان كان بسبب عقوقه وتمرده على خالقه, أو لنقل كبريائه.محبة الله الخلق لخليقته الأسمى، جعلته يتخذ الإنسان ليخلصه. " ومع كونه إلها أزليا، ظهر على الأرض إنسانا وخالط الناس. ويتجسد من العذراء, القديسة مريم، أخلى نفسه آخذا صورة العبد، وصار مساويا لنا، في هيئة جسدنا الحقير، لكي يجعلنا مساوين له في صورة مجده. فإنه لما كان بإنسان واحد قد دخلت الخطيئة الى العالم, وبالخطيئة دخل الموت, ارتضى الأبن الوحيد الكائن في أحضان الأب,أن يولد من أمرأة هي والدة الإله القديسة الدائمة البتولية مريم, ويصير خاضعا للناموس فيقضي على الخطيئة بجسده، حتى إن الذين يموتون بآدم يحيون المسيح. إذا تجسد الله، كاسرا الحاجز الذي سببته الخطيئة. "والآن في المسيح يسوع أنتم الذين كنتم قبلا بعيدين صرتم قربين بدم المسيح، لأنه هو سلامنا" (أفسس 2: 13-14) تنازل من علياء مجده ليرفع الإنسان الى علو سمائه. لبس الإنسان بكليته ما عدا الخطيئة، ليتأله الإنسان, وقد ولد في العالم لكي يهدي البشر الى نعم السلام السماوي. نزل اللاهوت وارتدى الناسوت. عندئذ صرخت الملائكة: "المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة".

إن التدبير الإلهي لمجيء فادينا بالجسد، هو إعادة تجديد العالم ومصالحته مع الله. ومن أجل تحقيق هذا الهدف، تجسد وتألم وقام من بين الأموات ... قادنا الى سلام الله بإعادة تجديدنا. لقد قال الرسول بولس: "لأن لنا به جمعيا سبيلا الى الآب في روح واحد" (أف2: 17-18). ويقول في مكان آخر "أنتم الذين كنتم قبلا أجنبيين وأعداء في الفكر، في الأعمال الشريرة، قد صالحكم الآن في جسم بشريته بالموت، ليحضركم قديسين وبلا لوم ولا شكوى امامه" كو 1: 21-22).

فمن يسع الى لسلام والمصالحة،يسع الى المسيح لأنه هو سلامنا, ومن أصبح في المسيح أصبح إبنا لله بالإيمان بيسوع المسيح. في المسيح لا فرق بين إنسان وإنسان, بين عرق وعرق, بين لون ولون:" ليس يهودي ولا يوناني, ليس عبد ولا حر, ليس ذكر وانثى لانكم جميعا واحد في المسيح يسوع"(غلا3:28). اذا انتم للمسيح والمسيح لله( 1كور 3: 23) " ولنا اه واحد, الاب الذي منه جميع الاشياء ونحن له, ورب واحد يسوع المسيح الذي به جميع الاشياء ونحن به( اكور 8:6).

الله صالح الانسان ليتصالح الانسان مع نفسه، ومع سائر الخلائق, ومع الطبيعة التي يعيش فيها والبيئة التي تحيط به.الانسان لا يستطيع ان يتصالح مع نفسه ان لم يتصالح مع اخيه, ان لم يكن هناك سلام حقيقي بينه وبيه اخيه.السلام الحقيقي هو السلام القلبي لا الكلامي, لان الطاهر القلب وصانع السلام، عندما يضطهد من اخيه لا يتردد في ان يقدم حياته من اجله, المسيح لا يقبل ذبيحة العبادة بدوت ذبيحة المحبة. المصالحة مع الاخ هي الذبيحة التي تسمح للمؤمن الاقتراب من المذبح ومن جسد الرب ودمه. المحبة هي الذبيحة العظمى.ان لم يكن هناك محبة للقريب لا تقدم ذبيحة ولا تكرس.

ما زلنا نرى الانسان عدوا للانسان, الحروب والتقاتل والحقد وموت الابرياء خير دليل، مازلنا نرى الانسان عدوا لنفسه، وهو الذي يسيء الى الطبيعة الممنوحة له من الله. يشوه البيئة بجميع الاوسائل( بالكسارات والمقالع والابنية الشاهقة وامور اخرى كثيرة) يتسبب في حرق الغابات( لكي يبني او يستعمل الخشب) فينتشر التصحر ويتغير المناخ. يلوث البحار فتنقرض الثروة البحرية, يصطاد الطيور, المخلوقات الضعيفة التي لا تقوى على مقاومته, لا من اجل ان يقتات، او ان يقي نفسه من الجوع، بل من اجل التسلية, وهي التي خلقت لدورها المفيد في حركة الطبيعة.

الانسان لا يتصالح مع نفسه ام لم يتصالح مع الطبيعة، التي يعيش فيها والبيئة التي تحيط به. ولكن ما هي ردة فعل الانسان؟

هل هو على قدر المسؤولية؟

هل عم سلام الله في قلبه وفي ما حوله؟

هل ازدهرت محبة الله له واثمرت؟

عداوة الانسان للطبيعة والبيئة تنعكس سلبا عليه فماذا عن عدواته لنفسه؟

يدخن فلا يلوث الطبيعة فقط، بل يسيءال جسده، الذي هو اناء الروح القدس, الذي هو هيكل الروح القدس, يرتكب المعاصي والموبقات ويتعاطى المخدرات, غير ابه بالاخلاق والقيم, غير عامل على تثمير الوزنات الممنوحة له من الله. كذلك يسيءالى اخيه الانسان، ويتعامى عن كونه مخلوقا على صورة الله ومثاله.

الا نشهد كل يوم السرقات والتعديات على الاملاك والكرامات وعلى الحياة وكأنها ملك لنا؟ الا يكفي ان نراقب الطرقات لنشعر بالخجل من السلوب القيادة ومن التعدي على الانظمة والقوانين والاستهانة بها من قبل المواطنين ومن قبل من هم مؤتمنون على الحفاظ عليها؟

الا نخجل من معاملة الانسان لاخيه الانسان، وطريقة التخطاب المتداولة هذه الايام ما نسمعه خصوصا من بعض من يطلب منهم ان يهدوا الناس ويسوسوهم؟

لا غرابة في الامر فأن الرب قال " لكثرة الاثم تبرد محبة الكثيرين" (متى 24:12)

الانسان خسر قيمته في عيني اخيه. الانسان اصبح سلعة او وسيلة لبلوغ المآرب .الهذا خلق الله الانسان وأحبه حتى انه مات من اجله؟

تدبير الله مختلف عن رؤية الانسان لنفسه ولما حوله. والسبب بعد الانسان عن الله. لم يعد الله مركز حياة الانسان ومحور تفكيره, لم يعد فكر الانسان فكر الله، ولا غاية الانسان الالتصاق بخالقه. لهذا نشعر وكأننا في برج بابل جديد, او كأننا نعيش نهاية الازمة، حيث يثور الاب على ابنه, والابن على ابيه كما يقول الكتاب "وسيسلم الاخ اخاه الى الموت والاب ولده ويقوم الاولاد على والديهم ويقتلونهم" ( مرقس 13:12) ونشهد حروبا وآفات ولا يعود الواحد يفقه اين يعيش ولماذا, الماسي تتوالى والحروب تحصد الالاف وكأنهم لا شيء، والحيوانية في الانسان تغلب انسانيته, وضميره الذي هو صوت الله في داخله يتلاشى.

الصورة لا شك ماساوية، ولكنها ويا للاسف حقيقية. ولا علاج الا بعودة الانسان الى صورته الاولى، الناصعة التي خلقه الله عليها. لا حل الا برجوع الانسان الى احضان الخالق وطاعته. ليكن هذا العيد حافزا لنا، للتأمل في مقاصد الله وفي حكمته. ليكن معبر لنا الى اليقين الوحيد. ان لا حياة بعيدا عن الاله الذي بذل نفسه ليشترينا بدمه، من لعنة الموت وظلمة الجحيم، ويمنحنا الغبطة الحقيقية والحياة الابدية، حيث لا وجع ولا حزن ولا تنهد بل الفرح الالهي والنور الذي لا يعروه مساء. الا جعل الله سلامه في قلوبنا وفي وطننا وفي العالم اجمع امين".

 

المطران كلاس ترأس قداس الميلاد في كنيسة يوحنا الذهبي الفم: انه وقت للمصالحة والتفاهم والتعاون ولتجنيب الوطن ما يتهدده

يهمنا ان يتابع رئيس الجمهورية رعايته بتأمين الانتخابات في حينها

وطنية - 25/12/2008 (سياسة) ترأس متروبوليت بيروت وجبيل وتوابعهما للروم الملكيين الكاثوليك المطران يوسف كلاس قداس عيد الميلاد، عند الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم في كنيسة يوحنا الذهبي الفم، عاونه الاب اندره فرح، في حضور حشد من السياسيين تقدمهم العميد علي خليفة ممثلا المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي، الاستاذ نقولا موريس الصحناوي وحشد من ابناء الرعية وخدمة القداس.

وألقى المطران كلاس عظة بعنوان" ولد لكم اليوم مخلص"، أشار فيها الى "ان المشهد السياسي العالمي غارق في حالة من الانتظار، والترقب لاستحقاقات اقتصادية وأمنية وسياسية كبرى، تحمل تداعيات، وتشكل أخطارا على لبنان وكيانه وصيغته. والازمة المالية العالمية جاثمة بثقلها في كل العالم، حتى ان صروحا مالية تتهاوى، ومؤسسات ضخمة تنهار، بعد ان ظنت نفسها بمنأى عن المصائب والتهديد. واذا باعتقادها يصبح وهما، وبتبهرجاتها تصبح أباطيل فارغة".

وقال:" في ظل هذه الظروف الاقتصادية البالغة الخطورة، التي تهدد لبنان ربما في الستة الاشهر المقبلة، كما يرى المحللون الاقتصاديون، وفي ظل التطورات السياسية المتسارعة، تتأرجح مفاوضات السلام في الشرق الاوسط، وتداس حقوق الفلسطينيين، ومنها حق عودتهم الى بلادهم. وتتزايد المخاوف من جولات عنف جديدة في الجنوب، فيما بلدان المنطقة مقبلة على انتخابات، قد تكون مفصلية فيها كلها. وبانتظار ان تتبلور التغيرات السياسية في التعامل مع قضايا المنطقة، وتحت نير هذه الظروف الضاغطة، مطلوب من اللبنانيين، بمختلف فئاتهم ومستوياتهم، ان يرصوا الصفوف، ويتكاتفوا متضامنين يدا وقلبا، في مواجهة الاخطار، التي تنتظرهم برمتهم، وهم في زورق واحد. مطلوب منهم ألا ينتهجوا هواية النعامة التي تطمر رأسها في التراب، عندما تشعر بالخطر. ان الخطابات الانتخابية، الفارغة من رؤية، وحبك "السيناريوهات" التقليدية لاستمالة الناخبين، بأساليب ملتوية بالية تغرقنا في بحر من المنازعات الضيقة على مناطق النفوذ والمناصب، فيما ينتظرنا مهام خطيرة تعالج الاهتراء، القائم في مختلف الاجهزة الادارية وفي النوادي السياسية، وفي النشاطات الاقتصادية".

اضاف:" ليس الوقت الضيق المعطى للبنان مناسبا للصراع والنزاع، والتطلع الى الوراء. انه وقت للمصالحة والتفاهم والتعاون، ولتجنيب الوطن ما يتهدده من مصائب . انها المناسبة المثلى لإعادة صياغة الحياة السياسية، وإعادة تأهيل القيم، بما يضمن حصول التجدد والتغيير، للخروج من المراوحة، وللارتقاء الى درجة المسؤولية الرفيعة، في معالجة مشاكل الوطن ومنعه من الإنزلاق في المتاهات".

وأكد المطران كلاس "انه الوقت الافضل لالتقاء اللبنانيين، حول مصالحهم المشتركة وسعيهم الجاد، الهادف الى بناء الدولة العصرية، التي طالما استحقوها، تحت رعاية رئيس توافقي، سعى جاهدا، منذ تسلمه سدة الرئاسة، الى جمع اللبنانيين حول المصلحة اللبنانية العليا، والى التواصل مع الاشقاء والاصدقاء، وقاد السفينة بحذر وحكمة ودراية ، ورؤية واقعية"، معتبرا "ان هذا الالتقاء،على مصلحة البلاد والعباد، لا يمنع ان يختلف اللبنانيون في ما بينهم، بشأن السبل المؤدية الى الاستقرار والأمان والسيادة. ولعل الصراع الفكري، المتمرس بالحرية الديموقراطية، سيكون السبيل الوحيد للتطور الى الافضل، شرط ان يبقى هذا الصراع، من غير تخوين ولا عداء، ضمن حدود احترام الآخر، والثقة به انه يحب لبنان ويعمل له".

وأعلن انه "يهمنا كثيرا ان يتابع فخامته رعايته الحكيمة، في تأمين الانتخابات المقبلة في حينها. ولا هم ان يكون له تكتل خاص، لكونه، بشخصه وبمسؤولية الحكم التي يضطلع بها، تكتلا بذاته ومرجعا أساسيا وصلبا في معالجة شؤون الناس، ولا سيما الفقراء منهم. وسيكون رئيسا أقوى وأكثر عدلا بمقدار ما يكون مترفعا. وستكون لنا، بعون الله وبتعقل المؤمنين، مجالس نيابية، وحكومات حرة، غير مرتهنة، نابعة من إرادة الناس، متناسية مع نضوجهم السياسي، مهما كان بطيئا، عاملة على إجراء الاصلاحات الملحة، في الشفافية والحزم". بعد القداس، تقبل المطران يوسف كلاس التهاني بالعيد في صالون الكنيسة، ومن ابرز المهنئين وزير الثقافة تمام سلام، النائب بهاء الدين عيتاني، منصور الاشقر والمجلس الرعوي وشبيبة يوحنا الذهبي الفم. ويتقبل المطران كلاس التهاني بالعيد يوم غد الجمعة من الرابعة بعد الظهر حتى السابعة مساء.

 

المطران الراعي في قداس الميلاد: لبنان بامس الحاجة لاستعادة قيم حضارة المحبة وتجاوز الشرور والاخطاء

وطنية - جبيل - 25/12/2008 (متفرقات) ترأس راعي ابرشية جبيل المطران بشاره الراعي قداس عيد الميلاد في كنيسة مار جرجس، عاونه فيه الابوان سيمون صليبا وجوزف الدكاش وحضره حشد من المصلين. والقى المطران الراعي عظة تحدث فيها عن معاني الميلاد، مشددا على ان "المسيح أتى ليخلص البشر من خطاياهم ولكي يحملوا هذه البشرى في حياتهم اليومية والعائلية والاجتماعية والوطنية من اجل بناء السلام". وقال: "نتمنى ان تحمل هذه الاعياد على لبنان وعلى الارض التي ولد فيها المسيح السلام والاستقرار ونعيش الصورة الانسانية ونجسد التلاقي والرجاء والخير ونتجاوز الاخطاء والشرور واليأس والقنوط خصوصا وان بلدنا بات بامس الحاجة الى استعادة القيم ولا سيما قيم حضارة المحبة والتخلي عن لغة التخوين وخطاب التحقير". اضاف: "الاوان قد حان لكي ندرك ان منقذنا في زمن الضياع وزمن الظلمة هو المسيح وحده في وقت يتحدث الناس عن مخلص من البشر، فلا يوجد اسم فوق الارض وتحت السماء يكون به الخلاص الا المسيح الذي اعطى للحياة معنى". وخلص رافعا الصلاة الى "اللبنانيين الباحثين عمن يخلصهم من ازماتهم والباحثين عن الرجاء والسلام في وطنهم" .

