المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم 10 آب/2009

انجيل القدّيس لوقا .10-1:19

ودَخَلَ أَريحا وأَخَذَ يَجتازُها فإِذا رَجُلٌ يُدْعى زَكَّا وهو رئيسٌ للعَشَّارينَ غَنِيٌّ قد جاءَ يُحاوِلُ أَن يَرى مَن هُوَ يسوع، فلَم يَستَطِعْ لِكَثَرةِ الزِّحَام، لِأَنَّه كانَ قَصيرَ القامة، فتقدَّمَ مُسرِعًا وصَعِدَ جُمَّيزَةً لِيرَاه، لأَنَّه أَوشكَ أَن يَمُرَّ بِها. فلَمَّا وصَلَ يسوعُ إلى ذلكَ المَكان، رَفَعَ طَرْفَه وقالَ له: «يا زَكَّا انزِلْ على عَجَل، فيَجِبُ عَلَيَّ أَن أُقيمَ اليَومَ في بَيتِكَ».فنزَلَ على عَجَل وأَضافَه مَسرورًا. فلمَّا رَأوا ذلك قالوا كُلُّهم متذَمِّرين: «دَخَلَ مَنزِلَ رَجُلٍ خاطِئٍ لِيَبيتَ عِندَه فوَقَفَ زَكَّا فقال لِلرَّبّ: «يا ربّ، ها إِنِّي أُعْطي الفُقَراءَ نِصفَ أَموْالي، وإِذا كُنتُ ظَلَمتُ أَحدًا شَيئًا، أَرُدُّه علَيهِ أَربَعَةَ أَضْعاف». فقالَ يسوعُ فيه: «اليَومَ حصَلَ الخَلاصُ لِهذا البَيت، فهوَ أَيضًا ابنُ إِبراهيم. لِأَنَّ ابْنَ الإِنسانِ جاءَ لِيَبحَثَ عن الهالِكِ فيُخَلِّصَه».

 

إسرائيل: حزب الله سيدفع ثمنا باهظا إذا ما حاول المس باي إسرائيلي في الخارج

٩ اب ٢٠٠٩ /وكالات/  توعدت إسرائيل اليوم الأحد بجعل حزب الله يدفع ثمنا باهظا إذا ما حاول المس بأي من دبلوماسييها أو مواطنيها في الخارج. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن نائب وزير الخارجية داني ايالون قوله اليوم " إذا لا سمح الله ، مست شعرة واحدة من مسؤول أو مندوب إسرائيلي ، أو إذا مس بأي مواطن ، سيعتبر حزب الله مسؤولا ، وسيتحمل النتائج". وأضاف "ما دام حزب الله هو المعني، ستكون النتائج وخيمة". وجاء كلام ايالون تعليقا على تقرير نشرته وسائل إعلام مصرية أمس جاء فيه ان أجهزة الأمن المصرية كشفت عن خطة لاغتيال السفير الإسرائيلي في القاهرة شالوم كوهين. ومع ان التقارير لم تشر الى تورط حزب الله قال ايالون ان مثل هذه العمليات أعدت من قبل يد واحدة "ومن قبل عقل شيطاني واحد". وأشار الى انه من المعروف ان حزب الله يحاول اغتيال مبعوثين إسرائيليين في الخارج ونفذ محاولات فاشلة عدة. وقال ان الشعب اللبناني مسؤول عن أعمال حزب الله. وأضاف "سيتحملون تبعات سفك الدماء".

 

المعارضة تستعجل تشكيل الحكومة و«القوات» تقترحها تكنوقراطية 

الحريري حجز مواعيد في بيروت غداً بانتظار لقاء المصارحة مع جنبلاط

الاثنين 10 أغسطس 2009 - الأنباء

 بيروت ـ عمر حبنجر

تشكيل الحكومة اللبنانية، هو هدف المرحلة السياسية في لبنان، وعودة الحرارة الى قنوات التشكيل متروكة للرئيس المكلف سعد الحريري، الذي يؤمل ان يعود من جنوب فرنسا الى بيروت اليوم الاثنين، او صباح غد الثلاثاء، استنادا الى مواعيد اعطيت لزواره في قريطم غدا بحسب المصادر المطلعة لـ «الأنباء».

ويفترض ان تكون اولى اولوياته في بيروت لقاء مصارحة مع النائب وليد جنبلاط، الذي استقبل وفودا شعبية في المختارة امس الاول مهنئة على موقفه، وفي عملية رد غير مباشرة على الانتقادات التي وجهت اليه اثر اعلانه الابتعاد الضمني عن 14 آذار.

وطمأن الرئيس نبيه بري مجالسيه الى ان ترك جنبلاط لقوى 14 آذار لن يغير في تركيبة الحكومة المقبلة وهي 15 للاكثرية و10 للمعارضة وخمسة لرئيس الجمهورية، لكن الوزراء الثلاثة المحسوبين على جنبلاط لم يعودوا يمثلون الاكثرية وبالتالي التركيبة عمليا: 12 ـ 10 ـ 5 ـ 3.

واضاف زوار بري عن رئيس المجلس ان ما تغير هو ان الحكومة لم تعد حكومة وحدة وطنية بين فريقين اساسيين بل حكومة ائتلافية، حيث بات كل موضوع يحتاج الى اتفاق مسبق عليه، والى ما يشبه الاجماع قبل اقراره نظرا لتعدد الفرقاء وتوزع الاصوات.

موقف ملتبس

ولوحظ ان حزب الله يتصرف على اساس ان النائب وليد جنبلاط غادر 14 آذار وانه لا تغيير في تركيبة الحكومة، علما ان جنبلاط لم يعلن ذلك صراحة، انما اوحى به، وقد عزز الالتباس في موقفه اعلانه التمسك بالتحالف مع سعد الحريري داخل مجلس الوزراء، واعتماد موقف والده الراحل كمال جنبلاط في الانتخابات الرئاسية عام 1970 حيث قسم كتلته النيابية بين المرشحين سليمان فرنجية والياس سركيس وكان صوته المرجح لفوز فرنجية.

والآن سيقسم جنبلاط كتلته المؤلفة من 11 نائبا، بابقاء نواب الكتلة وعددهم ستة ضمن 14 آذار، لتستمر هذه اكثرية مجلس النواب 60 + 6 = 66 مقابل 57 للمعارضة، ويحتفظ جنبلاط الوسطي بنوابه الحزبيين الخمسة.

واضافت مصادر في الاكثرية ان جنبلاط تفاهم مع وسطاء اقليميين على التزام وزرائه الثلاثة صف رئيس الحكومة داخل مجلس الوزراء.

كما انه جمد تحركه التراجعي عند خطوط 14 آذار باعتذاره عن المأدبة التكريمية التي دعاه اليها السفير الايراني محمد رضا الشيباني في دار السفارة، على ان يرد له السفير الزيارة لاحقا ويسلمه الدعوة الرسمية الى طهران، وبافصاحه امام زواره عن ان زيارة طهران تتطلب مراجعات اقليمية وبالتحديد عربية، وبالذات سعودية، فجنبلاط رمى حصوته في الماء، وبات يرقب دوائر المناء.

الكتائب والقوات: لا مبرر لجنبلاط

رئيس حزب الكتائب امين الجميل اعتبر ان التهويل لا يبرر كل مواقف جنبلاط، وان البلد لا يتخلص من مصاعبه الا بايجاد قواسم مشتركة، في مواجهة التهديدات التي يتحدث عنها جنبلاط، وان يكون البيان الوزاري واضحا لجهة السيادة الوطنية، لافتا الى ان المسيحي لن يكون مكسر عصا في هذا البلد.

بدوره النائب جورج عدوان نائب رئيس حزب «القوات اللبنانية» قال: ان هذه اتخذت قرارا بعدم التعليق على تصريحات النائب وليد جنبلاط، مؤكدا حرص القوات على العلاقة الدرزية المسيحية، ومتحدثا عن واقع جديد لصيغة حكومة جديدة قد تكون من نوع تكنوقراط.

وكان النائب الاكثري بطرس حرب اعتبر موقف جنبلاط من الاكثرية، استجابة لرغبة ما قبل استقباله في سورية، وقال ان سعد الحريري شعر بطعنة من حلفائه.

في هذا الوقت سجلت امس مواقف تصعيدية من جانب كتلة التغيير والاصلاح طاولت البطريرك الماروني نصر الله صفير، وطالبت بسحب الوزارات السيادية من حصة الرئيس ميشال سليمان والاكتفاء له بوزراء الدولة.

وقال عون في قداس في بلدة كفر ذبيان (كسروان) ان لبنان مستهدف اليوم من جهات عدة ولاسيما لجهة توطين الفلسطينيين الذي تخطط له اسرائيل، مشددا على ان لبنان لا يتحمل هذا الأمر ولن يسمح بسلب حقوق الشعب الفلسطيني. وقال بعد التفاهم الداخلي يبقى التفاهم الخارجي محذرا من تعليم الحقد والكراهية للشباب في بعض الاماكن المنعزلة.

وافاد بأن المتخلفين الذين يفكرون تفكيرا هامشيا هم الى انقراض وفناء اذ لا يمكن ولا بأي شكل ان يكون الحقد هو العلاقة مع الآخر وحث على التعايش مع الآخر، لان المسيحية لا تخضع ولا تنساق امام الهزيمة.

الخازن: انتصرنا نحن وهم هزموا!

بدوره النائب فريد الياس الخازن اعتبر انه بعد الثامن من يونيو (الانتخابات) سقطت الاقنعة وتفرق الرفاق بالشكل والمضمون، وانكسرت الاوهام، نعم نقولها بالفم الملآن، انتصرنا نحن وهم هزموا.

الوزير في حكومة تصريف الاعمال ماريو عون عزف على الايقاع المعارض نفسه حيث دعا رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري للعودة فورا الى لبنان اما لتـــــأليف الحكومة او لمصارحة شعبه بالحقيقة وتحديد مكمن المشكلة نافيا ان يكون التيار الوطني الحر المعرقل، خصوصا بعد ان تنازل العماد عون عن النسبية في تشكيل الحكومة.

لغم مضاد للحلول!

نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري رد بحملة عنيفة على العماد عون متهما اياه بالتهجم على رمزين سياديين كبيرين هما رئيس الجمهورية ميشال سليمان، والبطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير.

واعتبر مكاري ان عون يسهم عمليا في اضعاف موقع رئاسة الجمهورية من خلال سعيه الى سحب الحقائب السيادية من حصة الرئيس في الحكومة واتهمه بانه اداة لتعطيل مسيرة تأليف الحكومة ولغم مضاد لكل ما يساهم في حسن سير المؤسسات الدستورية، واصفا تطاول عون او غيره على البطريرك صفير بالجريمة. وقال ان عون يطالب بالشيء وعكسه فهو دعا مرارا الى تعزيز صلاحيات رئيس الجمهورية ولكن هاهو اليوم يساهم عمليا في اضعاف هذا الموقع بالحد من فاعلية دوره كما فعل عندما شارك باندفاع في تعطيل الانتخابات الرئاسية والتسبب في الفراغ الرئاسي.

حزب الله لتسريع تشكيل الحكومة

النائب حسين الحاج حسن عضو كتلة الوفاء للمقاومة شدد على ضرورة تشكيل الحكومة خصــــوصا ان الاتفاق على اطارها السياسي قد تم وكانت هناك نقاشات حول الاسماء والحقائب وتوقفت لاسباب سياسية.

وفي احتفال في طليا (البقاع) قال ان الاتصالات ستتكثف فور عودة الرئيس المكلف سعد الحريري من الخارج ويمكن تسريع تشكيل الحكومة.

الاسراع في تشكيل الحكومة كان محط الكلام في تصريح لنائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبدالامير قبلان امس.

وبنفس المعنى كان كلام عضو كتلة الوفاء للمقاومة نواف الموسوي الذي استغرب التأخير في تشكيل الحكومة بعدما تم الاتفاق على اطارها السياسي، وفي اشارة الى مواقف جنبلاط قال الموسوي في احتفال في قانا ان اتخاذ طرف سياسي موقفا معينا الآن لا يمكن ان يعيد عجلة تشكيل الحكومة الى الخلف.

 

بيضون يصف شعارات جنبلاط بـ"الأعذار يرفض "لبنان اولاً" ليقول "الدرزي أولاً"

المستقبل - الاحد 9 آب 2009 - العدد 3388 - شؤون لبنانية - صفحة 3

رأى الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون ان رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط "يتبرأ في هذه المرحلة من كونه احد الاقطاب الاساسية في فريق 14 آذار ليقف وراء شعارات كلها اعذار وليست واقعاً حقيقياً"، معتبراً ان جنبلاط "يرفض شعار "لبنان اولاً" ليقول "الدرزي اولاً". واكد انه "ليس مطلوباً من جنبلاط ان يذهب كدرزي الى سوريا، المطلوب هو ان يذهب الى سوريا ولكن باسم لبنان"، مقترحا "توليه وزارة الخارجية في حكومة سداسية يشكلها الرئيس سعد الحريري ويتولى جنبلاط فيها تحسين العلاقات الخارجية مع سوريا نموذجاً لعلاقات عربية راسخة وحضارية وأكثر من ممتازة".

وقال في حديث الى اذاعة "الشرق" أمس: "ان خوف جنبلاط من تداعيات 7 أيار وما رافقها له وجهان وجه له علاقة بخصوصية الطائفة الدرزية ووجه آخر ان "حزب الله" غير ملتزم الى الآن بما جرى الاتفاق عليه في الدوحة من ان السلاح هو للخارج، لمقاومة إسرائيل ولن يستعمل في الداخل، وكان وليد جنبلاط يصور للعالم ان هذا السلاح هو للداخل واصبح بذهن كل اللبنانيين ان "حزب الله" وسلاحه يتجهان للداخل ولتهجير طائفة معينة وهذه صورة تضر بـ"حزب الله" ولذلك صورة "حزب الله" والالتزام بالقرار 1701 على المحك".

وحذر من "الذهاب بعلاقات درزية ـ سورية وتكرار مأساة العلاقات الشيعية ـ السورية وهي سبب من أسباب فشل العلاقة السورية ـ اللبنانية، ذلك ان على سوريا ان تؤمن بلبنان دولة قوية وتتعامل معها كدولة وليس كجماعات شيعية او درزية او اقامة كرسي بطريركية مارونية لعون في حلب أو تقحم علاقات سنية ـ سورية تدفع بسعد الحريري الى ان يكون رئيس حكومة عاجزاً بدل ان يكون رئيس حكومة كل لبنان وكل اللبنانيين".

واستغرب "ألا يكون جنبلاط مع شعار "لبنان أولاً" في حين يكون مع شعار "الدروز اولاً"، معتبراً انه "بإمكان الحريري ان يمزج بين المعادلة المحلية والمعادلة الاقليمية وبإمكان جنبلاط ان يستوعب ويرتب العلاقات اللبنانية ـ السورية ويوقف كل التجاوزات"، وحذر من ان "يقدم الحريري على تشكيل حكومة من الصف العاشر أو ان يعود الى لعب دور دعم زعيم للسنة مما يعني رئيس حكومة عاجزاً"، مستغرباً "كيف انزلق الحريري للقول ليسمي كل فريق وزراءه وهو صاحب مشروع حديث لبناء لبنان".

وحذر من "تفشيل سعد الحريري في مهمته وهو يملك كل القوة المحلية الشعبية والعربية والاقليمية والدولية"، داعياً إياه "ليقول غداً هذه شروطي لتشكيل الحكومة وهو ليس الرئيس (المكلف تصريف الاعمال فؤاد) السنيورة ليخضع لشروط تشبه المأساة".

واعتبر ان "كل حديث عن استقلالية الرئيس نبيه بري عن "حزب الله" هو حديث خرافي وهو الذي يردد ان ليس للعرب شغل غير إيران وهو مع جمهور أحمدي نجاد"، وأكد ان "لدى الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ثلاثة معاونين سياسيين وليس معاوناً واحداً والرئيس بري واحد منهم لا أكثر".

وقرأ في خطاب جنبلاط في الجمعية العامة "ثلاث كلمات مفقودة "إيران، والممانعة والمقاومة في الوقت الذي تكلم فيه في مقابلة "جريدة السفير" وهي تستعد لطبعة بالفارسية عن إيران". ورأى ان "جنبلاط في خطابه الأخير خرج من 14 آذار لكن لم يذهب الى 8 آذار وذلك ارضاءً لسوريا، وما استخدامه لشعار اليسار في خطبة الاحد إلا للتغطية على شعار 8 آذار والمقاومة والممانعة". ودعا "المربع الأمني لـ"حزب الله" الذي شمل البلد كله الى الانضباط والعودة الى البلد لبنان"، مستغرباً ان" يكون هناك 3000 ضابط في الجيش اللبناني يشعرون بأن هناك لاعباً اساسياً آخر بالأمن". ودعا الحريري الى "الإمساك أولاً بالملف الأمني لدى تشكيل الحكومة حينئذ مخاوف مثل مخاوف وليد جنبلاط أو على وليد جنبلاط أو مخاوف أي اقلية طائفية تزول نهائياً".

 

مطالبة مجلس الأمن بتعديلات جذرية على مهام "يونيفيل" تسمح بتوسيع عملياتها إلى شمال الليطاني والحدود السورية

 إضافة إلى تشكيل قوة خاصة للتدخل السريع وتعديل قواعد التنسيق مع الجيش اللبناني... ومنح القوات الدولية صلاحيات مطلقة في مداهمة قواعد "حزب الله"

لندن - كتب حميد غريافي: السياسة

قد لا تجري رياح التمديد للقوات الدولية (يونيفل) المنتشرة في جنوب لبنان ومياهه الاقليمية بموجب القرار الدولي 1701 الذي "أوقف العمليات الحربية في" حرب يوليو 2006 من دون أن يعلن نهاية الحرب, في السابع والعشرين من أغسطس الجاري سنة أخرى, بما تشتهي سفن الحكومة اللبنانية "المتوقفة عن العمل", أي "تمرير" استحقاق التمديد الجديد هذا بهدوء ومن دون اي تعديلات يدخلها مجلس الأمن الدولي على "أصول الاجراءات" و"قواعد الاشتباك" التي اثبتت هشاشتها وعدم فاعليتها بما يتناسب وخطورة نتائج تلك الحرب وتداعياتها المستمرة لاعلى اللبنانيين فحسب, بل على المنطقة برمتها, وعلى صدقية وهيبة المجتمع الدولي اللتين اصيبتا خلال السنوات الثلاث الماضية منذ نزول نحو 15 ألف جندي دولي في الأراضي والمياه اللبنانية بتشوهات بالغة لجهة تحويل هذا القرار الأخطر بالنسبة لمستقبل هذا البلد الحضاري الديمقراطي الصغير في الشرق الأوسط, الى قميص عثمان مهلهل يرتديه طرفا النزاع "حزب الله" واسرائيل مداورة كل حسب مصالحه الخاصة.

وقالت مصادر دولية في الأمم المتحدة بنيويورك أمس ان "الحد الادنى لمطالب مجلس الامن مقابل التمديد للقوات الدولية" الموجودة اساسا في لبنان منذ 31 عاما, "لن يكون أقل من منح قوات "يونيفيل" حق التدخل من دون العودة الى الجيش اللبناني مباشرة على الارض لصد اي اعتداء عليها قد يشكل خطرا على عناصرها, دفاعا عنهم وحماية لهم وفقا لما ورد في القرار 1701 ولم يجر تطبيقه بصراحة وحزم, ما ادى الى تعرض هذه القوات اكثر من مرة لعمليات اعتداء وتفجير نجم عنها مقتل عناصر وجرح عناصر اخرى, كما ان مجلس الامن لن يتهاون بعد الان - كشرط من شروط التمديد الجديد - في مسألة الانتقاص من هيبة قواته في جنوب لبنان.

وأكدت المصادر الدولية ل¯ "السياسة" في اتصال بها من لندن امس ان بعض ممثلي دول مجلس الامن "سخروا من تقرير وزارة الخارجية اللبنانية الذي حمل الى الامم المتحدة نتائج التحقيقات في انفجار مستوع اسلحة "حزب الله" في بلدة خربة سلم جنوب الليطاني اخيرا, وفي خلفيات اعتداء "الأهالي" على القوتين الفرنسية والايطالية اللتين سقط فيهما 14 جريحا, وفي تحميل هاتين القوتين مسؤولية "الاعتداء على أفرادهما", مؤكدين بشكل علني "انهم لم يكونوا (ممثلو مجلس الامن) يتوقعون تقريرا أفضل من هذا التقرير على اعتبار ان وزارة الخارجية اللبنانية متمثلة بوزيرها فوزي صلوخ واقعة تحت الهيمنة الكاملة لحزب الله وحركة أمل الايرانيين من دون ان تكون للحكومة اللبنانية سيطرة كاملة عليها".

وكشفت المصادر الدولية في الامم المتحدة النقاب عن ان الامانة العامة للمنظمة الدولية, اي مكتب بان كي مون, ورؤساء البعثات الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن وهي الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين, "تلقوا السبت الماضي (أول من أمس) مذكرة مستفيضة من "المجلس العالمي لثورة الارز" الذي يضم المؤسسات الاغترابية اللبنانية الفاعلة في دول الغرب وفي مقدمها "الاتحاد الماروني العالمي" المشرف على تسعين في المئة من عدد المغتربين الخمسة عشر مليونا, و"اللجنة الدولية - اللبنانية لمتابعة تنفيذ القرار 1559" الداعي لتجريد الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية من سلاحها, و"المنسقية العامة الكندية - اللبنانية" في تورنتو و"التجمع اللبناني - الأوروبي" في دول الاتحاد الاوروبي في باريس, ومؤسسات اغترابية اخرى فاعلة, حملت (المذكرة) نقاطا محددة جديرة بالاهتمام كشروط من المطلوب مناقشتها لدى اعضاء مجلس الامن الخمسة, للتمديد للقوات الدولية (يونيفيل) سنة اخرى في اواخر الشهر الجاري".

وتتلخص مطالب المذكرة بالنقاط الاساسية التالية:

1 - منح القوات الدولية في لبنان حرية كاملة في التصرف لتطبيق دقيق للقرار 1701 بعيدا عن قيادة الجيش اللبناني الذي يجب ان تنقل إمرته الى قيادة "يونيفيل; وليس العكس كما هو حاصل الان.

2 - منح القوات الدولية مطلق الصلاحيات في مداهمة قواعد "حزب الله" المسلحة في جنوب نهر الليطاني من دون العودة الى الجيش, وذلك دفاعا عن عناصر تلك القوات بموجب القرار .1701

3 - توسيع منطقة عمليات "يونيفيل" لتشمل المناطق المحاذية لليطاني من الشمال التي يجري منها تهريب السلاح والمقاتلين واجهزة الاستخبارات والامن التابعة للحزب الايراني الى جنوبه, وذلك في خطوة اجرائية وقائية صارمة لارواح الجنود الدوليين, وهو امر بديهي متبع في كل الدول والمناطق التي تنتشر فيها قوات تابعة للامم المتحدة في العالم.

4 - اعطاء القوات الدولية حق الدفاع عن النفس بالقوة تعزيزا للفقرة المطاطة المتعلقة بالقرار 1701 بحماية هذه القوات من دون اي تدخل للجيش اللبناني الا اذ طلب منه ذلك, مع التنويه المهم بأن العلاقة الحميمة لهذا الجيش بميليشيات "حزب الله" تبقيه بمنأى عن اي استفزاز او اعتداء على عناصره.

5 - على مجلس الامن الذي سيجتمع في السابع والعشرين من الشهر الجاري للتمديد لقواته في لبنان اجراء مراجعة جذرية لعمليات التنسيق الحاصلة بين هذه القوات وقيادة الجيش اللبناني الذي هو بدوره ينسق مع "حزب الله" عبر اتفاقات مذهلة, ما يعني في نهاية الامر ان "يونيفيل" هي بدورها تنسق مع هذا الحزب الممنوع بموجب القرارين 1559 و1701 من امتلاك السلاح او التدخل في العمليات الامنية والعسكرية للدولة اللبنانية.

6 - الاصرار على نقل قوات من جنوب لبنان (أو ارسال قوات اضافية تابعة للامم المتحدة) الى اماكن محددة من الحدود السورية - اللبنانية لوضع حد نهائي لتهريب السلاح الايراني الى "حزب الله" في البقاع والجنوب اللبنانيين, وهذه الاماكن شبه معروفة من الاستخبارات واجهزة الامن اللبنانية واستخبارات الامم المتحدة ودول اخرى, وخطوة ارسال هذه القوات لا تتطلب قرارا دوليا جديدا.

7 - نتوقع من مجلس الامن ان يطالب قيادة القوات الدولية في لبنان بالكشف علنا عن معلوماتها المتعلقة بعمليات تهريب الاسلحة الايرانية والسورية الى الاراضي اللبنانية وخصوصا الى جنوب نهر الليطاني, كي يضع حدا نهائيا وحاسما لمزاعم بعض المسؤولين اللبنانيين المتعاونين مع "حزب الله" مثل وزير الخارجية فوزي صلوخ بأن المنظمة الدولية لم تقدم اثباتا واحدا اوبرهانا حسيا عن عمليات ادخال السلاح عبر الحدود الشرقية اللبنانية وبعض السواحل, وهو امر براهينه واضحة في اكثر من اعلان ل¯ (الأمين العام لحزب الله) حسن نصر الله على شاشات التلفزة عن انه استعاد كل ما خسره من صواريخ واسلحة وذخائر في حرب يوليو 2006 بل ضاعف عدده مرات عدة.

8 - يجب تشكيل قوة "تدخل سريع" خصوصا في يونيفيل للتعامل مع عمليات تهريب السلاح الى جنوب الليطاني وعبر المياه الاقليمية اللبنانية, ومع الاعتداءات الطارئة على القوات الدولية المتوقع ارتفاع حدتها كلما اقتربت دول المجتمع الدولي من وضع حد للبرنامج النووي الايراني.

 

 المعلّم الثالث

لبنان الآن/عـمـاد مـوسـى ، الاحد 9 آب 2009

من خيارات الدكتور سمير جعجع غير الموفقة في ثمانينات القرن الماضي، دفعُ المحامي إميل رحمة إلى الواجهة القيادية في "منسقية العدل" وما كان في سجل "الأستاذ" إميل منجزات ذات شأن أو سيرة نضالية أو مهنية أو ثقافية إستثنائية ولا ملامح نبوغ مبكر ولا ما يميزه عن أترابه سوى طموح يقارب الجموح ليكون في الصورة والواجهة وفي التداول الإعلامي قبل الإنفلاش التلفزيوني ولو من باب "حضر الجناز" أو "مثّل القائد في مناسبة ما ..." أو "شارك في استقبال ...".

بعد حقيبة  العدل القواتية، أسس رحمة ـ وبرعاية القوات أيضاً ـ ورأس وقاد باقتدار حزب التضامن المسيحي، الذي تحوّل اسمه إلى حزب التضامن، (تيمناً بحركة ليش فاليسا) في سعي صادق  إلى اختراق الساحة اللبنانية وعدم حصر الحزب ببيئة محددة، ولم يبرز من الحزب طوال عقدين سوى رئيسه الذي كان يجد ويجتهد لإنجاح عشاء التضامن السنوي وأخذ صور له مع نواب ووزراء وأصحاب شأن. 

ظلّ رحمة قريباً من جعجع إلى منتصف التسعينات وتطوّع للدفاع  عنه ثم  اختار  ـ لسبب ما ـ أن يغرّد في سرب آخر فكثّف حضوره الإجتماعي وربط مع فاعليات لبنانية مقربة من عنجر ولم يصدّق رحمة نفسه وهو يقعد إلى جانب رؤساء أحزاب حية وشبه منقرضة في الإجتماع الشهير الذي دعا إليه الأستاذ نبيه بري في عين التينة في الفترة الحرجة التي سبقت إنتخابات الـ 2005.

كل حركة أستاذ أميل، وكل علاقاته العامة. وكل طموحه وكل أحلامه وكل مشروعه أن يخلف خاله مرشد وقريبه الدكتور طارق حبشي في مجلس النواب، ولامس الحلم الحقيقة عندما استبدل "حزب الله" النائب نادر سكر برحمة. رشحه أو تبنّى ترشيحه بعد أدائه الرائع على شاشة التلفزيون السوري وعروضه المتواصلة على "المنار" والـ"أن بي أن" وإعلام 8 آذار. ويوم أُبلغ بالترشيح قال رحمة بثقة زائدة "إن الحزب (الإلهي) كان الأكثر عدلا في اعطاء التمثيل الأفضل لدير الأحمر" والرقم الذي ناله رحمة في دير الأحمر هو خير مثال على "التمثيل الأفضل".

كان أستاذ إميل ـ وعلى ذمة من يعرفه أكثر مني بكثير ـ على استعداد لفعل أي شيء للحصول عليها. أي الكرسي. وأي شيء تعني أي شيء... إشتهى الكرسي ونالها. ولو رشحته القوات في بشري لانتهج خطاباً مختلفاً بالجدية نفسها مصحوبة بعقدة حاجبين ومهارة في المديح قل نظيرها.

ذات يوم إستضافت الإعلامية سعاد قاروط العشي في برنامجها "التاريخ إن حكى" على الـ"أن بي أن"، رئيس حزب التضامن، وهو عادة لا يخذل محطة ولا مجلة ولا نشرة. لم أصدّق أذناي وأنا أسمع رحمة يقول عن نفسه أنه واحد من أقطاب المعارضة المسيحية. وظللت غير مصدق إلى أن رأيت رحمة إلى يمين الجنرال وسمعته على محطة الجنرال يصف "زيارة النائب وليد جنبلاط إلى سوريا بـ"ضربة معلم على طريقة المعلم الأول" (يقصد الجنرال) ويمضي سعادته في نفش ريشه وفلش أفكاره التقدمية والوطنية  قائلاً: "نحن في زهوة انتصارنا السياسي، ليس لأن وليد جنبلاط فعلها، بل لأن مشروعنا السياسي والذي كنا نُخون به أصبح مطلب الجميع".

غالبت الإبتسام وأنا أتخيل الأستاذ رحمة، بعبسته التلفزيونية، يصف نفسه بعد سنة أو سنتين بالمعلّم الثالث.

 

قتيلان لبناني وسوري في اشكال حدودي في العميرة

نهارنت/وقع إشكال في منطقة العميرة على الحدود اللبنانية – السورية السبت بين مزارعين من بلدتي عرسال اللبنانية والمعرّة السورية أدى الى إطلاق نار من أسلحة رشاشة لخلاف على ملكية أراضٍ زراعية متداخلة بينهما. وذكرت صحيفة "الحياة" ان إطلاق النار أدى الى مصرع اللبناني محمد حسين الحجيري ما أرخى جواً من التوتر داخل البلدة. واضافت أن قتيلاً وقع أيضاً من الجانب السوري وأن القوى الأمنية على جانبي الحدود تدخلت لضبط الوضع. وفي سياق أمني آخر، اشارت صحيفة "الديار" الى ان سجل ليل السبت اطلاق قذائف صاروخية بين باب التبانة وجبل محسن. وعلى الفور تدخل الجيش اللبناني وسّير دوريات، وافاد الحزب العربي الديموقراطي ان قذائف صاروخية سقطت على منطقة النافورة في جبل محسن. 

 

ابيدجان تبعد إمام الجالية اللبنانية في ساحل العاج بعد اتهامه بتمويل حزب الله

أبعدت ابيدجان إمام الجالية اللبنانية في ساحل العاج عبد المنعم قبيسي، في خطوة بررتها وزارة الداخلية العاجية بانها ل "دواع امنية". وكشف رئيس جمعية الغدير الثقافية التي شيدت المسجد الكبير في حي ماركوري في ساحل العاج علي بدير، لوكالة الصحافة الفرنسية، "ان عملية الابعاد تمت الخميس الماضي لدى وصول قبيسي الى مطار ابيدجان فيما كان عائدا من بيروت". واضاف بدير انه "خلال اتمام المعاملات الادارية، اوقفه عناصر من الشرطة وصادروا جواز سفره"، ثم استقل طائرة متوجهة الى لبنان. وكانت الولايات المتحدة اعلنت في نهاية ايار الماضي فرض عقوبات اقتصادية على قبيسي (45 عاما) وشخص اخر يحمل جنسيتي لبنان وسيراليون بتهمة دعم "حزب الله". وبحسب وزارة الخزانة الاميركية، فان الامام اللبناني في ابيدجان "استقبل مسؤولين كبارا في "حزب الله" سافروا الى ساحل العاج والى مناطق اخرى في افريقيا لجمع اموال للحزب. وتضم الجالية اللبنانية في ساحل العاج عشرات الاف الاشخاص وهي الاكبر في افريقيا. 

 

اسرائيل تتخوف من تزويد حزب الله بسلاح يخل بالتوازن القائم

نهارنت/كشف مصدر إسرائيلي رفيع المستوى لصحيفة "جيروزاليم بوست" عن أن التزايد في حدة التوتر القائم بين إسرائيل و"حزب الله"، ناتج عن زيادة في الخشية الإسرائيلية من إقدام سورية على نقل سلاح قادر على تغيير ميزان القوى القائم، في حال اندلاع مواجهات جديدة مع "حزب الله". وأشار إلى أن الفرضية القائمة في إسرائيل تفيد بأن كل ما تملكه إيران أو سورية، يملكه "حزب الله"، فأيّ شاحنة تحمل منصّات وصواريخ يمكن أن تعبر الحدود من دمشق إلى البقاع اللبناني، حيث معقل "حزب الله"، خلال بضع ساعات. وأورد مراسل الصحيفة للشؤون العسكرية ، أن "الخشية من امتلاك "حزب الله" أنظمة دفاع جوي سبّبت في دفع طــائــرات الاستطلاع الإسرائيلية إلى التحليق على علو مرتفع فوق الأجــواء اللبنانية، كما ان دوريات القطع الحر بية التا بعة لسلا ح البحرية الإسرائيلي، ابتعدت عن الشاطئ في أعقاب الخشية من امتلاك "حزب الله" لصواريخ متطورة مضادة للسفن.

واشار المراسل إلى أن سلاح البحرية الإسرائيلي أجرى في وقت سابق تجربة على طراز جديد من صواريخ باراك المضادة للصواريخ أرض بحر، وسط مخاوف من امتلاك الحزب صواريخ متطورة قادرة على إصابة السفن الإسرائيلية.

 

إسرائيل تكثف دورياتها عند الحدود وتقوم بمناورة في قلعة "نمرود"

نهارنت/الاحد 9 آب 2009

كثفت القوات الاسرائيلية منذ صباح اليوم من دورياتها المؤللة خلف السياج الشائك في الجانب الإسرائيلي على الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة.

وأفاد مندوب "nowlebanon.com" في حاصبيا أن هذه القوات سيرت عدة دوريات عند الساعة السادسة والثامنة والعاشرة، حيث كانت هذه الدوريات لافتة بآلياتها وعددها على طول الخط الممتد من مستعمرة المطلة حتى مسكاف عام. وبدوره قام الجيش اللبناني وقوات الطوارئ الدولية بتسيير دوريات مؤللة في الجانب اللبناني، إنطلاقاً من العرقوب وحاصبيا وصولاً حتى مرجعيون وامتداداً إلى ميس الجبل وحولا. وفي هذا الوقت حلق الطيران الحربي الإسرائيلي بحسب مندوب "nowlebanon"، عند العاشرة في أجواء العرقوب وحاصبيا منفذاً غارات وهمية، سبقه فجراً تحليق بالمروحيات الاسرائيلية فوق مزارع شبعا وصولاً إلى مرتفعات الجولان السوري المحتل، إذ كانت القوات الإسرائيلية تقوم بمناورة بالذخيرة الحية في قلعة "نمرود" القريبة من الأراضي الفلسطينية المحتلة، مستخدمة فيها مختلف انواع الأسلحة الرشاشة والصاروخية والمدفعية، فكانت أصداؤها تسمع في الجانب اللبناني من الحدود.  

 

قزي: زيارة الجميل الى سوريا غير مطروحة اليوم

نهارنت/الاحد 9 آب 2009

أكد عضو المكتب السياسي في "حزب الكتائب" سجعان القزي أن "هناك اتصالات يقوم بها اطراف على علاقة مع اشخاص سوريين في اعلى المستويات وبين حزب الكتائب"، مشيراً إلى أن "زيارة الجميل الى سوريا غير مطروحة اليوم"، مضيفاً أن "الكتائب جاهزة لتطبيع علاقاتها مع سوريا".القزي وفي حديث إلى "المؤسسة اللبنانية للإرسال" قال "غيرنا مضطر ان يقلب 180 درجة حتى يذهب الى سوريا بينما نحن نبقى على خطنا ومبادئنا السياسية ونذهب الى سوريا"، وأكد أن  "الكتائب لم تغير ثوابتها حتى تفتح خطوطها مع سوريا وليس للرئيس الجميل عقدة بان يقوم بزيارة الى سوريا، ولكن هذا يحتاج الى خطوة اولى وهي ازالة رواسب الحرب التي كانت مع سوريا والثانية ان تكون العلاقة بين سوريا والكتائب محفزا للعلاقة مع الرئيس سليمان وليس للقوطبة على العلاقة بين الدولتين".

 

زهرا: القوات تعدّ لشكوى ضد وهاب

نهارنت/اعلن النائب أنطوان زهرا أن "القوات اللبنانية" تحضر شكوى قضائية ضد الوزير السابق وئام وهاب بسبب كلامه الأخير عن أن القوات تنشىء خلايا أمنية في بعض المناطق.

واضاف زهرا ان هذا الإدعاء الذي أطلقه وهاب نضعه قانونيا في إطار التحريض المذهبي والجنائي، وعلى هذا الأساس ستلجأ القوات اللبنانية الى القضاء لمقاضاته على هذا التحريض وخصوصا أنه يجب تحميل كل إنسان نتيجة ما يقوله. ورد زهرا على وهاب قائلا " الوطني الأصيل الشجاع وصاحب الواجبات والمحافظ على مصالح الوطن لا يرضى نصيحة ممن يصنف نفسه رسولا على الأقل للنظام السوري. فليسمح لنا السيد وئام وهاب الذي يفتخر بارتباطه بالشام وبأي عين ينصح". وأكد أن "القوات ثابتة على مبادئها وداعمة ومشجعة للرئيس المكلف سعد الحريري وأن قوى 14 آذار بألف خير". وأضاف ان الرهان هو على الدولة والجيش وقوى الأمن التابعة للدولة، مشيرا الى القرارات تأخذها الحكومة اللبنانية التي تحوذ على ثقة الشعب اللبناني بواسطة نوابه المنتخبين. ورأى ان انه "لن تحوذ على ثقة الشعب اللبناني حكومة تضم أناسا لم يثق بهم ناخبوهم"، معتبرا ان "ما يصدر أخيرا من كلام انما يهدف الى عزل القوات لأنها قوة الرفض الأساسية في وجه كل محاولة تهدف الى وضع اليد مجددا على لبنان". 

 

محفوض: مشكلة جنبلاط الاساسية ستكون مع قواعده ونوابه

 التاريخ: ٩ اب ٢٠٠٩/المصدر: لبنان الحر 

رأى رئيس "حركة التغيير" إيلي محفوض ان"المشكلة الاساسية التي ستواجه النائب وليد جنبلاط مستقبلياً ستكون مع القواعد الجنبلاطية وبالأخص نواب "اللقاء الديموقراطي" وكيفية تحويل الشارع الدرزي برمّته من معادٍ لسوريا إلى حليف لها وهو أمر صعب". وقال إن "النائب وليد جنبلاط يمثل الشريحة الأكبر في الطائفة الدرزية ومن حقه أن يتخذ أي موقف يريده وأن يتموضع في المكان الذي يريده". أضاف: "هناك خمسة أسماء من نواب "اللقاء الديموقراطي" منزعجون من موقف جنبلاط الأخير، ولن أتطرّق إلى الأسماء".

واوضح ان "ما يقوم به الرئيس نبيه برّي والنائب وليد جنبلاط من حركة تموضعية، وبالأخص النائب جنبلاط، سيؤدي حتماً في المستقبل إلى تقلص عدد الأقلية وكذلك الأكثرية، وهذا بالتأكيد يؤدي إلى كتلة وسطية تكون داعمة لفخامة الرئيس ميشال سليمان في القرارات الحكومية". واكد ان "الشيخ سعد الحريري غير مهيأ للانقلاب 180 درجة على شارعه السنّي".

وإعتبران "سوريا تسعى للعودة إلى لبنان ولكن ليس عن طريق الدبابات والمدافع وإنما عن طريق السياسة، وذلك عبر المساهمة في تشكيل الحكومة وحل الخلافات بين مختلف الأفرقاء".

 

منزل جنبلاط في دمشق معروض للبيع بأكثر من 20 مليون دولار

 التاريخ: ٩ اب ٢٠٠٩ المصدر: UPI 

عُرض بيت رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط في دمشق القديمة للبيع بمبلغ يتراوح بين 800 مليون ومليار ليرة سورية، أي ما يفوق الـ 21 مليون دولار أميركي.

ونقلت صحيفة "الخبر" السورية الاقتصادية الأسبوعية التي تصدر اليوم "إن القطريين كانوا أول من رغب بشراء البيت، تلاهم السعوديون الذين أرادوا تحويله إلى مركز ثقافي عربي".

وتبلغ مساحة البيت الأثري، المسمى "بيت المجلّد" والكائن في محلة القيمرية بدمشق القديمة، نحو 2500 متر مربع، وهو مسجل في الدوائر المالية والعقارية السورية باسم زوجة جنبلاط السورية الجنسية نورا شراباتي جنبلاط. وكانت وزارة المالية السورية قد أوقعت الحجز الاحتياطي على هذا البيت العام الماضي جراء الذمم المترتبة والمتراكمة عليه من دون تسديد.

 

عون: لا نستغني عن التكامل مع محيطنا ولبنان يرفض التوطين

نهارنت/أكد رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون ان التربية المسيحية لا تقوم على الحقد والكراهية، مشيرا الى ان هناك تعاليم في أماكن منعزلة تربي الشباب على الحقد والكراهية، وأضاف انه لا يوجد غير المحبة والانفتاح على الآخر والتعايش معه واحترام حق الاختلاف مع الآخر. وأضاف عون في كلمة القاها في مزرعة كفرذبيان بعدما شارك في قداس إلهي لمناسبة عيد مار افرام شفيع البلدة، ان الحقد يفجّر صاحبه ولا يقتل العدو، وشدد على ان قوة المسيحية في ذاتها، متسامحة في موقع القوة، لا تخضع ولا تنسحب امام الخسارة والهزيمة. ودعا عون الى عدم الاستخفاف بالانتصار الذي تحقق، قائلا "لقد انتصرتم على المال وشراء الاصوات والشبكة الاعلامية الفاسدة". وحذر عون من ان لبنان مستهدف بتوطين الفلسطينيين، وشدد على ان "لبنان لن يقبل بالتوطين ولن يسمح بسلب حقوق الشعب الفلسطيني، مضيفا "ان التكامل مع محيطنا ومجتمعنا أساسي ولا نستغني عنه".

ولفت عون إلى أنه "بعد التفاهم الداخلي يبقى التفاهم الخارجي، والكل على الطريق

 

عون "يصفي حساباته" مع رئيس الجمهورية!

 التاريخ: ٩ اب ٢٠٠٩/موقع تيار المستقبل

في وقت لم يطرأ أي جديد على الملف الحكومي العالق في عنق الزجاجة، تتجه الانظار الى توقيت عودة رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري من إجازته العائلية، وسط حال من "الترقب" لكيفية تعاطيه مع "الواقع الجديد" الذي أرساه "التحول الجنبلاطي"، وأعاد "خلط الاوراق". وتحول "تفاؤل" رئيس مجلس النواب نبيه بري "صياماً" عن الكلام، وبدا أن رهانه على "خلط الاوراق" باغته، ولم يسهل تأليف الحكومة، بل عرقلها، وجعله "يصوم" قبل موعد الصيام، في انتظار أن "يفطر" على مراسم التأليف.

إذاً، الترقب سيد الموقف في انتظار مطلع الاسبوع المقبل، و لا "حرارة" في خطوط تأليف الحكومة، باستثناء "الرسائل العونية" التي لا تهدأ، و"جديدها" أمس "تصويب مركز" على حصة رئيس الجمهورية ميشال سليمان في الحكومة العتيدة، تولاه بشكل مباشر رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون، الذي اعتبر أن رئيس الجمهورية غير مسؤول تجاه الناخبين، وبالتالي "لا يحتاج الى وزارات سيادية"، داعياً "الى اعطائه وزارات دولة".

وتوقف المراقبون عند "التصويب العوني" على حصة رئيس الجمهورية، باعتباره "يفضح" صدقية هذا الفريق أمام الشارع المسيحي في حديثه عن تعزيز موقع الرئاسة الاولى، ويشير الى ذهنية عونية تريد "تصفية حسابات" مع رئيس الجمهورية، على خلفية الانتخابات النيابية الاخيرة.

وفي وقت كان النائب عون حتى الامس القريب يصف رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط بـ"كشاش الحمام"، كان لافتاً أمس إشارته الى أن "الظروف بدأت تنضج بيني وبينه ولن تمر أحداث كثيرة قبل أن نلتقي". في المقابل، تستمر المواقف الجنبلاطية محور تعليقات داخلية، أبرزها موقف النائب بطرس حرب الذي رأى أن "إنهاء الصراع في لبنان لا يكون بالطريقة التي إعتمدها جنبلاط، بل بإعادة إحياء النظام البرلماني وبناء الدولة وتكوين السلطة". وقال: "موقف جنبلاط الذي احدث خللاً في عملية تشكيل الحكومة التي يتولاها حليفه سعد الحريري لم يفاجئنا، بل أربكنا، كونه جاء في وقت غير ملائم".

أما رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، فلا يزال مصراً على "أن لا عقبات داخلية أمام تشكيل الحكومة، وإذا حصلت بعض الاهتزازات لدى بعض الاطراف نتيجة بعض المراجعات من بعض الفرقاء، فهذه الاهتزازات لا بد ان تستوي وتعود الامور الى مجاريها الطبيعية، وأن يعود الرئيس الحريري ليستأنف اتصالاته، من اجل ان تظهر حكومة الوحدة الوطنية بالصيغة التي اتفقنا عليها باطارها السياسي، ولعلّ ذلك يكون قريبا". وفي تطور لافت أمس، وقع إشكال بين مزارعين على الحدود اللبنانية ـ السورية في البقاع، على خلفية التعدي على الأراضي، أدى الى مقتل اللبناني أحمد حسن الحجيري وآخر سوري وإصابة إثنين بجروح.

 

بري: تحولات جنبلاط لن تغير في تركيبة 15-10-5

نهارنت/أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري وفق ما نقل زواره، انه على رغم صومه عن الكلام فانه يرى أن مغادرة جنبلاط لقوى 14 آذار، "لن تغيّر في تركيبة الحكومة المقبلة المتفق عليها على أساس 15 وزيراً للأكثرية و10 وزراء للمعارضة و5 وزراء لرئيس الجمهورية، لكن الوزراء الثلاثة الذين يمثلون جنبلاط لم يعودوا محسوبين على الأكثرية كما كانوا قبل صدور موقف جنبلاط وبالتالي باتت التركيبة عملياً 12+10+5+3". واضاف الزوار نقلاً عن بري أن " ما تغيّر هو أن الحكومة لم تعد حكومة وحدة وطنية بين فريقين أساسيين، بل حكومة وحدة ائتلافية لأن التصويت فيها بات مختلفاً وبات كل موضوع يحتاج الى اتفاق مسبق عليه والى ما يشبه الإجماع قبل إقراره، نظراً الى تعدد الفرقاء وبالتالي توزّع الأصوات". 

 

صفي الدين: اذا ارتكب باراك حماقة سيكتشف ان حرب تموز لم تكن الا مزحة

التاريخ: ٩ اب ٢٠٠٩/المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام 

استبعد رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" السيد هاشم صفي الدين ان يكون تهديد وزير الدفاع الاسرائيلي ايهودا باراك جديا، لكنه اعتبر انه في حال كان تهديده جديا "فعليه ان يعلم انه اذا اخطأ او ارتكب حماقة ضد لبنان وجنوبه واهله سيكتشف حينها ان تموز وآب 2006 لم تكن الا مزحة بسيطة". وقال خلال رعايته الاحتفال الذي نظمته مدارس المهدي في بلدات الشرقية والغازية وكفرفيلا، لتكريم التلامذة الناجحين في الشهادات الرسمية للعام الدراسي 2008-2009: "نحن لم نسع يوما الى الحرب ولن نسعى اليها على الاطلاق، لكن القاعدة التي نعتمدها حتى نبعد الحرب عن لبنان هي انه يجب ان نكون اقوياء، ولأننا اليوم اقوياء ونعيش على معادلة وانتصار 2006، فاننا نعتقد ان كل التهديدات الاسرائيلية هي تهديدات جوفاء وليس لها اي معنى على الاطلاق". واعتبر أن "كل المشاريع السياسية التي استخدمتها الادارة الاميركية لتطويق المقاومة وللانتقام منها ومن انجازاتها وانتصاراتها، سقطت هنا في لبنان وفي المنطقة سقطت ولا داعي للقلق على الاطلاق"، مؤكداً أنه "ليس عندنا اي قلق على الاطلاق ونعتقد ان ما وصلنا اليه هو حسم كامل للخيارات السياسية التي طالما نادينا بها وليس من باب لا الشماتة ولا التشفي بأحد، بل من باب اعادة الامور الى نصابها. واليوم حينما يدخل لبنان الى خيارات سياسية واضحة، وهي ان الاسرائيلي هو العدو والاستراتيجية الدفاعية تبحث على طاولة الحوار والحكومة التي يجب ان تشكل هي حكومة وفاق وطني والقاعدة هي الاتفاق على المسائل الاساسية كما اتقفنا سياسيا في هذه الحكومة في الفترة المقبلة، حينما نصل الى خيارات سياسية من هذا النوع يعني ان لبنان دخل سياسيا في مرحلة فيها الاستقرار والطمأنينة، ويمكننا من خلال هذه المرحلة السياسية ان نتحدث عن مستقبل للوطن وللبلد في شتى الميادين الاقتصادية والاجتماعية والمهم ان تكون الاولويات واضحة". وشدد على "اننا سنبقى جاهزين للتعاون ولمد اليد ولمصافحة كل من يريد ان يتقدم خطوة في اتجاه المصالحة الحقيقية التي توصل الى توافق حقيقي والتوافق. الاهم هو التوافق السياسي وليعرف اللبنانييون من هو عدوهم ومن هو صديقهم، وكيف يوجهون بوصلة الاحداث والاولويات السياسية".

