المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

تقارير ومقابلات مهمة 30/2009

 

1-من جريدة السياسة/شددت على ضرورة معالجة ملف المخفيين قسراًظ"سوليد": سورية أطلقت 20 لبنانياً من 107 تعترف بوجودهم في سجونها 

2- حميد غريافي من جريدة السياسة/أعدتا برنامجاً مفصلاً للحكم الجديد في حال فوز حلفائهما بالانتخابات النيابية/سورية وإيران تعلنان "جمهوريتهما الثانية" في لبنان وتخططان لتغييرات ديمغرافية في المناطق السنية والمسيحية

3- حميد غريافي من جريدة السياسة/هل تسرّع جنبلاط في حكمه على تقرير المجلة الألمانية? ديبلوماسي بريطاني وضع أربعة احتمالات لتقرير "دير شبيغل

4- نت جريدة السياسة/توقيف عميل في الجنوب والادعاء على ثلاثة/لبنان: عضو في "الشيعي الأعلى" متورط في التجسس لإسرائيل

5- سميرعطاالله/النهار/القضية هي استبقاء جزين

6-موقع 14 آذار/ميشال معوض: لقد ثبتنا بالوقائع والتفاصيل حملتهم المزورة فـ"المرتاح" لا يزور ولا يشتم/لائحة ارادة زغرتا الزاوية هي لائحة حزب الله في ولائحة سوريا في زغرتا الزاوية

7-مقابلة من الشراع مع سجعان قزي مرشح حزب الكتائب في كسروان/7 أيار جديد ضد بعبدا اذا انتصرت المعارضة

8-مقابلة من الشراع مع نهاد المشنوق المرشح عن المقعد السني في بيروت/مع الثلث المعطّل اذا كان لحماية سلاح المقاومة

 

شددت على ضرورة معالجة ملف المخفيين قسراً 

"سوليد": سورية أطلقت 20 لبنانياً من 107 تعترف بوجودهم في سجونها 

السياسة/أمل رئيس جمعية "سوليد" المعنية بملف المعتقلين والمفقودين في سورية غازي عاد, أمس, ألا يثير خبر الإفراج عن عشرين شخصاً من لائحة ال¯107 اشخاص المعترف بها سورياً والتي تضم لبنانيين محكومين جنائيا في السجون السورية, أي ضجة سياسية تمنع استكمال الافراج عن العدد المتبقي منهم, اي 87 شخصا.

واوضح عاد ل¯"وكالة الأنباء المركزية" ان الجمعية كانت على علم بالافراج عن هؤلاء الاشخاص المحكومين جنائيا, الا انه وبناء على طلب المفرج عنهم بعدم اثارة هذا الموضوع في الاعلام كي لا يعرقل خروج من تبقى, "لم نتحدث عن الامر اعلاميا كي لا يستغل سياسيا, ولكن بما ان وكالة الانباء الايطالية (آكي) اثارت هذا الموضوع اضطررنا الى التوضيح والمطالبة بخروج البقية". ولفت الى ان هؤلاء يشكلون جزءا من اللائحة التي تضم 107 اشخاص, والتي سلمت الى اللجنة القضائية اللبنانية وتحدث عنها وزير العدل ابراهيم نجار, مضيفا "ان المفرج عنهم خرجوا بموجب عفو خاص وعلى دفعات, واول دفعة افرج عنها في 22 ابريل الفائت", واوضح ان "لائحة ال¯107 اشخاص لا تحظى فقط باعتراف السلطات السورية وانما يسمح لاهل هؤلاء بزيارتهم في السجون السورية". واشار الى انه من اصل 107 اشخاص, هناك 47 محكومون جنائيا و60 شخصا غير محكومين, الا انه معترف بوجودهم واهلهم يزورونهم. وقال "نحن طالبنا مرات عدة باسترجاعهم الى لبنان من دون ان يمنع ذلك تمكسنا بالملف الاصعب والاقسى وهو ملف المخفيين قسرا ومطالبتنا بضرورة معالجته بشكل جدي وشفاف", موضحاً أن عملية الافراج كانت تتم عبر دفعات صغيرة وكان من المتوقع ان تستمر هذه العملية حتى الافراج عن ال¯107 اشخاص.

واذ رحب عاد بخروج هؤلاء المحكومين جنائيا, اكد ان الملف الاصعب يبقى ملف المخفيين قسرا الذي لم يحظ الى الآن باعتراف اي من الاطراف المعنية وخصوصا السلطات السورية, وقال "نحن دأبنا دائما على الفصل بين ملفي المحكومين من جهة والمخفيين قسرا, الذين اعتقلتهم السلطات السورية في لبنان ونقلتهم الى السجون السورية واختفوا من دون اعتراف سورية باعتقالهم ولا تفصح عن مصيرهم او مكان وجودهم, من جهة اخرى". وكانت "سوليد" اصدرت بيانا اشارت فيه الى ان وكالة "آكي" الايطالية نقلت عن موقع الكتروني سوري خبرا عن الافراج عن مسجونين لبنانيين لديها, وأوضحت أنه تم الافراج بشكل سري وغير معلن عن عدد من السجناء الذي لا يتجاوز عددهم العشرين حتى الآن.

 

أعدتا برنامجاً مفصلاً للحكم الجديد في حال فوز حلفائهما بالانتخابات النيابية

سورية وإيران تعلنان "جمهوريتهما الثانية" في لبنان وتخططان لتغييرات ديمغرافية في المناطق السنية والمسيحية

باريس - كتب حميد غريافي:السياسة

قال مرجع روحي مسيحي لبناني امس ان نجاح قوى الثامن من اذار في الانتخابات النيابية اللبنانية بعد تسعة ايام من اليوم سيؤدي حتما الى قيام "الجمهورية الثانية" السورية "التي ستتقاسم هذه المرة لبنان مع الايرانيين علنا ومن دون توريات, بحيث سيكون لها رأسان هما سفيرا دمشق وطهران علي عبدالكريم علي ومحمد رضا شيباني, وجيش هو "حزب الله" وطابور خامس يقوده ميشال عون, وميليشيا حكومية على غرار تلك التي انشأها موسوليني في ايطاليا خلال فترة الحرب العالمية الثانية واطلق عليها اسم الفاشية, او تلك التي تتحكم في مفاصل الدولة الفارسية تحت مسمى الحرس الثوري وشبيهتها في سورية دولة الاستخبارات".

وأعرب المرجع ل¯ "السياسة" في باريس عن قناعته بأنه "اذا كان السوريون حكموا لبنان طوال 20 عاما بواسطة مندوبيهم الساميين غازي كنعان وخلفه رستم غزالي من خلف ستار بلدة عنجر البقاعية, والايرانيون حكموه خلال السنوات الاربع الماضية بطريقة غير مباشرة ومباشرة احيانا كثيرة بواسطة "حزب الله" فإنهم سيحكمونه هذه المرة بصورة علنية بواسطة سفيريهم من قلب بيروت ويحولون مؤسساته الحكومية الى مربعات سياسية واقتصادية ومالية يتحكمون بمداخيلها وتوجهاتها, ومؤسساته الامنية الى غستابو هتلرية وستازي المانية شرقية و"كي جي بي" سوفياتية مستنسخة عن الحرس الثوري الايراني واستخبارات آصف شوكت السوري, وجيشه الى قوة محاربة لاسرائيل تنهل من الترسانتين العسكريتين الايرانية والسورية, لكنها ستكون تحت امرة "حزب الله وقيادته, وعندها يسلمونها قراري الحرب او السلم اللذين يتحكمان بهما الان".

وكشف المرجع الروحي المسيحي النقاب عن "وجود برنامج عمل مفصل في مختلف شؤون الحكم في لبنان ما بعد انتخابات تأتي بهذه القوى الظلامية, وضعته جماعات "حزب الله" وأضاف اليه "التيار العوني" بعض مطالبه وتخيلاته, يقسم مؤسسات الدولة الى مربعات سياسية وعسكرية وأمنية تماما على غرار التقسيمات المعمول بها الان في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية وجزء من المناطق المسيحية الواقعة تحت رحى العونيين, استنادا الى الايجابيات والسلبيات التي ظهرت كنتائج للاحتلال السوري للبنان طوال تسعة وعشرين عاما مع تحديد ادق لما يتناسب ومصالح سورية وايران الجديدة في لبنان ومع اعتماد اكبر على العنصر الماروني الذي من دونه لن تكسب هذه "الجمهورية الثانية" السورية شرعيتها, وعلى العنصر السني الذي يمنع الدول العربية من اعتبار هذه الجمهورية شيعية - علوية تماما كما فعل نظاما حافظ وبشار الاسد خلال حكمهما الطويل للبلاد ونجحا في امور كثيرة الا انهما فشلا في الحفاظ على تجذر اقدامهما فيه بسبب ان من اختاراهم من الحلفاء الموارنة والمسيحيين والسنة والدروز في المرة السابقة لم يكونوا الا من الضعفاء ومن كان منهم "ذا قدر وقيمة" لم يعتنق فعلا مفاهيمهما وعقيدتهما كما فعل الاخرون امثال سليمان فرنجية وعمر كرامي وطلال ارسلان ومجموعة الطفيليات الهامشية من امثال ناصر قنديل ووئام وهاب وعدنان عضوم وجميل السيد وعبدالرحيم مراد وايلي فرزلي وميشال سماحة وعاصم قانصو ومستنسخاتهم".

واكد المرجع "ان اخطر ما يتضمنه البرنامج السوري - الايراني الجديد هو إحداث تغيير ديمغرافي في البلاد على غرار التغييرين الديمغرافيين اللذين احدثهما نظاما ايات الله في طهران والبعث في دمشق اللذان ضربا حول المناطق السنية في بلديهما احزمة مذهبية من الطائفتين الشيعية والعلوية بعدما نقلا مئات الالاف من سكان تلك المناطق الى شبه كانتونات محاصرة ومطوقة لا حول لها ولا قوة وذلك بعد نجاح عمليات الترانسفير التي قام بها عملاؤهما في لبنان بقيادتي "حزب الله" وميشال عون عن طريق توسيع دراماتيكي للوجود الشيعي والعلوي في الحزام الذي يطوق احدى اكبر مدن السنة في لبنان وهي طرابلس وللوجود الشيعي في بعض المناطق المسيحية مثل جبيل والبترون وبعبدا وحتى نجاحهم في اقامة شبه دويلة مسيحية داخل المناطق المسيحية يرئسها عون نفسه. ويشقها الى شبه فدراليات صغيرة تابعة لايران وسورية".

و"سيطغى على تلك التغييرات الديمغرافية الجديدة - حسب المرجع الروحي - عامل القوة والسلاح والعناصر الميليشياوية العسكرية والاستخبارية استنادا الى تجربة "حزب الله" الناجحة جدا في سلخه الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية عن الدولة الام, ووضعها تحت قيادته وهيمنته الكاملة, وكذلك استنادا الى السياسة الناجحة ايضا التي اتبعها صدام حسين ضد شيعة جنوب العراق بتجفيفه منطقة الاهوار المائية ونقل عشرات الالاف من سكانها الى المناطق الداخلية الكردية, ونقل سكان مدن كردية بكاملها من الشمال الى مناطق اخرى".

وأعرب المرجع عن اعتقاده ان لبنان "سيتعرض لحرب اسرائيلية قد تكون الأسوأ في تاريخه قبل نهاية هذا العام في حال فوز "حزب الله" في الانتخابات وسيطرته على قرارات الدولة ومصالحها ومؤسساتها واحداثه تغييرات جذرية فيها, خصوصا العسكرية والامنية منها, ووضع يده على البنك المركزي ومصارف البلاد وتحويل السرية المصرفية الى علنية وجعلها سيفا مصلتا على رقاب اللبنانيين".

وتنبأ المرجع الروحي ب¯ "انهيار الدولة اللبنانية التي نعرفها الان خلال العام المقبل اذا فاز "حزب الله" بالانتخابات, لان العالم ليس مستعدا للتعامل معه وخصوصا في النواحي الاقتصادية والمساعدات, كما ان الدول العربية الغنية ستحجم عن دعم "الجمهورية الثانية" السورية - الايرانية بواقع الحال, وسيعمد اصحاب المشاريع العمرانية الخليجيون والعرب الآخرون وكذلك الشركات الغربية الى وقف مشاريعهم وسحب اموالهم من لبنان".

 

 هل تسرّع جنبلاط في حكمه على تقرير المجلة الألمانية? ديبلوماسي بريطاني وضع أربعة احتمالات لتقرير "دير شبيغل"

 هل معلومات التقرير صحيحة وإسرائيل تستغلها لمصلحتها?دمشق وطهران حذفتا عقبة الحريري من أمام مشروعهما

النظام السوري اخترق المجلة لتحوير مسار المحكمة

لندن -  حميد غريافي:السياسة

رغم ان الزعيمين اللبنانيين اللذين يتقاسمان »عرش« الرابع عشر من آذار, سعد الدين الحريري ووليد جنبلاط, اخذا بصدريهما تداعيات رواية المجلة الالمانية »دير شبيغل« عن دور »حزب الله« الاوحد في اغتيال رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري, واسقاطها الاتهامات ضد النظام السوري في دمشق محاكاة لاسقاط المحكمة الدولية موقتاً اتهام الضباط اللبنانيين الاربعة قادة الاجهزة الامنية الرئيسية, في عهد الوصاية السورية على لبنان, واطلاقهم من السجن, الا ان معلومات المجلة الالمانية »ذات الصدقية العالية« مادة لايمكن تجاهلها - وفقا لما قاله ديبلوماسي في لندن, اذ تطرح السؤال المخيف: ماذا لو كانت معلومات حقيقية وصادقة مستقاة من قلب المحكمة الدولية التي تضم عشرات القضاة والموظفين الدوليين? خصوصا وان الوقائع التي ذكرتها والاسماء التي اوردتها ليس من المستحيل الوصول اليها لمعرفة الحقيقة, وان على »حزب الله«, في حال استدعى مدعي عام المحكمة الدولية دانيال بيلمار عددا من قيادييه وعناصره قدرتهم صحيفة »لوفيفارو« الفرنسية بدورها في مارس الماضي بالثمانية المطلوبين الى التحقيق - التجاوب مع طلب المدعي العام والسماح له ولمعاونيه بمقابلتهم اذا كان فعلا لا يخفي شيئاً ويعتبر ما ورد في المجلة »اتهاما اسرائيلياً« له ولأمينه العام حسن نصرالله كما اعلن في خطابه مساء الاثنين الماضي وبلغ حد مطالبة وزير الخارجية العبري افيغدور ليبرمان بإصدار مذكرة دولية باعتقاله وإلا يجب اعتقاله بالقوة اذا استدعى القاء القبض عليه على السلطات اللبنانية.

الاحتمالات الاربعة

وذكر الديبلوماسي البريطاني القريب من وزارة الخارجية في لندن ل¯¯»السياسة« وجود اربعة احتمالات بشأن صدور هذه المعلومات »شبه الحاسمة الموثقة بالاسماء والتواريخ« هي في رأيه:

1- ان يكون نظام بشار الاسد تمكن بالفعل من اختراق جدران المجلة الالمانية بطريقة من الطرق ليست صعبة عادة لاستخدامها في دفع تهم اغتيال الحريري, وقادة لبنانيين آخرين من اعدائه في قوى »ثورة الارز« التي اطاحته من لبنان بالقوة عنه وعن استخباراته واقارب رئيسه وكبار اعضاء فريقه الحاكم, ولصقها بطرف آخر حتى ولو كان اقرب المقربين اليه واقرب »حلفائه الستراتيجيين« في المنطقة مثل: الايرانيون وتابعهم »حزب الله« لان رأسه اغلى عليه من رأس اي حليف او »صديق«, وبالتالي يكون نجح موقتا في بلبلة الآراء عن مستقبل القرار الظني الاتهامي الذي سيصدره مدعي عام المحكمة الدولية بيلمار قبل نهاية هذا العام, وادخل المخاوف الى قلوب خصومه الاقوياء المتطرفين في عدائه على الساحة اللبنانية لتأكدهم شبه الحاسم بأنه وراء هذه الاغتيالات الدراماتيكية التي حذفت من امامه عدداً من اشرس اعدائه وكادت تحذف عدداً آخر لولا الضغوط الدولية عليه, ولولا تأرجح احكام المحكمة.