 

الشيخ قبلان في رسالة تهنئة للبنانيين بحلول عيد ميلاد السيد المسيح: لنبتعد عن الفرقة والاختلاف ونتعاون ونكون مع الله ليكون الله معنا

بيت لحم كما المسجد الاقصى وكنيسة القيامة وكل الاماكن المقدسة تحت الحصار الصهيوني والفلسطينيون مهددون بالتهجير وهم اهل الارض

وطنية - 25/12/2008 (سياسة) وجه نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان رسالة تهنئة الى اللبنانيين، في ذكرى ميلاد السيد المسيح، جاء فيها: "في رحاب السيد المسيح يحتفل العالم بهذه الذكرى الكريمة والمباركة ونحن سعداء بهذه البشارة المباركة بولادته، فالسيد المسيح كان ولا يزال عنوان محبة واحترام وتقدير، فالنبي عيسى جاء لإنقاذ البشرية من الشر المطلق المتمثل باليهود الذين حاصروا الأنبياء وشردوهم ولاحقوهم، فاليهود كانوا يشكلون عصابة ضد الإنسان وضد السيد المسيح. ونحن إذ نحتفل في هذه الأيام بذكرى ولادته المباركة فان بيت لحم حيث ولد السيد المسيح محاصرة كما المسجد الأقصى وكنيسة القيامة والخليل وكل الأماكن المقدسة تعيش الحصار الصهيوني، فيما يعيش الشعب الفلسطيني الحصار والتهديد بالتهجير من قبل الإسرائيليين، فالفلسطينيون هم أهل الأرض الذين عاشوا فيها منذ زمن طويل".

وتابع: "نهنىء كل شعوب العالم بهذه الولادة المجيدة وننتظر عودة السيد المسيح الذي رفعه الله الى السماء فقربه إليه وبشرنا بعودته في أخر الزمان مع صاحب الزمان الإمام المهدي المنتظر ليخلص البشرية من الظلم والفساد والتخلف والجور، ونحن ننتظر هذا الفرج القريب إن شاء الله في اليوم الموعود الذي يصلح فيه الله الأرض فيملأها الامام المهدي مع المسيح عدلا وسلاما بعد ان ملئت ظلما وفسادا".

ودعا الشيخ قبلان "المؤمنين الى تحري سيرة السيد المسيح وقراءة كل ما قام به من فعل وقول لمصلحة البشرية، فنتعلم من السيد المسيح المحبة والتواضع والأخلاق الكريمة والفضائل الكثيرة التي تحلى بها، ونطالب الجميع ان يكونوا مع السيد المسيح في أخلاقه وموعظته وسلوكه وسيرته التي كانت كريمة ومباركة حيث أحب الناس عموما والفقراء منهم خصوصا وتواضع لهم وعمل لأجل رفع مستوى الفقراء والمظلومين والمستضعفين".

وقال: "وفي هذه المناسبة المجيدة نطالب أصحاب الديانات وكل بني البشر في كافة بقاع الأرض والأمصار ان يكونوا عنوانا صادقا وأنموذجا مثاليا للسيد المسيح. ونحن اذ نهنئ أنفسنا بذكرى مولد السيد المسيح، فإننا نعتز بأننا مع الأنبياء لان الأنبياء امة واحدة وهم رسل الله الى الأرض، ونعتبر ان السيد المسيح ركن أساسي من اركان الدعوة الى الله والى السلام والاسلام والحق والخير، فهو من أولي العزم من أصحاب الديانات والرسالات والكتب السماوية الذين جاؤوا ليضعوا الإنسان على خط الاستقامة والسلوك الحسن، وهم خمسة: نوح وإبراهيم وموسى ومحمد. ونطالب الجميع ان يعيشوا أخلاقيات وصفات وفضائل الأنبياء من اولي العزم الذين اصطفاهم الله وبعثهم لإنقاذ البشرية فنقتدي بهم ونسير على نهجهم".

ودعا "اللبنانيين الى الإقتداء بالسيد المسيح، وان نعمل عمله ونتواضع لبعضنا فنبتعد عن التكبر والعجب وعن الرذيلة والفساد لان السيد المسيح كان مثالا للتواضع والأخلاق الحسنة والسيرة الحميدة. فكونوا ايها اللبنانيون تبعا له فلا تتكبروا على الناس وكونوا افضل الناس واعملوا لما فيه خير مصلحة الإنسان والوطن وكونوا متقين كما أمركم الله تعالى حين أكد تعالى ان لا فرق بين إعرابي على أعجمي الا بالتقوى، وان الناس كلهم من ادم وادم من تراب، واعلموا ان العمل لمصلحة الإنسان هو طاعة لله عز وجل، فالسيد المسيح أحب الناس وهم كانوا يحبونه وعلينا ان نعود الى سيرة الأنبياء وخصوصا الى السيد المسيح الذي أرسله الله ليقتدي به الناس فيكونوا قدوة يعملون لما فيه مصلحة البلاد والعباد، فالمسيح يذكرنا بكل فعل الخير وهو النبي الذي رفعه الله الى السماء من كيد اليهود الذين حاربوا كل دعوة خيرة كما حاربوا النبي موسى والأنبياء قبله. وعلينا ان نعمل لأجل رفع مستوى الانسان ونعمل لرفع مستوى الفقراء ونكون في عون الإنسان فنحصن أنفسنا بالتقوى فنبتعد عن الفظاظة والغيبة والبغضاء والكراهية والحقد وكل عمل سيء، ونكون أتباعا للأنبياء الذين جاؤوا لخير البشرية فبلغ عدد الأنبياء مئة وأربعة وعشرين ألف نبي وكذلك كان عدد الأوصياء، فلنكن تبعا للصالحين فنبتعد عن الفرقة والاختلاف ونتعاون على البر والتقوى ونكون مع الله ليكون الله معنا".

 

النائب فتفت:المرحلة تستوجب تأليف مجلس دستوري يراقب الانتخابات

هناك مشروعان سياسيان في البلد وعلى اللبنانيين الاختيار بينهما

وطنية - 25/12/2008 (سياسة) قال عضو كتلة المستقبل النائب احمد فتفت في حديث الى اذاعة "صوت لبنان"، حول عقدة ولادة المجلس الدستوري، "أنا لا أفهم بصراحة ماذا يجري، ما حصل في المجلس النيابي كان انتخابا ديموقراطيا وفق الأصول المعتمدة في المجلس الدستوري، وما قيل بان هناك تفاهما كاملا على الأسماء لا يمت الى الحقيقية بصلة بتاتا، حتى ان ما ذكره الرئيس نبيه بري عن توصيات لمكتب المجلس كان بكل صراحة مبادرة منه ولم يعترض الباقون، ولكن لم يتم التداول في هذه الأسماء بالتفصيل في مكتب المجلس. أما في مجلس الوزراء لا أفهم ماذا تفعل قوى 8 آذار فقد كانت دائما تطالب بتفعيل المؤسسات والمجلس الدستوري بالذات وهي اليوم تقوم بعرقلة عبر ما تعتبره ثلثا معطلا في مجلس الوزراء ولا تريد لهذه المؤسسة ان ترى النور، هذه مسؤولية كبيرة الآن وهي أمام الشعب اللبناني تجري بكل وضوح، فمسؤولية التعطيل الآن تقع على الذين يحاولون من خلال امتلاك الثلث زائدا واحدا في مجلس الوزراء أو فرض قرار على مجلس الوزراء لا يتوافق ومصلحة البلاد ولا يتوافق ومعنى التوافق الوطني. على الحكومة ان تتوافق على هذا الشيء، وعلى هذه الحكومة أخذ القرار بأكثرية موصوفة وهذا شيء طبيعي، ولكن هذا لا يعني الرضوخ لابتزاز فريق سياسي".

وحول توقعه حلحلة ما قبل نهاية السنة، أوضح النائب فتفت "ان هذا الامر مرتبط بما تريده فعلا القوى التي كانت تمثل المعارضة سابقا واليوم تشارك في الحكم أي قوى الثامن من آذار وحتى الآن ما رايناه في السابق من خلال ما سمي الهيئة المستقلة التي لم تعد مستقلة لانها تعرضت لابتزاز سياسي في موضوع الرقابة على الانتخابات، فاذا كانت قوى 8 آذار تريد ان تستمر في هذا المنوال فهذا يعني انها لا تريد ابدا لهذا البلد ان ينهض، وأكرر فانها تتحمل مسؤولية كبيرة في هذا التعطيل الجاري، وأعتقد ان على مجلس الوزراء ان يبت هذا الموضوع في أسرع وقت ممكن لان البلاد باعتقادي لا تتحمل المزيد من الانتظار لاننا في مرحلة انتخابية تستوجب علينا جميعا بان يكون هناك مجلس دستوري يرعى ويراقب في النهاية نتائج هذه الانتخابات، ويرى اذا ما كانت دستورية أم لا اضافة الى كل القوانين التي يمكن ان تعرض عليه عند الضرورة".

واعتبر النائب فتفت ب "أن التحدي الأبرز يتمثل بما هو الخيار السياسي الذي يريده اللبنانيون. بكل صراحة الامور أصبحت الآن واضحة لا بل كثيرة الوضوح بالنسبة للمعركة الانتخابية القادمة وهناك مشروعان سياسيان في البلد، وعلى اللبنانيين ان يختاروا بكل وضوح أولا هل يريدون المحافظة على الديموقراطية والسيادة والاستقلال وعلى هذا البلد كما هو منارة في الشرق الأوسط، وهل يريدون المحافظة على السلم الأهلي وعلى الازدهار في البلد أم يريدونه ان يستمر مركزا للتصارع في المنطقة وحلبة صراع بديلة عن الحلبات الأخرى، وأعتقد ان هذا هو السؤال التاريخي المعروض الآن على اللبنانيين لأنه سيقرر مصير هذا البلد ومصير اللبنانيين ومستقبلهم خلال سنوات كثيرة، فالانتخابات القادمة ليست انتخابات عادية بكل صراحة فهو خيار أي لبنان نريد؟ وماذا نريد من هذا الوطن؟

 

سقوط جمهورية بريتال

التاريخ: 25 كانون الاول 2008 المصدر: موقع تيار المستقبل

سقطت جمهورية بريتال لسرقة السيارات والاتجار بالمخدرات وتزوير العملات... فقد قامت وحدات من فوج التدخل الاول والمغاوير واللواء الثامن في الجيش اللبناني ووحدات من قوى الامن الداخلي، معززة بالآليات والدبابات والمروحيات، بدهم البلدة وأوقفت 15 مطلوباً على الاقل فيما ترددت معلومات عن مقتل احدهم ومصادرة سيارات مسروقة واسلحة وذخائر ووثائق مزورة وممنوعات أخرى، ومطاردة فارين في جرود البلدة.

وذكرت "المؤسسة اللبنانية للارسال" ان المداهمات كشفت وجود سراديب ومغاور وأنفاق بطول 150 متراً في بريتال، وأسفرت عن ضبط 30 جواز سفر مزور من جنسيات مختلفة و25 ألف دولار مزورة، اضافة الى ضبط كميات كبيرة من حشيشة الكيف والكوكاكيين. كما جرى اشتباك مع المطلوبين أدى الى وقوع خمس اصابات في صفوفهم واحراق سيارتين تابعتين للمهربين. وأوضحت مصادر أمنية لـ"أخبار المستقبل" انه بالتزامن مع مداهمات بريتال، جرت مداهمات مماثلة في منطقة عبرا الجديدة، بعد الاشتباه بلجوء أحد المطلوبين الى منطقة صيدا واتصال يُعتقد انه أجراه من هذه المنطقة بأحد المطلوبين الآخرين في البقاع.

وقالت مصادر أمنية لصحيفة "الحياة" إن بقاء وحدات الجيش على جاهزيتها في هذه البلدات سيؤدي الى تفكيك الشبكات المختصة بالسطو وسرقة السيارات والاتجار بالمخدرات. ولفتت الى ان "حزب الله" اعطى الضوء الأخضر للقوى الأمنية للبدء في العملية، لا سيما بعد الاشتباكات الأخيرة التي حصلت بين المطلوبين في عدد من البلدات بسبب الخلاف في ما بينهم على توزيع الغنائم، وكادت هذه الاشتباكات تورط العشائر في نزاعات دموية يفتعلها هذا المطلوب أو ذاك ممن ينتمي بعضهم إليها. وأشارت الى تعاون وجهاء العشائر مع الجيش في توقيف المطلوبين، وهذا ما يفسر عدم حصول أي احتكاك بين الوحدات العسكرية وأبناء بريتال لحظة دخولها البلدة.

 

دمشق أصبحت (خميرة عكننةوالأسد تحول من صقر إلي عصفور 

القاهرة - وكالات : 25/12/2008 

شنت صحيفة (الجمهورية) المصرية الحكومية هجوما حادا ضد النظام السوري على خلفية المظاهرات التي نظمت مؤخرا حول السفارة المصرية في دمشق ونددت بالرئيس المصري حسني مبارك وحملته مسؤولية الحصار الذي يتعرض له الفلسطينيون في قطاع غزة.

وقال محمد علي إبراهيم رئيس تحرير الصحيفة في مقال له اليوم الخميس: إن الخلافات بين القاهرة ودمشق ليست وليدة اليوم ولكنها بدأت بعد حرب أكتوبر 1973 وقبل اتفاق السلام الذي أبرمته مصر مع إسرائيل.

وأضاف: أن النتائج العسكرية تؤكد أن الانتصار كان من نصيب المصريين وذلك قبل أن تشرع في التفاوض مع إسرائيل، والفشل الذريع كان من نصيب السوريين الذين استعادوا الجولان كلها في أول يوم وفقدوها في اليوم الثاني وهو ما يسمي في العسكرية (الانهيار) وهو أسوأ من النكسة أو الهزيمة.

واعتبر إبراهيم أن شعور سورية أنها تعيش في عزلة هو أزمتها الحقيقية ، فقد قررت بعد انتهاء حرب أكتوبر أنه لا صلح ولا تفاوض مع إسرائيل حتى يتم تحرير الأرض، وتزعمت ما سمي بجبهة الصمود والتصدي وأعطت الانطباع أنها درع العرب العسكرية ضد إسرائيل.

وقال: منذ 1973 لم تنطلق منها رصاصة واحدة في اتجاه تل أبيب، ودخلت لبنان منذ 1976 وحتى 2004 (28 عاما) من الاحتلال السوري الفعلي لبيروت ومع ذلك لم تطلق رصاصة واحدة علي خمس عمليات غزو إسرائيلي للبنان بدأت بعملية الليطاني عام 1978 ومرورا بمذابح صابرا وشاتيلا وعملية عناقيد الغضب ومذبحة قانا وحرب يوليو/ تموز 2006 وغيرها، مشيرا إلى أن سورية لم تطلق رصاصة واحدة علي الطائرات الإسرائيلية التي قصفت موقعا هذا العام وزعمت تل أبيب انه لمفاعل نووي صغير.

وتابع ابراهيم هجومه قائلا: السوريون لم تتطابق أقوالهم مع أفعالهم أبداً.. لم يبرهنوا علي أنهم أشاوس وصناديد.. انهزموا في التفكير والمنطق قبل أن ينهزموا في العسكرية.. انهزموا في عدم تمكنهم من رؤية المستقبل ولا قراءة الواقع أو معرفة دروس الماضي.