 

مكاري: عون يُضعف رئاسة الجمهورية بمطالبته بسحب الحقائب السيادية من حصة سليمان الوزارية 

تطاول العماد عون أو غيره على البطريرك هو بمثابة جريمة 

موقع 14 آذار/٩ اب ٢٠٠٩

استغرب نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري اليوم الأحد حملة رئيس تكتل الاصلاح والتغيير العماد ميشال عون وأعضاء من كتلته "على رمزين سياديين كبيرين هما رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والبطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير"، واعتبر أن عون "يساهم عملياً في اضعاف موقع رئاسة الجمهورية" من خلال سعيه الى سحب الحقائب السيادية من حصة الرئيس في الحكومة، واتهمه بأنه "أداة لتعطيل مسيرة تأليف الحكومة" و"لغم مضاد لكل ما يساهم في حسن سير المؤسسات الدستورية"، واصفاً "تطاول العماد عون أو غيره على البطريرك صفير" بأنه "جريمة".

وقال مكاري إن "رئيس الجمهورية هو رمز الوطن والمؤتمن على الدستور والمؤسسات، والرئيس سليمان تحديداً هو خير من يمكن أن يؤدي في هذه المرحلة بالذات، من خلال حصته في الحكومة، دور الضامن للدستور ومؤسساته، وبالتالي، لا يحق لعون أن يحدد للرئيس حصته الوزارية، ونوعية الحقائب التي يجب أن يحصل عليها في الحكومة، وأن يطالب بحرمانه حقائب سيادية ليطالب بها لنفسه، كما لو أنه صار أهم من رئيس البلاد". ورأى مكاري أن "عون يطالب بالشيء وعكسه، فهو دعا مراراً الى تعزيز صلاحيات رئيس الجمهورية، ولكن ها هو اليوم يساهم عملياً في اضعاف هذا الموقع، وفي الحدّ من فاعلية دوره، تماماً كما فعل عندما شارك باندفاع في تعطيل الانتخابات الرئاسية والتسبب بالفراغ في السدّة الأولى".

ولاحظ مكاري أن "عون يشكّل أداة لتعطيل مسيرة تأليف الحكومة، كما كان يسعى دائماً، لاعتبارات خاصة باتت معروفة، الى تعطيل كل الاستحقاقات الدستورية، اذا لم تكن توصله الى هاجسه السلطوي الذي يحكم كل سياساته وخياراته". ولاحظ مكاري أن عون أصبح "لغماً مضاداً لكل ما يساهم في حسن سير المؤسسات الدستورية، وهو يقدم خدماته، من حيث يدري أو لا يدري، لمن يرغب في عرقلة مسيرة الاستقرار في البلد، وشلّ عجلة الحكم فيه".

من جهة أخرى، استهجن مكاري معاودة عون هجومه على البطريرك صفير وانتقاده مجدداً التحذير الذي أطلقه االبطريرك عشية الانتخابات، من الخطر على الكيان. وشدد مكاري على أن "البطريرك الماروني هو حامي الكيان، وهذا ينطبق تماماً على البطريرك صفير الذي أدى دوراً حاسماً في مسيرة استعادة الاستقلال والحرية والسيادة". وأضاف مكاري "ان تطاول العماد عون أو غيره على البطريرك صفير هو بمثابة جريمة، لأنه تطاول على ما يرمز اليه سيد بكركي من قيم وطنية سامية". وشدد مكاري على أن "للبطريرك الحق في الدفاع عن الكيان قبل الانتخابات وبعدها، وفي أي وقت يشعر فيه أن هذا الكيان مهدد". وخلص الى القول "إن البطريرك يمثل صرحاً وطنياً كبيراً كان على الدوام رمز الدفاع عن لبنان واستقلاله، أما من يتطاول عليه فقد بات رمزاً للتبعية لمن هم أعداء الكيان".

 

إحالة شركة إنترنت "غير شرعية" على القضاء وباسيل ينفي ارتباطها باسرائيل

نهارنت/وضع القضاء اللبناني يده على قضية شركة إنترنت "غير شرعية" وأحالها على الأجهزة الأمنية. وأعلن وزير الاتصالات جبران باسيل "ان العقيد في الجيش اللبناني داني فارس هو الذي تعقّب المحطة التي كانت موجودة في الباروك والمرتبطة باسرائيل، وقام الجهاز المعني بفك الأجهزة وأحال تقريراً الى القضاء"، معتبراً انه طالما ليست هناك اجراءات رادعة من القضاء فسيكون هناك العديد من المحطات المخالفة. واذ نفى باسيل أن تكون محطة الانترنت المعنية مرتبطة بإسرائيل، لفت الى "أن ليس من وظيفته القول لأي جهة سياسية تابعة هذه الشبكة"، مشيراً الى ان "هناك تشويشاً على شبكة الخليوي وتم الإبلاغ عنه ولم يتم أخذ أي إجراء في حقها"، واعتبر "انه طالما ليست هناك إجراءات رادعة من القضاء فسيكون هناك العديد من المحطات المخالفة". وكانت مجموعة من مخابرات الجيش اللبناني، قامت بمداهمة محطة في أعالي الباروك في منطقة الشوف تبين أنها موصولة بهوائي موجه الى الناحية الجنوبية، وبعد التدقيق في المعدات داخل المحطة، تبين أنها متصلة مباشرة بشركة انترنت توزع اشتراكات في المنطقة، بما في ذلك لبنان، عبر إسرائيل. وتم اقفال الشركة التي تبين أنها تعمل منذ سنوات، وكذلك محطتها الموصولة هوائيا بإسرائيل وكذلك تم التحقيق مع عدد من الموظفين فيها. وأشارت مصادر سياسية لصحيفة "السفير" الى أن عددا من مؤسسات الدولة اللبنانية كانت مشتركة بخدمة الانترنت عبر الشركة المذكورة. وكان رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، كشف عن وجود شركة انترنت توزع خطوطا مصدرها إسرائيل وأنها تملك محطة في منطقة جبلية وهي تعود لفريق سياسي نافذ في السلطة. 

 

اسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الاحد 9 اب 2009

صدى البلد

رغم الانزعاج الكبير من قوى 14 آذار من النائب وليد جنبلاط، إلا أنهم لا يدلون بأي تصريح لمنع تعظيم الأمور.

أشارت مصادر موثوقة الى أن امتعاض قطب درزي معارض يأتي في سياق "تهميشه" حكوميا رغم دوره التصالحي على جميع الأصعدة.

يتوقع ركن معارض بأن تمتد نيران التفكك الى صفوف 8 آذار بعد 14 آذار

المستقبل

علم ان مسؤولاً لبنانياً أبلغ وزيراً أوروبياً زار بيروت أخيراً، ان لبنان لن يسمح بأي توتير في الجنوب او انزلاق لوضعه الى مرحلة اللااستقرار.

تؤكد أوساط ديبلوماسية ان جميع الموفدين الدوليين الذين يزورون لبنان يستفسرون عن منحى العلاقات اللبنانية السورية وما اذا كانت بيروت بحاجة إلى أي مساعدة في هذا الموضوع.

بدأت الدوائر المختصة إعداد الخطاب الذي سيلقيه رئيس الجمهورية ميشال سليمان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في ايلول المقبل.

النهار

كشفت مصادر ديبلوماسية ان جوانب سلبية في بعض الاتصالات التي اجراها موفد عربي اخيراً الى بيروت ظلت في الكتمان.

قال وزير سابق ان كثرة تقلبات النائب وليد جنبلاط تجعل كل من يرغب في التحالف معه حذراً.

تردد أن مبنى قصر بسترس بيع مرة جديدة في وقت يتأخر وضع الحجر الاساس لتشييد مبنى جديد في الوسط التجاري.

 

الشيخ قاووق:المستفيد من تأخير تشكيل الحكومة هم المتضررون في الخارج

الساتر الاسرائيلي في كفرشوبا لا يزال قائما والامم المتحدة تعمل على تكريس الخرق

وطنية - 9/8/2009 رأى مسؤول منطقة الجنوب في حزب الله الشيخ نبيل قاووق أن ما أنجز من صيغة توافقية تؤمن شراكة حقيقية في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية يشكل انجازا وطنيا فيه مصلحة لكل الوطن واللبنانيين، وقال إن المستفيد الأوحد من تأخير تشكيل حكومة الوحدة الوطنية هم المتضررون في الخارج، الذين كلما تأخر تشكيل الحكومة وجدوا فرصة حقيقية لاستهداف التوافق الوطني، مؤكداً بأن لا مجال أمام اللبنانيين إلا أن يعتصموا بالوفاق ولا صوت يعلو فوق الوفاق لأنه خير لا بد منه للجميع. كلام الشيخ قاووق جاء خلال احتفال بذكرى 15 شعبان وذكرى الانتصار في بلدة مجدل زون. وسأل بماذا تُفسر زيارة ليبرمان لبلدة الغجر قبل أيام؟ وهل هي رسالة سلام إلى لبنان أم رسالة استفزاز؟ أم هي اعتداء على السيادة وتحدٍ لكل الكرامة اللبنانية وأين القرار 1701 عندما يزور ليبرمان قرية الغجر المحتلة في حين ينص القرار الدولي على فورية انسحاب إسرائيل من الجزء الشمالي لبلدة الغجر؟. وقال: إن إسرائيل لا تعبأ بالقرارات الدولية في حين أن المجتمع الدولي والأمم المتحدة عاجزان عن ردعها عن عدوانها، مشيراً إلى الخرق الإسرائيلي في بلدة كفرشوبا حيث كان هناك تنديدات من الخارجية اللبنانية ومن اليونيفيل ومن أهالي البلدة، وقد طالبت قوات الطوارئ الدولية حينها اللبنانيين بالهدوء وضبط النفس وان لا يتحركوا باتجاه نقطة الخرق ووعدت لبنان رسميا بأنها ستعمل على إزالة هذا الساتر الإسرائيلي خلال 72 ساعة، وقد مر أكثر من شهر والساتر لا زال موجودا والأمم المتحدة تعمل على تكريس هذا الخرق وهذا الساتر وهذا يؤكد عجز كل الخيارات السياسية والدبلوماسية عن ردع إسرائيل ويشكل تحديا حقيقيا للبنان ويؤكد مجددا على أن المقاومة تشكل ضرورة إستراتيجية في مواجهة التحديات الاسرائيلية. سائلا: متى يرتقي المسؤولون في لبنان الى مستوى عطاءات الشهداء والتحديات التي يفرضها نتنياهو على المنطقة؟.

 

البطريرك صفير ترأس قداس الاحد في الديمان والتقى النائب كيروز والقاضي شكري صادر وشخصيات

وطنية - الديمان - 9/8/2009 ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير قداس الاحد في كنيسة الصرح البطريركي في الديمان، عاونه نائبه المطران فرنسيس البيسري، الخوري شربل مخلوف، والاب سركيس الهبر الانطوني. خدمت القداس جوقة صدى قنوبين، في حضور النائب ايلي كيروز، رئيس بلدية بشري الدكتور جورج جعجع وحشد من ابناء بشري والقضاء.

بعد الانجيل المقدس، القى البطريرك صفير عظة بعنوان: "وبينما هو يصلي، تبدل منظر وجهه، وصارت ثيابه بيضا تتلالا كالبرق". (لو:29) تابع فيها الحديث عن كتاب قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر "وما جاء فيه عن تأكيدات السيد المسيح عن نفسه". وقال:

"ان العلاقة بعيد الخيام تصبح مؤاتية عندما نعتبر معنى هذا العيد المسيحاني في يهودية عصر يسوع. جان دانييلو شدد على هذا المظهر في دراسة مقنعة وربطها بشهادة الاباء الذين كانوا يعرفون حينذاك جيدا التقاليد اليهودية، وكانوا يفسرونها على ضوء النص المسيحي. ان عيد الخيام ينطوي على الميزة المثلثة الابعاد التي نجدها عادة في الاعياد الهيودية الكبرى: عيد متأت في الاصل من دين الطبيعة يصبح في الوقت عينه عيد استذكار تاريخي لاعمال الله الخلاصية، وتصبح الذكرى رجاء خلاص نهائي. الخليقة، والتاريخ، والرجاء مترابط احدهم بالاخر. واذا كان عيد الخيم بما فيه من تضحية بالماء كان يسمح بالاستسقاء الذي الذي لا بد منه لارض عطشى، فالعيد يتحول حالا استذكارا لاجتياز اسرائيل الصحراء الذي كان فيه اليهود يسكنون في مظال ويستشهد دانيالو بريسانفيلد: "وكانت الخيام مصاغة ليس فقط كذكرى الحماية الالهية في الصحراء، انما ايضا كتصور مظال يسكنها الابرار في القرن المقبل. وهكذا يظهر ان معنى اخرويا كلي الدقة كان معلقا بطقس عيد الخيام المميز كما كان يحتفل به في زمن اليهودية". في العهد الجديد، نجد ان لوقا يأتي على ذكر المظال الابدية التي يسكنها الابرار في الحياة الاتية. "ان تجلي مجد يسوع ظهر لبطرس كعلامة تدل على ان الازمنة المسيحانية قد جاءت. والحال ان احدى علامات الازمنة المسيحانية كانت سكنى الابرار في المظال التي كانت تمثل خيام عيد المظال". ان خبرة التجلي التي عاشها بطرس ابان عيد المظال سمحت له بان يفهم لدى انخطافه ان "الحقائق التي كان طقس العيد يمثلها قد تمت ... وهكذا ان مشهد عيد التجلي يشير الى ان الازمنة المسيحانية قد جاءت". وعندما نزل من الجبل هو اولا زمن الصليب والتجلي - وان يصبح الانسان نورا بقوة الرب معه - يعني ان نور الالام يغير كياننا.

انطلاقا من هذا الاطار، يمكن اعطاء معنى جديد لكلمة مقدمة يوحنا الاساسية التي اجمل بها الانجيلي سر يسوع: الكلمة صار جسدا وحل فينا (حرفيا اقام خيمته). اجل ان الرب "نصب خيمته" جسده بيتا، مدشنا هكذا العصر المسيحاني. في هذا الخط، تأمل غريغوريوس النيصي لاحقا، في نص ممتاز، العلاقة بين عيد المظال والتجسد وهو يقول ان عيد المظال قد احتفل به دائما، ولكنه لم يكتمل: "ان باني المظال الحقيقي لم يكن بعد هنا. ولكي يحتفل بهذا العيد، طبقا للكلمة النبوية (اشارة الى المزمور 118:27)، ان الله ورب الجميع تجلى لنا ليتمم بناء الخيمة الطبيعة البشرية.

هذا الاعلان الاحتفالي ليسوع كابن تبعه على التو: "اسمعوا له". وهنا تظهر مجددا العلاقة جلية بين صعود موسى الى سيناء، وهي علاقة قلنا فيها منذ البدء انها تشكل الواجهة الخلفية من تاريخ التجلي. وقيل لنا الان عن يسوع " له اسمعوا". واليكم التعليق المؤاتي الذي اعطاه هارتموت جيزه:"لقد صار يسوع كلمة الوحي الالهي عينه. وكان صعبا على الانجيليين ذلك باكثر وضوحا، وقوة: يسوع هو التوراة بعينها". وهذه هي ايضا نهاية الظهور الذي تختصر هذه العبارة معناها العميق. وكان على التلاميذ ان ينحدروا مع يسوع وان يكتنهوا هذه العبارة:"اسمعوا له". اذا كنا نفهم هكذا محتوى رواية التجلي - بزوغ فجر العهد المسيحاني - يكون هكذا في مقدورنا ان نفهم العبارات الغامضة التي ادخلها مرقس بين اعتراف بطرس والتعليم المعطى الى التلاميذ من جهة، ورواية التجلي من جهة ثانية:" وقال لهم: الحق اقول لكم: بين الذين هم هنا، لن يذوق بعضهم الموت قبل ان يروا ملكوت الله يأتي بقوة. ما يمكن هذا ان يعني؟ هل كان يسوع يعلن مسبقا ان بين الذين يحيطون به سيكون من هم على قيد الحياة عندما سيأتي في الآخرة، لدى مجيء ملكوت الله النهائي؟ او اي شيء آخر؟

أبان رودولف باش بطريقة مقنعة ان هذا المقطع، الموضوع على التو قبل التجلي، يعني بوضوح تام ان له علاقة بهذا الحدث. ان بعضا من الحاضرين، وعلى كل حال التلاميذ يرافقون يسوع بعدئذ في صعوده الى الجبل، اكد لهم انهم سيعيشون مجيء ملكوت الله "بقوة". وعلى الجبل رأى التلاميذ الثلاثة يسوع ينيره مجد ملكوت الله. وعلى الجبل، غطتهم غيمة الله المقدسة بظلها. وعلى الجبل، لدى محادثة يسوع المتجلي مع الشريعة والانبياء فهموا ان ساعة عيد الخيم الصحيح قد أتت. وعلى الجبل، لدى محادثة يسوع المتجلي مع الشريعة والانبياء فهموا ان ساعة العيد الحقيقي، عيد المظال قد أزفت.وعلى الجبل فهموا ان يسوع هو عينه التوراة الحية، كلمة الله الكاملة. وعلى الجبل رأوا قوة الملكوت الآتي مع المسيح.

ولكن في الوقت عينه لدى الالتقاء المخيف مع مجد الله في يسوع، كان عليهم ان يفهموا ما اعلنه بولس لتلاميذ كل الازمنة في رسالته الاولى الى اهل كورنتس:" انا ننادي بمسيح مصلوب، عثار لليهود، وحماقة للمسيحيين، واما للمدعوين من اليهود واليونانيين فللمسيح قدرة الله، وحكمة الله". هذه القدرة، قدرة الملكوت الآتي ظهرت لهم في يسوع المتجلي الذي يتحدث الى شهود العهد القديم عن "ضرورة" آلامه كطريق الى المجد. وهكذا رأوا استباق اليوم الاخير، وهكذا يدخلون تدريجيا في عمق سر يسوع.

ان تجلي يسوع المسيح على طور تابور جاء برهانا على ألوهيته. وهذا التجلي هو تذوق مستقبل للملكوت. ومنذ ان اعترف بطرس بان يسوع هو المسيح المنتظر وابن الله الحي "بدأ المعلم يظهر لتلاميذه ان عليه ان يذهب الى اورشليم ويتألم كثيرا ... ويصلب وفي اليوم الثالث يقوم". ولكن بطرس وسائر الرسل لم يفهموا هذا الكلام. لذلك تجلى على جبل عال امام ثلاثة شهود هم: بطرس ويعقوب ويوحنا، وتألق وجهه، وراحت ثيابه تلمع كالثلج، وظهر له موسى وايليا وهما يخاطبانه عن ذهابه الى اورشليم حيث سيصلب. وغطته غمامة وسمع صوت من السماء يقول:" هذا هو ابني الحبيب فله اسمعوا".

استقبالات

وبعد القداس استقبل البطريرك صفير المشاركين في الذبيحة الالهية. ثم استقبل النائب ايلي كيروز على رأس وفد من بلدة بشري. وقد شكر الوفد للبطريرك على زيارته الى مدينة بشري.

والقى النائب كيروز كلمة اكد فيها على "متانة العلاقة والروابط بين بشري والبطريركية المارونية".

ورد البطريرك صفير بكلمة شكر فيها للوفد زيارته وللحفاوة والاستقبال الذي لقيه خلال زيارته مدينة بشري، وقال:" نأمل ان تبقى هذه المدينة والتي هي عاصمة القضاء مضيافة كما عهدناها، ومرحبة بالزوار وفاتحة ابوابها لكل الناس تستقبل الجميع بكل محبة واحترام، آملين ان يعم الازدهار بلدتكم لتنمو وتكبر ويزداد الخير فيها".

كما استقبل البطريرك صفير خادم رعية ادالايد الاوسترالية الخوري راجي صليبا ورجل الاعمال المغترب لويس صهيون.

ونقل الخوري صليبا تحيات "ابناء الرعية الى البطريرك صفير الذي زارهم الصيف الماضي".

وحمله البطريرك صفير "بركاته للبنانيين في ادالايد"، داعيا اياهم الى "تعميق تواصلهم مع لبنان".

واستقبل البطريرك صفير رئيس مجلس شورى الدولة القاضي شكري صادر وعضوة المجلس القاضية ريتا كرم قزي.

والتقى رئيس الحركة "الاجتماعية اللبنانية" المهندس جون مفرج وعرض معه الاوضاع اللنبانية وموضوع تأليف الحكومة بعد الموقف الذي صدر عن النائب وليد جنبلاط. وقد اكد مفرج "ان موقف جنبلاط يحمل ابعادا كثيرة اهمها حماية نفسه من التطورات المرتقبة على الساحة الاقليمية".

ثم استقبل الرئيس السابق لتجار شارع عزمي في طرابلس غسان ستيتي وعرض معه "للوضع الاقتصادي وتداعيات تأخير تأليف الحكومة على المواطنين والوضع الاقتصادي العام في البلاد".

 

حقيقة مع عدالة أو من دونها ؟

علي حمادة/ (النهار) ، الاحد 9 آب 2009

من مفاتيح التحول الذي يقوم به رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط راهنا ، وبعيدا من خطاب الحزب المستعاد من حقبة منتصف القرن الماضي ، نصيحته اكثر من مرة للرئيس الملكف تشكيل الحكومة سعد الحريري بأن عليه طلب الحقيقة وربما الاكتفاء بها من دون طلب العدالة، إذا ما كانت هذه ستذهب بالسلم الاهلي في البلاد. و لعل اهم ما في هذه المقاربة التي برزت في احدى مقابلات النائب جنبلاط التلفزيونية قبل ايام من الانتخابات النيابية الاخيرة تشديده على خطورة تقرير مجلة "در شبيغل" الالمانية الذي حفل بمعلومات ومزاعم تفيد ان "حزب الله" كانت له يد طولى في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ، بما يحرّف التوجه الاساسي الذي استقر لسنوات عند الدور السوري ليضع الكرة في الملعب اللبناني الداخلي بأخطر الاشكال و اكثرها دراماتيكية. وكان جنبلاط، ولا يزال، يتخوف من ان يكون تقرير المجلة الالمانية مقدمة للقرار الاتهامي المنتظر الذي ستصدره دائرة النائب العام التابعة للمحكمة الخاصة بلبنان في لاهاي إيذانا ببدء المحاكمات التي طال انتظارها في احدى اكبر الجرائم الارهابية السياسية التي يشهدها لبنان منذ وقت طويل. واتهام "حزب الله" وحده، او بالاشتراك مع السوريين، في اغتيال الحريري ستنشأ عنه مضاعفات خطيرة في الداخل اللبناني على رغم ان التقرير الاتهامي ليس ادانة نهائية ينشأ عنها حكم مبرم تصدره المحكمة. ولكن مجرد الاشارة الى الحزب الممتلك اكبر منظومة امنية وعسكرية في الشرق العربي من زاوية ضلوعه في اغتيال احدى كبرى الشخصيات السياسية السنية في المشرق العربي، لن يمر مرور الكرام في لبنان او في العالم العربي، ولن تنجح كل المحاولات التي ستحصل لتطويق مفاعيل القرار الاتهامي في حرف الانظار عن الحزب، خصوصا انه لم يعد يتمتع بالشعبية اللبنانية والعربية على النحو الذي كان في السابق. وقد ساهمت سياساته في الداخل اللبناني في ارفضاض النسيج اللبناني المتنوع عنه، ولا سيما بعدما توجّه السلاح نحو الداخل. وما كانت المصالحات كافية لتبدد الهواجس الكبيرة والمتجذرة في  مختلف البيئات المحلية.

اليوم يقول النائب وليد جنبلاط انه يخشى فتنة سنية - شيعية على خلفية قرار اتهامي يورط "حزب الله" في جريمة الرئيس الحريري، وربما بادراكه ان الحزب لن يتورع عن احراق لبنان كله من اجل قضية كهذه.

والسؤال الفلسفي هنا هو: هل نقبل بالحقيقة من دون العدالة، ام نُصر عليهما معا؟

ثمة من يقول ان الرئيس سعد الحريري متى لاح له خطر فتنة سنية – شيعية سيكتفي بالحقيقة ويتنازل والعائلة عن العدالة ضنا بالبلاد والعباد.

وهناك من يذهب في منحى آخر ليقول إن قبول الحريري بالحقيقة وحدها من دون العدالة لا يكفي، لأن احدا في الدنيا لن يكون في مقدوره تبديد المشاعر التي ستلتهب في حال صدور القرار الاتهامي متضمنا مسؤولية لـ"حزب الله" في الجريمة.

فكيف ستكون الحال بين بيئتين لبنانيتين كبيرتين وبينهما دماء رفيق الحريري؟

وكيف تستمر العلاقة مع جهة داخلية مسلّحة تحوم حولها شبهات بهذه الخطورة؟ 

لقد كان انتقال النائب جنبلاط من اصطفافه مع رفاقه الاستقلاليين الى "منزلة بين منزلتين" ينطوي، من خلال ايحاءاته وإيماءاته، على الشعور بالخوف مما هو آت. والمشكلة ان "حزب الله"، محور الخوف، تحول آلة ترهيب في الحياة السياسية والاهلية الداخلية اللبنانية. من هنا فإن المكاسب التي يحصّلها اليوم موقتة، ومجبولة بالخوف، وستكون بمثابة قنابل موقوتة ترتد عليه في المستقبل لأنه لن يجد كثيرين في صفه ساعة تأتي  ساعة الحقيقة مع الاستحقاقات المصيرية.

اما سؤالنا الذي يبقى قائما مع المصالحات وبدونها، ومع التحولات وبدونها: اي لبنان نبنيه مع "حزب الله" كما هو اليوم؟

 

وليد جنبلاط يقف حائراً في الوسط

GMT 8:00:00 2009 الأحد 9 أغسطس

 بلال خبيز / ايلاف

في انتظار الباص الذي يصل أولاً.

وضع وليد جنبلاط صوته في دمشق. بهذا اصبحت دمشق متحكمة عملياً بالوضع الحكومي برمته. معارضة وليد جنبلاط او موالاته اليوم، تستند إلى هذ المعطى المتجدد في ما تراه دمشق وما تقترحه على اللبنانيين حول طبيعة العلاقة بين البلدين.

هذه العلاقة تريدها دمشق على النحو التالي: لم يعد دور اللبنانيين فقط خوض حروب بالواسطة، وفق معادلة اللاحرب واللاسلم التي أرستها القيادة السورية منذ عقود. اي لا حرب شاملة ولا سلام شامل، وبين الحالين تقع مناوشات في الأرض الرخوة التي تفرزها تطورات الاحداث. في فلسطين، في لبنان، في الأردن إن أمكن، في مصر: لم لا؟

لقد تطور المطلب السوري من لبنان إلى تفويضه ايضاً بالدبلوماسية النشطة المدافعة عن سوريا. وليد جنبلاط الذي يتموضع في الوسط بين تيارين لهما امتداداتهما الخارجية، يقول لن أخرج من فريق الموالاة إلى فريق المعارضة. إذ سوف يحدث ان تجد القيادة السورية نفسها ملزمة بالتضييق على مغامرات حربية من الجنوب اللبناني في اتجاه اسرائيل إذا كانت مصلحتها تقضي بذلك. وبالتأكيد سوف يحدث ان تعارض القيادة السورية ايضاً نهج الحكم في المسائل الأخرى، تلك التي تخص الدبلوماسية اللبنانية اولاً وايضاً ومن دون شك تلك التي تخص الاقتصاد اللبناني. شئنا أم أبينا، الاقتصاد السوري متعلق بالاقتصاد اللبناني مثلما ان الاقتصاد اللبناني متعلق بالاقتصاد السوري. من لبنان تستطيع سوريا ان تتحايل على العقوبات الدولية وان تستمر في اعمالها كما لو أن العقوبات لم تكن.

لكن الامر الحاسم يتعلق بالدبلوماسية اللبنانية. جنبلاط اليوم على صورة سوريا نفسها، يقف حائراً بين طريقين، منتظراً الباص الذي يصل اولاً. إذا نجحت دبلوماسية اوباما في اجبار اسرائيل على سلوك خيار تفاوضي منتج مع سوريا سيصوت الفريق الوسطي الذي يتزعمه وليد جنبلاط لمصلحة مفاوضات لبنانية مع اسرائيل حول ما تبقى من إشكالات ومشكلات بينهما. حيث من المرجح ان يعترض حزب الله على مثل هذا السلوك.

وإذا لم تنجح دبلوماسية اوباما في منع انفجار كبير في المنطقة تسعى حكومة بنيامين نتانياهو إليها، وكانت سوريا مستهدفة في هذه الحرب، فسيضغط الفريق الوسطي للمشاركة في أعمال الحرب. في هذه الحال لن تكون الموالاة سعيدة بما يجري. لأن اي حرب مهما كانت محدودة ستدمر ما بناه هذا الفريق في المجال الاقتصادي. يقول الرئيس فؤاد السنيورة: سوس الاقتصاد هو الأمن. إذا لم يكن الامن متوافراً ينهار الاقتصاد.

الفارق بين زيارة سعد الحريري إلى دمشق، وزيارة وليد جنبلاط التي تمت في المضمون بحسب الوزير السابق وئام وهاب، وبقي ان يتم تنفيذها شكلاً، ان سعد الحريري سيزور دمشق ممثلاً للبنان، ورئيساً لحكومته، اما زيارة جنبلاط التي تمت قبل أوانها، فهي زيارة فئوية في كل معانيها. اساساً لا يكف الزعيم الدرزي عن مهاجمة من يسميهم باليمين المتطرف من مسيحيي الموالاة بوصف هذا الهجوم هو جزء من التحضير للزيارة. كما لو ان الهدف من صنع هذه الطبيعة المحددة للزيارة هو فتح خصومة مع خصوم سوريا تزامناً مع انعقاد الزيارة مضموناً وشكلاً. والحديث عن الفارق بين الزيارتين هو حديث يتصل اتصالاً مباشراً بما تراه القيادة السورية الشكل الأنسب لممارسة نفوذها في لبنان. لا تريد لبنان بالجملة معها، وتصر على أخذه بالمفرق، لأنها وحتى إشعار آخر لم تحسم خيارها في اي اتجاه يسير.

في العام 1987 دخل الجيش السوري إلى لبنان واصطدم بمقاومة حزب الله التي اعترضت على الشكل والمضمون. في العام 1991 وبعد ان حط مؤتمر مدريد رحاله على مراوحة مديدة اصبح حزب الله المقاوم اكثر اسلحة سوريا فتكاً في صراعها مع إسرائيل.

ما أشبه جورج بوش الأب بأوباما. ما أشبه بشار الأسد بأبيه.

 

ما بين عون والحريري

المصدر : الأنباء الكويتية 

٩ اب ٢٠٠٩ / بحسب مصادر المعارضة، فإن الأكثرية عرفت مرة أخرى كيف تستخدم الإعلام، فغطت على كل مشاكلها في الاتفاق على توزيع الحقائب بالقول ان توزير جبران باسيل هو المشكلة والعقدة التي تحول دون تأليف الحكومة. وقد رأى مصدر في التيار الوطني الحر ان عقدة توزير جبران باسيل هي اتهام ساقط حكما لأن تكتل التغيير والاصلاح لم يقدم بعد أسماء وزرائه، وقد لا يكون بينهم الوزير باسيل. وشرح المصدر ان وزير الاتصالات في حكومة تصريف الأعمال كان مازال يبحث مع الرئيس المكلف سعد الحريري في الحقائب المنوي اعطاؤها للمعارضة، قبل سفر الأخير الى فرنسا، وفور تحديد الحقائب الخمس التي ستعطى للتكتل، سيقدم الأخير لائحة بالأسماء التي يجدها مؤهلة وكفوءة لتولي المسؤولية.

في المقابل، قال مصدر قريب من الحريري ان العماد عون شعر بداية انه مستبعد، فبادر الى التسريب انه يتمسك بإبقاء وزرائه الحاليين الذين صدف انهم خسروا جميعهم الانتخابات، ثم بدأ يقدم مطالب تعجيزية كطلب حصوله على حقيبتي الداخلية والاتصالات.

وبحسب مصدر الحريري، فإن باسيل موفد عون الى قريطم يحمل في كل زيارة تصورا جديدا يكاد يمكن القول انه يتناقض مع التصور السابق. وكشفت مصادر سياسية مواكبة للاتصالات القائمة بين الحريري وعون ان مطالبة الأخير بخمس حقائب وزارية غير قابلة للتطبيق، على رغم انه أغفل أي حديث عن اسناد نيابة رئاسة الحكومة الى اللواء عصام أبو جمرا. وأكدت ان باسيل لم يدخل في اجتماعه الأخير مع الحريري في التفاصيل المتعلقة بتسمية مرشحي تكتل التغيير والاصلاح للدخول في الحكومة العتيدة، وقالت ان هذا ما تبلغه الرئيس بري من رئيسي الجمهورية والحكومة المكلف.

الا ان المصادر نفسها رأت ان عون لايزال متمسكا بترشيح باسيل للوزارة وأن لا عودة عن قراره على الأقل في المدى المنظور، وهو يدافع عنه أمام أعضاء تكتله ومحازبيه مؤكدا انه لا يحق لأحد التدخل لدى التيار الوطني الحر في تسمية مرشحيه وكشفت مصادر ان باسيل طرح على الحريري مطالب عون بالتدرج وهي توزيع حصته بين وزير أرمني لحزب الطاشناق وأربعة وزراء جميعهم من الموارنة، والحصول على واحدة من الحقائب الأربع السيادية، وحدد الخيار بين حقيبة الداخلية التي هناك توافق على ان تكون من حصة الرئيس سليمان ويتولاها الوزير الحالي زياد بارود، أو المال التي هناك تسليم بأنها تعود الى وزير يسميه الحريري. ورغم استمرار تكتم الرئيس المكلف، فإن أوساطا مطلعة أشارت الى ان الحريري استغرب مطالب عون. وذكرت ان عون لم يتمسك بالحصول على ٤ وزراء موارنة بينهم الوزير الذي يمثل النائب سليمان فرنجية الذي هو عضو في التكتل الذي يرأسه عون، باعتبار ان التمثيل الماروني في حكومة وحدة وطنية يتوزع بينه وبين حزب الكتائب و«القوات اللبنانية» والمستقلين المتحالفين مع قوى 14 آذار والرئيس سليمان الذي يفترض ان يحصل كل منهم على وزير ماروني لكنه أصر على واحدة من الحقيبتين السياديتين.

وأشارت هذه الأوساط الى ان رد الحريري كان بما معناه: لماذا لا تأخذون مكاني في تأليف الحكومة كأنكم أنتم الذين ربحتم الانتخابات وأنا أجلس جانبا وأتفرج؟ ونقل عن الوزير باسيل تعليقا على مواقف الذين يعتبرون ان الاصرار على توزيره انما يشكل العقدة الأبرز أمام ولادة الحكومة: «من الواضح أنني أصبحت عقدة لسانهم، وهذه مشكلتهم وليست مشكلتنا». وأضاف: «اذا كان البعض يعتبر ان الرسوب في الانتخابات هو معيار لعدم دخول الحكومة، فنحن أيضا لدينا معيارنا وهو ان المتقلبين والفاسدين والفاشلين في الحكومات السابقة يجب عدم توزيرهم»، لافتا الانتباه الى ان الرئيس المكلف لم يبلغه حتى الآن برفض توزير الراسبين. ولفت الانتباه الى ان الرئيس الحريري يواجه مشكلات في توزيع الحقائب والاعداد مع حلفائه داخل فريقه، ولا يجوز القاء تبعات التأخير في تشكيل الحكومة على العماد عون. وأكد انه عندما يتم الاتفاق مع العماد عون على نوعية الحقائب، ينتقل الجنرال الى المرحلة التالية وهي تسمية وزرائه.

 

عدوان: تموضع جنبلاط بدل بالصيغة 15-5-10

موقع 14 آذار/  ٩ اب ٢٠٠٩

أكد عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب جورج عدوان ما نقلته صحيفة "الحياة" حول أن "القوات" مع إعادة النظر بالصيغة التي إتفق عليها لتشكيل الحكومة، بعد موقف النائب وليد جنبلاط الأخير، وأضاف: "ما ورد في "الحياة" يعكس قراءتنا كـ"قوات لبنانية" بالنسبة للوضع الجديد، والكل مجمع اليوم أن تموضع وليد جنبلاط بدل بالصيغة الموجودة والتي كنا نتكلم فيها وهي 15-5-10". وقال عدوان في حديث إلى "أخبار المستقبل" أن "هذا التموضع يدفعنا لإعادة النظر بهذه الصيغة، واليوم هناك خارطة جديدة نتيجة هذا التموضع السياسي"، وأضاف: "وهذا يستوجب أن يرى الرئيس المكلف مع رئيس الجمهورية ما هي الصيغة الأفضل في ضوء هذا التموضع". وفي هذا السياق سأل جنبلاط: "لماذا لا نذهب إلى حكومة تكنو قراط الآن، ونترك الأمور الخلافية لبحثها، من دون أن تؤثر على مشاكل المواطن الحياتية، فهذه فكرة، وسنطرحها مع الرئيس المكلف". ورأى النائب عدوان أن "الرئيس المكلف أخذ فترة تراجع عما يحدث لقراءة المتغيرات والتعاطي مع الوضع الجديد". وشدد عدوان على أن "القوات اللبنانية" تريد أن تكون العلاقات بين الدولة اللبنانية والدولة السورية وليس بين أفرقاء والدولة السورية، وهذا سبب عدم إسراع "القوات" كغيرها باتجاه سوريا، مشيراً إلى أن "القوات" محصنة بعلاقاتها بالفرقاء اللبنانيين وبالوحدة بعد اغتيال الرئيس الحريري، حيث أصبح تموضعها وطنياً وليس طائفياً.

 

 القبس": الحريري لن يقف بسذاجة داخل الرمال المتحركة  

الإسرائيليون يقرعون الطبول.. واللبنانيون لا يرف لهم جفن

المصدر : القبس الكويتية/٩ اب ٢٠٠٩

رغم قرع الطبول في اسرائيل، لا أحد يرف له جفن في لبنان، الناس قلقون، خائفون من حرب قد تكون آتية فعلاً، والساسة لاهون بالحقائب، حتى ان وزير الخارجية الأسبق فؤاد بطرس يحذر من «اللحظة البيزنطية» التي طالت أكثر من اللزوم في لبنان..

تهديدات اسرائيلية يومية تبدو جزءاً من سيناريو وصل الى اللمسات الأخيرة، ورغم كل التطمينات بأن المرحلة المقبلة دبلوماسية لا عسكرية، واستعدادات لا مثيل لها، كما يقول الخبراء العسكريون، وحالة تأهب استثنائية في «حزب الله»، الذي يتحاشى زيادة مستوى الهلع، بالتأكيد ان الكلام الاسرائيلي هو للاستهلاك المحلي.

برودة ظاهرية

لكن حتى الاوساط الدبلوماسية في بيروت بدأت تتعاطى بجدية مع المواقف الاسرائيلية، وتسأل عن سبب برودة «حزب الله»، وهي برودة ظاهرية حتماً، حتى ان هناك من يربط «انعطافة» رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط بالاحتمالات التي تطرق الباب، ومع التساؤل ما اذا كانت حكومة نتانياهو تريد الهرب من الضغوط الاميركية نحو الساحة اللبنانية، المشرعة دوماً للتسخين العسكري..

كيف يتعاطى الحريري؟

كل شيء بانتظار عودة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري من فرنسا، وقبل العودة، لا بد أن تكون اتصالات رئيس الجمهورية ميشال سليمان، اضافة الى اتصالات أخرى تتعدى الحدود، اذ حسب مصادر سياسية متابعة، فان الحريري لا يتعاطى عشوائياً، ولا غوغائياً، ولا هامشياً، كما بعض الحلفاء، مع تحول رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط، معتبرآً ان هذا الأخير خرج فعلاً من قوى 14 آذار.

وعلى هذا الأساس، فالحريري لا يريد أن يقف وسط رمال متحركة، بل على قاعدة صلبة في تشكيل حكومته. وبعدما بات واضحاً ان الأكثرية لم تعد أكثرية في ضوء الابتعاد الجنبلاطي، وهي لم تصبح 60 نائباً بدلاً من 71، اذ ان رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي وحليفه احمد كرامي، فضلاً عن النائب ميشال المر، لا يعتبرون من قوى 14آذار حتى ولو تحالفوا معها انتخابيا.

أقليتان في البرلمان

استطراداً، أصبحت البلاد أمام أقليتين، كل واحدة منها تتألف من 57 نائباً. وبحسب المصدر، فإن الرئيس الملكف لم يذهب الى «الكوت دازور» الفرنسي لكي «يتأمل» فقط، وانما أيضاً لكي يدرس الاحتمالات، بعيداً عن الضوضاء التي احدثها الحدث الجنبلاطي، وهو يريد الآن ضمانات، أو ما شاكل ذلك، كي لا يكون هناك من نصب له فخاً أو على الأقل كي لا تتعثر تجربته الحكومية الأولى، اذ ان ثمة مفاعيل لمواقف جنبلاط تتخطى المرحلة الراهنة، كما أن عملية خلط الأوراق التي تحدث عنها رئيس المجلس النيابي نبيه بري ليست واضحة بما فيه الكفاية.

القنبلة والطعنة

وبحسب المصدر، فإذا كان البعض، لا سيما في «حزب الله» وحركة «أمل» يلوم الحريري ويحمله مسؤولية التأخير في اعلان التشكيلة ما دام قد حصل التوافق حول الصيغة ولم يعد هناك سوى توزيع الحقائب، فإنه يفكر، بصورة مختلفة، ويعتبر أن من السذاجة بمكان اعتبار أن صيغة 15 - 5 - 10 لم تهتز أو لم تتغير، فقد حدث أمر كبير، وحساس، وينبغي أن يؤسس عليه لا أن يستأنف مشاوراته الخاصة بتشكيل الحكومة، كما لو أن التحول الجنبلاطي مجرد واقعة عرضية.. حتى أن النائب بطرس حرب، ورغم وصفه خطاب البوريفاج بـ «القنبلة الصوتية»، فقد لاحظ أن الحريري يشعر بأنه تلقى طعنة في الظهر.

المصدر : القبس الكويتية

 

دمشق مهتمّة بالتقاط صوَر تبرّئها من تهم الاغتيالات 

المرحلة المقبلة: استمالة الجميّل وعزل جعجع 

ايلي الحاج/ المصدر : النهار /٩ اب ٢٠٠٩

عندما يعود سمير جعجع وزوجته من السفر ستكون في انتظاره مفاجأة غير سارة: قرار بمحاولة اعادته الى المربع الذي حوصر فيه خلال المرحلة التي تلت مقاطعة الانتخابات النيابية عام 1992 حتى اعتقاله بعد سنتين.

وسيسمع اللبنانيون تالياً الكثير مجدداً عن ارتكابات الرجل ماضياً وحاضراً ومستقبلاً في بعض وسائل الاعلام، وتصريحات لشخصيات قوى 8 آذار وخلفها القيادة السورية لإعادة تظهير صورة حزب جعجع "القوات اللبنانية" على انه "الشر الاكبر" انطلاقاً من خطة عمل للمرحلة المقبلة تركّز على "انهاء" قوى 14 آذار وتحويلها حلفاً ثنائياً لا أكثر، يضم من جانب رئيس "تيار المستقبل" الرئيس المكلف سعد الحريري، ومن جانب آخر سمير جعجع.

وفي تبريرها لهذه الرؤية تروي اوساط معارضة ان اركاناً فيها باتوا على اقتناع تام بأن القوى الاقليمية والدولية التي رعت حركة 14 آذار وحمتها ودعمتها بكل الوسائل والإمكانات، لم تعد تحتاج اليها بعدما أدت اغراضها. وقد أدرك ذلك رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط فغادرها على عجل الى مكان لم يُحدد بعد. وهناك شخصيات وقوى اخرى ستتبعه على الطريق الى دمشق.

في هذه الرواية "الرؤيوية" لاوساط المعارضة ان رئيس حزب الكتائب الرئيس امين الجميل ليس بعيداً من هذا الخيار الى الحد الذي يصوِّره، خلافاً للانطباعات التي تشيعها تصريحاته. فالرجل "منفتح"، كما نقل عنه، على القيادة السورية، وحزب الكتائب على مسافة من الأمانة العامة لقوى 14 آذار، وأحياناً لا يمثله أحد في اجتماعاتها، و"الرجل القوي" او الثاني عملياً في الحزب النائب سامي الجميل ليس "14 آذارياً" بالضبط خلافا لشقيقه الراحل بيار الجميل – وفق ما ترى اليه اوساط المعارضة – وخطابه السياسي يترجح بين خطاب عمه الرئيس الراحل بشير الجميل ايام كان قائداً لـ"القوات" في عز الانقسام المسيحي – الاسلامي، وخطاب النائب العماد ميشال عون، مما سهَّل التوصل الى ورقة سياسية بين حزب الكتائب و"تيار المردة" من ثلاثة بنود توجه ضمناً اصابع اتهام الى السنية السياسية – اذا جاز التعبير – بالافتئات على حقوق المسيحيين وحضورهم السياسي. وفوق ذلك قد يكون الرئيس الجميل يخشى فعلاً على حياة نجله الصاعد سياسياً، خشية تأخذها العامة في الحسبان بتناولها شؤون البيوت السياسية اللبنانية، وقد حكي عن اوضاع مشابهة سابقاً في عائلة المر لتفسير توجهات النائب ميشال المر وسياساته. في هذا الاطار ربما يأتي حديث الوزير السابق وئام وهاب عن إحباط "محاولة انتحارية" ضد النائب سامي الجميل.

ويؤيد بعض الساسة في 14 آذار نظرية فحواها ان دمشق تريد بكل قوة ان يزورها الرئيس المكلف الحريري والرئيس الجميل لأنهما "من اهل الدم"، اي من "اهل الشهداء" لإفادتها الأكيدة من التقاط الصور معهما دليلاً على براءتها من شبهات، بل اتهامات وجهت اليها بالمسؤولية عن الجرائم التي ارتكبت خلال الاعوام الماضية في لبنان.

إلا ان مسؤولين في الكتائب يستبعدون تخلي حزبهم عن حركة 14 آذار، أو اعلان انفصاله عنها الى دائرة الوسط المؤيدة لرئيس الجمهورية ميشال سليمان والتي لا تزال في مرحلة الهيولى، يحكى عنها لكنها غير موجودة. كما يستبعدون ان يزور الرئيس الجميل دمشق لاسباب تنافسية في الوسط المسيحي مع جعجع وحزبه، على رغم انهم يتساءلون عن جدوى "الحرد" اذا زار دمشق الرئيس المكلف الحريري والنائب جنبلاط وكرّت السبحة.

بعد الرئيس الجميل تتطلع قوى 8 آذار، وخلفها سوريا الى "سحب" الرئيس نجيب ميقاتي والوزير محمد الصفدي من تحالف الغالبية، على رغم ان للرجلين مصالح وعلاقات وثقى بالمملكة العربية السعودية. ففي حسابات 8 آذار ان السعودية لم يعد يهمها سوى الحريري وتياره "المستقبل"، وسمير جعجع و"قواته". اذ تعتبر ان قوى 14 آذار أمنت الدفع الداخلي لإخراج الجيش السوري من لبنان وانشاء المحكمة الدولية وانتخاب رئيس للجمهورية وحالت في الانتخابات الاخيرة دون هيمنة محور ايران – سوريا على لبنان وبالتالي لم تعد ثمة في المدى المنظور حاجة ملحة اليها، ولا باس في خلط الاوراق لاخراج لبنان من الاصطفافات الحادة والخطيرة والتي يمكن ان تهدد أمنه واستقراره. والدليل على هذا المنحى عدم محاولة الموفد السعودي الوزير عبد العزيز خوجة ثني النائب جنبلاط عن المضي قدماً في السير نحو دمشق وحلفائها، واكتفاؤه ببند وحيد هو ان يبقي علاقته جيدة بالحريري ولا يتخلى عنه.

واذا تحقق تفاهم، بمسعى المملكة بين الحريري وجنبلاط، وتألفت الحكومة وزار الحريري دمشق على الأثر، فستكون الأبواب مشرعة في حسابات قوى 8 آذار امام اجتماع للقوى تحدث عنه جنبلاط سابقاً ويضم الاركان الرئيسية لدى السنّة والشيعة والدروز، ليلاقيها ائتلاف مسيحي "متفاهم" ايضاً يضم الكتائب و"المردة" و"التيار العوني".

ويبقى خارجاً، وحده سمير جعجع الذي تدعمه المملكة العربية السعودية وقوى دولية – بحسب اوساط 8 آذار – لسببين اولهما انه يمتلك قوة "احتمالية" مقاتلة في بيئته، وان يكن الصراع سياسياً وبعيداً من الطابع العنفي، وثانيهما انه اثبت على مر السنين التزامه التحالفات التي يقيمها والمبادئ التي يرفعها التزاماً كاملاً، لا يتزحزح فضلاً عن نضج أظهره في الاداء السياسي. لذلك كله، سيكون ثمة عود الى بدء في الإعلام. الى 1992 لمحو مفاعيل اعتذار جعجع من اللبنانيين، ما دام لم يعتذر من السوريين ايضاً وحلفائهم على ما فعل حليفه السابق في 14 آذار النائب جنبلاط. أما في السياسة فستكون عودة الى مرحلة سياسة "عزل الكتائب" الشهيرة التي اعتمدتها "الحركة الوطنية" عام 1975، وهذه المرة في حق ابنتها "القوات".

