المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم 24 تشرين الأول/2009

القدّيس مرقس .29-26:4

وقال«مَثَلُ مَلَكوتِ اللهِ كَمَثَلِ رَجُلٍ يُلْقي البَذْرَ في الأَرض. فسَواءٌ نامَ أو قامَ لَيلَ نَهار، فالبَذْرُ يَنبُتُ ويَنمي، وهو لا يَدري كيفَ يَكونُ ذلك. فَالأَرضُ مِن نَفسِها تُخرِجُ العُشبَ أَوَّلاً، ثُمَّ السُّنُبل، ثُمَّ القَمحَ الَّذي يَملأُ السُّنبُل. فما إِن يُدرِكُ الثَّمَرُ حتَّى يُعمَلَ فيه المِنجَل، لِأَنَّ الحَصادَ قد حان».

ليخرج اللبنانيون إلى الشارع ويواجهوا صواريخ "حزب إيران"

أحمد الجارالله

الافتتاحية/السياسة

أربعة اشهر والبيت اللبناني معَّلق على حبال تشكيل الحكومة بلا سقف سياسي ولا أبواب تصدُّ الفوضى الأمنية ولانوافذ مفتوحة على امل بغد افضل.

اربعة أشهر وسعد الحريري الرئيس المكلف تأليف حكومة ما بعد الانتخابات النيابية يحاول... ويحاول ويشاور مرة واثنتين وثلاثا وكأنه ينخل الماء بالغربال بينما العقدة هي ... هي منذ اليوم الاول للتكليف: سلاح "حزب ايران"في لبنان, والجماعات الموالية لرافعي شعار الصمود والتصدي - كذبا وخداعا - تتلطى خلف هذا السلاح مهددة ومتوعدة باستخدامه اذا لم تحجز مقاعدها الامامية في الحكومة العتيدة.

فالى متى يستسيغ اللبنانيون لحس المبرد وسط هذه المهزلة المضحكة المبكية حتى الفجيعة? والى متى سيظلون يتفرجون على هذا السيرك بينما يتقافز نبيه بري على حبال أوجاعهم, ويتراقص الجنرال "الدونكيشوتي" عند حافة الهاوية, ويتثاءب وليد جنبلاط خوفا على جماعته, ويتربص حسن نصرالله متحينا الفرصة للانقلاب الاخير؟

ألم تنصح غالبية المراجع العربية والدولية بالاسراع في تشكيل الحكومة لمواجهة الاستحقاقات الكثيرة التي تتوقعها المنطقة؟ اليس الفلتان الامني المتجول ينهك الجيش اللبناني ويضعف قدرة الخزينة اللبنانية على مواجهة الضغط على الليرة, ويعطل الكثير من المشاريع؟ وهل فعلا يمكن لرجل واحد, في بلد مثل لبنان, ان يمنع تشكيل الحكومة لانه ليس وزيرا فيها؟ وبماذا يرد الساسة في هذا البلد على ما اعلنته جهات ديبلوماسية غربية رفعية المستوى عن ان العراقيل ليست لبنانية أو عربية؟

عشرات الاسئلة تطرح حيال هذا الوضع المرتبك الذي لم يسبق ان مرت فيه دولة من الدول, وخصوصا بعد انتخابات اعترفت بنتائجها كل الاطراف التي شاركت فيها, فهل كان اعتراف جماعة السلاح العلني مبطنا بالتهديد بإحراق البلد اذا تشكلت الحكومة قبل ان تأتي الاشارات من الخارج? ربما لم يتعلم اللبنانيون من اديبهم الراحل جبران خليل جبران حين قال "ويل لامة تأكل مما لا تزرع وتلبس مما لا تحيك", فالواضح تماما ان ما تحاوله جماعات التعطيل والعرقلة هو ان تبقي ما كان يعرف قديما ب¯"اهراءات روما" يزرع عاصفة النفاق ليحصد ريح الخراب على ايدي زمر رهنت مصيرها ومصير بلدها لخارج شرير قريب أو بعيد لا يقيم وزنا لا للجيرة ولا لرابطة العروبة او رابطة الاسلام, انه خارج يدور في حلقة الشر المفرغة , فلماذا لا تعلن الحقائق كاملة ليخرج البلد الصغير من بركان التوقعات والاهتزازات الامنية الى الاستقرار؟ وماذا ينتظر سعد الحريري كي يفقأ الدمَّل ليخرج القيح والصديد والدم المسموم من جسد وطنه؟ وحتَّامَ سيظل موقف رئيس الجمهورية حياديا ازاء ما يجري؟ فالرئاسة التوافقية لا تعني السكوت على المعطلين ومختطفي سلطة الدولة, والعابثين بالامن والاستقرار, فاما ان يكون التوافق في سبيل مصلحة الدولة والناس والا فهو ليس توافقا او حيادا. ماذا تنتظر غالبية اللبنانيين كي تخرج , ليس عن صمتها فقط,بل الى الشوارع في مسيرات احتجاج سلمية تعلن فيها رفضها القاطع للسلاح وميليشياته, أكانت لبنانية او فلسطينية, وتطالب الرئيس المكلف اعلان الحكومة التي خوله الدستور تشكيلها سواء رضي فلان أو رفض علان, وسواء رضيت مجموعة السيرك او لم ترض ولتستخدم سلاحها ساعتئذ وتوجه صواريخها الى طرابلس وجونية واقليم الخروب وبيروت والجبل والبقاع وكل لبنان, فاما ان يكون لبنان الدولة والمؤسسات وهو ما تريده غالبية اللبنانيين, او يكون غابة الميليشيات والرعاع, وليهنأ به إذ ذاك نصرالله وعون وبري ومن لف لفهم.

خطة لإرسال قوات عربية - دولية إلى لبنان بعد تقرير بان كي مون الأعنف حول نزع سلاح "حزب الله"

بعدما حولت حوادث الجنوب الأمنية لبنان إلى بؤرة متفجرة

لندن -نيويورك - حميد غريافي: السياسة

منح تسارع الحوادث الأمنية وتراكمها في جنوب لبنان خلال الأشهر الثلاثة الماضية منذ اطلاق »وجبة« من صواريخ كاتيوشا من جنوب الليطاني على اسرائيل في 13 سبتمبر الماضي مرورا بانفجار مستودع اسلحة »حزب الله« في بلدة خربة سلم في الرابع عشر من يوليو وانفجار مرآب منزل احد قيادييه في بلدة طير فلنسيه في الثاني عشر من هذا الشهر, وصولا الى تفجير جهازي تنصت ورصد اسرائيليين في احد الاودية بين بلدتي حولا وميس الجبل في الثامن عشر من هذا الشهر, الامين العام للامم المتحدة بان كي مون اول من امس »شحنة« غير مسبوقة من الزخم في اعتبار اسلحة حزب الله اولا والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ¯ القيادة العامة« و»فتح ¯ الانتفاضة« ثانيا »تحديا لسلامة اللبنانيين ولاحتكار الحكومة للاستخدام المشروع للقوة«, مؤكدا ان »تفكيك ونزع اسلحتها ذو اهمية قصوى من اجل تقوية ديمقراطية لبنان وسيادته«, وان »التهديد الذي تمثله (هذه) الجماعات والميليشيات المسلحة لسيادة واستقرار لبنان أمر لابد من التاكيد على اهميته وفقا لما كشفت عنه احداث مايو 2008 (اجتياح حزب الله لبيروت والجبل), كما انه يخلق جوا من الترهيب والتخويف لا يتناسب والمسار الديمقراطي الطبيعي في الدولة ويهدد استقرار المنطقة ويقف في معارضة اهداف القرار 1559 الداعي الى تقوية سيادة لبنان وتماسك اراضيه ووحدته واستقلاله السياسي«.

وفي التقرير نصف السنوي الذي اعده ممثل مون في لبنان لمتابعة تطبيق هذا القرار تيري رود لارسن اخرج الامين العام للامم المتحدة بشكل محدد وصفته دوائر مجلس الامن في نيويورك ب¯ »شبه تفجيري« كل »الاعيب الساحر الايراني في لبنان« (حزب الله) الى العلن وكشف خطورة استمراره كقوة مسلحة طاغية في المنطقة على استقرارها سواء داخل البلاد او على حدوده مع اسرائيل, مشددا على ان »تواجد الاسلحة في لبنان خارج سيطرة الحكومة, والوجود المتواصل للميليشيات يساهمان في اذكاء التوترات وانعدام الامن فيه وما هو ابعد منه, وقد يؤدي تدريجيا الى استئناف الاعمال العدائية (حرب يوليو 2006) ما لم يتم تناول ملف تنفيذ القرار 1559 بشكل فوري«, لان »استمرار وجود الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية ¯ حسب التقرير ¯ دليل على وجوب الاستمرار في تنفيذ ذلك القرار«.

وفيما اعتبرت اوساط في البعثة البريطانية الى مجلس الامن تقرير مون بمثابة »ادانة كاملة لتصرفات »حزب الله« في لبنان الخارجة على كل القواعد الدولية«, اكدت اوساط اميركية ان»الفقرات التي تجاوزت الثماني في التقرير الداعية »لفورية« تطبيق القرار 1559 وتجريد »حزب الله« والميليشيات الفلسطينية التي تسيطر على الحدود الشرقية اللبنانية مع سورية من سلاحها قبل استئناف الحرب مع اسرائيل واشتعال الساحة اللبنانية الداخلية, دليل قاطع على امكانية انهيار القرار الآخر 1701 الذي ينظم الهدنة العسكرية بين لبنان والدولة العبرية اذا لم يصر الى تطبيق القرار الاول الصادر العام 2004 الذي سحبت احدى فقراته جيش الاحتلال السوري من البلاد العام 2005 وحققت فقرته الثانية انتخاب رئيس الجمهورية اللبنانية العام 2008 , ولم تبق الا الفقرة الأهم لعودة البلاد الى طبيعتها, وهي فقرة تجريد الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية من سلاحها وبسط سيادة الدولة على كامل اراضيها«.

وقال ديبلوماسي خليجي ل¯ »السياسة« في نيويورك امس ان على »حسن نصرالله ومن هم وراءه مثل ايران وسورية , ان يأخذوا ما ورد في تقرير لارسن ¯ مون على محمل الجد والاهمية, لان المجتمع الدولي ¯ حسب روحية هذا التقرير واسلوب صياغته القوية ¯ لم يعد يحتمل تجاوزات العصابات المسلحة على احدى دوله (لبنان) واستباحته بقوة السلاح والصواريخ التي بات يحسب لها حساب في اي حرب شاملة في المنطقة, اشارت اليه اهداف المناورات العسكرية الجوية والصاروخية الجارية حاليا بين اسرائيل والولايات المتحدة عندما حددت ايران ولبنان وسورية وقطاع غزة كمصادر خطر صاروخية على الدولة العبرية وربما على حلفاء أميركا والغرب في الدول العربية نفسها".

وكشف الديبلوماسي الخليجي ل¯ "السياسة" النقاب عن "وجود خطط لدى الامم المتحدة مدعومة من كل اعضاء مجلس الامة الخمس دائمة العضوية فيه لوضع نهاية للميليشيات المسلحة في لبنان قبل ان يتحول من خلال تفجير ما او حرب جديدة الى صومال آخر في قلب الشرق الاوسط ينقل عدواه الى دول اخرى ويرمي بالمنطقة الى أتون الفوضى الشاملة".

وقال ان من بين تلك الخطط "الأكثر وجاهة ومنطقية, صدور قرار لمجلس الامن يجيز ارسال قوات عربية مطعمة بالقوات الدولية (يونيفيل) المتواجدة اصلا في لبنان, للعمل على تطبيق القرار 1559 تحت اشراف الجيش اللبناني ومساهمته لأن هناك دعوات عربية وأوروبية ومن داخل الكونغرس ملحة لانهاء دور الدويلة الايرانية (حزب الله) في لبنان لانها تشكل بؤرة اضطراب ارهابية في قلب العالم العربي يمكن لها اذا تمددت اكثر ان تنقل الفوضى الى الدول المجاورة وحتى الى دول بعيدة في الخليج العربي والمنطقة المغاربية في افريقيا الشمالية".

وأكد الديبلوماسي ان "دولا عربية قوية وفاعلة ابدت استعدادها للامم المتحدة ومجلس الامن والدول الغربية المعنية بايجاد حل للازمة العربية - الاسرائيلية وباستقرار منطقة الشرق الاوسط للمشاركة في قوات عربية - دولية لتطبيق قرارات مجلس الامن المتعلقة بلبنان وان تلك الدول تدرس جديا هذه المسألة".

وقال ان "هذه القوات اذا شكلت دون تعقيدات, قد تكون شبيهة الى حد كبير بقوات التحالف الدولي التي اخرجت صدام حسين من الكويت وقضت على دولة "طالبان" في أفغانستان وانهت حروب البوسنة وكوسوفو, وبسطت الاستقرار في تلك الدول".

بين الاكتئاب الوطني والانتحار

مصطفى علوش

المستقبل - السبت 24 تشرين الأول 2009 - "... لا أحلم بعالم لا مكان للدين فيه، وإنما بعالم تنفصل فيه الحاجة الى الروحانية عن الحاجة الى الانتماء. بعالم لا يستشعر فيه الإنسان، مع بقائه متعلقاً بمعتقداته وعبادته وقيمه الأخلاقية المستلهمة من كتاب مقدس، بالحاجة الى الانضمام الى أخوته في الدين. بعالم لا يستخدم فيه الدين وشيجة بين اتنيات متحاربة. وإذا كنا نريد حقاً تجنب أن يستمر هذا الخليط بتغذية التعصب والرعب والحروب الإتنية، يجب التمكن من إشباع الهوية بطريقة أخرى".

"عندما تحمل الحداثة سمة "الآخر" لا يكون مفاجئاً أن نرى بعض الأشخاص يرفعون شعارات السلفية من أجل تأكيد اختلافهم، وهذا ما نشاهده اليوم عند بعض المسلمين من الرجال والنساء، لكن هذه الظاهرة ليست وقفاً على ثقافة أو ديانة دون أخرى".من كتاب "هويات قاتلة" أمين معلوف.

في الاكتئاب والانتحار

يعتبر الانتحار أهم عنصر يجب التنبه له في أثناء علاج حالات الاكتئاب الشديدة التي قد تعاني منها أعداد كبيرة من الناس خلال فترات حياتهم. قد تكون بعضها عابرة، وقد تكون أحياناً مستوطنة وشديدة الخطورة بحيث تمنع المريض من أداء واجباته اليومية بشكل مقبول. وهذه الحالة تتعدى ما هو معروف بحالات الحزن أو الاضطراب العاطفي لتصل الى حالة مرضية تستمر فيها العوارض لأكثر من شهرين متتاليين بحيث توصف بنوبة الاكتئاب الكبرى.

في هذه الفترة يشعر المريض بضيق شديد وفقدان القدرة على الصبر والتعامل مع المحيط، بالإضافة الى اضطرابات أخرى قد تشمل عوارض جسدية من أوجاع رأس وتغييرات في عادات النوم والأكل والملبس. ويصبح المريض مستسلماً عندما تصبح الحياة بلا معنى، بل مصدراً للألم والعذاب. عندها يصبح الخيار الأسهل هو الانتحار للتخلص من الآلام. وتكثر حالات الانتحار في فترة بداية العلاج عندما يصبح المريض أكثر قدرة على الحركة من دون أن تزول أعراض الاكتئاب الأخرى وعندما يلاحظ المريض تردي حالته المادية والجسدية في غياب قدرته على التأقلم مع الأوضاع المستجدة.