وقال: الأشقاء في سورية تخصصوا في إفساد مشاريع السلام الأخري.. فقد حاولوا - ومعهم صدام - إفساد اتفاق كامب ديفيد، ونجحوا في إفساد كل الاتفاقيات الفلسطينية مع إسرائيل من أوسلو وحتي (خريطة طريق).. ومنعوا اللبنانيين من أي مفاوضات أو سلام.. وأصبحت سورية (خميرة العكننة) و(مركز تعطيل المفاوضات) في المنطقة.. ومن أجل هذا تحالفت مع (حماس) ومولتها واستضافت رموزها في دمشق.. تماما كما ساعدت حزب الله في لبنان..

أضاف: المشكلة أن الرئيس السوري بشار الأسد أعلن وبشكل مفاجئ انه مستعد لمفاوضات مباشرة مع إسرائيل.. استغل بشار فرصة زيارة الرئيس الكرواتي لدمشق ليعقد مؤتمرا صحفيا يمرر فيه رسالة واحدة.. دمشق مستعدة لمفاوضات مباشرة مع تل أبيب.. عادوا لنقطة الصفر التي بدأ منها الرئيس الراحل أنور السادات والذي اتهموه - ومازالوا - بالخيانة والعمالة.

العرض الذي تقدم به الرئيس السوري بشار الأسد أمام الصحفيين ببدء مفاوضات مباشرة معناه انه تلقي إشارة ما أو ان لديه عرضا من تل أبيب! هل يكون العرض من نتنياهو المتطرف أم من ليفني أم من باراك؟ هل تلقي وديعة كوديعة رابين التي رفضها والده عام 1994 في عهد الرئيس بيل كلينتون؟

وإذا كان الأسد الأب رفض أكثر العروض الإسرائيلية كرماً.. كامل الجولان وطبرية في مقابل سفارة عليها علم إسرائيل في دمشق! إذا كان حافظ الأسد قد رفض هذا أو حتي تردد. فما الذي لاح في الأفق لبشار؟!

وكيف تحول من صقر إلي حمامة أو عصفور؟! وماذا سيقول لشعبه وللفصائل التي يدعمها وتتحدث باسمه؟! وللأقلام التي تمجد صموده وتصديه.

وختم ابراهيم مقاله بالقول: إن دمشق خائفة من المحكمة الدولية التي تحقق في جريمة اغتيال رفيق الحريري فهي سيف علي رقبتها.. وفيه هلاكها لو تعاونت أو امتنعت.. في الحالتين مقضي عليها فلو كانت الاولي ستظهر اسماء تلحق العار بالنظام ولو كانت الثانية ستلوح لها واشنطن بملف نووي (جاهز مسبقا) لتكون فترة أوباما وبالاً عليها وعلي الآخرين.. من هنا سلمت سورية لإسرائيل.. قبلت ما كانت ترفضه من قبل.. المهم الآن السلام السوري الإسرائيلي ولتذهب القضية الفلسطينية وحزب الله للجحيم. دمشق تعرف انها لو حققت السلام مع إسرائيل. فيمكن حل المشاكل الفلسطينية طبقا للرؤية السورية.. ليس مهما أن تكون الجولان بكاملها في حوزة دمشق. ولكن يمكن أن تكون هناك قوة دولية ومناطق عازلة واقتسام مياه طبرية. وللأسف ستكون مكافأة سورية هي لبنان. فهي لا تهم الإسرائيليين ودمشق الأقدر علي الزام حزب الله بالانضباط.

 

الجيش يتولّى أوسع عملية دهم لبريتال/ استعدادات لافتتاح السفارة السورية في احتفال رسمي

المصدر: النهار/خرقت اوسع حملة دهم يتولاها الجيش منذ ليل الثلثاء لبريتال، اكبر قرى شرق بعلبك، رتابة المناخ السياسي السائد والملفات المطروحة امام الحكومة والمسؤولين. واذ "لاقت هذه العملية ارتياحاً واسعاً لدى اهالي بريتال الذين شكروا الجيش على جهوده وطالبوا باستمرار وجوده في بلدتهم"، كما افادت قيادة الجيش، ابرزت اوساط سياسية اهمية العملية من زاوية بُعدين امنيين لها: الاول انها تشكل رسالة واضحة في شأن مكافحة حاسمة للظواهر التي تهدد الامن الاجتماعي مثل عصابات سلب السيارات والاتجار بالمخدرات، والثاني ان العملية، تستكمل نهج الجيش في التصدي لكل ما يمكن ان يخل بالامن وخصوصاً على مشارف سنة انتخابية بدأ معها الاعداد للترتيبات الامنية على كل المستويات الضرورية لانجاح هذا الاستحقاق.

وقد قامت وحدات من فوج التدخل الاول والمغاوير واللواء الثامن، معززة بالآليات والدبابات، بعملية الدهم بالتنسيق مع سرية درك بعلبك وفصيلة طليا والطيبة، في ما اعتبر اوسع عملية من نوعها في المنطقة لتوقيف مطلوبين بجرائم مختلفة وفارين الى البلدة. وآزرت طوافات عسكرية الوحدات التي عملت على تمشيط المنطقة بعد تطويقها. وادت العملية الى توقيف 15 مطلوباً على الاقل فيما ترددت معلومات عن مقتل احدهم. واكد بيان الجيش توقيف مطلوبين ومصادرة سيارات مسروقة واسلحة وذخائر ووثائق مزورة وممنوعات أخرى، مشيراً الى مطاردة فارين في جرود البلدة.

ونوّه وزير الدفاع الياس المر بـ"كفاية وحدات الجيش ومناقبيتها" في تنفيذ هذه العملية، كما اشاد "بتضحيات الجيش المتواصلة من مهمة الى مهمة وتمضية العسكريين من ضباط ورتباء وأفراد الاعياد المباركة في مهمات حفظ الامن والاستقرار بعيداً من عائلاتهم حتى يهنأ اللبنانيون في كل المناطق بالأمن والطمأنينة". ونوّه ايضاً بقيادة الجيش "على ما تبذله من جهود لحماية البلد وتعزيز الاستقرار العام".

أما على الصعيد السياسي، فلم تسجل تطورات او مواقف بارزة مع بدء عطلة عيد الميلاد، علماً ان معطيات اشارت الى ان المساعي التي يبذلها رئيس الجمهورية ميشال سليمان سعياً الى تفاهم على اختيار النصف الآخر من المجلس الدستوري في مجلس الوزراء، ستكتسب زخماً بعد عطلة العيد. غير ان هذه المعطيات لم تجزم بامكان التوصل هذا الاسبوع الى التفاهم وخصوصاً في ضوء تمسك رئيس مجلس النواب نبيه بري وقوى المعارضة بوجهة نظرهم القائلة بأن الاكثرية انقلبت على تفاهم مسبق على الاعضاء الخمسة الذين انتُخبوا في مجلس النواب، الأمر الذي تنفيه الاكثرية. وهذا يعني ان المعارضة تسعى الى مقايضة واضحة بالمجيء بعدد من الاعضاء الخمسة المتبقين وفق تفاهم مسبق واختيار لمرشحين ترضى عنهم المعارضة.

وتطرق رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة الى هذا الموضوع في حديث ادلى به أمس الى "المؤسسة اللبنانية للارسال" وشرح فيه مجدداً موضوع المساعدات السعودية وطريقة صرفها في عملية اعادة الاعمار عقب حرب تموز 2006. وقال إن عملية المجلس الدستوري "ليست مستحيلة وتحتاج الى جهد مستمر وأنا اتعاون مع رئيس الجمهورية وكل الزملاء الوزراء حتى نصل الى حل لهذا الموضوع في اقرب فرصة". وفي حين بدأ موضوع المفاوضات السورية – الاسرائيلية يشكل عنواناً للاهتمامات الداخلية نظراً الى انعكاساته المحتملة على لبنان، أفاد السنيورة "اننا نتابع ما تقوم به سوريا بشكل دقيق ونحن لا نتدخل فيه الا بما له من تداعيات على لبنان". وكشف ان "اتصالات عدة جرت معنا من اصدقاء دوليين في اكثر من مناسبة"، موضحاً الموقف الذي ابلغ اليهم هو "اننا لا نرى الآن اي مصلحة لنا في الحديث لا عن مفاوضات مباشرة ولا عن مفاوضات غير مباشرة أيضاً". وأضاف: "نحن نرى ان من المبكر اتخاذ قرار في هذا الشأن وان مصلحة لبنان ان يكون آخر بلد يدخل عملية السلام".

في غضون ذلك، بدأت التحضيرات العملية لافتتاح السفارة السورية في بيروت رسمياً ربما في موعد يسبق نهاية السنة.

وقام السكرتير الأول في السفارة شوقي شماط أمس للمرة الأولى بزيارة وزارة الخارجية والتقى مدير الشؤون السياسية في الوزارة السفير وليم حبيب في ما وصف بأنه زيارة تعارف. وأفاد مصدر ديبلوماسي ان شماط طلب تسهيلات تتعلق بتجهيز السفارة ولا سيما على صعيد تأمين الخطوط الهاتفية والاتصالات، وقد أبدت الخارجية كل استعداد لتسهيل انطلاق السفارة. وتتواصل اعمال تجهيز مبنى السفارة استعداداً لافتتاحها في موعد رسمي لم يحدد بعد ويرجّح ان يحصل في احتفال توجه دعوات رسمية اليه. وأفادت "وكالة الصحافة الفرنسية" أمس ان ابواب السفارة ستفتح الجمعة المقبل على الارجح.

 

 واشنطن قلقة على لبنان من اتفاق سوري - إسرائيلي

المصدر: النهار/أوردت امس صحيفة "هآرتس" أن الولايات المتحدة أبدت لإسرائيل في الأشهر الأخيرة قلقها من أن يقوض اتفاق سلام إسرائيلي - سوري  استقرار لبنان. وجاء في إحدى الرسائل التي أوصلها مسؤولون أميركيون إلى إسرائيل أن "لا تبيعوا لبنان للسوريين ويحظر التضحية بلبنان في مقابل سلام مع سوريا".

وطلب الأميركيون من إسرائيل تعهد الحفاظ على استقلال لبنان، حتى أنهم طلبوا "ضمانات" إسرائيلية في هذا الشأن.

لكن ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي علق على ما نشرته  "هآرتس" بأن "الموضوع ليس مطروحا بتاتاً"، في إشارة إلى التخوفات الأميركية.

ونقلت الصحيفة عن مصادر سياسية إسرائيلية أن التخوف الأميركي نابع من تصريحات مسؤولين إسرائيليين بينهم رئيس طاقم مستشاري وزير الدفاع مايك هرتسوغ الذي قال خلال مؤتمر في واشنطن إن "في إمكان سوريا وحدها لجم حزب الله في لبنان". وأضاف أنه "سيتعين على إسرائيل في إطار اتفاق سلام أن تعترف بالمكانة الخاصة لسوريا في لبنان" وفسر  الأميركيون ذلك بأنه ينبغي تمكين سوريا من اعادة سيطرتها على لبنان. وثمة خلافات بين إسرائيل والولايات المتحدة في الموضوع السوري – اللبناني، إذ افادت مصادر سياسية إسرائيلية أن الولايات المتحدة تمارس ضغوطا على إسرائيل من أجل الانسحاب من القسم الشمالي من قرية الغجر قبل الانتخابات في لبنان، بدعوى تقوية الحكومة اللبنانية برئاسة فؤاد السنيورة. وفي سياق الضغوط الأميركية، زار إسرائيل الاسبوع الماضي مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط ديفيد هايل. وأبلغ مسؤولون في وزارة الخارجية الإسرائيلية الى هايل أن الانسحاب من الغجر ينبغي أن يكون جزءا من حل جميع الخروقات لقرار مجلس الأمن الرقم 1701 الذي انهى حرب لبنان الثانية. لكن المسؤول الاميركي أوضح بحزم أن الولايات المتحدة لن تتحمل تلكؤا في هذا الموضوع وأن إسرائيل ملزمة الانسحاب من الغجر إلى "الخط الأزرق"، وحذر الإسرائيليين من "استغلال ذلك لجمع نقاط لمصلحتكم". ونشرت صحيفة "معاريف" أن تقدماً أحرز في الاتصالات في شأن انسحاب إسرائيل من القسم الشمالي لقرية الغجر الواقع عند تقاطع الحدود اللبنانية - السورية - الإسرائيلية. وقالت إن مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط مايكل وليامس التقى المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية أهارون أبراموفيتش في القدس الاثنين الماضي، وبحثا في الإطار الذي ستجري من خلاله الاتصالات لانسحاب الجيش الإسرائيلي من القسم الشمالي من الغجر.

  

الأسد يشترط لمفاوضات مباشرة رعاية أميركية وضمان الانسحاب

المصدر: النهار /أمل الرئيس السوري بشار الأسد ألا تشن الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة باراك أوباما حرباً جديدة في المنطقة، بل أن تنخرط أكثر في عملية السلام وتدعم المساعي السورية في إجراء مفاوضات غير مباشرة مع اسرائيل، مبدياً استعداده لاجراء مفاوضات مباشرة شرط أن تكون في رعاية أميركية وان تضمن زوال الاحتلال من الجولان. وقال في حديث الى صحيفة "الواشنطن بوست" انه لا يريد أن يبعث برسالة مباشرة إلى الرئيس الأميركي المنتخب، لكنه يتمنى أن يسلك طريقاً مختلفاً في السياسة الشرق الأوسطية لبلاده، مشيراً الى ان عقيدة "الحرب الوقائية" التي اعتمدها الرئيس الأميركي جورج بوش ستنتهي مع مغادرته السلطة. وتمنى على الإدارة الأميركية الجديدة ان "تنخرط جدياً في مسار السلام وان يدعم اوباما المفاوضات السورية غير المباشرة مع اسرائيل...  ويتابع المسارين اللبناني والفلسطيني". وسئل هل يفضل ان تبدأ هذه المتابعة على الخط السوري قبل الفلسطيني، فأجاب: "بالطبع لا. فالواحد يساعد الآخر".

وأبدى رغبته في ان تتعاون سوريا والولايات المتحدة لتعزيز الاستقرار في العراق مع بدء القوات الأميركية انسحابها منه. وقال: "لا يسعنا إعادة عقارب الساعة الى الوراء. فالحرب وقعت والآن علينا ان نتطرق الى المستقبل. علينا صياغة مسار ورؤيا سياسية وجدولاً زمنياً للانسحاب". ونقلت الصحيفة عن الرئيس السوري انه لا يعرف إلا القليل عن اوباما أو سياساته، لكنه يدرك ان الأخير أكثر تواصلاً مع الناس العاديين من بوش، مما سيعطيه قدرة اوسع على فهم ما يريده الأميركيون. واعتبر ان محاولات بوش عزل سوريا فشلت.

وسئل عن التقارير القائلة بأن توجه المملكة العربية السعودية الى تحسين علاقاتها مع دمشق سببه التقرب الأميركي منها خوفاً من ان يغادر القطار المحطة، فأجاب: "ربما سبق للقطار أن غادر المحطة...  لا مشكلة لدي مع السعوديين. فنحن نرحب بعلاقات جيدة مع كل الدول في المنطقة".