 

وهاب: الجبل بكل فئاته اليوم في الموقع العروبي والمقاوم الصحيح

المقاومة باقية ما دامت اسرائيل باقية ومن الاستخفاف اعتبار أمرها مرتبط بشبعا

وطنية - 9/8/2009 زار رئيس تيار التوحيد وئام وهاب يرافقه نائبه الشيخ سليمان الصايغ ورئيس هيئة العمل التوحيدي الشيخ صالح ضو وعدد من قياديي التيار، بلدة قرنايل في المتن، حيث اقيم له استقبال في منزل هشام الاعور. وخلال اللقاء قال وهاب: "نحن في الجبل الذي هو اليوم بكل فئاته في الموقع الصحيح، الموقع العروبي والمقاوم، من الاستاذ وليد جنبلاط الى الامير طلال ارسلان الى فيصل بك الداود الى الحزب السوري القومي الاجتماعي الى كل الاطراف، ولم يكن يفصلنا الا الخلاف السياسي على بعض الامور، ولكن الحمد لله هذا الخلاف السياسي زال وبزواله اصبحنا اكثر قوة".

وأكد "ضرورة العمل على تقوية دور الطائفة الدرزية في المرحلة المقبلة ليس في لبنان فحسب، انما في كل المشرق العربي، وضمن محور المقاومة والممانعة الذي صمد طيلة السنوات الماضية واثبت صحة توجهاته وصوابية سياسته، وما يحمي الدروز هو موقفهم وقناعاتهم والتصاقهم بحلفائهم".

أضاف: "انتم يا مشايخنا الاجلاء كنتم تقولون لنا دوما ان لا حماية لنا خارج سوريا، وان سوريا هي مكة الثانية والقبلة الثالثة بالنسبة لنا، وهي التي وقفت معنا في اصعب الظروف وحمتنا وصانت بيوتنا واعراضنا وارضنا. نحن والجبل اليوم امام مرحلة جديدة ستعزز موقعه في المعادلة اللبنانية وموقع الطائفة في معادلة لبنان والمنطقة".

ثم لبى وهاب دعوة غداء في منزل ضياء الاعور في حضور رئيس البلدية وعدد من فاعاليات المتن الاعلى، وكانت له كلمة اشار فيها الى ان "الدروز كانوا عبر تاريخهم الجلي سيف العروبة ودرعها المنيع وكانوا ولا يزالون جيشا مجانيا للخدمة والدفاع عن القضايا العربية المصيرية والمحقة"، وقال: "عندما نكون في الموقع العربي والمقاوم الصحيح الذي ورثناه منذ مئات السنين عن اجدادنا الذين نزلوا هذه الشواطئ حماة لثغور الدولة العربية الاسلامية، نكون موحدين وهذا هو الاساس. اليوم نحن نتأهب الى الدخول في حقبة جديدة نأخذ بها مساوىء الماضي القريب ونحوله الى ايجابيات تخدم الوطن والامة والمجتمع فتنتج حوارا يؤدي الى التفاهم الذي يعيد الاشياء الى حقيقتها فتتغير المواقف، وهذا التغيير قد يفاجئ البعض، لأن مئات السنين من الاستعمار وخيبات الامل الكثيرة من جدوى الاصلاح والتصليح قد ولدت في نفوس الكثيرين هزالا في الايمان تحول الى ضعف يتجسد في بعض الاحيان باشكال من التعصب والنقمة والحقد. يجب ان نعترف بالمخاطر التي تحيط بنا فتهدد كياننا ونستعد لمواجهتها، وهذا لا يتحقق الا بعد توفر وحدة اجتماعية متينة مبنية على الاعتراف بالآخر. لذلك يجب الا ننسى ان كل من يخالفنا الرأي يبقى دائما مواطنا لنا له علينا واجب الود والتقدير والاحترام".

وشكر "للجميع المساهمة في اللقاءات التي يقوم بها"، آملا ان "تشكل تواصلا دائما يساهم في العمل على التغيير المنشود للتوصل الى دولة القانون والمؤسسات".

بدورهم، نوه رئيس بلدية قرنايل ومختار البلدة وعز الدين مكارم "بالدور الوطني للوزير وهاب".

السلطانية

من جهة أخرى، أكد وهاب خلال رعايته احتفال تخريج طلاب في السلطانية في الجنوب ان "الجبل، كل الجبل هو بجانب المقاومة، وهذا هو موقعه الطبيعي، وموقف ابنائه التاريخي منذ مئات السنين"، وأكد ان "غيمة الصيف التي مرت قد زالت نهائيا، وكما كان جبل لبنان وجبل عامل سويا في المواجهات السابقة، سيبقيان معا في أي مواجهة مقبلة وسيحمي الجبل ظهر المقاومة ويبقى بجانبها".

وقال: "بفضل المقاومة وسيدها سماحة السيد حسن نصرالله اقتنعنا بأن الهزيمة ليست قدرا لنا واننا قادرون على الانتصار. ان تهديدات العدو لم تعد تخيفنا. والله اذا شن الاسرائيليون حربا جديدة علينا، فإنه صاحب وعد صادق، وستكون آخر معارك اسرائيل وسترتاحون من هذا الكيان السرطاني، وستسقط كل الخطوط الحمر، فإذا ارادوا قتلنا فسنقتلهم دون رحمة. لا تخافوا على المقاومة ما دام لديها شعب مثلكم".

أضاف: "الى بعض الذين ما زالوا يتحدثون بشكل احتيالي عن سلاح المقاومة أقول، يا اخي، لولا هذه المقاومة، لكانت الكرسي التي تجلس عليها اغلى منك، فكل الذين يزورونك اليوم انما يفعلون ذلك لأن هناك مقاومة في لبنان. يجب تعزيزها وجعلها ثقافة الامة والوطن. ان كل زواركم الدوليين لا يحدثونكم الا في المقاومة وان علة وجود اعداء المقاومة وانصارها هي وجود المقاومة في لبنان. لمن يريد ان يعرف مصير المقاومة، فما دامت اسرائيل باقية فالمقاومة باقية، هذه هي المعادلة. ومن الاستخفاف اعتبار امر المقاومة مرتبط بتحرير مزارع شبعا وغيرها، لأنه حتى لو تحررت هذه المزارع لا يعني ان العدوان الاسرائيلي توقف وان اسرائيل لم تعد دولة عدوانية، فهناك مسائل كثيرة يجب ان تحل، مثل موضوع عودة الفلسطينيين الى ارضهم وهذا ملف شائك، ولا يمكن للبنان ان يتخلى عن مقاومته او ان يقول انه يريد سلاما في المنطقة ما دام هناك 500 الف فلسطيني في لبنان، واستمرار تهجير الفلسطينيين يشكل عدوانا جديدا على لبنان وعدوانا مستمرا على فلسطين".

وفي موضوع الحكومة الجديدة، قال وهاب: "يبدو ان رئيس الحكومة المكلف يتقصد الضغط على بعض الاطراف عبر الاستمرار في حكومة تصريف الاعمال وهذا لا يجوز، ولكن بمحبة نقول للرئيس المكلف ان الكل مستعد للتعاون معك في تشكيل حكومة وحدة وطنية حقيقية وان العدد لم يعد له قيمة لأننا ربما اصبحنا اكثرية في المجلس النيابي والمسألة مختلفة اليوم، لذلك الكل مستعد لتسهيل مهمتك، فعد وناقش الامر بصراحة مع كل الاطراف، وابدأ بعملية تشكيل الحكومة فالسفر والاعتكاف والغموض لا يحلون المشكلة انما المبادرة وطرق ابواب الشركاء في الوطن هم الحل. إن مسألة التكليف امانة من كل اللبنانيين ولا يجوز حملها والذهاب الى خارج البلاد وترك اللبنانيين ينتظرون، وهناك الف مشكل ومشكل اقتصادي ومالي واجتماعي وما الى ذلك في لبنان".

ودعا الرئيس المكلف الى "اجراء نقاش مع كل الناس، واعتقاد البعض بأن المعارضة قد تتخلى عن احد اطرافها كلام سخيف ولا وجود له، فلا حزب الله هو من يترك حلفاءه ولا حركة امل والرئيس بري سيتركون العماد ميشال عون وحيدا، وهذه اوهام يجب ان يتحرر منها الجميع".

 

جنبلاط يحسن القراءة اما التنفيذ..  

كتب حسن صبرا

الشراع

لقد مضى ذلك الزمان الذي كان فيه وليد جنبلاط قادراً على ان يطلب من محازبيه العسكريين جرف قرى او منازل المسيحيين المهدمة نتيجة حرب الجبل، كما فعل في الجية عام 1985، بعد ان قرأ والتقط ان أي عدوان صهيوني على الجنوب الشيعي نتيجة العمليات المتصاعدة النوعية التي بدأها حزب الله ضد الاحتلال الصهيوني، يمكن ان يهجر مئات الآلاف من الشيعة، وانهم قد يستقربون الجية حيث فيها الى جانب المسيحيين (قبل ان يهجروا) سنة وشيعة، فيسكنونها وتبدأ معالم التغيير الديموقراطي في الجبل الساحلي بأغلبية شيعية بدل المارونية الراحلة.. فصواريخ حزب الله سكنت كل تل وواد وهضبة في الجبل، والشيعة خرجوا من قراهم الجبلية الى الجوار، وعام 2008 هو غير عام 1985.

جنبلاط الآن لا يستطيع حماية الدروز والجبل، بل هو قادر على شأن آخر، فقراءاته استراتيجياً لا تجاري احد في لبنان، فلا تجد سياسياً او حزبياً يقرأ كما يقرأ وليد جنبلاط، وهو لكثرة قراءاته يكثر من تقلباته، بل والاخطر انه يكبر أي صورة امامه تحت الجهر فيرى الخطر داهماً فيركض الى مواجهته قبل وقوعه فيثير فزع الآخرين الاميين.

انسحاب جنبلاط من 14 آذار/مارس يمكن ان يصيب في هذا الاستنتاج او يستند اليه.

فوليد متأكد من ان هناك فتنة مذهبية سنية – شيعية مقبلة وأنه لا ذنب للبنانيين فيها الآن حيث كونهم ادوات منفذة – وهذا ليس بقليل الا ان فتيل التفجير من الخارج دائماً – وهو يريد ان يجنب الدروز وشخصه وحزبه أناء هذه الفتنة التي لن تبقى ولن تذر.

قراءات جنبلاط:

1- القراءة الاولى عند جنبلاط جاءت من متابعته الشأن الصهيوني الداخلي، فهذه دولة لا تعيش الا بالحرب، وقد اختار جمهورها مجرم حرب فاشل بنيامين نتنياهو كآخر وريث لجيل الرواد الذين دفنهم معه اسحق رابين يوم اغتيل في 5/11/1995 بسبب اتفاقية اوسلو مع عرفات عام 1993 ومن ظل حياً منهم دخل الغيبوبة منذ سنوات عدة مع ارييل شارون.

مقتنع وليد جنبلاط بأن اسرائيل مجتمعاً ودولة ومشروعاً لا تعيش الا بالحرب، وان اللحظة التي تتوقف فيها الحرب لسنوات يبدأ التآكل في الجسد الصهيوني، لذا فإن اسرائيل تشجع على الحرب وتشجع العرب عليها، فإذا استكانوا كان لهم في المشروع الايراني خير منجد وكان لها في مشروع اخوان مسلمي فلسطين معيناً آخر، فكيف اذا تحالفا سوية ضدها؟

اسرائيل كلها كانت ضد ياسر عرفات.. اسرائيل كلها كانت مع حماس، حتى انتهى عرفات قتيلاً فضعف المشروع السلمي الفلسطيني نتيجة ضعف فتح برحيل مؤسسها، وصعدت حركة ((حماس)) فوجدت اسرائيل ان فرصتها للاستمرار زادت، فلا تسوية ولا انسحابات ولا عودة لاجئين ولا تخلي عن القدس ولا تفكيك مستعمرات ولتذهب حماس للانشغال بمعتقلي فتح وشعور المحاميات وتنشر ((الفضيلة)) في المجتمع الغزاوي المنكوب.. ولتعرض هدنة مدتها 50 سنة لتستكمل حماس اقامة اول امارة للاخوان المسلمين في العالم.

مشروع السلام الفلسطيني في عهد عرفات ومن بعده ((ابو مازن)) بسبب انقسامات ضخمة داخل المجتمع الصهيوني كتلك الانتفاضة اولى عام 1987.

اما حماس فبعد ان سرقت الانتفاضة الثانية عام 2000 وحدت المجتمع الصهيوني بالاجساد المفخخة التي قتلت مدنيين واثارت الدنيا ضد النضال الفلسطيني بعد ان جعل هذا النضال السلمي العالم كله يقف مع الشعب الفلسطيني لتحقيق دولته.

الآن،

2- يبحث نتنياهو عن أي مبرر للحرب ضد لبنان.. دون حاجة للحرب ضد حماس، فهي دخلت البيات الشتوي في صراعاتها مع فتح ومع شعب فلسطيني الى عقود تالية.

حزب الله ووليد جنبلاط يعلمان ذلك، مع خلاف جذري بين الاثنين في مقدمات ودوافع وخلاصات الحرب لكن جنبلاط يخشى اجتياحات صهيونية مؤقتة اشبه بضربات عدوانية طويلة وتدمر وتقتل وتهجر.. الى اين الى الداخل اللبناني.

لعل وليد جنبلاط قرأ ان احد التافهين خرج يقول ان الجنوبيين اذا هجروا من قراهم لن يسكنوا هذه المرة مدارس ومساجد وكنائس بل سيذهبون مباشرة الى فندق فينيسيا وصاحبه درزي وكل فنادق الخمس نجوم في كل مناطق بيروت.. والجبل.

جنبلاط يقرأ مشروع مواجهة سنية – شيعية نتيجة العدوان الصهيوني على لبنان، لأن حزب الله جهز نفسه في كل لبنان تقريباً لخوض معركة مفتوحة يصبح فيه المجتمع اللبناني كله خاضعاً للحرب.. وربما للتجنيد وربما للاجتياح.

وليد جنبلاط بات يعرف اكثر من غيره ان أي قدرة لحماية المدنيين من قبل الجيش اللبناني باتت شبه مستحيلة بعد ان تم تهجين هذا الجيش بضباطه وجنوده.. وكان درس قتل الضابط الطيار سامر حنا على يد حزب الله فوق ارض لبنانية وداخل طائرة عمودية عسكرية لبنانية ماثلاً في ذهن كل ضباط الجيش اللبناني، خاصة بعد ان اخلت المحكمة العسكرية للجيش المتهم بقتله معترفاً مصطفى المقدم.

وفي رأي وليد جنبلاط ان بعضاً من في الطوائف الاخرى ينتظر العدوان الصهيوني وتهجير مناصري حزب الله كي يصفي حساباته معهم.. ليس على المستوى السياسي حيث قيادات السنة ستقف ضد اسرائيل دائماً.. ولكن المشاعر التي استفزتها سلوكيات الحزب وقهره واحتلاله بيروت في 7/5/2008 واعتبار امين العام حسن نصر الله هذا الاحتلال يوماً مجيداً من ايام المقاومة لم تهدأ بعد.. لا بل فجرت نفسها يوم الانتخابات النيابية، وأدركت ان فرص الانتقام من سلوكيات حزب الله وجمهوره تأتيها فتقطفها ولا تذهب هي اليها.

يخشى جنبلاط انفجاراً سنياً شيعياً في لبنان على ضوء قراءته لانتفاضة ايران الشعبية ضد تزوير الانتخابات الرئاسية الايرانية ابتداء من يوم 12/6/2009 فالسلطة الايرانية عطلت اول الامر تشكيل حكومة الحريري الابن مشترطة اعتراف الغرب بنتائج الانتخابات الرئاسية الايرانية وها هي حصلت عليها لتؤكد انها تقدم في لبنان على قدر ما تحصل في ايران.. بدءاً من هذه التسعيرة البسيطة وصولاً الى الصفقة الكبرى في الملف النووي الايراني.

3- ومع كل تفاقم للأمور دخل ايران ضد السلطة الحالية الحاكمة، تلجأ هذه الى ادواتها في الخارج وأهمها على الاطلاق حزب الله الذي يبايع المرشد علي خامنئي بأكثر مما يبايعه احمدي نجاد أي مبايعة الولد لأبيه..

وهذه السلطة ربطت ما بين الانتفاضة الشعبية ضدها وبين الغرب كله، وأداتها في لبنان فيترجم هذه الثقافة بالربط بين خصومه وتحديداً وليد جنبلاط وسعد الحريري وأمين الجميل وسمير جعجع وبين الغرب كله مضيفاً عليه على الطريقة الايرانية اسرائيل دائماً.

4- القراءة الاخطر لوليد جنبلاط وردت في مجلة ((دير شبيغل)) في عددها الصادر يوم _______ اتهاماً لحزب الله بالاعداد والمشاركة في قتل الرئيس رفيق الحريري.

راقبوا كيف ان رئيس الحكومة يومها فؤاد السنيورة وزعيم تيار المستقبل سعد الحريري سارعا الى القول ان الامر كله بيد المحكمة الدولية والقضاء الدولي وانهما لن يتدخلا بينما وحده وليد جنبلاط تحدث عن مشروع فتنة واعادة تشكيل مواجهة داخلية وعربية.

ومنذ هذا التاريخ وجنبلاط مسكون بما يملكه من معلومات خاصة، وما جمع بعد نشر ((دير شبيغل)) من معلومات اخرى كلها تؤدي الى ان حزب الله هو المتهم الرئيسي في هذه الجريمة وان تقرير ((دير شبيغل)) هو القرار الظني للقاضي الكندي دانيال بلمار.

وجنبلاط قرأ دون غيره ان حزب الله ادان بالاعلام وبالسياسة وبفعل مواجهة المؤتمرة تقرير ((دير شبيغل))، لكن الحزب لم يكلف نفسه نفي أي واقعة من وقائع الاتهام وأهمها ان تقرير هذه المجلة اورد اسماء بعينها، وان الحزب لم يرد على كشف هذه الاسماء، لم ينكر وجودها، لم يظهرها للاعلام.

جنبلاط خائف من حزب الله؟. نعم وألف نعم وهو يذكر تماماً كيف وزع طلال ارسلان شريط تسجيل لحوار بينهم يوم 10/5/2008 وهو يستنجد بالمير: لقد وصلوا يا مير الى مرستي على بعد اميال من المختارة.. وطلال ارسلان يهدىء من روع وليد بيك ولا يهمك يا بيك إسا بحكي مع السيد حسن (نصر الله).

عدوان مع بيان ظني

ماذا سيفعل حزب الله بمعسكره وميليشياته وسرايا دعم المقاومة وأجهزة امنه، والباسيج الخاص به، عندما يبدأ العدوان الصهيوني؟ وهل يكتفي الحزب بمواجهة اسرائيل ام ان تطورات الارض ستفرض نفسها على الوطن فيتحول الى ساحة نزال داخلي؟

هل يبقى لبناني سني او دروزي او مسيحي خارج اطار العدوان؟

ألا يعلم اللبنانيون ان حزب الله بات منتشراً في نحو 70% من الاراضي اللبنانية مباشرة، والباقي 30% منتشر فيها بواسطة آخرين؟

حتى قلعة شبعا التي تعطي اغلبية ساحقة لتيار المستقبل يستقطب فيها الحزب بالمال والسلاح والوجاهة عدداً من الفتيان.. كما يفعل في قرى سنية عديدة في ارجاء مختلفة من لبنان.

وبيروت في نظر الحزب ليست ساقطة عسكرياً فحسب، بل باتت احدى قلاع الحزب المدججة بالسلاح في كل شارع وحي ويكاد في كل مبنى ومخزن ومسطح.. وتمدد حزب الله في جبيل وكسروان والمتنين بات معروفاً ومرعباً للجميع، حتى الجيش اللبناني ممنوع عليه الاقتراب من هذا التمدد او حتى مراقبته حتى لا يتم بالخيانة!! (تصوروا) وهل نسي احدكم درس شبكة الاتصالات الخاصة بالحزب، او آلات مراقبة الطائرات على المدرج الغربي.. التي استدعت رسالة من الطيران الكندي الى السلطات اللبنانية لتوفير الأمان لنـزول طائراته عليه خوفاً من مراقبة حزب الله لهذا المدرج.. اما المدرج الشرقي فيكاد يكون جزءاً من مربع حزب الله الأمني!

جنبلاط خائف من تفاعلات حرب صهيونية على لبنان وتقرير المحكمة الدولية الخاصة بلبنان.. خائف على لبنان.ز على الدروز.. على نفسه.. ومن المصادفة ان الرجل المسكون بعقدة عمر السنين الذي قتل فيه والده يحتفل هذا اليوم بعيد ميلاده الستين (مواليد 7/8/1949).

5- اما القراءة السورية الخاصة به، بالانفتاح العربي – الغربي على دمشق وصمود نظامها، وإمكانية عودته الى لبنان بسبب انتفاضة الشعب الايراني، وإمساكه بحزب الله او المقايضة به قياساً بما فعل سابقاً بعماد مغنية الذي ذهب على مذبح المحكمة الدولية والعدوان الصهيوني.. والذي يهدد مصيره حسن نصرالله وعدد من قادة الحزب في لبنان، فمردود عليه بأن جنبلاط هو صاحب نظرية ان اللحظة التي أهادن فيها هذا النظام سيقتلني ومردود عليها ايضاً بأن محاولات التهدئة حولي هي لاستدراجي ليقتلوني، وانني مقبل على مرحلة المخاطرة فيها اصعب من اي مرحلة مضت.

بعد القراءات تأتي الصفات الشخصية

جنبلاط هو جنبلاط.. بمزاجه الذي يصر هو نفسه على ان يظل تعبيراً عن شخصه، لا يخضعه لمكوناته الأخرى بل يخضع كل مافي عقل وفنس وضمير واخلاق وليد جنبلاط لهذا المزاج.. وهنا مكمن الخطر حين يكون مزاج وليد بيك متقلباً الى هذا الحد.. ونحن ندرك انه كثير القراءة كثير المعرفة يقرأ قبل غيره ويضع كل ما يقرأه تحت المجهر فيرى مخاطرة قبل غيره فيحذر.. ولا ينسق فينفرد فيسبق الآخرين تلك هي المشكلة الاولى عند وليد بيك.

المشكلة الثانية عند وليد بيك هي قدرة المزج الفائقة بين الثقافة الواسعة والعمليانية المدهشة، بالثقافة الواسعة يسبق الجميع لأنه يعرف اكثر منهم، وبالعمليانية المدهشة هو حاضر بأكثر مما يراه الجميع او حتى يقدروا على مجاراته.. وهو إذا تكلم احياناً يبدو كطائر يغرد خارج سربه.

حمل دمه على كفه حين خطف الزيادين، وكان يعرف ان جسده هو المطلوب لتصفية الدم، فلم يغادر بل كان المبادر الاول، لينقذ بدمه المهدد بالهدر دماء الدروز.

وإذا كان الآن يطالب سعد الحريري بأن يطلب الحقيقة وان يتجاهل العدالة، فهو لا يردد فقد قضية اغتيال والده عام 1977، وكيف سامح ولم ينسَ بل يكرر دائماً ان قتلة الزيادين معروفون بالأسماء والأمكنة التي يرتادونها، وحماتهم.. فأن تعرف الحقيقة شيء وان تطلب تطبيق العدالة أمر آخر.

المشكلة الثالثة لوليد جنبلاط هي تفرده ليس داخل الحزب الاشتراكي فحسب، وليس داخل الطائفة الدرزية فقط.. بل وحتى داخل قوى 14 آذار/مارس، صحيح انه يلتـزم احياناً بقرار جماعي يستغرق وقتاً لاقراره لكنه الالتـزام المرغم الذي سرعان ما تراه منفذاً بنكهة جنبلاطية مميزة.

فهو صاحب فكرة اللقاء الرباعي الأمني بين المسلمين لحماية الساحة السياسية والشعبية.. بل لعلّ رفض هذه الصيغة من المسلمين والمسيحيين معاً هو الذي عجل بخروج جنبلاط بهذه الصورة المأسوية من هذه القوى.

في النهاية،

انه وليد جنبلاط قيمة لا تستطيع ان تتجاهلها، ومواقف يحسد على حسن قراءتها.. قد يسيء التنفيذن وقد يستعجل لكن قوة الدفع في حركته لا تجارى.. وهذه ربما لبّ مشاكله.

كلمات لا بد منها

*اما ان يقول او يزعم كثيرون من قادة 14 آذار/مارس بأنهم فوجئوا بموقف وليد جنبلاط، فهذه مسألة تستدعي التساؤل البريء اول الأمر ثم المريب بعده.. اذ ماذا كان يفعل وليد جنبلاط عندما كان يلتقي اسبوعياً وأحياناً مرتين او اكثر في الاسبوع الواحد مع سعد الحريري، هل تم بحث ارهاصات التحول الجنبلاطي؟ وما هي النتيجة في البحث، فإن كانت سلبية فلماذا لم يعالج الامر مسبقاً او ملاقاة جنبلاط في منتصف الطريق او الدعوة للحوار الشامل معه بواسطة كل قادة 14 آذار/مارس للاقتراب اكثر من طروحاته والاتفاق على صيغة مشتركة للتحول؟

اما اذا كانت الابحاث ايجابية، فمن الذي كان يخدع الآخر؟ وهل هناك نقص في استيعاب مشروع جنبلاط للتحول؟

اغلب الظن ان الناس كانت محقة وهي باتت تصف كل اللقاءات الثنائية او اكثر بأنها مضيعة وقت وانها للبقاء في الصورة، او هي تخدير للناس؟ او مجاملات فارغة.

*والذين استنتجوا ان احد اسباب الانقلاب الجنبلاطي هو انعدام الكيمياء او الانسجام بينه وبين سمير جعجع وأمين الجميل وآخرين، فإن جنبلاط ادرى الناس ان كل معامل الكيمياء في الدنيا لن تستطيع استخلاص مادة تقرّب بينه وبين محمد رعد الذي وصفه جنبلاط بالحائط الأصم خلال جلسات الحوار.. وها هو احدهم المدعو نواف الموسوي يتهم جنبلاط بالخيانة العظمى ويطالب بمحاكمته وإنـزال أشد العقوبات به.

اما نعيم قاسم فهو أشهر شخصيات حزب الله المتداعين للسخرية والتهكم.. وكم يكون مضحكاً الحزبي المتأدلج اذا تظارف.. فكيف اذا كان رجل دين؟.

*اذا كان هناك من استنتج ان انقلاب وليد جنبلاط على 14 آذار/مارس يحمل رسالة ايجابية ونوعاً من الاعتذار من النظام السوري، فإن هذا النظام سرعان ما ارسل رسالة عقوبة لجنبلاط بعد 72 ساعة على هذا الانقلاب، حيث استقبل احد المخبرين لديه وأقام له نائب رئيس الجمهورية السورية فاروق الشرع حفل تكريم خصه بدعوة شاملة داخلية سياسية ودبلوماسية واجتماعية واعلامية.

رسالة النظام السوري لوليد جنبلاط هي مزيد من العقاب، فبعد ان كان جنبلاط زعيماً أوحد للدروز تقول له دمشق ان جنبلاط بات واحداً من ثلاث قيادات في نظرها للدروز، طلال ارسلان، ومخبرها الامني المكرم ووليد جنبلاط.

وهذا يعني ان على جنبلاط ان يقدم المزيد من التنازلات حتى تصبح ابواب دمشق مفتوحة له.

*اكثر زعيم سياسي يعلم مدى تقبل جمهوره او رفضه لقراراته او امتعاضه منها هو وليد جنبلاط.

جمهور جنبلاط العريض ممتعض وغير قابل لانقلابه.. وبعضه يعطيه العذر علّ جنبلاط يخفي عنه او عن السياسيين ما لا يستطيعون الآن استيعابه.. لكنه يضعه لأول مرة في تاريخ العلاقة بين جنبلاط وجمهوره في موقع التشكيك.

جمهور جنبلاط بلع على مضض اعطاءه مقعداً لطلال ارسلان في عاليه.

جمهور جنبلاط لم يهضم ابداً استقباله للمخبر اياه الذي لا يجرؤ على زيارة اية قرية او بيت درزي دون عراضة مسلحة، لأن الدروز يعتبرونه جلباً او حرفاً ناقصاً.

فكيف لجمهور كمال ووليد جنبلاط ان يتنازل عن جزء كبير منهم كي يضع لآخرين أرجلاً من خشب ليقفوا امامه.

جمهور جنبلاط غاضب.. وعلى منتقدي جنبلاط ان يحضنوا جمهوره ويحسنوا مخاطبته، فليس من المصلحة لا استثارة عصبية جاهلية، ولا تخلي الجمهور الدرزي عن وليد.. حتى لو عارضه وليد في توجهاته.

*لا احد يصدق ان وليد جنبلاط يريد بدء العودة الى العروبة بمعارضة او مشاكسة او التخلي عن جمهورها وتيارها الاهم في لبنان وهم السنّة وتيار ((المستقبل)).

ولا احد يصدق ان وليد جنبلاط يريد حماية العروبة في لبنان بتقوية حزب الفرس، الذي يتقاطع مع العروبة الآن بسلاح مقاتلة اسرائيل.

القتال ضد اسرائيل يا وليد بك ليس مقياساً وحيداً للعروبة.

وليد بيك كبير المثقفين العرب على الاطلاق يدرك ان حصن العروبة الفعلي هو الثقافة، وان المسيحيين العرب كانوا روادها كما الشيعة الذين يحاربهم الآن حزب الفرس.. فأين المفر؟

أما اليسار فيكفيه بقاء ان تراه الى جانبك في السادس من كانون الاول/ديسمبر من كل عام وانت تضع الوردة الحمراء على ضريح القائد الراحل، فتتدفأ برؤية ملابس الشتاء التي تذكرك بصقيع موسكو وتكاد يستدرجك لقراءة الفاتحة عنه. واسأل صاحبك خالد حدادة كيف يرى نفسه اشبه بالكريم على مائدة اللئيم يستجدي مقعداً نيابياً يعوض فيه نكسات مبايعة لا تنتهي لدمشق ومصيلح وحارة حريك والرابية ولا يسار لمن تنادي..   

 

سيناريوهات لإعادة عجلة تشكيل الحكومة  

الشراع/مع دخول عملية تشكيل الحكومة العتيدة، فترة الإجازة العائلية للرئيس المكلف سعد الحريري، وتداعيات تجميدها المتأتية من الكلام الأخير للنائب وليد جنبلاط عن إعادة تموضعه السياسي، شهدت المحافل السياسية الراغبة بإعادة عجلة التأليف، حيوية لافتة وذلك باتجاه وضع سيناريوهات إخراج العملية الحكومية من نطاق التجميد الراهن أو الدخول في أزمة لاحقة.

وبحسب أوساط مطلعة على هذه الأجواء، فإن أبرز الأفكار التي تم تداولها خلال الأيام الأخيرة، كانت التالية:

أولاً، العودة إلى صيغة حكومة التكنوقراط التي كانت ظهرت بشكل لافت، ولأول مرة، على هامش أعمال قمة عدم الانحياز الذي عقد في شرم الشيخ خلال الشهر الماضي وتم طرح هذه الفكرة خلال مداولات عربية – عربية جرت على هامش القمة، وذلك انطلاقاً من فكرة تقول انه يجب عدم السماح ((للفيتوات)) الداخلية اللبنانية ان تؤدي إلى استعصاء على مستوى تشكيل الحكومة, ويتم الآن العودة لفكرة حكومة التكنوقراط تحت عنوان انه سلاح لا بد من امتشاقه في حال تبين ان تداعيات خطوة النائب وليد جنبلاط سيكون لها تأثيرات سلبية عميقة على موضوع تشكيل الحكومة.

ثانياً، الاستمرار بصيغة 10 – 5 – 15 التي أعلن الرئيس نبيه بري ان التوافق عليها قد أنجز، واستكمال عملية إسقاط الحقائب الوزارية على هذه الصيغة، ولكن المتابعة على أساس هذه الصيغة، يحتم توافقاً على شكل العلاقة داخل الحكومة بين الرئيس المكلف سعد الحريري بصفته زعيماً لفريق 14 آذار، وبين النائب وليد جنبلاط بوصفة حالة مستقلة داخل 14 آذار.

ثالثاً، البحث عن صيغة عددية جديدة للحكومة تراعي توسيع حصة رئيس الجمهورية الوزارية، بحيث تضم تمثيلاً مقنعاً بداخلها يرمز للوجود الجنبلاطي. ولكن مثل هذه الصيغة تواجه تعقيدات، لا يمكن الاعتماد في مجال الاطمئنان إلى حلها، للتصريح الذي قاله زعيم المختارة من أمام قصر بعبدا عن ان وزراءه سيكونون إلى جانب موقف رئيس الجمهورية في القرارات الكبيرة.   

 

اتفاقية الهدنة مع إسرائيل مع الدكتور شفيق المصري/ الدكتور ياسين سويد/الدكتور منيف الخطيب/

احمد الموسوي   

الشراع

المطالبة الاسرائيلية بإحياء ((هدنة 48)) دعوة للسلم ام ذريعة للعدوان؟  

*د. شفيق المصري: لا تتناقض مع القرار 1701 والعمل بها بعد انتهاء ((اليونيفيل)) من مهمتها

*د. ياسين سويد: ترويج اسرائيلي دعائي لسياسة اللين الكاذبة

*د. منيف الخطيب: تطبيقها من مصلحة لبنان في غياب استراتيجية عربية موحدة

لم يصدر عن لبنان اي موقف رسمي بعد تعليقاً على ما اعلنه رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو من دعوة الى احياء العمل بلجنة الهدنة الموقعة مع لبنان عام 1949 عقب انتهاء الحرب التي احتلت فيها اسرائيل اراضي فلسطين عام 1948، والسبب في ذلك ان من يدير السياسة اللبنانية الرسمية اليوم حكومة تصريف اعمال، وثانياً عدم تبلغ السلطة اللبنانية هذا المطلب او الدعوة من اية جهة دولية ((مخولة)) نقل مثل هذه المراسلات، ولا من اية هيئة من هيئات الامم المتحدة.

والملاحظة الأبرز في هذا الاطار ان دعوة نتنياهو جاءت مباشرة عقب زيارة المبعوث الاميركي الخاص بعملية السلام في المنطقة جورج ميتشل الى سوريا والذي اعلن اثرها عن دعوة مماثلة لاحياء المفاوضات على المسار اللبناني - الاسرائيلي الأمر الذي يطرح اكثر من سؤال عما ينتظر لبنان على هذا الصعيد في المرحلة المقبلة، خاصة بعد موجة التهديدات الجديدة التي اطلقتها اسرائيل مؤخراً بعد حادثة الانفجار في خربة سلم التي وفرت لها الذريعة لإتهام لبنان وحزب الله بخرق القرار 1701.

((النيات والخلفيات))

في هذا السياق يحذر النائب السابق والباحث في شؤون الصراع العربي – الاسرائيلي منيف الخطيب، من النيات العدوانية الاسرائيلية المبيتة في الدعوة الى احياء عمل لجنة الهدنة، لأن اسرائيل ومنذ انشائها عودتنا على لاسلمية اية دعوة توجهها باتجاه العرب حتى ولو كانت دعوة الى السلام، خاصة وان اسرائيل نفسها لم تلتـزم قط باتفاق الهدنة منذ إبرامه، ولكنها دأبت على اطلاق مثل هذه الدعوات من حين الى آخر اما لتظهر نفسها امام الرأي العام الدولي بمظهر الساعي للسلام، وأما للتمهيد امام شن عدوان جديد بحجة ان الطرف الآخر لم يستجب لمساعي السلام، في حين انها هي عملياً من يخرق القرارات الدولية ولا يلتـزم بها.

فاسرائيل نفسها هي من اعلن عن سقوط اتفاق الهدنة اكثر من مرة، ففي العام 1967 وبعد انتهاء الحرب بينها وبين العرب تراجعت عن التـزاماتها في ذلك الاتفاق وتعاملت مع لبنان وكأن ذلك الاتفاق لم يكن، فأزالت مراكز المراقبين الدوليين على الحدود، واعتبرت ان الخط الحدودي بينها وبين لبنان لم يعد خط الهدنة بل خط وقف اطلاق النار، مشرعة الابواب امامها للقيام بأي عمل عدواني، وهذا ما حصل على مر السنوات التالية التي رفضت فيها كل الدعوات لاحترام التـزاماتها باتفاقية الهدنة، فتصرفت تجاه لبنان وكأن تلك الاتفاقية ليست موجودة، وغير معترف بها، وكانت ترمي من وراء ذلك الى وضع لبنان باستمرار تحت الضغط والتهديد لاجباره على استبدال اتفاقية الهدنة باتفاقية سلام.

ولذلك، يبدي الخطيب استغرابه اليوم من ان تطلب اسرائيل احياء العمل باتفاقية الهدنة التي طالما يسعى لبنان لتطبيقها دون جدوى، ويرى ان على لبنان التحرك السريع لكشف خلفيات تلك الدعوة ومدى جديتها، خوفاً من ان تكون بمثابة دس ((السم في العسل))، على ضوء ما تشهده المنطقة من تحركات ومتغيرات ليست واضحة الاتجاهات بعد، فلبنان له مصلحة بالتأكيد بتطبيق اتفاقية الهدنة، في ظل عدم وجود اية استراتيجية عربية موحدة للمواجهة مع اسرائيل، اذ كل دولة عربية تبحث للأسف عن مصلحتها بمعزل عن الدول الاخرى، ولكن من يضمن صدقية وجدية اسرائيل في ذلك، خاصة وانها لم تلتزم حتى الآن بالقرار 1701 الذي صدر منذ ثلاث سنوات فقط، فكيف الاطمئنان الى التزامها بتطبيق اتفاقية موقعة منذ خمسين سنة.

الهدنة والقانون

منذ خمسين سنة شهدت المنطقة بأسرها متغيرات وتحولات كبيرة، وشهدت الحدود اللبنانية مع الكيان الاسرائيلي اكثر من اربعة حروب قامت خلالها اسرائيل باجتياحات للأراضي اللبنانية، عدا عن مئات العمليات العسكرية العدوانية التي نفذتها داخل الاراضي اللبنانية بالقصف او الخطف او الاغتيال، وصولاً الى عدوان حرب تموز/يوليو 2006 وصدور القرار الدولي رقم 1701، فهل ما زال اتفاق الهدنة ساري المفعول من الوجهة القانونية الدولية وهل العودة الى العمل به يتطلب قراراً دولياً جديداً. وهل يتعارض وجود القوات الدولية ((اليونيفيل)) على الاراضي اللبنانية منذ العام 1978 مع مندرجات ذلك الاتفاق؟

الاستاذ والباحث في القانون الدولي الدكتور شفيق المصري يقول ان القرار الدولي رقم 425 دمج عمل اللجنة المشتركة المنصوص عليها باتفاقية الهدنة بين لبنان واسرائيل، مع قوات ((اليونيفيل)) ونص القرار التالي رقم 426 على انه حين انتهاء قوات ((اليونيفيل)) من عملها او مهمتها يعود العمل على جانبي الحدود باتفاقية الهدنة، فالاتفاقية اذن موجودة ومستمرة ولكن الضباط العسكريين في اللجنة المشتركة تم دمج عملهم بالقرار 1701، وهذا القرار لا يتناقص مع الاتفاقية، بل على العكس دعا في احد بنوده الى تطبيق اتفاقية الهدنة، وهذا من حسناته، كما دعا الى تطبيق اتفاق الطائف الذي اكد بدوره احترام لبنان والتزامه بتلك الاتفاقية.

ويرى المصري ان من مصلحة لبنان ان يؤكد استمرار وجود اتفاقية الهدنة لأسباب عدة:

فأولاً نصت الاتفاقية على خفض القوات العسكرية على جانبي الحدود، وأشارت الى امكان احداث تعديل بالاتفاقية بموافقة ورضى الطرفين، لكنها منعت بأي شكل تعديل الفقرتين الاولى والثالثة.

ثانياً: هذه الاتفاقية محصنة بقرار من مجلس الامن تحت الفصل السابع.

ثالثاً: اكدت الاتفاقية حدود لبنان الدولية ومن ضمنها الجزء اللبناني من مزارع شبعا، وهو النص الوحيد الذي يتضمن اعترافاً اسرائيلياً بتلك الحدود حتى النقطة رقم 38 في تلك المنطقة.

ويضيف د. المصري، ان ما تضمنته اتفاقية الهدنة من اعتراف بالحدود اللبنانية حتى الجزء اللبناني من المزارع أمر في غاية الاهمية بالنسبة الى لبنان، وهو ينـزع حجة عدم الانسحاب منها بسبب ربطها بالجزء السوري، فهذه المنطقة هي لبنانية خاصة وان سوريا اقرت اكثر من مرة بتصريحات علنية صدرت عن رئيس الدولة وعن رئيس مجلس الوزراء وعن وزير الخارجية، بأن مزارع شبعا لبنانية، وهذا الاقرار يُعد التزاماً تعاقدياً لأنه صادر عن اكبر وأعلى المرجعيات الرسمية، وبالتالي لم يعد ثمة حاجة لتأكيد سوري جديد بالاعتراف بلبنانية المزارع، اذ يعتبر ذلك الاقرار بمثابة اعتراف رسمي بلبنانيتها اضافة الى ما هو موجود من ادوات اثبات قانونية في سجلات الاحوال الشخصية والاملاك العقارية.

وعلى الرغم من اهمية استمرار العمل باتفاقية الهدنة بالنسبة الى لبنان، الا ان د. المصري يرى من مصلحة لبنان حالياً الا يستجيب للدعوة الاسرائيلية لأن وجود ((اليونيفيل)) المعززة بحوالى 15 الف جندي اليوم على اراضيه يشكل ضمانة اقوى له، على ان يستمر بالاعلان عن احترامه لتلك الاتفاقية والالتزام بها، والعمل بمندرجاتها ولكن بعد انتهاء ((اليونيفيل)) من مهامها، واعتبر ان ما يعقد من اجتماعات ميدانية تقنية مشتركة من ضباط لبنانيين ودوليين لا علاقة له باتفاقية الهدنة، وان اللجنة المشتركة المنصوص عليها بالاتفاقية لا تعود الى العمل إلا بعد رحيل ((اليونيفيل)) وانتهاء مهمتها في لبنان.

((القوي والضعيف))

أما عن القراءة العسكرية لدعوة إسرائيل إحياء العمل باتفاقية الهدنة فيقول اللواء الركن المتقاعد د. ياسين سويد:

في المبدأ، الضعيف هو الذي يلتمس الهدنة من القوي وليس العكس والمتفق عليه ان لبنان هو الضعيف عسكرياً، بالنسبة إلى إسرائيل القوية عسكرياً، خصوصاً ان حكومتها الحالية، برئاسة نتنياهو، هي حكومة صقور لا حمائم . ولا شك في أن وجود المقاومة، في لبنان، يجعل نتنياهو وحكومته يقيمان الأمور بشكل مختلف تماماً عن الوضع الذي يكون فيه لبنان بلا مقاومة، أي بلا قوة قادرة على التصدي لإسرائيل، ولكن ذلك، في نظري لا يدفع نتنياهو (القوي) لأن (يلتمس) الهدنة من لبنان (الضعيف أصلاً والقوي بمقاومته).

ثم اننا، إذا لاحظنا إن مقولة نتنياهو هذه لم تصدر عنه إلا بعد زيارة المبعوث الأميركي ((ميتشيل)) لإسرائيل وبحث مسألة السلام مع سوريا ولبنان ومع الفلسطينيين، والإصرار الأميركي الرئاسي على وجوب تحقيق السلام بين من تبقى من العرب (لبنان وسوريا وفلسطين) وبين إسرائيل، وعلى وجوب توقف إسرائيل عن الاستيطان في الأراضي العربية (الفلسطينية خصوصاً) المحتلة، فإننا نستخلص من ذلك ان هذا الكلام، من نتنياهو، ليس أكثر من ترويج دعائي لسياسة ((اللين)) الكاذبة التي يحاول رئيس الحكومة الإسرائيلية عرضها على المندوب الأميركي كبضاعة يسعى لترويجها، إلا ان ما يفضحه، ويفضح زيف ادعائه هذا، هو قوله، بعد استقبال ((ميتشيل)): ان دولة فلسطينية مقبلة يجب أن تكون منـزوعة السلاح، ويعتبر ان المطالبة بنـزع السلاح أمر حاسم في عملية السلام. ثم يطلب، كما طلب الرئيس الأميركي، ببدء العرب بالتطبيع مع إسرائيل، محاولاً بذلك، أن يضع شروطاً تعجيزية لأية عملية سلام مستقبلية، بل إنه يفرض على العرب، الاعتراف بإسرائيل ((دولة يهودية)) مما سيؤدي حتماً، إلى طرد كل العرب المقيمين داخل حدود هذه الدولة.

وهكذا، فإن القفازات الحريرية التي يلبسها نتنياهو عند الحديث عن السلام مع سوريا ولبنان وفلسطين، تخفي أياديٍ حديدية مدمرة. وكلنا يعلم، ولا شك، انه حين يعزم نتنياهو على أن يقوم بعدوان على لبنان، لن توقفه خطوط هدنة لا تحميها قوة لبنانية قادرة وفاعلة.

وهل ان اتفاقية الهدنة (التي عقدت عام 1949) ما تزال قائمة بعد التطورات والحروب الكثيرة التي جرت بين لبنان وإسرائيل؟

يجيب د. ياسين: من المعروف أن مجلس الأمن الدولي اتخذ القرار 1701 عام 2006 وفي جلسته التي عقدت بتاريخ 11 آب من العام نفسه، بهدف وقف الأعمال القتالية التي جرت بين مقاتلي المقاومة الإسلامية في لبنان، ومعها الجيش اللبناني، وبين القوات الإسرائيلية التي شنت، على لبنان، عدواناً همجياً بربرياً، ومن يطّلع على مقدمة هذا القرار يلمس مدى تحيز المنظمة الدولية للدولة العبرية عندما يساوي بينها وبين حزب الله، مع ان إسرائيل كانت المعتدية، وحزب الله كان في موقع الدفاع عن النفس والأرض والوطن، يقول التقرير في مقدمته ((استمرار تصعيد الأعمال القتالية في لبنان وفي إسرائيل منذ هجوم حزب الله على إسرائيل في 12 تموز 2006، وهكذا يصبح ((حزب الله هو المعتدي، وإسرائيل هي ((المعتدى عليها)) ولم تكن حرب عام 2006 والعدوان الإسرائيلي على لبنان، هو الاعتداء الوحيد الذي شنته إسرائيل على هذا البلد، فمنذ قيامها عام 1948، ومنذ عقد اتفاق الهدنة بينها وبين لبنان عام 1949، شنت إسرائيل على لبنان عدة حروب، كان أخطرها اجتياح بيروت العاصمة عام 1982، دون أي مبرر، غير عابئة بما تسميه ((اتفاقية الهدنة)).

لذلك، وإن كانت ((اتفاقية الهدنة)) ما تزال قائمة، نظرياً، فهي بحكم الميتة عملياً، ذلك ان لبنان لا يعتدي، بل ان المعتدي دائماً وأبداً، هو العدو الإسرائيلي، وأكثر من ذلك، إن وجود الكيان العبري، في فلسطين، بعد تشريد أهلها، وان احتلال إسرائيل لأرض لبنانية هي ((مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، والقسم الشمالي من قرية الغجر)) هو عدوان واضح وصريح دائم، ومع ذلك يمرّ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في تقاريره المتتابعة عن الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، براً وبحراً وجواً، مرور الكرام، ودون اتخاذ أي إجراء رادع بحق المعتدي.

وعن احتمال أن تكون دعوة نتنياهو هذه، كما يرى بعضهم، مقدمة لشن عدوان جديد، إذا لم يستجب لبنان، يقول د. سويد:

إن إسرائيل ليست بحاجة إلى مبررات لكي تشن عدواناً على لبنان، ففي عام 1982، وإثر إصابة سفيرها، في لندن، بجراح من جراء اعتداء عليه، من رجل لم يكن لبنانياً، شنت إسرائيل هجومها على لبنان واحتلت عاصمته لفترة طويلة، ولم تتوقف ولو للحظات، عند ما نسميه ((اتفاقية الهدنة)).

وإذا أرادت إسرائيل، اليوم أن تشن عدواناً على لبنان، فهي ليست بحاجة لاختلاق الذرائع كي تشن هذا الهجوم، وذلك لسببين مهمين:

السبب الأول: ما ينتاب العرب، جميع العرب، من المحيط إلى الخليج، من ضعف وهوان وأكاد أقول: من خوف وهلع، من إسرائيل، ومثل ((حرب إسرائيل على غزة)) وموقف العرب، جميع العرب من هذه الحرب، شاهد على ما أقول.

والسبب الثاني: الدعم الدائم والمستمر والقوي الذي تعتمد اسرائيل عليه، منذ قيامها حتى اليوم، وهو دعم الولايات المتحدة الاميركية لها، ظالمة كانت ام مظلومة (وهي لم تكن مظلومة ابداً) وفي قناعتي الخاصة، انا لا اتوقع عدواناً قريباً من اسرائيل على لبنان، الا اذا ارادت ان تقضي على المقاومة فيه، وذلك امر يصعب عليها تحقيقه، نظراً لقوة المقاومة، خصوصاً ان مدنها مهددة بصواريخ المقاومة وأسلحتها المتطورة.

وهل من مصلحة لبنان احياء العمل باتفاقية الهدنة؟ وهل يقصد من السعي لإحيائها ايقاع شرخ بين الدولة والمقاومة؟ يقول د. سويد: اريد ان اؤكد بداية، انني لست مع مقاومة ((مذهبية او طائفية)) بل بعكس ذلك، انا انادي بمقاومة وطنية، وانني اتطلع الى ذلك اليوم الذي يقف فيه سيد المقاومة ليدعو اللبنانيين جميعاً، على اختلاف مذاهبهم وطوائفهم للالتحاق بالمقاومة، اما ان تظل المقاومة مذهبية، فذلك امر ربما يؤدي الى ما لا تحمد عقباه في لبنان، وقد كدنا نصل الى ذلك، في وقت لم يمر عليه الزمن.

وفي أي حال، فإن العمل باتفاق الهدنة امر لمصلحة لبنان ولا شك، هذا اذا صدقت نيات العدو الاسرائيلي ولن تصدق، فالحذر اذن، واجب.

احمد الموسوي   

 

بعد دعوة متقي هل يوافق حزب الله على استقبال متطوعين عرب؟  

 الشراع/كتب حسن صبرا

دعا وزير خارجية ايران منوشهر متقي العرب الى إرسال متطوعين الى لبنان، للدفاع عنه في وجه اي اعتداء صهيوني عليه.