الأقليات

هناك لغط منطقي حول تعريف كلمة "أقلية" من الناحية الاجتماعية والسياسية. ففي حين أن المنطق الحسابي يفترض أن الأقلية هي الأقلية العددية، وهي من تكون عادة أقلية بالنسبة لأكثرية عددية أيضاً. ولكن الكثير من علماء الاجتماع والفلاسفة مثل "دلوز" و"غتاري" و"كافكا" يصوبون التعريف بأنه يشير الى المجموعات المستضعفة سياسياً ضمن أي مجتمع، وذلك بغض النظر عن العدد. على هذا الأساس فإن تعبير "أقلية" سياسياً يشمل أي مجموعة من المكوّنات الاجتماعية التي تعاني حرمانا نسبيا في مجالات الأوضاع الاجتماعية والثقافية والتعليمية ومجالات العمل والصحة، وبالتأكيد في السلطة السياسية. لذلك فإن بعض الكتاب يفضلون استعمال توصيف المجموعات المستضعفة أو المحكومة بدل أقلية. وتكون هذه المجموعات مصنفة على أساس إتنيّ لتشمل التمايز اللغوي والقومي والديني والثقافي والعنصري. ويمكن أن تشمل هذه المجموعات المعوّقين أو العاطلين عن العمل او مثليي الجنس حسب الأولويات الاجتماعية والسياسية لكل مجتمع.

وقد تكون هذه الإشكالية مدخلاً لتفسير كون الأكثرية العددية في لبنان في وضع الأقلية بناءً على المعطيات الأمنية والعسكرية التي تضعها في موضع الاضطهاد، ولكن هذا ليس موضوع بحثنا التالي.

السياق التاريخي

قد تكون مسألة الأقليات قديمة قدم الاجتماع الإنساني، وقد يكتشف يوماً أنها أحد أسباب اختفاء "الحلقة المفقودة" في سلسلة الارتقاء للجنس البشري، ولكن هذه المسألة بدأت تأخذ أهميتها في الشرق مع حملة نابوليون سنة 1798 لاحتلال مصر وبلاد الشام في طريقه لمحاولة إنهاء السلطنة العثمانية. وقد سبقت هذه الحملة دعوة الإمبراطور اليهود للعودة الى فلسطين. وقد أكثر نابوليون من إصدار البيانات والرسائل الموجهة الى طوائف بلاد الشام ومصر بهدف استمالة زعمائها للتحالف معه تحت ستار إنقاذهم من الحكم العثماني ومساعدتهم على حكم أنفسهم بالتساوي تحت رعاية الشعارات التي طرحتها الثورة الفرنسية.

رغم فشل مشاريع نابوليون بعد حصار عكا الشهير، وهزيمة أسطوله لاحقاً على يد الأسطول الإنكليزي في "أبوقير"، إلا أن مسألة الأقليات في السلطنة العثمانية بقيت تتفاعل على مختلف المستويات الدينية منها والعرقية والقومية واللغوية والقبلية والعشائرية، ما أدى الى تفكك هذه السلطنة قبل عقود عدة من انهيارها النهائي في الحرب العالمية الأولى. وقد كان لمسألة الأقليات الأثر الأبلغ على لبنان على مدى القرنين الماضيين، بحيث كانت إحدى أهم خلفيات الحملة المصرية على لبنان في أوائل القرن التاسع عشر والتي أدت لاحقاً الى حربين أهليتين في أوساط ذاك القرن انتهت بفرض نظام المتصرفية على جبل لبنان تحت شعار حماية الأقليات.

في القرن العشرين، عاش لبنان تجربة مضادة وهي ما سمّيت بدولة لبنان الكبير بمسعى من البطريرك الياس الحويك الذي عكس مبدأ الإنعزال الأقلوي ليصبح لبنان كياناً متعدد الأقليات، عسى أن يكون مثالاً للتلاقي والحوار بين كتلتي الشرق والغرب وبالتالي بين الإسلام والمسيحية.

من المؤكد أن هذه التجربة لم تكن ناجحة في كل أوجهها، والدليل هو الحروب المتعددة التي دخل فيها هذا الكيان مع نفسه مما انعكس انقساماً مستمراً في جسمه لا يزال يتحكم به حتى الآن.

ولكن كل ذلك لا يجب أن يخفي واقعاً واضحاً هو أن ضمن معمعة الأقليات خلقت طائفة فريدة تمكنت من تجاوز منطق الطوائف لتتلاقى في منطق قبول الآخر كما هو، على اعتبار أن المواطنة والالتزام بالمؤسسات والقوانين المدنية قضية منطقية لتضم الجميع، وعلى أساس أن الحقيقة في القضايا الماورائية ما هي إلاّ مسألة نسبية وشخصية لدرجة لا ينفع فيها لا النقاش المنطقي ولا التبشير الطوباوي.

فوائد ومخاطر

وقد تمكن الكثير من اللبنانيين في هذه التجربة من تحصيل ثقافة تعددية أعطتهم الفرصة للمنافسة والتفوّق في مختلف المجالات (على المستوى الفردي) الاقتصادية والثقافية والعلمية، وما النجاح الفردي في الانتشار إلا نتيجة لهذه الثقافة التعددية.

ولا شك أن قيام النظام الديموقراطي واستمراره، رغم كل عوراته وإخفاقاته، ما كان إلا نتاجاً حتمياً للتعددية في وقت وقعت كل الأنظمة المحيطة في فخ الشمولية الكاملة أو الشمولية المقنعة ببعض من شعائر الديموقراطية مثل مجالس الشعب والانتخابات والاستفتاءات...

في المقابل، فإن المنهاج الأقلوي دفع المكوّنات اللبنانية الى البحث عن الأمان من خلال تحالفات خارج الحدود كان المرجو منها تأمين تفوق نوعي على باقي المكوّنات الوطنية. وعلى الرغم من أن تجارب بعض المكوّنات في هذا المجال أدت الى كوارث مدمرة على كل المستويات خلال تجارب العقود الماضية، فإن البعض لا يزال يراهن على تجربة المجرَّب ظناً منه أنه قد استفاد من فشل الآخرين، أو أنه يحمل عقيدة أكثر نقاوة وقوة، أو أنه يحمل توجيهاً إلهياً سيضمن نجاح تجربته. بالمحصّلة فإن الكارثة هي النتاج المنطقي لتمادي هذه التجربة.

المصيبة الكبرى هي في المكوّنات التي تضع نفسها تحت جناح "التحالف" مع مكوّنات أخرى تحمل نفس الشعور والطموح الأقلوي أملاً في الأمان من هيمنة أكثرية إفتراضية.

مسار الانتحار

بالمحصّلة، فإن التضارب في المشاريع الأقلوية واستمرار وهم الاستقواء بقوة إقليمية تارة أو عالمية تارة أخرى، أو بتحالف أقليات متعددة في مواجهة مجموعات أخرى، هي أمور في الأساس أقلية على المستوى المحلي سوف يؤدي الى الاحتمالات الآتية:

1 الاستمرار في لبنان ككيان متعدد ولكن بتأبيد منطق المحاصصة الطائفية التي أجّلت وستؤجّل تحوّل لبنان الى دولة مؤسسات ذات ديموقراطية حقيقية، وهي غير الديموقراطية التوافقية التي أصبحت قيد التداول.

2 تقسيم الكيان الى فيدرالية سياسية، ستتحوّل عاجلاً أو آجلاً الى فيدرالية جغرافية تحكم في ما بينها الديموقراطية التوافقية، ولكن هذا يقتضي توحيد مسألة العلاقات الخارجية، وعلى الأقل مسألة الدفاع والسلاح، وهذه قضية تبدو بعيدة المنال في المعطيات الحالية في لبنان بوجود سلاح وعقيدة "حزب الله".

3 هيمنة مكوّن واحد على المكوّنات الأخرى، إن كان من ناحية العدد أو السلاح، وقد أثبت هذا الخيار فشله بالتجربة التي دفعت بعض مكوّنات لبنان الى محاولة الهيمنة بالقوة على المكوّنات الأخرى كما حدث في سنوات الحرب. وهذا الخيار يعني حرباً أهلية عاجلاً أم آجلاً مهما بلغ جبروت المكوّن المهيمن. ولا يفيد مثل السابع من أيار هنا لأن المكوّنات المقهورة ستتمكن لاحقاً من أخذ زمام المبادرة.

4 خيار وضع الكيان تحت سلطة خارجية في نوع من الانتداب كما حصل على مدى ثلاثين سنة مع الوصاية السورية، وهذا ما لم يمنع الاقتتال في بداية الوصاية ولا أدى الى الاستقرار كما حصل في نهاية الوصاية.

5 إلغاء الكيان بشكل كامل وضمه الى كيانات مجاورة. وهذا يعني إلغاء لبنان وضمه الى سوريا بالإكراه، مع العلم أن لا رغبة لأي مكوّن من المكوّنات اللبنانية في هذا الخيار. كما أن الافتراض بأن هذا الحل يؤمن الاستقرار هو غير منطقي خصوصاً إذا راجعنا تاريخ سوريا القريب غير المستقر وسيطرة أقلية بالإكراه على الأكثرية العددية.

بالنهاية، فإن الحل المنطقي خارج الخيارات السابقة هو مثابرة "طائفة اللبنانيين" على السعي الى إنتاج دولة المؤسسات والمواطنة، فلا يمكن لحالة الاكتئاب الوطني التي نعاني منها أن تجعلنا نقبل بالانتحار المتمثل بالحلول السابقة لعلاج حالاتنا النفسية.

* نائب سابق وقيادي في "تيار المستقبل"

"الأحرار" دعا الى الصلاة عن أنفس داني شمعون وزوجته وطفيلهما غداً واعتبر أن عدم تشكيل الحكومة دليل الى الارادة الغائبــة عند المعرقلين

المركزية- اعتبر حزب "الوطنيين الأحرار" ان واقع عدم تشكيل الحكومة يدل الى عدم وجود إرادة صادقة عند المعرقلين في صفوف الأقلية للعمل الصادق كي تبصر الحكومة النور، وإذ ندّد بالخرق الإسرائيلي للسيادة اللبنانية وللقرار 1701، اسف للجمود غير المبرر على جبهة العمل لحسم ملكيّة مزارع شبعا. ودعا الحزب لمناسبة الذكرى 19 لاغتيال رئيسه السابق داني شمعون وزوجته انغريد وطفليهما طارق وجوليان الى الصلاة عن راحة أنفسهم غداً السبت في كنيسة دير مار انطونيوس – السوديكو.عقد المجلس الأعلى للحزب اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيسه النائب دوري شمعون وحضور الأعضاء. بعد الاجتماع صدر البيان الآتي:

1– يبدو تشكيل الحكومة العتيدة في مهب التصريحات التصعيدية التي تتسارع وتيرتها حيناً وتخبو أحياناً لتطيح التفاهمات وتجهض محاولات بناء الثقة بين مختلف الأطراف اللبنانيين، وتبدد أجواء التفاؤل التي ساهم الحوار المباشر ودينامية التقارب العربي في توفيرها. هذا الواقع يدل إلى عدم وجود إرادة صادقة عند المعرقلين في صفوف الأقلية للعمل الصادق لكي تبصر الحكومة النور. ويؤكد تمسكهم بمعادلة تقضي بتنازل الأكثرية عن حقوقها وعن التوكيل الذي نالته من الناخبين لتنفيذ برنامجها. كما يؤشر إلى مضيّهم في ممارسة سياسة الاستقواء ودفع الأوضاع إلى حافة الهاوية لفرض أمر واقع يؤدي إلى تغيير قواعد اللعبة انطلاقاً من موازين القوى على الأرض لا تحت سقف المؤسسات، ولا اتكاء على الدستور والقوانين. إن هذا الأمر هو من الخطورة بحيث يصبح معه تشكيل الحكومة، على اهميته، ثانوياً، ويستدعي بالتالي وعياً وإدراكاً وعزماً على مواجهته من قبل الرأي العام اللبناني والعالمي واشقاء لبنان المخلصين واصدقائه، وإلا سنظل نشهد مزيداً من الإبتزاز وتآكلاً في مقومات الحكم وقضماً لصلاحيات المؤسسات الشرعية، مما ينذر بالشؤم وبأسوأ التداعيات على الصيغة والنظام والكيان.

2– نندد بالعملية التي نفذتها إسرائيل في قرية حولا والتي تأتي من ضمن الخرق المتكرر للسيادة اللبنانية وللقرار 1701. وندعو مجلس الأمن والمجتمع الدولي إلى ممارسة أكبر قدر من الضغوط عليها لفرض احترامها القرار المذكور وإحجامها عن انتهاك السيادة اللبنانية براً وبحراً وجواً. في المقابل، نجدد دعمنا الشرعية الدولية وقواتها العاملة في الجنوب، كما مطالبتنا بضرورة التزام كل مندرجات القرار 1701 كونه الضمانة الشرعية لحماية لبنان وخصوصاً جنوبه من الاعتداءات الإسرائيلية. ولا يسعنا في المناسبة إلا إبداء الخيبة من استمرار الاحتلال الإسرائيلي الجزء الشمالي من قرية الغجر، ولمزارع شبعا وتلال كفرشوبا. ونأسف للجمود غير المبرر على جبهة العمل لحسم ملكية مزارع شبعا، من طريق إيداع سوريا مجلس الأمن الوثائق القانونية والخرائط المناسبة مما يضاعف في إحراج إسرائيل ويزيد عزلتها على الصعيدين الإقليمي والدولي.

3– نبدي استغرابنا لبقاء مصير المواطن جوزف صادر مجهولاً بعد انقضاء فترة طويلة على اختطافه في وضح النهار وعلى مرأى ومسمع الكثيرين، ورغم المراجعات والنداءات لإطلاقه. إن أقل ما يقال انها مأساة للوطن والدولة، نظراً إلى العجز الموصوف في تأمين سلامة المواطنين وفي كشف خفايا الجريمة وتحرير المخطوف، بقدر ما هي بالنسبة إلى عائلته وزملائه وأصدقائه. وفوق كل ذلك انه تشجيع وتحفيز لكل الرعاع والمجرمين وأنصار الدويلات والمربعات والمحميات وبرهان على استمرار الفلتان. الأنكى ان ذروة المطالب هي إطلاق السيد صادر فيبقى الفاعلون مغيبين من دون حساب على أفعالهم، وهذا نقيض مفهوم الدولة والقانون وحقوق الإنسان.

أخيراً، وفي مناسبة الذكرى التاسعة عشرة لاستشهاد رئيس الحزب السابق داني شمعون وزوجته انغريد وطفليهما طارق وجوليان، ندعو المحازبين والأصدقاء إلى الصلاة عن أنفسهم يوم غد السبت الخامسة عصراً في كنيسة دير مار انطونيوس ـ السوديكو.

إيران ترفض إرسال اليورانيوم للخارج وقانون عقـوبات جديد أمـام الكونجـرس

طهران - وكالات : 23/10/2009

تم الخميس رفع مشروع قانون عقوبات جديد بحق إيران إلى مجلس النواب الأميركي بعد سلسلة مشاريع أخرى قدمت بهدف اعتماد سياسة اكثر حزما حيال النشاط النووي الإيراني.

ويلزم مشروع القانون الشركات الخاصة المتعاملة مع الولايات المتحدة إبراز وثيقة تثبت أنها لا تتعامل في الوقت نفسه مع قطاع الطاقة أو صناعة التكنولوجيات الحساسة في إيران.

