المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة أخبار يوم 12 تموز/2009

إنجيل القدّيس يوحنّا .36-31:3

إِنَّ الَّذي يأتي مِنَ عَلُ هو فَوقَ كُلِّ شَيء والَّذي مِنَ الأَرض هُوَ أَرضِيّ يتكلَّمُ بِكلامِ أَهلِ الأَرض. إِنَّ الَّذي يأتي مِنَ السَّماء يَشهَدُ بِما رأَى وسَمِع وما مِن أَحَدٍ يَقبَلُ شَهادَتَه. مَن قَبِلَ شَهادَتَه أَثبَتَ أَنَّ اللهَ حَقّ. فإِنَّ الَّذي أَرسَلَه الله يتَكَلَّمُ بِكَلامِ الله. ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ يَهَبُ الرُّوحَ بِغيرِ حِساب. إِنَّ الآبَ يُحِبُّ الابن فجَعَلَ كُلَّ شيءٍ في يَدِه. مَن آمَنَ بِالابن فلهُ الحَياةُ الأَبديَّة ومَن لم يُؤمِنْ بالابن لا يَرَ الحَياة بل يَحِلُّ علَيه غَضَبُ الله».

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 11 تموز 2009

النهار

ينتظر نواب صدور قرارات المجلس الدستوري بالطعون المقدمة اليه ليباشروا اتصالاتهم من اجل تأليف كتلة وسطية او مستقلة بعدما تعذر تشكيلها قبل الانتخابات.

يعتقد مسؤول سابق انه اذا تقرر اعتماد النظام النسبي في انتخابات 2013 فان نوابا ومرشحين محتملين قد ينفصلون عن رؤساء الاحزاب والكتل.

وصف ديبلوماسي اوروبي بعض القادة في لبنان بـ"دوار الشمس".

السفير

راجع مسؤول سابق أحد المراجع حول كيفية تعامله مع قرار مجلس شورى الدولة بقبول طعن عدد من الشخصيات غير المدنية في قرار متخذ منذ أربع سنوات، وكان الجواب ان ليس بالمقدور فعل شيء.

تعير إحدى سفارات الدول الكبرى اهتماما خاصا لطلبات الطعون التي قدمت الى المجلس الدستوري، خصوصا تلك المتصلة بدائرة انتخابية معينة في جبل لبنان الشمالي.

تبيّن ان هبة السيارات التي قدمتها احدى الدول الغربية لا تشمل قطع الغيار التي لا يمكن توفيرها إلا بعقود مرتفعة الكلفة.

المستقبل

لفت المراقبين تضمين البيان عن خضوع المدعي العام الدولي دانيال بيلمار للاستشفاء خطواته ل "تكثيف" التحقيق.

أعاد حادث أمني ضد أحد الأجانب مجمل الملف الأمني في العاصمة الى الواجهة بعد حوادث اعتداء وخطف ونصب كمائن متعددة في الآونة الأخيرة.

دعت أوساط ديبلوماسية الى "مراقبة" مآل ملف تبادل أسرى كان شائكاً حتى الآن لأن المآل سيحمل مؤشرات ودلالات إقليمية مهمة.

اللواء

كشف دبلوماسي غربي أن الرئيس المُكلّف قدّم كل ما يلزم من تسهيلات في ترتيب البيت العربي.

على الرغم من أن الحكومة لا تزال في دائرة الانتظار، فان الترشيحات للوزارات تستأثر باهتمامات الصالونات السياسية.

غابت سلسلة من التوترات الأمنية عن مناطق كانت تشهد مثلها مع أي اهتزاز سياسي، بعد توقيف عناصر مشبوهة ومتهمة بالتعامل مع إسرائيل.

الشرق

سياسي مستقل توقع الوصول الى "حكومة مفاجأة" لن يكون فيها وزير مشاغب حتى ولو اقتضى الأمر "ضرب المعارضة ببعضها"؟

تجمع سياسي تبلغ قراراً بالتخلي عن خدماته بعدما اظهرت نتائج الإنتخابات ان اركانه اصغر بكثير من احجامهم؟!

وزير يتصرف بحسب ما يصدر عنه وكأنه عائد الى تولي حقيبته مهما اختلف شكل وطعم الطبخة الوزارية الجديدة!

 

البطريرك صفير عرض لاوضاع منطقة بشري واتصالات المصالحة المسيحية

نايلة معوض: لا يجوز ان يزور الرئيس الحريري سوريا قبل تأليف حكومته

وطنية - الديمان 11/7/2009 استهل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير لقاءاته في الديمان، فاستقبل صباحا النائبة السابقة نايلة معوض التي قالت عقب اللقاء:" لا يمكننا الا ان نزور غبطة البطريرك في مختلف الظروف الوطنية الصعبة، واليوم كل اللبنانيين قلقون على مصير وطنهم وعلى تشكيل الحكومة، وقد أكدت أمام غبطته انه لا يجوز كليا زيارة الرئيس المكلف الشيخ سعد الحريري الى سوريا قبل تأليف وزارته، لان الواجب يقضي ان تتشكل الحكومة في لبنان مع الاخذ بعين الاعتبار اولا بنتائج الانتخابات النيابية التي أعطت أكثرية. طبعا نحن مع حكومة وفاق وطني، ولكن السؤال هو حول أي موضوع يجب ان نتوافق، هناك الثوابت الاساسية للبنان وهناك ازمة المواطنين الاقتصادية والمعيشية، فالحكومة لديها مسؤوليات شائكة في الازمة الاقتصادية، الى انعدام فرص عمل الشباب الذين يعودون من الدول العربية وغيرها حيث كانوا يعملون، وهذه الاوضاع تلزمنا بمعالجات اجتماعية انمائية لكل مناطق لبنان".

اضافت:" في ما يختص بالعلاقات اللبنانية -العربية والدولية لا شك انه لا تزال أمور عالقة بين لبنان وسوريا، ولقد حققنا علاقات ديبلوماسية ولكن جميعنا يطرح ما هي مبررات وجود المجلس الاعلى اللبناني - السوري، وهناك قضية تحديد الحدود كما طلب على طاولة الحوار، وكذلك تطبيق 1701 ومزارع شبعا، وطبعا قضية مراقبة الحدود لانه لا يزال الى الآن هناك وصول اسلحة عبر الحدود اللبنانية والسورية وحتى ارهابيين".

وتابعت معوض:" عندما يصبح الرئيس المكلف رئيس حكومة لبنان يذهب بهذه الصفة في الوقت الذي يراه مناسبا للحوار الموضوعي مع دولة شقيقة يربطنا معها حتمية جغرافية وتاريخية ومصالح اقتصادية مشتركة".

اضافت:"ان زيارة سوريا والثلث المعطل هما موضوعان غير قابلين للبحث حاليا، لان امام الحكومة المقبلة مهام ورسالة اساسية للحفاظ على لبنان سيد حر مستقل".

وعن المصالحة المسيحية قالت معوض:" ان هذا الموضوع هو هم لدى البطريرك، وان الاتصالات والتواصل بين كل الاطراف المسيحية هو ضروري جدا وبحاجة الى تحضير ودقة لانه ليس هناك خلافا شخصيا بين اي مسؤول من القياديين المسيحيين، لكن هناك خلاف في العمق حول رسالة لبنان وطبيعته ودوره".

وسألت معوض:" هل نريد لبنان دولة ام دويلات؟ لبنان ساحة ام وطن؟ هل نريده قاعدة صاروخية للمصالح الايرانية؟ ام يعيش لبنان بكرامته وسيادته واستقلاله وعروبته أفضل علاقة مع جميع بلدان العالم".

كمااستقبل البطريرك صفير الشيخ بنوا حبيب كيروز والمحامي بطرس سكر اللذين أوضحا انهما بحثا مع البطريرك صفير "أوضاع منطقة بشري والحركة السياحية فيها، بالاضافة الى مسار الاتصالات الجارية بشأن المصالحات المسيحية".

الى ذلك التقى البطريرك صفير عضوي لجنة التهدئة العاملة على خط المصالحة المسيحية الخوري هاني طوق والسيد طلال الدويهي الذي أوضح انهما "وضعا البطريرك صفير في أجواء اتصالات التهدئة الجارية توصلا الى خطاب هادىء بين مختلف القيادات المسيحية لحال من التفاهم على الثوابت الوطنية وتمهيدا لمصالحة ثابتة".

 

الرئيس سليمان استقبل الرئيس الجميل وزوارا: اسرائيل تخرق يوميا ال 1701 منذ اقراره بعد عدوان تموز

وانتصار لبنان كان درسا جعلها تلجأ الى أسلوب التهديد

وطنية - 11/7/2009 رأى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ان "اسرائيل لا تزال تخرق يوميا القرار 1701 منذ اقراره بعد عدوانها في 12 تموز عام 2006"، وأشار الى ان "الانتصار الذي حققه لبنان يستند الى عناصر قوته المتمثلة بالجيش والشعب والمقاومة، وقد كان بمثابة درس قاس لاسرائيل جعلها تلجأ الى اسلوب التهديد والترهيب بدلا من اسلوب الاعتداءات الذي كانت تعتمده على ابواب موسم الاصطياف، ذلك لان الارادة اللبنانية موحدة حيال حفظ لبنان حقه في مواجهة أي عدوان".

استقبالات

وفي نشاطه، عرض الرئيس سليمان مع الرئيس امين الجميل للتطورات السياسية.

واطلع من الوزيرين تمام سلام ومحمد جواد خليفة على اوضاع وزارتي الثقافة والصحة.

واستقبل الرئيس سليمان النائب غازي يوسف فالوزير السابق وئام وهاب، وتناول مع كل منهما الاوضاع العامة.

على صعيد آخر، زار بعبدا وزير السياحة إيلي ماروني ترافقه ملكة جمال لبنان التي انتخبت الأسبوع الماضي مارتين اندراوس وأطلعت رئيس الجمهورية على برنامج عملها لهذه السنة ويتركز على موضوع الثروة المائية واستغلالها.

وهنأ الرئيس سليمان الملكة، متمنيا ان تنجح في مهمتها وان تستطيع تمثيل لبنان في الخارج على النحو الذي يستحقه.

 

الرئيس سليمان عرض مع الرئيس المكلف تطورات تأليف الحكومة

الرئيس الحريري: الامور تسير وفق الاصول وان شاء الله تولد الحكومة في وقتها

فخامة الرئيس وأنا على خط واحد وكل مبتغانا هو الوصول الى حكومة وحدة وطنية

وطنية - 11/7/2009 استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، بعد ظهر اليوم في بعبدا، رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري. وكان اللقاء مناسبة لعرض ما آلت اليه المشاورات التي يجريها الرئيس الحريري لتشكيل الحكومة الجديدة.

تصريح الرئيس الحريري

واثر لقائه مع الرئيس سليمان، تحدث الرئيس المكلف الى الصحافيين، فقال: "تعلمون ان يوم غد يصادف ذكرى حرب تموز. وهذه المناسبة دفعتنا، فخامة الرئيس وانا، الى التشديد على اهمية تشكيل حكومة وحدة وطنية. ونحن معا على خط واحد في خصوص هذا الموضوع".

واضاف: "ان الامور تسير وفق الاصول، وان شاء الله تولد الحكومة الجديدة في وقتها. تعرفون بلا شك ان يدا لا يمكن ان تصفق لوحدها، ونحن لا نريد ان تكون هناك يد تلوي اليد الاخرى. من هذا المنطلق فان كل مبتغانا هو الوصول الى حكومة وحدة وطنية. وان النقاش و الحوار قائمين مع الجميع لهذه الغاية".

 

الشيخ العيلاني: ننصح المعارضة بعدم المشاركة في الحكومة

وطنية - 11/7/2009 دعا إمام مسجد "الغفران" الشيخ حسام العيلاني، في تصريح بعد ظهر اليوم، إلى إعطاء الرئيس المكلف سعد الحريري، الوقت الكافي لتأليف الحكومة.

ونصح الشيخ العيلاني المعارضة ب"عدم الدخول إلى الحكومة وترك الرئيس الحريري تأليفها، بالتعاون والتنسيق مع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، على أن يضم البيان الوزاري الدعم الكامل للمقاومة، وأن تمارس المعارضة دورها داخل البرلمان وتعارض حيث يجب أن تعارض وتؤيد حيث يجب أن تؤيد".

 

النائب المشنوق: المسيحيون عامل توازن ولا بد من قراءة عميقة لصلاحيات رئاسة الجمهورية

وطنية - 11/7/2009 دعا عضو كتلة المستقبل النائب نهاد المشنوق إلى ضرورة بلورة أساليب من شأنها حماية الصيغة اللبنانية الفريدة، معتبراً أن المسيحيين عامل توازن في التركيبة اللبنانية، وقال في حديث صحافي :إن المسيحيين هم حماة هذه الصيغة المضيئة في عالم من الظلمة، شرط تطويرها بحيث لا تفتح الباب أمام حرب اهلية كل20 سنة. ولكن التاريخ الحديث وضعهم في وضعية غير مناسبة وهي الرفض والمواجهة والتحدي، مشدداً على ضرورة إعادة الثقة إليهم ومنحهم دورهم في اللعبة السياسية اللبنانية. وأكد النائب المشنوق أن للمسيحيين 3 أدوار في الحكومة: أولاً في وجود جزء منهم في الأكثرية وجزء آخر في المعارضة وجزء ثالث في رئاسة الجمهورية التي لا بد من قراءة عميقة لصلاحياتها. ولفت إلى أن الحكومة ستشكل في غضون الشهرالجاري لأن المفاوضات السعودية- السورية تتناول ملفات عدة حول الوضع الفلسطيني والعلاقات العربية- الإيرانية ولبنان الذي وإن كانت له الاولوية إلا أنه جزء من اتفاق وليس اتفاقاً بحد ذاته. معتبراً ان المسعى السعودي يشكل الضمانة لاستقرار لبنان والمنطقة. وقال: إن انتخابات العام 2005 جرت في ظل اغتيال الرئيس رفيق الحريري وعلى قاعدة المواجهة مع سوريا. اما انتخابات العام 2009 فكانت استفتاء على سياسة سعد الحريري على قاعدة الحوار مع سوريا . أما بالنسبة إلى شكل الحكومة فجدد التأكيد على ضرورة التوافق على الصيغة التالية: لا أكثرية لاغية ولا ثلث معطل والضمانة في رئاسة الجمهورية. ورفض صيغة الوزير الملك سواء أكان لصالح المعارضة أم الأكثرية لأن هذه الصيغة هي إقرار "فولكلوري" لصيغة مخالفة لروح الدستور وللنظام الديمقراطي.

 

قوى الامن تمكنت بعد مطاردة من ضبط سيارة سرقت من جونيه واللواء ريفي نوه بالدراج الذي طارد منفذي السرقة ومنحه مكافأة فورية

وطنية - 11/7/2009 صدر عن المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي ـ شعبة العلاقات العامة البلاغ التالي:

"الساعة 6.45 من فجر اليوم 11 الجاري وفي محلة جونية ـ جسر السراي، أقدم مسلحان على متن جيب نوع فورد لون أبيض مجهول باقي المواصفات على سلب جيب نوع نيو رانج لون أبيض صنع 2006، حيث انزلا صاحبها منها وفرا على متنها إلى جهة مجهولة بعد أن تركا سيارة الفورد المذكورة في المحلة.

بناء على اتصال فوري بغرفة عمليات جونية (على الرقم 112) من أحد المواطنين، تم تعميم تفاصيل عملية السلب على الدوريات والحواجز، بغية توقيف السالبين.

وبعد 10 دقائق رصدت السيارة المسلوبة في محلة الدورة ـ سيتي مول، من قبل دراج في مفرزة سير الجديدة، فحاول الأخير توقيفها فلم يمتثل سائقها وأقدم على صدم الدراجة النارية وصعد على الرصيف الفاصل وفر بإتجاه طريق مار يوسف ـ الإتحاد، فاضطر الدراج إلى إطلاق النار بإتجاه السيارة المذكورة بغية توقيفها، وتابع مطاردته لها في الأحياء والشوارع المحيطة، وبنتيجة عملية المطاردة وفعالية التنسيق والمتابعة ترك السالبان السيارة وفرا. حوالى الساعة 8,00 من التاريخ ذاته عثرت دورية من مفرزة الجديدة القضائية على السيارة المسلوبة في محلة الدكوانة ـ مار روكز. ضبطت سيارة الفورد التي استخدمها السالبان في عملية السلب، حيث تبين بأنها مسروقة منذ تاريخ 30/6/2009 من محلة الدورة.

العمل جار لتوقيف السالبين". وذكرت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي المواطنين كافة، عدم التردد بالإتصال بغرف عملياتها المنتشرة على الأراضي اللبنانية على الرقمين المجانيين: 112 و999، مما يساعد على معالجة وملاحقة مرتكبي اية عملية مخلة بالأمن بشكل فوري وفعال. وقد نوه المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، بالدراج الذي طارد منفذي عملية سلب السيارة، ومنحه مكافأة فورية تقديرا لجرأته وشجاعته اللتين أدتا إلى إحباط السرقة.

 

احالة 8 موقوفين من آل غريزي الى قاضي التحقيق العسكري

وطنية - 11/7/2009 احال قاضي التحقيق العسكري الاول رشيد مزهر اليوم 8 موقوفين من آل غريزي كان ادعى عليهم مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر بمقاومة عناصر قوى الامن في اشكال في بحمدون، الى قاضي التحقيق العسكري فادي صوان الذي استدعاهم الى جلسة تعقد الاثنين المقبل.

 

جعجع هنأ الماكينة الانتخابية للقوات في زحلة

وطنية - 11/7/2009 زارت الماكينة الانتخابية للقوات اللبنانية في زحلة الى جانب وفود شعبية، معراب حيث التقت رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع الذي اعرب لهم "عن تقديره لكل الناخبين الزحلاويين الذين اقترعوا بكثافة في الانتخابات ماأسفر عن الفوز الكاسح لقوى 14 آذار في قضاء زحلة". كما هنأهم "على مناقبيتهم وادائهم المسؤول خلال الانتخابات"، طالباً منهم "الاهتمام والانصراف الى العمل الجدي والفعال على المستوى السياسي والانمائي والاجتماعي في زحلة والمنطقة باعتبار ان هذا الفوز وضع على اكتافهم مسؤولية اكبر تجاه منطقتهم". وتطرق جعجع مع الوفود الزحلاوية الى شؤون حزبية وتنظيمية بالإضافة الى المستجدات العامة على المستويين الاقليمي والمحلي، شارحاً لهم مجريات الامور وتطلعاته المستقبلية للمرحلة المقبلة.

 

العماد قهوجي استقبل نصري خوري

وطنية - 11/7/2009 استقبل قائد الجيش العماد جان قهوجي في مكتبه في اليرزة، الامين العام للمجلس الاعلى اللبناني- السوري نصري خوري، وتناول البحث الاوضاع العامة.

 

النائب رعد: نستغرب الإصرار الدولي على تنفيذ ال1701 باتجاه واحد

لا مبررات لتأخير تشكيل الحكومة طالما ان النوايا منفتحة على بعضها البعض

وطنية - 11/7/2009 ذكر رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، خلال حفل تأبيني لأحد أفراد التعبئة في "حزب الله" ابو الحسن القزويني في حسينية بلدة سحمر، "ان القرار 425 لم ينفذ بعد"، مستغربا "الإصرار الدولي على تنفيذ القرار 1701 بعين واحدة واتجاه واحد دون الإلتفات الى ان الإسرائيلي لم ينسحب بعد من الأرض اللبنانية".

وقال: "ما زلنا ننتظر كمقاومة وكمعارضة نتائج الرهانات على الدبلوماسية لاخراج العدو الإسرائيلي من الجزء الشمالي من بلدة الغجر التي احتلها في حرب تموز. ان كل الذين يطالبون بتطبيق القرار 1701، يتغافلون عن ضرورة ووجوب ان تنسحب اسرائيل من بلدة الغجر". وتعليقا على الإبقاء على الدشمة التي استحدثها العدو الإسرائيلي على احدى تلال كفرشوبا وعدم تجاوبه مع القوات الدولية لازالتها، قال النائب رعد: "ان الإسرائيلي يعرف اننا لا نسكت على أي تغيرات في الوقائع الميدانية، وعليه ان ينسحب من بلدة الغجر، ومحتوم عليه بارادتنا وسواعد مجاهدينا في نهاية المطاف ان ينسحب من كل حبة تراب من ارضنا في مزارع شبعا وكفرشوبا". وعن تشكيل الحكومة اعتبر النائب رعد "اننا لا نرى ان هناك مبررات لتأخير تشكيل الحكومة، وطالما ان النوايا منفتحة على بعضها البعض وتريد تشكيل حكومة وحدة وطنية كما عبر في أكثر من موقف الرئيس المكلف، فمعنى ذلك انه يمكنه ان يشكل الحكومة في اسرع وقت ممكن، التحدي الإسرائيلي واضح المعالم ومعروفة طريقة مواجهته، ونحن كمقاومة نمنح المراهنين على الدبلوماسية وقتا حتى يروا ماذا سينتج عن جهودهم، فحسب تعبير بعض الدبلوماسيين الغربيين الذين التقيناهم ان "اصبروا علينا قليلا"، ونحن نقول سنصبر قليلا، لكن للصبر حدود".

مشغرة

من جهة أخرى، وخلال حفل التكريم الذي أقامه "حزب الله" لاعضاء ماكينته الإنتخابية في البقاع الغربي، في مدينة الحاج رضوان الشبابية والكشفية في بلدة مشغرة، قال النائب رعد: "ان ما نريده في حكومة الوحدة الوطنية ان تتحقق فيها الشراكة الحقيقية الكاملة، فمن يوفر هذه الشراكة نبحث معه في الصيغة".

أضاف: "هناك محاولات تشويش وتعطيل وارباك للرئيس المكلف بتشكيل الحكومة، ونعتقد ان هذه المحاولات هي محاولات خارجية تلقى صدى داخليا وليست محاولات داخلية لها أصداء خارجية، والبعض يريد ان يحصل مكاسب على حساب استقرار شعبنا، والبعض يحاول ان يبتز اطرافا اقليمية أخرى على حساب تسهيل الحكومة في لبنان، نحن نرى ان لا عقبات داخلية حقيقية أمام تشكيل حكومة وحدة وطنية أذا عزمنا جميعا ان نشخص مصلحتنا الوطنية ونرى ان الإستقرار الوطني في المرحلة المقبلة على المستوى الداخلي ولمواجهةالتحديات التي تتربص بنا تستلزم تشكيل مثل هذه الحكومة".

 

سلب سيارة في صوفر مسجلة باسم حاكم دبي والفرار بها نحو البقاع والعثور على سيارة مسلوبة من اوتوستراد جونيه في راس الدكوانة

وطنية - 11/7/2009 اورد المندوب الأمني ل "الوكالة الوطنية للاعلام" الياس شاهين الحوادث الآتية:

- عند الأولى والربع من فجر اليوم وعلى اوتوستراد صوفر، اعترض خمسة اشخاص مسلحين بمسدسات وبنادق رشاشة على متن سيارة رباعية الدفع من نوع "شيروكي" قاتمة اللون مجهولة باقي المواصفات، سيارة من نوع "تويوتا-ليكزوس" بيضاء اللون تحمل اللوحة 999/دبي كان يقودها سيف خلفان خرباش (اماراتي الجنسية)، مسجلة باسم حاكم دبي الشيخ حمدان بن محمد راشد آل مكتوم، واجبر المسلحون السائق خرباش على النزول من السيارة وترك محركها شغالا وقام اثنان من المسلحين، على الأقل أحدهما، بقيادة السيارة بسرعة وفر بها شرقا باتجاه البقاع ولم يتمكن المسلوب من معرفة هوية الأشخاص او أي مواصفات لهم بسبب سرعة تنفيذ عمليةالسلب.