هل هي اسرائيل?

2- الاحتمال الثاني ركز عليه محامي الدفاع عن نفسه وعن حزبه حسن نصرالله الاثنين الماضي وهو الدور الاسرائيلي في »فبركة« معلومات »دير شبيغل« لتفجير فتنة سنية شيعية تعمل تل ابيب على حبك خيوطها منذ اخراجها ايضا بالقوة من لبنان في العام 2000 ورفعت وتيرة تنفيذها بعد »هزيمتها الالهية« في حرب تموز »يوليو« عام ,2006 مدعومة في اختراق المجلة الالمانية من الادارة الاميركية »الشيطان الاكبر« التي تلاحق النظام الايراني وحلفاءه في كل مكان ونحن لا تستبعد, وفق الديبلوماسي البريطاني, وجود مثل هذا الاحتمال لانه امر مشروع في الحروب بين الاعداء خصوصا اذا كانوا من »صنفين« اسرائيلي وايراني »حزب الله« لايمكن حملهما على التقارب, لأن احدهما يطمح الى السيطرة على منطقة الشرق الاوسط بجناحيها السني واليهودي »إيران«, وإلى الحلول محل عدوه في امتلاك خيوط اللعبة في المنطقة برمتها, بينما الآخر »اسرائيل« يدافع عن وجوده واستمراريته في قلب منطقة ليست له اصلا مستخدما في سبيل ذلك كل ما يمتلك من امكانات حتى ولو بلغت حدود التفكير »بانتحار جماعي«.

»أم سورية وإيران«

3- أما الاحتمال الثالث فهو ان يكون اغتيال رفيق الحريري »المصيبة« التي جمعت رأسي النظامين السوري والايراني المتحالفين ضد العالم بأسره على مخدة واحدة فنظام دمشق العلوي في جوهره وخروجه فجأة بعد ستة عشر عاماً من تفرده في احتلال لبنان عام ,1976 بظهور نجم طامح سني واسع النفوذ لم يسبق للبنان التعرف على مثيل له من قبل سواء على الصعيد الشعبي الداخلي او على الصعيدين العربي والدولي, لتحرير بلده من هذا الاحتلال واستعادة حريته واستقلاله, وهو امر لم يكن آل الاسد في سورية يفكرون بإمكانية حدوثه لانهم كانوا يعتقدون انهم دخلوا لبنان ليبقوا فيه الى مالا نهاية وبأنه »تعويض إلهي« لهم عن اسكندرونهم التركي وجولاتهم »الاسرائيلي« المفقودين فارتاعوا من بروز هذه الظاهرة التي راقبوها منذ ولادتها عام 1992 مع أول حكومة شكلها الحريري تنمو وتترعرع وتتسع من دون ان يتمكنوا من وقف اندفاعها او احالتها او حصرها وعزلها الى ان باتت اكبر من حجم وصايتهم, فشعروا بالخوف من التخلي عن احتلالهم, فأقدموا اخيراً على اجتراع كأس اغتياله الذي نزل في صدورهم مثل السم.

اما نظام طهران - حسب التحليل البريطاني - الذي كان دفع الغالي والنفيس لانشاء ما اسماها »المنطقة المتقدمة« الشيعية في قلب العالم العربي »السني« لبنان على يد »حزب الله« والحرس الثوري وكبار ملالي النظام الذين يحاكون في تطرفهم قادة اسرائيل خصوصا اليمين منهم امثال نتانياهو وليبرمان وباراك وغيرهم, خاتمي هو الآخر على هذه القلعة الدويلة الحقيقية من هذه الظاهرة غير المتوقعة التي اسمها رفيق الحريري الضاربة بسيف عدويه الاخطر المملكة العربية السعودية ومصر واعتبرهما خط الدفاع الامامي المقابل له عن لبنان كدولة عربية لايمكن فصلها عن محيطها القريب لنقلها الى محيط شيعي يبعد منها اكثر من الف ميل. لذلك وفق اعتقادنا اتخذت القيادة الايرانية قرارا على رفع مستوياتها بازالة عقبة الحريري التي ستمنع حتما في النهاية قيام دويلة الولي الفقيه في لبنان إلا انها القيادة الايرانية »لابد لها من التنسيق مع حليفها السوري الذي يحكم البلد بقبضة حديدية والذي كان هو الآخر اتخذ قراره على ارفع المستويات, فخططا ونفذا عملية »اغتيال العصر« في الشرق الاوسط, ثم اتبعاها بسلسلة من العمليات المماثلة ل¯»تنظيف« لبنان من »اصحاب الاصوات المرتفعة« الذين وجهوا اتهاماتهم منذ اللحظة الاولى الى هاتين الدولتين الساعيتين الى ابقاء هذه الدولة الحضارية الصغيرة على كتف التوسط وفي قلب العالم العربي, تحت رحى هيمنتهما الثقيلة التي لا يمكن احتمالها لتحويلها الى ميني - ايران - سورية تتحكم بقوة غير تقليدية »عسكرية عادية« ميليشياوية مؤلفة من عصابات حروب الشوارع, بالطرقات المؤدية كلها الى اسرائيل وتفصل الدول السنية الضخمة مثل مصر عن السعودية, والسعودية ومصر عن تركيا, عبر الحزام الشيعي الذي كان تحدث عنه الملك الاردني عبدالله بن الحسين قبل سنوات الممتد من طهران الى بيروت عبر بغداد ودمشق والذي تحقق معظمه فعلاً حتى الآن.

ماذا عن صدقية التقرير?

4- اما الاحتمال الرابع: في نظر الديبلوماسي البريطاني - فهو السؤال الاخطر, ماذا لو كانت معلومات »دير شبيغل« حقيقية وليست اسرائيلية او سعودية او اميركية ومستقاة فعلاً من اطراف في المحكمة الدولية? وهنا يعتبر الديبلوماسي »حدوث تسرع غير مفترض ان يحدث من وليد جنبلاط الزعيم المتوج لثورة الارز والعدو الاشرس للنظامين السوري والايراني بوصفه تقرير المجلة الالمانية ب¯»بوسطة حافلة ركاب عين رمانة جديدة« في اشارة الى حافلة الركاب الفلسطينيين التي تعرضت الى مجزرة في منطقة عين الرمانة المسيحية عام 1975 وادت تداعياتها الى نشوب الحرب اللبنانية الكبيرة لان جنبلاط بجزمه »كذبة« دير شبيغل يكون حسم الموضوع لمصلحة سورية وايران من دون إعطاء اي هامش لامكانية ان يفاجئ بيلمار عما قريب العالم بتأكيد خبر المجلة, وذلك على عكس ما فعل سعد الحريري بعدم السقوط في محي الحقيقة او المؤامرة مكتفيا ولا قانعا بما سيصدر عن المحكمة الدولية في ما بعد من دون الاخذ بتقرير »دير شبيغل« او تكذيبه, وهو القائل »الحريري« من اليوم نفسه لنشر التقرير »انهم هللوا لاطلاق الضباط الاربعة بقرار من المحكمة الدولية »المدعي العام بيلمار« فلينتظروا اذاً قرارها الثاني والثالث والرابع والخامس الذي سيصدر قريباً.

تسرع جنبلاط

واخذ الديبلوماسي علي جنبلاط انه منح »حسين نصرالله« خشبة خلاص من ورطة تقرير »دير شبيغل« حين اشاد في خطابه مساء الاثنين الماضي »بشجاعة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي« الذي اعتبر هذا التقرير بدوره بمثابة جواب اسرائيلي سريع وآن على تفكيك شبكات التجسس الاسرائيلية الاخيرة في لبنان, مزايدا نصرالله عليه بالقول انه اخطر من بوسطة عين الرمانة لتفجير حرب مذهبية او طائفية في لبنان وهو تقرير يحمل في طياته اخطر بكثير مما نتصور منتزعاً من اقوال زعيم »14 آذار« الدرزي »مادة دسمة« لدعم حملته على اسرائيل واميركا, واخفاء دوره في اغتيال الحريري بين كلمات تصريحه »جنبلاط« شديد التسرع اذا اكتشف عما قريب ان بيلمار وضع بالفعل النقاط الناقصة على حروف الجريمة حسب ما اوردته المجلة الالمانية.

 

توقيف عميل في الجنوب والادعاء على ثلاثة 

لبنان: عضو في "الشيعي الأعلى" متورط في التجسس لإسرائيل

بيروت - "السياسة" - وكالات:

كشفت جهات أمنية لبنانية لـ"السياسة", أمس, أن أحد "أعضاء المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى" من رجال الدين "متورط في شبكات التجسس الاسرائيلية الذي بلغ عددها نحو 12 شبكة تضم حوالي 26 عميلاً", وأن "تحقيقات سرية تجري معه بتكتم شديد", نظراً إلى دقة الوضع كون المجلس الذي يرأسه نائب الرئيس الشيخ عبد الأمير قبلان يعتبر أعلى مرجعية للشيعة في لبنان, علماً أنه لم ينتخب رئيساً له منذ وفاة رئيسه السابق الشيخ محمد مهدي شمس الدين. (راجع ص 14-15)

وبالتزامن مع الكشف للمرة الأولى عن توقيف رجل الدين المذكور, توالى سقوط العيون الاسرائيلية, حيث اعتقلت استخبارات الجيش, امس, فادي ع. منذر (35 سنة) في بلدة إبل السقي جنوب لبنان للاشتباه بتعامله مع الدولة العبرية أثناء احتلالها الجنوب قبل عام 2000, وبأنه كان يزودهم بالمعلومات الأمنية عن بلدته, حيث تم تفتيش منزله, واقتيد الى أحد المراكز العسكرية للتوسع في التحقيقات معه.

في غضون ذلك, تواصلت التحقيقات مع أفراد الشبكات التجسسية الذين وقعوا في القبضة الأمنية, حيث ادعى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر, امس, على الموقوفين حسن أحمد الحسين, وجودت الحكيم, وسامي فرحات مجهول باقي الهوية, في جرم التعامل مع العدو الاسرائيلي.

وأحال القاضي صقر الموقوفين إلى المحقق العسكري الأول رشيد مزهر طالبا إصدار مذكرات توقيف وجاهية في حق الموجودين واللازمة في حق الآخرين, فيما أصدر القاضي مزهر مذكرات توقيف وجاهية في حق كل من ناصر نادر, ونوال معلوف ومصطفى سعيد, في جرم التعامل مع العدو.

وأكدت مصادر أمنية ل¯"وكالة الأنباء المركزية" أن توقيف الضابط في الجيش اللبناني العقيد منصور دياب, أكبر إشارة إلى أن هذا الملف لن يتوقف عند حد معين, بل هو يتجه بطريقة تصاعدية, في ظل إجماع وطني, على عدم توفير أي تغطية لكل من اختار الخروج على وطنه والارتماء في أحضان العدو بعناوين مختلفة.

 

القضية هي استبقاء جزين

بقلم سمير عطاالله/النهار   

انتقلت طوعاً الى "المنبر"، وقصداً خارج موعد الاربعاء، لأن الموضوع ليس لبنان بل قضاء من اقضيته الجميلة. وجزين، بالنسبة اليّ، مسألة شخصية جداً وحميمة كثيراً، هي وقراها وانهرها وغاباتها. واخترت "المنبر"، او لجأت اليه، لأنني في موضوع جزين، وابنائها وطرقاتها وارضها ووجهها العريق، لست محايداً ولا موضوعياً ولا مستقلاً. انا هنا ناخب لي مشاعري ولي مواقفي ولي مخاوفي ولي عمر ولي أهل ولي بيت ولي اصدقاء.

وفي هذه اللحظة بالذات، لن اتخلى عن احد ولا عن شيء وتعني الكتابة في "المنبر" انني مسؤول فقط عن نفسي واريد ان أفاخر بهذا الاعتزاز. وان أقول لابناء جزين ان يمارسوا حريتهم كما تعودوها، وان يمارسوا نموذجيتهم في الشركة الوطنية كما مارسوها منذ اليوم الأول للاستقلال، يوم كانوا جزءاً، او جوهراً، من لائحة نيابية واحدة عمادها رياض الصلح وأحمد الأسعد، ولم يكن احد يحصي عليهم من هو السني ومن هو الشيعي ومن هو المسيحي. وقد امضيت عمراً لا أعرف ان الياس ابو مرعي شيعي ولا اثيرت مسألة الانتساب هذه مرة، حتى بطريق الخطأ.

وقد شعرنا بشيء من الاهانة، ابناء جزين، ان يقرر التيار العوني خوض المعركة على مدى لبنان وان يمنع الرئيس نبيه بري من خوض معركة جزين من خلال مرشحه ورفيقه النائب سمير عازار. فالحق الشيعي في تمثيل القضاء هو حق الذكر في الميراث. والهم الشيعي في المنطقة ليس أقل من الهم المسيحي. وشركة الارض والمصير تثير المفاخرة بأن جزين أوضح وألمع وأعرق صورة مصغرة للأسر اللبنانية. ولا يلتقي أذان الفجر بناقوس القداس في مكان، كما يلتقي ما بين تلّة مشموشة وتلّة روم.

وقد حصل هذا منذ الذاكرة لا منذ المذكرات. وقبل قيام الاحزاب وظهورها وظهور مطالبها  باسترداد جزين، كان بولس سلامة هو خطيب عاشوراء، في العشر الأواخر من محرم. كل عاشوراء. وكنا جميعاً كمسيحيين، ولا نزال، نرى في بنواتي السنية وعائلاتها الكريمة، عائلات العدل والقانون، نرى فيها ملاذاً لا نراه في المسيحيين.

ثمة حقائق تاريخية واجتماعية لا يمكن، ويا للأسف، تغييرها او اصلاحها او الغاؤها. لا يمكن الهبوط بالمظلة – مهما تفشت عقلية المظليين – على اعمارنا وعلاقاتنا وانتساباتنا ووفائنا. واسارع الى القول ان لا مأخذ لي، من اي نوع، على اي من مرشحي التيار ولائحته. فأنا لا اعرف احداً منهم. ويسعدني جداً أن أتعرف اليهم الآن. فقد تكون هذه مقدمة ممتازة للانتخابات المقبلة. لكنني لا أرى، بأي عقل او ضمير او وفاء، يمكن ان اتخلى عما فعله إدمون رزق لجزين منذ اربعين عاماً، او عما بذله سمير عازار من أجلها.

أنا لست حائراً على الاطلاق. ولا أنا أؤمن بديكتاتورية اللائحة واعتبر ذلك أمراً اخلاقياً. العكس. أنا اعطيت حرية الخيار وسوف أمارس هذه الحرية تحت الأضواء لا في الغرفة السرية. فالقضية هذه المرة ليست استرداد جزين. فهي ليست سلعة تبدل وترد وتسترد. وهي ليست فالقاً ضائعاً من جرود البترون. هذه أرض الفكر والشعر ورجال الاستقلال.

ليختر كل منا من يشاء. وبموجب المثل التي نشأنا عليها في القضاء الصغير، سوف أحمل ضميري – أو يحملني – لأقترع من أجل سياسي في حجم ادمون رزق وحارس أمين في سيرة سمير عازار. بكل اعتزاز. ومع الدعاء بالتوفيق للذين يأملون ببناء حجم وسيرة.