وأبدى استعداده لاجراء مفاوضات مباشرة مع إسرائيل ما ان يستوفي نقطتين أساسيتين: اولاهما ضمان انسحاب اسرائيل من مرتفعات الجولان، والثانية ان تكون المفاوضات في رعاية أميركية. واكد انه أرسل الى إسرائيل هذا الشهر وثيقة عن الحدود بين البلدين تركز على بعض النقاط على طول حدود ما قبل 1967. لكنه أشار الى انه لم يتلق جواباً حتى الاثنين الماضي. ولاحظ ان مسألة العلاقات السورية - الإيرانية "ليست بهذا التعقيد. فهي تتعلق بمن يؤدي دوراً في المنطقة ويدعم حقوقنا". وسئل هل تستعد سوريا للجم "حزب الله" اللبناني، فأجاب ان هذه مسألة على اسرائيل ان تناقشها بشكل منفصل مع الدولة اللبنانية. وقال: "حزب الله موجود على الحدود اللبنانية وليس السورية. وحركة حماس موجودة على الحدود الفلسطينية. عليهم النظر الى هذين المسارين وأن يتفهموا. فمن يريد السلام عليه العمل على ثلاثة اتفاقات في ثلاثة مسارات".

  

مبارك يشدد أمام رئيس الوزراء الفرنسي: سورية تريد السيطرة على لبنان

الجيش يطارد مطلوبين في البقاع مباشراً حملة لإلغاء «مناطق مقفلة»

رندة تقي الدين المصدر: الحياة/يستعد لبنان الذي دخل إجازة عيدي الميلاد ورأس السنة، لمواجهة أول استحقاق سياسي بعد العطلة يتمثل بقيام الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بزيارة خاطفة للبلاد في السادس من كانون الثاني (يناير) المقبل، لتفقد الوحدة الفرنسية العاملة ضمن القوات الدولية (يونيفيل) في الجنوب.

وأكدت مصادر وزارية أن ساركوزي سيمضي ساعات في لبنان يلتقي في خلالها كبار المسؤولين، وفي مقدمهم رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ليجري معه قراءة مشتركة لما نفذته دمشق من خريطة الطريق السورية – الفرنسية في شأن الالتزامات التي تعهد بها الرئيس السوري بشار الأسد لنظيره الفرنسي عندما التقاه في باريس في تموز (يوليو) الماضي.

ويطلع ساركوزي من سليمان على المراحل التي قطعتها بيروت ودمشق لتبادل السفيرين بعد أن تقرر إقامة علاقات ديبلوماسية بين البلدين للمرة الأولى منذ استقلالهما. على خط مواز، تأكد لـ «الحياة» أن موضوع العلاقات اللبنانية – السورية كان حاضراً في الاجتماع الذي عقده الرئيس المصري حسني مبارك مع رئيس الحكومة الفرنسية فرنسوا فيون الذي اختتم أمس زيارته للقاهرة.

وكشف مصدر مواكب للمحادثات المصرية - الفرنسية أن مبارك وفيون تطرقا خلال غداء عمل أقامه الأول على شرفه، الى موضوع سورية ولبنان، وأن الرئيس المصري قال له: «إنكم تسلكون طريقاً خاطئاً إذا اعتقدتم أن سورية ستعمل من أجل استقرار لبنان وسيادته، إن كل ما تريده سورية هو السيطرة على لبنان وهي تملك آليات للتأثير عليه». وأضاف مبارك، بحسب المصدر نفسه، ان «مشروع تعزيز استقلال لبنان وسيادته بموافقة سورية لن يتم لأن سورية تريد فقط السيطرة عليه، وإذا اعتقدتم بان سورية ستبتعد عن إيران، فهذا خطأ أيضاً لأن سورية لن تغير حلفها معها».

ونقل المصدر عن مبارك قوله إن «إيران وسورية يسيطران على حركة حماس ويستخدمانها»، وأن سورية «تصدت لجهود المصالحة» بين «حماس» والسلطة الوطنية الفلسطينية. وفي هذا السياق أيضاً، قال مصدر وزاري لبناني فضل عدم ذكر اسمه، إن لبنان يلح في الإسراع في إنجاز تبادل السفيرين اللبناني والسوري، وأن التأخير يعود الى سورية التي ما زالت تتريث في تسمية سفيرها في بيروت. ولم يستبعد المصدر أن تكون دمشق في صدد انتظار «التوقيت المناسب» لإيداع اسم سفيرها لدى السلطات اللبنانية، متوقعاً أن تتزامن التسمية مع وصول ساركوزي الى بيروت، «لإعطاء الانطباع للرئيس الفرنسي بأن القيادة السورية عازمة على تنفيذ الالتزامات التي تعهد بها الأسد لساركوزي في باريس». وهذا يشكل، وفق المصدر، ورقة في يدي ساركوزي لدى توجيه السؤال إليه من جانب الأكثرية اللبنانية. ويذكر ان القائم بالأعمال السوري في لبنان شوقي شماط وصل الى بيروت، وزار أمس الأمين العام لوزارة الخارجية فريد حبيب في نطاق تأكيد التحضير لتبادل السفيرين، فيما تنتظر الخارجية اللبنانية موافقة نظيرتها السورية على الأسماء التي أرسلتها إليها ليكونوا في عداد البعثة الديبلوماسية في دمشق علماً أن افتتاح السفارتين سيتم خلال عطلة الميلاد ورأس السنة.

عملية الجيش

في هذا الوقت، نفذت وحدات من الجيش اللبناني حملة دهم واسعة هي الأكبر في البقاع الأوسط منذ فترة طويلة، استهدفت بلدة بريتال بحثاً عن مطلوبين في جرائم سطو وسرقة سيارات واتجار بالمخدرات وتزوير. واستخدمت المروحيات في ملاحقة الفارين الى جرود البلدة، وأمكن ضبط مسروقات وممنوعات وتوقيف العشرات بينهم مطلوبون «أساسيون» من أصحاب السوابق.

وعلمت «الحياة» من مصادر أمنية أن وحدات الجيش فاجأت المطلوبين وبدأت الدخول الى بريتال في الثالثة فجراً بعدما أحكمت السيطرة على جميع المداخل والمسارب المؤدية اليها. وزاد من عنصر المفاجأة أن العملية جاءت في فترة «ركود» في الحياة السياسية في لبنان مع دخوله في عطلة الميلاد ورأس السنة.

وبحسب المعلومات، فإن وحدات الجيش باشرت التمركز في بريتال والانتشار في جرودها والجرود المحيطة بها، تمهيداً للتمدد الى عدد من البلدات المجاورة، بهدف إلغاء «مناطق مقفلة» على الدولة وعصية على أجهزتها الأمنية، ما من شأنه أن يخفض حوادث السطو وسرقة السيارات التي ارتفعت في الآونة الأخيرة بنسبة ملحوظة في عدد من المناطق الواقعة خارج البقاع، نظراً الى أن من يرتكب مثل هذه الجرائم يلوذ الى بلدات بقاعية معروفة بإيواء المطلوبين والفارين من وجه العدالة. وفي هذا السياق، قالت مصادر أمنية لـ «الحياة» إن بقاء وحدات الجيش على جاهزيتها في هذه البلدات «سيؤدي الى تفكيك الشبكات المختصة بالسطو وسرقة السيارات والاتجار بالمخدرات»، مؤكدة أن الجيش «اضطر للقيام بأول عملية «جراحية» شاملة لتوقيف المطلوبين بعدما طفح الكيل في ضوء ارتفاع حوادث السطو والسلب التي أخذت تشكل إحراجاً للدولة من جهة وللقوى السياسية الفاعلة في المنطقة التي سارعت الى رفع الغطاء السياسي بما يسهل على الأجهزة الأمنية مطاردة المطلوبين وتوقيفهم وسوقهم الى العدالة».

ولفتت المصادر نفسها الى دور فاعل لـ «حزب الله» في إعطاء الضوء الأخضر للقوى الأمنية للبدء في العملية، لا سيما بعد الاشتباكات الأخيرة التي حصلت بين المطلوبين في عدد من البلدات بسبب الخلاف في ما بينهم على توزيع «الغنائم». وكادت هذه الاشتباكات تورط العشائر في نزاعات دموية يفتعلها هذا المطلوب أو ذاك ممن ينتمي بعضهم إليها. وأشارت الى تعاون وجهاء العشائر مع الجيش في توقيف المطلوبين، «وهذا ما يفسر عدم حصول أي احتكاك بين الوحدات العسكرية وأبناء بريتال لحظة دخولها البلدة».

 

السنيورة: الانتقاد تعمية عن من تعهّد بالمساعدة واختفى

بالهدوء والابتعاد عن جلد الذات نصل إلى حلول للدستوري وغيره

المصدر: النهار /أعلن رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة ان المساعدات التي حصل عليها لبنان بعد حرب تموز 2006 "كانت اقل بكثير من كلفة اعادة اعمار ما تهدم، و"كان على الدولة اللبنانية ان تتولى اعادة اعمار ما يعادل 15 في المئة من القرى و95 في المئة من الضاحية الجنوبية". واوضح ان ما دفعته الحكومة في عمليات الاغاثة واعادة الاعمار هو نحو 300 مليون دولار. واشار الى ان السعودية تبرعت وحدها ب550 مليون دولار توزعت اعمال الاغاثة واعادة الاعمار وانشاء مراكز ثقافية واستكمال تنفيذ مشاريع، ورأت ان ما يوجه الى الحكومة من انتقادات في هذا الموضوع "هدفها سياسي او التعمية عن بعض من تعهد تقديم مساعدات ثم اختفى". وذكر ان "حزب الله" قدم معونات متصلة بايجار منازل، "لكن من يعيد اعمار الضاحية في الحقيقة؟ الضاحية يعاد اعمارها بأموال الدولة اللبنانية واموال المكلفين اللبنانيين".

وأقر بوجود صعوبات تعترض تعيين مجلس الوزراء خمسة اعضاء في المجلس الدستوري. لكنه اضاف "اننا نعمل على تذليلها" و"انا ممن يقولون ان الجبل يحفر بإبرة". في حديث الى "المؤسسة اللبنانية للارسال" سئل السنيورة امس تعليقه على ما يتردد حيال مصير المساعدات الخارجية لاعادة اعمار ما دمرته حرب تموز فأجاب: بداية اغتنم هذه المناسبة لأتمنى لكل اللبنانيين أعيادا مباركة، واليوم يترافق عيد الميلاد مع بدء السنة الهجرية والسنة الميلادية، وإن شاء الله تعود هذه المناسبات على اللبنانيين والعرب بالخير والاطمئنان والاستقرار والأمن، والازدهار.

إن موضوع المساعدات وإعادة الإعمار حظيت بكمية كبيرة من اللغط السياسي، لا شك أنه بعد سكوت المدفع وبعد أن رفع الحظر عن لبنان، كانت هناك كمية من المساعدات التي حصل عليها لبنان ولا سيما من أشقائه العرب ومن بعض الدول الغربية، ولكنها كانت أقل بكثير من كلفة عملية إعادة الإعمار الملقاة على عاتق الدولة اللبنانية. هذا مع الإشارة إلى أن هناك أفرقاء من دول وجهات وعدوا بالمساعدة ولكن حين جدَّ الجِد لم نرهم يبادرون الى مساعدة اللبنانيين. فلجأنا إلى أسلوب خلاق وهو أسلوب التبني. والحقيقة أن لدينا حالتين بحاجة إلى تمويل، حاجة الإغاثة السريعة، خلال فترة الحرب وبعدها فترة الحصار، وأيضا كل ما له علاقة برفع الركام والاهتمام بعوائل الشهداء والجرحى وفتح الطرق، وهذه الأمور تكلف الدولة اللبنانية مبالغ طائلة. وحتى في هذه الحالة فإن المبالغ التي أتت من الدول والجهات المانحة كانت قاصرة عن أن تلبي الحاجات. إلى ذلك، كان هناك نحو 108 آلاف وحدة سكنية متضررة أو مدمرة، والكمية التي استطعنا عمليا أن نجد من يتبناها لم تتعد الـ73 ألف وحدة سكنية، إذ تبنت المملكة العربية السعودية وحدها نحو 55 ألف وحدة سكنية في 220 قرية في لبنان وجزء من الضاحية الجنوبية.

وعليه فإن المبالغ التي توافرت للهيئة العليا للإغاثة كانت أقل مما نحن بحاجة إليه.

وكان في إمكان الحكومة اللبنانية أن تقول أن لديها هذه المبالغ المخصصة لعمليات إعادة البناء وإغاثة المتضررين في وحداتهم السكنية، وبالتالي هذا هو فقط المبلغ الذي أستطيع تقديمه وأكتفي بذلك، وهذا يعني أن القسم الأكبر من الدمار يبقى مكانه والطرق تبقى على وضعها، وأهالي الشهداء لا أحد يساعدهم، والجرحى لا يلقون أي معونة، وتبقى 35 ألف وحدة سكنية في لبنان بدون أي مساعدة. وعمليا ما بقي على الدولة اللبنانية أن تقدم اليها مساعدات هي نحو 50 قرية أي ما يعادل 13 ألف وحدة سكنية. وفي الضاحية الجنوبية كان هناك نحو 22 ألف وحدة سكنية. لكن حتى الآن يتوجب على الدولة اللبنانية أن تقوم بما يعادل 15 في المئة من إعادة إعمار القرى و95 في المئة من أبنية الضاحية الجنوبية.

إزاء هذا الوضع كان على الحكومة اللبنانية أن تختار، إما أن تترك الوضع على حاله إلى أن تتوافر الأموال، وذلك عبر اعتمادات من مجلس النواب، والكل يعلم أنه بعد مرور أشهر قليلة على رفع الحصار عن لبنان دخلنا في مرحلة إقفال المؤسسات وتحديدا مؤسسة مجلس النواب، ولم يكن هناك من مصادر مالية ولا الظروف المالية كانت تسمح للبنان بأن يتدبر الأموال، إما من طريق هبات جديدة وإما باعتمادات لا يمكن تأمينها إلا عن طريق السلطة التشريعية، لذلك كان علينا أن نبحث عن طريقة ولذلك لجأنا إلى أسلوب أن نخصص جزءا من المبالغ التي أودعتها المملكة العربية السعودية للبنان على شكل هبة، وهي لها تخصيص في عدد من المجالات، استعملنا هذا الجزء من أجل أن نحصل على تمويل من مصرف لبنان كدين مربوط بهذا الضمان إلى أن نحصل على هبة جديدة من دولة ما أو من أحدى الدول التي وعدت بالمساعدة ولم تساعد، أو نتمكن من تأمين المال من مصرف لبنان في مجلس النواب وعبر الحكومة. فهل كان مطلوباً منا، بناء على الانتقادات السياسية التي كانت توجه الينا، ألا نقوم بأي تصرف ونترك الوضع على حاله إلى أن تؤمن الأموال أو أن نبحث عن طريقة للحل.

نحن لجأنا إلى الأسلوب الذي يمليه علينا ضميرنا وحسنا بالمسؤولية، ونحن كدولة وأنا كرجل دولة، أجد أن ليس هناك أمام الحكومة إلا أن تلجأ إلى هذا الأسلوب وتتدبر المال ريثما نجد متبرعاً أو من أن يؤمن مجلس النواب الاعتمادات المطلوبة".