لا شك ان أول ما يتبادر الى أذهان القادة العرب ومساعديهم وكتابهم واعلامهم هو التساؤل عن طبيعة هذه الدعوة الايرانية الرسمية:

1- هل هي مزايدة ايرانية ضد العرب لأنهم لم يقاتلوا مع حزب الله في لبنان خلال مقاومته لاسرائيل التي استمرت 15 عاماً (1985 – 2000)، بل ان بعضهم متهم من قبل ايران وجماعاتها في لبنان، بأنه شمت والبعض يذهب الى انه تواطأ مع العدو الصهيوني، حين شن عدوانه على لبنان صيف عام 2006، بعد خطف حزب الله جنديين صهيونيين يوم 12/7/2006، حتى جعل بشار الأسد يتحدث عن اشباه او انصاف الرجال وهو يصف قادة عرباً انتقدوا تفرّد الحزب بقرار الحرب في لبنان ليورطه في تحمل نتائج عدوان حصد 1200 نفس و5000 جريح ودماراً قدّر بـ 12 مليار دولار، وجاء بالقرار 1701، الذي قضى بنشر الجيش اللبناني في بلده جنوباً لأول مرة منذ 30 عاماً وسط 15 الف جندي معظمهم من بلاد اعضاء في الحلف الاطلسي؟

2- هل كلام متقي عاكس لمشاكل داخلية ايرانية، كشفتها انتفاضة الشعب الايراني ضد نتائج انتخابات رئاسية مزورة بدأت يوم 12/6/2009، ولما تنته بعد، وكان احد ابرز شعاراتها دعوة السلطة الحاكمة الى الاهتمام بمعيشة الفقراء الايرانيين، بدل صرف المليارات على دعم منظمات خارجية تخوض معارك مكلفة على حساب البطالة بين صفوف الشباب الايراني الذي كان وقود هذه التظاهرات الاحتجاجية؟.

ولا ((يستقلّن)) احد في لبنان عن الآثار السلبية التي تحملها اخبار المليارات الايرانية لدعم حزب الله في لبنان وحماس في فلسطين والحوثيين في اليمن.. وكلها في بلاد عربية على مواقف الشباب الايراني.

يروي زائر شيعي لبناني لإيران، ان سائق سيارة اجرة في طهران، اوقف سيارته فجأة لحظة عرف من الراكب انه لبناني شيعي ليقول له في غضب ولوم: ((هل تعرف انني خريج جامعة ايرانية، وانني مضطر للعمل كسائق اجرة كي أعيل أسرتي، بينما أموال حكومتي ترسل اليكم في لبنان كي تركب بها سيدات وبنات حزب الله السيارات الفخمة ذات الدفع الرباعي؟)).

3- هل يريد متقي تحريض الشباب العربي على حكوماته كي توافق (او ترفض) ارسال متطوعين منهم للوقوف الى جانب اخوانهم في لبنان، وايران تعرف اعجاب الشباب العربي عموماً بظاهرة الحزب ومقاومته للعدو الصهيوني، الذي يسكن قلوب الشباب العربي كراهية وحقداً متوارثاً أباً عن جد بعد 60 عاماً وأكثر من الصراع الدموي معه؟.. وعشرات ان لم يكن مئات آلاف القتلى سقطوا دفاعاً عن فلسطين وأوطانهم في مصر وسوريا ولبنان والاردن والعراق والمغرب واليمن وتونس والجزائر والكويت والسعودية؟.. في مواجهة هذا العدو؟.

4- هل هي رسالة ايرانية نحو الغرب وتحديداً نحو اميركا، اما لإظهار قلقها ثم حذرها من العرب الداعين لمبادرة للسلام باتت مقبولة من العالم كله.. ويكاد الرئيس الاميركي باراك اوباما يتبناها، واما لإعلان ايراني ببدء التحلل من الصراع العربي – الصهيوني.. كي يحمله العرب اجمعين، وبالقتال.. وفي الحالتين يظهر العرب انهم غير صادقين في مبادرتهم نحو السلام!!.

5- هل هي سياسة ايرانية جديدة للشراكة مع العرب التي كانت مرفوضة دائماً من وجهة نظر ايران التي انفردت بالصراع العسكري مع العدو في لبنان وغزة.. وها هي تطرح الشراكة من الباب العسكري وحده؟

6- هل هي تكريس لدعوة المرشد علي خامنئي لجعل لبنان ساحة منازلة ايرانية – اميركية، والغاء مكانة لبنان وطناً حراً مستقلاً يقرر ابناؤه سياسته بالسلم وبالحرب وبكل وسائله وإمكاناته.

7- هل هي زلة لسان اقدم عليها سياسي محترف.. وبصفته السياسية هذه يمكن له ان يلحس في النهار ما قاله في الليل ويا دار ما دخلك شر؟

اياً ما كان الأمر وراء تصريح متقي فإننا نعتقد ان على العرب وقادتهم وإعلامهم ومثقفيهم وسياسييهم ان يلتقطوا هذه الدعوة التي باتت ملكاً لهم، بأيديهم وأرجلهم، وان يعضوا عليها بالنواجذ كي يترجموها الى خطة عملية ولو كانت بدءاً من التنسيق حتى العسكري مع ايران لهذه الغاية.. مع رجاء ألا يضيعوا هذه الفرصة التي اعطتها لهم الدبلوماسية الايرانية!.

(لاحظوا من ايران كيف يتحدث السياسيون المحترفون ورواد الدبلوماسية الايرانية في المسائل الجهادية العسكرية.. بينما خرج منذ فترة رئيس الاركان الايراني العسكري طبعاً لتهديد الدبلوماسية الغربية بسبب موقفها من الانتفاضة الشعبية في ايران ضد تـزوير نتائج الانتخابات الرئاسية).

نقول،

ان على العرب ان يلتقطوا هذه الفرصة التي وفّرها لهم وزير خارجية ايران وان يبادروا الى لقائه في منتصف الطريق حتى لا تضيع فرصة اخرى بعد الفرصة الذهبية التي وفّرها الإمام الخميني عام 1980 حين دعا الى تشكيل جيش القدس من 20 مليون مقاتل لتحرير فلسطين.

نعم،

ليس شرطاً ان تتم ترجمة تشكيل جيش القدس كما اراد الإمام الخميني، بل ان يمسك العرب دعوته يومها لابقاء القضية الفلسطينية بين ايديهم بكل الاحتمالات والامكانات.

فالإمام الخميني طرح دعوته بعد معاهدة ((كامب ديفيد)) بين مصر واسرائيل عام 1979، وعلى ابواب مبادرة الأمير فهد (خادم الحرمين الشريفين) التي تحولت الى مبادرة عربية للسلام تبناها مؤتمر ((الرباط)) عام 1982.. في قمة شهيرة في ذلك التاريخ وبعد اجتياح العدو الصهيوني للبنان صيف ذلك العام.

وهي اليوم مبادرة جديدة يطلقها متقي بعد ان تبنى العرب مبادرة الأمير عبدالله (خادم الحرمين الشريفين) وتبناها العرب في قمتهم التي عقدت في بيروت شتاء عام 2002.

والمباردة العربية للسلام تبقي الباب مفتوحاً لكل الاحتمالات خاصة في ظل حكومة مجرم الحرب بنيامين نتنياهو الذي يطبق مشروعاً صهيونياً يرفض الانسحاب من الجولان، ويعزز فصل القدس كلها نهائياً عن اي وجود فلسطيني – عربي، ويعزز قبضته على الضفة الغربية في فلسطين بمزيد من المستعمرات الصهيونية، ويرفض الانسحاب من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا اللبنانية التي انسحبت منها القوات السورية قسراً خلال عدوان 1967 ويرفض القرار الدولي 194 القاضي بعودة اللاجئين الفلسطينين او تعويضهم.

ان إرسال متطوعين (عرباً) الى لبنان ليس أمراً جديداً في تاريخ الصراع العربي.. مع القوى المحتلة في اي ارض عربية، فجيش الانقاذ الفلسطيني بقيادة ابن طرابلس الفيحاء فوزي القاوقجي شهد متطوعين عرباً من كل الأمصار، كما ان عدوان اسرائيل على لبنان شهد مجيء 5000 من الحرس الثوري الايراني الى لبنان عبر سوريا سكنوا منطقة البقاع واقاموا المعسكرات داخله تحت الحماية السورية ترجمة لنداء الخميني انما بطريقة اخرى عن جيش القدس.

فالحرس الثوري الايراني كان اللبنة الاولى لتشكيل حزب الله في لبنان منذ العام 1982 بديلاً من جيش القدس.

اذا لم نذكر ان القرن العشرين شهد متطوعين عرباً من مختلف البلدان قصدوا ديار العرب دفاعاً عنها في وجه المحتلين الغربيين، فعزيز علي المصري قاد حملة متطوعين عرباً مصريين ذهبوا الى ليـبيا لنجدة البطل الليـبي عمر المختار الذي كان يقاتل المحتل الايطالي، وأكرم الحوراني قاد مجموعة من المتطوعين العرب والسوريين لمساندة ثورة رشيد عالي الكيلاني ضد الاستعمار البريطاني للعراق عام 1941، وتطوع لبنانيون من بيروت ايضاً لمساندة ثورات الشعب الليـبي ضد الطليان، فعبروا فلسطين الى مصر حيث امن لهم الخديوي عباس الجِمال والخيل لاداء مهمتهم، فلما عادوا عاقبت ايطاليا بيروت بقصف مينائها بما بات يعرف عند ابناء العاصمة البيضاء باسم عام الطليان.

وجيوش العرب شاركت زملاءها المقاتلين ضد العدو الصهيوني بكتائب وتجريدات شهيرة اهمها التجريدة المغربية في الجولان ضد العدو الصهيوني عام 1973، مثل الكتائب الجزائرية على الجبهة المصرية وكتائب الكويت والمملكة العربية السعودية على الجبهتين المصرية والسورية، اما الجيش العراقي فله صولات وجولات على جبهة الجولان بغض النظر عن عداء الدم بين النظامين البعثيين في دمشق وبغداد.. وتكاد اليد المصرية امتدت لترفع كل أعلام الاستقلال في الوطن العربي وآسيا وافريقيا.

وفي عام 1964 توجّه وفد شبابي لبناني ناصري الى مصر ليطلب الذهاب الى جنوبي اليمن للمساعدة على تحريره من الاستعمار البريطاني وقادة هذا الوفد ما زالوا على قيد الحياة يتابعون عملهم الحزبي في اطار اختاروه او فرض عليهم.

لقد قاد ابن حلب الشهباء خالد أكر طائرة شراعية في ابتداع لأسلوب عبر فيه جنوب لبنان جواً لينـزل وسط معسكر صهيوني ألهم الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987. وسقط خليل عزالدين الجمل ابن بيروت العظيمة في وادي الأردن في مقاومة باسلة ضد العدو الصهيوني، وسارت في جنازته المهيبة مئات الآلاف وقرعت أجراس الكنائس أثناء مرور جثمانه في الكحالة على نداءات الله أكبر في كل شوارع بيروت حتى مقبرة الشهداء.

اختلطت الدماء العربية في فلسطين ملهمة شاعر العروبة علي محمود طه كي يؤلف أنشودة فلسطين فغناها محمد عبد الوهاب ((وقبِّل شهيداً على أرضها دعا باسمها الله واستشهدا)).

وحين أخرجت اتفاقية فيليب حبيب قوات منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان بعد عدوان 1982، خرج معها آلاف المتطوعين العرب من كل الأقطار في صفوف المنظمات الفلسطينية في أروع تعبير عن اندفاع الشباب العربي للقتال في لبنان ضد العدو الصهيوني.

إذن،

ليس جديداً أبداً اندفاع المتطوعين العرب للقتال ضد إسرائيل ومن لبنان تحديداً.. لظروف لا مجال لتعدادها الآن.. ولم تقتصر مقاومة إسرائيل على حزب الله الشيعي تحديداً إلا مشروع إيراني نفذه النظام السوري الذي كان يهيمن على لبنان بكل قواه ومؤسساته، بأن يكون الحزب الذي انشأته إيران عبر الحرس الثوري هو الوحيد الذي يجابه إسرائيل، وحتى ينفرد هذا الحزب بمقاومة إسرائيل قتل مئات المقاتلين اللبنانيين الذين سبقوه إلى مقاومة إسرائيل، وتمت تصفية مقاومي حركة أمل وقادتهم، وتصفية مقاتلي الحزب الشيوعي ومنظمة العمل الشيوعي والحزب الاشتراكي العربي وحتى حليف النظام السوري وأداته في لبنان وهو الحزب السوري تمت تصفية كل قائد ميداني أو سياسي صمم على استمرار المقاومة ضمن صفوف حزبه.

الآن،

تسقط دعوة وزير خارجية إيران مشروع تفردها بالمقاومة اللبنانية ضد إسرائيل بمطالبة العرب بإرسال متطوعين إلى لبنان لمنازلة إسرائيل حين اعتدائها على لبنان.

فما الذي تغير؟

بالطبع لن نكرر شرح طبيعة هذه الدعوة التي وردت عناصرها المختلفة في مقدمة هذا المقال.. لكننا يجب أن نقف عند مسألة جوهرية في إمكانية الاستجابة لهذه الدعوة الإيرانية من حزب إيران في لبنان: حزب الله.

فهل يقبل هذا الحزب دعوة أحد مرجعياته السياسية وهو رجل ((الدبلوماسية)) الإيرانية دون أن نعيد طرح التساؤل حول اجتهاد الدبلوماسية الإيرانية في هذا التحريض على العمل العسكري؟

لقد سبق لحزب الله، وأمام دعوة كثيرين له نصحاً وإرشاداً، وأول الناصحين المرجع الشيعي العربي الكبير السيد محمد حسين فضل الله لإنشاء سرايا المقاومة ان بادر شكلاً إلى هذه السرايا ليفاجأ اللبنانيون ان هذه السرايا لم تبصر النور رغم مرور نحو 15 سنة على إعلانه انشاءها إلا في بيروت عبر تشكيلات سرايا دعم المقاومة في لبنان فضمت قطاع الطرق واللصوص وأصحاب السوابق وتجار ومدمني المخدرات والهاربين من أحكام قضائية ظهرت إنجازاتهم ((العظيمة)) في شوارع بيروت يوم 7 أيار/مايو 2008 حين اجتاح الحزب بيروت والجبل واعتدى على الناس في البقاع والشمال.. فيما اعتبره أمين عام الحزب حسن نصرالله يوم 7 ايار 2009 يوماً مجيداً من أيام المقاومة ضد إسرائيل!!

لكن الدعوة الآن مختلفة.. وهناك شك يشبه اليقين بأن هذا الحزب سيحارب هذه الدعوة.. إذا صدقت – كما لو انه يحارب إسرائيل.

فمن شأن هذه الدعوة إذا كانت صادقة أو تلقفتها إدارة عربية واعية ومدركة ان تقلب موازين الصراع في لبنان لتعود المواجهة ضد إسرائيل مواجهة عربية شاملة، ولحسابات عربية – لبنانية محضة مسقطة أي حسابات إيرانية بات كل العالم يعرف انها مرتبطة بحماية الملف النووي الإيراني خلال الصراع السياسي – الدبلوماسي حتى الآن مع المؤسسات الدولية التي تتلطى خلفها إرادة الغرب وعدوان إسرائيل الدائم.

ومن شأن هذه الدعوة أن تخرج المقاومة ضد إسرائيل من شرنقتها الشيعية التي استفزت بسلوكياتها واستخدامها السلاح ضد كل اللبنانيين بمن فيهم الشيعة الوطنيون والعروبيون.. كل الوطن وجعلت المطالبة بنـزع سلاح حزب الله مطلباً وطنياً شبه شامل.

ومن شأن هذه الدعوة أن تجعل الأمور السياسية والاجتماعية والطائفية والمذهبية تتجه نحو الاستقامة بدل الاستنفار المذهبـي الذي ولده تفرد الحزب بحمل السلاح ومعاقبة كل مطالب بتسليمه للدولة، بل بمعاقبة كل دعوة وطنية لجعل مقاومة حزب الله فصيلاً من فصائل الجيش اللبناني.

فالاستنفار المذهبـي سلاح بيد إسرائيل قدمه حزب الله هدية لها، رغم انه ما زال يقول ان يده الأخرى تحمل السلاح ضدها.

استراتيجية دفاعية فعالة

ووجود المتطوعين العرب في لبنان للقتال ضد إسرائيل يلزم أن يكون هناك عملياً خطة دفاعية استراتيجية، يضعها لبنان بالتعامل الجدي مع حالة المتطوعين العرب، الذين يمكن أن يضموا ضباطاً عرباً ومقاتلين سابقين ضد إسرائيل خاصة من مصر وسوريا والعراق والأردن وفلسطين.. وربما المغرب وتونس والجزائر والسعودية والكويت واليمن.

انها ليست مسألة إغراق حزب الله الشيعي بوجود مقاتل عربي سني.. وبالتأكيد ليس هذا ما يقصده منوشهر متقي – بل هي تعويم لبنان من الغرق في المستنقع المذهبـي الذي دفعه إليه حزب الله بقوة السلاح وتحت عنوان انني أنا الوحيد الذي قاتلت إسرائيل (وهذا إنكار لدور المقاومات العربية واللبنانية الأخرى التي سبقته وقاومت قبله وخلال الفترة من 1967 حتى 1985) ليفسح المجال أمام كل العرب لأداء واجب القتال ضد العدو الصهيوني..

إذا كانت هذه الدعوة صادقة.. فإن على حزب الله أن ((يتوضأ باللبن)) فهي دعوة لإلغاء تفرده، وطغيانه بالسلاح.. وهي تجعل لبنان أمام خيارين:

إما خيار الساحة التي تشتعل لحسابات إيران وسوريا، ينفرد فيها حزب الله بالقرار نيابة عن نظامي هذين البلدين، وتحقيقاً لمصالحهما على حساب مصلحة لبنان وبنيه.

وإما خيار الدولة اللبنانية الجامعة التي تلقى الدعم من كل الدنيا لممارسة حقها وواجبها على أرضها ويكون القرار قرارها وحدها ولحساباتها ومصلحتها وحدها، ولن يشذ عن هذه الحالة إلا داعمو حزب الله وعلى رأسهم إيران ومن يتبعها سوريا ومشيخة قطر..

متطوعون عرب في لبنان للدفاع عنه؟ يا مرحبا بهم.. فلم تهزم قضية فلسطين إلا بعد ان تخلى العرب عنها لمصلحة إيران، ولم يهزم استقلال لبنان وسيادته على أرضه إلا بعد ان سيطرت إيران على مقدراته بزرعها حزب الله متفرداً لقتل وطرد كل المقاومات الأخرى.

الآن هي دعوة جريئة أياً ما كان هدف مطلقها يجب أن يتمسك بها العرب من المحيط إلى الخليج لإنقاذ لبنان سواء من إسرائيل العدو أو من مطامع القريب المسلم.   

 

سر تحول جنبلاط  

 زين حمود/الشراع

*دور لنصر الله في تأمين ضمانات طلبها جنبلاط من دمشق

*سلسلة محطات تراكمت ودفعت جنبلاط للشكوى والحديث عن محاولات احراجه

*جنبلاط مستاء من طريقة تشكيل الحكومة ومحاولة تكرار فرض المرشحين على لوائحه في الشوف وعاليه

*رواسب 7 أيار والتحولات الدولية اكثر ما يقلق جنبلاط

لقاء بعيد عن الاضواء عقد الاسبوع الماضي بين زعيم اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط وأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، وهذا اللقاء هو الثاني بينهما بعد الانتخابات النيابية. معنيون بالعلاقة بين الطرفين لم ينفوا كما لم يؤكدوا حدوث اللقاء وسط تداخل المعلومات والاشاعات وتشابكها حول ما اقدم عليه جنبلاط من تبدل وتحول وتغيير بإعلان مواقف ما زالت البلاد تعيش تداعياتها الكبيرة وترصد ما يمكن ان ينتج عنها من ارتدادات قوية وبالغة الأثر. فقد راج في هذه المناسبة كلام كثير حول الزلزال الجنبلاطي وخلفياته، وضجت الاوساط السياسية والاعلامية منذ الاحد الماضي بأخبار هي أقرب ربما الى تلفيقات حول زيارة قام بها زعيم المختارة قبل نحو اسبوع برفقة الوزير طلال ارسلان الى دمشق، او حول زيارة قام بها قبل اسبوعين ونيف الى الدوحة حيث التقى مسؤولين وعاد من هناك بخطة للرد على محاولة انقلاب فاشلة في قطر قيل انها حدثت ودعمت تنفيذها اطراف عربية مؤيدة لقوى 14 آذار/مارس، ومناوئة لقوى 8 آذار/مارس.

وقيل ايضاً ما هو اكبر واخطر عن دوافع جنبلاط وانقلابه.. وبعض المتضررين من تموضعه الجديد ذهب الى حد التشهير به وتوجيه اقسى الاتهامات بحقه، علماً ان معظم ما تم الباس جنبلاط به واضح انه اقرب الى الاشاعة والتشفي منه الى الحقيقة والواقع، اذ يكفي ما عرف عن جنبلاط وشخصيته المثيرة للجدل والجريئة في مقاربة المواقف واعلانها لاسقاط كل ما قد ينسب اليه فالرجل يفعل ما يريده عادة، علناً وأمام الملأ ويقول ما يريد قوله دون لف او دوران او مواربة ويعلن ما ينوي اعلانه من خيارات بشكل حازم وجازم وحاسم حتى لو كانت من نوع السير على حافة الهاوية ومن شأنها تعريضه لشتى انواع التهديدات والاخطار.

لذلك من المستبعد تماماً ان يكون لخطوة جنبلاط صلة بزيارة قام بها الى هنا او هناك، الى دمشق او الى قطر، خاصة بعد الكلام السوري عن ان الطريق اصبحت معبدة امام جنبلاط لزيارة سوريا وفقاً لما نقل عن بعض زوار دمشق من حلفائها في لبنان.

دور نصر الله

وسواءً كان انقلاب جنبلاط هو الثمن الذي كان عليه ان يدفعه لاعادة تطبيع علاقته مع دمشق، او انه محاولة اقتحامية لاستعجال هذا التطبيع ورفع الحواجز امام زيارته لها، فإن ما هو مؤكد هو ان زعيماً مخضرماً ومجرباً بوزن جنبلاط لم يكن ليخطو خطوته الكبيرة هذه من دون ترتيبات معينة امنت له ضمانات موثوقة داخلياً واقليمياً، بما يخالف كل ما قيل تشفياً عن انه غادر موقعه في 14 آذار/مارس الى ((اللامكان)) او الى ((الهواء)) خاصة وانه مارس سياسة نسف الجسور مع قوى دولية عظمى بوزن الولايات المتحدة ومع قوى اقليمية كبرى.

ولم يعد سراً ان أمين عام حزب الله زار دمشق مباشرة سراً بعد اجتماعه المعلن الأول بعد الانتخابات النيابية مع جنبلاط. ولوحظ منذ ذلك الاجتماع ان برنامجاً تطبيعياً للعلاقة بين حزب الله والحزب التقدمي الاشتراكي بدأ تطبيقه وطغت عليه عناوين مصالحة درزية – شيعية تمثلت بزيارات قام بها وفد علمائي من حزب الله إلى كبار مشايخ الدروز في الجبل وتم الرد عليها بزيارات مقابلة من وفد علمائي درزي.

ومن الواضح حتى الآن ان نصرالله نجح في ملاقاة جنبلاط، ليعيدا بناء ما كان دمر ليس فقط في علاقة الرجلين بل وأيضاً في علاقة جنبلاط مع دمشق.. وكذلك مع طهران كما سيظهر في المقبل من الأيام.

وإذا صح ما أشيع عن حصول لقاء بين زعيمي ((حزب الله)) و((الاشتراكي)) الأسبوع الماضي فإن جنبلاط أحدث زلزاله الأحد الماضي 2/8/2009، مؤازراً بالمناخ الجديد الذي خلقه ونصرالله لنفسه ولعلاقاته الجديدة – القديمة.

وبالنسبة لسوريا وكذلك حزب الله كان واضحاً ان الرهان في الأساس وقبل الانتخابات النيابية قائم على إحياء التحالف مع جنبلاط وليس على نتائج الانتخابات مهما كانت قاسية وفي غير مصلحة المعارضة، لا بل كان الرهان كما يظهر الآن بوضوح انه كان يراد استخدام واستغلال نتائج الانتخابات النيابية إلى أقصى حد ممكن وخسارة المعارضة فيها لتحقيق أهداف وغايات بدأت تظهر تباعاً.

بالنسبة لسوريا كان يتجاذبها قبل الانتخابات رأيان:

الأول يدعو إلى استخدام كل الوسائل الممكنة من أجل فوز المعارضة فيها تعويضاً عن الانسحاب العسكري السوري القسري، وانه لا يمكن تحمل عودة قوى 14 آذار/مارس إلى السلطة.

والثاني يدعو لتجنب فوز المعارضة في الانتخابات النيابية لأن ذلك يؤمن لدمشق وحلفائها الفوز بالمعادلة السياسية في لبنان. إذ لا قيمة لنائب أو نائبين بالناقص أو بالزائد.

وحسب أصحاب هذا الرأي الذي يبدو بوضوح ان الرئيس بشار الأسد تبناه كان على سوريا أن تراعي واقع وحيويات انفتاحها على الغرب والولايات المتحدة وأوروبا والنظام العربي الرسمي وان لا تدخل في لعبة المنافسات الانتخابية في لبنان مع أحد خصوصاً وان الأميركيين ومن خلال زيارتي نائب الرئيس الاميركي جو بايدن ووزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الى لبنان اعطوا اشارات قوية لدعم قوى 14 آذار/مارس، اضافة الى ان دمشق بلغ مسامعها كلام اوروبي وفرنسي مباشر عن ان لبنان سيدخل تجربة غزة في حال ربحت المعارضة بالانتخابات.

وتحت عنوان ربح المعادلة في لبنان وليس الانتخابات، قدمت دمشق مثالاً جديداً على التزامها ((تغيير السلوك)) الذي كان مطلب الغرب الدائم منها وجاءت نتائج الانتخابات كما ارادها الغرب دون تدخل سوري فيها، ففازت ((الاكثرية)) فيها ولم يبق احد في عواصم العالم الا وامتدح السلوك السوري الجديد الذي جاء بعد سلسلة خطوات كان ابرزها تبادل السفراء وفتح سفارتين للبنان وسوريا في كل من بيروت ودمشق وقد غطى جنبلاط بالتغيير الذي احدثه التنفيذ السوري لمطلب ((تغيير السلوك)) الغربي، وأمن بطريقة او اخرى وبشكل مباشر او غير مباشر ربح دمشق والمعارضة المعادلة بعد خسارة الانتخابات النيابية.

وكان واضحاً عشية الانتخابات ان دمشق كانت تراهن على تبدل موقف جنبلاط حتى اذا اقدم على ما كانت تنتظره منه كما حدث، تكون قد ربحت على مستوى علاقاتها عربياً ودولياً من دون ان تخسر الانتخابات النيابية.

وبالنسبة لحزب الله فإنه كان يتعاطى وقبل 7 حزيران مع الانتخابات على اعتبار انها لن تغير المسار السياسي في لبنان وبعد اعلان فوز قوى 14 آذار/مارس تعاطى حزب الله مع النتائج كما يلي:

اولاً: سارع الى الاعتراف بنتائجها حتى يظهر نفسه جزءاً اصيلاً من الحياة الديموقراطية في لبنان.

ثانياً: عمل الحزب على محاولة خلط الاوراق على نحو يلغي نتائج الانتخابات.

ثالثاً: التفاوض مع وليد جنبلاط على اساس بناء علاقة جديدة غير محكومة بنتائج الانتخابات.

حصان طروادة

قد يكون من الظلم التحدث عن جنبلاط في هذا الصدد باعتباره حصان طروادة قلب المعادلات وغير موازين القوى في لحظات حاسمة ومفصلية، فالرجل لا يعمل لدى دمشق او حزب الله، بل له حساباته ومصالحه وهواجسه وطموحاته، تتقاطع او تتباعد وفقاً لرؤية وخيار يحددهما، فيؤمن لنفسه التموضع الذي يراه متلائماً مع موقعه ومصالحه حزبياً كرئيس للحزب التقدمي الاشتراكي ومذهبياً كزعيم للدروز، ووطنياً كواحد من أدهى وأذكى وأمهر وأقوى رجالات لبنان على مر تاريخه.

وابرز مثال على ذلك هو ان وليد جنبلاط الذي كان في امس قريب العدو الاول في لبنان لحزب الله والشرائح التي ينتمي اليها، اضحى اليوم الملاك المنتظر، في ظل حماس منقطع النظير لـ((الابداعات الخلاقة)) لـ((أمهر سياسي)) في لبنان الذي اعاد الجبل الى موقعه الوطني والطبيعي كما قال قيادي بارز في حزب الله، في ((حماية ظهر المقاومة في اية مواجهة قد تنشب مستقبلاً بينها وبين العدو الاسرائيلي)) وثمة شواهد عديدة يعرفها القاصي والداني على ((مبادرات)) جنبلاط والخرائب التي يخلفها في كل مرة يقرر فيها الاقدام على خطوة نوعية بالحجم الذي اقدم عليه قبل ايام.

((انقلاب)) جنبلاط او ((عودته)) الى صفه هو جزء من استراتيجية جديدة يبدو انه خطها لنفسه او خارطة طريق رسمها منذ اشهر وكان ينتظر الوقت المناسب للبدء في تنفيذها مغادراً 14 آذار/مارس الى موقع يعرف جنبلاط مكانه وان كان يتعمد اثارة التساؤلات حوله: في الوسط مع رئيس الجمهورية ام في 8 آذار/مارس مع امين عام حزب الله، ام مع الاثنين معاً، اذا قيض لتوافق ما بمظلة ما سورية او غير سورية ان تؤمن له.

فقد كان واضحاً ان الرئيس ميشال سليمان الذي كان دعا قبل فترة وجيزة إلى تطبيق البند المتعلق في اتفاق الطائف باستحداث مجلس الشيوخ وأكملها في عيد الجيش في الأول من آب بالدعوة إلى ثورة دستورية أبرز المستفيدين من ((انقلاب جنبلاط)) فإنه من الواضح ان هناك ترابطاً ما بين بعبدا والمختارة يتجاوز مسألة تشكيل الحكومة الذي جاء موقف جنبلاط ليدخلها في أبواب التجميد وربما الجمود لفترة غير قصيرة، إلى مسألة إعادة النظر في الاصطفافات الحادة التي تتحكم بالبلاد منذ العام 2005 وجاءت الانتخابات النيابية لتكرسها وتحاكي ((الخلطة)) التي كان تحدث عنها رئيس مجلس النواب نبيه بري قبل أسبوعين.

فمن شأن ((انقلاب)) جنبلاط التأسيس لواقع جديد من التكتلات في الشكل على الأقل، يعطي لكتلة الوسط روحاً خاصة إذا استكملت بانضمام كتلة الرئيس بري إليها إضافة إلى عدد من المستقلين يتراوح بين 6 و7 نواب.

وبمعزل عن المندرجات التي ستنتهي إليها خطوة جنبلاط فمن الواضح ان جملة من الأسباب تقف وراء تموضعه الجديد ليس خوفه من تداعيات انعكاس فتنة شيعية – سنية عليه وعلى حزبه وطائفته إلا إحداها.

محطات تراكمت

أبرز الأسباب المباشرة كما يقول مطلعون هو استياؤه من المنهجية التي تم التعاطي بها معه في موضوع تشكيل الحكومة الجديدة، وهي المنهجية نفسها التي سبق ان شكا منها لدى تشكيل اللوائح في الانتخابات النيابية.

وفي ذلك الوقت كان جنبلاط يعبر بشكل شبه يومي عن ضيقه بمحاولات ((دفش)) مرشحين لحزب ((القوات)) و((حزب الكتائب)) إلى لوائحه وفرض مرشحين حتى نقل عنه في تلك المرحلة القول: هل يراد أن أكون فقط نائباً عن المختارة.؟

وفي موضوع الحكومة خاض مفاوضات صعبة من أجل الاحتفاظ لأحد وزرائه (غازي العريضي) بوزارة الأشغال وتم رفض اقتراحه بتوزير طلال ارسلان، كما رفض طلبه بتوزير مسيحي من كتلته، وصار عليه أن ((يناضل)) من أجل أن لا تقضم وزارات اللاحقائب حصته الوزارية وهي ثلاثة.

اما المحطة الابرز في سلسلة التراكمات من المحطات التي كان جنبلاط يراد احراجه بها، فكانت في التعاطي السلبي مع اقتراحه عقد لقاء او تجمع لمعالجة ذيول احداث عائشة بكار، لا سيما عندما اتهم من قبل مسيحيي 14 آذار/مارس انه يريد احياء التحالف الرباعي مع الثنائية الشيعية وجر تيار ((المستقبل)) الى هذا التحالف.

واذا كان اقتراح جنبلاط سقط يومها بسبب الحملة عليه، واستعيض عنه بلقاء امني رعته استخبارات الجيش وتعرض (اللقاء) بدوره للانتقادات فان معالجة رواسب احداث 7 أيار كانت وما تـزال احد ابرز هواجس جنبلاط، فركز حملته على شعار ((لبنان اولاً)) واصفاً الشعار بأنه انعزالي، للتحذير من مغبة الاستمرار في وضع العلاقة مع الاطراف المسيحية في موقع الارجحية على حساب اقامة توازن للعلاقات مع باقي الاطراف. لان من شأن اللاتوازن ادخال البلاد في فتنة سنية – شيعية لا تحمد عقباها ولن يكون احد بمنأى عن شظاياها القاتلة والمميتة.

وإذا كان هذا المنطق ينطوي على حقائق، فان من الظلم بمكان وضع زعيم تيار ((المستقبل)) الرئيس المكلف سعد الحريري في غير موقعه لا سيما وانه يتعاطى على الدوام من منطلق الحفاظ على التحالف الوطني العريض الذي يقوده تأكيداً منه ان فتح صفحة جديدة من العلاقة مع الثنائية الشيعية لا يمكن المضي بها على حساب مسيحيي 14 آذار/مارس وان المطلوب بناء واقع وطني جديد دون نبذ لأحد او إبعاد لفريق.. الخ.

ورغم ان جنبلاط لا يتوقف في السياسة عند توتر علاقاته الشخصية، فقد سجل في الآونة الأخيرة ان مواقفه الأخيرة تركت أثرها على هذه العلاقات، خصوصاً وانه يعتبر في بعض الأوساط كمن لا يتوقف نهمه في الطلب عند حدود معينة, وهذا ما كان يصله تباعاً ويفعل فعله في نفسه ومواقفه.

إلا ان استياء ورفض جنبلاط للتعاطي معه بهذه المنهجية ليس سبباً رئيسياً لزلزاله، فثمة أسباب أعمق وأكبر أهمها:

- التحولات الدولية التي لمس حدوثها وخصوصاً مع سقوط مشروع المحافظين الجدد في الولايات المتحدة. وفي كلامه أمام الجمعية العمومية للحزب كان واضحاً في تحدثه عن رفضه لتلك المرحلة حين تحدث عن خطأ ذهابه إلى ((اللامعقول)).. الخ.

وقد لمس جنبلاط حدوث هذه التحولات في 7 أيار/مايو الماضي على الأرض بعد ان كان لمسها قبل أشهر قليلة خلال زيارته الأخيرة للولايات المتحدة وكلام ستيفن هادلي يومها عن ان واشنطن لا تريد من سوريا الا تغيير سلوكها.

وخلافاً لما يظن البعض ممن يضعون جنبلاط في صورة الخائف والمذعور من استهدافه وموقعه، فإن جنبلاط قرأ في تلك الاحداث التحول العميق الذي حصل في الواقعين الاقليمي والدولي.. هذا التحول الذي مكّن حزب الله من استخدام السلاح في الداخل بعدما تعذر عليه ذلك سابقاً وخاصة خلال الفترة الطويلة لاعتصام المعارضة في وسط بيروت.

- تنامي القوى الاصولية في مناطق لصيقة بمعاقل وبمناطق نفوذ جنبلاط وخاصة في اقليم الخروب وتحدث الزعيم الاشتراكي غير مرة عن طالبان التي تولد وسياسات احتضانها الحمقاء..

- التداخل الحاصل بين الديموغرافية الدرزية والشيعية وهي التي ولدت صدامات وقلاقل ومشاكل شبه يومية على امتداد مناطق التواجد المشترك بسبب تصاعد الخلاف السياسي وانعكاسه مباشرة على الارض.

- رفض جنبلاط استخدامه كأداة سواء من قوى خارجية او داخلية، خصوصاً وان مشروعه كان وما يزال هو اعادة بناء الدولة وليس الانزلاق في حرب اهلية جديدة لا تبقي ولا تذر.

- ادراك جنبلاط لحقيقة واضحة لديه وضوح عين الشمس وهي لعبة الامم التي يحذر منها مراراً وتكراراً ومن وضع مصير الدروز في جبل لبنان في خطر شديد، وبعض المطلعين يرون ان اغتيال احد قياديي الحزب الديموقراطي اللبناني (بزعامة طلال ارسلان) الشيخ صالح العريضي في شهر ايلول/سبتمبر الماضي كان بالنسبة لجنبلاط نقطة التحول او الحدث الفاصل الذي جعله ينطلق في سياق حسم خياراته بالطريقة التي حسمها بها.

انطلق جنبلاط في تنفيذ خارطة طريق جديدة اعدها لنفسه وحضرها وباشر ببعض خطواتها التمهيدية على مدى عام كامل لتتمظهر في صورة اعادة مراجعة شاملة لخياراته عقائدياً امام حزبه ومذهبياً امام مذهبه ووطنياً امام الحلفاء والخصوم.

وبكل المقاييس فان خطوة جنبلاط وان كان البعض يعتبرها مغامرة سرعان ما سيكتشف خطورتها، كونه خسر اصدقاء سابقين في الداخل والخارج ولم يربح اصدقاء جدداً اقليمياً ودولياً رغم كل المديح الذي كيل له، فإن قراءة سريعة لموقعه الجديد وضعته في موقع حجر الرحى لأي عملية توافق قادمة عاجلاً او آجلاً، لان الجميع بات بحاجة له بدءاً من موقع رئاسة الجمهورية، مروراً بتحالف 8 آذار/مارس ووصولاً الى قوى 14 آذار/مارس.

ولا يمكن حصراً الحديث عن صلة خطوة جنبلاط بتشكيل الحكومة لان توقيت الاعلان عن خطوته بعدم الاستمرار في قوى 14 آذار/مارس يستبطن ما يستبطن ولا يقل اهمية وخطورة عن الخطوة بحد ذاتها بفعل قوة الوظائف التي ادتها ليس فقط بالنسبة لموضوع تشكيل الحكومة وانعكاساتها بل في لحظة بالغة الدقة اقليمياً وتنذر بهبوب رياح وعواصف في شتى الاتجاهات؟

ولطالما اعتبر جنبلاط العمود الرئيسي في قوى 14 آذار/مارس ولذلك فإن السؤال المطروح ماذا سيحدث لهذه القوى بعد انفكاكه عنها؟ وهل خرجنا من مأزق الانقسامات السابق بفعل الزلزال الجنبلاطي الى ((خلطة)) وطنية ام الى مأزق انقسامات جديدة؟ وهل استبق جنبلاط بصدمته المدوية وتموضعه الجديد احداثاً كبرى وخطيرة ام ترتيبات معينة لوضع جديد في لبنان؟

زين حمود   

 

المطران نجيم ترأس قداس مار افرام في كفرذبيان- كسروان

النائب عون: في الحالات الصعبة ندافع عن انفسنا ونستعمل العنف

النائب الخازن: في 8 حزيران سقطت الاقنعة والشعارات والاوهام

وطنية- 9/8/2009 احتفلت بلدة كفرذبيان الكسروانية بعيد شفيعها القديس مار افرام، فأقامت قداسا الهيا في كنيسة القديس مار افرام في البلدة، ترأسه راعي ابرشية صربا المارونية المطران غي بولس نجيم، وحضره رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون وكان في استقباله نواب كسروان: فريد الياس الخازن، يوسف خليل، جيلبيرت زوين، نعمةالله ابي نصر وفاعليات البلدة وحشود شعبية استقبلته بالزغاريد ونثر الارز والورود.

المطران غي بولس نجيم

بعد تلاوة الانجيل المقدس القى المطرن نجيم عظة قال فيها:

"ان مقطع الانجيل الذي تلي علينا الآن بمناسبة عيد القديس افرام، شفيع هذه الرعية المباركة، يندرج في الحديث الطويل الذي أجراه سيدنا يسوع المسيح ليلةآلامه، لما اختلى بتلاميذه الرسل الاثني عشر ليتناول وإياهم عشاءه الاخير. بدأ، كما تعلمون، بغسل أرجلهم وبعدما أنبأهم ان احدا من بينهم سيسلمه، خرج يهوذا الاسخريوطي في الليلة الظلماء لفعل فعله، فأفضى الرب لاحبائه في هذه اللحظة المثيرة من حياته، بأسرار قلبه، ومن بين أقواله مثل "الكرمة الحق" الذي وصلت الينا بفضل يوحنا الرسول.

وهذا المثل هو حقا بمثابة نجوى يودع بها المسيح أحب الناس وأقربهم اليه. وبالفعل، في مستهل وصفه لهذا المشهد، يلقب يوحنا الانجيلي الرسل المجتمعين حول يسوع بخاصته، يقول:"قبل عيد الفصح كان يسوع يعلم بان ساعته قد أتت لانتقاله الى أبيه، وكان قد أحب خاصته ولا عجب اذا ما اتسم المقطع الذي نحن بصدده بطابع الالفة والمودة. انه يكلمنا عن العلاقة بين ثلاثة هم، الآب السماوي، وابنه السيد المسيح، وتلاميذه الاخصاء مبينا ما لهذه العلاقة من فرادة وعمق وأهمية.

أضاف:"فالله الآب يطل علينا بصورةالكرام الذي يعشق كرمته وينتظر ان تثمر عنبا جيدا لانه يكون تعب عليها كما يقول لنا أشعيا النبي في احدى نشائده عرفها جيدا السيد المسيح وتلاميذه وكانت بلا شك حاضرة في ذهنهم حين أتى الحديث عن الكرمة. يقول أشعيا:"كان لحبيبي كرمة في رابية خصيبة وقد قلب أرضها وأزال منها الحصى وغرس فيها افضل كرمه وبنى برجا في وسطها ليحرسها وحفر فيها معصرة.

والحقل الذي أعده الله الآب ليضع فيه كرمه هو العالم والكرم الجيد الذي غرسه في هذا الحقل هو ابنه الحبيب، المساوي له في لجوهر، صورته الازلية، زرعه في ارض البشر لتنبت حياة ابدية واغصان الكرم هم الذين، على غرار الرسل، آمنوا بالسيد المسيح وثبتوا في محبته فكانوا له تلاميذ صادقين يثمرون على خطاه ثمار محبة. وقد سمعنا الرب يسوع يقول:" بهذا يتمجد ابي، ان تثمروا ثمارا كثيرا وتكونوا لي تلاميذ".

وتابع:"التلمذة ليسوع لها ميزاتها، انها لا تتطلب امكانيات عقلية او حتى اخلاقية خاصة. انها أصلا دعوة مجانية منه تعالى. رأى صيادي سمك، بالارجح أميين، فدعاهم، وشاهد احد العشارين المعتبرين من قبل الاتقياء، خطأة، فقال له"اتبعني" وكلهم تركوا كل شيء وتبعوه.

وهذا النداء "اتبعني" يتضمن التمثل بتصرفات الرب والاصغاء المجتهد لكلامه والثبات بقربه. تلميذ المسيح يشاطره المصير بما فيه حمل الصليب على رجاب القيامة بالمجد معه. فكما كان المسيح ولا يزال بركة للعالم وخميرة خلاص فيه، كذلك يكون تلميذ المسيح الحقيقي، بركة للعالم وخميرة خلاص أبدي له، لذا، يقول الرب،"من سقى أحد هؤلاء الصغار كأس ماء على انه تلميذي، فالحق اقول لكم ان أجره لن يضيع".

وختم المطران نجيم:"تحثنا الكنيسة اليوم، في هذا العيد المبارك، عيد مار افرام ملفان الكنيسة الجامعة وأعظمهم في كنائسنا السريانية والذي عرف للاهوته وتفاسيره لاقوال واعمال السيد المسيح والكتاب المقدس بمجمله، قبل ان يشهر لشعره، ان نتذكر ان المسيح دعانا، من خلال الاجيال العابرة المؤمنة ومن خلال اهلنا وبيئتنا لنكون تلاميذه أينما كنا ومهما كانت مكانتنا ومسؤوليتنا. أسمعنا كلامه وتركه وديعة مقدسة بين ايدينا. حافظ عليه أجدادنا منسوخا في الكتب ومتجليا في سلوكهم وخصوصا في حياة قديسيه. بين ايدينا أعظم كنز لخلاص نفوسنا وخلاص العالم. أحبنا المسيح قبل ان نعرفه وجعلنا من خاصته وكلامه ليلة آلامه وصل الينا وهو بمثابة نجوى من قبله لمن يشأ من بيننا ان يسمع".

احتفال

ثم أقيم للمناسبة احتفال للعماد عون في باحة الكنيسة وعزفت فرقة كفرذبيان أناشيد وطنية احتفاء به، ثم كانت كلمة ترحيبية لسيمون بطيش باسم الاهالي شدد فيها على "تجديد عهد اهالي البلدة بالثبات على مبادىء العماد عون والمضي بمنهاجه في العمل الوطني بناء لوطن يقدم المواطنة على اي اعتبار".

ولفت بطيش ان "بلدة كفرذبيان اثبتت اننا على الخريطة السياسية الكسروانية وهي نقطة ارتكاز يستحيل تجاهلها او تجاهل مصالحها وحقوقها المهملة تاريخيا".

 

النائب الخازن

ثم كانت كلمة للنائب الدكتور فريد الياس الخازن الذي رحب بالعماد عون في كفرذبيان عروس كسروان - الفتوح، واصفا إياه ب"فادي لبنان وكيانه ومقيمه من الخضوع والاذعان الى حياة لا تقوم الا على الاصلاح والتغيير في وجه الفساد والافساد والعفن السياسي".

اضاف:"انه قبل 7 حزيران الماضي حاولوا القضاء على الخط السياسي والشعبي للعماد عون واستعمل المال لشراء الضمائر ورفعت شعارات وصلت الى حد التخوين في ظل حملة اعلامية أوحت بان وجود التيار الوطني الحر وتكتل الاصلاح والتغيير هو خطر على المصير والكيان، لكن هذا الكلام انتهت مفاعيله في 8 حزيران حيث سقطت الاقنعة والشعارات وانكسرت الاوهام، وانتصر الحق فجددت كسروان - الفتوح وفاءها وقناعاتها وخياراتها".

وتوجه النائب الخازن الى العماد عون بالقول: "انتم من اوائل المدافعين عن السيادة والاستقلال وعن وحدة لبنان ودور مسيحييه الريادي بعيدا عن التهميش والاستهداف والاقصاء".

وختم:"ان كفرذبيان قالت كلمتها بالصوت الصارخ:" لمن اعطاني مجده أعطيه مجدي" ولمن كلمته الحق والحقيقة وحده يستحق كلمة ال "نعم".

العماد عون

ثم ألقى العماد عون كلمة قال فيها:"أتيت اليوم لاشارككم فرح العيد وللصلاة معكم لاننا في حاجة دائما للعودة الى الله لشكره في ساعةالنصر وللجوء اليه في حال الشدة، وهو من يمنحنا الهبات التي تسمح لنا بالاستمرار في اي ظرف".

اضاف:"نعيش في مجتمع متلاطم وقد علمنا السيد المسيح ان نحب بعضنا بعضا وان كنا في الحالات الصعبة ندافع عن انفسنا ونستعمل العنف ولكن تربيتنا لم تكن يوما قائمة على العنف" لافتا الى اننا "نبشر بالعيش معا في لبنان، ولا يمكن ان تبنى علاقة مع الآخر على اساس الحقد، بل المطلوب هو احترام حق الاختلاف ولا يجوز تربية الشباب على الحقد والكراهية، والحقد يفجر صاحبه ولا يقتل عدوه".

واعتبر العماد عون ان "قوة المسيحية هي في ذاتها ومتسامحة في موقع القوة، لا تسحق امام الضعف". وتوجه الى اهالي كفرذبيان وكسروان واللبنانيين عموما بالقول:" لا تقللوا من قيمة انتصاركم في وجه العالم وفي وجه المال"، معتبرا "اننا نصبح سلعا للبيع والشراء اذا تخلينا عن مبادئنا".

واشار العماد عون الى ان "الله علمنا فضائل ثلاث وهي، المحبة والايمان والرجاء، ولا احب ان أسمع كلمة إحباط، فنحن نرقد تحت التراب على رجاء القيامة، متسائلا كيف "نحبط" ونحن أحياء؟ مؤكدا ان "المسيرة مستمرة، والاحداث تعطي خيارات تكتل التغيير والاصلاح والتيار الوطني الحر الحق".

وقال:" يحاولون اليوم استهدافنا خصوصا من خلال التوطين الفلسطيني الذي تعمل اسرائيل عليه باتجاهين، فهي من جهة تخطط لرفضها عودة الفلسطينيين الى فلسطين، ومن جهة ثانية تعمل على توطينهم في أماكن وجودهم، ان لبنان لا يحتمل التوطين ولا يقبل الا بدعم الشعب الفلسطيني باستعادة حقوقه، وهذا يوجب علينا التضامن مع مكونات مجتمعنا ومع محيطنا. وبعد التفاهم الداخلي اتينا بالاستقرار الخارجي الاوسع. وكل ما وعدتكم به سيتحقق ولن نتنازل عن خياراتنا".

وفي نهاية الاحتفال قدم منسق التيار الوطني الحر في كفرذبيان المهندس مجيد عقيقي للعماد عون تذكارا من صخر كفرذبيان يمثل الجسر الطبيعي وقلعة فقرا ويعلوهما شعار التيار.