 

معوض: لقد ثبتنا بالوقائع والتفاصيل حملتهم المزورة فـ"المرتاح" لا يزور ولا يشتم

لائحة ارادة زغرتا الزاوية هي لائحة حزب الله في ولائحة سوريا في زغرتا الزاوية

 ٢٩ ايار ٢٠٠٩ المصدر : خاص موقع 14 آذار

عقد عند الواحدة من بعد ظهر اليوم مؤتمرا صحافيا لـ"لائحة زغرتا الزاوية" في زغرتا تناول الشائعات المتعلقة بقضية الشيكات المزورة وشائعات أخرى تواكب حملتهم الانتخابية.

واستهل المؤتمر بكلمة ترحيب من رئيس حركة الاستقلال ميشال معوض بالاعلام الذي يرهق نتيجة الحركة السياسية المرتفعة الوتيرة في هذه الايام التي تسبق الانتخابات. وهذا ما جاء في المؤتمر: "أحببت أن أدعوكم اليوم الى هذا المؤتمر الصحفي بعد حملة التزوير والتشهير التي تطال لائحة زغرتا الزاوية. من حوالى الاسبوع تقريبا كان الوزير سليمان فرنجية على برنامج الاسبوع في ساعة مع الاستاذ جورج صليبي وردا على سؤال حول المستوى العلمي في لائحتهم يجيب يومها الوزير سليمان فرنجية أنه مش مهم العلم المهم الاخلاق وسترون في الايام المقبلة على الانترنت ما سيظهر في خصوص لائحة زغرتا الزاوية ونكتشف في الايام أو بالساعات التي تلت مقابلة الوزير فرنجية توزيعا منهجيا على الانترنت عبر الرسائل الالكترونية لشيكات وحسابات مزورة تحت شعار فضيحة تمويلية للائحة زغرتا الزاوية. وهدف هذه الحملة تبيان أن لائحة زغرتا الزاوية تقبض كمية كبيرة من المال من قبل أحمد الحريري ومن قبل تيار المستقبل".

أضاف معوض: "اعتبرنا أننا سنكتفي في المرحلة الأولى كي لا نخلق منها "قصة" لأننا نعتبر أننا نخوض معركة في السياسة ولا حاجة للدخول في هذه المهاترات. لقد أصدرنا بياناً يوم الأربعاء الفائت أكدنا فيه أن الشيكات والحسابات كلها مزورة وملفقة ولا علاقة لها بالواقع وأننا سنرفع دعوى جزائية بحق كل من يساهم في حملة التشهير والتزوير وإستعمال المزور".

وقال: "لم يكتفوا بالبيان، فقد أتحفنا بالأمس تلفزيون المنار تلفزيون "حزب الله" وفي نشرته الإخبارية تقريراً حول هذه الشيكات مجدداً تحت عنوان "فضيحة تمويل لائحة زغرتا الزاوية" وأن آل الحريري يمولون لائحة زغرتا الزاوية وشيكات وحسابات جارية وإلى آخره".

تابع: "بعد أن إصدرنا البيان وأكدنا أن هناك تزويراً تابع تلفزيون حزب الله تلفزيون المنار في نشرته الإخبارية بهذا التقرير وأخذ هذا التقرير الموقع الإلكتروني التابع لتيار المرده ووضعه في صفحته الأولى".

أضاف معوض: "هذا في الوقائع، أمام هذه الحملة المنهجية التي لا تخجل من إستعمال التزوير كان لا بد من الدعوة إلى هذا المؤتمر الصحفي للتأكيد أولا بالوقائع أن هذه الشيكات وهذه التحويلات وكشوفات الحسابات جميعها مزورة ولا علاقة لها بالواقع. وتأكيداً على كلامنا وزعنا عليكم الأجوبة من المصارف المعنية والتي تؤكد على ما نقول وهي من المصارف التالية: لبنان والمهجر، البحر المتوسط، اللبناني الكندي، وعودة، وبيبلوس".

وقال: "هذه الردود هي من المصارف المعنية وغير قابلة للشك والمتوافرة بين ايديكم كإعلاميين وكوسائل إعلامية وعبركم ستصبع في عهدة الرأي العام. والتي تؤكد أن كل الشيكات وكشف الحسابات إن على الإنترنت أو في وسائلهم الإعلامية ومواقعهم الإلكترونية هي مزورة ولا علاقة لها بالواقع.كما أننا إستحصلنا على هذه الردود من المصارف من باب التأكيد على الرغم من عدم الحاجة إليها لأنه كان يمكن الإكتفاء بإلقاء نظرة على تقنية التزوير المستخدمة والأخطاء الشكلية والإملائية البسيطة في المستندات التي إستعملوها للتأكيد على أنها مستندات مزورة. وعلى كل حال سوف أعرض امثلة لبعض الأخطاء فمثلاً في إحدى الشيكات التي كان من المفترض نظرياً أن يكون الإستاذ جواد بولس أعطاها للإستاذ يوسف الدويهي وهو بقيمة 125 ألف دولار تظهر خطأً إملائيا في كتابة الإسم، وامثلة أخرى....".

أضاف: "إذا كنا متأكدين ممن يروج لهذا التزوير أي تلفزيون "حزب الله" المنار والموقع الإلكتروني لتيار المردة فإن الأخطاء الإملائية التي وردت تجعلنا نظن من زور بيده لأن هذه الأخطاء الاملائية تؤكد أن من زوّر ليس لديه باكالوريا وهذه الصفة تنطبق أقله على لائحة ما يسمى بإرادة زغرتا الزاوية".

وأكد معوض: "أحببت أن أوضح هذه الوقائع لأقول أن هكذا نوع من الحملات والتزوير والتي يرافقها حملات تحريض وشتائم وتمزيق صور وقمع حريات هذه الحملات غير مقبولة. ومن هذا المنطلق كأعضاء لائحة زغرتا الزاوية التي تضم النائب جواد بولس والمحامي يوسف الدويهي وأنا شخصيا قررنا رفع دعوة جزائية بالقدح والذم وبالتزوير وبالإستعمال المزور ضد كل من شارك في هذه الحملة أي الوزير سليمان فرنجية وتلفزيون المنار والموقع الإلكتروني لتيار المرده وكل من يظهره التحقيق مساهماً أو متورطاً في حملة التزوير هذه".

وأضاف معوض: "هذا في الوقائع، اما في السياسة ان هذه الانواع من الحملات تؤكد أن لائحة التي تسمي نفسها "لائحة إرادة زغرتا الزاوية" ليست لائحة إرادة زغرتا الزاوية بقدر ما هي لائحة إرادة حزب الله في زغرتا الزاوية ولائحة إرادة سوريا في زغرتا الزاوية ولائحة إرادة البعث في زغرتا الزاوية. لأن هذه الأساليب التي نراها في الحملات ليست من قيمنا وليست من شيمنا وليست من تاريخنا هذه أساليب مستوردة من البعث السوري ومن شمولية حزب الله. هذه الأساليب التي سنركز اليوم على موضوع الشيكات إلا انها تترافق مع حملات تحريض وشتائم غير مسبوق لها ولم نعتد عليها في زغرتا الزاوية. ونحن كقيادات إعتدنا أن نحترم بعضنا كمرشحين ولم نعتد على توزيع أغان نقول أن رينه معوض لم يستشهد وإنما إنتحر حين شاهد نايلة معوض".

وتابع: "لم نعتد ان نسمع كلاماً من نوع نريد أن نقرفهم السياسة بعد الإنتخابات وإذا كان هناك من حاجة للتأكيد فإن هذه الحملات قرفتنا السياسة ما قبل الإنتخابات على المستوى الذي يحاولنا جرنا إليه. لم نعتد ان نسمع كلاماً من نوع شحادين أو هو صف أول وغيرهم صف ثاني أو صف ثالث. لم نعتد ان نبني حملاتنا على حرب الإشاعات من نوع أن ميشال معوض قال في حال خسر الإنتخابات أنه سيحول زغرتا الزاوية إلى حمام من دم في حين أنني قلت أمام أكثر من ألف شخص وفي إجابة على تعرض لوحاتنا الإعلانية للتعدي قلت أنهم يتعدون على لوحاتنا الاعلانية ولكنني أطلب منكم عدم الرد وعدم التعدي على أية لائحة خاصة بهم أو أية صورة لاننا أهل في زغرتا الزاوية ولأننا نريد ان نعيش مع بعضنا البعض في زغرتا الزاوية".

وأكد معوض: "نرفض إلا أن يكون التغيير سلمياً وديمقراطياً ومن دون ضربة كف، لأننا تعلمنا من الماضي ولا نريد من نسائنا أن تلبس الأسود، نريد ان نعيش مع بعضنا بفرح ونريد أن ندير خلافنا السياسي ولا نريد العودة إلى الدم فكان أن تم تحوير كلامي بان ميشال معوض يريد أن يحول زغرتا إلى "بركة دم" مع العلم أننا أكدنا أكثر من مرة بادبياتنا وسلوكنا أننا نحترم الناخب وننحني أمام ارادته صدر هذا الكلام في جريدة الأخبار وأرسلنا بياناً توضيحياً إلا أنها تمنعت عن نشره".

وأضاف معوض: "على كل لن ننزلق إلى هذا المستوى. نحن لم نمزق صوراً ولم نشتف ولم نتعدى على الآخرين. لن ننزل إلى مستوى حقيقة نتعتبره مقرفاً لنا ولأهالي زغرتا الزاوية ولن ننزلق إلى مستوى فرقة الشتامين وليس مستوى تنافس سياسي لن ننزلق إلى هذا المستوى لأننا نخوض معركة في قضاء زغرتا ونحن في زغرتا الزاوية نعرف بعضنا ولا أحد يمكنه ان يغش الآخر بما هو، كلنا نعرف من كان يفتخر بالتمويل السوري والايراني ومن يخوض معركة لا علاقة لها بتمويل سياسي. كلنا يعلم من يبذخ الاموال ومن عمر فيلل ومن وزع أموال على بعض المحاسيب".

وقال: "كلنا نعلم هذه الأموال من أين أتت على مدى ال 15 سنة الماضية، وأنا طرحت سؤالاً وإلى اليوم لم على الإجابة عليه وهو من اين لك هذا؟ كلنا نعلم من شارك في لعبة الفساد من بينغو ونفط وغيرها من الأمور ومن لم يدخل في لعبة الفساد. كلنا نعلم من يحترم الأخلاقية في السلوكية الشخصية والخلقية العائلية ومن لا يحترم هذه الأخلاقية في السلوكية الشخصية وقيم العائلة من بين المرشحين. كلنا نعلم كل ذلك وما من حاجة لخوض معركتنا على هذا المستوى. هذه ليست من قيم زغرتا الزاوية وهذه ليست من شيمها. أنا أوجه كلمة واحدة الى الوزير سليمان فرنجية من المعيب النزول إلى هذا المستوى، لا يجوز، فقد تعودنا أن نحترم بعضنا وعلينا أن نبقى نحترم بعضنا كما أقول له، ال "مرتاح" لا يزور و ال "مرتاح "لا يحول نفسه إلى شتام".

وختم معوض: "نحن سنتابع معركتنا الإنتخابية، وهي ليست ضد أشخاص وليست ضد سليمان فرنجية أو ضد إسطفان الدويهي او ضد سليم كرم فنحن نحترمهم جميعاً. معركتنا هي من أجل سيادة لبنان واستقلاله والدولة والشرعية في وجه محاولة تحويل لبنان واستقلاله إلى ساحة أو إلى قاعدة صاروخية لمصالح إيران النووية ولمصالح الرئيس محمود أحمدي نجاد. معركتنا هي معركة لتثبيت الحرية والحداثة والاستقرارفي زغرتا الزاوية في وجه التخلف والعصبيات العائلية ومحاولات العودة الى الوراء إلى أيام القمع والتهديد".

أضاف: "هذه هي معركتنا وسنستمر في خوضها، وسنحترم إرادة الناخب وأريد أن أكرر ان "الشتام" لا يزور أو ال "مرتاح" لا يزور وال "مرتاح "لا يحول نفسه الى شتام".

 

مقابلة من مجلة الشراع

 مرشح حزب الكتائب في كسروان سجعان قزي لـ((الشراع)): 7 أيار جديد ضد بعبدا اذا انتصرت المعارضة

*حزب الله جعل الوجه الشيعي اللبناني.. ايرانياً

*المعركة مع 8 آذار هي الخيار بين لبنان الخارج من الوصاية السورية والعائد اليها

*لسنا مستقلين والدليل ما يحصل في مجلسي الوزراء والنواب

*المعارضة لا تركز حملتها في الانتخابات على الاكثرية بل على رئيس الجمهورية

*الجمهورية الثالثة هي جمهورية ولاية الفقيه.. وميشال عون سيكون ملحقاً باستراتيجية حزب الله

*البطريرك عبّر امامنا عن قلقه من فوز حزب الله وحلفائه في الانتخابات

*لا نخشى التشطيب ونؤمن بكلام الشرف عند الرجال

*شكل عون جسر عبور للثورة الايرانية الى المناطق المسيحية

*استمرار الانقسام سيضع لبنان على حافة الانفجار

*التحرك الاميركي هو جزء من السياسة الاميركية تجاه الشرق الاوسط والانفتاح على ايران والحوار مع سوريا

*الانتخابات قابلة للطعون.. وما حصل مع احمد الاسعد كافٍ لاعادتها في الجنوب

كسروان - الفتوح قضاء يتميز بأنه يجمع في داخله موزاييكاً اجتماعياً ثقافياً مميزاً، هذا من الناحية الاجتماعية، اما من الناحية الانتخابية فكانت هذه الدائرة في انتخابات العام 2005 من الدوائر المحصنة للتيار الوطني الحر والنائب ميشال عون، اذ ان لائحة عون اخرجت معظم نواب الدائرة ليدخل مع مرشحي لائحته الندوة البرلمانية اذ حصدت اكثرية الاصوات في الدائرة التي كانت تضم معها دائرة جبيل.

المشهد الانتخابي الآن في القضاء مرشح للتغيير، فأي خطوة غير محسوبة قد تكرر المشهد السابق، ربما، هذا ما جعل اللائحة التي تضم وجوهاً حزبية من قوى 14 آذار/مارس ومستقلين تتأخر لترى النور برعاية ومباركة من الصرح البطريركي.

مرشح حزب الكتائب عن دائرة كسروان والمستشار السياسي لرئيس الحزب سجعان قزي عدد لنا اسباب تأخر ولادة اللائحة وأسباب انقسام الرأي المسيحي والتنافس الحاد في تلك الدوائر وشؤوناً انتخابية اخرى في حديثه مع ((الشراع)).

سألناه:

# لماذا جاءت ولادة اللائحة متعثرة؟

- ولادة اللائحة جاءت متعثرة لعدة اسباب، اولاً اللائحة مؤلفة من طرفين اساسيين، طرف يمثل الاحزاب المنتمية الى 14 آذار/مارس وطرف آخر يمثل الفعاليات الكسروانية المحلية، فلا احزاب 14 آذار/مارس حزب واحد ودخلت حالة تنافس شرعي، ولا الفعاليات الكسروانية المستقلة موحدة ودخلت هي ايضاً في التنافس على شغل المقاعد، السبب الثاني اننا طرحنا الاستحقاق الانتخابي على انه استحقاق مصيري وبالتالي لا بد من ان تكون اللوائح سياسية اكثر مما هي انتخابية ففوجئنا باستحالة تأليف لائحة سياسية مئة بالمئة أي من الاحزاب فقط، لأن النظام في لبنان يحول دون ذلك ولأن الحياة السياسية في لبنان ليست مرتكزة على الاحزاب فقط، انما على الاحزاب والطوائف والعائلات والمذاهب والاقطاعيات والمناطقية.. فاضطررنا الى ايجاد صيغة مقبولة سياسياً اذ تضم اللائحة العميد كارلوس إده وأنا عن الاحزاب التي قادت ثورة الارز وتواصل النضال من اجل تثبيت مكتسبات هذه الثورة وعدم التراجع عنها، وتضم من جهة اخرى فعاليات كسروانية وان لم تكن جزءاً من 14 آذار/مارس فهي تشاطرنا عدداً اساسياً من هذه الافكار ولا سيما الثوابت التي نؤمن بها، ومن ابرزها رفض التوطين ورفض استمرار وجود سلاح غير سلاح الجيش اللبناني على الاراضي اللبنانية، دعم رئاسة الجمهورية، تحقيق اللامركزية المناطقية، تحييد لبنان عن الصراعات الاقليمية والدولية والمطالبة بترجمة الدستور اللبناني الذي هو الدستور المدني الوحيد في الشرق الاوسط الى مجتمع مدني يحد من الاصطفاف الطائفي والاصولي والمذهبي اضافة الى اتفاقنا معاً على مشاريع انمائية تتعلق بمنطقة كسروان - الفتوح.