• ألم يكن هناك خيار ثالث غير الاستدانة والكل يخاف من تراكم الدين؟

- كان أمامنا خياران لا ثالث لهما. إما أن نجد من يتبرع لنا وإما أن نقترض، نحن استنفدنا حتى الآن كل الوسائل من أجل الحصول على متبرع، وأكرر أن هناك من وعد بالتبرع وحين وقعت الواقعة لم نر أحدا منهم، أما الحل الآخر فكان بحاجة إلى فتح اعتمادات من مجلس النواب. نحن لم نأخذ الأموال التي اقترضناها من أجل أن ننفق على أمور أخرى، ولكننا نتحدث عن مبالغ مدفوعة تصل إلى نحو 300 مليون دولار، أي أننا دفعنا الدفعة الأولى فقط للوحدات السكنية التي تبنتها الدولة اللبنانية ولا تزال هناك الدفعة الثانية. وبمجرد تأمين الأموال تتحرر الكفالة التي وضعناها في مصرف لبنان وتعود الأموال خالصة حرة للمملكة العربية السعودية، وبالتالي فإن المملكة لم تتبرع فقط وتتبنى 220 قرية وعددا من الوحدات السكنية، ولكنها أيضا ساعدت الدولة اللبنانية ومولتها بطريقة غير مباشرة عن طريق هذه الكفالة من أجل أن تقوم بما تبقى عليها من التزامات في أعمال الإغاثة والـ35 ألف وحدة سكنية التي لم يكن لها من متبرع.

المملكة العربية السعودية وفي ما يختص العمل تبرعت بـ550 مليون دولار، 50 مليوناً منها لأعمال الإغاثة السريعة و315 مليوناً لمساعدة أصحاب الوحدات السكنية و35 مليون للبنية التحتية في القرى المدمرة ولإنشاء مراكز ثقافية في بعض هذه القرى، وبقي 150 مليون دولار خصصت كلها بموجب مذكرات تفاهم وقعت مع الدولة اللبنانية من أجل تنفيذ عدد من المشاريع الإنمائية التي كانت المملكة تبنت عددا منها وارتفعت كلفتها مع الوقت. وما دفع إلى الآن من أصل الـ315 مليون دولار المخصصة لمساعدة أصحاب الوحدات السكنية هو ما يقارب 262 مليون دولار. المبالغ التي دفعت على حساب الدولة اللبنانية من الهيئة العليا للإغاثة لاستكمال أعمال الإغاثة والـ35 ألف وحدة سكنية، يقارب 300 مليون.

• هل هذا يعني أن الانتقاد انتخابي؟

- هذا الكلام مقصود به هدف سياسي أو التعمية عن بعض من تعهد تقديم المساعدة ثم اختفى.

• هل كان هناك استياء من المملكة العربية السعودية حيال التدبير الذي اتخذته الحكومة؟

- إن هذا الكلام الذي يحاول البعض أن يروج له ليس صحيحاً، والعلاقة والتنسيق بيننا وبين المملكة العربية السعودية على أحسن ما يكون، وأنا أود أن اغتنم هذه المناسبة لأقول أن المملكة، دون أن أقلل من دور دول مثل الكويت وقطر وسلطنة عمان والعراق والبحرين والإمارات وإندونيسيا، هي من تحمل العبء الأكبر ولا تزال تقف إلى جانب لبنان. وحين نتحدث عن المملكة العربية السعودية لا نتحدث فقط عن عملية إعادة إعمار الجنوب أو الضاحية بعد هذا الاجتياح الإسرائيلي، ولكنها وقفت دائما إلى جانب لبنان في كل المحاور (...) علينا الآن أن نعيد النظر إلى الأمور بمجملها، نحن الآن أمام وضع يجب أن نتوقف فيه عن جلد الذات أو اختراع المعارك الوهمية، وذلك من أجل تسليط الضوء على المشكلة الأساس وهي أن هناك اعتداء حصل على لبنان وأنه لم تكن هناك أموال كافية لسد الحاجات والدمار الذي نجم عنه.

• في موضوع المجلس الدستوري، بعض الصحف اليوم تحدث عن ولادة مستحيلة لهذا المجلس. أين أصبحتم في مجال تعيين حصة الحكومة في المجلس؟

- أنا جريا على عادتي، لا أضع المستحيلات في ذهني. أنا ممن يقولون بأن الجبل يحفر بإبرة.

• هل المسألة صعبة إلى هذا الحد؟

- أنا لا أقول أن موضوع المجلس الدستوري أشبه بجبل وعلينا أن نحفر بإبرة لنصل إليه، ولكني أقول أنه إذا كانت هناك من صعوبات فيجب أن نعمل على تذليلها. أنا أتعاون مع فخامة الرئيس ميشال سليمان وكل الزملاء الوزراء حتى نصل في أقرب فرصة ممكنة لحل هذا الموضوع.

• هل حلت القضية مع رئيس مجلس النواب في ما يتعلق بالاسم المطلوب في المجلس الدستوري وديوان المحاسبة، وخصوصا أن المطروح أمر في مقابل آخر؟

- التشاور مستمر من أجل التوصل إلى حل مسألة المجلس الدستوري واستكمال الهيئات القضائية.

• البعض يتحدث الآن عن مفاوضات مباشرة بين لبنان وإسرائيل والرئيس السوري بشار الأسد كان واضحا بابداء استعداده لإجراء مفاوضات مباشرة مع إسرائيل والعماد ميشال عون طالب بدوره بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل بحضور سوريا، فما هو موقف الحكومة اللبنانية؟

- نحن نتابع ما تقوم به الجمهورية العربية السورية، لكن هذا قرار الجمهورية العربية السورية ونحن لا نتدخل فيه إلا بما له تداعيات على لبنان. نحن في لبنان علينا أن ننظر بكل دقة إلى وضعنا، لدينا قرارات دولية، القرار 425 و القرار 1701 الذي يؤكد القرار الأول، ولدينا أرض محتلة في قرية الغجر وفي مزارع شبعا ولدينا أيضا مسار يمكننا من الوصول إلى ما يتفق عليه اللبنانيون وهو المبادرة العربية، ومع تطبيق القرارات الدولية يمكن أن نصل إلى تطبيق اتفاق الهدنة للعام 1949، وحين نطبقها نكون أيضا ملتزمين اتفاق الطائف، ولكن نحن لدينا مسألة مهمة أخرى وهي ما أصررنا على أن تكون بندا من بنود المبادرة العربية للسلام وهي المتعلقة باللاجئين الفلسطينيين الموجودين في لبنان وحقهم في العودة إلى ديارهم (...) نحن لا نرى الآن أي مصلحة للحديث لا عن مفاوضات مباشرة، ولا عن مفاوضات غير مباشرة.

• بالنسبة الى فتح سفارة سورية في لبنان، يقال أن الأمر سيتم الشهر الجاري والقرار حتى الآن تعيين سكرتير أول ويأتي السفير لاحقا، فكيف تفسرون هذا الأمر؟ هل هو مماطلة؟

- هذا أمر ممكن أن يحصل. حين يتم إنشاء سفارة جديدة يوكل الأمر بإنشاء السفارة والإعداد لها إلى قائم بالأعمال وليس إلى سفير. نحن نتطلع إلى الموضوع على أنه خطوة مهمة إلى حد بعيد على صعيد استعادة العلاقات بشكل سوي وصحيح بين بلدين شقيقين وجارين، ونحن على الأقل من جهتنا، شديدو الحرص على بناء علاقات سليمة وأخوية مع سوريا تلبي طموحات اللبنانيين وطموحات السوريين أيضا، وتكون ممهدة للعلاقات على كل الصعد ولا سيما السياسية والأمنية والاقتصادية.

• هل ستذهب إلى سوريا قريبا خصوصا أن هناك كلاماً عن تلقيك دعوة؟

- أنا لم أقل يوما أني لا أريد الذهاب إلى سوريا. لكني لم أتلق دعوة. أعتقد أن الأمور تتقدم وبالتالي من الطبيعي جدا أن يكون هناك تبادل زيارات بين المسؤولين في لبنان وفي سوريا ولكن كل شيء في أوانه.

 استقبالات

وكان السنيورة ترأس اجتماعاً اقتصادياً تنسيقياً في السرايا حضره وزير المال محمد شطح والاقتصاد الوطني محمد الصفدي وحاكم "مصرف لبنان" رياض سلامة عرض فيه الوضع الاقتصادي والتنسيق بين الوزارات.

واجتمع السنيورة في السرايا بوزير الثقافة تمام سلام الذي اوضح انه سلم السنيورة استراتيجية الوزارة لاعلان بيروت "عاصمة عالمية للكتاب عام 2009".

واستقبل النائب جواد بولس وبحث معه في شؤون انمائية لمنطقة زغرتا الزاوية.

ثم استقبل النائب ايلي عون في حضور رئيس مجلس الانماء والاعمار نبيل الجسر وعلى الأثر قال عون: "ان البحث تركز حول موضوع الصرف الصحي في الدامور والناعمة والمراحل التي قطعها تنفيذ هذا المشروع، وأكد الرئيس السنيورة ان العمل بالخط الرئيسي سينتهي على ابعد تقدير خلال شهر نيسان اذذاك يمكن وصل الشبكة بالخط الرئيسي. كذلك طالبنا الرئيس السنيورة بتمديد مفعول رخص البناء العائد الى المهجرين".

كما استقبل رئيس الوزراء وفداً من آل العبيدي بمعية رئيس "جمعية البر والتقوى للرعاية الاجتماعية" الشيخ خضر العبيدي والنائب السابق زهير العبيدي شكره على تعزيته العائلة بالمختار كمال العبيدي والمربية زهيرة العبيدي.

والتقى رئيس الهيئة العربية للتحكيم عبد الحميد فاخوري الذي شكره على ترشيحه اياه ممثلاً للبنان في محكمة الاستثمار في واشنطن التي تنظر في الدعاوى بين الدول وشركات الدول الاخرى.

وأجرى السنيورة اتصالاً هاتفياً بالرئيس رشيد الصلح الموجود في المستشفى للاطمئنان الى صحته وكان عاده قبل يومين.

ومساء التقى منسق الامانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد وعضو الامانة انطوان حداد.

 

أبو فاعور لـ"المستقبل": الأسد سيرتمي في أحضان الاسرائيليين كلما اقتربت المحكمة الدولية

 أكد رفض الخضوع للابتزاز في "الدستوري".. وانتقد "المنطق المبتور" في تصنيف المرشحين سياسياً

المصدر: المستقبل « حاوره : أيمن شروف وعبد السلام موسى

دخل عالم السياسة العريض في "ظروف اسثنائية"، حين اجتاحت البلد موجة استقلالية تحررية، وجد نفسه معنياً بها، وعنصراً شبابياً قادراً على التأثير في مسارها الى حد بعيد. 14 آذار 2005 كان تاريخاً مفصلياً في حياته. لم يقف متفرجاً حيال الزلزال الذي ضرب لبنان في 14 شباط 2005، حين اغتيل الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وقبله محاولة اغتيال الشهيد الحي النائب مروان حمادة. ناضل مع رفاقه شباب "14 آذار"، فشكلوا عصب ثورة الارز، وعامل قوة يضغط على قياداته باتجاه المضي قدماً في مسيرة الحرية والسيادة والاستقلال.

انتقل من العمل السياسي الشبابي الى ميدان اوسع هو النيابة، التي كان ممن ساهموا في تحريرها من اقطاع فرضه الاحتلال السوري لسنوات. ثقة الناخبين في منطقة البقاع الغربي وراشيا في انتخابات العام 2005، كانت جواز دخوله الى المجلس النيابي شاباً يحمل معه افكاره التحررية في وطن يريد له ان يكون حراً وسيداً ومستقلاً.

لا يعتد بتجربته الوزارية لأنها اتت في "ظروف استثنائية" كما يقول، ولكنه بالحد الادنى منسجم مع نفسه، ويعتبر أنه ما زال قادراً على النطق باسم المطالب الشبابية، يقول ما يقتنع، سواء في مجلس الوزراء أو في الاعلام. باختصار يعتز بان السلطة لم تحنطه بعد.

هو وزير الدولة لشؤون مجلس النواب وائل ابو فاعور، الذي يرى في حديث خاص لـ"المستقبل"، أن اعتراض الاقلية على انتخاب حصة المجلس النيابي في المجلس الدستوري " يستند الى خلفية تريد معاقبة القضاة الذين وقفوا الى جانب المحكمة الدولية". يقول "كان هناك من يريد أن يعاقب أنطوان خير، لأنه قام بواجباته تجاه المحكمة، وكان هناك من يريد أن يعاقب شكري صادر أيضاً نتيجة دوره في موضوع المحكمة".

يعتبر " أن ما حصل في السنوات الاربع الماضية كان محاولة انقلاب على الشرعية الدستورية الممثلة بقوى "14 آذار"". يؤكد "ان هناك أطرافاً في الفريق الاخر تسير وفقاً لمشروع اسقاط الدولة، وتريد قيام دولة بديلة عن الدولة".ويسأل رافضي الديموقراطية: "هل تقبلون أن تمارس قوى "14 آذار" منطق التعطيل اذا كانوا هم أكثرية؟".

يشدد ابو فاعور على أن " الحكومة شبه مشلولة" بنتيجة الثلث المعطل. ويلفت الى أن " رئيس الجمهورية ميشال سليمان يحاول دائماً العمل من أجل إخراج مشهد توافقي في الجلسات. ولكن الحقيقة تقول إن هناك استحالات في العمل الحكومي في الكثير من القضايا". ويستغرب على خلفية ما جرى في جلسات المناقشة العامة للحكومة في مجلس النواب " أن يقوم طرف مشارك في الحكومة بانتقاد عملها، في وقت هو شريك في القرار، وشريك في تحمل المسؤولية". ويقول "البعض يريد أن يحصل على مغانم السلطة، وفي نفس الوقت لا يريد أن يدفع غرامة السلطة. يريد أن يحصل على مغانم السلطة، وفي نفس الوقت يريد أن يحصل على مغانم المعارضة في الخارج".

يرى " أن فريق الاقلية اليوم يريد أن يبقي شرعية القوة بيده، و يحصل على شرعية الدستور. وإذا ما حصل هذا الامر في الانتخابات ، وهذا مستبعد، اعتقد أن لبنان سيعود كثيراً الى الوراء، على مستوى علاقاته الخارجية، وعلى مستوى استقلاله، وعلى مستوى وضعه الداخلي، ونظامه الديموقراطي، وكذلك الامر على مستوى المحكمة الدولية، وأول الضحايا ربما تكون قرارات الاجماع الوطني".

وتعليقاً على كلام الرئيس السوري بشار الاسد عن "المفاوضات المباشرة مع اسرائيل"، يشدد على أنه " كلما تقدمت المحكمة الدولية أكثر اندفع الأسد أكثر الى احضان الاسرائيليين"، ويعتبر أن هذا "دليل مأزق فعلي، مؤشر الى أن المأزوم ليس قوى "14 آذار"، أو القوى الاستقلالية في لبنان". ويؤكد " لا مصلحة للبنان في مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة مع اسرائيل". ويشير الى أن كلام الاسد يشكل "جرس انذار" الى بعض القوى السياسية في لبنان "والتي عليها أن تقرأ معنى كلامه جيداً".

وعن مواقف النائب ميشال عون من تعديل الطائف و المفاوضات مع اسرائيل، يلفت أبو فاعور الى أن " هناك من يريد اعادة استنباط خصومة بين المسلمين والمسيحيين في لبنان، لأنه يعتبر أن هذا هو الاسلوب الوحيد لتجديد شبابه السياسي وشبابه الانتخابي". ويعتبر "أن زيارة عون الى سوريا كانت هدية الى "14 آذار".