- اعترض مسلحان مجهولان كانا على متن سيارة رباعية الدفع من نوع "فورد اكسبلورر" عند السابعة من صباح اليوم سيارة رباعية الدفع من نوع "نيو رانج" بيضاء اللون تحمل اللوحة الرقم 7228/ب صنع 2006 وبقوة السلاح أجبرا السائق اميل شاكر عقيقي على النزول من سيارته وترك محركها شغالا وفر المسلحان بسيارة الرانج تاركين سيارة الفورد على جسر سرايا جونيه. وقد اتصل المسلوب بالرقم 112 حيث تحركت غرفة عمليات جونيه لابلاغ الدوريات بمواصفات السيارةالمسلوبة لتوقيفها. وشاءت الصدف ان يلتقي احد الدراجين التابع لمفرزة سير الجديدة بالسيارة عند ال "سيتي مول" على اوتوستراد ميرنا الشالوحي وقد صدمه سائق الرانج المسلوب بعد محاولة اعتراضه. وتابع السالب طريقه الى اليسار، ودخل منطقة الدكوانه. عندها تحركت دوريات من مفرزة الجديدة القضائية وبدأت بتطويق منطقة الدكوانة وقد أفضى ذلك الى مغادرة السالب سيارةالرانج المسلوبة في محلة رأس الدكوانة هاربا داخل الأحياء السكنية، وقد تم ضبط السيارة وتم استقدام دورية من الأدلة الجنائية وخبراء متفجرات من الشرطة القضائية لتفتيش السيارة. وقد تم العثور على السيارة قرابة الثامنة والثلث أي بعد ساعتين ونصف الساعة من عملية السلب. وفي معلومات خاصة ان السيارة ركنها السالب في منطقة مليئة بالكاميرات ما يساعد على تتبع خطاه لتوقيفه، وسيتم سحب البصمات عن السيارة لمقابلتها ببصمات الأشخاص من ذوي اسبقيات السلب والذي قد يكون نفذ عملية السلب لمعرفة هويته.

اما في ما خص سيارة "الفورد اكسبلورير" تبين انها وبعد مراجعة مصلحة تسجيل السيارات تخص المواطن جان يوسف شاكر وكان ادعى فقدانها من امام منزله في محلة بدارو وستسلم له بعد ان يقدم اوراقه الثبوتية التي تؤكد امتلاكه لسيارة الفورد. وفي المجال عينه تقوم عناصر المفرزة القضائية في الجديدة على رصد عدد من الكاميرات المثبتة في منطقة رأس الدكوانة في محاولة لمعرفة مواصفات السالب ، وما اذا كان من ذوي الأسبقيات الجرمية في السلب للبحث عنه وذلك بناء لإشارة النيابة العامة.

- اظهرت التحقيقات التي اجرتها الشرطة القضائية بعد حادثة ميروبا التي قتل فيها أحد السالبين وجرح آخر وتوقيف الثالث، انه فيما خص علي حسن سيف والدته ساميا من مواليد حربتا 1986 رقم السجل 16 ولدى تفتيش ثيابه تبين انه يحمل اخراج قيد مزورا باسم عباس حسن سيف الدين وهو من مواليد 1984 اي اكبر بسنتين لان هذا الاخير غير مطلوب، فيما القتيل مطلوب بأكثر من عشرين مذكرة توقيف وخلاصة حكم وهو من أحد كبار تجار مروجي المخدرات واحد كبار السالبين للسيارات، وكان آخرها حادثة سلب سيارة "الجيب انفينيتي" من منطقة الدكوانة فجر امس والتي قتل بداخلها بعد سلبها في محلة ميروبا، وكان رمى قنبلة باتجاه قوى الأمن لكنها لم تنفجر بسبب عدم نزع حلقة الأمان منها.

وقد حضرت اليوم شقيقة القتيل لتسلم جثته وأكدت على هويته، وهذا ما تطابق مع بصماته التي تحتفظ بها الشرطة القضائية بعد ان كان موقوفا بجرم الإتجار بالمخدرات في وقت سابق.

 

الشيخ قاسم في احتفال ذكرى ولادة الامام علي في الغبيري: المعارضة متماسكة وقادرة على المساهمة الفعالة في مستقبل لبنان

نحن لا نريد أن نعتدي على أحد ولكن لا نقبل أن يعتدى علينا

وطنية - 11/7/2009 أقام "حزب الله" بالتعاون مع بلدية الغبيري احتفالا لمناسبة ولادة أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب في منطقة الغبيري.

وتحدث في الاحتفال رئيس البلدية أبو سعيد الخنسا معددا إنجازات البلدية ومنها تلزيم قطعة أرض لمواقف سيارات للمنطقة وبناء مدرستين بالتعاون مع الصندوق الكويتي.

الشيخ قاسم

ثم تحدث راعي الاحتفال نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم عن شخصية الإمام علي في العدل والزهد والشجاعة والقدوة، ثم قال: "اليوم كل العالم يشيد بالانتخابات النيابية في لبنان،الغرب وأمريكا وكل المسؤولين الذين يحضرون إلى لبنان يهنئون لبنان على نجاحه في الانتخابات النيابية، ونقول بأن التهنئة أولا وأخيرا بالانتخابات النيابية هي للمعارضة اللبنانية الشريفة البطلة التي قبلت بالنتيجة على الرغم من كل ملاحظاتها ورضيت أن تلجأ إلى الأساليب القانونية للاعتراض، ولم تتحرك في الشارع، ولم تؤد إلى مشاكل وعقبات في وجه نتائج الإنتخابات، فإذا نجحت الانتخابات في لبنان فببركة المعارضة التي قبلت نتائجها وكانت شريفة في طريقة أدائها".

أضاف:"اليوم نعتبر أن الانتخابات مرَّت وأصبحنا في وضع ما بعد الانتخابات، ولن نتحدث عن الماضي ونعيش مع الأطلال، وإنما نقول بأن هذه الانتخابات أفرزت توازنا سياسيا دقيقا في لبنان، لأن المعارضة شارفت أن تأخذ نصف المجلس النيابي، والموالاة زادت ببعض مقاعد عن النصف، فالتوازن موجود في داخل المجلس النيابي لأنه لا توجد أكثرية كبيرة ولا أقلية مسحوقة، وإنما هناك أكثرية بسيطة وأقلية تقارب الأكثرية ببضع نواب، هذا يعني أن التوازن في البلد لا زال قائما، وعلى كل طرف أن يلتفت إلى كيفية العمل ليأخذ بعين الاعتبار أنه لا يستطيع أن يبني البلد وحده ولا يستطيع أن يستأثر ولا أن ينكر دور وقوة وحضور وشعبية الطرف الآخر بكل الموازين وبكل المعادلات".

وتابع:"نحن كمعارضة مرتاحون على وضعنا تماما، مرتاحون سياسيا ومرتاحون شعبيا، ومرتاحون لكل الخطوات التي يمكن أن تواجهنا في المستقبل ولكل الاستحقاقات التي ستأتي أمامنا، لسنا قلقين ولا متوترين، ولا لاهثين وراء الحقائب، ولا نعيش حالة إرباك ، بل نعتبر أن المعارضة اليوم متماسكة وقادرة على أن تساهم مساهمة فعالة في مستقبل لبنان.

أمَّا بالنسبة للحكومة فنحن قدَّمنا ما علينا، وقلنا بأننا مستعدون للمشاركة بحكومة وحدة وطنية، وتصرفنا بإيجابية كاملة على قاعدة تأكيدنا على المسار السياسي للبنان، وعلى قاعدة أن لبنان في الموقع المقاوم وفي موقع العدو لإسرائيل، وفي الموقع الذي يرفض أن يكون تحت أي وصاية أجنبية كائنا ما كان لغتها أو صفتها أو موقعها، وبالتالي من موقعنا في الاستقلال وفي التحرير نعتبر أننا في حالة مرتاحة ومطمئنة، وننتظر من الرئيس المكلف أن ينهي مشاوراته ليعلمنا بما يمكن أن يفعله، وعندها نعطي أجوبتنا النهائية لأن قاعدتنا أن نعمل كشركاء وهو مسؤول عن أن يقدم الفكرة التي تعزز الشراكة".

أضاف الشيخ قاسم: "نحن رحبنا بالتفاهم العربي العربي، ونعتبر أنه مهم وإيجابي للبنان، سواء كان اسم التفاهم سوري سعودي أو سوري مصري، أو كان اسم التفاهم على مستوى عربي دولي، فليتفاهموا كما يريدون ولكن لا نقبل أن يكون لبنان محطة لبعض المصالح الخارجية، وبالتالي الدول التي تحاول أن تفرض شروطها لتعيق تشكيل الحكومة هي لا تستطيع فرض رؤيتها، ولا تستطيع فرض حلولها لأن شعبنا في لبنان اختار أن يعبر عن نفسه من خلال الانتخابات، وبالتالي ما تتفق عليه الموالاة والمعارضة هو الذي سيكون للبنان، وهو الذي سيؤسس عليه للمستقبل.

لقد سمعتم تصريحات قادة إسرائيل وتهويلهم على لبنان إذا دخل حزب الله في الحكومة،

وتهديدهم لبنان بأنهم سيضربونه وسيحملونه المسؤولية، لكن إسرائيل عاجزة ومكشوفة".

وتابع:"اليوم هم يتباهون بأنهم يدافعون عن أنفسهم أمام ما قاله عنهم سيد المقاومة سماحة السيد حسن نصر الله(حفظه الله) " إن إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت" هم يحاولون استعراض العضلات ليقولوا: لا، نحن لسنا كذلك. نعم، هم أوهن من بيت العنكبوت وهم مكشوفون أمام العالم، ومهما تترسوا بأسلحتهم وإمكاناتهم فإنهم لا يستطيعون فرض شروطهم علينا، نحن نختار إذا كنا نريد أن نكون في داخل الحكومة أو خارجها، الشعب اللبناني يختار ما الذي يريده، وبالتالي لا محل لإسرائيل لا في سياستنا ولا في أرضنا ولا في مشروعنا ولا في مستقبلنا، ونحن جاهزون وبالمرصاد خاصة أننا استطعنا كمقاومة بعد جهد كبير بالتعاون مع الجيش والشعب اللبناني أن نحول كل لبنان إلى مواجه وعدو مع إسرائيل ، فإسرائيل اليوم هي عدو كل اللبنانيين من دون استثناء، تذكروا في فترة من الفترات استقطبت إسرائيل جماعات من لبنان وكانوا عملاء لها، واستقطبت جواسيس وكانوا عملاء لها، انتهى زمن العملاء وخرج منهم من خرج، وترك منهم من ترك، ثم انكشف الجواسيس الواحد بعد الآخر لتسقط منظومة الاعتداء الإسرائيلي بالتجسس والعمالة، وهذا يبيِّن ضعف إسرائيل أمام قوة لبنان وجيشه وشعبه ومقاومته وهذا سيستمر إن شاء الله تعالى".

أضاف:"لطالما استجدى بعض اللبنانيين قرار الأمم المتحدة 425 لتحرير الأرض، فلم تتحرر الأرض إلاَّ بيد المجاهدين ودمائهم وسواعدهم، فخرجت إسرائيل ذليلة تبكي على الأطلال ويبكي معها الغرب وأمريكا وكل من ساندها من الدول الكبرى، لا لم نلجأ إلى أحد ليعطينا حقوقنا، سنقف ونصرخ وندافع ونتحدى لنحصل على حقوقنا، نحن لا نريد أن نعتدي على أحد ولكن لا نقبل أن يعتدى علينا.

إسرائيل اليوم تهدد، تهدد من؟ تهدد أصحاب الأرض ، تهدد المقاومة، تهدد الشعب الأبي، هذه التهديدات تظهر إجرام العدو الإسرائيلي، وللأسف مجلس الأمن في حالة سبات عميق، والدول الكبرى تساند العدوان والغصب الإسرائيلي، ماذا فعلت الدول الكبرى ومجلس الأمن بالخرق اليومي للقرار 1701 علنا وجهارا بالطيران الإسرائيلي الذي يخترق الأجواء، لم تفعل شيئا كل هذه الدول لأنهم يؤمنون بمطالب إسرائيل واعتداءاتها ولا يؤمنون بحقوقنا، إذا من الذي يعيدها؟ نحن الذين نعيدها إن شاء الله تعالى، كما انتصرت المقاومة فحررت في أيار سنة 2000 وتحدت وصمدت وطردت إسرائيل في تموز 2006، إن شاء الله ستبقى عنوانا للدفاع البطولي لكل صاحب ضمير وعزيز في لبنان".

وختم الشيخ قاسم:"لاحظوا اليوم في العالم ، التسوية التي تتحدث عنها أمريكا اليوم هي إيقاف بناء المستوطنات لمدة ثلاثة أشهر مقابل التطبيع مع العرب، يريدون إنهاء القضية الفلسطينية بإيقاف بناء المستوطنات ثلاثة أشهر! على أن يبقى بناء 2500 بناية مستمرا، ما هذه التسوية ! أي دولة فلسطينية يريدون إعطاءها للفلسطينيين! فحل الدولتين حسب إسرائيل: دولة يهودية يعني طرد العرب من أراضي 48، ولدولة فلسطينية لا حدود لها ولا سلاح فيها ولا ماء، إنما مخيم كبير تحت رحمة إسرائيل، ما هذه الدولة التي يعدون الفلسطينيين بها؟ إذا هناك خطر كبير ومشروع خطير يجب أن لا نقبل، على العرب أن ينتبهوا ، وليعلموا أن لديهم قوة في المقاومة في لبنان وفي فلسطين، نقول بكل وضوح: كل المؤشرات تدل اليوم أن أوباما هو في المسار السياسي لجورج بوش المقبور، لن يتغير علينا شيء ولكن الفرق أن بوش يكثر في الكلام أمَّا أوباما يعمل على "الناعم" ، ولكن إذا راقبنا المسار السياسي، فالمسار السياسي لأوباما هو كالمسار السياسي لبوش تماما فيما يتعلق بالنظرة إلى القضية الفلسطينية وكيفية متابعتها، لذلك أمامنا وضع صعب ومعقد علينا أن ننتبه وأن نبقى متكاتفين".

 

العماد عون عرض مع وزير الخارجية الفرنسية الاوضاع العامة

كوشنير: هناك عائقان امام تشكيل الحكومة "الثلث المعطل" و"الطائفية"

وطنية - 11/7/2009 التقى النائب العماد ميشال عون صباحا في دارته في الرابية، وزير الخارجية الفرنسية برنارد كوشنير، يرافقه النائب جيرار بابت، مستشاره للشرق الاوسط كريستوف بينو، مدير قسم الشرق الاوسط في الخارجية باتريس باولي، السفير الفرنسي في لبنان اندريه باران بحضور النائب سيمون ابي راميا والمسؤول عن العلاقات الدبلوماسية في "التيار الوطني الحر" ميشال دو شادارفيان.

بعد اللقاء الذي دام ساعة قال كوشنير مختتما زيارته الى لبنان ومتوجها الى سوريا: "لقد تحدثنا في نتائج الانتخابات وقد توصلنا الى خلاصة اتخذنا منها العبر، وصراحة أقدر طريقة التفكير والمنطق التي يتحدث بهاالعماد عون وفريقه وهو منطق يراد به ان يصل الى ديمقراطية حديثة، ومن خلال كل التحاليل التي سمعتها من كل الافرقاء السياسيين، لا أرى عوائق مهمة امام تشكيل الحكومة سوى "الثلث المعطل" والتعلق الشديد "بالطائفية"، ستقولون لي ان هناك عائقين وانا اوافقكم، ولكن اعتقد انه ومن خلال تجربتي، ارى انه في الايام المقبلة، هناك تفاؤل وآمل ان يتم التفاهم على حكومة وحدة وطنية. فالجميع يبحث عن الوحدة الوطنية وهذا تطور كبير، حتى ولو ان التفاصيل لم تحل وان الطرفين لا يزالان تحت تأثيرات البلاد المجاورة" . اضاف:" اليوم سأذهب الى الشام لاساهم في اجتماع السفراء الفرنسيين في المنطقة، وهذا الاجتماع سوف يعقد في بيروت المرة المقبلة، فهم يغيرون مقرهم عند كل اجتماع. لقد سمينا سفراء جدد شباب في كل المنطقة، وأردنا من خلال حركتنا الديبلوماسية ان نغير سفراءنا في المنطقة وكلهم شباب ونتمنى ان نرى في هذه المرحلة المهمة تغيرا جذريا في حركتنا الديبلوماسية، وسوف نضع مع السفراء القدامى والجدد برنامجا ديبلوماسيا متطورا وجديدا يعمل على الارض مع متطلبات الناس" .

سئل: ما هي الانطباعات التي ستحملها معك الى الشام في ما خص الوضع اللبناني؟.

أجاب:" كانت الانتخابات في لبنان غير واقعة منذ سنتين والنتائج مقبولة من كل الاطراف، هذا تطور جيد، اما في ما خص تأليف الحكومة، اذا تألفت وهذا أمر غير اكيد لغاية اليوم، فسيكون تطورا حقيقيا منذ 5 سنوات، وايضا سنرى ديمقراطية على الطريقة اللبنانية التي ستعطي دروسا للبلدان المجاورة التي لم تجر انتخابات. انا لست مسؤولا لا عن الطائف، ولا عن الدستور، ولا عن اتفاق الدوحة بالرغم من مشاركتنا فيهم. ولكن ما نحاول القيام به وما حاولنا في اجتماع سان كلو ان نقوم بالوفاق ولم ندخل بالتفاصيل. وكنا نعتقد ان الانتخابات لن تحصل، كان هناك فترة قطيعة، انا لست لبنانيا، ولكن اقترح انه اذا قام الافرقاء باتفاقات حول مشاريع سياسية وليس على عناوين، فسوف يكون هناك تطور في البلد وانا متفائل بذلك" .

واشار كوشنير الى "ان هناك في المنطقة أخطارا، وحتى انزلاقات، والى ان الحوار قد بدأ بين سوريا والمملكة العربية السعودية وهذا لم يكن متوقعا منذ سنتين".

ورأى "ان هناك خليطا من اخطار اقليمية، والحوار بين الفلسطينيين والاسرائيليين لا يزال على حاله دون تطور وهناك اخطار كبرى اذا لم تقم الدولة الفلسطينية بالرغم من المشاكل التي تدور حولها من العاصمة القدس واللاجئين، ولكن بوجودها هناك عوائق صغيرة سوف تزال، فرنسا اليوم وبالضبط منذ سنتين تعمل على قيام الدولة الفلسطينية".

سئل: هل بحثت هذا الموضوع مع المسؤولين اللبنانيين لا سيما مشكلة التوطين؟.

أجاب:" اليوم لن نستطيع ان نطرح كل الطروحات والحلول ولكن العودة الى السياسة والحوار أساسي، يجب ان يتوحد الفلسطينيون ونحن لدينا معطيات وطروحات مصرية، انتم تعرفون اننا نعول على الطروحات المصرية، ومصر تعدنا انه قبل آخر الشهر يمكن ان يكون هناك اتفاق تمهيدي ما بين السلطة الفلسطينية وحماس، ولكن هناك أولوية لا سيما انه يجب ان تعترف المجموعة الدولية بقيام دولة فلسطينية وان تعطيها الدعم لتطورها، لا سيما الضمانات لوجودها، ونحن نعرف ان المجموعة الدولية تريد هذا الامر. تعرفون ايضا ان هناك مؤتمر باريس مقترح من فرنسا وهو سيضم بعض هذه المشاكل في سبيل حلها، ولكن سوف نخطو خطوة خطوة لنصل الى ما نصبو اليه ".

 

مستشار رئيس حزب الكتائب البنانية ورئيس تحرير جريدة العمل جوزف ابو خليل عبرMTV

رفض مستشار رئيس حزب الكتائب البنانية ورئيس تحرير جريدة العمل جوزف ابو خليل عبرMTV أن يذهب الرئيس المكلف إلى سوريا قبل تشكيل الحكومة وشدد على ان موقع رئاسة الجمهورية يجب ان يكون موقعا للحسم داخل النظام اللبناني. واكد ضرورة ان يكون رئيس الجمهورية قويا ويملك الصلاحيات وقال:" ان هناك شعورا عند الجميع بالحاجة الى رئاسة جمهورية لها وزن ولنهم لا يريدون تعديل الدستور ولا المس باطائف لذلك هناك بحث عن بديل الذي قد يكون اعطاء الرئيس عددا معينا من الوزراء داخل الحكومة ليقدر ان يوصل صوته عبرهم". ولفت الى ان الاكثرية تريد تعزيز موقع رئاسة الجمهورية وصلاحياتها الا انه اشار الى ان البحث في حصة رئيس الجمهورية داخل الحكومة العتيدة امر سابق لاوانه معتبرا ان مجلس الوزراء لا يشكل بديلا عن الرئاسة. وحذر ابو خليل من ان البلد لا يزال رهينة السلاح والنفوذ السوري والايراني والسلاح الفلسطيني لافتا الى سعي اقليمي ودولي ومحلي ليستعيد لبنان سيادته واستقلاله كاملين. وطالب بحلّ للوجود الايراني المسلّح على الاراضي اللبنانية من خلال حزب الله ولاحظ ان هناك امورا كثيرة لا تزال عالقة بين لبنان وسوريا داعيا الى البقاء متيقظين للمصالح الدولية. واعتبر في الاطار عينه ان ملف العلاقات اللبنانية السورية ليست بيد السفير السوري مستغربا غيابه عن الانظار.

وعن لقاء بنشعي بين النائبين سامي الجميل وسليمان فرنجية، اوضح ابو خليل ان فكرة اللقاء كانت موجودة منذ سنة لكنها تأجّلت بسبب الاحداث الدامية بين القوات والمردة في الشمال.

وقال:"ان المسيحيين لا يقبلون ان يكونوا قبيلة واحدة ولا احد يستطيع الادعاء انه يمثّل المسيحيين وحده". وشدد على ان الكتائب كانت في الماضي ولا زالت وستبقى مع رئيس الجمهورية والجيش والقضاء لانها مواقع تحفظ الدولة والوجود المسيحي محذرا من ان لبنان يسقط في حال دمّرت هذه الضمانات الثلاث.

 

الوزير كوشنير غادر الى دمشق 

١١ تموز ٢٠٠٩ /وكالات

غادر عند الحادية عشر والنصف من قبل ظهر اليوم مطار رفيق الحريري الدولي، وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنير متوجها الى دمشق، بعد زيارة الى بيروت أجرى خلالها محادثات ولقاءات مع عدد من المسؤولين اللبنانيين وممثلين عن الموالاة والمعارضة، كان آخرها صباح اليوم مع النائب مروان حمادة والعماد ميشال عون .وكان في وداع الوزير الفرنسي في صالون الشرف في المطار السفير الفرنسي في لبنان اندريه باران ومعاون مدير المراسم في وزارة الخارجية والمغتربين قبلان فرنجية ومسؤول الاعلام في السفارة الفرنسية فرنسوا ابي صعب. ولم يدل الوزير الفرنسي بأي تصريح في المطار. 