معركة مفصلية

# يقال ان معركة مستعرة ستكون في كسروان بعد ان كانت الدائرة معقودة اللواء في الانتخابات الماضية (2005) للتيار الوطني الحر والجنرال ميشال عون؟

- كل المعارك مستعرة، فالمعركة الانتخابية في كسروان كما في بقية المناطق هي معركة مفصلية وهناك شعور لدى الرأي العام اللبناني بغالبية معينة بأن هذه الانتخابات مصيرية بالنسبة للفريقين، الفريق المؤمن بمشروع الدولة والفريق المؤمن بمشروع دولة مقاومة مفتوحة ولا اعني بالدولة المقاومة التي تدافع عن نفسها وعن بنيها وتحفظ سيادتها وكرامتها، انما الدولة التي يدعو اليها حزب الله دولة مقاومة، فيها ثورة دائمة تتعدى الحدود اللبنانية وتحرير الارض بدليل ما كُشف من خلايا لحزب الله في مصر وفي فلسطين ان في غزة او في الضفة الغربية وواضح ان حزب الله هو متعهد المشروع الايراني في المشرق المتوسطي وفي بلاد النيل، في حين ان هذه المهمة اوكلت الى تنظيمات اخرى في منطقة شبه الجزيرة العربية، إذن حين تكون هذه هي الرهانات التي تحيط بالمعركة الانتخابية فمن الطبيعي ان تكون المعارك في كل مكان مستعرة وسيكون التنافس قوياً ولا بد لقوى الاكثرية الحالية من ان تقوم بكل ما يستلزم من شرح للخلفيات الوطنية التي تكمن وراء هذه الانتخابات لكي يستيقظ اللبنانيون او بعضهم على الاقل من سبات عميق يعيشون فيه منذ سنة 2005 الى اليوم اذ اعتبر اللبنانيون ان انسحاب الجيش السوري هو نهاية النضال، في حين ان انسحاب الجيش السوري هو بداية النضال لأن نهاية الوجود والاحتلال السوري في لبنان لم يكن مقتصراً في السنوات العشرين الاخيرة على وجود جيشه بل على نخره مختلف مؤسسات الدولة اللبنانية. فسوريا تستطيع ان تسحب جيشها من لبنان وتبقى فيه كما انها تستطيع ان تبقي جيشها في لبنان من دون ان تتدخل في شؤونه، يعني اذا كان هناك قرار سوري بعدم التدخل في الشؤون اللبنانية فوجود الجيش السوري في لبنان قد يكون رمزياً، وإذا كان هذا القرار غير موجود فمن دون جيش سوري تستطيع سوريا ان تتدخل في كل شاردة وواردة في لبنان من خلال الحدود المفتوحة، والقوى المحلية المتعاطفة معها ومن خلال احزاب انشأتها وربتها ودجنتها وروضتها وسلّحتها ومونتها.. فيجب ان نعرف اليوم ان المعركة هي خيار بين لبنان الخارج من الوصاية السورية وبين لبنان العائد الى الوصاية السورية - الايرانية.

ويخطىء اللبنانيون اذا اعتبروا ان ما حصل كافٍ لان نقول ان بلادنا اصبحت مستقلة وسيدة وحرة، فلسنا مستقلين ولسنا احراراً ولسنا أسياداً بعد حتى في قلب مؤسسات الدولة، والدليل ما يحدث حالياً في مجلس الوزراء ومجلس النواب على صعيد اتخاذ القرارات، فأنا لا اعلم حسب معلوماتي التاريخية بأنه منذ نشوء الجمهورية اللبنانية ان رئيساً للجمهورية بدأ عهده بهذا الضعف، عادة رؤساء الجمهوريات دون استثناء بمن فيهم الرؤساء الذين انتخبوا في عز الحرب بين العامين 1975 و1990 بدأوا عهودهم بقوة على الاقل في السنة الاولى، اما الرئيس ميشال سليمان الذي هو رئيس المرحلة المقبلة ويحمل مشروعاً اصلاحياً ووطنياً نؤيده فيه لا يسمح له باطلاق عهده بقوة، فعطلوا التعيينات وإقرار الميزانية والمجلس الدستوري وصدور قرار التعيينات في مجلس القضاء، واليوم نشعر ان قوى 8 آذار/مارس لم تعد تركز حملتها في الانتخابات على 14 آذار/مارس بل على رئيس الجمهورية والدولة وهذا امر جديد وخطير جداً، اذ انه يكشف عن النيات الحقيقية لهذا الفريق وخاصة لحزب الله والعماد ميشال عون بعد الانتخابات، اذ انهم يريدون ان يسخِّفوا رئاسة الجمهورية ويوجهوا سهامهم عليها وان يضعفوها منذ الآن حتى ينقضوا عليها بعد الانتخابات.

# إذن رفع شعار ((الجمهورية الثالثة)) هو انقلاب على الرئاسة واتفاق الطائف؟

- قبل أن أهاجم شعار ((الجمهورية الثالثة)) والتي هي ((ثابتة)) حسب ما يقولون، هل يريدون أن يقولوا ان الاعتراف بالطائف وبأن لبنان أصبح وطناً نهائياً لم يكن اعترافاً في مكانه وان لبنان سيصبح ثابتاً مع الجمهورية الثالثة حين تتغير معالمه؟ أطرح هذا السؤال كمقدمة لجوابي، فأنا لا أريد أن أهاجم هذا الشعار قبل أن يحدد أصحابه ماذا يفهمون من ((الجمهورية الثالثة)).. أنا أعرف ما هي الجمهورية الأولى وأعرف ما هي الجمهورية الثانية، فالجمهورية الأولى هي جمهورية بشارة الخوري ورياض الصلح، هي جمهورية الاستقلال والميثاق الوطني والازدهار والبحبوحة ولبنان منارة الشرق وسويسرا الشرق ولبنان التعايش الأخوي، ولبنان السرية المصرفية والحياد الإيجابي ولبنان الذي لم تُحتل أرضه طوال الحروب الإسرائيلية - العربية، هذه هي الجمهورية الأولى. والجمهورية الثانية هي جمهورية الطائف ونعرف مردود دستور الطائف على جمهورية الطائف وعرفنا جمهورية الطائف بجمهورية نزع صلاحيات رئيس الجمهورية، جمهورية الدخول السوري إلى لبنان وسيطرته على كل مقدرات الدولة على صعيد المؤسسات الاقتصادية والدستورية والسياسية والأمنية والعسكرية، الجمهورية الثانية كانت جمهورية القمع وحل الأحزاب المسيحية جمهورية مضايقة الرئيس الحريري، جمهورية منع الحكومات من أن تحكم ونفي ميشال عون وأمين الجميل إلى باريس، الجمهورية الثانية هي سجن سمير جعجع وحلّ حزب القوات اللبنانية وتقسيم الاحزاب اللبنانية الأخرى، جمهورية الاغتيالات والتي تكللت باغتيال رفيق الحريري. أما الجمهورية الثالثة فما هي؟ اعتقد ان الجمهورية الثالثة هي جمهورية ولاية الفقيه ويريدون أن يقنعونا بأن الجمهورية الثالثة هي جمهورية ولاية العماد، فلا أعتقد بذلك، إذ ان العماد عون في الجمهورية الثالثة سيكون دوره ملحقاً باستراتيجية حزب الله وبسياسة حزب الله، والملاطفة التي يبديها اليوم حزب الله تجاه العماد ميشال عون لا سيما في موضوع انتخابات قضاء جزين ليست سوى ذر الرماد في العيون لكي يظهروا العماد عون في المجتمع المسيحي على انه يملك حرية القرار مع حلفائه الشيعة حتى في عمق الجنوب. ولكن بعد الانتخابات أعتقد ان العماد عون سيتقلص دوره وسيكون حزب الله هو الحزب الحاكم. وإذا مشوا في عملية تغيير رئيس الجمهورية فسيكون العماد عون - إذا قبل بذلك - هو بوبراك كرمل لبنان كما كان بوبراك كرمل رجل السوفيات في أفغانستان.

شيعة لبنان

# هذا يعني ان صورة لبنان سوف تتغير في حال وصول قوى 8 آذار/مارس إلى الحكم؟

- طبعاً. وهنا أريد أن أكون موضوعياً. قوى 8 آذار/مارس كلمة فضفاضة، إذ يوجد فيها قوى محلية ارتبطت باسم قوى 8 آذار/مارس لأسباب مصلحية، انتخابية، انتفاعية، مناطقية.. وليست جزءاً مشاركاً في الاستراتيجية الكبرى لحزب الله، إذن أميّز بين أعضاء 8 آذار/مارس الملتحقين بهذا التجمع للأسباب التي ذكرتها وبين 8 آذار/مارس المشروع الإيراني - السوري، وهذا ما يخيفنا. لأن هذا المشروع ليس ضد المسيحيين فحسب ولا ضد السنّة فحسب، هو اساساً ضد الشيعة لأن الشيعية الإيرانية مختلفة عن الشيعية اللبنانية. أنا أعرف شيعة لبنان، ليس هؤلاء الشيعة اليوم شيعة لبنان، لا بنمط حياتهم ولا بثقافتهم، لا بطريقة تربيتهم، لا بأزيائهم ولباسهم، لا بطريقة نظرتهم إلى لبنان، حزب الله نزع الوجه اللبناني عن الحالة الشيعية في لبنان وألبسه عقلاً إيرانياً وجعله إنساناً آلياً أي (روبوت) إيرانياً. وأعطيك مثلاً، هذه الاحتفالات التي يدعو إليها حزب الله ويحضرها حشود بالألوف هذه ليست ظاهرة قوة شعبية وليست ظاهرة ديموقراطية، هذه ظاهرة انقيادية، فمثلاً في الدول المتحضرة حيث يكون عدد السكان مئة أو مئتي مليون فإن أضخم مهرجان يحضره خمسة آلاف أو عشرة آلاف مواطن لأن المشاركة في الحياة السياسية ليست مشار كة في المهرجانات الشعبوية التي يأتي إليها الناس كالغنم إنما يشاركون بشكل رمزي لتأييد تيار ما، أما في لبنان فهذا السباق على عد الرؤوس في المهرجانات، يُسيء إلى الإنسان ولا بد من أن تتحرك المؤسسات الدولية التي تُعنى بحرية وحقوق الإنسان لأن هذه الظاهرة لا أقول وطنية ولا ديموقراطية، بل هي تمس بحرية الإنسان.

مباركة بكركي

# نعود إلى أخبار اللائحة ويقال انها تكونت بمباركة من بكركي؟

- صحيح ان بكركي باركت هذه اللائحة كما باركت كل الذين يعملون تحت سقف بكركي وينادون بلبنان الذي ينادي به البطريرك، كما قال لنا لدى زيارة اللائحة إياه في الأسبوع الماضي، قال اننا نبارككم وندعو لكم بالتوفيق والنجاح وأضاف ليس لأننا نتدخل في الشؤون الانتخابية وبكركي فوق الجميع، ولكن لأن مصير لبنان اليوم مطروح على بساط البحث ولأن الكيان اللبناني مهدد ولأن الجمهورية مهددة فهم يريدون رئيس جمهورية يتغير لا كل سنتين بل كل سنة. وأبدى البطريرك اثناء لقائنا معه والمجالس في الأمانات ولكن لا بد من القول انه كان قلقاً جداً من فكرة أن يفوز حزب الله وحلفاؤه في الانتخابات، ليس لأنه فريق في هذه الانتخابات، بل لأنه يخشى ما يخفيه الفريق الآخر من مشاريع تمس الكيان اللبناني وبصيغة التعايش، وحين يمس شيء بهاتين الثابتتين الكيان اللبناني والتعايش الإسلامي - المسيحي في لبنان فإن بكركي لا تستطيع أن تكون على الحياد، كما لا يستطيع أي مرجع روحي أن يغسل يديه من دم لبنان، حتى هذه الساعة وبعد مرور ألفي سنة على تجسد المسيح ما نزال نقول ((غسل يديه كبيلاطوس)) فبكركي وكل مرجعية دينية أخرى إسلامية ومسيحية نريد منها أن لا تكون بيلاطوس وهي ترى مصير لبنان في الوقت الحاضر.

# لاحظنا ((طحشة)) قوية لمرشحي حزب الكتائب في كل لبنان لهذه الانتخابات.. لماذا؟

- لا يوجد ((طحشة)) كتائبية بل نهضة كتائبية، فحزب الكتائب بعدما توحّد برئاسة الرئيس الشيخ أمين الجميل أطلق نهضة تنظيمية وفكرية وإدارية وشعبية فاستعادت الكتائب وهجها وإشعاعها في غالبية المناطق التي لها وجود فاعل قبل الحرب وأثناء الحرب، وقبل أن تُشرذم ويتم السيطرة على قيادتها من قبل السوريين أثناء وجودهم هنا. لقد استعدنا قوانا وعادت بيوت الكتائب تضيء مجدداً وعادت الانتسابات إلى الحزب وعادت الشعبية الكتائبية إلى زخمها المعهود وكان التجسيد لهذا الأمر تقديم قيادة جديدة بعد مؤتمر الحزب والتجسيد الشعبـي كان المهرجان الجماهيري الذي انعقد في ((الفوروم دو بيروت)) في ذكرى تأسيس الحزب الثانية والسبعين وكانت الانتخابات الأخيرة. المظهر الآخر لهذه النهضة إذ رشّح الحزب عدداً من المرشحين في مناطق يعتبر ان له فيها وجوداً أساسياً لا بل أكثر من ذلك أقول ان عدد مرشحي الكتائب اليوم أقل مما يمكن أن يكون. فمثلاً كانت الكتائب تستطيع أن ترشح أحداً في البترون وفي الكورة ولكن في إطار التفاهم العام مع حزب القوات اللبنانية حصلت تنازلات متبادلة فلولا ذلك لكانت الكتائب رشحت آخرين في مناطق أخرى كبعبدا أيضاً والشوف.

تشطيب مرشحين

# هناك من يخشى أن لا يكون للحزب مقاعد نيابية داخل المجلس النيابي المقبل، لأن بعض المرشحين الكتائبيين سقطوا على الناخبين في مناطق من غير مناطقهم مثل طرابلس وعاليه، فيمكن أن يحصل تشطيب لهذه الأسماء، هل هذا الاحتمال وارد؟

- المقعد الوحيد الذي يمكن أن نقول انه يوجد مرشح كتائبي دون ان يكون هناك أي وجود لقاعدة كتائبية هو في طرابلس، ولكن هذا الامر حصل نتيجة تسوية بين تيار المستقبل وحزب القوات اللبنانية وحزب الكتائب، فسحبت الكتائب مرشحها المهندس سامر سعادة من البترون مقابل ان يكون على لائحة التضامن في طرابلس.

# ألا تخشون من التشطيب؟

- لكل حادث حديث، نحن نؤمن بكلام الشرف عند الرجال، اما في عاليه فالكتائب حاضرة ما قبل الحرب وسبق للكتائب ان ألّفت وحدها لائحة انتخابية سنة 1972 وكان مرشحها آنذاك طانيوس سابا وكان قد خسر بفارق اصوات قليلة، عالية دائرة حاضنة للكتائب اللبنانية منذ عقود وعقود.