ويهدف إدراج هذا القطاع الأخير في النص إلى عدم تمكين الحكومة الإيرانية من (الحد من تدفق المعلومات المستقلة في إيران) ، في إشارة إلى التشويش على أجهزة الاتصالات أثناء التظاهرات التي تلت الانتخابات الرئاسية في حزيران/يونيو. وأفادت منظمة (الاتحاد لمحاربة البرنامج النووي الإيراني) التي ساهمت في إعداد مشروع القانون أن الشركتين المتعددتي الجنسية نوكيا وسيمنس معنيتان بهذه الاحكام. وفي حال تقديم أي شركة مستندات مزورة سيحظر عليها التعامل مع الحكومة الأميركية. ويشمل المشروع أيضا شركات دولية وفروعها المتعاقدة مع الحكومة الأميركية. ونقل بيان عن النائب الديموقراطي رون كلاين قوله (آن الأوان للاختيار ما بين التعامل مع الحكومة الأميركية أو مع إيران). وكلاين هو أحد المشاركين في إعداد مشروع القانون إلى جانب الجمهوري رون ميكا.

إيران ترفض إرسال اليورانيوم للخارج

من جانبه ، رفض نائب إيراني بارز الخميس فكرة إرسال يورانيوم منخفض التخصيب الى الخارج لتخصيبه لدرجة أعلى في مؤشر على تردد طهران في قبول اقتراح يهدف لتهدئة توترات دولية بشأن طموحاتها النووية. وقدمت الوكالة الدولية للطاقة الذرية مسودة اتفاق لإيران وثلاث قوى كبرى للموافقة عليه بحلول يوم الجمعة. ومن شأن الاتفاق خفض مخزون طهران من اليورانيوم المخصب الى أقل من الحد الذي يمكن استخدامه في انتاج سلاح نووي اذا ماجرى تخصيبه الى درجة أعلى مقابل تزويد إيران بالوقود لمفاعل نووي ينتج نظائر تستخدم لاغراض طبية. وقال دبلوماسيون غربيون ان الاتفاق يلزم طهران بارسال 1.2 طن من مخزونها المعلن من اليورانيوم منخفض التخصيب والذي تصل كميته الى 1.5 طن الى روسيا التي ستقوم بزيادة درجة تخصيبه. وسيتم بعد ذلك نقله الى فرنسا لتحويله الى قضبان وقود ثم يعاد إلى إيران لاستخدامه في مفاعل ينتج نظائر مشعة لعلاج السرطان.

ونقلت وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء عن محمد رضا بهونار نائب رئيس البرلمان الإيراني قوله (يقول لنا –الغرب- .. اعطوني اليورانيوم المخصب بنسبة 3.5 في المئة لديكم وأعطيكم الوقود للمفاعل. وهذا أمر غير مقبول بالنسبة لنا). وأضاف (الوكالة الدولية للطاقة الذرية ملزمة بتزويدنا بالوقود بناء على اتفاق منع الانتشار النووي).

وتقدم الوكالة التابعة للامم المتحدة مساعدة فنية للدول الاعضاء لتطوير طاقة نووية للاستخدامات السلمية. ولكن العقوبات المفروضة من جانب الامم المتحدة على إيران تحظر التبادل التجاري معها في مواد نووية حساسة. ولم ترد إيران حتى الان على الخطة التي قدمها محمد البرادعي مدير عام الوكالة الدولة للطاقة الذرية يوم الاربعاء بعد ثلاثة ايام من المحادثات التي جرت في فيينا والتي أخفقت في الانتهاء من الاتفاق وهو ما كانت تريده الوكالة وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة.

وقال دبلوماسيون غربيون ان هذا يعود الى أن إيران اثارت الكثير من الاسئلة بشأن جوانب أساسية للخطة التي وافقت عليها بالفعل مبدئيا في محادثات جرت في جنيف في الاول من اكتوبر تشرين الاول. وتتضمن خطة البرادعي البنود الاساسية التي تسعى اليها القوى الغربية. وقامت إيران التي تقول ان برنامجها النووي يهدف فقط الى انتاج الكهرباء بتخزين يورانيوم منخفض التخصيب يكفي لصنع قنبلة واحدة اذا تم تخصيبه لدرجة تركيز تصل الى نحو 90 في المئة مقابل 20 في المئة وهي الدرجة المناسبة للمفاعل الإيراني. ولمح مبعوث إيران في الوكالة هذا الاسبوع الى أن حكومته قد تطلب ادخال تعديلات على الاتفاق. وقال دبلوماسيون غربيون ان ذلك من شأنه أن يعرض الاتفاق للخطر.

وقال مسؤول إيراني بارز طلب عدم ذكر اسمه ان طهران مازالت تدرس الاقتراح. وأضاف المسؤول لوكالة (رويترز) (الاقتراح يخضع للدراسة وسنعلن موقفنا في وقت لاحق).

وقال علي أكبر صالحي رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية ان إيران لديها القدرة على تخصيب اليورانيوم حتى 20 في المئة ولكنها لا تحتاج مزيدا من الوقود للمفاعل.

وابلغ صالحي صحيفة إيرانية (رغم أننا نمتلك القدرة والامكانيات لانتاج يورانيوم مخصب بدرجة 20 في المئة الا أننا نفضل الحصول على هذا الوقود من الخارج).

وأضاف (ولكن إذا تلقينا أي اشارة تفيد بأن الموردين مترددون في امدادنا باليورانيوم فاننا -من أجل منع اغلاق المفاعل- لن يكون أمامنا من خيار اخر سوى انتاجه داخل -إيران-).

ويقول مسؤولون غربيون إن فرنسا والارجنتين فقط التي قامت عام 1993 بإمداد المفاعل بمخزون الوقود والذي يقارب على النفاد في غضون عام لديهما التكنولوجيا لإنتاج الوقود الذي يحتاجه المفاعل. واستبعدت إيران مرارا وقف أنشطة تخصيب اليورانيوم ولكن القوى العالمية ستضغط عليها لتذعن للتجميد النووي في محادثات أخرى على مستوى كبار المسؤولين بوزارة الخارجية يتم الترتيب لها قريبا. وقال صالحي كما قلت من قبل لن نتخلى عن حقوقنا (في تخصيب اليورانيوم). نحن متمسكون بحقوقنا.

محكمة جنايات أمن الدولة بمصر تستأنف

السبت محاكمة أفراد "خلية حزب الله

نهارنت /تستأنف محكمة جنايات أمن الدولة العليا "طوارئ"برئاسة المستشار عادل عبد السلام جمعة، بضاحية التجمع الخامس بالقاهرة، السبت، محاكمة 26 من المتهمين في قضية "خلية حزب الله" التي جرى اعتقال عدد من أفرادها في نيسان الماضي، ووجهت اليهم تهم التخابر والإعداد لأعمال تخريبية ومن المقرر أن تقوم المحكمة في هذه الجلسة بفض أحراز الدعوى، ثم الاستماع إلى دفاع المتهمين الذين ينتمون إلى عدة جنسيات: لبنانية، وفلسطينية، ومصرية، وسودانية، تم اعتقال 22 منهم بينما لا يزال أربعة آخرون هاربين. يشار إلى أن الأحكام الصادرة عن محاكم الطوارئ، التي أنشئت بموجب قانون الطوارئ الصادر في 1981، تعتبر أحكاما قطعية لا رجعة فيها، إذ لا يجوز الطعن فيها أمام محكمة النقض، السلطة القضائية الأعلى في مصر، كما لا يجوز مراجعتها بأي صورة من صور التقاضي

كوشنير يحث على تشكيل الحكومة لان الوضع الاقليمي هش ولا يسقط مسؤولية الخارج في التعطيل

نهارنت/رأى وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير انه من الملح جدا ان تتشكل الحكومة اللبنانية، مشيرا الى ان الوضع الاقليمي ليس جيدا، ولافتا الى ان المفاوضات بين اسرائيل والفلسطيننين وصلت الى حائط مسدود. واوضح كوشنير بعد لقائه رئيس الجمهورية ميشال سليمان في قصر بعبدا، ان لبنان بحاجة الى حكومة في وسط هذا الوضع الهش يتمثل فيها جميع الأطراف والطوائف. واضاف انه نقل رسالة صداقة وطيدة من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الى رئيس الجمهورية ميشال سليمان، مشددا على استعداد فرنسا للمساعدة باي طريقة. واعلن كوشنير انه سمع من سليمان ان هناك جواً يقول انه في الأيام المقبلة وبسبب الإتصالات التي تجري بين الأطراف سنصل الى تشكيل حكومة وفق تشكيلة 15-10-5، مؤكدا رغبة فرنسا في رؤية لبنان مستقرا يحكم نفسه بنفسه. واذ أمل كوشنير ان تتشكل الحكومة في الايام المقبلة، لفت الى ان أسباب عدم تشكيل الحكومة ليست فقط داخلية بل هناك أسباب خارجية أيضاً, داعيا الدول الى أن تؤثر بشكل إيجابي على هذا الموضوع وأن تلتزم بوعودها. ولفت كوشنير الى العلاقة السورية الفرنسية القائمة بين البلدين، مشيرا الى أن "لقاء الرئيس السوري بشار الاسد – والملك السعودي عبدالله كان جيد جدا ولكننا لم نشهد حكومة في لبنان". واضاف كوشنير ان "الاقتراحات يجب أن تأتي من جانب اللبنانيين، ولا يمكن للبنانيين أن يعتمدوا على فرنسا لتشكيل حكومتهم". وكان كوشنير التقى وزير الخارجية فوزي صلوخ واكد أنه "يحمل الى كل المسؤولين الذين سيلتقيهم فكرة واحدة وهي انه لا يمكن الإستمرار من دون حكومة"، محذرا من أن ذلك "يضع لبنان عرضة لكل المخاطر في المنطقة". والتقى كوشنير رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط صباح الجمعة في مقر السفارة الفرنسية، في حضور النائب مروان حماده، تم خلاله البحث في التطورات السياسية الراهنة.

توقيف 4 طعنوا شخصا في مقهى في جونيه خلال إشكال وتضارب

وطنية - صدر عن شعبة العلاقات العامة في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي البلاغ التالي: "نتيجة للاستقصاءات والتحريات المكثفة، وبناء على اشارة القضاء المختص، الساعة 22,00 من تاريخ 21/10/2009 في محلة عين المريسة، تمكنت قوة من فصيلة درك جونيه، بالتنسيق مع مفرزة الإستقصاء في شرطة بيروت، من توقيف كل من:

ق.د.(مواليد 1986) م.خ.(مواليد 1972) ع.م. مواليد 1986 (لبنانيون) وم.خ. (مواليد 1975- فلسطيني)، اثر إقدامهم في تاريخ 18/10/2009 على طعن المدعو ب.م. (مواليد 1982) بسكين داخل مقهى ليلي في محلة جونيه بسبب اشكال فردي وتضارب، وفرارهم الى جهة مجهولة".

تقدم ملالتين اسرائيليتين لجهة "بوابة فاطمة" ودوريات للجيش و"اليونيفيل"

وطنية - افاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في مرجعيون علي داود انه سجل استنفار متبادل بعد ظهر اليوم، على "بوابة فاطمة" الحدودية حين تقدمت ملالتان اسرائيليتان ترافقهما سيارة جيب، وتمركزتا في الجانب الاسرائيلي المطل على البوابة لجهة بلدة عديسة حيث قام الجيش اللبناني و"اليونيفيل" بتسيير دوريات مؤللة على البوابة في الجانب اللبناني، واستمر ذلك من الساعة الثانية حتى الثانية والنصف حيث غادرت الدورية الاسرائيلية الى مستعمرة المطلة فيما بقي الجيش والطوارىء في حالة ترقب لما يجري خلف الحدود اللبنانية.

السفيرة سيسون زارت مقر "اليونيفيل" في الناقورة

وطنية - زارت سفيرة الولايات المتحدة ميشيل سيسون المقر العام للقيادة الدولية المعززة "اليونيفيل" في الناقورة، وسط تدابير أمنية مشددة، في زيارة مفاجئة للجنوب بعيدا عن الاعلام. والتقت القائد العام ل"اليونيفيل" الجنرال كلاوديو غراتسيانو وكبار الضباط، وتناول البحث الاوضاع في جنوب لبنان ومهمة القوات الدولية لجهة تنفيذ القرار 1701.

البطريرك صفير إستقبل سفير الاردن ومديرعام قوى الامن الداخلي: نمر في أوضاع صعبة جدا ونأمل تذليل العقبات والصعوبات على كل الصعد

النائب غانم: المطلوب عطاء وتضحية كي لا نترك بلدنا فرصة لاي رياح تهب المشاكل ليست مئة في المئة لبنانية ومعظمها له ارتباطات خارجية

اللواء ريفي: وضعنا خطة في موضع سرقة السيارات لاعادة الامور الى نصابها

وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي ، وتم عرض للاوضاع الامنية السائدة في البلد.

ووصف البطريرك صفير الاوضاع التي نمر بها ب"الصعبة جدا"، آملا "ان تذلل كل العقبات والصعوبات التي تعترض الشعب اللبناني على كل الصعد".

واشار اللواء ريفي بعد اللقاء في دردشة مع الاعلاميين الى "ان الزيارة لطمأنة البطريرك على الوضع الامني السائد في البلد"، مؤكدا "ان الوضع ممتاز".

وعن موضوع سرقة السيارات قال اللواء ريفي: "هناك خطة وضعناها باشراف وزير الداخلية وبالتنسيق الكامل مع قيادة الجيش ومديرية المخابرات نأمل ان يرى اللبنانيون نتائجها قريبا فتعاد الامور الى نصابها الطبيعي"، مشيرا الى "ان السرقات الاخرى ما زالت ضمن المعدل الطبيعي".

سئل: حول ماذا مبنية هذه الخطة، قال: "حول ملاحقة المجرمين، والامل كبير في التوصل الى الحد منها، ونحن واثقون من نتائجها".

وردا على سؤال عن مدى تأثير تأخير تشكيل الحكومة على الوضع الامني، قال: "لا اريد ان ادخل في السياسة".

وإستبعد اللواء ريفي "وقوع احداثا امنية"، واصفا الوضع ب"الجيد".

النائب غانم

بعدها استقبل البطريرك صفير النائب روبير غانم الذي قال بعد اللقاء: "الزيارة للاطلاع من غبطته على رؤيته وهواجسه، وتطرقنا الى وضع البلد المؤسف وعدم امكانيتنا وخصوصا السياسيين لاظهار النضج الكافي تجاه الشعب اللبناني الذي ضحى وعانى الكثير ولكنه ابدى نضجا في الانتخابات النيابية الاخيرة لم يقابله من قبل القادة والسياسيين او بعضهم على الاقل النضج اللازم من اجل الخروج بحكومة وفاق وطني او حكومة ائتلافية، وهذه الهواجس موجودة لدى الجميع وبالاخص عند المسيحيين وقد عبر عنها غبطة البطريرك مرارا ومن ضمن الهواجس هجرة الشباب وخصوصا المسيحيين وعدم الاطمئنان الى المستقبل وطبعا هذه الامور جميعها تولد خوفا، وبالتالي تولد عدم امكانية ان تنتج الناس في البلد وان تبقى فيه".

واضاف: "نحن نتمنى ان يتعالى كل لبناني مسؤول عن المطالب الشخصية والخصوصيات والشخصنة، وان يتطلع الى مصلحة لبنان وان يضحي في سبيله، لان كل تضحية في سبيل الوطن يقدرها الشعب وهي لا تعتبر تنازلا، لانه عندما يتم التنازل للوطن فلا يعتبر هذا تنازلا، انما يكون عطاء وتضحية، وهذا هو المطلوب في هذه الظروف كي لا نترك بلدنا فرصة لاي رياح تهب من هنا او هناك".