 

تقرير غربي: الأسد خسر معركة الهيمنة على لبنان

المصدر : الوطن الكويتية/١١ تموز ٢٠٠٩

ذكر تقرير دبلوماسي اوروبي «ان النظام السوري خسر معركة استعادة هيمنته على لبنان التي خاضها طيلة السنوات الاربع المنصرمة بواسطة حلفائه بشكل متواز مع خسارة حليفه الايراني محمود أحمدي نجاد هو الاخر معركته مع شعبه امام التيار الاصلاحي الذي يقوده مير حسين موسوي ومهدي كروبي ومحمد خاتمي».

وقال التقرير ان الرئيس بشار الأسد «فشل في انهاء الحماية العربية والدولية للبنان المستقل»، مشيرا الى ان الاتصالات الدولية والانفتاح الاوروبي والامريكي النسبي على دمشق يتم على اساس وقف التدخل السوري السلبي في الشؤون اللبنانية. وشدد التقرير ان الرئيس الاسد ينبغي ان يقتنع بأنه لم يعد قادرا بواسطة ممارسته الضغوط المختلفة واستخدام حلفائه على تغيير موازين القوى السياسية والشعبية لمصلحته، وضرورة ان يتقبل فكرة لبنان المستقل وان يتعايش مع هذا الواقع الجديد. ووفقا للتقرير فإن الدول الغربية والعربية الكبرى تعمل بجدية من اجل تشجيع البلدين على اقامة علاقات طبيعية واحترام متبادل لمصالح الطرفين وعلى اساس المساواة والندية، واحترام الاسد لارادة الشعب اللبناني الذي اختار الاستقلال وتياره في انتخابات حرة وديموقراطية. وقال التقرير ان المحك الاول للتغيير المنتظر في الموقف السوري من لبنان هو قبول دمشق بتشكيل حكومة وحدة وطنية بمشاركة المعارضة ولكن من دون ثلث معطل وتشجيع حلفائه على عدم الاصرار على هذا الشرط للدخول في حكومة وفاق وطني.

المصدر : الوطن الكويتية

 

ديبولماسي رفيع لـ"اللواء": القرار الظنّي للمحكمة الدولية في غضون 3 أسابيع 

المصدر : اللواء /١١ تموز ٢٠٠٩

نقلت صحيفة "اللواء" عن ديبلوماسي رفيع اعتقاده أن "حزب الله"، الذي يجيد القراءة بين السطور العربية عمومًا وبين السطور السوريّة تحديدًا، تعزّزت لديه القناعة بأن الوحدة الوطنية وتماسكها وتضامنها حوله وحول خطابه ومهمته هي التي تحمي المقاومة وكوادرها، لا منطق الصفقات الايرانية الأميركية او السورية الاميركية. وتحدث الديبلوماسي عن ترقّب الحزب لمآل مسار المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، في ضوء التسريبات والمعلومات التي تصل بالتواتر الى بيروت، وليس ما نشرته "دير شبيغل" الألمانية قبل شهر ونيف عن سيناريو القرار الظني والمعطيات التي صارت في عهدة المدعي العام الدولي سوى جزء يسير مما يتم التداول به في دوائر مغلقة عن قرب صدور القرار الظني في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري وعن مرتكزات هذا القرار لجهة الادلة والتحليل الجنائي والاستخباري والامني.

وتوقف الديبلوماسي عند ما أُشيع أخيرًا من ان القرار الظني سيصدر في غضون 3 اسابيع وليس في مطلع السنة المقبلة، فأشار الى ان بعض المعطيات "غير الموثقة" التي وصلته ترجّح ان يصدر هذا القرار في غضون اسبوعين الى ثلاثة. ولفت الى ان ما تسرّب اليه عن مضمون هذا القرار يشبه رواية "دير شبيغل". وأظهر الديبلوماسي حرصًا على عدم تبنّي ما ورد اليه من معلومات، وذهب الى حد القول انّه يعجز عن تأكيد صحتها، لكنه يلج من هذا الباب المعلوماتي ليصوغ تحليلاً شخصيًا عن مجموعة من المعطيات تتقاطع عند المحكمة الدولية.

وقال الديبلوماسي: "لم يتوقف أحد بتمعّن عند الربط الذي اورده مكتب المدعي العام الدولي دانيال بلمار، في بيانه الاخير، بين تلقيه العلاج في كندا وبين تزخيم اجراءات التحقيق، كما أن استحضار بعض المعارضة، وخصوصًا المقرّبين من الحزب ومن دمشق، الهجوم على المحكمة الدولية من دون مناسبة، وعلى رغم ابتعاد بلمار عن الصورة منذ التقرير الفصلي الأخير مؤشرُ في حد ذاته، خصوصًا ان الهجوم تركّز اكثر من مرة على شخص المدعي العام عبر اتهامه بالعمالة وبأنه وجه آخر لمخطط استكمال حرب تموز 2006، وبأنه اسوأ وأخطر من ديتليف ميليس".

وأضاف الديبلوماسي: "إن تعليق مسار التفاهمات العربية في الايام الخمسة الفائتة قد يكون مجرّد اجراء موقت يتعلق بالملف اللبناني حصرًا، وهو جزء من العناوين المطروحة، وخصوصًا في الحوار السعودي السوري، لكنه ايضا قد يكون ناتجًا من المعلومات ايّاها عن قرب صدور القرار الظني، ما يعني ان عواصم معينة من بينها دمشق والرياض باتت في الصورة العامة لما يحضّر على هذا المستوى، فإمّا ان تكون الخطوة الى الوراء في هذا المسار مقصودة، بحيث تتيح للعاصمتين وضع تقويم مناسب في ضوء ما سيستجد على مستوى المحكمة، وإمّا ان تكون الرياض قد رمت من خلال التقارب السريع الذي حاكته مع دمشق، راغبة في تطويق اي احتمالات خطرة يجلبها القرار القضائي الدولي على من سيشمله الادعاء، وتاليًا تكون دمشق وحلفاءها لم تستنفد من فرصة لا تفوّت عرضتها الرياض لتفادي المأزق الذي قد ينتظرها".

وتابع الديبلوماسي عينه وفق "اللواء": "إن المخاطرة الأمنية التي أوجبت على الامين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصر الله زيارة دمشق، لا ترتبط حكمًا بتقويم الوضع اللبناني في ضوء النتائج الانتخابية، وإلا كان يمكن للحزب الاكتفاء بالتقويم الذي أجراه في دمشق قبل أيام من زيارة السيد نصر الله، معاونه السياسي حسين خليل. وينطبق هذا التحليل على زيارة رئيس مجلس النواب نبيه بري لدمشق، خصوصا انه سبق ان اوفد معاونه السياسي النائب علي حسن خليل للغرض الانتخابي عينه. كما ان استقبال الرئيس الاسد اللواء جميل السيد قد لا يكون مجرّد استقبال بروتوكولي تكريمي للرجل، وإلا لماذا تعميم خبر الزيارة، ولماذا لم يشمل البروتوكول والتكريم الضباط الثلاثة الآخرين او أحدهم؟".

ورأى الديبلوماسي أن "الاستدارة وإعادة التموضع الذي ينفذه (النائب) وليد جنبلاط، معطوفتين على موقفه من تقرير "دير شبيغل" ووصفه إيّاه بـ "بوسطة عين رمانة جديدة"، قد يكون في سياق إلمام جنبلاط ببعض ما يحضّر له على مستوى المحكمة الدولية. لذا هو أراد بسرعة بعد الانتخابات تجاوز تداعيات السابع من أيار، عبر لقائه بالسيد نصر الله ومن خلال الجهد الكبير التي تبذله اللجان المشتركة بين حزب الله والحزب الاشتراكي لتجاوز تداعيات السابع من ايار ولمعاودة وصل ما انقطع اجتماعيا واقتصاديا بين قرى عاليه الدرزية وجوارها الشيعي"، وأبدى الديبلوماسي اعتقاده ان "جنبلاط بذلك أراد غسل يديه من أي امور تتعلق بالقرار الظني بانت تباشيرها في تقرير دير شبيغل".

كما رأى أن "البطء في المسار اللبناني لتشكيل الحكومة قد يكون هو الآخر عائد الى انتظار التطورات القضائية المرتقبة"، مع تشديد الديبلوماسي على ان نفرًا قليلاً من المسؤولين اللبنانيين ومن المعنيين بالمحكمة قد يكون على اطلاع على ملامح من التحضيرات القضائية. ووضع الديبلوماسي سيناريو استشرافيًا لما قد يكون عليه موقف "حزب الله" وحلفائه ودمشق في حال حلَّ ما هو ليس في الحسبان.

فقال الديبلوماسي: "لن يتجاوب الحزب مع أي طلب للتحقيق مع كوادره، وسيستحضر الحزب مسألة توقيف الضباط الاربعة والخطاب الشهير لأمينه العام الذي اعلن فيه رفضه أي انصياع او تجاوب مع ما قد تطلبه المحكمة الدولية، ليشن هجومًا عنيفًا عليها بإعتبارها مؤامرة إسرائيلية اميركية ترمي الى استكمال عدوان تموز والحرب المستمرة على محور المقاومة والممانعة. ولن يقبل "حزب الله" من حلفائه كما من مختلف التلاوين السياسية، بما فيها تيار "المستقبل"، أقل من شجب ورفض وادانة الاتهام الدولي. وسيسعى الحزب بكل ما أوتي من زخم وحنكة وقدرة إقناع، لتزخيم ولادة الحكومة، بإعتبار ان استباق احتمال صدور القرار الظني سيوفّر له فرصًا افضل بالنسبة الى تحقيق مطالبه، كما بالنسبة الى محتوى البيان الوزاري وخصوصًا في ما يتعلق بسلاح المقاومة وبالموقف الرسمي من المحكمة. كما انه في استطاعته، كموقف استباقي، تحسين بعض العبارات والإلتزامات، وخصوصا في ضوء المذكرة التي وقّعتها وزارة العدل مع مكتب المدعي العام الدولي، والاتيان على ذكر سابقة الضباط الأربعة منعا لتكرارها". وأكد الديبلوماسي أن "حزب الله" يعتقد ان مشاركته في حكومة وحدة وطنية تبصر النور قبل صدور أي قرار دولي، تحميه وتقيه شرّ ما يحضَّر له، بإسم التضامن الحكومي في اضعف الايمان.

 

فتفت: لا أعتقد أن الرئيس المكلف يقبل بأن يأتي الخاسر في الانتخابات وزيراً

المصدر : LBC /١١ تموز ٢٠٠٩

  اعتبر عضو تكتل "لبنان أولاً" النائب أحمد فتفت أن "المعارضة أدركت أن الثلث المعطل لم يلقَ تجاوبًا عند الشعب"، وقال: "لم نسمع في تصريحات حركة "أمل" و"حزب الله" أي تطرق إلى هذا الموضوع وحتى أن رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون لم يطالب به إلا تحت غطاء النسبية، ولم يعلن أحد من أقطاب المعارضة تمسكّه بهذا المطلب إلا رئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية". وأوضح فتفت في حديث تلفزيوني أن "مَن يريد أن يقبل بنتائج الإنتخابات عليه أن يقبل مفاعيلها"، نافيًا وجود اتجاه نحو تشكيل حكومة للأكثرية فقط "لأننا ندرك ما يجري في لبنان وندرك الوضع الذي خرج منه لبنان، ولا نريد الذهاب نحو المزيد من التوتر". وتابع: "لا أعتقد ان الرئيس المكلَّف يقبل بأن يأتي الخاسر في الانتخابات النيابية وزيراً، والعرف في لبنان لم يلحظ في اي حكومة أتت مباشرة بعد الانتخابات أن أتى إليها وزراء سقطوا في الانتخابات". وإذ أشار إلى أن صيغة 10 ـ 16 ـ 4 مقبولة للجميع، اعتبر فتفت أنّها الأفضل، مؤكدًا أن "الرؤساء متفاهمون وكل ما يتسرب في الاعلام ليس له صلة بالواقع". وردًا على سؤال، أجاب فتفت: "قوى 14 آذار باقية ووليد جنبلاط لا يزال من ضمنها"، داعيًا إلى "تشكيل خط عربي شامل وموحد المواقف لناحية القضية الفلسطينية".

 

إتصالات بين بيروت وعمان لاستيضاح دوافع إطلاق شعبان

GMT 6:00:00 2009 السبت 11 يوليو

 عامر الحنتولي / ايلاف

عامر الحنتولي- إيلاف: فجر قرار الرئيس اللبناني ميشال سليمان العفو عن سجين لبناني هو يوسف شعبان غضبا واسعا في الشارع الأردني دفع نوابا ووسائل إعلام أقطاب عشيرة أردنية كبرى الى مطالبة الحكومة الأردنية بالتدخل الفوري والعاجل لدى الحكومة اللبنانية بغية استيضاح دوافع إطلاق السجين اللبناني الذي كان قد اشترك في العام 1993 باغتيال الدبلوماسي الأردني نائب المعايطة السكرتير الأول وقتذاك في السفارة الأردنية في العاصمة اللبنانية بيروت، إلا أن الحكومة الأردنية اكتفت حتى الآن بتفويض السفير الأردني في بيروت زياد المجالي الإتصال مع الحكومة اللبنانية في محاولة لفك طلاسم تلك الدوافع المفاجئة، علما أن الحكومة الأردنية لم تطالب أساسا عبر جهازها القضائي بمحاكمة شعبان الذي خطط فقط لجريمة الاغتيال ولم يشترك في التنفيذ الذي كان قد أشرف عليه متهمان فلسطينيان كانا يتبعان القيادي الفلسطيني أبونضال البنا المنشق وقتذاك عن حركة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات. ومنذ أن نقلت وكالات الأنباء قرار الرئيس سليمان بالعفو عن السجين شعبان حتى انتفض الأردن على مستوى النواب والصحافة وعشيرة الدبلوماسي المغدور لمعرفة الدوافع فيما تساءل كاتب عمود أردني كبير بوزن سميح المعايطة عن الدافع الحقيقي وراء قرار العفو الرئاسي الخاص، متسائلا في مقال غاضب عن الجهة التي طالبت بتحرير القاتل، ومصلحة القيادة السياسية اللبنانية في إطلاق سراح السجين المتهم باعترافه بالاشتراك في الجريمة التي تخص الأردن الذي كان مستهدفا من عملية الاغتيال وفقا للمعايطة الكاتب الذي أشار الى إمكانية هضم مسألة العفو الرئاسي لو إنه كان عفوا عاما شمل شعبان، إلا أن العفو كان خاصا في إشارة ضمنية من الكاتب الأردني الى وجود دوافع غامضة كمنت وراء القرار اللبناني الذي بقي حتى ساعة متأخرة من ليل أمس بلا أي توضيحات أو تبريرات لبنانية.

وبحسب معلومات "إيلاف" فإن القيادة السياسية الأردنية التي أحيطت علما بالإفراج عن السجين اللبناني لن تبالغ بالاستيضاح عن الدوافع، بل ستكتفي بإرسال رسالة عتب سياسية مع سفيرها في بيروت الى القيادة السياسية اللبنانية من أن قرارها لم يخضع للدراسة المستفيضة، ولم يجامل الأردن البلد الذي ساند لبنان علنا في السنوات الأخيرة، كما أنه- أي لبنان- غض النظر عن البعد الإنساني للمسألة المتمثل في ألم عشيرة أردنية قتل ابنها ظلما على الأرض اللبنانية فيما كان يقوم بواجبه الدبلوماسي تدعيما لأواصر العلاقة بين عمان وبيروت.

ووفقا للمعلومات ذاتها فإن عمان لا تعتقد أبدا بوجود أي دوافع غير مريحة كمنت وراء قرار سليمان المقرب جدا من القيادة السياسية الأردنية، إذ زار الأردن في شهر نوفمبر تشرين الثاني الماضي، في حين كان زارها مرارا من قبل على نحو علني وغير علني حين كان قائدا للجيش في بلاده في المرحلة التي سبقت إنتخابه رئيس لبنان قبل أكثر من عام، وسط تأييد أردني للجنرال، كما أن رئيس الحكومة اللبنانية المكلف سعد الحريري هو الآخر مقرب جدا من الأمر، إذ قد تكتفي عمان بنيل التوضيحات اللبنانية لا أكثر ولا أقل على اعتبار أن الحكومة الأردنية التي تقيم اتفاقات أمنية وقضائية مع نظيرتها اللبنانية لم تطلب أساسا من قبل محاكمة شعبان على أراضيها، أو سجنه الذي تم بناء على تحقيق أردني لبناني سوري مشترك عام 1993، إذ أعدمت عمان في عامي 2002 و2003 من قاما بتصفية الدبلوماسي المعايطة بعد أن ثبت لها ضلوعهما المباشر في عملية الإغتيال.

 

إيران من تصدير ثوراتها الى تعميم أزماتها

 التاريخ: ١١ تموز ٢٠٠٩ /موقع تيار المستقبل

 تساءلت أوساط متابعة للملف الإيراني عن مدى إرتباط الأحداث الأخيرة، التي جرت في إيران إثر نتائج الإنتخابات الرئاسية، مع تشكيل الحكومة اللبنانية، وهل من أثر سلبي على لبنان؟ مصادر مطلعة ترى أن الوضع في ايران لا يبدو انه يتجه نحو التهدئة الكاملة، نظراً لأسباب رئيسية عدة، اولها ان الصراع تجري احداثه في بيت النظام، وعليه فان تصفيته لن تكون بالامر السهل لانه يحتاج لعملية جراحية يتم فيها استئصال اجزاء من داخل القلب الذي ينبض منه نظام الملالي في ايران.

أما السبب الثاني فيعود الى القلق من اتخاذ قرار بإجراء عملية جراحية من هذا النوع، خوفاً من انتقال عدوى الصراع الى اطراف الذراع الأمنية المنفذة.

ولم تسقط المصادر من حساباتها السبب الثالث وهو ان ايران كانت تخطط لان تكون ولاية احمدي نجاد الثانية فترة لالتقاط الانفاس الاقتصادية، عبر وقف التدهور الاقتصادي عند حد معين والانطلاق من أجل ترميم الوضع إذا ما امكن. وتصبح إيران مرشحة لمواجهة ازمة سياسية طارئة في صلب النظام، وأخرى اقتصادية كامنة ومستعصية.

إثر ذلك، يكون الحل الأمثل لإيران بالإنتقال من مفهوم تصدير الثورة الايرانية الى مفهوم تصدير الازمة الايرانية الى الخارج، ومن مفهوم تصدير نموذج النظام الى تصدير ازمة النظام، والساحات الاكثر تأثراً باتباع طهران لهذا المفهوم هي لبنان. وترد المصادر تأثر لبنان بهذا السيناريو الى وجود نموذج في لبنان مؤيد لجناح علي خامنئي - نجاد في ايران، وهو بهذا المعنى يعتبر طرفاً في الصراع الايراني الداخلي ، ومن هنا فان مهمة هذا الحليف سيطرأ عليها تغيراً في نوعيتها، فمن مساندة ايران في ملفاتها الخارجية الى مساندة جناح السلطة الايرانية في صراعها الداخلي. ويمكن ترجمة هذا التحول عملياً في الوظيفة من خلال توفير ظروف مقايضة بين ايران والمجتمع الدولي في ساحات معنية مطلوب منها التهدئة لاسباب تتصل بتحقيق انسحاب اميركي سلس من المدن العراقية، وذلك عبر خلق تعقيدات فيها ليتم مقايضة ايجاد حلول لها بعدم دعم المجتمع الدولي لحركة المعارضة الايرانية.

وتقول هذه المصادر ان عملية تشكيل الحكومة في لبنان قد تكون احدى الاهداف التي ستقصدها ايران للاستثمار فيها عبر ادخالها بأزمة مفتلعة.

ومن السناريوهات المحتملة الحدوث ان تحاول طهران وضع عراقيل بوجه المشاورات الحكومية للرئيس المكلف بغية اطالة فترة التأليف وتتحول عملية تشكيل الحكومة الى نوع من الاستعصاء لولادتها. وتذهب المصادر الى أعمق من ذلك، وتشير الى دفع لبنان لعنوان ساخن خلال الفترة المقبلة المنظورة يطغى بفعل تداعياته الخطرة على اولوية ملف تشكيل الحكومة، وهنا يتم اخذ اجواء الحد الادنى من التفاؤل بانجاز التشكيلة الحكومية الى مناخ قاتم مما يعرض البلد لفترة طويلة من الفراغ السياسي والتوتر الأمني.

ويبدو ان لعبة توزيع الادوار في رمي كرة المطالب الحكومية بين اطراف المعارضة هي امر ينم عن احتمال وجود خطة مبيتة للسير في هدف اطالة امد الاستشارات وتحويلها الى عقدة تشكيل حكومي. وبحسب هذه المصادر فان عدم خروج المعارضة على الرأي العام بمطلب موحد من عملية تشكيل الحكومة ، لا يعكس ان اطرافها غير متوافقين بل على انهم متوافقون على اظهار انفسهم كمعارضة بمطالب عدة، وذلك من اجل تصعيب عملية التأليف الحكومي.

 

تباين في "8 آذار" على صيغة المشاركة في الحكومة

التاريخ: ١٠ تموز ٢٠٠٩ المصدر: اخبار المستقبل 

غاب مصطلح الثلث المعطل او الضامن عن أدبيات فريق معيّن في الاقلية عقب الانتخابات النيابية. فبعدما باشر رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري حركة اتصالات ومشاورات لتشكيل حكومة جديدة، خرجت أصوات من فريق "8 آذار" تصر على المطالبة بالثلث المعطل، فيما فضلت أخرى المشاركة على اساس النسبية، أما البعض الآخر فتريث. غير ان رئيس المجلس النيابي نبيه بري قال في حديث لصحيفة الشرق الاوسط: "إن أحداً في المعارضة لم يتحدث عن التمسك بالثلث المعطل، عدا النائب سليمان فرنجية". ففيما اكد فرنجية الاصرار على الثلث الضامن، شدد النائب ميشال عون على عدم الاتيان على ذكر الثلث المعطل مجدداً، مشدداً على أنه لن يكون هناك ثلث معطل، إنما تمثيل نسبي. ويشير النائب السابق سمير فرنجية لاخبار المستقبل إلى ان قوى "8 آذار" تلقت صدمة لم تستوعبها بعد، وهي صدمة الانتخابات، لافتاً الى "ظهور تباين ما في الموقف ما بين سوريا وايران، وهذا ما اكدته تصاريح المسؤولين السوريين الذين قالوا انه لا يوجد تباين في الموقف بينهم وبين المملكة العربية السعودية حول لبنان". ويضيف فرنجية: "هناك ضعضعة فعلية في صفوف المعارضة، ونحن كقوى "14 آذار" مصرون على مسألة قيام حكومة اتحاد وطني". ويرى فريق الأكثرية أن مصطلح الثلث المعطل اصبح من الماضي، لا سيما مع انتهاء مفاعيل اتفاق الدوحة بعد الانتخابات النيابية.