# هل صحيح ان الكتائب ستنضم الى الكتلة الوسطية؟

- الكتائب لا تنضم الى احد انها كنقطة الزيت مهما كان حجم المياه حولها تظل تحافظ على كيانها المستقل الصافي ولكن هذا لا يعني ان الكتائب لا تتحالف مع اطراف سياسية موجودة في البلد، هذا لا يعني ان الكتائب لن تكون داعمة لرئيس الجمهورية وبالذات للعماد ميشال سليمان، وهذا لا يعني ان الكتائب لن تسعى الى تشكيل جبهة وطنية عريضة تضمها الى قوى اخرى لطرح مشروع وطني يتخطى الانقسامات الحالية التي باتت عن حقٍ او عن باطل مصدر انتقادات من قبل المواطنين، واعتقد انه بعد انتخابات 7 حزيران/يونيو ستشهد الحياة السياسية اللبنانية إعادة تموضع سياسي على صعيد التكتلات النيابية والسياسية ولكن اذا تغيرت المواقع فلن تتغير المواقف والثوابت.

# يعني ((غيّر نوابك ولا تغير مبادئك))؟

- هذه الجملة ذكرتها في خطاب القيته منذ حوالى شهرين في 22 آذار/مارس عند حضور الرئيس الجميل في فندق ((ريجنسي)) خلوة اقليم كسروان الفتوح واعلان ترشيحي، وقلت في خطابي، اذا كنتم تريدون ان تحافظوا على مبادئكم فغيروا نوابكم.

فاكهة رجعية

# ما الذي سيضيف الى لائحتكم وجود اسماء مثل فارس بويز الذي كان الى الامس القريب مع النائب ميشال عون؟

- هناك شيء اسمه الفاكهة الرجعية التي تأتي متأخرة عن موسمها فالوزير بويز وان اتى متأخراً كان لا بد ان يحصل هذا التعاون لأن مستلزمات الانتخابات شئنا ام ابينا تبدأ بتأليف لائحة، وفارس بويز وان كنا قد اختلفنا معه في التسعينيات سياسياً لأننا كنا ضد النظام القائم آنذاك، فله مواقفه اللبنانية وله حيثيته الانتخابية في هذه المنطقة ووجوده معنا هو وجود كان لا بد منه لاستكمال تأليف اللائحة.

# لماذا نرى المعارك المستعرة والمفصلية في المناطق المسيحية فقط، وما الذي اوصل القرار المسيحي الى هذا المستوى من الانقسام.

- لأن المسيحيين يشكون تاريخياً من انقساماتهم، وهذا ليس بالامر الجديد، فالانقسامات السابقة كانت سياسية لا تخرج عن إطار الجمهورية والدستور والميثاق والهوية اللبنانية، كانت انقسامات سياسية تنافسية من أجل المشاركة في السلطة والحكم، اما الانقسام اليوم فهو مختلف في الوسط المسيحي عن الانقسام السابق، فهو انقسام مسيحي بين طرف مؤمن بالمشروع الذي تأسس عليه لبنان سنة 1920 وبين مسيحيين التحقوا بمشروع تأسس سنة 1979 مع الثورة الخمينية، وهذا الامر الخطير، فعلى العماد عون ان يختار هل يريد لبنان البطريرك الحويك وبشارة الخوري وأميل ادة ورياض الصلح وصائب سلام وعادل عسيران وكامل الاسعد ام انه يريد لبنان الخميني وخامنئي وأحمدي نجاد وحسن نصر الله.

# اذن، هل صحيح ان الانقسام المسيحي سهل المد الايراني في لبنان؟

- طبعاً، لقد شكل العماد عون جسر العبور للثورة الايرانية داخل المجتمع المسيحي، ونحن، لا اخفيك، نخشى وجود خلايا لحزب الله في عدد من القرى المسيحية بسبب خرق حزب الله لفروع التيار الوطني الحر في مناطقنا.

# هل هناك مؤشرات؟

- هناك مؤشرات ودلائل حسية وقد تبلغت السلطات الامنية والقضائية بذلك.

# لماذا حذر النائب ميشال عون من بعض الاسماء وخشيته من انها ستخرق لوائحه في كل لبنان؟

- حذر من اسماء يعتبرها قريبة من رئيس الجمهورية ميشال سليمان مما يؤكد كلامي في البداية، من ان تركيز 8 آذار/مارس هو على رئاسة الجمهورية اكثر مما هو على 14 آذار/مارس، وأعتقد ان المعارضة اذا انتصرت فهي ستهيىء 7 ايار/مايو جديداً على بعبدا، ليس بالمفهوم العسكري وانما بمفهوم السيطرة.

# كيف ترى شكل المجلس النيابي الجديد؟

- المجلس النيابي الجديد سيكون على ما اعتقد ((صندوق الفرجة)) لأن طريقة تأليف اللوائح في لبنان لا تعتمد مع الاسف القواعد الحزبية وقواعد اختيار النخبة والكفاءة والطاقات، انما تعتمد إما المحازبين مهما يكن مستواهم وإما المتمولين على حساب النخب والطاقات التي يمكن اذا وصلت الى المجلس النيابي ان تحدث التغيير الحقيقي والاصلاح الحقيقي.

التأثيرات على لبنان

# كيف تنظر الى التبدلات التي تحصل على الساحة الاقليمية وهل سيكون لها تأثير على الوضع في لبنان؟

- طبيعي ان يكون لهذه التطورات الاقليمية تأثير على الوضع في لبنان ايجابياً او سلبياً ولكن انا لا تخيفني تبدلات السياسة الاميركية او الاوروبية، انما ما يخيفني هو عدم وجود وحدة وطنية داخلية، فمع وجود وحدة وطنية لا تستطيع أي سياسة اقليمية ان تؤثر على الوضع الداخلي في لبنان، وفي حال عدم وجود تبدلات دولية واقليمية واذا استمر الانقسام في لبنان فإن الوضع سيبقى على حافة الانفجار من دون أي تأثير خارجي، ونحن رأينا ان احداثاً تحصل في مناطق لبنانية عدة وكل حادث من هذه الحوادث يمكن ان يكون 13 نيسان/ابريل 1975 جديداً، ولكن عدم تحول هذه الحوادث الى حروب شاملة يعود الى عدم وجود قرار سياسي لدى الاطراف الاساسية في لبنان والاقليمية والدولية لتفجير الوضع حالياً، ولكن حين يكون هناك قرار بالتفجير مثلما كان هذا القرار سنة 2006 فقد حصل انفجار في الجنوب وحرب حقيقية.

# ما مدى جدية الحديث الذي دار حول زيارة نائب الرئيس الاميركي جو بايدن ولقائه قادة 14 آذار/مارس وحول استمرار الدعم الاميركي لرفع معنويات هذه القوى؟

- معنويات 14 آذار/مارس مرتفعة مع بايدن وبدون بايدن، وبجدية مضت ايام وأنا افكر كيف يمكن ان يكون بايدن افاد 14 آذار/مارس وكيف يمكن ان تكون زيارة وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون قبلها من باب الدعم لقوى 14 آذار/مارس، هل قامت بجولات انتخابية ام دعت اهالي القرى والمناطق لانتخاب هذا المرشح دون ذاك، التحرك الاميركي تجاه لبنان ليس جزءاً من الانتخابات النيابية، هو جزء من السياسة الاميركية الجديدة تجاه الشرق الاوسط، يجب ان نضعه في اطار الانفتاح الاميركي على ايران والحوار الاميركي - السوري وزيارة اوباما المرتقبة في 4 حزيران/يونيو الى المنطقة وفي اطار التغيير الذي حصل في اسرائيل وزيارة نتنياهو الى اميركا، من السخيف بمكان ان نضع الزيارات الاميركية الى لبنان من أجل دعم سجعان قزي في كسروان او احمد فتفت في الضنية او بهية الحريري في صيدا.. هذه سخافات، هل يعقل ان يتحرك نائب الرئيس الاميركي ويأتي بزيارة الى لبنان من أجل هذه المسألة؟ ثم اذا كانت زيارته من أجل 14 آذار/مارس لماذا استقبله الرئيس نبيه بري؟ وهل كان اقطاب 8 آذار/مارس يعارضون الاجتماع ببايدن لو انه عرض عليهم الاجتماع؟ ان عدد زيارات المسؤولين الاميركيين الى لبنان في هذه المرحلة اقل بكثير من زيارات المسؤولين الاميركيين الى سوريا، فكل يوم يستقبل الرئيس السوري مسؤولين اميركيين، هل يأتي المسؤولون الاميركيون الى سوريا لدعم النظام السوري (!) هذه سياسة اقليمية دولية لا علاقة لها بالانتخابات، هذا لا يعني ان اميركا لا تحبذ انتصار 14 آذار/مارس ولا يعني ان اميركا تفضل ان ينتصر حزب الله، وقد اعلن ذلك بايدن بشكل صريح بأن موقف اميركا من لبنان يتعلق بنوعية الحكومة التي ستشكل، فلا نطلب من اميركا ان تدعم في لبنان دولة يحكمها حزب الله.

# هل تخشون من تدخلات خارجية للتأثير على رأي الناخبين؟

- اعتقد بكل بساطة ان الانتخابات اللبنانية يجب ان تلغى، وهي قابلة للطعون بأشملها، اولاً يجب ان تلغى انتخابات الجنوب فما حصل مع المرشح احمد الاسعد كافٍ لأن تعيد الدولة والمؤسسات الدستورية النظر بمجريات الانتخابات النيابية في الجنوب، ثانياً القانون الانتخابي غير واضح فهو مليء بالثغرات وأنا سأقول لك منذ الآن، بأن عدد الدعاوى والطعون بعد الانتخابات سيكون اكثر من عدد المرشحين على الانتخابات، وأنا كمرشح لا اعرف ان كنت اطبق القانون الجديد او اخرقه، لأن القانون الجديد ليس واضحاً، والمفارقة الكبرى ان اللجنة القانونية التي شكلت لرعاية الانتخابات لا تملك اجوبة على الاسئلة التي يطرحها عليها المرشحون للاستفسار حول بعض بنود قانون الانتخابات خاصة فيما يتعلق بالمصاريف والاعلانات بالاعلام وبأمكنة الصاق الصور والشعارات، وهذه مسؤولية تتحملها الدولة اللبنانية.

حوار ماجدة صبرا   

 

مقابلة من مجلة الشراع

المرشح عن المقعد السني في بيروت الثانية نهاد المشنوق: انا من الثلث المعطّل اذا كان لحماية سلاح المقاومة  

المرشح عن المقعد السني في بيروت الثانية نهاد المشنوق: انا من الثلث المعطّل اذا كان لحماية سلاح المقاومة

*الإنتخابات استراتيجية ومصيرية

*سعد الحريري صمد في ظروف صعبة جداً جداً جداً

*حزب الله لم يعلن التزامه إتفاق الدوحة

*إخترت الترشح في الدائرة الأصعب

*في الدائرة الثانية يمكن تحويل العناوين الخلافية الى حوار

*طبيعة لبنان لا تؤهله لأفكار إنقلابية

*السنة اجتازوا مرحلة المراهقة السياسية

*دير شبيغل مشروع فتنة لا يجوز الاستناد اليه

إختار نهاد المشنوق الدائرة الأصعب لترشحه الى الإنتخابات النيابية لأنها الأقرب الى عقله ولأنه يرى انها المكان الذي يمكن من خلاله تحويل العناوين الخلافية الى حوار نظراً لما تتمتع به هذه الدائرة من ميزة الإختلاط بين مختلف الطوائف والمذاهب.

وبالرغم من إتفاق الدوحة الذي أقر الإتفاق بين جميع الأطراف التي شاركت على تحييد هذه الدائرة عن المعركة الا ان بعض الأطراف لم تنفذ ما وعدت به حتى الآن.

مواضيع كثيرة انتخابية وغيرها تطرق اليها الكاتب الصحافي الزميل نهاد المشنوق خلال هذا الحديث المطوّل مع ((الشراع)).

# هل صحيح ان لا معركة إنتخابية حيث ترشّحك عن المقعد السني في الدائرة الثانية ؟

- الدائرة الثانية في بيروت ستشهد معركة إنتخابية طبيعية ككل الدوائر الأخرى حول المرشح السني الذي هو أنا، صحيح ان تفاهم الدوحة أقر على التوافق في الدائرة الثانية، لكن هذا التوافق أمّن فوز النائبين الأرمنيين بالتزكية عن فريقي 8 و14 آذار/مارس، والمرشح الشيعي اصبح عملياً مرشحاً منفرداً بعد إنسحاب المرشح المنافس له، ولو جاء هذا خارج الوقت المحدد، وهناك إلتزام واضح علني أمام ماكينة الدائرة الثانية وأمام قيادات من حركة ((امل)) من النائب سعد الحريري بالإلتزام بتفاهم الدوحة وعدم التراجع عنه.

# ربما البعض الآخر غير مُلتزم بهذا التفاهم؟

- ((حزب الله)) حتى الآن لم يعلن إلتزامه، كنت قد سمعت كلاماً وبشكل حاسم قبل أن يلقي السيد حسن الخطبة ((العصماء)) المتعلقة بـ7 أيار/مايو انه سيُعلن إلتزامه بتفاهم الدوحة، ولكن ما حصل هو العكس، وأعلن الإلتزام باشتباك مع كل جمهور رفيق الحريري. ولكن على كل حال ما زال الوقت أمامنا، ولكن أنا لا أستند الى هذا الأمر، وأفضل ان اعتبر ان هناك إنتخابات طبيعية فيها مرشحان متنافسان ويجب على الناس ان تختار بينهما.

# ماذا يعني لك ترشّحك في الدائرة الثانية؟

- الدائرة الثانية هي من نتاج قانون الستين، الذي أعتبره ظالماً وجائراً ويعيد لبنان الى تاريخ قديم ومفاهيم لا يجوز العودة اليها، لأنه وضع الناس في الحجر السياسي وليس في الحجر الصحي، مثل الكرنتينا. ويعزل الطوائف عن بعضها البعض، وهذا مخالف تماماً لروح الطائف ولنصه ولفكرته ولأسباب وضعه، ولكن الدائرة الثانية هي من الدوائر القليلة التي تحوي ناساً من كل الطوائف ومن كل الأجناس وبأعداد متقاربة، بمعنى انه هناك حوالى 40 ألف أرمني ومسيحي و30 ألف سني و25 ألف شيعي، وبالتالي فيها أكبر نسبة تمثيل لفكرة لبنان الواحد ولفكرة العيش الواحد.

# هذا يعني انك في المعركة الأصعب على المقعد السني في الدائرة الثانية؟

- إختيار الدائرة هو الأصعب، وليست المعركة الأصعب، وصحيح أنا إخترت الدائرة الأصعب.

# هل أنت من اختارها أم فُرضت عليك؟

- أنا لم أخترها مسبقاً، إنما كانت في بالي، وكنت أناقش بعض الزملاء في جريدة ((السفير)) حولها قبل يومين من الترشّح، وعندما أصرّ ممثل ((الجماعة الإسلامية)) على الترشّح في الدائرة الثالثة، إتصل بي النائب سعد الحريري وسألني ان كنت لا أمانع في الترشّح في الدائرة الثانية، فرحّبت بذلك، لأني أولاً أريد تسهيل الأمور في موضوع تفاهمه مع الجماعة الإسلامية، وثانياً ان الترشّح في الدائرة الثانية هو الأقرب لفهمي للبنان.