سئل: هل تعتبر ان المشكلة في تأليف الحكومة هي مشكلة شخص او خارجية؟

اجاب: "المشاكل الاساسية في لبنان ليست مشاكل مئة في المئة لبنانية ومعظمها له ارتباطات خارجية، ومن هنا كان لبنان وما زال ساحة لصراعات اقليمية ودولية تقوم بها الدول القوية على حساب مصلحة لبنان، لذلك آن لنا ان نقول لا للخارج، ونعم لمصلحة لبنان وان نصنع التاريخ مجددا كي لا يلفظنا مرة اخرى وتكون هذه فرص ضائعة".

وردا على سؤال، قال: "الامور لم تنضج بعد والدول الكبرى لا تعطي قبل ان تأخذ وهي تفتش عن مصالحها على حساب مصلحة لبنان وهذا شيء طبيعي، فكل الدول تفتش على مصالحها". وعن موعد ولادة الحكومة قال النائب غانم: "هذا يحتاج الى منجم، ولكن نأمل ان تشكل الحكومة في أسرع وقت، وما يحصل بالنسبة لهذا الموضوع لم يحصل في اي بلد آخر، وعلى الشعب ان يعرف من يتحمل مسؤولية التأخير، وانا اتمنى على الرئيس المكلف اذا لم يتوصل الى توافق او حكومة اتفاق وطني ان يعرض على رئيس الجمهورية تشكيلة حكومة تكون مقبولة وميثاقية ووفاقية والذي يرفض يكون هو الذي يعطل الحكومة والبلد".

وعما اذا كان يؤيد قيام حكومة اكثرية قال: "القصة ليست قصة حكومة اكثرية بل حكومة ائتلافية ميثاقية تصدر المراسيم بها، واذا رفضتها المعارضة تظهر انها هي المسؤولة".

المطران

والتقى البطريرك صفير رئيس اللجنة البطريركية للشؤون الطقسية المطران بطرس الجميل لاطلاعه على عمل اللجنة وعلى الجديد منها ومن بينها افتتاح مركز الكتروني خاص باللجنة اضافة الى صدور المفكرة الليتورجية الجديدة.

ومن الزوار ايضا الرئيس السابق للرابطة المارونية حارس شهاب، ثم راعي ابرشية صربا المارونية المطران غي نجيم.

سفير الاردن

وظهرا استقبل البطريرك صفير سفير الاردن في لبنان زياد المجالي وعرض معه العلاقات الثنائية بين البلدين.

الحريري يمنع نواب كتلته من السجال مع عون والاكثرية ترى توزيع ادوار بين عون وفرنجية

نهارنت/اكدت قوى الاكثرية ان التصعيد السياسي في مواقف النائب ميشال عون، هّز الطاولة لكنه لم يقلبها، في مؤشر الى ان الباب لم يقفل امام استئناف الاتصالات. ورسمت مصادر في الغالبية لصحيفة "النهار" علامات شكوك عميقة في التصعيد العوني، بينما يمضي حليف عون النائب سليمان فرنجيه في ابداء مزيد من المرونة اللافتة حيال تأليف الحكومة. ورأت هذه المصادر للصحيفة انه "اما نحن امام توزيع ادوار مدروس، واما ان عون يصعد ظاهراً في مواجهة الغالبية وضمنا في مواجهة حليفه وما يمثله على المستوى الاقليمي وتحديداً السوري". وقالت "ان خلفيات موقف عون لم تتضح تماما بعد سواء أكانت تخفي سعيا الى تحسين مكاسبه ام كانت متأتية من عقدة خارجية جدية". وابدت مصادر مطلعة في فريق الأكثرية ل"الشرق الأوسط" اطمئنانها الى أن "مسألة الحكومة متجهة إلى الحل. وما يسمع من تصريحات تصعد وتهبط ليست أكثر من مساع لتحسين الشروط". وتترقب الاوساط السياسية اجتماعين: الاول بين الرئيس المكلف سعد الحريري وعون الذي سيعقد قريباً، وفق مصادر صحيفة "الحياة". والثاني بين الحريري ورئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي نقلت صحيفة "الاخبار" عن مصدر قريب منه انزعاجه مما آلت إليه الأمور في اليومين الماضيين. وفي اطار تثبيت اجواء التهدئة، طلب الحريري من نواب كتلته النيابية عدم الإدلاء بتصريحات رداً على ما قاله عون، على ما اكده القيادي في المستقبل النائب السابق مصطفى علوش، مشيرا الى ان اللقاء بين الحريري وعون مرهون بصدوراشارات ايجابية من عون.

وليامز: زرع أجهزة تنصت في الجنوب اللبناني خرق خطير لقرار مجلس الأمن 1701

نهارنت/أكد الممثل الخاص للامين العام للأمم المتحدة في لبنان مايكل ويليامز، بعد اجتماعه الى وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط في خلال زيارته الحالية لمصر، أنه إذا ثبت أن إسرائيل قامت بزرع أجهزة تنصت بعد الحرب في جنوب لبنان، فإن ذلك سيكون خرقا خطيرا وواضحا لقرار مجلس الأمن رقم 1701. وأضاف أن التحقيقات تتم حاليا من خلال اليونيفيل بالتعاون مع القوات المسلحة اللبنانية، و"نأمل في الوصول إلى نتائج بهذا الصدد قريبا"، معربا عن "القلق للغاية لأن هناك العديد من الحوادث التي وقعت في الأسابيع القليلة الماضية". ووصف وليامز المباحثات بانها كانت جيدة للغاية، وتناولت الوضع على الساحة اللبنانية، خاصة في ما يتعلق بإمكانية تشكيل الحكومة اللبنانية وكذلك مسألة قرار مجلس الأمن 1701، موضحا أن التقرير المقبل الخاص بهذا القرار سيكون أمام مجلس الأمن خلال الأسبوع المقبل. وأضاف أن المباحثات تطرقت كذلك إلى المشهد الإقليمي وخاصة الوضع في ما يخص إسرائيل وفلسطين. وأمل وليامز ان يكون هناك انعكاس ايجابي للقمة السعودية السورية على الموقف على الساحة اللبنانية فيما يتعلق بتشكيل الحكومة اللبنانية. وردا على سؤال حول الأنشطة الإيرانية في المنطقة وما إذا كان لها تأثير سلبي يسهم في إعاقة تشكيل الحكومة اللبنانية، قال ويليامز "إنني آمل ألا يحدث ذلك بكل تأكيد، لأنه من مصلحة الجميع أن يرى حكومة لبنانية مستقرة". وأكد أبو الغيط من جهته، اهتمام مصر بسرعة تشكيل الحكومة اللبنانية برئاسة الرئيس المكلف سعد الحريري في أقرب وقت ممكن، مع ضرورة أن تكون الأولوية في هذا الصدد لسيادة الدولة اللبنانية واحترام مؤسساتها الدستورية.

المعارضة تحّمل جعجع مسؤولية استفزاز عون

نهارنت/حمّلت المعارضة رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع مسؤولية استفزاز رئيس تكتل "التغيير والاصلاح "ميشال عون، والوصول الى نقطة التأزيم الحاصل على صعيد تشكيل الحكومة، لكن من دون ان تصل الى القطيعة او ان تكون المفاوضات عادت الى نقطة الصفر أو الى المربع الأول. وأبرزت اجواء المعارضة "اعتراض عون على دخول جعجع على خط التفاوض بينه وبين الرئيس المكلف سعد الحريري بحديثه عن أن حقيبة الاتصالات لن تؤول الى المعارضة، وانزعاجه من طرح توزير النائب بطرس حرب مقابل القبول بتوزير جبران باسيل، وامتعاضه من استباق حليفه النائب سليمان فرنجية مفاوضاته مع الحريري، بتقديمه تنازل التخلي عن حقيبة للوزير الذي سيمثله في الحكومة إذا كان هذا يسهّل عملية التأليف". ورأت مصادر "تكتل التغيير والاصلاح" ل "النهار" ان ما اعلنه عون "لم يقطع التواصل مع رئيس الوزراء المكلف بل صحح مسار عملية التأليف في وجه حملة التشويش الكبيرة التي شنت على المسار التفاوضي ليقال لاحقا ان العماد عون هو من خرّب عملية التأليف". واكد وزير الاتصالات جبران باسيل ل"النهار" ان "التكتل يريد حكومة اليوم قبل غد والتأخير ليس لمصلحة احد. لكن لديه حدا ادنى من المطالب يعرفه الرئيس المكلف ولن يتنازل عنه وليعطنا حقوقنا تولد الحكومة غدا. ونحن نريد الرئيس المكلف سعد الحريري رئيساً لحكومة الوحدة الوطنية". وشدد باسيل على "اعتماد المداورة مع الجميع او ترك الحقائب لكل طرف كما هي الآن، وليس اعتماد المداورة على اناس وعدم اعتمادها مع اناس آخرين". وحرص النائب سليمان فرنجية على توضيح موقف عون، واوضح ان "لا تمسك لدى عون بحقيبة معينة بل إن هناك تمسكاً بنوعية حقائب". ولمّح فرنجية الى أن سبب انزعاج عون زيارة الحريري لجعجع بعد صدور تصريحات الأخير، حول أن الاتصالات لن تكون للمعارضة وأن عون تنازل عنها، أوحى بأنه يوافق على هذا الكلام. وإذا لم يكن موافقاً فيجب توضيح الأمر لأنه يحلحل الوضع". وقال فرنجية إن نيات الحريري "جيدة في الوفاق الوطني والتعاون لكن هناك أناساً لا يفكرون هكذا. وأنا قلت إن الحكومة ستصدر خلال أيام وما زلت مصراً لكن هناك من لا مصلحة له. وإذا بقي الجو أن عون لن يأخذ حقائب معينة فهذا يعني أن الأمور لن تمشي".

عون يستنكر الاعتداء على مرافقه في المونتيفردي

نهارنت/افاد بيان اصدره مكتب الوزير ماريو عون ان "مرافق عون اندره عدوان خطف مساء الإثنين على أيدي مجهولين كانوا يقودون سيارة جيب داكن الزجاج، وقد اعترضوا طريق المعتدى عليه واقتادوه بالقوة الى جهة مجهولة. ومورست عليه أبشع أنواع الضغوط الجسدية والنفسية، وأبلغوه ضرورة تركه التيار الوطني الحر، لان الوزير عون سيكون المستهدف في المرة المقبلة". واضاف البيان انه "بعد ساعات طويلة اطلقوا عدوان في منطقة المونتيفردي". وابدى عون استنكاره هذا العمل الجبان، وشدد على المضيّ قدمًا ومن دون تردد في مسيرة التغيير والإصلاح في سبيل تحقيق دولة القانون والمؤسسات. واكد "أن هذه التصرفات لا تزيدنا سوى قوة وعزم على مواجهة الممارسات الميليشيوية الهادفة الى ردع التيار وتعطيل مسيرته الإنقاذية".وكانت التقارير الصحافية تحدثت عن خلافات لاسباب شخصية.

الخارجية الأميركية لا تمانع بصيغة 15ـ 10ـ 5 طالما وافقت عليها الأكثرية

نهارنت/ذكرت صحيفة "السفير" استنادا الى مراسلها في واشنطن ان مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الادنى جيفري فيلتمان، ابلغ عددا من المسؤولين اللبنانيين في فريق الأكثرية أن واشنطن لا تعترض على "الصيغة" إذا كانت تحظى بموافقة فريق 14 آذار. ونقل المراسل عن مصادر سورية في واشنطن قولها للصحيفة إن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد ابلغ فيلتمان في الاجتماع الاخير بينهما في العاصمة الاميركية ان "سوريا لن تتدخل في تفاصيل تشكيل الحكومة اللبنانية وهمها الوحيد ان لا تكون المعارضة مستهدفة".

واشارت الصحيفة الى عجقة الزوار اللبنانيين في واشنطن وبينهم بالاضافة الى النائب السابق غطاس خوري والنائب في تكتل "الاصلاح والتغيير" وليد خوري، الوزيرة السابقة نايلة معوض. ويصل الى واشنطن الاحد المقبل وفد كتائبي يضم وزير السياحة في حكومة تصريف الاعمال ايلي ماروني والنواب سامي الجميل وسامر سعادة وفادي الهبر ونائب رئيس حزب الكتائب سليم الصايغ، من اجل المشاركة في مؤتمر كتائبي لمنطقة الولايات المتحدة ينعقد برعاية الجمعية اللبنانية الاميركية في 29 تشرين الاول المقبل.

ويلتقي الوفد الكتائبي الخميس المقبل مدير مكتب الشرق الاوسط في مجلس الامن القومي في البيت الابيض دان شابيرو، ويشارك في طاولة حوار في وزارة الخارجية مع كل الجهات الحكومية التي تعمل على لبنان قد يحضره فيلتمان، المتواجد هذا الاسبوع في شمال افريقيا بزيارة رسمية، وسيعقد الوفد اجتماعات مع عدد من المسؤولين الاميركيين.

فرنسا قلقة من الوضع اللبناني وسوريا تعلّق تدخّلها في انتظار المحكمة

نهارنت/تنظر فرنسا بعدم الارتياح الى الوضع في لبنان، يبلغ حد القلق ما استدعى قيامها بتفعيل تحركها الخارجي باتجاه لبنان. هذه هي الصورة التي أوجزها وزير فرنسي ينتمي الى الحلقة المقربة من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، في لقاء جمعه مع سياسي لبناني زار باريس اخيرا، واصفا الوضع اللبناني بانه "مقلق ويجب التحوط منه، ومن الفراغ الحاصل حاليا الذي يمكن ان يؤدي الى خطورة اكبر ان لم تعالج الامور سريعا". وأوضح الوزير الفرنسي لمحدثه على ما ذكرت صحيفة "النهار" ان "باريس الخائفة على لبنان، تسعى عبر الموفدين الرئاسيين والحركة الديبلوماسية التي تقودها مع عواصم عربية ومع واشنطن الى التعجيل في تشكيل الحكومة وتجنيب لبنان أي خضة امنية تعيد الوضع فيه الى حالة ثبات واستقرار يؤمنان له هدنة، وان بحدها الادنى". ورأى الوزير الفرنسي ان "ما نجحت باريس في تحقيقه لا يتعدى حتى الساعة كسب الوقت في انتظار بلورة اكثر عمقا للمشاكل الاقليمية التي تترجم تعطيلا للمؤسسات في لبنان". ونقلت "النهار" عن مصادر لبنانية مطلعة، ان دمشق لا تزال متوقفة في تعاملها مع الملف اللبناني، عند المرحلة التي تلت الانتخابات النيابية، وتحديدا مرحلة تموز التي اثير فيها احتمال زيارة رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري لدمشق بمعية العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز. واضافت المصادر "ان قمة دمشق لم تستطع تحقيق خرق، ولو محدودا، بالنسبة الى لبنان، وخصوصا ان السعودية باتت متريثة بضغط مصري واميركي في طرح الملف الحكومي اللبناني على بساط البحث، وركزت في لقائها على الملف العراقي اضافة الى ملف الارهاب الذي بحث المسؤولون الامنيون السعوديون في تفاصيله مع نظرائهم السوريين، وطالبوا من خلاله بتسلم مطلوبين سعوديين موجودين في سوريا او موقوفين فيها". واشارت المصادر اللبنانية الى ان "دمشق التي لم تنجح في دفع الحريري الى زيارتها قبل تشكيل الحكومة، باتت اليوم متريثة في دفع حلفائها الى المشاركة في تأليف حكومة وحدة وطنية قوية، بسبب ملف المحكمة الدولية الذي لم يغب يوما عن دائرة اهتمامها ولا يزال سيفا مصلتا، وتسعى للافادة من الفراغ لتحسين شروطها.