 

سوريا توجّه رسالة انتقاد إلى بان كي مون "لإقحام نفسه في أمور ثنائية بين بيروت ودمشق" 

١١ تموز ٢٠٠٩/وكالات

  وجهّت سوريا عبر مندوبها الدائم في الأمم المتحدة بشار الجعفري رسالة انتقاد شديدة اللهجة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، لما اعتبرته "إقحامًا لنفسه في أمور ثنائية بين لبنان وسوريا، في تقريره العاشر لتطبيق القرار 1701"، مشيرةً في الرسالة إلى أن "القرار المذكور كان يهدف إلى وقف الهجمات الإسرائيلية على لبنان". وأضافت: "لذلك نستغرب زجّ الأمين العام ومبعوثه الخاص مايكل وليامز إسم سوريا في تقريره الحالي، لأنّها غير معنية بالقرار، بل المعني بتنفيذه هو لبنان وإسرائيل".

وتناولت الرسالة التي وّزعت كوثيقة رسمية على أعضاء مجلس الأمن، بالتفصيل تطوّر العلاقة اللبنانية ـ السوريّة منذ القمة التي عُقدت العام الماضي بين رئيسي البلدين والتي تُوّجت بالتبادل الديبلوماسي. وطالبت سوريا الآخرين بعدم التدخل في مسيرة هذه العلاقات وتطوّرها، لأنه يسيء إلى الإنجازات، مؤكدةً أنها ستواصل العمل لدعم وصيانة سيادة لبنان وسلامته الإقليمية، بما في ذلك دعم الحوار الوطني اللبناني. وشددت على أن العلاقات الثنائية لا تدخل في إطار تنفيذ الـ1701، وأن تحديد الحدود وترسيمها يعود النظر فيه إلى السلطات المعنيّة في كل من سوريا ولبنان، لافتةً إلى توجيه رسائل عدّة إلى المنظمة الدولية عن الاستعداد لتحديد الحدود وترسيمها بدءاً من الشمال وصولاً إلى الجنوب على أن تبقى عملية ترسيم الحدود في مزارع شبعا متعذرة بسبب الاحتلال الإسرائيلي. كما جاء في الرسالة السوريّة أن السلاح الفلسطيني مسألة لبنانية فلسطينية بحتة تحكمها بنود اتفاق القاهرة 1969. ورأت دمشق أن إغفال الأمم المتحدة للوقائع يشجع إسرائيل على التمادي في انتهاكاتها بما يهدد سلامة لبنان وأمنه واستقراره جدّياً، مشيرة تحديداً إلى اكتشاف شبكات التجسّس والتخريب.

 

حزب الله "المطمئن"... 

 ميرفت سيوفي:   المصدر : الشرق

 ١١ تموز ٢٠٠٩ /مثلما أكد نائب أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم ارتياحه وتأكده من فوز المعارضة بالأكثرية النيابية في انتخابات العام 2009 التي كان يمسك بملف إدارتها، فكانت النتائج مفاجأة غير سارة، أكد قاسم بالأمس أنهم: "كمعارضة مرتاحون إلى وضعنا تماماً، مرتاحون سياسياً وشعبياً، ومرتاحون إلى كل الخطوات التي يمكن أن تواجهنا في المستقبل والى كل الاستحقاقات التي ستأتي أمامنا، لسنا قلقين ولا متوترين، ولا لاهثين وراء الحقائب، ولا نعيش حالة إرباك"، وهذا الكلام رغم كونه ليس دقيقاً أبداً إلا أنه كلام لا بد منه للاستهلاك المحلي.. ومحاولة الحزب رسم صورة ثقة مفرطة ومطمئنة، تشبه تماماً حالة الثقة المفرطة قبل الانتخابات النيابية، ويبدو أن حزب الله يصر على متابعة سياسة الاطمئنان هذه لأنه غير قادر على إظهار قلقه الحاد من هذه المرحلة لجمهوره المصدوم أصلاً، بصدمتين متتاليتين: الأولى لبنانية والثانية إيرانية، ويبدو أنه قلق وحذر من أن تكون الثالثة على الطريق. وما يزيد من قلق هذا الجمهور، الذي قيل له يوماً أنه موعود بالنصر الدائم، سياق الأحداث العام التي تتأكد يوماً بعد يوم إقليمياً قلقاً أكيداً، خصوصاً في المواقع الإقليمية التي تعتبر بمثابة "أوكسيجين" الحزب للبقاء على قيد الحياة.. فلا الوضع التفاوضي السوري يريحه وهو يراه يكاد يصبح مباشراً، ولا الوضع الإيراني الجديد المنقسم بعد الانتخابات الذي حطّم صورة حاول حزب الله إقناع جمهوره به أولاً واللبنانيين ثانياً، بل حاول فرضها على أنها من المقدسات التي لا تمس في إيران، ففاجأه مشهد الشعب الإيراني الذي كسر هذه الصورة الموهومة، وكشف القمع والعنف عن وجه "ديكتاتورية" مقنّعة بقناع ديموقراطية "انتخابات شكليّة" بنتائج مقررة سلفاً وتُفرض عند الضرورة بقوة السلاح والاعتقال والمحاكمة والقمع!!

قد يكون أكثر ما يثير من علامات استفهام حقيقية، هذا التفسير المغلوط الذي يحاول حزب الله فرضه بحسب ما يريد هو أن يفسّر به معنى "الأكثرية" و"الأقلية" فاخترع لنا تفسيراً مخالفاً لطبيعة "الرياضيات" أو أبسط العمليات الحسابيّة، ويصر الحزب على تكريسها في سياسة الحكم والحكومة؟ قد تكون مشكلة حزب الله الحقيقية أنه يريد الانقلاب على الطائف بهدوء و"عالسّكت" ومن تحت الطاولة، ويريد أخذ لبنان إلى العد المذهبي للطوائف، فالأكثرية بالنسبة له "عدد الطائفة" ليس أكثر، على عكس ما ينص عليه الدستور اللبناني منذ أوقف اتفاق الطائف "العدّ" وتعداد الطوائف في لبنان، ولسنا نفهم لم يصر حزب الله على أن طائفته هي الأكبر عدداً مع أنه مدرك جيداً أن العد عند طائفة ثانية يتجاوز أعداده، ولا نفهم لماذا يريد أن يحول البلد إلى مزرعة تكاثر أرنبي؟!!

عملياً يثير كلام نائب أمين عام حزب الله مخاوف حقيقية بسبب المنطق الذي يحاول الحزب أن يفرضه بالإكراه على الواقع السياسي اللبناني، فالأكثرية البرلمانية في الدستور اللبناني جاءت بسليمان فرنجية رئيساً للجمهورية بأكثرية النصف + زائد واحد.. إلا أن حزب الله المطمئن والذي يسعى إلى دفن خسارته بتفسيرات هي أقرب إلى جهل بأبسط القواعد الديموقراطية التي تفرزها الانتخابات عادة، إذ اعتبر الشيخ نعيم قاسم: "أننا أصبحنا في وضع ما بعد الانتخابات، وان هذه الانتخابات أفرزت توازناً سياسياً دقيقاً في لبنان" وهذا غير صحيح على الإطلاق، فقد أفرزت الانتخابات الأخيرة رابحاً هو الأكثرية، وخاسراً هو الأقلية، وهو حرّ في أن يسوّق لوجهة نظر غير منطقية ولا موضوعيّة عندما يعتبر أن المعارضة شارفت - لاحظوا شارفت هذه - أن تأخذ نصف المجلس النيابي، والموالاة زادت ببعض مقاعد عن النصف - ولاحظوا بعض هذه - وخلص قاسم إلى "ان التوازن موجود في داخل المجلس النيابي لأنه لا توجد أكثرية كبيرة ولا أقلية مسحوقة، وإنما هناك أكثرية بسيطة وأقلية تقارب الأكثرية ببضعة نواب، هذا يعني أن التوازن في البلد ما زال قائماً"!!! طبعاً هذا من أغرب التفسيرات لنتائج الانتخابات النيابية، بل عملياً هو إلغاء لنتائج الانتخابات النيابية، ونسأل: لو فازت المعارضة بمقعد واحد فقط نقلها إلى موقع الأكثرية، هل كان سيُقال الكلام نفسه على نتائج الانتخابات؟ نشكّ في ذلك، ولكن ماذا نستطيع أن نقول إزاء عقلية تمارس السياسية تحت عنوان "إلهي"!!!

أما أغرب ما سمعناه بالأمس، وهو على غير ما ينص عليه الدستور اللبناني من أن الرئيس المكلّف يقدم خلاصة ما توصل إليه من مشاورات استشراف ووقوف على آراء سياسية إلى رئيس الجمهورية تحديداً، ليعرض وبناء على هذه الخلاصات الصيغة الحكومية التي سيعتمدها، فسمعنا من الشيخ نعيم قاسم أنه: "ينتظر من الرئيس المكلف أن ينهي مشاوراته ليعلمنا بما يمكن أن يفعله، ليتكرّم بعدها حزب الله رأس المعارضة بإعطاء أجوبة نهائية، والمقصود هنا استبطان الثلث المعطل الذي بات يستعاض عنه بجملة "تعزيز الشراكة الوطنية"!!

ولم ينسَ الشيخ قاسم أن يذكرنا بأن الحزب حسم ـ وحده ـ موضوع "المسار السياسي للبنان" بل وحدده ووضع له قاعدة ثابتة - وحده - مقرراً بموجبها تحويل لبنان "ساحة حرب، تحت عنوان: " أن لبنان في الموقع المقاوم ـ وربما قصد الممانع ـ وفي موقع العدو لإسرائيل - وهذا أمر حسمه الدستور اللبناني - وأن لبنان في الموقع الذي يرفض أن يكون تحت أية وصاية أجنبية كائناً ما كانت لغتها أو صفتها أو موقعها - وربما لو أكد رفض الوصاية الإقليمية - السورية والإيرانية تحديداً - لكان أفصح وأوضح في تبيان قصده - ونتساءل أين تعزيز الشراكة والمشاركة في تقرير مصير وطن وشعب يقرر عنه حزب الله منفرداً مساره السياسي؟!!

مع هذه التفسيرات والاجتهادات الخاصة التي يريد الشيخ نعيم قاسم تكريسها كأمر واقع، ومع نتائج انتخابات حسمت نهائياً موضوع الأكثرية والأقلية، ومع حراك دولي ينذر بغيوم داكنة في السماء الإيرانية تتجمع بانتظار شهر أيلول، يجعلنا هذا التأكيد نتيقن أن حزب الله ليس مرتاحاً ولا مطمئناً، ولكنه يحاول أن يظهر الارتياح والطمأنينة، لعلّ وعسى..

 

باسيل: الحريري حريص على صورته كرئيس لحكومة كل لبنان ومعنيون بتسهيل مهمته

التاريخ: ١١ تموز ٢٠٠٩ المصدر: صحيفة الشرق الاوسط /أعلن وزير الاتصالات في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل أنه وجد لدى رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري نيّة حقيقية وحرصاً على صورته كرئيس لحكومة كل لبنان وحرصاً على الخروج من عقد الماضي، مؤكداً "نحن معنيون بتسهيل مهمته". ودعا في حديث إلى صحيفة "الشرق الأوسط"، الرئيس الحريري إلى ترجمة نواياه التي يعبّر عنها فينقل البلد إلى حالة التفاؤل. وطالب مَن أسمّاهم "السياديين" بأن يثبّتوا سياديتهم بالجلوس مع المعارضة والاتفاق على الحكومة المقبلة. وقال: "ليس من المنطقي ألا نستطيع القيام بشيء إلاّ بتسهيلات وضغوط خارجية".

 

حسن: توافق داخلي على رفع السلاح الى طاولة الحوار

 التاريخ: ١١ تموز ٢٠٠٩ المصدر: تلفزيون الجديد 

لفت عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسين الحاج حسن إلى ان "الجميع متوافق على رفع موضوع السلاح إلى طاولة الحوار، وعدم إبقائه موضوع تجاذب داخلي". وأوضح في مداخلة تلفزيونية أن "الإتصالات الحالية في موضوع تأليف الحكومة تدور بشأن المشاركة على أن تكون حقيقية وفاعلة". وقال: "المفاوضات مستمرة في وتيرة جيدة والأجواء إيجابية والجميع حاليا، إن الرئيس المكلف سعد الحريري أو قوى 14 آذار أو أطراف المعارضة، يتحدثون عن مشاركة حقيقية وفاعلة، وليس هناك من كلام سلبي في هذا الإتجاه".

ووصف لقاء وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير مع "حزب الله"، بـ"الطبيعي"، معتبراً أن "الفرنسيين حريصون على إستقلال لبنان والتوافق الداخلي، من دون الدخول في التفاصيل".

 

سمير فرنجية: المعارضة لم تستخلص العبر من نتائج الانتخابات

 التاريخ: ١١ تموز ٢٠٠٩ المصدر: لبنان الحر/ رأى النائب السابق سمير فرنجية ان المعارضة لم تستخلص العبر من من نتائج الانتخابات النيابية ولذلك فهي تزيد من صعوبة تشكيل الحكومة. واعتبر ان حزب الله لم يستطع الاستمرار في برنامجه الانقلابي رغم نجاحه في احتلال بيروت في 7 ايار 2008 فقبل الذهاب الى الدوحة وارتضى ان يكون الحسم في صناديق الاقتراع. ولفت فرنجية في حديث اذاعي الى ان الانتخابات افرزت اصطفافا مذهبيا خطيرا لم يشهد مثله تاريخ لبنان. وقال "إذا لم يكن هذا الاصطفاف حاصلا فانا من دعاة تشكيل حكومة لـ14 آذار تعارضها الاقلية". وشدد على ان قوى 14 آذار لم تعد الى نقطة البداية، وقال "ما يحصل اليوم ليس تحولا في مواقف 14 آذار تجاه سوريا انما تحول في الموقف السوري تجاه مجمل الطروحات الاقليمية والعلاقة مع لبنان". وتحدث عن ارباك تعيشه سوريا بين موقفها غير المعلن وعلاقة دمشق بحلفائها في لبنان لافتا الى ان حزب الله طالب بالثلث المعطل ولكن لم يعلنه وبالتالي "لكل من القوى الرئيسية في المعارضة موقفا مختلفا لانهم يعرفون ان الموقف السوري لم يتضح بعد".

 

تويني: جاهزة لتقريب وجهات النظر مع الأقلية

التاريخ: ١١ تموز ٢٠٠٩ المصدر: تلفزيون الجديد 

أكدت عضو تكتل "لبنان أولاً" النائب نايلة تويني ان التكتل لا يعني الانعزال ولا يمثل تيار المستقبل وحده، انما يجمع بين اشخاص مستقلين يعملون لبلدهم بالدرجة الاولى متمنية حصول لقاء مسيحي يجمع كل مسيحيي لبنان. ورأت تويني في حديث متلفز انه لا يمكن ان يكون لبنان بلدا منفتحا على الخارج من دون علاقات خارجية. وقالت "إذا طلب مني، ضمن تكتل لبنان أولا، اجراء لقاء مع النائب العماد ميشال عون وقوى المعارضة لتقريب وجهات النظر فسأفعل". وكشفت أنها صوتت للنائب غازي يوسف في انتخابات رئاسة مجلس النواب وأكدت على موقفها الرافض للثلث المعطل تفادياً لإعادة مشهد السنوات الماضية. وأبدت تويني خشيتها ان تكون الحكومة تتشكّل بين سوريا والسعودية، معتبرة ان هذا الامر خطير.

وقالت ان انخراط المقاومة في الجيش اللبناني يعزز مصلحة لبنان، مطالبة بأن يترجم هذا الامر ضمن البيان الوزاري دون منح صفة الشرعية لسلاح حزب الله. ونوهت بعمل المقاومة في ما ما قدمته من تضحيات لمواجهة الاعتداءات الاسرائيلية. وحمّلت تويني الجيش مسؤولية امتلاك المواطنين للسلاح على خلفية أحداث عائشة بكار. ووصفت كلام وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير عن مواكبة لبنان متغيرات العالم العربي، بالكلام الواقعي.

 

لهذه الاسباب تقدمت لائحة "الانقاذ المتني" بطعون لدى "الدستوري"

التاريخ: ١٠ تموز ٢٠٠٩/موقع تيار المستقبل

 زخر الطعون المقدمة من المرشحين الخاسرين في لائحة "الانقاذ المتني" التي ضمّت 7 مرشحين هم: ميشال المرّ، سامي أمين الجميل، إيلي كرامة، ادي أبي اللمع، سركيس سركيس، الياس مخيبر وإميل كنعان، بالكثير من المعلومات عن التجاوزات والمخالفات التي ارتكبها المرشحون على لائحة "التيار العوني" والتي هي اكثر من ان تحصى.

وكشف محامون وقانونيون مكلفون اعداد الطعون لمصلحة لائحة "الانقاذ المتني" ابرز ما تضمنت إستحضارات الطعون لدى المجلس الدستوري من وقائع وأفعال مخالفة للقانون عموماً وقانون الإنتخاب خصوصاً، وتندرج على الشكل الآتي:

اولاً، باب الرشاوى ودفع الاموال وذلك استناداً الى وثائق ومعلومات وشهادات وصور شيكات قام مناصرو لائحة "التيار العوني" او الناشطون فيها بتوزيعها على المفاتيح الانتخابية في المتن. ويتضمن هذا الباب فصلاً خاصاً وشريط فيديو لبرنامج "الفساد" الذي تقدمه الاعلامية غادة عيد عبر تلفزيون "الجديد" وكان موضوع سجال اعلامي وقضائي.

وفي احد فصول هذا الباب ايضاً معلومات وتقارير واثباتات عن استغلال الوظائف العامة في سبيل انجاح مرشحي لائحة "التيار العوني"، لاسيما على مستوى الدفاع المدني الذي استخدمت معدات هذا الجهاز شبه العسكري وبأوامر من احد قادته في الترويج لمرشحي 8 آذار.

كما يفرد هذا الباب فصلاً خاصاً لتدخل البلديات في الانتخابات لجهة صرف الاموال تحت ستار مساعدات وهمية وتلزيمات بالتراضي لم ينفذ شيء منها.

ثانياً، عمليات نقل النفوس والتلاعب بالتوزيع الديموغرافي في مناطق رئيسية في المتن مثل البوشرية والسد والجديدة وبصاليم، خصوصاً أن الوقائع أظهرت عمليات نقل نفوس ضخمة لمجموعات كبيرة من المواطنين.

ثالثاً، يتضمن الطعن موضوع بطاقات الهوية المزورة التي أعلن عنها وزير الداخلية زياد بارود ابان الحملة الانتخابية ولا تزال موضوع تحقيق وبحث وتحر لدى الأجهزة الامنية المختصة والتي اشار اليها ايضاً النائب ميشال المر ويمكن ان تكون قد استعملت في انتخابات المتن.

رابعاً، لوائح الاقتراع "المعلمة" التي استخدم فيها اسم النائب الارمني الفائز بالتزكية أغوب بقرادونيان والذي كان سبيلاً او وسيلة لتمييز مجموعات من الناخبين المرتشين والتأكد من مشاركتهم في الانتخابات

 

سلام: الحريري يتروّى في «التأليف» ليأتي بالشكل الذي يطمح إليه الجميع

 مطالبة البعض بالثلث المعطل تندرج في إطار المناورات السياسية

المصدر : الأنباء الكويتية /١١ تموز ٢٠٠٩

  رأى وزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال عضو كتلة «لبنان أولا» النيابية النائب تمام سلام انه من الطبيعي ان يشغل تشكيل الحكومة حيزا من الوقت لإنجازه، كون التشكيل ليس بالعملية السهلة في بلد مثل لبنان يتميز من حيث التركيبتين السياسية والاجتماعية عن سواه من البلدان العربية، معتبرا ان تشكيل الحكومات فيه يخضع لاعتبارات محلية ـ داخلية بالدرجة الاولى، ولتأثيرات خارجية اقليمية ودولية بالدرجة الثانية، معتقدا انه وعلى الرغم مما سبق ليس هناك من تأخير في تشكيل الحكومة حتى الآن، خصوصا انها تتألف بعد انتخابات نيابية عامة نتج عنها معطيات رقمية وسياسية جديدة، الامر الذي يتوجب اخذه بعين الاعتبار وادراجه ضمن آلية التشكيل.

ومن جهة ثانية لفت الوزير سلام الى ان الوضع المشدود عربيا والمحاولات الدؤوب لتبديد الخلافات بين الدول العربية الواقعة في دائرة التخاصم واعادة جمعها تحت المظلة العربية الواحدة، لابد لها ان ترخي بظلالها سلبا وايجابا على مسار التشكيلة الحكومية المرتقبة. من جهة اخرى، لفت الوزير سلام في حديث لـ «الأنباء» ان مطالبة البعض «بالثلث المعطل» في الحكومة العتيدة تندرج في اطار المزايدات والمناورات السياسية التي عادة ما تواكب تأليف الحكومات، معتبرا ان ما يطلق من تصاريح اعلامية لن يعول عليه ولن يصار الى اعتماده في تشكيل الحكومة المرتقبة، آملا من كل الفرقاء السياسيين مساعدة الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة بدلا من رفع سقف خطابهم السياسي ومطالبهم التي ليس من شأنها سوى اعاقة مساعيه التوفيقية. وطالب المعارضة بتقديم التنازلات والتضحيات حتى ولو على حساب نفوذهم ومكانتهم من اجل تحقيق المصلحة اللبنانية العامة، لافتا الى ان اعطاء فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الحصة الترجيحية في الحكومة أمر قابل للبحث وللبناء عليه، طالما يمكن ان يكون مخرجا سلميا وسليما من موضوع «الثلث» ويستطيع الانتقال بموضوع التشكيل الى آفاق افضل وأوسع. وختم الوزير سلام مشيرا الى عدم استعجال الرئيس المكلف تشكيل الحكومة النائب سعد الحريري وترويه في مهمة التأليف كي تأتي الحكومة العتيدة بالشكل الذي يطمح اليه الجميع للقيام بلبنان واعادة بنائه على اسس ديموقراطية ودستورية في سبيل مواجهة ما يعترض البلاد وتقدمها من ازمات سياسية على المستويين الداخلي والخارجي، وخصوصا الازمات المتعلقة بالملفين المالي والاقتصادي.

 

 سوريا لم تتغير وتستأنف التعطيل في لبنان.. سوريا تتغير عبر مخاض عسير وحلفاؤها لا يعلمون؟

البحثُ اللبناني عن "الكلمة المفقودة"

المستقبل - السبت 11 تموز 2009 - نصير الأسعد

في مجال مقاربة الوضع اللبناني في الإطار الإقليمي، ثمة قراءتان متاحتان. الأولى يمكن وصفها بـ"المباشرة" أو "الظاهرية"، وتأخذ الحركة السياسية والمواقف السياسية في ظاهرها أو بـ"حرفيتها" كما تقدم نفسها. والثانية يمكن وصفها بـ"المركّبة"، وتعتمد على "إستقراء" للمعطيات وعلى "إستنطاق" للسياقات وعلى تحليل لـ"الجدليات".. وما أكثرها.