يؤكد "أن على "14 آذار" أن تتماسك وتتحصن" تحضيراً للانتخابات النيابية المقبلة. ويلفت الى "ان "14 آذار" لن تقدم هدايا مجانية في الانتخابات" في إشارة الى المقعد الشيعي في دائرة البقاع الغربي وراشيا.

 

[ لم يرق لقوى "8 آذار"أن تمارس الاكثرية النيابية أكثريتها لأول مرة في انتخاب حصة المجلس النيابي في المجلس الدستوري. وهناك كلام تشترط فيه المعارضة الحصول على 4 مقاعد من أصل 5، هم حصة مجلس الوزراء. هل وزراء "14 آذار" في صدد التسليم بهذا المنطق؟

- لم يعد هناك معارضة وموالاة، طالما أن طاولة مجلس الوزراء تضم كل القوى السياسية في البرلمان. هذه الحكومة ليست حكومة فؤاد السنيورة، بل حكومة كل القوى، وبالتالي فإن الكل شركاء في القرار، والكل شركاء في تحمل المسؤولية.

مارسنا أكثريتنا النيابية، وهذا حق مشرع لنا. ولكن السؤال الذي لم يطرحه أحد : هل هناك عيوب في الاشخاص الذين تم انتخابهم في المجلس النيابي، من الناحية الاخلاقية أو المناقبية، أو من ناحية الكفاءة العلمية. كان عيبهم الوحيد أن انتخابهم تم من قبل قوى "14 آذار"، فجرى تصنيفهم سياسياً، علماً أن لا ارتباط سياسياً مباشراً لهؤلاء الاشخاص مع "14 آذار".

أتصور أن "غيض" البعض، أو غضبه، استند الى خلفية تريد معاقبة القضاة الذين وقفوا الى جانب المحكمة الدولية. كان هناك من يريد أن يعاقب أنطوان خير، لأنه قام بواجباته تجاه المحكمة، وكان هناك من يريد أن يعاقب شكري صادر أيضاً نتيجة دوره في موضوع المحكمة. ولكن عندما لم تصح معهم سياسة العقاب، بدأت الاشتراطات التي نسمع عنها من يوم الى آخر.

في النهاية، هناك آلية عمل تحكم مجلس الوزراء، وهناك أكثرية وأقلية، والجدل قائم اذا ما كانت التعيينات الباقية تحتاج الى أكثرية الثلثين. في اليومين الماضيين، قال أحد الاشخاص الذين ترفع لهم القبعة في المسائل الدستورية، وهو النائب بطرس حرب، إن هذا الامر غير صحيح، وبالتالي سنرى ماذا سيحصل، ولكن لن نخضع للابتزاز، لأن هذا الابتزاز لن ينتهي، وليته يتم وفق معايير موضوعية، بل وفق معايير غير موضوعية بالكامل.

[ هل المحاصصة في القضاء منطق سليم؟

- حكماً سيخضع القضاء للمحاصصة الطائفية، لأن انتخاب مجلس النواب يتم على أساس طائفي، وكذلك تشكيل الحكومة، كما كل الامور التي تخضع الى التوازنات الطائفية في هذا البلد. ولكن السؤال: هل نستطيع من ضمن المحاصصة أن نقدم الكفاءات؟ وبالتالي المشكلة ليست في المحاصصة، بل في إدخال معيار التشفي السياسي من أشخاص معينين، لأنهم وقفوا الى جانب المحكمة الدولية.

[ نجد لدى "14 آذار" تمسكاً بالديموقراطية، فيما نستشف من ممارسات فريق "8 آذار" اصراراً على الانتقام من الديموقراطية؟

- ما حصل في السنوات الاربع الماضية كان محاولة انقلاب على الشرعية الدستورية الممثلة بقوى "14 آذار". لن ننسى الاغتيالات، البعض حاول اسقاط الاكثرية النيابية بسلاح الاغتيالات. البعض حاول شراء بعض النواب، وتم ذلك. البعض حاول إغلاق المجلس النيابي، وتم ذلك.

ما دامت الشرعية الدستورية مع قوى "14 آذار"، فهذا يعني أن الديموقراطية مرفوضة، والمطلوب أن يسود منطق التعطيل. وهنا أضع هذا السؤال برسم الرافضين للديموقراطية: "هل تقبلون أن تمارس قوى "14 آذار" منطق التعطيل اذا كانوا هم أكثرية؟

مشروع اسقاط الدولة

[ حذرتم من "الثلث المعطل" كثيراً، ثم تنازلتم عنه في تسوية الدوحة. وها انتم اليوم تعيشون تداعياته، وترضخون لتهديداته، "حرصاً على المصلحة الوطنية"، كما حصل في جلسة تعيين هيئة الاشراف على الانتخابات؟ الى متى سيبقى الحكم لـ"الثلث المعطل"؟ ولماذا لا يبدي الطرف الاخر حرصاً مماثلاً على الوطن بالفعل لا بالقول؟

- هناك فرق بين مشروعين، مشروع "14 آذار" ومشروع "8 آذار"، وهنا لا أعمم، لأن الطرف الاخر ليس فريقاً واحداً، وفيه من الافرقاء السياسيين من يملك حرصاً على الدولة، أو ما تبقى من الدولة، أو الى حد ما يتورعون عن القيام بما يضعف الدولة. في المقابل، هناك أطراف اخرى تسير وفقاً لمشروع اسقاط الدولة، وقيام دولة بديلة عن الدولة.

[ كيف ستواجه "14 آذار" مشروع اسقاط الدولة، في ظل عدم قدرتها على استخدام الاكثرية؟

- لم تستطع "14 آذار" أن تستخدم أكثريتها الديموقراطية، لأنها جُبهت بأساليب غير ديموقراطية. هل الاغتيال منطق ديموقراطي؟ أم التهديد والتهويل، أو الانقلاب الذي حصل في "7 أيار" أو اغلاق المجلس النيابي.

يريدون أن تكون هذه الاكثرية ممنوعة من الصرف أو الحكم، وهنا تكمن المعركة، وهي مفتوحة وطويلة، ومن الطبيعي أن تتجدد المعركة بعد الانتخابات النيابية.

ما هي آثار تهديد وزراء "8 آذار" بالثلث المعطل على أداء حكومة ما يسمى الوحدة الوطنية؟

الحكومة شبه مشلولة، لا تستطيع أن تأخذ قرارات في القضايا الاساسية، فيحاول رئيس الجمهورية ميشال سليمان دائماً العمل من أجل إخراج مشهد توافقي في الجلسات. ولكن الحقيقة تقول إن هناك استحالات في العمل الحكومي في الكثير من القضايا.

دور رئيس الجمهورية الايجابي

[ الى متى سيبقى رئيس الجمهورية قادراً على لعب هذا الدور في تأمين التوافق؟

- معرفة رئيس الجمهورية لدوره، وبقاؤه على مسافة واحدة من كل الافرقاء السياسيين، ستبقيه مؤهلاً للعب هذا الدور في محاولته تدوير الزوايا. حتى الآن، دور الرئيس ايجابي جداً، وما زال قادراً على لعب هذا الدور، وهذا ما يؤكد أن فكرة الرئيس التوافقي اثبتت جدواها، لأن هناك أكثرية ممنوعة من الصرف، وأقلية تمارس التحكم، ومن هنا كانت الحاجة الى مساحة وسطية تقرب بين وجهات النظر.

[ كيف تقرأ ما شهده مجلس النواب من "مناكفات" و"مزايدات" في جلسات مناقشة العامة للحكومة؟

يسود منطق مبتور، وغير سوي، أن يقوم طرف مشارك في الحكومة بانتقاد عملها، في وقت هو شريك في القرار، وشريك في تحمل المسؤولية. البعض يريد أن يحصل على مغانم السلطة، وفي نفس الوقت لا يريد أن يدفع غرامة السلطة. يريد أن يحصل على مغانم السلطة، وفي نفس الوقت يريد أن يحصل على مغانم المعارضة في الخارج.

هذا شيء غير طبيعي. وهنا أكرر القول إن هذه الحكومة ليست حكومة فؤاد السنيورة، وليست حكومة "14 آذار"، بل حكومة كل القوى. في الكثير من القطاعات كنا نستطيع كـ"14 آذار" أن نوجه أسئلة لوزراء "8 آذار"، ولكننا لم نطرحها لاننا تصرفنا انطلاقاً من الحرص على الحكومة وعلى البلد.

[ كيف تفسر الانسجام بين مواقف رئيس الجمهورية و"14 آذار"؟

- انسجام الموقف مع رئيس الجمهورية ينطلق من الحرص على الوطن، والحرص على أن يكون هناك تفاهمات. كما يعتبر تدعيماً لموقف الرئيس كي يبقى قادراً على بلورة التوافق.

الاهم أن هناك موقعاً لرئاسة الجمهورية، يشغله اليوم رئيس جديد ووسطي، والاكثر اهمية أن هناك دوراً للمسيحيين في النظام السياسي اللبناني، والمصلحة الوطنية تقتضي أن ندفع دور المسيحيين الى الامام، بدل محاولات الاعتداء على هذا الدور التي يقوم بها بعض المسؤولين المسيحيين.

صراع القوة مع الدستور

[ تملكون أكثرية نيابية، فيما الفريق الاخر أقلية لكنه يملك السلاح. اذا انقلبت المعادلة وباتت الاقلية أكثرية تملك السلاح. كيف ستصبح صورة لبنان؟

- النقاش يكمن هنا. الطرف الاخر كان يمتلك شرعية القوة، فيما نمتلك نحن شرعية الدستور. خضنا المعركة طوال السنوات الماضية، فاستعصى على شرعية القوة أن تسيطر على شرعية الدستور.

فريق الاقلية اليوم يريد أن يبقي شرعية القوة بيده، ويحصل على شرعية الدستور. وإذا ما حصل هذا الامر، وهذا مستبعد، اعتقد أن لبنان سيعود كثيراً الى الوراء، على مستوى علاقاته الخارجية، وعلى مستوى استقلاله، وعلى مستوى وضعه الداخلي، ونظامه الديموقراطي، وكذلك الامر على مستوى المحكمة الدولية، وأول الضحايا ربما تكون قرارات الاجماع الوطني.

[ ولكن الشرعية الدستورية كانت معطلة؟

- حاولوا تعطيلها، ولكن لم يستطيعوا تعطيلها بالكامل، لانهم كانوا يجابهون دائماً بموقف يؤكد على الشرعية الدستورية.

[ الحوار الوطني يراوح مكانه، ولا اتفاق بعد بشأن الاستراتيجية الدفاعية. اذا استمرت حال المراوحة والمراوغة الي أين نحن ذاهبون؟

- الحوار الوطني عملية طويلة الامد، لأن القضية التي تناقش قضية لبنانية، ولكن في نفس الوقت هي قضية غير لبنانية، تبدأ في لبنان وتنتهي في الاهواز. المعطيات الاقليمية تشير الى التعادل السلبي، وطالما أن ميزان القوى الاقليمي والدولي في وضعيته الحالية، لا اعتقد أن جواب الاستراتيجية الدفاعية سيكون على طاولة الحوار الوطني، لأن هناك عوامل غير محلية تؤثر في مسار النقاش.

[ البعض يهوى الحديث عن تراجع الدعم الدولي لـ"14 آذار" في ظل الانفتاح الغربي على سوري؟

ـ ليس هناك من تراجع في الدعم الدولي للقوى الاستقلالية على الاطلاق، وحتى لو حصل انفتاح على سوريا، يتم مناقشة وطرح هذا الانفتاح بشكل مستقل عن الملف اللبناني.

مأزق النظام السوري

[ ولكن هناك من يقول إن سوريا ملتزمة تجاه لبنان بما وعدت به المجتمع الدولي؟ وبالتالي ستختلف نظرته تجاه سوريا؟

- حكماً وبعيداً عن ما يقول الفريق اللبناني الذي يحاول أن يصور الأمور بأن "8 آذار" هي التي انتصرت في انتخابات اميركا، وأن خيار "8 آذار" انتصر على المستوى الدولي، اريد أن أنظر الى مسلكية النظام في سوريا، اذ انه كلما تقدمت المحكمة الدولية أكثر كلما اندفع (الرئيس السوري) بشار الأسد أكثر الى احضان الاسرائيليين، وهذا دليل ماذا؟ دليل ارتياح! بالطبع هو ليس كذلك، هذا دليل مأزق فعلي، لأنه كلما تقدمت المحكمة، كلما صار هناك تقديم تنازلات أكثر لإسرائيل، هذا مؤشر أن المأزوم ليس قوى "14 آذار"، أو القوى الاستقلالية في لبنان، وهذا دليل أن المحكمة الدولية خيار قائم ومستمر ولن يتوقف، وبالنسبة لي المحكمة الدولية هي المعيار الأساسي في هذا الأمر.

[ كيف تقرأ تزامن إعلان الرئيس السوري بشار الاسد "أنه حان الوقت لدخول بلاده في مفاوضات مباشرة مع اسرائيل"، مع انعقاد طاولة الحوار، وبعد يوم واحد على اطلاق النائب ميشال عون مواقف مماثلة؟

- اعتقد أن هناك من يريد القول إنه مستعد للذهاب الى النظام السوري، وفي نفس الوقت النظام السوري باستطاعته أن يذهب الى مفاوضات مع اسرائيل ويقدم الأثمان، شرط ان يتخلص من عبء المحكمة الدولية، وبالتالي يقول هذا النظام انه مستعد أن يأتي الى طاولة المفاوضات، وأن يأتي بلبنان معه على الطاولة، واما أن يكون لبنان الى الطاولة او على الطاولة.

[ انت تقول إن باستطاعة النظام السوري أن يأخذ لبنان الى المفاوضات مع اسرائيل من خلال النائب ميشال عون؟

- هذا هو المنطق القاصر. يفترض النظام السوري انه ما زال يتعامل مع لبنان كتابع. لا مصلحة للبنان في مفاوضات مباشرة او غير مباشرة مع اسرائيل، ولن ندخل بمثل هذه المفاوضات، هذا الكلام تفجيري لأننا نعلم جيداً دور العامل الاسرائيلي تاريخياً، والخلاف على الموقف من اسرائيل داخلياً في لبنان فجر الحرب الأهلية، لذلك هذا الكلام بقدر ما هو تفجيري، بقدر ما المطلوب من خلاله القول: انا ذاهب الى المفاوضات ولبنان سيكون معي، وهذا جرس انذار ليس لقوى "14 آذار" فقط، بل ايضاً جرس انذار لقوى سياسية أخرى في لبنان يجب ان تقرأ معنى ذلك جيداً.

[ كيف تقرأ رفض "حزب الله" الذي أعلنه وزير العمل محمد فنيش؟

ـ الرفض جيد، ونحن نتفق مع "حزب الله" في هذا الأمر، انا اتكلم بالمعنى السياسي الفعلي وليس بالمواقف الاعلامية، فعندما يتم الجلوس الى الطاولة ويتم تبادل الأثمان، ماذا ستفعل بعض القوى السياسية في لبنان؟

عون يغذي الانقسام ليجدد شبابه السياسي

[ ماذا عن موقف الجنرال عون في هذا الاطار؟

- لا أنظر له بكثير من الاعتبار، وهنا أكرر أن هناك عملية اثارة اكبر قدر ممكن من الغبار السياسي لتعويض وضعية ما، تقول بتعديل اتفاق الطائف من جهة، وبالذهاب الى المفاوضات المباشرة مع اسرائيل من جهة ثانية. هذه طروحات تفجيرية وتثير الانقسامات بين اللبنانيين، لأن هناك من يريد اعادة استنباط خصومة بين المسلمين والمسيحيين في لبنان، لأنه يعتبر أن هذا هو الاسلوب الوحيد لتجديد شبابه السياسي وشبابه الانتخابي.