جنبلاط: ارادة داخلية وخارجية لا تريد أن تنجح قمة دمشق

نهارنت/قال رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط تعليقًا على مسار تأليف الحكومة: "يبدو أن هناك إرادةً داخلية وخارجية لا تريد للقمة السورية السعودية أن تنجح". ونقلت قناة "المنار" عن النائب جنبلاط وصفه للقائه رئيس الجمهورية ميشال سليمان ب "الجيد". وذكرت "المؤسسة اللبنانية للإرسال" نقلا عن مصادر مطلعة على لقاءات بعبدا أن جنبلاط مواقف على اعطاء رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" وزارات وازنة في الحكومة. ولفتت الى ان جنبلاط لا يعارض اعطاء عون وزارة الاتصالات. وكان زار جنبلاط يرافقه نجله تيمور زار سليمان في قصر بعبدا. وتم عرض للأوضاع السياسية السائدة، وأجواء الاتصالات التي يجريها جنبلاط مع عدد من الافرقاء السياسيين لتذليل بعض العقبات من أمام تأليف الحكومة الجديدة. وكان جنبلاط تمنى "ألا يقع النائب ميشال عون في فخ المزايدات في الصف المسيحي حول الحصص والتمثيل". ونبه جنبلاط في حديث الى صحيفة "السفير" إلى أن "هناك قوى داخلية وخارجية لا تريد للقاء التاريخي بين الملك عبد الله والرئيس بشار الأسد أن يكون منتجا، "ومن هنا، على عون أن يرى الصورة بشكلها الإجمالي، من دون ان يستغرق كثيرا في التفاصيل". وحول المصالحة بينه وبين الحزب السوري القومي الاجتماعي، لفت جنبلاط الانتباه إلى أن "هناك تاريخا نضاليا يجمعنا مع الحزب القومي، معتبرا ان القواسم المشتركة بيننا هي أكبر بكثير مما فرقنا خلال السنوات الماضية، خصوصا على المستوى الوطني والقومي في مواجهة إسرائيل ومشروع 17 ايار ومحاولة الاستيلاء على لبنان".

ضو: محاولات تهميش جعجع واستفراد الحريري لن تمر ومسيحيو الأكثرية 37 نائبا ومسيحيو عون وحلفائه 27

٢٣ تشرين الاول ٢٠٠٩

أستغرب عضو الأمانة العامة لقوى 14 آذار نوفل ضو هجمة بعض قوى الأقلية على القوى السياسية المسيحية في الأكثرية النيابية وتحميلها مسؤولية تعثر تشكيل الحكومة الجديدة.

وتوقف ضو عند الإنتقادات التي وجهها البعض الى زيارة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الى معراب ولقائه مع رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، معتبرا أن الأهداف المبيتة لقوى 8 آذار من انتقاد الزيارة تكمن في استمرار سعيها ورهانها على شرذمة قوى 14 آذار ومحاولة استهداف الشراكة المسيحية – الإسلامية التي تجسدها العلاقة التحالفية بين الأحزاب والقوى السياسية والشخصيات المستقلة في 14 آذار من جهة وتيار المستقبل من جهة مقابلة.

ورأى ضو أن خطة الأقلية لوضع يدها على لبنان تمر حكما بالسعي الى استفراد كل من رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع لإضعاف الأول حكوميا ووطنيا، وتهميش الثاني مسيحيا، معتبرا أن ما استفز العماد عون وحلفاءه ليس رأي الدكتور جعجع في التشكيلة الحكومية المقبلة، ولا زيارة الحريري لجعجع، وإنما اللقاء المسيحي الموسع الذي سبق الزيارة في معراب والذي شارك فيه حزبا الكتائب والأحرار وحركتا التجدد الديمقراطي والإستقلال وشخصيات مسيحية مستقلة والذي عبر عن تمسك المجتمعين بمسيرة قوى 14 آذار وبمنطق الدولة وآليات عمل النظام السياسي واللعبة الديمقراطية في لبنان، في مواجهة المنطق الإنقلابي لقوى 8 آذار.

وذكر ضو قوى 8 آذار بأن زيارة الحريري الى جعجع سبقتها زيارات الى الرئيس بري والعماد عون والرئيس الجميل والسيد حسن نصرالله واجتماعات مع النائب وليد جنبلاط والنائب سليمان فرنجيه وغيرهم من القيادات والشخصيات السياسية، وبالتالي فإن الزيارة تأتي في سياق طبيعي وعادي ولا تحمل في طياتها أي سبب لإثارة حفيظة الأقلية باستثناء كونها رسالة جديدة عن استحالة القفز فوق نتائج الإنتخابات النيابية، واستبدال هذه النتائج في تشكيل الحكومة بحسم عسكري مبطن يفرض على الأكثرية القبول بتشكيلة حكومية تفرضها الأقلية بأسمائها وتوزيع حقائبها. وختم ضو بالتذكير بأن مسيحيي 14 آذار هم الأكثرية المسيحية بحسب الإنتخابات الأخيرة وبأن حملات الترويج الدعائي القائم على تزوير الحقائق لن تنفع في تغيير واقع أن أكبر كتلة مسيحية في مجلس النواب هي كتلة مسيحيي 14 آذار وحلفائهم المؤلفة من 37 نائبا مسيحيا في مقابل 27 نائبا مسيحيا فقط للعماد عون وحلفائه، وبالتالي فإنه من الطبيعي أن تنعكس هذه المعادلة في التركيبة الحكومية المقبلة مهما علت التهديدات وارتفع منسوب التهويل بالعرقلة والتعطيل، داعيا العماد عون وحلفاءه الى الإقرار بهذا الواقع في انتظار الإنتخابات النيابية المقبلة.

علوش: الحريري ليس في موقع التفريط بمسيحيي" 14 آذار" والحكومة في نقطة الصفر

٢٣ تشرين الاول ٢٠٠٩

أعلن القيادي في تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش أنه كان هناك الكثير من الافراط في التفاؤل في وقت من الاوقات في الشأن الحكومي والكثير من التشاؤم ففي لبنان نقطة واحدة يمكنها ان تعطل الحكومة. وأكد علوش في حديث لـ"صوت لبنان" ان رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري لم يرد ان يقطع التواصل مع النائب ميشال عون، مشيرا الى صمت لدى كتلة نواب المستقبل ومكينته الاعلامية، "اذ قد يكون هناك استدراج لرد من نواب المستقبل لكي يحملونا مسؤولية التعطيل ولكن لن ننجر لذلك." واشار الى أن عدة سلات من الحلول مطروحة على عون والمهم ان يعرف انه ليس الوحيد الممثل للمسيحيين في لبنان وهناك مطالب محقة له ولغيره ويجب التوفيق بين مصالحه ومصالح غيره، مؤكدا ان الحريري ليس في موقع التفريط بمسيحيي 14 آذار. واوضح أن "الحكومة في نقطة الصفر لانه على الرغم من جو التفاؤل، إلا أن بقية الامور لا تزال على نفس المنوال، وعلى المستوى الاقليمي هناك محطة تتعلق بالملف النووي الايراني فعلينا ان ننتظر".

حرب: موقف عون المتصلب لا تفسير له الا ابتزاز الأكثرية بموقف وبمطالب لا يمكن أن تمر في نظام ديموقراطي

٢٣ تشرين الاول ٢٠٠٩ /المصدر : اذاعة الشرق

اعتبر النائب بطرس حرب في حديثه أن "موقف النائب ميشال عون المتصلب لا تفسير له إلا محاولة فرض رأيه على الرئيس المكلف وعلى رئيس الجمهورية، وإبتزاز الأكثرية بموقف وبمطالب لا يمكن أن تمر بنظام ديموقراطي برلماني، ولا يمكن أن تمر بظروف عادية".

ورأى "ان ما جرى بعد مباحثات الرئيس المكلف مع النائب عون، خلقت أجواء تفاؤلية بالنسبة لفكرة المداورة أو بالنسبة لتوزير الخاسرين، وقد اعتبرنا أننا تجاوزنا هذه الحدة من التعاطي، وهذه المواقف غير المبررة والذي يحاول من خلالها تسجيل إنتصار على الأكثرية، وقد فوجئنا بالأمس بالعودة إلى هذا الأسلوب ووصلنا إلى مرحلة نسأل فيها أنفسنا، لماذا هذا التغيير المفاجىء".

واشار الى "أن موضوع الإعتذار لا يحل مشكلة إنما سيؤدي إلى المزيد من التعقيد، بمعنى أن شخصية الرئيس المكلف وأسلوبه في التعاطي، هو أسلوب صالح وشخصية صالحة لترؤس الحكومة وتشكيلها، والعلة ليست فيه إنما في موقف من يريد فرض رأيه من الأقلية في عملية ابتزاز سياسية على الأكثرية، ودفعها للقبول بشروط غير مقبولة لا بالمنطق ولا بالعقل".

ورأى "إن محاولة ضرب المعادلة ونتائج الانتخابات وضرب النظام الديموقراطي ونتائجه وجعل الخاسرين في الانتخابات هم المنتصرون في تشكيل الحكومة، هذا الأمر الذي يعطل تشكيل الحكومة، وكأن المخطط ضرب الصيف في لبنان ودفع اللبنانيين إلى إعادة التفكير في صيغة جديدة، فإذا دخلنا في هذه المرحلة فأنا خائف جدا، من دخول البلاد في نفق مظلم لن نخرج منه سالمين". أما عن اللقاء المنتظر بين العماد عون والرئيس المكلف فقال النائب حرب:" على رئيس الجمهورية والرئيس المكلف تحمل مسؤولياتهم في مواجهة الحالة في حال استمرارها"، معتبرا أن "رئيس الجمهورية لن يدخر جهدا للمساعدة في حلحلة هذا الأمر والوصول إلى نتيجة". أضاف:"إن بقاء المعارضة على الموقف المتصلب الذي يمثله العماد عون مدعوما من حلفائه بقوى 8 آذار يفرض على رئيس الجمهورية والرئيس المكلف الاتفاق على موقف واحد وعلى صيغة ترضيهما ويتحملان مسؤولياتهما لإصدار مرسوم تشكيل الحكومة على أن يتحمل كل فريق في لبنان مسؤولية موقفه من هذه الحكومة، وهذا الأمر كان يجب أن يحصل منذ اليوم الأول بعد انتهاء الاستشارات التي أجراها الرئيس المكلف لتفادي دفع البلاد نحو المجهول". وعن معاناة المواطن الاجتماعية والاقتصادية اعتبر أن "ما تحمله المواطن اللبناني حتى الآن أكثر مما يستطيع إلا أنه أصيب بحال اشمئزاز بفعل المماحكات السياسية والحصص الوزارية والمكاسب الشخصية أو الفئوية، والبلاد بلا حكومة أمر اعتاد عليه المواطن، لكن البلاد لا يمكن أن تستمر إذا لم يكن هناك فريق عمل مسؤول عن البلد، والحكومة حاجة لتسيير الأمور في لبنان، وأنا أكيد أن الناس أصيبت بحال اشمئزاز"، رافضا "المنازعات السياسية ومطالبا بحل هذه القضية". وأشار إلى أن "عند مواجهة التحديات الكبيرة ولا سيما على الصعيد الأمني والإداري والخدماتي والمستقبل والقلق على مصير وتفكك وسقوط السلطة وعلى صعيد تحديات الحياة، لن يستطيع المواطن السكوت على الحالة ونتائجها، التي أدت إلى حصول فراغ في الحكم وإلى إنفلات البلاد". وختم النائب حرب:"إن المواطن لا يتحمل استمرار هذا الأمر إذا كان ما زال يعيش على قوة الدفع العائدة من موسم الاصطياف"، مشيرا "إلى أن المواطن الذي لم يصدر عنه صوت بعد، فلن يطول به الوقت ليعبر بعد ذلك عن رأيه".

من هو صاحب المصلحة الحقيقية في تعطيل تشكيل الحكومة؟

٢٣ تشرين الاول ٢٠٠٩ /عوني الكعكي

المصدر: الشرق

قد يكون ما فعله الجنرال ميشال عون مجرد فقاقيع صابون كما يقال، بهدف تحقيق المزيد من مطالبه، وقد يكون ما جرى هو مجرد مشكلة ذاتية قام الجنرال على اثرها بتصعيد الموقف من دون أية رؤية لما يفعل، كل هذا وذاك ممكن، ولكن، في الوقت عينه لا نستطيع أخذ هذه المسألة بمثل هذا التسطيح على الاطلاق، لأن ما هو ظاهر حتى اللحظة هو أن ما قام به الجنرال ميشال عون يرمي الى تعطيل تشكيل الحكومة في المرحلة الراهنة، لان هذا الملف جرى ربطه بملفات إقليمية.

هنا يطرأ السؤال، من هو صاحب المصلحة الحقيقية في تعطيل تشكيل حكومة ائتلاف وطني في لبنان؟

قطعاً، إن المعارضة ودائماً تلقي باللائمة على الولايات المتحدة الاميركية، وتغمز من قناة دول عربية، ولكن، ما هو ملموس أن الدول العربية قاطبة، ولا نستثني أحداً، حددت موقفها بضرورة تشكيل حكومة، وبأسرع ما يمكن، وتصريح وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط أمس يثبت هذه الحقيقة، حيث أكد ان الحكومة المصرية تجري الاتصالات اللازمة لاستكمال العملية السياسية في لبنان، وكذلك المملكة العربية السعودية، صاحبة الأيادي البيض على لبنان، تؤكد يوماً بعد يوم دعمها تشكيل حكومة وفاق وطني، وهي تقف على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين. وتبقى ايران، حيث نفوذها وحلفاؤها في لبنان هم أدوات التعطيل، ما يؤكد بصورة أو بأخرى انها لا تريد تشكيل الحكومة إلا بعد معرفتها الى أين يتجه ملفها النووي، والى أية نتيجة ستصل مفاوضاتها مع الولايات المتحدة الاميركية والدول العظمى في معالجة هذا الملف!.

لبنان، في هذا المعنى، يتعرض لمحاولات ربط استقراره السياسي بالملف النووي الايراني، وإن ما يجري في هذا الإطار على الصعيد الحكومي على علاقة مباشرة بهذا الملف.

وربما وجدت طهران انها متضررة من المصالحات العربية، خصوصاً بعد زيارة الرئيس السوري بشار الاسد الى السعودية وزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز الى دمشق، فلجأت الى الضغط على حلفائها في لبنان لتعطيل تشكيل الحكومة، ويمكن في هذا المعنى قراءة موقف النائب سليمان فرنجية لتسهيل تشكيل الحكومة، والذي قابله الجنرال ميشال عون بتصعيد حدة خطابه السياسي في سياق عملية عرقلة التشكيل. وفي مطلق الأحوال، فإن الحكومة سيتم تشكيلها عاجلاً أو آجلاً، وإن حكمة وصبر وشجاعة ووطنية الرئيس المكلف سعد الحريري سيكون لها نتائج ايجابية على الصعد كافة، وإن ايران لن تستطيع الاستمرار في العرقلة طويلاً، خصوصاً ان العرب وبأكثريتهم الساحقة يقفون مع لبنان، ويؤيدون وبشدة تشكيل حكومة تقود البلد في المرحلة المقبلة، وتعمل على حل مشكلاته السياسية والاقتصادية والمعيشية، واللبنانيون مطمئنون الى انهم سيحصدون أفضل النتائج الايجابية.