# لماذا تجد نفسك أكثر في الدائرة الثانية؟

- هناك عناوين خلافية بين اللبنانيين وخاصة بين السنة والشيعة، باعتبارهما الطائفتين الأكبر، فالدائرة الثانية بالنسبة لي هي مكان محاولة لتحويل هذه العناوين الخلافية من إشتباك الى حوار، وبالتالي لماذا الإصرار على ان كل عنوان خلافي هو إشتباك؟ ولماذا هذه اللغة المهينة للعمل السياسي؟

# الإجابة على هذا التساؤل هل هي عندك أم عند الطرف الآخر؟

- أنا أقوم بما يخصني وأدافع عن وجهة نظري، أما الطرف الآخر فيتحمّل مسؤولية التجاوب أو عدم التجاوب، ولكن لا يمكنني الإفتراض مسبقاً بأن كل الأطراف موافقة لأنه لو كان الأمر كذلك لكنا جالسين على الطاولة نتحاور. أنا اُصّر على انه يجب أن تكون هناك لغة جديدة لمخاطبة الناس لا تتعلق بالغرائزية وليست جزءاً من اشتباك وليست دعوة الى إشتباك.

# هل هذا هو رأيك، أم لأنك في الدائرة الأصعب تريد إمساك العصا من الوسط؟

- أبداً وحتى لو ترشحت في الدائرة الثالثة لقلت الكلام نفسه، هذا رأيي ولن يتغير، وأنا قلت لكل من التقيت به ((يجب أن تتعودوا عليّ، وأن تتعودوا على لغة جديدة لم تتعودوا على سماعها من قبل، وأنا أعرف ان هذا الكلام ليس إنتخابياً وفي جزء منه لا يعجبكم، ولكن أنا مُصّر أن تسمعوا مني هذا الكلام الآن والذي ستسمعونه بعد الإنتخابات ايضاً))، هذا السياق كنت قد بدأته منذ العام 2006 ولم أتوقف عنه منذ حرب تموز/يونيو.

# هل تعتمد إذاً على قبول الآخر لشخصية نهاد المشنوق التي إلتزمت خلال وبعد حرب تموز/يونيو بتأييدك للمقاومة؟

- أنا أعتمد على ان الحوار باعتباره العنوان الأكبر الذي يشبه لبنان، هل يوافق الآخرون أو لا يوافقوا، أنا أترك الحكم للناس الذين يجب أن يكون لهم دور في دعم هذا الإتجاه أو برفضه. فإذا كان لهم دور بدعم هذا الإتجاه فهذا سيغيّر في موقف الطرف الآخر، أكان موقف ((حزب الله)) أو موقف ((التيار الوطني الحر)) وتحديداً موقف الحزب، كونه الأوسع قاعدة وتمثيلاً، وبالتالي لا توجد طريق إلا الحوار وأي كلام آخر هو تضييع للوقت وإهدار لكرامات الناس ومستقبلهم، وبالتالي من يملك خياراً أفضل فليرشدني إليه.

لو كانت الإنقلابات تنجح في لبنان لكان حصل العشرات منها، لماذا لم تحصل في تاريخ لبنان منذ الإستقلال حتى اليوم، سوى محاولة واحدة علمانية وفاشلة التي هي محاولة الحزب السوري القومي؟ الجواب لأن طبيعة لبنان لا تؤهله لأفكار انقلابية.

كل الناس تبدأ بأفكار انقلابية، فكل طائفة في لبنان مرت بمرحلة مراهقة سياسية، وكل واحد يختار عنواناً ويذهب به الى أبعد الحدود، بصرف النظر عن عنوان الجمهور الآخر، أو الطائفة الأخرى ولكن عندما يجد نفسه انه ابتعد، نراه يتراجع لأنه يريد البحث عن مكان ما يلتقي به مع الآخرين، لأنه عندما يذهب بعيداً سيذهب وحيداً ويبقى وحيداً.

# هل تعتقد اننا نمر الآن في مرحلة المراهقة السنية - السياسية ، وان ((حزب الله)) يحاول إتخاذ موقعها ليكون هناك شيعية -سياسية؟

- كلا ، أنا أعتقد ان السنة إجتازوا هذه المرحلة الآن، هناك مراهقة سياسية لدى بعض القيادات المسيحية والشيعية.

التجربة المسيحية التي تقول ان عنوانها الإنتخابي الوحيد هو دعم صلاحية رئيس الجمهورية، في الوقت الذي يتم فيه التعرض لرئيس الجمهورية ويمنع الناس من أن يكون لهم رأيهم بالوقوف الى جانبه وإنتخاب شخص قريب منه، أو شخص قرر أن يكون عند رئيس الجمهورية بعد الإنتخابات، فأنا أرى ان هذا جزء من سياسة معتمدة حادة وخطيرة.

امثل جمهور رفيق الحريري

# لكن، أنتم حاربتم رئيس الجمهورية السابق اميل لحود؟

- من تقصدين بـ ((أنتم))؟.

- قوى 14 آذار/مارس؟

- دعينا نتفق لنقول، أنا أمثل في كلامي ((تيار المستقبل)) وجمهور رفيق الحريري قبل ((تيار المستقبل)).

# لماذا تحاول دائماً التمايز والقول انك مرشّح جمهور رفيق الحريري؟

- أنا لا أميّز نفسي، ولكن ما أقوله ان جمهور رفيق الحريري بحر من الناس من كل الطوائف.

# لكن يبدو انك تزايد على سعد الحريري في جمهور والده؟

- لا أبداً، أنا منذ اللحظة الأولى التي كتبت فيها وتحدثت فيها بعد اغتيال الرئيس الحريري، قلت انني واحد من جمهور رفيق الحريري ولم أدّع صفة أخرى، ولذلك أنا لا أزايد على أحد ورحم الله امرءاً عرف حده ووقف عنده.

# لكن أن تكون واحداً من الجمهور شيء، وأن تترشح عن ((تيار المستقبل)) شيء آخر؟

- هذا صحيح، ولكن هذا لا يلغي طبيعتي، بمعنى ان الترشّح لا يلغي طبيعة الإنسان، أنا قلت ان ((تيار المستقبل)) هو الرافد الاساسي لهذا البحر، ولكن ليس كل البحر.

*ألا تعتبر مرشّح ((تيار المستقبل)) هو مرشّح جمهور رفيق الحريري؟

- بطبيعة الحال هذا صحيح، ولكن عندما كنت منذ أربع سنوات أُراكم صفة اسمها ((واحد من جمهور رفيق الحريري))، فلا يمكن أن أتخلى عنها يوم الإنتخابات. أنا لا أرى ان هناك مواجهة بين الجمهور وبين التيار.

# أنت وضعت هذه المواجهة وفرّقت ما بين التيار والجمهور؟

- صحيح، هما ليس واحداً، ولكن لا يتواجهان، وهذا ما أحاول أن أقوله لكِ. التيار حالة تنظيمية سياسية وإدارية وإنتخابية، أما الجمهور فشيء آخر، وقد يحوي عرباً ولبنانيين وكل الطوائف وكل المناطق. أذكر انني قلت في مقابلة مع إذاعة النور التابعة لـ ((حزب الله)) انه ممكن وجود شخص من جمهور رفيق الحريري في مبنى هذه الإذاعة، ولكن بالتأكيد هو ليس من ((تيار المستقبل)) ولكن اما بسبب إعجابه بتجربة الرئيس الحريري وبنجاحه، أو ان له طموحات مماثلة.

# لماذا هل لتنال أصواتاً أكثر في الإنتخابات؟

- أبداً، بل لكي أكون صادقاً مع نفسي، ويمكن أن يكون المرء صادقاً مع نفسه وينال أصواتاً أقل، وليس من الضروري أن ينال أصواتاً أكثر، ولكن المهم بالنسبة لي هو أن يكون المرء صادقاً مع نفسه. أنا لي إخوان في التيار، ان كان من بيت الرئيس الحريري أو من زملاء ومعارف أو من صداقات إجتماعية، ولذلك أنا لا أعتبر ان في الأمر خلافاً سياسياً أو مواجهة مع أحد، لكن هذا احتفاظ بأكبر قدرة ممكنة من التوجه لكل جمهور رفيق الحريري، لأن ((تيار المستقبل)) إطار مهما توسّع يبقى الرافد، أما جمهور رفيق الحريري فهو بحر وهناك فرق بين النهر والبحر.

# كيف تنظر الى مسار الإنتخابات النيابية، هل هي مفصلية ومصيرية كما يقول النائب سعد الحريري، أم كما قال الرئيس نبيه بري عادية ولكنها مذهبية وعنصرية الخ..؟

- أعتقد لو سألتِ الرئيس بري الآن ستجدين انه غيّر رأيه. أنا قلت في البداية لم أكن موافقاً على تعبير مصيرية وانها انتخابات وممارسة طبيعية لحقنا الديموقراطي، وحق اللبنانيين غير الموجود الحمد لله سوى عندهم في المنطقة.

ولكن بعد خطاب السيد حسن نصرالله وهنا لا أتناول ما قاله عن 7 أيار/مايو فقط، لأن هذا الجزء من الخطاب يعبّر عن مصيرية الإنتخابات، ولكن باعتقادي ان الجزء الآخر من الخطاب الذي تحدث عن القراءة السياسية للوضع في لبنان وطريقة الحكم فيه دفعتني لأن أقول اننا أمام خيار استراتيجي كي لا أقول مصيرياً، وبالتالي نحن أمام خيار استراتيجي في السياسة والإقتصاد وفي كل المجالات، وبالتالي هذه انتخابات إستراتيجية.

# هل تقصد ان الخطاب دفعك الى هذا التشبيه؟

- نعم صحيح، لأني قرأت هذا الخطاب ووجدت انه اكبر بكثير من الإنتخابات وأكبر بكثير من لبنان وأكبر بكثير من ردّ فعل على شعار إنتخابي، وبالتأكيد لا يمكن أن يكون سبب كل هذا السياق شعاراً إنتخابياً.

# لكن فعلاً ان الحزب يعتبر نفسه أكبر من لبنان ويستطيع مقاومة أكبر من لبنان؟

- الحزب يستطيع أن يعتبر نفسه ما يريد، ولكن هذا على طريقة من يقول ((هون نصف الدنيا وإذا لم تصدّق قيّس)). تاريخ لبنان معروف وطبيعته معروفة، وتناقضاته معروفة، وخصائصه معروفة، وبالتالي تجاهل كل هذه الأمور والحديث بهذا الكلام لا علاقة له بالطبيعة اللبنانية ولا بالسياسة اللبنانية ولا بطبيعة الناس اللبنانيين.

# ماذا كان يهدف نصرالله من هذا الخطاب والبعض يقول انه خدمكم في خطابه؟

- بالمعنى الإنتخابي بالتأكيد هو أوجد استنفاراً عند جمهور رفيق الحريري. دعيني أرجع قليلاً الى جمهور رفيق الحريري، لكي أقول من أوجد 14 آذار/مارس، هو جمهور رفيق الحريري وليس ((تيار المستقبل)) لأننا لا نستطيع ان ننسى وليد جنبلاط وجهوده والمسيحيين وجهودهم..

# والتيار العوني؟

- وليد جنبلاط هو الذي قاد المرحلة، وبالتالي هذا ليس ((تيار المستقبل)) وهذا ما يدفعني الى القول دائماً جمهور رفيق الحريري، الذي نزل في ذلك الحين والذي نزل دائماً وبالتأكيد ان الموجودين في ذلك اليوم تجاوزوا التيار.

# ألا ترى ان التيار عنوان كبير ليضم كل جمهور رفيق الحريري؟

- لا، إنما هو محاولة من المبكر الحكم على نتائجها؟

# هل حان الوقت للتقييم؟

- التيار موجود منذ زمن ولم يبدأ من جديد.

# تأطير التيار الآن كحزب كيف تراه؟

- تأطيره كحزب مسألة من المبكّر الآن الحكم عليها، أنا اتحدث عن التيار، انا لست من دعاة الأحزاب، وهذا الأمر معروف عني لأنني دائما أقول، انه في القضايا الكبرى الحزب هو كل الناس، ولا يمكن أن يحمل واحد بطاقة عضوية والآخر لا يحملها.

# ما هي الإضافة التي يمكن ان يقدمها تأطيره كحزب الى الطائفة السنية، خاصة وان السنة لم يعرفوا أحزاباً باستثناء ((حزب النجادة))؟

- دعينا نقول من المبكّر الحكم على النتائج، ولكن هذا لا يمنع انني دائماً أتحفظ على مسألة الأحزاب عند السنة، لأني بطبيعتي أفضّل التنوّع والحوار والإختلاف.

خطاب نصرالله مخالف للتوافق

# بالعودة الى خطاب نصر الله، هل قرأته على انه عابر للمحيطات ورسائل موجهة للخارج أكثر من الداخل؟

- أنا أولاً قرأته بأنه مخالف لكل العناوين التوافقية، ومخالف لتفاهم الدوحة، ومخالف لكل من يسعى الى التهدئة، وهنا لا أقول ان الآخرين يسعون للتهدئة وهو يسعى للفوضى، الجميع شاركوا في طبيعة الإنتخابات بكلام إنتخابي كبير. ولكن ما أستغربه ان السيد حسن نصرالله شخصياً دخل في خضم الإنتخابات من هذا الباب، وأنا لا أستطيع أن أصدّق ان ما قاله هو ردّ فعل على شعار انتخابي، أو على كلام قاله النائب سعد الحريري أو وليد جنبلاط أو أي سياسي آخر، انا لاحظت ان الكلام أكبر بكثير من الإنتخابات ويكاد يكون أكبر من لبنان، وبالتالي لا أملك تفسيراً دقيقاً لسبب هذا الكلام.

#لم تصدّق ان ما قاله هو رد على شعار انتخابي ولكن هل تصدّق ان 7 أيار/مايو كان رداً على قرارين حكوميين؟

- هكذا انتقلنا الى مكان آخر ونقاش آخر، مسألة 5 أيار/مايو و7 أيار/مايو إذا أردنا مناقشة مضمونها وحتى أكون صادقاً ايضاً مع نفسي في ذلك الوقت، انا قلت ان القرارات خاطئة، ولكن الرد على هذه القرارات كان جريمة، وهناك فرق بين الخطأ وبين الجريمة.

أنا دافعت في ذلك الوقت عن العميد وفيق شقير علناً وعلى التلفزيون لأن قراءتي للبرقيات المتعلقة بموضوع المطار توضح ان ما حدث في المطار هو مسؤولية مديرية الاستخبارات، وليس مسؤولية العميد شقير، وأنا أكرر هذا الكلام ولن أتراجع عنه الآن لأنني مرشح للانتخايات.

أما بالنسبة لمسألة الإتصالات أو شبكة الاتصالات:

أولاً: هذه الشبكة لا تنشأ في بلد مثل لبنان، دون التفاهم مع جهة ما رسمية على هذا الأمر، وليس بالضرورة جهة تقنية، ولكن لا يمكن إنشاؤها بالسر. وبالتالي ردّ الفعل عليها من وجهة نظري كان عنيفاً جداً، لأن من قام بردّ الفعل يعرف تماماً ان مجلس الوزراء حتى رغم قراره لا يملك الجهة التي تنفّذ هذا القرار، فلماذا ردّ الفعل هذا؟ وهل نعتقد ان الجيش اللبناني أو أي جهة أمنية أخرى، قادرة على فكفكة شبكة الإتصالات؟ هم منعوا أمراً لن يحصل.

# من تابعك منذ تموز/يوليو حتى أيار/مايو يجد أنك كنت تسير في سياق مدافع عن المقاومة، ولكن فجأة وفي أيار/مايو قيل انك كشفت عن وجهك السُني؟

- لا في حرب تموز/يوليو ولا في 7 أيار/مايو كنت أتكلم كسني . أنا لا أستعمل هذا التعبير لا الشيعي ولا السُني ولا المذهبي.