القراءة "الظاهرية": التعطيل السوري

في القراءة الأولى، أي "المباشرة"، أو "الظاهرية"، يمكن أن يبدو أن الاتصالات السعودية السورية لم تسفر حتى الآن عن تفاهم بين الرياض ودمشق حول ترجمة العاصمة السورية لعنوان دعم الإستقرار في لبنان وتسهيل المسار السياسي اللبناني. ويمكن أن يبدو أيضاً أن العاصمتين لم تتوصلا بعد الى بلورة ترجمة دقيقة لمضمون عودة سوريا الى النظام العربي ولمقتضيات أن تكون لدى دمشق أولوية للتضامن العربي على ما عداه. أي أنّ الجانبين السعودي والسوري لم يحرزا تقدماً بشأن دعم لبنان من ضمن تفاهم متكامل على المشروع العربي. وبهذا المعنى، تكون المساعي السعودية قد إصطدمت بتمسك سوريا بسياسة "المفرّق" أو "التجزئة" أي فصل الملفات عن بعضها، بما يتيح لها أن تأخذ "أثماناً" معينة في لبنان قبل أن تعود لـ"التفاوض" على الملفات الأخرى. وتلك "الأثمان" هي من النوع الذي يجري تسريبه، ويراوح بين إستعادة "قدر" من المرجعية عن لبنان، وهذا ما يظهره الترويج لزيارة الرئيس المكلف سعد الحريري الى دمشق كممر إلزامي لتشكيل الحكومة، وبين إستعادة قدر من النفوذ داخل القرار السياسي اللبناني، وهذا ما يظهره طلب "الثلث المعطل". ولعل هذه القراءة، إذ تسندها مواقف لحلفاء سوريا في لبنان، تفيد أن الوضع اللبناني لا يزال في دائرة تعقيدات وضغوط سورية.

القراءة "المركّبة"

أما في القراءة الثانية "المركّبة" الأشبه بالبحث عن "الكلمة المفقودة"، فثمة معطيات وسيناريوات وإحتمالات شتّى.

أول من أمس، قالت المسؤولة السورية بثينة شعبان إن الحوار السوري ـ السعودي متواصل و"عميق". وأعلنت أن العلاقة السورية السعودية لا تقتصر على "الملف اللبناني" فقط. وأكدت أن لا عقدة لبنانية في الحوار بين دمشق والرياض. ورداً على سؤال بشأن الموقف السوري من الحكومة اللبنانية قالت إنه مثل الموقف السوري من الإنتخابات (النيابية) الأخيرة.

يفيدُ كلام الناطقة الرئاسية السورية ان الحوار مع المملكة العربية السعودية مستمر وليس منقطعاً. ويؤيد كلامُها ما تقوله المملكة لجهة ان الحوار أشمل من لبنان. ويحتمل قولها إن لا عقدة لبنانية أن التفاهم مع المملكة إما متيسّر أو أنّه سيتيسّر في هذا المجال. أما إذا أُخذ قولها إن الموقف من الحكومة كالموقف من الإنتخابات، فلا بدّ عندئذ من إستعادة ما كانه الموقف السوري من الإنتخابات.

بثينة شعبان حول الحكومة والإنتخابات

الموقف السوري من الإنتخابات، كما أظهرته مواقف عربية ودولية أشادت به بعد إنتهاء الإنتخابات، كان موقف الإمتناع عن تعطيل الإنتخابات النيابية اللبنانية تدخلاً وضغطاً، أي تسهيل حصول الإنتخابات. فأن يُقال إن الموقف من تشكيل الحكومة اللبنانية هو مثل الموقف من الإنتخابات، فمعناه ان سوريا ستسّهل تشكيل الحكومة وتمتنع عن التعطيل.

القراءة الأولى تقود الى إستنتاج أن دمشق التي إمتنعت عن التعطيل، ربما لأنها كانت تحسب أن حلفاءها سيفوزون في الإنتخابات النيابية، تعود الآن، "تعويضاً"، الى فرض شروط بما يجعل الإنتخابات وكأنها لم تحصل أو كأنها لم تفرز غالبية من 14 آذار. أما القراءة الثانية فتقود الى إستنتاج مغاير: إن "التغيير" الذي باشرته سوريا حيال لبنان بالإمتناع عن تعطيل إنتخاباته النيابية، لا مفرّ لها من أن تواصله، لأنها أياً كانت حساباتها الإنتخابية قبل 7 حزيران إمتنعت عن التعطيل في سياق محدد، ولا تستطيع أن تنقلب عن المسار الآن، على الأرجح لأن التعطيل الآن ذو كلفة عليها أكبر مما كان يتوقع لها أن تكون عشية الإنتخابات وأثناءها.

ساركوزي و"المفعول المستقبلي"

وفي القراءة الثانية "المركّبة"، موقف لافت قبل نحو ثلاثة أيام للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، يعلن أن الرئيس السوري بشار الأسد "وفى بالتزاماته تجاهي في ما يخص لبنان"، ويؤكد أن عدم تجاهل سوريا في ما يتصل بلبنان "أثبت جدواه".

في هذه القراءة أن شيئاً لا يفرضُ على رئيس دولة كبرى كفرنسا أن يشهد بـ"حسن سلوك" سوريا في موضوع لا يزال "قائماً" وقيد المتابعة كالموضوع اللبناني، لولا أن في يده تعهدات سوريّة بعدم التعطيل في مرحلة ما بعد الإنتخابات أيضاً. والحال لمزيد من الإيضاح أن باريس كررت بعد الإنتخابات اللبنانية، نفيها مبرر مواصلة إعتماد "الثلث المعطل" في تشكيل الحكومة، منوّهة بالإنتخابات ونتائجها. وهذا ما يعني ان كلام ساركوزي بـ"مفعول مستقبلي" ينطوي على تأكيد وجود تعهد سوري بعدم التعطيل بأي صيغة كانت.

سوريا إن تغيّرت تحتاج الى وقت

والسؤال الآن هو الآتي: إذا كانت هذه القراءة بين السطور صحيحة، فما هي الإستنتاجات؟

الإستنتاج المركزي، إذا كانت هذه القراءة صحيحة، هو أن ثمة ظروفاً ومعطيات تفرض على سوريا تغييراً سياسياً معيناً.

بيد أنه، على إفتراض أن سوريا "حسمت" أمر التغيير، فهي بحاجة الى وقت كي يظهر هذا التغيير جلياً. وهي بحاجة الى أن تبلغ الحليف الإيراني به وأن تحاول إقناعه بموجباته. وهي بحاجة الى أن يتم تمكينها من "تبليع" حلفائها في لبنان تحولاً بهذا الحجم. ووفقاً للمعاني الآنفة، فإن هذه القراءة ترجح أن سوريا لم تعطِ حلفاءها في لبنان "كلمة سر" التسهيل بعد، بل أكثر من ذلك ترى أن ما يجري بين هؤلاء الحلفاء ليس عملية توزيع أدوار، لكنه نوعٌ من الارتباك في مواكبة سوريا وفي فهم الإشارات السورية.

أسئلة بين دمشق وطهران و"حزب الله" وهنا، فإن الأسئلة "تكرّ" و"تتناسل": في هذه الحالة، حالة التغيير السوري، هل تنجح سوريا في إقناع إيران و"حزب الله" بسياستها؟ أم تسلك مساراً مستقلاً عنهما؟ هل تتردد؟ ما إنعكاسات كل خيار على لبنان؟ هل يحصل أن يصبح فريق 8 آذار مجموعة فرقاء؟ وماذا بعد؟ عن كل سؤال أجوبة عدة، وعلى كل جواب مترتب. لكن بعد ذلك كله: أي القراءتين هي الأدق والأصح؟ وكم من الوقت بعد لتتوضح "الصورة"؟ وكيف سيكون "المخاض"؟..وبعد، إن الحذر من الجزم هنا أو هناك، واجب.

 

الخطر على "حزب الله"

النهار/بقلم ميشال هليّل     

أكثر ما يهدد "حزب الله" هو عنفه واكثر ما يخيفه سلاحه، واكثر ما يسبب له القلق والضعف والهوان تأييد ابناء طائفته له، والآخرون اما معادون، او مناهضون، او مسايرون لغايات عديدة. في المقابل اكثر ما يطمئن "حزب الله" مسالمته. واكثر ما يريحه تخليه عن سلاحه. واكثر ما يجلب له الضمان والقوة والثبات هو تأييد الآخرين له.

والخطر الآخر والاكبر هو تحويل الطائفة الشيعية مجتمعا ضيقا، كأن الحديد يترك اثره على الاشخاص، فيصير تحركهم بشكل صارم وشامل واحادي كالكتل الصلبة الجامدة وينفصلون عن ابناء الوطن. فهذا الحزب الذي يضع في رأس اولوياته مصارعة اسرائيل، وتحرير المستضعفين وتخلية المظلومين، وقد قدّم لاجل ذلك الكثير من العرق والدمع والدم، لا يجوز ان يصير هو نفسه اسيرا، فينغلق وراء جدار متزمت سميك، يشبه جدار الفصل، دون ان يدري ان مواجهة اسرائيل تكون اولا باقامة جماعات مناقضة لها. فاذا هي نشأت على التعصب، نشأنا على الانفتاح، واذا قامت على الحروب قمنا على السلام، واذا تأسست على الظلم، كان اساسنا الحق. واذا اسرائيل احاطت نفسها بمكعبات وصواريخ واسلاك، جعلنا محيطنا ووسطنا وعقلنا وقلبنا ساحة للديموقراطية، وتركنا الديموقراطية تصنع ما تشاء وهي التي تهزم اسرائيل. واسرائيل تعرف ان الديموقراطية عدوها الاول، ولذلك هي تعمل ما لا يُعمل كي تجعلها لدينا هزيلة، وهي هزيلة. واذا اراد "حزب الله" اضعاف اسرائيل عليه ان يُشعل العداوة بينها وبين الديموقراطية، وان يكون حزبا "مدججا" بالديموقراطية، وان ينتقل اليها بجمهوره وناسه وشعبه، لان الديموقراطية هي حكم الشعب، لا حكم الله وآيات الله. والشعب الديموقراطي هو الشعب التعددي، حيث داخل طوائفه اكثر من اتجاه وتيار وحزب، وحيث المدافعون عن الحرية هم الغالبون. اما الخاسرون فهم الذين يستخفون بالحرية، كما يحدث للثورة في ايران، والتي باتت في خطر لان الحرية لديها في خطر. فسلامة هذه من سلامة تلك، كما استقرارها وازدهارها. وحين تكون الحرية مطاردة ومصادرة تصير الثورة كواحد من الطغاة ولن ينقذها الله. فالتهديد الاخطر لـ"حزب الله" والذي يفوق تهديدات اسرائيل، هو ان يصدق هذا الحزب انه حقيقة حزب الله، وان ديموقراطيته مثل سلاحه وانتصاره، فوق مستوى الناس، فيضع كل ما لا يقبل به في مواجهة مع الله، وكل ما هو مقبول عنده مقبول لدى الله.

"حزب الله" في خطر والخطر من "حزب الله".

 

لقاء جنبلاط و"القيادة العامة أين موقع دمشق منه ؟

النهار/كتب رضوان عقيل:

من يستمع الى كلام رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط الاثنين الفائت في مقره السياسي البيروتي في كليمنصو لدى استقباله وفدا من "الجبهة الشعبية – القيادة العامة" برئاسة المسؤول السياسي عنها في لبنان رامز مصطفى، يشعر بان الاول لا يتغير ارشيفه ولا تتبدل مفرداته عن القضية الفلسطينية. وبدا في لقاء الامس كأنه يتحدث في اجتماع في مقر "الحركة الوطنية" في اواخر الثمانينات آنذاك في محلة وطى المصيطبة في حضور الراحلين الرئيس ياسر عرفات وجورج حاوي والسيد محسن ابرهيم.

وكسر لقاء جنبلاط و"القيادة العامة" في حضور الوزير وائل ابو فاعور مساحات كبيرة من الجليد والانقطاع بين الطرفين، وخصوصا بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري وكر سبحة الاغتيالات في صفوف قادة 14 آذار وتزامنها مع اطلاق سلسلة من المواقف عن السلاح الفلسطيني و"خطره" في تلال الناعمة في الشوف ومناطق اخرى في البقاع وعلى مقربة من الحدود السورية. وبعد ارتفاع كلام جنبلاط آنذاك ضد "الجبهة"، اتخذت الاخيرة قرارا بعدم الرد عليه او الدخول في سجال معه، و"احترمت" العلاقة التي تربطه مع مؤسسها احمد جبريل "ابو جهاد" والتي تعود الى ما قبل حرب الجبل. وطوال هذه الفترة كانت الرسائل تتناقل بين الطرفين كلما التقى ممثلون لـ"القيادة العامة" في حفلات عامة مع الوزير غازي العريضي والنائب علاء الدين ترو. وعند ظهور موجات "التبدل" في خطاب جنبلاط في الاشهر الاخيرة، عملت قيادة "الجبهة" في لبنان على عقد لقاء معه، فارتأى عقده بعد الانتخابات النيابية. ولم يكن لـ"حزب الله" اي تدخل فيه، لكنه جاء بعد "السهرة" الاخيرة والطويلة بين رئيس "اللقاء الديموقراطي" والسيد حسن نصرالله في الضاحية الجنوبية. وعندما لمست "القيادة العامة" الاجواء الانفتاحية القديمة – الجديدة من جهة جنبلاط، طلبت موعدا منه، وخيمت الاجواء الودية على مسار الجلسة التي بدأها جنبلاط بالسؤال عن صحة "ابو جهاد" ونقل تحياته اليه في دمشق. وخاطبه مصطفى ان "الجبهة" لم تسقط ابدا الرهان على مواقف "ابو تيمور" الداعمة لقضايا العروبة وفلسطين.

وقدم اليه الوفد "بانوراما" عما رافق "القيادة العامة" على المسرح اللبناني، وانها تعرضت "لضخ اعلامي واستفزازي من بعض الافرقاء في لبنان، بدءا من اتهام عناصرها بالمشاركة في حوادث مخيم نهر البارد في الشمال وصولا الى ادعاء البعض انهم شاركوا في السابع من ايار في بيروت. واحال الوفد هذه الاتهامات على قيادة الجيش والاجهزة الامنية اللبنانية الاخرى التي لم تثبت مثل هذا الامر، مؤكدا انه لم يكن لـ"الجبهة" اي دور في دعم ما يسمى "فتح الاسلام"، وانها التزمت القرار الفلسطيني لسائر الفصائل في اشراف ممثل منظمة التحرير الفلسطينية السفير عباس زكي "عدم التدخل في اي ملف لبناني داخلي".

ولا يمنع هذا الكلام "القيادة العامة" من تأكيدها على مسافة واحدة من الافرقاء اللبنانيين، وهي لا تخفي علاقاتها مع المقاومة و"حزب الله" والقوى الوطنية اللبنانية، وترحيبها بفتح صفحة جديدة مع الحزب التقدمي الاشتراكي.

وتمنت "القيادة العامة" ان يساهم جنبلاط من موقعه بعد تشكيل الحكومة، في الالتفات بصورة اكبر الى ملف اللاجئين والاسراع في اعمار نهر البارد. واعلنت عن استعدادها لإقامة اي حوار فلسطيني – لبناني. ولم يجر التطرق مباشرة الى السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، والذي لا يغيب موضوعه عن ألسنة قوى 14 آذار وبياناتهم، ولاسيما من حزبي "القوات اللبنانية" والكتائب. وحمّل الوفد جنبلاط موقفا في هذا الشان مفاده "ان اجندتنا ستبقى فلسطينية والاولوية هي التمسك بحق العودة، ولن ندخل سلاحنا في اي ملف لبناني".

ورد جنبلاط  مشددا على رفض التوطين ومنع تهجير الفلسطينيين وضرورة التطلع اكثر الى حقوقهم المدنية والمعيشية في المخيمات.

وعاد جنبلاط في نهاية اللقاء بالذاكرة الى حرب الجبل ودور نجلي جبريل جهاد وخالد في تلك الاعوام عندما كانا في قلب المعارك في سوق الغرب آنذاك. واتفق الطرفان في ختام جلستهما على مواصلة اللقاءات. وبعد اقل من 24 ساعة على هذا اللقاء كان موضوعه على طاولة اجتماع بين "القيادة العامة" ونائب الامين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم الذي اعلن مباركته "لهذا النوع من اللقاءات والخطوات التي يؤدي مسارها الى الاتجاه الصحيح". صحيح ان اجتماع جنبلاط - "القيادة العامة" فتح صفحة جديدة بينهما، لكن المهم هو ان تضعه القيادة السورية في "المختبر الجنبلاطي" في دمشق، المشرعة ابوابها هذه الايام على كل حركة وكلمة ينطق بها الرجل.

 

ماذا يخبئ التعجيل في المصالحات العربية ؟

النهار/علي حماده     

فجأة وضعت المصالحات العربية على نار قوية بالتزامن مع حراك دبلوماسي دولي في اتجاه المنطقة تحديدا سوريا، وصار لبنان وعلاقاته مع سوريا بندا عاجلا في سياق صوغ مرحلة ما بعد انتخابات السابع من حزيران، تأليف الحكومة الجديدة برئاسة سعد الحريري. وفجأة تزاحمت مفكرة قادة المنطقة ومبعوثي الولايات المتحدة وفرنسا الى دول المنطقة في شكل لم يسبق له مثيل، في الوقت الذي كانت القوات الاميركية تبدأ عملية واسعة للانسحاب من المدن العراقية في مقابل تكثيفها حربها على "القاعدة" و"طالبان" في كل من باكستان وافغانستان. وفجأة احتلت انباء المفاوضات السعودية – السورية حول لبنان كل المساحة في شكل لم يسبق له مثيل منذ سنوات عدة. والسؤال: ماذا يجري في المنطقة؟ ولا سيما في خلفية الصورة اللبنانية التي يعتقد انها تخبئ تحولات كبيرة في "سنة كل الأخطار" وهي تسمية يطلقها ركن سياسي لبناني مواكب للاتصالات العربية.

اكثر من تفسير يطرح في ما يتعلق باهتمام السوريين بالملف اللبناني، لجهة رغبتهم في انتزاع اعتراف عربي – دولي بمشروعية مصالحهم الامنية والاستراتيجية فيه. فثمة رأي يقول ان ما يجري لا يتعلق بلبنان بمقدار ما يتعلق بجهد عربي – دولي كبير يهدف الى سحب جزء من الورقة السورية من يد ايران. والحكم السوري تقدم كثيرا على طريق العودة الى الحظيرة العربية، واعادة التأهيل الدولية التي انطلقت فعليا مع اطلاق الملك عبد الله بن عبد العزيز مبادرة المصالحات في قمة الكويت قبل اكثر من سبعة اشهر. والحال ان من ظنوا في ذلك الحين ان خطوة العاهل السعودي كانت تكتيكية يستنتجون اليوم بعد مرور سبعة اشهر، انها مبادرة استراتيجية متعددة الطرف تتصل بوضع المنطقة، من ايران الى مصر، ولبنان جزء منها.

في هذا الاطار لا بد من التوقف عند تطورات حصلت في الفترة الاخيرة يمثل كل منها على حدة قطعة من "بازل" اقليمي كبير يجري جمعه بجهد مشترك ومتزامن عربي ودولي:

1 - تقدم كبير وسريع على مستوى الاتصالات السعودية – السورية في ما يتعلق بالوضع اللبناني. وزيارات مكثفة لموفدين سعوديين رفيعي المستوى الى دمشق تمهيدا لعقد قمة بين الملك عبد الله والرئيس بشار الاسد في الايام القليلة المقبلة تأتي تتويجا لتفاهمات يصعب القول انها تقتصر على الواقع اللبناني.

2 - سبق ذلك تقدم على صعيد المصالحة الفلسطينية، وتطور لافت في خطاب بشأن حل الدولتين. وزار رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل القاهرة قبل فترة وجيزة.

3 - اتصالات مكثفة لتحويل القمة السعودية – السورية قمة ثلاثية تنضم اليها مصر، ثم رباعية ينضم اليها لبنان ممثلا بالرئيسين ميشال سليمان وسعد الحريري، في ما يشبه اعادة احياء مثلث الرياض – القاهرة – دمشق القديم.

4 - انباء عن اتفاق لمعاودة المفاوضات السورية الاسرائيلية في تركيا مباشرة تبدأ بحضور الوسيط التركي لتتواصل في ما بعد سورية – اسرائيلية ثنائية.

5 - جولات لقائد المنطقة الوسطى الاميركية الجنرال دفيد بترايوس شملت افغانستان وباكستان ومصر وتركيا ولبنان!

6 - جهود متسارعة للملمة العلاقات اللبنانية – السورية، وتسهيل ولادة الحكومة اللبنانية الجديدة برئاسة سعد الحريري على قاعدة تنقية العلاقات مع دمشق برعاية عربية – دولية تأخذ مصالح الحكم في سوريا بالحسبان من دون التسليم لدمشق بدور تطمح اليه لم يعد في الحسابات الدولية.

7 - عودة السفير الاميركي الى دمشق، وتحرك فرنسي عبر وفد رئاسي في اتجاه دمشق عنوانه لبنان، لكنه قد يخفي مواضيع اخرى.

8 - حراك ما متجدد على مستوى المحكمة الدولية الخاصة للبنان بالنسبة الى برنامج حماية الشهود، والقرار الظني المتوقع في نهاية الصيف الحالي.

هذه بعض المؤشرات البارزة التي تدعو المراقبين الى التفكير في ما يحصل، وتدفع الى التساؤل عما يحصل حقيقة في المنطقة.

فهل تخفي المصالحات العربية شيئا آخر؟

 

لأنها تمسك بالأوراق الضاغطة في لبنان وفلسطين والعراق

ما هي الأثمان التي تطلبها سوريا ؟ ومن يدفعها ؟

اميل خوري/النهار     

يقول متابعون لعملية تشكيل الحكومة ان التأخير لا يعود الى خلافات تعذرت تسويتها ولا الى جعل قوى 8 و14 آذار تقدم تنازلات متبادلة فحسب، بل الى ترتيبات اقليمية ودولية لم يتم التوصل الى انجازها بعد وقد وضعت جميعها في سلة واحدة، وبات مطلوباً اما فصل عملية تشكيل الحكومة عن انجاز هذه الترتيبات اذا كان انجازها يتطلب وقتاً لا تستطع عملية التشكيل انتظاره، واما استمرار ربط انجاز هذه الترتيبات بعملية التشكيل وان طال الوقت.

والواقع، ان لسوريا هماً هو لبنان، وكيف تستطيع ان تكون مطمئنة الى القرارات التي تصدر عن حكومته. ولاسيما ما يتعلق بالاهتمامات والمصالح المشتركة، ومنها المحكمة ذات الطابع الدولي، وهذا ما يجعلها تطالب باعطاء "الثلث المعطل" لحلفائها في لبنان. وللدول العربية المعتدلة همّ آخر هو الخطر الايراني الذي قد يتهددها في حال تمكنت من صنع السلاح النووي. ولدول الغرب، ولاسيما الولايات المتحدة الاميركية والاتحاد الاوروبي، همّ آخر هو التوصل الى تحقيق سلام شامل في المنطقة سواء بدءاً بالمسار الفلسطيني او بالمسار السوري كي تزول مبررات وجود الاحزاب والتنظيمات المسلحة، خارج اطار الشرعية، ويصير في الامكان مكافحة الارهاب ووقف اعمال العنف بحيث يسود الامن والاستقرار في العالم.