 

 

إنجيل القدّيس يوحنّا

المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم 10 آب/2009

انجيل القدّيس لوقا .10-1:19

ودَخَلَ أَريحا وأَخَذَ يَجتازُها فإِذا رَجُلٌ يُدْعى زَكَّا وهو رئيسٌ للعَشَّارينَ غَنِيٌّ قد جاءَ يُحاوِلُ أَن يَرى مَن هُوَ يسوع، فلَم يَستَطِعْ لِكَثَرةِ الزِّحَام، لِأَنَّه كانَ قَصيرَ القامة، فتقدَّمَ مُسرِعًا وصَعِدَ جُمَّيزَةً لِيرَاه، لأَنَّه أَوشكَ أَن يَمُرَّ بِها. فلَمَّا وصَلَ يسوعُ إلى ذلكَ المَكان، رَفَعَ طَرْفَه وقالَ له: «يا زَكَّا انزِلْ على عَجَل، فيَجِبُ عَلَيَّ أَن أُقيمَ اليَومَ في بَيتِكَ».فنزَلَ على عَجَل وأَضافَه مَسرورًا. فلمَّا رَأوا ذلك قالوا كُلُّهم متذَمِّرين: «دَخَلَ مَنزِلَ رَجُلٍ خاطِئٍ لِيَبيتَ عِندَه فوَقَفَ زَكَّا فقال لِلرَّبّ: «يا ربّ، ها إِنِّي أُعْطي الفُقَراءَ نِصفَ أَموْالي، وإِذا كُنتُ ظَلَمتُ أَحدًا شَيئًا، أَرُدُّه علَيهِ أَربَعَةَ أَضْعاف». فقالَ يسوعُ فيه: «اليَومَ حصَلَ الخَلاصُ لِهذا البَيت، فهوَ أَيضًا ابنُ إِبراهيم. لِأَنَّ ابْنَ الإِنسانِ جاءَ لِيَبحَثَ عن الهالِكِ فيُخَلِّصَه».

 

إسرائيل: حزب الله سيدفع ثمنا باهظا إذا ما حاول المس باي إسرائيلي في الخارج

٩ اب ٢٠٠٩ /وكالات/  توعدت إسرائيل اليوم الأحد بجعل حزب الله يدفع ثمنا باهظا إذا ما حاول المس بأي من دبلوماسييها أو مواطنيها في الخارج. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن نائب وزير الخارجية داني ايالون قوله اليوم " إذا لا سمح الله ، مست شعرة واحدة من مسؤول أو مندوب إسرائيلي ، أو إذا مس بأي مواطن ، سيعتبر حزب الله مسؤولا ، وسيتحمل النتائج". وأضاف "ما دام حزب الله هو المعني، ستكون النتائج وخيمة". وجاء كلام ايالون تعليقا على تقرير نشرته وسائل إعلام مصرية أمس جاء فيه ان أجهزة الأمن المصرية كشفت عن خطة لاغتيال السفير الإسرائيلي في القاهرة شالوم كوهين. ومع ان التقارير لم تشر الى تورط حزب الله قال ايالون ان مثل هذه العمليات أعدت من قبل يد واحدة "ومن قبل عقل شيطاني واحد". وأشار الى انه من المعروف ان حزب الله يحاول اغتيال مبعوثين إسرائيليين في الخارج ونفذ محاولات فاشلة عدة. وقال ان الشعب اللبناني مسؤول عن أعمال حزب الله. وأضاف "سيتحملون تبعات سفك الدماء".

 

المعارضة تستعجل تشكيل الحكومة و«القوات» تقترحها تكنوقراطية 

الحريري حجز مواعيد في بيروت غداً بانتظار لقاء المصارحة مع جنبلاط

الاثنين 10 أغسطس 2009 - الأنباء

 بيروت ـ عمر حبنجر

تشكيل الحكومة اللبنانية، هو هدف المرحلة السياسية في لبنان، وعودة الحرارة الى قنوات التشكيل متروكة للرئيس المكلف سعد الحريري، الذي يؤمل ان يعود من جنوب فرنسا الى بيروت اليوم الاثنين، او صباح غد الثلاثاء، استنادا الى مواعيد اعطيت لزواره في قريطم غدا بحسب المصادر المطلعة لـ «الأنباء».

ويفترض ان تكون اولى اولوياته في بيروت لقاء مصارحة مع النائب وليد جنبلاط، الذي استقبل وفودا شعبية في المختارة امس الاول مهنئة على موقفه، وفي عملية رد غير مباشرة على الانتقادات التي وجهت اليه اثر اعلانه الابتعاد الضمني عن 14 آذار.

وطمأن الرئيس نبيه بري مجالسيه الى ان ترك جنبلاط لقوى 14 آذار لن يغير في تركيبة الحكومة المقبلة وهي 15 للاكثرية و10 للمعارضة وخمسة لرئيس الجمهورية، لكن الوزراء الثلاثة المحسوبين على جنبلاط لم يعودوا يمثلون الاكثرية وبالتالي التركيبة عمليا: 12 ـ 10 ـ 5 ـ 3.

واضاف زوار بري عن رئيس المجلس ان ما تغير هو ان الحكومة لم تعد حكومة وحدة وطنية بين فريقين اساسيين بل حكومة ائتلافية، حيث بات كل موضوع يحتاج الى اتفاق مسبق عليه، والى ما يشبه الاجماع قبل اقراره نظرا لتعدد الفرقاء وتوزع الاصوات.

موقف ملتبس

ولوحظ ان حزب الله يتصرف على اساس ان النائب وليد جنبلاط غادر 14 آذار وانه لا تغيير في تركيبة الحكومة، علما ان جنبلاط لم يعلن ذلك صراحة، انما اوحى به، وقد عزز الالتباس في موقفه اعلانه التمسك بالتحالف مع سعد الحريري داخل مجلس الوزراء، واعتماد موقف والده الراحل كمال جنبلاط في الانتخابات الرئاسية عام 1970 حيث قسم كتلته النيابية بين المرشحين سليمان فرنجية والياس سركيس وكان صوته المرجح لفوز فرنجية.

والآن سيقسم جنبلاط كتلته المؤلفة من 11 نائبا، بابقاء نواب الكتلة وعددهم ستة ضمن 14 آذار، لتستمر هذه اكثرية مجلس النواب 60 + 6 = 66 مقابل 57 للمعارضة، ويحتفظ جنبلاط الوسطي بنوابه الحزبيين الخمسة.

واضافت مصادر في الاكثرية ان جنبلاط تفاهم مع وسطاء اقليميين على التزام وزرائه الثلاثة صف رئيس الحكومة داخل مجلس الوزراء.

كما انه جمد تحركه التراجعي عند خطوط 14 آذار باعتذاره عن المأدبة التكريمية التي دعاه اليها السفير الايراني محمد رضا الشيباني في دار السفارة، على ان يرد له السفير الزيارة لاحقا ويسلمه الدعوة الرسمية الى طهران، وبافصاحه امام زواره عن ان زيارة طهران تتطلب مراجعات اقليمية وبالتحديد عربية، وبالذات سعودية، فجنبلاط رمى حصوته في الماء، وبات يرقب دوائر المناء.

الكتائب والقوات: لا مبرر لجنبلاط

رئيس حزب الكتائب امين الجميل اعتبر ان التهويل لا يبرر كل مواقف جنبلاط، وان البلد لا يتخلص من مصاعبه الا بايجاد قواسم مشتركة، في مواجهة التهديدات التي يتحدث عنها جنبلاط، وان يكون البيان الوزاري واضحا لجهة السيادة الوطنية، لافتا الى ان المسيحي لن يكون مكسر عصا في هذا البلد.

بدوره النائب جورج عدوان نائب رئيس حزب «القوات اللبنانية» قال: ان هذه اتخذت قرارا بعدم التعليق على تصريحات النائب وليد جنبلاط، مؤكدا حرص القوات على العلاقة الدرزية المسيحية، ومتحدثا عن واقع جديد لصيغة حكومة جديدة قد تكون من نوع تكنوقراط.

وكان النائب الاكثري بطرس حرب اعتبر موقف جنبلاط من الاكثرية، استجابة لرغبة ما قبل استقباله في سورية، وقال ان سعد الحريري شعر بطعنة من حلفائه.

في هذا الوقت سجلت امس مواقف تصعيدية من جانب كتلة التغيير والاصلاح طاولت البطريرك الماروني نصر الله صفير، وطالبت بسحب الوزارات السيادية من حصة الرئيس ميشال سليمان والاكتفاء له بوزراء الدولة.

وقال عون في قداس في بلدة كفر ذبيان (كسروان) ان لبنان مستهدف اليوم من جهات عدة ولاسيما لجهة توطين الفلسطينيين الذي تخطط له اسرائيل، مشددا على ان لبنان لا يتحمل هذا الأمر ولن يسمح بسلب حقوق الشعب الفلسطيني. وقال بعد التفاهم الداخلي يبقى التفاهم الخارجي محذرا من تعليم الحقد والكراهية للشباب في بعض الاماكن المنعزلة.

وافاد بأن المتخلفين الذين يفكرون تفكيرا هامشيا هم الى انقراض وفناء اذ لا يمكن ولا بأي شكل ان يكون الحقد هو العلاقة مع الآخر وحث على التعايش مع الآخر، لان المسيحية لا تخضع ولا تنساق امام الهزيمة.

الخازن: انتصرنا نحن وهم هزموا!

بدوره النائب فريد الياس الخازن اعتبر انه بعد الثامن من يونيو (الانتخابات) سقطت الاقنعة وتفرق الرفاق بالشكل والمضمون، وانكسرت الاوهام، نعم نقولها بالفم الملآن، انتصرنا نحن وهم هزموا.

الوزير في حكومة تصريف الاعمال ماريو عون عزف على الايقاع المعارض نفسه حيث دعا رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري للعودة فورا الى لبنان اما لتـــــأليف الحكومة او لمصارحة شعبه بالحقيقة وتحديد مكمن المشكلة نافيا ان يكون التيار الوطني الحر المعرقل، خصوصا بعد ان تنازل العماد عون عن النسبية في تشكيل الحكومة.

لغم مضاد للحلول!

نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري رد بحملة عنيفة على العماد عون متهما اياه بالتهجم على رمزين سياديين كبيرين هما رئيس الجمهورية ميشال سليمان، والبطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير.

واعتبر مكاري ان عون يسهم عمليا في اضعاف موقع رئاسة الجمهورية من خلال سعيه الى سحب الحقائب السيادية من حصة الرئيس في الحكومة واتهمه بانه اداة لتعطيل مسيرة تأليف الحكومة ولغم مضاد لكل ما يساهم في حسن سير المؤسسات الدستورية، واصفا تطاول عون او غيره على البطريرك صفير بالجريمة. وقال ان عون يطالب بالشيء وعكسه فهو دعا مرارا الى تعزيز صلاحيات رئيس الجمهورية ولكن هاهو اليوم يساهم عمليا في اضعاف هذا الموقع بالحد من فاعلية دوره كما فعل عندما شارك باندفاع في تعطيل الانتخابات الرئاسية والتسبب في الفراغ الرئاسي.

حزب الله لتسريع تشكيل الحكومة

النائب حسين الحاج حسن عضو كتلة الوفاء للمقاومة شدد على ضرورة تشكيل الحكومة خصــــوصا ان الاتفاق على اطارها السياسي قد تم وكانت هناك نقاشات حول الاسماء والحقائب وتوقفت لاسباب سياسية.

وفي احتفال في طليا (البقاع) قال ان الاتصالات ستتكثف فور عودة الرئيس المكلف سعد الحريري من الخارج ويمكن تسريع تشكيل الحكومة.

الاسراع في تشكيل الحكومة كان محط الكلام في تصريح لنائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبدالامير قبلان امس.

وبنفس المعنى كان كلام عضو كتلة الوفاء للمقاومة نواف الموسوي الذي استغرب التأخير في تشكيل الحكومة بعدما تم الاتفاق على اطارها السياسي، وفي اشارة الى مواقف جنبلاط قال الموسوي في احتفال في قانا ان اتخاذ طرف سياسي موقفا معينا الآن لا يمكن ان يعيد عجلة تشكيل الحكومة الى الخلف.

 

بيضون يصف شعارات جنبلاط بـ"الأعذار يرفض "لبنان اولاً" ليقول "الدرزي أولاً"

المستقبل - الاحد 9 آب 2009 - العدد 3388 - شؤون لبنانية - صفحة 3

رأى الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون ان رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط "يتبرأ في هذه المرحلة من كونه احد الاقطاب الاساسية في فريق 14 آذار ليقف وراء شعارات كلها اعذار وليست واقعاً حقيقياً"، معتبراً ان جنبلاط "يرفض شعار "لبنان اولاً" ليقول "الدرزي اولاً". واكد انه "ليس مطلوباً من جنبلاط ان يذهب كدرزي الى سوريا، المطلوب هو ان يذهب الى سوريا ولكن باسم لبنان"، مقترحا "توليه وزارة الخارجية في حكومة سداسية يشكلها الرئيس سعد الحريري ويتولى جنبلاط فيها تحسين العلاقات الخارجية مع سوريا نموذجاً لعلاقات عربية راسخة وحضارية وأكثر من ممتازة".

وقال في حديث الى اذاعة "الشرق" أمس: "ان خوف جنبلاط من تداعيات 7 أيار وما رافقها له وجهان وجه له علاقة بخصوصية الطائفة الدرزية ووجه آخر ان "حزب الله" غير ملتزم الى الآن بما جرى الاتفاق عليه في الدوحة من ان السلاح هو للخارج، لمقاومة إسرائيل ولن يستعمل في الداخل، وكان وليد جنبلاط يصور للعالم ان هذا السلاح هو للداخل واصبح بذهن كل اللبنانيين ان "حزب الله" وسلاحه يتجهان للداخل ولتهجير طائفة معينة وهذه صورة تضر بـ"حزب الله" ولذلك صورة "حزب الله" والالتزام بالقرار 1701 على المحك".

وحذر من "الذهاب بعلاقات درزية ـ سورية وتكرار مأساة العلاقات الشيعية ـ السورية وهي سبب من أسباب فشل العلاقة السورية ـ اللبنانية، ذلك ان على سوريا ان تؤمن بلبنان دولة قوية وتتعامل معها كدولة وليس كجماعات شيعية او درزية او اقامة كرسي بطريركية مارونية لعون في حلب أو تقحم علاقات سنية ـ سورية تدفع بسعد الحريري الى ان يكون رئيس حكومة عاجزاً بدل ان يكون رئيس حكومة كل لبنان وكل اللبنانيين".

واستغرب "ألا يكون جنبلاط مع شعار "لبنان أولاً" في حين يكون مع شعار "الدروز اولاً"، معتبراً انه "بإمكان الحريري ان يمزج بين المعادلة المحلية والمعادلة الاقليمية وبإمكان جنبلاط ان يستوعب ويرتب العلاقات اللبنانية ـ السورية ويوقف كل التجاوزات"، وحذر من ان "يقدم الحريري على تشكيل حكومة من الصف العاشر أو ان يعود الى لعب دور دعم زعيم للسنة مما يعني رئيس حكومة عاجزاً"، مستغرباً "كيف انزلق الحريري للقول ليسمي كل فريق وزراءه وهو صاحب مشروع حديث لبناء لبنان".

وحذر من "تفشيل سعد الحريري في مهمته وهو يملك كل القوة المحلية الشعبية والعربية والاقليمية والدولية"، داعياً إياه "ليقول غداً هذه شروطي لتشكيل الحكومة وهو ليس الرئيس (المكلف تصريف الاعمال فؤاد) السنيورة ليخضع لشروط تشبه المأساة".

واعتبر ان "كل حديث عن استقلالية الرئيس نبيه بري عن "حزب الله" هو حديث خرافي وهو الذي يردد ان ليس للعرب شغل غير إيران وهو مع جمهور أحمدي نجاد"، وأكد ان "لدى الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ثلاثة معاونين سياسيين وليس معاوناً واحداً والرئيس بري واحد منهم لا أكثر".

وقرأ في خطاب جنبلاط في الجمعية العامة "ثلاث كلمات مفقودة "إيران، والممانعة والمقاومة في الوقت الذي تكلم فيه في مقابلة "جريدة السفير" وهي تستعد لطبعة بالفارسية عن إيران". ورأى ان "جنبلاط في خطابه الأخير خرج من 14 آذار لكن لم يذهب الى 8 آذار وذلك ارضاءً لسوريا، وما استخدامه لشعار اليسار في خطبة الاحد إلا للتغطية على شعار 8 آذار والمقاومة والممانعة". ودعا "المربع الأمني لـ"حزب الله" الذي شمل البلد كله الى الانضباط والعودة الى البلد لبنان"، مستغرباً ان" يكون هناك 3000 ضابط في الجيش اللبناني يشعرون بأن هناك لاعباً اساسياً آخر بالأمن". ودعا الحريري الى "الإمساك أولاً بالملف الأمني لدى تشكيل الحكومة حينئذ مخاوف مثل مخاوف وليد جنبلاط أو على وليد جنبلاط أو مخاوف أي اقلية طائفية تزول نهائياً".

 

مطالبة مجلس الأمن بتعديلات جذرية على مهام "يونيفيل" تسمح بتوسيع عملياتها إلى شمال الليطاني والحدود السورية

 إضافة إلى تشكيل قوة خاصة للتدخل السريع وتعديل قواعد التنسيق مع الجيش اللبناني... ومنح القوات الدولية صلاحيات مطلقة في مداهمة قواعد "حزب الله"

لندن - كتب حميد غريافي: السياسة

قد لا تجري رياح التمديد للقوات الدولية (يونيفل) المنتشرة في جنوب لبنان ومياهه الاقليمية بموجب القرار الدولي 1701 الذي "أوقف العمليات الحربية في" حرب يوليو 2006 من دون أن يعلن نهاية الحرب, في السابع والعشرين من أغسطس الجاري سنة أخرى, بما تشتهي سفن الحكومة اللبنانية "المتوقفة عن العمل", أي "تمرير" استحقاق التمديد الجديد هذا بهدوء ومن دون اي تعديلات يدخلها مجلس الأمن الدولي على "أصول الاجراءات" و"قواعد الاشتباك" التي اثبتت هشاشتها وعدم فاعليتها بما يتناسب وخطورة نتائج تلك الحرب وتداعياتها المستمرة لاعلى اللبنانيين فحسب, بل على المنطقة برمتها, وعلى صدقية وهيبة المجتمع الدولي اللتين اصيبتا خلال السنوات الثلاث الماضية منذ نزول نحو 15 ألف جندي دولي في الأراضي والمياه اللبنانية بتشوهات بالغة لجهة تحويل هذا القرار الأخطر بالنسبة لمستقبل هذا البلد الحضاري الديمقراطي الصغير في الشرق الأوسط, الى قميص عثمان مهلهل يرتديه طرفا النزاع "حزب الله" واسرائيل مداورة كل حسب مصالحه الخاصة.

وقالت مصادر دولية في الأمم المتحدة بنيويورك أمس ان "الحد الادنى لمطالب مجلس الامن مقابل التمديد للقوات الدولية" الموجودة اساسا في لبنان منذ 31 عاما, "لن يكون أقل من منح قوات "يونيفيل" حق التدخل من دون العودة الى الجيش اللبناني مباشرة على الارض لصد اي اعتداء عليها قد يشكل خطرا على عناصرها, دفاعا عنهم وحماية لهم وفقا لما ورد في القرار 1701 ولم يجر تطبيقه بصراحة وحزم, ما ادى الى تعرض هذه القوات اكثر من مرة لعمليات اعتداء وتفجير نجم عنها مقتل عناصر وجرح عناصر اخرى, كما ان مجلس الامن لن يتهاون بعد الان - كشرط من شروط التمديد الجديد - في مسألة الانتقاص من هيبة قواته في جنوب لبنان.

وأكدت المصادر الدولية ل¯ "السياسة" في اتصال بها من لندن امس ان بعض ممثلي دول مجلس الامن "سخروا من تقرير وزارة الخارجية اللبنانية الذي حمل الى الامم المتحدة نتائج التحقيقات في انفجار مستوع اسلحة "حزب الله" في بلدة خربة سلم جنوب الليطاني اخيرا, وفي خلفيات اعتداء "الأهالي" على القوتين الفرنسية والايطالية اللتين سقط فيهما 14 جريحا, وفي تحميل هاتين القوتين مسؤولية "الاعتداء على أفرادهما", مؤكدين بشكل علني "انهم لم يكونوا (ممثلو مجلس الامن) يتوقعون تقريرا أفضل من هذا التقرير على اعتبار ان وزارة الخارجية اللبنانية متمثلة بوزيرها فوزي صلوخ واقعة تحت الهيمنة الكاملة لحزب الله وحركة أمل الايرانيين من دون ان تكون للحكومة اللبنانية سيطرة كاملة عليها".

وكشفت المصادر الدولية في الامم المتحدة النقاب عن ان الامانة العامة للمنظمة الدولية, اي مكتب بان كي مون, ورؤساء البعثات الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن وهي الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين, "تلقوا السبت الماضي (أول من أمس) مذكرة مستفيضة من "المجلس العالمي لثورة الارز" الذي يضم المؤسسات الاغترابية اللبنانية الفاعلة في دول الغرب وفي مقدمها "الاتحاد الماروني العالمي" المشرف على تسعين في المئة من عدد المغتربين الخمسة عشر مليونا, و"اللجنة الدولية - اللبنانية لمتابعة تنفيذ القرار 1559" الداعي لتجريد الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية من سلاحها, و"المنسقية العامة الكندية - اللبنانية" في تورنتو و"التجمع اللبناني - الأوروبي" في دول الاتحاد الاوروبي في باريس, ومؤسسات اغترابية اخرى فاعلة, حملت (المذكرة) نقاطا محددة جديرة بالاهتمام كشروط من المطلوب مناقشتها لدى اعضاء مجلس الامن الخمسة, للتمديد للقوات الدولية (يونيفيل) سنة اخرى في اواخر الشهر الجاري".

وتتلخص مطالب المذكرة بالنقاط الاساسية التالية:

1 - منح القوات الدولية في لبنان حرية كاملة في التصرف لتطبيق دقيق للقرار 1701 بعيدا عن قيادة الجيش اللبناني الذي يجب ان تنقل إمرته الى قيادة "يونيفيل; وليس العكس كما هو حاصل الان.

2 - منح القوات الدولية مطلق الصلاحيات في مداهمة قواعد "حزب الله" المسلحة في جنوب نهر الليطاني من دون العودة الى الجيش, وذلك دفاعا عن عناصر تلك القوات بموجب القرار .1701

3 - توسيع منطقة عمليات "يونيفيل" لتشمل المناطق المحاذية لليطاني من الشمال التي يجري منها تهريب السلاح والمقاتلين واجهزة الاستخبارات والامن التابعة للحزب الايراني الى جنوبه, وذلك في خطوة اجرائية وقائية صارمة لارواح الجنود الدوليين, وهو امر بديهي متبع في كل الدول والمناطق التي تنتشر فيها قوات تابعة للامم المتحدة في العالم.

4 - اعطاء القوات الدولية حق الدفاع عن النفس بالقوة تعزيزا للفقرة المطاطة المتعلقة بالقرار 1701 بحماية هذه القوات من دون اي تدخل للجيش اللبناني الا اذ طلب منه ذلك, مع التنويه المهم بأن العلاقة الحميمة لهذا الجيش بميليشيات "حزب الله" تبقيه بمنأى عن اي استفزاز او اعتداء على عناصره.

5 - على مجلس الامن الذي سيجتمع في السابع والعشرين من الشهر الجاري للتمديد لقواته في لبنان اجراء مراجعة جذرية لعمليات التنسيق الحاصلة بين هذه القوات وقيادة الجيش اللبناني الذي هو بدوره ينسق مع "حزب الله" عبر اتفاقات مذهلة, ما يعني في نهاية الامر ان "يونيفيل" هي بدورها تنسق مع هذا الحزب الممنوع بموجب القرارين 1559 و1701 من امتلاك السلاح او التدخل في العمليات الامنية والعسكرية للدولة اللبنانية.

6 - الاصرار على نقل قوات من جنوب لبنان (أو ارسال قوات اضافية تابعة للامم المتحدة) الى اماكن محددة من الحدود السورية - اللبنانية لوضع حد نهائي لتهريب السلاح الايراني الى "حزب الله" في البقاع والجنوب اللبنانيين, وهذه الاماكن شبه معروفة من الاستخبارات واجهزة الامن اللبنانية واستخبارات الامم المتحدة ودول اخرى, وخطوة ارسال هذه القوات لا تتطلب قرارا دوليا جديدا.

7 - نتوقع من مجلس الامن ان يطالب قيادة القوات الدولية في لبنان بالكشف علنا عن معلوماتها المتعلقة بعمليات تهريب الاسلحة الايرانية والسورية الى الاراضي اللبنانية وخصوصا الى جنوب نهر الليطاني, كي يضع حدا نهائيا وحاسما لمزاعم بعض المسؤولين اللبنانيين المتعاونين مع "حزب الله" مثل وزير الخارجية فوزي صلوخ بأن المنظمة الدولية لم تقدم اثباتا واحدا اوبرهانا حسيا عن عمليات ادخال السلاح عبر الحدود الشرقية اللبنانية وبعض السواحل, وهو امر براهينه واضحة في اكثر من اعلان ل¯ (الأمين العام لحزب الله) حسن نصر الله على شاشات التلفزة عن انه استعاد كل ما خسره من صواريخ واسلحة وذخائر في حرب يوليو 2006 بل ضاعف عدده مرات عدة.

8 - يجب تشكيل قوة "تدخل سريع" خصوصا في يونيفيل للتعامل مع عمليات تهريب السلاح الى جنوب الليطاني وعبر المياه الاقليمية اللبنانية, ومع الاعتداءات الطارئة على القوات الدولية المتوقع ارتفاع حدتها كلما اقتربت دول المجتمع الدولي من وضع حد للبرنامج النووي الايراني.

 

 المعلّم الثالث

لبنان الآن/عـمـاد مـوسـى ، الاحد 9 آب 2009

من خيارات الدكتور سمير جعجع غير الموفقة في ثمانينات القرن الماضي، دفعُ المحامي إميل رحمة إلى الواجهة القيادية في "منسقية العدل" وما كان في سجل "الأستاذ" إميل منجزات ذات شأن أو سيرة نضالية أو مهنية أو ثقافية إستثنائية ولا ملامح نبوغ مبكر ولا ما يميزه عن أترابه سوى طموح يقارب الجموح ليكون في الصورة والواجهة وفي التداول الإعلامي قبل الإنفلاش التلفزيوني ولو من باب "حضر الجناز" أو "مثّل القائد في مناسبة ما ..." أو "شارك في استقبال ...".

بعد حقيبة  العدل القواتية، أسس رحمة ـ وبرعاية القوات أيضاً ـ ورأس وقاد باقتدار حزب التضامن المسيحي، الذي تحوّل اسمه إلى حزب التضامن، (تيمناً بحركة ليش فاليسا) في سعي صادق  إلى اختراق الساحة اللبنانية وعدم حصر الحزب ببيئة محددة، ولم يبرز من الحزب طوال عقدين سوى رئيسه الذي كان يجد ويجتهد لإنجاح عشاء التضامن السنوي وأخذ صور له مع نواب ووزراء وأصحاب شأن. 

ظلّ رحمة قريباً من جعجع إلى منتصف التسعينات وتطوّع للدفاع  عنه ثم  اختار  ـ لسبب ما ـ أن يغرّد في سرب آخر فكثّف حضوره الإجتماعي وربط مع فاعليات لبنانية مقربة من عنجر ولم يصدّق رحمة نفسه وهو يقعد إلى جانب رؤساء أحزاب حية وشبه منقرضة في الإجتماع الشهير الذي دعا إليه الأستاذ نبيه بري في عين التينة في الفترة الحرجة التي سبقت إنتخابات الـ 2005.

كل حركة أستاذ أميل، وكل علاقاته العامة. وكل طموحه وكل أحلامه وكل مشروعه أن يخلف خاله مرشد وقريبه الدكتور طارق حبشي في مجلس النواب، ولامس الحلم الحقيقة عندما استبدل "حزب الله" النائب نادر سكر برحمة. رشحه أو تبنّى ترشيحه بعد أدائه الرائع على شاشة التلفزيون السوري وعروضه المتواصلة على "المنار" والـ"أن بي أن" وإعلام 8 آذار. ويوم أُبلغ بالترشيح قال رحمة بثقة زائدة "إن الحزب (الإلهي) كان الأكثر عدلا في اعطاء التمثيل الأفضل لدير الأحمر" والرقم الذي ناله رحمة في دير الأحمر هو خير مثال على "التمثيل الأفضل".

كان أستاذ إميل ـ وعلى ذمة من يعرفه أكثر مني بكثير ـ على استعداد لفعل أي شيء للحصول عليها. أي الكرسي. وأي شيء تعني أي شيء... إشتهى الكرسي ونالها. ولو رشحته القوات في بشري لانتهج خطاباً مختلفاً بالجدية نفسها مصحوبة بعقدة حاجبين ومهارة في المديح قل نظيرها.

ذات يوم إستضافت الإعلامية سعاد قاروط العشي في برنامجها "التاريخ إن حكى" على الـ"أن بي أن"، رئيس حزب التضامن، وهو عادة لا يخذل محطة ولا مجلة ولا نشرة. لم أصدّق أذناي وأنا أسمع رحمة يقول عن نفسه أنه واحد من أقطاب المعارضة المسيحية. وظللت غير مصدق إلى أن رأيت رحمة إلى يمين الجنرال وسمعته على محطة الجنرال يصف "زيارة النائب وليد جنبلاط إلى سوريا بـ"ضربة معلم على طريقة المعلم الأول" (يقصد الجنرال) ويمضي سعادته في نفش ريشه وفلش أفكاره التقدمية والوطنية  قائلاً: "نحن في زهوة انتصارنا السياسي، ليس لأن وليد جنبلاط فعلها، بل لأن مشروعنا السياسي والذي كنا نُخون به أصبح مطلب الجميع".

غالبت الإبتسام وأنا أتخيل الأستاذ رحمة، بعبسته التلفزيونية، يصف نفسه بعد سنة أو سنتين بالمعلّم الثالث.

 

قتيلان لبناني وسوري في اشكال حدودي في العميرة

نهارنت/وقع إشكال في منطقة العميرة على الحدود اللبنانية – السورية السبت بين مزارعين من بلدتي عرسال اللبنانية والمعرّة السورية أدى الى إطلاق نار من أسلحة رشاشة لخلاف على ملكية أراضٍ زراعية متداخلة بينهما. وذكرت صحيفة "الحياة" ان إطلاق النار أدى الى مصرع اللبناني محمد حسين الحجيري ما أرخى جواً من التوتر داخل البلدة. واضافت أن قتيلاً وقع أيضاً من الجانب السوري وأن القوى الأمنية على جانبي الحدود تدخلت لضبط الوضع. وفي سياق أمني آخر، اشارت صحيفة "الديار" الى ان سجل ليل السبت اطلاق قذائف صاروخية بين باب التبانة وجبل محسن. وعلى الفور تدخل الجيش اللبناني وسّير دوريات، وافاد الحزب العربي الديموقراطي ان قذائف صاروخية سقطت على منطقة النافورة في جبل محسن. 

 

ابيدجان تبعد إمام الجالية اللبنانية في ساحل العاج بعد اتهامه بتمويل حزب الله

أبعدت ابيدجان إمام الجالية اللبنانية في ساحل العاج عبد المنعم قبيسي، في خطوة بررتها وزارة الداخلية العاجية بانها ل "دواع امنية". وكشف رئيس جمعية الغدير الثقافية التي شيدت المسجد الكبير في حي ماركوري في ساحل العاج علي بدير، لوكالة الصحافة الفرنسية، "ان عملية الابعاد تمت الخميس الماضي لدى وصول قبيسي الى مطار ابيدجان فيما كان عائدا من بيروت". واضاف بدير انه "خلال اتمام المعاملات الادارية، اوقفه عناصر من الشرطة وصادروا جواز سفره"، ثم استقل طائرة متوجهة الى لبنان. وكانت الولايات المتحدة اعلنت في نهاية ايار الماضي فرض عقوبات اقتصادية على قبيسي (45 عاما) وشخص اخر يحمل جنسيتي لبنان وسيراليون بتهمة دعم "حزب الله". وبحسب وزارة الخزانة الاميركية، فان الامام اللبناني في ابيدجان "استقبل مسؤولين كبارا في "حزب الله" سافروا الى ساحل العاج والى مناطق اخرى في افريقيا لجمع اموال للحزب. وتضم الجالية اللبنانية في ساحل العاج عشرات الاف الاشخاص وهي الاكبر في افريقيا. 

 

اسرائيل تتخوف من تزويد حزب الله بسلاح يخل بالتوازن القائم

نهارنت/كشف مصدر إسرائيلي رفيع المستوى لصحيفة "جيروزاليم بوست" عن أن التزايد في حدة التوتر القائم بين إسرائيل و"حزب الله"، ناتج عن زيادة في الخشية الإسرائيلية من إقدام سورية على نقل سلاح قادر على تغيير ميزان القوى القائم، في حال اندلاع مواجهات جديدة مع "حزب الله". وأشار إلى أن الفرضية القائمة في إسرائيل تفيد بأن كل ما تملكه إيران أو سورية، يملكه "حزب الله"، فأيّ شاحنة تحمل منصّات وصواريخ يمكن أن تعبر الحدود من دمشق إلى البقاع اللبناني، حيث معقل "حزب الله"، خلال بضع ساعات. وأورد مراسل الصحيفة للشؤون العسكرية ، أن "الخشية من امتلاك "حزب الله" أنظمة دفاع جوي سبّبت في دفع طــائــرات الاستطلاع الإسرائيلية إلى التحليق على علو مرتفع فوق الأجــواء اللبنانية، كما ان دوريات القطع الحر بية التا بعة لسلا ح البحرية الإسرائيلي، ابتعدت عن الشاطئ في أعقاب الخشية من امتلاك "حزب الله" لصواريخ متطورة مضادة للسفن.

واشار المراسل إلى أن سلاح البحرية الإسرائيلي أجرى في وقت سابق تجربة على طراز جديد من صواريخ باراك المضادة للصواريخ أرض بحر، وسط مخاوف من امتلاك الحزب صواريخ متطورة قادرة على إصابة السفن الإسرائيلية.

 

إسرائيل تكثف دورياتها عند الحدود وتقوم بمناورة في قلعة "نمرود"

نهارنت/الاحد 9 آب 2009

كثفت القوات الاسرائيلية منذ صباح اليوم من دورياتها المؤللة خلف السياج الشائك في الجانب الإسرائيلي على الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة.

وأفاد مندوب "nowlebanon.com" في حاصبيا أن هذه القوات سيرت عدة دوريات عند الساعة السادسة والثامنة والعاشرة، حيث كانت هذه الدوريات لافتة بآلياتها وعددها على طول الخط الممتد من مستعمرة المطلة حتى مسكاف عام. وبدوره قام الجيش اللبناني وقوات الطوارئ الدولية بتسيير دوريات مؤللة في الجانب اللبناني، إنطلاقاً من العرقوب وحاصبيا وصولاً حتى مرجعيون وامتداداً إلى ميس الجبل وحولا. وفي هذا الوقت حلق الطيران الحربي الإسرائيلي بحسب مندوب "nowlebanon"، عند العاشرة في أجواء العرقوب وحاصبيا منفذاً غارات وهمية، سبقه فجراً تحليق بالمروحيات الاسرائيلية فوق مزارع شبعا وصولاً إلى مرتفعات الجولان السوري المحتل، إذ كانت القوات الإسرائيلية تقوم بمناورة بالذخيرة الحية في قلعة "نمرود" القريبة من الأراضي الفلسطينية المحتلة، مستخدمة فيها مختلف انواع الأسلحة الرشاشة والصاروخية والمدفعية، فكانت أصداؤها تسمع في الجانب اللبناني من الحدود.  

 

قزي: زيارة الجميل الى سوريا غير مطروحة اليوم

نهارنت/الاحد 9 آب 2009

أكد عضو المكتب السياسي في "حزب الكتائب" سجعان القزي أن "هناك اتصالات يقوم بها اطراف على علاقة مع اشخاص سوريين في اعلى المستويات وبين حزب الكتائب"، مشيراً إلى أن "زيارة الجميل الى سوريا غير مطروحة اليوم"، مضيفاً أن "الكتائب جاهزة لتطبيع علاقاتها مع سوريا".القزي وفي حديث إلى "المؤسسة اللبنانية للإرسال" قال "غيرنا مضطر ان يقلب 180 درجة حتى يذهب الى سوريا بينما نحن نبقى على خطنا ومبادئنا السياسية ونذهب الى سوريا"، وأكد أن  "الكتائب لم تغير ثوابتها حتى تفتح خطوطها مع سوريا وليس للرئيس الجميل عقدة بان يقوم بزيارة الى سوريا، ولكن هذا يحتاج الى خطوة اولى وهي ازالة رواسب الحرب التي كانت مع سوريا والثانية ان تكون العلاقة بين سوريا والكتائب محفزا للعلاقة مع الرئيس سليمان وليس للقوطبة على العلاقة بين الدولتين".

 

زهرا: القوات تعدّ لشكوى ضد وهاب

نهارنت/اعلن النائب أنطوان زهرا أن "القوات اللبنانية" تحضر شكوى قضائية ضد الوزير السابق وئام وهاب بسبب كلامه الأخير عن أن القوات تنشىء خلايا أمنية في بعض المناطق.

واضاف زهرا ان هذا الإدعاء الذي أطلقه وهاب نضعه قانونيا في إطار التحريض المذهبي والجنائي، وعلى هذا الأساس ستلجأ القوات اللبنانية الى القضاء لمقاضاته على هذا التحريض وخصوصا أنه يجب تحميل كل إنسان نتيجة ما يقوله. ورد زهرا على وهاب قائلا " الوطني الأصيل الشجاع وصاحب الواجبات والمحافظ على مصالح الوطن لا يرضى نصيحة ممن يصنف نفسه رسولا على الأقل للنظام السوري. فليسمح لنا السيد وئام وهاب الذي يفتخر بارتباطه بالشام وبأي عين ينصح". وأكد أن "القوات ثابتة على مبادئها وداعمة ومشجعة للرئيس المكلف سعد الحريري وأن قوى 14 آذار بألف خير". وأضاف ان الرهان هو على الدولة والجيش وقوى الأمن التابعة للدولة، مشيرا الى القرارات تأخذها الحكومة اللبنانية التي تحوذ على ثقة الشعب اللبناني بواسطة نوابه المنتخبين. ورأى ان انه "لن تحوذ على ثقة الشعب اللبناني حكومة تضم أناسا لم يثق بهم ناخبوهم"، معتبرا ان "ما يصدر أخيرا من كلام انما يهدف الى عزل القوات لأنها قوة الرفض الأساسية في وجه كل محاولة تهدف الى وضع اليد مجددا على لبنان". 

 

محفوض: مشكلة جنبلاط الاساسية ستكون مع قواعده ونوابه

 التاريخ: ٩ اب ٢٠٠٩/المصدر: لبنان الحر 

رأى رئيس "حركة التغيير" إيلي محفوض ان"المشكلة الاساسية التي ستواجه النائب وليد جنبلاط مستقبلياً ستكون مع القواعد الجنبلاطية وبالأخص نواب "اللقاء الديموقراطي" وكيفية تحويل الشارع الدرزي برمّته من معادٍ لسوريا إلى حليف لها وهو أمر صعب". وقال إن "النائب وليد جنبلاط يمثل الشريحة الأكبر في الطائفة الدرزية ومن حقه أن يتخذ أي موقف يريده وأن يتموضع في المكان الذي يريده". أضاف: "هناك خمسة أسماء من نواب "اللقاء الديموقراطي" منزعجون من موقف جنبلاط الأخير، ولن أتطرّق إلى الأسماء".

واوضح ان "ما يقوم به الرئيس نبيه برّي والنائب وليد جنبلاط من حركة تموضعية، وبالأخص النائب جنبلاط، سيؤدي حتماً في المستقبل إلى تقلص عدد الأقلية وكذلك الأكثرية، وهذا بالتأكيد يؤدي إلى كتلة وسطية تكون داعمة لفخامة الرئيس ميشال سليمان في القرارات الحكومية". واكد ان "الشيخ سعد الحريري غير مهيأ للانقلاب 180 درجة على شارعه السنّي".

وإعتبران "سوريا تسعى للعودة إلى لبنان ولكن ليس عن طريق الدبابات والمدافع وإنما عن طريق السياسة، وذلك عبر المساهمة في تشكيل الحكومة وحل الخلافات بين مختلف الأفرقاء".

 

منزل جنبلاط في دمشق معروض للبيع بأكثر من 20 مليون دولار

 التاريخ: ٩ اب ٢٠٠٩ المصدر: UPI 

عُرض بيت رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط في دمشق القديمة للبيع بمبلغ يتراوح بين 800 مليون ومليار ليرة سورية، أي ما يفوق الـ 21 مليون دولار أميركي.

ونقلت صحيفة "الخبر" السورية الاقتصادية الأسبوعية التي تصدر اليوم "إن القطريين كانوا أول من رغب بشراء البيت، تلاهم السعوديون الذين أرادوا تحويله إلى مركز ثقافي عربي".

وتبلغ مساحة البيت الأثري، المسمى "بيت المجلّد" والكائن في محلة القيمرية بدمشق القديمة، نحو 2500 متر مربع، وهو مسجل في الدوائر المالية والعقارية السورية باسم زوجة جنبلاط السورية الجنسية نورا شراباتي جنبلاط. وكانت وزارة المالية السورية قد أوقعت الحجز الاحتياطي على هذا البيت العام الماضي جراء الذمم المترتبة والمتراكمة عليه من دون تسديد.

 

عون: لا نستغني عن التكامل مع محيطنا ولبنان يرفض التوطين

نهارنت/أكد رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون ان التربية المسيحية لا تقوم على الحقد والكراهية، مشيرا الى ان هناك تعاليم في أماكن منعزلة تربي الشباب على الحقد والكراهية، وأضاف انه لا يوجد غير المحبة والانفتاح على الآخر والتعايش معه واحترام حق الاختلاف مع الآخر. وأضاف عون في كلمة القاها في مزرعة كفرذبيان بعدما شارك في قداس إلهي لمناسبة عيد مار افرام شفيع البلدة، ان الحقد يفجّر صاحبه ولا يقتل العدو، وشدد على ان قوة المسيحية في ذاتها، متسامحة في موقع القوة، لا تخضع ولا تنسحب امام الخسارة والهزيمة. ودعا عون الى عدم الاستخفاف بالانتصار الذي تحقق، قائلا "لقد انتصرتم على المال وشراء الاصوات والشبكة الاعلامية الفاسدة". وحذر عون من ان لبنان مستهدف بتوطين الفلسطينيين، وشدد على ان "لبنان لن يقبل بالتوطين ولن يسمح بسلب حقوق الشعب الفلسطيني، مضيفا "ان التكامل مع محيطنا ومجتمعنا أساسي ولا نستغني عنه".

ولفت عون إلى أنه "بعد التفاهم الداخلي يبقى التفاهم الخارجي، والكل على الطريق

 

عون "يصفي حساباته" مع رئيس الجمهورية!

 التاريخ: ٩ اب ٢٠٠٩/موقع تيار المستقبل

في وقت لم يطرأ أي جديد على الملف الحكومي العالق في عنق الزجاجة، تتجه الانظار الى توقيت عودة رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري من إجازته العائلية، وسط حال من "الترقب" لكيفية تعاطيه مع "الواقع الجديد" الذي أرساه "التحول الجنبلاطي"، وأعاد "خلط الاوراق". وتحول "تفاؤل" رئيس مجلس النواب نبيه بري "صياماً" عن الكلام، وبدا أن رهانه على "خلط الاوراق" باغته، ولم يسهل تأليف الحكومة، بل عرقلها، وجعله "يصوم" قبل موعد الصيام، في انتظار أن "يفطر" على مراسم التأليف.

إذاً، الترقب سيد الموقف في انتظار مطلع الاسبوع المقبل، و لا "حرارة" في خطوط تأليف الحكومة، باستثناء "الرسائل العونية" التي لا تهدأ، و"جديدها" أمس "تصويب مركز" على حصة رئيس الجمهورية ميشال سليمان في الحكومة العتيدة، تولاه بشكل مباشر رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون، الذي اعتبر أن رئيس الجمهورية غير مسؤول تجاه الناخبين، وبالتالي "لا يحتاج الى وزارات سيادية"، داعياً "الى اعطائه وزارات دولة".

وتوقف المراقبون عند "التصويب العوني" على حصة رئيس الجمهورية، باعتباره "يفضح" صدقية هذا الفريق أمام الشارع المسيحي في حديثه عن تعزيز موقع الرئاسة الاولى، ويشير الى ذهنية عونية تريد "تصفية حسابات" مع رئيس الجمهورية، على خلفية الانتخابات النيابية الاخيرة.

وفي وقت كان النائب عون حتى الامس القريب يصف رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط بـ"كشاش الحمام"، كان لافتاً أمس إشارته الى أن "الظروف بدأت تنضج بيني وبينه ولن تمر أحداث كثيرة قبل أن نلتقي". في المقابل، تستمر المواقف الجنبلاطية محور تعليقات داخلية، أبرزها موقف النائب بطرس حرب الذي رأى أن "إنهاء الصراع في لبنان لا يكون بالطريقة التي إعتمدها جنبلاط، بل بإعادة إحياء النظام البرلماني وبناء الدولة وتكوين السلطة". وقال: "موقف جنبلاط الذي احدث خللاً في عملية تشكيل الحكومة التي يتولاها حليفه سعد الحريري لم يفاجئنا، بل أربكنا، كونه جاء في وقت غير ملائم".

أما رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، فلا يزال مصراً على "أن لا عقبات داخلية أمام تشكيل الحكومة، وإذا حصلت بعض الاهتزازات لدى بعض الاطراف نتيجة بعض المراجعات من بعض الفرقاء، فهذه الاهتزازات لا بد ان تستوي وتعود الامور الى مجاريها الطبيعية، وأن يعود الرئيس الحريري ليستأنف اتصالاته، من اجل ان تظهر حكومة الوحدة الوطنية بالصيغة التي اتفقنا عليها باطارها السياسي، ولعلّ ذلك يكون قريبا". وفي تطور لافت أمس، وقع إشكال بين مزارعين على الحدود اللبنانية ـ السورية في البقاع، على خلفية التعدي على الأراضي، أدى الى مقتل اللبناني أحمد حسن الحجيري وآخر سوري وإصابة إثنين بجروح.

 

بري: تحولات جنبلاط لن تغير في تركيبة 15-10-5

نهارنت/أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري وفق ما نقل زواره، انه على رغم صومه عن الكلام فانه يرى أن مغادرة جنبلاط لقوى 14 آذار، "لن تغيّر في تركيبة الحكومة المقبلة المتفق عليها على أساس 15 وزيراً للأكثرية و10 وزراء للمعارضة و5 وزراء لرئيس الجمهورية، لكن الوزراء الثلاثة الذين يمثلون جنبلاط لم يعودوا محسوبين على الأكثرية كما كانوا قبل صدور موقف جنبلاط وبالتالي باتت التركيبة عملياً 12+10+5+3". واضاف الزوار نقلاً عن بري أن " ما تغيّر هو أن الحكومة لم تعد حكومة وحدة وطنية بين فريقين أساسيين، بل حكومة وحدة ائتلافية لأن التصويت فيها بات مختلفاً وبات كل موضوع يحتاج الى اتفاق مسبق عليه والى ما يشبه الإجماع قبل إقراره، نظراً الى تعدد الفرقاء وبالتالي توزّع الأصوات". 

 

صفي الدين: اذا ارتكب باراك حماقة سيكتشف ان حرب تموز لم تكن الا مزحة

التاريخ: ٩ اب ٢٠٠٩/المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام 

استبعد رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" السيد هاشم صفي الدين ان يكون تهديد وزير الدفاع الاسرائيلي ايهودا باراك جديا، لكنه اعتبر انه في حال كان تهديده جديا "فعليه ان يعلم انه اذا اخطأ او ارتكب حماقة ضد لبنان وجنوبه واهله سيكتشف حينها ان تموز وآب 2006 لم تكن الا مزحة بسيطة". وقال خلال رعايته الاحتفال الذي نظمته مدارس المهدي في بلدات الشرقية والغازية وكفرفيلا، لتكريم التلامذة الناجحين في الشهادات الرسمية للعام الدراسي 2008-2009: "نحن لم نسع يوما الى الحرب ولن نسعى اليها على الاطلاق، لكن القاعدة التي نعتمدها حتى نبعد الحرب عن لبنان هي انه يجب ان نكون اقوياء، ولأننا اليوم اقوياء ونعيش على معادلة وانتصار 2006، فاننا نعتقد ان كل التهديدات الاسرائيلية هي تهديدات جوفاء وليس لها اي معنى على الاطلاق". واعتبر أن "كل المشاريع السياسية التي استخدمتها الادارة الاميركية لتطويق المقاومة وللانتقام منها ومن انجازاتها وانتصاراتها، سقطت هنا في لبنان وفي المنطقة سقطت ولا داعي للقلق على الاطلاق"، مؤكداً أنه "ليس عندنا اي قلق على الاطلاق ونعتقد ان ما وصلنا اليه هو حسم كامل للخيارات السياسية التي طالما نادينا بها وليس من باب لا الشماتة ولا التشفي بأحد، بل من باب اعادة الامور الى نصابها. واليوم حينما يدخل لبنان الى خيارات سياسية واضحة، وهي ان الاسرائيلي هو العدو والاستراتيجية الدفاعية تبحث على طاولة الحوار والحكومة التي يجب ان تشكل هي حكومة وفاق وطني والقاعدة هي الاتفاق على المسائل الاساسية كما اتقفنا سياسيا في هذه الحكومة في الفترة المقبلة، حينما نصل الى خيارات سياسية من هذا النوع يعني ان لبنان دخل سياسيا في مرحلة فيها الاستقرار والطمأنينة، ويمكننا من خلال هذه المرحلة السياسية ان نتحدث عن مستقبل للوطن وللبلد في شتى الميادين الاقتصادية والاجتماعية والمهم ان تكون الاولويات واضحة". وشدد على "اننا سنبقى جاهزين للتعاون ولمد اليد ولمصافحة كل من يريد ان يتقدم خطوة في اتجاه المصالحة الحقيقية التي توصل الى توافق حقيقي والتوافق. الاهم هو التوافق السياسي وليعرف اللبنانييون من هو عدوهم ومن هو صديقهم، وكيف يوجهون بوصلة الاحداث والاولويات السياسية".