قزي للراي الكويتية: المحور الإيراني- السوري يفضل تأخير تشكيل الحكومة إلى آذار 2010والمحور الأميركي- السعودي، يرفض حكومة تقدم انتصارا لفريق 8 آذار 23 Oct. 2009 تبخّرت كل المساعي الإيجابية والأجواء التفاؤلية التي حاول المسؤولون بثها خلال الأيام الأخيرة، وإذ بها تتهاوى فجأة على صخرة المطالب والمطالب المضادة، التي لم تجد لها مساحة التقاء بين القوى المتخاصمة.

وفي هذا السياق يقول المستشار السياسي للرئيس أمين الجميل، سجعان قزي، لموقع "الرأي" أن ثمة ثلاثة مرجعيات مستعجلة أكثر من غيرها لتأليف الحكومة: رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، والشعب اللبناني. ومع أنه يُفترض بهذه المرجعيات أن تكون قادرة أكثر من سواها على التأثير على القرار، فهي مع الأسف عاجزة عن حسم الموقف بحكم ضعف الدولة ومحدودية صلاحيات رئيس الجمهورية والضغط على الرئيس المكلف ولامبالاة الشعب. إن تقرير مصير الحكومة موجود اليوم لدى الأطراف الخارجية، وتحديداً لدى المحور الإيراني- السوري من جهة، والمحور السعودي- الأميركي من جهة أخرى. ويملك هذان المحوران كل أنواع التأثير على الساحة اللبنانية لأن غالبية الأطراف في لبنان، وليس جميعها، تتناغم مع هذين المحورين، وربما مع محاور أخرى.

ويلفت سجعان قزي إلى أن الأحداث تظهر أن المحور الأميركي- السعودي، وإن كان يريد فعلاً تأليف الحكومة فإنه لا يحبذ أن تكرّس الصيغة الحكومية انتصار فريق الثامن من آذار، وقد خسر الانتخابات النيابية، على فريق 14 آذار، وقد ربحها. أما المحور الإيراني- السوري، رغم التباين الطفيف في داخله، فإنه يفضل تأخير تشكيل الحكومة في هذه المرحلة الحالية.

لماذا يريد المحور الإيراني- السوري التأجيل؟

يجيب قزي: ترهن إيران الوضع اللبناني بمصير مفاوضاتها مع الغرب حول ملفها النووي، بعلاقاتها الحذرة جداً مع السعودية، وباعتراف الدولة اللبنانية من خلال البيان الوزاري بشرعية عمل المقاومة في الجنوب. أما سوريا، وإن كانت تدعو علناً إلى الإسراع بتأليف الحكومة لإظهار حسن نواياها تجاه السعودية بعد القمة السعودية- السورية، فإنها بالمقابل ترهن تأليف الحكومة بعلاقاتها مع مصر، بحوارها مع الولايات المتحدة الأميركية، وبسلسلة مطالب قدمتها للحكم اللبناني بغية إعادة نفوذها إلى لبنان من خلاله، ولم يستجب الحكم لها بعد.

ويلفت إلى أن كلّ الحراك الحاصل حول الأسماء والحقائب هو ملهاة، مشيراً إلى ان موقف الإدارة الأميركية الداعي إلى احترام نتائج الانتخابات النيابية لا يصب في خانة التعطيل، كما يروج البعض، فاحترام هذه النتائج يعني احترام الأكثرية والأقلية. وأكد قزي أن الأميركيين حريصون على أن لا يؤدي تأليف حكومة أكانت تضم الأكثرية وحدها أم الأكثرية والأقلية معاً إلى تفجير أمني. إن واشنطن تريد لبنان آمناً، وهي ترفض أن يتضمن البيان الوزاري تشريعاً لسلاح المقاومة لأنها عملت مع الحكومات اللبنانية والأمم المتحدة على إصدار قرارات دولية تدعو إلى حصر امتلاك السلاح بالدولة اللبنانية. وإذا كانت واشنطن تصرح بذلك فإن مختلف الدول العربية والدولية تشاطرها هذا الموقف.

ماذا عن تأثير القمة السعودية- السورية؟

يرد قزي بأن القمة كانت كافية لتحسين العلاقات الثنائية فقط، وضرورية للحؤول دون اعتذار جديد للرئيس المكلف، وغير كافية لتأليف حكومة. ويضيف قزي: بدأت تظهر مؤشرات على أن هناك أفرقاء يريدون دفع الحريري إلى الاعتذار النهائي هذه المرّة. وإذ شدد قزي على أنه ضدّ هذا الاعتذار، ويؤيد استمرار الرئيس المكلف في مهامه ومواجهة العقبات بشجاعة، فإنه دعا الرئيس المكلف المفعم بالحس الوطني، إلى أن يحسم الأمر بالتفاهم مع رئيس الجمهورية.

هل يعني هذا الكلام دعوة صريحة لتشكيل حكومة من لون واحد؟

يقول قزي أنه إذا كان الفريق الآخر مصراً على شروطه، فلا بد أنئذ من تأليف حكومة من الأكثرية النيابية. قد لا يكون هذا هو الخيار المثالي، لكنه الخيار الديمقراطي والدستوري والسياسي المتاح. وعما سيحصل في حال إقدام الحريري على هذا الخيار؟ يجيب قزي: إما أن تقدم المعارضة على تفجير الوضع الأمني، وبذلك تدين نفسها باستخدام السلاح في الداخل، وإما أن يذهب الرئيس المكلف بحكومته الجديدة إلى مجلس النواب، فيمنح الثقة أو تحجب عنه. وفي حال سقطت الحكومة أمام المجلس النيابي، علينا حينئذ تأليف لجنة حوار وطني تأسيسية تبحث مصير النظام اللبناني الذي يشكو من مرض عضال ظهر في أكثر من محطة.

وعن هوية الفريق الذي يدفع الحريري إلى اعتذار جديد، أشار إلى أن الأقلية هي التي تدفع بهذا الاتجاه، حيث تدل المؤشرات أن "حزب الله" ليس بعجلة من أمره لتأليف الحكومة، إذ لديه دويلته ومؤسساته وبناه التحتية، وكلّ ما يحتاج إليه مجتمعه، كما أنه تمكن من خرق العديد من المؤسسات الرسمية، وبالتالي أشُكّلت الحكومة أم لم تشكل، فهو لن يتضرر. أضف إلى ذلك أن طبيعة الصراع المذهبي السني- الشيعي الذي يعصف في المنطقة، يدفع بالقادة الشيعة إلى إظهار القيادة السنية عاجزة عن تأليف الحكومة بسهولة ومن دون الخضوع لشروط حزب الله وحلفائه.

النووي الايراني "غيت"

الشرق/ميرفت سيوفي

الخبر أكثر من عادي، بل تصريح فوق العادة، وهو اقرب الى التصديق لدواع عدة، فإسرائيل فجأة كشفت وأكدت عقد محادثات مباشرة مع ايران فيما طهران نفت، ونفيها «امر لابد منه» في هذا التوقيت بالتحديد. فعندما تعلن المتحدثة باسم لجنة الطاقة الذرية في اسرائيل يائيل دورون ان ممثلة للجنة عقدت لقاءات عدة في ايلول الماضي مع مسؤول ايراني رفيع المستوى للتباحث في الملف النووي في الشرق الاوسط. وهذا الخبر بحدّ ذاته «فضيحة» وهي لا تقلّ ضجيجاً عن سابقتها الشهيرة في تاريخ ايران وحربها مع العراق، «ايران غيت» او «ايران كونترا»، فقد كشفت صحيفة هآرتس الاسرائيلية - وهي غالباً المرجع المعتمد في نشرة اخبار قناة المنار والاستناد الرسمي الذي يوجه حزب الله تهم العمالة او شهادات الانتصار بموجبه - ان مديرة السياسة ومراقبة الاسلحة في اللجنة النووية الاسرائيلية ميراف زافاري اوديز وعلي اصغر سلطانية ممثل ايران في الوكالة الدولية للطاقة الذرية عقدا اجتماعات عدة في القاهرة في نهاية ايلول الماضي.

المتحدثة الاسرائيلية اكدت ان اجتماعات عدة عُقدت بين ممثلة للجنة الطاقة النووية الاسرائيلية ومسؤول ايراني في اطار اقليمي، مُعلنة ان اللقاءات التي نظّمتها اوستراليا كانت سرية، واضافت: نحن ملزمون بالسرية اما ايران فقد نفت اجراء محادثات مع اسرائيل حول الملف النووي، اما النفي الايراني «الخجول» فهو يُشابه التأكيد لا النفي اذ اعلن المتحدث باسم المنظمة الايرانية للطاقة الذرية «علي شيرازاديان» ان هذه الكذبة هي عمل دعائي يهدف الى التأثير في نجاح الديبلوماسية الايرانية خلال اجتماعات جنيف وفيينا مع مجموعة الدول الست الهادفة الى تهدئة التوتر حول البرنامج النووي الايراني، مؤكداً ان ايران لا تعترف بالنظام الصهيوني وتعتبره «نظاماً صورياً وغير شرعي»!!

وبمناسبة النظام الصهيوني الذي وصفه المتحدث الايراني بأنه «صوري وغير شرعي»، في ثمانينيات القرن الماضي وفي عز موجات التحريض الانتهازية لموسم الحج منذ مطلع الثمانينيات في مكة المكرمة، للمزايدة على العرب جميعاً واحراجاً للمملكة العربية السعودية، وفي محاولات دؤوبة لاحداث اضطراب امني في الحرم المكي الآمن - الذي غادره الإمام الحسين (عليه سلام) حتى لا يُستحل ويُستباح لوجوده فيه - في عز ذاك التظاهر في مكة والهتاف - الذي مازال يُردّد - «الموت لأميركا الموت لإسرائيل»، كانت تبرز من حين الى آخر اخبار متقطّعة عن تعاون عسكري بين ايران واسرائيل منذ بداية الحرب العراقية - الايرانية، الى ان كُشف المستور بعدما تبيّن ان الشيخ صادق طبطبائي كان صلة الوصل بين ايران واسرائيل من خلال علاقة متميزة مع يوسف عازر المرتبط بعلاقة وثيقة بأجهزة المخابرات الاسرائيلية والجيش الاسرائيلي، وقيام طبطبائي بزيارة اسرائيل مع صديقه في 6 كانون الاول 1980، وبروز وثيقة ختم دخوله الى اسرائيل على جواز سفره بعدما ضبطته الشرطة الالمانية في المطار وفي حقيبته «مئة ونصف كيلو من المخدرات مادة الهيروين» في كانون الثاني 1983 وقد عُرض ختم دخوله اسرائيل على شاشة التلفزيون الالماني!!

اليوم ايضاً ايران مضطرة الى النفي، كما نفت قديماً «ايران غيت»، ونفت استيرادها السلاح من اسرائيل لقتل العراقيين، الى ان حلّ يوم 18 تموز من العام 1981 وكُشف تصدير السلاح من النظام «الصوري وغير الشرعي» الاسرائيلي الى ايران عندما اسقطت وسائل الدفاع السوفياتية طائرة ارجنتينية تابعة لشركة «اروريو بلنتس» وهي واحدة من سلسلة طائرات كانت «شغلتها وعملتها» ان تنتقل بين ايران واسرائيل محمّلة بأنواع السلاح وقطع الغيار، حتى حدث وضلّت الطائرة طريقها ودخلت خطأ الاجواء السوفياتية، فتم اسقاطها.

وقامت يومها صحيفة التايمز اللندنية بنشر تفاصيل دقيقة عن هذا «الجسر الجوّي المتكتّم» بين تل ابيب عاصمة «النظام الصهيوني والصوري وغير الشرعي»، والعاصمة الايرانية «الطاهرة» طهران، وفي مقابلة مع جريدة «الهيرلد تريبيون» الاميركية في 14/8/1981 اعترف الرئيس الايراني السابق ابو الحسن بني صدر انه احيط علماً بوجود هذه العلاقة بين ايران واسرائيل، وأنه لم يكن يستطيع ان يواجه التيار الديني الذي كان متورطاً في التنسيق والتعاون الايراني - الاسرائيلي!! وفي 3 حزيران 1982 اعترف مناحيم بيغن رئيس حكومة النظام الصوري وغير الشرعي - وهو على أهبة اجتياح لبنان - بأن اسرائيل كانت تمدّ ايران بالسلاح، اما آرييل شارون - المجرم الارهابي النائم - وزير الدفاع الاسرائيلي آنذاك، وبطل مذبحة صبرا وشاتيلا - فبرّر اسباب ذلك المد العسكري الاسرائيلي لايران بأن من شأن ذلك اضعاف العراق!! اما مجلة ميدل ايست البريطانية فقد افادت في عددها الصادر في تشرين الثاني 1982 - بعد مذبحة صبرا وشاتيلا - أن مباحثات تجري بين ايران واسرائيل بشأن عقد صفقة تبيع فيها ايران النفط الى اسرائيل في مقابل اعطاء اسرائيل أسلحة الى ايران بمبلغ 100 مليون دولار كانت قد صادرتها من الفلسطينيين في جنوب لبنان مجلة اكتوبر المصرية فذكرت في عددها آب 1982 ان المعلومات المتوافرة تفيد بأن ايران قد عقدت صفقة مع اسرائيل اشترت بموجبها جميع السلاح الذي صادرته من جنوب لبنان وتبلغ قيمة العقد 100 مليون دولار وذكرت المجلة السويدية (T T) في 18 آذار 1984 ومجلة الاوبزرفر في عددها بتاريخ 7/4/1984 فكشفت عقد صفقة بيع اسلحة اسرائيلية الى ايران قالت المجلة الاخيرة إنها بلغت 4 مليارات دولار، فقط لا غير!!

كانت ردّة فعل الصحف الاميركية عنيفة على الرئيس الاميركي رونالد ريغان فوصفته «الواشنطن بوست» في عنوان عريض بـ«المنافق الاكبر» وعند الشعب الاميركي تلطّخت سمعة الرئيس بالفساد والتعاون مع الارهابيين، وعندما اعلن لاري سبيكس - بعد اشهر على «الفضيحة» جدول عمل الرئيس قائلاً: «إن ريغان سيحضر «مؤتمر الاخلاق» انفجر الصحافيون في البيت الابيض بالضحك فامتعض سبيكس وتوقّف عن القراءة وانسحب»..

في أوائل شهر تشرين الثاني 1980 قال وزير الخارجية الاسرائيلي «اسحاق شامير» في محاضرات ألقاها امام طلبة جامعة تل ابيب: «إننا مهتمّين جداً بالحرب الدائرة ضد ايران لأنها تجري في منطقتنا ونحن نتتبع ما يجري هناك لكي نستطيع التدخل عند الحاجة» وكما قال «اسحاق شامير» فقد تدخلت اسرائيل في هذه الحرب وقامت بخطوتها الاولى بنسف توربينات المفاعل النووي العراقي قبل شحنها بيوم واحد من ميناء «مرسيليا» ثم انتهى الامر بضرب المفاعل العراقي «اوزيراك» كلّه في كانون الاول 1981.

إنه تاريخ يُعيد نفسه مع تعديل طفيف في الأسماء، فبدلاً من «الشيخ صادق طبطبائي» هناك اليوم «الصهر اسفنديار مشائي»، والزمن سيدور دورته، ولن يلبث ما حدث مع العراق أن تبوء لايران باثمه، و«تلك الايام نداولها بين الناس» فقد تضخّمت ايران بقدر ما تضخّم العراق وزيادة، فترقّبوا المحادثات في فيينا بحذر وبقليل جداً من التفاؤل، فـ«الخسّة» عندما تكبر في رؤوس الدول تقودها الى حتفها..