والسؤال المطروح هو: هل ينبغي وضع كل هذه المشكلات في سلة واحدة والبحث عن حلول او تسويات شاملة لها، ام ينبغي تجزئتها وايجاد حلول وتسويات لكل مشكلة بمفردها؟ فعندما يطلب من سوريا ان تبتعد عن المحور الايراني وتقترب من المحور العربي، او تقف على مسافة واحدة بينهما، اي في الوسط"، فإن لذلك ثمناً قد يصعب التوصل الى تفاهم على تقديره. وعندما يطلب من سوريا تقديم تنازلات من اجل التوصل الى تحقيق اتفاق سلام بينها وبين اسرائيل، فان لتقديم هذه التنازلات ثمناً، وعندما يطلب من سوريا تسهيل تشكيل حكومة وحدة وطنية في لبنان وتقديم المساعدات اللازمة لبلوغ ذلك، بالتدخل لدى حلفائها في لبنان، فان لهذا ثمناً ايضاً.

ويعترف خصوم سوريا بأنها دولة بارعة في تجميع الاوراق ثم بيعها بالمفرق، فهي تمسك بورقة لبنان من خلال حلفائها فيه، فتجعلهم يرفعون الصوت ساعة تشاء ويخفضونه ساعة تشاء، وهي تمسك بورقة "حماس" في فلسطين لتحركها في هذا الاتجاه او ذاك بحيث تستطيع من خلال هذه الورقة ان تفرّق او توحد بين التنظيمات الفلسطينية وان تدفع بها نحو التفاهم على تسوية سلمية مع اسرائيل او عدم التوصل الى هذا التفاهم. وهي تمسك ايضاً بما هو أهم واخطر، عندما تتهم بانها تؤوي الارهاب، وتحمي العناصر التي تقوم بأعمال عنف، وتفتح حدودها لها، لترغم الدول التي تعاني من ذلك على الدخول معها في محادثات من أجل التوصل الى وقف هذه الأعمال لتطلب في المقابل ثمناً لذلك، وهذا ما جعل سوريا دولة في حاجة اليها لتوفير الأمن والاستقرار في لبنان وفي فلسطين وفي العراق. ولها دور، نظراً الى تحالفها مع ايران، في تهدئة الوضع في باكستان وفي افغانستان. كلها اوراق لا تتخلى عنها سوريا بدون مقابل.

وثمة من لا يعارض في ان يكون حتى لبنان هو الثمن اذا ابتعدت سوريا عن ايران وعادت الى الفلك العربي، وان تكون اعادة الجولان اليها هو الثمن اذا تخلت عن دعم او ايواء الاحزاب والتنظيمات التي تصفها اسرائيل بالارهابية وامرار السلاح اليها، وان يعود مسار لبنان مع اسرائيل متلازماً مع المسار السوري خصوصاً في ما يتعلق بمزارع شبعا...

وليست هذه هي المرة الاولى التي تكون فيها سوريا بارعة في تجميع اوراق الضغط والتوظيف ثم بيعها بالمفرق وقبض ثمنها. فعندما كانت الحاجة اليها ماسة للمشاركة في حرب الخليج، تمت الصفقة على رأس العماد ميشال عون فأخرج من قصر بعبدا بضربة عسكرية سورية خاطفة بموافقة اميركية وعربية واسرائيلية، وعندما كانت الحاجة الى القوات السورية كي تدخل لبنان وتوقف الاقتتال فيه وتخرج المسلحين الفلسطينيين منه الى تونس كان ثمن ذلك ايراد نص ملتبس في اتفاق الطائف يحدد مدة سنتين لإعادة تمركز هذه القوات في منطقة البقاع تمهيداً للانسحاب الكامل منه، واذ بمدة السنتين تصبح ثلاثين سنة، لأنها استطاعت في ظل وجودها السياسي والعسكري في لبنان، ان تقيم فيه حكماً لا يطالب بانسحاب هذه القوات بل يكرر القول في البيانات الوزارية للحكومات المتعاقبة، ان وجود هذه القوات "شرعي وضروري وموقت"...

والسؤال الذي يطرح الآن ولا جواب عليه: ما هو الثمن الذي تطلبه سوريا لتسهيل تشكيل حكومة وحدة وطنية في لبنان، وما هو الثمن الذي تطلبه لتكون ولو على مسافة واحدة بين الدول العربية وايران، وما هو الثمن الذي تطلبه لتسهيل تحقيق السلام الشامل مع اسرائيل وتهدئة الوضع في العراق، لأنه اذا كان لا حرب بدون مصر فلا سلام بدون سوريا.

الواقع، ان سوريا ما كانت تستطيع ان تجمع كل هذه الاوراق وتبيعها بالثمن الذي تريد لو لم تتوصل الى ما يضمن عدم تغيير النظام فيها حتى ولو لم يغير سلوكه، فكانت التاجر السياسي البارع وبامتياز، اذ انه يقبض ثمن البضاعة قبل ان يسلمها.

 

إسرائيل لم تخسر الحرب في لبنان

النهار/رندى حيدر 

على الرغم من مرور ثلاثة أعوام على حرب تموز، ما زال السؤال الذي يطرحه الإسرائيليون على أنفسهم: هل ربحوا هذه الحرب أم خسروها؟ في رأي المعلق في صحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل تختلف الإجابة باختلاف الأشخاص، ولكن الرأي الأرجح أن الحرب إنتهت بالتعادل. عن هذا الموضع كتب بالأمس:"(...) لم تخسر اسرائيل الحرب في لبنان صيف 2006، فحصيلة المعارك على الأرض كانت أقرب الى التعادل، لكن الإسرائيليين اعتبروها هزيمة لأنها لم تتطابق مع التوقعات التي كانوا ينتظرونها. فالجيش الإسرائيلي، الذي نجح قبل عامين او ثلاثة في كبح موجة الإرهاب الفلسطيني داخل المدن الإسرائيلية، لم ينجح في وقف نيران مدفعية حزب الله، واضطر سكان الشمال الى ملازمة الملاجئ خمسة أسابيع، في الوقت الذي لم تدرك الحكومة ورئاسة اركان الجيش مدى خطورة وضع دولة عاجزة عن تأمين حاجاتها الأساسية.

لقد كشفت الحرب في صورة خطرة المستوى المخزي لتدريبات الجيش الإسرائيلي التي سبقت الحرب. وحتى العملية البرية التي جرت في الساعات الستين الأخيرة للحرب فشلت فشلاً ذريعاً. فالجيش الإسرائيلي لم يفشل فقط في الوصول الى المواقع التي كان في استطاعته من خلالها ان يهدد حزب الله فعلياً، وإنما كشفت عملية اتخاذ القرارات في القيادة أخطاء تسببت بموت العديد من الجنود. والمقلق أيضاً أن المجموعة التي استقالت رفضت تحمل مسؤولية أخطائها.

ولكن على المقلب الآخر، تلقى حزب الله ضربة قاسية. وهذا يعود في الدرجة الأولى الى موازين القوى. فميليشيا تتألف من آلاف المقاتلين قادرة على قصف الجبهة المدنية وعرقلة تقدم الجيش الإسرائيلي، ولكنها بالطبع غير قادرة على الانتصار. نحو 177 ألف قذيفة مدفعية قصف بها الجيش الإسرائيلي الأراضي اللبنانية، كما نفذ سلاح الجو 12 ألف طلعة جوية. ولقد أدى القصف الى دمار كبير في لبنان وأوقع مئات القتلى بين مقاتلي الحزب، ولكن أدى هذا الى نشوء الوضع الإستراتيجي الآتي على الحدود: فقد امتنع الحزب منذ ذلك الحين عن اطلاق الصواريخ ومنع التنظيمات الأخرى من القيام بذلك. كما ان دخول القوة الدولية الجنوب بعد الحرب أبعد مواقع الحزب عن الحدود. من جهة أخرى، تسلح الحزب من دون أي ازعاج بعشرات الآلاف من الصواريخ القادرة على الوصول الى كل انحاء اسرائيل.

لدى مراجعة النتائج، نجد أموراً ايجابية قد حدثت، فالحدود هادئة نسبياً والردع يبدو سارياً. والجيش الذي قرع ناقوس الخطر حول القدرات الحقيقية لفرقه أثبت تحسناً في قوته كما برز في عملية الرصاص المصهور في غزة. ولكن الوضع في الشمال غير ثابت، اذ يمكن ان تتجدد الإشتباكات لاعتبارات إيرانية او سورية قد تؤدي الى جر حزب الله على رغم كل التحليلات الإسرائيلية (...)"

 

لجنة إحياء ذكرى الرئيس الهراوي احتفلت بتقديم جائزة هذا العام الى تويني

السنيورة ممثلاً سليمان: شيخ اللبنانيين أسهم في إقامة صرح الصحافة الراقية

المستقبل - السبت 11 تموز 2009 - نظمت لجنة احياء ذكرى الرئيس الياس الهراوي احتفالها السنوي امس في دارة الرئيس الهراوي في بعبدا، وقدمت جائزة هذا العام الى النائب والوزير السابق الصحافي غسان تويني تحية لحضوره اللبناني المتعدد. حضر الاحتفال ممثل رئيس الجمهورية ميشال سليمان رئيس حكومة تصريف الأعمال فؤاد السنيورة، ممثل رئيس المجلس النيابي نبيه بري النائب عبدالطيف الزين، الوزراء: تمام سلام، زياد بارود، طارق متري وبهية الحريري، المحتفى به النائب السابق تويني وعائلته، عائلة الرئيس الهراوي، الامين العام السابق للامم المتحدة بطرس بطرس غالي، الوزراء السابقون: فارس بويز، وديع الخازن وميشال اده، النواب: مروان حمادة، نايلة تويني وروبير غانم، المدير العام لرئاسة الجمهورية السفير ناجي ابي عاصي، الامين العام لوزارة الخارجية السفير وليم حبيب، الرئيس حسين الحسيني، السيدة هدى السنيورة، ماجدة الرومي، الهام فرنجية، مدعي عام التمييز القاضي سعيد ميرزا، رئيس مجلس شوري الدولة القاضي شكري صادر، سفراء: ايطاليا غبريال كيكيا، مصر احمد البديوي، السعودية علي عسيري، اليونان بانوس كالوجيروبولس، الاتحاد الاوروبي باتريك لوران، الاردن زياد المجالي وقطر علي المهندي، اسبانيا خوان كارلوس جافو، الكويت عبد العال القناعي والقائم بأعمال سفارة دولة الامارات العربية المتحدة احمد المزروعي، السفير عبد الرحمن الصلح، نقيب الصحافة محمد البعلبكي، رئيس الجامعة اللبنانية زهير شكر، رئيس الجامعة الانطونية الاب انطوان راجح، السفير المصري السابق حسين ضرار والمطرانان جورج خضر والياس عودة الى حشد من اصدقاء العائلتين.

الهراوي

بداية النشيد الوطني اللبناني، ثم ألقت السيدة الهراوي كلمة ترحيبية جاء فيها: "منذ 3 سنوات غادر الرئيس هذه الدار التي بناها وأحبها وأمضى فيها الحقبة الأخيرة من حياته. ومنذ 3 سنوات وحتى اليوم وذكراه حية في هذه الدار وأهلها. لذا شئنا اليوم وفي الذكرى الثالثة لغياب الرئيس الياس الهراوي أن تمنح الجائزة السنوية في هذا المكان بالذات لا سيما وأنها ستمنح الى انسان كبير غال على قلوب الجميع صديق أطال الله بعمره لطالما تردد الى هذه الدار وجالس فيها الرئيس الراحل. إنه وبكل بساطة ومن دون أي لقب: غسان تويني. سامحوني إذ أعجز عن التعريف به وهو أصلاً غني عن أي تعريف".

أضافت: "حين قررنا إحياء ذكرى الرئيس الهراوي سنوياً عبر تشكيل لجنة للجائزة كان اسم الأستاذ غسان تويني في رأس لائحة المدعوين للمشاركة فيها. فغداة وفاة الرئيس الهراوي رأيت أن من واجبي ليس كزوجة رافقت مراحل نضاله السياسي فحسب، بل كبادرة وفاء لايمانه بالميثاق الوطني وروح العيش المشترك أن تبقى ذكراه حية ولو ذهب هو بالجسد. وكان خيارنا للحائزين على الجائزة نابع من تمسك الرئيس الراحل بلبنان الرسالة التي جعلت البابا يوحنا بولس الثاني يقدمها كنموذج لما تكون عليه حضارة العيش المشترك بين مذاهب متنوعة. من هذا المنطلق منطلق الميثاق وروح العيش المشترك فرض غسان تويني نفسه حضوراً ولبنانية وتعددية، فرض نفسه نموذجاً للبناني الذي يأبى التخلي عن صورة لبنان الواحد في تنوعه ولو دفع بدوره ثمناً غاليا باستشهاد نجله جبران على مذابح الذين ضلوا طريق الرسالة. فعلى الرغم من المأساة لا يزال الأستاذ غسان يؤمن بقبول الآخر وبالعيش معه ولو اختلفت الآراء، وها هو لبنان اليوم يعود الى المعادلة الصعبة مهما سعى البعض لتحطيمها أو لتوجيه رصاص الرحمة لها".

وتابعت: "ماذا جمع بين الياس الهراوي وغسان تويني؟ لطالما ردد الرئيس الهراوي أن الأستاذ غسان تويني "يستفزه" فكرياً حين يطرح عليه في السياسة والوطنية أفكاراً جديدة وجريئة. ولطالما قال الرئيس الهراوي إن السياسة ليست مجرد ردود على مطالب البعض بل هي ـ غالباً ـ اجتراح المعجزات لحل المشاكل الشائكة. كان غسان الميثاق بامتياز يناقش الرئيس الهراوي في كل فاصلة من خطبه أو تصريحاته يعلق عليها ويكتب عنها في مقالته يوم الاثنين. أحياناً يتفق الصديقان كما حين يقولان بأن "حرب لبنان كانت حرب الآخرين على أرضنا" ولكن أحياناً كانا يختلفان وهنا يصبح كل منهما في موقع النقاش "المشرقط" دفاعاً عن أفكار جديدة ومتجددة. الأستاذ غسان تويني كان ينتقد بالطبع لكن ليقترح الحلول في ما بعد ويصعد الى قصر بعبدا لمتابعة النقاش وإرساء حوار في العمق حول كل الأمور الصعبة، وكم كانت عديدة هذه الأمور الصعبة في عهد الرئيس الهراوي. اليوم أود تكريم غسان الإنسان الذي يكاد في سيرة حياته يوازي أبطال الاغريق في تحملهم للمآسي والإصرار على الشموخ في وجه المصائب".

وحيت "الرجل المتعدد الكفاءة ناشر جريدة النهار وصاحب الصوت الصافي كصياح الديك ديك الحقيقة التي تشرق صباح كل يوم. ولا أنسى الأستاذ بما تعنيه هذه الكلمة من تعليم للأجيال الناشئة أكان في الجامعات أو في جريدة "النهار" التي خرجت للعالم العربي كله أبرز الصحافيين في كل مجالات الاختصاص. تسلم "النهار" إرثاً عائلياً فجعل منها مدرسة لا بل منارة للشرق الأوسط كله. ولن أنسى بالطبع صرخته "دعوا شعبي يعيش" حين كان مندوباً للبنان في الأمم المتحدة وإسرائيل تدك الوطن بكل عيارات الحقد وتهدم البنى التحتية وكأنها تريد محو لبنان عن خريطة الإنسانية. فيا صديقي غسان كان الياس هذا المساء ليقول لك: "لقد تناقشنا صحيح وقد اختلفنا بعض الأحيان صحيح أيضاً، لكنك أعطيتني لحظات من لذة الارتقاء من الأعباء اليومية الروتينية الى مستويات الفكر والإبداع".

وختمت: "أنا بدوري أقول لك يا أستاذ غسان ستبقى منارة للجيل التويني الرابع بعد جبران الجد وأنت الأب والجد وجبران الشهيد الحي في بناته النائب نايلة الواعدة وميشال وناديا وغبريللا. هنيئاً لك ولنا جائزة الياس الهراوي. مبروك عليك وحفظك الله".

غالي

ثم ألقى كلمة أصدقاء المحتفى به الدكتور غالي، الذي أكد أن "الرئيس الياس الهرواي يحيا في قلوبنا وبيننا بمواقفه الرائدة ودوره المهم في تأكيد الحماية للبنان وتحقيق وحدته وسيادته. فقد بدأ عهده في ظروف متناهية الصعوبة في نهاية الحرب الأهلية بلبنان، وكان له الفضل الكبير بحكمته وإمكانيته كرجل دولة بالدفع والتطوير ليسترد لبنان مركزه في الوطن العربي والمجتمع الدولي فالتحية واجبة له. والتحية واجبة ايضاً للسيدة منى الهراوي ولهذه المؤسسة وللدعوة الى هذه الاحتفالية. والتحية موصولة لكم ايضاً ايها الحضور الكريم فلكل منكم إسهامه ودوره في تقديم ورفاهية بلده، وأشكركم لهذه المشاركة المتميزة للاحتفال جميعاً بتكريم الصديق العزيز غسان تويني وزوجته السيدة الفاضلة شادية، فالصديق والزميل غسان يجسد مرحلة فارقة في الحياة اللبنانية من خلال اعماله المتميزة في مجالات الصحافة والنيابة والوزارة والديبلوماسية، فقد أغنى المناصب التي شغلها بعلمه وخبراته وهو من ابرز دعاة الحوار في مناخ متناغم بتنوعه وقوي بوحدته وتمسكه والحفاظ على الوحدة الوطنية اللبنانية ارضاً وشعباً ووطنا فله كل الشكر والتقدير".

وقال: "المكرم في هذه المناسبة مع الحضور الكريم ومن هذه المؤسسة المتميزة يمثل إضافة مهمة لتكريم مستمر تجسده اعماله ومواقفه. وإذا تحدثنا عن غسان تويني فهو الشخص الذي يتولى المناصب الحساسة وكان له فيها إضافة فقد كان نبراسه الدائم وطنه لبنان والوطن الاكبر لتحقيق السلام والرفاهية. ومعرفتي بالصديق غسان تويني تمتد منذ اكثر من نصف قرن بدأت مع مقابلة تمت مع صديق مشترك بشارة تقلا صاحب جريدة الاهرام وامتدت واستمرت حتى الآن".

أضاف: "على صعيد آخر اذا بحثنا في ما كان يحبه هو فالصحافة والعمل الصحافي يتغلغلان في دمه علماً وخبرة ووراثة، فهو ابن الأستاذ القدير جبران تويني وهو عميد الصحافة "المتنورة" في لبنان فتميز دائماً وكان عميق التفكير والتحليل. وغسان تويني سفير لبنان لدى الامم المتحدة اثناء مقاطعة مصر من الدولة العربية فكان هو السفير العربي الذي رفض هذه المقاطعة وكان يقابلني ونناقش مشاكل الوطن العربي، وكان لجهوده معنا ان حافظنا في هذه الفترة الحساسة على الكيان الفلسطيني كحجر الزاوية في السعي الى تحقيق الدولة الفلسطينية فهو الديبلوماسي الذي زاملته في الامم المتحدة، وهو الديبلوماسي الذي دعمني في الامم المتحدة. وعندما تركت الامم المتحدة قبل غسان تويني ان ينضم الى نادي موناكو والذي يجمع بين مجموعة من القيادات السياسية والفكرية لمناقشة قضايا بلاد البحر المتوسط. وكان حماسه وانضمامه الى هذا المنتدى مؤكداً دوماً لتوجهاته من اهمية ترسيخ الحوار العربي ـ العربي كبداية ضرورية ولازمة للحوار بين الشمال والجنوب في منظومة متكاملة لتأكيد الاعتدال في مواجهة التطرف باعتبار ان كل ذلك يصب في خانة سلام وتنمية ورفاهية شعوب العالم".

وختم بتكرار "التهنئة لهذه المؤسسة الموقرة واعتزازي بصداقة غسان تويني التي وكلما مرت السنوات تدعم وتؤكد هذه الصداقة".

السنيورة

وألقى الرئيس السنيورة كلمة نقل في مستهلها تحيات رئيس الجمهورية وفي الوقت نفسه تقديره الكبير للمحتفى به. وقال: "لا أكتمكم أيها الأصدقاء والأحبة أنني وأنا أفكر بهذه المناسبة تراوحت مشاعري بين حدي السرور والتهيب. السرور الذي مرده المحبة والاحترام اللذان كنت ولا أزال أكنهما للرئيس الراحل الياس الهراوي باعتبارنا نكرم رجلاً كبيراً هو الأستاذ غسان تويني في ذكرى وفاة رجل عزيز وكبير أيضاً هو الرئيس الراحل الياس الهرواي. لقد عرفت الرئيس الراحل الياس الهراوي من موقع وزير للمالية في ثلاث من الحكومات التي شكلها الرئيس الشهيد رفيق الحريري في عهد الرئيس الهراوي. وتعززت تلك العلاقة عبر الصداقة التي نشأت بيننا وكذلك من موقع الألفة التي سادت التواصل والتقدير لشخصه ولإخلاصه وعمله الجاد للوطن والدولة والاندماج الوطني. ولهذا ارتبطت ذكراه بالنسبة الي بذكرى وتأثير رجل عزيز وكبير خدم وطنه وبلاده بإخلاص، وأفاد لبنان بالكثير والكبير من المواقف الجريئة التي لا يقوى على اتخاذها إلا الرجال الرجال".

أضاف: "قلت إنه خامرني وأنا أعد الكلمة لهذه المناسبة العزيزة إحساس بالسرور والتهيب وقد فصلت سبب سروري. أما تهيبي فيعود الى أمرين اثنين: أن المحتفى به هو الأستاذ الكبير غسان تويني وأن الحديث عنه هو حديث في الشأن العام اللبناني والعربي والدولي. ذلك أننا عندما نتحدث عن دور غسان تويني في الشأن العام في هذه المجالات الثلاثة فنحن نتحدث عن ستين عاماً من العمل الدؤوب والحر والمستنير. وهي ستة عقود شارك فيها غسان تويني صانعاً للأحداث أو مساهماً فيها أو معلقاً عليها وهذا فضلاً عن استشرافاته وآرائه وخياراته الثقافية والاستراتيجية والاجتماعية والإنسانية. من هذه الحياة الشاسعة والغنية للأستاذ تويني أود التركيز على أربعة أمور: الأمر الأول: إسهام غسان تويني الأساسي في إقامة صرح الصحافة اللبنانية والعربية الحرة والمحترفة والراقية. فصحيفة "النهار" هي أكبر من وسيلة إعلام وأكثر من مدرسة. وهناك اليوم في العالم العربي عشرات الصحف التي حاولت وتحاول تقليد جريدة "النهار" من طريق استعارة اسمها ومن طريق استعارة شعارها ومن طريق استعارة شكل صفحتها الأولى ومن طريق تقليد طريقة غسان تويني في التعبير وفي استعمال المفردات والأساليب. وهذا فضلاً عن دوره ودور جريدة "النهار" في تدريب وإطلاق مئات الصحافيين من اللبنانيين والعرب والأجانب. وقد رأيت في مناسبات عدة بطاقات لصحافيين كبار عرب وأجانب يذكرون في سيرتهم الذاتية أنهم عملوا في جريدة "النهار" أو تدربوا فيها أو استعان بهم الأستاذ غسان. فإذا كان لقب "الأستاذ" في الصحافة العربية يطلق على قلة من الأعلام فلا شك أن غسان تويني يأتي في طليعة تلك الثلة من الجهابذة الكبار والمؤسسين كما في الفنون والتخصصات الأخرى. وإذا كان التأسيس لهذه الناحية شكلاً ومضموناً مما يدين به الصحافيون اللبنانيون والعرب لغسان تويني فإن هناك تأسيساً من نوع آخر ندين به نحن اللبنانيين لهذا الرجل. فقد صارت جريدة "النهار" وعلى مدى ثلاثة أجيال علماً على لبنان وبيروت مثل الأرز وفيروز والشجاعة والحرية والاستنارة والتنوع والتسامح وقبول الآخر. نعم هناك مستوى من النضْج والسمو والمهنية لا يمكن للصحافة العربية ولكتاب الرأْي اللبنانيين والعرب أن ينخفضوا عنه أو يتجاهلوه. ولا شك أن الأستاذ غسان وتلامذته وزملاءه لا ينفردون به لكن ما استنه الرائد والمؤسس يظل النموذج الذي ترنو إليه الأبصار وتطمح إليه الجهود والبصائر".