 

مكاري: عون يُضعف رئاسة الجمهورية بمطالبته بسحب الحقائب السيادية من حصة سليمان الوزارية 

تطاول العماد عون أو غيره على البطريرك هو بمثابة جريمة 

موقع 14 آذار/٩ اب ٢٠٠٩

استغرب نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري اليوم الأحد حملة رئيس تكتل الاصلاح والتغيير العماد ميشال عون وأعضاء من كتلته "على رمزين سياديين كبيرين هما رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والبطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير"، واعتبر أن عون "يساهم عملياً في اضعاف موقع رئاسة الجمهورية" من خلال سعيه الى سحب الحقائب السيادية من حصة الرئيس في الحكومة، واتهمه بأنه "أداة لتعطيل مسيرة تأليف الحكومة" و"لغم مضاد لكل ما يساهم في حسن سير المؤسسات الدستورية"، واصفاً "تطاول العماد عون أو غيره على البطريرك صفير" بأنه "جريمة".

وقال مكاري إن "رئيس الجمهورية هو رمز الوطن والمؤتمن على الدستور والمؤسسات، والرئيس سليمان تحديداً هو خير من يمكن أن يؤدي في هذه المرحلة بالذات، من خلال حصته في الحكومة، دور الضامن للدستور ومؤسساته، وبالتالي، لا يحق لعون أن يحدد للرئيس حصته الوزارية، ونوعية الحقائب التي يجب أن يحصل عليها في الحكومة، وأن يطالب بحرمانه حقائب سيادية ليطالب بها لنفسه، كما لو أنه صار أهم من رئيس البلاد". ورأى مكاري أن "عون يطالب بالشيء وعكسه، فهو دعا مراراً الى تعزيز صلاحيات رئيس الجمهورية، ولكن ها هو اليوم يساهم عملياً في اضعاف هذا الموقع، وفي الحدّ من فاعلية دوره، تماماً كما فعل عندما شارك باندفاع في تعطيل الانتخابات الرئاسية والتسبب بالفراغ في السدّة الأولى".

ولاحظ مكاري أن "عون يشكّل أداة لتعطيل مسيرة تأليف الحكومة، كما كان يسعى دائماً، لاعتبارات خاصة باتت معروفة، الى تعطيل كل الاستحقاقات الدستورية، اذا لم تكن توصله الى هاجسه السلطوي الذي يحكم كل سياساته وخياراته". ولاحظ مكاري أن عون أصبح "لغماً مضاداً لكل ما يساهم في حسن سير المؤسسات الدستورية، وهو يقدم خدماته، من حيث يدري أو لا يدري، لمن يرغب في عرقلة مسيرة الاستقرار في البلد، وشلّ عجلة الحكم فيه".

من جهة أخرى، استهجن مكاري معاودة عون هجومه على البطريرك صفير وانتقاده مجدداً التحذير الذي أطلقه االبطريرك عشية الانتخابات، من الخطر على الكيان. وشدد مكاري على أن "البطريرك الماروني هو حامي الكيان، وهذا ينطبق تماماً على البطريرك صفير الذي أدى دوراً حاسماً في مسيرة استعادة الاستقلال والحرية والسيادة". وأضاف مكاري "ان تطاول العماد عون أو غيره على البطريرك صفير هو بمثابة جريمة، لأنه تطاول على ما يرمز اليه سيد بكركي من قيم وطنية سامية". وشدد مكاري على أن "للبطريرك الحق في الدفاع عن الكيان قبل الانتخابات وبعدها، وفي أي وقت يشعر فيه أن هذا الكيان مهدد". وخلص الى القول "إن البطريرك يمثل صرحاً وطنياً كبيراً كان على الدوام رمز الدفاع عن لبنان واستقلاله، أما من يتطاول عليه فقد بات رمزاً للتبعية لمن هم أعداء الكيان".

 

إحالة شركة إنترنت "غير شرعية" على القضاء وباسيل ينفي ارتباطها باسرائيل

نهارنت/وضع القضاء اللبناني يده على قضية شركة إنترنت "غير شرعية" وأحالها على الأجهزة الأمنية. وأعلن وزير الاتصالات جبران باسيل "ان العقيد في الجيش اللبناني داني فارس هو الذي تعقّب المحطة التي كانت موجودة في الباروك والمرتبطة باسرائيل، وقام الجهاز المعني بفك الأجهزة وأحال تقريراً الى القضاء"، معتبراً انه طالما ليست هناك اجراءات رادعة من القضاء فسيكون هناك العديد من المحطات المخالفة. واذ نفى باسيل أن تكون محطة الانترنت المعنية مرتبطة بإسرائيل، لفت الى "أن ليس من وظيفته القول لأي جهة سياسية تابعة هذه الشبكة"، مشيراً الى ان "هناك تشويشاً على شبكة الخليوي وتم الإبلاغ عنه ولم يتم أخذ أي إجراء في حقها"، واعتبر "انه طالما ليست هناك إجراءات رادعة من القضاء فسيكون هناك العديد من المحطات المخالفة". وكانت مجموعة من مخابرات الجيش اللبناني، قامت بمداهمة محطة في أعالي الباروك في منطقة الشوف تبين أنها موصولة بهوائي موجه الى الناحية الجنوبية، وبعد التدقيق في المعدات داخل المحطة، تبين أنها متصلة مباشرة بشركة انترنت توزع اشتراكات في المنطقة، بما في ذلك لبنان، عبر إسرائيل. وتم اقفال الشركة التي تبين أنها تعمل منذ سنوات، وكذلك محطتها الموصولة هوائيا بإسرائيل وكذلك تم التحقيق مع عدد من الموظفين فيها. وأشارت مصادر سياسية لصحيفة "السفير" الى أن عددا من مؤسسات الدولة اللبنانية كانت مشتركة بخدمة الانترنت عبر الشركة المذكورة. وكان رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، كشف عن وجود شركة انترنت توزع خطوطا مصدرها إسرائيل وأنها تملك محطة في منطقة جبلية وهي تعود لفريق سياسي نافذ في السلطة. 

 

اسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الاحد 9 اب 2009

صدى البلد

رغم الانزعاج الكبير من قوى 14 آذار من النائب وليد جنبلاط، إلا أنهم لا يدلون بأي تصريح لمنع تعظيم الأمور.

أشارت مصادر موثوقة الى أن امتعاض قطب درزي معارض يأتي في سياق "تهميشه" حكوميا رغم دوره التصالحي على جميع الأصعدة.

يتوقع ركن معارض بأن تمتد نيران التفكك الى صفوف 8 آذار بعد 14 آذار

المستقبل

علم ان مسؤولاً لبنانياً أبلغ وزيراً أوروبياً زار بيروت أخيراً، ان لبنان لن يسمح بأي توتير في الجنوب او انزلاق لوضعه الى مرحلة اللااستقرار.

تؤكد أوساط ديبلوماسية ان جميع الموفدين الدوليين الذين يزورون لبنان يستفسرون عن منحى العلاقات اللبنانية السورية وما اذا كانت بيروت بحاجة إلى أي مساعدة في هذا الموضوع.

بدأت الدوائر المختصة إعداد الخطاب الذي سيلقيه رئيس الجمهورية ميشال سليمان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في ايلول المقبل.

النهار

كشفت مصادر ديبلوماسية ان جوانب سلبية في بعض الاتصالات التي اجراها موفد عربي اخيراً الى بيروت ظلت في الكتمان.

قال وزير سابق ان كثرة تقلبات النائب وليد جنبلاط تجعل كل من يرغب في التحالف معه حذراً.

تردد أن مبنى قصر بسترس بيع مرة جديدة في وقت يتأخر وضع الحجر الاساس لتشييد مبنى جديد في الوسط التجاري.

 

الشيخ قاووق:المستفيد من تأخير تشكيل الحكومة هم المتضررون في الخارج

الساتر الاسرائيلي في كفرشوبا لا يزال قائما والامم المتحدة تعمل على تكريس الخرق

وطنية - 9/8/2009 رأى مسؤول منطقة الجنوب في حزب الله الشيخ نبيل قاووق أن ما أنجز من صيغة توافقية تؤمن شراكة حقيقية في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية يشكل انجازا وطنيا فيه مصلحة لكل الوطن واللبنانيين، وقال إن المستفيد الأوحد من تأخير تشكيل حكومة الوحدة الوطنية هم المتضررون في الخارج، الذين كلما تأخر تشكيل الحكومة وجدوا فرصة حقيقية لاستهداف التوافق الوطني، مؤكداً بأن لا مجال أمام اللبنانيين إلا أن يعتصموا بالوفاق ولا صوت يعلو فوق الوفاق لأنه خير لا بد منه للجميع. كلام الشيخ قاووق جاء خلال احتفال بذكرى 15 شعبان وذكرى الانتصار في بلدة مجدل زون. وسأل بماذا تُفسر زيارة ليبرمان لبلدة الغجر قبل أيام؟ وهل هي رسالة سلام إلى لبنان أم رسالة استفزاز؟ أم هي اعتداء على السيادة وتحدٍ لكل الكرامة اللبنانية وأين القرار 1701 عندما يزور ليبرمان قرية الغجر المحتلة في حين ينص القرار الدولي على فورية انسحاب إسرائيل من الجزء الشمالي لبلدة الغجر؟. وقال: إن إسرائيل لا تعبأ بالقرارات الدولية في حين أن المجتمع الدولي والأمم المتحدة عاجزان عن ردعها عن عدوانها، مشيراً إلى الخرق الإسرائيلي في بلدة كفرشوبا حيث كان هناك تنديدات من الخارجية اللبنانية ومن اليونيفيل ومن أهالي البلدة، وقد طالبت قوات الطوارئ الدولية حينها اللبنانيين بالهدوء وضبط النفس وان لا يتحركوا باتجاه نقطة الخرق ووعدت لبنان رسميا بأنها ستعمل على إزالة هذا الساتر الإسرائيلي خلال 72 ساعة، وقد مر أكثر من شهر والساتر لا زال موجودا والأمم المتحدة تعمل على تكريس هذا الخرق وهذا الساتر وهذا يؤكد عجز كل الخيارات السياسية والدبلوماسية عن ردع إسرائيل ويشكل تحديا حقيقيا للبنان ويؤكد مجددا على أن المقاومة تشكل ضرورة إستراتيجية في مواجهة التحديات الاسرائيلية. سائلا: متى يرتقي المسؤولون في لبنان الى مستوى عطاءات الشهداء والتحديات التي يفرضها نتنياهو على المنطقة؟.

 

البطريرك صفير ترأس قداس الاحد في الديمان والتقى النائب كيروز والقاضي شكري صادر وشخصيات

وطنية - الديمان - 9/8/2009 ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير قداس الاحد في كنيسة الصرح البطريركي في الديمان، عاونه نائبه المطران فرنسيس البيسري، الخوري شربل مخلوف، والاب سركيس الهبر الانطوني. خدمت القداس جوقة صدى قنوبين، في حضور النائب ايلي كيروز، رئيس بلدية بشري الدكتور جورج جعجع وحشد من ابناء بشري والقضاء.

بعد الانجيل المقدس، القى البطريرك صفير عظة بعنوان: "وبينما هو يصلي، تبدل منظر وجهه، وصارت ثيابه بيضا تتلالا كالبرق". (لو:29) تابع فيها الحديث عن كتاب قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر "وما جاء فيه عن تأكيدات السيد المسيح عن نفسه". وقال:

"ان العلاقة بعيد الخيام تصبح مؤاتية عندما نعتبر معنى هذا العيد المسيحاني في يهودية عصر يسوع. جان دانييلو شدد على هذا المظهر في دراسة مقنعة وربطها بشهادة الاباء الذين كانوا يعرفون حينذاك جيدا التقاليد اليهودية، وكانوا يفسرونها على ضوء النص المسيحي. ان عيد الخيام ينطوي على الميزة المثلثة الابعاد التي نجدها عادة في الاعياد الهيودية الكبرى: عيد متأت في الاصل من دين الطبيعة يصبح في الوقت عينه عيد استذكار تاريخي لاعمال الله الخلاصية، وتصبح الذكرى رجاء خلاص نهائي. الخليقة، والتاريخ، والرجاء مترابط احدهم بالاخر. واذا كان عيد الخيم بما فيه من تضحية بالماء كان يسمح بالاستسقاء الذي الذي لا بد منه لارض عطشى، فالعيد يتحول حالا استذكارا لاجتياز اسرائيل الصحراء الذي كان فيه اليهود يسكنون في مظال ويستشهد دانيالو بريسانفيلد: "وكانت الخيام مصاغة ليس فقط كذكرى الحماية الالهية في الصحراء، انما ايضا كتصور مظال يسكنها الابرار في القرن المقبل. وهكذا يظهر ان معنى اخرويا كلي الدقة كان معلقا بطقس عيد الخيام المميز كما كان يحتفل به في زمن اليهودية". في العهد الجديد، نجد ان لوقا يأتي على ذكر المظال الابدية التي يسكنها الابرار في الحياة الاتية. "ان تجلي مجد يسوع ظهر لبطرس كعلامة تدل على ان الازمنة المسيحانية قد جاءت. والحال ان احدى علامات الازمنة المسيحانية كانت سكنى الابرار في المظال التي كانت تمثل خيام عيد المظال". ان خبرة التجلي التي عاشها بطرس ابان عيد المظال سمحت له بان يفهم لدى انخطافه ان "الحقائق التي كان طقس العيد يمثلها قد تمت ... وهكذا ان مشهد عيد التجلي يشير الى ان الازمنة المسيحانية قد جاءت". وعندما نزل من الجبل هو اولا زمن الصليب والتجلي - وان يصبح الانسان نورا بقوة الرب معه - يعني ان نور الالام يغير كياننا.

انطلاقا من هذا الاطار، يمكن اعطاء معنى جديد لكلمة مقدمة يوحنا الاساسية التي اجمل بها الانجيلي سر يسوع: الكلمة صار جسدا وحل فينا (حرفيا اقام خيمته). اجل ان الرب "نصب خيمته" جسده بيتا، مدشنا هكذا العصر المسيحاني. في هذا الخط، تأمل غريغوريوس النيصي لاحقا، في نص ممتاز، العلاقة بين عيد المظال والتجسد وهو يقول ان عيد المظال قد احتفل به دائما، ولكنه لم يكتمل: "ان باني المظال الحقيقي لم يكن بعد هنا. ولكي يحتفل بهذا العيد، طبقا للكلمة النبوية (اشارة الى المزمور 118:27)، ان الله ورب الجميع تجلى لنا ليتمم بناء الخيمة الطبيعة البشرية.

هذا الاعلان الاحتفالي ليسوع كابن تبعه على التو: "اسمعوا له". وهنا تظهر مجددا العلاقة جلية بين صعود موسى الى سيناء، وهي علاقة قلنا فيها منذ البدء انها تشكل الواجهة الخلفية من تاريخ التجلي. وقيل لنا الان عن يسوع " له اسمعوا". واليكم التعليق المؤاتي الذي اعطاه هارتموت جيزه:"لقد صار يسوع كلمة الوحي الالهي عينه. وكان صعبا على الانجيليين ذلك باكثر وضوحا، وقوة: يسوع هو التوراة بعينها". وهذه هي ايضا نهاية الظهور الذي تختصر هذه العبارة معناها العميق. وكان على التلاميذ ان ينحدروا مع يسوع وان يكتنهوا هذه العبارة:"اسمعوا له". اذا كنا نفهم هكذا محتوى رواية التجلي - بزوغ فجر العهد المسيحاني - يكون هكذا في مقدورنا ان نفهم العبارات الغامضة التي ادخلها مرقس بين اعتراف بطرس والتعليم المعطى الى التلاميذ من جهة، ورواية التجلي من جهة ثانية:" وقال لهم: الحق اقول لكم: بين الذين هم هنا، لن يذوق بعضهم الموت قبل ان يروا ملكوت الله يأتي بقوة. ما يمكن هذا ان يعني؟ هل كان يسوع يعلن مسبقا ان بين الذين يحيطون به سيكون من هم على قيد الحياة عندما سيأتي في الآخرة، لدى مجيء ملكوت الله النهائي؟ او اي شيء آخر؟

أبان رودولف باش بطريقة مقنعة ان هذا المقطع، الموضوع على التو قبل التجلي، يعني بوضوح تام ان له علاقة بهذا الحدث. ان بعضا من الحاضرين، وعلى كل حال التلاميذ يرافقون يسوع بعدئذ في صعوده الى الجبل، اكد لهم انهم سيعيشون مجيء ملكوت الله "بقوة". وعلى الجبل رأى التلاميذ الثلاثة يسوع ينيره مجد ملكوت الله. وعلى الجبل، غطتهم غيمة الله المقدسة بظلها. وعلى الجبل، لدى محادثة يسوع المتجلي مع الشريعة والانبياء فهموا ان ساعة عيد الخيم الصحيح قد أتت. وعلى الجبل، لدى محادثة يسوع المتجلي مع الشريعة والانبياء فهموا ان ساعة العيد الحقيقي، عيد المظال قد أزفت.وعلى الجبل فهموا ان يسوع هو عينه التوراة الحية، كلمة الله الكاملة. وعلى الجبل رأوا قوة الملكوت الآتي مع المسيح.

ولكن في الوقت عينه لدى الالتقاء المخيف مع مجد الله في يسوع، كان عليهم ان يفهموا ما اعلنه بولس لتلاميذ كل الازمنة في رسالته الاولى الى اهل كورنتس:" انا ننادي بمسيح مصلوب، عثار لليهود، وحماقة للمسيحيين، واما للمدعوين من اليهود واليونانيين فللمسيح قدرة الله، وحكمة الله". هذه القدرة، قدرة الملكوت الآتي ظهرت لهم في يسوع المتجلي الذي يتحدث الى شهود العهد القديم عن "ضرورة" آلامه كطريق الى المجد. وهكذا رأوا استباق اليوم الاخير، وهكذا يدخلون تدريجيا في عمق سر يسوع.

ان تجلي يسوع المسيح على طور تابور جاء برهانا على ألوهيته. وهذا التجلي هو تذوق مستقبل للملكوت. ومنذ ان اعترف بطرس بان يسوع هو المسيح المنتظر وابن الله الحي "بدأ المعلم يظهر لتلاميذه ان عليه ان يذهب الى اورشليم ويتألم كثيرا ... ويصلب وفي اليوم الثالث يقوم". ولكن بطرس وسائر الرسل لم يفهموا هذا الكلام. لذلك تجلى على جبل عال امام ثلاثة شهود هم: بطرس ويعقوب ويوحنا، وتألق وجهه، وراحت ثيابه تلمع كالثلج، وظهر له موسى وايليا وهما يخاطبانه عن ذهابه الى اورشليم حيث سيصلب. وغطته غمامة وسمع صوت من السماء يقول:" هذا هو ابني الحبيب فله اسمعوا".

استقبالات

وبعد القداس استقبل البطريرك صفير المشاركين في الذبيحة الالهية. ثم استقبل النائب ايلي كيروز على رأس وفد من بلدة بشري. وقد شكر الوفد للبطريرك على زيارته الى مدينة بشري.

والقى النائب كيروز كلمة اكد فيها على "متانة العلاقة والروابط بين بشري والبطريركية المارونية".

ورد البطريرك صفير بكلمة شكر فيها للوفد زيارته وللحفاوة والاستقبال الذي لقيه خلال زيارته مدينة بشري، وقال:" نأمل ان تبقى هذه المدينة والتي هي عاصمة القضاء مضيافة كما عهدناها، ومرحبة بالزوار وفاتحة ابوابها لكل الناس تستقبل الجميع بكل محبة واحترام، آملين ان يعم الازدهار بلدتكم لتنمو وتكبر ويزداد الخير فيها".

كما استقبل البطريرك صفير خادم رعية ادالايد الاوسترالية الخوري راجي صليبا ورجل الاعمال المغترب لويس صهيون.

ونقل الخوري صليبا تحيات "ابناء الرعية الى البطريرك صفير الذي زارهم الصيف الماضي".

وحمله البطريرك صفير "بركاته للبنانيين في ادالايد"، داعيا اياهم الى "تعميق تواصلهم مع لبنان".

واستقبل البطريرك صفير رئيس مجلس شورى الدولة القاضي شكري صادر وعضوة المجلس القاضية ريتا كرم قزي.

والتقى رئيس الحركة "الاجتماعية اللبنانية" المهندس جون مفرج وعرض معه الاوضاع اللنبانية وموضوع تأليف الحكومة بعد الموقف الذي صدر عن النائب وليد جنبلاط. وقد اكد مفرج "ان موقف جنبلاط يحمل ابعادا كثيرة اهمها حماية نفسه من التطورات المرتقبة على الساحة الاقليمية".

ثم استقبل الرئيس السابق لتجار شارع عزمي في طرابلس غسان ستيتي وعرض معه "للوضع الاقتصادي وتداعيات تأخير تأليف الحكومة على المواطنين والوضع الاقتصادي العام في البلاد".

 

حقيقة مع عدالة أو من دونها ؟

علي حمادة/ (النهار) ، الاحد 9 آب 2009

من مفاتيح التحول الذي يقوم به رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط راهنا ، وبعيدا من خطاب الحزب المستعاد من حقبة منتصف القرن الماضي ، نصيحته اكثر من مرة للرئيس الملكف تشكيل الحكومة سعد الحريري بأن عليه طلب الحقيقة وربما الاكتفاء بها من دون طلب العدالة، إذا ما كانت هذه ستذهب بالسلم الاهلي في البلاد. و لعل اهم ما في هذه المقاربة التي برزت في احدى مقابلات النائب جنبلاط التلفزيونية قبل ايام من الانتخابات النيابية الاخيرة تشديده على خطورة تقرير مجلة "در شبيغل" الالمانية الذي حفل بمعلومات ومزاعم تفيد ان "حزب الله" كانت له يد طولى في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ، بما يحرّف التوجه الاساسي الذي استقر لسنوات عند الدور السوري ليضع الكرة في الملعب اللبناني الداخلي بأخطر الاشكال و اكثرها دراماتيكية. وكان جنبلاط، ولا يزال، يتخوف من ان يكون تقرير المجلة الالمانية مقدمة للقرار الاتهامي المنتظر الذي ستصدره دائرة النائب العام التابعة للمحكمة الخاصة بلبنان في لاهاي إيذانا ببدء المحاكمات التي طال انتظارها في احدى اكبر الجرائم الارهابية السياسية التي يشهدها لبنان منذ وقت طويل. واتهام "حزب الله" وحده، او بالاشتراك مع السوريين، في اغتيال الحريري ستنشأ عنه مضاعفات خطيرة في الداخل اللبناني على رغم ان التقرير الاتهامي ليس ادانة نهائية ينشأ عنها حكم مبرم تصدره المحكمة. ولكن مجرد الاشارة الى الحزب الممتلك اكبر منظومة امنية وعسكرية في الشرق العربي من زاوية ضلوعه في اغتيال احدى كبرى الشخصيات السياسية السنية في المشرق العربي، لن يمر مرور الكرام في لبنان او في العالم العربي، ولن تنجح كل المحاولات التي ستحصل لتطويق مفاعيل القرار الاتهامي في حرف الانظار عن الحزب، خصوصا انه لم يعد يتمتع بالشعبية اللبنانية والعربية على النحو الذي كان في السابق. وقد ساهمت سياساته في الداخل اللبناني في ارفضاض النسيج اللبناني المتنوع عنه، ولا سيما بعدما توجّه السلاح نحو الداخل. وما كانت المصالحات كافية لتبدد الهواجس الكبيرة والمتجذرة في  مختلف البيئات المحلية.

اليوم يقول النائب وليد جنبلاط انه يخشى فتنة سنية - شيعية على خلفية قرار اتهامي يورط "حزب الله" في جريمة الرئيس الحريري، وربما بادراكه ان الحزب لن يتورع عن احراق لبنان كله من اجل قضية كهذه.

والسؤال الفلسفي هنا هو: هل نقبل بالحقيقة من دون العدالة، ام نُصر عليهما معا؟

ثمة من يقول ان الرئيس سعد الحريري متى لاح له خطر فتنة سنية – شيعية سيكتفي بالحقيقة ويتنازل والعائلة عن العدالة ضنا بالبلاد والعباد.

وهناك من يذهب في منحى آخر ليقول إن قبول الحريري بالحقيقة وحدها من دون العدالة لا يكفي، لأن احدا في الدنيا لن يكون في مقدوره تبديد المشاعر التي ستلتهب في حال صدور القرار الاتهامي متضمنا مسؤولية لـ"حزب الله" في الجريمة.

فكيف ستكون الحال بين بيئتين لبنانيتين كبيرتين وبينهما دماء رفيق الحريري؟

وكيف تستمر العلاقة مع جهة داخلية مسلّحة تحوم حولها شبهات بهذه الخطورة؟ 

لقد كان انتقال النائب جنبلاط من اصطفافه مع رفاقه الاستقلاليين الى "منزلة بين منزلتين" ينطوي، من خلال ايحاءاته وإيماءاته، على الشعور بالخوف مما هو آت. والمشكلة ان "حزب الله"، محور الخوف، تحول آلة ترهيب في الحياة السياسية والاهلية الداخلية اللبنانية. من هنا فإن المكاسب التي يحصّلها اليوم موقتة، ومجبولة بالخوف، وستكون بمثابة قنابل موقوتة ترتد عليه في المستقبل لأنه لن يجد كثيرين في صفه ساعة تأتي  ساعة الحقيقة مع الاستحقاقات المصيرية.

اما سؤالنا الذي يبقى قائما مع المصالحات وبدونها، ومع التحولات وبدونها: اي لبنان نبنيه مع "حزب الله" كما هو اليوم؟

 

وليد جنبلاط يقف حائراً في الوسط

GMT 8:00:00 2009 الأحد 9 أغسطس

 بلال خبيز / ايلاف

في انتظار الباص الذي يصل أولاً.

وضع وليد جنبلاط صوته في دمشق. بهذا اصبحت دمشق متحكمة عملياً بالوضع الحكومي برمته. معارضة وليد جنبلاط او موالاته اليوم، تستند إلى هذ المعطى المتجدد في ما تراه دمشق وما تقترحه على اللبنانيين حول طبيعة العلاقة بين البلدين.

هذه العلاقة تريدها دمشق على النحو التالي: لم يعد دور اللبنانيين فقط خوض حروب بالواسطة، وفق معادلة اللاحرب واللاسلم التي أرستها القيادة السورية منذ عقود. اي لا حرب شاملة ولا سلام شامل، وبين الحالين تقع مناوشات في الأرض الرخوة التي تفرزها تطورات الاحداث. في فلسطين، في لبنان، في الأردن إن أمكن، في مصر: لم لا؟

لقد تطور المطلب السوري من لبنان إلى تفويضه ايضاً بالدبلوماسية النشطة المدافعة عن سوريا. وليد جنبلاط الذي يتموضع في الوسط بين تيارين لهما امتداداتهما الخارجية، يقول لن أخرج من فريق الموالاة إلى فريق المعارضة. إذ سوف يحدث ان تجد القيادة السورية نفسها ملزمة بالتضييق على مغامرات حربية من الجنوب اللبناني في اتجاه اسرائيل إذا كانت مصلحتها تقضي بذلك. وبالتأكيد سوف يحدث ان تعارض القيادة السورية ايضاً نهج الحكم في المسائل الأخرى، تلك التي تخص الدبلوماسية اللبنانية اولاً وايضاً ومن دون شك تلك التي تخص الاقتصاد اللبناني. شئنا أم أبينا، الاقتصاد السوري متعلق بالاقتصاد اللبناني مثلما ان الاقتصاد اللبناني متعلق بالاقتصاد السوري. من لبنان تستطيع سوريا ان تتحايل على العقوبات الدولية وان تستمر في اعمالها كما لو أن العقوبات لم تكن.

لكن الامر الحاسم يتعلق بالدبلوماسية اللبنانية. جنبلاط اليوم على صورة سوريا نفسها، يقف حائراً بين طريقين، منتظراً الباص الذي يصل اولاً. إذا نجحت دبلوماسية اوباما في اجبار اسرائيل على سلوك خيار تفاوضي منتج مع سوريا سيصوت الفريق الوسطي الذي يتزعمه وليد جنبلاط لمصلحة مفاوضات لبنانية مع اسرائيل حول ما تبقى من إشكالات ومشكلات بينهما. حيث من المرجح ان يعترض حزب الله على مثل هذا السلوك.

وإذا لم تنجح دبلوماسية اوباما في منع انفجار كبير في المنطقة تسعى حكومة بنيامين نتانياهو إليها، وكانت سوريا مستهدفة في هذه الحرب، فسيضغط الفريق الوسطي للمشاركة في أعمال الحرب. في هذه الحال لن تكون الموالاة سعيدة بما يجري. لأن اي حرب مهما كانت محدودة ستدمر ما بناه هذا الفريق في المجال الاقتصادي. يقول الرئيس فؤاد السنيورة: سوس الاقتصاد هو الأمن. إذا لم يكن الامن متوافراً ينهار الاقتصاد.

الفارق بين زيارة سعد الحريري إلى دمشق، وزيارة وليد جنبلاط التي تمت في المضمون بحسب الوزير السابق وئام وهاب، وبقي ان يتم تنفيذها شكلاً، ان سعد الحريري سيزور دمشق ممثلاً للبنان، ورئيساً لحكومته، اما زيارة جنبلاط التي تمت قبل أوانها، فهي زيارة فئوية في كل معانيها. اساساً لا يكف الزعيم الدرزي عن مهاجمة من يسميهم باليمين المتطرف من مسيحيي الموالاة بوصف هذا الهجوم هو جزء من التحضير للزيارة. كما لو ان الهدف من صنع هذه الطبيعة المحددة للزيارة هو فتح خصومة مع خصوم سوريا تزامناً مع انعقاد الزيارة مضموناً وشكلاً. والحديث عن الفارق بين الزيارتين هو حديث يتصل اتصالاً مباشراً بما تراه القيادة السورية الشكل الأنسب لممارسة نفوذها في لبنان. لا تريد لبنان بالجملة معها، وتصر على أخذه بالمفرق، لأنها وحتى إشعار آخر لم تحسم خيارها في اي اتجاه يسير.

في العام 1987 دخل الجيش السوري إلى لبنان واصطدم بمقاومة حزب الله التي اعترضت على الشكل والمضمون. في العام 1991 وبعد ان حط مؤتمر مدريد رحاله على مراوحة مديدة اصبح حزب الله المقاوم اكثر اسلحة سوريا فتكاً في صراعها مع إسرائيل.

ما أشبه جورج بوش الأب بأوباما. ما أشبه بشار الأسد بأبيه.

 

ما بين عون والحريري

المصدر : الأنباء الكويتية 

٩ اب ٢٠٠٩ / بحسب مصادر المعارضة، فإن الأكثرية عرفت مرة أخرى كيف تستخدم الإعلام، فغطت على كل مشاكلها في الاتفاق على توزيع الحقائب بالقول ان توزير جبران باسيل هو المشكلة والعقدة التي تحول دون تأليف الحكومة. وقد رأى مصدر في التيار الوطني الحر ان عقدة توزير جبران باسيل هي اتهام ساقط حكما لأن تكتل التغيير والاصلاح لم يقدم بعد أسماء وزرائه، وقد لا يكون بينهم الوزير باسيل. وشرح المصدر ان وزير الاتصالات في حكومة تصريف الأعمال كان مازال يبحث مع الرئيس المكلف سعد الحريري في الحقائب المنوي اعطاؤها للمعارضة، قبل سفر الأخير الى فرنسا، وفور تحديد الحقائب الخمس التي ستعطى للتكتل، سيقدم الأخير لائحة بالأسماء التي يجدها مؤهلة وكفوءة لتولي المسؤولية.

في المقابل، قال مصدر قريب من الحريري ان العماد عون شعر بداية انه مستبعد، فبادر الى التسريب انه يتمسك بإبقاء وزرائه الحاليين الذين صدف انهم خسروا جميعهم الانتخابات، ثم بدأ يقدم مطالب تعجيزية كطلب حصوله على حقيبتي الداخلية والاتصالات.

وبحسب مصدر الحريري، فإن باسيل موفد عون الى قريطم يحمل في كل زيارة تصورا جديدا يكاد يمكن القول انه يتناقض مع التصور السابق. وكشفت مصادر سياسية مواكبة للاتصالات القائمة بين الحريري وعون ان مطالبة الأخير بخمس حقائب وزارية غير قابلة للتطبيق، على رغم انه أغفل أي حديث عن اسناد نيابة رئاسة الحكومة الى اللواء عصام أبو جمرا. وأكدت ان باسيل لم يدخل في اجتماعه الأخير مع الحريري في التفاصيل المتعلقة بتسمية مرشحي تكتل التغيير والاصلاح للدخول في الحكومة العتيدة، وقالت ان هذا ما تبلغه الرئيس بري من رئيسي الجمهورية والحكومة المكلف.

الا ان المصادر نفسها رأت ان عون لايزال متمسكا بترشيح باسيل للوزارة وأن لا عودة عن قراره على الأقل في المدى المنظور، وهو يدافع عنه أمام أعضاء تكتله ومحازبيه مؤكدا انه لا يحق لأحد التدخل لدى التيار الوطني الحر في تسمية مرشحيه وكشفت مصادر ان باسيل طرح على الحريري مطالب عون بالتدرج وهي توزيع حصته بين وزير أرمني لحزب الطاشناق وأربعة وزراء جميعهم من الموارنة، والحصول على واحدة من الحقائب الأربع السيادية، وحدد الخيار بين حقيبة الداخلية التي هناك توافق على ان تكون من حصة الرئيس سليمان ويتولاها الوزير الحالي زياد بارود، أو المال التي هناك تسليم بأنها تعود الى وزير يسميه الحريري. ورغم استمرار تكتم الرئيس المكلف، فإن أوساطا مطلعة أشارت الى ان الحريري استغرب مطالب عون. وذكرت ان عون لم يتمسك بالحصول على ٤ وزراء موارنة بينهم الوزير الذي يمثل النائب سليمان فرنجية الذي هو عضو في التكتل الذي يرأسه عون، باعتبار ان التمثيل الماروني في حكومة وحدة وطنية يتوزع بينه وبين حزب الكتائب و«القوات اللبنانية» والمستقلين المتحالفين مع قوى 14 آذار والرئيس سليمان الذي يفترض ان يحصل كل منهم على وزير ماروني لكنه أصر على واحدة من الحقيبتين السياديتين.

وأشارت هذه الأوساط الى ان رد الحريري كان بما معناه: لماذا لا تأخذون مكاني في تأليف الحكومة كأنكم أنتم الذين ربحتم الانتخابات وأنا أجلس جانبا وأتفرج؟ ونقل عن الوزير باسيل تعليقا على مواقف الذين يعتبرون ان الاصرار على توزيره انما يشكل العقدة الأبرز أمام ولادة الحكومة: «من الواضح أنني أصبحت عقدة لسانهم، وهذه مشكلتهم وليست مشكلتنا». وأضاف: «اذا كان البعض يعتبر ان الرسوب في الانتخابات هو معيار لعدم دخول الحكومة، فنحن أيضا لدينا معيارنا وهو ان المتقلبين والفاسدين والفاشلين في الحكومات السابقة يجب عدم توزيرهم»، لافتا الانتباه الى ان الرئيس المكلف لم يبلغه حتى الآن برفض توزير الراسبين. ولفت الانتباه الى ان الرئيس الحريري يواجه مشكلات في توزيع الحقائب والاعداد مع حلفائه داخل فريقه، ولا يجوز القاء تبعات التأخير في تشكيل الحكومة على العماد عون. وأكد انه عندما يتم الاتفاق مع العماد عون على نوعية الحقائب، ينتقل الجنرال الى المرحلة التالية وهي تسمية وزرائه.

 

عدوان: تموضع جنبلاط بدل بالصيغة 15-5-10

موقع 14 آذار/  ٩ اب ٢٠٠٩

أكد عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب جورج عدوان ما نقلته صحيفة "الحياة" حول أن "القوات" مع إعادة النظر بالصيغة التي إتفق عليها لتشكيل الحكومة، بعد موقف النائب وليد جنبلاط الأخير، وأضاف: "ما ورد في "الحياة" يعكس قراءتنا كـ"قوات لبنانية" بالنسبة للوضع الجديد، والكل مجمع اليوم أن تموضع وليد جنبلاط بدل بالصيغة الموجودة والتي كنا نتكلم فيها وهي 15-5-10". وقال عدوان في حديث إلى "أخبار المستقبل" أن "هذا التموضع يدفعنا لإعادة النظر بهذه الصيغة، واليوم هناك خارطة جديدة نتيجة هذا التموضع السياسي"، وأضاف: "وهذا يستوجب أن يرى الرئيس المكلف مع رئيس الجمهورية ما هي الصيغة الأفضل في ضوء هذا التموضع". وفي هذا السياق سأل جنبلاط: "لماذا لا نذهب إلى حكومة تكنو قراط الآن، ونترك الأمور الخلافية لبحثها، من دون أن تؤثر على مشاكل المواطن الحياتية، فهذه فكرة، وسنطرحها مع الرئيس المكلف". ورأى النائب عدوان أن "الرئيس المكلف أخذ فترة تراجع عما يحدث لقراءة المتغيرات والتعاطي مع الوضع الجديد". وشدد عدوان على أن "القوات اللبنانية" تريد أن تكون العلاقات بين الدولة اللبنانية والدولة السورية وليس بين أفرقاء والدولة السورية، وهذا سبب عدم إسراع "القوات" كغيرها باتجاه سوريا، مشيراً إلى أن "القوات" محصنة بعلاقاتها بالفرقاء اللبنانيين وبالوحدة بعد اغتيال الرئيس الحريري، حيث أصبح تموضعها وطنياً وليس طائفياً.

 

 القبس": الحريري لن يقف بسذاجة داخل الرمال المتحركة  

الإسرائيليون يقرعون الطبول.. واللبنانيون لا يرف لهم جفن

المصدر : القبس الكويتية/٩ اب ٢٠٠٩

رغم قرع الطبول في اسرائيل، لا أحد يرف له جفن في لبنان، الناس قلقون، خائفون من حرب قد تكون آتية فعلاً، والساسة لاهون بالحقائب، حتى ان وزير الخارجية الأسبق فؤاد بطرس يحذر من «اللحظة البيزنطية» التي طالت أكثر من اللزوم في لبنان..

تهديدات اسرائيلية يومية تبدو جزءاً من سيناريو وصل الى اللمسات الأخيرة، ورغم كل التطمينات بأن المرحلة المقبلة دبلوماسية لا عسكرية، واستعدادات لا مثيل لها، كما يقول الخبراء العسكريون، وحالة تأهب استثنائية في «حزب الله»، الذي يتحاشى زيادة مستوى الهلع، بالتأكيد ان الكلام الاسرائيلي هو للاستهلاك المحلي.

برودة ظاهرية

لكن حتى الاوساط الدبلوماسية في بيروت بدأت تتعاطى بجدية مع المواقف الاسرائيلية، وتسأل عن سبب برودة «حزب الله»، وهي برودة ظاهرية حتماً، حتى ان هناك من يربط «انعطافة» رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط بالاحتمالات التي تطرق الباب، ومع التساؤل ما اذا كانت حكومة نتانياهو تريد الهرب من الضغوط الاميركية نحو الساحة اللبنانية، المشرعة دوماً للتسخين العسكري..

كيف يتعاطى الحريري؟

كل شيء بانتظار عودة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري من فرنسا، وقبل العودة، لا بد أن تكون اتصالات رئيس الجمهورية ميشال سليمان، اضافة الى اتصالات أخرى تتعدى الحدود، اذ حسب مصادر سياسية متابعة، فان الحريري لا يتعاطى عشوائياً، ولا غوغائياً، ولا هامشياً، كما بعض الحلفاء، مع تحول رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط، معتبرآً ان هذا الأخير خرج فعلاً من قوى 14 آذار.

وعلى هذا الأساس، فالحريري لا يريد أن يقف وسط رمال متحركة، بل على قاعدة صلبة في تشكيل حكومته. وبعدما بات واضحاً ان الأكثرية لم تعد أكثرية في ضوء الابتعاد الجنبلاطي، وهي لم تصبح 60 نائباً بدلاً من 71، اذ ان رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي وحليفه احمد كرامي، فضلاً عن النائب ميشال المر، لا يعتبرون من قوى 14آذار حتى ولو تحالفوا معها انتخابيا.

أقليتان في البرلمان

استطراداً، أصبحت البلاد أمام أقليتين، كل واحدة منها تتألف من 57 نائباً. وبحسب المصدر، فإن الرئيس الملكف لم يذهب الى «الكوت دازور» الفرنسي لكي «يتأمل» فقط، وانما أيضاً لكي يدرس الاحتمالات، بعيداً عن الضوضاء التي احدثها الحدث الجنبلاطي، وهو يريد الآن ضمانات، أو ما شاكل ذلك، كي لا يكون هناك من نصب له فخاً أو على الأقل كي لا تتعثر تجربته الحكومية الأولى، اذ ان ثمة مفاعيل لمواقف جنبلاط تتخطى المرحلة الراهنة، كما أن عملية خلط الأوراق التي تحدث عنها رئيس المجلس النيابي نبيه بري ليست واضحة بما فيه الكفاية.

القنبلة والطعنة

وبحسب المصدر، فإذا كان البعض، لا سيما في «حزب الله» وحركة «أمل» يلوم الحريري ويحمله مسؤولية التأخير في اعلان التشكيلة ما دام قد حصل التوافق حول الصيغة ولم يعد هناك سوى توزيع الحقائب، فإنه يفكر، بصورة مختلفة، ويعتبر أن من السذاجة بمكان اعتبار أن صيغة 15 - 5 - 10 لم تهتز أو لم تتغير، فقد حدث أمر كبير، وحساس، وينبغي أن يؤسس عليه لا أن يستأنف مشاوراته الخاصة بتشكيل الحكومة، كما لو أن التحول الجنبلاطي مجرد واقعة عرضية.. حتى أن النائب بطرس حرب، ورغم وصفه خطاب البوريفاج بـ «القنبلة الصوتية»، فقد لاحظ أن الحريري يشعر بأنه تلقى طعنة في الظهر.

المصدر : القبس الكويتية

 

دمشق مهتمّة بالتقاط صوَر تبرّئها من تهم الاغتيالات 

المرحلة المقبلة: استمالة الجميّل وعزل جعجع 

ايلي الحاج/ المصدر : النهار /٩ اب ٢٠٠٩

عندما يعود سمير جعجع وزوجته من السفر ستكون في انتظاره مفاجأة غير سارة: قرار بمحاولة اعادته الى المربع الذي حوصر فيه خلال المرحلة التي تلت مقاطعة الانتخابات النيابية عام 1992 حتى اعتقاله بعد سنتين.

وسيسمع اللبنانيون تالياً الكثير مجدداً عن ارتكابات الرجل ماضياً وحاضراً ومستقبلاً في بعض وسائل الاعلام، وتصريحات لشخصيات قوى 8 آذار وخلفها القيادة السورية لإعادة تظهير صورة حزب جعجع "القوات اللبنانية" على انه "الشر الاكبر" انطلاقاً من خطة عمل للمرحلة المقبلة تركّز على "انهاء" قوى 14 آذار وتحويلها حلفاً ثنائياً لا أكثر، يضم من جانب رئيس "تيار المستقبل" الرئيس المكلف سعد الحريري، ومن جانب آخر سمير جعجع.

وفي تبريرها لهذه الرؤية تروي اوساط معارضة ان اركاناً فيها باتوا على اقتناع تام بأن القوى الاقليمية والدولية التي رعت حركة 14 آذار وحمتها ودعمتها بكل الوسائل والإمكانات، لم تعد تحتاج اليها بعدما أدت اغراضها. وقد أدرك ذلك رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط فغادرها على عجل الى مكان لم يُحدد بعد. وهناك شخصيات وقوى اخرى ستتبعه على الطريق الى دمشق.

في هذه الرواية "الرؤيوية" لاوساط المعارضة ان رئيس حزب الكتائب الرئيس امين الجميل ليس بعيداً من هذا الخيار الى الحد الذي يصوِّره، خلافاً للانطباعات التي تشيعها تصريحاته. فالرجل "منفتح"، كما نقل عنه، على القيادة السورية، وحزب الكتائب على مسافة من الأمانة العامة لقوى 14 آذار، وأحياناً لا يمثله أحد في اجتماعاتها، و"الرجل القوي" او الثاني عملياً في الحزب النائب سامي الجميل ليس "14 آذارياً" بالضبط خلافا لشقيقه الراحل بيار الجميل – وفق ما ترى اليه اوساط المعارضة – وخطابه السياسي يترجح بين خطاب عمه الرئيس الراحل بشير الجميل ايام كان قائداً لـ"القوات" في عز الانقسام المسيحي – الاسلامي، وخطاب النائب العماد ميشال عون، مما سهَّل التوصل الى ورقة سياسية بين حزب الكتائب و"تيار المردة" من ثلاثة بنود توجه ضمناً اصابع اتهام الى السنية السياسية – اذا جاز التعبير – بالافتئات على حقوق المسيحيين وحضورهم السياسي. وفوق ذلك قد يكون الرئيس الجميل يخشى فعلاً على حياة نجله الصاعد سياسياً، خشية تأخذها العامة في الحسبان بتناولها شؤون البيوت السياسية اللبنانية، وقد حكي عن اوضاع مشابهة سابقاً في عائلة المر لتفسير توجهات النائب ميشال المر وسياساته. في هذا الاطار ربما يأتي حديث الوزير السابق وئام وهاب عن إحباط "محاولة انتحارية" ضد النائب سامي الجميل.

ويؤيد بعض الساسة في 14 آذار نظرية فحواها ان دمشق تريد بكل قوة ان يزورها الرئيس المكلف الحريري والرئيس الجميل لأنهما "من اهل الدم"، اي من "اهل الشهداء" لإفادتها الأكيدة من التقاط الصور معهما دليلاً على براءتها من شبهات، بل اتهامات وجهت اليها بالمسؤولية عن الجرائم التي ارتكبت خلال الاعوام الماضية في لبنان.

إلا ان مسؤولين في الكتائب يستبعدون تخلي حزبهم عن حركة 14 آذار، أو اعلان انفصاله عنها الى دائرة الوسط المؤيدة لرئيس الجمهورية ميشال سليمان والتي لا تزال في مرحلة الهيولى، يحكى عنها لكنها غير موجودة. كما يستبعدون ان يزور الرئيس الجميل دمشق لاسباب تنافسية في الوسط المسيحي مع جعجع وحزبه، على رغم انهم يتساءلون عن جدوى "الحرد" اذا زار دمشق الرئيس المكلف الحريري والنائب جنبلاط وكرّت السبحة.

بعد الرئيس الجميل تتطلع قوى 8 آذار، وخلفها سوريا الى "سحب" الرئيس نجيب ميقاتي والوزير محمد الصفدي من تحالف الغالبية، على رغم ان للرجلين مصالح وعلاقات وثقى بالمملكة العربية السعودية. ففي حسابات 8 آذار ان السعودية لم يعد يهمها سوى الحريري وتياره "المستقبل"، وسمير جعجع و"قواته". اذ تعتبر ان قوى 14 آذار أمنت الدفع الداخلي لإخراج الجيش السوري من لبنان وانشاء المحكمة الدولية وانتخاب رئيس للجمهورية وحالت في الانتخابات الاخيرة دون هيمنة محور ايران – سوريا على لبنان وبالتالي لم تعد ثمة في المدى المنظور حاجة ملحة اليها، ولا باس في خلط الاوراق لاخراج لبنان من الاصطفافات الحادة والخطيرة والتي يمكن ان تهدد أمنه واستقراره. والدليل على هذا المنحى عدم محاولة الموفد السعودي الوزير عبد العزيز خوجة ثني النائب جنبلاط عن المضي قدماً في السير نحو دمشق وحلفائها، واكتفاؤه ببند وحيد هو ان يبقي علاقته جيدة بالحريري ولا يتخلى عنه.

واذا تحقق تفاهم، بمسعى المملكة بين الحريري وجنبلاط، وتألفت الحكومة وزار الحريري دمشق على الأثر، فستكون الأبواب مشرعة في حسابات قوى 8 آذار امام اجتماع للقوى تحدث عنه جنبلاط سابقاً ويضم الاركان الرئيسية لدى السنّة والشيعة والدروز، ليلاقيها ائتلاف مسيحي "متفاهم" ايضاً يضم الكتائب و"المردة" و"التيار العوني".

ويبقى خارجاً، وحده سمير جعجع الذي تدعمه المملكة العربية السعودية وقوى دولية – بحسب اوساط 8 آذار – لسببين اولهما انه يمتلك قوة "احتمالية" مقاتلة في بيئته، وان يكن الصراع سياسياً وبعيداً من الطابع العنفي، وثانيهما انه اثبت على مر السنين التزامه التحالفات التي يقيمها والمبادئ التي يرفعها التزاماً كاملاً، لا يتزحزح فضلاً عن نضج أظهره في الاداء السياسي. لذلك كله، سيكون ثمة عود الى بدء في الإعلام. الى 1992 لمحو مفاعيل اعتذار جعجع من اللبنانيين، ما دام لم يعتذر من السوريين ايضاً وحلفائهم على ما فعل حليفه السابق في 14 آذار النائب جنبلاط. أما في السياسة فستكون عودة الى مرحلة سياسة "عزل الكتائب" الشهيرة التي اعتمدتها "الحركة الوطنية" عام 1975، وهذه المرة في حق ابنتها "القوات".