هذا هو الجنرال

حازم الأمين

الجمعة 23 تشرين الأول 2009

انتقلنا مع الجنرال ميشال عون من الحديث عن "الأكثرية العددية" الى الحديث عن "الأكثرية النيابية". في فترات تشكيل الحكومات السابقة كانت ذريعة عون للمطالبة بمزيد من المقاعد والحقائب بأن الانتخابات أثبتت انه "أكثرية عددية" على رغم ان نتائجها لم تنصفه في أكثرية في المجلس النيابي! أما الآن فلم يعد من أثر لـ"أكثرية العددية" في خطابه، انه يتحدث عن ان تكتله هو أكبر تكتل مسيحي، ولا يحق لخصومه استحضار المعادلة التي سبق له ان ابتكرها والمتمثلة في انهم "أكثرية عددية"، علماً ان دعواهم هذه أكثر رسوخاً وشرعية من دعوى الجنرال السابقة، اذ انهم "أكثرية عددية مسيحية" ضمن "أكثرية نيابية لبنانية عامة"، وبحوزتهم أيضاً "أكثرية نيابية مسيحية".

اذاً، في مقابل أكثرية واحدة بحوزة الجنرال وهي "أكثرية نيابية مارونية"، وهي على كل حال أكثرية طفيفة، يحوز خصومه المسيحيون ثلاث أكثريات، وعلى رغم ذلك يريد هو ست حقائب وزارية. يبدو ان ثمة ضريبة على اللبنانيين دفعها خلال السنوات الأربع القادة اسمها "ضريبة ميشال عون"، فالازمة مع الجنرال اليوم ليست سياسية على الاطلاق، ففي السياسة، يعلم الجميع، ان العامل الاقليمي لم يعد ضاغطاً لمنع تشكيل الحكومة، وحلفاء سورية وايران من المفترض ان تعليمات وصلتهم لتسهيل تمرير الحكومة. وفي السياسة أيضاً من المفترض ان تُترجم نتائج الانتخابات في عملية تشكيل الحكومة. وفي السياسة، وهي فن الممكن، على اللاعب ان يُوازن بين طموحاته وبين طاقاته. وهذه كلها خارج ما يُقدم عليه عون. فجل ما يفعله هذا الأخير هو الاستفادة من قدرته على التعطيل، وعلى الجميع ومن بينهم الحلفاء ان يتحملوا النتائج.

الحق بالوزارات الست غير مستمد من حجمة في المجلس النيابي، ولا من حضوره في الشارع، انما من القدرة على التعطيل، ومن ذلك "الدين الكبير" الذي سلفه لـ"حزب الله" ولسورية وايران، علماً انه بالغ في الصرف من هذا الرصيد.

من الصعب على سعد الحريري الاستجابة لتطلب عون، فالمسألة ليست سياسية على الاطلاق، اذ ان التنازلات في ميدان السياسة تخضع لمعطيات لا يبدو انها تنتمي الى ما يعتمده عون في ضغوطه. المسألة في حالة عون اننا حيال مأزق شخصي يسعى صاحبه لإلباسنا اياه، اذ انه يقول: "أريد ست حقائب والا أبقيتكم في منازلكم... لدي القدرة على فعل ذلك، ولدي الرغبة والنية". ويقول عون أيضاً: "جرى اتفاق سوري – سعودي، اذاً هيا ادفعوا لي ثمنه، لي وحدي، حلفائي لا يمانعون، أما انتم معشر الأكثرية فتجاوزوا حقيقة انكم أكثرية".

لا شك ان قوة عون مستمدة من خروجه عن أي مألوف في الحياة السياسية، لا بل من سهولة خروجه من السياسة نفسها في ادائه العام، غير مكترث بما يجر ذلك من احتمالات. انها خبراته نفسها، هو الذي لطالما خاض حروباً غير سائل عن احتمالات الكوارث الناجمة عنها، وغير سائل ايضاً عن احتمالات كسبه او خساراته لها.

قبل اقدام "المعارضة" على احتلال وسط بيروت في ما سمي في حينها اعتصاماً عطل المدينة، جرى نقاش بين شخصين، الأول شديد المعرفة بالبيئة المسيحية، والثاني شديد المعرفة بالجنرال ميشال عون. الأول قال ان المسيحيين لا يتحملون المشاركة في اعتصام يفضي الى اقفال الوسط التجاري، فهم أكثر من نصف تجاره، والاعتصام سيعني استقدام عناصر "حزب الله" الى ضفاف الاشرفية. وأضاف: المشاركة في الاعتصام تعني خسارة كبيرة للجنرال عون، والبيئة المسيحية ستحاسبه على ذلك. أما الشخص الثاني فلم يختلف مع وجهة النظر هذه الا في تفصيل ورد في آخرها، اذ انه قال لصديقه: على رغم صحة كل ما قلت فإن الجنرال سيشارك في الاعتصام!

بعد الاعتصام تكررت التجربة في أكثر من محطة، ودفع عون أثمانها في الانتخابات، ولم يعترف لنفسه بخطأ واحد.

هذا هو الجنرال، وعلينا دفع الضريبة بانتظار انتخابات العام 2013.

تقرير يحرج ويعاكس الموقف الرسمي

رفيق خوري (الأنوار) ، الجمعة 23 تشرين الأول 2009

مجلس الأمن لا ينسى ما صار شبه منسي في لبنان: القرار 1559 الصادر يوم 2 أيلول 2004 بتفاهم أميركي - فرنسي ردت عليه دمشق بالاقدام على ما أريد منها الامتناع عنه. وهو التمديد للرئيس اميل لحود. المجلس يعاد تذكيره دورياً ويعيد هو تذكيرنا بما تم تطبيقه من بنود القرار وما لا يزال بلا تطبيق. ونحن نتصرف على أساس أن القرار أصبح من الماضي وليس له مستقبل. والكل يعرف أن التقرير العاشر نصف السنوي الذي قدمه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وأعده موفده تيري رود لارسن هو مجرد وثيقة للأرشيف.

ذلك ان الدنيا تغيرت من حول القرار الذي هلل له البعض يوم صدوره ورآه البعض الآخر (مشروع فتنة). دمشق التي وصفت القرار في البدء بأنه (تافه) قررت في ربيع العام 2005 وسط مناخ محلي واقليمي ودولي ضاغط الانسحاب العسكري من لبنان واصفة اياه بأنه تطبيق للقرار. والشريكان الأميركي والفرنسي، الرئيسان جورج بوش الابن وجاك شيراك، اللذان تصالحا بعد الخلاف على غزو العراق وذهبا بعيداً في مرحلة الضغوط على سوريا واحتضان (ثورة الأرز) اصطدما بالفشل وخرجا من السلطة ليأتي رئيسان، باراك أوباما ونيكولا ساركوزي، فتحا باب الحوار مع سوريا حول أمور عدة من بينها الوضع اللبناني.

أما لبنان الرسمي، فان التقرير يحرجه ويناقض موقفه، من حيث أوحى انه يدافع عن (سيادة الدولة). التقرير يسجل (ان حزب الله يحتفظ بقدرة وبنية تحتية شبه عسكرية أساسية بصورة منفصلة عن الدولة في انتهاك لقرارات مجلس الأمن وتحدٍ مباشر لسيادة الدولة). ولبنان الرسمي يكرّس ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة في الدفاع عن البلد ضد العدو الاسرائيلي، ويرى قوة حزب الله العسكرية قوة للبنان. ومع ان الخطاب الرسمي يتحدث بين حين وآخر عن خطر السلاح في أيدي (الميليشيات غير اللبنانية) التي سماها التقرير، فان المنطق السائد، بالجفاء والاضطرار، هو البحث عن حلّ بالوسائل السياسية من دون القدرة على تطبيق ما جرى التفاهم عليه بالاجماع في جلسات الحوار الوطني حول نزع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وضبطه داخلها. ولن تساعدنا في الخروج من التعثر في تأليف الحكومة دعوات المجتمع الدولي الى الاسراع في التأليف. ولن تبدّل التهنئة باجراء الانتخابات النيابية واقع التصرف كأن الانتخابات لم تحدث ولم تغيّر شيئا في اللعبة المكربجة. حتى التسجيل الخجول في التقرير للانتهاكات الاسرائيلية للقرارات الدولية والسيادة اللبنانية، فانه مرفق بالتبرير الاسرائيلي لخرق الأجواء اللبنانية. وكل قرار وتقرير وأنتم بخير في بلد عاجز عن القرار في أبسط الأمور.

الحركة: الامور تسير في اتجاه التسويات وليس المواجهة

وطنية - توقع النائب السابق صلاح الحركة "ان تؤلف الحكومة خلال اسبوع على الاكثر رغم التشنجات الظاهرة على سطح الازمة، لانه لا يوجد خيار آخر، ولان عدم تشكيلها سوف يضعف الامن والاستقرار في البلد، وهذا ما لا يستطيع اي طرف داخلي تحمل مسؤولياته". وربط الحركة بين ما يحدث في الداخل والوضعين الدولي والاقليمي، معربا عن اعتقاده "أن الامور تسير باتجاه التسويات وليس المواجهة". ورأى "ان التسوية قد لا تأتي بحكومة لبنانية منسجمة، بل بفريق حكومي غير متجانس، مما ينتج بيانا وزاريا ملتبسا، غير ان مثل هذا الحل يبقى افضل من الفراغ الذي نعاني منه راهنا". واثنى على "انفتاح الرئيس المكلف سعد الحريري"، منوها "بتأكيده منذ البداية على تشكيل حكومة وفاق وطني شاملة حزب الله شاء العدو ام ابى"، املا "ان تكون له رؤية اقتصادية واجتماعية شاملة تنبع من مجموع القيم التي يمثلها الدستور اللبناني ما يحقق العدالة واحترام القانون وتطبيقه"، مشددا على "استكمال تطبيق الطائف رغم كل الدعوات الى تعديله"، معتبرا "ان الداعين الى هكذا تعديل ليست لديهم المقدرة على تقديم اي مشروع لتعديله".

الرئيس سليمان استقبل وزير الخارجية الفرنسي وعبيد وشخصيات وشكر وقوف فرنسا الى جانب لبنان ومساعدته في كل المستويات والمجالات

رئيس الجمهورية حمل الوزير كوشنير تحياته الى الرئيس الفرنسي وتقديره لجهوده "من أجل السلام في المنطقة عموما ودعم لبنان خصوصا"

الوزير كوشنير:آمل تشكيل الحكومة قريبا وجاهزون للقيام بما يلزم

فرنسا لن تتوقف عن دعم لبنان في المحافل الدولية وعلى المستوى الداخلي

وطنية - لاحظ رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان انه "كلما خفت حدة التعاطي في العلاقات بين دول المنطقة كلما انعكس ذلك ايجابا على الاوضاع في لبنان".

وابدى امله في خلال استقباله وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير مع وفد "في ان يتم تشكيل الحكومة قريبا"، شاكرا لفرنسا "وقوفها الدائم الى جانب لبنان ومساعدته على كل المستويات وفي شتى المجالات". وحمل رئيس الجمهورية الوزير كوشنير تحياته الى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وتقديره للجهود التي يقوم بها من "اجل السلام في المنطقة عموما ودعم لبنان خصوصا". من جهته، نقل الوزير كوشنير تحيات الرئيس ساركوزي الى رئيس الجمهورية، مشيرا الى "ان العلاقات الثنائية جيدة جدا"، ومؤكدا "ان فرنسا لم ولن تتوقف عن دعم لبنان في المحافل الدولية او على المستوى الداخلي"، مشيرا الى "ان تعاونها مع اسبانيا التي ستتولى رئاسة الاتحاد الاوروبي مطلع العام المقبل سيكون وثيقا حيال السلام في الشرق الاوسط وبعد ان يكون الحوار بين الفلسطينيين والاسرائيليين قد اعيد اطلاقه بنتيجة المساعي الدولي الجارية على هذا الصعيد".

تصريح الوزير الفرنسي

وبعد اللقاء، تحدث الوزير كوشنير للصحافيين فقال:" كنت سعيدا للغاية بلقاء الرئيس سليمان. تعرفون ان ما يجمع بين فرنسا ولبنان هي علاقات صداقة متواصلة وبناءة.واننا نرغب في رؤية لبنان سيد حرا ومستقلا وهو اليوم بحاجة الى حكومة. لقد استمعت الى فخامة الرئيس يعبر لي عن ثقته بان الامور ستتحرك في الايام المقبلة بفضل اتصالاته وبفضل التوازن الذي تم التوصل اليه من قبل الجميع من خلال اعتماد صيغة 15/10/5 او 5/10/15 وفقا للموقع الذي يتم النظر من خلاله وامله في ان يتم تعيين الشخصيات وتوزيع الحقائب بطريقة ملائمة في الايام المقبلة. انني سعيد لهذا التوجه واعتقد انه من الضروري والواجب تحقيق ذلك. ان الوضع في المنطقة ليس جيدا فمسيرة السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين متوقفة والجهود الاميركية لم تكن كافية حتى الان ونأمل ان يتواصل الحوار انطلاقا من شهر تشرين الثاني المقبل بين الفلسطينيين والاسرائيليين كي نصل اخيرا الى دولة فلسطينية".

اضاف: "وسط هذا التوازن الهش، ان لبنان بحاجة الى حكومة تضم الممثلين الضروريين والمقبولين من كافة الافرقاء والطوائف. هذا ما تأمله فرنسا صديقة لبنان وشقيقته. اننا جاهزون للمساعدة في اي اتجاه واننا نقوم بذلك. هذه هي الرسالة التي حملتها اضافة الى رسالة الصداقة القوية من الرئيس ساركوزي الى الرئيس سليمان".

سئل: هل ترون ان التأخير في تشكيل الحكومة ناجم عن عوامل داخلية او اقليمية اوخارجية؟

اجاب:" ليس هناك ابدا اسباب داخلية فقط في لبنان، بل اعتقد ان الاسباب الخارجية موجودة لكنها اقل مما كانت عليه في السابق. على اصدقاء لبنان من هذا الطرف او ذاك ان يضعوا ثقلهم للتأثير على من هم قادرون على التأثير عليه كي يتم احترام الوعود التي تم التوصل اليها".

سئل: هل تسعون اليوم الى تقريب وجهات النظر؟

اجاب:" انني اسعى لعدم التباعد بينهما".

سئل: هل ستقابلون العماد عون؟

اجاب: "بالطبع نعم، انا التقي الجميع في كل مرة. ان فرنسا تلتقي مع جميع الافرقاء اللبنانيين".

سئل: هل ستلتقون ممثلا لحزب الله؟

اجاب: "بالطبع نعم".

سئل: هل هناك مبادرة فرنسية لتسهيل ولادة الحكومة.

اجاب: "امامكم مبادرة بحد ذاتها، وجود وزير الخارجية الفرنسية مبادرة بحد ذاتها. نحن نقترح اليوم لقاء جميع الافرقاء وسنواصل الامر اذا كان ذلك ضروريا. انني آمل بالفعل ان يتم تشكيل الحكومة في الايام القليلة المقبلة. ونحن جاهزون كذلك للقيام بكل ما يلزم لما فيه مصلحة لبنان. واننا نضع انفسنا بتصرف كل اللبنانيين وهذا ما عبرنا عنه عدة مرات في السابق".

سئل: ولكن هل يعني ذلك تدخلا من قبلكم؟

اجاب:" وهل انني اتدخل اذا كنت اجيبكم الان".