وتابع: "أما الأمر الثاني الذي يستحق التقدير والتنويه والدراسة من ضمن إنجازات غسان تويني فهو الدور السياسي والوطني البارز الذي تحمل أعباءه ومسؤولياته وعلى مدى أكثر من نصف قرن. فالصحافة الحرة والرأي المستنير والشجاع خيار وسعي وجهد وحرفة ومسؤولية أيضاً. أما العمل الوطني فهو وعي ومسؤولية بالدرجة الأولى. وقد كان غسان تويني ـ إضافة إلى دوره الأول ـ وزيراً ونائباً وممثلاً للبنان في الأمم المتحدة. وهو في مقالته في "النهار" وعمله في مناصب الشأن العام ومهماته تميز بثلاثة أمور: الحرص على لبنان وطناً ودولة وحرية وصورة والدفاع عن الدولة الحديثة ومؤسساتها والدفاع عن شرف مهنة السياسة والعمل العام. وقد سمعته غير مرة يستغرب أو يتعجب ممن ينكر العمل السياسي المحترف، فالسياسة بما هي تدبير للشأن العام أشرف المهن لمن يعطيها حقها ولمن يعي تحمل أعبائها ومسؤولياتها. وها هو في شيخوخته الرائعة ينظر إلى تاريخ طويل من الإنجازات على المستوى السياسي والوطني والعربي والدولي. وقد يغلبه الأسى أحياناً ليس لأن هذا الخيار أو ذاك ما كان صحيحاً أو موفقاً بل لأن ما عمل له ما تحقق كله أو جله. أما السريرة النقية فلا غبار عليها ولا تخالطها حزازات شخصية أو أحقاد. أما الأمر الثالث الذي لا يناظره فيه كثيرون من سياسيي العرب وصحافييهم فهو الثقافة العميقة والشاسعة في العلم الصحافي وفي العلم السياسي وفي الفلسفة وفي الدين والتاريخ وفي اللغات والألسنة. تقرأ له مقالة أو كتاباً فتشهد وباللغات الثلاث تضلعاً موسوعياً بارزاً وقدرة على البحث والتحليل والاستنتاج. وتصغي إلى محاضرة له في جامعة عريقة فتسْتمع إلى كشوف واستشرافات في الدين والفلسفة والعلم الاجتماعي والأخلاقي. وتستمع إليه متحدثاً فلا تملك إلا أن تصْغي استمتاعاً وتعلماً واستنارة. وهو قد أشرف على إقامة دار "النهار" أحد أبرز دور النشر العربية وشارك في إقامة جامعة البلمند الزاهرة ولا تزال مؤلفاته تصدر عن دار "النهار" وقد زادت على العشرين. وهناك الأمر الرابع الذي ترددت كثيراً في ذكره لكي لا أنكأ جراحاً ما اندملت وأسى شفيفاً ما توارى. فغسان تويني هو شيخ اللبنانيين وعمودهم الصلب في استقبال المآسي العائلية وتحملها وفلسفتها. يروده إيمان عميق وأرثوذكسية مستقيمة ولبنانية شامخة وعروبة عزيزة وقلب يحتضن الألم دونما انكسار ولا استخفاف ولا تجبر. سمعت في أحد المآتم لبنانية تتوجه بالخطاب إلى زوجها معزية له بفقد ولدها كانت تقول له: أنت كشجرة الحور لا تنحني ولا تتشلخ ولا تتصدع بل تظل شاخصة إلى السماء. فرحماك يا رب بغسان تويني وبنا وبلبنان".

وختم: "إن غسان تويني رجل الإعلام الحر. وغسان تويني رجل السياسة والعمل العام الكبير. وغسان تويني رجل الثقافة البارز. وغسان تويني الإنسان وأبو الشهداء وأخو الشهداء وجد شهداء اللبنانيين. يستحق منا جميعاً هذه التحية وهذا الاحتفاء في هذه الأمسية المهيبة من عشيات لبنان. شكراً لمؤسسة الرئيس الراحل الياس الهراوي بشخص عقيلته السيدة منى الهراوي على هذا التكريم لرجل كبير كبير من لبنان. رحم الله الرئيس الياس الهراوي الحاضر دوماً في ضمير جميع اللبنانيين. عاش غسان تويني، عشتم ايها الأخوة محبي غسان تويني وعاش لبنان".

تويني

ثم ألقى تويني كلمة جاء فيها: "أشكر اهتمامكم وتأييدكم وأود أن أشكر كلام الرئيس السنيورة الذي له أهمية خاصة بالنسبة الي في اعتبار أنني لم أرحمه مرة. سيدتي الرئيسة بيني وبين الرئيس الهراوي سر لا تعرفه الرئيسة، فقد كنت استغرب لماذا دائماً يتكرر تعيين مواعيدي لزيارته في يوم الجمعة الساعة الثانية عشرة إلى أن أدركت أن السبب الرسمي الذي قاله لي إن يوم الجمعة لا يوجد فيه عندي صحافيين، وما لمسته أيضاً أنه غالباً ما تكون السيدة الهراوي في زحلة في هذا اليوم، وكان يقول دائماً إنها كالجاسوسة هنا بعيار 24 قيراطاً والذي أعلمه أنها لم تكن كذلك بل هي مستقيمة الرأي".

أضاف: "والذي اتذكره من عهد الرئيس الهراوي هو ما كلفني به من تنسيق المفاوضات بين لبنان وإسرائيل ولبنان وسوريا فقد كانت وظيفتي منسقاً ولم أكن وزيراً أو أي شخص آخر، وقد اقترحت على فخامته أن نرسل في طلب بطرس غالي".

وختم شارحاً ذكريات تربطه بالرئيس الهراوي.

وأخيراً تسلم المحتفى به جائزة الرئيس الهراوي وأقيم بعد ذلك حفل بالمناسبة.

 

اللوتو اللبناني-السوري

محمد سلام ، لبنان الآن

الخميس 9 تموز 2009/جميع الذين اشتروا بطاقات سياسية من جمعية اللوتو اللبناني-السوري خسروا، وذلك يتضمن طبعا من وزع البطاقات من مروجي الأقلية النيابية، ومن اشتراها من سذج الأكثرية... وجمهورها. بدأ توزيع البطاقات في السوق المحلية بالتزامن مع انتخاب ممثل الأقلية النيابية، رئيس "حركة أمل"، نبيه بري رئيسا للمجلس النيابي، وتم رفع عرض البطاقات في السوق بالتزامن مع تكليف زعيم الأكثرية النيابية سعد الحريري تأليف الحكومة العتيدة.  يوم انتخب بري، وزعت جمعية اللوتو اللبناني-السوري في الأسواق بطاقات تزعم أن الأكثرية النيابية خسرت أكثريتها بانتخابها مرشح الأقلية رئيسا للبرلمان.

وسرت البطاقات في سوق من وزعها، فصدقها، وفي سوق سذج الأكثرية الذين لم يدركوا حقيقة القاعدة التي أرساها الحريري بانتخاب كتلة "المستقبل" بري "من دون تقييده بشروط أو ضمانات". القاعدة تلك أسست للقاعدة التي تتحكم بالتأليف بعد التكليف، والتي تقول إذا كان رئيس السلطة التشريعية، ممثل الطائفة الشيعية في السلطة اللبنانية، قد اختير من دون شروط مسبقة أو تقييده بضمانات، فإنها –أي القاعدة- تسري حرفيا على رئيس الحكومة المكلف ممثل الطائفة السنية في السلطة اللبنانية، أي لا شروط ولا ضمانات تقيده.

وعلى قاعدة المساواة في اللاشروط واللا ضمانات سقط الثلث المعطل شرطا لتأليف الحكومة، وما زال ساقطا... وسيبقى ساقطا لأن أي اختلال فيه، حتى ولو تحت عنوان النسبية، من شأنه أن يعيد النظر في وضعية رئاسة المجلس النيابي وهيئة المجلس. فالأكثرية، إذا ضغط عليها بهدف تقييدها في الحكومة، قادرة على سحب ثقتها من رئاسة المجلس... وإسقاطها، إذا اقتضى الأمر... وإن بالمقاطعة انسحابا على طريقة مقاطعة حكومة السنيورة.

من اشترى ورقة الثلث المعطل من جمعية اللوتو اللبناني-السوري خسر في السحب.

الورقة الثانية التي وزعتها جمعية اللوتو السيء الصيت كانت ورقة اشتراط سوريا زيارة الرئيس المكلف سعد الحريري لها، قبل التأليف. واشتراها من اشتراها من الدهاة والسذج. وعندما حان وقت السحب، وكرجت "طابات اللوتو" خسر المراهنون لأن لا سوريا طلبت أو اشترطت زيارة الحريري، ولا الرئيس المكلف كان في وارد الزيارة قبل التأليف.

وكي لا تعلن الجمعية إفلاسها، وحفاظا على حصتها في  سوق اللوتو المزيف الذي لم يفز أحد بجائزته التراكمية بعد، وزعت الجمعية نفسها ورقة خاسرة سلفا، تقول إن مصر أحبطت تسوية مزعومة بين سوريا والسعودية حيال الحكومة اللبنانية، تأليفا وحصصا ومناصب، ما يتناقض أصلا مع قاعدة العمل المعتمدة بصمت من قبل سوريا والمتبعة بهدوء من قبل الرئيس المكلف على أساس التساوي في اللا شروط مع رئيس المجلس النيابي. ووزعت أيضا ورقة تزعم أن مسيحيي 14 آذار أسقطوا التسوية المزعومة.

هذه القاعدة-الحقيقة يعرفها الملفقون، كل الملفقين، في أبواق الأقلية التي حددت تواريخ الزيارات الموعودة، وجداول أعمال اللقاءات المرجوة، ونشرت تفاصيل محادثات، وكأنها شاركت فيها. هذه القاعدة-الحقيقة يعرفها الكذابون لأنهم يعلمون أن المحادثات السعودية-السورية لا تتضمن، لا من قريب ولا من بعيد، بندا اسمه لبنان. ولا تتضمن المحادثات السورية-الفرنسية ولا المحادثات السورية-الأميركية أيضا بندا اسمه لبنان، وهذا ما أثبتته الانتخابات النيابية بإحجام سوريا عن التدخل المباشر فيها، ما أدى إلى فوز 14 آذار.

والقاعدة التي اعتمدت في الانتخابات النيابية، وانسحبت على انتخابات رئاسة المجلس، تنسحب أيضا على الحكومة تكليفا، وتأليفا، وبيانا.

ما يقلق الأقلية الحقيقية هو أنها، بكل قياداتها ومكوناتها، لا تعلم إطلاقا حتى عناوين البحث بين سوريا والسعودية، وسوريا وفرنسا، وسوريا وأميركا.

في الزمن الخطر جدا الذي دخلناه يجري البحث في تسوية عربية-إقليمية-دولية ليس لبنان عنوانا رئيسيا، ولا حتى تفصيليا فيها.

البحث، من دون ادعاء المعرفة بتفاصيله، قد يلامس عناوين ليس أقلها السلام السوري-الإسرائيلي، والسلام الفلسطيني-الإسرائيلي، والبرنامج النووي الإيراني، وخارطة الطريق لتنفيذ مبادرة السلام العربية على اعتبار أنها جزء من مفاوضات المرحلة النهائية.

ما يقلق الأقلية هو أنها ترى نفسها بواقعية لا تجاهر بها: مجرد أقلية برلمانية، وأقلية إقليمية، وهذا أكثر أهمية وأكثر خطورة في نفس الوقت.

توجس هذه الأقلية المزدوجة ينطلق أساسا من عدم إلمامها بما يبحثه السوري مع من يتباحث معهم. وتدرك الأقلية، أو لا تدرك، أن الرئيس السوري بشار الأسد يستخدم العنوان (وليس الموضوع) اللبناني ستارة دخانية يحجب خلفها كل المواضيع (وليس العناوين) التي يبحثها مع من يتباحث معهم.

هل يعتقد عاقل أن الرئيس الأسد، وفي الزمن الخطير جدا، يتمتع بترف أن يبحث من السعودي أو الفرنسي أو الأميركي أو غيرهم موضوع ... وزير دولة لشؤون... في لبنان؟

لقد تجاوز النظام السوري مسألة البحث في الشأن اللبناني، فلديه من الهموم ما هو أكبر بكثير لأن لبنان لم يعد يصنف عائدا (من عائدات) لدمشق، بل على العكس، إن مجرد العودة إلى البحث في شأنه يعتبر عبئا على نظام يبحث في صلب وجوده واستقراره و... مستقبلة.

أرادت جمعية اللوتو اللبناني-السوري السيئة الصيت، من خلال إصداراتها الوهمية الواهنة، أن تحقق ثلاثة أهداف:

أولا: إطلاق سحوباتها كبالونات اختبار علها تكسب منها ردا من الأكثرية الواقعية –وهي بالمناسبة أكثرية لبنانية-عربية-دولية- يضيء لها على ما تجهله من مضامين المحادثات السورية المتعددة. فالأقلية، بعدما تراجعت من أقلية لبنانية إلى أقلية إقليمية، ترتعد خوفا من مجرد التفكير في كابوس إمكانية خسارة عمقها السوري، مع أنها لا تستفيد حاليا من هذا العمق سوى على المستوى النظري، أي أن تقول لنفسها ولأتباعها إن العمق السوري متوفر لها.

ثانيا: إثارة البلبلة في صفوف الأكثرية، عبر الإيحاء لشعب الأكثرية بأن قيادته تتخلي عن انتصارها وعن ثوابتها. ففشلت يوم السحب التي كانت قد حددت هي موعده على الرغم من أن بعض السذج من شعب الأكثرية قد صدق أكاذيب ذلك اللوتو.

ثالثا: أملت في أن تؤدي تلك التلفيقات والاستفزازات إلى خروج دولة الرئيس المكلف سعد الحريري عن هدوئه وارتكابه خطأ سياسيا تتمكن من "استثماره" في سحب لوتو جديد... ففشلت أيضا. لقد أنجز الرئيس المكلف بهدوئه المعهود الاستشارات البروتوكولية، والاستشارات النيابية، وهو في طور جوجلة حصيلته قبل عرضها "حصيلة أولية" على رئيس الجمهورية استعدادا لإجراء جوجلة ثانية... وإذا اقتضى الأمر جوجلات متعددة من دون شروط مسبقة متعلقة بسقف زمني.

قد يكون من المفيد الأخذ في الاعتبار أن ولادة حكومة دولة الرئيس فؤاد السنيورة الثانية استغرقت 54 يوما مع العلم أن مبدأ الحصص فيها، والثلث المعطل ضمنا، كان قد اتفق عليه بالتفصيل في الدوحة. الرئيس المكلف سعد الحريري حتما ليس أقل صبرا من الرئيس السنيورة، وأيضا ليس أقل صبرا من دولة الرئيس الراحل رشيد كرامي الذي بقي معتكفا في منزله ستة أشهر، لمن لا يذكر. الأكيد-الثابت أن مبدأ ألتسوية الذي اعتمد من المنصب الشيعي الأول في السلطة اللبنانية، أي لا ضمانات ولا قيود، سيعتمد بحذافيره من المنصب السني الأول في السلطة اللبنانية. ولن تتمكن الأقلية المحلية الميتمة إقليميا من أن تلوم مسيحيي 14 آذار على عرقلة تسوية لم تكن موجودة أو مطروحة أصلا.

الحقيقة، ببساطة، هي أن الأقلية المحلية-الإقليمية مصابة بداء عدم القدرة على رؤية ما وراء ستارة الدخان السورية التي علقت عليها منصب وزير دولة لشؤون ... في لبنان.

وبانتظار الإصدارات الجديدة لجمعية اللوتو اللبناني-السوري الفاشلة، نتمنى لكم... صيفا سماؤه زرقاء...

 

وفد "حزب الله" واصل جولاته على مرجعيات طائفة الموحدين الدروز

الشيخ يزبك: لا خيار لدينا الا الوحدة الاسلامية والوطنية لبناء المستقبل

وطنية- 11/7/2009 واصل الوفد العلمائي من "حزب الله" يتقدمه الممثل الشرعي للامام الخميني في لبنان عضو مجلس الشورى في الحزب الشيخ محمد يزبك جولته على المرجعيات الروحية لطائفة الموحدين الدروز. وكانت محطته امس في خلوات البياضة على رأس وفد علمائي كبير انضم اليه مسؤول الحزب في الجنوب الشيخ نبيل قاووق، وكان في استقباله مشايخ البياضة وفي مقدمهم الشيخ ابو سهيل غالب قيس والشيخ فندي جمال الدين شجاع والشيخ سليمان شجاع. الكلمة الاولى كانت للشيخ يزبك الذي قال:"انتم كموحدين في هذه الارض لكم تاريخ ناصع في محاربة الاحتلال لتبقى هذه الارض حرة عزيزة ترفع فيها رايات الاستقلال، والمقاومة التي انطلقت من هذه الارض لتكون حجة كل العرب، ودعامة لفلسطين ودعامة للمسلمين ودعامة للاحرار في كل الدنيا، فانتم اليوم في الثغور المتقدمة دفاعا عن هذا الوطن وكل مواطن فيه مسلما او مسيحيا، لهو شرف كبير لكم حماية هذا الوطن وحماية هذا الشعب".

اضاف:" ليس لدينا اي خيار الا خيار الوحدة، الوحدة الاسلامية والوحدة الوطنية، هذا الخيار نستطيع ان نبني المستقبل على اساسه، ونحن ايضا نكبر الكلمات التي تحدث بها الاستاذ وليد جنبلاط عندما كان يقول ليس لبنان اولا، لبنان العروبة فهو الاول، لبنان المنسجم مع محيطه، لبنان الذي يعيش قضية فلسطين، هو هذا لبنان الذي نريده ان يكون عزيزا كريما، هذه رؤيةالموحدين جميعا، وعندما نكون نحن هنا وفي جبل العرب في سوريا وايضا هناك في داخل فلسطين، لنا عرب هناك ولنا مسيحيون ولنا مسلمون، فنحن مسؤولون ايضا عن هؤلاء ، فاذا كان نتنياهو يتحدث عن دولة يهودية لا يبقى فيها عربي ولا يبقى فيها موحد فليس بمقدوره ان يفعل شيء ما دمنا نحن متكاتفين ومتعاونين، وانما يفعل ما يفعله عندما نكون ممزقين ومشتتين، ولا ينتصر بعضنا لبعض من اجل قضايانا وحقيقة حضورنا، لذلك ليس بمقدوره ومقدور الآخرين ان تكون هناك دولة يهودية عنصرية والعالم يتطلع ان هناك ارهاب في المكان الآخر، وان لا يبقى احد من عرب 1948، وايضا بالنسبة للاخوة اللاجئين الفلسطينيين لا يسمح بان يطرح موضوعهم على طاولةالمفاوضات، وانما ينبغي ان كل لاجىء في اي مكان ان يبقى حيث هو، وهذا تفتيت للمجتمع وللاسرة وللعائلة فاين العالم الحر واين المدافع عن حقوق الانسان لذلك هذه هي قضيتنا ايها الموحدون، ايها الشرفاء، ان نقف الى جانب اهلنا الى جانب قضيتنا، القضية الاولى هي فلسطين، المحور الاساس هو فلسطين، لذلك فاننا نرى انه من واجبنا ان نكون الى جانب شعبنا الفلسطيني، ولا نستطيع ان نكون الى جانبه الا عندما نعزز الموقع في لبنان، وعندما يكون قوي بأهله وشعبه وجيشه ومقاومته، وعندما يكون لبنان متوحد بوحدة، وعندما يكون الحكم حكما توافقيا، وتكون الحكومة حكومة مشتركة يشارك فيها الجميع من اجل إعزاز هذا الوطن، لانه لا يمكن ولا يعقل ان يقوم على حساب البعض الآخر، فجمال هذا الوطن هو بتوافق جميع ابنائه وبمحبتنا لبعضنا البعض ونكون جنبا الى جنب وكتفا الى كتف ويدا بيد ونكون الانموذج لعيش مشترك لكل تنوعات الفكر والثقافة والعقائد والانتماء الى الله سبحانه وتعالى".

قيس

والقى الشيخ غالب قيس كلمة قال فيها:" اهلا بقادة المقاومة المنتصرين الصامدين، نقدر لكم جهادكم المستمر وتضحياتكم الجسيمة حفاظا على كرامة هذا البلد وعزته وسيادته وذودا عن ارضه الطيبة وحريته واستقلاله، هنيئا لكم ولنا هذا النصر المبين الذي جعلتموه قلادة طوقتم بها أعناق العرب أجمعين".

أضاف:"ان مبادرتكم المشكورة التي تقومون بها في تلاقيكم وتواصلكم مع المراجع الروحية لهي في الاتجاه الايجابي، سنكمل الطريق التي شقها وخطى عليها الخطوة الاولى الامير طلال ارسلان بالتعاون مع سماحة السيد حسن نصر الله وسائر المخلصين، فكانت سدا منيعا وحجابا واقيا للدم البريء وبلسما شافيا لما لحق بنا جميعا من جراح تعالينا وسنبقى متعالين عليها بعون الله".

شجاع

فكلمة للشيخ سليمان شجاع ومما جاء فيها:"اهلا بكم في البياضة الزاهرة حيث تصفو النفوس المتعطشة للتأمل والمجاهدة في مرقى البر والخير والمعرفة مرآة التاريخ الحامل للارث الديني والاجتماعي والانساني، واذ نؤيد ونبارك اللقاء بين الزعيم الوطني الكبير وليد بك جنبلاط وسماحة السيد حسن نصر الله لجمع الشمل وصيانة السلم الاهلي ووحدة الكلمة وبناء الوطن الذي نستطيع ان نرتقي به ونصون وحدته، فما بيننا وبينكم من الجيرة والموحدة والمصير الواحد لا تفرقه العواصف، لاننا امة واحدة وعرق واحد، والديار واحدة، والوطن واحد، والمصير واحد".

 

وفد علمائي من "حزب الله" زار مرجعا روحيا درزيا في الجاهلية

الشيخ عمار:المقاومة اليوم اقوى مما كانت عليه في أي وقت آخر

وهي في جهوزيتها التامة واستفادت واعادت تموضعها بعد حرب تموز

الشيخ ابو ذياب:الموحدون الدروز يرحبون بالوفاق بيننا وبينكم

المقاومة الآن حاجة ملحة لصون البيت الذي هو الوطن والدفاع عنه

وطنية - 11/7/2009 اصدر تيار التوحيد بيانا جاء فيه: "زار وفد علمائي من "حزب الله" ترأسه عضو المجلس السياسي الشيخ عبد المجيد عمار، المرجع الروحي في طائفة الموحدين الدروز الشيخ ابو علي سليمان ابو ذياب في دارته في الجاهلية.