 

وهاب: الجبل بكل فئاته اليوم في الموقع العروبي والمقاوم الصحيح

المقاومة باقية ما دامت اسرائيل باقية ومن الاستخفاف اعتبار أمرها مرتبط بشبعا

وطنية - 9/8/2009 زار رئيس تيار التوحيد وئام وهاب يرافقه نائبه الشيخ سليمان الصايغ ورئيس هيئة العمل التوحيدي الشيخ صالح ضو وعدد من قياديي التيار، بلدة قرنايل في المتن، حيث اقيم له استقبال في منزل هشام الاعور. وخلال اللقاء قال وهاب: "نحن في الجبل الذي هو اليوم بكل فئاته في الموقع الصحيح، الموقع العروبي والمقاوم، من الاستاذ وليد جنبلاط الى الامير طلال ارسلان الى فيصل بك الداود الى الحزب السوري القومي الاجتماعي الى كل الاطراف، ولم يكن يفصلنا الا الخلاف السياسي على بعض الامور، ولكن الحمد لله هذا الخلاف السياسي زال وبزواله اصبحنا اكثر قوة".

وأكد "ضرورة العمل على تقوية دور الطائفة الدرزية في المرحلة المقبلة ليس في لبنان فحسب، انما في كل المشرق العربي، وضمن محور المقاومة والممانعة الذي صمد طيلة السنوات الماضية واثبت صحة توجهاته وصوابية سياسته، وما يحمي الدروز هو موقفهم وقناعاتهم والتصاقهم بحلفائهم".

أضاف: "انتم يا مشايخنا الاجلاء كنتم تقولون لنا دوما ان لا حماية لنا خارج سوريا، وان سوريا هي مكة الثانية والقبلة الثالثة بالنسبة لنا، وهي التي وقفت معنا في اصعب الظروف وحمتنا وصانت بيوتنا واعراضنا وارضنا. نحن والجبل اليوم امام مرحلة جديدة ستعزز موقعه في المعادلة اللبنانية وموقع الطائفة في معادلة لبنان والمنطقة".

ثم لبى وهاب دعوة غداء في منزل ضياء الاعور في حضور رئيس البلدية وعدد من فاعاليات المتن الاعلى، وكانت له كلمة اشار فيها الى ان "الدروز كانوا عبر تاريخهم الجلي سيف العروبة ودرعها المنيع وكانوا ولا يزالون جيشا مجانيا للخدمة والدفاع عن القضايا العربية المصيرية والمحقة"، وقال: "عندما نكون في الموقع العربي والمقاوم الصحيح الذي ورثناه منذ مئات السنين عن اجدادنا الذين نزلوا هذه الشواطئ حماة لثغور الدولة العربية الاسلامية، نكون موحدين وهذا هو الاساس. اليوم نحن نتأهب الى الدخول في حقبة جديدة نأخذ بها مساوىء الماضي القريب ونحوله الى ايجابيات تخدم الوطن والامة والمجتمع فتنتج حوارا يؤدي الى التفاهم الذي يعيد الاشياء الى حقيقتها فتتغير المواقف، وهذا التغيير قد يفاجئ البعض، لأن مئات السنين من الاستعمار وخيبات الامل الكثيرة من جدوى الاصلاح والتصليح قد ولدت في نفوس الكثيرين هزالا في الايمان تحول الى ضعف يتجسد في بعض الاحيان باشكال من التعصب والنقمة والحقد. يجب ان نعترف بالمخاطر التي تحيط بنا فتهدد كياننا ونستعد لمواجهتها، وهذا لا يتحقق الا بعد توفر وحدة اجتماعية متينة مبنية على الاعتراف بالآخر. لذلك يجب الا ننسى ان كل من يخالفنا الرأي يبقى دائما مواطنا لنا له علينا واجب الود والتقدير والاحترام".

وشكر "للجميع المساهمة في اللقاءات التي يقوم بها"، آملا ان "تشكل تواصلا دائما يساهم في العمل على التغيير المنشود للتوصل الى دولة القانون والمؤسسات".

بدورهم، نوه رئيس بلدية قرنايل ومختار البلدة وعز الدين مكارم "بالدور الوطني للوزير وهاب".

السلطانية

من جهة أخرى، أكد وهاب خلال رعايته احتفال تخريج طلاب في السلطانية في الجنوب ان "الجبل، كل الجبل هو بجانب المقاومة، وهذا هو موقعه الطبيعي، وموقف ابنائه التاريخي منذ مئات السنين"، وأكد ان "غيمة الصيف التي مرت قد زالت نهائيا، وكما كان جبل لبنان وجبل عامل سويا في المواجهات السابقة، سيبقيان معا في أي مواجهة مقبلة وسيحمي الجبل ظهر المقاومة ويبقى بجانبها".

وقال: "بفضل المقاومة وسيدها سماحة السيد حسن نصرالله اقتنعنا بأن الهزيمة ليست قدرا لنا واننا قادرون على الانتصار. ان تهديدات العدو لم تعد تخيفنا. والله اذا شن الاسرائيليون حربا جديدة علينا، فإنه صاحب وعد صادق، وستكون آخر معارك اسرائيل وسترتاحون من هذا الكيان السرطاني، وستسقط كل الخطوط الحمر، فإذا ارادوا قتلنا فسنقتلهم دون رحمة. لا تخافوا على المقاومة ما دام لديها شعب مثلكم".

أضاف: "الى بعض الذين ما زالوا يتحدثون بشكل احتيالي عن سلاح المقاومة أقول، يا اخي، لولا هذه المقاومة، لكانت الكرسي التي تجلس عليها اغلى منك، فكل الذين يزورونك اليوم انما يفعلون ذلك لأن هناك مقاومة في لبنان. يجب تعزيزها وجعلها ثقافة الامة والوطن. ان كل زواركم الدوليين لا يحدثونكم الا في المقاومة وان علة وجود اعداء المقاومة وانصارها هي وجود المقاومة في لبنان. لمن يريد ان يعرف مصير المقاومة، فما دامت اسرائيل باقية فالمقاومة باقية، هذه هي المعادلة. ومن الاستخفاف اعتبار امر المقاومة مرتبط بتحرير مزارع شبعا وغيرها، لأنه حتى لو تحررت هذه المزارع لا يعني ان العدوان الاسرائيلي توقف وان اسرائيل لم تعد دولة عدوانية، فهناك مسائل كثيرة يجب ان تحل، مثل موضوع عودة الفلسطينيين الى ارضهم وهذا ملف شائك، ولا يمكن للبنان ان يتخلى عن مقاومته او ان يقول انه يريد سلاما في المنطقة ما دام هناك 500 الف فلسطيني في لبنان، واستمرار تهجير الفلسطينيين يشكل عدوانا جديدا على لبنان وعدوانا مستمرا على فلسطين".

وفي موضوع الحكومة الجديدة، قال وهاب: "يبدو ان رئيس الحكومة المكلف يتقصد الضغط على بعض الاطراف عبر الاستمرار في حكومة تصريف الاعمال وهذا لا يجوز، ولكن بمحبة نقول للرئيس المكلف ان الكل مستعد للتعاون معك في تشكيل حكومة وحدة وطنية حقيقية وان العدد لم يعد له قيمة لأننا ربما اصبحنا اكثرية في المجلس النيابي والمسألة مختلفة اليوم، لذلك الكل مستعد لتسهيل مهمتك، فعد وناقش الامر بصراحة مع كل الاطراف، وابدأ بعملية تشكيل الحكومة فالسفر والاعتكاف والغموض لا يحلون المشكلة انما المبادرة وطرق ابواب الشركاء في الوطن هم الحل. إن مسألة التكليف امانة من كل اللبنانيين ولا يجوز حملها والذهاب الى خارج البلاد وترك اللبنانيين ينتظرون، وهناك الف مشكل ومشكل اقتصادي ومالي واجتماعي وما الى ذلك في لبنان".

ودعا الرئيس المكلف الى "اجراء نقاش مع كل الناس، واعتقاد البعض بأن المعارضة قد تتخلى عن احد اطرافها كلام سخيف ولا وجود له، فلا حزب الله هو من يترك حلفاءه ولا حركة امل والرئيس بري سيتركون العماد ميشال عون وحيدا، وهذه اوهام يجب ان يتحرر منها الجميع".

 

جنبلاط يحسن القراءة اما التنفيذ..  

كتب حسن صبرا

الشراع

لقد مضى ذلك الزمان الذي كان فيه وليد جنبلاط قادراً على ان يطلب من محازبيه العسكريين جرف قرى او منازل المسيحيين المهدمة نتيجة حرب الجبل، كما فعل في الجية عام 1985، بعد ان قرأ والتقط ان أي عدوان صهيوني على الجنوب الشيعي نتيجة العمليات المتصاعدة النوعية التي بدأها حزب الله ضد الاحتلال الصهيوني، يمكن ان يهجر مئات الآلاف من الشيعة، وانهم قد يستقربون الجية حيث فيها الى جانب المسيحيين (قبل ان يهجروا) سنة وشيعة، فيسكنونها وتبدأ معالم التغيير الديموقراطي في الجبل الساحلي بأغلبية شيعية بدل المارونية الراحلة.. فصواريخ حزب الله سكنت كل تل وواد وهضبة في الجبل، والشيعة خرجوا من قراهم الجبلية الى الجوار، وعام 2008 هو غير عام 1985.

جنبلاط الآن لا يستطيع حماية الدروز والجبل، بل هو قادر على شأن آخر، فقراءاته استراتيجياً لا تجاري احد في لبنان، فلا تجد سياسياً او حزبياً يقرأ كما يقرأ وليد جنبلاط، وهو لكثرة قراءاته يكثر من تقلباته، بل والاخطر انه يكبر أي صورة امامه تحت الجهر فيرى الخطر داهماً فيركض الى مواجهته قبل وقوعه فيثير فزع الآخرين الاميين.

انسحاب جنبلاط من 14 آذار/مارس يمكن ان يصيب في هذا الاستنتاج او يستند اليه.

فوليد متأكد من ان هناك فتنة مذهبية سنية – شيعية مقبلة وأنه لا ذنب للبنانيين فيها الآن حيث كونهم ادوات منفذة – وهذا ليس بقليل الا ان فتيل التفجير من الخارج دائماً – وهو يريد ان يجنب الدروز وشخصه وحزبه أناء هذه الفتنة التي لن تبقى ولن تذر.

قراءات جنبلاط:

1- القراءة الاولى عند جنبلاط جاءت من متابعته الشأن الصهيوني الداخلي، فهذه دولة لا تعيش الا بالحرب، وقد اختار جمهورها مجرم حرب فاشل بنيامين نتنياهو كآخر وريث لجيل الرواد الذين دفنهم معه اسحق رابين يوم اغتيل في 5/11/1995 بسبب اتفاقية اوسلو مع عرفات عام 1993 ومن ظل حياً منهم دخل الغيبوبة منذ سنوات عدة مع ارييل شارون.

مقتنع وليد جنبلاط بأن اسرائيل مجتمعاً ودولة ومشروعاً لا تعيش الا بالحرب، وان اللحظة التي تتوقف فيها الحرب لسنوات يبدأ التآكل في الجسد الصهيوني، لذا فإن اسرائيل تشجع على الحرب وتشجع العرب عليها، فإذا استكانوا كان لهم في المشروع الايراني خير منجد وكان لها في مشروع اخوان مسلمي فلسطين معيناً آخر، فكيف اذا تحالفا سوية ضدها؟

اسرائيل كلها كانت ضد ياسر عرفات.. اسرائيل كلها كانت مع حماس، حتى انتهى عرفات قتيلاً فضعف المشروع السلمي الفلسطيني نتيجة ضعف فتح برحيل مؤسسها، وصعدت حركة ((حماس)) فوجدت اسرائيل ان فرصتها للاستمرار زادت، فلا تسوية ولا انسحابات ولا عودة لاجئين ولا تخلي عن القدس ولا تفكيك مستعمرات ولتذهب حماس للانشغال بمعتقلي فتح وشعور المحاميات وتنشر ((الفضيلة)) في المجتمع الغزاوي المنكوب.. ولتعرض هدنة مدتها 50 سنة لتستكمل حماس اقامة اول امارة للاخوان المسلمين في العالم.

مشروع السلام الفلسطيني في عهد عرفات ومن بعده ((ابو مازن)) بسبب انقسامات ضخمة داخل المجتمع الصهيوني كتلك الانتفاضة اولى عام 1987.

اما حماس فبعد ان سرقت الانتفاضة الثانية عام 2000 وحدت المجتمع الصهيوني بالاجساد المفخخة التي قتلت مدنيين واثارت الدنيا ضد النضال الفلسطيني بعد ان جعل هذا النضال السلمي العالم كله يقف مع الشعب الفلسطيني لتحقيق دولته.

الآن،

2- يبحث نتنياهو عن أي مبرر للحرب ضد لبنان.. دون حاجة للحرب ضد حماس، فهي دخلت البيات الشتوي في صراعاتها مع فتح ومع شعب فلسطيني الى عقود تالية.

حزب الله ووليد جنبلاط يعلمان ذلك، مع خلاف جذري بين الاثنين في مقدمات ودوافع وخلاصات الحرب لكن جنبلاط يخشى اجتياحات صهيونية مؤقتة اشبه بضربات عدوانية طويلة وتدمر وتقتل وتهجر.. الى اين الى الداخل اللبناني.

لعل وليد جنبلاط قرأ ان احد التافهين خرج يقول ان الجنوبيين اذا هجروا من قراهم لن يسكنوا هذه المرة مدارس ومساجد وكنائس بل سيذهبون مباشرة الى فندق فينيسيا وصاحبه درزي وكل فنادق الخمس نجوم في كل مناطق بيروت.. والجبل.

جنبلاط يقرأ مشروع مواجهة سنية – شيعية نتيجة العدوان الصهيوني على لبنان، لأن حزب الله جهز نفسه في كل لبنان تقريباً لخوض معركة مفتوحة يصبح فيه المجتمع اللبناني كله خاضعاً للحرب.. وربما للتجنيد وربما للاجتياح.

وليد جنبلاط بات يعرف اكثر من غيره ان أي قدرة لحماية المدنيين من قبل الجيش اللبناني باتت شبه مستحيلة بعد ان تم تهجين هذا الجيش بضباطه وجنوده.. وكان درس قتل الضابط الطيار سامر حنا على يد حزب الله فوق ارض لبنانية وداخل طائرة عمودية عسكرية لبنانية ماثلاً في ذهن كل ضباط الجيش اللبناني، خاصة بعد ان اخلت المحكمة العسكرية للجيش المتهم بقتله معترفاً مصطفى المقدم.

وفي رأي وليد جنبلاط ان بعضاً من في الطوائف الاخرى ينتظر العدوان الصهيوني وتهجير مناصري حزب الله كي يصفي حساباته معهم.. ليس على المستوى السياسي حيث قيادات السنة ستقف ضد اسرائيل دائماً.. ولكن المشاعر التي استفزتها سلوكيات الحزب وقهره واحتلاله بيروت في 7/5/2008 واعتبار امين العام حسن نصر الله هذا الاحتلال يوماً مجيداً من ايام المقاومة لم تهدأ بعد.. لا بل فجرت نفسها يوم الانتخابات النيابية، وأدركت ان فرص الانتقام من سلوكيات حزب الله وجمهوره تأتيها فتقطفها ولا تذهب هي اليها.

يخشى جنبلاط انفجاراً سنياً شيعياً في لبنان على ضوء قراءته لانتفاضة ايران الشعبية ضد تزوير الانتخابات الرئاسية الايرانية ابتداء من يوم 12/6/2009 فالسلطة الايرانية عطلت اول الامر تشكيل حكومة الحريري الابن مشترطة اعتراف الغرب بنتائج الانتخابات الرئاسية الايرانية وها هي حصلت عليها لتؤكد انها تقدم في لبنان على قدر ما تحصل في ايران.. بدءاً من هذه التسعيرة البسيطة وصولاً الى الصفقة الكبرى في الملف النووي الايراني.

3- ومع كل تفاقم للأمور دخل ايران ضد السلطة الحالية الحاكمة، تلجأ هذه الى ادواتها في الخارج وأهمها على الاطلاق حزب الله الذي يبايع المرشد علي خامنئي بأكثر مما يبايعه احمدي نجاد أي مبايعة الولد لأبيه..

وهذه السلطة ربطت ما بين الانتفاضة الشعبية ضدها وبين الغرب كله، وأداتها في لبنان فيترجم هذه الثقافة بالربط بين خصومه وتحديداً وليد جنبلاط وسعد الحريري وأمين الجميل وسمير جعجع وبين الغرب كله مضيفاً عليه على الطريقة الايرانية اسرائيل دائماً.

4- القراءة الاخطر لوليد جنبلاط وردت في مجلة ((دير شبيغل)) في عددها الصادر يوم _______ اتهاماً لحزب الله بالاعداد والمشاركة في قتل الرئيس رفيق الحريري.

راقبوا كيف ان رئيس الحكومة يومها فؤاد السنيورة وزعيم تيار المستقبل سعد الحريري سارعا الى القول ان الامر كله بيد المحكمة الدولية والقضاء الدولي وانهما لن يتدخلا بينما وحده وليد جنبلاط تحدث عن مشروع فتنة واعادة تشكيل مواجهة داخلية وعربية.

ومنذ هذا التاريخ وجنبلاط مسكون بما يملكه من معلومات خاصة، وما جمع بعد نشر ((دير شبيغل)) من معلومات اخرى كلها تؤدي الى ان حزب الله هو المتهم الرئيسي في هذه الجريمة وان تقرير ((دير شبيغل)) هو القرار الظني للقاضي الكندي دانيال بلمار.

وجنبلاط قرأ دون غيره ان حزب الله ادان بالاعلام وبالسياسة وبفعل مواجهة المؤتمرة تقرير ((دير شبيغل))، لكن الحزب لم يكلف نفسه نفي أي واقعة من وقائع الاتهام وأهمها ان تقرير هذه المجلة اورد اسماء بعينها، وان الحزب لم يرد على كشف هذه الاسماء، لم ينكر وجودها، لم يظهرها للاعلام.

جنبلاط خائف من حزب الله؟. نعم وألف نعم وهو يذكر تماماً كيف وزع طلال ارسلان شريط تسجيل لحوار بينهم يوم 10/5/2008 وهو يستنجد بالمير: لقد وصلوا يا مير الى مرستي على بعد اميال من المختارة.. وطلال ارسلان يهدىء من روع وليد بيك ولا يهمك يا بيك إسا بحكي مع السيد حسن (نصر الله).

عدوان مع بيان ظني

ماذا سيفعل حزب الله بمعسكره وميليشياته وسرايا دعم المقاومة وأجهزة امنه، والباسيج الخاص به، عندما يبدأ العدوان الصهيوني؟ وهل يكتفي الحزب بمواجهة اسرائيل ام ان تطورات الارض ستفرض نفسها على الوطن فيتحول الى ساحة نزال داخلي؟

هل يبقى لبناني سني او دروزي او مسيحي خارج اطار العدوان؟

ألا يعلم اللبنانيون ان حزب الله بات منتشراً في نحو 70% من الاراضي اللبنانية مباشرة، والباقي 30% منتشر فيها بواسطة آخرين؟

حتى قلعة شبعا التي تعطي اغلبية ساحقة لتيار المستقبل يستقطب فيها الحزب بالمال والسلاح والوجاهة عدداً من الفتيان.. كما يفعل في قرى سنية عديدة في ارجاء مختلفة من لبنان.

وبيروت في نظر الحزب ليست ساقطة عسكرياً فحسب، بل باتت احدى قلاع الحزب المدججة بالسلاح في كل شارع وحي ويكاد في كل مبنى ومخزن ومسطح.. وتمدد حزب الله في جبيل وكسروان والمتنين بات معروفاً ومرعباً للجميع، حتى الجيش اللبناني ممنوع عليه الاقتراب من هذا التمدد او حتى مراقبته حتى لا يتم بالخيانة!! (تصوروا) وهل نسي احدكم درس شبكة الاتصالات الخاصة بالحزب، او آلات مراقبة الطائرات على المدرج الغربي.. التي استدعت رسالة من الطيران الكندي الى السلطات اللبنانية لتوفير الأمان لنـزول طائراته عليه خوفاً من مراقبة حزب الله لهذا المدرج.. اما المدرج الشرقي فيكاد يكون جزءاً من مربع حزب الله الأمني!

جنبلاط خائف من تفاعلات حرب صهيونية على لبنان وتقرير المحكمة الدولية الخاصة بلبنان.. خائف على لبنان.ز على الدروز.. على نفسه.. ومن المصادفة ان الرجل المسكون بعقدة عمر السنين الذي قتل فيه والده يحتفل هذا اليوم بعيد ميلاده الستين (مواليد 7/8/1949).

5- اما القراءة السورية الخاصة به، بالانفتاح العربي – الغربي على دمشق وصمود نظامها، وإمكانية عودته الى لبنان بسبب انتفاضة الشعب الايراني، وإمساكه بحزب الله او المقايضة به قياساً بما فعل سابقاً بعماد مغنية الذي ذهب على مذبح المحكمة الدولية والعدوان الصهيوني.. والذي يهدد مصيره حسن نصرالله وعدد من قادة الحزب في لبنان، فمردود عليه بأن جنبلاط هو صاحب نظرية ان اللحظة التي أهادن فيها هذا النظام سيقتلني ومردود عليها ايضاً بأن محاولات التهدئة حولي هي لاستدراجي ليقتلوني، وانني مقبل على مرحلة المخاطرة فيها اصعب من اي مرحلة مضت.

بعد القراءات تأتي الصفات الشخصية

جنبلاط هو جنبلاط.. بمزاجه الذي يصر هو نفسه على ان يظل تعبيراً عن شخصه، لا يخضعه لمكوناته الأخرى بل يخضع كل مافي عقل وفنس وضمير واخلاق وليد جنبلاط لهذا المزاج.. وهنا مكمن الخطر حين يكون مزاج وليد بيك متقلباً الى هذا الحد.. ونحن ندرك انه كثير القراءة كثير المعرفة يقرأ قبل غيره ويضع كل ما يقرأه تحت المجهر فيرى مخاطرة قبل غيره فيحذر.. ولا ينسق فينفرد فيسبق الآخرين تلك هي المشكلة الاولى عند وليد بيك.

المشكلة الثانية عند وليد بيك هي قدرة المزج الفائقة بين الثقافة الواسعة والعمليانية المدهشة، بالثقافة الواسعة يسبق الجميع لأنه يعرف اكثر منهم، وبالعمليانية المدهشة هو حاضر بأكثر مما يراه الجميع او حتى يقدروا على مجاراته.. وهو إذا تكلم احياناً يبدو كطائر يغرد خارج سربه.

حمل دمه على كفه حين خطف الزيادين، وكان يعرف ان جسده هو المطلوب لتصفية الدم، فلم يغادر بل كان المبادر الاول، لينقذ بدمه المهدد بالهدر دماء الدروز.

وإذا كان الآن يطالب سعد الحريري بأن يطلب الحقيقة وان يتجاهل العدالة، فهو لا يردد فقد قضية اغتيال والده عام 1977، وكيف سامح ولم ينسَ بل يكرر دائماً ان قتلة الزيادين معروفون بالأسماء والأمكنة التي يرتادونها، وحماتهم.. فأن تعرف الحقيقة شيء وان تطلب تطبيق العدالة أمر آخر.

المشكلة الثالثة لوليد جنبلاط هي تفرده ليس داخل الحزب الاشتراكي فحسب، وليس داخل الطائفة الدرزية فقط.. بل وحتى داخل قوى 14 آذار/مارس، صحيح انه يلتـزم احياناً بقرار جماعي يستغرق وقتاً لاقراره لكنه الالتـزام المرغم الذي سرعان ما تراه منفذاً بنكهة جنبلاطية مميزة.

فهو صاحب فكرة اللقاء الرباعي الأمني بين المسلمين لحماية الساحة السياسية والشعبية.. بل لعلّ رفض هذه الصيغة من المسلمين والمسيحيين معاً هو الذي عجل بخروج جنبلاط بهذه الصورة المأسوية من هذه القوى.

في النهاية،

انه وليد جنبلاط قيمة لا تستطيع ان تتجاهلها، ومواقف يحسد على حسن قراءتها.. قد يسيء التنفيذن وقد يستعجل لكن قوة الدفع في حركته لا تجارى.. وهذه ربما لبّ مشاكله.

كلمات لا بد منها

*اما ان يقول او يزعم كثيرون من قادة 14 آذار/مارس بأنهم فوجئوا بموقف وليد جنبلاط، فهذه مسألة تستدعي التساؤل البريء اول الأمر ثم المريب بعده.. اذ ماذا كان يفعل وليد جنبلاط عندما كان يلتقي اسبوعياً وأحياناً مرتين او اكثر في الاسبوع الواحد مع سعد الحريري، هل تم بحث ارهاصات التحول الجنبلاطي؟ وما هي النتيجة في البحث، فإن كانت سلبية فلماذا لم يعالج الامر مسبقاً او ملاقاة جنبلاط في منتصف الطريق او الدعوة للحوار الشامل معه بواسطة كل قادة 14 آذار/مارس للاقتراب اكثر من طروحاته والاتفاق على صيغة مشتركة للتحول؟

اما اذا كانت الابحاث ايجابية، فمن الذي كان يخدع الآخر؟ وهل هناك نقص في استيعاب مشروع جنبلاط للتحول؟

اغلب الظن ان الناس كانت محقة وهي باتت تصف كل اللقاءات الثنائية او اكثر بأنها مضيعة وقت وانها للبقاء في الصورة، او هي تخدير للناس؟ او مجاملات فارغة.

*والذين استنتجوا ان احد اسباب الانقلاب الجنبلاطي هو انعدام الكيمياء او الانسجام بينه وبين سمير جعجع وأمين الجميل وآخرين، فإن جنبلاط ادرى الناس ان كل معامل الكيمياء في الدنيا لن تستطيع استخلاص مادة تقرّب بينه وبين محمد رعد الذي وصفه جنبلاط بالحائط الأصم خلال جلسات الحوار.. وها هو احدهم المدعو نواف الموسوي يتهم جنبلاط بالخيانة العظمى ويطالب بمحاكمته وإنـزال أشد العقوبات به.

اما نعيم قاسم فهو أشهر شخصيات حزب الله المتداعين للسخرية والتهكم.. وكم يكون مضحكاً الحزبي المتأدلج اذا تظارف.. فكيف اذا كان رجل دين؟.

*اذا كان هناك من استنتج ان انقلاب وليد جنبلاط على 14 آذار/مارس يحمل رسالة ايجابية ونوعاً من الاعتذار من النظام السوري، فإن هذا النظام سرعان ما ارسل رسالة عقوبة لجنبلاط بعد 72 ساعة على هذا الانقلاب، حيث استقبل احد المخبرين لديه وأقام له نائب رئيس الجمهورية السورية فاروق الشرع حفل تكريم خصه بدعوة شاملة داخلية سياسية ودبلوماسية واجتماعية واعلامية.

رسالة النظام السوري لوليد جنبلاط هي مزيد من العقاب، فبعد ان كان جنبلاط زعيماً أوحد للدروز تقول له دمشق ان جنبلاط بات واحداً من ثلاث قيادات في نظرها للدروز، طلال ارسلان، ومخبرها الامني المكرم ووليد جنبلاط.

وهذا يعني ان على جنبلاط ان يقدم المزيد من التنازلات حتى تصبح ابواب دمشق مفتوحة له.

*اكثر زعيم سياسي يعلم مدى تقبل جمهوره او رفضه لقراراته او امتعاضه منها هو وليد جنبلاط.

جمهور جنبلاط العريض ممتعض وغير قابل لانقلابه.. وبعضه يعطيه العذر علّ جنبلاط يخفي عنه او عن السياسيين ما لا يستطيعون الآن استيعابه.. لكنه يضعه لأول مرة في تاريخ العلاقة بين جنبلاط وجمهوره في موقع التشكيك.

جمهور جنبلاط بلع على مضض اعطاءه مقعداً لطلال ارسلان في عاليه.

جمهور جنبلاط لم يهضم ابداً استقباله للمخبر اياه الذي لا يجرؤ على زيارة اية قرية او بيت درزي دون عراضة مسلحة، لأن الدروز يعتبرونه جلباً او حرفاً ناقصاً.

فكيف لجمهور كمال ووليد جنبلاط ان يتنازل عن جزء كبير منهم كي يضع لآخرين أرجلاً من خشب ليقفوا امامه.

جمهور جنبلاط غاضب.. وعلى منتقدي جنبلاط ان يحضنوا جمهوره ويحسنوا مخاطبته، فليس من المصلحة لا استثارة عصبية جاهلية، ولا تخلي الجمهور الدرزي عن وليد.. حتى لو عارضه وليد في توجهاته.

*لا احد يصدق ان وليد جنبلاط يريد بدء العودة الى العروبة بمعارضة او مشاكسة او التخلي عن جمهورها وتيارها الاهم في لبنان وهم السنّة وتيار ((المستقبل)).

ولا احد يصدق ان وليد جنبلاط يريد حماية العروبة في لبنان بتقوية حزب الفرس، الذي يتقاطع مع العروبة الآن بسلاح مقاتلة اسرائيل.

القتال ضد اسرائيل يا وليد بك ليس مقياساً وحيداً للعروبة.

وليد بيك كبير المثقفين العرب على الاطلاق يدرك ان حصن العروبة الفعلي هو الثقافة، وان المسيحيين العرب كانوا روادها كما الشيعة الذين يحاربهم الآن حزب الفرس.. فأين المفر؟

أما اليسار فيكفيه بقاء ان تراه الى جانبك في السادس من كانون الاول/ديسمبر من كل عام وانت تضع الوردة الحمراء على ضريح القائد الراحل، فتتدفأ برؤية ملابس الشتاء التي تذكرك بصقيع موسكو وتكاد يستدرجك لقراءة الفاتحة عنه. واسأل صاحبك خالد حدادة كيف يرى نفسه اشبه بالكريم على مائدة اللئيم يستجدي مقعداً نيابياً يعوض فيه نكسات مبايعة لا تنتهي لدمشق ومصيلح وحارة حريك والرابية ولا يسار لمن تنادي..   

 

سيناريوهات لإعادة عجلة تشكيل الحكومة  

الشراع/مع دخول عملية تشكيل الحكومة العتيدة، فترة الإجازة العائلية للرئيس المكلف سعد الحريري، وتداعيات تجميدها المتأتية من الكلام الأخير للنائب وليد جنبلاط عن إعادة تموضعه السياسي، شهدت المحافل السياسية الراغبة بإعادة عجلة التأليف، حيوية لافتة وذلك باتجاه وضع سيناريوهات إخراج العملية الحكومية من نطاق التجميد الراهن أو الدخول في أزمة لاحقة.

وبحسب أوساط مطلعة على هذه الأجواء، فإن أبرز الأفكار التي تم تداولها خلال الأيام الأخيرة، كانت التالية:

أولاً، العودة إلى صيغة حكومة التكنوقراط التي كانت ظهرت بشكل لافت، ولأول مرة، على هامش أعمال قمة عدم الانحياز الذي عقد في شرم الشيخ خلال الشهر الماضي وتم طرح هذه الفكرة خلال مداولات عربية – عربية جرت على هامش القمة، وذلك انطلاقاً من فكرة تقول انه يجب عدم السماح ((للفيتوات)) الداخلية اللبنانية ان تؤدي إلى استعصاء على مستوى تشكيل الحكومة, ويتم الآن العودة لفكرة حكومة التكنوقراط تحت عنوان انه سلاح لا بد من امتشاقه في حال تبين ان تداعيات خطوة النائب وليد جنبلاط سيكون لها تأثيرات سلبية عميقة على موضوع تشكيل الحكومة.

ثانياً، الاستمرار بصيغة 10 – 5 – 15 التي أعلن الرئيس نبيه بري ان التوافق عليها قد أنجز، واستكمال عملية إسقاط الحقائب الوزارية على هذه الصيغة، ولكن المتابعة على أساس هذه الصيغة، يحتم توافقاً على شكل العلاقة داخل الحكومة بين الرئيس المكلف سعد الحريري بصفته زعيماً لفريق 14 آذار، وبين النائب وليد جنبلاط بوصفة حالة مستقلة داخل 14 آذار.

ثالثاً، البحث عن صيغة عددية جديدة للحكومة تراعي توسيع حصة رئيس الجمهورية الوزارية، بحيث تضم تمثيلاً مقنعاً بداخلها يرمز للوجود الجنبلاطي. ولكن مثل هذه الصيغة تواجه تعقيدات، لا يمكن الاعتماد في مجال الاطمئنان إلى حلها، للتصريح الذي قاله زعيم المختارة من أمام قصر بعبدا عن ان وزراءه سيكونون إلى جانب موقف رئيس الجمهورية في القرارات الكبيرة.   

 

اتفاقية الهدنة مع إسرائيل مع الدكتور شفيق المصري/ الدكتور ياسين سويد/الدكتور منيف الخطيب/

احمد الموسوي   

الشراع

المطالبة الاسرائيلية بإحياء ((هدنة 48)) دعوة للسلم ام ذريعة للعدوان؟  

*د. شفيق المصري: لا تتناقض مع القرار 1701 والعمل بها بعد انتهاء ((اليونيفيل)) من مهمتها

*د. ياسين سويد: ترويج اسرائيلي دعائي لسياسة اللين الكاذبة

*د. منيف الخطيب: تطبيقها من مصلحة لبنان في غياب استراتيجية عربية موحدة

لم يصدر عن لبنان اي موقف رسمي بعد تعليقاً على ما اعلنه رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو من دعوة الى احياء العمل بلجنة الهدنة الموقعة مع لبنان عام 1949 عقب انتهاء الحرب التي احتلت فيها اسرائيل اراضي فلسطين عام 1948، والسبب في ذلك ان من يدير السياسة اللبنانية الرسمية اليوم حكومة تصريف اعمال، وثانياً عدم تبلغ السلطة اللبنانية هذا المطلب او الدعوة من اية جهة دولية ((مخولة)) نقل مثل هذه المراسلات، ولا من اية هيئة من هيئات الامم المتحدة.

والملاحظة الأبرز في هذا الاطار ان دعوة نتنياهو جاءت مباشرة عقب زيارة المبعوث الاميركي الخاص بعملية السلام في المنطقة جورج ميتشل الى سوريا والذي اعلن اثرها عن دعوة مماثلة لاحياء المفاوضات على المسار اللبناني - الاسرائيلي الأمر الذي يطرح اكثر من سؤال عما ينتظر لبنان على هذا الصعيد في المرحلة المقبلة، خاصة بعد موجة التهديدات الجديدة التي اطلقتها اسرائيل مؤخراً بعد حادثة الانفجار في خربة سلم التي وفرت لها الذريعة لإتهام لبنان وحزب الله بخرق القرار 1701.

((النيات والخلفيات))

في هذا السياق يحذر النائب السابق والباحث في شؤون الصراع العربي – الاسرائيلي منيف الخطيب، من النيات العدوانية الاسرائيلية المبيتة في الدعوة الى احياء عمل لجنة الهدنة، لأن اسرائيل ومنذ انشائها عودتنا على لاسلمية اية دعوة توجهها باتجاه العرب حتى ولو كانت دعوة الى السلام، خاصة وان اسرائيل نفسها لم تلتـزم قط باتفاق الهدنة منذ إبرامه، ولكنها دأبت على اطلاق مثل هذه الدعوات من حين الى آخر اما لتظهر نفسها امام الرأي العام الدولي بمظهر الساعي للسلام، وأما للتمهيد امام شن عدوان جديد بحجة ان الطرف الآخر لم يستجب لمساعي السلام، في حين انها هي عملياً من يخرق القرارات الدولية ولا يلتـزم بها.

فاسرائيل نفسها هي من اعلن عن سقوط اتفاق الهدنة اكثر من مرة، ففي العام 1967 وبعد انتهاء الحرب بينها وبين العرب تراجعت عن التـزاماتها في ذلك الاتفاق وتعاملت مع لبنان وكأن ذلك الاتفاق لم يكن، فأزالت مراكز المراقبين الدوليين على الحدود، واعتبرت ان الخط الحدودي بينها وبين لبنان لم يعد خط الهدنة بل خط وقف اطلاق النار، مشرعة الابواب امامها للقيام بأي عمل عدواني، وهذا ما حصل على مر السنوات التالية التي رفضت فيها كل الدعوات لاحترام التـزاماتها باتفاقية الهدنة، فتصرفت تجاه لبنان وكأن تلك الاتفاقية ليست موجودة، وغير معترف بها، وكانت ترمي من وراء ذلك الى وضع لبنان باستمرار تحت الضغط والتهديد لاجباره على استبدال اتفاقية الهدنة باتفاقية سلام.

ولذلك، يبدي الخطيب استغرابه اليوم من ان تطلب اسرائيل احياء العمل باتفاقية الهدنة التي طالما يسعى لبنان لتطبيقها دون جدوى، ويرى ان على لبنان التحرك السريع لكشف خلفيات تلك الدعوة ومدى جديتها، خوفاً من ان تكون بمثابة دس ((السم في العسل))، على ضوء ما تشهده المنطقة من تحركات ومتغيرات ليست واضحة الاتجاهات بعد، فلبنان له مصلحة بالتأكيد بتطبيق اتفاقية الهدنة، في ظل عدم وجود اية استراتيجية عربية موحدة للمواجهة مع اسرائيل، اذ كل دولة عربية تبحث للأسف عن مصلحتها بمعزل عن الدول الاخرى، ولكن من يضمن صدقية وجدية اسرائيل في ذلك، خاصة وانها لم تلتزم حتى الآن بالقرار 1701 الذي صدر منذ ثلاث سنوات فقط، فكيف الاطمئنان الى التزامها بتطبيق اتفاقية موقعة منذ خمسين سنة.

الهدنة والقانون

منذ خمسين سنة شهدت المنطقة بأسرها متغيرات وتحولات كبيرة، وشهدت الحدود اللبنانية مع الكيان الاسرائيلي اكثر من اربعة حروب قامت خلالها اسرائيل باجتياحات للأراضي اللبنانية، عدا عن مئات العمليات العسكرية العدوانية التي نفذتها داخل الاراضي اللبنانية بالقصف او الخطف او الاغتيال، وصولاً الى عدوان حرب تموز/يوليو 2006 وصدور القرار الدولي رقم 1701، فهل ما زال اتفاق الهدنة ساري المفعول من الوجهة القانونية الدولية وهل العودة الى العمل به يتطلب قراراً دولياً جديداً. وهل يتعارض وجود القوات الدولية ((اليونيفيل)) على الاراضي اللبنانية منذ العام 1978 مع مندرجات ذلك الاتفاق؟

الاستاذ والباحث في القانون الدولي الدكتور شفيق المصري يقول ان القرار الدولي رقم 425 دمج عمل اللجنة المشتركة المنصوص عليها باتفاقية الهدنة بين لبنان واسرائيل، مع قوات ((اليونيفيل)) ونص القرار التالي رقم 426 على انه حين انتهاء قوات ((اليونيفيل)) من عملها او مهمتها يعود العمل على جانبي الحدود باتفاقية الهدنة، فالاتفاقية اذن موجودة ومستمرة ولكن الضباط العسكريين في اللجنة المشتركة تم دمج عملهم بالقرار 1701، وهذا القرار لا يتناقص مع الاتفاقية، بل على العكس دعا في احد بنوده الى تطبيق اتفاقية الهدنة، وهذا من حسناته، كما دعا الى تطبيق اتفاق الطائف الذي اكد بدوره احترام لبنان والتزامه بتلك الاتفاقية.

ويرى المصري ان من مصلحة لبنان ان يؤكد استمرار وجود اتفاقية الهدنة لأسباب عدة:

فأولاً نصت الاتفاقية على خفض القوات العسكرية على جانبي الحدود، وأشارت الى امكان احداث تعديل بالاتفاقية بموافقة ورضى الطرفين، لكنها منعت بأي شكل تعديل الفقرتين الاولى والثالثة.

ثانياً: هذه الاتفاقية محصنة بقرار من مجلس الامن تحت الفصل السابع.

ثالثاً: اكدت الاتفاقية حدود لبنان الدولية ومن ضمنها الجزء اللبناني من مزارع شبعا، وهو النص الوحيد الذي يتضمن اعترافاً اسرائيلياً بتلك الحدود حتى النقطة رقم 38 في تلك المنطقة.

ويضيف د. المصري، ان ما تضمنته اتفاقية الهدنة من اعتراف بالحدود اللبنانية حتى الجزء اللبناني من المزارع أمر في غاية الاهمية بالنسبة الى لبنان، وهو ينـزع حجة عدم الانسحاب منها بسبب ربطها بالجزء السوري، فهذه المنطقة هي لبنانية خاصة وان سوريا اقرت اكثر من مرة بتصريحات علنية صدرت عن رئيس الدولة وعن رئيس مجلس الوزراء وعن وزير الخارجية، بأن مزارع شبعا لبنانية، وهذا الاقرار يُعد التزاماً تعاقدياً لأنه صادر عن اكبر وأعلى المرجعيات الرسمية، وبالتالي لم يعد ثمة حاجة لتأكيد سوري جديد بالاعتراف بلبنانية المزارع، اذ يعتبر ذلك الاقرار بمثابة اعتراف رسمي بلبنانيتها اضافة الى ما هو موجود من ادوات اثبات قانونية في سجلات الاحوال الشخصية والاملاك العقارية.

وعلى الرغم من اهمية استمرار العمل باتفاقية الهدنة بالنسبة الى لبنان، الا ان د. المصري يرى من مصلحة لبنان حالياً الا يستجيب للدعوة الاسرائيلية لأن وجود ((اليونيفيل)) المعززة بحوالى 15 الف جندي اليوم على اراضيه يشكل ضمانة اقوى له، على ان يستمر بالاعلان عن احترامه لتلك الاتفاقية والالتزام بها، والعمل بمندرجاتها ولكن بعد انتهاء ((اليونيفيل)) من مهامها، واعتبر ان ما يعقد من اجتماعات ميدانية تقنية مشتركة من ضباط لبنانيين ودوليين لا علاقة له باتفاقية الهدنة، وان اللجنة المشتركة المنصوص عليها بالاتفاقية لا تعود الى العمل إلا بعد رحيل ((اليونيفيل)) وانتهاء مهمتها في لبنان.

((القوي والضعيف))

أما عن القراءة العسكرية لدعوة إسرائيل إحياء العمل باتفاقية الهدنة فيقول اللواء الركن المتقاعد د. ياسين سويد:

في المبدأ، الضعيف هو الذي يلتمس الهدنة من القوي وليس العكس والمتفق عليه ان لبنان هو الضعيف عسكرياً، بالنسبة إلى إسرائيل القوية عسكرياً، خصوصاً ان حكومتها الحالية، برئاسة نتنياهو، هي حكومة صقور لا حمائم . ولا شك في أن وجود المقاومة، في لبنان، يجعل نتنياهو وحكومته يقيمان الأمور بشكل مختلف تماماً عن الوضع الذي يكون فيه لبنان بلا مقاومة، أي بلا قوة قادرة على التصدي لإسرائيل، ولكن ذلك، في نظري لا يدفع نتنياهو (القوي) لأن (يلتمس) الهدنة من لبنان (الضعيف أصلاً والقوي بمقاومته).

ثم اننا، إذا لاحظنا إن مقولة نتنياهو هذه لم تصدر عنه إلا بعد زيارة المبعوث الأميركي ((ميتشيل)) لإسرائيل وبحث مسألة السلام مع سوريا ولبنان ومع الفلسطينيين، والإصرار الأميركي الرئاسي على وجوب تحقيق السلام بين من تبقى من العرب (لبنان وسوريا وفلسطين) وبين إسرائيل، وعلى وجوب توقف إسرائيل عن الاستيطان في الأراضي العربية (الفلسطينية خصوصاً) المحتلة، فإننا نستخلص من ذلك ان هذا الكلام، من نتنياهو، ليس أكثر من ترويج دعائي لسياسة ((اللين)) الكاذبة التي يحاول رئيس الحكومة الإسرائيلية عرضها على المندوب الأميركي كبضاعة يسعى لترويجها، إلا ان ما يفضحه، ويفضح زيف ادعائه هذا، هو قوله، بعد استقبال ((ميتشيل)): ان دولة فلسطينية مقبلة يجب أن تكون منـزوعة السلاح، ويعتبر ان المطالبة بنـزع السلاح أمر حاسم في عملية السلام. ثم يطلب، كما طلب الرئيس الأميركي، ببدء العرب بالتطبيع مع إسرائيل، محاولاً بذلك، أن يضع شروطاً تعجيزية لأية عملية سلام مستقبلية، بل إنه يفرض على العرب، الاعتراف بإسرائيل ((دولة يهودية)) مما سيؤدي حتماً، إلى طرد كل العرب المقيمين داخل حدود هذه الدولة.

وهكذا، فإن القفازات الحريرية التي يلبسها نتنياهو عند الحديث عن السلام مع سوريا ولبنان وفلسطين، تخفي أياديٍ حديدية مدمرة. وكلنا يعلم، ولا شك، انه حين يعزم نتنياهو على أن يقوم بعدوان على لبنان، لن توقفه خطوط هدنة لا تحميها قوة لبنانية قادرة وفاعلة.

وهل ان اتفاقية الهدنة (التي عقدت عام 1949) ما تزال قائمة بعد التطورات والحروب الكثيرة التي جرت بين لبنان وإسرائيل؟

يجيب د. ياسين: من المعروف أن مجلس الأمن الدولي اتخذ القرار 1701 عام 2006 وفي جلسته التي عقدت بتاريخ 11 آب من العام نفسه، بهدف وقف الأعمال القتالية التي جرت بين مقاتلي المقاومة الإسلامية في لبنان، ومعها الجيش اللبناني، وبين القوات الإسرائيلية التي شنت، على لبنان، عدواناً همجياً بربرياً، ومن يطّلع على مقدمة هذا القرار يلمس مدى تحيز المنظمة الدولية للدولة العبرية عندما يساوي بينها وبين حزب الله، مع ان إسرائيل كانت المعتدية، وحزب الله كان في موقع الدفاع عن النفس والأرض والوطن، يقول التقرير في مقدمته ((استمرار تصعيد الأعمال القتالية في لبنان وفي إسرائيل منذ هجوم حزب الله على إسرائيل في 12 تموز 2006، وهكذا يصبح ((حزب الله هو المعتدي، وإسرائيل هي ((المعتدى عليها)) ولم تكن حرب عام 2006 والعدوان الإسرائيلي على لبنان، هو الاعتداء الوحيد الذي شنته إسرائيل على هذا البلد، فمنذ قيامها عام 1948، ومنذ عقد اتفاق الهدنة بينها وبين لبنان عام 1949، شنت إسرائيل على لبنان عدة حروب، كان أخطرها اجتياح بيروت العاصمة عام 1982، دون أي مبرر، غير عابئة بما تسميه ((اتفاقية الهدنة)).

لذلك، وإن كانت ((اتفاقية الهدنة)) ما تزال قائمة، نظرياً، فهي بحكم الميتة عملياً، ذلك ان لبنان لا يعتدي، بل ان المعتدي دائماً وأبداً، هو العدو الإسرائيلي، وأكثر من ذلك، إن وجود الكيان العبري، في فلسطين، بعد تشريد أهلها، وان احتلال إسرائيل لأرض لبنانية هي ((مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، والقسم الشمالي من قرية الغجر)) هو عدوان واضح وصريح دائم، ومع ذلك يمرّ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في تقاريره المتتابعة عن الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، براً وبحراً وجواً، مرور الكرام، ودون اتخاذ أي إجراء رادع بحق المعتدي.

وعن احتمال أن تكون دعوة نتنياهو هذه، كما يرى بعضهم، مقدمة لشن عدوان جديد، إذا لم يستجب لبنان، يقول د. سويد:

إن إسرائيل ليست بحاجة إلى مبررات لكي تشن عدواناً على لبنان، ففي عام 1982، وإثر إصابة سفيرها، في لندن، بجراح من جراء اعتداء عليه، من رجل لم يكن لبنانياً، شنت إسرائيل هجومها على لبنان واحتلت عاصمته لفترة طويلة، ولم تتوقف ولو للحظات، عند ما نسميه ((اتفاقية الهدنة)).

وإذا أرادت إسرائيل، اليوم أن تشن عدواناً على لبنان، فهي ليست بحاجة لاختلاق الذرائع كي تشن هذا الهجوم، وذلك لسببين مهمين:

السبب الأول: ما ينتاب العرب، جميع العرب، من المحيط إلى الخليج، من ضعف وهوان وأكاد أقول: من خوف وهلع، من إسرائيل، ومثل ((حرب إسرائيل على غزة)) وموقف العرب، جميع العرب من هذه الحرب، شاهد على ما أقول.

والسبب الثاني: الدعم الدائم والمستمر والقوي الذي تعتمد اسرائيل عليه، منذ قيامها حتى اليوم، وهو دعم الولايات المتحدة الاميركية لها، ظالمة كانت ام مظلومة (وهي لم تكن مظلومة ابداً) وفي قناعتي الخاصة، انا لا اتوقع عدواناً قريباً من اسرائيل على لبنان، الا اذا ارادت ان تقضي على المقاومة فيه، وذلك امر يصعب عليها تحقيقه، نظراً لقوة المقاومة، خصوصاً ان مدنها مهددة بصواريخ المقاومة وأسلحتها المتطورة.

وهل من مصلحة لبنان احياء العمل باتفاقية الهدنة؟ وهل يقصد من السعي لإحيائها ايقاع شرخ بين الدولة والمقاومة؟ يقول د. سويد: اريد ان اؤكد بداية، انني لست مع مقاومة ((مذهبية او طائفية)) بل بعكس ذلك، انا انادي بمقاومة وطنية، وانني اتطلع الى ذلك اليوم الذي يقف فيه سيد المقاومة ليدعو اللبنانيين جميعاً، على اختلاف مذاهبهم وطوائفهم للالتحاق بالمقاومة، اما ان تظل المقاومة مذهبية، فذلك امر ربما يؤدي الى ما لا تحمد عقباه في لبنان، وقد كدنا نصل الى ذلك، في وقت لم يمر عليه الزمن.

وفي أي حال، فإن العمل باتفاق الهدنة امر لمصلحة لبنان ولا شك، هذا اذا صدقت نيات العدو الاسرائيلي ولن تصدق، فالحذر اذن، واجب.

احمد الموسوي   

 

بعد دعوة متقي هل يوافق حزب الله على استقبال متطوعين عرب؟  

 الشراع/كتب حسن صبرا

دعا وزير خارجية ايران منوشهر متقي العرب الى إرسال متطوعين الى لبنان، للدفاع عنه في وجه اي اعتداء صهيوني عليه.