[ موضوع الانتخابات النيابية يتقدم. هل ترى أن الظروف السياسية والامنية ستكون مؤاتية لاجراء الانتخابات؟

- هناك معزوفة تعطيل، وهناك معزوفة تطالب أن لا تجري الانتخابات في يوم واحد، وهناك عملية توتير أمني مقصودة لوضع الانتخابات النيابية على المحك، ولكن واجب السلطة وواجب القوى السياسية أن تقول إن المطلوب اجراء الانتخابات وعلينا توفير كل الشروط الامنية والسياسية والادارية لإجرائها.

[ ما هي دلالات ان نسمع كلاماً عن تأجيل الانتخابات يصدر فقط من حلفاء سوريا في لبنان؟

- انا اعلم انهم أجروا عدداً من الاستطلاعات، وتم استخدام تعبير "كارثية" في نتيجة هذه الاستطلاعات، أي أن نتائج الانتخابات ستكون كارثية عليهم، لذلك المنطق الديموقراطي بين مزدوجين، يقول انهم اذا أيقنوا انهم ذاهبون الى تجديد أكثرية "14 آذار"، فمن المتوقع ان يمارسوا اي شيء لتعطيل الانتخابات.

[ من ضمنها العودة الى "7 ايار" جديد؟

- لا اعتقد، اتصور أن أحداث "7 ايار" كانت درساً بالغ الدلالة للجميع، وخاصة لمن اعتقد انه انتصر.

[ ولكن من كان وراء "7 ايار" يستطيع استخدام حلفائه للقيام بدور تعطيل الانتخابات؟

ـ هذا ممكن، وهناك الكثير من الاساليب، ممكن العودة الى الاغتيالات، واستخدام سلاح الفتنة، ما الذي يمنع؟

مسيحيو "14 آذار" في أفضل حالاتهم

[ ما هو المطلوب من قيادات "14 آذار"؟

- المطلوب أن تتماسك وتتحصن خلف الدولة وتجدد شباب الدولة اللبنانية وترمم ما تداعى من هيكل الدولة على المستوى العسكري والامني وعلى المستوى الاداري، وتذهب الى الانتخابات بخيار التهدئة الداخلية وبخيار الثبات على الخيارات الاستقلالية.

[ بات معلوماً أن المعارك الانتخابية ستكون في المناطق المسيحية. كيف تطمئن الى وضع مسيحيي "14 آذار؟

- في أحسن حالاته، لدينا حليف موضوعي، وبالتالي فإن مسيحيي "14 آذار" في أحسن حالاتهم، والزيارة الى سوريا كانت هدية الى "14 آذار".

[ما هو المطلوب منهم، هل يجب ان يكون هناك وعي لديهم لدلالات زيارة البعض الى سوريا والخيارات التي يتخذونها؟

- انا اعتقد ان هناك وعياً، وهذا الوعي سينعكس في الانتخابات النيابية القادمة، لأن الجمهور المسيحي كان طليعة الاستقلاليين في لبنان، وسيكون كذلك عندما يشعر أن هناك خطراً فعلياً بالانقلاب على الخط الاستقلالي.

[ بصفتك نائباً عن منطقة البقاع الغربي وراشيا. كيف تقرأ مسار الانتخابات في تلك الدائرة في ضوء التهويل الذي يمارسه اعلام "8 آذار"؟

- التحالف واضح، والوضع أكثر من جيد، مكونات هذا التحالف واضحة من "اللقاء الديموقراطي"، و"تيار المستقبل"، و"القوات اللبنانية"، و"الكتائب"، والجماعة الاسلامية، وكل قوى "14 آذار". واعتقد أن الانتخابات النيابية القادمة في البقاع الغربي وراشيا ستجدد ما كان قائماً في العام 2005 .

[ اذاً هناك لائحة كاملة؟

- حكماً هناك لائحة كاملة.

[ والمقعد الشيعي؟

- هناك لائحة كاملة، لأن لا أحد سيقدم هدايا مجانية.

[ ما هي أجواء المصالحة بين "التقدمي" و"حزب الله"؟

- لا جديد، نحن مستعدون ومنفتحون على أي خطوة تحت عنوان السلم الأهلي وبقاء كل طرف على ثوابته السياسية.

[ كيف تقيم التجربة، من منظمات شبابية الى النيابة ثم الوزارة؟

- التجربة لا يعتد بها ولا يقاس عليها، أتت في ظروف استثنائية، وهذه الحكومة ليست حكومة انجازات، هي حكومة الحد الادنى الممكن، حكومة المساكنة الوطنية وليست حكومة الوحدة الوطنية، ولكن بالمجمل التجربة جيدة، وبالحد الأدنى ادعي أنني ما زلت استطيع ان أنطق باسم المطالب الشبابية التي حملتها في الحزب، وفي منظمة الشباب التقدمي، وبالحد الأدنى أنا منسجم مع نفسي، كل ما اقتنع به أقوله، سواء على طاولة مجلس الوزراء او في الاعلام، بالمختصر السلطة لم تحنطني بعد.

 

صفير يقفل "مرحلة عون": الأمر لي مسيحياً

 يعيدُ في رسالة الميلاد تحديد الثوابت المسيحية ـ الوطنية ويطلقُ دوراً استنهاضياً متجدداً في المعركة الاستقلالية

نصير الأسعد المصدر: المستقبل  

برسالة الميلاد أول من أمس، إختتم البطريريك الماروني نصرالله بطرس صفير السنة الجارية بمواقف أراد عبرها التذكير بالثوابت المسيحية، بثوابت الكنيسة، معلناً بوضوح رفضه تزويرها.

الثوابت في رسالة الميلاد

أكد البطريرك على ثابتة الاستقلال. واستكمالاً لما كان قاله قبل أيام رفضاً لـ"زيارات تأدية الطاعة" في سوريا، شدّد على أنه "عبثاً يتطلّع اللبنانيون الى هذه الجهة أو تلك خارج لبنان فلن يكون أصدقاؤهم أحن عليهم من ذواتهم".

وإعتبر التسوية اللبنانية ـ اللبنانية في إطار الاستقلال بمثابة ثابتة أخرى، أو هو قد "رفعها" الى "مرتبة" الثابتة. وهذا ما يعنيه في العمق قولُه إن "اللبناني أبقى وأنفع للبناني من جاره بعيداً كان او قريباً".

وتمسك بثابتة العيش المشترك، مبدياً أسفه من أن "كل طائفة تريد أن تقيم دولة وحدها".

وأعرب عن إقتناعه بأن الطائف ودستوره من الثوابت أيضاً، وذلك في امتداد تأكيده المتكرّر دائماً على أن التطبيق يسبق البحث في التعديل. وهذا معنى قوله إن "الحكومة أشبه بعربة يجرّها حصانان أحدهما يشدّ بها الى الأمام والثاني يشدّ بها الى الوراء". وإشارتُه اللافتة الى أن "كل عمل تريد الحكومة القيام به نرى في داخلها من يضاده ويقاومه ويسعى الى إحباطه". وتذكيرُه المتجدّد بأن "العادة جرت في العالم كلّه أن تتولى الأكثرية الحكم (..)". وفي ذلك رفضٌ صريح للتعطيل و"مشتقاته" وأبرزها "الثلث المعطّل".

إذاً، من قراءة دقيقة لـ"نصّ" رسالة الميلاد، لا يخفى أن البطريرك حدّد موقف الكنيسة في إطار ثوابت الاستقلال والعيش المشترك والدستور والتسوية اللبنانية، من أجل قيامة الدولة التي لاحظ أنها "أصبحت غير متماسكة" بغياب تلك الثوابت أو بتغييبها.

البطريرك في موقع "الأمر لي"

بيدَ أن البطريرك، عبر "النصّ" وأبعد منه، إنما يتّخذ لنفسه "موقعاً" محدّداً.

في "جانب" أول من هذا "الموقع"، أن سيّد بكركي يعلن ـ من دون تصريح ـ أنه هو على رأس الكنيسة من يحدّد الثوابت المسيحية، بل أن ما يحدّده هو المعيار. ويعتبر ـ من دون تصريح أيضاً ـ أن ما يطرحه يدخلُ في إطار "المواقف الوطنية" لا في إطار "السياسة السياسية"، أي من موقع "مصلحة" المسيحيين و"حقوقهم" ضمن البلد والشراكة فيه. لكأن البطريرك، بعد كل ما تعرّضت له الثوابت من انتهاك وتزوير من جانب بعض فرقاء "الساحة المسيحية" وحلفائهم الإقليميين، يعلنُ ـ من دون تصريح أيضاً وأيضاً ـ أن "الأمر لي" مسيحياً وعلى هذا الصعيد بالتحديد.

.. وموقع استنهاضي متجدّد

وفي "جانب" ثانٍ من هذا "الموقع"، أن رأس الكنيسة في لبنان الغاضب مما آلت إليه أوضاع لبنان، أي من "الحال" التي وصفتها رسالته الميلادية بدقّة، يقول ـ سياسياً وعملياً ـ أن المعركة من أجل تلك الثوابت، والتي يراها ثوابت مسيحية ـ لبنانية عامة، مستمرة ولن تتوقّف إلا ببلوغ الاستقلال اللبناني ودولته مرحلة الإنجاز و"مرتبته".

أما "الجانب" الثالث المهم من هذا "الموقع"، فهو ـ تأسيساً على "الجانبين" الآنفين ـ أن البطريرك "ينتقل" مع نهاية العام 2008 وعلى مشارف العام 2009، الى دور إستنهاضي متجدّد لـ"قضية" لبنان المستقل. ولن يكون ممكناً "إحتساب" ظروف العام المقبل ومعطياته وتوازناته بمعزل عن هذا العامل الرئيسي.

"لكأنه" يعود الى أيلول 2000

إذاً "يبدو" أن البطريرك صفير "يقفل" العام 2008 ويطوي "صفحاته". بيدّ أنه في حقيقة الأمر يُنهي مرحلةً بكاملها استمرّت من العام 2005 حتى الأمس القريب. وهذا إستنتاجٌ لا يقوله البطريرك ولا "يُستخرج" من تحليل نصّه، بل "تفسّره" دورةُ ثلاث سنوات ونصف السنة، وجدَ البطريرك نفسه في نهايتها "مضطراً" الى "البدء من جديد" ـ إذا جاز التعبير ـ حاملاً الثوابت المسيحية ـ الوطنية على كتفيه. لكأنه يرى نفسه وقد عاد الى "المربّع الأول": الى العشرين من أيلول 2000 مع "النداء الأول" لمجلس المطارنة الموارنة.

عون وضرب الثوابت

ليس سراً أن الجنرال ميشال عون "استفاد" في انتخابات العام 2005 من عوامل عدة ليحقق فوزاً انتخابياً كبيراً في ذلك العام، ومن هذه العوامل "الالتباس" أو "الإشكال" في العلاقة يومها بين حركة 14 آذار ومسيحييها من جهة وبكركي من جهة ثانية. وفي امتداد هذا "الإلتباس" أو "الإشكال"، قال البطريرك يومئذ جملته الشهيرة "صار للمسيحيين زعيمهم". وبيطيعة الحال، ومن دون تحميل هذه الجملة فوق ما تحتمل، فإن البطريرك قصد "الربط" بين انتهاء الوصاية السورية وحصول أول انتخابات نيابية خارجها من ناحية واستعادة التمثيل السياسي المسيحي الى سياق أكثر طبيعية من ناحية اخرى.

لكن ليس سراً أيضاً ان عون ذهب، منذ ما بعد انتخابات 2005 مباشرة، بالتفويض المسيحي الى أماكن تتنافى وتتناقض مع الثوابت المسيحية وتخرج المسيحيين من موقعهم في صدارة المسألة الاستقلالية والسيادية وفي مقدم الحرص على العيش المشترك. بل ثمة ما هو أكثر من ذلك وأخطر. ذلك أن عون عمل على تأسيس العلاقات المسيحية ـ المسيحية بل ومجمل العلاقات اللبنانية ـ اللبنانية، على "منطق توازن القوى"، وذهب الى ما هو أبعد بالتصرّف على أساس أن توازن القوى المسيحي الذي كان في صالحه لفترة، هو "توازن إلغاء" للتعددية المسيحية وتهميش وشطب للكنيسة وإخضاع للمجموعات الاخرى. وهو عندما تغيّر توازن القوى "السياسي" تدريجياً إستقوى بتوازن قوى "عسكري" في مصلحة حلفائه.

ولذلك فإن الاعوام 2006 و2007 و2008 (الى ما قبل أسابيع قليلة)، شهدت محاولات لعون ـ ولمسيحيي النظام السوري معه ـ وضع الكنيسة المارونية بين خيار الانحياز له أو التعرّض لهجمات، وفرض شروط على ما سمي "المصالحة المسيحية" بل وتعطيلها، وفرض تعريفات لـ"السياسة المسيحية" بالضدّ من بكركي، وذلك كله بالتزامن مع تصدّر عون عملية تعطيل رئاسة الجمهورية شهوراً طويلة بالرغم من كون الرئاسة الموقع المسيحي الاول في الشراكة الوطنية، وبالرغم من مساعي البطريرك لإنهاء الوضع الشاذ بسرعة.

..وصفير يقفل مرحلة 2005 ـ 2008

برسالة الميلاد المعطوفة على مواقفه في الفترة الاخيرة، وتحديداً بعد أن أصبح "الجنرال" تهديداً سافراً للثوابت المسيحية، يُقفل البطريرك مرحلة 2005 ـ 2008 ويضع نفسه من جديد في مقدّم المعركة الاستقلالية، مضيفاً إليها ما اختزنه من مرارات تجربة تلك السنوات.

يكاد المرء يقول ان البطريرك يُقفل "مرحلة عون". فللمسيحيين تعدديتهم، وكنيستهم... وموقعهم الاول على رأس الدولة. ويعرفون أين يقفون.