# أنت لا تستعمله، ولكن أنقل إليك كيف تم النظر اليك ؟

- ما حصل في تموز/يوليو 2006 وما صدر عني هو قناعتي التي ما زلت عليها حتى الآن، أنا من دعاة أو من الذين يعتقدون انه لا يمكن التفاهم على السلام مع المجتمع الإسرائيلي، منذ سنوات طويلة حتى الآن والى سنوات مقبلة، والدليل على ذلك الإنتخابات الإسرائيلية الأخيرة.

اتفاق اوسلو مضى عليه 12 سنة، فإذا كانت هذه النتيجة بعد 12 سنة التي رأيناها بالمزيد من المستوطنات، والمزيد من التعقيدات، والمزيد من الحصار والمزيد من المشاكل، بالتأكيد أنا أعتبر ان كل محاولات السلام مع إسرائيل فاشلة، وان مواجهة الإحتلال بالسلاح حق لا يمكننا التخلي عنه، وما زلت عند هذا الرأي حتى اليوم.

# حتى وصلنا الى 7 أيار/مايو واعتبرت ان سلاح المقاومة أصبح في بيروت؟

- قتال إسرائيل شيء والصراع حول السياسة اللبنانية شيء آخر، أنا لا أقبل مسألة التعميم باتهام التآمر والتخوين ولا بتعميم ان فلاناً وطني أم لا. لا يمكن لأحد أن يمنح الآخرين شهادات بالوطنية أو شهادات بالخيانة، فقد حاول البعض ذلك قبلهم وصاغ الصياغة نفسها. أيضاً المقاومة كفكر أهم منها كممارسة، فهي كفكر ليست حقاً حصرياً.

انا قلت مؤخراً وعلناً وحتى هذه اللحظة أقول، إذا كان الثلث المعطّل من أجل حماية سلاح المقاومة في إطار دولة تُعنى بأمر جميع اللبنانيين فأنا من الثلث المعطّل .

صحيح ان الثلث المعطّل معني بمسألة استراتيجية مثل سلاح المقاومة، ولكن الثلث المعطّل ليس معنياً بتعيين موظف في الإدارة، وبالتالي لا يمكن إستعمال الثلث المعطّل يومياً لأنه بذلك يصبح معطّلاً لحياة الناس وللدولة وللإدارة. فهل يجوز إستعمال الثلث المعطّل إذا وقع خلاف حول تعيين محافظ في مدينة بيروت، وبالتالي ما علاقة هذا الأمر بسلاح المقاومة وبحماية المقاومة؟ أنا أرى ان هذا الأمر تغيير لطبيعة النظام.

هناك الكثير من العناوين التي يتم طرحها في غير مكانها، مثل الديموقراطية التوافقية، ماذا تعني هذه الديموقراطية التوافقية؟ وأي إختراع هي هذه الديموقراطية؟ الديموقراطية التوافقية هي نظام مُعتمد في الدول التي تضم أعراقاً وأجناساً مختلفة ولغات مختلفة مثل سويسرا، إنما نحن شعب واحد صغير نتحدث لغة واحدة، ولا يوجد عندنا أصناف ولا أجناس ولا أعراق. هناك ديموقراطية طبيعية تأتي نتيجة الإنتخابات وعلى كل إنسان أن يتصرّف وفق هذه النتيجة، وبالتالي لماذا نعتبر استعمال الوسائل الديموقراطية للتعبير هي أمر مخالف لجهة سياسية دون أخرى؟

لقد سمعنا في آخر جلسة لمجلس الوزراء عندما تمّ التصويت على القرارات، سمعت أوصافاً ما أنزل الله بها من سلطان، إذ قيل أن في الأمر خديعة، هذه الخديعة ضد من؟ كل ما حصل هو انه تمّ التصويت في الجلسة وصوّت فقط 14 وزيراً، و 16 وزيراً لم يوافقوا، وبالتالي لم يكن الثلث هو المعارض ولا الثلثان.

هل يعقل انه لم يعد يحق للوزراء المطالبة بالتصويت وبالتعبير عن هذا الأمر بالتصويت؟

تفاهم الدوحة نصّ على ان هذا الثلث معني بالتهدئة وبسلاح المقاومة وبالطمأنينة الى حين إجراء الإنتخابات وليس معنياً بتعيين موظفين أو بعنوان إداري.

أيضاً لا يجوز أن نسمع كل يوم صباحاً ان هناك مؤامرة، نحن نقرأ سياسة ونتابع، فمن هي هذه الجهة في لبنان التي لديها قدرة على ذلك؟ لنفترض ان عندها رغبة فالسؤال هل باستطاعتها طلب قوات أجنبية. وهل بات طلب القوات الأجنبية ((دليفيري)) تحتاج فقط الى رفع الرئيس فؤاد السنيورة سماعة الهاتف وطلب قوات دولية؟ القوات الدولية لها وضعها وهي مسألة كبرى في حياة الشعوب، ويلزمها مجلس أمن دولي وقرارات دولية.

# هناك كلام ان كل هذا المشهد الذي تتكلم عنه لا يمكن أن يصلح إلا إذا تمت صفقة أو ثنائية سُنية - شيعية؟

- لماذا صفقة؟ ولماذا ثنائية؟ ولماذا لا نعتبرها انها دخول الى حوار طبيعي حول العناوين الخلافية؟ وبالتأكيد نستطيع إبتكار صياغات اتفاق.

# لكن نحن نسير في الحوار منذ سنوات؟

- ولكن لم ندخل في حوار، بل دخلنا في اشتباك، ولا مرة دخلنا في حوار جدي.

# منذ سنوات تُعقد طاولات الحوار ولم نتوصل الى نتيجة؟

- طاولة الحوار وصلت الى عنوانين رئيسيين، الوقت الآن ليس وقتاً لتنفيذهما، ولكن طاولة الحوار حققت إجماعاً حولهما وهما:

*ترسيم الحدود والعلاقات الدبلوماسية التي تمت بين لبنان وسوريا.

*نزع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات.

صحيح انه لم يتم بعد تنفيذ هذين القرارين، ولكن تم التوصل إليهما بالإجماع، وهذا دليل على انه بالإمكان بواسطة الحوار الوصول الى الإجماع حول نقاط معينة.

# وماذا عن سلاح المقاومة؟

- بالنسبة لسلاح المقاومة ورغم كل ما حصل في 7 أيار/مايو، وأنا لي في شأنه قراءة مختلفة، ولكن أنا أعتبر ان سلاح المقاومة في موضع آمن، عنوانه الحوار حول كيفية الإستفادة منه وليس حول كيفية نزعه أو منعه.

# لكن من الذي يحاور ((حزب الله)) بهذا المنطق؟ في وقت نجد كل واحد على طاولة الحوار يطرح استراتيجية خاصة به؟

- أنا هنا أتحدث عن القوى الرئيسية في هذا الموضوع، دعينا لا نتجاهل الجيد ونعمم السيىء، هناك قوى رئيسية أعلنت إلتزامها باستراتيجية دفاعية، لمناقشة هذه الاستراتيجية عند جميع الأطراف الرئيسية، تأخذ في الإعتبار وجود السلاح وكيفية إستعماله وفي أي إطار.

أنا أرى ان الحديث عن سلاح المقاومة، باعتباره سلاحاً موجهاً الى إسرائيل، هو حديث يحتاج الى مزيد من الإجماع وليس المزيد من الإشتباك، والى المزيد من منح الناس فرصة النقاش والحوار.

أنا لاحظت ان كل الناس قرأت في خطاب سابق للسيد حسن نصرالله (7 أيار/مايو) قراءة سياسية متأنية ومناقشة تفصيلية . لقد حان الوقت الذي يجب فيه على كل الأطراف أن تعترف ببعضها بعضاً وبقدرتها على التحاور، وليس فقط بقدرتها على الإشتباك. إذا كان هذا السلاح معنياً بالمواجهة مع إسرائيل فهذا السلاح بحاجة كل يوم الى عناية ورعاية سياسية لجلب المزيد من التأييد له، ولكن ما يحدث هو عكس ذلك تماماً.

لنفترض اني سأتجاهل الإحتفال الثأري بعد إطلاق الضباط الأربعة باعتبار أني أقر بنتائج المحكمة الدولية أياً تكن، ولكن في هذا الموضوع قال السيد نصرالله كلاماً بأن له رأياً بالمحكمة، ولكن قال أيضاً ان ما حدث يثير ضغائن ويثير مشاعر جمهور آخر واعتبار ان ما حدث هو حدث عابر وليس تأسيساً لسياسة، وفجأة نقلنا السيد نصرالله في خطابه الثاني الى مكان آخر، ولا أعتقد ان سبب ذلك عنوان إنتخابي ولا يمكن أن يُقال خديعة عن تصويت مجلس الوزراء.

التصويب على الرئيس

# لماذا برأيك التصويب على رئيس الجمهورية وما الهدف من ذلك؟

- هذا جزء من الإختراعات الحديثة بكل بساطة. أريد أن أقول ان ((التيار الحر)) يطالب بتعزيز صلاحيات رئيس الجمهورية، وفي الوقت نفسه يمنع بعض الناس من إعلان تأييدهم للرئيس. باعتقادي ان هذا الكلام عن صلاحيات رئيس الجمهورية كلام إنتخابي. فصلاحيات رئيس الجمهورية شيء واستعمال رئاسة الجمهورية كمنصة وهمية لبيع الناس، وخاصة جمهور ((التيار الوطني الحر)) أوهاماً تم تجربتها من قبل وكلها أدت الى مزيد من الإنتحار السياسي.

# أيضاً أنتم متهمون بأنكم تبيعون الناس أوهاماً عندما تتكلمون عن شيء غير موجود يتعلق بالجمهورية الثالثة والمثالثة؟

- نحن لا نبيعهم أوهاماً بالمثالثة، نحن نحذر من المثالثة ولا نطالب بها.

# أنا أقصد تحذرون من عناوين لم يتحدث عنها أحد؟

- الحديث عن المثالثة حدث مرة واحدة ومن باب التحذير والرفض، أما مسألة المسيحيين والرئيس وصلاحيات الرئيس فنسمعه يومياً. أنا أعتقد ان الوجود المسيحي في لبنان هو وجود عنوانه الإطمئنان والإستقرار والإعتدال، وما نراه حالياً مخالف لذلك كلياً. المسيحيون في لبنان ليسوا عنصر تحدٍ، ولا عنصر مواجهة، ولا عنصر انقسام، ولا عنصر إصطفاف إقليمي، وكانوا دائماً في لبنان يلعبون دور الحداثة والعصرية، وتأكيد الديموقراطية وحفظ اللغة والإنفتاح على الثقافات. هل يجوز أن يتحول الى اصطفاف إقليمي أو تحالف داخلي لا يأخذ في الإعتبار جهات أخرى؟ هذا ليس دور المسيحيين.

أيضاً لقد تمت تجربة العقل الأقلّوي، وكان في وقت من الأوقات بشير الجميل صليب المسيحيين، وكان رفعت الأسد أهم وأقوى شخصية في سوريا، وكانوا متحالفين على عنوان الأقليات، ولكن ماذا كانت النتيجة؟ غير المزيد من التدهور بالوضع السياسي المسيحي واغتيال الرئيس بشير الجميل بعد إقراره بضرورة التوافق مع كل اللبنانيين ، ونُفي رفعت الأسد حتى اليوم خارج سوريا، وبالتالي الواضح ان أمامنا تجربة فاشلة لا تسبب إلا المزيد من الخسائر ولا تسبب إلا المشاكل، فلماذا علينا تكرارها تحت شعار البحث عن صلاحيات لرئاسة الجمهورية. فصلاحيات رئيس الجمهورية مسألة للبحث، وقد قرأت كلاماً لوليد بك عن تعزيز هذه الصلاحيات ولكن ضمن الطائف ، وهذا أمر طبيعي، السؤال الرئيسي الآن هو هل يمكن تحويل عناوين الإشتباك الى عناوين حوار هي: أولاً: المحكمة والتي أصبحت خارج نطاق التأثير اللبناني، وبالتالي أي كلام معها أو ضدها لا قيمة له.

نحن كجهة سياسية نسلّم بقرارات المحكمة أياً تكن هذه القرارات، لأنه لا يمكن ان نجهد أربع سنوات من أجل المحكمة ثم نرفض قراراتها، وبرأيي ان المحكمة إنتصار كبير أصابه غبار اطلاق الضباط ، ولكن برأيي ان جلوس المحكمة ووجودها حسياً بصورتها هو إنتصار كبير، حيث لأول مرة العدالة الدولية تنتصر لجرائم سياسية فردية حصلت في لبنان، وهذا ما حققه جمهور رفيق الحريري المسمّى جمهور 14 آذار/مارس. إذاً المحكمة أصبحت خارج إطار لبنان، وسوف يصدر قريباً القرار الظني، فلماذا استعجال الإدانة أو التبرئة، وعندما يصدر القرار نتصرّف على أساسه، ما صدر في مجلة ((دير شبيغل)) الألمانية حول مسؤولية حزب الله في اغتيال الرئيس الحريري. هذا الكلام مشروع فتنة لا يجوز استعماله ولا الاستناد إليه ولا ضرورة حتى للمبالغة كي ننفيه. السؤال هو من قرر نشر هذا المقال في هذا التوقيت.

ثانياً: سلاح المقاومة، بتقديري، ان الجزء الرئيسي من القوى السياسية اللبنانية مُقر ومُعترف بأن هذا السلاح يجب أن يكون موجوداً في مواجهة إسرائيل، بصياغة لدولة تأخذ في الإعتبار رعاية كل اللبنانيين، وليس أن يكون السلاح هو النظام، وهو الدولة، بل السلاح هو جزء من دولة إطار معنية بشؤون كل اللبنانيين، لا يوجد أي طرف من القوى الرئيسية ناقش لمرة وبصورة جدية مسألة نزعه. كذلك الكلام على ان هناك مؤامرة كانت تحاك لنـزع هذا السلاح، فيه مبالغات لأن هناك وقائع مخالفة لهذه الأقوال، والقيادات الرئيسية في الحزب والرئيس بري والرئيس السنيورة يعرفون هذه الوقائع. فعندما صدر القرار 1701 كان في جزء منه نزع السلاح في المنطقة التي تخضع لقوات الطوارىء، صدرت أقوال عن ثلاثة وزراء بالغوا فيه أنهم غداً صباحاً سينـزعون السلاح ويضعونه عندهم، وبالتالي قالوا رأيهم ولكن هذا لا يقدّم ولا يؤخر في شيء.

لقد جاء سفراء الدول الخمس ذات العضوية الدائمة في مجلس الأمن ودخلوا على الرئيس السنيورة، وأبلغوه رسمياً رسالة من دولهم تقول، بأن بند نزع السلاح يوضع جانباً لأنه مسؤولية اللبنانيين. إذا كان هناك ثلاثة وزراء قالوا هذا الكلام وخمسة سفراء دول كبرى قالوا هذا الكلام، فأنا لا بد أن أصدّق أكثر كلام الدول الخمس وأصدّق قرارهم وكلامهم وقدرتهم أكثر، وبالتالي لا يمكن معاملة كل 14 آذار/مارس أو كل اللبنانيين بهذه الطريقة، لأن هناك ثلاثة وزراء كان لهم رأي في هذا الموضوع، وهل يمكن محاسبة الناس على آرائهم أم على قدرتهم، لأن الخطر من قدرتهم وليس من رأيهم، ولكن لا يمكن إلغاء رأي الآخرين حتى لو كان خطأ.