وكان في استقبال الوفد، رئيس هيئة العمل التوحيدي الشيخ صالح ضو وحشد من المشايخ ورجال الدين وفاعليات البلدة.

الشيخ عمار

بداية، القى الاستاذ بهاء عبد الخالق كلمة ترحيبية، ثم تحدث الشيخ عمار قائلا: "جئنا اليكم محملين بتحيات قيادتنا في "حزب الله" والمقاومة وعلى رأسهم سماحة الامين العام السيد حسن نصر الله، لنقول في هذا اللقاء الكريم، في هذا البيت العربي العريق المقاوم، في هذه البلدة المقاومة التي لها فضل كبير على المقاومة عندما وقفت الى جانبها في احلك الظروف وادق المراحل، جئنا لنقول بأن هذا الجبل الاشم، طالما كانت له مواقف بطولية في التصدي لاعداء الحق والانسانية وعلى رأسهم اسرائيل".

وتابع: "نحن نعرف هذا الجبل عن كثب وتربطنا به علاقة عضوية هي علاقة الانتماء الواحد والوطنية الواحدة والقومية الواحدة؛ هذا الجبل وقف الى جانب المقاومة عندما كانت تتصدى لأعتى الآليات العسكرية في هذا العصر، والمتمثلة بالجيش الاسرائيلي الذي اراد ان يقسم البلد، فكانت له المقاومة بالمرصاد وكان لهذا الجبل دور كبير".

اضاف: "لقد علمتنا التجارب والاحداث ان لبنان هو بلد التعايش والمحبة والوفاق، الا ان لبنان الذي نريد بالاضافة الى هذه القيم والمبادىء التي نحرص في الحفاظ عليها، هو ان يكون قويا وان يستمد قوته من وحدة ابنائه وطوائفه، وعلى رأس هذه المكونات تأتي المقاومة لتكون هي الجامع الوطني الكبير لابناء هذا الوطن ولمذاهبه. لقد كان لبنان قويا وانتصر على اعدائه في معارك كثيرة كان على رأسها حرب تموز 2006 والانتصار الكبير. من هنا استمد هذا البلد قوته، من مقاومته والتفاف شعبه حولها، ونؤكد مجددا ان لا خيار لنا الا بوحدتنا وبوفاقنا وبعيشنا المشترك، دون ان نتنازل عن حقوقنا واولى هذه الحقوق هي المقاومة".

وقال: "المقاومة بكم تكبر وتنتصر ومن وقف مع المقاومة فإنها لن تقل وفاء عنه، وهي ستقف معه، ستقف مع هذه البلدة، مع اصحاب السماحة، مع هذا الجبل.. نريد ان تبقى العزة قائمة والرؤوس مرفوعة والهامات عالية وان تبقى الوحدة هي سيدة الموقف".

واكد "ان المقاومة اليوم اقوى مما كانت عليه في أي وقت آخر وهي في جهوزيتها التامة واستفادت واعادت تموضعها بعد حرب تموز.اننا من هنا من قلب لبنان نقول للعدو المتربص شرا بنا ويهدد ويتوعد اننا موحدون ومتضامنون حول مقاومتنا وسلاحها اللذين هما عنوان وعزة هذا البلد، لأن المقاومة لم تعط القوة للبنان فحسب وانما اعطت القوة والعزة لكل الامة".

وختم: "لقاؤنا ليس لقاء مجاملة انما عرفانا بالجميل لأهل العرفان بوقوفهم الى جانب المقاومة. ولنؤكد على الثوابت الوطنية والاسلامية التي انما يتوحد البلد من خلالها، وندعو الجميع للاقتداء بهذه الخطوات واجراء المصالحات، ولتكن المواقف والنيات والقلوب موحدة، ولتكن وحدة الصف والرأي والموقف عنوان مرحلتنا وعنوان سياستنا وعنوان تضامننا".

ابو ذياب

ثم، قال الشيخ ابو ذياب: "نرحب بكم في داركم ونوضح ان العلاقة بيننا وبينكم لا موقع للخلاف فيها، وما حصل غيمة عابرة وينبغي نسيانه نسيانا تاما. ان اهل البيت الواحد يختلفون احيانا ولكنهم دائما متفقون جميعا على ان يبقى البيت مصانا".

واضاف: "المقاومة الآن حاجة ملحة لصون البيت الذي هو الوطن والدفاع عنه ولا يمكن في هذا الوقت التخلي عنها او ان نأتي بأقوى منها او شلها. في يدك سلاح والعدو بكل قواه مقبل عليك لهلاكك، أتلقي سلاحك وتقدم اليه رقبتك؟ هذا شيء غير مقبول، اذا لا بد مما لا بد منه".

واكد "ان طائفة الموحدين الدروز حرصت من بدء تاريخها على صيانة الوطن بأغلى الاثمان"، مشيرا الى "ان تاريخها مقاومة ولا يمكن لها ان تتخلى عن تاريخها او تغيره ولا عبرة ببعض الحالات النادرة العابرة، فالحكم على الغالب دائما".

وعن العلاقة بين لبنان وسوريا، شدد الشيخ ابو ذياب على "ان لا بد ولا غنى عن العلاقة المميزة بين البلدين"، مضيفا بأن "لا يمكن التفريق بين عائلة هنا وعائلة هناك، هم ذات العائلة وهم كثر، خصوصاالخطر المحدق بالجانبين، اذ ان العدو واحد والمصيبة واحدة".

اما عن العلاقة مع ايران، فتساءل: "هل نبعد شخصا يريد ان يساعدنا ولا نريد مساعدته، ونستجدي شخصا لا يريد ان يساعدناالا بشروط تقوي عدونا اكثر بكثير مما تقوينا؟.

وختم: "ان طائفتنا، طائفة الموحدين الدروز المسلمة المؤمنة ترحب بهذا الوفاق بيننا وبينكم، وترغب في أي وفاق بين ابناء وطننا الواحد، حيث لا غنى عنه في بناء أي وطن من الاوطان لأن الوفاق يبني ويؤول الى النصر وتحقيق الامل، والاختلاف يهدم ويؤدي الى الفشل وكثرة الآفات والعلل، فلنختر اذن احسن السبل، والله ولي التوفيق. اننا نحيي هذا اللقاء الودي الاخوي، ونحيي قيادتكم الواعية ونشكر زيارتكم الكريمة".

 

الجمهورية بين التوافقية والديموقراطية

التاريخ: ١١ تموز ٢٠٠٩ المصدر: صحيفة المستقبل بقلم:بول شاوول

على امتداد مراحل الوصايات المتعاقبة والحروب المتنوعة، والمتتالية علينا وفي ظل الهيمنات الخارجية واصطفاف "المحميات" البلدية (الطائفية بأحزابها) وراء المخططات والخضوع لالزامات هذا الخارج، لم يكن عندنا لا أكثرية ولا أقلية بالمعنى الناتج عن صراع سياسي يُعَبَّر عنه في انتخابات برلمانية أو نقابية أو حتى خيرية. كانت سياسة "الفصل" هي السائدة مع تغير السحن والسيطرة والمعارك والتدخلات والأسلحة. كان النظام الأمني المشترك أخيراً، وقبله الوصايات المتناكبة والمتصارعة، هي الأقلية والأكثرية والنواب والوزراء والاعلام والتعبير، وكانت الميليشيات التظهير المادي لهذه الظواهر. وعلى هذا الأساس كان يتم ضرب هذه الطائفة او تلك إما بالحاق الهزيمة بها بسلاح خارجي طبعاً او بنفي زعمائها وسجنهم وتهديدهم أو استيعابهم وإحلال "شهود" ثانويين مكانهم: وكانت حكومة عمر كرامي الأخيرة التي أسقطتها انتفاضة 14 آذار خير دليل على ذلك، اذ غُيبّت عنها رموز طوائف وأحزاب أساسية: الدروز (غابت كتلة جنبلاط)، والسنة (غابت كتلة الحريري وسواها من الوجوه السنية الراسخة)، والموارنة (غاب ريمون اده وميشال عون وامين الجميل (في المنفى) وسمير جعجع (في السجن)... عندها، ولأن الحياة السياسية انتفت لم يكن ما يسمى آنئذ أقلية ولا أكثرية فهما مختزلتان في قرار خارجي.ذلك أن وجود أكثرية وأقلية يعني بداهة وجود انتخابات ديموقراطية وحرية اختيار ومهزوم ومنتصر. وهذا ما نشهده عريقاً في الأنظمة القائمة على ان السلطة تنبثق عن الشعب والحكم يحدده الشعب؛ إذاً عودة الى ان خيار الشعب هو الخيار الأساسي. هذا مفهوم! ولكن ما حصل في الانتخابات الماضية قبل 4 سنوات ان انبثاق اكثرية (14 آذار) وأقلية (8 آذار) وُوجِهَ بتعطيل دستوري وشارعي وعنفي أي انقلابي: وَوُجهت الديموقراطية بالعقل الانقلابي او بذهنية بعض الأنظمة العربية الشمولية السائدة، بحيث تم تجاوزها، وفي الوقت نفسه التسلق عليها. وكانت لغة الشتائم والتخوين والتهديد من دون ان ننسى الاغتيالات ولا الحروب المرتجلة ولا أنواع احتلال الساحات أو غزو بيروت وبعض المناطق بذريعة لا شرعية الحكومة بمحاصرتها، وغير جدوى مجلس النواب فعطّل بحجج تدعو الى الخجل! وعندما تهيأت "الأقلية" للانتخابات الثانية في الزمن الاستقلالي، وكانت تتوقع فوزاً "مُبيناً" بحمده تعالى اسفرت النتائج عن هزيمة مدوية لها ومجلجلة وصادمة باعتبار ان الاستطلاعات التي اجرتها اعطتها كما يقال تقدماً بـ 80 صوتاً... ولكن حساب الحقل شيء وحساب البيدر شيء آخر. واذا كانت هذه الأقلية وبمنطقها اعتبرت الأكثرية السابقة "وهمية" أو "نظرية" فانها والف حمده تعالى مرة أخرى ومرات بدت لها ان شعبية الأكثرية لا مرتبطة بالاستقطابات السريعة الزائلة ولا بظروف عابرة واعترفت بالنتائج وبهزيمتها لكن لم تتغير العقلية والشروط التي تبنتها كالثلث المعطل... مثلاً او الضامن، أو "المشاركة" أو حكومة "الوحدة الوطنية" أو "خلط أوراق 8 و14 آذار... أو "التمثيل النسبي" أو التمسك بوزارات مفصلية كالدفاع والاتصالات وسواهما، كلها تنبئ بأن الأقلية تتصرف وكأنها هي الأكثرية! هذا التصرف يخفي احتقاراً لارادة الناس عبر تسفيهها وتسطيحها وتقليبها ومصادرتها. فعندما تفرض "أقلية" ما، أياً كان شكلها، إرادتها على اكثرية ما، يعني قبل كل شيء عدم اعتراف "ضمني" أو "سافر" بنتائج الانتخابات او تأويلها تأويلاً هو أقرب الى الغائها، كأن تقول بعد النتائج ان للأقلية أكثرية شعبية بعد هزيمتها، وان للأكثرية اقلية عمومية بعد انتصارها "عنزة ولو طارت". وهذا (لعمري) لبدعة ما بعدها بدع، وتلفيق ما بعده تلفيق، ونوع من "سبي" جاهلي لأصول الديموقراطية وميراثها وهياكلها ودساتيرها.

صحيح ان من حق أي فئة ان تطالب بما تشاء، وان ترعى وتراعي وتقدم مصالحها (حتى على الوطن!) ولكن ما هو غير مفهوم هذه التمويهات والتلويحات المبطنة والتي تستدرج الخارج للانخراط أكثر في اللعبة مع مطالبة الأقلية بعدم تدخل هذا الخارج. عال! كأنما من عمق السيادة ومن مستلزمات الاستقلال ومن ينابيع الديموقراطية تتطلع هذه الأكثرية: انه الكلام المعسول الأكثر والأحلى من الشهد وعصير الليمون والكرز.. لكنه كلام "منقب" يخفي وراءه ارادة خارجية مصرة على اظهار ان لا شيء يحدث او يدور أو يمشي أو يتوقف في لبنان الاّ بإذنها تعالى! توزيع أدوار! ربما! ايجابية من الخارج الاقليمي تقابلها عراقيل يضعها من يؤتمر بهذا الخارج: والصورة للدول العربية مظهرّة تماماً: ان اللبنانيين كلهم غير مؤهلين لا لتأليف الحكومة ولا لاستلام رئاسة الجمهورية.. ولا لفتح مجلس النواب ولا لتطبيق الدستور ولا لادارة البلاد! انه تكرار مُمِلّ لسيناريوات العقود الأربعة الماضية التي وضعتها واخرجتها الوصايات المتعاقبة من عربية وأعجمية وصولاً الى العدو الصهيوني. اذاً فليستنقع كل شيء في لبنان! فلينتنْ كل شيء. فليشوَّه كل شيء: الديموقراطية أولاً، لأن الديموقراطية اللبنانية على علاتها فضيحة للدكتاتوريات العربية وكذلك الأعجمية، ومنها ايران اليوم. والمضحك ان هذه الأنظمة الديكتاتورية "المشرشة" بالقوة تمتدح ديموقراطيتنا وهي تطعنها، تغازلها وهي تحاول خنقها، وتداريها وهي تغتصبها! اذ كيف لعقل دكتاتوري ان يقبل الديموقراطية ولو في آخر الدنيا! وتالياً كيف لعقول مخابراتية وقمعية وبوليسية ان تحيي فعلاً وقولاً الحرية بأشكالها الشعبية والثقافية والانسانية والاقتصادية. وتالياً كيف لعقول فوقية ان تقبل حتى بحدود دنيا للحياة السياسية الصحية القائمة على الصراعات الفكرية وعلى اعتمالات المجتمع المدني بتعدديته الأيديولوجية والفكرية! (وقد عشنا أربعة عقود من دون ما يسمى حياة سياسية) وهذا النموذج: اللاحياة سياسية يُصدَّر الينا عبر الذهينات الانقلابية والتخوين والتهديد وتشويه ارادة الناس وتسفيه القادة بل وتحجيم كل قيادة وطنية لها جذور عميقة في المجتمع: فكل وصاية تفضل التعامل مع "شخصيات" خفيفة، هوائية، وفاسدة ومأجورة تحارب بها ما يفرزه الواقع من ظواهر وافكار وتيارات! بل أكثر: تحاول كل وصاية (وهذا علمناه وخبرناه على امتداد سنوات) ان تُحبط الجمهور: بل تريد ان تسحب نموذج "جماهيرها" "المضبوطة" والمطيعة والمرتبطة بأحادية مفروضة عليها، الى بلدان أخرى كلبنان. لأن ما من شيء يخيف الدكتاتوريات اكثر من وعي الشعب لشروطه وحقيقيتها، واكثر من جهوزيته لاستعادة دوره.. ولا يُخيف الدكتاتوريات اكثر من خروج الناس على سياسة الخوف، والرعب والاستكانة واللجوء الى التحركات الجماهيرية: أو ليس هذا ما اسقط الملكية في فرنسا والشاهنشاهية في ايران (واليوم تتكرر الظاهرة مع النظام القائم، انشاء الله!) ولا لشيء اثقل على قلب الوصايات من إعلان المجموعات ارتباطها بسيادتها، واستقلالها وديموقراطيتها: انها اللعنة تصيبها. وعندها لا بد لها ولكي تشوه الصورة الربيعية المضيئة من ان تطلق عنان التخوين واتهام الناس بالعمالة للخارج والموضة اليوم: العمالة لاسرائيل ولأميركا! برافو! والمستغرب في كل ذلك اصطفاف فئات محلية مع كل وصاية ومحاربة كل تململ استقلالي وتبني كل مقولات الوصايات: هذا ما حدث عندنا وبالتناوب والتواتر مع احزاب الطوائف والمذاهب! (برافو)، من ضمن اهداف رخيصة اقلها سلطة او امتياز واكثرها (تبوؤ) الجمهورية بارادة خارجية: انه الارتهان بأبهى صوره وأسطعه وأنصعه! فيا للخير! ويا للعز ويا لكرامة الطوائف ويا لحقوقها ويا لمصيرها! اذاً، فليعبر كل هؤلاء (تقول الوصايات) الى خارج الجمهورية اذا كانت هذه الأخيرة تعني اجتماع التناقضات والاختلافات لتعزيز الديموقراطية، او لتكريس السيادة (السيادة! انهم السم الزعاف وليكن كل السياديين بحسب الوصايات عملاء وجواسيس!). هذه سياسة استعمارية قديمة جداً قدم الاستعمار وباتت معروفة وممجوجة كاسطوانة مشروخة. والمشكلة ان الذين يتهمون الديموقراطيين بالفساد اوبالتخريب او بالعملاء... هم على حق: فالديموقراطية بالنسبة للدكتاتورية هي خيانة، وتخريب.. والديموقراطية بالنسبة الى الأنظمة الشمولية هي خروج على الإجماع المفروض بالحديد والنار. وهي خيانة "الوحدة الشمولية القطيعية" ذات الـ 99,99 بالمئة للقائد البطل والأخ الأكبر والفطين الأكبر والعبقري الأكبر لا يوازيه احد من ملايين الجماهير سوى احياناً من يخلفه بعد رحيله من اهل العائلة الثورية أو بني جلدته.. ومن بذرة جيناته "المقدسة".. الاستثنائية! اذاً من يتكلمْ عن الديموقراطية ينقض كل هذه "الألواح" التاريخية القدسية! ومن يصفِ الجماهير بغير اجماعها القسري يهدد الأمن القومي.. ويسبب "الحروب الأهلية" : فالتعددية الفكرية بالنسبة اليهم هي حرب أهلية، والتنوع الحضاري تخريب المجتمع، والاختلاف في الرأي كقيمة من قيم الحرية، تصديع للتاريخ ولارادة الأمة (أي امة!).

اذاً يمكن ان نتكلم على الديموقراطية ما نشاء، والنظام يسمح بهذا الكلام بشرط ان يبقى في حدود البلاغة الفارغة والفصاحة الجوفاء كتعبير عن امتصاص اي ممارسة لها. اكثر: يمكن لبعض الفئات الناشئة او الراسخة من أهل الشمولية أو الأيديولوجيات الحزبية او الطائفية أو العنصرية الارهابية او تتسلق الديموقراطية لتضربها وتركبها لتعطلها في سياق اقامة نظام نقيض لها على انقاضها. هذا ما يحصل مع بعض الأنظمة والمنظمات العربية الدكتاتورية التي استغلت الديموقراطية الاستثنائية والتعددية الطائفية والفكرية والسياسية في لبنان، لتخترقها وتمزقها بقوة الشعارات والحروب والمذابح والاغتيالات والشرذمة والتقسيم بحيث تبدو الديموقراطية وكأنها سبب الحروب. وهذا ما حدث فعلاً اثناء حروب هذه الأنظمة العربية المتكافلة والمتضامنة (من تحت الطاولات ومن فوقها مع اسرائيل لتدمير لبنان). عندها راحت تبث في شعوبها: انظروا الى الديموقراطية ماذا تفعل؟ هل تريدون ان تحتذوا مثل لبنان، وتدمروا انفسكم وبلدانكم، اذاً دكتاتوريتنا هي الأمان والدعة والهدوء لكن بشرط الخضوع. فالخضوع ثمن سلامتكم وامنكم! ولا ننسى في المقابل، بعض التنظيمات الاصولية (الطالعة من مختبرات المخابرات الأميركية والاسرائيلية وانظمتها التي فسرت كل تبني أو ممارسة للديموقراطية هي خدمة للغرب أو للخارج.. وهي كفر وتكفير وتدنيس، لكي يتسنى لها بشعوذات الفية ان تلغي كل تفكير سياسي أو نقدي أو تحليلي أو عقلاني أو واقعي لدى شعوبها فتخدم بذلك العدو الاسرائيلي ومن وراءه وهي تمعن في شتمه وتهديده بالابادة: ووجود هؤلاء الفاشيين كاف لتعزيز وجود العدو الاسرائيلي الذي يرى في هؤلاء "أجمل هدية له من السماء"!

وكلامنا هذا لا هو بالتجريدي ولا هو بالنظري (فقط) بل عشناه في بلدنا لبنان على امتداد اربعة عقود من الدكتاتوريات العربية المقنعة أو السافرة، وعشناه عند غيرنا من أنظمة الطغاة الذين "حققوا" لأقطارهم ولشعوبهم من المآسي والهزائم والخراب والفقر والقمع والتهجير ما عجزت اسرائيل عن تحقيقه، في ظل الدكتاتورية الأحادية التي مارسها طغاتهم: ويكفي ان نرى الى هزيمة الـ 1976 وسائر الهزائم.. والحروب والمذابح، واعتماد تخريب بعض البلدان العربية خدمة للمحتل وادامة للاحتلال... بتحويل المعارك عربية ـ عربية أو لبنانية ـ لبنانية، او فلسطينية ـ فلسطينية، أو عراقية ـ عراقية! كل هذا لقاء ثمن بقاء انظمتهم الهشة. كل هذا لقاء دعم الغرب واسرائيل لأنظمتهم مقابل الخدمات الجلى التي يؤدونها لهم بتدمير كل ما هو قائم وراسخ وديموقراطي وحضاري واقتصادي وتحريري في العالم العربي!

هذا ما حاولوا ويحاولون فعله عندنا: ولكي يتمكنوا من الاستمرار في لعبتهم (الاسرائيلية المقنعة) يصوبون على اغلى ما في لبنان: هذه الديموقراطية النسبية. وهذا ما يفسر نزعاتهم الى التخريب والسلاح ليعدموا كل شرارة للديموقراطية، ويعطلوا كل ممارسة للحياة السياسية ويخربوا نتائج الانتخابات الماضية التي أفرزت أكثرية وأقلية! لعبة الأنظمة على شعوبها تمارسها الأنظمة الخارجية والأحزاب و"الزعامات" التابعة لها على أكثرية الشعب اللبناني وكأن لسان حالها يصرخ: لا لن تحكم الأكثرية. ولا أحد. واذا اعترفنا بالنتائج فلن يكون لها مفاعيل: انتصار معكوس لقاء هزيمة (لهم) معكوسة! واذا اصرت الأكثرية على "الحكم" حتى بالمشاركة مع الأقلية، فسيكون عندنا "حكومتنا" الكاملة في الشارع وفي الأزقة والأحياء والساحات والمناطق.. واذا فشل العبسي في الشمال فعندنا مئة عبسي! وبرافو!

السؤال الأخير: هل تريد ان تقول لنا هذه الأنظمة العربية والأعجمية وسواها ان الديموقراطية عندكم مجرد وهم: نتائجها وهم. وناسها وهم، وديموقراطيتها وهم؟

هل هناك استراتيجية تيئيس من الديموقراطية تمارس علينا؟ نعم! لكن يبدو ان هذه الاستراتيجية فشلت كما فشلت كل استراتيجيات هؤلاء! بفضل الناس، والناس تصنع الديموقراطيات الا الأنظمة على مقاساتها، والناس تنتخب نوابها.. وليس الأنظمة هي التي تنتخب!

بهذا المعنى نبشر هؤلاء: ما دامت اكثرية الجماهير مستنفرة بالديموقراطية.. فكل العواصف ستتحطم على صخورها!

فالناس ليسوا من ورق، يا أنظمة الورق!