سئل: هل ستنتظرون طلبا لذلك من الافرقاء اللبنانيين لاتخاذ مبادرة ما او تقديم مقترحاتكم؟

اجاب: "ان المقترحات يجب ان تأتي من اللبنانيين وانا لا اقوم مقامهم بذلك بل اقدم احيانا النصح اذا ما طلب مني ذلك واتدخل دائما كي يتفق اللبنانيون في ما بينهم. ولكن على اللبنانيين انفسهم ان يشكلوا حكومتهم وليس على فرنسا ان تقوم مقامهم بذلك".

سئل: هل كانت اتصالاتكم مع الجانبين السعودي والسوري مثمرة؟

اجاب:" اعتقد انها لم تكن سلبية بل ايجابية ونحن نواصل اتصالاتنا كما تعلمون مع اصدقائنا السعوديين والسوريين. وقد لاحظتم ان القمة التي جمعت الملك السعودي والرئيس السوري في دمشق كانت حدثا مهما ".

سئل: لكنها لم تثمر بخصوص تشكيل الحكومة؟

اجاب:" انتظروا. ليس هناك ابدا من نتائج فورية. هل عرفتم انتم حكومة لبنانية ما شكلت بسرعة؟".

سئل: ما هو موقفكم من اكتشاف اجهزة التنصت الاسرائيلية في جنوب لبنان منذ نحو اسبوع، الا يشكل ذلك خرقا للقرار 1701؟

اجاب:" هذا يتوقف على معرفة تاريخ وضعها وانا لا املك معلومات بل قرأت عن هذه القضية".

زوار

وتناول رئيس الجمهورية مع كل من الوزير السابق جان عبيد والنائب السابق فارس سعيد الاوضاع السياسية الراهنة.

وفد ابرشية اغترابية

وزار بعبدا راعي الابرشية المارونية في القسم الغربي من الولايات المتحدة الاميركية المطران روبرت شاهين مع وفد من الابرشية، اطلع رئيس الجمهورية على احوال اللبنانيين عموما والموارنة خصوصا في الولايات المتحدة، ناقلا توق المغتربين الى زيارة يقوم بها الرئيس سليمان الى الولايات المتحدة ولقاء ابناء الجالية في الولايات التي تضم الاعداد الاكبر.

وحمل الرئيس سليمان المطران شاهين تحياته الى ابناء الجالية واعدا بتلبية رغبتهم عندما تسمح الظروف.

مغترب من كندا

وعلى الصعيد الاغترابي ايضا، استقبل رئيس الجمهورية رجل الاعمال الكندي من اصل لبناني السيد عبدو الطسي الذي يزور لبنان لتفقد اهله واقربائه وامكانات الاستثمار في الوطن الام، خصوصا وانه قدم العديد من المساعدات ابرزها في موضوع تكلفة ازالة الالغام من الجنوب اللبناني.

ونوه الرئيس سليمان بجهود السيد الطسي معتبرا "انه واحد من الاسماء اللبنانية التي ابدعت في دنيا الاغتراب واضافت نورا جديدا على الصورة اللبنانية المشرقة في بلاد الانتشار".

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 23 تشرين الاول 2009

النهار

يرى الرئيس حسين الحسيني أن التعجيل في إقرار قانون الانتخابات النيابية على أساس النظام النسبي يشكل خطوة أولى مهمة على طريق حل الازمة السياسية.

يقول النائب السابق حسن الرفاعي إنه لا يرى في تطبيق اللامركزية الادارية حلاً للأزمة السياسية بل مزيداً من المذهبية التي لن تكون في مصلحة المسيحيين.

نُقل عن الامين العام ل "حزب الله" السيد حسن نصرالله قوله لمسؤول عربي إن العماد ميشال عون هو زعيم كبير لا يمكن تجاوزه.

السفير

أبدت مرجعية روحية استياءها البالغ من تعامل جهاز أمني معها.

تردد أن نائباً سابقاً طلب موعداً من مسؤول بارز في دولة كبرى وجاء الجواب سلبياً.

تدرس شركة طيران الشرق الأوسط تسيير خط مباشر قريباً باتجاه بغداد.

يشهد معلم ديني أعيد ترميمه في وسط العاصمة إقبالاً من السفراء والدبلوماسيين المعتمدين، خصوصاً الغربيين منهم، وتدبّج تقارير بشأنه الى الدول التي يمثلونها.

المستقبل

عُلم أن ثمة اتجاهاً لدى وزير الخارجيّة الفرنسي برنار كوشنير لعدم الإدلاء بتصريحات خلال زيارته لبنان والاكتفاء بالمؤتمر الصحافي الذي سيعقده في "البيال" اليوم.

قالت مصادر ديبلوماسيّة إنه تم تعيين مستشار إعلامي جديد في السفارة الأميركية سيتسلم مهامه الفعلية خلال الأيام المقبلة.

أوضحت مصادر عربيّة أن الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى لم يكن مؤيداً لتأجيل الاجتماع الذي كان مقرراً عقده في 25 من الجاري للجنة الوزارية للمبادرة العربية للسلام.

صدى البلد

تلاقي حملة قمع المخالفات لدى اصحاب الدراجات النارية ارتياحا لدى اوساط متنوعة رغم بعض الشوائب والمحسوبيات فيما عمم حزب الله للمرة الاولى على المخالفين في الضاحية انه لن يحمي ايا منهم.

تقاطعت اسرائيل وايران على التعبير عن الاستياء من السياسة الخارجية الفرنسية، الاولى بسبب موقف فرنسا المؤيد لتقرير غولدستون والثانية بسبب مواقف ساركوزي المنتقد لانتخاباتها الرئاسية.

لوحظ ان مواقف الجنرال عون الاخيرة كانت مسبوقة بلقاءين الاول بين السيد حسن نصرالله والوزير جبران باسيل والثاني بين عون والقيادي في الحزب غالب ابو زينب.

انعقاد منتدى رابطة المدن الكنعانية والفينيقية والبونية في جبيل بمشاركة رؤساء بلديات وممثلين لـ32 بلدية تنتمي الى دول حوض المتوسط والخليج

الشلبي: للنهوض بالمؤسسات الحرفية التراثية وتشجيع التبادل الثقافي والسياحة

وطنية - اعلنت رئيسة مؤسسة صور الدكتورة مها الخليل شلبي، في مؤتمر صحافي ظهر اليوم في دار نقابة الصحافة، في حضور رئيس بلدية جبيل الدكتور جوزف الشامي، اطلاق اعمال المنتدى الثاني لرابطة المدن الكنعانية والفينيقية والبونية، الذي سيعقد في جبيل في 30 و31 الشهر الحالي، في قاعة الانطش مار يوحنا مرقص في البلدة القديمة، تحت رعاية منظمة الاونيسكو. ويشارك رؤساء بلديات وممثلون لـ32 بلدية تنتمي الى دول حوض المتوسط والخليج العربي ومنها سوريا، ايطاليا، اسبانيا، اليونان، تركيا، مصر، تونس، اليمن، عمان، قبرص، وغيرها، وبعض المدن اللبنانية، فضلا عن اكاديميين عالميين بارزين وخبراء في التربية والثقافة والاثار والعلوم البحرية والبيئية والمهن الحرفية التراثية ورؤساء جامعات ومؤسسات ثقافية. النشيد الوطني افتتاحا، ثم القى نقيب الصحافة محمد البعلبكي كلمة تحدث في مستهلها عن تأسيس الجمعية الدولية لحماية صور في العام 1980 في مقر منظمة الاونيسكو في العاصمة الفرنسية - باريس، التي جندت بما تيسر لها من امكانات وعلاقات لتحقيق اهدافها في الحماية والصيانة والرعاية للمعالم التاريخية في المدينة وادراج مدينة صور على قائمة التراث العالمي مرورا بدورها في حث مجلس الامن الدولي الى حماية آثار صور خلال الاعتداءات الاسرائيلية على المدينة وصولا الى وضع صور وغيرها من المدن اللبنانية على قائمة التراث العالمي. بدوره، أشاد عضو مجلس نقابة المحررين جوزيف قصيفي بدور الشلبي في الحفاظ على التراث والحضارة في لبنان، مشيرا الى انها طرقت كل الابواب والمنابر لتطل على الرأي العام المحلي والعالمي وتحثهم على حماية ورعاية معالم المدينة التاريخية.

الشامي

والقى الشامي كلمة قال فيها: "منذ البداية وبالتعاون مع مؤسسة صور، وستة مدن متوسطية قررنا كمجلس بلدي ان نشارك في تأسيس رابطة المدن الكنعانية والبونية والفينقية في شهر اذار الفائت في صرح الاونيسكو في باريس، وكانت تلك الشرارة الاولى لاطلاق هذا التعاون بين المدن التي يربطها الاصل الفينيقي، والممتدة من شرق المتوسط الى غربه وحتى المحيط. بدأنا المشوار بسبعة مدن واصبحنا الان اكثر من عشرين مدينة يجمع فيما بينها التاريخ والجغرافيا والارث الثقافي".

واضاف: "ليس غريبا ان تستضيف مدينة جبيل - بيبلوس اعمال المؤتمر الثاني لرابطة المدن، فمدينتنا مهد الابجدية، وعمرها يناهز السبعة الاف سنة مأهولة دون انقطاع من حضارات مختلفة ومتتالية مما جعلها من مرتبة اقدم مدن العالم المأهول.

ان استضافة هذا المؤتمر هو مصدر فخر واعتزاز للمجلس البلدي ولاهالي المدينة اجمعين الفخورين بهويتهم الفينيقية وبتاريخهم الفكري والثقافي.

وشكر لكل من ساهم في تحضير هذا المؤتمر، خاصا بالذكر مؤسسة صور والمدن الصديقة والفريق البلدي المحلي.

الشلبي

ثم تحدثت الدكتورة الشلبي، فأشارت الى ان فينيقيا مثلت في التاريخ القديم، ارض لقاء وتبادل، وكانت في طليعة من نسج علاقات سلمية بين الشعوب وكانت بذلك صاحبة التجربة الاولى فيما يطلق عليه اليوم "مشروع الاتحاد من اجل المتوسط"، وقالت: "احياء لهذا التراث، قررنا تأسيس "رابطة المدن الكنعانية، الفينيقية والبونية" كي تساهم في اعادة انتاج آليات تواصل وتفاعل بين المدن التي تتمتع بجذور تاريخية واحدة".

واعلنت "ان الرابطة انطلقت من الاونيسكو في باريس، لتضم كل المدن والمرافىء التي اسسها الفينيقيون او نسجوا معها علاقات تجارية وثقافية وانسانية وحملوا شعلة اليها الابجدية وشعلة السلام والحوار. وتنفيذا لهذا الشعار الكبير سيرتكز عملها على اربعة محاور: محور الثقافة والتعليم، محور السياحة الثقافية، محور الحرف التراثية وتنمية الحرف التراثية ومحور البيئة البحرية، وهي المحاور التي سيتناولها المنتدى الثاني للرابطة الذي دعت اليه معا بلدية جبيل - بيبلوس و"مؤسسة صور" والذي سيقام في مدينة جبيل - بيبلوس يومي الجمعة والسبت في 30 و31 تشرين الاول.

واضافت الشلبي: "ان الرابطة جمعت حتى اليوم 32 بلدية تنتمي الى دول حوض المتوسط والخليج العربي ومنها سوريا، ايطاليا، اسبانيا، اليونان، تركيا، مصر، تونس، اليمن، عمان، قبرص، وغيرها، وبالتأكيد بعض المدن اللبنانية. سوف تتعاون هذه البلديات فيما بينها ومع السلطات المختصة في كل مدينة من اجل النهوض بالمؤسسات الحرفية التراثية وتشجيع التبادل الثقافي والحركة السياحية والتعاون بين جامعات هذه المدن في المجالات العلمية والتعليمية مما سينعكس ايجابا على هذه المدن بشكل عام وسيساهم بابراز دور لبنان الحضاري وروابطه التاريخية مع معظم مدن المتوسط كما سياسهم في تحريك الدولة الاقتصادية في المدن اللبنانية المنتسبة الى الرابطة".

واعلنت الدكتورة الشلبي الى "ان المنتدى الثاني في جبيل سيجمع رؤساء بلديات مهمة من بينها اربعة عواصم كبيرة: اثينا، صنعاء، تونس وبيروت اضافة الى محاضرين عالميين مشهورين ومشهود لهم. ووجهت الدعوة الى الاعلاميين لتغطية وقائع هذا "الحدث الهام".

برنامج المؤتمر

- جلسة رسمية يوم الجمعة 30 تشرين الاول في تمام الساعة الخامسة ويشارك فيها رؤساء البلديات وسفراء الدول المشاركة برعاية وزير الداخلية والبلديات زياد بارود.

- امسية موسيقية في كنيسة الانطش مار يوحنا مرقص، في مدينة جبيل - بيبلوس - البلدة القديمة، ويحييها التينور فرناندو افارا والسوبرانو ماريا كريستينا فاخوري، ترافقهم على البيانو العازفة اولغا بولان.

- مؤتمر صحافي لمناسبة اختتام اعمال المنتدى في 31 تشرين الاول في تمام الساعة الحادية عشرة ظهرا.

- غداء يجمع الصحفيين مع رؤساء البلديات والمحاضرين، في اعقاب المؤتمر الصحفي، الساعة الواحدة ظهرا في مطعم "البحر"، اتاحة المجال للزملاء الكرام لاجراء مقابلات فردية مع المحاضرين ورؤساء البلديات المشاركة.

إجتماع في المركز الكاثوليكي ناقش جدالا بين الاب تابت ونجار: من المؤسف ان يباح التعرض لشخص رجل الدين والكنيسة دون احترام من يمثل

وطنية - عقد في المركز الكاثوليكي للاعلام اليوم اجتماع دعا اليه رئيس اللجنة الاسقفية لوسائل الاعلام، المطران بشارة الراعي نوقشت فيه خلفيات وتداعيات الجدال الاعلامي الذي جرى بين الأب فادي تابت المدير العام لاذاعة "صوت المحبة" والكاتب مروان نجار نهار الثلاثاء الماضي خلال برنامج مباشر على احدى الإذاعات اللبنانية.

وصدر عن المجتمعين بيان جاء فيه:

"اولا: أسف المجتمعون لما آل اليه السجال بعد مبادرة ضيف البرنامج بالكلام الاستفزازي الذي تناول شخص مدير عام اذاعة صوت المحبة في عمله المسرحي الفني والذي يقدر له الرأي العام ما يقوم به من رسالة روحية وفنية عبر الاعمال المسرحية. ومن المؤسف حقا ان يباح التعرض لشخص رجل الدين والكنيسة في هذه الحالة وسواها من دون اي احترام لمن ولما يمثل.

ثانيا: اعتبروا ان الفن هو رسالة تجلها الكنيسة وتشجعها خاصة في نشر الايمان والمبادئ الاخلاقية والثقافية، كما ورد في وثائق المجمع الفاتيكاني الثاني، وعلم خادم الله البابا يوحنا بولس الثاني في "الرسالة الى اهل الفن". ولذلك يجب ان يحاط رجال الفن بما ينبغي من التقدير والاعتبار، وان كان لا بد من نقد لنتاج فني فليكن على مستوى الاصول العلمية وبطريقة بناءة بعيدة عن التطاول على شخص الفنان. ومعلوم، على ما يقول الكاتب الروسي دوستويوفسكي أن "جمال الفن يخلص العالم".

ثالثا: يأملون أن تطوى هذه الصفحة المؤلمة وان يعالج الحدث بالطرق الحبية اجلالا للفن والفنانين".