أنا لم أصدّق ولا مرة وهذا يعرفه الإخوان في الحزب الذين أعرفهم، ان أي لبناني قادر على التأثير بهذا الموضوع، أو التآمر لا بموقع رسمي ولا بموقع خاص. ولكن دائماً أقول لا يعيش السلاح مهما كان قوياً دون التفاهم عليه، لأن السلاح غير المتفاهم عليه دائماً ستكون نهايته حرب أهلية، مهما كانت قوته. لذلك إذا كان هناك من مسعى هو لمزيد من التفاهم، وليس ما يُقال عن استئصاله ونزعه أو عدم نزعه، كل هذا الكلام الكبير لا علاقة له بسلاح المقاومة، وكل هذه الإتهامات لا علاقة لها بسلاح المقاومة فعلياً، لأن الحرص على سلاح المقاومة الموجه ضد إسرائيل أولويته المطلقة هي السلم الأهلي، والبحث عن عناوين مشتركة، وليس البحث عن المزيد من الإشتباك تحت عناوين مؤامرات أوهام أو مؤامرات كوابيس.

# من جهة أخرى كيف يعقل ما نسمعه ان المناورات الإسرائيلية هي بروفة للتحضيرات لاغتيال السيد نصرالله؟

- أولاً: السيد نصرالله مهدّد بالاغتيال يومياً وحياته قائمة على انه مهدّد بالاغتيال، وإسرائيل لا تنفي هذا الأمر، ولكن هل أصبح التوقيت من اختصاص الحزب؟ هذا الكلام لا يجوز.

أنا هنا لا أتحدث عن المناورة، ولكن ما أريد قوله انه ليس جديداً ان السيد نصرالله مهدّد بالاغتيال، وبالتالي لماذا إدخال هذا الموضوع بالدائرة الداخلية وإدخالها بالمسألة الإنتخابية، ولا سمح الله أن يصيب السيد أي مكروه، أعوذ بالله، ولكن ليس هذا هو المطلوب.

أيضاً نقرأ عن ارتهان للخارج في لبنان وإبداله بآخر، التعددية الثقافية والدينية والشراكة السياسية في صنع القرار الوطني ما هي ترجمة هذا الكلام؟ وهل لا توجد تعددية دينية أو تعددية ثقافية إلا عند نائب أو وزير أو مسؤول من الحزب ؟

أما الشراكة السياسية في القرار الوطني فهي بطبيعة النظام تتم في مجلس النواب، التمثيل السياسي يٌعبّر عنه في مجلس النواب، والحكومة هي أداة تنفيذية لسياسة تُقر في مجلس النواب، لكن نحن نقلب الآية، حيث كل القوى السياسية ممثلة في الحكومة باعتبار ان هذا ضمانة، وطالما الامر كذلك، لماذا إجراء الإنتخابات؟ وليجلس ميشال عون ووليد جنبلاط وسمير جعجع وسعد الحريري وبعض المستقلين، وطبعاً السيد نصرالله والرئيس بري، ليجلسوا الى الطاولة إذاً ويشكّلوا حكومة، فلماذا إجراء الإنتخابات؟

يجب الخروج من فكرة انه يمكن لأي كان تحقيق العجائب في لبنان، وليكتفِ كل واحد بتحقيق ما بين يديه، وأن يمسك به جيداً ويدافع عنه جيداً، وأن يحترم أصول التعامل السياسي بين اللبنانيين، وأن يحترم حقوق اللبنانيين، أنا لا أقول ان 14 آذار/مارس لم تخطئ، وانا عندما كانوا في عز خطابهم السياسي كتبت عنهم الثأريون، ولم أقبل كلامهم ، وبالتالي لا أستطيع قبوله من غيرهم. أنا أعرف ان كل هذا الكلام غير إنتخابي، ولكن خياري هو أن أكون صادقاً مع نفسي ومع الناس.

# بعد الإنتخابات النيابية ماذا يعني ان يفوز ((حزب الله)) بالإنتخابات وماذا يعني ان تفوز 14 آذار/مارس؟

- إنتصار ((حزب الله)) وحلفاؤه بالإنتخابات هو تغيير لطبيعة النظام السياسية، ليكن ذلك واضحاً.

# هل عندها نكون قد دخلنا في الجمهورية الثالثة التي يتحدث عنها عون؟

- أنا لا أحب الأعداد، أنا أقول ان الجمهورية الأولى والثانية والثالثة والرابعة، هي الجمهورية التي تعنى بالسلم الأهلي وأي كلام آخر لا فائدة منه.

زيارة بايدن

# كيف تصف زيارة نائب الرئيس الأميركي بايدن الى لبنان ولقاءه بقوى 14 آذار/مارس؟

* جاء نائب الرئيس الأميركي الى لبنان ليقول للبنانيين ان الولايات المتحدة تؤيد الديموقراطية اللبنانية، وتؤيد مسار الإنتخابات، ونطمئنكم انه لن يتم أي شيء على حسابكم ولا شيء يتم إلا بالتشاور معكم، وباعتقادي ان اجتماعه مع 14 آذار/مارس فقط مُضر وليس مفيداً، لأنه ماذا يعني هذا الإجتماع وبماذا سيقدّم أو يؤخّر.

# هو دعم لكم؟

- أنا أعدكِ ان معظم الناخبين أو 99.9 من الناخبين لا يقررون إستناداً للموقف الأميركي، بل يقررون حسب مصالحهم وبما يرونه مناسباً.

# تابعت النائب سعد الحريري من 2005 حتى الآن، هل تراه جاهزاً لتولي رئاسة الحكومة، وأنت تقول انه يتطوّر تطوراً هائلاً؟

- أنا أقول ان سعد الحريري صمد في ظروف صعبة جداً جداً جداً، في السنوات الأربع الماضية، وأنا أعتقد انه يصعب جداً على غيره أن يصمد لو واجهته الظروف نفسها. ليس سهلاً أبداً ما حققه سعد الحريري بصموده وصبره.

# هل صمد ونجح أم فقط صمد؟

- برأيي ان العنوان الرئيسي الذي حققه كزعامة سياسية وكإبن رفيق الحريري بمسألة المحكمة هو إنتصار كبير، أما المسائل الأخرى ما زالت خاضعة للنقاش، ما مررنا به سابقاً ليس تجربة حكم حقيقية، بل هي تجربة مشاكسة حقيقية، وبالتالي خطاب سعد الحريري السياسي متزن ونظرته إلى الموضوع العربي والفلسطيني والداخلي عاقلة وهادئة، ربما في الإنتخابات يُقال كلام من هنا وهناك، ولكن هناك إعتراف بأصول التعامل السياسي اللبناني، وهناك قدرة على تنفيذ الإلتزامات التي يقولها ، ولكن أهم ما في شخصية سعد الحريري هو انه صمد في وقت كان يصعب جداً ومكلف جداً فيه الصمود.

# إذاً برأيك هو جاهز لتولي رئاسة الحكومة؟

- أنا سُئلت سابقاً هذا السؤال، وقلت ان القرار له، ولست أنا من يقرر إذا كان جاهزاً أم لا، وبالتالي هو يقرر إذا كان مستعداً لتحمّل تبعات رئاسة الحكومة في الظروف السياسية المقبلة.

هو لم يأتٍ رئيساً للحكومة في المرة الأولى لأنه لم يكن مهيأ، وفي المرة الثانية لم يأت رئيساً للحكومة لأنه يريد أن يكون رئيس حملة الإنتخاب. وفي المرة الثالثة هو مستحق ولكن هو من يقرر.

# أنا أقصد من خلال تطوره السياسي وأنت كمراقب سياسي هل ترى انه مهيأ؟

- أستطيع القول ان ما عاناه في السنوات الأربع وما صمد بوجه ما واجهه في السنوات الأربع أكثر صعوبة بكثير من رئاسة الحكومة، حتى استحق لقب الصامد، الصابر.

# هل أخطأ ((تيار المستقبل)) بترشيح السنيورة في صيدا؟

- أنا أقول انه يحق لكل لبناني أن يترشّح والرئيس السنيورة، بطبيعة الحال له رأي بهذا الأمر، أي يحق له الترشيح وهذه مسألة مختلف عليها أيضاً باعتبارها إحدى العناوين الخطأ.

يُحكى عن صيدا باعتبارها طريقاً للمقاومة وما شابه فهل التجربة مع السيدة بهية الحريري خلال كل هذه السنوات توحي انها تخلّت عن حق المقاومة بالمرور من هذه الطريق، أم أنها حافظة لهذه الطريق ولمرور ما يحتاجونه بوجه العدو الإسرائيلي عليها، الواضح تماماً ان السيدة بهية وجمهورها حريصون على المقاومة في وجه إسرائيل.

# لنتحدث عن الموضوع الإيراني وموضوع المساواة بين الإيراني والإسرائيلي، وما يقال عن تفاهم أميركي - عربي بأولوية الصراع مع إيران، بإعتبار ان إيران عدواً والصراع معها يأتي أولاً وقبل إسرائيل التي باتت في المرتبة الثانية من العداء؟

- أنا أريد أن أقول ان هناك سياسات مختلفاً عليها مع إيران في المنطقة، وأولها من وجهة نظري، ان هناك أجزاء من المجتمعات العربية تعتبر ان إيران دولة رعاية وتعتبر ان مرجعيتها هي السياسة الإيرانية وليست سياسة النظام الذي تعيش فيه، والذي كان من دعاة الإندماج والتماهي مع المجتمعات التي يعيشون فيها هو الإمام موسى الصدر والشيخ محمد مهدي شمس الدين، الآن هناك سياسة مختلفة، وخطورة هذه السياسة أكبر من الصراع مع الأنظمة، لأنها تتعلق بمدى وحدة المجتمعات ومدى قدرتها على الإلتزامات الوطنية نفسها تجاه الدولة، لأن الدولة شيء والنظام شيء آخر، ولكن إيران ليست عدواً، بل إسرائيل هي العدو، وبالتالي لا يجب إضاعة البوصلة، وأن نخلط بين الموضوعين، إسرائيل هي العدو المحتلة لأرض لبنانية أو لأرض عربية وهي التي تحرم الشعب الفلسطيني من حقه في دولته، بينما هناك خلاف مع إيران على سياستها، ولكنها ليست عدواً. وبالتالي هناك فرق بين أن تختلف مع شخص بالسياسة وبين أن تعتبره عدواً، وأولوية العداوة هذه باعتقادي ليست لصالح العرب ولا المسلمين ولا لبنان بطبيعة الحال، ولا يجوز أبداً النظر لهذا الموضوع من موقع العدو أو الصديق، لأن إسرائيل هي العدو والآخرين إما أصدقاء نتفاهم معهم وإما أصدقاء ونختلف معهم سياسياً.

# من ينظر الى العداء لايران ويضعها بموازاة اسرائيل هم من يتخوفون من انه كما ان لا حدود لدولة إسرائيل، ايضا لا حدود لايران والسياسة التوسعية لامبراطوريتها؟

- لا حدود لسياستها وليس لدولتها ، هناك فرق بين التمدد السياسي والإحتلال العدواني، نحن مختلفون حول السياسة الإيرانية خارج الحدود الإيرانية، ولكن هذا الخلاف لا يبرر على الإطلاق تسمية إيران بالعدو ولا التحالف مع الإدارة الأميركية في سياسة على هذا النوع.

وإذا كان هناك من أجندة عربية معنية بمناقشة هذا الخلاف بصراحة ووضوح ، فهي الأجندة المثلى للعلاقات العربية - الإيرانية، والأجندة الأميركية بكل الأحوال وبكل الظروف من سنة 2003 حتى الآن لم تثبت انها في صالح العرب، الآن يُقال ان هناك حواراً اميركياً مع سوريا وآخر مع إيران، هذا صحيح، ولكن بالتأكيد هذا الحوار لم يصل بعد الى نتيجة ، وهناك أوهام كبيرة عند الكثيرين حول هذا الموضوع، لأن الحوار السوري -الأميركي يقف عند حدود معينة، وقد أزيل بندان من جدول الخلاف الأميركي- السوري:

1- لبنان لم يعد منصة سياسية لخصومة سوريا.

2- الإدارة الأميركية لم تعد تطالب بتغيير باتجاه الديموقراطية داخل النظام السوري.

لكن البنود المتبقية من جدول الأعمال لا تزال على حالها ، وهي موضع تفاوض ولايزال هناك حتى الآن إستكشاف بين الطرفين ، ولذلك دعينا لا نستعجل الأمور ونعطيها أحجام أكبر مما هي ، كذلك بالنسبة للموضوع الإيراني باعتقادي ان الأمور ما تزال في بداياتها.

# لماذا ينتظر العرب وحتى اللبنانيين نتائج الحوار الأميركي- الإيراني والأميركي - السوري لكي تقرر اتجاهاتها؟

- لأننا لسنا جزيرة معزولة ، وبالتالي نتأثر بالسياسات المحيطة بنا في كل الأوقات. أنا أقول يجب أن تكون علاقتنا مع إيران علاقة مع دولة عادية وممكن أن تتحول الى دولة صديقة، ولكن بالتأكيد ليست دولة عدوة ولا يجوز رغم كل الخلاف السياسي اعتماد هذه الصفة التي لا تُعتمد إلا لإسرائيل.

# ألا يهدّد الدور الإيراني الدول العربية بالنسبة لسلاحه النووي؟

- الدور الإيراني كدولة رعاية يهدّد المجتمعات العربية، هذا أخطر من تهديد الأنظمة، ويهدّد بالإنقسام داخل المجتمعات العربية ، ولكن رغم كل هذا أنا أعتبره خلافاً وليس عداوة، لأن لا إسلامي ولا عروبتي ولا مصالحي ولا فلطسينيتي ولا لبنانيتي تسمح لي استعمال صفة العداوة مع إيران.

أنا مختلف معها على سياستها خارج إيران مئة بالمئة ، ولكن هذه السياسة هي موضع نقاش ومصارحة حتى اللحظة الأخيرة، ولا يمكن تحويلها الى عدو ، وهذا يشبه الخلاف مع ((حزب الله)) فهل يجوز أن نبقيه اشتباكاً وتحويله الى عداوة، أم علينا نقلــه من الإشتباك للحوار؟.

# أنت الآن تبدو كالطائر الذي يغرّد خارج سربه لأنك تنتمي الى فريق يصوّب ليلا نهارا على إيران وعلى ((حزب الله))؟

- أنا أنتمي الى مجموعة سياسية الطرف الرئيسي فيها هو ((تيار المستقبل)) واعتقد ان ((تيار المستقبل)) لم يعد ومنذ زمن يستيقظ على انه يريد أن يتغدى سوريا وإيران وأن يتعشى إيران وسوريا.

هناك خطاب سياسي للنائب سعد الحريري كان واضحاً في ((البيال)) وفي نادي النجمة. وفي كل مكان حول عروبة لبنان وحول مسؤولية لبنان وتمسكه بحق الفلسطينييين بدولتهم وحول الحوار داخل لبنان ما عدا بعض العناوين الإنتخابية الضرورية، ولكن هناك أمور استراتيجية تختلف عن العناوين الإنتخابية، وحتى في الموضوع السوري هو قال ان اتهام سوريا سياسي وليس جنائياً، وبالتالي هناك تطوّر يجب أن ننتبه له وأن ننظر اليه باعتباره انه ثوابت ، وهذه هي مرحلة ما بعد الإنتخابات . أما الشعارات الأخرى فهي شعارات إنتخابية ، ولذلك لا يجب أن ننظر الى الجانب الإنتخابي فقط ، وعدم النظر الى الجانب التأسيسي.

# هذا يعني انك تعد الناس بالخير؟

- أنا لا أرى الأمور متجهة سوى باتجاه الاستقرار. أيضاً ولو فُهم من كلامي انه طوباوي لا بد للإنسان أن يبدأ من مكان ، وأعتقد ان كل الناس تدريجياً تتجه نحو الإعتراف بالحوار كضرورة .

# هل ستشكل جسرا للعبور الى الحوار بين فريقي 8 و14 اذار/مارس؟

- هذا الدور كثير عليّ أنا، بالتأكيد سأكون محاوراً أو محاولة حوار دائم ، ولكن جسر عبور، فاعتقد انني لست مُعتمداً بهذه الطريقة من جهة، وجسمي لا يتحمل أن أكون جسراً للعبور من جهة ثانية.

حوار:هدى الحسيني