لا شك ان أول ما يتبادر الى أذهان القادة العرب ومساعديهم وكتابهم واعلامهم هو التساؤل عن طبيعة هذه الدعوة الايرانية الرسمية:

1- هل هي مزايدة ايرانية ضد العرب لأنهم لم يقاتلوا مع حزب الله في لبنان خلال مقاومته لاسرائيل التي استمرت 15 عاماً (1985 – 2000)، بل ان بعضهم متهم من قبل ايران وجماعاتها في لبنان، بأنه شمت والبعض يذهب الى انه تواطأ مع العدو الصهيوني، حين شن عدوانه على لبنان صيف عام 2006، بعد خطف حزب الله جنديين صهيونيين يوم 12/7/2006، حتى جعل بشار الأسد يتحدث عن اشباه او انصاف الرجال وهو يصف قادة عرباً انتقدوا تفرّد الحزب بقرار الحرب في لبنان ليورطه في تحمل نتائج عدوان حصد 1200 نفس و5000 جريح ودماراً قدّر بـ 12 مليار دولار، وجاء بالقرار 1701، الذي قضى بنشر الجيش اللبناني في بلده جنوباً لأول مرة منذ 30 عاماً وسط 15 الف جندي معظمهم من بلاد اعضاء في الحلف الاطلسي؟

2- هل كلام متقي عاكس لمشاكل داخلية ايرانية، كشفتها انتفاضة الشعب الايراني ضد نتائج انتخابات رئاسية مزورة بدأت يوم 12/6/2009، ولما تنته بعد، وكان احد ابرز شعاراتها دعوة السلطة الحاكمة الى الاهتمام بمعيشة الفقراء الايرانيين، بدل صرف المليارات على دعم منظمات خارجية تخوض معارك مكلفة على حساب البطالة بين صفوف الشباب الايراني الذي كان وقود هذه التظاهرات الاحتجاجية؟.

ولا ((يستقلّن)) احد في لبنان عن الآثار السلبية التي تحملها اخبار المليارات الايرانية لدعم حزب الله في لبنان وحماس في فلسطين والحوثيين في اليمن.. وكلها في بلاد عربية على مواقف الشباب الايراني.

يروي زائر شيعي لبناني لإيران، ان سائق سيارة اجرة في طهران، اوقف سيارته فجأة لحظة عرف من الراكب انه لبناني شيعي ليقول له في غضب ولوم: ((هل تعرف انني خريج جامعة ايرانية، وانني مضطر للعمل كسائق اجرة كي أعيل أسرتي، بينما أموال حكومتي ترسل اليكم في لبنان كي تركب بها سيدات وبنات حزب الله السيارات الفخمة ذات الدفع الرباعي؟)).

3- هل يريد متقي تحريض الشباب العربي على حكوماته كي توافق (او ترفض) ارسال متطوعين منهم للوقوف الى جانب اخوانهم في لبنان، وايران تعرف اعجاب الشباب العربي عموماً بظاهرة الحزب ومقاومته للعدو الصهيوني، الذي يسكن قلوب الشباب العربي كراهية وحقداً متوارثاً أباً عن جد بعد 60 عاماً وأكثر من الصراع الدموي معه؟.. وعشرات ان لم يكن مئات آلاف القتلى سقطوا دفاعاً عن فلسطين وأوطانهم في مصر وسوريا ولبنان والاردن والعراق والمغرب واليمن وتونس والجزائر والكويت والسعودية؟.. في مواجهة هذا العدو؟.

4- هل هي رسالة ايرانية نحو الغرب وتحديداً نحو اميركا، اما لإظهار قلقها ثم حذرها من العرب الداعين لمبادرة للسلام باتت مقبولة من العالم كله.. ويكاد الرئيس الاميركي باراك اوباما يتبناها، واما لإعلان ايراني ببدء التحلل من الصراع العربي – الصهيوني.. كي يحمله العرب اجمعين، وبالقتال.. وفي الحالتين يظهر العرب انهم غير صادقين في مبادرتهم نحو السلام!!.

5- هل هي سياسة ايرانية جديدة للشراكة مع العرب التي كانت مرفوضة دائماً من وجهة نظر ايران التي انفردت بالصراع العسكري مع العدو في لبنان وغزة.. وها هي تطرح الشراكة من الباب العسكري وحده؟

6- هل هي تكريس لدعوة المرشد علي خامنئي لجعل لبنان ساحة منازلة ايرانية – اميركية، والغاء مكانة لبنان وطناً حراً مستقلاً يقرر ابناؤه سياسته بالسلم وبالحرب وبكل وسائله وإمكاناته.

7- هل هي زلة لسان اقدم عليها سياسي محترف.. وبصفته السياسية هذه يمكن له ان يلحس في النهار ما قاله في الليل ويا دار ما دخلك شر؟

اياً ما كان الأمر وراء تصريح متقي فإننا نعتقد ان على العرب وقادتهم وإعلامهم ومثقفيهم وسياسييهم ان يلتقطوا هذه الدعوة التي باتت ملكاً لهم، بأيديهم وأرجلهم، وان يعضوا عليها بالنواجذ كي يترجموها الى خطة عملية ولو كانت بدءاً من التنسيق حتى العسكري مع ايران لهذه الغاية.. مع رجاء ألا يضيعوا هذه الفرصة التي اعطتها لهم الدبلوماسية الايرانية!.

(لاحظوا من ايران كيف يتحدث السياسيون المحترفون ورواد الدبلوماسية الايرانية في المسائل الجهادية العسكرية.. بينما خرج منذ فترة رئيس الاركان الايراني العسكري طبعاً لتهديد الدبلوماسية الغربية بسبب موقفها من الانتفاضة الشعبية في ايران ضد تـزوير نتائج الانتخابات الرئاسية).

نقول،

ان على العرب ان يلتقطوا هذه الفرصة التي وفّرها لهم وزير خارجية ايران وان يبادروا الى لقائه في منتصف الطريق حتى لا تضيع فرصة اخرى بعد الفرصة الذهبية التي وفّرها الإمام الخميني عام 1980 حين دعا الى تشكيل جيش القدس من 20 مليون مقاتل لتحرير فلسطين.

نعم،

ليس شرطاً ان تتم ترجمة تشكيل جيش القدس كما اراد الإمام الخميني، بل ان يمسك العرب دعوته يومها لابقاء القضية الفلسطينية بين ايديهم بكل الاحتمالات والامكانات.

فالإمام الخميني طرح دعوته بعد معاهدة ((كامب ديفيد)) بين مصر واسرائيل عام 1979، وعلى ابواب مبادرة الأمير فهد (خادم الحرمين الشريفين) التي تحولت الى مبادرة عربية للسلام تبناها مؤتمر ((الرباط)) عام 1982.. في قمة شهيرة في ذلك التاريخ وبعد اجتياح العدو الصهيوني للبنان صيف ذلك العام.

وهي اليوم مبادرة جديدة يطلقها متقي بعد ان تبنى العرب مبادرة الأمير عبدالله (خادم الحرمين الشريفين) وتبناها العرب في قمتهم التي عقدت في بيروت شتاء عام 2002.

والمباردة العربية للسلام تبقي الباب مفتوحاً لكل الاحتمالات خاصة في ظل حكومة مجرم الحرب بنيامين نتنياهو الذي يطبق مشروعاً صهيونياً يرفض الانسحاب من الجولان، ويعزز فصل القدس كلها نهائياً عن اي وجود فلسطيني – عربي، ويعزز قبضته على الضفة الغربية في فلسطين بمزيد من المستعمرات الصهيونية، ويرفض الانسحاب من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا اللبنانية التي انسحبت منها القوات السورية قسراً خلال عدوان 1967 ويرفض القرار الدولي 194 القاضي بعودة اللاجئين الفلسطينين او تعويضهم.

ان إرسال متطوعين (عرباً) الى لبنان ليس أمراً جديداً في تاريخ الصراع العربي.. مع القوى المحتلة في اي ارض عربية، فجيش الانقاذ الفلسطيني بقيادة ابن طرابلس الفيحاء فوزي القاوقجي شهد متطوعين عرباً من كل الأمصار، كما ان عدوان اسرائيل على لبنان شهد مجيء 5000 من الحرس الثوري الايراني الى لبنان عبر سوريا سكنوا منطقة البقاع واقاموا المعسكرات داخله تحت الحماية السورية ترجمة لنداء الخميني انما بطريقة اخرى عن جيش القدس.

فالحرس الثوري الايراني كان اللبنة الاولى لتشكيل حزب الله في لبنان منذ العام 1982 بديلاً من جيش القدس.

اذا لم نذكر ان القرن العشرين شهد متطوعين عرباً من مختلف البلدان قصدوا ديار العرب دفاعاً عنها في وجه المحتلين الغربيين، فعزيز علي المصري قاد حملة متطوعين عرباً مصريين ذهبوا الى ليـبيا لنجدة البطل الليـبي عمر المختار الذي كان يقاتل المحتل الايطالي، وأكرم الحوراني قاد مجموعة من المتطوعين العرب والسوريين لمساندة ثورة رشيد عالي الكيلاني ضد الاستعمار البريطاني للعراق عام 1941، وتطوع لبنانيون من بيروت ايضاً لمساندة ثورات الشعب الليـبي ضد الطليان، فعبروا فلسطين الى مصر حيث امن لهم الخديوي عباس الجِمال والخيل لاداء مهمتهم، فلما عادوا عاقبت ايطاليا بيروت بقصف مينائها بما بات يعرف عند ابناء العاصمة البيضاء باسم عام الطليان.

وجيوش العرب شاركت زملاءها المقاتلين ضد العدو الصهيوني بكتائب وتجريدات شهيرة اهمها التجريدة المغربية في الجولان ضد العدو الصهيوني عام 1973، مثل الكتائب الجزائرية على الجبهة المصرية وكتائب الكويت والمملكة العربية السعودية على الجبهتين المصرية والسورية، اما الجيش العراقي فله صولات وجولات على جبهة الجولان بغض النظر عن عداء الدم بين النظامين البعثيين في دمشق وبغداد.. وتكاد اليد المصرية امتدت لترفع كل أعلام الاستقلال في الوطن العربي وآسيا وافريقيا.

وفي عام 1964 توجّه وفد شبابي لبناني ناصري الى مصر ليطلب الذهاب الى جنوبي اليمن للمساعدة على تحريره من الاستعمار البريطاني وقادة هذا الوفد ما زالوا على قيد الحياة يتابعون عملهم الحزبي في اطار اختاروه او فرض عليهم.

لقد قاد ابن حلب الشهباء خالد أكر طائرة شراعية في ابتداع لأسلوب عبر فيه جنوب لبنان جواً لينـزل وسط معسكر صهيوني ألهم الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987. وسقط خليل عزالدين الجمل ابن بيروت العظيمة في وادي الأردن في مقاومة باسلة ضد العدو الصهيوني، وسارت في جنازته المهيبة مئات الآلاف وقرعت أجراس الكنائس أثناء مرور جثمانه في الكحالة على نداءات الله أكبر في كل شوارع بيروت حتى مقبرة الشهداء.

اختلطت الدماء العربية في فلسطين ملهمة شاعر العروبة علي محمود طه كي يؤلف أنشودة فلسطين فغناها محمد عبد الوهاب ((وقبِّل شهيداً على أرضها دعا باسمها الله واستشهدا)).

وحين أخرجت اتفاقية فيليب حبيب قوات منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان بعد عدوان 1982، خرج معها آلاف المتطوعين العرب من كل الأقطار في صفوف المنظمات الفلسطينية في أروع تعبير عن اندفاع الشباب العربي للقتال في لبنان ضد العدو الصهيوني.

إذن،

ليس جديداً أبداً اندفاع المتطوعين العرب للقتال ضد إسرائيل ومن لبنان تحديداً.. لظروف لا مجال لتعدادها الآن.. ولم تقتصر مقاومة إسرائيل على حزب الله الشيعي تحديداً إلا مشروع إيراني نفذه النظام السوري الذي كان يهيمن على لبنان بكل قواه ومؤسساته، بأن يكون الحزب الذي انشأته إيران عبر الحرس الثوري هو الوحيد الذي يجابه إسرائيل، وحتى ينفرد هذا الحزب بمقاومة إسرائيل قتل مئات المقاتلين اللبنانيين الذين سبقوه إلى مقاومة إسرائيل، وتمت تصفية مقاومي حركة أمل وقادتهم، وتصفية مقاتلي الحزب الشيوعي ومنظمة العمل الشيوعي والحزب الاشتراكي العربي وحتى حليف النظام السوري وأداته في لبنان وهو الحزب السوري تمت تصفية كل قائد ميداني أو سياسي صمم على استمرار المقاومة ضمن صفوف حزبه.

الآن،

تسقط دعوة وزير خارجية إيران مشروع تفردها بالمقاومة اللبنانية ضد إسرائيل بمطالبة العرب بإرسال متطوعين إلى لبنان لمنازلة إسرائيل حين اعتدائها على لبنان.

فما الذي تغير؟

بالطبع لن نكرر شرح طبيعة هذه الدعوة التي وردت عناصرها المختلفة في مقدمة هذا المقال.. لكننا يجب أن نقف عند مسألة جوهرية في إمكانية الاستجابة لهذه الدعوة الإيرانية من حزب إيران في لبنان: حزب الله.

فهل يقبل هذا الحزب دعوة أحد مرجعياته السياسية وهو رجل ((الدبلوماسية)) الإيرانية دون أن نعيد طرح التساؤل حول اجتهاد الدبلوماسية الإيرانية في هذا التحريض على العمل العسكري؟

لقد سبق لحزب الله، وأمام دعوة كثيرين له نصحاً وإرشاداً، وأول الناصحين المرجع الشيعي العربي الكبير السيد محمد حسين فضل الله لإنشاء سرايا المقاومة ان بادر شكلاً إلى هذه السرايا ليفاجأ اللبنانيون ان هذه السرايا لم تبصر النور رغم مرور نحو 15 سنة على إعلانه انشاءها إلا في بيروت عبر تشكيلات سرايا دعم المقاومة في لبنان فضمت قطاع الطرق واللصوص وأصحاب السوابق وتجار ومدمني المخدرات والهاربين من أحكام قضائية ظهرت إنجازاتهم ((العظيمة)) في شوارع بيروت يوم 7 أيار/مايو 2008 حين اجتاح الحزب بيروت والجبل واعتدى على الناس في البقاع والشمال.. فيما اعتبره أمين عام الحزب حسن نصرالله يوم 7 ايار 2009 يوماً مجيداً من أيام المقاومة ضد إسرائيل!!

لكن الدعوة الآن مختلفة.. وهناك شك يشبه اليقين بأن هذا الحزب سيحارب هذه الدعوة.. إذا صدقت – كما لو انه يحارب إسرائيل.

فمن شأن هذه الدعوة إذا كانت صادقة أو تلقفتها إدارة عربية واعية ومدركة ان تقلب موازين الصراع في لبنان لتعود المواجهة ضد إسرائيل مواجهة عربية شاملة، ولحسابات عربية – لبنانية محضة مسقطة أي حسابات إيرانية بات كل العالم يعرف انها مرتبطة بحماية الملف النووي الإيراني خلال الصراع السياسي – الدبلوماسي حتى الآن مع المؤسسات الدولية التي تتلطى خلفها إرادة الغرب وعدوان إسرائيل الدائم.

ومن شأن هذه الدعوة أن تخرج المقاومة ضد إسرائيل من شرنقتها الشيعية التي استفزت بسلوكياتها واستخدامها السلاح ضد كل اللبنانيين بمن فيهم الشيعة الوطنيون والعروبيون.. كل الوطن وجعلت المطالبة بنـزع سلاح حزب الله مطلباً وطنياً شبه شامل.

ومن شأن هذه الدعوة أن تجعل الأمور السياسية والاجتماعية والطائفية والمذهبية تتجه نحو الاستقامة بدل الاستنفار المذهبـي الذي ولده تفرد الحزب بحمل السلاح ومعاقبة كل مطالب بتسليمه للدولة، بل بمعاقبة كل دعوة وطنية لجعل مقاومة حزب الله فصيلاً من فصائل الجيش اللبناني.

فالاستنفار المذهبـي سلاح بيد إسرائيل قدمه حزب الله هدية لها، رغم انه ما زال يقول ان يده الأخرى تحمل السلاح ضدها.

استراتيجية دفاعية فعالة

ووجود المتطوعين العرب في لبنان للقتال ضد إسرائيل يلزم أن يكون هناك عملياً خطة دفاعية استراتيجية، يضعها لبنان بالتعامل الجدي مع حالة المتطوعين العرب، الذين يمكن أن يضموا ضباطاً عرباً ومقاتلين سابقين ضد إسرائيل خاصة من مصر وسوريا والعراق والأردن وفلسطين.. وربما المغرب وتونس والجزائر والسعودية والكويت واليمن.

انها ليست مسألة إغراق حزب الله الشيعي بوجود مقاتل عربي سني.. وبالتأكيد ليس هذا ما يقصده منوشهر متقي – بل هي تعويم لبنان من الغرق في المستنقع المذهبـي الذي دفعه إليه حزب الله بقوة السلاح وتحت عنوان انني أنا الوحيد الذي قاتلت إسرائيل (وهذا إنكار لدور المقاومات العربية واللبنانية الأخرى التي سبقته وقاومت قبله وخلال الفترة من 1967 حتى 1985) ليفسح المجال أمام كل العرب لأداء واجب القتال ضد العدو الصهيوني..

إذا كانت هذه الدعوة صادقة.. فإن على حزب الله أن ((يتوضأ باللبن)) فهي دعوة لإلغاء تفرده، وطغيانه بالسلاح.. وهي تجعل لبنان أمام خيارين:

إما خيار الساحة التي تشتعل لحسابات إيران وسوريا، ينفرد فيها حزب الله بالقرار نيابة عن نظامي هذين البلدين، وتحقيقاً لمصالحهما على حساب مصلحة لبنان وبنيه.

وإما خيار الدولة اللبنانية الجامعة التي تلقى الدعم من كل الدنيا لممارسة حقها وواجبها على أرضها ويكون القرار قرارها وحدها ولحساباتها ومصلحتها وحدها، ولن يشذ عن هذه الحالة إلا داعمو حزب الله وعلى رأسهم إيران ومن يتبعها سوريا ومشيخة قطر..

متطوعون عرب في لبنان للدفاع عنه؟ يا مرحبا بهم.. فلم تهزم قضية فلسطين إلا بعد ان تخلى العرب عنها لمصلحة إيران، ولم يهزم استقلال لبنان وسيادته على أرضه إلا بعد ان سيطرت إيران على مقدراته بزرعها حزب الله متفرداً لقتل وطرد كل المقاومات الأخرى.

الآن هي دعوة جريئة أياً ما كان هدف مطلقها يجب أن يتمسك بها العرب من المحيط إلى الخليج لإنقاذ لبنان سواء من إسرائيل العدو أو من مطامع القريب المسلم.   

 

سر تحول جنبلاط  

 زين حمود/الشراع

*دور لنصر الله في تأمين ضمانات طلبها جنبلاط من دمشق

*سلسلة محطات تراكمت ودفعت جنبلاط للشكوى والحديث عن محاولات احراجه

*جنبلاط مستاء من طريقة تشكيل الحكومة ومحاولة تكرار فرض المرشحين على لوائحه في الشوف وعاليه

*رواسب 7 أيار والتحولات الدولية اكثر ما يقلق جنبلاط

لقاء بعيد عن الاضواء عقد الاسبوع الماضي بين زعيم اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط وأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، وهذا اللقاء هو الثاني بينهما بعد الانتخابات النيابية. معنيون بالعلاقة بين الطرفين لم ينفوا كما لم يؤكدوا حدوث اللقاء وسط تداخل المعلومات والاشاعات وتشابكها حول ما اقدم عليه جنبلاط من تبدل وتحول وتغيير بإعلان مواقف ما زالت البلاد تعيش تداعياتها الكبيرة وترصد ما يمكن ان ينتج عنها من ارتدادات قوية وبالغة الأثر. فقد راج في هذه المناسبة كلام كثير حول الزلزال الجنبلاطي وخلفياته، وضجت الاوساط السياسية والاعلامية منذ الاحد الماضي بأخبار هي أقرب ربما الى تلفيقات حول زيارة قام بها زعيم المختارة قبل نحو اسبوع برفقة الوزير طلال ارسلان الى دمشق، او حول زيارة قام بها قبل اسبوعين ونيف الى الدوحة حيث التقى مسؤولين وعاد من هناك بخطة للرد على محاولة انقلاب فاشلة في قطر قيل انها حدثت ودعمت تنفيذها اطراف عربية مؤيدة لقوى 14 آذار/مارس، ومناوئة لقوى 8 آذار/مارس.

وقيل ايضاً ما هو اكبر واخطر عن دوافع جنبلاط وانقلابه.. وبعض المتضررين من تموضعه الجديد ذهب الى حد التشهير به وتوجيه اقسى الاتهامات بحقه، علماً ان معظم ما تم الباس جنبلاط به واضح انه اقرب الى الاشاعة والتشفي منه الى الحقيقة والواقع، اذ يكفي ما عرف عن جنبلاط وشخصيته المثيرة للجدل والجريئة في مقاربة المواقف واعلانها لاسقاط كل ما قد ينسب اليه فالرجل يفعل ما يريده عادة، علناً وأمام الملأ ويقول ما يريد قوله دون لف او دوران او مواربة ويعلن ما ينوي اعلانه من خيارات بشكل حازم وجازم وحاسم حتى لو كانت من نوع السير على حافة الهاوية ومن شأنها تعريضه لشتى انواع التهديدات والاخطار.

لذلك من المستبعد تماماً ان يكون لخطوة جنبلاط صلة بزيارة قام بها الى هنا او هناك، الى دمشق او الى قطر، خاصة بعد الكلام السوري عن ان الطريق اصبحت معبدة امام جنبلاط لزيارة سوريا وفقاً لما نقل عن بعض زوار دمشق من حلفائها في لبنان.

دور نصر الله

وسواءً كان انقلاب جنبلاط هو الثمن الذي كان عليه ان يدفعه لاعادة تطبيع علاقته مع دمشق، او انه محاولة اقتحامية لاستعجال هذا التطبيع ورفع الحواجز امام زيارته لها، فإن ما هو مؤكد هو ان زعيماً مخضرماً ومجرباً بوزن جنبلاط لم يكن ليخطو خطوته الكبيرة هذه من دون ترتيبات معينة امنت له ضمانات موثوقة داخلياً واقليمياً، بما يخالف كل ما قيل تشفياً عن انه غادر موقعه في 14 آذار/مارس الى ((اللامكان)) او الى ((الهواء)) خاصة وانه مارس سياسة نسف الجسور مع قوى دولية عظمى بوزن الولايات المتحدة ومع قوى اقليمية كبرى.

ولم يعد سراً ان أمين عام حزب الله زار دمشق مباشرة سراً بعد اجتماعه المعلن الأول بعد الانتخابات النيابية مع جنبلاط. ولوحظ منذ ذلك الاجتماع ان برنامجاً تطبيعياً للعلاقة بين حزب الله والحزب التقدمي الاشتراكي بدأ تطبيقه وطغت عليه عناوين مصالحة درزية – شيعية تمثلت بزيارات قام بها وفد علمائي من حزب الله إلى كبار مشايخ الدروز في الجبل وتم الرد عليها بزيارات مقابلة من وفد علمائي درزي.

ومن الواضح حتى الآن ان نصرالله نجح في ملاقاة جنبلاط، ليعيدا بناء ما كان دمر ليس فقط في علاقة الرجلين بل وأيضاً في علاقة جنبلاط مع دمشق.. وكذلك مع طهران كما سيظهر في المقبل من الأيام.

وإذا صح ما أشيع عن حصول لقاء بين زعيمي ((حزب الله)) و((الاشتراكي)) الأسبوع الماضي فإن جنبلاط أحدث زلزاله الأحد الماضي 2/8/2009، مؤازراً بالمناخ الجديد الذي خلقه ونصرالله لنفسه ولعلاقاته الجديدة – القديمة.

وبالنسبة لسوريا وكذلك حزب الله كان واضحاً ان الرهان في الأساس وقبل الانتخابات النيابية قائم على إحياء التحالف مع جنبلاط وليس على نتائج الانتخابات مهما كانت قاسية وفي غير مصلحة المعارضة، لا بل كان الرهان كما يظهر الآن بوضوح انه كان يراد استخدام واستغلال نتائج الانتخابات النيابية إلى أقصى حد ممكن وخسارة المعارضة فيها لتحقيق أهداف وغايات بدأت تظهر تباعاً.

بالنسبة لسوريا كان يتجاذبها قبل الانتخابات رأيان:

الأول يدعو إلى استخدام كل الوسائل الممكنة من أجل فوز المعارضة فيها تعويضاً عن الانسحاب العسكري السوري القسري، وانه لا يمكن تحمل عودة قوى 14 آذار/مارس إلى السلطة.

والثاني يدعو لتجنب فوز المعارضة في الانتخابات النيابية لأن ذلك يؤمن لدمشق وحلفائها الفوز بالمعادلة السياسية في لبنان. إذ لا قيمة لنائب أو نائبين بالناقص أو بالزائد.

وحسب أصحاب هذا الرأي الذي يبدو بوضوح ان الرئيس بشار الأسد تبناه كان على سوريا أن تراعي واقع وحيويات انفتاحها على الغرب والولايات المتحدة وأوروبا والنظام العربي الرسمي وان لا تدخل في لعبة المنافسات الانتخابية في لبنان مع أحد خصوصاً وان الأميركيين ومن خلال زيارتي نائب الرئيس الاميركي جو بايدن ووزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الى لبنان اعطوا اشارات قوية لدعم قوى 14 آذار/مارس، اضافة الى ان دمشق بلغ مسامعها كلام اوروبي وفرنسي مباشر عن ان لبنان سيدخل تجربة غزة في حال ربحت المعارضة بالانتخابات.

وتحت عنوان ربح المعادلة في لبنان وليس الانتخابات، قدمت دمشق مثالاً جديداً على التزامها ((تغيير السلوك)) الذي كان مطلب الغرب الدائم منها وجاءت نتائج الانتخابات كما ارادها الغرب دون تدخل سوري فيها، ففازت ((الاكثرية)) فيها ولم يبق احد في عواصم العالم الا وامتدح السلوك السوري الجديد الذي جاء بعد سلسلة خطوات كان ابرزها تبادل السفراء وفتح سفارتين للبنان وسوريا في كل من بيروت ودمشق وقد غطى جنبلاط بالتغيير الذي احدثه التنفيذ السوري لمطلب ((تغيير السلوك)) الغربي، وأمن بطريقة او اخرى وبشكل مباشر او غير مباشر ربح دمشق والمعارضة المعادلة بعد خسارة الانتخابات النيابية.

وكان واضحاً عشية الانتخابات ان دمشق كانت تراهن على تبدل موقف جنبلاط حتى اذا اقدم على ما كانت تنتظره منه كما حدث، تكون قد ربحت على مستوى علاقاتها عربياً ودولياً من دون ان تخسر الانتخابات النيابية.

وبالنسبة لحزب الله فإنه كان يتعاطى وقبل 7 حزيران مع الانتخابات على اعتبار انها لن تغير المسار السياسي في لبنان وبعد اعلان فوز قوى 14 آذار/مارس تعاطى حزب الله مع النتائج كما يلي:

اولاً: سارع الى الاعتراف بنتائجها حتى يظهر نفسه جزءاً اصيلاً من الحياة الديموقراطية في لبنان.

ثانياً: عمل الحزب على محاولة خلط الاوراق على نحو يلغي نتائج الانتخابات.

ثالثاً: التفاوض مع وليد جنبلاط على اساس بناء علاقة جديدة غير محكومة بنتائج الانتخابات.

حصان طروادة

قد يكون من الظلم التحدث عن جنبلاط في هذا الصدد باعتباره حصان طروادة قلب المعادلات وغير موازين القوى في لحظات حاسمة ومفصلية، فالرجل لا يعمل لدى دمشق او حزب الله، بل له حساباته ومصالحه وهواجسه وطموحاته، تتقاطع او تتباعد وفقاً لرؤية وخيار يحددهما، فيؤمن لنفسه التموضع الذي يراه متلائماً مع موقعه ومصالحه حزبياً كرئيس للحزب التقدمي الاشتراكي ومذهبياً كزعيم للدروز، ووطنياً كواحد من أدهى وأذكى وأمهر وأقوى رجالات لبنان على مر تاريخه.

وابرز مثال على ذلك هو ان وليد جنبلاط الذي كان في امس قريب العدو الاول في لبنان لحزب الله والشرائح التي ينتمي اليها، اضحى اليوم الملاك المنتظر، في ظل حماس منقطع النظير لـ((الابداعات الخلاقة)) لـ((أمهر سياسي)) في لبنان الذي اعاد الجبل الى موقعه الوطني والطبيعي كما قال قيادي بارز في حزب الله، في ((حماية ظهر المقاومة في اية مواجهة قد تنشب مستقبلاً بينها وبين العدو الاسرائيلي)) وثمة شواهد عديدة يعرفها القاصي والداني على ((مبادرات)) جنبلاط والخرائب التي يخلفها في كل مرة يقرر فيها الاقدام على خطوة نوعية بالحجم الذي اقدم عليه قبل ايام.

((انقلاب)) جنبلاط او ((عودته)) الى صفه هو جزء من استراتيجية جديدة يبدو انه خطها لنفسه او خارطة طريق رسمها منذ اشهر وكان ينتظر الوقت المناسب للبدء في تنفيذها مغادراً 14 آذار/مارس الى موقع يعرف جنبلاط مكانه وان كان يتعمد اثارة التساؤلات حوله: في الوسط مع رئيس الجمهورية ام في 8 آذار/مارس مع امين عام حزب الله، ام مع الاثنين معاً، اذا قيض لتوافق ما بمظلة ما سورية او غير سورية ان تؤمن له.

فقد كان واضحاً ان الرئيس ميشال سليمان الذي كان دعا قبل فترة وجيزة إلى تطبيق البند المتعلق في اتفاق الطائف باستحداث مجلس الشيوخ وأكملها في عيد الجيش في الأول من آب بالدعوة إلى ثورة دستورية أبرز المستفيدين من ((انقلاب جنبلاط)) فإنه من الواضح ان هناك ترابطاً ما بين بعبدا والمختارة يتجاوز مسألة تشكيل الحكومة الذي جاء موقف جنبلاط ليدخلها في أبواب التجميد وربما الجمود لفترة غير قصيرة، إلى مسألة إعادة النظر في الاصطفافات الحادة التي تتحكم بالبلاد منذ العام 2005 وجاءت الانتخابات النيابية لتكرسها وتحاكي ((الخلطة)) التي كان تحدث عنها رئيس مجلس النواب نبيه بري قبل أسبوعين.

فمن شأن ((انقلاب)) جنبلاط التأسيس لواقع جديد من التكتلات في الشكل على الأقل، يعطي لكتلة الوسط روحاً خاصة إذا استكملت بانضمام كتلة الرئيس بري إليها إضافة إلى عدد من المستقلين يتراوح بين 6 و7 نواب.

وبمعزل عن المندرجات التي ستنتهي إليها خطوة جنبلاط فمن الواضح ان جملة من الأسباب تقف وراء تموضعه الجديد ليس خوفه من تداعيات انعكاس فتنة شيعية – سنية عليه وعلى حزبه وطائفته إلا إحداها.

محطات تراكمت

أبرز الأسباب المباشرة كما يقول مطلعون هو استياؤه من المنهجية التي تم التعاطي بها معه في موضوع تشكيل الحكومة الجديدة، وهي المنهجية نفسها التي سبق ان شكا منها لدى تشكيل اللوائح في الانتخابات النيابية.

وفي ذلك الوقت كان جنبلاط يعبر بشكل شبه يومي عن ضيقه بمحاولات ((دفش)) مرشحين لحزب ((القوات)) و((حزب الكتائب)) إلى لوائحه وفرض مرشحين حتى نقل عنه في تلك المرحلة القول: هل يراد أن أكون فقط نائباً عن المختارة.؟

وفي موضوع الحكومة خاض مفاوضات صعبة من أجل الاحتفاظ لأحد وزرائه (غازي العريضي) بوزارة الأشغال وتم رفض اقتراحه بتوزير طلال ارسلان، كما رفض طلبه بتوزير مسيحي من كتلته، وصار عليه أن ((يناضل)) من أجل أن لا تقضم وزارات اللاحقائب حصته الوزارية وهي ثلاثة.

اما المحطة الابرز في سلسلة التراكمات من المحطات التي كان جنبلاط يراد احراجه بها، فكانت في التعاطي السلبي مع اقتراحه عقد لقاء او تجمع لمعالجة ذيول احداث عائشة بكار، لا سيما عندما اتهم من قبل مسيحيي 14 آذار/مارس انه يريد احياء التحالف الرباعي مع الثنائية الشيعية وجر تيار ((المستقبل)) الى هذا التحالف.

واذا كان اقتراح جنبلاط سقط يومها بسبب الحملة عليه، واستعيض عنه بلقاء امني رعته استخبارات الجيش وتعرض (اللقاء) بدوره للانتقادات فان معالجة رواسب احداث 7 أيار كانت وما تـزال احد ابرز هواجس جنبلاط، فركز حملته على شعار ((لبنان اولاً)) واصفاً الشعار بأنه انعزالي، للتحذير من مغبة الاستمرار في وضع العلاقة مع الاطراف المسيحية في موقع الارجحية على حساب اقامة توازن للعلاقات مع باقي الاطراف. لان من شأن اللاتوازن ادخال البلاد في فتنة سنية – شيعية لا تحمد عقباها ولن يكون احد بمنأى عن شظاياها القاتلة والمميتة.

وإذا كان هذا المنطق ينطوي على حقائق، فان من الظلم بمكان وضع زعيم تيار ((المستقبل)) الرئيس المكلف سعد الحريري في غير موقعه لا سيما وانه يتعاطى على الدوام من منطلق الحفاظ على التحالف الوطني العريض الذي يقوده تأكيداً منه ان فتح صفحة جديدة من العلاقة مع الثنائية الشيعية لا يمكن المضي بها على حساب مسيحيي 14 آذار/مارس وان المطلوب بناء واقع وطني جديد دون نبذ لأحد او إبعاد لفريق.. الخ.

ورغم ان جنبلاط لا يتوقف في السياسة عند توتر علاقاته الشخصية، فقد سجل في الآونة الأخيرة ان مواقفه الأخيرة تركت أثرها على هذه العلاقات، خصوصاً وانه يعتبر في بعض الأوساط كمن لا يتوقف نهمه في الطلب عند حدود معينة, وهذا ما كان يصله تباعاً ويفعل فعله في نفسه ومواقفه.

إلا ان استياء ورفض جنبلاط للتعاطي معه بهذه المنهجية ليس سبباً رئيسياً لزلزاله، فثمة أسباب أعمق وأكبر أهمها:

- التحولات الدولية التي لمس حدوثها وخصوصاً مع سقوط مشروع المحافظين الجدد في الولايات المتحدة. وفي كلامه أمام الجمعية العمومية للحزب كان واضحاً في تحدثه عن رفضه لتلك المرحلة حين تحدث عن خطأ ذهابه إلى ((اللامعقول)).. الخ.

وقد لمس جنبلاط حدوث هذه التحولات في 7 أيار/مايو الماضي على الأرض بعد ان كان لمسها قبل أشهر قليلة خلال زيارته الأخيرة للولايات المتحدة وكلام ستيفن هادلي يومها عن ان واشنطن لا تريد من سوريا الا تغيير سلوكها.

وخلافاً لما يظن البعض ممن يضعون جنبلاط في صورة الخائف والمذعور من استهدافه وموقعه، فإن جنبلاط قرأ في تلك الاحداث التحول العميق الذي حصل في الواقعين الاقليمي والدولي.. هذا التحول الذي مكّن حزب الله من استخدام السلاح في الداخل بعدما تعذر عليه ذلك سابقاً وخاصة خلال الفترة الطويلة لاعتصام المعارضة في وسط بيروت.

- تنامي القوى الاصولية في مناطق لصيقة بمعاقل وبمناطق نفوذ جنبلاط وخاصة في اقليم الخروب وتحدث الزعيم الاشتراكي غير مرة عن طالبان التي تولد وسياسات احتضانها الحمقاء..

- التداخل الحاصل بين الديموغرافية الدرزية والشيعية وهي التي ولدت صدامات وقلاقل ومشاكل شبه يومية على امتداد مناطق التواجد المشترك بسبب تصاعد الخلاف السياسي وانعكاسه مباشرة على الارض.

- رفض جنبلاط استخدامه كأداة سواء من قوى خارجية او داخلية، خصوصاً وان مشروعه كان وما يزال هو اعادة بناء الدولة وليس الانزلاق في حرب اهلية جديدة لا تبقي ولا تذر.

- ادراك جنبلاط لحقيقة واضحة لديه وضوح عين الشمس وهي لعبة الامم التي يحذر منها مراراً وتكراراً ومن وضع مصير الدروز في جبل لبنان في خطر شديد، وبعض المطلعين يرون ان اغتيال احد قياديي الحزب الديموقراطي اللبناني (بزعامة طلال ارسلان) الشيخ صالح العريضي في شهر ايلول/سبتمبر الماضي كان بالنسبة لجنبلاط نقطة التحول او الحدث الفاصل الذي جعله ينطلق في سياق حسم خياراته بالطريقة التي حسمها بها.

انطلق جنبلاط في تنفيذ خارطة طريق جديدة اعدها لنفسه وحضرها وباشر ببعض خطواتها التمهيدية على مدى عام كامل لتتمظهر في صورة اعادة مراجعة شاملة لخياراته عقائدياً امام حزبه ومذهبياً امام مذهبه ووطنياً امام الحلفاء والخصوم.

وبكل المقاييس فان خطوة جنبلاط وان كان البعض يعتبرها مغامرة سرعان ما سيكتشف خطورتها، كونه خسر اصدقاء سابقين في الداخل والخارج ولم يربح اصدقاء جدداً اقليمياً ودولياً رغم كل المديح الذي كيل له، فإن قراءة سريعة لموقعه الجديد وضعته في موقع حجر الرحى لأي عملية توافق قادمة عاجلاً او آجلاً، لان الجميع بات بحاجة له بدءاً من موقع رئاسة الجمهورية، مروراً بتحالف 8 آذار/مارس ووصولاً الى قوى 14 آذار/مارس.

ولا يمكن حصراً الحديث عن صلة خطوة جنبلاط بتشكيل الحكومة لان توقيت الاعلان عن خطوته بعدم الاستمرار في قوى 14 آذار/مارس يستبطن ما يستبطن ولا يقل اهمية وخطورة عن الخطوة بحد ذاتها بفعل قوة الوظائف التي ادتها ليس فقط بالنسبة لموضوع تشكيل الحكومة وانعكاساتها بل في لحظة بالغة الدقة اقليمياً وتنذر بهبوب رياح وعواصف في شتى الاتجاهات؟

ولطالما اعتبر جنبلاط العمود الرئيسي في قوى 14 آذار/مارس ولذلك فإن السؤال المطروح ماذا سيحدث لهذه القوى بعد انفكاكه عنها؟ وهل خرجنا من مأزق الانقسامات السابق بفعل الزلزال الجنبلاطي الى ((خلطة)) وطنية ام الى مأزق انقسامات جديدة؟ وهل استبق جنبلاط بصدمته المدوية وتموضعه الجديد احداثاً كبرى وخطيرة ام ترتيبات معينة لوضع جديد في لبنان؟

زين حمود   

 

المطران نجيم ترأس قداس مار افرام في كفرذبيان- كسروان

النائب عون: في الحالات الصعبة ندافع عن انفسنا ونستعمل العنف

النائب الخازن: في 8 حزيران سقطت الاقنعة والشعارات والاوهام

وطنية- 9/8/2009 احتفلت بلدة كفرذبيان الكسروانية بعيد شفيعها القديس مار افرام، فأقامت قداسا الهيا في كنيسة القديس مار افرام في البلدة، ترأسه راعي ابرشية صربا المارونية المطران غي بولس نجيم، وحضره رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون وكان في استقباله نواب كسروان: فريد الياس الخازن، يوسف خليل، جيلبيرت زوين، نعمةالله ابي نصر وفاعليات البلدة وحشود شعبية استقبلته بالزغاريد ونثر الارز والورود.

المطران غي بولس نجيم

بعد تلاوة الانجيل المقدس القى المطرن نجيم عظة قال فيها:

"ان مقطع الانجيل الذي تلي علينا الآن بمناسبة عيد القديس افرام، شفيع هذه الرعية المباركة، يندرج في الحديث الطويل الذي أجراه سيدنا يسوع المسيح ليلةآلامه، لما اختلى بتلاميذه الرسل الاثني عشر ليتناول وإياهم عشاءه الاخير. بدأ، كما تعلمون، بغسل أرجلهم وبعدما أنبأهم ان احدا من بينهم سيسلمه، خرج يهوذا الاسخريوطي في الليلة الظلماء لفعل فعله، فأفضى الرب لاحبائه في هذه اللحظة المثيرة من حياته، بأسرار قلبه، ومن بين أقواله مثل "الكرمة الحق" الذي وصلت الينا بفضل يوحنا الرسول.

وهذا المثل هو حقا بمثابة نجوى يودع بها المسيح أحب الناس وأقربهم اليه. وبالفعل، في مستهل وصفه لهذا المشهد، يلقب يوحنا الانجيلي الرسل المجتمعين حول يسوع بخاصته، يقول:"قبل عيد الفصح كان يسوع يعلم بان ساعته قد أتت لانتقاله الى أبيه، وكان قد أحب خاصته ولا عجب اذا ما اتسم المقطع الذي نحن بصدده بطابع الالفة والمودة. انه يكلمنا عن العلاقة بين ثلاثة هم، الآب السماوي، وابنه السيد المسيح، وتلاميذه الاخصاء مبينا ما لهذه العلاقة من فرادة وعمق وأهمية.

أضاف:"فالله الآب يطل علينا بصورةالكرام الذي يعشق كرمته وينتظر ان تثمر عنبا جيدا لانه يكون تعب عليها كما يقول لنا أشعيا النبي في احدى نشائده عرفها جيدا السيد المسيح وتلاميذه وكانت بلا شك حاضرة في ذهنهم حين أتى الحديث عن الكرمة. يقول أشعيا:"كان لحبيبي كرمة في رابية خصيبة وقد قلب أرضها وأزال منها الحصى وغرس فيها افضل كرمه وبنى برجا في وسطها ليحرسها وحفر فيها معصرة.

والحقل الذي أعده الله الآب ليضع فيه كرمه هو العالم والكرم الجيد الذي غرسه في هذا الحقل هو ابنه الحبيب، المساوي له في لجوهر، صورته الازلية، زرعه في ارض البشر لتنبت حياة ابدية واغصان الكرم هم الذين، على غرار الرسل، آمنوا بالسيد المسيح وثبتوا في محبته فكانوا له تلاميذ صادقين يثمرون على خطاه ثمار محبة. وقد سمعنا الرب يسوع يقول:" بهذا يتمجد ابي، ان تثمروا ثمارا كثيرا وتكونوا لي تلاميذ".

وتابع:"التلمذة ليسوع لها ميزاتها، انها لا تتطلب امكانيات عقلية او حتى اخلاقية خاصة. انها أصلا دعوة مجانية منه تعالى. رأى صيادي سمك، بالارجح أميين، فدعاهم، وشاهد احد العشارين المعتبرين من قبل الاتقياء، خطأة، فقال له"اتبعني" وكلهم تركوا كل شيء وتبعوه.

وهذا النداء "اتبعني" يتضمن التمثل بتصرفات الرب والاصغاء المجتهد لكلامه والثبات بقربه. تلميذ المسيح يشاطره المصير بما فيه حمل الصليب على رجاب القيامة بالمجد معه. فكما كان المسيح ولا يزال بركة للعالم وخميرة خلاص فيه، كذلك يكون تلميذ المسيح الحقيقي، بركة للعالم وخميرة خلاص أبدي له، لذا، يقول الرب،"من سقى أحد هؤلاء الصغار كأس ماء على انه تلميذي، فالحق اقول لكم ان أجره لن يضيع".

وختم المطران نجيم:"تحثنا الكنيسة اليوم، في هذا العيد المبارك، عيد مار افرام ملفان الكنيسة الجامعة وأعظمهم في كنائسنا السريانية والذي عرف للاهوته وتفاسيره لاقوال واعمال السيد المسيح والكتاب المقدس بمجمله، قبل ان يشهر لشعره، ان نتذكر ان المسيح دعانا، من خلال الاجيال العابرة المؤمنة ومن خلال اهلنا وبيئتنا لنكون تلاميذه أينما كنا ومهما كانت مكانتنا ومسؤوليتنا. أسمعنا كلامه وتركه وديعة مقدسة بين ايدينا. حافظ عليه أجدادنا منسوخا في الكتب ومتجليا في سلوكهم وخصوصا في حياة قديسيه. بين ايدينا أعظم كنز لخلاص نفوسنا وخلاص العالم. أحبنا المسيح قبل ان نعرفه وجعلنا من خاصته وكلامه ليلة آلامه وصل الينا وهو بمثابة نجوى من قبله لمن يشأ من بيننا ان يسمع".

احتفال

ثم أقيم للمناسبة احتفال للعماد عون في باحة الكنيسة وعزفت فرقة كفرذبيان أناشيد وطنية احتفاء به، ثم كانت كلمة ترحيبية لسيمون بطيش باسم الاهالي شدد فيها على "تجديد عهد اهالي البلدة بالثبات على مبادىء العماد عون والمضي بمنهاجه في العمل الوطني بناء لوطن يقدم المواطنة على اي اعتبار".

ولفت بطيش ان "بلدة كفرذبيان اثبتت اننا على الخريطة السياسية الكسروانية وهي نقطة ارتكاز يستحيل تجاهلها او تجاهل مصالحها وحقوقها المهملة تاريخيا".

 

النائب الخازن

ثم كانت كلمة للنائب الدكتور فريد الياس الخازن الذي رحب بالعماد عون في كفرذبيان عروس كسروان - الفتوح، واصفا إياه ب"فادي لبنان وكيانه ومقيمه من الخضوع والاذعان الى حياة لا تقوم الا على الاصلاح والتغيير في وجه الفساد والافساد والعفن السياسي".

اضاف:"انه قبل 7 حزيران الماضي حاولوا القضاء على الخط السياسي والشعبي للعماد عون واستعمل المال لشراء الضمائر ورفعت شعارات وصلت الى حد التخوين في ظل حملة اعلامية أوحت بان وجود التيار الوطني الحر وتكتل الاصلاح والتغيير هو خطر على المصير والكيان، لكن هذا الكلام انتهت مفاعيله في 8 حزيران حيث سقطت الاقنعة والشعارات وانكسرت الاوهام، وانتصر الحق فجددت كسروان - الفتوح وفاءها وقناعاتها وخياراتها".

وتوجه النائب الخازن الى العماد عون بالقول: "انتم من اوائل المدافعين عن السيادة والاستقلال وعن وحدة لبنان ودور مسيحييه الريادي بعيدا عن التهميش والاستهداف والاقصاء".

وختم:"ان كفرذبيان قالت كلمتها بالصوت الصارخ:" لمن اعطاني مجده أعطيه مجدي" ولمن كلمته الحق والحقيقة وحده يستحق كلمة ال "نعم".

العماد عون

ثم ألقى العماد عون كلمة قال فيها:"أتيت اليوم لاشارككم فرح العيد وللصلاة معكم لاننا في حاجة دائما للعودة الى الله لشكره في ساعةالنصر وللجوء اليه في حال الشدة، وهو من يمنحنا الهبات التي تسمح لنا بالاستمرار في اي ظرف".

اضاف:"نعيش في مجتمع متلاطم وقد علمنا السيد المسيح ان نحب بعضنا بعضا وان كنا في الحالات الصعبة ندافع عن انفسنا ونستعمل العنف ولكن تربيتنا لم تكن يوما قائمة على العنف" لافتا الى اننا "نبشر بالعيش معا في لبنان، ولا يمكن ان تبنى علاقة مع الآخر على اساس الحقد، بل المطلوب هو احترام حق الاختلاف ولا يجوز تربية الشباب على الحقد والكراهية، والحقد يفجر صاحبه ولا يقتل عدوه".

واعتبر العماد عون ان "قوة المسيحية هي في ذاتها ومتسامحة في موقع القوة، لا تسحق امام الضعف". وتوجه الى اهالي كفرذبيان وكسروان واللبنانيين عموما بالقول:" لا تقللوا من قيمة انتصاركم في وجه العالم وفي وجه المال"، معتبرا "اننا نصبح سلعا للبيع والشراء اذا تخلينا عن مبادئنا".

واشار العماد عون الى ان "الله علمنا فضائل ثلاث وهي، المحبة والايمان والرجاء، ولا احب ان أسمع كلمة إحباط، فنحن نرقد تحت التراب على رجاء القيامة، متسائلا كيف "نحبط" ونحن أحياء؟ مؤكدا ان "المسيرة مستمرة، والاحداث تعطي خيارات تكتل التغيير والاصلاح والتيار الوطني الحر الحق".

وقال:" يحاولون اليوم استهدافنا خصوصا من خلال التوطين الفلسطيني الذي تعمل اسرائيل عليه باتجاهين، فهي من جهة تخطط لرفضها عودة الفلسطينيين الى فلسطين، ومن جهة ثانية تعمل على توطينهم في أماكن وجودهم، ان لبنان لا يحتمل التوطين ولا يقبل الا بدعم الشعب الفلسطيني باستعادة حقوقه، وهذا يوجب علينا التضامن مع مكونات مجتمعنا ومع محيطنا. وبعد التفاهم الداخلي اتينا بالاستقرار الخارجي الاوسع. وكل ما وعدتكم به سيتحقق ولن نتنازل عن خياراتنا".

وفي نهاية الاحتفال قدم منسق التيار الوطني الحر في كفرذبيان المهندس مجيد عقيقي للعماد عون تذكارا من صخر كفرذبيان يمثل الجسر الطبيعي وقلعة فقرا ويعلوهما شعار التيار.