 

 جبيل: مؤيدو العهد لا الكتلة الشيعية بيضة القبان

 تعادل قوى 8 و 14 آذار يجعل المعركة غير محسومة النتائج

بيار عطاالله المصدر: النهار 

هل تصلح انتخابات المجلس الثقافي في بلاد جبيل نموذجاً لما ستكون عليه نتائج الانتخابات النيابية في تلك المنطقة، ام ان الامر لا يتعدى مجرد انتخابات ضمت مجموعة من المثقفين ورجال الاعمال والصحافيين والكتاب والشخصيات الذين لا يمثلون الواقع الشعبي في تلك الدائرة في شكل دقيق، والتي فاخر احد قياديي "حزب الله" بأن الامور محسومة فيها لصالح "قوى 8 اذار" رغم ان عدد الناخبين المسيحيين في الدائرة يبلغ حوالى 60 الف ناخب مقابل حوالى 15 الف ناخب شيعي؟

الجواب يتراوح بين حدين: النفي والايجاب. فالمجلس يضم عينة شبه مختارة من الجبيليين من كل المناطق مسيحيين وسنة وشيعة ومن كل الشرائح والمستويات الاجتماعية والثقافية، لكن التكهن بنتيجة الانتخابات سلفاً جرياً على ما تعلنه بعض القوى السياسية في تحالف 8 آذار وتحديداً "حزب الله" وحليفه "التيار العوني" يحمل الكثير من التسرع خصوصا ان المدة الزمنية الفاصلة عن اجراء الانتخابات ليست قصيرة نسبيا (اي خمسة اشهر). وتالياً فإن الاعتداد بقوة اصوات "حزب الله" في دائرة جبيل وقدرته التجييرية لمصلحة هذا المرشح او ذاك وعلى حسم الامور وادارة كفة الميزان قد يرتد سلباً ويحمل الكثير من الناخبين المسيحيين على اعادة حساباتهم وجدولة اتجاهات اصواتهم، خصوصاً ان ملف قضية  كنيسة لاسا ترك آثاراً لدى الرأي العام المسيحي الذي هزته تلك المسألة في العمق. وعند الحديث عن جبيل يأخذ المراقبون في الحسبان موقف رئيس الجمهورية ميشال سليمان ابن بلدة عمشيت الساحلية وأحد اكبر المواقع الانتخابية المؤثرة على الانتخابات في الدائرة التي اصبحت ذات بعد استراتيجي لامتدادها بين البحر الابيض المتوسط وجرود اليمونة وحدث بعلبك، والتي تحولت عقدة الوصل بين البقاع وبيروت شاطرة الجبل المسيحي الممتد من دير الاحمر الى حدث بيروت قسمين منفصلين.

مواجهة كبرى؟

تجزم الاوساط المتابعة لتطور الوضع الانتخابي في جبيل  ساحلاً وجبلاً ان الدائرة تتجه الى مواجهة سياسية كبرى لن تعرفها اي من المناطق الاخرى، خصوصاً مع تداخل القوى بين مؤيدي 8 و 14 آذار داخل البلدات والقرى والعائلات والافخاذ والاجباب والعشائر المسيحية والشيعية بحيث يصعب تحديد حجم اي من القوى المؤيدة لهذا الفريق او ذاك باستثناء مؤيدي "حزب الله" و "حركة امل" في الكتلة الشيعية والتي يبدو ان جزءا لا بأس به منها قد سلم امره الى الثنائية الشيعية، رغم محاولات الاختراق المتواصلة التي تقوم بها اطراف شيعية اخرى سواء في تيار احمد الاسعد ام الشخصيات الشيعية المستقلة.

بين الطرفين المتواجهين بكل عدتهما الانتخابية وشعاراتهما السياسية يبرز الرئيس ميشال سليمان قوة ثالثة تستقطب تأييداً واسعاً لدى الجبيليين وخصوصاً في منطقة ساحل جبيل حيث يقال ان الرئيس كان يستعد بعد تقاعده من قيادة الجيش لقيادة حركة سياسية واسعة على مستوى منطقتي جبيل وكسروان وهو يملك الكثير من المؤيدين والمحبذين لهذه الفكرة والذين تضاعف عددهم بعد انتخابه رئيساً للجمهورية انطلاقاً من اعتبارات عدة، في مقدمها تأييد رئاسة الجمهورية تقليدياً واحتضان الرئاسة الاولى جرياً على عادة المسيحيين في هذا الامر. ودخول الرئاسة الاولى على خط الانتخابات في بلاد جبيل مباشرة او بالواسطة يعني عملياً ان الرئيس حسم امره وقرر خوض المواجهة على مستوى كل المناطق اللبنانية لتشكيل كتلة العهد الخاصة مستعيداً تجربة الرئيس فؤاد شهاب او الشهابيين عام 1968 بين مؤيدي النهج ومعارضيه في "الحلف الثلاثي". وفي تحليل المراقبين ان اندفاع الرئيس او مؤيديه الى ساحة الانتخابات سيعني حكماً تقلص كتلة "قوى 8 اذار" وتحديداً "التيار العوني" الذي سيكون عليه خوض المواجهة على محورين قاسيين.

يقال في جبيل ان تاريخ المنطقة يحفل بمعارك كثيرة تشبه ما قد يجري في انتخابات ربيع 2009. التجربة الاولى كانت عام 1943 عندما احتدمت المعركة الانتخابية بين الرئيسين اميل اده وبشارة الخوري وانقسمت المنطقة انذاك بين الكتلة الوطنية والكتلة الدستورية في معركة ضارية بين الجانبين. ثم كانت التجربة الثانية عام 1968 في الانتخابات الاشهر في تاريخ لبنان عندما فاز ريمون ادة واميل روحانا صقر واحمد اسبر. لكن معركة 2009 مختلفة تماماً والكتلويون في جبيل اصبحوا مجموعتين احداهما تلتزم نهج ريمون ادة ممثلة بالعميد كارلوس ادة وتقف الى جانب الدستوريين والقواتيين والكتائبيين في خندق واحد لمواجهة "حزب الله" و "العونيين" الذين انضم بعض مؤيدي الكتلة السابقين اليهم.

الرئيس بيضة القبان

يكثر المرشحون في جبيل، ولائحة الاسماء طويلة جداً ساحلاً ووسطاً وجبلاً، لكن الاكيد ان موقف الرئيس سليمان وقدرته الكامنة لا الظاهرة على تجييش الرأي العام هو بيضة القبان وليس موقف الكتلة الشيعية في جبيل. وبرأي المتابعين ان جميع القوى والمرشحين يدركون هذه المعادلة جيداً، لذلك يحاذرون مواجهة سليمان مباشرة ويعملون على ترتيب الامور بالتي هي احسن، على قاعدة احتساب حصة لمؤيدي العهد شرط عدم خوضهم الانتخابات بالتحالف مع مرشحي هذا الطرف او ذاك. ويقال ان في مقدم العاملين من اجل هذا الطرح قيادة التيار العوني وحليفها "حزب الله" اللذين يدركان جيداً ان مجرد الاعلان عن وجود مرشح مؤيد للعهد سيعني تراجعا لا بأس به في نسب مؤيديهما مضافاً الى الناخبين الوسطيين والمستقلين. لذلك يجهد العونيون وحلفائهم لترتيب تفاهم ضمني مع بعض اركان العهد، يقضي باختيار مرشحين مقربين من الرئيس في جبيل.  وينسحب هذا الوضع على كسروان والمتن وبعبدا حيث تظهر استطلاعات الرأي انحساراً في نفوذ 8 اذار وتقدماً لا بأس به لمؤيدي 14 اذار في موازاة ارتفاع نسب التأييد لخط رئيس الجمهورية، ويعني ذلك في حسابات العونيين و"حزب الله" خسارة شبه حتمية وايضا يعني معادلة واضحة مفادها ان اجتماع اي طرفين من الاطراف الثلاثة سيؤدي حكماً الى هزيمة الثالث.

التطور الجديد في دائرة جبيل هو الحراك الملحوظ على مستوى البلوك الشيعي، الذي يبدو ان العائلات الكبيرة المنضوية فيه تحاول الخروج بموقف مستقل لها عن القوى السياسية المسيطرة شيعياً ، وذلك استجابة لتأثيرات عدة وعلاقات تاريخية تملكها هذه العائلات مع مؤسسات الدولة والعائلات المسيحية في المنطقة اضافة الى مواقف خاصة بها. ويقال ان الادارة الشيعية للمعركة الانتخابية تفضل ان لا تخوض مواجهة مباشرة مع مرشحين مفترضين للعهد. ويقال ايضاً ان "حركة أمل" دخلت بقوة على خط انتخابات جبيل رداً على محاولات العونيين التدخل في الخريطة الانتخابية في جزين والزهراني ومحاولتهم فرض مرشحين عونيين واقصاء مرشحين مسيحيين مؤيدين للرئيس نبيه بري.  اما المسيحيون فقد توزعوا اسوة بكل لبنان فرقاً واحزاب، لكن الاكيد واستناداً الى استطلاعات الرأي ان الوضع المسيحي تغير تماماً عن مناخات 2005 والموجة التي ضربت انذاك ما عادت تجدي نفعاً وثمة توازن او تعادل بين كفتي 14 و 8 اذار لدى المسيحيين، والنسب تكاد ان تكون متقاربة 38 في المئة للتيار العوني ومرشحيه، و 40 في المئة لـ 14 اذار ومرشحيها، والفرق في نسب التأييد صب في صالح الفريق الاخير. وبرأي المتابعين ان المعركة في جبيل تتمحور حول التأييد الذي سيمحضه رئيس الجمهورية أو أنصار العهد ضمنا لهذا المرشح أو ذاك، وليس الصوت الشيعي المؤيد لـ"حزب الله"، على اهميته".

 

من وعد بتحمل كلفة حرب تموز ومن تحمّلها فعلياً؟!  على هامش الجلسة العامة لمساءلة الحكومة

المصدر: المستقبل « في الرابع عشر من آب 2006 أعلن السيد حسن نصرالله أنه و"بالنسبة للبيوت المهدمة أودّ أن أطمئن هذه العائلات الشريفة أن عليها ألا تقلق، وأنتم إن شاء الله لن تحتاجوا لأن تطلبوا من أحد ولا أن تقفوا في أي صف أو أن تذهبوا إلى أي مكان". معلناً "تأمين مبلغ مالي معقول لكل عائلة يساعدها في أن تستأجر منزلاً لمدة سنة وتشتري أثاثاً للمنزل"، وذلك ريثما يقوم الحزب بعملية إعادة البناء. كما أعلن في خطاب آخر ألقاه في مجلس عاشورائي بتاريخ 22 كانون الثاني 2007 أن "كلفة حرب تموز تقدر بـ3 إلى 4 مليارات دولار. نحن مستعدون أن نتحمّل مسؤوليتها... أنا شخصياً حاضر لأن أتحمّل كلفة الحرب، وإذا لم أكن قادراً على الدفع خذوني واحبسوني"!.

يوم الثلاثاء 16 كانون الأول 2008 نشرت الصحف التقرير المفصل الذي أعدّته الهيئة العليا للإغاثة عن أعمالها وعن الأموال التي تلقتها من كل المصادر، والمبالغ التي صرفتها منذ مطلع العام 2005 وحتى نهاية شهر آب 2008. التقرير أظهر أن من تحمّل فعلياً تكلفة إعادة الإعمار بعد حرب تموز هو الحكومة اللبنانية، والدول المانحة، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، أي الجهات الأكثر تعرضاً للشتم والاتهام منذ انتهاء حرب تموز وحتى اليوم، فيما اقتصرت وعود "حزب الله" على المبالغ التي دُفعت كبدلات إيجار لمدة سنة للمواطنين الذين دُمرت منازلهم. أما شركة "وعد" فليست إلا مؤسسة تقوم بالإشراف على إعادة الإعمار المموّل بالدرجة الأولى من خزينة الدولة اللبنانية.

وقد أظهر التقرير أن المكلّف اللبناني هو من تحمّل دفع الفارق بين ما قدّمته الدول المانحة والمبالغ المتوجب دفعها كتعويضات وتكاليف ناتجة عن هدم البنى التحتية والجسور والطرق والمستشفيات ودور العبادة والمنشآت المدنية، وتعويض الشهداء والجرحى وإزالة الركام، وبناء أكثر من 108 آلاف وحدة سكنية في الجنوب والضاحية الجنوبية. وبما يوجب على الحكومة حالياً تأمين مبلغ 420 مليون دولار لاستكمال دفع التعويضات عن طريق الاستدانة. ويظهر التقرير أن الحكومة تحمّلت ما نسبته 43% من كلفة إعادة الإعمار، وأن نسبة 57% من التكلفة تحمّلته الدول المانحة، وذلك من دون احتساب الأموال التي دفعت مباشرة للمتضررين أو لإعادة بناء المنشآت العامة، بغير المرور بحسابات الهيئة، ولا سيما ما دفعته دولتا قطر وإيران.

شفافية الهيئة دفعتها إلى فتح حسابات دائنة لدى مصرف لبنان، مخصصة حصراً لإيداع التبرعات المحولة من كل دولة على حدة، وفتح حسابٍ آخر مخصصٍ للتبرعات الواردة من المؤسسات والأفراد. كما عمدت الهيئة إلى فتح حسابات مدينة مخصصة للصرف بهدف إبقاء حسابات الهبات منفصلة عن حسابات الإنفاق، وقد نشرت ذلك كله على الانترنت. ورغم أن الأرقام واضحة، وخاضعة للمراقبة الإدارية، وأسماء المستفيدين منشورة، إلا أن العماد ميشال عون لم يتورّع عن القول في إطلالته الأسبوعية المخصصة للافتراء على الحكومة إن "الهيئة صرفت الأموال خارج مكانها المخصص لها، لاسيما على تزفيت الطرق في كسروان... وقد تمّ توزيعها على المحاسيب". هكذا كافأ عون الحكومة التي قبلت التحدي وتحمّلت مسؤولياتها تجاه شعبها وأهلها، وحافظت على هذه المسؤولية رغم تشكيك عون وحلفائه بشرعيتها لأكثر من سنة، ورغم إقفال مجلس النواب أمامها، وتالياً حرمانها من الوسائل الدستورية لتمويل إعادة الأعمار، إلا أنها استمرت في دفع التعويضات حتى لأولئك الذين كانوا يعتبرونها غير شرعية، ومن أجل ذلك استدانت الحكومة من مصرف لبنان بضمانة جزء من الهبة السعودية.

النواب من فريق الثامن من آذار رفعوا أصواتهم بوجه الحكومة أثناء مساءلتها، في حفلة مزايدة رخيصة أمام ناخبيهم، وعلى الرغم أنهم تناسوا وعود "حزب الله" السابقة بتحمّله تكاليف إعادة الأعمار، إلا أن سلوكهم لم يكن غريباً جداً في موسم انتخابي يقترب. الأغرب كان في أداء بعض المتذاكين ممن أراد عن قصد الإيحاء للرأي العام بأن الحكومة أو الهيئة العليا للإغاثة قد سرقت أموال التبرعات. وثمة نائب في البرلمان من كتلة عون حاول التدليس على الناس بالإشارة إلى "مخالفات إدارية ارتكبتها الهيئة". النائب كان يشير إلى الخطوات القانونية التي اتخذتها الهيئة لحفظ المال العام، بعد أن قام عدد من المسؤولين والمحسوبين على حلفاء هذا النائب بالتغطية على عملية تزوير شيكات مسحوبة على الدولة اللبنانية بمبالغ غير مستحقة قانوناً، وقد اكتُشفت العملية وأُحيل هؤلاء على القضاء، كما أحيلت قبلهم مجموعة بتهمة اختلاس أموال الهيئة من خلال تزوير تقارير طبية عن تعرضهم لإصابات جراء العدوان، وقد كان جزاء الهيئة التي كشفت ذلك كله، أنها متّهمة من قبل نائب "الإصلاح والتغيير" هذا، بأنها ارتكبت مخالفات إدارية!.

أهمية الكلام المتقدم يكمن في تسليط الضوء على ملف واحد (عينة) من جملة ملفات يجري التعامل معها من قبل فريق الثامن من آذار بشكل غير مسؤول، وبطريقة تهدف إلى خداع الرأي العام، بهدف كسب جزء منه، حتى ولو تعرّض الطرف الذي يتعامل مع الملف بمسؤولية إلى الشتم والتشويه، وحتى لو تعرضت مصالح الناس للخطر... ولقد صدق ميشال عون ـ وقلما يصدق ـ، عندما قال يوم الإثنين الماضي: "من الآن وحتى الانتخابات سترون العجائب"!!.